You are on page 1of 21

‫جدع مشترك ‪:‬‬

‫ماستر التدبير اإلداري والمالي للجماعات الترابية وماستر اإلدارة والقانون‬


‫مادة ‪ :‬العلوم االدارية‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬

‫تدبير الوقت‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة ‪:‬‬


‫األستاذ‪ :‬عمر لمشاوري‬ ‫بوجمعة النومرية‬
‫الزهرة المتوكل‬
‫حسن العالمي‬
‫عالي خباب‬
‫الذهبي طارق‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫جاء ديننا العظيم ليعرفنا على أهمية الوقت وكيفية استغالله األمثل‪ ،‬فيقول سبحانه وتعالى‪":‬‬
‫والعصر إن االنسان لفي خسر إال الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا‬
‫بالصبر " سورة العصر‪.‬‬
‫ويذكر هللا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين لإلنسان يندم فيهما اشد الندم على ضياع‬
‫الوقت‪ ،‬حيث ال ينفع الندم‪.‬‬
‫الموقف األول والذي يتمثل في ساعة االحتضار وفيه يقول الكافر‪ ":‬ارجعوني لعلي أعمل صالحا‬
‫فيما تركت كال إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " سورة يونس اآلية ‪.45‬‬

‫وقد بين الرسول عليه الصالة والسالم أهمية الوقت في حياة اإلنسان المسلم‪ ،‬حيث قال‪ ":‬نعمتان‬
‫مغبون فيهما كثير من الناس‪ ،‬الصحة والفراغ «‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬وفي حديث آخر عن اغتنام الوقت‬
‫يقول عليه الصالة والسالم‪ " :‬اغتنم خمسا قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك"‪.1‬‬
‫يعد الوقت أحد أهم المصطلحات التي شغلت أذهان العديد من المفكرين في مختلف الميادين‪،‬‬
‫فهناك من اعتبره الوجه اآلخر لعملة الحياة ألنه مقياس الخلود‪ ،‬ال شيء أطول منه إذا كان علينا‬
‫االنتظار وال شيء أقصر منه إذا كان علينا اإلسراع واإلنجاز‪.‬‬

‫فاليوم يحتوي على ‪ 24‬ساعة تكفي إلدارة المؤسسات الضخمة وال تكفي إلدارة األعمال البسيطة‬
‫للبعض اآلخر‪ ،‬واالستفادة من الوقت يحدد الفرق بين النجاح والفشل‪ ،‬النجاح الذي يعني تحقيق‬
‫التوازن بين األهداف المرجوة والواجبات الالزمة في إطار الوسائل المتاحة وذلك من خالل إدارة‬
‫الوقت أو باألحرى إدارة الذات‪.‬‬

‫فالهدف المنشود من إدارة الوقت هو أن تكون مجريات األمور تحت تصرف الشخص وأن ينجز‬
‫أعمال أكثر في وقت أقصر بمجهود اقل‪ ،‬مما يلزمه إيجاد بوصلة في أفكار للتأكد من االتجاه‬
‫الصحيح نحو الهدف‪ ،‬فهي إذن تلغي التلقائية الفوضوية وتؤدي على العقالنية‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬وفي السياق نفسه إذا أراد الباحث الغوص في موضوع إدارة الوقت يواجه بهم هائل من‬
‫األسئلة التي هي في واقع األمر مشاكل تفرض على مدير في عمله وفي حياته‪ ،‬والتي يصعب‬
‫اإلجابة عليها مباشرة‪ ،‬حيث تتفاوت من شخص آلخر ومن مدير آلخر‪ .‬ولذلك لعدة اعتبارات‬
‫لنوعية العمل‪ ،‬وطبيعة الشخص والبيئة التي يعيش فيها ويعمل فيها‪.‬‬
‫والوقت مفهوم من الصعب تقديم تعريف دقيق ومحدد له‪ ،‬وقد أجمع على هذه الحقيقة العديد من‬
‫المهتمين والباحثين في موضوع الوقت وإدارته‪ ،‬ومنهم على سبيل المثال ال للحصر مانوه إليه‬
‫القضاة‪ ،‬من الصعوبة بماكان تقديم تعريف محدد ودقيق للوقت‪ ،‬نظرا ألن مفهوم الوقت متمثل‬

‫‪ 1‬حنان شكري شاكر شبير ‪ ،‬واقع إدارة الوقت لدى العاملين في القنوات الفضائية العاملة في قطاع غزة ‪ ،‬رسالة الحصول على الماجستير في‬
‫إدارة االعمال كلية التجارة ‪1431 ،2010‬ه ص‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫بشكل عام بوجود العالقة المنطقية إلرتباط نشاط أو حدث معين بنشاط أو حدث أخر‪ ،‬يعبر عنه‬
‫‪2‬‬
‫بصيغة الماضي أو الحاضر أو المستقبل‪.‬‬
‫فان للوقت أنواع بالنسبة لعمل المؤسسات من حيث استغالل الوقت وسنجملها في أربعة أنواع‬
‫رئيسية‪:‬‬

‫‪ 1‬الوقت اإلبداعي‪ :‬الوقت الخاص بعمليات التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي وتنظيم العمل‬
‫وتقييم اإلنجازات‪ ،‬بحيث يمارس الوقت اإلبداعي في األنشطة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ 2‬الوقت التحضيري‪ :‬ويمثل الفترة الزمنية التحضيرية التي تسبق البدء في تنفيذ العمل أو النشاط‬
‫و إذا ما تم استغالله بدقة و ذكاء‪ ،‬وتوفرت المدخالت األساسية للعمل فإنه يؤدي الى زيادة‬
‫اإلنتاجية ‪.‬‬

‫‪ 3‬الوقت اإلنتاجي ‪ :‬ويمثل الفترة التي تستغرق في تنفيذ االعمال واألنشطة التي تم التخطيط لها‬
‫في الوقت اإلبداعي والتحضير لها في الوقت التحضيري‪ ،‬ولزيادة فاعلية استغالل الوقت على‬
‫اإلداري اجراء عملية التوازن بين الوقت المستغرق في تنفيذ العمل وانتاجه وبين الوقت‬
‫المستغرق في االبداع والتحضير‪ ،‬فاذا ما خصص وقتا أكبر لتنفيذ االعمال الروتينية في مؤسسة‬
‫فهذا يعني أن الوقت المخصص لالبداع أو التحضير أو لكليهما معا قليل لديهما نسبيا مما يعني‬
‫عدم االستغالل األمثل لكافة الموارد المتاحة بما فيها الوقت‪.‬‬

‫‪ 4‬الوقت العام أو الغير المباشر‪ :‬ويمثل الفترة الزمنية للقيام بنشاطات فرعية عامة لها أثر على‬
‫مستقبل االدارة وعلى عالقتها بالغير كاالرتباط بهيئات ومؤسسات أو حضور اإلداري القائد‬
‫للندرات أو لتلبية دعوات خاصة بنشاطات معينة أو افتتاح مؤسسة معينة ‪.3‬‬

‫اإلشكالية ‪ :‬أين تكمن طريقة تدبير الوقت لخلق النجاعة والفعالية لإلدارة؟‬

‫األسئلة الفرعية ‪:‬‬


‫ما الوقت‪ ،‬مفهومه‪ ،‬أهميته‪ ،‬خصائصه؟‬
‫ماهو البعد اإلداري للوقت؟‬
‫كيف يمكن تحقيق النجاعة والفعالية في تدبير الوقت؟‬

‫‪ 2‬محمود محمد يحيى عداربة‪ ،‬إدارة الوقت لمديري ومديرات مدارس وكاالت الغوث األساسية في الضفة الغربية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تاريخ‬
‫المناقشة ‪ ،2006‬كلية التربية برنامج الدراسات العليا‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 3‬هيفاء عبد هللا الوليدي‪ ،‬مدى كفاءة أدارة الوقت لدى العاملين في المنظمات ‪ ،‬ماجستير إدارة اعمال ‪ ،‬تخصص إدارة عامة ‪ ،2007‬ص‪10 :‬‬

