Professional Documents
Culture Documents
0677 000 053 053x
0677 000 053 053x
إعداد
عالء صالح فوزي كيالىن
مدرس مساعد بقسم خدمة اجلماعة بكلية
اخلدمة االجتماعية -جامعة أسيوط
323
ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ:
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﻛﻴﻼﻧﻲ ،ﻋﻼﺀ ﺻﻼﺡ ﻓﻮﺯﻱ .(2015) .ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﺑﺴﻮﺀ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ.ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻉ .345 - 323 ،53ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 699363/Record/com.mandumah.search//:http
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﻛﻴﻼﻧﻲ ،ﻋﻼﺀ ﺻﻼﺡ ﻓﻮﺯﻱ" .ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﺑﺴﻮﺀ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ".ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻉ .345 - 323 :(2015) 53ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 699363/Record/com.mandumah.search//:http
عالقة السمات الشخصية للعمال بسوء توافقهم املهني
إعداد
عالء صالح فوزي كيالىن
مدرس مساعد بقسم خدمة اجلماعة بكلية
اخلدمة االجتماعية -جامعة أسيوط
323
عالقة السمات الشخصية للعمال بسوء توافقهم املهني
إعداد
عالء صالح فوزي كيالىن
مدرس مساعد بقسم خدمة اجلماعة بكلية
اخلدمة االجتماعية -جامعة أسيوط
323
جملة اخلدمة االجتماعية
مقدمة:
تعرف الشخصية أبهنا ذلك التنظيم املتكامل الديناميكي الذي يتميز به الفرد ويتكون من التفاعل
املستمر املتبادل بني املنظومات النفسية واجلسمية ومؤثرات البيئة املادية واالجتماعية(.)1
ويقصد ًبلسمات الشخصية مسات الفرد من حيث طبيعة شعوره وتفكريه وسلوكه ،وهذه
السمات املسئولة عن حتديد مشاعر الفرد السلبية أو اإلجيابية للعمل ،فاألفراد أصحاب الشخصية
االنبساطية مييلون إىل الشعور مبستوى أعلى من التوافق املهين عن األفراد أصحاب الشخصية
االنعزالية(.)2
ويتبىن الباحث يف عرضه لسمات الشخصية هذا التعريف ،حيث إنه قسم السمات الشخصية
وف ًقا للجوانب األربعة للشخصية (اجلسمية والنفسية والعقلية واالجتماعية) واليت بشأهنا يكون هلا أتثري
على التوافق املهين للعمال ،ويعتقد أن هذه السمات الشخصية تتصل ًبألداء وتؤثر على إجناز املهام يف
العمل وتؤدي إىل اإلتقان يف األداء واالستقرار العاطفي من عدمه(.)3
( )1عزيز حنا داود وآخرون :الشخصية بني السواء واملرض ،القاهرة ،مكتبة األجنلو املصرية ،1991 ،ص.11
(2) Michael J. Cullen, Paul R. Sackett: Personality and Counterproductive Workplace
Behavior, In: Murray R. Barrick, Ann Marie Ryan: Personality and Work,
Reconsideridering the Role of Personality in Organizations, NY, John Wiley & Sons,
Inc, 2003, P P 167: 168.
(3) Murray R. Barrick et. Al: Situational Influences on Trait- Behavior Relationships
In: Murray R. Barrick, Ann Marie Ryan: Personality and Work, Reconsidering the
Role of Personality in Organizations, NY, John Wiley & Sons, Inc, 2003. P 68.
324
جملة اخلدمة االجتماعية
ويؤدي تنافر السمات الشخصية ومتطلبات املهنة ليس فقط إىل تعطل التقدم والنجاح ،بل إهنما
يساعدان على سوء التوافق الفردي ،والذي يظهر يف أشكال خمتلفة كالتعاسة ونقص الكفاية يف العمل،
أحياًن يكون
اضحا أنه ً واإلسراف يف ترك العمل ،واملشكالت االجتماعية الكبرية ،وينبغي أن يكون و ً
عرضا الضطراب عميق يف الشخصية ،والسمات الشخصية للعامل تتمثل يف قدراته سوء التوافق املهين ً
ومهاراته ،وكلمات توافرت هذه العوامل أدى ذلك إىل توافق العامل مع مهنته ،أما إذا مل تتواجد أدى
ذلك إىل وصفه أبنه سيئ التوافق املهين ،وتتلخص هذه العوامل يف أحوال العامل الصحية والنفسية
ومساته الشخصية ،فأي خلل يف احلالة الصحية يؤثر على الشخص ،و يف استجابته للمواقف املختلفة
كما تؤثر يف التوافق املهين احلالة النفسية أو املزاجية واالضطراًبت االنفعالية والنفسية كالصرا والقلق
واإلحباط ،كذلك تؤثر يف التوافق السمات الشخصية للفرد كاستعداده للعمل وميوله ورغباته وطموحه
ومستوى اقتداره ،ومتاعبه الشعورية والالشعورية(.)1
وبتحليل الدراسات والكتاًبت النظرية ميكن للباحث تقسيم السمات الشخصية املؤثرة على توافق
العمال مهنيًا إىل:
ا
أوًل :املتغريات الدميوجرافية للعامل:
-1العمر :العمال يف مراحل العمر املتقدمة يكونون أكثر تواف ًقا من العمال األصغر سنًا ألهنم
يكونون مستعدين للتقاعد عن عملهم ،وحياهتم الشخصية قد استقرت إىل حد كبري ،وقد حصلوا على
ما يريدونه من عملهم على عكس العمال ذوي السن األصغر( ،)2حيث كشفت بعض األحباث
والدراسات عن وجود عالقة طردية بني عمر العامل وتوافقه املهين ،فكلما تقدم سن العامل كلما كان
أكثر تواف ًقا يف عمله ،وقد يعزي ذلك إىل الفرتة اليت قضاها يف العمل واخلربة اليت اكتسبها من هذا
العمل ،كما أكدت بعض الدراسات األجنبية على وجود فروق معنوية ذات داللة إحصائية يف التوافق
املهين بني العمر والتعليم(.)3
-2اجلنس :اإلًنث ً
عموما يكون أقل نسبيًا يف الطموح والتوقع عن الذكور ،ولذلك فهم يكونون
متوافقون وراضون عن عملهم بصورة كبرية ،وأحد أسباب هذا التوافق هو قلة العبء االقتصادي
( )1أمحد زكي بدوي :؟ االجتماعية يف جمال العمل ،اإلسكندرية ،دار اجلامعات املصرية ،1991 ،ص.22
(2) Vikram Bisen: Industrial Psychology, New Delhi, New Age International (P) Ltd.,
Publishers, 2010, P 38.
