Professional Documents
Culture Documents
O o o U o o U U U o
O o o U o o U U U o
تدبير الوقت
1
مقدمة :
جاء ديننا العظيم ليعرفنا على أهمية الوقت وكيفية استغالله األمثل ،فيقول سبحانه وتعالى":
والعصر إن االنسان لفي خسر إال الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
بالصبر " سورة العصر.
ويذكر هللا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين لإلنسان يندم فيهما اشد الندم على ضياع
الوقت ،حيث ال ينفع الندم.
الموقف األول والذي يتمثل في ساعة االحتضار وفيه يقول الكافر ":ارجعوني لعلي أعمل صالحا
فيما تركت كال إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " سورة يونس اآلية .45
وقد بين الرسول عليه الصالة والسالم أهمية الوقت في حياة اإلنسان المسلم ،حيث قال ":نعمتان
مغبون فيهما كثير من الناس ،الصحة والفراغ « .رواه مسلم ،وفي حديث آخر عن اغتنام الوقت
يقول عليه الصالة والسالم " :اغتنم خمسا قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك".1
يعد الوقت أحد أهم المصطلحات التي شغلت أذهان العديد من المفكرين في مختلف الميادين،
فهناك من اعتبره الوجه اآلخر لعملة الحياة ألنه مقياس الخلود ،ال شيء أطول منه إذا كان علينا
االنتظار وال شيء أقصر منه إذا كان علينا اإلسراع واإلنجاز.
فاليوم يحتوي على 24ساعة تكفي إلدارة المؤسسات الضخمة وال تكفي إلدارة األعمال البسيطة
للبعض اآلخر ،واالستفادة من الوقت يحدد الفرق بين النجاح والفشل ،النجاح الذي يعني تحقيق
التوازن بين األهداف المرجوة والواجبات الالزمة في إطار الوسائل المتاحة وذلك من خالل إدارة
الوقت أو باألحرى إدارة الذات.
فالهدف المنشود من إدارة الوقت هو أن تكون مجريات األمور تحت تصرف الشخص وأن ينجز
أعمال أكثر في وقت أقصر بمجهود اقل ،مما يلزمه إيجاد بوصلة في أفكار للتأكد من االتجاه
الصحيح نحو الهدف ،فهي إذن تلغي التلقائية الفوضوية وتؤدي على العقالنية.
لذا ،وفي السياق نفسه إذا أراد الباحث الغوص في موضوع إدارة الوقت يواجه بهم هائل من
األسئلة التي هي في واقع األمر مشاكل تفرض على مدير في عمله وفي حياته ،والتي يصعب
اإلجابة عليها مباشرة ،حيث تتفاوت من شخص آلخر ومن مدير آلخر .ولذلك لعدة اعتبارات
لنوعية العمل ،وطبيعة الشخص والبيئة التي يعيش فيها ويعمل فيها.
والوقت مفهوم من الصعب تقديم تعريف دقيق ومحدد له ،وقد أجمع على هذه الحقيقة العديد من
المهتمين والباحثين في موضوع الوقت وإدارته ،ومنهم على سبيل المثال ال للحصر مانوه إليه
القضاة ،من الصعوبة بماكان تقديم تعريف محدد ودقيق للوقت ،نظرا ألن مفهوم الوقت متمثل
1حنان شكري شاكر شبير ،واقع إدارة الوقت لدى العاملين في القنوات الفضائية العاملة في قطاع غزة ،رسالة الحصول على الماجستير في
إدارة االعمال كلية التجارة 1431 ،2010ه ص2
2
بشكل عام بوجود العالقة المنطقية إلرتباط نشاط أو حدث معين بنشاط أو حدث أخر ،يعبر عنه
2
بصيغة الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
فان للوقت أنواع بالنسبة لعمل المؤسسات من حيث استغالل الوقت وسنجملها في أربعة أنواع
رئيسية:
1الوقت اإلبداعي :الوقت الخاص بعمليات التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي وتنظيم العمل
وتقييم اإلنجازات ،بحيث يمارس الوقت اإلبداعي في األنشطة اإلدارية .
2الوقت التحضيري :ويمثل الفترة الزمنية التحضيرية التي تسبق البدء في تنفيذ العمل أو النشاط
و إذا ما تم استغالله بدقة و ذكاء ،وتوفرت المدخالت األساسية للعمل فإنه يؤدي الى زيادة
اإلنتاجية .
3الوقت اإلنتاجي :ويمثل الفترة التي تستغرق في تنفيذ االعمال واألنشطة التي تم التخطيط لها
في الوقت اإلبداعي والتحضير لها في الوقت التحضيري ،ولزيادة فاعلية استغالل الوقت على
اإلداري اجراء عملية التوازن بين الوقت المستغرق في تنفيذ العمل وانتاجه وبين الوقت
المستغرق في االبداع والتحضير ،فاذا ما خصص وقتا أكبر لتنفيذ االعمال الروتينية في مؤسسة
فهذا يعني أن الوقت المخصص لالبداع أو التحضير أو لكليهما معا قليل لديهما نسبيا مما يعني
عدم االستغالل األمثل لكافة الموارد المتاحة بما فيها الوقت.
