Professional Documents
Culture Documents
الثقافة التنظيمية كمدخل لتحقيق الأداء
الثقافة التنظيمية كمدخل لتحقيق الأداء
جلنة املناقشة:
املالحظات اجلامعة األستاذ(ة)
الحمد هّلل حمده كثي ار طيب مباركا فيه على ما من به من نعم ال نحصيها.
نتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير واالحترام لكل أساتذة جامعة الدكتور يحي فارس
بالمدية،وعلى رأسهم األستاذة ":هبة قدندل"على النصائح واإلرشادات التي قدمتها لنل ،ونسأل
العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتها يوم القيامة.
حيث بدأ التحول من الرتكيز على أفراد ودوافع سلوكهم إىل وحدات،مل تظهر الثقافة التنظيمية كمفهوم تنظيمي حديث
حتليل أعم وأمشل كجماعات العمل واملنظمة كوحدة متكاملة حتتوي على العديد من العناصر التنظيمية والذي يقود ضمنيا إىل
بل أيضا تنعكس، فثقافة املنظمة ال تؤثر فقط على سلوك العاملني وأسلوهبم يف التعامل،ثقافة متيز كل وحدة تنظيمية عن األخرى
فاملنظمات األكثر،أو فشل اخلطة االسرتاتيجة املطلوبة وهلا أتثري كبري على جناح،هذه الثقافة يف حل املشاكل واختاذ القرارات
، والتحسني املستمر، العمل اجلماعي،روح اإلبداع:جناحا وتفوقا يف الوقت الراهن هي اليت تركز على بناء ثقافة قوية قائمة على
حيث تقودها ثقافة املنظمة إىل،إضافة إىل قدرة املنظمة على التكيف مع كل املتغريات اليت تطرأ على البيئة الداخلية واخلارجية
فرع- ولقد اتضح ذلك جليا من خالل الدراسة امليدانية ملؤسسة اتصاالت اجلزائر،إحراز التفوق وتكسبها التميز يف جودة األداء
فال قيمة لنجاح املنظمة ومتيزها دون، حيث تبني أن هلذه األبعاد مسامهة كبرية يف حتقيق متيز أداء املؤسسة االقتصادية-املدية
حيث أصبحت املنظمات تتبارى بقوة ثقافتها وقدرهتا على استثمار أصوهلا الثقافية لتعظيم عوائد أدائها،حواضن ثقافية قوية
.وحتقيق النجاح والتميز
Abstract :
الصفحة املوضوع
كلمة شكر
اإلهداء
امللخص
فهرس احملتوايت
فهرس اجلداول
فهرس األشكال
فهرس املالحق
أ-ب-ت-ث مقدمة
91 متهيد:
00 متهيد:
02 املبحث األول:تقدمي مؤسسة اتصاالت اجلزائر و املديرية العملية لالتصاالت فرع املدية.
96 التكرارات والنسب املئوية و املتوسطات احلسابية إلجاابت مفردات الدراسة على 0- 2
حمور مدى توفر بعض اخلصائص و السمات لدى املوظفني مرتبة تنازليا حسب
متوسطات التوفر
101 جدول رقم التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية إلجاابت مفردات 1- 2
الدراسة على حمور األداء املتميز مرتبة ترتيبا تنازليا
105 نتائج العالقة بني مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية ابألداء املتميز 92-2
106 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة 99-2
التنظيمية بتباين اجلنس.
107 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة 90-2
التنظيمية بتباين السن.
108 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة 92-2
التنظيمية بتباين املؤهل العلمي
109 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة 93-2
التنظيمية بتباين سنوات اخلربة
110 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة 92-2
التنظيمية بتباين الوظيفة
111 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى ارتفاع األداء املتميز بتباين 93-2
اجلنس
112 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى ارتفاع األداء املتميز بتباين 92-2
السن
113 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى ارتفاع األداء املتميز بتباين 90-2
املؤهل العلمي
114 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى ارتفاع األداء املتميز بتباين 91-2
سنوات األقدمية
115 النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى ارتفاع األداء املتميز بتباين 02-2
الوظيفة
فهرس األشكال
23 دور تكوين ثقافة املنظمة يف التكيف اخلارجي والبقاء والتكامل الداخلي 3-0
ال شك أن أي منظمة تسعى دائما للوصول إىل التميز يف كل اجملاالت وخاصة فيما يتعلق ابلعنصر
البشري كون هذا األخري هو الذي جيعلها تتميز على املنافسني ويسمح هلا ابلبقاء واالستمرار والوصول إىل الرايدة
ومن أجل وصول املنظمة إىل هذه األهداف ،ينبغي أن تتبىن أدوات ووسائل تساعدها على الوصول إىل ما تصبو
إليه ،ولعل أحسن هذه األدوات الثقافة التنظيمية ،حيث حظيت هذه األخرية ابهتمام متزايد على الصعيد النظري
والعملي للمنظمات ،وهذا يعود إىل أتثريها املباشر عل ى أداء املنظمة من جهة وعلى الفكر اإلداري احلديث داخل
املنظمة ،مما يعمل على الرفع الدائم املستمر ألدائها ،ما جيعلها تتميز عن غريها من املنظمات ،وتعد الثقافة
التنظيمية يف ظل الفكر احلديث من أهم األسس اليت تقوم عليها كل منظمة يف ظل التحوالت والتغريات اجلديدة
اليت حتيط ابملؤسسات من منافسة ،عوملة ،ثورة املعلومات...اخل.
حيث اهتمت معظم الدراسات اإلدارية مبشاكل األداء ونتائج املنظمات ورفع كفاءة أداء العاملني ودراسة
مشاكل اإلنتاجية وركزت معظمها على دور كل من الدافعية ونظم احلوافز واملكافآت ،وعلى اثر ذلك جاءت
دراسات حديثة لتغطية النقص الذي أحدثته الدراسات السابقة ،إال أن هذه الدراسات تعاملت مع العوامل
بشكل منفصل دون الرتكيز على احملرك الفعلي للسلوك أال وهو الثقافة التنظيمية اليت يرجع إليها االختالف يف
مستوايت األداء بني املنظمات بشكل أساسي ،حيث أصبحت تلعب دورا مهما ابعتبارها من أهم املوارد الداخلية
غري امللموسة املسامهة يف حصول املنظمة على امليزة التنافسية.
أ
مقدمة
ب
مقدمة
*النقص الواضح يف البحوث املقدمة من قبل الطالب حول هذه املواضيع يف اجلامعات اجلزائرية ،واليت
من بينها موضوعي األداء املتميز والثقافة التنظيمية.
منهج البحث:
لإلجابة على إشكالية البحث ،وإثبات صحة الفرضيات املتبناة من عدمها اخرتان املنهج
الوصفي التحليلي الذي يهدف إىل مجع احلقائق والبياانت عن ظاهرة أو موقف معني ،مع حماولة تفسري
هذه احلقائق ،وحتليلها للوصول إىل إبداء التوصيات واالقرتاحات بشأن املوقف أو الظاهرة موضوع
الدراسة.
الدراسات السابقة:
يعترب استطالع األحباث والدراسات السابقة مرحلة مهمة حيقق من خالهلا الباحث فوائد عديدة
منها :التعرف على املسامهات السابقة فيما يتعلق مبوضوع حبثه والتعرف على املناهج املستخدمة وأدوات
مجع البياانت وأساليب التحليل االحصائي ومن بني هذه الدراسات:
أوال :الدراسات احمللية
-شتاحتة عائشة،2..2،جامعة اجلزائر،عنوان الدراسة":إحداث التغيري التنظيمي من خالل مدخل
ثقافة املنظمة-دراسة حالة سونلغاز ابألغواط"-
اثنيا :الدراسات العربية
-القاري ،2..0 ،السعودية ،عنوان الدراسة":احملاور األساسية لثقافة املنظمة وعالقتها ابألداء-
دراسة املنظمات العامة جبدة"-
اثلثا :الدراسات األجنبية
2..2 ،lokand Crawford-1
"theefft of organizational culture and leadership style on job
"satisfaction commitment
ت
مقدمة
صعوابت البحث:
يف احلقيقة أن كل حبث يتطلب جهدا ملواصلته ويتلقى العديد من الصعوابت اليت إذا مت
استغالهلا بطريقة اجيابية أصبحت حافزا لتقوية الدافع للعمل و أضافت نكهة خاصة للبحث ،ولكن جتد
اإلشارة إىل أن أكرب صعوبة واجهة الطالب هي:
*عدم دراسة أسلوب التحليل اإلحصائي ( )spssيف السنة احلالية مما خلق صعوبة عند القيام بعملية
ترميز وتنميط اإلجاابت املقدمة يف اإلستبانة لتحليلها.
أدوات الدراسة ومصادر البياانت:
لقد مت االعتماد على مصدرين يف احلصول على البياانت الالزمة يف إعداد هذه الدراسة ومها:
*املصادر الثانوية :وقد مت احلصول على املعلومات من مصادر خمتلفة :كالكتب والدراسات العلمية
التطبيقية منها والنظرية الرسائل اجلامعية والتقارير.
*املصادر األولية :االستبيان املستخدم يف الدراسة التطبيقية واألدوات اإلحصائية املختلفة.
هيكل البحث:
يتكون البحث من مقدمة عامة وثالثة فصول رئيسية مث خامتة عامة ،حيث مت التطرق يف الفصل
األول إىل اإلطار النظري للثقافة التنظيمية ،للتعرف على ماهية الثقافة التنظيمية ،وكل ما يتعلق هبا من
حمدداهتا مستوايهتا ،إضافة إىل مكوانهتا وكيفية تكوين ثقافة املنظمة وإدارهتا أبسلوب خيدم أهداف
املنظمة ،أما يف الفصل الثاين فقد مت تناول مفهوم األداء التنظيمي من خالل التطرق إىل اإلطار النظري
مبختلف جوابه وإىل كيفية تقييمه وإدارته بطريقة مثلى ليحقق لنا أداءا متميزا ،ومن جهة أخرى مت إبراز
مدى مسامهة الثقافة التنظيمية يف حتقيق األداء املتميز للمؤسسة االقتصادية ،أما يف الفصل الثالث يتناول
تقدمي عام مليدان الدراسة عرض بعض اخلصائص الثقافية للمؤسسة حمل الدراسة مع اإلشارة إىل املنهج
الذي مت إتباعه جلمع وحتليل البياانت ،ويف األخري دراسة مدى صحة الفرضيات من خالل إسقاطها على
ميدان الدراسة وابلتايل الوصول إىل النتائج النهائية للدراسة والوقوف على أهم التوصيات اليت مت
اقرتاحها.
ث
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
متهيد:
حيظى مفهوم الثقافة التنظيمية ابالهتمام الواضح والكبري يف الوقت الراهن لكوهنا قوة خفية ال ميكن
رؤيتها تقف دائما وراء األنشطة التنظيمية واإلجنازات اليت ميكن رؤيتها ،فاملنظمة اليت لديها ثقافة جندها تقدم
قيم ومعتقدات تنتقل من شخص ألخر حبيث تؤثر على أفكارهم وأدائهم ،وابلتايل قد تنجح بعض املنظمات
يف حتقيق أهدافها من منو وتوسع وقدرة على إشباع حاجات عمالئها وإنتاج منتجات جديدة مما يؤدي إىل
بقائها واستمرارها.
كما تعرب الثقافة التنظيمية عن قيم املوظفني وسلوكياهتم اليت يلمسها املتعاملون مع املنظمة ،هذه
الثقافة ذات أتثري فعال على أداء األفراد واألداء الكلي للمنظمة ،إذ أن أمهية وسيادة ومتاسك الثقافة يف املنظمة
أثبتت أبهنا احملدد األساسي وراء قلة الصراعات واملشاكل التنظيمية مما سيؤدي ابلضرورة إىل جناح املنظمات.
ومادام موضوع البحث يعاجل موضوع الثقافة التنظيمية ،فإن منهجية البحث تتطلب التعرف على هذا
املوضوع من خالل ما يلي:
19
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
استخدم األنثربولوجيون الثقافة كأداة لدراسة حس معني وذلك ليتعرفوا بواسطتها على طريقة
معيشتهم ،ومن خالل هذا املبحث سنحاول التعرف أكثر على هذا املفهوم.
مما اإلختالف عليه أن الثقافة البشرية قد نشأت مع ظهور اإلنسان على األرض ،وتطورت من عصر
إىل آخر على مر التاريخ ،وكلها أمعنت الثقافة اليت نبحث عنها يف أعماق التاريخ يف القدم كلما أصبح من
الندرة أن جند يف احلفرايت ما يدل عليها أو يكشف أسرارها ،ومع ذلك فإن القليل الذي أمكن العثور عليه
من خمتلفات اإلنسان واألدوات اليت كان يستخدمها واليت تعرب عن ثقافته ،فقد سجل التاريخ هذا التطور
والنمو املذهل ،والذي بدأ بطيئا منتقال وتسارع منوه حىت وصل يف القرن العشرين إىل طفرات صاروخية مذهلة،
هذه احلفرايت اليت تكشف عن تطور ثقافة اإلنسان على األرض يسميها العلماء "حفرايت العقل" حيث أهنا
تكشف عن تطور العقل البشري خالق تلك الثقافة وابنيها.1
وقد استخدم مصطلح الثقافة ألول مرة من الفيلسوف "فلهم أوز فالد" ،"w.osfaldابتداءا من
عام .29191
ويشار إىل أصل كلمة ثقافة يعود إىل اللغة الالتينية " "cultureاليت كان يقصد هبا ""coulture
و " "culturageو " "cultureو" "ciltuvementو " "coltureواليت انتقلت إىل اللغة الفرنسية
يف القرن 91م ،وكل املصطلحات السابقة متقاربة ،وهي معاين جمازية يقصد منها "اخلياطة ،النسيج ،الداللة
على قطعة أرض حمروثة أو طقوس دينية كانت متارس يف العصور الوسطى" ،وتدل على أن الثقافة عملية تشبه
احلرث وخدمة األرض وفالحتها لتقدمي إنتاجا وافرا ،وحمصوال كبريا تعم فائدته على اجلميع.3
أما يف اللغة العربية فإن ثقافة من ثقف أي حذف وفهم وضبط ما حيويه وما قام به أو ظفر به ،وتعين هتذيب
وتشديد وتقومي وتسوية بعد اعوجاج فتظم كلمة الثقافة معاين:4
1عثمان فراج " ،الثقافة والتسيري ،الثقافة وعملية التنشئة االجتماعية يف الوطن العريب" ،أعمال امللتقى الدويل املنعقد ابجلزائر ،ديوان املطبوعات
اجلامعية ،اجلزائر ،9111 ،ص .13
2حسني عبد احلميد أمحد رشوان" ،الثقافة ،دراسة يف علم االجتماع الثقايف" ،مؤسسة شباب اجلامعة للنشر ،القاهرة ،1993 ،ص .1
3العاليل الصادق" ،العالقات الثقافية الدولية (دراسة سياسة قانونية)" ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،1993 ،ص .12-13
4هشام دمحم نور محجوم" ،سيكولوجية اإلدارة" ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،بريوت ،1992 ،ص .992
20
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
وهبذا املعىن انطوى املفهوم على عدد من الدالالت ميكن إمجاهلا يف:
-أن الثقافة مفهوم ينبع من الذات اإلنسانية وال يغرس فيها من خارجها فالكلمة تعين تقنية النظرة
البشرية وتشذيبها وتقومي اعوجاجها ،مث دفعها إلطالق طاقاهتا لتنشئ املعارف اليت حيتاج إليها
اإلنسان.
-أن مفهوم الثقافة يف اللغة العربية يعين البحث والتنقيب والظفر لكل القيم اليت تصلح الوجود اإلنساين
وهتذبه وتقوم اعوجاجه ،مبا يفتح الباب أما العقل لكل املعارف والعلوم النافعة.
-أن املفهوم يركز يف املعرفة على ما حيتاج إليه اإلنسان طبقا لظروف بيئته وجمتمعه وليس مطلق أنواع
املعارف والعلوم فكلما قال "ابن منظور" غالم لقد ثقف أي ذو فطنة وذكاء ،واملراد أنه اثبت املعرفة
مبا حيتاج إليه فالثقافة تعين إدراك طبيعة قضااي اجملتمع وما يصلحه.
-أن الثقافة عملية متجددة ال تنتهي أبدا فدالالت التهذيب والتقومي تعين التجدد الذايت ،أي تكرار
التهذيب ومراجعة الذات وتقوميها وإصالح إعوجاجها.
21
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
إن قدرة اإلنسان على إنتاج الثقافة هي أهم خاصية متيزه على ابقي املخلوقات ،فالعادات والتقاليد
واألفكار اليت يشاركها أفراد اجملتمع تستقر يف أعماقه ويستخدمها اجملتمع جيال بعد جيل ،إذ مل تشهد الكلمة
ازدهارا وانتشارا لكلمة الثقافة وليس هناك مفهوم أكثر تداوال كهذا املفهوم ،فقد اكتسبت هذه الكلمة معناها
الفكري يف أوراب يف النصف الثاين من القرن 92م ،حيث أحصى عاملا األثروبولوجيا األمريكيان:
" "AL.kroeber" and "c.kluckhahnما ال يقل عن 939تعريف للثقافة.1
ومن أشهر هذه التعاريف ما قدمه تيلور ( )9122-9211يف كتابه "الثقافة البدائية" الذي نشر
سنة 9229فقد عرف الثقافة مبعناها الواسع أبهنا" :ذلك الشكل املعقد الذي يشمل املعرفة والعقائد والوزن
واألخالق والقانون والعرق وكل املقدسات والعادات األخرى اليت يكسبها اإلنسان من حيث هو عضو يف
اجملتمع".2
كما عرفها :hofsdeأبهنا "احلصيلة املربجمة أو النتاج اجلماعي املنظم للعقل البشري حيث مييز هذه
احلصيلة جمموعة من البشر عند بقية اجملموعات البشرية ،أو هي تكامل من اخلصائص العامة املتفاعلة واليت
تؤثر على استجاابت أو تفاعالت جمموعة بشرية حمددة مع ما حييطها".3
ومن بني تعاريف الثقافة شيوعا فأقرهبا إىل الوقت احلايل لدى الغربيني هو تعريف :f.kovairon
" تشمل الثقافة القيم املادية والالمادية اليت خيلقها اإلنسان يف سياق تطوره االجتماعي وجتزئته التارخيية وهي
تعرب عن مستوى التقدم التكنولوجي واإلنتاج الفكري واملادي والتعليم والعلم واألدب والفن الذي وصل إليه
اجملتمع يف مرحلة معينة من مراحل منوه االجتماعي واالقتصادي".4
كما عرف عبد السالم بشري الدويل الثقافة أبهنا" :تعين اكتساب العلوم واملعارف ما يطور املخزون
املعريف للفرد ليتمكن من اإلدراك الصحيح لدالالت األشياء واحلكم عليها وهي من هذه الناحية ذات طبيعة
1عبد الغين عماد سسبيولوجيا ،الثقافة" ،مركز دراسات الوحدة العربية" ،بريوت ،لبنان ،1993 ،ص .12
2محيد خروف الربيع حصاص" ،علم اجتماع الثقافة" ،منشورات جامعة منتوري ،قسنطينة ،1991 ،ص .19
3عبد الناصر دمحم علي محودة" ،إدارة التنوع الثقايف يف املواد البشرية" ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،معسكر ،1991 ،ص ص -911
.911
4انصر دادي عدون" ،السلوك التنظيمي وإدارة املوارد البشرية" ،دار اجلامعية العامة ،اجلزائر ،1991 ،ص .992
22
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
مكتسبة متعلمة أي أتيت نتيجة التواصل مع اآلخرين بشكل مباشر أو غري مباشر" .1وميكن تعريف الثقافة أبهنا
جمموعة من املعتقدات والقيم واملفاهيم واالجتاهات واألفكار واآلراء العامة اليت يشرتك يف تبنيها مجيع أبناء
اجملتمع وحتقيق وحدة اهلدف للمجتمع.2
وبعد تقدمي عدد من التعاريف املتعددة سواء العربية منها أو الغربية ميكن اإلشارة إىل أن أغلب
الباحثني واملهتمني مبوضوع الثقافة يتفقون على أن تعريف "اتيلور" يعترب األمشل واألعم.
ويرى الطالب أن " الثقافة هي جمموعة من القيم واملعتقدات واألفكار واآلراء اليت يشرتك فيها أفراد
اجملتمع مع ما حييط به.
من خالل العرض السابق لبعض التعاريف للثقافة متكن حتديد جمموعة من اخلصائص اليت متيزها
وأمهها:
أوال الثقافة إنسانية واجتماعية :إن الثقافة ظاهرة ختص بني البشر فقط ألن اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي
ميلك ثقافة .3لكونه يستطيع أن يفكر ويصنع أدوات من خالهلا بتكيف مع ظروف الطبيعة.
اثنيا :الثقافة متغرية ومتطورة :تتغري األمناط الثقافة ابستمرار بتأثري التغريات البيئية والتكنولوجية ولكن عملية
تغيريها تواجه صعوبة يف أغلب األحيان لتعود الفرد على سلوك معني وعلى قوانني وأنظمة معينة وهذا التغيري
خيتلف يف سرعته وبطئه حسب درجة منو اجملتمعات وكربها.4
اثلثا :الثقافة عملية مكتسبة :تكتسب الثقافة من خالل التفاعل واالحتكاك بني األفراد يف بيئة معينة وتنتقل
من جيل آلخر ليست بطريقة غريزية أو فطرية وإمنا يتم توارثها عرب األجيال عن طريق التعلم واحملاكاة.
1عبد السالم الدويي" ،ثقافة الطفل العريب" ،جملة الطفولة والتنمية ،اجمللس العريب للطفولة والتنمية ،جملد ،9العدد ،9القاهرة ،1999 ،ص
.992
2هشام دمحم نور مججوم ،مرجع سبق ذكره ،ص .922
3جنوى عبد هللا الطبالوي" ،أتثري الثقافة املنظمة على الفعالية التنظيمية" ،رسالة مقدمة حلصول على درجة املاجستري يف إدارة األعمال ،كلية
التجارة ،جامعة عني مشس ،9113 ،ص .11
4حممود سلمان العميان" ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال" ،ط ،1دار وائل للنشر ،عمان ،1992 ،ص .199
23
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
رابعا :الثقافة متشاهبة الشكل ومتنوعة املضمون :عند مالحظة خمتلف الثقافات لألمم والشعوب فإنه ميكن
إجياد أنظمة متشاهبة كنظام األكل مثال ،فمن انحية الشكل غري متباينة يف خمتلف اجملتمعات إال أهنا من انحية
املضمون ختتلف ابختالف منتجاهتا فمثال القيم العربية اإلسالمية خمتلفة يف كثري من اجلوانب عن القيم
الغربية.1
خامسا :الثقافة قادرة على التكيف :إن تغري الثقافة وتطورها يعين مرونتها وقدرهتا على التكيف ملطالب
اإلنسان البيولوجية والنفسية ومالئمة البيئة اجلغرافية وتطور الثقافات اجملاورة.2
سادسا :للثقافة دور كبري يف حتديد منط حياة الفرد :ختتلف الثقافة من شخص آلخر ومن مكان آلخر حىت
سلوك الفرد ختتلف من منطقة ألخرى حىت أن هناك اختالف نسيب يف سلوك األفراد الذين يعملون يف بيئة
عمل واحدة.3
سابعا :الثقافة عملية معقدة :الثقافة معقدة إىل أبعد حدود التعقيد نظرا الشتماهلا على عدد كبري جدا من
السمات واملالمح والعناصر وذلك لرتاكم الرتاث االجتماعي خالل عصور طويلة من الزمن ،4ويرجع التعقيد
أيضا إىل احتوائها على معايري والعادات وقوائم السلوك اليت اكتسبها اإلنسان بصفة عضوا داخل اجملتمع.5
ويتضمن مفهوم الثقافة وجود ثقافة عامة تصنع بصماهتا على مجيع األفراد املكونني للمجتمع الكبري ،ابلرغم
من انه لكل جمتمع ث قافة خاصة به متيزه عن غريه من اجملتمعات فانه أيضا يوجد جمموعة من الثقافات الفرعية
داخل اجملتمع الواحد وهي جزء من الثقافات الكلية للمجتمع ولكنها ختتلف عنها يف بعض املظاهر
واملستوايت.