( )3أمني الضرغامي ،علي حلوة :دراسات يف السلوك اإلنساين يف التنظيم القاهرة ،مكتبة عني مشس ،1999 ،ص.99
325
جملة اخلدمة االجتماعية
لديهم( ،)1وقد توافرت نتائج الدراسات اليت أجريت حول العالقة بني جنس العمال وتوافقهم املهين،
حيث أظهرت أن النساء أكثر تواف ًقا مهنيًا عن الرجال ،وإن كانت هذه النقطة يف حاجة إىل تفسري
موضوعي مقبول ،إال أن ذلك سيظل متوق ًفا على نتائج تلك الدراسات(.)2
حمددا ملستوى توافق العمال ورضاهم عن عملهم3- ،عامال ًأيضا ً .3مدة اخلدمة :وهذا هو ً
والعمال يف املرحلة األولية يكون لديهم مزيد من التوافق املهين ولكن عندما يصلوا إىل سن 54إىل 44
من عمرهم ينخفض مستوى توافقهم املهين ،ويرتفع مرة أخرى بعد هذه املرحلة( ،)3وقد أشارت البحوث
إىل زايدة معدالت سوء التوافق املهين بني العمال اجلدد ،وينخفض هذا املعدل مبرور الوقت ،وميكن
إرجا ذلك إىل نقص تدريب على املهارات املختلفة للعمل وكذلك على التعامل مع الرؤساء
والزمالء(.)4
-5املستوى التعليمي :تشري الدراسات إىل أن العالقة بني املستوى التعليمي والتوافق املهين
للعمال أتخذ شكل عالقة عكسية فاألفراد ذوي املستوى التعليمي املرتفع يضعوا معايري مرتفعة لتوافقهم
املهين ،ويستخدموا لذلك مجاعات مرجعية عالية املستوى مما يزيد من توقعاهتم ،ويصعب مقابلتها يف
الواقع العملي فينخفض توافقهم املهين(.)5
-4عدد أفراد األسرة الذين يعوهلم العامل :ألن أفراد األسرة قد يكون كبري مثل كون العامل
يعول ( )4مخسة أفراد ،مما يؤدي إىل عدم رضاه وتوافقه مع عمله ًبملقارنة ًبلعامل الذي يعول عدد (1
(.)6
أو )2واحد أو اثنان من األعضاء
.1السمات اجلسمية :ويقصد هبا التكوين والبنية اجلسمية للفرد وهي اليت حتدد مدى نشاط
أيضا نظرة الفرد لنفسه ونظرة اآلخرين له ،فالفرد السوي البنية
الفرد وقدراته على حتمل اجملهود ،وحتدد ً
()7
تتبلور شخصيته يف اجتاهات سوية ختتلف عن الفرد املعوق ،ومن أهم هذه السمات:
326
جملة اخلدمة االجتماعية
( )1حممد سالمة غباري ،أمرية منصور يوسف :املدخل على عالج املشكالت العمالية من منظور اخلدمة االجتماعية ،اإلسكندرية ،املكتب
اجلامعي احلديث ،1991 ،ص ص.91 :91
( )2عباس حممود عوض :املوجز يف الصحة النفسية ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،1991 ،ص.52
327
جملة اخلدمة االجتماعية
( )1موسى جربيل وآخرون :علم النفس االجتماعي ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،1995 ،ص.91
( )2حممد سالمة غباري ،أمرية منصور يوسف :مرجع سبق ذكره ،ص ص91 :91
(3) Murray R, Barrick et al: Op, Cit,. P67.
( )4عزيز حنا داود وآخرون :مرجع سبق ذكره ،ص.291
328
جملة اخلدمة االجتماعية
()1
دورا ًبلغ الصعوبة ،إال أن زايدة اإلنتاج
العمل ،ورغم أن العامل هو ركيزة الصناعة اليوم ،ويؤدي ً
يتطلب منه زايدة ساعات العمل ،وتتم السرعة والدقة يف اإلنتاج على حسب أعصابه وراحته
النفسية ،ورغم التوسع امللموس يف رفع مستواه املادي فهو يف حاجة إىل الشعور ًبلرضا والسعادة،
وكذا هو يف حاجة ألن يشعر ًبالطمئنان ًنحية مستقبله ،وكلما شعر العامل ًبالرتياح النفسي
واألمن زادت قدرته اإلنتاجية وارتفعت شدة دوافعه للعمل ،وزاد والؤه للمؤسسة اليت يعمل هبا،
ومدى شعوره ًبالنتماء هلا ،والتوحد معها ،فالعامل املتوافق تواف ًقا حسنًا مع عمله عادة ما يكون
على عالقة حسنة مع النظام واهليئات اإلدارية للمؤسسة(.)2
د -ضعف ميل العامل لعمله :واملقصود ًبمليل هو املوقف اإلجيايب جتاه املهنة ،وهو اهتمام الفرد بعمل
معني يؤديه ًبرتياح مما يتصل بتوافقه املهين ،أما إذا كان ميل العامل لعمله ضعيف ،فإن موقفه جتاه
العمل يكون سليب فيصبح يف هذه احلالة سيئ التوافق املهين.