4الوقت العام أو الغير المباشر :ويمثل الفترة الزمنية للقيام بنشاطات فرعية عامة لها أثر على
مستقبل االدارة وعلى عالقتها بالغير كاالرتباط بهيئات ومؤسسات أو حضور اإلداري القائد
للندرات أو لتلبية دعوات خاصة بنشاطات معينة أو افتتاح مؤسسة معينة .3
اإلشكالية :أين تكمن طريقة تدبير الوقت لخلق النجاعة والفعالية لإلدارة؟
2محمود محمد يحيى عداربة ،إدارة الوقت لمديري ومديرات مدارس وكاالت الغوث األساسية في الضفة الغربية ،رسالة ماجستير ،تاريخ
المناقشة ،2006كلية التربية برنامج الدراسات العليا ،ص .9
3هيفاء عبد هللا الوليدي ،مدى كفاءة أدارة الوقت لدى العاملين في المنظمات ،ماجستير إدارة اعمال ،تخصص إدارة عامة ،2007ص10 :
3
التصميم:
لإلجابة عن هده اإلشكالية واألسئلة المتفرعة منها سوف نتبع التصميم التالي :
المطلب األول :مفهوم الوقت أهميته وخصائصه
الفرع االول :مفهوم وأهمية الوقت
الفرع الثاني :خصائص الوقت
المطلب الثاني :دور إدارة الوقت في النجاعة والفعالية
الفرع االول :استراتيجية التدبير الناجح للوقف
الفرع الثاني :مبادئ و أهداف إدارة الوقت
4
أهمية الموضوع:
يعد الوقت من العوامل األساسية والضرورية في حياة االنسان بصفة عامة ،بحيث أن الوقت
يلعب دور محوري في األنشطة التي يقوم بها االفراد أو المؤسسات العمومية في الحياة
اليومية ،ونظراً ألهمية الوقت في عمر اإلنسان فقد اعتبره البعض موسم الزرع في الدنيا،
ليكون الحصاد في اآلخرة ،ولذلك على المسلم أال يُضيع أوقاته بما ال فائدة ت ُرجى منه .وأال
يفني عمره ووقته في جمع المال ،وينسى الواجبات األخرى التي يجب أن يجعل لها نصيبا ً
من وقته ،فالمال يُمكن جمعه وتحصيله واالقتصاد في إنفاقه ،أ ّما الزمن فكل دقيقة ،وكل
لحظة إن ذهبت فلن تعود أبداً ،ولو أنفق اإلنسان أموال الدنيا فلن يستطيع أن يسترجع دقيقةً
واحدةً من عمره ،فالوقت هو الحياة ،وهو المحور الرئيسي الذي يُسيطر على مسار حياة
اإلنسان ،فالذي يغتنم وقته في األعمال الصالحة أفلح وسعد في الدنيا واآلخرة ،ومن أضاع
وقته وعمره ،وترك العمل الصالح ،فقد خاب وخسر.
للوقت أهميةٌ بالغة في حياة الفرد منا؛ ألنه المساحة التي ننجز فيها ،ونحقّق األهداف التي
ي ،بينما إن
رسمناها ،فإن استغللناه أحسن استغالل ،جسدنا ما نريد ،وحصل لنا الرضا النفس ُّ
لم نشغله وضيَّعناه في سفاسف األمور ،نَعَ َّ
ض أصابعَنا ند ًما ،ونتأسَّف على حالنا من هذا
التوهان الذي ال يفيد أبدً.
هذان البيتان البديعان يعبِّران عن قيمة الوقت ،وأنه َكنز يجب استغاللُه؛ فالساعة والدقيقة
لنظام مضبوط خاللٍ والثانية ،ك ُّل ذلك له فائدة كبيرة ،إن أُحسن الترتيب والتوظيف ،وفقًا
التحرر من خرافة
ُّ اليوم ،قول د .إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية -رحمه هللا-عن الوقت ( :إن
المحطات التي ننطلق منها إلى حياةٍ منظمة ،واستغالل َّ عدم وجود الوقت الكافي هو أُولى
ننظم أوقاتنا بدقَّة ،وفقًا لمشاريع
عام) ،فهو يصف لنا كيف ِّ
أمثل للوقت والحياة بشك ٍل ٍ
عرف كيف يضع اللمسات ومخطَّطات نرسمها على المدى القصير والمتوسط والطويل ،فمن َ
أساليب دقيقةً ،تكفل له عدم إهداره
َ األولى عليها ،سيصل في النهاية إلى ما أراد؛ ألنه وضع
لرصيده .4
الدكتور سعيد بن عبد هللا الحميد،أ همية الوقت 2017 ،الموقع الشخصي ،تاريخ االطالع 06-11-2019 4
5
المطلب األول :مفهوم الوقت أهميته ،وخصائصه
يعد الوقت أغلى ما يملكه اإلنسان ،ذلك أنه في غياب الوقت لن يكون اإلنسان قادرا على
أداء أي عمل أو نشاط على اإلطالق ،فالوقت وإن كان موردا محدودا جدا فإن من شأن استثماره
بالشكل الصحيح أن يؤدي إلى زيادة قيمته وبالتالي اإلنتفاع به بشكل كبير جدا ،ويمكننا الحديث
في هذا المطلب عن مفهوم الوقت أهميته وخصائصه (الفرع األول) ،وكذلك خصائص الوقت (
الفرع الثاني ).
يمكن إستنتاج مفهوم شامل للوقت بأنه االستخدام واالستثمار الجيد والهادف للوقت المحدد
والمسموح به لتحقيق غاية ما ،فمفهوم الوقت من الصعب تقديم تعريف دقيق ومحدد له ،حيث
أجمع على هذه الحقيقة العديد من المهتمين والباحثين في موضوعه وإدارته ،ويعتبر الوقت من
أغلى الموارد والذي يجب استغالله بكفاءة ،فهو مورد مهم البد من استغالله في الحاضر،
والتخطيط لالستفادة منه بشكل فعال في المستقبل.