24
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
-أوال :اللغة :تشمل طريقة التخاطب واإلشارات والرموز املستخدمة يف الكتابة وطريقة رسم احلروف
وما يتسق بنقل األفكار من شخص آلخر.
-اثنيا :العناصر املادية :وتشمل كال من:
.9العادات واألذواق اخلاصة ابملأكل واملشرب.
.1مناذج املواصالت والنقل.
.1أمناط املالبس.
.1األدوات واألواين املستخدمة يف املأكل واملشرب.
.1األسلحة املستخدمة حلماية يف السلم واحلرب.
.3املهن واحلرف.
-اثلثا :الفن والنحت والنقش والرسم واملوسيقى.
-رابعا :األساطري الدينية واملعارف العلمية.
-خامسا:الطقوس الدينية :تشمل أشكال التدين وعالج املرضى وطقوس دفن املوتى والنماذج
السحرية.
-سادسا:األسرة والنظم االجتماعية السائدة :تشمل أشكال الزواج ،املرياث ،األلعاب
والتسلية...اخل.
سابعا:الثقافة واحلضارة :هذان املفهومان يكادان يندجمان مع بعضهما بعد اتسع مفهوم الثقافة،وغدت هذه
األخرية هي احلضارة مبعناها الواسع للكلمة أو أن احلضارة هي انتج الثقافة وأصبح كال اللفظني يضمنان القيم
واملعايري وأمناط التفكري يف جمتمع ما أو أمة معينة ،وابلتايل احلضارة هي انتج عملية اإلبداع الذي قدمه شعب
25
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
معني واليت تبقى يف ديناميكية مستمرة ولكن درجة استمرارها مرهونة بدرجة استجابتها للتحدايت ،وال شك
أن هناك عوامل ومتغريات كثرية تعمل على تشكيل هذه احلضارة كالنظم السياسية والتعليمية ...اخل.1
لقد اكتسب مفهوم الثقافة موقعا متميزا لدى علماء اإلدارة خاصة بعد ظهور املدرسة السلوكية حيث
بدأ االهتمام هبذا املفهوم ولكن على مستوى املنظمة ابعتبار أن عناصر املنظمة هم إفراد من ذلك اجملتمع ونود
يف هذا املبحث التعرف على ماهية الثقافة التنظيمية من خالل النقاط التالية:
قبل عرض التطور التارخيي للثقافة التنظيمية ال بد من توضيح أن هذه األخرية هي ثقافة فرعية من
ثقافة اجملتمع واليت قد تتفق أو ختتلف معها يف بعض اجلوانب.
لقد ساهم ظهور املدرسة السلوكية وجناحها يف بروز مفهوم الثقافة التنظيمية وزايدة االهتمام هبا حيث
ظهرت هذه املدرسة بدءا من مطلع األربعينات من القرن 19م ،وبرزت بسبب العيون اليت وجهت إىل
النظرايت الكالسيكية.2
فظهر هذا التيار اجلديد الذي يركز أساس على السلوك اإلنساين يف املنظمة ابإلضافة إىل اهتمامه
ابلروابط والصالت االجتماعية اليت تربط بني أفراد العمل واالهتمام بظروف بيئة عملهم.3
تعترب دراستا _التو و مايو_ )9111( ALTON MAYOوزمالئه واملعروفة بتجارب اهلاوثون
اليت متت يف شيكاغو (جامعة هارفد) من أوائل الدراسات اليت وجهت انتباه الباحثني إىل أمهية جامعية العمل،
خلق أوضح -MAYOمايو -أمهية العالقات اإلنسانية وارتباط األفراد يف مجاعات متماسكة وأتثري ذلك
على معنوايهتم ومن مث إنتاجيتهم وأدائهم ،4ومن مث أتيت إسهامات mcgregorيف أوائل الستينات واليت
أطلق عليها نظرية Zونظرية ،Yحبيث متثل األوىل وجهة النظر السلبية عن األفراد والقائمة على استعمال
1سيد توفيق" ،أزمة اإلبداع يف ثقافتنا املعاصرة" ،املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بريوت ،1992 ،ص .2
2عمر دمحم القيزي" ،منوذج مقرتح الثقافة التنظيمية يف املنظمات الذكية" ،حبيث مقدم للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة يف إدارة األعمال،
كلية التجارة ،جامعة عني مشسن ،1991ص .11
3جنم عبد هللا لعزاوي وآخرون":،تطور إدارة املوارد البشرية" ،دار البازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،1999 ،ص .11
4دمحم علي مشس الدين وإمساعيل دمحم الفقي" ،السلوك اإلداري" ،ط ،9دار الفكر ،عمان ،1992 ،ص .11
26
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
أسلوب اإلدارة ابلرقابة والتوجيه والتهديد أو املكافأة وهذا اإلقناع الفرد وحتفيزه على العمل ،يف حني متثل نظرية
Yوجهة النظر اإلجيابية عن األفراد من الناحية اجتاهاهتم حنو العمل والقدرة على حتمل املسؤولية والقدرة على
الرقابة الذاتية وااللتزام ابألهداف والقدرة على االبتكار واإلبداع.
مما سبق ميكن القول أن mcgregorتناول يف دراسته عرض نوعني خمتلفني من الثقافة التنظيمية
إحدامها ثقافة ضعيفة املبينة يف النظرية Zأما النظرية Yفهي تعرب عن الثقافة القوية.
ومنذ ذلك الوقت بدأ علماء السلوكيات وعلماء نظرية التنظيم يف االعتناء برتويج مدخل جديد
للتحليل وهو" :ثقافة املنظمة" فلقد ظهر هذا املفهوم بصورة واضحة ومتكررة يف مطبوعات وأحباث معاهد
ومؤسسات اإلدارة ابلوالايت املتحدة األمريكية ابلتحديد عام 9129م ،1ومن أمثلة ذلك كتاب البحث عن
التميز الذي قدمه peters et watermanعام 9129وكتاب theafy-zالذي قدمه otchyعام
9129وكتاب ثقافة املنظمة لـ deal dkennedy :عام 9121م.2
مث ذلك االهتمام أتسيس معهد دراسة الثقافة االقتصادية جبامعة بوسطة عام 9121وهو مركز
البحث ودراسة العالقات بني الثقافة والعمليات االقتصادية ،3مث زاد االهتمام هبذا املفهوم بناءا على النجاح
الذي حققه املنظمات الياابنية اليت رجعت بقوة لصفوف املنافسة العاملية يف وقت وجيز ال يتعدى 39سنة
بعد أسوأ هزمية للياابن يف التاريخ أثناء احلرب العاملية الثانية ،مما جعل االختصاصيون يبحثون أسباب هذا
النجاح الكبري ومن بني العوامل اليت أشاروا إليها هو استخدام املنظمات الياابنية للقيم الثقافية يف إدارهتا ،4ويف
الوقت نفسه اعتربت أمريكا للثقافة التنظيمية مبثابة حل جذري للمشاكل اليت تواجه منظماهتا.5
27
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
انبثق مفهوم الثقافة التنظيمية من أدبيات اإلدارة ومع ظهور املنظمات احلديثة وتزايد مشاكلها وأتثر هذا
املفهوم بكل هذه التطورات وبذلك مل يتوصل علماء التنظيم إىل تعريف حمدد هلا وإمنا طورا الكثري من
التعاريف ،1وفما يلي عرض متنوع لبعض التعاريف:
-الثقافة التنظيمية هي " :جمموعة االعتقادات والقيم واالجتاهات والفروض اليت يشارك فيها أعضاء
املنظمة وحتدد قواعد وأمناط سلوكهم التنظيمي وتساعدهم يف التعامل مع البيئة الداخلية واخلارجية".2
-كما عرفت " :أبهنا بيئة اجتماعية حترك التوقعات الرمسية وغري الرمسية لألفراد ،تعرف أنواع الناس
الذين سيالئمون املنظمة وتشكل حرايت األفراد للقيام أبعمال دون احلصول على موافقة مسبقة".3
-الثقافة التنظيمية هي " :أبن الثقافة التنظيمية ما هي إال جمموعة من القيم املشرتكة واملعايري".4
-وهي " :الثقافة املنظمة هي نظام من املعاين املشرتكة اليت حيتفظ هبا األفراد واليت متيز املنظمة عن
املنظمات األخرى".5
-تعرف الثقافة التنظيمية أبهنا" :احلمض األمين للمؤسسة من قيم وأفكار منقولة ومعارف مستمدة
ملواجهة متغريات بيئة املؤسسة".6
-كما تعرف الثقافة التنظيمية أبهنا" :طريقة عمل األشياء املتعلقة ابملنظمة ،حيث أهنا تعرب عن
أسلوب فهم مشرتك لألهداف املشرتكة والسلوك املالئم وغري املالئم فيها".7
-وميكن تعريف الثقافة التنظيمية أبهنا :جمموعة ما مت تعلمه أو اكتسابه من أمناط السلوك وتشمل كل
اجلوانب العاطفية اإلدراكية والسلوكية من قيم وتقاليد".
1ساطوح مهدية" ،الثقافة التنظيمية والتماسك االجتماعي" ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاسرت ،جامعة اجلزائر ،1992 ،ص .99
2عادل أمني" ،حماضرات يف السلوك التنظيمي" ،مرجع سبق ذكره ،ص .921
3مداحي أمال،مردود حنان"،أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي"،مذكرة ضمن متطلبات احلصول على شهادة املاسرت،جامعة
البويرة،1991،ص.2
4نفس املرجع السابق ،ص.2
5 Roppins&jydge, organisationbechavoire, 13th.ed new jersey, prentice hall, p 585.
6جنم عبود جنم" ،املدخل الياابين إىل إدارة العمليات" ،الوراق للنشر والتوزيع ،عمان ،1991 ،ص .91
7طارق طه" ،السلوك التنظيمي يف بيئة العوملة واالنرتنيت" ،دار اجلامعية اجلديدة ،القاهرة ،1992 ،ص .29
28
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
نالحظ من التعاريف السابقة أبهنا تصب يف ابب واحد وعلى هذا األساس ميكن أن تعترب أبن الثقافة
التنظيمية هي :جمموعة القيم واملعاين املشرتكة واملفاهيم السائدة داخل التنظيم واليت حتدد بدرجة كبرية سلوك
أفرادها ،للتعامل مع متغريات البيئة الداخلية واخلارجية ،كما ميكن اإلشارة إىل أن مفهوم الثقافة التنظيمية
استخدام كمظلة أتوي الكثري من املفاهيم كالقيم ،النماذج االجتماعية ،وغريها من السمات اليت متيز املؤسسة
عن ابقي املؤسسات األخرى.
يرى الطالب أن الثقافة التنظيمية هي :جمموعة من القيم واملعتقدات الراسخة واملعاين واالجتاهات
السائدة بني أ فراد املنظمة اليت تؤثر على سلوكهم وتساعدهم على التكيف مع متغريات البيئة الداخلية
واخلارجية وذلك للمحافظة على بقاء واستمرار املنظمة".
ميكن التعرف على خصائص ثقافة املنظمة وأبعادها على النحو التايل:
أوال :خصائصها:
جيب اإلشارة إىل أنه ال توجد منظمة ثقافتها مشاهبة لثقافة منظمة أخرى حىت ولو كانت تعمل يف نفس
القطاع إال أنه توجد من اخلصائص املشرتكة يف ثقافة املنظمات واليت تفاوتت يف درجة تواجدها وااللتزام هبا يف
التنظيم وفيما يلي عرض موجز هلذه اخلصائص:
1دمحم قاسم القريويت" ،نظرية املنظمة والتنظيم" ،الطبعة الثالثة ،دار وائل للنشر ،عمان ،1992 ،ص .121
2
نعمت عباس اخلفاجي" ،ثقافة املنظمة" ،دار البازوين العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،1991 ،ص .12
3
حممود السليمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص .192
29
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
.1الثقافة نظام مركب :حيث تتكون من عدد من العناصر الفرعية اليت تتفاعل مع بعضها يف تشكيل
ثقافة املنظمة ،هذه العناصر تصنف يف 91جمموعات:
-اجلانب املعنوي :النسق املتكامل من القيم واألخالق واملعتقدات واألفكار.
-اجلانب السلوكي :عادات وتقاليد أفراد اجملتمع ،واألدب والفنون واملمارسات العملية املختلفة.
-اجلانب املادي :كل ما ينتجه أعضاء اجملتمع من أشياء ملموسة كاملباين واألدوات واملعدات واألطعمة
وما إىل ذلك.
.1الثقافة نظام تراكمي متصل ومستمر :حيث يعمل كل جيل من أجيال املنظمة على تسليمها
لألجيال الالحقة ،ويتم تعلمها وتوريثها عرب األجيال عن طريق التعلم واحملاكاة.
.3الثقافة نظام مكتسب متغري ومتطور :فاستمرارية الثقافة ال تعين تناقلها عرب األجيال كما هي وال
تنتقل بطريقة عزيزة ،بل إهنا يف تغري مستمر حيث تدخل عليها مالمح جديدة وتفقد مالمح قدمية.
.2الثقافة نظام متكامل :فهي بكوهنا كل مركب تتجه ابستمرار إىل حتقيق االنسجام بني عناصرها
املختلفة ،ومن مث فأي تغيري يطرأ على أحد جوانب منط احلياة ال يلبث أن يعكس أثره على ابقي
مكوانت النمط الثقايف.
.2الثقافة هلا خاصية التكوين :تتصف الثقافة التنظيمية ابملرونة والقدرة على التكيف إستجابة ملطالب
اإلنسان البيولوجية والنفسية لكي تكون مالئمة للبيئة اجلغرافية ،وتطور الثقافات احمليطة ابلفرد من
جانب واستجابة خلصائص بيئة املنظمة وما حيدث هبا من تغري من جانب آخر.1
اثنيا :أبعاد الثقافة التنظيمية.
هناك عدة تقسيمات لتحديد أبعاد الثقافة التنظيمية ويف حبثنا هذا مت اقتباس وجهيت نظر
متباعدة وشاملة وهي:
1
مصطفى حممود أبو بكر" ،إدارة املوارد البشرية :مدخل حتقيق امليزة التنافسية" ،الدار اجلامعية ،القاهرة ،8002 ،ص ص .22-22
2نعمة عباس احلقايب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .19-19
30
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
وتعد دراسته من احملاوالت القليلة املوجودة لقياس الفروق الثقافية جتريبيا على نطاق واسع واملوجهة لسلوك
العاملني يف شركات األعمال الدولية ومنها شركة ( ،)I.BMابإلضافة إىل ذلك مثة خمططات أخرى معروفة
للخالفات الثقافية الواسعة اليت تستطيع أن تشري إليها ومنها خمططات العمل الكالسيكي لكالكهون
(.29119)kluckhohn
ويف األخري اتفقت معظم الدراسات يف حتديد مخسة أبعاد التباين ثقافة املنظمة وهي كالتايل:
1عبد الناصر دمحم علي حممودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .913
2مصطفى حممود أبو بكر ،مرجع سبق ذكره ،ص .22
3نعمة عباس اخلفاجي ،مرجع سبق ذكره.19 ،
31
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
ونستطيع أن نقول استنادا إىل هذا البعد أن عروض املبيعات من األفراد ذوي الثقافات املرتفعة يف تفادي
عدم التأكد ،يكون أقل جناحا من املواقف اجلديدة منها يف حالة األفراد ذوي الثقافات املنخفضة.1
أما الذكورة متكن أن تعرف ببساطة على أهنا املدى الذي تتواجد فيه العدوانية واجلوانب املادية حيث
الرتكيز الشديد للعمل وحيث الشركات تتطفل على احلياة اخلاصة ملستخدميها واإلجناز يعترب مثال أعلى والتوجه
حنو االستخدام العضلي والقوة اجلسدية حليازة الثروة.3
أما التوجه ابملستقبل فيتضمن تركيز أكرب وتوجها أساسيا حنو مد الرؤية إىل ما قد يتوقع احلدوث
مستقبال.4
1عبد الناصر دمحم علي محودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .913
2دمحم سعيد أنور سلطان" ،السلوك التنظيمي" ،دار اجلامعية اجلديدة ،القاهرة ،1991 ،ص .112
3بول كبري كيربايد وكارين ورد" ،العوملة الديناميكية الداخلية" ،تعريب :هشام الدجاين ،مكتبة العربية ،اململكة العربية السعودية ،ط،1991 ،9
ص .919
4عبد الناصر دمحم علي محودة ،مرجع سبق ذكره.912 ،
32
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
لكي تكون الثقافة التنظيمية أداة أساسية لتحقيق النجاح ،فإنه جيب على املديرين القيام ابلتخطيط
والتنظيم والقيادة والرقابة بطريقة تتفق وتنسجم مع االعتقادات والقيم اليت تعكس حقيقة ثقافتهم السائدة،
ابإلضافة إىل مسامهة الثقافة التنظيمية يف هذا اجلانب فإهنا تؤدي العديد من الوظائف هي:
-أوال :إن الثقافة التنظيمية هي إحدى عناصر هوية املنظمة وتتمثل يف طريقة التفكري وأسلوب أداة
العمليات ويكتسب األعضاء اجلدد الثقافة املنظمة لتحقيق اإلنتماء وضمان البقاء يف هذه املنظمة،
وكلما ترعرعت الثقافة يف عموم املنظمة على أسس سليمة اخنفضت االختالفات.1
-اثنيا :للثقافة السائدة يف املنظمة أتثريا كبريا على جناح اخلطة اإلسرتاتيجية للمنظمة وحتقيق األهداف
فهي قد تكون مصدرا يف إحداث التقييم املطلوب أو تقف عائقا أمامه.2
-اثلثا :تعزيز الذاتية للمنظمات واألفراد املنتمني هلا فيجدوها بتحقيق االستقرار وثقة أعضاء املنظمة.3
-رابعا :بناء روح الفريق وتكوين اتفاق مجاعي بني أعضاء املنظمة حول األهداف اليت حتقق رسالة
املنظمة.
-خامسا :توضيح معايري السلوك املطلوبة والواجب اإللتزام هبا من طرف األفراد لذا جند أن أي منظمة
عند توظيفها ألعضاء جدد تعمل منهم من خالل عدد من العمليات كالتكوين والتنشئة.4
-سادسا :حتقيق التكيف بني املنظمة وبيئتها اخلارجية من خالل سرعة االستجابة واحتياجات األطراف
اخلارجية ذوي العالقة مع املنظمة.5
1شوقي انجي جواد" ،إدارة األعمال-منظور كلي" ،دار ومكتبة حامد للنشر ،عمان ،1999 ،ص .139
2حسني حرمي" ،إدارة املنظمات منظور كلي" ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،1991 ،ص .131
3عبد السالم نعمون " ،بيئة العمل وأتثريها يف حتديد مستوى فعالية أداء الفريق الرتبوي ملؤسسات التعليم الثانوي" ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
ماجستري ،اإلدارة الرتبوية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،1993 ،ص .21
4علطي صوفية" ،واقع ممارسة امل هام إدارة املوارد البشرية يف ظل الثقافة التنظيمية للمؤسسة اجلزائرية" ،شهادة مقدمة لنيل شهادة املاجستري،
إدارة وتنمية املوارد البشرية ،جامعة فرحات عباس بسطيف ،1992 ،ص .13
5إلياس سامل" ،أتثري الثقافة التنظيمية على إدارة املوارد البشرية" ،مذكرة ليل شهادة ماجستري يف العلوم التجارية ،جامعة دمحم بوضياف،املسيلة ،
،1993ص .11
33
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
-سابعا :أداة رقابة اجتماعية تسمح بتوجيه سلوك وعادات العاملني وحتريك دوافعهم الذاتية لاللتزام
بتنفيذ وحتقيق أهداف املنظمة .1ميكن عندها احلديث عن ثقافة إجيابية لن ختش أتثري العوامل
اخلارجية اليت من احملتمل أن تتعرض هلا.
-اثمنا :تعترب من املالمح املميزة للمنظمة عن غريها من املنظمات فهي مصدر فخر للعاملني هبا خاصة
إذا كانت تؤدي قيما معينة مثل :االبتكار ،التميز والرايدة.2
املبحث الثالث :أساسيات حول الثقافة التنظيمية.
سوف نتطرق من خالل هذا املبحث إىل مستوايت الثقافة التنظيمية ابإلضافة إىل أهم أتثرياهتا على
املنظمة.
مت حتديد مستويني لثقافة املنظمة ،األول مرئي والثاين يف غري مرئي.3
.9املستوى الداخلي :هو املستوى األعمق واألقل رؤية وهي جمموعة القيم املشرتكة اليت يشرتك فيها
األفراد يف اجملموعة التنظيمية الواحدة واليت متيل إىل االستقرار واالستمرار مبرور الوقت.
.1املستوى اخلارجي :هو العناصر املرئية واملنظورة بشكل مباشر واملتمثلة يف تصرفات وممارسات األفراد،
أي ما ميكن مالحظته مباشرة كاإلنتاجية.4
وقد مت هذا التقسيم "جببل الثلج" حيث ميثل اجللي فيه وهذا األصغر :التنظيم الرمسي للمنظمة اخلفي فيه
وهو األكرب ابلتنظيم غري الرمسي.5
1
Stephen robbins et autre, comportements organisationnel, 12eme Edition, Pearson
éducation, France, 2006, pp 592-593.
2إلياس سامل ،مرجع سابق ،ص .12
3عبد الناصر دمحم علي محودة ،مرجع سبق ذكره ،ص .912
4
جاسم بن فيحان الدوسري " ،الثقافة التنظيمية يف املنظمات األمنية ودورها يف تطبيق اجلودة الشاملة" ،أطروحة مقدمة استكماال ملتطلبات
احلصول على درجة الدكتوراه الفلسفة يف العلوم األمنية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة انيف للعلوم األمنية ،1992 ،ص .11
5
.StanlyN.Herman : « TRW system group », in wendell L. France &cecil H. Bell, je :
« organisation développement » : behaivioral science intervention or organisation
improuvement (N.J : prentic-hall inc, 2nded, 1978, p 16.