ه -تشتت انتباه العامل :ويكون نتيجة تشتت انتباه العامل عن عمله ،إما النشغاله هبمومه األسرية
واملعيشية أو الجتاهاته السلبية حنو العمل أو اإلدارة ،أو نتيجة فشله يف إتبا اإلجراءات ،إما لنسيان
بعضها ،أو صعوًبت إدراكية مرجعها عيوب يف احلواس أو اجتاهات سلبية أو تشتت يف االنتباه،
وإما أن يكون األداء غري كاف لنقص يف التدريب على مهارات األداء الصحيح مما يؤدي إىل عدم
رضاء رؤسائه يف العمل عنه(.)3
و -األمراض السيكوسوماتية :هي أمراض جسمية ترجع يف املقام األول إىل عوامل نفسية سببها مواقف
انفعالية تثريها ظروف اجتماعية ،وهي أمراض تتفشى يف احلضارات املعقدة ذات التحول الصناعي،
والتكنولوجي الكبريين واليت يسود فيها التنافس الشديد بني الناس ،الظروف االقتصادية القلقة ،البطالة
تعبريا صرحيًا،
وغريها من الظروف اليت تستفز العامل وتثري يف نفسه القلق مما جيعله يعرب عن مشاعره ً
ومن بني هذه األمراض ضغط الدم ،وقرحة املعدة واألمعاء ،والربو وطائفة من أمراض القلب وكثري من
حاالت الصدا النفسي(.)4
ز -االجتاه السليب حنو العمل :االجتاه املهين هو جمموعة املشاعر اليت حيملها العامل جتاه عمله مما جيعله
راضيًا عنه ،واالجتاه اإلجيايب حنو العمل يرتبط ًبلتوافق املهين ،واالجتاه السليب يرتبط بسوء التوافق املهين،
( )1عويد سلطان املشعان :علم النفس الصناعي ،القاهرة ،مكتبة الفالح للنشر والتوزيع ،1995 ،ص ص.224 :225
( )2فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،7القاهرة ،دار املعارف ،1992 ،ص ص.51 :19
( )3طريف شوقي فرج وآخرون :مرجع سبق ذكره ،ص ص.121 :121
( )4عويد سلطان املشعان :مرجع سبق ذكره ،ص.159
329
جملة اخلدمة االجتماعية
وقد رأى ستاو وروس Staw and Ross 1985أن اجتاهات العامل املتمثلة يف (التحفيز والرضا)
تعد من مسات الشخصية املتزنة ،وقد تعكس التوافق املهين للعامل وكذلك هتيئ العمال لكي يروا
()1
ئيسا يف حتديد سلوك العامل، دورا ر ً
احملتوى اإلجيايب أو السليب حلياهتم ،وتلعب هذه االجتاهات ً
وتؤدي االجتاهات السلبية حنو العمل إىل نقص دافعية الفرد ألدائه مما جيعل هذا األداء غري كاف أو
جيعل العامل مشتت الذهن ،فيغفل بعض اإلجراءات مما يؤدي إىل عدم رضاء الرؤساء وحتوله إىل
شخص غري متوافق مهنيًا(.)2
ح -ضعف دافعية العامل :الدوافع هي حمركات السلوك ًبلنسبة لإلنسان أو هي الطاقة الدافعة للعمل،
وكلما كانت دافعية العامل قوية حنو حتقيق أهداف املؤسسة الصناعية كلما كان ذلك مرتبطًا ًبلتوافق
حتمال لظروفاملهين عنده( ،)3ومن املفرتض أن العمال املتوافقني مهنيًا أكثر دافعية لإلنتاج وأكثر ً
وحتوال من عمل إىل آخر ،على العكس من ذلك العمال سييء العمل غري املالئمة وأقل تغيبًا ً
التوافق املهين يظهر لديهم العديد من املؤشرات الدالة على فاعلية املنظمة كاإلنتاجية ومعدل
الغياب ،والتحول وبعض أشكال السلوك كالتخريب وإساءة استخدام اآلالت واألدوات ونشر
()4
الشائعات....اخل.
ط -اإلحساس ابلتعب وامللل :يعرف درفر Dreverالتعب أبنه اخنفاض اإلنتاجية أو الكفاية أو
القدرة على االستمرار يف العمل بسبب بذل الطاقة السابق يف إجناز العمل هذا من جهة العمل ،أما
من ًنحية الفرد فهو األحاسيس واملشاعر املعقدة والصعوبة املتزايدة اليت يشعر هبا العامل بعد
استمراره يف العمل لفرتة طويلة ،وقد يكون هذا التعب عقليًا أو عضليًا أو حسيًا أو عصبيًا ،حيث
يتسبب التعب يف فقدان القدرة على أداء العمل أو نقصاهنا ،وحيدث التعب نتيجة للممارسة
الطويلة للعمل ،وزايدة التعب هلا أضرار قد تؤدي إىل حدوث االهنيار العصيب للعامل أو العجز عن
مقاومة جسمه للتعب واإلرهاق( )5وكذلك يؤدي التعب إىل اخنفاض اإلنتاجية أو الكفاية أو القدرة
على االستمرار يف العمل بسبب ما بذل من طاقة من قبل يف إجناز العمل ،هذا وقد يكون التعب
(1) Brent W. Roberts and Robert Hogan: Personality Psychology in the Workplcae,
USA, American Psychological Association, 2001.P229.
( )2طريف شوقي فرج وآخرون :مرجع سبق ذكره ،ص ص.121 :121
( )3حممد شحاتة ربيع :أصول علم النفس الصناعي ،القاهرة ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،2112 ،ص ص.249 :247
( )4طريف شوقي فرج وآخرون :مرجع سبق ذكره ،ص .199
( )5عبد الرمحن العيسوي :سيكولوجية العمل والعمال ،لبنان ،دار الراتب اجلامعية ،د.ت ،ص ص.75 :71
330
جملة اخلدمة االجتماعية
جسميًا أو عضليًا أو عصبيًا أو حسيًا ،وميكن قياس تعب العامل من خالل كمية إنتاجه ونوعيته،
كما ميكن قياسه من خالل مقاييس فسيولوجية مثل تزايد ضرًبت القلب أو نسبة السكر يف الدم
أو االنقباضات العضلية ،أما امللل فهو حالة نفسية تصيب العامل نتيجة قيامه بنشاط تنقصه
الدافعية أو استمرار العامل يف موقف ال مييل إليه وينجم عن ذلك كراهية العامل االستمرار يف
النشاط أو املوقف وضعف االهتمام به من كساء أو مأوى( ،)1وكذلك يعرفه إجنلش وإجنلش
English& Englishأبنه حالة نفسية تنتج من أي نشاط ينقصه الدافع ،أو يف االستمرار يف
موقف ال مييل إليه العامل ،وتتميز هذه احلالة بضعف االهتمام وكراهية استمرار النشاط أو
املوقف(.)2
ي -انعدام الطموح لدى العامل :يعرف الطموح أبنه املستوى الذي يطمح اإلنسان أن يصل إليه أو
يتوقعه لنفسه سواء يف حتصيله الدراسي أو اجنازه العلمي أو يف مهنته ،ويعتمد على تقديره لذاته أو
إلمكانياته ولظروفه(.)3
وتؤكد الدراسات أن املشاعر املصاحبة لتحقيق الفرد لطموحاته وأهدافه سوف يتولد عنها درجة
مرتفعة من التوافق املهين ،حيث يعيش الفرد عادة يف حالة من التوتر حياول فيها حتقيق أهدافه ،واليت
حماوال الوصول إىل تلك األهداف ،وهي غالبًا
يضعها لنفسه بناء على تقديره لذاته وتقدير اآلخرين لهً ،
يف صورة مستوايت أو مراتب كلما وصل إىل مستوى منها يشعر حبالة من االرتياح والرضا ،ال متكث
طويال حىت تزول بظهور أهداف جديدة ومستوايت طموح اتلية ،مث يسعى لتحقيقها،
هذه احلالة ً
وهكذا ،وكلما حتقق هدف أو وصل مستوى طموح دفعه ذلك إىل زايدة جهده وزايدة توافقه املهين(،)4
أما عندما يكون مستوى طموح للعامل ال يفي ًبلعمل الذي يقوم به سوف ينتج عن ذلك سوء التوافق
املهين(.)5
( )1عبد الفتاح حممد دويدار :أصول علم الناس املهين وتطبيقاته ،بريوت ،دار النهضة العربية ،1994 ،ص.297
( )2فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،9القاهرة ،عني للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية،1997 ،
ص.252
( )3فرج عبد القادر طه :معجم علم النفس والتحليل النفسي ،بريوت ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،د .ت ،ص.515
( )4حممود فتحي عكاشة :مرجع سبق ذكره ،ص.121
(5) Vikram Bisen: Op. Cit, P 39.
