Professional Documents
Culture Documents
الليبي 64 للنشر الإلكتروني
الليبي 64 للنشر الإلكتروني
الليبي 64 للنشر الإلكتروني
مجلة
الليبي 3
السنة السادسة
محتويات العدد
العـدد محتويات محتويات العدد العدد 64
أبريل 2024
إبـــــــــــــــــــــــــداع
ابـــــــــــــداع إبـــــــــــــــــــــــــداع
ترجمـــــــــــــــات كتبوا ذات يوم .. افتتاحية رئيس التحرير
كاريكاتري ( ص ) 93 البابا فرنسيس يف عزلته
( ص ) 33برقة اهلادئة ( ص ) 8حرب اخلمسني
(ص )74جنة النص (ص )50
عندما تشعر بالوحشة « قصيدة
واحة اللييب
مؤذية (ص )76الكتابة صنعة (ص )54
ترحـــــــــــــــــــــــال
ابـــــــــــــداع
( )3اجلهة
اللييبرواية
القلم .. ليتنفس
واحة ) 94)80
(صص(
السابعة (ص )55حبذا « قصيدة «
وليفه عن دارة (ص )56األديبة املصرية أمينة عبد اهلل «
وهناك الولف هنا
(ص )82بعد من
جدارية حممود درويش بني ( ص ) 54حوار»
وهج التغيير
رجب..قول ) 97)83حافظ
قول على (ص(ص
7 6
افتتاحية رئيس التحرير افتتاحية رئيس التحرير
يف و�سط ال�سنة ،ويف �أعجازها �شدة يف �أخر ال�سنة. بقر� /صادر واتواتيه قمر ". هناك البع�ض من الأبقار متتاز بقرون طويلة يطلق على النهو�ض وت�صبح يف حالة بروك اىل �أن تنفق �أو
ويقال �إن ر�ؤية البقر امل�سلوخ م�صيبة وم�شكلة ،ويقال وهذا البيت يف دعاء بال�سوء على زرع من حبوب القمح الليبيون على البقرة منه �شعبي ًا "طو�شى". يتم ذبحها ،كانت يف الغالب ال ت�ستطيع �أن تنجو من
�إن �أكل حلم البقر يف املنام يعني �إ�صابة مال حالل يف وال�شعري بان ي�أتيه قطيع من البقر وهو راجع ويكون ولفطم �صغار البقر كان الكثري من الليبيني ي�ضعون هذا املر�ض فتنفق.
ال�سنة ،ويقال �إن قرون البقر �سنون خ�صبة ،ويقال ملن الوقت يف ليلة مقمرة ( .ال�صادر) مبعنى الرجوع �شعبي ًا ل�صغاره "ا�شنافة" ،وهو عبارة عن قطعة من الن�سيج كما ك��ان البقر يتعر�ض اىل ح�شرة تقوم ب�إزعاجه
ا�شرتى بقرة �سمينة �إنه �أ�صاب خري ًا ،ويقال ملن ر�أى وعك�سها �شعبي ًا هو (وارد) مبعنى ذاهب ،وعادة تطلق �أو حبل �سميك �أو قطعة خ�شب �سميكة موثق بها قطع وجتعله ي�صاب ب�شيء ي�شبه اجلنون ،حيث جتد فج�أة
يف منامه �أنه ركب بقرة و�أدخلت منزله وربطها �أنه نال على الذهاب والرجوع من ال�سقي خا�صة املوا�شي التي م��ن احل��دي��د ت�شبه امل�سامري الكبرية بحيث تلف علي قطيع م��ن الأب���ق���ار ي��ع��دو م�����س��رع�� َا يف اخل��ل�اء ،وه��ذه
ثروة وتخل�ص من الهموم ،ويقال ب�أن البقرة احلامل من �ضمنها البقر. القطعة بالكامل وه��ي تو�ضع علي �أن��ف الر�ضيع من الظاهرة حتدث كثري َا يف ف�صل ال�صيف خا�صة وقت
�سنة مرجوة للخ�صب ،ويقال ملن ر�أى يف منامه �أنه فوق و توثق يف ر�أ�سه ،وذلك ملنعه من الر�ضاعة عندما ا�شتداد حرارة ال�شم�س ،تعرف هذه الظاهرة بــ" :بو
يحلب بقرة وي�شرب حليبها �أنه ا�ستغنى ،ومن وهب له • تف�سري ر�ؤية البقر يف املنام : يراد فطمه. طقوق" ،ويحذرون ال�صغار من االقرتاب من البقر يف
عجل �أو عجلة �أنه �أ�صاب ولد ًا ،ويحكى �أنه ذات يوم جاء قام العديد من الليبيني بتف�سري ر�ؤية البقر يف احللم تلك اللحظة.
رجل �إىل الأمام "حممد بن �سريين" ي�س�أله عن تف�سري ا�ستناد ًا ملا ورد يف القر�آن الكرمي حني ف�سر �سيدنا • �ألوان البقر الوطني:
حلم �شاهده حيث قال ذلك الرجل : يو�سف عليه ال�سالم ر�ؤي���ة البقرات ال�سمان ي�أكلهن للبقر الليبي �أل��وان ،اطلق عليه الليبيون �أ�سم ًا مثل خ�ص الله تعاىل البقرة ب�أن جاءت �سورة با�سمها ،كما
-ر�أيت ك�أين �أزرع بقرة �أو ثور ًا . بقرات عجاف ،يقول الله تعاىل يف �سورة يو�سف الآية حمراء فاحتة ،وهي ذات لون �أحمر فاحت ،وهي كثرية وردت يف القر�آن الكرمي يف بع�ض الآيات -:
فقال بن �سريين : " - : 43وقال امللك �إين �أرى �سبع بقرات �سمان حيث هي الأ�صل�" ،سوداء" وهي ذات ل��وان �أ�سود، يقول الله تعاىل يف الآي��ة الثامنة وال�ستني من �سورة
� -أخاف �أن تبقر رج ًال ،فان ر�أيت دم ًا خرج فانه �أ�شد، ي�أكلهن �سبع عجاف . )10( "... وه��ي قليلة ج���د ًا" ،كحال" ،وه��ي ال��ب��ق��رة ال��ت��ي يكون البقرة -:
�أخاف �أن يبلغ املقتل وان مل تر دما فهو �أهون. يقول كثري م��ن املف�سرين �إن البقرة تعني ال�سنة، جوانب عينيها لونها �أ�سود ولون باقي اجل�سم بني �أو " �إنها بقرة ال فار�ض وال بكر" (.)7
ويقال ب���أن عائ�شة ر�ضى الله عنها قالت :ر�أي��ت فقد كان "بن �سريين" يقول �سمان البقر ملن حت�صل ا�صفر ،و�سميت بهذا اال�سم ن�سبة لأن عينيها وك�أنهما كما ك��ان والزال للبقر ق�صة وحكاية واعتقاد عند
ك�أين على تل وحويل بقر تنحر ،فقال لها م�سروق� :إن عليها وملكها اح�سن م��ن �ضعاف البقر ،حيث يقال مكحالت بالكحل� ،صفراء ذات ل��ون �أحمر مييل �إيل اليهود ،وهم الآن يقومون مبحاوالت من �أجل ا�ستن�ساخ
�صدقت ر�ؤياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك. �إن البقر ال�سمان �سنون خ�صب وال�ضعاف املهازيل اال�صفرار ،ه��ذا وق��د ورد ذك��ر ه��ذا اللون من الأبقار بقرة حمراء من �أجل �إحياء معتقد ديني عندهم ي�ؤمنون
�سنون جدب ،وذلك ا�ستناد ًا ملا ورد يف ق�صة يو�سف يف �سورة البقرة الآية �سبعون يقول الله تعاىل�" -:إنها به ويقد�سونه.
ويقال �إن الثور يف الأ�صل ثور عامل وذو منعة وقوة عليه ال�سالم ،كما قيل �إن البقرة رفعة ومال ،وقيل �إن بقرة �صفراء فاقع" (.)9 والبقر له �أ�سماء �شعبية ح�سب �أعماره مثل "عجل"
و�سلطان ومال و�سالم لقرينه �إال �أن يكون ال قرن له فانه ال�سمينة من البقرة امر�أة مو�سرة والبقرة الهزيلة امر�أة البقر من احليوانات التي يخ�شاها امل��زارع��ون �أثناء عجله" ،حق" حقه" ،ثور" بقرة ،ويقول الأول��ون من
رجل غري جيد ،ويقال ب�أن الثور رمبا دل على الثائر فقرية ،ويقال �إن البقرة احللوب ذات نفع وخري ،ويقال عملية من��و حقولهم امل��ح��روث��ة بالقمح وال�شعري ،فقد العرب لولد البقرة يف �أول �سنة "تبيع" ،وبعد ذلك
لأنه يثري الأر�ض ويقلبها ،ويقال من ركب ثور ًا حمم ًال �إن البقرة ذات القرون امر�أة نا�شز ،ويقال ملن ر�أى يف كان الكثري من ال�شباب يتمنون �أن ي�أكل زرعهم الذي يقال عنه ج��ذع ،وبعد ذلك يقال عنه "ثني" ،ثم يقال
ان�ساق �إليه خري ما مل يكن ذلك الثور �أحمر ،ف�أن كان منامه �أن��ه �أراد حلب بقرة فمنعته بقرنها ف�أنها تن�شز يقومون بح�صده يف مو�سم احل�صاد حتى ال يقومون عنه "رباع" ،ثم "�سدي�س" ،ثم "�ضالع" .وولد البقرة
�أحمر فقد قيل �أنه مر�ض ،و�أن حتول الثور يف املنام عليه ،ويقال �إن ر�ؤية كر�ش البقر يف احللم مال ال قيمة ب��احل�����ص��اد ط���ول ال��وق��ت ال���ذي ي�ستغرق وق���ت طويل يقال له "عجل"� ،أما �إذا �شب ف�أنه يطلق عليه "�شبوب"،
�إىل ذئ��ب ي��دل على عامل جيد يتحول اىل غ�ير جيد، له ،ويقال �إن ر�ؤية غرة يف البقرة يف احللم يدل على خا�صة �إذا ك��ان ك��ب�ير ًا ،حيث جن��د ذل��ك يف امل��وروث و�إذا كرب يطلق عليه "فار�ض"(.)8
ويقال كذلك ب�أن الثور الواحد يدل على �سنة واحدة، �شدة يف �أول ال�سنة� ،أم��ا ر�ؤي��ة البلقة يف جنبها �شدة الأدب��ي الليبي ال��ذي يقول " - :الله يا زرع يعطيك
17 16
شؤون ليبيـــة شؤون ليبيـــة
اال�شرتاكية ،امانة التخطيط – م�صلحة امل�ساحة ،1978 ، ويقال من �أكل ر�أ�س ثور يف احللم نال ما ًال �إن مل يكن
كنز الكالم ()8 ط� ،1ص.17 �أحمر ،ويقال احل�صول على ثور �أبي�ض احل�صول على
- 3ابراهيم الكوين ،بيان يف لغة الالهوت لغز الطوارق خ�ير ،ويقال �إن املحادثة بني احل��امل والثور تعني �أن
كروم الخيل .ليبيا
يك�شف لغزي الفراعنة و�سومر اجلزء الثالث �أرباب الأوطان، احلامل �سوف يتخا�صم مع �شخ�ص ما ،ويحكى �أن بن
َخ َب ْط ِلب َّته ( طرابل�س -ليبيا :اللجنة ال�شعبية العامة للثقافة واالع�لام ، �سريين جاءه رجل ليف�سر له حلم ،فقال ذلك الرجل:
• ال َّل َّبة :يف اللغة ال َّنحر ،وه��و ملتقى �أ�سفل الرقبة
ط� ، ) 2007 ،3ص.16 ر�أيت ك�أنه ثور عظيم خرج من حجر �صغري -
بال�صدر .
وكذلك يف ل�سان �أه��ل برقة مع ات�ساع يف املعنى لي�شمل - 4عبد القادر جامي ،من طرابل�س الغرب �إىل ال�صحراء فتعجبنا منه ،ثم �إن الثور �أراد �أن يعود اىل ذلك احلجر
والزور وال�صدر كله ،بل ويطلق حتى على ما يو�ضع ال ّنحر ّ الكربى ،ط ، 1ترجمة حممد الأ�سطى ( ،طرابل�س – ليبيا فلم يقدر و�ضاق عليه.
فوق ال�صدر ،وتُنطق " ِل َّبه " بك�سر الالم وجتمع " ل َب ْب " . :دار امل�صراتي ،ط� ، ) 1974 ، 1ص .182 فقال له بن �سريين :
حمل النّاب علي غاربها - 5ا���س��ام��ة ع��ب��دال��رح��م��ن ال��ن��ور " ،ع��ل��م �آث����ار ال�صحراء -هي الكلمة العظيمة تخرج من رجل يريد �أن يردها
بـ ْعـراه َ
و�ش ّـظه هـ ّيـايل
ا�شكاليات و�آف���اق " ،جملة تبو العدد ، 5يناير ، 2015 فال ي�ستطيع .
ويخبط اجلمل ل َّبتَه بـ خُ فّه �إذا نوى الرحيل ،يف �إ�شارة على ليـ�ش ْيجـ�ض قـراد لببها
جاوب كان فهمت ا�سوايل .طول ال�سفر وم�شقته ،و�أ�صبحت عنوان ًا ومث ًال لكل من نوى �ص – �ص .58 – 44 ويقال �إن الثريان عجم ،و�إذا زادت عن �أربعة ع�شر من
(( عبدال�سالم بوجالوي� )).سفر ًا �شاق ًا �أو ا�ستهل رحي ًال بعيد ًا يف م�سافته �أو مدته. - 6مينا ت�سكوي " ،رعاة وقطان " ،جملة تبو ،العدد ، 2 الثريان فهو حرب وما قل عن ذلك خ�صومة(.)11
•خبط ل ْب َته الثلب بو زور ويقال :عري�ض_اللّبب ،مبعنى عري�ض ال�صدر. ابريل � ، 2014ص .51 وعلى كل ح��ال ف���أن ر�ؤي��ة البقر عند الكثري من
امغرب بـ �سيده.
يدّ افر ّ ْيغ ّمج علي ِجيده عري�ض لببها � - 7سورة البقرة ،الآية .68 الليبيني يف احللم تعني ال�سنوات ،ف���إذا كانت �سمان
(( علي �شحات )) اتغامر علي جيبت اجلدي الفايل.
- 8الأمام ابي من�صور الثعالبي ،فقه اللغة ( ،ليبيا -تون�س ف�أنها جيدة و�أن مل تكن �سمان وكانت هزيلة ف�أنها غري
(( ابريك_ابريدان )) بعد انتهاء الفحل من ِ�ضراب الإبل ،ف�إن راعيها وبعد ع�شرة
و "ال َّدير" ال��ذي يلتف ح��ول �صدر احل�صان ليمنع من �أيام تقريب ًاُ ،ير�سل الفحل فيها ثانية ،ليت�أكد �إذا ما ُع�شّ رت :الدار العربية للكتاب � ،)1981 ،ص.88 جيدة .
ان����زالق ال�����س��رج للخلف ،ي�سمى �أي�����ض��ا ل��ب��ب ،ن�سبة �إىل جميعها �أم ال . � - 9سورة البقرة ،الآية .70 وجممل القول ف�أن البقر الوطني الليبي يف حاجة
فيمر عليها الفحل ك��م��رور القائد �أو ال�ضابط على مو�ضعه . � - 10سورة يو�سف ،الآية . 43 ما�سة لالهتمام واملحافظ عليه من االنقرا�ض ،وطريقة
جنوده ،يف �أ�شهر ت�شبيه لتلك العملية عند ال�شعراء. اللي فـ املالعب خايله مطرابه - 11الأم��ام حممد بن �سريين ،تف�سري الأح�لام الكبري، املحافظة عليه ال تكلف �إال ق���در ًا ب�سيط ًا م��ن التوعية
ّ
ي�شاال بالذيل اع�شاره جْ ِ
اتز الل َب ْب تقفز تقول نحيبه. ( ب��ي�روت :دار ال��ك��ت��ب ال��ع��ل��م��ي��ة ���� ، ) 1996 ،ص� -ص ب�أهمية ه��ذه احل��ي��وان��ات ال��ت��ي تعد ج���زء ًا م��ن حياتنا
�ضابط يف ميدان جنود. (( ح�سني بويا�سني ))
. 250 248- وتاريخنا و�أدبنا.
(( بو�سوتيه)). ار�شم َديرها بالنقي�شه
•حزام من ِ
مي��ر بهن واح���دة تلو الأخ���رى ؛ ف���إن �شَ خَ َ�ص ْت بر�أ�سها َخما�س وحموق
اجتز اللبب وين ثاب اللحوق .وب�صرها للأعلى ،و�شَ ّولت ذنبها (ت�شايل بذيلها) ؛ فهي • الهوام�ش :
( ابراهيم بوجالوي ) عالمة �أنها القح ( ع�شراء ) ،و�إن مل تُبد تلكم العالمات فهي - 1ج��ون راي���ت ،ت��اري��خ ليبيا منذ اق��دم الع�صور ،تعريب
حينئذ ال تزال حائ ًال ،فيعيد �ضرابها جمددا . وت�أتي مبعنى "مقدمة ال�شيء": عبداحلفيظ امليارو احمد اليازوري (،طرابل�س -ليبيا :دار
�صف تمْ ر عليه قيـاده ينجي ذ ّره
•ما يف لببهن جا ّ
�شلاّ ي م�شاخي�ص اع�شـاره . ويف خفافن �شالن ْحوا�ش �أيام. الفرجاين ،ط� ، )1972 ، 1ص . 17
(( مفتاح املدين )) (( بوبكر بوحويه )) - 2االطل�س الوطني للجماهريية العربية الليبية ال�شعبية
19 18
شؤون ليبيـــة شؤون ليبيـــة
21 20
شؤون ليبيـــة شؤون ليبيـــة
"عرب م��ا ت��اك��ل م ال���دك���ان ..وال تلب�س يف ن�ص ولن �أكون متجني ًا �إذا قلت �أن ثمة ق�صائد طويلة ولكنها
الكم" وك���ان يجل�س بجانبي رج���ل ك��ب�ير يف ال�سن جمرد �صور منتزعة من ق�صائد �سبقتها ،الأمر الذي ال شيخوخة الشعر الشعيب
ي��رت��دي قمي�ص ًا ن�صف ك��م ،ف���أخ��ذ ينظر �إىل ذراع��ي��ه ميكن و�صفه ب�أنه تنا�ص ،لأن التنا�ص من وجهة نظري
ال�سافرتني .وهذا مثال وا�ضح على �أن ال�شعر ال�شعبي هو فعل الواعي ،وال ميكن �إتهام قائله بال�سرقة ،لأنه مما
مل يواكب حتى التغري يف املنظومة القيمية للمجتمع. �شاع حتى ع َّمت به البلوى ،وانت�شر حتى �صار ُعرف ًا.