34
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
أهداف
اجلزء الظاهرة من اجلبل تكنولوجيا التنظيم الرمسي
قدرات
ومن منظور أكثر عمقا تنطوي ثقافة املنظمة على القيم واملعتقدات اخلاصة ابملنظمة ،وهويتها وغريها
وتعد هذه العناصر بوجه عام عناصر غري مرئية ،ومن مث ميكننا الرجوع إىل الصورة اخلاصة جببل الثلج الذي
سبق وأشران إليه حيث ميكن رؤية العناصر األخرى اليت ختتفي حتت سطح املاء ،أما يف كتاب السلوك اإلنساين
والتنظيمي لـ john. kschermerkom :فقد مت تقسيم الثقافة داخل املنظمة إىل ثالث مستوايت
متسلسلة يف شكل هرمي:
35
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
االفتراضات المشتركة
تساعد أعضاء املنظمة
املصدرjohnR.schermen et dutre, comportement humain et :
organisation 3 ed, édition du renouveau pédagogique, canada,
2006, p 560-561.
-الثقافة املرئية (الظاهرية) :وهي تشمل اجلوانب املادية والسلوكات احملددة من قبل مجاعات العمل
وتشمل أيضا الطقوس واملراسيم والشعارات وأنظمة العمل.
.9القيم املشرتكة :تشمل العوامل الثقافية املشرتكة بني أفراد التنظيم ومجاعات العمل واليت متكن بتنفيذ
سياسات وقرارات املنظمة وحتقيق أهدافها .
.1االفرتاضات املشرتكة :هو البعد األكثر عمقا يف ثقافة املنظمة ،تضم املعتقدات العميقة كنوع من
التالحم والتعاون بني أعضاء وفريق العمل بغية احلصول على مستوى مرتفع من األداء مثال ذلك
عناية األفراد بدفعهم البعض كأفراد العائلة.
وهناك ابحثون آخرون يرون أن هناك ثالث مستوايت لثقافة املنظمة أو يعترب هذا التقسيم األمشل واألفضل
املتمثل يف:
36
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
-الثقافة اخلارجية (اجملتمع) :يتمثل يف جمموعة القيم واالجتاهات السائدة يف اجملتمع ،الذي توجد فيه
املنظمة حيث تؤثر على بناء ثقافة املنظمة وجيب أن تكون اسرتاتيجيات وسياسات ومنتجات املنظمة
متوافقة مع ثقافة اجملتمع حىت تتمكن من حتقيق أهدافها بسهولة.
-الثقافة الداخلية (ثقافة املنظمة) :كما هو معروف أن لكل منظمة ثقافة متيزها عن ابقي املنظمات
وقد جند أيضا ثقافات خمتلفة داخل نفس املنظمة مما يستدعي تكوين جمموعة من العوامل الثقافية
املشرتكة بني األفراد ومجاعات العمل نتيجة تعامل األفراد واحتكاكهم ببعضهم البعض وهذا ما يسهل
إلتزامهم بتنفيذ سياسات وقرارات املنظمة وحتقيق أهدافها.
-ثقافة مجاعة العمل (النشاط) :تعرف ابلثقافات الفرعية إذ هناك تشابه يف الثقافة لدى أفراد نفس
النشاط واختالفها بني أفراد النشاطات األخرى وهذا ما يستدعي نوع من التالؤم والتعاون بني أعضاء
فريق العمل الواحد لتحقيق األداء املطلوب والقائم على منط مشرتك من التفكري والتصرف لدى
األفراد.
تعترب الثقافة التنظيمية من أهم املصادر الرئيسية لتحديد الفعالية التنظيمية ،حيث تتطلب هذه
األخرية توافق الثقافة مع اإلسرتاتيجية فكلما كانت القيم التنظيمية األساسية مشرتكة ومقبولة كلما دل ذلك
1
على وجود ثقافة قوية قادرة على توفري مزااي عمل مادية ومعنوية للعاملني وجتعلهم أكثر التزاما وأداءا.
أما على مستوى التوافق بني البيئة الداخلية والقيم الثقافية فهو مسة من مسات املنظمات الناجحة
أما ابلنسبة ملستوى التوافق مع البيئة اخلارجية فإن اإلسرتاتيجيات املبادرة واهلجومية تتنافس معهم البيئات
الديناميكية واليت تتطلب بدورها ثقافات قوية تؤكد على املخاطرة ،وعلى العكس فإن اإلسرتاتيجيات احملافظة
اليت تركز على حتقيق الكفاية تتناسب مع البيئات املستقرة واليت تتطلب ثقافة تنظيمية تؤكد على إحكام الرقابة
وتقليل املخاطرة.
37
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
إن الثقافة جتعل من املنظمة كياان اقتصاداي واجتماعيا صلبا ميكن التكيف مع احمليط والتفاعل مع
متغرياته بطرق انجحة دون أن يؤثر ذلك على استقراره ،وهذا ما تؤكده الثقافة القوية اليت تشجع على التكيف
من جهة وعم امليزة التنافسية من جهة أخرى ،يف ظل أسواق عمل ال تعرتف ابلضعف بل البقاء لألقرب.1
ويتضح ذلك من خالل اهتمام هذه الثقافة ابلعنصر اإلنساين يف العمل وتشجيع التغيري النافع
ومبادرات اإلبداع واإلبتكار.
تشري العديد من الدراسات إىل أن الثقافة التنظيمية متثل عامل مهم يف تشكيل املناخ التنظيمي
والذي يؤثر بشكل واضح على الرضا واالنتماء ،حيث مبرور الزمن يزيد شعور األفراد ابالنتماء للمنظمة
وخصائصها املميزة إىل درجة العمل على تبنيها والقيام بنشرها وهذا ما نطلق عليه "املواطنة التنظيمية".2
ي تحقق الرضا لدى العاملني يساعد على انتشار القيم العالية وروح اإلبداع واالبتكار واملساعدة يف
دعم عملية التغيري املقرتحة من قبل املنظمة.3
حيث تؤثر الثقافة التنظيمية يف شكل التنظيم وما يؤديه من أنشطة ومهام ،وعلى مستوى األداء
التنظيمي يف خمتلف البيئات اجملتمعية وتؤثر كذلك يف درجة الرمسية ومستوى التخصص الوظيفي ودرجة املركزية
ومستوايت املشاركة.4
38
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
تعترب ثقافة املنظمة مبثابة دليل للعمال ،فالتحدي الرئيسي الذي تواجهه اإلدارة هو صياغة دقيقة
لعالقة إسرتاتيجية األعمال بثقافة املنظمة ،وابلتايل فالثقافة هنا تلعب دور احملدد كما هو مقبول وما هو غري
مقبول من السلوكيات والقرارات عرب خمتلف املستوايت داخل املنظمة.1
إن الثقافة التنظيمية تعد من العوامل املهمة اليت تؤثر بشكل إجيايب أو سليب يف برامج تطبيق إدارة
املعرفة يف املنظمات ويف النتائج املتوقعة من إدارهتا وتشجيع على التشارك ابملعرفة وحث األفراد صناع املعرفة
على نقل معارفهم إىل اآلخرين.2
تعترب الثقافة التنظيمية نظاما ما يتكون من العناصر أو القوى اليت هلا أتثريها الشديد على سلوك
األفراد داخل املنظمة.3
وحتدد هذه العناصر مبجموعة من احملتوايت اليت ال بد للمدير أن يقدر ما هلا من أمهية تنعكس
على سلوك العاملني وفيما يلي عرض موجز هلذه العناصر:
.9القيم التنظيمية :القيم هي انعكاس لألسلوب الذي يفكر األشخاص به يف ثقافة معينة ويف فرتة زمنية
معينة فهي اليت توجه سلوك األفراد وأحكامهم واجتهاهتم فيها يتصل مبا هو مرغوب عنه من أشكال
السلوك يف ضوء ما يضعه اجملتمع من قواعد ومعايري ،4أما القيم التنظيمية فهي متثل القيم يف مكان
1عائشة شتائحة" ،ثقافة املنظمة كأحد العوامل املؤثرة يف عملية صنع القرار" ،مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول صنع القرار يف املؤسسة
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة املسيلة ،أفريل ،1991ص ص .91-91
2أمحد بوشنافة أمحد بوسهمني" ،أمهية البعد الثقايف ,أثره على فعالية التسيري" ،مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التسيري الفعال يف املؤسسات
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة املسيلة ،ماي ،1991ص .1
3شوقي انجي جواد وآخرون" ،قياس أثر عوامل الثقافة التنظيمية يف تنفيذ إدارة املعرفة" جملة العلوم االنسانية ،السنة السابعة ،العدد 11
،1999ص ،92أنظر املوقعwww.ulumensania.net :
4عبد اللطيف دمحم خليفة" ،ارتقاء القيم"،عامل املعرفة ،الكويت ،9111 ،ص .93
39
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
وبيئة العمل وهي اخلصائص الثابتة نسبيا للمحيط الداخلي للمنظمة واليت يدركها كل أفرادها
ويعيشوهنا ويعربون عنها ،1ومن القيم :املساواة بني العمال ،االهتمام إبدارة الوقت واحرتام االخرين.
.1املعتقدات التنظيمية :هي عبارة عن أفكار مشرتكة حول طبيعة العمل واحلياة االجتماعية يف بيئة
العمل وكيفية اجناز العمل واملهام التنظيمية ،ومن هذه املعتقدات :أمهية املشاركة يف صنع القرار
واملسامهة يف العمل اجلماعي.2
.1التوقعات التنظيمية :تتمثل يف التعاقد السيكولوجي غري املكتوب والذي يعين جمموعة من التوقعات
حيددها أو يتوقعها الفرد أو املنظمة خالل فرتة عمل الفرد داخل املنظمة،مثال ذلك :توقعات الرؤساء
من املرؤوسني والزمالء من الزمالء اآلخرين واملتمثلة يف التقدير املتبادل وتوفري بيئة تنظيمية ومناخ
تنظيمي يساعد ويدعم احتياجات الفرد العوامل النفسية واالقتصادية.
.1األعراف التنظيمية :هي عبارة عن معايري غالبا غري مكتوبة وواجبة اإلتباع حيث يلتزم هبا العاملون
داخل املنظمة وتلعب هذه األعراف دورا مهما يف الرقابة الداخلية وحتقيق الشفافية يف األنشطة
اجلارية ،فكل منظمة لديها أسلوهبا اخلاص لتعريف أو نشر تعليمات إدارية يف أي وقت.3
.1األساطري والقصص :األساطري عبارة عن رواايت عن أبطال وبطالت املنظمة والذين سامهوا أو
يسامهوا يف حقل الثقافة وبنائها أبحكام ،كما تقدم القصص معلومات موثقة عن ثقافة املنظمة.4
وتقوم معظم القصص على أحداث حقيقية أدائها أو مشارك هبا مؤسس الشركة أو أحد أو بعض
مديريها أو عماهلا وتروي األعضاء املنظمة اجلدد ليعرفوا على املنظمة أكثر وعن نقاط متيزها ،مع
اإلشارة أنه ميكن أن تزخرف بعض القصص بتفصيالت خيالية أو تكون جمرد أحداث مقبولة.5
.3األبطال :يقصد هبم األشخاص الذين ميثلون جزءا من الثقافة ويظر إليهم على أهنم مناذج داخل
املنظمة ومن أمثلتهم :املرؤوسني أو املوظفون القدوة ذوي التأثري يف املنظمة ،فمن خالهلم ميكن حتسني
القيم واالجتاهات املشرتكة بتقيد هبم أدوار متميزة لألداء واالنضباط داخل املنظمة.
1مقدم عبد احلفيظ" ،عالقة القيم الفردية والتنظيمية وتفاعلها مع االجتاهات والسلوك" ،جملة العلوم االجتماعية ،اجمللة ،93الكويت ،9111
ص .911
2حممود سليمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .191-191
3
johnR.schermen et dutre, op cit, p 564.
4سيد دمحم جاد الرب" ،السلوك التنظيمي" ،مطبعة العشري ،القاهرة ،1991 ،ص .29
5أمحد سيد مصطفى " ،السلوك التنظيمي" ،الناشر :املؤلف ،القاهرة ،1991 ،ص .193
40
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
.2الطقوس :هي جمموعة من األنشطة اليت تعرب عن قيم املنظمة وقوهتا ،1وهي أيضا أحداث خمثصة
تنظمها اإلدارة يف مناسبات معينة لصاحل العاملني لتعزيز بعض القيم واملعتقدات كتكرمي األشخاص
املتميزين وتوزيع املعوانت ،ويرى "هوفستيد" وزمالءه أن الرموز واألبطال والطقوس التنظيمية ميكن
مجعها حتت عنوان واحد هو :املمارسات ألهنا قيدوا الظاهرة يف شكل ملموس للمراقب الذي يالحظ
ثقافة املنظمة.
.2الرموز :هي الكلمات واألشكال اليت حتمل معاين معينة ضمن ثقافة املنظمة ومن أمثلة ذلك :تعليق
إشارة على زي األفراد ،وهناك منظمات تعرب عن رموزها من خالل توفري سيارات لتنقل مدرائها،
وغري من األمور اخلاصة بكل منظمة.
.1اللغة :عبارة عن مصطلحات خاصة ابملنظمة تستعمل لوصف املعدات واملكاتب والعاملني والعمالء
وغريهم ،حيث يتم تعليمها لألعضاء اجلدد بعد انضمامهم للمنظمة وميكن اعتبارها اللغة الرمسية
داخل املنظمة لتحقيق التفاهم بني أعضائها.
.99فرق العمل :يف ظل التطورات احلالية يف حجم منظمات األعمال وحتققها فإن جل املشاكل
بطريقة شخصية أو فردية ال يصبح مالئما ،ويصبح حمور مشاركة الفريق يف احلل اجلماعي للمشكالت
أمرا حيواي فمن أسباب جناح الياابنيني يف حتقيق التفوق هو بناء فريق العمل وتنفيذ املشاركة من
اجلانب املديرين التنفيذيني.2
1مداحي أمال،مردود حنان"،أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي"،مذكرة ضمن متطلبات احلصول على شهادة املاسرت،جامعة
البويرة،ص.1991،2
.2سيد دمحم جاد الرب ،مرجع سبق ذكره ،ص .929
41
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
اللغة
فريق العمل
املعتقدات التنظيمية
القيم املشرتكة
ثقافة املنظمة التوقعات التنظيمية
األعراف التنظيمية
الرموز
األساطري والقصص
الطقوس
األبطال
تشري العديد من الدراسات اليت استهدفت حتليل وتشخيص الثقافة التنظيمية إىل وجود عدة
حمددات هلذه األخرية وهي:
.9التاريخ وامللكية :إن املؤسسة متتلك إراث بفضل اترخيها والطقوس والرموز وطرق تصرفها وحىت طرق
تفكريها ال ميكن أبدا شرحها أو أن تشرح نفسها إال ابلرجوع إىل هذا التاريخ الذي هو عبارة عن
مصدر شرعية ابلنسبة جملموعة من السلوكيات واملمارسات ،1ولقد تضاعفت وتعددت املؤلفات وكذا
الدراسات اخلاصة اليت قامت هبا املؤسسات نفسها من أجل االحتفاظ ببقااي اترخيها ينبعث غالبا من
االحتفالية الذاتية أو من املاضي رغبة يف احملافظة بكل مثني على ماضيها.
إن اتريخ املؤسسة يعكس تطورها وجزءا من ثقافتها كما يعكس نوعية امللكية هل هي عامة أو
خاصة ،حملية أو دوليا.
1
دمحم العريب غزي" ،ثقافة املؤسسة وأتثريها على أدائها العام" ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اإلسرتاتيجية ،جامعة دمحم بوضياف
املسيلة ،1993،ص .21
42
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
.1احلجم :يؤثر حجم املنظمة عن أسلوب اإلدارة وأمناط االتصاالت ومناذج التصرفات يف مواجهة
املواقف كما يعكس اختالفات ثقافية بني املؤسسات.
.1التكنولوجيا :تركز املؤسسات املتخصصة يف استخدام التكنولوجيا املتقدمة على القيم اخلاصة
ابملهارات الفنية يف صياغة خدمة العمالء واملهارات الشخصية.
.1الغاايت واألهداف :تتأثر الثقافة السائدة بنوعية األهداف اليت تسعى إليها فمثال املؤسسات اليت
تسعى إىل خدمة العمالء تركز على غرس القيم اخلاصة بعالقات العمالء يف ثقافتها التنظيمية.
.1البيئة :إن طريقة تعامل املؤسسة مع عناصر بيئتها الداخلية واخلارجية سوف تؤثر يف تشكيل ثقافتها.
.3األفراد :تؤثر الطريقة اليت يفضلها أعضاء اإلدارة العليا يف ممارسة العمل وكذلك تفضيالت العاملني
لألساليب املستخدمة يف التعامل معهم يف تشكيل قيم العمل السائدة يف املنظمة وكذلك ثقافتها
املميزة ،فاإلدارة يصعب عليها فرض ثقافة ال يؤمن هبا العاملون والعكس صحيح.1
إن عملية بناء ثقافة املنظمة تتبلور يف تكوين منظومة قيم ومعتقدات مشرتكة تتفاعل مع مكوانت
املنظمة من أفراد وهياكل ونظم لتنتج أعراف وتقاليد سلوكية مساعدة يف رسم صورة املنظمة وحتديد طريقة أداء
األعمال ،ويرجع جناح ذلك البناء إىل نوع اإلسرتاتيجية املعتمدة يف تكوين الثقافة ،وميكن تشبيه عملية بناء
الثقافة التنظيمية ابلتنشئة االجتماعية للطفل فكلما كانت القيم مغروسة مبكرا كانت أمنت وأقوى وكذلك األمر
يف املنظمات ،وقياس حتديد العوامل اليت تساهم يف بناء وبقاء الثقافات يف املنظمات وفيما يلي حتديد العوامل
اليت تساهم يف بناء وبقاء الثقافات يف املنظمات:
هناك اتفاق عام على أن ثقافة املنظمة تتشكل بدرجة كبرية بواسطة اإلدارة العليا اليت تقوم
بتحديد املقاييس السلوكية واليت تتضمن التوجهات حول العمل وفلسفة اإلدارة العليا يف كيفية معاملة العاملني
وسياسة اإلدارة حول تنفيذ القواعد واألنظمة والتعليقات.2
1مجال الدين دمحم املرسي" ،إدارة الثقافة التنظيمية والتغيري" ،الدار اجلامعية اإلسكندرية ،القاهرة ،1993،ص .13
2عمر دمحم القيزي ،مرجع سبق ذكره ،ص .29-21
43
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
فإذا حافظة اإلدارة العليا على سياستها وفلسفتها يف مجيع النواحي اليت ختص املنظمة ككل فإن
ذلك سيعكس تكوين ثقافة منظمة متينة تعكس قيم املؤسسني للمنظمات.
تعترب عملية اختيار املوظفني خطوة رئيسية يف تشكيل الثقافة التنظيمية فاهلدف من عملية االختيار
هو حتديد واستخدام األفراد الذين تتوفر لديهم جمموعة من الصفات واألمناط السلوكية واخلليات الثقافية
واملعرفة واخلربات والقدرات ،1واليت جيب أن تتفق مع قيم املنظمة السائدة وعملية تعيني املوظفني تعطيهم فرصة
للتعرف على مدى التوافق بني قيمته وبني الواقع العملي ،مبعىن آخر ال جيب أن يكون هناك تناقض بني
ثقافات األفراد يف املنظمات من أجل احملافظة على ثقافة املنظمة متماسكة ألنه قد يتأثر األداء والفعالية يف
املنظمة بسبب أتثري األفراد اجلدد الذين حيملون ثقافة ال تتناسب مع ثقافة أفراد املنظمة احلاليني.2
تعيني األفراد املرشحني أتيت بعملية تدريبهم وهي نوع من املخالطة االجتماعية لغرض تدريب
العاملني وتزويدهم ابملعرفة الثقافية ومما جدها مع خرباهتم املتجددة وغالبا ما يتم ذلك من خالل دورات تدريبية
توجيهية تساعد العمال على التأقلم مع القيم الثقافية السائدة والتكيف معها.
ابإلضافة إىل التدريب توجد عدة تطرق تستعمل لدعم الثقافة التنظيمية ومن خالهلا يتم اكتساب القيم
واملعتقدات واملعايري اخلاصة بثقافة املنظمة والتأقلم معها ومن أهم هذه الطرق ما يلي:3
44
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
ومن خالل ما سبق يتبني أبن ترسيخ الثقافة التنظيمية وتعزيز وجودها يتم عن طريق عملية التأقلم االجتماعي
لألفراد بدرجة كبرية ومتر هذه العملية بعدة مراحل:1
أ .مرحلة ما قبل االلتحاق :هي مرحلة ما قبل دخول املوظف إىل املنظمة للعمل هبا وفيها يتم فرز
وتصنيف مجيع املتقدمني النتقاء من ال تتعارض ثقافتهم مع ثقافة املنظمة.
ب .مرحلة املواجهة :مرحلة دخول املوظف املنظمة وهتيئة للعمل اجلديد والثقافة اجلديدة وتسمى مرحلة
التصادم بني الثقافتني.
ت .مرحلة التحول أو التوافق :مرحلة تغيري مهارات وسلوكيات وتوقعات املوظف اجلديد وتوظيف هذا
التغري خلدمة أهداف املنظمة.
اإلنتاجية
االنتماء
التغري الدخول ما قبل الدخول
معدل الدوران
(االستقرار) املصدر :سيد دمحم جاد الرب ،مرجع سبق ذكره ،ص .921
45
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
ويلخص الشكل التايل كيفية بناء وتكوين الثقافة التنظيمية واحملافظة عليها:
معايري فلسفات
الثقافة التنظيمية االختيار املرؤوسني
التأقلم االجتماعي
املصدر :مجال الدين دمحم املرسي ،مرجع سبق ذكره ،ص .12
تؤثر هذه املراحل يف إنتاجية املوظف وأيضا يف سرعة أو بطئ تكيفه االجتماعي والثقايف مع مجاعة
العمل اليت أنظم إليها وأيضا هلا أتثري خاص على قراراته ابلبقاء يف املنظمة من عدمه.
46
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
نستخلص مما سبق أن الثقافة التنظيمية من املفاهيم احلديثة اليت انلت اهتمام الباحثني ،وهذا يرجع
ألمهيتها يف بناء إسرتاتيجيات املؤسسة ،كما تعترب إحدى الوسائل الكامنة والقوية اليت تساعد يف بناء اهلياكل
التنظيمية وتشكل اجتاهات العاملني ومرافقهم ،مما جيعلها تعد إطارا مرجعيا وسلوكيا مرشدا.
كما أهنا تقوم بدعم ورسم السياسات العامة املناسبة وصياغة اإلسرتاتيجية وتوضح الرؤية مع قدرهتا
على نشر قيم املثابرة واإلبداع من خالل تشجيع حرية التعبري واملشاركة يف اختاذ القرارات ،وخدمة املصاحل
العامة واجملتمع بصفة عامة .وهذا ما أعطى لثقافة املنظمة أمهية كبرية يف توجيه و ترشيد األداء ابإلضافة لكوهنا
عامتا مسامها يف حتقيق جناح املنظمة و الوصول هبا إىل املستوى املطلوب يف بيئة مشحونة جبو تنافسي
حاد أهم ما مييزها التغيري املستمر.