إن فكرة الوقت شغلت معظم العلماء والفالسفة منذ أقدم العصور ،فقبل الميالد وصف
"أرسطو" الوقت بأنه تعداد الحركة ،وفي القرون الوسطى جاء "إسحاق نيوتن" ،1727-1642
وعرف الوقت بأنه شيء مطلق يتدفق دائما بالتتابع واالتساق نفسه ،وبصرف النظر عن أية
عوامل خارجية ،في العصور الحديثة رأى "كانط" 1802-1724أن الوقت ليس شيئا موضوعيا
قائما بذاته ،وأن الوقت يعود في األساس ألداء العقل.5
فالوقت كان وال يزال وسيبقى العامل األهم في حياة اإلنسان ،وقد أدرك اإلنسان ذلك على
مر العصور واألزمان وليس أدل على ذلك من انجازاته العظيمة التي حققها ،فقد استغل وقته في
البناء والعمران والبحث واالستقصاء فعمر األرض وتطاول في البنيان.
ومنه نستخلص أن الوقت عنصر غالي القيمة ،ورغم أنه متاح ومتوفر للجميع ،فإنه غير قابل
للعودة من جديد ،فعندما يذهب الوقت فإنه يمضي إلى غير عودة ويذهب إلى غير رجعة ،ورغم
ذلك فإننا نعامله بأنه ال قيمة له.
- 5بن شويحة بشير،مذكرة ادارة الوقت لدى مديري االدارة الوسطى في المؤسسات االقتصادية الجزائرية ،جامعة قاصدي مرباح،الموسم الجامعي
،2012-2013ص .21
6
حيث استعرض خمسة مفاهيم مختلفة للوقت ،وهي على النحو األتي: 6
-1الوقت المادي والميكانيكي :وهو قياس حركة جسم مادي بالنسبة لجسم مادي أخر كفترة
دوران األرض حول الشمس .
-2الوقت البيولوجي :وهو قياس تطور الظواهر البيولوجية ونموها ،كما يقيس مدى النضج
الجسدي لألجسام الحية ،وقياس معدل نمو الجسم بيولوجيا.
-3الوقت النفسي :وهو شعور داخلي يعتمد على طبيعة الظرف أو الحدث الذي يعيشه الفرد
وحالته النفسية.
-4الوقت االجتماعي :يعتمد األحداث االجتماعية والتاريخية الهامة .
-5الوقت الميتافيزيقي :أو عالم ما وراء الطبيعة وال نعلم عنه سوى ما ورد في الكتب
السماوية عن يوم الحساب والخلود واألزل وغيرها
وقد اكتسب الوقت أهميته بالنسبة لإلنسان لكونه يمثل بعدا ديناميكيا متحركا هاما في حياته ال
يمكنه السيطرة عليه ،وألنه الوعاء الذي يحتضن كل التفاعالت والنتاجات اإلنسانية ،وألنه الحياة
بحد ذاتها ،وحيث أن الحياة هي مقدار الوقت الذي يعيشه اإلنسان منذ والدته حتى وفاته ،لذلك فإن
العديد من المختصين يعتبرون الوقت أهم عنصر من عناصر الحياة ،وأهم الموارد المتاحة
لإلنسان في الحياة ،نظرا لتمتعه بسمات فريدة ومتميزة.
ولما للوقت من أهمية بالنسبة لإلنسان فقد تفاوتت الحضارات القديمة والديانات السماوية
المختلفة في اهتمامها به ،ولكن اإلسالم سجل سبقا على غيره من الديانات في اهتمامه به ،وكان
متميزا ،فقد عني به عناية بالغة ،وخصه بمكانة رفيعة ،ومساحة كبيرة ،ودعا اإلنسان والمجتمع
المسلم الحترامه ،وحثهما الستغالل كل جزء من أجزائه في تنفيذ األعمال الصالحة الهادفة
والمثمرة التي تعود عليهم بالخير ،والنفع في الحياة الدنيا واآلخرة ،وحذرهم من إهداره وإضاعته،
ويتجسد ذلك بشكل جلي وواضح في العديد من الشواهد التي تضمنها القرآن الكريم والسيرة
النبوية والتراث السلفي اإلسالمي.7
لقد غيرت المجتمعات نظرتها تجاه موضوع الوقت وإدارته في العقود الخمسة األخيرة من
القرن المنصرم لكونه أصبح المعيار والمؤشر الدولي المعتمد للحكم على مدى نجاح أو فشل
- 6سمير البعلبكي،إدارة الوقت وتخفيف التوتر،دار األصدقاء بيروت لبنان ،طبعة ،1998ص.15
- 7ياسـر أحمـد فـرح " إدارة الوقـت ومواجهـة ضـغوط العمـل " دار الحامـد للنشر والتوزيع عمان،2007 ،ص .20
7
الدول والمؤسسات المختلفة في تحقيق أهدافها وخططها وبرامجها المنشودة ،حيث أن الدول
والمجتمعات والمؤسسات المتقدمة موضوع الوقت وإدارته كأحد المواضيع االستراتيجية الهامة
وتضعه في مقدمة أولوياتها من أجل زيادة مستوى تقدمها ،وذلك بسبب ارتباطه بمختلف العلوم،
وتداخله في كل عملياتها وتغلغله إلى جميع أجزاء مراحله المختلفة.
استمد الوقت أهميته من سماته وصفاته المتميزة والفريدة غير المتوفرة في الموارد األخرى،
فبات المورد األهم واألنفس واألندر من بين العناصر األخرى المتاحة في حياة الفرد والمجتمع،
وكدا كونه موردا محددا متوفرا لجميع الناس بالتساوي ،فال أحد يستطيع زيادته أو السيطرة عليه.