وه��ن��ا ال �أحت����دث ع��ن �أوائ�����ل وك��ب��ار ال�����ش��ع��راء �أم��ث��ال و�إذا كان ال ُيو�صف ب�أنه تنا�ص وال (تال�ص) ،فما هو
اجل��ن��ج��ان ،وع��ب��د املطلب اجل��م��اع��ي ،وال��غ��ن��اي اغنية، �إذن؟
وخالد ارميلة ،وارحومة بن م�صطفى ،وغريهم ،فه�ؤالء منط تواط�أ عليه متاخرو ال�شعراء ،نظر ًا ل�سهولته �إنه ٌ
هم فحول ال�شعراء و�أقدمهم يف مدونة ال�شعر ال�شعبي، و�سرعة نظمه ،وقربه من ذائقة العامة .ولكي �أبرهن على
و�إمنا �أحتدث عن ال�شعراء اجلدد ،على الأقل يف العقود هذا االدعاء دعوين �أ�ستح�ضر بع�ض الأمثلة ،وبالقيا�س
الأربعة املا�ضية. على هذه الأمثلة �سوف ت�صطدم بهذا التكرار يف �أغلب
�إن كلمة �إبداع تعني" :اخللق على غري مثال �سابق"، ما ت�سمع من ق�صائد �شعبية ،و�سوف يت�ضح لك �أن ما
ف���أي��ن ه��و الإب���داع يف بناء �شكلي مرتا�صف انتزعته �أدعيه هنا ال يتعلق بحاالت فردية متناثرة هنا �أو هناك،
طوبة طوبة من هنا وهناك لتُعيد ت�شكيله وب��ن��اءه مع بل هو ظاهرة و�صلت �إىل �أق�صى ح��دٍ من ال�سماجة،
طالئه ب�إلإلقاء اجلميل ،وتزويقه بالنربة احلما�سية، وجعلت م��ن ال�شعر ال�شعبي موهبة م��ن ال موهبة له،
و�سط ت�صفيق جلمهور ال يتذوق ال�شعر. و"احلمار الق�صري" لكل من �أراد �أن (( يتفر�سن ))
�إن ال�شعر ال�شعبي �إذا مل يك�سر هذه احللقة من اجلمود، يف هذا امليدان ،والباب املفتوح على درفتيه لكل من
و�إذا مل يتخلَّ عن م�سار حمار الرحى ،و�إذا مل ينطلق ودب.
هب َّ َّ عبد الرحمن جماعة .ليبيا
يف ف�ضاء �أكرث رحابة ،و�إذا مل ُيواكب ع�صره ،ف�إن هذا فعلى �سبيل امل��ث��ال؛ ك��م م��رة �سمعت" :و�صف ال��رمي
هو �إي��ذان �صريح مبوته وانقرا�ضه ،وعالمة وا�ضحة ه��م��ي��ل القارة" وك���م م���رة ���س��م��ع��ت "تذرف ب��ال��دم��ع��ة هل هي بداية النهاية لل�شعر ال�شعبي؟ �أم هي فرتة ركود م�ؤقتة؟
على قرب �أفول جنمه ،واندثار ر�سمه. �شتوايل"� ،أو "غرغاز ا�صبية"� ،أو "كحيل ارماقه"، ال ندري ،لكن الذي نعرفه �أن ال�شعر ال�شعبي ومنذ عدَّ ة عقود يدور يف نف�س الفلك ،ويقتات
�إن �شيخوخة ال�شعر ال�شعبي قد ال تدوم طوي ًال ،ولي�س �أو "فايز عن جيله" ،وكم مرة �سمعت الت�شبيه بالفار�س على ما �سلف ،ويلتف على نف�سه ،ويلتهم ذاته ،دون �أن يتطور �أو ي�أتي بجديد.
بعد ال�شيخوخة �إال املوت �أو امليالد بج�سد جديد وروح الذي رد الأبل من الغزاة ،والت�شبيه باملفطوم ،وت�شبيه ما �أق�صده هنا هو من جهة املعنى ال املبنى ،فالبناء ال�شكلي �أقدر على اال�ستمرار طامل ًا �أن ثمة
جديدة ،وحتى �إن دامت �شيخوخته لعدة عقود قادمة، �شَ عر املر�أة ب�سواد الليل ،والتغزل بالو�شم الذي مل يعد تطوير وحتديث على م�ستوى ال�صور ال�شعرية واخليال وجودة املعاين وح�سن الت�شبيه.
ف��ه��ي دمي��وم��ة غ�ير ف��اع��ل��ة وغ�ي�ر جم��دي��ة ،مت��ام�� ًا كبقاء من مظاهر اجلمال ،وكذلك ال�شَ عر الذي ارتوى بالدهن، قبل التدليل على ما �سبق ،ال بد �أن ن�ستثني تلك املحاوالت من بع�ض ال�شعراء ال�شباب ،ولو
ترتق ل ُت�شكل منط ًا ُيحتذى به ،و�إمنا ظلت كبقع �ضوء يف ليل ال�شعر ال�شعبي� ،أو كرقاع
ِ �أنها مل
�شيخ هرم على هام�ش احلياة ،بال ج��دوى وال فاعلية ٍ وت�شبيه عني املر�أة بعني ال�صقر ،مع �أنني ال �أدرى ما هو
جميلة يف ثوبه البائد.
وال ن�شاط وال حيوية ،الفارق الوحيد �أن ال�شيخ الهرم وجه ال�شبه ،وال �أرى �أي جمالٍ يف عني ال�صقر. يكمن جمال ال�شعر يف ما ُيحدثه من ده�شة يف نف�س ال�سامع �أو القارئ ،لكن تلك الده�شة ال
قد يفيدك بحكمته� ،أم��ا ال�شعر ال�شعبي فال�شيخوخة يف �أح��د مهرجانات ال�شعر ال�شعبي ،اعتلى املن�صة تتكرر مع تكرار نف�س امل�شهد �أو ال�صورة.
�أ�صابته من هذه اجلهة. �شاب و�ألقى ق�صيدة ،ومن جملة ما قال: ٌ
23 22
شؤون ليبيـــة شؤون ليبيـــة
م�ستمرة.
ّ موتهم املحقّق �أ�شالء �س ّتة �أ�شخا�ص يف كفن واحد« .عائالت بكاملها
يدي يايقول ح�سني الربغوثي« :تنتهي الطرقات بني ّ م�سحت من ال�سجلّ امل ّ
��دين وتبقى منها طفل �أو طفلة
روحي ,تعايل يا روحي للرباري حيث هناك يحيا احل ُّر بعمر �شهرين .ماذا فعلت هذه الطفلة لتعي�ش دون �أب
اللون األصفر يف التاريخ والفن ل�ست �أدري كيف؟ �أو �أين؟ لكن رب هذا ال ّرب مثل اللهُ ,
�أدرى» .وث��م��رة ال�ب�راري عند �أب��ي ج��واد تزامنت مع
و�أ ّم وعائلة؟».
• الوطن هو �أن ال يحدث ما يحدث الآن:
زمن ال�شهداء ،فيلتف احلجر فوق الأر�ض ،ويفتح يف يعود هذا احلديث القا�سي وامل�ؤمل ب�س�ؤال قدمي طرحه
اجلوار قرب ًا يبحث عن �شهيد ،ل�شهيد يبحث عن قرب، غ�سان كنفاين يف روايته «عائد �إىل حيفا»�« :أتعرفني
و�أب��و ج��واد �سرد ّية املقربة والذاكرة الباق ّية .الذاكرة ما هو الوطن يا �صفية؟ الوطن هو �أال يحدث ذلك كله»،
املمت ّدة بني مدينة ومقربة يف زمن احلرب؛ احلرب التي ت�صوره ح ّتى يف كتب اخليال .حدث وحدث ما ال ميكن ّ
مل تتوقّف منذ �س ّتة �أ�شهر .من يوقف احلرب؟ �ستكون غزة املحا�صرة باملوت املتالحق. ما ال ميكن ت�صديقه يف ّ
�سجلت عند �إي��ق��اف احل��رب �شريطها الأك�بر، امل��ق�برة ّ للتوجه لهذه امله ّمة ال�صعبة
لكن ما ال��ذي يدفع امل��رء ّ
الفل�سطيني يف زمنه ومنفاه
ّ ال�شريط الأكرب يف رحلة وال�شّ اقة؟ يف �صوت �أبي جواد ومالحمه الباكية �إجابات
ووطنه املحتلّ . كثرية ،يف حديث هذا البطل املنغر�س يف الأر�ض بني
• رجل املقربة: القبور ،يف كالمه للنا�س وبكائه �أمام ال�شهداء
�أبو جواد �شخ�ص ّية من �شخ�ص ّيات عديدة ظهرت يف يت�صور امل��رء ذل��ك ح�ين ال تتوقّف ي��داه
ه��ل ميكن �أن ّ
الفعلي مملوء ًا بال�صرب
احلرب على غزة ،ليكون دورها ّ عن احلفر وحمل اجلثامني وال��دع��اء لهم يف رحلتهم
إن�ساين وموثّق ًا مل�شاهد ت�ؤكد ما
الوطني وال ّّ والإمي��ان يت�صور البعيد ذلك؟
اجلماع ّية الأخ�يرة؟ هل ميكن �أن ّ
ال ميكن ت�صوره .هذه الإبادة الوح�ش ّية الحقت املقابر ي�سهل التخ ّيل يف زم��ن الت�سجيل ،يف ال��زم��ن ال��ذي
وق�صفتها وطاردتها ،لكن تبقى يف حديث رجل املقربة تكون فيه الذاكرة عالمات و�شواهد وق�ص�ص ًا تروى
الليبي .وكاالت. يف غزة مئات احلكايات والق�ص�ص التي ال ي�ستطيع مع كلّ �سرية وم�سرية يحاول االحتالل قتلها.
األصفر هو اللون بين األخضر والبرتقالي على طيف الضوء المرئي .يتم استثارتها العقل �أن يحتويها ،لق�سوتها ول�ضخامةِ حجمها .ومن • ما الذي يدفعه لذلك؟
بالضوء مع طول موجي مهيمن من حوالي 590-570نانومتر .إنه لون أساسي في ق�صة ق�صرية عن �سعدي بركة وعن يوم ّياته يف املقربة، ّ للتوجه لهذه امله ّمة ال�صعبة
لكن ما ال��ذي يدفع امل��رء ّ
أنظمة األلوان المطروحة ،ويستخدم في الطالء أو الطباعة الملونة .في نموذج ميكن للمرء �أن ي��رى وي�سمع �سيرَ حيوات منقو�صة وال�شّ اقة؟ يف �صوت �أبي جواد ومالحمه الباكية �إجابات
ألوان ، RGBالمستخدم في إنشاء األلوان على شاشات التلفزيون والكمبيوتر ، و���س�ير موتها ال��ك��ام��ل يف زم��ن احل���رب ( .ع��ن موقع كثرية ،يف حديث هذا البطل املنغر�س يف الأر�ض بني
فإن اللون األصفر هو لون ثانوي مصنوع من خالل الجمع بين اللونين األحمر
ر�صيف ) القبور ،يف كالمه للنا�س وبكائه �أمام ال�شهداء ،وثيقة
واألخضر في كثافة متساوية .تعطي الكاروتينات اللون األصفر المميز إلى أوراق
الخريف ،والذرة ،والكناري ،والنرجس ،والليمون ،وكذلك صفار البيض ،وشقائق ل��ل��ذاك��رة .ح�� ّت��ى و�إن انتهينا م��ن الكتابة ع��ن��ه� ،سوف
النعمان ،والموز .فهي تمتص طاقة الضوء وتحمي النباتات من التفريغ الضوئي. م�ستمرة ل ّأن
ّ يوا�صل �أبو جواد رحلة ال تنتهي .الرحلة
الشمس لها لون أصفر خفيف ،بسبب درجة حرارة سطح الشمس. غزة ح ّتىم�ستمرة ،ومالحقة الفل�سطينيني يف ّ
ّ الإبادة
29 28
شؤون عالميــة شؤون عالميــة
قبل التاريخ .يحتوي كهف ال�سكو على �صورة خليول متاحا على نطاق وا�سع ،كان لون ال�صباغ ولأنه كان ً
ملون �أ�صفر يقدر ب � 17،300سنة. الأ�صفر من �أول الألوان امل�ستخدمة يف الفن ؛ يحتوي
التاريخ القدمي /يف م�صر القدمية ،ك��ان اللون كهف "ال�سكو" يف فرن�سا على لوحة ح�صان �أ�صفر
الأ�صفر مرتبط ًا بالذهب ،ال��ذي ك��ان يعترب غري قابل يبلغ 17000عام .ا�ستُخدمت �أ�صبغة املغرة
للف�صل� ،أب���دي وغ�ير قابل للتدمري .ويعتقد �أن جلد وال�صنفرة لتمثيل الذهب ولون الب�شرة يف املقابر
وعظام الآلهة م�صنوعة من الذهب .ا�ستخدم امل�صريون امل�صرية ،ثم يف اجلداريات يف الفيالت الرومانية.
�أن ال�صبغة ال�صفراء اال�صطناعية اجلديدة� ،أو كرومات وقد ارتبط اللون الأ�صفر تاريخي ًا مع املرابني والتمويل. اللون الأ�صفر على نطاق وا�سع يف لوحات املقابر. يف الكني�سة امل�سيحية املبكرة كان اللون الأ�صفر هو
الزنك ال�صفراء �أو كرومات الزنك ،التي ا�ستخدمها يف ي�صور �شعار الرابطة الوطنية للرهون العقارية ثالثة وعادة ما ت�ستخدم �إما مغرة �صفراء �أو نفاذة رائعة ، اللون امل�صاحب للبابا واملفاتيح الذهبية للمملكة ،ولكن
املروج اخل�ضراء الفاحتة ،كانت غري م�ستقرة �إىل حد جماالت ذهبية معلقة من �شريط ،ي�شري �إىل �أكيا�س على الرغم من �أنها كانت م�صنوعة من الزرنيخ وكانت كان مرتبطا �أي�ض ًا مع يهوذا الإ�سخريوطي وكان
كبري و�سرعان ما تتحول �إىل اللون البني. الذهب الثالثة التي يحملها �شفيع الربافري ،القدي�س �شديدة ال�سمية .مت العثور على � paintboxصغري ي�ستخدم لالحتفال بالهرطقة .يف القرن الع�شرين،
كان الر�سام "فين�سنت فان جوخ" معجب ًا خا�ص ًا نيكوال�س بني يديه .بالإ�ضافة �إىل ذلك مت العثور على مع ال�صباغ orpimentيف قرب امللك توت عنخ ا�ضطر اليهود يف �أوروبا املحتلة من قبل النازيني �إىل
باللون الأ�صفر ،وهو لون �أ�شعة ال�شم�س .كتب �إىل رمز ثالثة الأجرام الذهبية يف �شعار النبالة يف بيت �آم����ون .ك��ان ال��رج��ال ي��ظ��ه��رون دائ�� ًم��ا م��ع وج���وه بنية ارتداء جنمة �صفراء .يف ال�صني ،كان اللون الأ�صفر
اخته من جنوب فرن�سا يف عام ، 1888كتب: ميديت�شي ،وهي �ساللة �إيطالية �شهرية من امل�صرفيني اللون ،والن�ساء ذوات الوجوه ال�صفراء �أو الذهبية. لون اململكة الو�سطى ،وميكن ارتدا�ؤه فقط من قبل
وريحا ،وهوطق�سا جمي ًال دافئًا ً
“الآن نحن نواجه ً واملقر�ضني يف القرن اخلام�س ع�شر. وا�ستخدم الرومان القدماء اللون الأ�صفر يف لوحاتهم الإمرباطور و�أ�سرته؛ مت الرتحيب بال�ضيوف اخلا�صني
مفيد ج ًدا بالن�سبة يل .ال�شم�س �ضو ًءا لعدم وجود لتمثيل الذهب و�أي�ض ًا يف �أل��وان الب�شرة .وج��دت يف على ال�سجادة ال�صفراء.