47
اإلطار النظري للثقافة التنظيمية الفصل األول:
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
81
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
متهيد :
بعد ما مت وضع اإلطار النظري ملوضوع الثقافة التنظيمية ودورها يف حتقيق األداء املتميز وعرض كل املفاهيم
املرتبطة به يف الفصلني السابقني ،يتم إسقاط األسس واملبادئ اليت مت التعرف عليها على مؤسسة اتصاالت
اجلزائر ابعتبارها إحدى أهم املؤسسات املتواجدة على الرتاب الوطين حيث تسعى دائما لفرض نفسها يف
السوق وذلك لتقدمي أجود اخلدمات كما تسعى لتوفري مجيع خدمات ووسائل االتصال لزابئنها م أجل
تسهيل عملية االتصال والتواصل.
ويف ظل االستخدام الواسع لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف مجيع جماالت احلياة ،عملت مؤسسة اتصاالت
اجلزائر على أن تكون متواجدة عرب كامل الرتاب الوطين ،م خالل توزيع فروعها يف مجيع الوالايت واملناطق
وم بينها املديرية العملية لالتصاالت بوالية املدية ،وهذه األخرية هي حمل الدراسة والتحليل ،وسنتطرق يف هذا
الفصل إىل دراسة حالة اتصاالت اجلزائر فرع املدية م خالل ثالث مباحث:
-املبحث األول :تقدمي مؤسسة اتصاالت اجلزائر و املديرية العملية لالتصاالت فرع املدية.
-املبحث الثاين :أدوات ومنهجية الدراسة.
-املبحث الثالث :حتليل نتائج االستبيان.
82
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
املبحث األول :تقدمي مؤسسة اتصاالت اجلزائر و املديرية العملية لالتصاالت فرع املدية.
تعترب مؤسسة اتصاالت اجلزائر م أبرز املؤسسات املتواجدة يف الرتاب الوطين ،وهي تعترب م
املؤسسات ذات الطابع العمومي وتنشط يف جمال االتصاالت السلكية والالسلكية حبيث تسعى دوما لتقدمي
خدمات أفضل لزابئنها خاصة يف ظل التغريات التكنولوجية املتسارعة اليت يشهدها العامل اليوم.
أوال :النشأة
مؤسسة اتصاالت اجلزائر هي عبارة ع حصيلة جملموعة م اإلصالحات اليت طرأت على قطاع الربيد
مرت بعدة مراحل لتصل إىل شكلها احلايل وتتمثل هذه املراحل يف:
واملواصالت ومؤسسة اتصاالت اجلزائر ّ
-يف سنة 3691مت أتسيس مؤسسة الربيد واملواصالت ومتيزت هذه املرحلة مبجموعة م الصعوابت
نظرا لظروف االقتصادية والسياسية الناجتة ع االستعمار الفرنسي.
-يف سنة 3691مت إصدار مرسوم رقم 96 – 91املؤرخ بتاريخ 3691 – 31 -13ويشتغل
تبعا لقرارات هذا األمر الذي ميدد ويغري ختصصاته وصالحياته يف ميدان اإلدارة وممارسة احتكار
خدمة الربيد واملواصالت.
-يف سنة 3661مت تقسيم املديرايت الوالئية إىل ثالث جمموعات وذلك حسب املنطقة حبيث عني
لكل جمموعة هيكل تنظيمي خاص وهذا طبقا للمرسوم 316 – 61املؤرخ يف 19مارس
.3661
-يف سنة 3669مت أتسيس مؤسسة اتصاالت اجلزائر.1
ويف 12جانفي 1333اختارت احلكومة يف برانجمها إجراء تعديل شامل لقطاع الربيد واملواصالت السلكية
والالسلكية حيث مت الشروع يف تعديل اإلطار التشريعي والتنظيمي للقطاع وقد مت يف هذا السياق س قانون
1 – 1333الذي حيدد القواعد املتعلقة ابلربيد واملواصالت السلكية والالسلكية .2
1مؤسسة اتصاالت اجلزائر ، www.Algerie Telecom .dz ،اتريخ االطالع .1339 -2 -33
2سلطة الضبظ للربيد واملواصالت السلكية والالسلكية www.arpt.dz ،اتريخ االطالع .1339/32/36
83
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
هي مؤسسة عمومية أتسست سنة 1331تنشط يف جمال اهلاتف الثابت والنقال وخدمات االنرتنت
جواب واالتصاالت الفضائية أنشأت مبوجب قانون رقم 1 – 1333املرتبط إبعادة هيكلة قطاع الربيد
واملواصالت لفصل قطاع الربيد ع قطاع االتصاالت وقد دخلت رمسيا سوق العمل يف 3جانفي .31331
3قانون رقم 1 – 1333املؤرخ يف 1أوت 1333املتعلق ابلقواعد العامة للربيد و املواصالت السلكية و الالسلكية.
4واثئق داخلية للوكالة التجارية ابملدية ،أفريل .1339
5مقابلة شخصية ،السيد رئيس القسم التجاري ابملديرية.
84
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
املديرية العملية لالتصاالت ابملدية هي إحدى الفروع التابعة ملؤسسة اتصاالت اجلزائر وهي تنشط يف
جمال االتصال وفق هيكل تنظيمي حيدد مهام ومسؤوليات كل موظف فيها ،وم أكرب التحدايت اليت تواجهها
هو حتدي وضع مزيج تسويقي خدمايت ميك أن يوصلها إىل حتقيق األهداف املسطرة وهذا م خالل التنسيق
اجليد فيما بني متغرياته.
أوال :تعريف املدرية العملية لالتصاالت ابملدية
تقع املديرية العملية لالتصاالت ابملدية ضم شبكة التوزيع التابعة لإلدارة املركزية للجزائر العاصمة
واإلدارة اجلهوية للبليدة ،وتتفرع هذه املديرية إىل وكاالت جتارية تتمثل فيما يلي :وكالة املدية ،وكالة بين
سليمان ،وكالة الرب واقية ،وكالة قصر البخاري،6كما هو مبني يف الشكل التايل:
الشكل رقم ( :)1– 3تنظيم املدرية العملية لالتصاالت ابملدية
املصدر :م إعداد الطالب ابالعتماد على واثئق داخلية خاصة ابملديرية ،أفريل .1339
6
مقابلة شخصية ،السيد رئيس القسم التجاري ابملديرية ،أفريل .1339
85
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
وتعد املديرية العملية لالتصاالت اخللية الرئيسية الناشطة اليت توكل هلا مهمة تقدمي مجيع خدمات
مؤسسة اتصاالت اجلزائر حيث تعترب الفضاء الذي ميك للزبون م خالله احلصول على خمتلف اخلدمات
االتصالية ،م خدمة اهلاتف النقال وخدمة اهلاتف الثابت وخدمة االنرتنت والشبكات املتخصصة.7
اثنيا :اهليكل التنظيمي للمديرية العملية لالتصاالت ابملدية
الشكل رقم ( :)2 – 3اهليكل التنظيمي للمديرية
خلية األم و السالمة الوحدة عملية لالتصاالت املساعد التنفيذي
خلية شبكة خلية إدارة عالقات الصيانة و خلية الميزانية خلية الشراء
الشركات التدريب العمالء استغالل
الشبكات
خلية البيع
العالقات خلية الصيانة خلية المحاسبة الوسائل
االجتماعية و عمل
و المهنية المعدات
خلية
خلية أمين
خلية االسترجاع خلية التراث
الهندسة و الصندوق
اإلدارة
التخطيط
المهنية
مشرف
الموقع
86
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
سيتم يف هذا املبحث توضيح منهجية الدراسة املتبعة م حيث األسلوب وجمتمع الدراسة
وحتديد العينة وطرق مجع البياانت ،واالختبارات اخلاصة بصدق وثبات أداة الدراسة (اإلستبانه) فضال ع
ذلك األساليب اإلحصائية املستعملة يف حتليل البياانت واستنباط النتائج.
حيث يتم دراسة لظاهرة كما هي موجودة عليه يف الواقع ويعرب عنها تعبريا كيفيا بوصفها وتوضيح
خصائصها ،وتعبريا كميا بوصفها رقميا مبا يوضح حجمها أو درجات ارتباطها مع الظواهر األخرى ،وهذا
املنهج ال يكتفي بوصف الظواهر كما هي عليه يف الواقع بل أيضا يقدم نتائج واستنتاجات تساعد يف حل
املشكالت.8
9عمار بوحوش ودمحم حممود الذبيات،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث،ديوان املطبوعات اجلامعية،الطبعة
الثانية،اجلزائر،3666،ص.66
87
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
ويف دراستنا فإن جمتمع الدراسة هو مجيع العاملني على مستوى اإلدارة مبؤسسة اتصاالت اجلزائر
والبالغ عددهم 822عامل م بينهم الرئيس واملرؤوس.
العينة sampleهي جزء م اجملتمع ،أي هي جزء م الكل ،على أن يكون هذا اجلزء ممثال للكل،
مبعىن أنه جيب أن تكون العينة ممثلة للمجتمع املسحوبة منه متثيال صادقا ،أو مبعىن آخر جيب أن تكون
خصائص اجملتمع مبا فيها م فروق واختالفات ظاهرة يف العينة بقدر اإلمكان.
العينات العشوائية هي العينات اليت حتقق مبدأ العشوائية عند اختيار مفرداهتا ،فمبدأ العشوائية هنا
يعين :إاتحة الفرصة (أو االحتمال) لكل مفردات اجملتمع للظهور يف العينة ،والعشوائية البسيطة تعين إاتحة
الفرصة نفسها (أو االحتمال نفسه) لكل مفردات اجملتمع للظهور يف العينة.
ونظرا لعدم قدرة الطالب على إجراء الدراسة على اجملتمع ككل ،مت اختيار عينة عشوائية بسيطة لتمثل
هذا األخري مشلت 06عامل (مفردة) م بينهم الرئيس واملرؤوس أي ما نسبته 70%م جمتمع الدراسة وبعد
توزيع االستبياانت مت اسرتجاع 60واستبعاد 46اسبياانت ،وابلتايل وصل عدد االستباانت اخلاضعة للتحليل
( 60=46-06استبانه).
بناء على طبيعة البياانت اليت يراد مجعها ،وعلى املنهج املتبع يف الدراسة والوقت احملدد لنا،
واإلمكانيات املتاحة ،أن األداة األكثر مالئمة لتحقيق أهداف الدراسة هي "االستبانه" وذلك لعدم توافر
املعلومات األساسية املرتبطة ابملوضوع كبياانت منشورة إضافة إىل صعوبة احلصول عليها ع طريق األدوات
األخرى كاملالحظة الشخصية.
-اجلزء األول :يتضم البياانت الشخصية والوظيفية وهي :اجلنس ،الس ،املؤهل العلمي سنوات
األقدمية ،الوظيفة.
88
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-اجلزء الثاين :يتكون م ( 03عبارة) مقسمة على إثنان حماور على النحو التايل:
*احملور :30مدى توفر بعض خصائص ومسات الثقافة التنظيمية :ويشتمل هذا احملور على (03
عبارة) ،وتقابل كل فقرة م فقرات احملور قائمة حتمل العبارات التالية( :متوافرة بشدة-متوافرة -
متوسطة-غري متوافرة -غري متوافرة بشدة).
وقد مت إعطاء كل عبارة م العبارات السابقة درجات لتتم معاجلتها إحصائيا على النحو التايل
(متوفرة بشدة 30درجات-متوافرة 30درجات-متوسطة 30درجات-غري متوافرة 30
درجتني-غري متوافرة بشدة 30درجة واحدة).
*احملور :30مدى توفر خصائص األداء املتميز :ويشتمل هذا احملور على( 03عبارة) وتقابل كل
فقرة م فقرات احملور قائمة حتمل العبارات التالية( :متوافرة بشدة-متوافرة -متوسطة-غري متوافرة -
غري متوافرة بشدة).
لتحقيق أهداف الدراسة وحتليل البياانت اليت مت جتميعها ،سيتم استخدام العديد م األساليب
اإلحصائية املناسبة ابستخدام برانمج احلزم اإلحصائية (sciences statiscal packge for
) socialوالذي يرمز له اختصارا ابلرمز (.)spss
وذلك بعد ترميم وإدخال البياانت إىل احلاسب اآليل ،ولتحديد طول خالاي املقياس (احلدود الدنيا
والعليا) املستخدم يف حماور الدراسة مت حساب املدى ( )6=4-5مث تقسيمه على عدد خالاي املقياس
( ، )6.2=5/6بعد ذلك مت إضافة هذه القيمة إىل أقل قيمة يف املقياس أو إىل بداية املقياس وهي الواحد
الصحيح وهذا لتحديد احلد األعلى هلذه اخللية وهكذا.
حيث يتم حساب التكرارات والنسب املئوية للتعرف على اخلصائص الشخصية والوظيفية لعينة
الدراسة وحتديد استجاابت أفرادها اجتاه عبارات احملاور األساسية اليت تتضمنها اإلستبانه.
كما مت حساب معامل ألفا كرونباخ Alpha Cronbachلقياس ثبات أداة الدراسة.
89
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-املتوسط احلسايب وذلك مدى ارتفاع أو اخنفاض استجاابت أفراد العينة ع احملاور األساسية (متوسط
متوسطات العبارات) ،مع العلم أبنه يفيد يف ترتيب احملاور حسب أعلى متوسط هلا.
-مت استخدام االحنراف املعياري للتعرف على مدى احنراف استجاابت أفراد العينة لكل عبارة م
عبارات متغريات الدراسة ولكل حمور م احملاور األساسية ع متوسطها احلسايب ،ويالحظ أن
اإلحنراف املعياري يوضح التشتت يف استجاابت أفراد العينة لكل عبارة م عبارات متغريات الدراسة
إىل جانب احملاور األساسية ،فكلما اقرتبت قيمته م ال صفر تركزت االستجابة واخنفض تشتتها بني
املقياس.
-مت استخدام اختيار (ف) حتليل التباي األحادي للتعرف على ما إذا كانت هناك فروق ذات داللة
بني اجتاهات أفراد العينة حنو حماور الدراسة األساسية ابختالف متغرياهتم الشخصية والوظيفية.
لقد مت استخدام مقياس ليكرت اخلماسي لإلجابة على األسئلة املتعلقة خبصائص ومسات الثقافة
التنظيمية واألداء املتميز ،وقد مت حساب الوسط احلسايب الكلي لكل بعد ،ويظهر ذلك يف اجلدولني كالتايل:
واستنادا على ذلك فإن قيمة املتوسطات املتوسطة اليت توصلت إليها الدراسة ،سيتم التعامل معها
لتفسري البياانت على النحو التايل:
90
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
ويالحظ أن طول الفرتة املستخدمة هي ( )6/5أي حوايل 6.2وقد حسبت طول الفرتة على أساس
أن األقسام اخلمسة حصرت فيما بينها م 64إىل 65عناك 66مسافات.
91
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
يتم يف هذا املبحث حتليل خصائص عينة الدراسة حسب كل متغري م خالل حساب كل م
التكرارات و النسب املئوية و متثيلها بيانيا ،أيضا حتليل عبارات كل م حماور االستبيان م خالل حساب
املتوسط احلسايب ،االحنراف املعياري .
يتضح م خالل اجلدول رقم()1-1والشكل رقم ( 16) 9 -1م عينة الدراسة م جمموع 29
موظف هو ذكور بنسبة( %)19وهي الفئة األكرب ،يف حني ان 39منهم إانث ميثل بنسبة تقدر ب()12
%م إمجايل مفردات عينة الدراسة.
92
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
نالحظ م خالل اجلدول رقم() 9 -1أن أعمار املوظفني الذي مشلتهم العينة الذي ترتاوح أعمارهم
اقل م 13بلغوا 39عمال ،أي بنسبة ( ، %)39.2يف حني بلغ عدد العمال الذي ترتاوح أعمارهم ما
بني13سنة إىل اقل م 23سنة 39عامال بنسبة ( ، %)19أما الفئة اليت ترتاوح أعمارهم م 23سنة إىل
13سنة بلغ عدد عماهلا 39عمال أي بنسبة(, %)31يف حني بلغ عدد املوظفني الذي بلغ أعمارهم أكثر
م 13سنة 31عامال بنسبة(. %)11.9
93
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
شكل رقم 10-3النتائج املتعلقة مبتغري املؤهل التكرار النسبة املؤهل العلمي
العلمي %40.4 19 اقل من
ليسانس
%33.9 23
%48.9 ليسانس
اقل من ليسانس
%23.2 ليسانس %10.6 5 ماجستري
ماجستير %333 29 اجملموع
%29.6
املصدر :م إعداد الطالب بناءا على نتائج SPSS
يتضح م خالل اجلدول رقم() 6-1و الشكل رقم() 33 -1أن عدد املوظفني الذي حيملون اقل
م ليسانس بلغ 36عامال بنسبة(، %)23.2يف حني بلغ عدد املوظفني الذي ميلكون ليسانس11عامل
أي بنسبة( ، %)29.6وبلغ عدد العمال الذي ميلكون ماجستري 31عمال م مفردات عينة الدراسة
وبنسبة(. %)33.9
يتضح م خالل اجلدول رقم() 33 -1و الشكل رقم() 31-1أن موظفا 33م الذي أجريت
عليهم الدراسة م جمموع 29موظف خربهتم يف العمل اقل م 31سنوات بنسبة( ، %)11.2يف حني
94
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
بلغت نسبة املوظفني الذي ترتاوح سنوات خربهتم م 31سنوات إىل 33سنوات( %) 12و البالغ عددهم
39موظفا ،وبلغ عدد املوظفني الذي ترتاوح سنوات خربهتم م 33اىل 31سنة 39موظفا بنسبة()32.6
%يف حني إن 31موظفا م جمموع 29موظف لديهم أكثر م 31سنة بنسبة ( . %) 11.1
يتضح م خالل اجلدول رقم() 31-1و الشكل رقم() 32 -1ان عدد العمال العاديني الذي
أجريت عليهم الدراسة م جمموع 29موظف يبلغ عددهم 19بنسبة( ، %)19.1يف حني بلغت نسبة
املوظفني الذي يشغلون رئيس مصلحة ( %)39.2و البالغ عددهم39موظفني ،وبلغ عدد املوظفني الذي
يشغلون رئيس فرع 31موظفني بنسبة(، %) 9.1يف حني إن 36موظفني م جمموع 29موظف يشغلون
وظيفة أخرى بنسبة (. %)36.9
95
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
لإلجابة على التساؤل املتعلق هبذا احملور ،مت حساب التكرارات و النسب املئوية و املتوسطات
احلسابية إلجاابت مفردات الدراسة على حمور مدى توافر ثقافة تنظيمية ابملؤسسة حمل الدراسة ،والنتائج
يوضحها اجلدول التايل:
جدول رقم( ) 15-3التكرارات والنسب املئوية و املتوسطات احلسابية إلجاابت مفردات الدراسة على
حمور مدى توفر بعض اخلصائص و السمات لدى املوظفني مرتبة تنازليا حسب متوسطات التوفر:
الرتتيب االحنراف االجتاه املتوسط غري غري متوسطة متوافرة متوافرة العبارة الرقم
احلسايب متوافرة متوافرة بشدة
بشدة
التكرار التكرار التكرار التكرار التكرار
النسبة النسبة النسبة النسبة النسبة
متوسطة 13 1.366 3.15 8 9 3 20 6 تتوفر قواعد واضحة 1
% 17.4 %19.6 %6.5 %43.5 %13 وصرحية يف العمل
متوسطة 11 1.418 2.89 10 12 3 15 6 هناك وصف وظيفي 2
%21.7 %26.1 %6.5 %32.6 %13 واضح واملسؤوليات
واضحة يف املؤسسة
2 متوافرة 1.129 3.72 1 6 13 11 15 يتم احلكم على 3
%2.2 %13 %28.3 %23.9 %32.6 املوظف من عمله
خالل نتائج
3 متوافرة 1.136 3.67 5 1 6 26 8 يلتزم املوظفون 0
%10.9 %2.2 %13 %56.5 %17.4 ابلسلوكيات االجيابية
اليت تنص عليها
قوانني املِؤسسة
9 متوافرة 1.187 3.46 4 8 3 25 6 يسود االحرتام 5
%8.7 %17.4 %6.5 %54.3 %13 املتبادل بني املوظفني
11 غري 0.719 2.20 3 36 2 5 0 يسود االعتقاد أبن 1
متوافرة %6.5 %78.3 %4.3 %10.9 %0 عنصر الوقت مهم
وينبغي عدم إضاعته
1 متوافرة 0.937 3.52 2 8 0 36 0 يوافقين زمالئي على 7
%4.3 %17.4 %0 %78.3 %0 أن اإلخالص يف
العمل حيقق نتائج
96
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
مرضية
13 متوافرة 1.586 3.41 10 5 3 12 16 هناك رؤية مشرتكة 1
بني املوظفني على
%21.7 %10.9 %6.5 %26.1 %34.8
أن القيم هي حمدد
رئيسي لسلوكهم أثناء
العمل
متوسطة 12 1.367 3.33 6 10 2 19 9 حيب كل موظف 9
%13 %21.7 %4.3 %41.3 %19.6 عمله ويعتربه واجب
مقدس
متوسطة 15 1.475 2.96 11 10 2 16 تفوض إدارة املؤسسة 7 13
%23.9 ù21.7 %4.3 %34.8 %15.2 الصالحيات
واملسؤوليات الالزمة
للعمل
1 متوافرة 1.362 3.50 5 9 2 18 12 يعمل املوظف يف 11
97
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
ومعنوية
11 متوسطة 1.415 3.33 10 3 2 24 7 تقوم إدارة املؤسسة 11
ابستمرار عملية
%21.7 %6.5 %4.3 %52.2 %15.2 التطوير والتجديد
اليت متس خمتلف
املستوايت هبدف
تعزيز موقعها
التنافسي
1 متوافرة 1.320 4.11 5 2 1 13 25 يتم تشجيع العاملني 19
%10.9 %4.3 %2.2 %28.3 %54.3 املبدعني يف
مؤسستكم
5 متوافرة 1.224 3.54 5 6 1 27 7 حترص املؤسسة 23
بصورة منتظمة على
%10.9 %13 %2.2 %58.7 %15.2 حتديد االحتياجات
التدريبية الالزمة
لتنمية مهارات
العاملني وحتسني
أدائهم
متوسطة 3.49 3.26 حمور الثقافة التنظيمية
يتضح م جدول رقم( ،) 31-1أن مفردات العينة يرون ابن السمات واخلصائص للثقافة التنظيمية
متوافرة حيث بلغ متوسط توفرها ( 1.19م )1وهو متوسط يقع يف الفئة الثالثة م فئات مقياس ليكرت
اخلماسي وهي الفئة اليت تشري إىل خيار ’’متوسطة’’ ،و ميك أن تعزى هذه النتيجة إىل طبيعة العالقة
اإلدارية بني العاملني و اإلدارة واليت تتصف ابللوائح واإلجراءات وإصدار وتنفيذ األوامر ،كما أن مصطلح
الثقا فة التنظيمية عري مفهوم بشكل واضح يف مؤسساتنا اجلزائرية ،وتتأثر هذه الثقافة بشكل كبري بثقافة األفراد
العاملني الشخصية.