331
جملة اخلدمة االجتماعية
ك -عدم وجود التفاين ي العمل :يشري التفايت يف العمل إىل إعطاء كل جمهود ذهين أو عضلي الوسائل
الكافية للخروج ًبلعامل من نطاق مشاكله وشواغله خارج نطاق العمل كاملشاكل املالية واألسرية
وما إليها كي يصل إىل مرحلة التفاين اليت تكون مكتملة بدورها إال التدريب اجليد املسبق وحتقيق
التوافق والرضا النفسي من خالل برامج حمددة جتعل التفاين مسة العمل والرضا أساس القيام به(.)1
ل -صراع األدوار :حيث إن العامل يقوم أبكثر من دور يف حياته فهو إىل جانب عمله يف
املصنع فهو أب ألبناء وكذلك فهو صديق وقريب لآلخرين يف اجملتمع ،ويتسبب ذلك يف أن يكون
مقصرا يف أحد أدواره واليت قد يكون منها العمل أو عالقاته ًبآلخرين يف مكان عمله ،وًبلتايل التأثري
ً
على توافقه املهين.
.3السمات العقلية:
تشتمل هذه السمات على الذكاء ،االستعدادات العقلية اخلاصة (املواهب) ،واملستوى الثقايف
العام ،واملستوى الثقايف اخلاص( ،)2وتعد من السمات األساسية املؤثرة على التوافق املهين للعامل ،حيث
أنه لو كانت القدرات العقلية للعامل عالية فإنه يبدأ ًبملقارنة بعمل معني ،ومن املؤكد أن يؤدي سوء
()3
أيضا هذه
التوافق املهين إىل أهنم يشعرون أهنم ال حيصلون على العمل الذي يتوافق مع قدراهتم ،و ً
السمات هلا ارتباط حبوادث العمل وتغيب العمال عن أعماهلم ،وقد أثبت الباحثون وجود عالقة عكسية
بني مستوى الذكاء وحوادث العمل ،أي أنه كلما قلت نسبة الذكاء كلما زادت إصاًبت العمل ،وكذلك
كثر تغيب العمال عن أعماهلم ،ولذلك يعانون من سوء التوافق املهين ،ويضاف إىل ذلك كل العمليات
العقلية مثل التفكري واإلدراك والتذكر والقدرة على االرتباط ...اخل كلها عوامل عقلية هامة قد تؤدي إىل
سوء التوافق االجتماعي ًبإلضافة إىل سوء التوافق الذايت ،وما يرتتب عليهما من سوء التوافق املهين(.)4
( )1جبارة عطية جبارة :االجتاهات النظرية يف علم االجتما الصناعى ،القاهرة ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،ص.211
( )2كامل حممد حممد عويضه :مرجع سبق ذكره ،ص.29
(3) Vikram Bisen: Op, Cit, P39.
( )4حممد سالمة غباري ،أمرية منصور يوسف :مرجع سبق ذكره ،ص ص.91 :91
332
جملة اخلدمة االجتماعية
أ -ضعف ذكاء العامل :يقول ماير Maierمن املتوقع أن يؤثر عدم الذكاء يف سوء التوافق
املهين ،وبناء عليه فإن أتثري الذكاء على التوافق املهين للعامل يكون بطريقتني :فمن ًنحية أن العمل
كبريا للعامل ذو الذكاء غري الكايف ،فيتكرر التوبي إليه بسبب عملة
إجهادا ً
ً الشديد الصعبة يسبب
السيئ ،وينز إىل القلق جتاه املسئولية ويشعر بعدم االطمئنان ،ورمبا يرتك عمله نتيجة لذلك ،إذا مل
يفصل ،ومن ًنحية أخرى فإن الشخص اخلارق الذكاء قد جيد العمل على أنه ممل ،فهو يرتك عمله
للبحث عن عمل يكون على درجة أعلى من التحدي والتنو ( .)1ومما الشك فيه أن العامل الذي ميتلك
ذكاء أقل من املطلوب ملهنته ميثل مشكلة لنفسه ولصاحب العمل ،فهو يشعر ًبلفشل واإلحباط ويفقد
الثقة يف نفسه ويشعر ًبلنقص ،وًبلنسبة لصاحب العمل يقل إنتاجه وينخفض مستوى أدائه ،ولذلك
هناك اجتاه عام يربط بني املهنة الراقية والذكاء املرتفع مثل املهن الطبية واملهن العلمية ومهن إدارة البنوك
والشركات( ،)2وجيب مالحظة أن العمل الروتيين التكراري ال يناسب العامل الذكي ويشعره ًبمللل
والسام ،وأن الفروق يف الذكاء بني العمال تؤدي إىل فروق يف الشعور ًبمللل من حيث السرعة والعمق
والتأثري على اإلنتاجية بل وعلى الشخصية ( ،)3وقد لوحظ أن بعض العمال الذين ميتازون بذكاء عايل مل
يكونوا ًنجحني يف القيام ًبألعمال الروتينية البسيطة ،بل لقد أدى قيامهم هبذه األعمال إىل الوقو يف
بعض احلوادث وإصاًبت العمل هلم نتيجة تشتت انتباههم ،واألمثلة على ذلك كثرية فقد كثر حاالت
مستمرا(.)4
ً توترا
سوء التوافق املهين نتيجة لقيام الفرد أبعمال تتطلب ذكاء يفوق ذكاءه مما يسبب له ً
ب-نقص القدرات الشرعية :حيث يتطلب أداء العمل نوعني من القدرات :عامة كالذكر
جبوانبه املختلفة وخاصة كالسرعة احلركية واملرونة اإلدراكية وتقدير املسافة أو الزمن أو مهارات األصابع،
وما شابه ،وعند اختيار العمال قد هتمل بعض القدرات اخلاصة فيتم تكليف العامل أبعمال يتطلب
أداؤها ارتفا مستوى مهارة نوعية معينة ،فإذا كان مستوى مهاراته هذه دون املستوى املطلوب لألداء،
( )1حممود السيد أبو الليل :علم النفس الصناعي-حبوث عربية وعاملية ،بريوت ،دار النهضة العربية 1994 ،ص.171
( )2عبد الرمحن حممد عيسوي :علم النفس العام ،بريوت ،دار النهضة العربية ،1997 ،ص.177
( )3علي زيعور :املدخل إىل التحليل النفسي والصحة العقلية ،بريوت ،الشركة العاملية للكتاب ،1997 ،ص.27
( )4حسن حممد رايض :دراسة مقارنة يف التوافق املهين بني العاملني يف صناعة النسيج اليدوي واآليل ،رسالة ماجستري غري منشورة ،كلية
اآلداب ،جامعة أسيوط.2115 ،
333
جملة اخلدمة االجتماعية
كثرت أخطاؤه ،وشعر ًبإلحباط والفشل ،مما يؤدي إىل عدم رضاه عن عمله ،وعدم رضاء رؤسائه عنه
وأدى إىل حتوله إىل شخص غري متوافق مهنيًا.