كلمة �أف�ضل ميكنني و�صفها باللون الأ�صفر فقط ، التاريخ احلديث /القرنان الثامن ع�شر والتا�سع كثري من الأحيان يف جداريات بومبي. ووفقًا للدرا�سات اال�ستق�صائية يف �أوروبا وكندا
م�شرق الأ�صفر الكربيت ،والليمون الذهب �شاحب. ع�����ش��ر� :شهد ال��ق��رن��ان ال��ث��ام��ن ع�شر وال��ت��ا���س��ع ع�شر والواليات املتحدة ،ف�إن اللون الأ�صفر هو اللون
كيف جميلة ال�صفراء! ” يف �آرل ،ر�سم فان جوخ اكت�شاف وت�صنيع الأ�صباغ والأ�صباغ اال�صطناعية • تاريخ ما بعد الكال�سيكية: الذي يربطه النا�س غال ًبا بالت�سلية والوداعة والفكاهة
عباد ال�شم�س داخل منزل �صغري ا�ست�أجره ،وهو بيت ،وال��ت��ي حلت ب�سرعة حم��ل ال��ل��ون الأ�صفر التقليدي خالل فرتة ما بعد الكال�سيكية � ،أ�صبح اللون الأ�صفر أي�ضا مع االزدواجية واحل�سد والغرية والعفوية ،ولكن � ً
مطلي بلون و�صفه فان جوخ ب�أنه “زبداين �أ�صفر”. امل�صنوع من الزرنيخ وبول البقر ومواد �أخرى. را�سخً ا مثل لون يهوذا الإ�سخريوطي ،التلميذ الذي والطمع ،ويف الواليات املتحدة باجلنب .ويف �إيران
كان "فان جوخ" من �أوائل الفنانني الذين ي�ستخدمون كان الر�سام الربيطاين "جي ام دبليو تورنر" يف خان ي�سوع امل�سيح ،على الرغم من �أن الكتاب املقد�س مل لديها دالالت من ال�شحوب املر�ض ،ولكن �أي�ض ًا احلكمة
الدهانات امل�صنعة جتاري ًا ،بد ًال من الدهانات التي القرن التا�سع ع�شر واحد ًا من �أوائل الفنانني الذين ي�صف مالب�سه �أب ًدا .من هذا ال�صدد ،اتخذت ال�صفراء واالت�صال .يف ال�صني والعديد من البلدان الآ�سيوية
�صنعها بنف�سه .ا�ستخدم الأ�صفر الأ�صفر التقليدي ، ا�ستخدموا اللون الأ�صفر خللق احلالة املزاجية �أي�ض ًا اجلمعيات مع احل�سد والغرية والنكران. ،ينظر �إليه على �أنه لون ال�سعادة واملجد والوئام
ولكن �أي�ض ًا �أ�صفر الكروم ،الذي �صنع لأول مرة يف والعواطف ،كما كان امللحنون الرومان�سيون بد�أ التقليد يف ع�صر النه�ضة من تعليم غري الغرباء واحلكمة.
، 1809والكادميوم ال�صفراء ،لأول مرة يف عام ي�ستخدمون املو�سيقى .وا�ستخدم "جورج �سوراث" من غري امل�سيحيني ،مثل اليهود ،باللون الأ�صفر .يف
.1820 الألوان اال�صطناعية اجلديدة يف لوحاته التجريبية �إ�سبانيا يف القرن ال�ساد�س ع�شر ،مت �إجبار �أولئك • التاريخ والفن واملو�ضة:
يف نهاية القرن التا�سع ع�شر ،يف عام ،1895 امل�ؤلفة من نقاط �صغرية من الألوان الأ�سا�سية ،وخا�صة قبل التاريخ /الأ�صفر ،يف �شكل �صبغة �صفراء املتهمني بالبدعة والذين رف�ضوا التخلي عن وجهات
بد�أ ظهور �شكل فني جديد يف �صحف نيويورك. يف يوم الأحد ال�شهري بعد ظهر اليوم يف جزيرة " دي �صفراء م�صنوعة من ال�صل�صال ،كان واحد ًا من نظرهم على املثول �أمام حماكم التفتي�ش الإ�سبانية التي
لون ال�شريط الهزيل .ا�ستفادت من عملية الطباعة ال غراند جات" ( .)1886-1884مل يكن يعرف الألوان الأوىل امل�ستخدمة يف فن الكهوف ع�صور ما كانت ترتدي قبعة �صفراء.
31 30
كتبوا ذات يوم شؤون عالميــة
33 32
ترحــــال ترحــــال
39 38
إبــــــداع إبــــــداع
41 40
إبــــــداع إبــــــداع
بالبحث عن موطئ ق��دم بني غابات �سيقان املبدعني. عناد ًا وحتدي ًا للأ�صوات التي ن��ادت مب��وت الق�صيدة
"�شاعر مكة" عبارة اعتز بها كثري ًا ،وهي :وهو ( �أي �أن ي�سرتد مكانته وجمهوره يف ظل تناف�س ال�سينما وم��ن ناحية �أخ���رى فثقافة ال�����ص��ورة اكت�سحت ثقافة العمودية ،التحدي والرف�ض كان الباعث الأول ،وكانت
يا�سر �أنور ) �صوت �شعري متفرد. وال���درام���ا ،وم��ع ذل���ك ،فيمكن توظيف التكنولوجيا الكلمة ،اجلمهور الآن مل يعد يهتم بال�شعر لوجود بدائل ت�ستفزين مقولة "لوي�س عو�ض" يف م��ق��دم دي��وان��ه
ورمب����ا ي��ق�����ص��دون ب��ال��ت��ف��رد ه��ن��ا ال��ت��ف��رد امل��و���ض��وع��ي احلديثة يف تقدمي ق�صيدة �صوتية وب�صرية ت�ستطيع �أكرث �إغرا ًء وجذب ًا. "بلوتو الند" وق�صائد �أخرى والتي قال فيها ب�شماتة
والإيقاع والبنائي ،فهم يرون �أن بنية الق�صيدة التي �أن حتقق انت�شار ًا. _ وهل هي �أزمة ندرة الن�صو�ص اجليدة؟ �أم :مات ال�شعر العربي مبوت �شوقي .وهذا العناد الحظه
اكتبها لي�ست بنية بيتية ،بل بنية ن�صية حمكمة الن�سج.
_ كيف ترى م�ستقبل الق�صيدة البيتية يف ظل
�أزمة املتابعة النقدية للتجارب اجلديدة ؟ الناقد العظيم "�صالح ف�ضل" الذي ناق�ش ديوان ًا يل
هذا الطوفان من الكتابات التي تندرج حتت _ ح�صلت على العديد من اجلوائز ..ماذا
_ ال �شك �أن الن�صو�ص اجليدة نادرة ،وال �شك �أي�ض ًا يف الإذاعة ،وقال �إنني ال �أعرف يا�سر �أنور الإن�سان،
متثل لك اجلائزة؟ م�سمى ق�صيدة النرث؟
�أن النقاد اجلادين ن��ادرون �أي�ض ًا .لكن الأمر ال ميكن ولكن �أعرف "يا�سر �أنور" ال�شاعر ،و�شعره يدل على
ق�صيدة النرث لي�ست مناف�سة للق�صيدة البيتي ،بل هي _ اجلائزة �إذا �أتت من خالل نقاد كبار م�شهود لهم
اختزال يف هذه الأ�سباب فقط ،هناك حتوالت كبرية يف �شخ�صيته ،فهو ي��ب��دو م��ن ���ش��ع��ره �أن���ه �إن�����س��ان عنيد
تعاين �أي�����ض�� ًا م��ن غياب اجلماهريية .الأزم���ة يف اننا بالنزاهة ،فهي اعرتاف باجلدارة والتميز .لكن كثريا
الذائقة العاملية ال العربية وحدها ،ولن ي�ستطيع ال�شعر ومت�صادم ،فقد اختار لون ًا عمودي ًا غري م�ألوف ،عمودي ًا
نعي�ش ع�����ص��ر ًا ج��دي��د ًا ت��ع��اين فيه الكلمة م��ن توح�ش من اجلوائز متثل جزء ًا من رداءة امل�شهد العربي.
_ ماذا لديك من جديد خالل الفرتة املقبلة ؟ الأ�شكال الفنية الأخرى. جمدد ًا بعيد ًا عن العمودية التي نعرفها.
_ م��ا �أه���م امل�لام��ح ال��ت��ي ر���ص��ده��ا النقد يف على امل�ستوي الفكري ،هناك كل يوم جديد� ،أما على _ ي��رى البع�ض �أن �شعرنا العربي الآن مير
م�ستوى ال�شعر ،ف�أنا اكتب فقط� .،إذا �أح�س�ست ب�أين جتربتك ال�شعرية؟ ب�أزمة ،هل هذا �صحيح؟
_:كثري من كبار النقاد وال�شعراء ي�صفون جتربتي �أمتلك جديد ًا ،ودون ذلك ،فالبد �أن �أتوقف على الفور. _ كل الأ�شكال الأدبية متر ب�أزمة ،وهي لي�ست ازمة
ب�أنها لي�ست تقليدية ،بل هي مميزة و جديدة يف امل�شهد �شعر فقط ،بل �أزمة رواية وق�صة وق�صيدة نرث ،فعدد
ال�شعري العربي ،وقد جاء يف حيثيات منحي جائزة املبدعني الآن يفوق عدد القراء ،و�أ�صبح املبدع م�شغو ًال
43 42
إبــــــداع إبــــــداع
اثنا ع�شر؟».
«نعم» قال الفيل « ملاذا �أنت خائفة؟».
«كالمك يدعو �إىل اخلوف» قالت الفرا�شة: رواية «الحيوانات» للصادق النيهوم نموذجا..
«وهل �ستبارك لهم الع�شب وتغ�سله وتعطيهم؟».
«نعم» قال الفيل « كيف عرفت؟».
«ذلك حدث مرة من قبل» قالت الفرا�شة «وهل جدل التخييلي واملرجعي يف الرواية املغاربية ()2
�ست�أخذ الك�أ�س وت�شكر وتعطيهم؟».
«نعم» قال الفيل«تف�ضلي �أنت معنا»".
من املقطع ال�سردي ال�سابق ،يظهر �أن �شخ�صيتي
الفيل وامل�سيح ا�شرتكتا يف جمموعة من ال�سمات،
التي ميكن تو�ضيحها على ال�شكل التايل:
قدميك؟»". ضال عن الأفكار الثورية املوم�إ �إليها يف وف� ً كنت جائع ًا وكنت �أق�ضم قطعة من خ�شبته موقن ًا
ب-حكومة �أنياب :فهي حكومة ال ت�ستقطب �إال كل القول ال�سابق ،والتي ت�شي بحدوث نوع من �أن ع�صر املعجزات قد ولىّ .فج�أة �أرفع ر�أ�سي.
ذي ناب .وكيف ال تكون كذلك وهي التي و�ضعت االجتماعي اجلدل� ،أو بالأحرى نوع من ال�صراع ِ ي�شق ال�سماء .بعد قليل فج�أة �أرى جنم ًا المع ًا ّ
على ر�أ�سها ملكا� /أ�سدا يحمل ر�أ�سا فارغاً؟: وال�سيا�سي بني طبقة احلكام وطبقة املحكومني؛ ي�صبح النجم عربة .بعد قليل تقرتب العربة وينزل
"مادمت تن�صت �إىل ذلك الر�أ�س فلن تدري �أبداً. �صراع لعب فيه "الفيل" دور "النبي" امللهِ م، وجدك �أنت يا ح�ضرة الذئب». جدك الأ�سد ّ منها ّ
�إنه جمرد �صندوق يحمل فيه املرء �أنيابه و�أذنيه". والزعيم "احلكيم" ،الذي ا�ستطاع ب�أفكاره «جدي؟» �س�أله الأ�سد.ّ
ج-حكومة ليلية :فهي مل تت�ألّف �إال يف الليل، اجلريئة ،ومواقفه الثابتة ،توعية احليوانات، «جدي؟» �س�أله الذئب.
ّ
لذلك كان من الطبعي �أن يظهر الأ�سد "مرونة وحتفيزها على الثورة على حاكمها. جدك �أنت يا ح�ضرة «نعم قال ال�سنجاب» وحتى ّ
ودب" .تقول الرواية: هب ّ وا�ضحة يف قبول من ّ و�إذا كان الفيل يرمز �إىل �صوت ال�شعب و�ضمريه الكلب ،كلّهم نزلوا من العربة وجا�ؤا �إىل الفيل
"انتهى ت�شكيل احلكومة الليلية يف �آخر �ساعة الواعي مبا ُيحاك له من م�ؤامرات ،ف�إننا جند يف الن�ص �إىل �إفرازات اللحظة الراهنة ،بكل ما تزخرجد امللك فقد
.اثنان منهم �أخذا يلعقان حذاءه� ،أما ّ
من الليل .ان�سحب الأ�سد �إىل خمدعه .وهو مقابل ذلك "حيوانات" �أخرى ّقدمها الن�ص به من تناق�ض وعنف والتبا�س. يدق على طبلته ويدور حوله �سبع مرات و �أخذ ّ
وتذكر �إذ ذاك �إنه ّ يتثاءب ويغالب النعا�س، امل�ستبد.
ّ الروائي كنموذج /رمز للحاكم العربي غري �أن عملية الترّ هني هاته ،مل تتم من خالل يرق�ص»".
للأ�سف -ولي�س للأ�سف -قد ن�سي الفيل". من هذه احليوانات هناك :الأ�سد (امللك) ،والكلب الإدانة ال�ضمنية� ،أو ال�صريحة للواقع فح�سب، �إن ا�ستلهام العجائبي يف املقطع ال�سابق ،ويف
ت�شكلها ليالً،
د-حكومة خمادعة :فعالوة على ّ (رئي�س احلكومة) ،والنمر (وزير التخطيط)، اال�ستدعاء ال�ضمني لبع�ض و�إمنا من خالل ِ مواطن �أخرى من الرواية ،ي�أتي يف �سياق
ت�شكلت كذلك من وراء ف�إن احلكومة املذكورةّ ، والفهد (وزير الدفاع) ،والتم�ساح (وزير الت�شخي�ص الروائي لغرابة الواقع الذي يعي�شه
الثورات ال�شعبية املعا�صرة ،كالثورة الهندية التي
يتحول هنا �إىل ف�ضاء �ستار .ومن ّثم ف�إن ال�ستار ّ العدل) ،والثعلب (وزير الكالم) ،وال�ضبع (وزير �شكل انت�صارهاتزعمها املهامتا غاندي) ،والتي ّ واجتماعياً؛
ّ وثقافي ًا
ّ �سيا�سي ًا
ّ الإن�سان الليبي؛
للخديعة والد�سي�سة ،حيث ُتن�سج م�صائر ال�شعب الداخلية) ،واجلرذ (وزير الثقافة) ،واحلمار على قوى الظلم والطغيان ،حلظة فارقة يف ت�شخي�ص و�إن �أوغل باملحكي يف جماهل
يتنكر ال�سا�سة ويلب�سون بعيد ًا عن �أعينهم ،وحيث ّ (رئي�س حترير اجلريدة الر�سمية). حري بـــ"متمردي" التخييل والت�ضخيم والتغريب ،فيما ميكن و�صفه
التاريخ الإن�ساين املعا�صرّ ،
لكل حال لبا�س .يقول ال�سارد:
ّ �شكلت احليوانات ال�سابقة جمتمعة رمز ًا لقد ّ بــ"جماليات التفوق" L'esthétique
ليبيا احلديثة ت� ّأملها وال�سري على نهجها:
"خرج الذئب من وراء ال�ستارة وهو متنكر يف للحكومة الليبية ،ومن خاللها احلكومات العربية، "«ياه» قال ال�سنجاب مت�ضايق ًا «هكذا �أنت de la surenchère؛ �إال �أنه ينطوي
زي ذئب �آخر وذهب يبحث عن الكلب حتى التي اقرتنت يف الذهنية ال�شعبية ،بجملة من دائم ًا م� ّؤدب وكبري القلب لكن هذه الغابة على �أ�سمى احلقائق ،لأن منطق اخليال la
وجده يف �صحبة كالب �آخرين يتجاذبون ال�سلوكات ال�سيا�سية غري الر�شيدة ،وذلك نظرا مرياث لكبري املخالب .لعلك مت�أ ّثر بفقراء logique de l'imagination
�أطراف جريده ممزقة ويلطّ خون وجوههم لكونها: الهنود .لعلك ل�ست في ًال على الإطالق ،ولكننا الأكرث جموح ًا ،plus débridéeهو يف
باحلرب". ِ
خماطب ًا �أ-حكومة الأمر الواقع :يقول الذئب هنا جميع ًا جمرد حيوانات تعي�ش يف جمرد غابة. حقيقة الأمر منطق احلقائق الأعمق.
ت�شكلت احلكومة ّ ه-حكومة ل�صو�ص :حيث الأ�سد يف حول �ضرورة ت�أليف حكومة« " :لن بع�ضنا يقر�ض وبع�ضنا يقر�ضونه .واحد مغطى - 3البعد التخييلي لل�شخ�صية:
بهدف �سرقة حقوق ال�شعب و�أحالمه. �أدخل معك يف التفا�صيل ،فهكذا دائم ًا كان حال ومبوازاة مع العنا�صر الرتاثية ال�سابقة ،اعتمد بال�صوف وواحد غري مغطى ،هذا عنده ال�سوط،
"«نعم» قال اجلمل «حكومة ل�صو�ص .وكل الدنيا .اللبوءة تلد امللك ،والذئب امل�سكني ي�ؤلف له الروائي يف بناء �شخ�صية "الفيل" على عنا�صر وهذا عنده امل�سبحة»".