حيث يتضح م خالل نتائج اجلدول أن هناك تفاوت يف رؤية مفردات العينة ملدى توفر بعض اخلصائص و
السمات للموظفني على أهنا متوافرة ،و للبعض األخر م هذه السمات على أهنا متوسطة لدى املوظفني
وميك ترتيبها كمايلي:
98
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-العبارة رقم ( )36وهي’’يتم تشجيع العاملني املبدعني يف مؤسستكم ’’جاءت يف املرتبة األوىل م خالل
درجة توفرها على درجة متوافرة مبتوسط (.)2.33
-العبارة رقم( ) 31وهي ’’ يتم احلكم على املوظف م خالل نتائج عمله ’’ ,جاءت يف املرتبة الثانية م
خالل توفرها على درجة كبرية متوافرة مبتوسط (.)1.91
-العبارة رقم ( ) 32وهي ’’ يلتزم املوظفون ابلسلوكيات االجيابية اليت تنص عليها قوانني املِؤسسة’’
جاءت يف املرتبة الثالثة م حيث توفرها على درجة متوافرة لدى املوظفني مبتوسط (.)1.99
-العبارة رقم ( ) 31وهي ’’ تنظم دورات تكوينية للعمال كلما تطلب األمر لذلك ’’ ,جاءت يف املرتبة
الرابعة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني مبتوسط(.)1.93
-العبارة رقم ( )13وهي ’’ حترص املؤسسة بصورة منتظمة على حتديد االحتياجات التدريبية الالزمة لتنمية
مهارات العاملني وحتسني أدائهم ’’ جاءت يف املرتبة اخلامسة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني
مبتوسط(.)1.12
-العبارة رقم( )39وهي’’ يوافقين زمالئي على أن اإلخالص يف العمل حيقق نتائج مرضية ’’على التوايل
جاءت يف املرتبة السادسة م حيث درجة متوافرة مبتوسط (.)1.11
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ يتم مساندة العاملني الذي يقدمون أفكار جديدة لتطوير العمل مساندة مادية
ومعنوية’’ ،جاءت يف املرتبة السابعة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني مبتوسط (.)1.11
-العبارة ( )33وهي ’’ يعمل املوظف يف القسم أو يف اإلدارة ابعتباره جزء م الفريق ’’ ,وجاءت يف املرتبة
الثامنة م حيث درجة متوافرة مبتوسط (.)1.13
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ يسود االحرتام املتبادل بني املوظفني ’’ ,جاءت يف املرتبة التاسعة م حيث
درجة متوافرة لدى العمال مبتوسط (.)1.29
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ هناك رؤية مشرتكة بني املوظفني على أن القيم هي حمدد رئيسي لسلوكهم أثناء
العمل’’ ,وجاءت يف املرتبة العاشرة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني مبتوسط (.)1.23
99
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ خيضع املوظفون لعملية تقييم األداء يف املؤسسة ’’ ,وجاءت يف املرتبة احلادية
-العبارة رقم ( )36وهي ’’ حيب كل موظف عمله ويعتربه واجب مقدس’’ على التوايل جاءت يف املرتبة
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ تقوم إدارة املؤسسة ابستمرار عملية التطوير والتجديد اليت متس خمتلف املستوايت
هبدف تعزيز موقعها التنافسي ’’ ,جاءت يف املرتبة الثالثة عشر م حيث درجة متوسطة لدى املوظفني
مبتوسط(.)1.11
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ متنح املؤسسة مكافآت وحوافز للعاملني املتميزي الذي يسامهون يف حتقيق
األهداف ’’ ,جاءت يف املرتبة الرابعة عشر عشر م حيث درجة متوسطة مبتوسط(.)1.19
-العبارة رقم العبارة رقم ()33وهي’’ تتوفر قواعد واضحة وصرحية يف العمل ’’جاءت يف املرتبة اخلامسة عشر
-العبارتني رقم ( )32وهي ’’يهتم املوظف بوضع ومستقبل املؤسسة ’’ جاءت يف املرتبة السادسة عشر م
-العبارة رقم( ) )33وهي ’’ تفوض إدارة املؤسسة الصالحيات واملسؤوليات الالزمة للعمل’’ جاءت يف املرتبة
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ هناك وصف وظيفي واضح واملسؤوليات واضحة يف املؤسسة ’’ ,جاءت يف
100
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ أعتقد أبن التجديد واإلبداع مها أساس النجاح والتميز ’’ ,جاءت يف املرتبة
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ يسود االعتقاد أبن عنصر الوقت مهم وينبغي عدم إضاعته ’’ ,جاءت يف املرتبة
لإلجابة على التساؤل املتعلق هبذا احملور ,مت حساب التكرارات و النسب املئوية و املتوسطات
احلسابية إلجاابت مفردات الدراسة على حمور األداء املتميز والنتائج يوضحها اجلدول التايل:
جدول رقم() 16 -3التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية إلجاابت مفردات الدراسة على
حمور األداء املتميز مرتبة ترتيبا تنازليا:
101
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
102
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
يتضح م جدول رقم( ,) 16-1أن مفردات العينة يرون ابن األداء املتميز متوافر ,حيث بلغ
متوسط توفره ( 1.26م )1وهو متوسط يقع يف الفئة الثانية م فئات مقياس ليكرت اخلماسي وهي الفئة
اليت تشري إىل خيار ’’متوافرة ’’ ،و ميك أن تعزى طبيعة عمل املؤسسة ووجود منافسة مما حيفزها إلرضاء
الزبون اخلارجي وحتقيق املزااي التنافسية والبحث ع سبل لتنمية أدائها املؤسسي.
حيث يتضح م خالل نتائج اجلدول أن هناك تفاوت يف رؤية مفردات العينة ملدى توفر بعض
اخلصائص و السمات للموظفني على أهنا متوافرة بشدة ,و للبعض األخر م هذه السمات على أهنا
متوسطة لدى املوظفني حيث انه ابلنسبة للعبارات اليت يرون أبهنا متوافرة بشدة هناك العبارة ()33اليت مت
ترتيبها تنازليا كمايلي:
103
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
_العبارة( )36وهي’’حترص اإلدارة على إعالم املوظفني بكل ما حيدث م تغيري داخل املؤسسة’’ ,جاءت
يف املرتبة األوىل م حيث درجة متوافرة بشدة لدى املوظفني مبتوسط(.)2.11
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ ميتلك املوظفون املهارة والقدرة على التكيف مع التغريات والتطورات اجلديدة اليت
حتدث داخل املؤسسة ’’ ,جاءت يف املرتبة الثانية م حيث درجة متوافرة مبتوسط(.)1.69
-العبارتني رقم ( )33وهي ’’ هتتم املؤسسة مبعتقدات وأهداف األفراد والتغريات اليت يرغبون يف حدوثها’’
-العبارة رقم ( )39وهي’’ هتتم املؤسسة ابلتطورات اليت حتدث يف بيئة العمل اخلارجية وتعمل على التكيف
معها للحفاظ على مركزها التنافسي ’’ ،جاءت يف املرتبة الرابعة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني
مبتوسط(.)1.99
-العبارة رقم ( )39وهي ’’ تتنسب القواعد والتعليمات املطبقة يف املؤسسة مع متطلبات التطوير والتغري’’ ,
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ تعتمد املؤسسة على نظام اتصال فعال يسمح حبرية تبادل املعلومات واألفكار بني
املستوايت املختلفة ’’ ,جاءت يف املرتبة السادسة م حيث درجة متوافرة لدى املوظفني مبتوسط(.)1.21
-العبارة رقم ( )32وهي ’’ لدى املؤسسة القدرة على تقدمي املنتجات اجلديدة ابستمرار ’’ ,جاءت يف املرتبة
-العبارة رقم ( )31وهي ’’ لدى املوظف االستعداد لتقبل أي تغريات حتدث داخل املؤسسة ’’ ,جاءت يف
104
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-العبارة رقم ( )33وهي ’’ تعمل املؤسسة بشكل مستمر على إرضاء الزبون م خالل اخلدمات املتميزة اليت
تقدمها له ’’ ,جاءت يف املرتبة التاسعة م حيث درجة متوسطة لدى املوظفني مبتوسط(.)1.91
-العبارة رقم( )31وهي ’’ تعمل إدارة املؤسسة بشكل مستمر على توفري أحدات النظم والتقنيات واألجهزة
هبدف إجناز األعمال ابلكفاءة والسرعة ’’ ,جاءت يف املرتبة العاشرة م حيث درجة متوسطة لدى املوظفني
مبتوسط (.)1.99
أوال:اختبار صحة الفرضية اليت مفادها"توجد عالقة ذات داللة احصائية بني مدى توفر خصائص ومسات
جدول رقم( ) 17 -3نتائج العالقة بني مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية ابألداء املتميز
105
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
م خالل النتائج املوضح يف اجلدول رقم ( ،) 39-1ويتضح وجود عالقة ذات داللة إحصائيا
موجبة عند مستوى معنوية 3.31فاقل ،وهي عالقة طردية بني مدى توفر الثقافة التنظيمية و مدى توفر
األداء املتميز،حيث أنه كلما توافرت مسات و خصائص الثقافة التنظيمية ارتفع مستوى األداء املتميز.
اثنيا:اختبار صحة الفرضية اليت مفادها"توجد عالقة ذات داللة احصائية مرتبطة ابملتغريات الشخصية
والوظيفية ،اجلنس ،السن ،املؤهل العلمي ،سنوات األقدمية،الوظيفة.
أ النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية
لإلجابة على إذا ما كانت هناك فروق بني إجاابت املوظفني اجتاه توفر الثقافة التنظيمية لدى موظفي
مؤسسة اتصاالت اجلزائر بتباي خصائصهم الشخصية والوظيفية استخدم الطالب اختبار ،لتوضيح داللة
الفروق كمايلي:
106
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
-3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباين اجلنس
جدول رقم ( ) 18 -3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة
التنظيمية بتباين اجلنس:
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم( ، ) 42-1انه توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
0.05فاقل يف أراء مفردات العينة حول مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية بتباي اجلنس.
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباين السن:
جدول رقم( ) 19 -3لنتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة
التنظيمية بتباين السن:
107
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 36-1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31يف أراء مفردات العينة حول مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية بتباي الس .
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباين املؤهل
العلمي:
جدول رقم( ) 20-3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص
الثقافة التنظيمية بتباين املؤهل العلمي:
108
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
داخل
3.120 03 5.332 اجملموعات
**ال توجد فروق دالة احصائيا عند مستوى داللة معنوية 3.31فاقل
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 20 -1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31يف أراء مفردات العينة حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباي املؤهل العلمي.
-2النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباين سنوات
اخلربة:
جدول رقم( ) 21-3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة
التنظيمية بتباين سنوات اخلربة:
109
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم( ،)13-1انه توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31فاقل يف أراء مفردات العينة حول مدى توفر خصائص ومسات الثقافة التنظيمية بتباي سنوات اخلربة.
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباين الوظيفة:
جدول رقم( ) 22 -3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توفر خصائص الثقافة
التنظيمية بتباين الوظيفة:
110
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 11 -1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31يف أراء مفردات العينة حول مدى توفر خصائص الثقافة التنظيمية بتباي الوظيفة.
ب :النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز
لإلجابة على إذا ما كانت هناك فروق بني إجاابت املوظفني اجتاه ارتفاع األداء املتميز لدى موظفي
اجلزائر بتباي خصائصهم الشخصية والوظيفية استخدم الطالب اختبار One- مؤسسة اتصاالت
WAY-ANOVAلتوضيح داللة الفروق كمايلي:
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين اجلنس:
جدول رقم( ) 23-3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين
اجلنس:
111
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 11 -1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31يف أراء مفردات العينة حول مدى توافر األداء املتميز بتباي اجلنس.
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين السن
جدول رقم( ) 24 -3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين
السن:
112
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
sig
3.517 3.153 3.333ال توجد 3 3.933 األداء املتميز بني
فروق اجملموعات
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 12-1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة
3.31يف أراء مفردات العينة حول مدى توافر األداء املتميز بتباي الس .
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين املؤهل العلمي:
جدول رقم( ) 25 -3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين
املؤهل العلمي:
113
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
** ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة معنوية 3.31فاقل
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 11 -1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى
داللة 3.213يف أراء مفردات العينة حول مدى توافر األداء املتميز بتباي املؤهل العلمي.
-2النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين سنوات األقدمية:
جدول رقم( ) 26 -3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين
سنوات األقدمية:
114
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
** ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة معنوية 3.31فاقل
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 19-1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى
داللة 3.31يف أراء مفردات العينة حول توافر األداء املتميز بتباي سنوات األقدمية.
-1النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين الوظيفة:
جدول رقم( ) 27-3النتائج املتعلقة مبدى تباين أراء املوظفني حول مدى توافر األداء املتميز بتباين
الوظيفة:
115
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول رقم() 19-1انه ال توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى
داللة 3.31يف أراء مفردات العينة حول توافر األداء املتميز بتباي الوظيفة.
م أجل الوقوف على واقع الثقافة التنظيمية السائدة يف مؤسسة اتصاالت اجلزائر فرع املدية ،ومعرفة
مدى مسامهة هذه الثقافة يف حتقيق الرايدة والتميز يف األداء للمنظمة ،تناولنا يف بداية هذا الفصل تقدمي
116
الجزء التطبيقي للدراسة الفصل الثالث
املؤسسة مث تقدمي خمتلف جوانب التصميم املنهجي للدراسة امليدانية ،إضافة إىل جمتمع وعينة الدراسة ،إىل
جانب كل م أساليب القياس ومجع البياانت ،وبغرض معرفة مدى مسامهة الثقافة السائدة لدى العمال يف
حتقيق التميز يف األداء ،مث عرض البياانت املستخرجة م استمارة البحث ،حيث مت حتليلها ابالعتماد على
جمموعة م األساليب اإلحصائية ،واستخالص النتائج استنادا إىل مقياس ليكرت اخلماسي للوقوف على
صحة فرضيات البحث واإلجابة على إشكالية الدراسة.
117
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
متهيد:
تواجه املنظمات يف الوقت الراهن العديد من التحدايت الداخلية واخلارجية اليت متس استقرائها وبقائها
وهذا ما يستدعي منها االعتماد سياسة تطوير وحتسني أدائها يف خمتلف اجملاالت مما يضمن حتقيق أداء متميز
هلا من خالل ما تقدمه من أنشطة مرتبطة خبدمات ذات جودة عالية وبذلك ستضمن بقائها واستمرارها يف
سو املنافسة ،وابلتايل إذا أردان أن حنقق اداءا متميزا جيب أوال مواجهة ثقافة املنظمة للتأكد من أهنا مواتية هلذا
التميز شاملة بذلك جمموعة من القيم واألهداف والنظم اليت تدعم التفوق.
والتميز ليس غاية يف حد ذاته ،بل هو وسيلة لتحقيق رضا املتعاملني مع املنظمة واجملتمع ككل ،فقيل
أن يكون التميز ابعتباره األداء األحسن وسيلة لكسب الربح فهو أداة لكسب احرتام الغري ورضاهم.
51
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
1الشيخ الداوي" ،حتليل األسس النظرية ملفهوم األداء" ،جملة الباحث ،جامعة اجلزائر ،عدد ،9000-9002 ،7ص .902
2مدحت أبو النصر" ،أساسيات إدارة اجلودة الشاملة" ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،9002 ،ص .09
3
خلضر موالي عبد الرزاق ،حوتية عمر " ،االجتاهات احلديثة لتحقيق األداء املتميز يف املنظمات احلكومية مع اإلشارة إىل بعض التجارب
الدولية" ،جممع مداخالت املؤمتر العملي الدويل حول األداء املتميز للمنظمات واحلكومات ،جامعة مهدي مرابح ،ورقلة 00-02 ،مارس
،9000ص .009
4مدحت أبو النصر ،مرجع سبق ذكره ،ص .33
5فالح حسني عدادي" ،اإلدارة اإلسرتاتيجية" ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،ص .70
52
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
-ويعرف األداء أبنه" :انعكاس لكيفية استخدام املؤسسة للموارد املادية والبشرية واستغالل الصورة اليت
جتعلها قادرة على حتقيق أهدافها.1
-كما يعرف األداء :األداء هو نتيجة لفعل ما يف احلاضر من أجل أتمني البقاء واالستمرار يف
املستقبل ،أي األداء يعكس قدرة املؤسسة على البقاء يف املدى الطويل".2
"األداء هو انعكاس ملدى جناح املنظمة يف حتقيق إسرتاتيجياهتا وأهدافها ورسم مسار ملستقبل انجح وذلك
انطالقا من االستخدام األمثل للوسائل واملوارد واملهارات واملميزات آخذا يف احلسبان رغبات أصحاب
املصاحل".3
يربط مفهوم األداء مبدى جناح وقدرة املؤسسة على حتقيق األهداف احملددة ويربط حتيق هذه األخرية
مبفهوم فعالية وكفاءة املؤسسة.
.1الفعالية:
يتعلق مصطلح الفعالية بدرجة تقارب النتائج احملققة مع األهداف املسطرة ،ومتكن من جهة أخرى
ربط الفعالية مبخرجات املؤسسة ابلتعبري عنها كنسبة لقيمة املخرجات الفعالية على املتوقعة.4
فالفعالية ميكن فهمها من خالل العديد من األبعاد واجلوانب فقد تشري إىل قدرة املؤسسة على البقاء
والتكيف مع املتغريات واالستمرار يف حتقيق النمو واملردودية ،كما قد تعرف مبدى جناح املؤسسة يف حتقيق
األهداف اليت قامت من أجلها.
1فؤاد حسن جاسم"،دور الثقافة التنظيمية يف تعزيز فاعلية املنظمة"،جملة اإلدارة واإلقتصاد،العدد،20،9003ص920
2حمفوظ جودة وآخرون" ،منظمات األعمال" ،دار وائل للنشر ،ط ،0عمان ،األردن ،9009 ،ص .70
3الشيخ داودي ،مرجع سبق ذكره ،ص .990
4فالح حسني عدادي احلسيين" ،اإلدارة اإلسرتاتيجية" ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،900 ،ص .930
53
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
.2الكفاءة:
يتميز هذا املصطلح بعدم االتفاق بني الكتاب والباحثني حول تعريفه ومن مث ال غرابة إن وقفنا على
حالة التقاطع بني هذا املصطلح وبعض املصطلحات األخرى املستخدمة يف العلوم االقتصادية وعلوم التسيري
مثل :اإلنتاجية ،املردودية ،األمثلية... ،اخل ،فيمكن تعريف الكفاءة أهنا " :القدرة على القيام ابلعمل املطلوب
بقليل من اإلمكانيات والنشاط الكفء وهو النشاط األقل تكلفة".1
ومنه الكفاءة صفة مالزمة لكيفية استخدام املؤسسة ملداخالهتا من املوارد مقارنة مبخرجاهتا ،حيث
ينبغي أن يكون هناك استغالل عقالين ورشيد اي القيام بعملية مزج عوامل اإلنتاج أبقل تكلفة ممكنة مبعىن
آخر ميكن متثيل الكفاءة ابلنسبة التالية:
ال ميكن احلكم على املؤسسة اليت بلغت أهدافها ابرتفاع مستوى األداء ،إال إذا كانت كلفتها الكثري من املوارد
يفوق مثيالهتا .2والشكل التايل يوضح العالقة بني األداء والكفاءة والفعالية:
األهداف الوسائل
املئالئمة
54
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
ميكن اإلشارة يف األخري أن األداء يربط ابلكفاءة والفعالية معا ألهنما يف األصل وجهان متالزمان.
-القيادة :يقيس هذا املعيار مدى قدرة القيادات التنظيمية على حتديد قيم وتوقعات األداء التنظيمي
كذلك مدى قدرة القيادات على حتديد االجتاهات املستقبلية يف األجلني القصري والطويل ،إضافة إىل
مدى تشجيع التجديد واالبتكار بني العاملني (القيادة التنظيمية ،املسؤولية االجتماعية).
-التخطيط اإلسرتاتيجي :يقيس هذا املعيار مدى قدرة املنظمة على صياغة خطط إسرتاتيجية ووضعها
موضع التنفيذ (إعداد اإلسرتاتيجيات ،تنفيذ اإلسرتاتيجيات).
-الرتكيز على املستهلك والسوق :يقيس هذا املعيار مدى قدرة املنظمة على اإلحساس ابحتياجات
ورغبات املستهلك والسوق( ،العالقات مع املستهلك ورضا املستهلك).
-املعلومات والتحليل :يقيس هذا املعيار مدى قدرة املنظمة على قياس وحتليل األداء الداخلي ،ومدى
قدرهتا على تكوين نظم املعلومات ودعم القرار( ،قياس وحتليل األداء التنظيمي ،نظم املعلومات).
-تنمية املوارد البشرية :يقيس هذا املعيار مدى قدرة املنظمة على حتقيق امليزة التنافسية من خالل
املوارد البشرية (نظم العمل ،تعليم وتدريب وتنمية العاملني ،ورفاهية ورضا العاملني).
-إدارة العمليات :يقيس هذا املعيار اجلوانب املختلفة إلدارة العمليات ،ويتضمن ذلك عمليات الرتكيز
على املستهلك ،عمليات توفري السلع واخلدمات ،وعمليات اإلدارة ،كبار العمالء( ،عمليا املنتجات
واخلدمات ،عمليات نتائج األعمال ،عمليات الدعم واملساندة.
-نتائج األعمال :يقيس هذا املعيار األداء التنظيمي واالجنازات اليت حتققت يف اجملاالت األساسية
لنشاط األعمال (النتائج املرتبطة ابملستهلك ،النتائج املالية والسوقية ،نتائج املوارد البشرية ،نتائج
الفعاليات التنظيمية).
1أسيل علي مزهر " ،أثر اإلبداع يف حتقيق األداء املتميز واحلد من ظاهرة الفساد اإلداري" ،دراسة حتليلية آلراء عينة من مدراء الشركة العامة
للصناعات املطاطية ،جملة الغريب للعلوم االقتصادية واإلدارية ،اجمللد رقم ،00العدد ، 03جامعة القادسية ،كلية االقتصاد واإلدارة ،بغداد،
،9002ص 092
55
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
تتجه نظم إدارة األداء ليس فقط إىل حتريك األداء حسب اخلطط املعتمة ولكنها فضال عن ذلك
ترمي إىل حتقيق أهداف معينة تتعلق مبستوى اجلودة والكفاءة والفعالية يف األداء ،فمن انحية هتدف إدارة
األداء إىل احملافظة على األداء املتميز وصيانته من أن ينحدر عن مستوى التميز ،كذلك تبقى إدارة األداء
حتسني األداء األقل متيزا وتساعدها يف عملية تقييم األداء اليت توفر التغذية العكسية عن مستوى األداء وكفاءة
كل من يعمل يف املنطقة وهذه التغذية مثل األساس الذي يقوم عليه حتسني األداء املستقبلي.1
ويقوم نظام حتسني األداء بتحليل فجوة األداء والتعرف على أسباهبا ومن مث اختيار أفضل املداخل
لعالجها ،2ويهدف حتسني األداء إىل توفري فرص وتقدمي حوافز ومكافئات أفضل للتدريب والتطوير أو الرتقية
وغالبا ما يكون هناك رغبة من قبل املديرين يف الدفع مقابل النتائج كاعرتاف منهم أبن العامل يقوم بعمل
جيد.3
وجيدر أن تبيني الفرق بني حتسني وتطوير األداء بدرجة أوضح إذ ابإلضافة إىل أن التحسني حياول
عالج العيوب يف األداء يف املدى القصري واملتوسط.
