Professional Documents
Culture Documents
التفاعلات والازمات
التفاعلات والازمات
سنة 2ماستر
فوج01:
عنوان:
من اعداد:
األستاذ:
بورقدة صغير بيض القول عفاف شاهيناز
عزوزي ايمان
الموسم الدراسي:
2023/2024
الخطــــــــة
مقدمة
مقدمة:
تعتبر األسرة هي أولى مؤسسات التنشئة االجتماعية ،وهي المهد األول الذي
يترعرع فيه الطفل مـع جماعتـه الصغيرة ،حيث يبدأ منها التطور في وسطه
الطبيعي ،إذ تتكون من الزوج والزوجة وعدد من األطفال وتعتبر نسق لـه
وتتوحد غاياتهم نحو مقومات صلبة تحكم هـذا النسـق.
2
و من الطبيعي أن تعيش أزمات ،فهي جزء من حياة اإلنسان؛ حتى وإ ن كانت
مؤلمة وُتشعرهم وكأنهم فقدو السيطرة على حياتهم .ويمكن أن تؤدي ردود
أفعالهم إزاء األزمات إلى اعتالل نفسي في بعض الحاالت.ومن هنا نتساءل
ما هي اهم هذه التفاعالت اثناء االزمات؟
ال يجب الخلط بين األزمة والحالة الطارئة ،لكن البد من تخفيض من القلق للتعامل مع األزمة
3
()Rougeul, 2003, p. 95
مفهوم األزمة: .2
األزمة لغة :وتعني الشدة أو القحط ,و المأزم هو الضيق.
اصطالحا:تعرف بأنها خلل مفاجئ نتيجة ألوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم
القدرة على احتوائها من قبل األطراف المعنية وغالبا ما تكون بفعل االنسان.
وتعرف بأنها موقف مفاجئ يحمل تهديدا يخرج عن حدود الخبرة االعتيادية لقدرة االسرة على التحمل
والمواجهة ,ويتسم بالغموض ونقص المعلومات مما يؤدي الى حالة من االضطراب االقتصادي و االجتماعي
لألسرة وال تستطيع مواجهتها مما يتطلب ضرورة التكاتــف للحد من األثار السلببية الالزمة على كافة
المستويات .
حسب مدرسة كوس فإن األزمة مفيدة (صحية) ،فهي تبين كيفية دفاع النسق عن نفسه ضد المرض ،والتدخل
العالجي في هذه الحالة البد أن يسهل سير األزمة.
تعتبر مدرسة ( )Cnideأن األزمة وأعراضها تعبير عن السيرورة المولدة للمرض والتدخل العالجي هنا البد
أن يوقف األزمة الستعادة سالمة النظام الذي أتلفته( .بوكسالة ،2019 ،صفحة )35
4
حتمية هذه االختالالت :ال يستطيع الفرد أو األسرة اإلفالت من هذه االختالالت خاصة في األزمات النمائية،
فمن المستحيل إيقاف الزمن .وفي بعض األزمات من أصل خارجي ،إذا استطاع الفرد اإلفالت من االختالل
تتوقف األزمة ،مثل إيجاد وظيفة أخرى مباشرة بعد فصله من الوظيفة السابقة.
خلق الالتوازن:مفهوم الالتوازن مركزي ،حيث يكون الفرد محروم من ميكانيزماته الداخلية ،يشعر بسوء
الحال والقلق.
فهنا األسر تعاني من سوء التسيير وضعف قد يصبح شديًد ا ،في التدخل العالجي عادة ما يتم التكفل بكل
أطفال األسرة حتى يأتي األب واألم ،وهذا ما يوضح شدة المعاناة األسرية وفقدانها التدريجي لقدراتها عل
التنظيم الذاتي.
الحاجة إلى حل:األزمة الحادة تتطلب تخفيض مستوى القلق والتوتر أوال ،ثم التغيير أو إيجاد حل .وفي هذه
الحالة " :ال يوجد تغيير دون أزمة تزعزع األسرة " .وقد وضعت مدرسة "روم" إستراتيجيات عالجية من بينها
االستفزاز بشكل يدفع األسرة لتعيش أزمة خالل الجلسة العالجية)Rougeul, 2003, p. 98( .
5
األزمات النمائية أزمات مرتبطة بمختلف مراحل دورة الحياة المتمثلة
-تشكيل زوج.
-الحمل وقدوم األطفال.
مراهقة الطفل األول.
-رحيل األطفال والزواج الثاني.
-تقاعد وشيخوخة الوالدين.
هذه األزمات حتمية ،وتتطلب تعديل عميق األدوار ووظائف وصورة كل فرد في األسرة.