‫‪3‬‬
‫التصميم‪:‬‬
‫لإلجابة عن هده اإلشكالية واألسئلة المتفرعة منها سوف نتبع التصميم التالي ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الوقت أهميته وخصائصه‬
‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم وأهمية الوقت‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الوقت‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور إدارة الوقت في النجاعة والفعالية‬
‫الفرع االول‪ :‬استراتيجية التدبير الناجح للوقف‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ و أهداف إدارة الوقت‬

‫‪4‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫يعد الوقت من العوامل األساسية والضرورية في حياة االنسان بصفة عامة ‪ ،‬بحيث أن الوقت‬
‫يلعب دور محوري في األنشطة التي يقوم بها االفراد أو المؤسسات العمومية في الحياة‬
‫اليومية‪ ،‬ونظراً ألهمية الوقت في عمر اإلنسان فقد اعتبره البعض موسم الزرع في الدنيا‪،‬‬
‫ليكون الحصاد في اآلخرة‪ ،‬ولذلك على المسلم أال يُضيع أوقاته بما ال فائدة ت ُرجى منه‪ .‬وأال‬
‫يفني عمره ووقته في جمع المال‪ ،‬وينسى الواجبات األخرى التي يجب أن يجعل لها نصيبا ً‬
‫من وقته‪ ،‬فالمال يُمكن جمعه وتحصيله واالقتصاد في إنفاقه‪ ،‬أ ّما الزمن فكل دقيقة‪ ،‬وكل‬
‫لحظة إن ذهبت فلن تعود أبداً‪ ،‬ولو أنفق اإلنسان أموال الدنيا فلن يستطيع أن يسترجع دقيقةً‬
‫واحدةً من عمره‪ ،‬فالوقت هو الحياة‪ ،‬وهو المحور الرئيسي الذي يُسيطر على مسار حياة‬
‫اإلنسان‪ ،‬فالذي يغتنم وقته في األعمال الصالحة أفلح وسعد في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن أضاع‬
‫وقته وعمره‪ ،‬وترك العمل الصالح‪ ،‬فقد خاب وخسر‪.‬‬
‫للوقت أهميةٌ بالغة في حياة الفرد منا؛ ألنه المساحة التي ننجز فيها‪ ،‬ونحقّق األهداف التي‬
‫ي‪ ،‬بينما إن‬
‫رسمناها‪ ،‬فإن استغللناه أحسن استغالل‪ ،‬جسدنا ما نريد‪ ،‬وحصل لنا الرضا النفس ُّ‬
‫لم نشغله وضيَّعناه في سفاسف األمور‪ ،‬نَعَ َّ‬
‫ض أصابعَنا ند ًما‪ ،‬ونتأسَّف على حالنا من هذا‬
‫التوهان الذي ال يفيد أبدً‪.‬‬

‫يقول الشاعر "أحمد شوقي" عن الوقت‪:‬‬

‫دَقَّاتُ قلب المرء قائلةٌ له‬


‫ٌ‬
‫دقائق وثواني‬ ‫َّ‬
‫إن الحياةَ‬
‫فارفَ ْع لنفسك بعدَ موتكَ ذ َ‬
‫كرها‬
‫مر ثاني‬‫ع ٌ‬‫فالذكر لإلنسان ُ‬
‫ُ‬

‫هذان البيتان البديعان يعبِّران عن قيمة الوقت‪ ،‬وأنه َكنز يجب استغاللُه؛ فالساعة والدقيقة‬
‫لنظام مضبوط خالل‬‫ٍ‬ ‫والثانية‪ ،‬ك ُّل ذلك له فائدة كبيرة‪ ،‬إن أُحسن الترتيب والتوظيف‪ ،‬وفقًا‬
‫التحرر من خرافة‬
‫ُّ‬ ‫اليوم‪ ،‬قول د‪ .‬إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية ‪-‬رحمه هللا‪-‬عن الوقت ‪ ( :‬إن‬
‫المحطات التي ننطلق منها إلى حياةٍ منظمة‪ ،‬واستغالل‬ ‫َّ‬ ‫عدم وجود الوقت الكافي هو أُولى‬
‫ننظم أوقاتنا بدقَّة‪ ،‬وفقًا لمشاريع‬
‫عام)‪ ،‬فهو يصف لنا كيف ِّ‬
‫أمثل للوقت والحياة بشك ٍل ٍ‬
‫عرف كيف يضع اللمسات‬ ‫ومخطَّطات نرسمها على المدى القصير والمتوسط والطويل‪ ،‬فمن َ‬
‫أساليب دقيقةً‪ ،‬تكفل له عدم إهداره‬
‫َ‬ ‫األولى عليها‪ ،‬سيصل في النهاية إلى ما أراد؛ ألنه وضع‬
‫لرصيده ‪.4‬‬

‫الدكتور سعيد بن عبد هللا الحميد‪،‬أ همية الوقت‪ 2017 ،‬الموقع الشخصي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪06-11-2019‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الوقت أهميته‪ ،‬وخصائصه‬
‫يعد الوقت أغلى ما يملكه اإلنسان‪ ،‬ذلك أنه في غياب الوقت لن يكون اإلنسان قادرا على‬
‫أداء أي عمل أو نشاط على اإلطالق‪ ،‬فالوقت وإن كان موردا محدودا جدا فإن من شأن استثماره‬
‫بالشكل الصحيح أن يؤدي إلى زيادة قيمته وبالتالي اإلنتفاع به بشكل كبير جدا‪ ،‬ويمكننا الحديث‬
‫في هذا المطلب عن مفهوم الوقت أهميته وخصائصه (الفرع األول)‪ ،‬وكذلك خصائص الوقت (‬
‫الفرع الثاني )‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم وأهمية الوقت‬


‫أوال ‪ :‬مفهوم الوقت‬

‫يمكن إستنتاج مفهوم شامل للوقت بأنه االستخدام واالستثمار الجيد والهادف للوقت المحدد‬
‫والمسموح به لتحقيق غاية ما‪ ،‬فمفهوم الوقت من الصعب تقديم تعريف دقيق ومحدد له‪ ،‬حيث‬
‫أجمع على هذه الحقيقة العديد من المهتمين والباحثين في موضوعه وإدارته‪ ،‬ويعتبر الوقت من‬
‫أغلى الموارد والذي يجب استغالله بكفاءة‪ ،‬فهو مورد مهم البد من استغالله في الحاضر‪،‬‬
‫والتخطيط لالستفادة منه بشكل فعال في المستقبل‪.‬‬

‫إن فكرة الوقت شغلت معظم العلماء والفالسفة منذ أقدم العصور‪ ،‬فقبل الميالد وصف‬
‫"أرسطو" الوقت بأنه تعداد الحركة‪ ،‬وفي القرون الوسطى جاء "إسحاق نيوتن" ‪،1727-1642‬‬
‫وعرف الوقت بأنه شيء مطلق يتدفق دائما بالتتابع واالتساق نفسه‪ ،‬وبصرف النظر عن أية‬
‫عوامل خارجية‪ ،‬في العصور الحديثة رأى "كانط" ‪ 1802-1724‬أن الوقت ليس شيئا موضوعيا‬
‫قائما بذاته‪ ،‬وأن الوقت يعود في األساس ألداء العقل‪.5‬‬

‫فالوقت كان وال يزال وسيبقى العامل األهم في حياة اإلنسان‪ ،‬وقد أدرك اإلنسان ذلك على‬
‫مر العصور واألزمان وليس أدل على ذلك من انجازاته العظيمة التي حققها‪ ،‬فقد استغل وقته في‬
‫البناء والعمران والبحث واالستقصاء فعمر األرض وتطاول في البنيان‪.‬‬