ج -عدم وجود املهارة يف العمل :تكتسب املهارة يف العمل عن طريق التدريب اجليد واكتساب
اخلربة من خالل األداء املتخصص تطبي ًقا ملبدأ وضع الرجل املناسب يف املكان املناسب دون حتيز بني
عامل وآخر ،ومثة أمر آخر يف جمال املهارة يتعلق بطريقة القيام ًبلعمل ،والرتكيز على ما يقف حجر عثرة
يف سبيل هذا األداء كاإلجهاد السريع يف بداية العمل أو التكرار الروتيين اململ أو املراقبة املستمرة املتيقنة،
أو أتنيب العامل وهنره ألتفه األسباب أو تطبيق اللوائح والقوانني بنصها دون روحها(.)1
وتتمثل يف العالقات اليت ينشئها العامل مع أطراف العملية اإلنتاجية يف الشركة اليت يعمل هبا،
وتعد هذه العالقات من نو العالقات االرغامية اليت ليس له دخل يف اختيارها ،حيث جيد العامل نفسه
مع جمموعة من الزمالء يف العمل أو الرؤساء وهو مل خيرت أحد منهم ،وعلى الرغم من ذلك فهو مرغم
على التعامل معهم ،وحيكم هذه العالقة عوامل عديدة منها:
أيضا منها:
األجر ،مستوى املهنة أو الوظيفة ،التدرج يف الرتقي ،ويؤثر عليها عوامل عديدة ً
أيضا الغرية واحلسد(.)2
طموح العامل ،املنافسة بني العمال ،و ً
وقد أدى زايدة التوسع الصناعي إىل زايدة وتنو يف املهن ،وتوسع ختصصاهتا ،ولعل انتقال العمال
من حرفة ألخرى يف وقت قصري يرجع ألهنم مل جيدوا العمل الذي يناسبهم منذ البداية ،مث لعجزهم عن
االستقرار يف عملهم ،وهو ما جيعلهم يشعرون ًبليأس وفقدان الثقة يف أنفسهم ،وكذلك حتويل اإلحباط
الذي يواجههم إىل عالقة سيئة مع زمالئهم ومع رؤسائهم(.)3
334
جملة اخلدمة االجتماعية
ويرى لندجرن Lindgrenأن هناك نوعني من األجواء النفسية يؤداين إىل التوترات يف مواقف
العمل ومها جو التسلط وجو املنافسة ،فهذان اجلوان اإلداراين واالنفعاليان ميكنهما أن حيداث سوء التوافق
املهين ،ففي ظروف التسلط يكون االتصال بني اإلدارة والعمال أبقل قدر ممكن ،فالعمال عليهم إطاعة
أوامر اإلدارة بدون مناقشة ،ويكون االهتمام منصبًا على النظام واالنصيا وليس على التعبري الذايت
واالبتكار ،فالعامل يف اجلو التسلطي قد يشعر ًبالستياء ألنه حيس أن لديه فكرة تساعد يف عملية
اإلنتاج لكنه ال يستطيع أن يناقشها مع أي مسئول ،وهو قد ينفس عن بعض هذا االستياء يف أسرته
بعضا من أحاسيسه ًبلدونية اليت
أبن يلعب يف البيت نفس الدور الذي يعانيه من رؤسائه ،أو قد يعوض ً
إحساسا ًبلقيمة ،ولكن يف ظروف املنافسة فإن االهتمام يكون منصبًا على قدرة العامل على أن
ً تعطيه
يتفوق على اآلخرين الذين يتصارعون لنفس األهداف ،وهذا يؤدي إىل موقف جيعل هناك حوافز أقوى
لدى األفراد لإلنتاج واالبتكار(.)1
-ضعف العالقات االجتماعية بني العامل والرؤساء (هيئة اإلشراف) :تعد العالقة بني العامل
والرؤساء من العوامل اليت تكون سببًا يف توافقه املهين من عدمه ،وهم إىل جانب تنظيم العمل واإلنتاج
يعرض عليهم العمال مشكالهتم اليت يعانون منها ،وهم يقومون مبناقشة هذه املشكالت وبعد ذلك
قدما يف حل
يقدمون النصيحة والتغذية العكسية ،واختاذ القرارات حول أفضل طريقة للمضي ً
املشكلة( ،)2وتدل البحوث احلديثة داللة قوية على أن املدير العام أو املدير اإلداري أو املشرف رمبا
مؤثرا يف البيئة السيكولوجية للعمال ،فهم ميثلون اإلدارة العليا يف أعني مرؤوسيهم ،كما أن
يكونوا سببًا ً
لشخصياهتم ،وسلوكهم أتثري يف سلوك من يديروهنم أو من يشرفوا عليهم ويف روحهم املعنوية ،كما أن
لسياساهتم اليت تتضمن األسلوب الذي يتبعونه يف التوجيه والرقابة ،وتشجعيهم للعمال ،وحتسني
العالقات الشخصية بينهم له صلة مباشرة إبنتاج اجلماعة اليت يديروهنا( ،)3وتتوقف العالقة بني الرؤساء
( )1فرج عبد القادر طه :سيكولوجية الشخصية املعوقة لإلنتاج-دراسة نظرية وميدانية يف التوافق املهين والصحة النفسية ،القاهرة ،مكتبة
اخلاجني ،1991 ،ص.54
(2) Bernadette Vine: Getting Things Done at Work, Philidiphia, John Benjamines
Publishing Company, 2004, P 173.