واحد منهم ل�ص». احلكومة يف �صمت .هل ت�سمح يل �أن �أجل�س عند �شد �أحداث
روائية معا�صرة /مغايرة ،تعمل على ّ
47 46
إبــــــداع إبــــــداع
شراسة املهدي الرتاث ،جملة (كتابات معا�صرة) ،ع ،29 :جملد ،8كانون .106-105
1- -Florie Maurin: L'orgueil, l'envie etكانون .1997 ،2
-نف�سه� ،ص�ص:
- La colère dans les contes de madameريا�ض جنيب الري�س:ال�صادق النيهوم :قبل الرحيل� ،أزمة
D'aulonoy, Mémoire de recherche,ثقافة مزورة-بعد الرحيل� ،أزمة ثقافة م�صادرة ،جملة(الناقد)،
� 2ème année de Master Créationس ،7ع ،83 :مايو 1995م.
littéraire, Université Clermont
� - Auvergne UFR Lettres, Culture,صادق النيهوم :احليوانات ،مكتبة 5التمور للكتاب ،بنغازي،
Sciences Humaines, juin 2019, P: 15.ليبيا.2010 ،
-باللغة الفرن�سية:
- Catherine Rondeaun: le règne -Catherine Rondeaun: le règne
du merveilleux: une exploration du merveilleux: une exploration
théorique et photographique de théorique et photographique de
l'univers des contes, mémoire l'univers des contes, mémoire
de recherche présenté comme de recherche présenté comme
exigence partielle de la maîtrise exigence partielle de la maîtrise
en communication, université du en communication, université du
Québec à Montréal, décembre 2009. Québec à Montréal, décembre 2009,
- Florie Maurin: L'orgueil, p: 22.
l'envie et La colère dans les contes -الرواية� ،ص�ص.106-105 :
de madame D'aulonoy, Mémoire de -نف�سه� ،ص.8 :
سعاد الصيد الورفلي .ليبيا recherche, 2ème année de Master -نف�سه� ،ص.8 :
Création littéraire, Université -نف�سه� ،ص.15 :
هي رحلة الإن�سان احلقيقية خلف الأ�سئلة املتوارية وراء ذواتنا الإن�سانية� ،إنها Clermont Auvergne UFR Lettres, -نف�سه� ،ص.18 :
Culture, Sciences Humaines, juin -نف�سه� ،ص.11 :
تلك احلرية التي يحبها الإن�سان ب�شغف ابن الطفيل يف املخيال العربي� ،إبن الإن�سان -نف�سه� ،ص�.ص.25-23 :
2019.
الطفل الذي مازال يبحث عن كيف جئنا و�أين كنا ،فهو ال يكتفي بالأجبات بل تزده - Jeanne Demers et Lise �-أحمد اليبوري :الرواية املغاربية و الرتاث� ،ضمن :الرواية
�ضراوة ونفور ًا .دائم ًا ما �أرجح �أن ق�ص�ص "جاتو" هي حم�ض فل�سفة ت�ستع�صي �أمام Gauvin: Autour de la notion de conte العربية يف نهاية القرن ،ر�ؤى م�سارات� ،أعمال ندوة -25
القراءة االوىل ،بل تفر�ض علينا ان ننتهج �أدوات وا�ساليب نقدية ب�صيغ ور�ؤى �أخرى écrit quelques definitions, Études � 27-26شتنرب ،2003من�شورات وزارة الثقافة ،الرباط،
françaises, Volume 12, numéro 12-, � ،2006ص.148:
ملا حتمله من م�ضامني روحية وفل�سفية رمزية ت�ؤدي بنا �أن نكون يف ذات امل�ستوى من
avril 1976.
الروح التي ميتلكها جاتو. - Marie-Sophie Bercegeay: -الئحة امل�صادر واملراجع:
Histoires, ou Contes du temps
passé-Charles Perrault, Mémoire de -باللغة العربية:
master, université de Lyon, 1 / juin � -أحمد اليبوري :الرواية املغاربية و الرتاث� ،ضمن :الرواية
2015. العربية يف نهاية القرن ،ر�ؤى م�سارات� ،أعمال ندوة -25
� 27-26شتنرب ،2003من�شورات وزارة الثقافة ،الرباط،
51 50
إبــــــداع إبــــــداع
ومن �أين؟ �إبن ال�شرا�سة اختار النهاية التي ت�أمل كان الأ�سلوب جارفناً .للحظة الآن ،وهذا اجمل ما
فيها �سر البهجة بعد رحلة �شقاء متنوعة يف حرية " لكن الولد ت�صرف بطريقة ه�ستريية ،قطف يف الق�صة� ،إنك حني تقر�أ اللحظات التي ج�سدها
متنع �سعادته بالأ�شياء من حوله� ،إنه مل يذق وك�سر الأغ�صان ب�شكل جنوين" ،ولكي ابن ال�شرا�سة �سرعان ما تعي�ش احلدث برمته
طعمها الذي وجد ليعرف حقيقيته بل عذب نف�سه يكت�شف ماهية الكاين اجلديد �سكب عليه �إبريق ماث ًال �أمامك ك�أنك ت�شاهد او ترى ذلك الطفل بكل
ب�س�ؤال فتح اخاديد يف النف�س �آلت به �إىل �أخدود ال�شاي يف غفلة من والديه ،لريتفع �صراخ مالحمه ونظراته التي زادت من ارتفاع وترية
�أكرب يحرتق فيه. الطفلة عالياً" الق�صة يف ارتفاعها املتتايل ك�أل�سنة اللهب التي
ر�سم خامتتها بكل دقة وانفعالية دون �أن ت�شك
"�إبن ال�شرا�سة" تابو الفل�سفة الذي اعتنق ا�ستعمال املفردات ( �أنبثق ،ماهية ،غفلة� ،إبن لوهلة �أن الق�صة نفثة واحدة كمن قيد نف�سه
فيه الروح واجل�سد ،و�س�ؤال الزمان واملكان. ال�سابعة ،يف اليوم ال�سابع ) تعطي �إنطباع ًا لنطق كلمة كانت حبي�سة يف �صدره منذ حني.
امتالك الكاتب للأدوات الرمز احلقيقية بعيد ًا روحي ًا للنف�س الإن�سانية التي جتلت يف كتب �أما املكان كانت براعة الكاتب يف توظيفه �شيئ ًا
عن توغل كثري من الق�صا�ص يف جمريات الفل�سفة والت�صوف للوقوف �أمام ماهية الذات مينحنا �شغف ًا لر�ؤية تلك التالل وما تخفيه خلفها
احلياة العادية� .إنه اختيار "جاتو" املتميز بفكرته الإن�سانية ،هذه امللكات كان يكت�سبها قلم جاتو من حلظات مو�سومة ب�أحداث دراماتيكية ،ي�صل
التي ترتفع به نحو ال�سمو يف كثري من الأعمال يف ر�سم احلدود احلقيقية ،بحث ًا عن جتليات م�ستواه لرواية متكاملة االركان� .صور املهدي
وتن�أى به عن امل�شاركة يف ر�سم ت�شابه ق�ص�ص الإن�سان بف�ضول حكيم يقف عند حدود مل بداية الطفل ( غرائبية ) فهو يختلف عن كل
�أ�سو ًة بق�صا�ص يعيدون ر�سم احلياة ب�شكل ت�ستطع له �صرباً ،لن ي�صل �إن�سانه �إىل ال�ضفة االطفال .يت�ضح من الأ�سلوب الت�صوري الذي
مكرر يف عبارات تكاد تتفق مع اق�صو�صات املقابلة ،و�سيظل يعود لل�س�ؤال ذاته الذي خ�شعت احكم بدايته من خيال رمبا كان واقع ًا ال ننكره
متماثلة. وخجلت منه الن�سوة الالئي كدن �أن يقطعن يف كثري من االحداث املت�شابهة لهكذا طفل ،لكن
�أيديهن من هول املفاج�أة التي مل يتوقعنها رغم الكاتب برع يف تف�ضيل الذات الق�ص�صية ( بطل
غياب االم ،قذف الأ�شياء يف التنور وحتى
كل من يقر�أ ابن ال�شرا�سة �سيتخيل ذلك الطفل، عناء احلالة واختالف الأحوال ،الزمان واملكان الق�صة ) حتى �أن كل قاريء �سريى هذا الطفل
الكائنات ،اخلطايا والأثام ،اعرتاف� ،أحرق فيه
و�سريى امل�شاهد املتتالية التي تبلغ ذروة والتحايل ،ومفاتيح الق�صة التي تقفل باب ًا ليفتح واقع �أو جزء من ذاته �أو ذات ما ،فوجود الطفل
كل �شيء" فج�أة �أنت�صب واقفاً ..وهو يت�أمل ..
اال�شتطاط يف العمل وك�أنه فيلم رمزي .ي�صل فيه �آخر ،الأحداث التي ت�شغل حيز ًا من املكان، لي�س طبيعي ًا بل �شبه ب�أنبثاق العفاريت من غياهب
ما هو الرماد؟ ،يحلل ليفك �سر اجلمر" االحرتاق
العملة بدايات ال�صمت و�إيقاع احلياة يف حلظات اال�سرت�سال واالت�صال غلغلة احلدث لي�صل �إىل املجهول ،ذلك املجهول الذي نخ�شاه ،ويتحول
الذي ي�سلخ الذات ك�أنه ي�صربها و يحولها،
�آنية يحرتق كل �شيء ليكون التنور رمز الفناء ال�صورة النهائية بطريقة تراجيدية تقطع كل �إىل فل�سفة غام�ضة املالمح تتلظى بعذاباتها كلما
ي�صبح ذلك الواد لون ًا يعك�س �شرر النار.
وبداية حياة جديدة. الت�سا�ؤالت ليفتح ال�س�ؤال الأكرب" .جل�س "ابن زادت �شقوتنا يف احلياة .من �أزقة املكان انبثق
ال�شرا�سة" وهو يراقب النار بعينني حممرتني" ليكون الولد الراف�ض لكل القوانني حتى يعبث
الق�صة مل تكتب اعتباطاً� ،إمنا كان وراء �شخ�صية
..النار ..احلمرة ..املراقبة " ..تداعيات احلدث" بكل �شيء باحث ًا عن ردة فعل ت�شبع غروره
البطل �س�ؤال احلقيقية الذي حري العقل الب�شري
ال�سعفة وال�صريورة ،والزوال� .إ�شارات الفناء، الإن�ساين الفظ.
منذ بدايات التكوين ،ملاذا �أنا؟ وكيف جئت؟،
53 52
إبــــــداع ترجمـــــــات
إبــــــداع
تكتب من فراغ الفكرة �أوال ،ناهيك عن فراغك الوجوديني ،وال�صوفيني وال�شعراء واملفكرين التي �شكلته ،ليظهر بهذه ال�صورة .قراءة �أفقدتني فهي حم�سوبة على الآخرى ولي�س على الدنيا،
من �أ�ساليب الآخرين وتعبرياتهم و�أطرهم العامة والفال�سفة ،وا�ستح�ضرت املقوالت ال�شعبية، الإح�سا�س بلذة ال�شعر واللغة .رمبا هنا تتدخل �أو �أنها غري موجودة �أ�صالً ،وهذا ما �أرجحه كما
التي قرروها ،وعرفت يف عنا�صر ال�شكل الفني والن�صو�ص الدينية القر�آنية والتوراتية والنبوية. نظريات التلقي التي تتفهم الغر�ض من القراءة جاء يف �أدلته التف�صيلية يف موقعه ،وبالت�أكيد
املكونة للجن�س الأدبي. كنت �أ�سعى �إىل تعرية الن�ص والك�شف عما و�أهدافها .القراءة تف�صح عن نف�سها �أنها لي�ست ف�إن هذا لي�س هو موقعه لأ�شرحه.
�أظن �أن من واجب الكتابة الالحقة حتطيم كل وراءه من ن�صو�ص ،لي�صبح الكتاب كارثيا، بريئة �إطالقا من �سوء النية واالنتهاك للن�ص وما ال �أ�ستطيع �أن �أطبق على نف�سي مقوالت نظريات
كتابة �سابقة ذات �صلة ،وجعلها ركاماً ،ال مالمح وي�صدق فيه ما كنت �سجلته عن نف�سي "�أن بعد الن�ص وما قبله. التلقي والقراءة املتعددة لهذا الن�ص ،لأنني ال
لها ،لإعادة ا�ستخدام هذا الركام مرة �أخرى ،و�إال �أي كتاب �أقر�أه ال ي�صلح لذي قارئ بعدي" من ويف ب�سبب قراءةعلي ّ �أدري ما الذي اختلف ّ
ف�إن النتيجة ن�ص فيه من حلم الن�صو�ص احلية كرثة هذه "اخلرب�شات" .وهي عادة اعتدت كانت نتائج هذه القراءة مذهلة؛ القراءة الأوىل الديوان مرتني يف زمنني خمتلفني ،وال �أدري
وروحها ال�شيء الكثري ما يفقد الن�ص اجلديد عليها بعدما �أ�صبحت م�ؤلفاً .فنادرا ما يظل كانت �صامتة ،مل �أمرر قلما �أو �أخطّ �سطرا �أو ماذا كان ميثل يل الديوان �أول �أن قر�أته والآن
�شخ�صيته الإبداعية ،ويجعله معلّقا بالآخرين يدي .لذلك رمبا
الكتاب �سليما معافى وهو بني ّ �أكتب ملحوظة على هوام�ش ال�صفحات ،وبقي اختلف .امل�س�ألة تدور يف فلك العبث� ،إمنا هو
تعلّق �ضرورة ووجود ،وهذا ما ال تقوله �أ�صول من �أجل هذا ال �أ�ستطيع قراءة الكتب الإلكرتونية م�شع ًا ّبراقاً،
ّ الديوان �أنيقا ونظيف ًا والن�ص كتاب قر�أته حينها لأنه كتاب جديد لل�شاعر
�صنعة الكتابة ،بل �إن التحرر من الآخرين �شرط �إال يف ال�ضرورة الق�صوى ،لأنها حترمني متعة حتى امللحوظة اخلا�صة بتاريخ القراءة الأوىل حممود دروي�ش الذي قر�أت كل �شعره ونرثه
�أي �إبداع حقيقي ،ولي�س الإقامة يف الن�صو�ص اخلرب�شة على ج�سد الن�ص ،فيظل �أعلى مني ،وال ا�ستخدمت لكتابتها قلم الر�صا�ص .هل كنت وكثريا مما كُ تب حول �أدبه ،ودر�سته قبلها يف
على نحو يجعل الكاتب �أ�سري مقوالتها و�أهدافها �أمتكن من ركوبه وال�سيطرة عليه متاماً ،فتزوغ �أحرتم الكتب �أكرث يف تلك املرحلة؟ رمبا ،هو ر�سالة املاج�ستري ،ومل يكن حينها عندي �أي
و�شروط كتابتها الأوىل. مني �أفكاره و�أتوه ،فال �أدري �أين ذهبت بو�صلتي �شيء �أكرب من االحرتام؛ فلي�س من حقك �أن تعبث كتاب �سوى بحث الر�سالة املخطوط ،وما زال
قتلت يوم ًا
َ مرة �س�ؤاالً؛ "هلطرحت ذات ّ الهادية. ب�أي كتاب مبثل هذه اخلرب�شات العابرة. خمطوطاً ،ولعله �سيظل خمطوطاً.
�شاعر ًا كبرياً؟" ،وقررت فيه �أنه �إذا �أردت �أن يف القراءة الثانية الفاقدة للذة اال�ستماع بال�شعر ما �أ�ستطيع طرحه هنا و�أ�ستطيع الإجابة عنه؛
تكون �شاعرا ،عليك �أن تفعلها ،وتقتل �شاعرا بدا يل �أن دروي�ش بعد هذه "املكنكة" النقدية وباللغة ،كانت لأغرا�ض البحث� ،صحيح �أن ما هو �س�ؤال :ملاذا قر�أت الديوان من جديد؟ قر�أت
كبريا ،وحددت لذلك ثالثة �شعراء� :أدوني�س، "حطّ اب" لغة وثقافة �أكرث منه �شاعراً؛ جديده قليل م�شرتك بني القراءتني هو �أن الديوان قر�أته يف كل الديوان يف غمرة الإعداد لكتاب جديد �أدر�س فيه
ونزار قباين ،وحممود دروي�ش� ،إمنا ما قالته وي�صح فيه ما كنت
ّ ونادر ،لكنه ذو اطالع ومعرفة، مرة يف جل�سة واحدة ،يف الأوىل مل �أخرج خارج مناذج متعددة من الن�صو�ص ال�شعرية وال�سردية
يل القراءة الثانية للجدارية �أن دروي�ش ًا �أتى قلته عن �أدبائنا �أنهم يف الغالب "ن�صو�صيون"، والديوان �إىل
َ الديوان ،ويف الثانية ظللت �أخرج والأعمال الدرامية ،بلغت ع�شرة �أعمال� ،أخ�ضعها
بكثري من ال�شعراء وغري ال�شعراء و�أحياهم يف تقربهم �إىل �أنهم
على الرغم من �أن هذه ال�صفة قد ّ الآخرين ال�سابقني له و�أعر�ض عليهم دروي�ش كلها للبحث البنيوي ملعرفة ما فيها من عنا�صر
ق�صيدته ،و�أجل�سهم على مقاعد حجبت �صورته، "ل�صو�صيون" �أو "متل�ص�صون" -يف �أح�سن ومقوالته ،و�أقول :هنا مر �آخر من قبل دروي�ش، ثقافية مت�أثرة بها ،مما يقع عند الكتاب يف
�أو كادت ،فهل كنت خمطئ ًا يف ما تو�صلت �إليه الأحوال -على الآخرين ،يطلون عليهم من ف�أعاد الن�ص كالمهم وا�ستعاره ،و�أحيانا حطّ مه العادة ،و�أ�صبح ظاهرة يف الدرا�سة ،بل مو�ضة
من نتائج لهذه القراءة؟ وهل �أفلحت القراءة �شرفات الكتب ،في�سرقونهم دون �إذن! و�أحيانا بدله ،و�أحيانا قلّده ،و�أحيانا مترد عليه. مل ي�سلم منها ناقد �أو دار�س �أو كاتب ،وخا�صة
الثانية للجدارية �أن تق�ضي على القدا�سة �أي�ض ًا �أهم ما قالته يل القراءة الثانية �أن الرباءة من يف هذه القراءة امتلأت ال�صفحات باخلطوط يف النقد البنيوي ،والنقد الثقايف ،لذلك عدت �إىل
ولي�س على املتعة فقط؟ دم الن�صو�ص ال�سابقة �شيء نادر احلدوث ،بل وغ�صتّ واخلرب�شات املكتوبة بقلم احلرب، الكتاب لأقر�أه قراءة ال تقع �ضمن �شروط قراءة
عد النقاد �أنه �أمر الزم ،فلي�س �سهال �أن رمبا ّ باال�ستح�ضارات لكتب الآخرين ومقوالتهم، "امل�ستمتع" بل حتت التفتي�ش عن "ال�صناعة"
57 56
إبــــــداع إبــــــداع
احل�سبة – بالتفريق بينه وبني زوجته " جليلة " التي بالفعل الذي ميتاز به البع�ض ممن يعملون عقلهم يف
�أ�صيبت بجلطة دماغية ماتت على �إثرها � ،إذ اعتربت ت�أويل الن�صو�ص الدينية لف�ض التعار�ض الظاهري بني
حكم التفريق مبثابة حكم بالإعدام ،واحلق �أن حمنة الن�ص والعقل ،والتقريب بني احلكمة – الفل�سفة –
هذا الأ�ستاذ اجلامعي تقرتب كثري ًا -من خالل بع�ض وال�شريعة .وهو ما رف�ضه فقهاء النقل حني تعاملوا
الإ�شارات ال�سردية – من حمنة "ن�صر حامد �أبوزيد" – فح�سب – مع ظاهر الن�ص ،وتوقفوا �أمام دالالته
،فقد طلب من االثنني النطق بال�شهادة وهذا يعني �أنهم ال�سطحية املبا�شرة .