األزمات البنيوية: •
األزمات البنيوية نتيجة لألزمات السابقة التي لم تنجح ،وعموما في هذا النوع من
األزمات تضيع المهام النمائية من أزمة إلى أخرى ،أي أن األسرة ال تتعلم مما سبق ،فبمجرد
أن تشتد التعطالت يرتفع التوتر والقلق ،تتجمد الوظائف ،وتصبح األزمة دائمة.
األزمات البيئية: •
في األزمات البيئية تكون العوامل االجتماعية-االقتصادية في المقدمة وتترافق هذه األزمات غالبا مع األزمات
البنيوية ،وتتطلب تكفالت تأخذ بعين االعتبار الواقع االجتماعي الثقافي( .بوطوطن محمد عابد ،2018 ،صفحة
)102
.7عوامل الهشاشة المؤدية إلى أزمات:
المستوى االجتماعي-االقتصادي: •
أظهرت بعض األبحاث الكندية لـ " فورتان " ( ،)1987( )Fortinأن فترات الركود االقتصادي تقترن بزيادة
في معدل االنتحار ،في حين أن االنتعاشات االقتصادية يتبعها انخفاض في معدل االنتحار .وتؤثر التغيرات
االقتصادية كذلك في معدل استشفاء المرضى العقليين .وبالنسبة لـ " بوشارد " ( ،)1981( )Bouchardفإن
المشاكل االقتصادية تفرض ضغوطا على قدرات التكيف ،وتستنزف طاقة األفراد خاصة اآلباء الذين يعانون
أكثر من آثار الضغط ألن مواردهم المادية متدنية.
شبكة الدعم االجتماعي: •
شبكة الدعم االجتماعي لديها تأثيران:
تأثير مباشر :التأثير المباشر يفترض أن الدعم االجتماعي يوفر رفاهية تسمح
للفرد أو األسرة أن يشعروا بتأكيد قيمتهم الشخصية ،ويدركون الحياة على أنها مستقرة وقابلة للتنبؤ.
تأثير عازل :التأثير العازل يحمي من تأثيرات الحدث الضاغط التي يحتمل أن تكون مرضية ويسهل إعادة
تعريف الوضعية الضاغطة على أنها قابلة للتحكم والضبط فمثال :خسارة منصب عمل يكون أهون إذا ما
وجدت األسرة دعم من طرف األقارب ،وعكس ذلك إذا ما كانت األسرة معزولة وخاصة إذا كانت مهاجرة
6
(في الغربة) .وكذلك وفاة أحد الوالدين يمكن تخفيفها إذا ما اعتنى أحد األقارب أو األصدقاء باألطفال .أظهر"
ليفي ( ) 1983( )Leavyفي دراسته أنه كلما كان الدعم االجتماعي أقل إتاحة كلما أصبح المرض أكثر حدة.
مجموعة المهارات التكيفية لألسرة: •
األسر ليس لديها نفس القدرة على التكيف مع الوضعيات الجديدة .وحسب روي و بوزي واسالن فإن :
" األسر التي تواجه بانتظام خالل نموها وضعيات جديدة وضاغطة تملك عامة قدرات تكيفية أكثر تنوعا وأكثر
مرونة لمواجهة الوضعيات الجديدة ".
وجود نقاط ضعف فردية أو أسرية: •
الحظ بوزي ( )Roy Pauzeوزمالءه أن بعض األحداث الجديدة التي تبدو مألوفة
أحيانا يدركها الفرد أو األسرة على أنها أحداث ضاغطة ألنها تثير أحداث صدمية عاشها
الفرد أو األسرة في الماضي تعمل كمثيرات.
• تراكم الضغوط:
أكد باتيسون أن :الفرد أو األسرة الذي يواجه مطالب عديدة ،يستنفذ أكثر فأكثر قدرته على التكيف مما يحد
من قدرته على مواجهة الوضعيات الجديدة « فمثال :في أسرة ما عندما يتزامن رحيل األطفال مع وفاة األجداد
وتقاعد الوالدين ،نحصل على شكل خاص لدورة الحياة وهذا ما قد يتوافق مع ما يسمى تراكم الضغوط
تحديد التدخل: .8
النموذج الذي قدمه ( )Roy Pauzéهو نموذج إيكولوجي لم يأخذ بعين االعتبار األسرة فحسب بل أخذ أيضا
بيئتها ،ومقارنة مع المفهوم العام للسياق ،فإن هذا النموذج أكثر دقة ألنه يميز الترتيب التسلسلي لمختلف
األنساق.