وتنبع أهميته من كونه وعاء لكل عمل ،والمقياس بالنسبة له ،ويحتضن تفاعالت اإلنسان
اإلنسانية ونتاجاته المختلفة ،ومن كونه يمثل بعدا ديناميكيا من أبعاد حياته .8كما تتجسد أهميته من
كونه يشكل المعيار الذي يعتمد على مدى نجاح الفرد أو فشله في الحياة ،ويتحقق هذا األمر
بالتخطيط الدقيق والمقرون بالهدوء ،إذ إن الشخص المتوتر يحتاج إلى ضعف الوقت الذي يحتاجه
الشخص الهادئ والمنظم في إنجاز العمل الموكل إليه ،واالستغالل الصحيح للوقت له أهمية على
حياة الفرد والمجتمع ،إذ يُعد عدم التنظيم في حياة اإلنسان سببا ً رئيسا ً لهدر الوقت ،وبالتنظيم الجيد
للوقت يزيد إنجاز الفرد ألعماله في وق ٍ
ت أقل ،ويكون ذلك بكتابة األعمال المهمة ثم بتحديد
األولويات وتوزيعها على ساعات اليوم ،وتحديد أوقات العمل ،وأوقات الراحة.9
يقول سنيكا( :نحن جميعا ً نشكو من قصر الوقت ،ومع ذلك فإن لدينا منه أكثر مما نعرف ماذا
نفعل به ،فنحن دوما ً نشكو من أن األيام قليلة ،ونتصرف كما لو أنها بال نهاية) .لذلك يحتاج
اإلنسان إلى التفكير بشك ٍل واعٍ في كيفية استخدام الوقت ،واستغالل المهارات التي تغير نمط حياته
ضمن دائرة الوقت المتاح ،وهذا كله سينعكس عليه نجاحا ً وتفوقا ً.10
يساعد الوقت على تحسين القدرات الشخصية لإلنسان في حالة استغله بشكل جيد
عن طريق البحث عن المعرفة والعلوم النافعة التي تساعده على تحسين حياته.
- 8علي بن نايف الشحود ،الوقت وأهميته في حياة المسلم ،الطبعة األولى ،السنة ،2007ص .12
- 9إبراهيم الفقي ،إدارة الوقت ،الطبعة األولى ،مطبعة االبداع القاهرة ،الجزء ،1السنة ،2009ص.52 – 50
- 10ليستر آر بيتل ،إدارة الوقت ،الطبعة األولى ،عمان،السنة ،1999ص .36
8
يساعد الوقت على تحسين العالقات والروابط بين البشر بشكل عام والعائلة
واألقارب بشكل خاص مما ينعكس على نفسية اإلنسان ،وراحته ،واستقراره.
يساعد استثمار الوقت على تحقيق النجاح واألمنايت في حياة عن طريق العمل
الدؤوب في كل دقيقة تمر من اليوم بدال من إضاعته على أشياء تافهة التقدم أية
فائدة.
يمكن لإلنسان أن يستثمر وقته جيدا ليتقرب أكثر من هللا سبحانه وتعالى ،ويستمتع
بأداء العبادات اليومية ،والقيام باألعمال التطوعية التي تعود بالخير على األوطان.
يستطيع اإلنسان أن يستثمر وقته للترفيه عن نفسه كأن يقوم بالرحالت السياحية،
والسفر والتنقل بين البلدان ليتعرف على خلق هللا ونعمه.
يساعد الوقت في الحفاظ على صحة اإلنسان الذي يعمل على استثمار وقته المثمر
للممارسة الرياضية التي تحافظ على سالمته الصحية وتقيه من األمراض
الخطيرة.
وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل وكل نتاج ،فهو في الواقع رأس المال الحقيقي
لإلنسان فردا ومجتمعا ،إن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل الشائع ،بل هو أغلى في
حقيقة األمر من الذهب واللؤلؤ والماس ،ومن كل جوهر نفيس وحجر كريم.
فالوقت يتدفق على الجميع طبقا لمبدأ المساواة فاليوم هو ( 24ساعة) والساعة هي (60دقيقة)،
سواء للذي يعمل أو الذي ينام ،أو الذي يكسل ،وسواء امتلك الفرد خطة للوقت ونظم شؤونه
وأعماله في ضوئها ،و ذاك الذي يمر عليه الوقت مر السحاب دون أن يستفيد منه .وثمة من يصيد
الوقت فيسيطر عليه سيطرة تامة وثمة من يصيده الوقت فيطرحه أرضا ً دون أن يجني شيئا ً.