‫ومنه نستخلص أن الوقت عنصر غالي القيمة‪ ،‬ورغم أنه متاح ومتوفر للجميع‪ ،‬فإنه غير قابل‬
‫للعودة من جديد‪ ،‬فعندما يذهب الوقت فإنه يمضي إلى غير عودة ويذهب إلى غير رجعة‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك فإننا نعامله بأنه ال قيمة له‪.‬‬

‫‪ - 5‬بن شويحة بشير‪،‬مذكرة ادارة الوقت لدى مديري االدارة الوسطى في المؤسسات االقتصادية الجزائرية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬الموسم الجامعي‬
‫‪ ،2012-2013‬ص ‪.21‬‬

‫‪6‬‬
‫حيث استعرض خمسة مفاهيم مختلفة للوقت‪ ،‬وهي على النحو األتي‪: 6‬‬

‫‪ -1‬الوقت المادي والميكانيكي ‪ :‬وهو قياس حركة جسم مادي بالنسبة لجسم مادي أخر كفترة‬
‫دوران األرض حول الشمس ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقت البيولوجي ‪ :‬وهو قياس تطور الظواهر البيولوجية ونموها‪ ،‬كما يقيس مدى النضج‬
‫الجسدي لألجسام الحية‪ ،‬وقياس معدل نمو الجسم بيولوجيا‪.‬‬
‫‪ -3‬الوقت النفسي ‪ :‬وهو شعور داخلي يعتمد على طبيعة الظرف أو الحدث الذي يعيشه الفرد‬
‫وحالته النفسية‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقت االجتماعي ‪ :‬يعتمد األحداث االجتماعية والتاريخية الهامة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الوقت الميتافيزيقي ‪ :‬أو عالم ما وراء الطبيعة وال نعلم عنه سوى ما ورد في الكتب‬
‫السماوية عن يوم الحساب والخلود واألزل وغيرها‬

‫وقد اكتسب الوقت أهميته بالنسبة لإلنسان لكونه يمثل بعدا ديناميكيا متحركا هاما في حياته ال‬
‫يمكنه السيطرة عليه‪ ،‬وألنه الوعاء الذي يحتضن كل التفاعالت والنتاجات اإلنسانية‪ ،‬وألنه الحياة‬
‫بحد ذاتها‪ ،‬وحيث أن الحياة هي مقدار الوقت الذي يعيشه اإلنسان منذ والدته حتى وفاته‪ ،‬لذلك فإن‬
‫العديد من المختصين يعتبرون الوقت أهم عنصر من عناصر الحياة‪ ،‬وأهم الموارد المتاحة‬
‫لإلنسان في الحياة‪ ،‬نظرا لتمتعه بسمات فريدة ومتميزة‪.‬‬

‫ولما للوقت من أهمية بالنسبة لإلنسان فقد تفاوتت الحضارات القديمة والديانات السماوية‬
‫المختلفة في اهتمامها به‪ ،‬ولكن اإلسالم سجل سبقا على غيره من الديانات في اهتمامه به‪ ،‬وكان‬
‫متميزا‪ ،‬فقد عني به عناية بالغة‪ ،‬وخصه بمكانة رفيعة‪ ،‬ومساحة كبيرة‪ ،‬ودعا اإلنسان والمجتمع‬
‫المسلم الحترامه‪ ،‬وحثهما الستغالل كل جزء من أجزائه في تنفيذ األعمال الصالحة الهادفة‬
‫والمثمرة التي تعود عليهم بالخير‪ ،‬والنفع في الحياة الدنيا واآلخرة‪ ،‬وحذرهم من إهداره وإضاعته‪،‬‬
‫ويتجسد ذلك بشكل جلي وواضح في العديد من الشواهد التي تضمنها القرآن الكريم والسيرة‬
‫النبوية والتراث السلفي اإلسالمي‪.7‬‬

‫لقد غيرت المجتمعات نظرتها تجاه موضوع الوقت وإدارته في العقود الخمسة األخيرة من‬
‫القرن المنصرم لكونه أصبح المعيار والمؤشر الدولي المعتمد للحكم على مدى نجاح أو فشل‬

‫‪ - 6‬سمير البعلبكي‪،‬إدارة الوقت وتخفيف التوتر‪،‬دار األصدقاء بيروت لبنان‪ ،‬طبعة ‪،1998‬ص‪.15‬‬
‫‪- 7‬ياسـر أحمـد فـرح " إدارة الوقـت ومواجهـة ضـغوط العمـل " دار الحامـد للنشر والتوزيع عمان‪،2007 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪7‬‬
‫الدول والمؤسسات المختلفة في تحقيق أهدافها وخططها وبرامجها المنشودة‪ ،‬حيث أن الدول‬
‫والمجتمعات والمؤسسات المتقدمة موضوع الوقت وإدارته كأحد المواضيع االستراتيجية الهامة‬
‫وتضعه في مقدمة أولوياتها من أجل زيادة مستوى تقدمها‪ ،‬وذلك بسبب ارتباطه بمختلف العلوم‪،‬‬
‫وتداخله في كل عملياتها وتغلغله إلى جميع أجزاء مراحله المختلفة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية الوقت‬

‫استمد الوقت أهميته من سماته وصفاته المتميزة والفريدة غير المتوفرة في الموارد األخرى‪،‬‬
‫فبات المورد األهم واألنفس واألندر من بين العناصر األخرى المتاحة في حياة الفرد والمجتمع‪،‬‬
‫وكدا كونه موردا محددا متوفرا لجميع الناس بالتساوي‪ ،‬فال أحد يستطيع زيادته أو السيطرة عليه‪.‬‬

‫وتنبع أهميته من كونه وعاء لكل عمل‪ ،‬والمقياس بالنسبة له‪ ،‬ويحتضن تفاعالت اإلنسان‬
‫اإلنسانية ونتاجاته المختلفة‪ ،‬ومن كونه يمثل بعدا ديناميكيا من أبعاد حياته‪ .8‬كما تتجسد أهميته من‬
‫كونه يشكل المعيار الذي يعتمد على مدى نجاح الفرد أو فشله في الحياة ‪ ،‬ويتحقق هذا األمر‬
‫بالتخطيط الدقيق والمقرون بالهدوء‪ ،‬إذ إن الشخص المتوتر يحتاج إلى ضعف الوقت الذي يحتاجه‬
‫الشخص الهادئ والمنظم في إنجاز العمل الموكل إليه‪ ،‬واالستغالل الصحيح للوقت له أهمية على‬
‫حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬إذ يُعد عدم التنظيم في حياة اإلنسان سببا ً رئيسا ً لهدر الوقت‪ ،‬وبالتنظيم الجيد‬
‫للوقت يزيد إنجاز الفرد ألعماله في وق ٍ‬
‫ت أقل‪ ،‬ويكون ذلك بكتابة األعمال المهمة ثم بتحديد‬
‫األولويات وتوزيعها على ساعات اليوم‪ ،‬وتحديد أوقات العمل‪ ،‬وأوقات الراحة‪.9‬‬

‫يقول سنيكا‪( :‬نحن جميعا ً نشكو من قصر الوقت‪ ،‬ومع ذلك فإن لدينا منه أكثر مما نعرف ماذا‬
‫نفعل به‪ ،‬فنحن دوما ً نشكو من أن األيام قليلة‪ ،‬ونتصرف كما لو أنها بال نهاية)‪ .‬لذلك يحتاج‬
‫اإلنسان إلى التفكير بشك ٍل واعٍ في كيفية استخدام الوقت‪ ،‬واستغالل المهارات التي تغير نمط حياته‬
‫ضمن دائرة الوقت المتاح‪ ،‬وهذا كله سينعكس عليه نجاحا ً وتفوقا ً‪.10‬‬