( )3فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،7ص.19
335
جملة اخلدمة االجتماعية
والعمال على جمموعة من العوامل اليت ترتبط ًبلعالقات الشخصية وعمل اجلماعة ذاهتا ،ومركز القرار يف
اجلماعة ودرجة تعقد التنظيم وحجم التنظيم وبناء اجلماعة وفعالية االتصال بينهما(.)1
-ضعف العالقات االجتماعية بني مجاعة العمل (الزمالء) والعامل :ال يكشف التوافق املهين عن
نفسه يف أداء العمل فحسب ،بل ويف نظام العالقات الشخصية اليت تكتنف حياة العامل ،والشك أن
موقف العمل إمنا هو موقف اجتماعي ديناميكي يتضمن عالقة العامل بغريه-وهم الزمالءً-بملصنع،
حيث أن طبيعة العمل الصناعي إمنا هي التعاون والتآزر ،وأن كل وحدة إنتاجية إمنا تتكامل مع
الوحدات األخرى يف إنتاج السلعة ،وأن املنتج إمنا هي نتاج جمموعة وحدات إنتاجية( ،)2ونعين جبماعة
العمل الزمالء الذين يعملون معه وتكون بينه وبينهم انسجام وتوافق ،ويعملون على تشجيعه مبا يدفعه
إىل اجلد االجتهاد والتقدم يف العمل ،وبذلك يشعر العامل أن له قيمة وأمهية بني زمالئه مما يزيد من
توافقه املهين ،أما إذا وجد بينه وبينهم غري ذلك سوف تتواجد االحتكاكات واملشكالت اليومية واليت
هي مظهر من مظاهر سوء التوافق املهين للعامل( ،)3وتؤدي عالقات العمل السلبية بني مجاعة العمل
(الزمالء) والعامل إىل تعرض العامل لضغوط العمل بسبب عدم التكيف معهم ،وبسببها قد يصبح
العامل غري قادر على االندماج والتعاون معهم ،األمر الذي قد يؤدي هبم إىل زايدة الشكاوى النفسية
(.)4
للعامل وًبلتايل اخنفاض التوافق املهين واالنتماء للمنظمة اليت يعمل هبا
()5
إمجاال أن اآلاثر السلبية للعالقات السيئة من زمالء العامل ورؤسائه ما يلي:
وميكن القول ً
نفسيًا :تصدر منه ردود أفعال انفعالية تتمثل يف :الغضب ،اخلوف ،القلق ،ومبرور الوقت
تؤدي إىل اخنفاض مستوى التوافق املهين لدى العامل.
( )1عبد الغفار حنفي :السلوك التنظيمي وإدارة األفراد ،اإلسكندرية ،املكتب العريب احلديث ،1991 ،ص.519
( )2فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،7ص.19
(3) Steers R. M, Black J. Stewart: Organizational Behavior, 5th ed, N Y, Harper
Collins College Publishers, 1994, P 136.
(4) Jack Dunham: Stress in the Workplace, Past, Present, and Future, London, Whurr
Publishers, 2001, P 95.
(5) Julie B. Olson- Buchanan and Wendy R Boswer: Mistreatment in the Workplace
(Prevention and Resolutions for Managers and Organization), USA, Wiley Blackwell,
2009, P 80.
336
جملة اخلدمة االجتماعية
فسيولوجيًا :ردود فعل موافقة للمشاعر السلبية مثل ارتفا ضغط الدم ،صعوبة النوم.
عالقات العامل مع أعضاء أسرته :تتأثر األسرة وقيمها ًبألوضا املهنية ختضع لتأثريات العمل،
حيث تتأثر عالقة الوالدين ًبألبناء ،ولذلك مل تعد األسرة هي البناء املستقل املغلق ولكنها أصبحت
نس ًقا داخل البناء االجتماعي( ،)2وقد تكون املشكالت األسرية سببًا لسوء التوافق املهين للعامل ،وترتكز
هذه املشكالت يف ظروف املنزل غري املالئمة والذي يتمثل يف الصرا بني العامل وزوجته ،والظروف
املنزلية اليت تؤدي إىل الشدة االنفعالية كأمراض مزمنة وديون مالية ،وصراعات انفعالية بني العامل
واألعضاء اآلخرين يف أسرته ،وأتيت هذه املشكالت مع العامل إىل موقف العمل ،فالشخص الذي حرم
يف حياته من إقامة عالقات أسرية جتعله يشعر ًبألمن والدفء العاطفي يف عالقته ًبآلخرين سوف
يستجيب للعامل اخلارجي على أنه خطر ،فهو-عندئذ -لن يستطيع أن يثق يف رؤسائه أو زمالئه(.)3
( )1عباس حممود عوض :دراسات يف علم النفس الصناعي واملهين ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،2112 ،ص.29
( )2حممد سعيد فرج :املشكالت االجتماعية يف اجملتمع املصري ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،1994 ،ص.295
( )3فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،9مرجع سبق ذكره ،ص.75
337
جملة اخلدمة االجتماعية
اثلثًا :التصور املقرتح لدور اخلدمة االجتماعية ي تعديل السمات الشخصية املسببة لسوء
التوافق املهين للعمال:
.1املطالبة ًبختيار العامل للعمل الذي سوف يعمل فيه حبيث يتناسب مع ميوله وقدراته.
.4توجيه إدارة املصنع إىل مشاركة العمال يف وضع مسودة قانون العمل.
338
جملة اخلدمة االجتماعية
.9االهتمام بدراسة شخصية العامل الذي تظهر عليه مظاهر سوء التوافق املهين للتعرف على
أكثر اجلوانب والسمات الشخصية املسببة للمشكلة لديه.
اثنيًا :األسس اليت يتم االعتماد عليها ي وضع اإلطار التصوري للدراسة:
وحتديدا ما
ً -اإلطار النظري للخدمة االجتماعية بصفة عامة وطريقة خدمة اجلماعة بصفة خاصة
يتعلق ًبجملال العمايل.
-نتائج الدراسات السابقة وما انتهت إليه لالستفادة منها يف التعرف على الدراسات املتصلة
بسوء التوافق املهين للعمال وأتثري السمات الشخصية للعامل يف حدوث تلك املشكلة.
-نتائج الدراسة احلالية وما توصلت إليه من كيفية حتقيق التوافق املهين للعمال ودور اخلدمة
االجتماعية بصفة عامة وطريقة خدمة اجلماعة بصفة خاصة يف ذلك.