- 11عبد الملك بن قاسم ،الوقت أنفاس ال تعود ،المكتبة الشاملة الحديثة،دار قاسم ،السنة ،2011ص .54
9
والوقت يمضي بسرعة ،في حده األدنى مؤلف من ثواني ودقائق وحينما تقرأ هذه المالحظة الحظ
منذ متى بدأت بقراءة هذه المالحظة فقد تكون بعض دقائق التي تؤلف جزءا من الساعة قد مضت
منذ بدئك بالقراءة ،والحظ أمرين /األول :مرور أو انقضاء الوقت بسرعة بحيث أصبح هذا
الوقت جزءا من الماضي ،والثاني :أنك استخدمت الوقت في شأن نافع ( القراءة المنتجة ).12
ال شيء أطول من الوقت ألنه مقياس الخلود ،وال أقصر منه ألنه ليس كافيا لتحقيق جميع
ما يريده المرء ،وال شيء أطول منه لمن ينتظره ،وال أسرع منه لمن هو في سرور
ومتعة ،وال شيء أعظم منه ألنه يمتد بال نهاية ،وال أصغر منه ألنه قابل للقسمة من غير
حدود وال شيئ يمكن عمله بدون الوقت ،والكثير من الناس يتجاهلونه ولكن جميعهم
يأسفون على ضياعه ؛
الوقت ال يحترم أحد ،فال يمكن ألحد " كائنا من كان " تغييره أو تحويله ،بغض النظر عما
يريد تحقيقه ،ألنه يسير بنفس السرعة والوتيرة ،سواء أكان زمن مسرة وفرح أم زمن
اكتئاب وترح ،وإن كان يبدو غير ذلك فهذا في الشعور ال في الحقيقة13؛
الوقت سريع االنقضاء فهو يمر مرور السحاب ،ويجري جريان الرياح ،واستعادته محض
ثمن؛
الوقت مورد ناذر ال يمكن تجميعه ،فهو أنفس ما يملكه اإلنسان؛
الوقت يختلف عن الموارد األخرى الرئيسية ،كالقوى العاملة واألموال واألجهزة
والمعدات ألنه :
ال يمكن تخزينه
ال يمكن إحالله
يتخلل كل جزء من أجزاء العملية اإلدارية
ال يمكن شراؤه أو بيعه أو تأجيره أو سرقته أو استعارته أو توفيره أو تصنيعه أو
تغييره ،وكل ما يمكن أن يفعله المرء هو أن يقضيه " سواء اختار ذلك أم ال ".14
- 12بدر األن صاري ،موجز عن خصائص الوقت ،الصفحة الرسمية،badr-alanssari :تاريخ النشر 24أكتوبر ،2011تاريخ االضطالع
.2019/11/08
- 13نادر أحمد أبو شيخة ،مدخل إلى إدارة الوقت ،الطبعة ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،األردن ،السنة ،2009ص .26
10
كما أنه مورد محدد يملكنه جميع الناس بالتساوي وال يستطيع أحد زيادته ،فكل إنسان يملك 24
ساعة في اليوم ،فهو سريع االنقضاء يمر مر السحاب ،ومثلما تذهب الساعة األولى من اليوم
يذهب اليوم كله ،وما مضى منه ال يعود مرة أخرى فكل يوم يمضي وكل ساعة تنقضي ليس في
اإلمكان استعادتها أو إدخارها الستخدامها.
- 14قاسم نايف علوان ،نجوى رمضان ،إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات ،الطبعة ،1دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،األردن ،2009 ،ص
.33
- 15محمود محمد يحيى عدارية ,ادارة الوقت لدى مديري و مديرات مدارس وكالة الغوت األساسية في الضفة الغربية .رسالة ماجيستير في
االدارة التربوية ,كلية الدراسات العليا جامعة بيرزيت فلسطين ,سنة 2006ص .26
11
-1تحديد األهداف.
-2ترتيب المهام حسب األولويات.
-3تنظيم النفس.
-4التوقف عن تأجيل المهام.
-5تقسيم الوقت.
-6التخطيط اليومي.
واستخلص حمامي حقيقة عدم اختالف وسائل وظائف ادارة الوقت عن وسائل ادارة انتاج و
انتاج الموارد األخرى ,إذ تتطلب تخطيط وتنظيم و متابعة لطريقة استثمار الوقت المتاح ويتضح
من خالل قوله "ألن أهمية ادارة الوقت تبرز من طريقة ادارتنا للوقت وتؤثر بشكل مباشر في
ادارتنا لبقية عناصر االنتاج ".
كم نصح المديرين بإتباع عدد من الخطوات أثناء إدارتهم لوقتهم و هي مجدولة أدناه على النحو
التالي :
-1تحديد كيفية استخدام الوقت عن طريق استخدام تقنيات تسجل الوقت الحديثة.
-2تحديد الوقت المخصص لتحديد المشكلة وأسبابها و الحلول المقترحة لها.
-3إجراء عملية التقسيم المستمر لإلمكانيات و االحتياجات .
-4وضع األهداف وتحديد األولويات لهذه األهداف.
-5وضع خطط عملية لتحقيق األهداف.
-6تنفيذ الخطط من خالل وضعها على برنامج العمل اليومي .
-7تطوير خطط ادارة الوقت المستخدمة و تحديثها .
-8المتابعة و التحليل الدوري للنتائج وإعادة التخطيط .
ونقال عن وثيقة مركز التمييز للمؤسسات غير الحكومية ,قدم الصعيد
خطوات عملية إلدارة الوقت الناجحة ,وهي مجسدة بشكل واضح و جلي في المخطط المفاهيمي
المفصل أدناه ورتبها على النحو التالي :
-1مراجعة األهداف.
-2االحتفاظ بخطة زمنية.
-3وضع قائمة انجازات يومية.
-4سد منافذ هروب الوقت.
-5استغالل األوقات الهامشية.
-6عدم االستسالم لألمور العاجلة.
12
راجع اهدافك
و خططك
اإلدارة
الناجحة
للوقت
ضع قائمة استغل
انجازات األوقات
يومية الهامشية
سد منافذ
الهروب
ما يعتبر سدود ادارة الوقت من أهم المظاهر السلوكية التي إلى ضغوط العمل حيث ال يستطيع
الفرد تنظيم وقته حتى في غياب أعباء العمل بسبب من اسباب الضغوط ,وقد يتضمن عنصر
الوقت وإدارته عدم قدرة الموظف سواء كان رئيسا أو مرؤوسا على االلتزام و الوفاء في الوقت
المتاح له أو بسبب عدم قدرته على تنظيمه أو بسبب عدم وجود الوقت الكافي أو هذا وذاك لذا فإن
سوء ادارة الوقت قد ال يرتبط بالضرورة بزيادة أو نقصان المهام الموكلة له وإنما تعود اصال إلى
الشخص ذاته لعدم قدرته على تنظيم الوقت .16
إن ادارة الوقت مسألة شخصية و بالتالي طريقة قضاء المرء لوقته في العمل إنما ه تعبير صادق
عن شخصية الفرد وأسلوب تعامله و طريقة معالجته لألعمال التي توكل إليه ,ولذا يجب أن نعمل
في الوقت المتاح لنا وال نضيع أية دقيقة منه وبالتالي نستطيع أن نقوم بالعمل على الوجه األكمل.