‫ويمكن تخليص أهمية الوقت في النقط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬يساعد الوقت على تحسين القدرات الشخصية لإلنسان في حالة استغله بشكل جيد‬
‫عن طريق البحث عن المعرفة والعلوم النافعة التي تساعده على تحسين حياته‪.‬‬
‫‪ - 8‬علي بن نايف الشحود‪ ،‬الوقت وأهميته في حياة المسلم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪ ،2007‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 9‬إبراهيم الفقي‪ ،‬إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة االبداع القاهرة ‪،‬الجزء ‪ ،1‬السنة ‪ ،2009‬ص‪.52 – 50‬‬
‫‪ - 10‬ليستر آر بيتل ‪ ،‬إدارة الوقت ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪،‬السنة ‪ ،1999‬ص ‪.36‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬يساعد الوقت على تحسين العالقات والروابط بين البشر بشكل عام والعائلة‬
‫واألقارب بشكل خاص مما ينعكس على نفسية اإلنسان‪ ،‬وراحته‪ ،‬واستقراره‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد استثمار الوقت على تحقيق النجاح واألمنايت في حياة عن طريق العمل‬
‫الدؤوب في كل دقيقة تمر من اليوم بدال من إضاعته على أشياء تافهة التقدم أية‬
‫فائدة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن لإلنسان أن يستثمر وقته جيدا ليتقرب أكثر من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ويستمتع‬
‫بأداء العبادات اليومية‪ ،‬والقيام باألعمال التطوعية التي تعود بالخير على األوطان‪.‬‬
‫‪ ‬يستطيع اإلنسان أن يستثمر وقته للترفيه عن نفسه كأن يقوم بالرحالت السياحية‪،‬‬
‫والسفر والتنقل بين البلدان ليتعرف على خلق هللا ونعمه‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد الوقت في الحفاظ على صحة اإلنسان الذي يعمل على استثمار وقته المثمر‬
‫للممارسة الرياضية التي تحافظ على سالمته الصحية وتقيه من األمراض‬
‫الخطيرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الوقت‬


‫للوقت خصائص يتميز بها‪ ،‬يجب علينا أن ندركها حق إدراكها‪ ،‬وأن نتعامل معه بحرص وبحسن‬
‫تدبير سواء كان زمن مسرة وفرح‪ ،‬أم كان زمن اكتئاب وترح‪ ،‬وإن كانت أيام السرور تمر‬
‫أسرع‪ ،‬وأيام الهموم تسير ببطء وتثاقل‪ ،‬فإنه إذا مضى ال يمكن عودته إلى يوم القيامة‪.11‬‬

‫وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل وكل نتاج‪ ،‬فهو في الواقع رأس المال الحقيقي‬
‫لإلنسان فردا ومجتمعا‪ ،‬إن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل الشائع‪ ،‬بل هو أغلى في‬
‫حقيقة األمر من الذهب واللؤلؤ والماس‪ ،‬ومن كل جوهر نفيس وحجر كريم‪.‬‬

‫فالوقت يتدفق على الجميع طبقا لمبدأ المساواة فاليوم هو (‪ 24‬ساعة) والساعة هي (‪60‬دقيقة)‪،‬‬
‫سواء للذي يعمل أو الذي ينام‪ ،‬أو الذي يكسل‪ ،‬وسواء امتلك الفرد خطة للوقت ونظم شؤونه‬
‫وأعماله في ضوئها‪ ،‬و ذاك الذي يمر عليه الوقت مر السحاب دون أن يستفيد منه‪ .‬وثمة من يصيد‬
‫الوقت فيسيطر عليه سيطرة تامة وثمة من يصيده الوقت فيطرحه أرضا ً دون أن يجني شيئا ً‪.‬‬

‫‪ - 11‬عبد الملك بن قاسم‪ ،‬الوقت أنفاس ال تعود‪ ،‬المكتبة الشاملة الحديثة‪،‬دار قاسم‪ ،‬السنة ‪ ،2011‬ص ‪.54‬‬

‫‪9‬‬
‫والوقت يمضي بسرعة‪ ،‬في حده األدنى مؤلف من ثواني ودقائق وحينما تقرأ هذه المالحظة الحظ‬
‫منذ متى بدأت بقراءة هذه المالحظة فقد تكون بعض دقائق التي تؤلف جزءا من الساعة قد مضت‬
‫منذ بدئك بالقراءة‪ ،‬والحظ أمرين‪ /‬األول ‪ :‬مرور أو انقضاء الوقت بسرعة بحيث أصبح هذا‬
‫الوقت جزءا من الماضي‪ ،‬والثاني ‪ :‬أنك استخدمت الوقت في شأن نافع ( القراءة المنتجة )‪.12‬‬

‫تعددت خصائص الوقت ويمكن بلورتها على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬ال شيء أطول من الوقت ألنه مقياس الخلود‪ ،‬وال أقصر منه ألنه ليس كافيا لتحقيق جميع‬
‫ما يريده المرء‪ ،‬وال شيء أطول منه لمن ينتظره‪ ،‬وال أسرع منه لمن هو في سرور‬
‫ومتعة‪ ،‬وال شيء أعظم منه ألنه يمتد بال نهاية‪ ،‬وال أصغر منه ألنه قابل للقسمة من غير‬
‫حدود وال شيئ يمكن عمله بدون الوقت‪ ،‬والكثير من الناس يتجاهلونه ولكن جميعهم‬
‫يأسفون على ضياعه ؛‬
‫‪ ‬الوقت ال يحترم أحد‪ ،‬فال يمكن ألحد " كائنا من كان " تغييره أو تحويله‪ ،‬بغض النظر عما‬
‫يريد تحقيقه‪ ،‬ألنه يسير بنفس السرعة والوتيرة‪ ،‬سواء أكان زمن مسرة وفرح أم زمن‬
‫اكتئاب وترح‪ ،‬وإن كان يبدو غير ذلك فهذا في الشعور ال في الحقيقة‪13‬؛‬
‫‪ ‬الوقت سريع االنقضاء فهو يمر مرور السحاب‪ ،‬ويجري جريان الرياح‪ ،‬واستعادته محض‬
‫ثمن؛‬
‫‪ ‬الوقت مورد ناذر ال يمكن تجميعه‪ ،‬فهو أنفس ما يملكه اإلنسان؛‬
‫‪ ‬الوقت يختلف عن الموارد األخرى الرئيسية‪ ،‬كالقوى العاملة واألموال واألجهزة‬
‫والمعدات ألنه ‪:‬‬
‫‪ ‬ال يمكن تخزينه‬
‫‪ ‬ال يمكن إحالله‬
‫‪ ‬يتخلل كل جزء من أجزاء العملية اإلدارية‬
‫‪ ‬ال يمكن شراؤه أو بيعه أو تأجيره أو سرقته أو استعارته أو توفيره أو تصنيعه أو‬
‫تغييره‪ ،‬وكل ما يمكن أن يفعله المرء هو أن يقضيه " سواء اختار ذلك أم ال "‪.14‬‬

‫‪- 12‬بدر األن صاري‪ ،‬موجز عن خصائص الوقت‪ ،‬الصفحة الرسمية‪،badr-alanssari :‬تاريخ النشر ‪24‬أكتوبر ‪،2011‬تاريخ االضطالع‬
‫‪.2019/11/08‬‬
‫‪ - 13‬نادر أحمد أبو شيخة‪ ،‬مدخل إلى إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬السنة ‪ ،2009‬ص ‪.26‬‬