.1إسرتاتيجية اإلقناع :تستخدم هذه اإلسرتاتيجية مع إدارة املصنع وهيئة اإلشراف على العمال
لتحسني عالقاهتم ًبلعمال ،وكذلك إقناعهم أبمهية حل مشكالت العمال واملطالبة حبقوقهم املهضومة.
.2إسرتاتيجية الضغط :ويستخدمها أخصائي اجلماعة إذا مل يتحقق إسرتاتيجية اإلقنا أهدافها
فيعمل على الضغط على إدارة املؤسسة للمطالبة حبقوق ومصاحل العمال حلل مشكالهتم وإشبا رغباهتم.
339
جملة اخلدمة االجتماعية
.5إسرتاتيجية إعادة التوازن األسري :تستخدم هذه اإلسرتاتيجية مع يكون أسباب مشكلة
سوء التوافق املهين لديه هو وجود مشكالت أسرية لديه كالنزاعات واخلالفات األسرية.
.4إسرتاتيجية بناء االتصاالت :وتستخدم هذه اإلسرتاتيجية مع العامل إلعادة فتح قنوات
اتصال بينه وبني زمالئه ًبملؤسسة ،وكذلك بينه وبني إدارة املصنع رؤسائه يف العمل حبيث يؤدي ذلك إىل
االحرتام والفهم والثقة املبادلة بني العامل ومجيع العاملني معه.
.7إسرتاتيجية تقوية ذات العميل :وتستخدم لتقوية ذات العامل حىت ميكنه التعامل مع
املشكالت اليت تواجهه يف حميط العمل ،وتقوية دوافعه للعمل وكذلك تزويده ًبملعارف واملهارات اليت
تفيده يف العمل ويف احلياة.
ابعا :األدوار اليت يقوم اها أخصايي اجلماعة خالل التصور املقرتح:
رً
-1العمل كمستشار أو مرشد أو موجه للعمال الذين يعانون من مشكلة سوء التوافق املهين
ومساعدهتم على التوصل إىل حلول ملواجهة هذه املشكالت والوصول هبم إىل أعلى مستوى من األداء
االجتماعي والوظيفي.
-2توجيه العمال إىل كيفية االستفادة من اخلدمات املوجودة ًبلشركة لصاحلهم.
-1تنظيم العمال يف جلان للمطالبة حبقوقهم.
-5توعية العمال أبمهية احملافظة على اإلنتاج وزايدته واحملافظة على ممتلكات الشركة.
-4زايدة الرتابط بني العمال بعضهم البعض وبني اإلدارة ًبلصورة اليت حتقق االستقرار للعامل
وحتقيق أهداف املؤسسة.
-2توصيل مقرتحات العمال إىل إدارة الشركة.
340
جملة اخلدمة االجتماعية
-7إجراء البحوث والدراسات اليت تتعلق مبشكالت العمال واحتياجاهتم واقرتاح احللول املالئمة
هلذه األنشطة من خالل التنو يف الربامج.
-9املطالبة حبقوق العمال وإنصافهم وحتقيق العدالة يف اخلدمات املقدمة هلم من الشركة ،ويكون
ذلك من خالل املطالبة بتعديل سياسات الشركة.
خامسا :األدوات أو الوسايل اليت ميكن استخدامها اخصايى اجلماعة ي التصور املقرتح:
ً
.1اإلطال على السجالت واملستندات وامللفات.
.2املقابالت.
.1احملاضرات.
.5املناقشات اجلماعية.
.4الندوات.
سادسا :املهارات اليت ميكن استخدامها ي التصور املقرتح:
ً
.1املهارة ي توجيه التفاعل اجلماعي :جيب أن يكون أخصائي على وعي توجيه التفاعل
موجودا،
ً اجلماعي ويكون ذلك عن طريق املبأداة ًبلتفاعل اجلماعي إذا مل يكون موجود وزايدته إذا كان
وتعديله إذا حاد عن طريقه السليم وحتول إىل نزا أو عدوان بني العامل وزمالئه أو بينه وبني رؤسائه يف
العمل.
.2املهارة ي استخدام وظيفة املؤسسة :وذلك يكون من خالل ربط العمال بنسق املؤسسة
ألن أخصائي اجلماعة يعمل يف حدود اللوائح والقوانني اليت تضعها املؤسسة.
.1مهارة املالحظة :ويستخدمها أخصائي اجلماعة مع هؤالء العمال يف التعرف على أشكال
السلوك اللفظي وغري اللفظي اليت تصدر من العمال يف تفاعالهتم مع رؤسائهم وزمالئهم و كذلك
مالحظة مدى رضاهم عن اخلدمات اليت تقدمها هلم الشركة من عدمه.
.5إسرتاتيجية التفاوض :ويستخدمها يف حالة وجود نزا ًبلشركة بني العمال وبعضهم أو بينهم
وبني اإلشراف أو اإلدارة ،وإجياد احللول املناسبة هلذه املشكالت سواء ًبلدخول مباشرة يف نقاش وحوار
من خالل وسيط (مفاوض) يقوم بعرض وتبادل وجهات النظر وتقريب اآلراء ،واحلصول على مكاسب
لكافة األطراف املتنازعة.
341
جملة اخلدمة االجتماعية
.4مهارة التسجيل :يستخدم أخصائي اجلماعة هذه املهارة يف تسجيل كل ما يدور بني العمال
وبينهم وبني رؤسائهم من تفاعالت أثناء العمل ،وكذلك تسجيل التصرفات اليت يصدرها العامل أثناء
أتدية عمله ًبملصنع.
.2املهارة ي التقومي :يستخدمها أخصائي اجلماعة يف تقومي اخلدمات اليت تقدم للعمال ،وهل
هي شاملة أم ًنقصة ،وما أوجه النقص فيها ،وكذلك تقومي السلوكيات اليت تصدر من العامل سواء
كانت إجيابية أو سلبية ،وتعزيز السلوكيات اإلجيابية وتعديل السلوكيات السلبية.
سابعا :عوامل جناح التصور املقرتح:
ً
-1ابلنسبة للعامل:
أ -أن يعمل على حتسني إنتاجيته وأدائه املهين.
ب-ضرورة أن تكون عالقته بزمالئه ورؤسائه عالقة إجيابية قوامها احلب واملودة والتعاون.
مطيعا لتعليمات رؤسائه يف العمل مستجيبًا معهم ملا فيه مصلحة العمل.
ج -أن يكون ً
-2ابلنسبة إلدارة املصنع:
أ -أن تعمل إدارة املصنع على التجاوب ملطالب وخدمات العمال.