تدخلوا يف نيتيهما وحكموا ب�أنهما كافران ،والنطق محمد السيد .مصر
بال�شهادة �أمام املحكمة طريقة يف اال�ستتابة ،وعندما • املا�ضي واحلا�ضر : و�إذا كان من املمكن و�صف هذه الرواية – " بيت من كثرية هي ال�شخ�صيات الإ�شكالية يف الثقافة
يحكي "�سعد الدين �إ�سكندر" عن نف�سه يبدو وك�أنه من البداهة �أن نقول �إن "�إبراهيم فرغلي" ال يعود زخرف – ع�شيقة ابن ر�شد " ( دار ال�شروق ) – ب�أنها الإ�سالمية ،وي�أتي ابن ر�شد يف مقدمة هذه
يتحدث عن حياة "ن�صر �أبوزيد" التي نعرفها حني �إىل ابن ر�شد ال�ستعادة فرتة تاريخية فح�سب ،بل رواية تاريخية ت�سرد جانب ًا كبري ًا من حياة ابن ر�شد، ال�شخ�صيات ،مبا �أثاره – وما زال يثريه – من
يقول " �أنا ابن عامل ب�سيط ،ع�شت حياة ب�سيطة ، من �أجل �إ�سقاط هذا التاريخ على الواقع الراهن، ق�ضايا كانت والتزال مو�ضع عداوات و�صلت
يظل من املمكن �أي�ض ًا و�صفها ب�أنها رواية معرفية من
ودر�ست درا�سة عادية يف �أحد املعاهد ،ومل �أبد�أ وذلك من خالل توظيف بنية التوازي بني حمنة "ابن حد التكفري الذي �أ�شهره "�أبو حامد الغزايل"
خالل طرحها لق�ضايا من قبيل :العقل والنقل ،والعقل يف وجه "ابن ر�شد" يف كتابه ال�شهري " تهافت
الدرا�سة الأكادميية يف جمال تخ�ص�صي �إال بعد زمن ر�شد" وحمنة �أ�ستاذ اجلامعة امل�صري "�سعد الدين املفارق والعقل الفعال� ،أو لنقل العقل املوجود بالقوة الفال�سفة " ،ورد "ابن ر�شد" عليه بكتاب "
وبعد معاناة مع احلياة ". ا�سكندر" الذي حكمت املحكمة عليه – طبق ًا لقانون الذي ي�شرتك فيه ماليني الب�شر ،والعقل املوجود تهافت التهافت " .
59 58
إبــــــداع إبــــــداع
�أي �إ�سكندر – �أن �أ�ستخرج خمطوط مانويال من باطن الفال�سفة و�أمر ب�إحراق كتب ابن ر�شد. وهكذا يبدو الأمر وك�أننا �أمام بنيتني متوازيني ،الأوىل • تعدد الأ�صوات ال�ساردة :
الأر�ض". تنق�سم الرواية �إىل �ستة �أق�سام حتمل العناوين الآتية : معلنة بني �إ�سكندر وابن ر�شد ،والثانية �ضمنية ميكن
ويبدو �أن املكان له ت�أثريه البالغ على املواقف والر�ؤى وقد يوظف الكاتب اخليال الفانتازي كما يف ر�ؤية اخلبيئة – �أفريوي�س – كتاب مانويال – لبنى القرطبية ا�ستنتاجها بني "�إ�سكندر" و"ن�صر �أبو زيد" ،تقول
فيذكر �إ�سكندر �أن مارجريت قد ذكرتنا "مبواقف �إ�سكندر لتلك املر�أة الغجرية التي ر�أى عينها جتحظ – كتاب �إ�سكندر ،ثم ي�أتي الق�سم ال�ساد�س بال عنوان �إيليا التي وقعت يف غرام �إ�سكندر وا�صفة الت�شابهات
و�شخ�صيات و�أ�ساتذة در�سوا لنا ،وا�ستدعت طرائف وتقع �أمامها وترك�ض مثل كرة .وميتد هذا اخليال لكنه مروي من خالل "ماريا �إيلينا". بني ابن ر�شد و"�إ�سكندر" :انده�شت من �شدة ت�شابه
ومفارقات من حياتنا يف مو�سكو التي ج�سدت لنا الفانتازي يف ر�ؤية ابن �أبي الوليد ابن ر�شد لكتب �أبيه ال�صراع على ال�سلطة املعرفية الذي راح �ضحيته
حلم ًا كبري ًا �أنذاك ،وانحيازات عاطفية لال�شرتاكية "التي غدت غرانيق حملقة يف ال�سماء م�ؤثرة �أن تغدو وقد �أدى انق�سام الرواية �إىل هذه الأق�سام �إىل تعدد �إ�سكندر كما راح �ضحيته �أفريوي�س – �أحد �أ�سماء ابن
وال�شيوعية واالنبهار بالدفء الذي ي�سيطر على حرة مثل �أفكار �صاحبها " ،هذه الأفكار التي ا�ستقاها الأ�صوات ال�ساردة ما بني "ماريا" و"�إ�سكندر" ر�شد يف الغرب – من قبل " ،والالفت هو مالحظتها
عالقات النا�س الذين التفرق بينهم فوارق الطبقات " .ابن ر�شد من �صباه وجعلت من الأندل�س يوتوبيا جتمع و"لبنى القرطبية" والراوي اخلارجي العليم �صانع ًا �أن �إ�سكندر ينتمي �إىل املدر�سة الر�شدية و" �أن ما جعله
�إننا �أمام عوملة وا�ضحة جتمع مو�سكو وقرطبة وم�صر بني �أ�صحاب الديانات الثالثة حني يقول :مل نكن " بذلك ما �سماه باختني بالبولوفينية وتعدد الر�ؤى ور�سم يرى �ضرورة اخلروج من م�صر هو �شعوره ب�أنه وحيد
و�سوريا ،وقد ات�ضح هذا من اختالف جن�سيات و�أديان نبايل �إن كان العيد يخ�صنا نحن امل�سلمني �أو عيد ًا لوحة �سردية كبرية تكمل كل حكاية فيها الأخرى. يف مواجهة قوى ظالمية ميكنها �أن تغتال �أي �شخ�ص
�أ�صدقاء مارجريت الذين قدمتهم لإ�سكندر :بتول ،للن�صارى �أو اليهود ،فالعيد عيد وال�صبية من اليهود كما تت�شابك ال�شخ�صيات ،فماريا التي تعد ر�سالة معنوي ًا بالت�شكيك يف تدينه " ،وهذا ما يجمع بني
والن�صارى ممن ي�شاركوننا احتفاالت العيد يرتقبون لوي�س ،م�صطفى ،كارمن ،عا�صي. دكتوراه عن فل�سفة الفن تقع يف غرام "�سعد الدين ال�شخ�صيات الثالثة امل�شار �إليهم .يقول فرغلي �إنه "
م�شاركتنا لهم مرح �أعياد امليالد والف�صح و�سواهما �إ�سكندر" امل�صري املهاجر �إىل قرطبة واملهتم بالفل�سفة مدين �أو ًال بال�شكر لقائمة طويلة من امل�ؤلفني واملفكرين
" لكن هذا احللم �سرعان ما يتبدد حتت وط�أة العقلية • الكتب الطائرة : الإ�سالمية خا�صة فل�سفة ابن ر�شد ،بعد �إقامته – الذين �أتيحت يل قراءة ما كتبوه حول �سرية و�أفكار
وظف �إبراهيم فرغلي – يف كثري من املوا�ضع – النقلية التي مل تفعل �شيئ ًا �سوى �إعادة �إنتاج الوثنية فرتة – يف مو�سكو ومعرفته مبارجريت .واهتمام ابن ر�شد وحول تاريخ الأندل�س ،وقد ت�ضمنت الرواية
الأحالم التي قد تتحول �أحيان ًا �إىل كوابي�س ،تقول ولكن ب�أدوات جديدة حيث " ا�ستخدم الدين نف�سه مانويال – �صديقة ماريا – مبجموعة �أوراق من�سوبة بع�ض ًا من فقرات اجتز�أتها من تلك الن�صو�ص ،وبع�ضها
لبنى القرطبية حتت عنوان "ر�ؤيا"" :ر�أيتني ليلة الذي جاء ليثور على الوثنية ليغدو وثن ًا جديد ًا بوا�سطة البن ر�شد الذي بدا بو�صفه خيط ًا رئي�سي ًا جامع ًا لهذه من كتب ابن ر�شد الأ�صلية �أي�ض ًا".
�أم�س مع �أبي الوليد ،كنا نتحدث حديث ًا هام�س ًا كالذي تلك العقليات اجلامدة " ،وقد جت�سد هذا العقل اجلامد ال�شخ�صيات القدمية واملعا�صرة على نحو ماظهر يف
يدور بني الع�شاق ،ثم �سمعنا �أ�صوات ًا وجلبة ،وقبل �أن يف "زياد" ابن كمال و"بيالر" �شقيقة مانويال الذي عالقة لبنى القرطبية تلميذته وعا�شقته وك�أنها �صورةهذا املقتب�س من هام�ش الرواية ي�ؤكد ما �أ�شرت �إليه �أن
ندرك ماحدث ر�أينا ملثمني على جوادين يقرتبان منا ا�ستباح قتل الأبرياء ظن ًا منه �أن ذلك جهاد يف �سبيل قدمية لعالقة ماريا ب�إ�سكندر الذي حولته من �أ�ستاذالرواية تت�ضمن جانب ًا معرفي ًا مبا�شر ًا .وقد ات�ضح هذا
يف هرولة" ،وهكذا تبد�أ الر�ؤيا بحلم هام�س جميل الدين . حتت عنوان "الن�ساخ" حني يورد ما ذكره ابن ر�شد
فل�سفة �إىل ناب�ش قبور ال�ستخراج �أوراق مانويال التي
بني عا�شقني ثم تتحول فج�أة �إىل كابو�س بظهور هذين عن " التكلم بني ال�شريعة واحلكمة" ،و�أنه " :يجب
ا�ضطرت ماريا لدفنها معها.
امللثمني .ورمبا تكون هذه الر�ؤيا على �إيجازها تعبري ًا بال�شرع النظر يف القيا�س العقلي و�أنواعه" ،و�إثباته
عن حياة ابن ر�شد الذي و�صل �إىل من�صب "قا�ضي للعديد من الآيات الكرمية الداعية �إىل �إعمال العقل ويف هذا ال�سياق ت�أتي ق�صة "عا�صي" الذي ترجم �أحد
الق�ضاة " يف زمن ال�سلطان " �أبو يعقوب يو�سف بن والتدبر يف الآيات الكونية ،وعليه :فمن "الواجب �أن �أعمال ابن ر�شد �إىل العربية و�شارك يف نحت متثاله
عبد امل�ؤمن " املحب للفل�سفة ،ثم انتهى به الأمر – �أي يف قرطبة ،والذي �أراد �أن ينقذ منحوتاته "فحفر لها جنعل نظرنا يف املوجودات بالقيا�س العقلي".
ابن ر�شد – �إىل النفي يف عهد املن�صور الذي عادى عميق ًا يف باطن الأر�ض – يف �سوريا – و�أردت –
61 60
إبــــــداع إبــــــداع
الإ�سماعيليني ،حيث اعتنق املذهب ال�شيعي الإ�سماعيلي امل�سل�سل ال�سوري "عمر اخليام" ،2002وامل�سل�سل
بعدما كان ينتمي للمذهب ال�شيعي االثني ع�شري ،وهو امل�صري "الإمام الغزايل" ،2012وم�سل�سل
بعمر الـ ،17بح�سب ما ورد يف مذكراته. ضال عن روايات �أدبية عدة "�سمرقند" ،2016ف� ً بعيداً عن األساطير والقصص الدرامية..
وين�سب اال�سماعيليون �أنف�سهم �إىل �إ�سماعيل بن جعفر �أ�شهرها رواية "�سمرقند" للأديب اللبناين �أمني
ال�صادق بن حممد الباقر بن على بن احل�سني ،وقد معلوف ،ورواية قلعة �أملوت للكاتب فالدميري بارتول.
انق�سم ال�شيعة بعد �إمامهم جعفر ال�صادق �إىل جعفرية
و�إ�سماعيلية ،نتيجة نزاع على الإمامة.
كما ا�ستلهمت لعبة Assassin's Creed
�سرديتها وا�سمها من هذه الطائفة ،وكانت ال�شهرة
ماذا عن احلشاشني؟
وبينما كان الإ�سماعيليون يوالون الدولة ال�شيعية التي حققتها اللعبة الإلكرتونية خري مثال على اجلاذبية
الفاطمية ،ان�سحب ذلك على توجهات ال�صباح ،الذي الكبرية لق�صة هذه اجلماعة التاريخية.
كان يرحتل بني املدن الفار�سية يف ذلك احلني ،متعلم ًا بيد �أنه وبخالف الأعمال الأدبية والدرامية ،حتمل
ونا�شر ًا للدعوة الإ�سماعيلية ،وتوجه عام � 1078إىل املعطيات التاريخية املو�ضوعية ت�صحيح ًا للكثري من
القاهرة بتوجيه من كبري الدعاة الإ�سماعيليني عبد امللك املعطيات ب�ش�أن طائفة "احل�شا�شني" ،بدء ًا من ا�سمها،
بن عطا�ش ،لتقدمي الوالء للخليفة الفاطمي امل�ستن�صر مرور ًا بق�ص�ص قادتها ،ولي�س انتهاء عند �سمعتها،
بالله وت�سجيل ا�سمه يف البالط ،ومكث يف م�صر نحو ك�أول من انتهج االغتيال ال�سيا�سي املنظم يف التاريخ
� 3سنوات بعدما نال حظوة اخلليفة� ،إال �أنه غادرها الإ�سالمي.
الحق ًا بعد خالف مع �أمري اجليو�ش ،الوزير بدر الدين • ن�ش�أة من رحم اخلالفات:
اجلمايل ،الذي كان �أقرب ما يكون احلاكم الفعلي، ظهرت جماعة "احل�شا�شني" �أواخر القرن احلادي
وتعر�ض ال�صباح للمالحقة ،وجل�أ �إىل بالد ال�شام ،ثم ع�شر ميالدي ،يف ذروة �صراع حمتدم بخلفيات
بغداد ،ليعود �إىل بالد فار�س حيث بد�أ التمهيد لثورة مذهبية (�سنية �-شيعية) ما بني ال�سالجقة والدولة الليبي .وكاالت.حسين طليس .لبنان.
على ال�سالجقة. العبا�سية التي كان مركزها يف بالد ما بني النهرين
موت امل�ستن�صر بالله ،حمل لدولة الفاطميني انق�سام ًا (العراق) وبالد فار�س من جهة ،والدولة الفاطمية التي ضال عن �سمعة مرعبة �ساهمت يفال�شرق الأو�سط ،ف� ً مل يكن م�سل�سل "احل�شا�شني" التاريخي الذي ُعر�ض
�آخر ب�ش�أن �أحقية اخلالفة �أو "الإمامة" ،ما بني �أبناء كانت تتخذ من م�صر و�شمال �أفريقيا مركز ًا لها من جهة ن�سج وانت�شار الكثري من الأ�ساطري واخلرافات ،ال �ضمن املو�سم الرم�ضاين �ألأخري �أول الأعمال الدرامية
امل�ستن�صر بالله ،نزار امل�صطفى لدين الله و�أحمد �أخرى ،يف وقت كانت ت�شهد املنطقة ما عرف بالغزوات تزال حتى اليوم تثري اجلدل والنقا�ش التاريخي ب�ش�أن والفنية التي ت�سلط ال�ضوء على هذه اجلماعة الإ�سالمية
امل�ستعلي بالله� ،إال �أن اجلمايل وابنه �أف�ضل �شاهن�شاه، ال�صليبية التي �شنها قادة م�سيحيون �أوروبيون. �صحتها. من القرون الو�سطى� ،إذ لطاملا �ألهمت ق�ص�ص طائفة
�أيدا تن�صيب امل�ستعلي بالله وجعلوه خليفة يف القاهرة، ت�أ�س�ست هذه اجلماعة على يد ح�سن ال�صباح احلمريي "احل�شا�شني" الروائيني والكتاب واملخرجني ،بل
بينما هرب �شقيقه نزار �إىل الإ�سكندرية و�أطلق ثورة ( )1124 – 1037الذي ولد يف بالد فار�س ون�ش�أ و�سبق م�سل�سل "احل�شا�شني" الذي ّ
ج�سد ق�صة زعيم وحتى منتجي الألعاب الإلكرتونية.