أما التطوير فيتجه إىل ابتكار وإدخال مستوايت جديدة أعلى من األداء مل تكن موجودة من قبل
أي أن التطوير ال ينشغل بعيوب يف األداء بل هو حماولة للوصول إىل مستوايت ونوعيات من األداء األفضل
رغم أن األداء حايل ليس معيبا.4
1محزة حممود الزبيدي" ،التحليل املايل :تقييم األداء والتنبؤ ابلفشل" ،مؤسسة الوراق،عمان ،9000 ،ص .29
2زهري اثبت" ،كيف تقييم أداء الشركات والعاملني" ،دار قباء ،القاهرة ،9000 ،ص .00
3سنان موسوي ،رضا صاحب أبو محد" ،مفاهيم إدارية معاصرة" ،الوراق للنشر والتوزيع ،عمان ،9000 ،ص .72
4حنا نصر هللا" ،إدارة املوارد البشرية" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،9000 ،ص .022
56
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
إن املتتبع لتطور الفكر اإلداري هلذا املصطلح يشهد أبن هناك العديد من الدوافع اليت كانت وراء
ظهور هذا املصطلح ،ولعل أمهها هي:1
.0معدالت تغري سريعة :لقد صار التغري هو العامل الوحيد الذي تشرتك فيه مجيع املنظمات مهما كان
نوعها ،وكذا حجمها وجمال نشاطها ،فاملتغريات االقتصادية والتقنية والسياسية واالجتماعية والثقافية
أوجدت أوضاعا جديدة ،مما استوجب على املنظمات وقيادهتا أن جتعل من التميز شعارا عاما يف كل
ما تقوم به من أعمال.
.9منافسة ابحلدود :لقد هيمن يف الوقت املعاصر النموذج الليربايل نتيجة دعمه من قبل عدة هيئات
عاملية ،كصندوق النقد الدويل ،البنك العاملني املنظمة العاملية للتجارة...اخل فأتى بقوانني ومبادئ
وشروط تنادي بعد املنافسة وحترير املبادالت التجارية ،وهذا ما أدى إىل اشتداد الصراع بني املنظمة
اليت وضعت أمام خيار واحد وهو التميز يف األداء ألن الزبون أصبح يف موقف يسمح له ابملفاضلة
بني البدائل املتاحة أمامه ،واختاذ القرار الذي يؤدي إىل إشباع حاجاته بطريقة مثلى.
.3حفظ املكان بطريقة واملكافئة :إن األداء غري متميز ويف ظل املتغريات املتسارعة واشتداد املنافسة
سيفقد املنظمة قدرهتا على السيطرة على املكان ،والذي يقصد به مكان العمل ،أي مجيع القدرات
واملوارد واإلمكاانت املتاحة ابملنظمة ،ملكانتها يف السوق ،أي موقعها بني بقية املنظمات العاملية يف
نفس اجملال.
.0تنامي الشعور ابجلودة :فاملستهلك أصبح ال يرضى عن اجلودة بديال ،خاصة بتوفر البدائل وازدايد
وعيه ،فأصبح خيتار املنتج ضمن ما يتوافق مع رغباته بغض النظر عن البعد والسعر أحياان هذا ما
وضع املنظمات أما مسؤولية البحث عن منتجات متميزة وذات جودة أكرب مما تقدمه املنظمات
ملنافسة ابعتبار ذلك اخليار الذي يضاعف هلا فرص االستمرار والتطور.
.0اقتصاد املعرفة :فقد صارت املعرفة أكثر أمهية للمنظمات من أي مورد آخر من موردها ،وأضحى
العنصر البشري املصدر الرئيسي لقوة املنظمة ،ويتم توليد املعرفة بشكل مستمر يف كل ركن من أركان
املنظمة ،ويتضاعف إنتاج املعرفة يف كل جمال من جماالهتا ،فاملعرفة ضرورية لزايدة قدرة املوظفني يف
1عبد املطلب بيهار " ،دور االستثمار يف رأس املال الفكري يف حتقيق األداء املتميز ملنظمات األعمال" ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يف
علوم التسيري ،جامعة دمحم بوضياف ،املسيلة ،9002 ،ص .000
57
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
حتسني األداء وتطويره ،وهي مطلوبة لتحديد املنتجات واخلدمات ،وكذا لتغيري األنشطة وحل
املشكالت ،وضرورة لتزويد املنظمة ابلتميز التنافسي يف األسواق ،والتميز الفكري واالبتكار يف املوارد
البشرية.
.2تكنولوجيا املعلومات :فالتكنولوجيا هي األساليب أو العمليات اليت متكن من خالهلا حتويل اجلهد
البشري واملعرفة ورأس املال واملواد اخلام إىل منتجات اتمة الصنع أو اخلدمات ،فلقد أصبحت
تكنولوجيا املعلومات معيار القوة األساسي يف القرن الواحد والعشرون ،إذ تعترب أداة مهمة من أجل
حتسني القدرة اإلنتاجية وزايدة القدرة التنافسية الدولية ،وذلك من خالل خفض تكاليف املعامالت
اليت ينطوي عليها إنتاج وتبادل السلع واخلدمات.
املبحث الثاين :مدخل حول األداء املتميز.
إن أساليب اإلدارة العصرية مثل حلقات اجلودة الياابنية و بناء فريق العمل املرتابط ،أصبحت
تشكل التحدي املطلوب يف تغيري وجهات نظر املدراء من اجل إحداث التميز ،الذي يتطلب التزاما أساسيا
منهم لقبول التغيري وتكريس اجلهود لتنمية وتطوير مهارات وقدرات تتماشى ومتطلبات هذه العصر ،ويف هذا
اإلطار من خالل هذا املبحث سنتعرف عن قرب على األداء املتميز.
إذا كان للمنظمات احلديثة لغة تتحدث هبا فهي ال شك لغة التميز فهو الشاغل األول واألخري
للممارسني العاملني يف جمال اإلدارة فاألداء املتميز مل يعد أحد اخليارات املطروحة أمام املنظمات بل ضرورة
فرضها على املؤسسات العديد من الظروف والقوى اخلارجية.
التميز كلمة هامة وهلذا خصصت مداخل اإلدارة املختلفة عقب العصور جل اهتمامها لتحديد
مفاهيم التميز اإلداري ،فمدخل اإلدارة العلمية وضح مفهوم وحدده كأساس للتميز اإلداري ،أما مدخل
58
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
العالقات اإلنسانية فقد أضاف البعد البشري لعملية التميز وذلك من خالل الرتكيز على أمهية احلاجات
االجتماعية للعاملني وأتسيسا على ذلك أضيف إىل قاموس التميز مصطلحات عدة مثل :العمل اجلماعي
فرق العمل وجودة احلياة التنظيمية ،1واستثمرت اجلهود العلمية يف حماوالت تقدمي مفاهيم األداء املتميز حىت
توصلت املداخل اإلدارية احلديثة إىل أمهية بيئة األعمال وأتثريها املباشر على املؤسسات.
يعرف جون دجاردنز التميز فيقول" :أاي أكن وأاي يكن ما أفعله (شريطة أن يكون اشتغايل منصبا
على نشاط مقبول اجتماعيا) ،فإن ضراب من التميز سيكون قاب قوسني مين".2
ميكن اإلشارة إىل أن مفاهيم التميز يف األداء ظهرت يف بداية القرن العشرين وأغلقت إىل حد كبري
أثر املتغريات البيئية ولذلك فإن مناذج التميز يف األداء اليت ظهرت منذ بداية السبعينيات حىت اآلن أدخلت
العديد من املتغريات البيئية ضمن مفهوم األداء املتميز ومنها :املستهلك ،السوق املنافسة ،األداء املقارن،
وطبيعة بيئة األعمال.3
ميكن تعريف األداء املتميز" :أبنه ق درة املؤسسة على التجديد والتغيري على املدى الطويل يف املستقبل لتحقيق
مستوايت أداء مرضية يف جمال النمو والربح".4
ويعين األداء املتميز أيضا" :حتقيق أعلى معدالت الفاعلية والوصول بذلك إىل مستوى املخرجات
5
الذي حيقق رغبات ومنافع وتوقعات أصحاب املصاحل املرتبطني ابملنظمة"
ويف األخري ميكن اعتماد هذا التعريف الذي يعترب األمشل" :يقصد ابلتميز يف األداء أبنه حالة من تفرد من أداء
عناصر املؤسسة املختلفة ابعتبارها منظومة وتفوقها على أداء غريها من املؤسسات املماثلة يف جمال العمل
وظهوره ابلصفات اليت متيز املؤسسة وتربزها وتعلب نشأهتا ابلنسبة للمؤسسات األخرى".
1زكرايء الدوري" ،مبادئ ومداخل اإلدارة ووظائفها يف القرن احلادي والعشرين" ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،9000 ،ص
.393
2جون دجياردنز" ،التمييز واملوهبة" ترمجة :دمحم حممود رضوان ،الدار الدولية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،0222 ،ص .070
3عادل زايد" ،األداء التنظيمي املتميز" ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر ،9003 ،ص .0
4جواد حمسن"،أتثري أدوار إدارة املوارد البشرية اإلسرتاتيجية يف األداء املتميز" ،جملة القادسية ،للعلوم اإلدارية واإلقتصادية،اجمللد،02العدد،3
،9002ص29
5زكرايء الدوري ،مرجع سبق ذكره ،ص .390
59
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
تتمثل هذه املفاتيح يف جمموعة التوجهات اإلدارية اليت تشرتك يف بناء وتنمية ثقافة تنظيمية حمابية لفرص
التميز والتفوق ،وتعرب تلك التوجيهات اإلدارية على أمناط سلوكية متفوقة تستهدف توفري أفضل الظروف
واآلليات واألدوات لألداء الذي يلتزم مبواصفات ومتطلبات اجلودة الشاملة ،واملتوافق مع رغبات وتوقعا العمالء
وتوضح هذه املفاتيح أن الوصول لألداء املتميز ليس أمرا يسريا ولكنه عمل شاق ،وجهد متواصل من جانب
أفراد املنظمة وعلى كافة املستوايت ،وأهم هذه املفاتيح:1
1علي السلمي" ،إدارة التمييز" ،دار غريب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،9009 ،ص .7
2سليمان الدرويب" ،طريقك إىل النجاح والتمييز" ،دار عامل الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،9002 ،ص .7
3
موسى اللوزي" ،التطوير التنظيمي" ،دار وائل للنشر ،ط ،9عمان ،9003 ،ص .300
60
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
أوال :تقوم املنظمات من أجل حتقيق غاايت وأهداف ومن مث فإن اخلطوة األوىل يف بناء منظمة يتحقق فيها
األداء املتميز تتمثل يف التجديد الدقيق والواضح للغاايت واألهداف املوجودة اليت ستعرب فيها بعد كمقياس
للتعرف على مستوايت اإلجناز وتقومي النتائج.
اثنيا :تعمل املنظمات يف إطار مناخ اجتماعي وسياسي واقتصادي متغري ومتطور كما تتفاعل عوامل الثقافة
والتطورات العلمية والنفسية يف إعادة صياغة اجملتمعات وتطوير توجيهاهتا ونظمها ،أي أن الرتابط والتعايش
االجيايب بني املنظمة واملناخ احمليط هو دعامة وركيزة يف بناء منظمة يتحقق فيها األداء املتميز.
اثلثا :تلعب القيادة اإلدارية دورا هاما وحموراي يف صياغة أهداف املنظمة وحتقيق ترابطها مع املناخ احمليط
وتفعيل عناصرها وقدرهتا الذاتية وابلتايل تعترب القيادة اإلدارية أهم مقومات وآليات األداء املتميز.
رابعا :يتحقق األداء املتميز نتيجة اعتماد منهجية اإلدارة اإلسرتاتيجية اليت تعمل على دراسة متغريات البيئة
الداخلية واخلارجية للمنظمة للكشف عن الفرص والتهديدات وهتيئة العناصر واملقومات الذاتية لالستثمار تلك
الفرص والتعامل مع التهديدات.
خامسا :يتحقق األداء املتميز بفعل الرتابط والتشابك يف عمليات املنظمة ومن مث حسن استثمار املوارد وربط
املدخالت ابملخرجات وفق أسس واضحة ويتحقق ذلك ملنطق إدارة العمليات.
سادسا :تعترب اجلودة الشاملة مسة رئيسية لتحقيق األداء املتميز وذلك اباللتزام أبداء العمل وفق املواصفات
وابملستوى الذي يرضي العميل سواءا كان من عمالء املنظمة اخلارجني أو من العاملني هبا.
1علي السلمي" ،إدارة السلوك التنظيمي" ،دار غريب للنشر والتوزيع ،القاهرة بدون سنة النشر ،ص .732
2بومدين يوسف " ،أثر اجلودة الشاملة على األداء احلايل للمؤسسات االقتصادية" ،أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه يف
علوم التسيري ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،9002 ،3ص ص .092-090
61
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
سابعا :حتكم املنظمة على كافة العمل ومستوايت اإلنتاج بقياس إىل املعايري احملددة يف خطط وبرامج األداء
واألهداف والنتائج املخططة ،كما تعتمد على مقارنة اجنازاهتا ومستوايت األداء والفعالية هبا مع غريها من
املنظمات املتفوقة واملتميزة إبتباع منهجية القياس املرجعي.
اثمنا :يعترب التطوير املستمر من مقومات األداء املتميز إذ ينتج للمنظمة أن تكون دائما يف موقف أفضل من
املنافسني وأن يكون هلا السبق يف تطوير املنتجات واخلدمات ونظم األداء مبا يكفل هلا التفوق يف الوصول
أسرع إىل السوق.
اتسعا :إن األداة احلقيقية والقوة الفاعلة يف حتقيق أهداف املنظمة هي املوارد البشرية من العاملني ذوي املعرفة
الذين توفر هلم اإلدارة فرص التنمية املستمرة والتدريب اهلادف إىل زايدة مهاراهتم وتستمر قدراهتم املعرفية يف
تطوير األداء وابلتايل حتقيق األداء املتميز.
عاشرا :من مسات التمييز قيام املنظمة ببناء وتنمية العالقات مع األطراف اليت ترتبط هبم وتوظيف تلك
العالقات يف سبيل فرص املنظمة للوصول إىل غايتها وأهدافها.
إحدى عشر :القياس هو أساس التميز يف األداء الذي يعمل وفق مبدأ ما ال ميكن قياسه ال ميكن إدارته
والسيطرة عليه ،وتتطلب أعمال القياس ضرورة التعبري الكمي عن العناصر واآلليات والعالقات الداخلية يف
األداء.
إن هذه السمات واألسس الفكرية تتكامل لتمثل منظومة متشابكة هي األساس يف بناء وتنمية
مقومات األداء املتميز يف املنظمات املعاصرة.
62
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
أوال :بناء إسرتاتيجي متكامل يعرب عن التوجهات الرئيسية للمنظمة ونظرهتا املستقبلية ويضم العناصر التالية:1
-رسالة املنظمة.
-الرؤية املستقبلية للمنظمة وتصوراهتا طبيعة اخلدمات واملنتجات اليت تربع يف توظيفها وتتميز هبا عن
املنافسني.
-األهداف اإلسرتاتيجية اليت تعمل اإلدارة على حتقيقها.
اثنيا :منظومة متكاملة من السياسات اليت حتكم وتنظم عمل املنظمة وترشد القائمني مبسؤوليات األداء إىل
قواعد وأسس اختاذ القرار.
اثلثا :هياكل تنظيمية مرنة ومتناسبة مع متطلبات األداء وقابلة للتعديل والتكيف مع املتغريات الداخلية
واخلارجية تتميز بدرجة أعلى من الالمركزية وعمق استخدامها لتقنيات االتصال.
رابعا :نظام متطور لتأكيد اجلودة الشاملة جيدد آليات حتليل العمليات وأسس حتديد مواصفات اجلودة
ومعدالت السماح فيها وآليات رقابة وضبط اجلودة ومداخل تصحيح احنرافات اجلودة.
خامسا :نظام معلومات متكامل يضم آليات رصد املعلومات املطلوبة وحتديد مصادرها ووسائل جتميعها
وقواعد معاجلتها فظال عن قواعد وآليات توظيفها لدعم اختاذ القرار.
سادسا :نظام متطور إلدارة املوارد البشرية بني القواعد واآلليات لتخطيط واستقطاب وتكوين املوارد البشرية
وتنميتها وتربية أدائها ،كما يتضمن قواعد وآليات تقومي األداء وأسس تعويض العاملني وفق نتائج األداء.
.1دمحم أبو اخلري" ،النجاح والتميز يف ظل العوملة" ،الدار املصرية اللبنانية ،القاهرة ،9002 ،ص .00
63
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
ظهرت على الساحة اإلدارية يف السنوات األخرية مناذج تناول أن حتصر أهم عناصر األداء املتميز
ومقومات حتقيقه يف املنظمات ملختلفة وتصنع اآلليات املساعدة لإلدارة يف استيفاء ،الشروط واملقومات
وامتالك القدرات اليت متكنها من الوصول إىل مستوى "إدارة األداء املتميز" ومن بني أهم النماذج:
يقوم هذا النموذج على قاعدة أساسية من فكرة اجلودة الشاملة حيث نبع من فعالية االحتاد األورويب
إلدارة اجلودة الشاملة الذي نشأ عام ، 0222تتبلور فلسفة هذا النموذج يف أن نتيجة التميز يف األداء يف
خدمة العمالء وحتقيق املنافع ألصحاب املصلحة من العاملني وغريهم ،وإمنا حتدد نتيجة كفاءة القيادة اليت
تقوم بصياغة وتوجيه اإلسرتاتيجيات والسياسات واملوارد البشرية وتدبري العمليات املختلفة ،كما أن تطوير
وحتسني العمليات يف ذاهتا على درجة مشاركة وفعالية العاملني أنفسهم يف التطوير.
ويف إطار عرض الروابط بني السبب والنتيجة بوضوح فالنموذج األورويب للتميز يف األداء يقدم اإلطار
العام الشامل لتخطيط سري العمليات اليت من خالهلا تدار الشركات الناجحة
.
املصدر :دافيد السكال وردي يكوك" ،قمة األداء" ترمجة عبد الرمحان توفيق ،دار الطباعة املتميزة ،القاهرة،
،0222ص .33
وابلتايل فإن هذا النموذج مبين على قاعدة منطقية بسيطة هي أن العمليات هي الوسائل اليت من
خالهلا تقوم الشركات بتسخري املواهب والطاقات لعماهلا وذلك لتحقيق النتائج املوجودة من خالل القيادة اليت
هتدف إىل التميز يف األداء.ويرتب هذا النموذج معايري "إدارة األداء املتميز" يف جموعتني مها:1
.0املمكنات :وهي العوامل اليت متكن املنظمة من حتقيق النتائج فهي املوارد والوسائل واآلليات اليت حتقق
من خالهلا النتائج.
.9النتائج :هي كل ما حققته املنظمة من اجنازات ومعدالت التطور والتفوق على ما حيققه املنافسون.
وقد حدد النموذج قيمة لكل عنصر تعكس أمهيته النسبية يف حتقيق التميز مع إمكانية تعديل القيم
حبسب ظروف كل منظمة وطبيعة عملياهتا.
يعد "مالكوم ابلدريج" أحد رواد إدارة اجلودة الشاملة األمريكية الذي خصص جائزة ابمسه مت إقرارها
بشكل قانوين يف عام ،0227حبيث متنح للشركات األمريكية اليت تنجح يف تطبيق معايري منوذجية.2
1أمحد السيد مصطفى" ،إدارة املوارد البشرية" ،الناشر ،املؤلف ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،9002 ،ص .723
2عمر وصفي عقيلي" ،مدخل إىل منهجية متكاملة إلدارة اجلودة الشاملة" ،دار وائل للنشر ،عمان ،9000 ،ص .023
65
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
ميثل النموذج األمريكي أداة مهمة تستفيد منها املنظمات يف أجزاء عمليات التقومي الذايت ابالستناد
إىل جمموعة املعايري واألدوات وتنظم القياس واليت حيتويها النموذج كإطار عام يوضح مفهوم إدارة اجلودة
الشا ملة وهدفها ومتطلبات حتقيقها بشكل ميكن للشركات أن تتبناه وتطبيقه لديها ،كما أنه يتميز بوجود
ثالث جمموعات من املعايري تتعلق واحدة منها بتقدمي نشاط املنظمات األعمال والثانية ختاطب املنظمات
التعليمية والثالثة تناسب املنظمات العاملة يف جمال الصحة.1
حيتوي هذا النموذج األمريكي على إطار يضم سبعة عناصر هي أساس تقييم املنظمات من أجل
حتديد مستوى متيز األداء هبا ،وفيما يلي عملية توزيع النقاط على العناصر السبعة للنموذج وصوال إىل حتديد
مستوى متيز أداء املنظمة:3
66
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
وتتعرض عملية حتديد القيم لعناصر النموذج إىل ثالث حماور يف كل عنصر:
مما سبق جند أنه من خالل هذا النموذج نكون قد بلوران مفهوما متكامال عن إدارة اجلودة الشاملة
اليت هتدف إىل إشباع حاجات وتوقعات العمالء واليت هي أساس التميز يف األداء.
ارتبط اسم "وليام دمينغ" حبركة اجلودة يف الياابن من األربعينيات من القرن املاضي الذي يصب
اهتمامه على أمهية الرقابة اإلحصائية يف جودة العمل واإلنتاج ،ويشمل النموذج دمينغ على 00مبدأ يشكل
يف جمموعها إطارا عاما ميكن للمنظمات االستعانة به من أجل وضع منوذج خاص هبا والشعار الذي انطلق
منه هو" :إن العنصر البشري يف العمل هو األساس وحمور االهتمام" ،وسنحاول فيما يلي عرض هذه
املبادئ:1
1رقام ليندة" ،املوارد البشرية مصدر األداء املتميز يف املنظمات االقتصادية" ،مؤمتر العاملي الدويل حول األداء املتميز للمنظمات واحلكومات،
قسم علوم التسيري ،جامعة ورقلة 2-2 ،مارس ،9000ص .02
67
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
.0تبين املنظمة لفلسفة جديدة تقوم على أساس حتقيق أعلى جودة ملنتجاهتا أو خدمتها من اجل حتقيق
مركزتنا يف السوق لضمان البقاء واالستمرار.
.9تبين سياسة تطوير وحتسني مستمرين ملنتجاهتا أو خدماهتا جيب أن تكون متكاملة وليست جزئية
وتشمل كافة جماالت العمل يف املنظمة وجيب مشاركة مجيع األفراد داخل املؤسسة يف حتقيق أهدافها،
وقد وضع دمينغ إسرتاتيجية التحسني املستمر على شكل دائرة أركاهنا اربعة هي ما يلي:
أ .خطط :planخطط ألي حتسني تريد إدخاله ويف أي جمال من جماالت.
ب .نقد :doالسعي غلى الكشف األخطاء وحتديد أكثرها يف احلدوث.
ت .فتش دقق :checkحتوم واكتشف إذا كانت أفكارك وحلولك صحيحة للتطبيق.
ث .اعمل :acyإذا حقت جناحا طبق حلولك بشكل واسع وسريع وهجر ما مل حيقق.
.3تغيري هدف الرقابة من كشف اخلطأ وحماسبة املسؤول إىل رقابة وقائية هتدف غلى منع وقوع اخلطأ.
.0توطيد العالقة احلسنة مع املوردين.
.0الرتكيز على عملية التدريب حبيث تشمل كافة فئات العاملني يف املنظمة.