ب -أن يكون التعامل بني أعضائها وبني العمال قائم على االحرتام واحلب واملساعدة وإفادهتم
خبرباهتم ومهاراهتم يف احلياة بصفة عامة والعمل بصفة خاصة.
ج -أن يبتعدوا عن الروتني الزائد عن احلد يف التعامل مع مصاحل العمال.
أيضا
د -أن يعززوا السلوك اإلجيايب يف العمل ،ويكون ذلك عن طريق زايدة احلافز هلؤالء العمال و ً
مدحهم أمام العمال واملشرفني.
-3ابلنسبة للمجتمع:
أ -إذكاء الوعي العام ًبالهتمام هبذه الفئة والدفا عنها وعن مطالبها وأمهية التعامل السريع
والفعال مع مشكالهتم.
ب -ضرورة أن يكون هناك تنسيق بني الشركة واملؤسسات األخرى يف اجملتمع لتقدمي املعارف
واملهارات واخلربات املختلفة للعمال.
342
جملة اخلدمة االجتماعية
قائمة املراجع
.1أمحد زكي بدوي :اخلدمة االجتماعية يف جمال العمل ،اإلسكندرية ،دار اجلامعات املصرية.1991 ،
.2أمني الضرغامي ،علي حلوة :دراسات يف السلوك اإلنساين يف التنظيم ،القاهرة ،مكتبة عني مشس،
.1999
.1ثرية عبد الرءوف حممد جربيل وآخرون :املمارسة العامة املتقدمة للخدمة االجتماعية يف جمال رعاية
األسرة والطفولة ،جامعة حلوان ،مركز نشر وتوزيع الكتاب اجلامعي.2111 ،
.5جبارة عطية جبارة :االجتاهات النظرية يف علم االجتما الصناعي ،القاهرة ،دار الوفاء لدنيا الطباعة
والنشر ،ص .211
.4حسن حممد رايض :دراسة مقارنة يف التوافق املهين بني العاملني يف صناعة النسيج اليدوي واآليل،
رسالة ماجستري غري منشورة ،كلية اآلداب ،جامعة أسيوط.2115 ،
.2صموئيل حبيب :كيف تكون عالقات ًنجحة مع الناس ،القاهرة ،دار الثقافة.1994 ،
.7طريف شوقي فرج وآخرون :علم النفس ومشكالت الصناعة ،القاهرة ،دار غريب للطباعة والنشر
والتوزيع.
.9عباس حممود عوض :املوجز يف الصحة النفسية ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية.1991 ،
.9عباس حممود عوض :دراسات يف علم النفس الصناعي واملهين ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية،
.2112
.11عبد الرمحن العيسوي :سيكولوجية العمل والعمال ،لبنان ،دار الراتب اجلامعية ،د .ت.
.11عبد الرمحن حممد عيسوي :علم النفس العام ،بريوت ،دار النهضة العربية.1997 ،
عبد الغفار حنفي :السلوك التنظيمي وإدارة األفراد ،اإلسكندرية ،املكتب العريب احلديث، .12
.1991
343
جملة اخلدمة االجتماعية
عبد الفتاح حممد دويدار :أصول علم النفس املهين وتطبيقاته ،بريوت ،دار النهضة العربية، .11
.1994
عزيز حنا داود وآخرون :الشخصية بني السواء واملرض ،القاهرة ،مكتبة األجنلو املصرية، .15
.1991
علي زيعور :املدخل إىل التحليل النفسي والصحة العقلية ،بريوت ،الشركة العاملية للكتاب، .14
.1997
.12عويد سلطان املشعان :علم النفس الصناعي ،القاهرة ،مكتبة الفالح للنشر والتوزيع.1995 ،
فرج عبد القادر طه :سيكولوجية الشخصية املعوقة لإلنتاج-دراسة نظرية وميدانية يف التوافق .17
املهين والصحة النفسية ،القاهرة ،مكتبة اخلاجني.1991 ،
.19فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،7القاهرة ،دار املعارف.1992 ،
فرج عبد القادر طه :علم النفس الصناعي والتنظيمي ،ط ،9القاهرة ،عني للدراسات والبحوث .19
اإلنسانية واالجتماعية.1997 ،
.21فرج عبد القادر طه :معجم علم النفس والتحليل النفسي ،بريوت ،دار غريب للطباعة والنشر
والتوزيع ،د.ت.
.21كامل حممد حممد عويضه :علم النفس الصناعي ،بريوت ،دار الكتب العربية.1992 ،
.22حممد سعيد فرج :املشكالت االجتماعية يف اجملتمع املصري ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية،
.1994
حممد سالمة غباري ،أمرية منصور يوسف :املدخل على عالج املشكالت العمالية من منظور .21
اخلدمة االجتماعية ،اإلسكندرية ،املكتب اجلامعي احلديث.1991 ،
.25حممد شحاته ربيع :أصول علم النفس الصناعي ،القاهرة ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع،
.2112
344
جملة اخلدمة االجتماعية
، دار النهضة العربية، بريوت،حبوث عربية وعاملية- علم النفس الصناعي:حممود السيد أبو النيل .24
.1994
.1999 ، مطبعة اجلمهورية، اإلسكندرية، علم النفس الصناعي: حممود فتحي عكاشة.22
Second: English Reference
1. Bernadette Vine: Getting Things Done at Work. Philidiphia. John
Benjamines Publishing Company, 2004.
2. Brent W. Roberts and Robert Hogan: Personality Psychology in the
Workplace, USA, American Psychological Association, 2001
3. Jack Dunham: Stress in the Workplace, Past, Present, and Future
London, Whurr Publishers, 2001.
4. Julie B. Olson- Buchanan and Wendy R Boswer: Mistreatment in the
Workplace (Prevention and Resolutions for Managers and
Organization), USA, Wiley Blackwell, 2009.
5. Michael J. Cullen, Paul R. Sackett: Personality and Counterproductive
Workplace Behavior, In: Murray R. Barrick, Ann Marie Ryan:
Personality and Work, Reconsidering the Role of Personality in
Organizations, NY. John Wiley & Sons, Inc, 2003.
6. Murray R. Barrick et. al: Situational Influences on Trait- Behavior
Relationships In: Murray R. Barrick. Ann Marie Ryan: Personality
and Work, Reconsidering the Role of Personality in Organizations NY
John Wiley & Sons, Inc, 2003.
7. Vikram Bisen: Industrial Psychology , New Delhi, New Age
International (P) Ltd., Publishers, 2010
8. Steers R. M, Black J. Stewart: Organizational Behavior, 5th ed. N Y
Harper Collins College Publishers, 1994.
345