إن األسئلة التالية تعتبر أكثر األساليب مضيعة للوقت في حياة الموظف و التي تم تصنيفها إلى
ثالث فئات هي :17أنت و مهامك ,أنت وذاتك ,أنت و اآلخرين.
_ 16إبراهيم الفقي ،إدارة الوقت ،الطبعة األولى ،مطبعة االبداع القاهرة ،الجزء ،1السنة ،2009ص.23
_ 17قاسم نايف علوان ،نجوى رمضان ،إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات ،الطبعة ،1دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،األردن ،2009 ،ص
.32
13
راجع اهدافك
و خططك
اإلدارة
الناجحة
للوقت
ضع قائمة ر استغل األوقات
انجازات يومية الهامشية
سد منافذ
الهروب
14
الفرع الثاني :مبادئ و أهداف إدارة الوقت
هناك عدة مبادئ إلدارة الوقت تم تطويرها نتيجة مراجعة بعض الكتابات والمقاالت في
مجال إدارة الوقت ,أهمها ما يلي:
التخطيط هو إختيار من بين البدائل المتاحة .وتخطيط إستخدام وقت الفرد يتضمن أن يعرف
كيف يستخدم حالياً ،ثم يقرر كيف يجب إستخدامه ،ويحدد إستخدامه المناسب بالطريقة التي
يرغبها ،لكن كيف يستخدم الوقت حاليا؟
إن معظم الناس ال يعرفون ما الذي يشغل وقتهم ،واقترح بعض المفكرين طريقتين لمعرفة
أين يذهب وقتهم :إحتفظ بمذكرة مواعيد أو أطلب من شخص آخر أن يالحظ الوقت ويدون
نشاطات العمل.
تحليل الوقت من متطلبات إدارة الوقت .فمن الضروري كأساس لهذا التحليل اإلحتفاظ
بجدول يومي للنشاطات لتسجيلها عبر فترات من 15إلى 30دقيقة ولمدة أسبوعين متتاليين. 18
إذا لم يفهم الشخص كي ف يصرف وقته عادة فلن يتمكن من اإلختيار من بين الطرق البديلة
إلستخدامه ,ينبغي عليه أوالً أن يحدد كيف يصرف وقته حاليا وذلك بإستخدام اإلجراء الشائع
والمقبول وهو تحليل إستخدام الفرد للوقت بواسطة البيانات التي تجمع عبر فترة من الوقت .إن
أساس تحليل الوقت يتخذ عادة شكل جدول يكتب فيه الفرد نشاطاته اليومية وتسجل مع أوقاتها,
ينبغي تقسيم وقت الفرد اليومي إلى فترات كل فترة 15دقيقة حتى تستوعب كل الوقت المستخدم,
بعد تسجيل كاف يجعل الشخص قادرا على معرفة إن كان هناك أي اتجاه أو نمط في نشاطاته
اليومية ،يمكن القيام بعملية التحليل ,عند القيام بالتحليل يجد الفرد أن وقتا ً كبيرا ً قد ضاع منه أو لم
يحسب حسابه أصالً بسبب التأجيل أو المقاطعات أو عدم وجود خطة أو أي سبب آخر.
من الضروري القيام بالتخطيط اليومي بعد إنتهاء عمل اليوم أو قبل إبتداء العمل في اليوم
التالي ،بحيث يتالءم مع األهداف القصيرة األجل ومع المهمات ،وذلك من أجل اإلستفادة الفعالة
من الوقت الشخصي .إن التخطيط غير المالئم هو السبب األساسي لإلدارة السيئة للوقت.
فالتخطيط الفعال سيقضي على مشكلة تضييع الوقت ،والتوصيات إلعداد الخطط تأخذ أشكاال ً
مختلفة .فمعظم الكتاب يتفقون على أن الخطط ينبغي أن تعد يوميا ،وان تتألف من قائمة من
األعمال وجدول زمني إلنجازها ،ويبدو أن عند تحديد الخطة اليومية يجب ترتيب األولويات للقيام
بالعمل المقرر .وعليه حدد األولويات واتبع قراراتك التي إتخذتها في ذلك.
18احمد كري ،مبادئ إداراة الوقت ،كلية التجارة جامعة االزهر ،بوبات أونالين شبكات المعرفة المجتمعية ،نشر 27دجنبر 2014تاريخ
االطالع 07-11-2019
15
3-مبدأ تخصيص الوقت حسب األولوية:
يجب تخصيص الوقت المتوافر في يوم العمل إلنجاز تلك األعمال التي تعتبر ذات أولوية
عالية.
ونقوم بذلك بعد أن نكتب األعمال المطلوب القيام بها في الخطة اليومية ،وذلك حسب
أولوياتها وتخصيص الوقت المتاح إلنجازها.
إن طريقة تحديد األولويات قد درست بشمول بواسطة المفكرين الذين إقترحوا تصنيف
مهمات العمل بثالث طرق تساعد في الوصول إلى تحديد األولويات ,تعتمد طريقته على ظاهرة
إن األشياء التي نعتبرها ملحة ليست دائما مهمة.
واألشياء المهمة ليست دائما ملحة .وقد أوصى بان تصنف األعمال حسب إلحاحها
وضرورتها وذلك باستخدام مقياس يتدرج من" ملح جدا "ألي" غير ملح "ومن ثم يعاد تصنيفها
حسب أهميتها على مقياس يتدرج من" مهم جدا "إلى" مهم ".أما التصنيف الثالث فقد أوصى
بتحديد األعمال التي يمكن تفويضها للغير وتلك التي ال يمكن تفويضها .من الواضح إذن إن أكثر
األعمال أولوية هي تلك التي ال يمكن تفويضها وملحة وفي نفس الوقت على درجة عالية من
األهمية.