على �أخيه حتى �سجن وقتل. حتديد ًا يف منطقة "الري" ،التي كانت حتت حكم وبدا هذا االهتمام طبيعيا نظر ًا ملا حملته تلك الق�ص�ص هذه اجلماعة ،ح�سن ال�صباح ،العديد من الأعمال
كان ال�صباح يف ذلك الوقت منادي ًا بخالفة نزار ون�سله ال�سالجقة يف ذلك احلني ،فيما كان �سكانها من ال�شيعة من ت�شويق و�أحداث وتطورات غيرّ ت يف جمرى تاريخ الدرامية التلفزيونية التي تناولت الق�صة ،من �أبرزها
63 62
إبــــــداع إبــــــداع
ال�سيا�سي الذي نفذته هذه اجلماعة ،وذلك بح�سب ما ويف حديثه ملوقع "احلرة" يرجح الباحث التاريخي �أوروبا ،وا�شتهروا تاريخي ًا با�سم "احل�شا�شني" �أو و�أحقيتهم بالإمامة ،بنا ًء على تو�صية والده امل�ستن�صر
يرد يف قامو�س �أوك�سفورد. والروائي عبا�س احل�سيني� ،أن تكون ت�سمية "احل�شي�شية" ،وراجت ب�ش�أن �أ�صول هذه الت�سمية وت�سميته خلليفته ،مما جعل ال�صباح �أقرب ليكون الأب
وي�شرح يف حديثه ملوقع "احلرة" �أن الت�سميات احل�شا�شني حتوير لكلمة "�أ�سا�سني" ،Assasins فر�ضيات عدة ،بينها �أنهم �سميوا "احل�سا�سني" ن�سبة الروحي للطائفة النزارية يف بالد فار�س ،و�أبرز الدعاة
التي تطلق يف التاريخ على اجلماعات "عادة ما ت�أتي التي تعني "القتلة" �أو منفذي االغتياالت ال�سيا�سية، لزعيمهم ح�سن ،فيما تقول روايات �أخرى �أن الكلمة امل�ؤ�س�سني لها والتي خرجت منها فرقة "احل�شا�شني".
الحق ًا ولي�س يف زمنهم� ،أو وفق ما كانوا يطلقون على وا�ستخدمها ال�صليبيون يف و�صفهم ثم انتقلت �إىل متثل لفظ ًا �أوروبيا لكلمة "الع�سا�سني" العربية امل�شتقة و�سرعان ما اكت�سب ال�صباح بن�شاطه الدعوي ،عداوات
�أنف�سهم ،ومل تكن هناك فكرة "الت�سمية الر�سمية" العربية ،لي�ستخدم م�صطلح احل�شا�شني كنوع من من "ع�س�س" ،وتعني حرا�س القالع واحل�صون. كثرية جعلته مالحق ًا ومطلوب ًا جلهات عدة� ،أبرزهم
ملثل هذه اجلماعات ،ولكن هناك ارتباط للت�سمية الذم والت�شويه لهذه الفرقة من قبل �أعدائها. ال�سالجقة والفاطميني (امل�ستعلية) على حدٍ �سواء ،مما
باحل�شي�ش ،وهذا �أمر وا�ضح ،رغم الآراء التي ترفع ويرتكز احل�سيني يف ذلك �إىل عدم ورود هذه الروايات وكان �أكرث الروايات انت�شار ًا تلك التي تتحدث عن دفعه للجوء �إىل قلعة "�أملوت" (وتعني ع�ش الن�سر)
عن امل�صطلح ذلك االرتباط. (ب�ش�أن ا�ستخدام املخدرات) يف امل�صادر العربية عالقة خمدر احل�شي�ش بتجنيد املقاتلني يف هذه الواقعة يف جبال الديلم جنوب بحر قزوين ،التي بنيت
وي�ضيف �أن ا�ستخدام املخدرات يف احلروب والفار�سية التي تناولت اجلماعة ،مثل م�ؤلفات الباحث الطائفة ،وغ�سل عقولهم ،و�إيهامهم من �أجل اكت�ساب لتكون ح�صن ًا جبلي ًا منيع ًا على ارتفاع 2100مرت
تاريخي ًا مل يكن ظاهرة جديدة يف ذلك احلني ،وال هم وامل�ؤرخ حممد عثمان اخل�شت (كتاب حركة احل�شا�شني والئهم املطلق ودفعهم �إىل افتداء قادتهم ب�أنف�سهم دون (تبعد نحو 100كلم عن طهران) ،وكانت حتت �سلطة
(احل�شا�شون) من اخرتعها ،يف �سبيل تطويع املقاتلني تاريخ وعقائد �أخطر فرقة �سرية يف العامل الإ�سالمي)، خوف من املوت. ال�سالجقة قبل �أن ينجح ال�صباح يف ا�ستمالة الن�سبة
للقيام مبهماتهم ،وبالتايل ميكن لذلك �أن يكون قد وم�ؤلفات الباحث الأكادميي الإيراين فرهاد دفرتي وان�ساقت روايات و�أعمال درامية عدة خلف هذه الأكرب من حاميتها وك�سب والئهم انتها ًء بال�سيطرة
ح�صل� ،أو ال. (خرافات احل�شا�شني و�أ�ساطري الإ�سماعيليني). النظرية ،امل�شكوك ب�صحتها الأمر الذي زاد من على القلعة وطرد حاكمها بعد �إعطائه ثمن القلعة ،وفق
وال يوجد �سبيل للت�أكد يف ظل غياب امل�صادر ،حتى وبح�سب دفرتي ف�إنه مل يرد يف الن�صو�ص الإ�سماعيلية، تر�سخها ،يف وقت تُطرح عالمات ا�ستفهام جوهرية امل�صادر التاريخية.
الأولية منها ،بكون هذه اجلماعة مل تكتب عن نف�سها وال �أ ّي ًا من الن�صو�ص الإ�سالمية غري الإ�سماعيلية التي ب�ش�أنها يف ظل �ضعف الروايات التاريخية التي تدعم • قلعة �أملوت ن�سج حولها الكثري من الأ�ساطري:
وال �أر�شفت وال كانت مهتمة بالأعمال الأدبية" ،وحتى كانت معادية للنزاريني ،ما ي�شهد باال�ستعمال الفعلي هذا التف�سري ،خا�صة من ناحية روايات الإ�سماعيليني وباتت قلعة �أملوت قاعدة انطالق لدعوة ال�صباح،
الآن ال نعلم ماذا ي�سمون �أنف�سهم ،فالنزارية �أي�ضا للح�شي�ش املخدر من قبل النزاريني ،حتى امل�ؤرخني �أنف�سهم� ،إذ مل يرد �أي ربط باحل�شي�ش� ،إال من ناحية ومركز ًا لفرقة "احل�شا�شني" فيما بعد ،وجل�أ �إليها
ت�سمية �أطلقت عليهم ومل يطلقوها على �أنف�سهم". الرئي�سيني للنزاريني مثل "�أبو املعايل اجلويني" الذي �أعداء هذه الطائفة. ناجون من �أتباع نزار من م�صر ،بينما حتولت فكرة
و ُير�صد �أول ا�ستخدام موثق مل�صطلح "احل�شي�شية" فند دوافعهم ومعتقداتهم مل ي�شر �إليهم باحل�شا�شني، وبح�سب املو�سوعة الربيطانية املحدودة "بريتانيكا"، القلعة �إىل جتربة جرى تعميمها يف �أكرث من منطقة،
يف و�صف الطائفة النزارية ،يف ر�سالة كتبها اخلليفة كذلك بالن�سبة �إىل امل�ؤرخ الفار�سي "ر�شيد الدين ف�إن معظم املعلومات عن النزاريني التي و�صلت �إىل حيث �سيطر �أتباع ال�صباح على العديد من القالع
الفاطمي الآمر ب�أحكام الله �سنة 1123م (الر�سالة طبيب" ،يف حني �أن امل�صادر العربية التي ت�شري �إليهم �أوروبا "جاءت من م�صدرين معاديني ،امل�سلمني ال�سنة واحل�صون اجلبلية املنيعة يف بالد فار�س وبالد ال�شام
املو�سومة بالهداية الآمرية يف �إبطال دعوى النزارية) بذلك ال ت�شرح البتة هذه الت�سمية من جهة ا�ستعمال وال�صليبيني" .وت�ضيف �أن اجلوانب الأكرث غرابة وا�ستقروا وتدربوا فيها وانطلقوا منها يف دعوتهم
واملر�سلة �إىل الإ�سماعيليني يف ال�شام لنق�ض �إمامة احل�شي�ش. يف الأ�ساطري ب�ش�أنهم ،مثل ا�ستخدام املخدرات ،ال الدينية وعملياتهم احلربية النوعية التي �أ�س�ست
نزار امل�صطفى لدين الله والت�أكيد على �إمامة امل�ستعلي، تدعمها م�صادر �إ�سماعيلية .حتى ا�سم احل�شا�شني كان ل�شهرتهم.
حيث ورد م�صطلح "احل�شي�شية" مرتني من دون ويف املقابل ي�ؤكد الباحث� ،أ�ستاذ التاريخ �شارل م�صطلح ًا حتقريي ًا ،مل ي�ستخدمه النزاريون �أنف�سهم • الت�سمية واحل�شي�ش:
تقدمي �سبب وا�ضح لذلك ،ودون ربط الأمر باملخدر. حايك �أن كلمة Assasinsهي التي جاءت من قط. عرفت الطائفة ب�أ�سماء عدة بينها :النزارية ،الباطنية،
كذلك متت الإ�شارة مل�صطلح "احل�شي�شية" مرة كلمة "احل�شا�شني" واكت�سبت معناها بفعل االغتيال الدعوة اجلديدة ،الفدائيون�" ،أ�سا�سني" �أو القتلة يف
65 64
إبــــــداع إبــــــداع
التابعة ملعهد �سميث�سونيان يف الواليات املتحدة �أكدت والدفاع و�إرهاب �أعدائها ،ب�صورة ممنهجة ومنظمة �سوف ُيعيدهم �إىل اجلنة مرة �أخرى ،و�إذا قُتلوا �أثناء �أخرى يف كتاب "زبدة الن�صرة" للم�ؤرخ البنداري
فيه �أنه "لي�س لدى العلماء �أي دليل حقيقي على �أنهم وم�ؤذية� ،أدت يف كثري من احلاالت �إىل تغيريات جذرية ت�أدية مهماتهم ف�سوف ت�أتي �إليهم مالئكة ت�أخذهم �إىل الأ�صبهاين ،الذي �أرخ لفرتة احلكم ال�سلجوقي،
(النزاريني) �شاركوا يف الفجور الذي و�صفه بولو ،يف م�سار التاريخ وم�صري املنطقة. اجلنة". دون الإ�شارة �أي�ض ًا �إىل ا�ستخدام الفرقة للمخدر،
�أو �أنهم ا�شرتطوا وعود ًا مادية باجلنة كدافع" .ونقلت ويف هذا ال�سياق ،ي�ؤكد "احل�سيني" �أن ق�ص�ص �إذ ا�ستخدم الكاتب م�صطلحات مثل "املالحدة"
عن املورخ فرهاد دفرتي قوله" :على العك�س من ذلك ،وتتفق امل�صادر التاريخية على �أن اجتاه جماعة اجلواري والفردو�س واملخدرات غري �صحيحة �إطالق ًا، و"الباطنية" يف �سياق ذمه للجماعة ،وهو ما يطرح
كان الفدائيون� ...أفراد ًا يقظني ور�صينني للغاية وكان احل�شا�شني ال�ستخدام �أ�ساليب االغتيال ال�سيا�سي "وامنا من وحي خيال الأوروبيني" ،ال�سيما �أن ا�ستفهام ب�ش�أن ال�سياق واملعنى املق�صود من كلمة
عليهم يف كثري من الأحيان االنتظار ب�صرب ولفرتات كانت و�سيلتهم الوحيدة للمواجهة يف وقت كانوا ال�صليبيني ذهلوا مما كان ميكن لأبناء هذه الطائفة �أن "ح�شي�شية".
طويلة من �أجل العثور على فر�صة منا�سبة لإجناز حماطني بهذا احلجم من الدول املعادية وجيو�شها يقدموا عليه يف �سياق االغتيال ال�سيا�سي. • ماركو بولو واخليال الأوروبي:
الكبرية. مهامهم". وي�ضيف "ثم جاء رحالة مثل "ماركو بولو" وغريه �أما الإ�شارات التاريخية ال�ستخدام اجلماعة للمخدرات
وي�ضيف دفرتي �أن "الأ�سطورة ال�سوداء" التي وبح�سب تقرير ملجلة نا�شونال جيوغرافيك ،ف�إن الفرقة �إىل املنطقة لين�سجوا الأ�ساطري املتناغمة مع اخليال فتعود �إىل ق�ص�ص الرحالة الإيطايل ماركو بولو،
اخرتعها كبار املجادلني املناه�ضني للإ�سماعيليني يف املحا�صرة بدول ذات جيو�ش تفوقهم عدد ًا وقدرة الأوروبي ،يف حني �أن "ماركو بولو" نف�سه ولد بعد ال�سيما ق�صة "�أ�سطورة الفردو�س" التي يرد فيها
القرن العا�شر باتت مقبولة كو�صف دقيق من قبل "فعلت ما حتتاجه للبقاء على قيد احلياة"� .إذ دربت عامني من تدمري املغول لقلعة �أملوت ،فلم يرها وال و�صف لقلعة �أملوت بكونها �ضمت "حديقة كبرية مليئة
الأجيال املتعاقبة من الك ّتاب امل�سلمني يف الع�صور جمموعة خمتارة من املقاتلني الفدائيني املعروفني عا�صرها ،و�إمنا �سمع مما هب ودب من ق�ص�ص �شعبية ب�أ�شجار الفاكهة ،وفيها ق�صور وجداول تفي�ض باخلمر
الو�سطى واملجتمع الإ�سالمي ككل" .ورغم �أن حكايات ب�إخال�صهم وقدرتهم على القتل ،خرجوا عن التكتيكات متناقلة ،وقد جرى يف هذا ال�سياق دح�ض الكثري من واللنب والع�سل واملاء ،وبنات جميالت يغنني ويرق�صن
املخدرات كانت تلفيق ًا �أوروبي ًا ،فرمبا ا�ستلهمت ذلك من الع�سكرية التقليدية ونفذوا �ضربات جراحية �ضد رواياته"( .قلعة �أملوت �أُحرِ قت �سنة 1256م بينما ولد ويعزفن املو�سيقى ،حتى يوهم "�شيخ اجلبل" لأتباعه
امل�صطلح املهني "احل�شي�شني" (متعاطي احل�شي�ش)� ،أهداف �سيا�سية خمتارة. ماركو بولو �سنة 1254م). �أن تلك احلديقة هي اجلنة".