النسق المصغر :يتكون من العالقات بين األنساق التي يشارك فيها :الطفل
األسرة ،األصدقاء المدرسة.)....
النسق المتوسط :يشمل العالقات بين األنساق التي ال يشارك فيها الفرد
(كالجيران ،طاقم العمال في مؤسسة ،العائلة الممتدة.)....
-النسق الخارجي :يشير إلى ظروف وشروط العمل الخدمات العامة ،وشبكة الدعم االجتماعي.
-النسق الكلي :يتكون من األيديولوجيات والقيم التي ستعتمدها األسرة والتي سيكون لها تأثير على نمو
الطفل.
واعتبارا لمختلف األنساق وتفاعلها سيتم بناء تدخل يمر بعدة مراحل:
قبل كل شيء البحث عن التسلسل الزمني لألحداث لتحديد إذا ما كانت الضغوطات مسببة أم ناتجة عن األزمة،
من خالل طرح أسئلة من نوع :أخبرني ما الذي يحدث لك؟ وما الذي حدث لك خالل األشهر األخيرة؟
تحديد عوامل الخطر الرئيسية التي تواجهها األسرة وكيف تساهم هذه العوامل في
إضعاف القدرات على التكيف والتأقلم مع األحداث.
7
-تحديد نوع األزمة التي تواجهها األسرة من أجل التوجيه والتدخل.
-التخطيط لهذا التدخل على المدى القصير والمدى المتوسط.
في هذا النموذج االستقصاء األولي مهم ،فيما يتعلق بنوع األزمة والعوامل المسببة والمفجرة ،وخاصة موارد
األسرة ،وتحديد الصعوبات والعراقيل التي تعارض عملية التغير وما هو التغير الذي تحتمله وتتمناه األسرة( .
أبو سعد احمد عبد اللطيف)2014 ،
.9األزمة ومخارجها:
نتناول مسألة األزمة ومخارجها انطالقا من تعريفها وكحالة لنسق أين سيحدث التغير حالة من اختالال في
التوازن .يمكن لألزمة ان تكون نمائية ،إذن فتطور النسق يعني انتقاله مستقرة إلى حالة مستقرة أخرى ذات
مستوى أعلى .ومع ذلك فهذا التطور ال يعمل دائما على إعادة التنظيم ،ولكن بإمكانه أن يولد باتولوجيا .ال
تؤدي األزمة بالضرورة إلى التغير ،بل يمكن إيجاد حل للمعاناة لتعود إلى حالتها السابقة.
تأثير المعالج على تطور األزمة: .10
تلعب شخصية المعالج ومعتقداته ونموذجه التدخلي دورا هاما في العالج ،فالمعالج الذي يضر األزمة كعرض
لخلل وظيفي في األسرة يسعى إلى القضاء عليه .وبعض المعالجين خاصة أصحاب مدرسة روما يتدخلون في
األزمة حتى يصلون إلى استفزاز األسرة في الجلسة ( .صباح عايش ،2022 ،صفحة )98
8
الخاتمة:
وفي االخير يمكن ان نعزز التواصل الجيد والمفتوح بين افراد االسرة والبحث عن
حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها والعمل على بناء الثقة والتعاون وتطوير
االستراتيجيات للتحمل والتأقلم مع االزمات المستقبلية.
مراجع العربية:
الختاتنة سامي محسن أبو سعد احمد عبد اللطيف .)2014( .سيكولوجية المشكالت االسرية .عمان :دار المسيرة. .1
سعيد حسني العزة .)2015( .االرشاد االسري نظرياته واساليبه العالجية .عمان,االردن :دار الثقافة للنشر و التوزيع. .2
محمد أحمد الطيب .)2009( .مهارات إدارة األزمات والكوارث و المواقف الصعبة .القاهرة :الهيئة المصرية العامة للكتاب. .3
9
محمد الصالح بوطوطن محمد عابد .)2018( .اضطرابات الوسط االسري بانحرا المراهق .عنابة :جامعة عنابة. .4
محمد صباح عايش .)2022( .العالج االسري النسقي .عمان :دار ابن نفيس. .5
هدى تشيكو بوكسالة .) 2019( .دراسة التوظيف االسري ألسرة المفحوصالمعين اثناء االزمة في استعجاالت العقلية من خالل رائز .6
االدراك االسري .مذكرة ماستر في علم النس العيادي .جامعة الجزائر 2ابو قاسم سعد هللا.
مراجع اجنبية:
1. Rougeul, F. (2003). Familles en crise, approches systémiques des relations humaines. Genève : Georg
Editeur.
10