‫‪10‬‬
‫كما أنه مورد محدد يملكنه جميع الناس بالتساوي وال يستطيع أحد زيادته‪ ،‬فكل إنسان يملك ‪24‬‬
‫ساعة في اليوم‪ ،‬فهو سريع االنقضاء يمر مر السحاب‪ ،‬ومثلما تذهب الساعة األولى من اليوم‬
‫يذهب اليوم كله‪ ،‬وما مضى منه ال يعود مرة أخرى فكل يوم يمضي وكل ساعة تنقضي ليس في‬
‫اإلمكان استعادتها أو إدخارها الستخدامها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور ادارة الوقت في النجاعة و الفعالية ‪.‬‬


‫ادارة الوقت اصبحت تعتبر إحدى الركائز األساسية إلدارة المؤسسات الرائدة اليوم ‪ ,‬و الوقت أحد‬
‫أهم الموارد يمكن ادارته بمعنى أنه تخطيط و تنظيم و توجيه ورقابه ‪ ,‬بحيث أصبح أحد موارد‬
‫المؤسسات الحديثة بل أهمها على االطالق ‪ ,‬لذلك أصبح من اللزوم عليها ان تخصص مكانا له‬
‫في استراتيجيتها المستقبلية ‪ ,‬حيث أصبح الوقت بمثابة امتالك سالح جوهري يمكن المؤسسة من‬
‫النمو و البقاء و االستقرار ‪ ,‬فإدارة الوقت عبارة عن أسلوب اداري يلجأ إليه المديرون في مختلف‬
‫المستويات اإلدارية لالستثمار الوقت المتاح في المنظمة أحسن استغالل في انجاز المهام المناطة‬
‫بهم ‪ ,‬ويتمثل هذا األسلوب اإلداري في تخطيط و تنظيم الوقت لهدف تحديد السبل العقلية بالقضاء‬
‫على العوامل و الظروف والمواقف التي تسبب ضياع الوقت أو الحد منها بقدر المستطاع ‪,‬‬
‫والمقصود باألسلوب اإلداري مجموعة المعارف و السلوكيات و المراحل التي تشكل في مجملها‬
‫عملية ادارية متكاملة يلجأ المديرون في مختلف المستويات اإلدارية إليها كاستثمار و استغالل‬
‫الوقت المتاح لهم وتحديد مصادر ضياع الوقت وأسبابه وإيجاد الوسائل التي تتكفل بالقضاء على‬
‫تلك العوامل المضيعة للوقت‪.‬‬
‫و لتحقيق النجاعة و الفعالية سنعالج هذا المطلب في فرعين متخصصين ولهما استراتيجية التدبير‬
‫الناجح للوقت و ثانيهما المبادئ وأهداف إدارة الوقت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية التدبير الناجح للوقت ‪.‬‬


‫لكي يحدث أي تقدم يجب أن يكون هناك عمل جاد و تخطيط ‪ ,‬خاصة عندما تكون منشغال‬
‫بتصحيح أوضاعك و القيام باألنشطة الروتينية فإن دلك يقلل من الوقت و الجهد للقيام بالتخطيط‬
‫قصير المدى ‪,‬وطويل المدى في البيئة التنافسية يصبح النجاح مستحيال دون تحديد اهدافك ورسم‬
‫خططك للوصول غلى تلك األهداف التي رسمتها لنفسك ‪ ,‬ولتحسين مستوى ادارة الوقت لدى‬
‫مديري المؤسسات الصغيرة أشار تيمب‪ 15‬إلى أن عليهم استخدام عدد من استراتيجيات إدارة‬
‫الوقت الفعالة ومن أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 14‬قاسم نايف علوان‪ ،‬نجوى رمضان‪ ،‬إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.33‬‬
‫‪ - 15‬محمود محمد يحيى عدارية‪ ,‬ادارة الوقت لدى مديري و مديرات مدارس وكالة الغوت األساسية في الضفة الغربية‪ .‬رسالة ماجيستير في‬
‫االدارة التربوية‪ ,‬كلية الدراسات العليا جامعة بيرزيت فلسطين‪ ,‬سنة ‪ 2006‬ص ‪.26‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬تحديد األهداف‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتيب المهام حسب األولويات‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم النفس‪.‬‬
‫‪ -4‬التوقف عن تأجيل المهام‪.‬‬
‫‪ -5‬تقسيم الوقت‪.‬‬
‫‪ -6‬التخطيط اليومي‪.‬‬
‫واستخلص حمامي حقيقة عدم اختالف وسائل وظائف ادارة الوقت عن وسائل ادارة انتاج و‬
‫انتاج الموارد األخرى ‪ ,‬إذ تتطلب تخطيط وتنظيم و متابعة لطريقة استثمار الوقت المتاح ويتضح‬
‫من خالل قوله "ألن أهمية ادارة الوقت تبرز من طريقة ادارتنا للوقت وتؤثر بشكل مباشر في‬
‫ادارتنا لبقية عناصر االنتاج "‪.‬‬
‫كم نصح المديرين بإتباع عدد من الخطوات أثناء إدارتهم لوقتهم و هي مجدولة أدناه على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد كيفية استخدام الوقت عن طريق استخدام تقنيات تسجل الوقت الحديثة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد الوقت المخصص لتحديد المشكلة وأسبابها و الحلول المقترحة لها‪.‬‬
‫‪ -3‬إجراء عملية التقسيم المستمر لإلمكانيات و االحتياجات ‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع األهداف وتحديد األولويات لهذه األهداف‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع خطط عملية لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -6‬تنفيذ الخطط من خالل وضعها على برنامج العمل اليومي ‪.‬‬
‫‪ -7‬تطوير خطط ادارة الوقت المستخدمة و تحديثها ‪.‬‬
‫‪ -8‬المتابعة و التحليل الدوري للنتائج وإعادة التخطيط ‪.‬‬
‫ونقال عن وثيقة مركز التمييز للمؤسسات غير الحكومية ‪ ,‬قدم الصعيد‬

‫خطوات عملية إلدارة الوقت الناجحة ‪ ,‬وهي مجسدة بشكل واضح و جلي في المخطط المفاهيمي‬
‫المفصل أدناه ورتبها على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مراجعة األهداف‪.‬‬
‫‪ -2‬االحتفاظ بخطة زمنية‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع قائمة انجازات يومية‪.‬‬
‫‪ -4‬سد منافذ هروب الوقت‪.‬‬
‫‪ -5‬استغالل األوقات الهامشية‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم االستسالم لألمور العاجلة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫راجع اهدافك‬
‫و خططك‬

‫احتفظ بخطط‬ ‫ال تستلم‬


‫زمنية‬ ‫لألمورالعاجلة‬

‫اإلدارة‬
‫الناجحة‬
‫للوقت‬
‫ضع قائمة‬ ‫استغل‬
‫انجازات‬ ‫األوقات‬
‫يومية‬ ‫الهامشية‬

‫سد منافذ‬
‫الهروب‬

‫ما يعتبر سدود ادارة الوقت من أهم المظاهر السلوكية التي إلى ضغوط العمل حيث ال يستطيع‬
‫الفرد تنظيم وقته حتى في غياب أعباء العمل بسبب من اسباب الضغوط ‪ ,‬وقد يتضمن عنصر‬
‫الوقت وإدارته عدم قدرة الموظف سواء كان رئيسا أو مرؤوسا على االلتزام و الوفاء في الوقت‬
‫المتاح له أو بسبب عدم قدرته على تنظيمه أو بسبب عدم وجود الوقت الكافي أو هذا وذاك لذا فإن‬
‫سوء ادارة الوقت قد ال يرتبط بالضرورة بزيادة أو نقصان المهام الموكلة له وإنما تعود اصال إلى‬
‫الشخص ذاته لعدم قدرته على تنظيم الوقت ‪.16‬‬
‫إن ادارة الوقت مسألة شخصية و بالتالي طريقة قضاء المرء لوقته في العمل إنما ه تعبير صادق‬
‫عن شخصية الفرد وأسلوب تعامله و طريقة معالجته لألعمال التي توكل إليه ‪ ,‬ولذا يجب أن نعمل‬
‫في الوقت المتاح لنا وال نضيع أية دقيقة منه وبالتالي نستطيع أن نقوم بالعمل على الوجه األكمل‪.‬‬