.2التوقف على استخدام التسلط من قبل املديرين.
.7التوقف عن استخدام سياسة التقييم القائمة على أساس الكم ،والتوجه على سياسة التقييم على
أساس اجلودة والنوعية احملققة.
.2االبتعاد عن فكرة سياسة حتقيق األرابح أبي وسيلة كانت ألهنا تؤثر سلبا يف حتقيق مستوى جودة
عايل ويف إرضاء العمالء.
.2إزالة كل العوائق واحلواجز اليت متنع العاملني من حتقيق إجنازاهتم والتفاخر هبا مثل :ضيق الوقت،
ضعف الكفاءة لآلالت واألدوات املستخدمة.
.00السعي إىل حل مجيع الصراعات القائمة بني العاملني ،وإحالل التعاون بدال عنها.
.00الرتكيز عملية التطوير والتحسني الذايت لدى العاملني وإكساهبم معارف ومهارات جديدة.
.09توفري عنصر االستقرار الوظيفي للعاملني الذي يكفل للمنظمة وجود عنصر بشري لديه والء
انتمائه هلا وجتعلهم يعملون بفعالية.
68
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
.03إحداث تغيري جذري يف اهليكل التنظيمي للمنظمة وحتويله إىل منط نعدم تطبيق املبادئ السابقة،
ويهدف إىل إزالة مجيع العوائق القائمة بني التقسيمات اإلدارية وفرق العمل.
.00العمل على ترسيخ املبادئ السابقة لدى مجيع العاملني وجعلها حقيقة وليس جمرد شعارات ينادى
هبا ،وحثهم على تطبيقها وااللتزام هبا بشكل دائم ومستمر وتقع هذه املسؤولية على الغدارة العليا.
سوف نبني من خالل هذا املبحث كيف تساهم الثقافة التنظيمية يف حتقيق األداء املتميز.
هناك العديد من أوجه أتثري الثقافة التنظيمية على سلوك العاملني وأمهها:1
يقصد ابلتوجهات الطريقة اليت ميكن للثقافة التنظيمية أن تؤثر هبا على عملية حتقيق األهداف
حيث أنه إذا كانت الثقافة قوية ومتوافقة مع أهداف املنظمة فإهنا تدفع املنظمة حنو حتقيقها.
اثنيا :االستثمار.
يشري إىل مدى انتشار قيم الثقافة التنظيمية بني العاملني وتبينهم هلا وجعلها كأساس للتصرف
داخل املنظمة مما جيعل منها أساس للثقافة القوية وكذا فهمها بطريقة واحدة من قبل العاملني مما ميكنهم من
الوصول إىل اتفاق عام.
اثلثا :القوة.
1بوشنافة أمحد وبوسهمني أمحد" ،أمهية البعد الثقايف وأثره على فعالية التسيري" ،مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التسيري الفعال يف املؤسسات
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،جامعة املسيلة يومي 0-0ماي ،9000ص .7
69
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
تشري قوة الثقافة إىل مدى أتثريها على العاملني مما جيعل منها دافعا إىل حتقيق كفاءة يف األداء ومنه حتيق
األهداف املوجودة.
رابعا :املرونة تسمح الثقافة املرنة للعاملني ابلتكيف مع الظروف املتغرية واألزمات الطارئة.
يشري االلتزام إىل درجة اليت يكون فيها أعضاء املنظمة على استعداد لبذل جهود معتربة وإظهار
الوالء واالنتماء هلا لتحقيق أهدافها.
إضافة إىل أن هناك جمموعة من القيم الثقافية اليت ميكن اعتبارها سلوكيات جمندة داخل املؤسسة تفرتض عددا
من املقومات اجلماعية اليت يكمن إمجاهلا فيما يلي:1
1دمحم صرييف" ،التطور التنظيمي" ،دار الفكر اجلامعي ،الطبعة الرابعة ،القاهرة ،9007 ،ص .923
70
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
هناك أوجه متعددة لتأثري ثقافة املنظمة على أداء املوارد البشرية وهي:1
-إن ثقافة املنظمة تعترب شكال من أشكال الرقابة االجتماعية اليت هلا أتثري هي قرارات املوظفني
وسلوكياهتم فهي توجه املوظفني بشكل فعال يتناسب مع التوقعات التنظيمية.
-تعترب ثقافة املنظمة مبثابة الغراء الذي يربط العاملني وجيعلهم يشعرون أبهنم عنصر تكاملي يف التجربة
التنظيمية السائدة ألهنا تشبع حاجة العاملني إىل هوية اجتماعية.
-تساعد املوظف على فهم األحداث التنظيمية ليصبحوا قادرين على أتدية ما هو مطلوب منهم عوض
تضييع الوقت يف حماولة تصور ما يتوقع منهم أن يعملوا.
-متكن العمال من التواصل بشكل أكثر فعالية وأن يصلوا إىل مستوايت أعلى يف التعاون مع بعضهم
البعض مما متكنهم من حتيق أداء مرتفع.
-حتفز العمال على اإلبداع والتجديد واستخدام تقنيات عالية وإعطاء احلرية الكافية للعاملني واملرونة
الجناز العمل وابلتايل الوصول إىل حتقيق األداء املتميز.
-مسامهتها يف إجناح عملية تغيري والتجديد وهذا ما يساعد املنظمة على احملافظة على مكانتها
التنافسية.
-املعتقدات واملبادئ املشرتكة ألفراد املنظمة جتعل عملية االتصال اسهل وينتج منها مستوى أفل من
التعاون وااللتزام وتبسيط عملية اختاذ القرار وهذا ما يزيد يف الفعالية يف حتقيق األهداف.
-تؤثر الثقافة التنظيمية على كفاءة العمل اإلداري وجعل القائد يعمل على إجياد الرموز والقيم
واألساطري واللغة إىل جانب اجلوانب املادية للمنظمة.
-تساعد على إجياد نوع من االستقاللية لدى العاملني متكنهم من اإلبداع واالبتكار مما يؤثر على كفاءة
أدائهم.
-ويف هذا اإلطار ميكن تقدمي بعض آراء من الباحثني:2
1فليب اتكنسون " ،التغيري الثقايف ،األداء الصحيح إلدارة اجلودة الكاملة" ،ترمجة مركز اخلربات املهنية لإلدارة ،القاهرة ،0222 ،ص ص
.093-099
2عثمان حسن عثمان" ،دور الثقافة التنظيمية يف حتقيق النجاح والتميز" ،حبث مل بنشر ،9000 ،ص .07
71
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
قوة الثقافة
السلوك األخالقي.
التحكم الثقايف
فقد أبرز ( )Reddyضمن منطق أنثربولوجيا الثقافية أتثري حمتوى الثقافة وقوهتا وحتكمها على األداء
املؤسسي والسلوك األخالقي.
الشكل رقم ( :)4-2دور تكوين ثقافة املنظمة يف التكيف اخلارجي والبقاء والتكامل الداخلي
72
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
اللغة املألوفة
مهام التكيف اخلارجي والبقاء
حدود اجلماعة
املهمة األولية
القوة واملكانة
الرسالة األساسية
األلفة والصداقة واحلب
وظائف اجلماعة
املكافآت والبطش
الغاايت
العقيدة (الفكرة)
وسائل للغاايت
قياس االجنازات
إسرتاتيجيات عالجية
وأشار ( )Robbins et judgeإىل اعرتاف املنظمة أبمهية الدور الذي تلعبه الثقافة يف حياة
أعضاء املنظمة ،فالثقافة كمتغري مستقل يؤثر يف اجتاهات األفراد وسلوكهم وهي إحدى مستلزمات البناء
املؤسسي تسهم يف تكوين ثقافة املنظمة وحتدد خصائصها وأبعادها وترابطها مع أوجه ذلك البناء ويتجلى
دورها يف أتثري على جناح املنظمة ،1كما يظهر يف الشكل التايل:
جناح املنظمة 1نعمة عباس اخلفاجي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .00-02
مرتفع
73
األداء ثقافة
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
إن وجود ثقافة تنظيمية داخل املنظمة يعد شيئا أساسيا يف إطار املنافسة والذين يساعد يف االبتكار
وسرعة االستجابة للتطورات التكنولوجية وللمتغريات البيئية لتحقيق جدارة ديناميكية تنافسية متبوعة أبداء
متميز للمنظمة.1
وفيما يلي عرض ألهم خصائص الثقافة التنظيمية الداعمة لإلبداع والتميز يف األداء:
-أوال :إعطاء العاملني احلرية يف أداء أعماهلم وحتليلهم من معوقات الروتني والبريوقراطية ومساعدهتم
على تقبل التغري وإزالة خماوفهم على أمنهم الوظيفي.2
-اثنيا :بساطة اهليكل التنظيمي واالعتقاد أبمهية عدم الرمسية يف تعزيز االتصاالت وتبادل املعلومات
بكل االجتاهات.3
-اثلثا :ثقافة متكيفة وهي اليت تركز على مشاركة أعضاء اجلماعة أبية تغيريات متسارعة يف البيئة
اخلارجية ،إن هذه الثقافة ختلق إحساس ابملسؤولية وتعزز من التزام العاملني جتاه املنظمة والعمل اجلاد
هبدف التكيف مع احلاجة وبصورة خاصة إلرضاء املستهلكني.1
1بالل خلف السكارنة"،الزايدة وإدارة منظمات األعمال" ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان ،9002 ،ص .90
2زيد منري عبوي" ،االجتاهات احلديثة يف املنظمات اإلدارية" ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،9002 ،ص .030
3دمحم عبد الفتاح الصرييف"،اإلدارة الرائدة" ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،9003 ،ص .92
74
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
-رابعا :متتع األفراد بروح املبادرة واإلبداع وحتمل املسؤولية وهذا ما يساعد يف تطوير املمارسات واملواقف
واملهارات اليت رعى اإلبداع يف كافة جماالت العمل.2
-خامسا :االعتماد على تنظيم حمدود املستوايت التنظيمية والعمل بروح الفريق مبا يكفي للسماح
للعاملني ابملشاركة ،حيث تكون الرقابة ذاتية وهذا ما يؤيد حماوالت التجديد والتطوير وقبول
االختالف.3
-إضافة غلى ذلك توفر املركزية بدرجة كافية ابلنسبة لإلدارة لتتأكد من أن الشركة متارس رسالتها
اإلسرتاتيجية وأنه يتم إتباع القيم الثقافية.4
-سادسا :سيادة نظام حوافز ومكافآت يقوم على معايري موضوعية وعلمية يسمح بتحفيز ومكافأة
حسب اجلهد املبذول ومسامهته يف حتقيق أهداف املنظمة واعتماد حوافز لتشجيع املبدعني ومقدمي
األفكار اجلديدة.
-سابعا :إكساب الفرد معارف ومهارات جديدة ملواكبة تغريات العصر من خالل برامج التدريب
والتكوين وهذا ما تقوم به املنظمة من تطوير وحتسني مستمر وذلك ملواكبة فرق املنافسة والبقاء يف
الصفوف األوىل.
-اثمنا :الرتكيز على املشاركة والتفاعل واالتصال اإلجيايب بني خمتلف املستوايت اإلدارية.
-اتسعا :منح مستوى من الثقة واالستقاللية لتحمل نتائج األخطاء وتشجيع التنافس بني العاملني
للتوصل إىل أفكار إبداعية جديدة.
-عاشرا :دراسة األفكار اجلديدة ،دراسة جادة وإبداء االهتمام وتطبيق اجليد منها.
1مسري عباس"،القيادة اإلبتكارية واألداء املتميز" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،9000 ،ص .73
2فرانسيس هواريب"،تكوين الثقافة اإلبداعية" ،تعريب :دمحم مسري العطائي ،مكتبة العربية ،الرايض ،9003 ،ص .390
.3أمل مصطفى عصفور" ،كيف تبين ثقافة اإلبداع والتمييز" ،جملة إدارة التكنولوجيا ،العدد ،00جويلية ،9002إصدار وزارة الدولة للتنمية
اإلدارية ،مصر ،ص .90
4أمرية حسن"،اإلبداع والتميز ثقافة جمتمعية أم فلسفة إدارية" ،جملة إدارة التكنولوجيا ،العدد ،03نوفمرب ، ،9002إصدار وزارة الدولة للتنمية
اإلدارية ،القاهرة ،ص .03
75
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
-إحدى عشر :يعترب مفهوم العمل اجلماعي من املفاهيم اهلامة يف ثقافة املنظمة اليت تعمل على
االستفادة من الطاقات الكامنة ألعضائها وحتقيق فلسفة اجلودة وتبين مفهوم التحسينات املستور
إلرضاء العميل وتبين عالقات طيبة مع اجلهات اخلارجية.
هناك عالقة قوية بني األداء التنظيمي املتميز والثقافات القوية داخل املنظمات الداعمة لإلبداع
والتميز ،وهناك جتارب ودراسات أجريت على العديد من الشركات أكدت الرابط املتني بني القيم واملعتقدات
اليت يؤمن هبا األفراد داخل منظماهتم وجناح ومتيز األداء وسنعرض منها ما يلي:1
وجد الباحثني يف دراسة األداء مثانني شركة أن الشركات األكثر جناحا هي الشركات اليت لديها
ثقافات قوية ،وقد مت حتديد جمموعة من خصائص للثقافة القوية على النحو التايل:
76
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
فقد أجري البحث على 29شركة أمريكية وتوصال يف األخري إىل جمموعة من صفات تتميز هبا هذه
الشركات واليت أدت إىل متيزها ،1وتنقسم هذه الصفات بدورها غلى عشر معتقدات تعكس الثقافة السائدة
وهذه املعتقدات هي:2
.0ضرورة خلق مناخ عمل مناسب ألداء الفرد لعمله يسمح له ابالستمتاع به.
.9اعتقاد األفراد أبن يكونوا األفضل يف أدائهم ألعماهلم وتقدمي خمرجات متكنهم من التفوق على
املنافسني.
.3االعتقاد أبن األفراد ميكن أن يكونوا مبتكرين ومتحملني للمخاطر بدون تعرضهم للعتاب عند الفشل.
.0االعتماد أبمهية احلضور للتعرف على التفاصيل.
.0ضرورة االهتمام ابلعاملني ورد االعتبار هلم كآدميني هلم املشاعر وأحاسيس حتكم سلوكهم وتصرفاهتم.
.2تشجيع االتصال غري الرمسي ابعتباره وسيلة أساسية يف حتسني تدفق املعلومات.
.7االعتقاد أبمهية النمو االقتصادي وحتقيق األرابح كهدفني إسرتاجتيتني للمنظمة.
.2االعتقاد أبمهية ضبط الغدارة ابفرتاض أن املديرين جيب أن يكونوا فاعلني وليس جمرد خمططني.
.2االعتقاد أبمهية الفلسفة التنظيمية املعرتف هبا واملعدة واملؤيدة من اإلدارة العليا.
الفكرة مفادها أن أداء املنظمة وجناحها مشتق من قوة ثقافة السوق حيث افرتضوا أن الثقافة تؤثر على
كل شيء ميكن اجنازه وقدموا فكرة هرم ثقافة املنظمة القائم على ما يلي:3
.0يتألف اهلرم من ثقافة التفوق ابلسوق وقيمة التفوق للزبون والتفوق ابلرحبية كمستوايت لذلك اهلرم.
.9اعتماد حالة ثقافة التنوع وقيمتها أساس وقاعدة مقارنة مرجعية للمنظمة يف بيئة املنافسة وحبطامها
العام واخلاص ،الدويل واحمللي ،احلايل واملستقبلي.
1إبراهيم عبد اللطيف املنيف" ،التطور الفكر اإلداري املعاصر" ،دون ذكر بلد ودار النشر ،0220 ،ص ص .037-032
2بلكبري بومدين فؤاد بوفطيمية" ،ثقافة املنظمة كمدخل إسرتاتيجي لتحقيق األداء املتميز" ،املؤمتر العلمي لألداء املتميز للمنظمات واحلكومات،
2-2مارس ،9000قسم علوم التسيري ،جامعة ورقلة ،ص .920
3نعمة عباس ،مرجع سبق ذكره ،ص .02
77
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
.3تداخل الوعي ابملستقبل بعيد األمد والتخطيط اإلسرتاتيجي واعتباره كأداة حاكمة موجهة لعملية حتول
ثقافة التفوق ابلسوق إىل قيمة التفوق للزبون مث مستوى التفوق ابلرحبية.
التفوق
ابلرحببة
نظر Stdmmإىل دور احليوي للثقافة كوهنا متثل إحدى الفضاءات األساسية يف املنظمات
املبدعة تتفاعل وفق آليات التنوع مع فضاء اإلبداع املتمثلة ابلتصور واإلسرتاتيجية والقيادة والعمليات وبيئة
العمل املادية.1
ومما سبق يتجلى لنا دور الثقافة املنظمة يف مزج خمتلف الثقافات وخصائصها وأبعادها حتت مظلة
فسيفساء الثقافة ،وهذا يعين اعتماده فلسفة التوزيع ،التكامل ،التكيف والرتكيز وغدارة ثقافة املنظمة وهو ما
يقود إىل حتقيق النجاح والتميز سواء املتوقع أو احملقق.
78
اإلطار المفاهيمي لمفهوم األداء المتميز الفصل الثاني:
ثقافة املنظمة يعرتف هلا اليوم ابلدور الذي تلعبه يف حتقيق التميز يف األداء ،وذلك بفضل الطاقات
اليت تعبئها والسلوكيات اليت توجهها والثقة اليت ترمسها بني األفراد ،حيث تنشر بينهم روح االحرتام واملسؤولية
وروح العمل اجلماعي ،فكل هذه النقاط املتداخلة واملتكاملة من شأهنا أن تسهم يف حتقيق األداء املتميز
للمنظمة ألهنا تعرب بطبيعة احلال عن ثقافة قوية داعمة لإلبداع والتفوق.
79
قائمة المراجع
122
قائمة المراجع
حسني عبد احلميد أمحد رشوان" ،الثقافة ،دراسة يف علم االجتماع الثقايف" ،مؤسسة شباب .11
اجلامعة للنشر ،القاهرة.2006 ،
.12محزة حممود الزبيدي" ،التحليل املايل :تقييم األداء والتنبؤ ابلفشل" ،مؤسسة الوراق.2000 ،
.16حنا نصر هللا" ،إدارة املوارد البشرية" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان.2000 ،
.12رضا السيد" ،أسس وعادات التميز لدى األفراد" ،الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات،ط1
القاهرة.2002 ،
.12زكرايء الدوري" ،مبادئ ومداخل اإلدارة ووظائفها يف القرن احلادي والعشرين" ،دار اليازوري العلمية
للنشر والتوزيع ،عمان.2010 ،
.19زهري اثبت" ،كيف تقييم أداء الشركات والعاملني" ،دار قباء ،القاهرة.2001 ،
.20زيد منري عبوي" ،االجتاهات احلديثة يف املنظمات اإلدارية" ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،ط 1األردن،
.2006
.21سليمان الدرويب" ،طريقك إىل النجاح والتمييز" ،دار عامل الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2006 ،
.22مسري عباس"،القيادة اإلبتكارية واألداء املتميز" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،ط1ن عمان.2001 ،
.23سنان موسوي ،رضا صاحب أبو محد" ،مفاهيم إدارية معاصرة" ،الوراق للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان
.2002
.21سيد توفيق" ،أزمة اإلبداع يف ثقافتنا املعاصرة" ،ط 1مج املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بريوت.2002 ،
.22السيد عبد العاطي السيد" ،اجملتمع والثقافة والشخصية" ،دار املعرفة اجلامعية ،القاهرة.1992 ،
.26سيد دمحم جاد الرب" ،السلوك التنظيمي" ،مطبعة العشري ،القاهرة.2001 ،
.22شوقي انجي جواد" ،إدارة األعمال-منظور كلي" ،دار ومكتبة حامد للنشر ،ط ،1عمان.2000 ،
.22طارق طه" ،السلوك التنظيمي يف بيئة العوملة واالنرتنيت" ،دار اجلامعية اجلديدة ،القاهرة.2002 ،
.29عادل أمني" ،حماضرات يف السلوك التنظيمي" ،مكتبة كلية التجارة ،القاهرة.2000 ،
.30عادل زايد" ،األداء التنظيمي املتميز" ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة.2003 ،
عبد الغين عماد سسبيولوجيا ،الثقافة" ،مركز دراسات الوحدة العربية" ،ط ،1بريوت .2006 .31
.32عبد اللطيف دمحم خليفة" ،ارتقاء القيم"،عامل املعرفة ،الكويت.1992 ،
123
قائمة المراجع
عبد الناصر دمحم علي محودة" ،إدارة التنوع الثقايف يف املواد البشرية" ،املنظمة العربية للتنمية .33
اإلدارية ،معسكر.2003 ،
.31عثمان حسن عثمان" ،دور الثقافة التنظيمية يف حتقيق النجاح والتمييز" ،حبث مل بنشر.2002 ،
العاليل الصادق" ،العالقات الثقافية الدولية (دراسة سياسة قانونية)" ،ديوان املطبوعات .32
اجلامعية ،اجلزائر.2006 ،
.36علي السلمي" ،إدارة التمييز" ،دار غريب للنشر والتوزيع ،القاهرة.2002 ،
.32علي السلمي" ،إدارة السلوك التنظيمي" ،دار غريب للنشر والتوزيع ،القاهرة .1962 ،
.32عمر وصفي عقيلي" ،مدخل إىل منهجية متكاملة إلدارة اجلودة الشاملة" ،دار وائل للنشر ،عمان
.2001
.39فرانسيس هواريب"،تكوين الثقافة اإلبداعية" ،تعريب :دمحم مسري العطائي ،مكتبة العربية ،ط 1الرايض،
.2003
.10فالح حسني عدادي احلسيين" ،اإلدارة اإلسرتاتيجية" ،دار وائل للنشر ،ط ،1عمان.2000 ،
.11فليب اتكنسون " ،التغيري الثقايف ،األداء الصحيح إلدارة اجلودة الكاملة" ،ترمجة مركز اخلربات املهنية
لإلدارة ،القاهرة.1996 ،
.12كوكب كامل نور" ،األداء التنظيمي املتميز الطريق إىل منظمة املستقبل" ،املنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،القاهرة.2002 ،
.13حمفوظ جودة وآخرون" ،منظمات األعمال" ،دار وائل للنشر ،ط ،1عمان.2002 ،
.11دمحم أبو اخلري" ،النجاح والتمييز يف ظل العوملة" ،الدار املصرية اللبنانية ،ط ،1القاهرة.2002 ،
.12دمحم سعيد أنور سلطان" ،السلوك التنظيمي" ،دار اجلامعية اجلديدة ،القاهرة.2003 ،
.16دمحم صرييف" ،التطور التنظيمي" ،دار الفكر اجلامعي ،ط ،1اإلسكندرية.2002 ،
.12دمحم عبد الفتاح الصرييف" ،اإلدارة الرائدة" ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان.2003 ،
.12دمحم علي مشس الدين وإمساعيل دمحم الفقي" ،السلوك اإلداري" ،ط ،1دار الفكر،عمان .2002
.19دمحم قاسم القريويت" ،نظرية املنظمة والتنظيم" ،ط ،3دار وائل للنشر ،عمان.2002 ،
حممود سلمان العميان" ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال" ،ط ،1دار وائل للنشر .20
عمان .2002 ،
124
قائمة المراجع
.21مدحت أبو النصر" ،أساسيات إدارة اجلودة الشاملة" ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.2002 ،
.22مصطفى حممود أبو بكر" ،إدارة املوارد البشرية :مدخل حتقيق امليزة التنافسية" ،الدار
اجلامعية،القاهرة.2002 ،
.23موسى اللوزي" ،التطوير التنظيمي" ،دار وائل للنشر ،ط ،2عمان.2003 ،
انصر دادي عدون" ،السلوك التنظيمي وإدارة املوارد البشرية" ،دار اجلامعية العامة ،اجلزائر. .21
.22جنم عبد هللا لعزاوي وآخرون":،تطور إدارة املوارد البشرية" ،دارالبازوري للنشر والتوزيع ،عمان
.2010
.26جنم عبود جنم" ،املدخل الياابين إىل إدارة العمليات" ،الوراق للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان.2001 ،
.22نعمت عباس اخلفاجي" ،ثقافة املنظمة" ،دار البازوين العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
هشام دمحم نور محجوم" ،سيكولوجية اإلدارة" ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،بريوت.2002 ، .22
ب .املذكرات والرسائل واألطروحات:
.1إلياس سامل" ،أتثري الثقافة التنظيمية على إدارة املوارد البشرية" ،مذكرة ليل شهادة ماجستري يف العلوم
التجارية ،فرع إدارة أعمال ،2006 ،جامعة دمحم بوضياف املسيلة.