4-مبدأ المرونة:
يجب أن تكون المرونة من األمور الرئيسية التي تؤخذ في اإلعتبار عند إختيار الخطط فيما
يتعلق بإستخدام الوقت الشخصي ،أي أنه يجب إال يتم اإلفراط أو التقليل من الوقت المطلوب.
وعند إعداد الخطة اليومية ينبغي أن يدرك الفرد حدود مقدار الوقت في يوم العمل الذي
يمكن أن تجدول فيه المهام .فالفرد الذي يخطط لملء كل دقيقة من يوم العمل سيجد أن عدم
المرونة في الجدول ال يمكن أن يجعله قادرا على إتباعه.
ينبغي أن ندرك أن %50من يوم العمل يمكن جدولته بأعمال مختارة لإلنجاز في خالل
نصف اليوم ،وفي نفس الوقت المخصص لها.
فعلى سبيل المثال :إذا كانت هناك مهام مجدولة في خالل فترة ركود أو هدوء من اليوم
وتأخذ وقتا اقل من نصف اليوم فإن الذي يحدث هو إننا نمدد العمل ونتراخى حتى نمأل نصف
اليوم المتاح لنا ،هذا هو ما يؤدي بنا إلى إكتساب عادات سيئة في إدارة الوقت.
ينبغي الحفاظ على نفس اإلنضباط الحازم بالنسبة إلستخدام الوقت عندما توجد فترات ركود
أو هدوء في سير العمل ,هذه اإلجراءات الوقائية ينبغي على المخطط تنفيذها حتى يمنع التجاوز
في تمديد العمل واإلبطاء فيه لملء الوقت المتاح.
16
المبادئ المتعلقة بالتنظيم:
تهتم وظيفة التنظيم بكيفية تنظيم الفرد لوقته وبيئته حتى يصبح أكثر فعالية في إستخدام
وقته؛ أهم هذه المباديء ما يلي:
1-مبدأ التفويض:
إن تفويض كل األعمال الممكنة بما يتناسب مع حدود عمل الفرد أمر ضروري لتوفير
الوقت المطلوب للقيام بالمهام اإلدارية ,تبدأ عملية تحديد أولويات األعمال وترتيبها في الخطة
اليومية بأن يتم أوال ً تحديد أي من هذه األعمال يمكن تفويضها .كل األعمال التي يمكن تفويضها
ينبغي أن تعطي الفرد وقتا ً حرا ً يستطيع في خالله أن يقوم بأعمال أخرى ال يمكن لغيره القيام بها,
ولكي يتم تحديد األعمال التي يمكن تفويضها ينبغي على الفرد أن يتبع مبادئ التفويض المعروفة
والراسخة.19
كل األعمال المتشابهة بطبيعتها والتي تتطلب بيئة وموارد مماثلة إلنجازها ينبغي أن تجمع
معا في أقسام من خطة العمل اليومية.
من الضروري جدا إلدارة الوقت أن يكون هناك نوع من التحكم في النشاطات وترتيبها
بحيث تقل عدد ومدة المقاطعات غير الضرورية.
إن األعمال اليومية ذات الطبيعة الروتينية والتي تشكل قيمة بسيطة لتحقيق األهداف العامة
ينبغي اإلقالل منها كثيرا ً .لن يستطيع أي فرد أن يخلص نفسه من األعمال الروتينية تماما ،لكن
ينبغي اإلقالل منها ,تعرف األعمال الروتينية بأنها إجراءات صغيرة كثيرة الحدوث في المنظمة،
ويقدر الوقت الذي يمضيه األفراد في األعمال الروتينية بين %30و %65من الوقت المتاح
أمامهم.
بعد تخطيط وتنظيم العمل بما يتفق والمبادئ ذات العالقة يبقى فقط تنفيذ الخطة والمتابعة
اليومية.
إن فكرة الرقابة من خالل الخطط والجداول أساس لإلدارة السليمة ولزيادة الفاعلية لكي
يحقق الهدف كما خطط له ,حيث يقارن اإلنفاق الحقيقي للمورد بالخطة وبالجدول ,حيث يسمح له
التباين بأن يصنع قرارات تتعلق بالخطة وبالجدول وباألداء ،ويسمح له بتعديل هذه األشياء الثالثة
لتتالءم مع الهدف ومع الظروف التي يواجهها.
19محمود محمد يحيى عداربة ،إدارة الوقت لدى مديري مديرات المدارس ،رسالة ماجستير بيرزيت فلسطين ،سنة ،2006ص 44
17
مما يتطلب األمر إستخدام المبادئ التالية:
إن تنفيذ الخطة أمر ضروري لوظيفة الرقابة ،إذ ال يمكن إنجاز هذه الوظيفة إال إذا هناك
خطة أو معيار تتم مقارنة النتائج المتوقعة به .فمتابعة تعديل الخطة والجدول واألداء بما يتالءم
مع األهداف والظروف المحيطة هي الرقابة بذاتها.
ينبغي إعادة تحليل إستخدام الوقت على األقل مرة كل ستة أشهر ,حتى ال يتم العودة للعادات
السيئة في إدارة الوقت ,فقد وجد أن صعوبات تنفيذ الخطة اليومية تجعل معظم الناس يعودون
لممارساتهم القديمة ,ولتفادي هذا ينبغي تكرار تحليل إستخدام الوقت من وقت آلخر. 20
الهدف كمفهوم هو شيء يجب إنجازه ،أو نقطة يجب الوصول إليها ،أو غاية نريد الوصول
إليها أو تحقيقها .وتحديد األهداف ما هو متوقع إنجازه على مستوى االفراد والمنظمات.