‫إن األسئلة التالية تعتبر أكثر األساليب مضيعة للوقت في حياة الموظف و التي تم تصنيفها إلى‬
‫ثالث فئات هي ‪ :17‬أنت و مهامك ‪ ,‬أنت وذاتك ‪ ,‬أنت و اآلخرين‪.‬‬

‫‪ _ 16‬إبراهيم الفقي‪ ،‬إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة االبداع القاهرة ‪،‬الجزء ‪ ،1‬السنة ‪،2009‬ص‪.23‬‬
‫‪ _ 17‬قاسم نايف علوان‪ ،‬نجوى رمضان‪ ،‬إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.32‬‬

‫‪13‬‬
‫راجع اهدافك‬
‫و خططك‬

‫احتفظ بخطط‬ ‫ال تستلم لألمور‬


‫زمنية‬ ‫العاجلة‬

‫اإلدارة‬
‫الناجحة‬
‫للوقت‬
‫ضع قائمة‬ ‫ر استغل األوقات‬
‫انجازات يومية‬ ‫الهامشية‬

‫سد منافذ‬
‫الهروب‬

‫‪14‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ و أهداف إدارة الوقت‬

‫هناك عدة مبادئ إلدارة الوقت تم تطويرها نتيجة مراجعة بعض الكتابات والمقاالت في‬
‫مجال إدارة الوقت ‪,‬أهمها ما يلي‪:‬‬

‫المبادئ المتعلقة بالتخطيط‪:‬‬

‫التخطيط هو إختيار من بين البدائل المتاحة‪ .‬وتخطيط إستخدام وقت الفرد يتضمن أن يعرف‬
‫كيف يستخدم حالياً‪ ،‬ثم يقرر كيف يجب إستخدامه‪ ،‬ويحدد إستخدامه المناسب بالطريقة التي‬
‫يرغبها‪ ،‬لكن كيف يستخدم الوقت حاليا؟‬

‫إن معظم الناس ال يعرفون ما الذي يشغل وقتهم‪ ،‬واقترح بعض المفكرين طريقتين لمعرفة‬
‫أين يذهب وقتهم‪ :‬إحتفظ بمذكرة مواعيد أو أطلب من شخص آخر أن يالحظ الوقت ويدون‬
‫نشاطات العمل‪.‬‬

‫‪1-‬مبدأ تحليل الوقت‪:‬‬

‫تحليل الوقت من متطلبات إدارة الوقت‪ .‬فمن الضروري كأساس لهذا التحليل اإلحتفاظ‬
‫بجدول يومي للنشاطات لتسجيلها عبر فترات من ‪ 15‬إلى ‪ 30‬دقيقة ولمدة أسبوعين متتاليين‪. 18‬‬

‫إذا لم يفهم الشخص كي ف يصرف وقته عادة فلن يتمكن من اإلختيار من بين الطرق البديلة‬
‫إلستخدامه‪ ,‬ينبغي عليه أوالً أن يحدد كيف يصرف وقته حاليا وذلك بإستخدام اإلجراء الشائع‬
‫والمقبول وهو تحليل إستخدام الفرد للوقت بواسطة البيانات التي تجمع عبر فترة من الوقت‪ .‬إن‬
‫أساس تحليل الوقت يتخذ عادة شكل جدول يكتب فيه الفرد نشاطاته اليومية وتسجل مع أوقاتها‪,‬‬
‫ينبغي تقسيم وقت الفرد اليومي إلى فترات كل فترة ‪ 15‬دقيقة حتى تستوعب كل الوقت المستخدم‪,‬‬
‫بعد تسجيل كاف يجعل الشخص قادرا على معرفة إن كان هناك أي اتجاه أو نمط في نشاطاته‬
‫اليومية‪ ،‬يمكن القيام بعملية التحليل‪ ,‬عند القيام بالتحليل يجد الفرد أن وقتا ً كبيرا ً قد ضاع منه أو لم‬
‫يحسب حسابه أصالً بسبب التأجيل أو المقاطعات أو عدم وجود خطة أو أي سبب آخر‪.‬‬

‫‪2-‬مبدأ التخطـيط اليومي‪:‬‬

‫من الضروري القيام بالتخطيط اليومي بعد إنتهاء عمل اليوم أو قبل إبتداء العمل في اليوم‬
‫التالي‪ ،‬بحيث يتالءم مع األهداف القصيرة األجل ومع المهمات‪ ،‬وذلك من أجل اإلستفادة الفعالة‬
‫من الوقت الشخصي‪ .‬إن التخطيط غير المالئم هو السبب األساسي لإلدارة السيئة للوقت‪.‬‬
‫فالتخطيط الفعال سيقضي على مشكلة تضييع الوقت‪ ،‬والتوصيات إلعداد الخطط تأخذ أشكاال ً‬
‫مختلفة‪ .‬فمعظم الكتاب يتفقون على أن الخطط ينبغي أن تعد يوميا‪ ،‬وان تتألف من قائمة من‬
‫األعمال وجدول زمني إلنجازها‪ ،‬ويبدو أن عند تحديد الخطة اليومية يجب ترتيب األولويات للقيام‬
‫بالعمل المقرر‪ .‬وعليه حدد األولويات واتبع قراراتك التي إتخذتها في ذلك‪.‬‬

‫‪ 18‬احمد كري‪ ،‬مبادئ إداراة الوقت‪ ،‬كلية التجارة جامعة االزهر‪ ،‬بوبات أونالين شبكات المعرفة المجتمعية ‪ ،‬نشر ‪ 27‬دجنبر ‪ 2014‬تاريخ‬
‫االطالع ‪07-11-2019‬‬

‫‪15‬‬
‫‪3-‬مبدأ تخصيص الوقت حسب األولوية‪:‬‬

‫يجب تخصيص الوقت المتوافر في يوم العمل إلنجاز تلك األعمال التي تعتبر ذات أولوية‬
‫عالية‪.‬‬

‫ونقوم بذلك بعد أن نكتب األعمال المطلوب القيام بها في الخطة اليومية‪ ،‬وذلك حسب‬
‫أولوياتها وتخصيص الوقت المتاح إلنجازها‪.‬‬

‫إن طريقة تحديد األولويات قد درست بشمول بواسطة المفكرين الذين إقترحوا تصنيف‬
‫مهمات العمل بثالث طرق تساعد في الوصول إلى تحديد األولويات‪ ,‬تعتمد طريقته على ظاهرة‬
‫إن األشياء التي نعتبرها ملحة ليست دائما مهمة‪.‬‬

‫واألشياء المهمة ليست دائما ملحة‪ .‬وقد أوصى بان تصنف األعمال حسب إلحاحها‬
‫وضرورتها وذلك باستخدام مقياس يتدرج من" ملح جدا "ألي" غير ملح "ومن ثم يعاد تصنيفها‬
‫حسب أهميتها على مقياس يتدرج من" مهم جدا "إلى" مهم ‪".‬أما التصنيف الثالث فقد أوصى‬
‫بتحديد األعمال التي يمكن تفويضها للغير وتلك التي ال يمكن تفويضها‪ .‬من الواضح إذن إن أكثر‬
‫األعمال أولوية هي تلك التي ال يمكن تفويضها وملحة وفي نفس الوقت على درجة عالية من‬
‫األهمية‪.‬‬