.2بومدين يوسف" ،أثر اجلودة الشاملة على األداء احلايل للمؤسسات االقتصادية" ،أطروحة مقدمة
ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه يف علوم التسيري ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم
التسيري ،جامعة اجلزائر .2006 ،3
.3جاسم بن فيحان الدوسري" ،الثقافة التنظيمية يف املنظمات األمنية ودورها يف تطبيق اجلودة
الشاملة" ،أطروحة مقدمة استكماال ملتطلبات احلصول على درجة الدكتوراه الفلسفة يف العلوم
األمنية،كلية الدراسات العليا ،جامعة انيف للعلوم األمنية.2002 ،
.1ساطوح مهدية" ،الثقافة التنظيمية والتماسك االجتماعي" ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاسرت يف علم
اجتماع وتسيري املوارد البشرية ،جامعة اجلزائر.2002 ،
.2عبد السالم نعمون " ،بيئة العمل وأتثريها يف حتديد مستوى فعالية أداء الفريق الرتبوي ملؤسسات
التعليم الثانوي" ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري ،إدارة تربوية ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية
سطيف.2006 ،
125
قائمة المراجع
.6عبد الكرمي إبراهيم الثويين" ،أتثري الثقافة التنظيمية على تطوير املوارد البشرية" ،رسالة مقدمة لنيل
شهادة املاجستري ،كلية االقتصاد واإلدارة ،جامعة اململكة العربية السعودية.2002 ،
.2عبد املطلب بيهار" ،دور االستثمار يف رأس املال الفكري يف حتقيق األداء املتميز ملنظمات
األعمال" ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يف علوم التسيري ،جامعة دمحم بوضياف،املسيلة.2016 ،
.2علطي صوفية" ،واقع ممارسة املهام إدارة املوارد البشرية يف ظل الثقافة التنظيمية للمؤسسة اجلزائرية"،
شهادة مقدمة لنيل شهادة املاجستري ،إدارة وتنمية املوارد البشرية ،كلية آداب والعلوم االجتماعية ،جامعة
فرحات عباس بسطيف.2002 ،
.9عمر دمحم القيزي" ،منوذج مقرتح الثقافة التنظيمية يف املنظمات الذكية" ،حبيث مقدم للحصول على
درجة دكتوراه الفلسفة يف إدارة األعمال ،جامعة عني مشسن .2002
.10دمحم العريب غزي" ،ثقافة املؤسسة وأتثريها على أدائها العام" ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف
اإلسرتاتيجية ،قسم العلوم التجارية ،جامعة دمحم بوضياف ،املسيلة.
مداحي أمال،مردود حنان"،أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي"،مذكرة ضمن متطلبات .11
احلصول على شهادة املاسرت،جامعة البويرة.5102،
منصور بن سعود بن عبد العزيز آل سعود" ،الثقافة التنظيمية وعالقتها ابلسلوك القيادي يف .12
اإلدارة احمللية" ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم اإلدارية" ،أكادميية ،انيف للعلوم
األمنية" ،اململكة العربية السعودية.1962 ،
جنوى عبد هللا الطبالوي" ،أتثري الثقافة املنظمة على الفعالية التنظيمية" ،رسالة مقدمة لنيل .13
شهادة املاجستري يف إدارة األعمال ،كلية التجارة ،جامعة عني مشس.1996 ،
126
قائمة المراجع
127
قائمة المراجع
.11عائشة شتائحة" ،ثقافة املنظمة كأحد العوامل املؤثرة يف عملية صنع القرار" ،مداخلة ضمن امللتقى
الدويل حول صنع القرار يف املؤسسة االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة
املسيلة ،أفريل .2009
.12عبد السالم الدويي" ،ثقافة الطفل العريب" ،جملة الطفولة والتنمية ،اجمللس العريب للطفولة والتنمية ،جملد
،1العدد ،1القاهرة.2001 ،
.1خلضر موالي عبد الرزاق ،حوتية عمر " ،االجتاهات احلديثة لتحقيق األداء املتميز يف املنظمات
احلكومية مع اإلشارة إىل بعض التجارب الدولية" ،جممع مداخالت املؤمتر العملي الدويل حول األداء
املتميز للمنظمات واحلكومات ،كلية احلقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة مهدي مرابح ،ورقلة02-02 ،
مارس .2002
.11مقدم عبد احلفيظ" ،عالقة القيم الفردية والتنظيمية وتفاعلها مع االجتاهات والسلوك" ،جملة العلوم
االجتماعية ،اجمللة ،16الكويت.1991 ،
.IIمراجع ابللغة األجنبية:
1.Jones .R.gareth, organisation theory, design, & change 4th ed, new
jersey, prentice haal.
2.Roppins&jydge, organisationbechavoire, 13th.ed new jersey, prentice
hall.
3.Caroline sammé , article: la culture organisationnelle (qu’est ce que
c’est et pourquoi devrais je n’y intéresser ? organisation efferctiveness
consultant, nouveaux horizon.
4.Stephen robbins et autre, comportements organisationnel, 12eme
Edition, Pearson éducation, France.
5.StanlyN.Herman : « TRW system group », in wendell L. France
&cecil H. Bell, je : « organisation développement » : behaivioral science
intervention or organisation improuvement (N.J : prentic-hall inc,
2nded, 1978.
128
قائمة المراجع
.IIIمواقع االنرتنيت:
.1شوقي انجي جواد وآخرون" ،قياس أثر عوامل الثقافة التنظيمية يف تنفيذ إدارة املعرفة" جملة العلوم
االنسانية ،السنة السابعة ،العدد ،2010 ،11ص ،02أنظر املوقع:
www.ulumensania.net
129
الخاتمة العامة
تعترب الثقافة التنظيمية من أهم مكوانت البيئة الداخلية للمنظمة و اليت تؤثر على سلوك و أداء املوارد
البشرية ،لكوهنا مناهم حمددات جناح أو فشل منظمات األعمال وتبعا إلشكالية البحث اليت متحورت حول معرفة
دور الثقافة التنظيمية يف حتقيق األداء التنظيمي للمؤسسة االقتصادية وإجياد الصلة بني عناصر هذه الثقافة و بني
التميز يف األداء كهدف أساسي يضمن البقاء و النمو و التنافس يف املستقبل ،هذه اإلشكالية اليت متت معاجلتها
من خالل ث الثة فصول جتمع بني اجلانب النظري و التطبيقي ،وإبتباع املنهج الوصفي التحليلي مث التوصل إىل
عدة نتائج مع اختبار الفرضيات املطروحة يف مقدمة البحث و إثرائه مستقبال.
لقد تبني لنا من خالل اجلانب النظري للبحث أن املنظمات هتتم أكثر ابملورد البشري العتباره مصدر النجاح
و التميز ،حيث أاتحت له حرية املبادرة و اإلبداع ،وتوفري بيئة تنظيمية تتميز ابالستقاللية يف حل املشاكل وتوفري
نظام اتصال فعال ،ابإلضافة إىل إدارة ثقافتها أبسلوب إداري حديث ميثل ورقة راحبة للمؤسسة االقتصادية إذا
أحسنت استغالهلا ،حيث تشري الدراسات واألحباث اإلدارية أن االهتمام ابلثقافة السائدة داخل املنظمة ابن
احتياجات العاملني وأهداف اإلدارة يعترب احد املداخل واألبعاد الرئيسية اليت يقوم عليها األداء املتميز ،وكما
اتضح أيضا أن املنظمات األكثر جناحا وتفوقا هي اليت تركز على بناء ثقافة قوية قائمة على روح اإلبداع والعمل
اجلماعي والتحسني املستمر ،إضافة إىل القدرة على التكيف مع كل املتغريات اليت تطرأ على البيئة الداخلية
واخلارجية ،من هنا أدركت منظمات األعمال اليوم إن اعتمادها على األساليب التقليدية جيعلها غري قادرة على
مواجهة املنافسة وحتقيق التفوق ،مما دفعها إىل البحث عن مناهج حديثة تتناسب مع كل املتغريات ،ولعل هذه
االجتاهات :إدارة الثقافة التنظيمية يف مقدمة األفكار اإلدارية اليت شكلت الوعاء اجلديد املتناسب مع تلك
املعطيات والقادرة على مواجهتها بفعالية.
بذلك أصبح مفهوم الثقافة التنظيمية حيتل أمهية خاصة لدى املنظمات ،حيث تساهم يف حتسني أدائها ويضمن
تطورها وبقائها ،فهي املاهية غري امللموسة اليت تؤثر على سلوك املوارد البشرية لكوهنا تعترب من أهم مكوانت البيئة
الداخلية للمنظمة اليت تدفع ابلفرد العامل إىل بذل املزيد من اجلزء لتحقيق أهداف املنظمة والتفوق يف األداء ومتت
اإلشارة إىل أمر هام جدا وهو أن التميز يف األداء وحتقيق خمتلف النجاحات هو من صنع األفراد،الن األفراد
العاملني هم قبل كل شيء نتاج اجملتمع الذي يتأثرون بثقافته ويؤثرون فيه ،حيث حيملون جمموعة من الرموز
واالجتاهات واملعتقدات من شاهنا أن تؤثر على املنظمة وعلى أدائها إجيااب وسلبا.
117
الخاتمة العامة
)-أظهرت النتائج أن الثقافة التنظيمية اليت تتميز ابلقيم املشرتكة تساهم يف حتقيق األداء املتميز ،فالقيم املشرتكة
من خصائص الثقافة التنظيمية القوية وتتمثل يف جمموعة األفكار الواضحة واملفهومة واليت يشرتك فيها كل فرد فهي
سائدة ومنتشرة يف كافة أرجائها وتعترب من العناصر األساسية اليت تتميز هبا املنظمة عن غريها ،وبذلك توفر القيم
املشرتكة مناخ عمل يسوده جو من االنتماء والرضا واالحرتام املتبادل بني العمال .
)-توصلت النتائج إىل أن الثقافة التنظ يمية اليت تتميز ابلعمل اجلماعي تساهم يف حتقيق التميز يف األداء ،حيث
يعترب مفهوم العمل اجلماعي من العوامل الداخلية املؤثرة يف إعداد خطط العمل لتحقيق األهداف ،لكون فريق
العمل توفر جوا من التعاون والتفاهم واملودة وروح الفريق بني العاملني ،وهذا ما يقوي عزمية العمال لتحقيق
أهداف املنظمة بفعالية و االرتقاء أبدائها إىل التميز.
)-توصلت النتائج أن الثقافة التنظيمية اليت تتميز ابإلبداع تؤثر أتثريا كبريا يف حتقيق األداء املتميز ،وخيتلف األفراد
داخل املنظمة من حيث القدرات واملهارات والقدرة على اإلبداع والتجديد ،ولتحفيز قدراهتم على اإلبداع يتطلب
ذلك توفري نظام من املعتقدات والقيم واملعايري إضافة إىل توفري احلوافز املادية واملعنوية اليت تدعم التطوير واالهتمام
ابملتفوقني ،وهذا ما ميكن املنظمة من حتقيق مركز تنافسي قوي لتحقيقها لألداء املتميز الذي مصدره اإلبداع وروح
املبادرة .
_ توصلت النتائج أن مفردات العينة يرون ابن السمات واخلصائص للثقافة التنظيمية متوافرة ,حيث بلغ متوسط
توفرها ( 3.2.من )5وهو متوسط يقع يف الفئة الثالثة من فئات مقياس ليكرت اخلماسي وهي الفئة اليت تشري
إىل خيار ’’متوسطة’’،وكذلك تفاوت يف رؤية مفردات العينة ملدى توفر بعض اخلصائص و السمات للموظفني
على أهنا متوافرة ,و للبعض األخر من هذه السمات على أهنا متوسطة لدى املوظفني.
_ توصلت النتائج أن مفردات العينة يرون ابن األداء املتميز متوافر ,حيث بلغ متوسط توفره ( 3..3من )5وهو
متوسط يقع يف الفئة الثانية من فئات مقياس ليكرت اخلماسي وهي الفئة اليت تشري إىل خيار ’’متوافرة’’.
118
الخاتمة العامة
_ توصلت النتائج أن وجود عالقة ذات داللة إحصائيا موجبة عند مستوى معنوية ...5فاقل ،وهي عالقة
طردية متوسطة بني مدى توفر الثقافة التنظيمية و مدى توفر األداء املتميز،حيث انه كلما توافرت مسات و
خصائص الثقافة التنظيمية ارتفع مستوى األداء املتميز.
_ ميكن للثقافة التنظيمية أن تؤث ر على مستوايت األداء يف املنظمة ،مت إثبات صحتها ،حيث انه من خالل
الفصل األول مت التوصل إىل أن الثقافة التنظيمية هي تلك الثقافة القادرة على إحداث التغيري والوصول إىل الرايدة
ومن خالل حتفيز العاملني لكي تتم املساعدة يف أتسيس ثقافة تنظيمية أكثر كفاءة وفعالية.
_ يوجد ارتباط ذو داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...5فأقل بني الثقافة التنظيمية ومدى حتقيق األداء
املتميز ،مت إثبات صحتها ،حيث اتضح لنا من خالل الفصل الثاين أن العاملني الذين ميتلكون الثقافة التنظيمية
اليت متكنهم من اإلبداع يف عملهم تعرب عن درجة قابلية اإلدارات احلديثة الختيار أكثر األساليب فعالية لالرتقاء
مبستوى التميز يف األداء للمنظمة.
_ توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...5فأقل يف إجاابت أفراد العينة حول مدى أتثري
الثقافة التنظيمية على حتقيق األداء املتميز ،مت إثبات صحتها ،حيث اتضح لنا من خالل الفصل الثالث وجود
عالقة ذات داللة إحصائية موجبة عند مستوى معنوية ...5فاقل ،وهي عالقة طردية بني مدى توفر خصائص
ومسات الثقافة التنظيمية ومدى حتقيق األداء املتميز.
من خالل كل ما سبق ارتقينا تقدمي بعض االقرتاحات و التوصيات واليت نرجو أن يتم أخذها بعني االعتبار للرقي
ابألداء املتميز للمنظمة:
_ هتيئة بيئة العمل مبا يدعم الثقافة التنظيمية والتنسيق بني خمتلف اإلدارات ،وحتسني االتصاالت لتوفري بيئة عمل
خصبة للتفوق والتميز.
_ حرص املنظمة على بناء منظومة حوافز فعالة قادرة على حتفيز العاملني ،وذلك بدراسة السلوك التنظيمي هلم
و من اجل حتقيق االنتماء والوالء للمنظمة ،ومن مث حتقيق مركز تنافسي قوي.
119
الخاتمة العامة
_ إن كل من موضوع الثقافة التنظيمية ،واألداء املتميز يعتربان موضوعان مهمان ،وهذه الدراسة مل نتناول إال جزء
منهما ،لذا ال تزال هناك العديد من اجلوانب اليت حتتاج للمزيد من الدراسة واليت ميكن تؤخذ كمواضيع مستقبلية
للبحث فيها ،ومن أمهها على سبيل املثال :
*_ أصول تطبيق الثقافة التنظيمية ضمن مبادئ إدارة اجلودة الشاملة.
120
المالحق
130
المالحق
يقوم الطالب إبجراء دراسة (الثقافة التنظيمية كمدخل لتحقيق األداء املتميز يف املنظمة) ,وذلك
ضمن متطلبات نيل شهادة املاسرت يف إدارة و تسيري املؤسسة.
يقصد ابلثقافة التنظيمية يف هذه الدراسة :وهي تعبري عن قيم األفراد ذوي النفوذ يف املنظمة,هذه القيم
تؤثر بدورها يف اجلوانب امللموسة من املنظمة و يف سلوك األفراد ,كما حتدد األسلوب الذي ينتهجه
هؤالء األفراد يف قراراهتم ملرؤوسهم وملنظماهتم.
أما األداء املتميز " :هو انعكاس ملدى جناح املنظمة يف حتقيق إسرتاتيجياهتا وأهدافها ورسم مسار
ملستقبل انجح وذلك انطالقا من االستخدام األمثل للوسائل واملوارد واملهارات واملميزات آخذا يف
احلسبان رغبات أصحاب املصاحل".
ونظرا خلربتكم احليدة يف هذا اجملال ,نرحو منكم التكرم لتحكيم هذا االستبيان وابداء رايكم يف وضوح
فقراته ,واقرتاح ما ترونه كتعديالت ,علما ان االستبيان يتكون من جزئني:
131
المالحق
اجلنس:
( ) أنثى ( ) ذكر
السن :
( ) دكتوراه ( ) ماجستري
سنوات األقدمية
الوظيفة :
132
المالحق
االنتماء وضوح
درجة الموافقة للمجال الصياغة
غير غير متوسطة متوافرة متوافرة
العبارات الرقم
ال نعم ال نعم
متوافرة متوافرة بشدة
بشدة
الثقافـــــة التنظــيمية
تتوفر قواعد واضحة وصرحية يف العمل 0
هناك وصف وظيفي واضح واملسؤوليات واضحة 2
يف املؤسسة
يتم احلكم على املوظف من خالل نتائج عمله 0
يلتزم املوظفون ابلسلوكيات االجيابية اليت تنص 0
عليها قوانني املِؤسسة
يسود االحرتام املتبادل بني املوظفني 0
يسود االعتقاد أبن عنصر الوقت مهم وينبغي 6
عدم إضاعته
يوافقين زمالئي على أن اإلخالص يف العمل 7
حيقق نتائج مرضية
هناك رؤية مشرتكة بني املوظفني على أن القيم 8
هي حمدد رئيسي لسلوكهم أثناء العمل
حيب كل موظف عمله ويعتربه واجب مقدس 9
تفوض إدارة املؤسسة الصالحيات واملسؤوليات 03
الالزمة للعمل
يعمل املوظف يف القسم أو يف اإلدارة ابعتباره 00
جزء من الفريق
تنظم دورات تكوينية للعمال كلما تطلب األمر 02
لذلك
خيضع املوظفون لعملية تقييم األداء يف املؤسسة 00
يهتم املوظف بوضع ومستقبل املؤسسة 00
133
المالحق
األداء املتميز
تعمل املؤسسة بشكل مستمر على إرضاء الزبون 20
من خالل اخلدمات املتميزة اليت تقدمها له
تعمل إدارة املؤسسة بشكل مستمر على توفري 22
أحدات النظم والتقنيات واألجهزة هبدف إجناز
األعمال ابلكفاءة والسرعة
تعتمد املؤسسة على نظام اتصال فعال يسمح 20
حبرية تبادل املعلومات واألفكار بني املستوايت
املختلفة
لدى املؤسسة القدرة على تقدمي املنتجات 20
اجلديدة ابستمرار
لدى املوظف االستعداد لتقبل أي تغريات حتدث 20
134
المالحق
داخل املؤسسة
تتنسب القواعد والتعليمات املطبقة يف املؤسسة 26
مع متطلبات التطوير والتغري
ميتلك املوظفون املهارة والقدرة على التكيف مع 27
التغريات والتطورات اجلديدة اليت حتدث داخل
املؤسسة
هتتم املؤسسة ابلتطورات اليت حتدث يف بيئة 28
العمل اخلارجية وتعمل على التكيف معها
للحفاظ على مركزها التنافسي
حترص اإلدارة على إعالم املوظفني بكل ما 29
حيدث من تغيري داخل املؤسسة
هتتم املؤسسة مبعتقدات وأهداف األفراد 03
والتغريات اليت يرغبون يف حدوثها
135
المالحق
سنوات األقدمية
( ) من -0أقل من 03 ( ) أقل من 0سنوات
سنوات
( ) من 00سنة فأكثر ( ) من – 03أقل من 00سنة
الوظيفة :
( ) رئيس مصلحة ( ) عامل عادي
( ) وظيفة أخرى ( ) رئيس فرع
136
المالحق
م
غير محايد غير موافق موافق االستجابة
موافق موافق تماما
تماما العبارة
الثقافـــــة التنظــيمية
تتوفر قواعد واضحة وصرحية يف العمل 30
هناك وصف وظيفي واضح واملسؤوليات واضحة 32
يف املؤسسة
يتم احلكم على املوظف من خالل نتائج عمله 30
يلتزم املوظفون ابلسلوكيات االجيابية اليت تنص 30
عليها قوانني املِؤسسة
يسود االحرتام املتبادل بني املوظفني 30
يسود االعتقاد أبن عنصر الوقت مهم وينبغي 36
عدم إضاعته
يوافقين زمالئي على أن اإلخالص يف العمل 37
حيقق نتائج مرضية
هناك رؤية مشرتكة بني املوظفني على أن القيم 38
هي حمدد رئيسي لسلوكهم أثناء العمل
حيب كل موظف عمله ويعتربه واجب مقدس 39
تفوض إدارة املؤسسة الصالحيات واملسؤوليات 03
الالزمة للعمل
يعمل املوظف يف القسم أو يف اإلدارة ابعتباره 00
جزء من الفريق
تنظم دورات تكوينية للعمال كلما تطلب األمر 02
لذلك
خيضع املوظفون لعملية تقييم األداء يف املؤسسة 00
يهتم املوظف بوضع ومستقبل املؤسسة 00
137
المالحق
غير غبر
موافق محايد موافق موافق موافق العبــــــــــــــــــــــــــــــــــارة الرقم
تماما تماما
تعمل املؤسسة بشكل مستمر على إرضاء الزبون 30
من خالل اخلدمات املتميزة اليت تقدمها له
تعمل إدارة املؤسسة بشكل مستمر على توفري 32
أحدات النظم والتقنيات واألجهزة هبدف إجناز
األعمال ابلكفاءة والسرعة
تعتمد املؤسسة على نظام اتصال فعال يسمح 30
حبرية تبادل املعلومات واألفكار بني املستوايت
املختلفة
138
المالحق
139
المالحق
Statistics
b8 b9 b10 B
N Valid 46 46 46 46
Missing 4 4 4 4
Frequency Table:
b1
Cumulative
Frequency Percent Valid Percent Percent
Total 50 100,0
Total
System
Total
140
الخاتمة