الذي كثري ًا ما كان يطلقه امل�سلمون الآخرون على وت�ضيف �أن ه�ؤالء الفدائيني تدربوا على الت�سلل ويتم ،بح�سب احل�سيني� ،إظهار ح�سن ال�صباح ووفق رواية "ماركو بولو" "لقد كان ممنوع ًا على
والقتل واخل�ضوع للتعذيب واملوت �إذا لزم الأمر، النزاريني. ك�أنه �ساحر �أو م�شعوذ ي�ستحوذ على عقول �أتباعه، � ّأي فرد �أن يدخلها ،وكان دخولها يقت�صر فقط على
وتقول املجلة �أن ال�صليبيني الذين و�صلوا �إىل بالد واكت�سبوا �سمعة خميفة لدى �أعدائهم ،و�سرعان ما "يف حني �أنه كان عامل فلك وريا�ضيات متبحر يف املن�ضمني جلماعة احل�شا�شني .كان "�شيخ اجلبل"
ال�شام بني القرنني احلادي ع�شر والثالث ع�شر ،تلقوا تعلم ال�صليبيون ،الذين كانوا قد و�صلوا حديث ًا �إىل العلوم الدينية والهند�سة والفل�سفة ،بح�سب امل�صادر ُي ِدخلهم القلعة يف جمموعات ،ثم ُي�شرِ بهم خم ّدر
هذه الق�ص�ص وتو�سعوا فيها لتف�سري ما اعتربوه املنطقة ،اخلوف منهم. التاريخية ،بعك�س ما جرى ت�صويره لدى ماركو بولو احل�شي�ش ،ثم يرتكهم نيام ًا ،ثم بعد ذلك كان ي�أمر ب�أن
�شجاعة غريبة وغري عقالنية من قبل الفدائيني ويف حتقيق ملجلة "هي�ستوري نت" ال�صادرة عن وبرينارد لوي�س". ُيحملوا ويو�ضعوا يف احلديقة ،وعندما ي�ستيقظون
النزاريني .و�شملت الأ�ساطري التي �أعادوها �إىل الغرب � ،HistoryNet LLCأكرب نا�شر للمجالت التاريخية وتُطرح عالمات ا�ستفهام �إ�ضافية على رواية "ماركو يعتقدون ب�أنهم قد ذهبوا �إىل اجلنة ،وبعدما ُي�شبعون
وعود اجلنة والإفراط يف تناول احل�شي�ش ،ولكن لي�س يف العامل ،كان الفدائي من ه�ؤالء يق�ضي �شهورا �أو بولو" ب�سبب الطبيعة املناخية لقلعة �أملوت الواقعة يف �شهواتهم من املباهج كانوا ُيخ َّدرون مرة �أخرى ،ثم
حتى �سنوات يف املطاردة والت�سلل ،وكان الأكرث رع ًبا احلديقة اخلادعة ،التي كانت فكرة بولو اخلا�صة. جبال جرداء تغطيها الثلوج نحو � 7أ�شهر يف ال�سنة، يخرجون من احلدائق ويتم �إر�سالهم عند �شيخ اجلبل،
�أنهم مل يختاروا �أ�سلوب القتل القريب وال�شخ�صي • االغتياالت ..حقيقتهم الثابتة: مما يجعلها غري �صاحلة لزراعة احلدائق املو�صوفة يف فريكعون �أمامه ،ثم ي�س�ألهم من �أين �أتوا؟ ،فريدون:
تبقى احلقيقة الثابتة ب�ش�أن تلك اجلماعة ،وهي فح�سب ،بل نفذوه بال هوادة" ،ورف�ضوا الفرار بعد الكتاب. "من اجلنة" ،بعدها ير�سلهم ال�شيخ ليغتالوا الأ�شخا�ص
ا�ستخدامها االغتياالت ال�سيا�سية ك�سبيل للهجوم ذلك وبدوا وك�أنهم يرحبون مبوتهم ال�سريع". وهذا الر�أي يدعمه بحث �سابق ملجلة Smithsonian املطلوبني ،ويعدهم �أنهم �إذا جنحوا يف مهماتهم ف�إنه
67 66
إبــــــداع إبــــــداع
166عام ًا. طالت 3من اخللفاء الرا�شدين الأربع. للدولة ال�سلجوقية وانهيارها فيما بعد ،وملرتني حاول جمع ه�ؤالء ،بح�سب التحقيق ،بني حما�س الطيارين
بيد �أن قوة جديدة وفدت من بعيد ودخلت �إىل منطقة وبح�سب املو�سوعة الربيطانية املحدودة ،مل يكن احل�شا�شون �أي�ض ًا اغتيال �صالح الدين الأيوبي. االنتحاريني يف الت�ضحية بالنف�س ،واملهارات القتالية
ال�شرق الأو�سط ،بني عامي 1219و ،1231مل احل�شا�شون وحدهم يف تبني القتل ال�سيا�سي: الكونت ال�صليبي الذي اغتاله احل�شا�شون القريبة لقوات العمليات اخلا�صة ،وقدرة عمالء
ينجح احل�شا�شون يف تخويفها �أو ا�سرت�ضائها ،هم "لقد مار�س ال�سنة وال�صليبيون يف ال�شرق الأو�سط الكونت ال�صليبي الذي اغتاله احل�شا�شون املخابرات ال�سرية على العمل دون �أن يتم اكت�شافهم
املغول الذين احتلوا بالد فار�س وو�صلوا حتى �سوريا، االغتياالت ،فيما كان الأوروبيون ماهرين جد ًا يف ومل ي�سلم ال�صليبيون منهم� ،إذ ا�شتهرت ق�صة اغتيالهم لأ�شهر �أو حتى �سنوات .وكل هذه ال�صفات �أتاحت
وكانت قد بلغتهم �سمعة احل�شا�شني ،ويف عام ،1253 قتل مناف�سيهم ال�سيا�سيني قبل وقت طويل من جميء لـ 9من فر�سان الهيكل بوا�سطة فدائي واحد ،كما للفدائيني �إرهاب معار�ضي الطائفة.
�أمر اخلان املغويل مونكو� ،أحد �أحفاد جنكيز خان، النزاريني". قتلوا �أي�ضا الكونت رميوند طرابل�س� ،إ�ضافة �إىل قتلهم وت�ضيف املجلة" :كان ح�سن ال�صباح وخلفا�ؤه،
�شقيقه هوالكو بقيادة جي�ش �إىل بالد فار�س والق�ضاء وي�صطلح على ت�سمية مناطق انت�شار احل�شا�شني بني كونراد املونفراتي ،القائد ال�صليبي الإيطايل الذي مت املتع�صبون واملن�ضبطون ،ممار�سني بارعني للحرب
على احل�شا�شني �إىل الأبد ،وهو ما ح�صل. �سوريا وبالد فار�س ،بكونها "دولة احل�شا�شني" �أو تعيينه حاكم ململكة عكا عام ،1192على يد اثنني من غري املتكافئة .لقد طوروا و�سيلة للهجوم �أبطلت معظم
وكان �آخر قادة احل�شا�شني ،ركن الدين خور �شاه، "الدولة النزارية" ،وهو ما ينفيه حايك ويعتربه من الفدائيني اللذين كان يعرفهما ويثق بهما ،معتق ًدا �أنهما املزايا التي يتمتع بها �أعدا�ؤهم ،بينما عر�ضوا عددا
الذي مل ي�ستطع ال�صمود يف وجه هجمات املغول �أكرب املغالطات �أي�ض ًا ،م�ؤكد ًا ان تلك الفرقة الع�سكرية، راهبان عربيان ،و�أدت وفاته عام 1192بح�سب �صغريا فقط من مقاتليهم للخطر ،مما �أنتج ردع ًا
وح�صارهم ،فحاول التفاو�ض مع هوالكو ،لكن الأمري مل تقِ م دولة باملقومات الالزمة من نظام حكم �أو �إدارة �أو جملة "هي�ستوري نت"� ،إىل �إنهاء �أي �إمكانية لإحياء وتوازن ًا وقلل م�ستويات ال�صراع واخل�سائر ،فحتى
املغويل �أ�صر على ا�ست�سالمه �شخ�ص ًيا ،ثم �أجربه على قوانني ،ومل يكون �أفرادها يف املدن وال �سيطروا على احلظوظ امل�سيحية يف الأر�ض املقد�سة بعد عودة قادة �أقوى حكام الع�صر و�أكرثهم حرا�سة ونفوذ و�سلطة
توجيه ر�سائل ي�أمر فيها قالع احل�شا�شني املتبقية م�ساحات وا�سعة ،وامنا �سيطروا على قالع وح�صون احلملة ال�صليبية الثالثة �إىل ممالكهم يف الغرب. عا�شوا يف خوف من احل�شا�شني".
باال�ست�سالم .وقد فعل ذلك �أربعون منها ،مبا فيهم متفرقة وحميطها القريب فقط. ويرى احل�سيني يف هذا ال�سياق� ،أن هناك �س�ؤاال يجب وعادة ما كان الفدائيون يهاجمون �أهدافهم يف
�أملوت ،فدمرها املغول جمي ًعا ،والحق �أتباع اجلماعة وفد املغول فاندثرت فرقة احل�شا�شني طرحه تاريخيا ،وهو "ملاذا فعل احل�شا�شون ذلك؟"، �أماكن عامة للغاية مثل ال�ساحات وامل�ساجد ،و�أمام
حول البالد ،فيما ق�ضى املماليك على من تبقى منهم وفد املغول فاندثرت فرقة احل�شا�شني وي�ضيف" :مل يكونوا جمرد حركة دموية وهواة ح�شود �أو �أعداد كبرية من احلرا�س ال�شخ�صيني،
يف �سوريا. نهاية من خلف احلدود اغتياالت ،وامنا كان لديهم ق�ضية ينادون بها ويدافعون ل�ضمان �أعداد كبرية من ال�شهود املذعورين ،و�إظهار
ورغم اندثار فرقة احل�شا�شني من التاريخ ،ا�ستمر ت�ؤكد الروايات التاريخية �أن ح�سن ال�صباح بقي عنها ،كما �أن والء اتباع ح�سن ال�صباح املطلق لق�ضيته ا�ستعدادهم للت�ضحية بحياتهم لقتل �أعداء دينهم،
وجود �أتباع الطائفة النزارية الإ�سماعيلية على مدى طيلة حياته يف قلعة �أملوت ،مل يغادرها حتى وفاته وانت�شارهم ،ال�سيما يف بالد فار�س يف حينها مل ي�أت وعزز ذلك الت�صور ب�أن الهدف الذي يتم حتديده من
قرون حتى اليوم ،وي�شكلون الغالبية من الإ�سماعيليني، عام ،1124بعد مر�ض ق�صري ،وكان يف منت�صف من فراغ ،و�إمنا ب�سبب ميول �سكان تلك املناطق للثورة قبل احل�شا�شني "كان رج ًال ميت ًا مي�شي" ،على حد
وباتوا يعرفون اليوم بالـ "�آغاخانية" ،ن�سبة للقب الأغا ال�سبعينيات من عمره على الأقل ،ورغم �أنه ا�ستحوذ على ال�سالجقة واحلكام الذين كانوا قد �أطلقوا قب�ضة و�صف املجلة.
خان الفخري الذي يطلق على قائد الطائفة ،منذ القرن على م�شهد قيادة اجلماعة بكونه امل�ؤ�س�س� ،شهد الإقطاعيني على بالدهم ،ومار�سوا اال�ضطهاد ومل وبهذه الأ�ساليب قتل احل�شا�شون املئات من
التا�سع ع�شر ،ويعتربون ثاين �أكرب الفرق ال�شيعية، احل�شا�شون �أوج ازدهارهم وانت�شارهم يف عهد يرعوا خ�صو�صيات تلك البالد". ال�شخ�صيات واحلكام� ،أبرزهم اثنان من اخللفاء
ويقدر عددهم بنحو 15مليون ًا موزعني على �أكرث القادة الذين �أتوا بعد ال�صباح ،مثل �سنان �شيخ اجلبل هذه ال�سمعة �سهلت ترويج مغالطة �أخرى ب�ش�أنهم، العبا�سيني؛ حاكم املو�صل ال�سلجوقي الوزير الفاطمي
من 25بلد ًا ،ويتزعمهم الآغا خان الرابع �شاه كرمي وغريه ،حتى �أنهم و�سعوا نفوذهم خالل الربع الثاين ت�صفهم ب�أنهم �أول من ادخل مفهوم االغتيال ال�سيا�سي املكروه �أف�ضل �شاهن�شاه ،وابن امل�ستعلي اخلليفة
احل�سيني. من القرن الثاين ع�شر يف �سوريا ،و�أ�س�سوا جمتم ًعا يف التاريخ الإ�سالمي ،يف حني يذخر التاريخ ضال عن الوزير نظام الفاطمي الآمر ب�أحكام الله ،ف� ً
كب ًريا يف حلب ،وحافظوا على وجودهم ون�شاطهم ملدة الإ�سالمي بق�ص�ص االغتياالت ال�سيا�سية و�أبرزها التي امللك الذي كان اغتياله �سبب ًا مبا�شر ًا يف احلرب الأهلية
69 68
إبــــــداع إبــــــداع
ن
ج��ة النص
إبــــــداع
إبــــــــــــداع
انتقاء :
سواسي الشريف
عندها نص ،لئيم ارسم باب ًا مكافحةهي األشياء أنا اليوم امرأة كثري ٌة
وأمحد اهلل عىل نعمة احلزن أنه اكتشاف بالطبع كمحارب كثرت حوله اجلثث
عىل قارعة الطريق ً التي لن تتحقق .
والنسيان. لكن األخطاء عادة ما حتدث وتذكر قول أمه: ارسم أسنان ًا للهواء أنا املزدمح ُة بك ال أمسك سيفا وال سالح
ِ يضع حقيبته متوجه ًا إىل الالوجهة سبيل الذكر منها ِ عىل
ستبحثون عني وجتدونني يف الليل ارجع من احلرب كي ،يضيئ فمي ألخرج من ليلك.. َ أمسك نفيس
أي طريق يسلكه ُّ أمر من اجلدران كام كان لن َ
بني جبلني يدك وهي هتش ذباب املوسيقى حتى ولو عىل ساق واحدة حيسبني ،نافذ ًة أي ٍ ارسم بحر ًا وموج ًا وهذا ما يسمى حرب ًا.
درب جيتازه حائر ًا ُّ يمر كاسرب .. ُ
قولوا وجدناه ينزف موسيقا سقط خاتم إصبعك يف رغوة كعابر سبيل منترص ًا خيرجُ
أي وسيلة تعرب به إىل مايريد وما ال يريد وأنا ُّ
خطويت آثار
َ يمحو ً /ليبيا
ً
أحرز هدفا عامليا بوشعالة
أو منال
وهذه أوراقه الوقت اخذته قدماه إىل طرق ال تؤدي يعض الوقت... كي َ
األشياء كالذي جاء به دييغو مارادونا أهرب عائد ًة منك..فقد تشاهبت عليه كل *****
هبا كتابة عىل هيئة شعر. ال ضري هذه األنباء الواردة التفاصيلالذي انتظرتك فيه واختلفت عنهإالكلالوقت إ ّيل.. املنتصف. الغايف، بعد منتصف عطرك من
تسطيع ،رسمه ظل ،هلرويب سوى فامتزجت احلرية ال ربعايف الفضاء ال َِّ الساع ُة جتاوزتني ولن
سنحرك اإليقاع قليال من حمطة تبث موسيقا بالالحرية إالَ ،
اطري
ِ ظل نظراتك تراكمت يف داخله األحزان و ميت ًا
األفراحكان ِ واملساف ُة كام
متعبة...
أريب قطار ًا أنت انفيض أتربة البكاء ومقتطفات من أنفاسك وأنت تطري تلك العجوز
يف مزارع احلديد وأنا أنفخ يف جممرة احللم نائمة ياسيدي، ً ً
األفكار يف داخله ندبا عميقة باملعقول مالديك
فحفرت عجل ،كل، ٍ ارسم عىلكانت تأتيني يف االحال ِم . وقائمةمتعرجة التي
إن للوقت نصالً،ِ والالمعقول الصباح قد يأيت جسمي عضالت
ْ تنتفخ ولن
كالزوايا العاثرةَ..
أضع له بعض املحطات هكذا... تشري إىل حتسن ساعتك ُ
ِ أهيام أختار ؟ كالذين يفتحون ازرار قمصاهنم
لقرى ومدن هادئة أسكتي ضوضاء فستانك هذا البيولوجية يقتل ،يدفن بذوره وتكف شهرزادك عن العناق ِ ُّ قد ماتت إحدى قصائدي..،
أأنت التي أحب ..؟! ويفردون أيادهيم
يف طريقه لقد ظن أنه سوف خيرج معنا وهذا ينبئ عن انفراجة يف ،وحل السامء. املباح ياشهريار ٍ
أم وطني الذي ألجله أعيش ؟! الطريان للتو.َ يتعلم
ُ كعصفور
يرتاح حني جتلس احلبيبات الليلة. بني رأسك واملخدة أتايس/سوريا جودي قيص
رشف الدين امنيرس /ليبيا
ال أريدُ ،أن أحد َثك عن يشء ذبحها أحد رجالك ياسيدي
ينتيش لو مر بني احلقول أنباء مطلعة تشري إىل حترك حذر الحظت أن آخر قبلة ليست ***** لؤلؤة دع األشيا َء ،حتد ُثك عني . ٍ احصل عىل َ السلطانولن
الفراغ من فصائل شعرك ناحية املرآة كام وددهتا حتى اآلن وأنت مل من حطم أعمدة اإلنارة واضحة فتشت عنهاارسم شفاه ًا للرصيف ولسان ًامالحمي غري
نعم أنا ُ وأنا الذي انا شهرزاد
حني يطلق صفارته تتعلمي شيئا من نادية اجلندي استيقظي بام فيه الكفاية هبذا الشارع للشارع ...هناك زمانك...كثري ًا يف بطون املحار.
عىل حوائط البيوت تعتديهنائي ًا الغايف،املرآة ال إهنا
بعد ،منتصف ،عطرك هذه
ِ التقل ،حدثيني وظيل ..
يقفز احلنني َمن أغاين السفر غري (سلم يل ع البتنجان). العامل بشع وأنت نائمة. تقدم يل ح ً
ال
كان عليه أن يصل إىل هناك وحني يسألونك قلت لك سيدي هذا الضوء مل يعط صورة كاملةيصافحني عىل ،بعد ،خطو تني .لرسم يا وعني ألذي مل عنك دع األشيا َء حتدثك ظيل
كان عليه أال خيرج عن مساره كيف نجوت من هذه احلياة؟ ال تقلدي أحدا الزمنواحدة للعتمة فرصة تدل عىل مراوغات ارسم ارسم هنر ًا اىل اآلن
أبد ًا قل هلم: ها انت تتعثرين يف حافة ختتبئ يف الشقوق. لسعادة ما للكأس ال ضحكة تصلحكي ِ ارسم ف ًام مددت له يدي كلاملك ُ التصد ْقه إن قال،
كصياد استلمته سمكة عفية الغياب فقط ِ
حيدثك عن جفاف . فارغة ايل عادت
ْ
ثلثا جسدي ماءَّ .
وال يدخل يف زقاق. نجوت من فرح حمقق السجادة
وطبل خافت يف أقايص العمر عبداهلل حسني ٍ /العراق
كاد أن حييل حيايت كلها مما أعطى هذا التاميل الطفيف أنزلته املاء برصها عني فقدت َ إهنا دموع..
امحد دياب/مرص وغرست يف فمه الشص يتوقف
ُ عند ،الفاصلة التي، ارتكبها.. ٍ
جريمة مل عىل
إىل سعادة كاذبة زاوية جديدة الليبي 74
73 72
إبــــــداع إبــــــداع
الداللية للن�صو�ص بو�ساطة �ست عالمات �سيميائية وي�أتي عنوان "جنني مرمينا البتول"*؛ ليجيب عن
موزعة على "روح ،ال�شهيد ،زياد ،جنني ،املخيم، ت�سا�ؤالت عتبة العنوان التي تعد يف النقد ال�سيميائي «سيميائية العتبات النّصية في األنساق الثقافية ..