‫‪4-‬مبدأ المرونة‪:‬‬

‫يجب أن تكون المرونة من األمور الرئيسية التي تؤخذ في اإلعتبار عند إختيار الخطط فيما‬
‫يتعلق بإستخدام الوقت الشخصي‪ ،‬أي أنه يجب إال يتم اإلفراط أو التقليل من الوقت المطلوب‪.‬‬

‫وعند إعداد الخطة اليومية ينبغي أن يدرك الفرد حدود مقدار الوقت في يوم العمل الذي‬
‫يمكن أن تجدول فيه المهام‪ .‬فالفرد الذي يخطط لملء كل دقيقة من يوم العمل سيجد أن عدم‬
‫المرونة في الجدول ال يمكن أن يجعله قادرا على إتباعه‪.‬‬

‫ينبغي أن ندرك أن ‪ %50‬من يوم العمل يمكن جدولته بأعمال مختارة لإلنجاز في خالل‬
‫نصف اليوم‪ ،‬وفي نفس الوقت المخصص لها‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال ‪:‬إذا كانت هناك مهام مجدولة في خالل فترة ركود أو هدوء من اليوم‬
‫وتأخذ وقتا اقل من نصف اليوم فإن الذي يحدث هو إننا نمدد العمل ونتراخى حتى نمأل نصف‬
‫اليوم المتاح لنا‪ ،‬هذا هو ما يؤدي بنا إلى إكتساب عادات سيئة في إدارة الوقت‪.‬‬

‫ينبغي الحفاظ على نفس اإلنضباط الحازم بالنسبة إلستخدام الوقت عندما توجد فترات ركود‬
‫أو هدوء في سير العمل‪ ,‬هذه اإلجراءات الوقائية ينبغي على المخطط تنفيذها حتى يمنع التجاوز‬
‫في تمديد العمل واإلبطاء فيه لملء الوقت المتاح‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المبادئ المتعلقة بالتنظيم‪:‬‬

‫تهتم وظيفة التنظيم بكيفية تنظيم الفرد لوقته وبيئته حتى يصبح أكثر فعالية في إستخدام‬
‫وقته؛ أهم هذه المباديء ما يلي‪:‬‬

‫‪1-‬مبدأ التفويض‪:‬‬

‫إن تفويض كل األعمال الممكنة بما يتناسب مع حدود عمل الفرد أمر ضروري لتوفير‬
‫الوقت المطلوب للقيام بالمهام اإلدارية‪ ,‬تبدأ عملية تحديد أولويات األعمال وترتيبها في الخطة‬
‫اليومية بأن يتم أوال ً تحديد أي من هذه األعمال يمكن تفويضها ‪ .‬كل األعمال التي يمكن تفويضها‬
‫ينبغي أن تعطي الفرد وقتا ً حرا ً يستطيع في خالله أن يقوم بأعمال أخرى ال يمكن لغيره القيام بها‪,‬‬
‫ولكي يتم تحديد األعمال التي يمكن تفويضها ينبغي على الفرد أن يتبع مبادئ التفويض المعروفة‬
‫والراسخة‪.19‬‬

‫‪2-‬مبدأ تقسيم النشاط ( العمل)‪:‬‬

‫كل األعمال المتشابهة بطبيعتها والتي تتطلب بيئة وموارد مماثلة إلنجازها ينبغي أن تجمع‬
‫معا في أقسام من خطة العمل اليومية‪.‬‬

‫‪ 3-‬مبدأ التحكم في المعوقات‪:‬‬

‫من الضروري جدا إلدارة الوقت أن يكون هناك نوع من التحكم في النشاطات وترتيبها‬
‫بحيث تقل عدد ومدة المقاطعات غير الضرورية‪.‬‬

‫‪ 4 -‬مبدأ اإلقـالل من األعمال الروتينية‪:‬‬

‫إن األعمال اليومية ذات الطبيعة الروتينية والتي تشكل قيمة بسيطة لتحقيق األهداف العامة‬
‫ينبغي اإلقالل منها كثيرا ً‪ .‬لن يستطيع أي فرد أن يخلص نفسه من األعمال الروتينية تماما‪ ،‬لكن‬
‫ينبغي اإلقالل منها‪ ,‬تعرف األعمال الروتينية بأنها إجراءات صغيرة كثيرة الحدوث في المنظمة‪،‬‬
‫ويقدر الوقت الذي يمضيه األفراد في األعمال الروتينية بين ‪ %30‬و ‪ %65‬من الوقت المتاح‬
‫أمامهم‪.‬‬

‫المبادئ المتعلقة بالرقابة‪:‬‬

‫بعد تخطيط وتنظيم العمل بما يتفق والمبادئ ذات العالقة يبقى فقط تنفيذ الخطة والمتابعة‬
‫اليومية‪.‬‬

‫إن فكرة الرقابة من خالل الخطط والجداول أساس لإلدارة السليمة ولزيادة الفاعلية لكي‬
‫يحقق الهدف كما خطط له‪ ,‬حيث يقارن اإلنفاق الحقيقي للمورد بالخطة وبالجدول‪ ,‬حيث يسمح له‬
‫التباين بأن يصنع قرارات تتعلق بالخطة وبالجدول وباألداء‪ ،‬ويسمح له بتعديل هذه األشياء الثالثة‬
‫لتتالءم مع الهدف ومع الظروف التي يواجهها‪.‬‬
‫‪ 19‬محمود محمد يحيى عداربة ‪ ،‬إدارة الوقت لدى مديري مديرات المدارس‪ ،‬رسالة ماجستير بيرزيت فلسطين ‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص ‪44‬‬

‫‪17‬‬
‫مما يتطلب األمر إستخدام المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪1-‬مبدأ تنفيذ الخطة اليومية والمتابعة اليومية ضروريان إلدارة الوقت‪.‬‬

‫إن تنفيذ الخطة أمر ضروري لوظيفة الرقابة‪ ،‬إذ ال يمكن إنجاز هذه الوظيفة إال إذا هناك‬
‫خطة أو معيار تتم مقارنة النتائج المتوقعة به‪ .‬فمتابعة تعديل الخطة والجدول واألداء بما يتالءم‬
‫مع األهداف والظروف المحيطة هي الرقابة بذاتها‪.‬‬

‫‪2-‬مبدأ إعادة التحليل‪.‬‬

‫ينبغي إعادة تحليل إستخدام الوقت على األقل مرة كل ستة أشهر‪ ,‬حتى ال يتم العودة للعادات‬
‫السيئة في إدارة الوقت‪ ,‬فقد وجد أن صعوبات تنفيذ الخطة اليومية تجعل معظم الناس يعودون‬
‫لممارساتهم القديمة‪ ,‬ولتفادي هذا ينبغي تكرار تحليل إستخدام الوقت من وقت آلخر‪. 20‬‬

‫ضرورة وجود أهداف الستثمار الوقت‬

‫الهدف كمفهوم هو شيء يجب إنجازه‪ ،‬أو نقطة يجب الوصول إليها‪ ،‬أو غاية نريد الوصول‬
‫إليها أو تحقيقها‪ .‬وتحديد األهداف ما هو متوقع إنجازه على مستوى االفراد والمنظمات‪.‬‬
‫األهداف بالنسبة للوقت جزءا رئيسيا في الحياة‪ ،‬فكل واحد منا له أهداف يرغب في تحقيقها سراء‬
‫كانت على الصعيد الشخصي أو العائلي أو االجتماعي‪ ،‬أو االقتصادي أو العلمي أ او المهني‪،‬‬
‫ومن يتجاهل حقيقة األهداف وتعددها يعاني من قصور في الرؤية‪ ،‬ومن ضيق المعالجة‪ ،‬ومن‬
‫تدني النتائج‪ ،‬فوضع األهداف وتحديدها هو المحور األساسي للعملية التخطيطية‪ ،‬ونقطة البداية‬
‫الصحيحة‪ ،‬الستثمار الوقت بطريقة فعالة‪ ،‬في حين أن عدم وضوح الرؤية‪ ،‬وعدم تحديد األهداف‬
‫بدقة تجعل الفرد يتخبط في حياته بين العديد من األمور‪ ،‬أنه يريد إنجازها جميعان وفي النهاية‬
‫يصاب باليأس واإلحباط لعدم قدرته الوصول شيء يطمح إليه‪.21‬‬
‫إن من لم يحدد لنفسه األهداف التي يرغب في تحقيقها فإنه يضيع حياته‪ ،‬وبالتالي يتعامل الوقت‬
‫كسلعة زهيدة‪ ،‬يفكر دائما في كيفية اضاعته‪ ،‬من يرغب في االستفادة من الوقت وادارته بطرقة‬
‫صحيحة فعلية في بداية تحديد األهداف والغايات التي يطمح في تحقيقها بدقة ووضوح ثم يعمل‬
‫بجد واجتهاد من اجل الوصول إليها‪.‬‬