األهداف بالنسبة للوقت جزءا رئيسيا في الحياة ،فكل واحد منا له أهداف يرغب في تحقيقها سراء
كانت على الصعيد الشخصي أو العائلي أو االجتماعي ،أو االقتصادي أو العلمي أ او المهني،
ومن يتجاهل حقيقة األهداف وتعددها يعاني من قصور في الرؤية ،ومن ضيق المعالجة ،ومن
تدني النتائج ،فوضع األهداف وتحديدها هو المحور األساسي للعملية التخطيطية ،ونقطة البداية
الصحيحة ،الستثمار الوقت بطريقة فعالة ،في حين أن عدم وضوح الرؤية ،وعدم تحديد األهداف
بدقة تجعل الفرد يتخبط في حياته بين العديد من األمور ،أنه يريد إنجازها جميعان وفي النهاية
يصاب باليأس واإلحباط لعدم قدرته الوصول شيء يطمح إليه.21
إن من لم يحدد لنفسه األهداف التي يرغب في تحقيقها فإنه يضيع حياته ،وبالتالي يتعامل الوقت
كسلعة زهيدة ،يفكر دائما في كيفية اضاعته ،من يرغب في االستفادة من الوقت وادارته بطرقة
صحيحة فعلية في بداية تحديد األهداف والغايات التي يطمح في تحقيقها بدقة ووضوح ثم يعمل
بجد واجتهاد من اجل الوصول إليها.
20احمد كري ،مبادئ إداراة الوقت ،كلية التجارة جامعة االزهر ،مرجع سابق
21منشور صادر عن المملكة العربية السعودي ،المؤسسة العامة ل لتدبير التقني والمهني اإلدارة العامة لتصميم وتطور المناهج ،إدارة مكتبية ،
إدارة الوقت ،الطبعة 2008ص29:
18
خاتمة :
الوقت هو الوعاء الذي يحتضن العمل اإلنساني ونتاجه ،وهو مقدار سعي االنسان حركته في
الحياة الدنيا ،يشكل بعدا هاما من أبعاد حياته وهو من أهم الموارد المتاحة في حياته ،وعلى الرغم
من قيمة الوقت في حياة االنسان واهميته بالنسبة لها ،اال أن غالبية الناس ال تقدر قيمته وال
تحترمه ،وال تستغله بشكل مباشر ومثمتر وفعال ،ال بل على العكس تتباهى في عملية اهداره
بطرق مختلفة ،ومع هذا تجد الغالبية العظمى من الناس تشتكي من مشكلة عدم توفر الوقت لديهم،
رغم المعلومات الهائلة والمتنوعة من حيث األساليب التكنولوجيا والمختلفة المتقدمة في ميدان
إدارة الوقت لكن بدون جدوى.
إن الوقت من األشياء الثمينة جدا لإلنسان ولتقدم البشرية وازدهار حضارتها ،وهو من اكثر ما
نحتاج وأسوء ما نستخدم ،فان االنسان الغير الواعي بأهمية الوقت يقوم بخسارته وتضيعه بدون
اكثار من أهميته.
ختاما لعرضنا هذا نختم بعبارات تدل على أهمية الوقت بالنسبة لإلنسان في نشاطاته اليومية سواء
كانت شخصية أم إدارية أم عمومية ،أو كذلك مؤسسة عمومية وتدبيرها للوقت من حيث المساطر
والقرارات الصادرة عنها في اجلها القانونية والمناسبة .
_ الوقت معلم من ال معلم له .
_ الوقت هو المادة الخام للحياة .
_ الوقت من ذهب .
_ الوقت هو في الواقع رأس المال ألي انسان كان .
_ الزمن الذي نلهو به يلهو بنا.
_ ما أكثر يضيعون الوقت في جمع المال ثم يضيعون المال في قتل الوقت .
19
الئحة المراجع :
ا حمد كري ،مبادئ إداراة الوقت ،كلية التجارة جامعة االزهر ،بوبات أونالين شبكات المعرفة
المجتمعية ،نشر 27دجنبر.
- إبراهيم الفقي ،إدارة الوقت ،الطبعة األولى ،مطبعة االبداع القاهرة ،الجزء ،1السنة .2009
ب ن شويحة بشير،مذكرة ادارة الوقت لدى مديري االدارة الوسطى في المؤسسات االقتصادية
الجزائرية ،جامعة قاصدي مرباح،الموسم الجامعي .2013-2012
نادر أحمد أبو شيخة ،مدخل إلى إدارة الوقت ،الطبعة ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
عمان ،األردن ،السنة ،2009
محمود محمد يحيى عداربة ،إدارة الوقت لدى مديري مديرات المدارس ،رسالة ماجستير بيرزيت
فلسطين ،سنة ،2006
عبد الملك بن قاسم ،الوقت أنفاس ال تعود ،المكتبة الشاملة الحديثة،دار قاسم ،السنة ،2011
قاسم نايف علوان ،نجوى رمضان ،إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات ،الطبعة ،1دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،عمان،األردن.2009 ،
علي بن نايف الشحود ،الوقت وأهميته في حياة المسلم ،الطبعة األولى ،السنة ،2007
20
مقدمة1 .............................................................................................. :
التصميم4 ........................................................................................... :
أهمية الموضوع5 .................................................................................. :
المطلب األول :مفهوم الوقت أهميته ،وخصائصه 6 ............................................
الفرع األول :مفهوم وأهمية الوقت 6 ..........................................................
الفرع الثاني :خصائص الوقت 9 ...............................................................
المطلب الثاني :دور ادارة الوقت في النجاعة و الفعالية 11 .................................. .
الفرع األول :استراتيجية التدبير الناجح للوقت 11 ......................................... .
الفرع الثاني :مبادئ و أهداف إدارة الوقت 15 ..............................................
خاتمة 19 ........................................................................................... :
21