‫‪ 20‬احمد كري‪ ،‬مبادئ إداراة الوقت‪ ،‬كلية التجارة جامعة االزهر‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ 21‬منشور صادر عن المملكة العربية السعودي‪ ،‬المؤسسة العامة ل لتدبير التقني والمهني اإلدارة العامة لتصميم وتطور المناهج‪ ،‬إدارة مكتبية ‪،‬‬
‫إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة ‪ 2008‬ص‪29:‬‬

‫‪18‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫الوقت هو الوعاء الذي يحتضن العمل اإلنساني ونتاجه‪ ،‬وهو مقدار سعي االنسان حركته في‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬يشكل بعدا هاما من أبعاد حياته وهو من أهم الموارد المتاحة في حياته‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من قيمة الوقت في حياة االنسان واهميته بالنسبة لها‪ ،‬اال أن غالبية الناس ال تقدر قيمته وال‬
‫تحترمه‪ ،‬وال تستغله بشكل مباشر ومثمتر وفعال‪ ،‬ال بل على العكس تتباهى في عملية اهداره‬
‫بطرق مختلفة‪ ،‬ومع هذا تجد الغالبية العظمى من الناس تشتكي من مشكلة عدم توفر الوقت لديهم‪،‬‬
‫رغم المعلومات الهائلة والمتنوعة من حيث األساليب التكنولوجيا والمختلفة المتقدمة في ميدان‬
‫إدارة الوقت لكن بدون جدوى‪.‬‬
‫إن الوقت من األشياء الثمينة جدا لإلنسان ولتقدم البشرية وازدهار حضارتها‪ ،‬وهو من اكثر ما‬
‫نحتاج وأسوء ما نستخدم‪ ،‬فان االنسان الغير الواعي بأهمية الوقت يقوم بخسارته وتضيعه بدون‬
‫اكثار من أهميته‪.‬‬
‫ختاما لعرضنا هذا نختم بعبارات تدل على أهمية الوقت بالنسبة لإلنسان في نشاطاته اليومية سواء‬
‫كانت شخصية أم إدارية أم عمومية‪ ،‬أو كذلك مؤسسة عمومية وتدبيرها للوقت من حيث المساطر‬
‫والقرارات الصادرة عنها في اجلها القانونية والمناسبة ‪.‬‬
‫_ الوقت معلم من ال معلم له ‪.‬‬
‫_ الوقت هو المادة الخام للحياة ‪.‬‬
‫_ الوقت من ذهب ‪.‬‬
‫_ الوقت هو في الواقع رأس المال ألي انسان كان ‪.‬‬
‫_ الزمن الذي نلهو به يلهو بنا‪.‬‬
‫_ ما أكثر يضيعون الوقت في جمع المال ثم يضيعون المال في قتل الوقت ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬
‫‪ ‬ا حمد كري‪ ،‬مبادئ إداراة الوقت‪ ،‬كلية التجارة جامعة االزهر‪ ،‬بوبات أونالين شبكات المعرفة‬
‫المجتمعية ‪ ،‬نشر ‪ 27‬دجنبر‪.‬‬
‫‪ - ‬إبراهيم الفقي‪ ،‬إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة االبداع القاهرة ‪،‬الجزء ‪ ،1‬السنة ‪.2009‬‬
‫‪ ‬ب ن شويحة بشير‪،‬مذكرة ادارة الوقت لدى مديري االدارة الوسطى في المؤسسات االقتصادية‬
‫الجزائرية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬الموسم الجامعي ‪.2013-2012‬‬

‫نادر أحمد أبو شيخة‪ ،‬مدخل إلى إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬السنة ‪،2009‬‬
‫محمود محمد يحيى عداربة ‪ ،‬إدارة الوقت لدى مديري مديرات المدارس‪ ،‬رسالة ماجستير بيرزيت‬ ‫‪‬‬
‫فلسطين ‪ ،‬سنة ‪،2006‬‬
‫عبد الملك بن قاسم‪ ،‬الوقت أنفاس ال تعود‪ ،‬المكتبة الشاملة الحديثة‪،‬دار قاسم‪ ،‬السنة ‪،2011‬‬ ‫‪‬‬
‫قاسم نايف علوان‪ ،‬نجوى رمضان‪ ،‬إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار الثقافة‬ ‫‪‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫علي بن نايف الشحود‪ ،‬الوقت وأهميته في حياة المسلم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪،2007‬‬ ‫‪‬‬

‫ليستر آر بيتل ‪ ،‬إدارة الوقت ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪،‬السنة ‪،1999‬‬ ‫‪‬‬


‫سمير البعلبكي‪،‬إدارة الوقت وتخفيف التوتر‪،‬دار األصدقاء بيروت لبنان‪ ،‬طبعة ‪،1998‬‬ ‫‪‬‬
‫ياسـر أحمـد فـرح " إدارة الوقـت ومواجهـة ضـغوط العمـل " دار الحامـد للنشر والتوزيع عمان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2007‬‬
‫حنان شكري شاكر شبير ‪ ،‬واقع إدارة الوقت لدى العاملين في القنوات الفضائية العاملة في قطاع‬ ‫‪‬‬
‫غزة ‪ ،‬رسالة الحصول على الماجستير في إدارة االعمال كلية التجارة ‪،2010‬‬
‫حنان شكري‪ ،‬شاكر شبير ‪ ،‬واقع إدارة الوقت لدى العاملين في القنوات الفضائية العاملة في قطاع‬ ‫‪‬‬
‫غزة ‪ ،‬رسالة الحصول على الماجستير في إدارة االعمال كلية التجارة ‪،2010‬‬
‫هيفاء عبد هللا الوليدي‪ ،‬مدى كفاءة أدارة الوقت لدى العاملين في المنظمات ‪ ،‬ماجستير إدارة اعمال‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬تخصص إدارة عامة ‪،2007‬‬
‫منشور صادر عن المملكة العربية السعودي‪ ،‬المؤسسة العامة للتدبير التقني والمهني اإلدارة العامة‬ ‫‪‬‬
‫لتصميم وتطور المناهج‪ ،‬إدارة مكتبية ‪ ،‬إدارة الوقت‪ ،‬الطبعة ‪2008‬‬
‫‪‬‬

‫‪20‬‬
‫مقدمة‪1 .............................................................................................. :‬‬
‫التصميم‪4 ........................................................................................... :‬‬
‫أهمية الموضوع‪5 .................................................................................. :‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الوقت أهميته‪ ،‬وخصائصه ‪6 ............................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم وأهمية الوقت ‪6 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الوقت ‪9 ...............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور ادارة الوقت في النجاعة و الفعالية ‪11 .................................. .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية التدبير الناجح للوقت ‪11 ......................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ و أهداف إدارة الوقت ‪15 ..............................................‬‬
‫خاتمة ‪19 ........................................................................................... :‬‬

‫‪21‬‬

You might also like