ثرى" .وجت�سد العالمات ال�ستة الع�صب الداليل باكورة الإبداع الكتابي .املبتد�أ املكاين يف اجلملة
والتوهج الوجداين يف الكتاب كله ،فالن�صو�ص ال اال�سمية ي�ؤن�سن بالإخبار عنه مبرمينا املقد�سة، جنني مرمينا البتول
تغادر دالالت العالمات ال�ستة. ولي�س (مرمي) ،ف(نا) ت�ستدعي تفاعل الوعي
و�أما العتبة الثالثة فهي العناوين الفرعية للن�صو�ص اجلمعي ،و�إ�ضافة �صفة القد�سية والطهر لهذا
التي جاءت يف م�سارات متعددة ،منها ما هو قريب الت�آلف (البتول) فالقارئ املت�أمل يجد �أن لفظ
للق�صة ،ومنها ما هو خاطرة ،ومنها ما هو قريب معادل مو�ضوع ًّيا لكلمة "البتول" وفق
اً (الطاهرة)
لل�شعر ،وهي من حيث الداللة جاءت يف م�سارين، املفا�صل الداللية للن�صو�ص .ولكن املبدع يختار
منها ما هو مبا�شر تتجلى فيه العالقة بني العنوان العنوان وفق ر�ؤية �شمولية ،و�إح�سا�س مكثف يف
الفرعي وداللة الن�ص ،وم�سار �إيحائي رمزي يقت�ضي وقت تتداعى فيه ع�صارة الفكرة وعبق العاطفة،
أمل يف العالقة بني املعلن وامل�ضمر ،ويتعالق كالت� اً فيولد العنوان من هذا املزيج؛ لي�شكل لوحة
امل�سارين مع الف�ضاء الداليل للعنوان الرئي�س، متمايزة تتعدد فيها ت�أويالت القراء ،ويف التعدد
والآفاق الداللية املبثوثة يف خاليا الن�صو�ص. واالختالف جماليات الت�أويل ،ومن املفيد الت�أكيد
ويغلب على عناوين الن�صو�ص الت�شكيل اال�ستعاري �إن لفظة "مرمينا" يف العنوان الرئي�س تتجاوز
الظاهر يف ن�سق العنوان ،والذي يتوزع على داللة (�سيدتنا مرمي) امل�ألوفة �إىل دالالت رحبة
الت�شخي�ص/الأن�سنة/التج�سيد/التج�سيم ،ويف ت�شمل الوفاء والإميان والإخال�ص للخطاب الثقايف،
غري مو�ضع تت�ضاعف يقظة القارئ للمعنى حينما الذي ي�شكل حتد ًيا للكاتب .وتغادر لفظة "مرمينا يف
يت�أمل ال�صورة اال�ستعارية التي تنقل املعنى من العنوان امل�ستوى املعجمي �إىل م�ستوى ت�أويلي ،ميتد
امل�ألوف �إىل الده�شة (طعم ال�صباح �ص ،5جنني �إىل الع�صب الناب�ض يف ج�سد الن�صو�ص ،وتختزل
مرمينا �ص ،7يا حيفا ماذا فعلت؟ �ص ،12ال طهرها يف ر�ؤية ثقافية تتجلى يف البنية العميقة لها.
تئدوا الزلزال �ص ،23ه ّل اخلريف �ص،71 وا�ستئنا�سا بداللة العنوان ف�إن ع�صري فيا�ض يبتكر
ً سماح خليفة .فلسطين
طهر �أحذيتكم �ص ،91رفيقي الرخ �ص،136 �أ�سلو ًبا الفتًا يف �صياغة العنوان الرئي�س ،بعيدً ا عن يشكل عنوان العمل األدبي فضاء لغويًّا ينبغي أن يتسع لإلشراقات
املخيم يحب�س �أنفا�سه �ص� ،145شم�سنا حممد م�ضامني العناوين املجردة امل�ألوفة ،وك�أنه ينقل الداللية التي تضيء حنايا النصوص كلها ،فالعنوان وفق المنظور
�ص ،)150وال يخفى �أن القدرة على الت�صوير الأفق الداليل املتوقع من العنوان �إىل م�ضامني
النقدي هو العتبة التي يستشرف منها القارئ آفاق النص ،وهو
تك�شف عن قدرة املبدع يف التحليق بخياله؛ لت�شكيل الن�صو�ص ،ويف هذا التحول الأ�سلوبي يكمن
النافذة التي تتيح للقارئ أن يرى المدى الداللي الذي يتشكل وفق
داللة غري م�ألوفة يف الغالب ،ورغبته يف �إعادة التجديد واالبتكار والتفرد.
تأمالت القارئ وثقافته.
�صياغة مفردات احلياة وفق رغباته غري املعلنة، �أما العتبة الثانية فهي الإهداء الذي اختزل اخلاليا
75 74
إبــــــداع إبــــــداع
اهتمامه ،فهو ي�ساعد القارئ على امل�ضي يف قراءة وجنده يتنا�ص يف عنوان الن�ص "تلك املر�أة متون الن�صو�ص حت�صر املمار�سات التي حتاول �سلب ور�ؤيته التي ت�ضمرها البنية اال�ستعارية ،كما يحدد
العمل ،هو مبثابة بوابة عبور للجمهور ،وهذا ما كان احلمراء" �ص ،128من عنوان ق�صة ق�صرية احلياة من فل�سطني ،وما يحدث يف جنني ونابل�س الت�صوير مدى تفاعل املتلقي مع مكونات ال�صورة،
عليه غالف "جنني مرمينا البتول" ،حيث عر�ض "تلك املر�أة الوردة" للروائي يحيى يخلف .كما وغريها من املدن ،التي تناولها الكاتب ،ل�شاهد على و�إذا ا�ستطاع القارئ تفكيك مكنونات ال�صور
�صورة لبوابة مدخل خميم جنني ،تعربه �سيدة قد ي�ستعري الأديب بع�ض �أدوات مادية �أو غريية، ذلك ،ولذلك �سعى الكاتب �إىل خمالفة هذه الأفعال اال�ستعارية ي�ستطيع �أن يرى جماليات امل�ضمر� ،أو
وجهها �ضبابي ،لكن ج�سدها مغطى بلبا�س ن�ساء وين�سبها �إىل �أبطاله ،تقدي ًرا لهم ،واعتزا ًزا بهم، الإحاللية بزرع احلياة واقتالع املوت. قبحه ،و�أ�سراره الذي حر�ص الكاتب على �إخفائه
الدين امل�سيحي ،يف �إ�شارة �إىل �سيدتنا مرمي ،وعبور يقول" :نحن �سيف علي ،و�صفحات يف كتاب اهلل من خالل ذلك البناء اال�ستعاري.
كل من هو طاهر ،خمل�ص لق�ضية وطنه التي متثلها القوي،
اجللي ،وروايات يف �سنة امل�صطفى ،وهديه ّ ّ كما ت�صل بع�ض ال�صور احلركية �إىل (التحري�ض) هناك عناوين فرعية �أخرى ترتبط بال�صور
هجرت من �أر�ضها وبيوتها و�سكنت �أكرب �شريحة ّ نحن ع�صا مو�سى ،و�سفينة نوح ،و�صرب �إ�سماعيل، على التغيري الذي يعد ر�سالة �سامية يتكفل بها اال�ستعارية من خالل متنها (يزوره ال�ضحى يف
ف�ضل عن اللون الأحمر الذي �سيطر على املخيم ،اً ول�سان عي�سى ،وطهر مرمي ،وب�شرى زكريا ،نحن الأدب عامة "تولد الثورة من رحم النكبة" التي فرا�شه �ص ،10يزرعون احلياة ويقتلعون املوت
الغالف� ،إ�شارة �إىل حجم الت�ضحيات التي قدمها قدر اهلل". تر�سم فيها الأفعال املتتابعة ف�ضاء دالل ًّيا حتري�ض ًّيا �ص ،115ط ّوق جيد نابل�س �سبحة حباتها من
املخيم من دماء و�أرواح �شهدائه .واملالحظ حجم مقرتنا ب�إيقاع وجداين �صاخب يتجلى يف فعل قرنفل و�شقائق و�إكليل الغار �ص ،13من ي�ستطيع
العنوان الذي يكت�سح ثلث لوحة الغالف وبخط وقد ظهر التنا�ص الديني؛ ليع ّمق الدالالت التي الوالدة ،املعادل املو�ضوعي لزراعة احلياة ،واقتالع �أن يقود القمر �إىل كبد ال�سماء؟ �ص ،36يقتلع
�أبي�ض عري�ض ،يف حني ينزوي ا�سم امل�ؤلف يف ت�ضمنتها ر�سالة الكاتب ،فتعلق العنوان الرئي�س املوت ،ومن هنا تنه�ض هذه الأفعال بوظيفتها الثلج اخليام �ص ،42كل طقو�س الفرح مبتورة
الزاوية ال�سفلية ي�سار الغالف ،ويف ذلك �إ�شارة �إىل (الذي تكرر يف عنوان فرعي "جنني مرمينا الداللية الوجدانية. �ص ،44عناق احللم �ص ،56من �أغرق العيون
ت�صغري الأ�شخا�ص �إذا ما قورنوا بحجم الوطن، البتول") مبعنى بالطهر والقد�سية والنقاء ،وظهر ببحر االحزان؟ �ص ،60املخيمات ل�سان احلق
الق�ضية الكربى التي يفتديها كل �إن�سان فل�سطيني كذلك يف اقتبا�سات من ميالد �سيدنا امل�سيح عليه وا�ضحا� ،إن امل�شارب الثقافية التي �أفاد
ً يبدو ال�صارخ يف وجه الب�شرية �ص� ،16أحاول ك�سر ليلي
بروحه ودمه ،رخي�صً ا يف �سبيل نيل حريته. ال�سالم ،وحالة �أمه مرمي النف�سية عند الوالدة: منها الكاتب يف ن�صو�صه ،هي م�شارب ثقافية الثقيل �ص ،26القبالت مفاتيح النفاق وال�سالمات
"تلكم املدينة التي انتبذت لنف�سها… مكا ًنا متنح الف�ضاء الداليل للن�صو�ص خا�صية التنا�سل احلارة �سموم الأفاعي �ص ،29ولدت ثورتنا من
يف اخلامتة �أجد الكاتب "ع�صري فيا�ض" قد ُو ّفق �شرق ًيا" " ،كذلك قال ربك هو علي هي… هزّي والتكاثر الداليل التي ا�صطلح النقاد على ت�سميتها رح النكبة �ص .)116نلحظ �أن ال�صور ال�سابقة
يف هذا العمل الذي يع ّد �شاهدً ا �إبداع ًّيا ومو�ضوع ًّيا �إليك بجذع املجد ،يت�ساقط عليك �أنوا ًرا به ّية" بـ"التنا�ص" ،الذي ت�شكل بفعل التالقح الفكري م�ؤ�س�سة على الأفعال احلركية املتالحقة واملتتابعة
يوازي ق�ضية كربى بحجم وطن ،كان وما زال يواجه �ص ،8ويف قوله" :قالت بانبهار� :أو حا�صل هذا والثقايف للأديب ،فالتنا�ص داللة وا�ضحة على التي تر�سم �أطيافا نف�سية ذات �إيقاع �صاعد �أيحانا
�صلف االحتالل الإحاليل. �سيدي؟ قلت� :أو مل ت�ؤمني مبا �سمعت؟ قالت :بلى، م�ساحة ات�ساع الأفق لديه ،وحجم ثقافته. ثم ينحدر �أحيانا �أخرى ،تك�شف تلك ال�صور عن
ولكن ليطمئن قلبي" �ص.62 يتنا�ص فيا�ض �أدب ًّيا يف قوله" :جنني ،يا مرمينا الأفق النف�سي للن�ص ،وتوجه املتلقي نحو املعنى
• الكتاب �صادر عن دار اجلنان للن�شر والتوزيع، و�أما الغالف يع ّد العتبة الأهم التي تقابل ب�صر البتول ،قد جاوزت قدري بتو�صيفك يا طهر الزمان امل�ضمر الذي يحر�ص الكاتب على جت�سيده وتكثيفه،
عمان ،الأردن ،ط� 1سنة 2023م. املتلقي ،وميكن من خالله �أن نفهم منت العمل قبل واملكان… �ص ،"9مع ال�شاعر �أحمد �شوقي ،يف نحو ن�ص (يزرعون احلياة ويقتلعون املوت) الذي
الولوج فيه ،ومن �شروط الغالف القوي الفعال مدحه ر�سولنا الكرمي حممد �-صلى اهلل عليه تت�سارع فيه الدفقات الداللية والإيقاع ال�صاخب
�أن يكون قاد ًرا على جذب انتباه القارئ و�إثارة و�سلم -يف ق�صيدة "�سلوا قلبي"� :أبا الزهراء قد بو�ساطة �أفعال حركية ذات كثافة داللية ونف�سية،
جاوزت قدري ...مبدحك بيد �أن يل انت�سابا. فاحلياة واملوت التي ح�صرها يف العنوان ويف كافة
77 76
إبــــــداع إبــــــداع
واملاهية ،وهي مع هذه املرادفات – على ال َّرغم "كوكب" يف اللغة الإجنليزية لذلك ُترتجم كلمة
اعتبارات متباينة
ٍ من بع�ض الفروق التي تقوم على عوملة �إىل كوكبة �أو كوكبية �أو كونية .وي�شري لفظ
– قادم ٌة من عالمَ الفل�سفة ،وهي ُلغو ًّيا من قبيل عوملة �إىل Mondialisationمن لفظ
امل�صدر ال�صناعي ،فقد َّمت تولي ُدها من الن�سبة �إىل Mondeبالفرن�سية �أي العامل .ومتثل العوملة
"هو"� ،أو "الهو" ،الذي هو يف ا�صطالح الفال�سفة
"الغيب"� ،أو "احلقيقة املطلقة"� ،أو "اهلل" وبعد
�أو الكوكبة �أو الكونية �أبرز حتول ت�أثر به ع�صرنا
ومت ّيز.
عوملة اللغة وأثرها يف اهلوية الثقافية
أ�صبحت ُتطلق على احلقيقة، ْ احلقيقة املط َلقة � -يت�ضح مما �سبق �أنّ لفظ عوملة يف اللغة العربية
حقيقة ال�شيء ،حقيقة الإن�سان �أو غريه ،ولل ُهو َّية جاء من فعل عومل على وزن فوعل مبعنى ح ّول
تعريفات عديدة عند الفال�سفة واملت�ص ِّوفة وعلماء ال�شيء �إىل �صورة غري ال�صورة التي كان عليها،
وت�صب جمي ًعا يف ُّ النف�س وال ِّريا�ضيات واملنطق، وقد يكون لفظ عوملة م�شتقا من ال�صيغة ال�صرفية
النهاية يف دالالت ،كنتُ ح�صر ُتها يف بحث �سابق فوعلة ،كما ي�شري اللفظ �إىل اللفظ الالتيني يف
باحلقيقة واملاهية والذات ،والوحدة واالندماج، الإجنليزية مبعنى الكوكبة ويف الفرن�سية مبعنى
واالنتماء والت�ساوي والت�شابه. العاملية من العامل
خا�صة ب�شيء� ،أو وقد تكون "ال ُهو َّية" جزئي ًة ي�سرية َّ يفيد م�صطلح "العوملة" مفهومني �أ�سا�سيني.
خا�صة بجماعة إن�سان بعينه ،وقد تكون كل َّية مر َّكبةَّ ،
� ٍ ففي اجلانب النظري تعني العوملة تطوير الأ�س�س
�أو �شعب �أو �أُ َّمة؛ لك َّنها يف �صورتها الأوىل يف �أدنى والأ�صول املهمة الكفيلة بت�شكيل العامل املعا�صر يف
ال�س َّلم �إنْ كان ثم َة ُ�سل ٌم ميكن و�ض ُعه لهذا املفهوم، ُّ و�ضع يحقق ويي�سر تنقل "ال�سلع" بني املجتمعات ،
َ
لت�شمل �أفرادًا �أكرث كانت �أك َرث وك َّلما ات�سعت الهو َّية ومن اجلانب العملي ت�شري �إىل االت�صاالت املتبادلة
تعقيدً ا وت�شاب ًكا وتركي ًبا؛ لأ َّنها ت�صبح �أعمقَ داللة للن�شاط الإن�ساين على امل�ستوى العاملي ،و�إىل مبينة أم .بي* .الهند
على �أفرادها ،و�أك َرث تعب ًريا عن ر�ؤاهم ،و�أ�ش َّد التنقالت التي مل ي�سبق لها مثيل لر�ؤو�س الأموال، ال�شيء �إىل �صورة �أخرى ،كما �أ ّنه م�صطلح ي�صعب • مفهوم العوملة من حيث املبنى واملعنى:
الت�صا ًقا مب�صاحلهم وغاياتهم اجلمع َّية،على �أنَّ والعمالة ،والتقنية ،وامل�ؤ�س�سات ،واملهارات، فيه االرتكان �إىل املدلوالت اللغوية ،فهو مفهوم ال جند تعريف ًا دقيق ًا ونهائي ًا يف قوامي�س ومعاجم
ال ُهو َّية التي نتغ َّياها ال ُتولد مع الإن�سان ،وال تت�ش َّكل واخلربات ،والأفكار ،والقيم عرب احلدود القومية �شمويل يذهب عميقا يف االجتاهات املختلفة اللغة العربية لكلمة عوملة ،بل ارتبط اللفظ بالفعل
م َّرة واحدة ،كما �أ َّنها لي�ست حرا ًكا يف داخله؛ بل والدولية ،وتتم هذه التنقالت بطريقة ال يتي�سر لتو�صيف حركة التغري املتوا�صلة". ولي�س مب�صدر ا�سمي" ،العوملة لغة لفظ م�شتق
هي ذاتُ َعالقة وثيقة باملحيط� ،ش�أنها يف ذلك �ش�أن للقوميات والدول توجيهها ،والت�صرف فيها ب�صورة -يف الكثري من الكتابات جند لفظ عوملة ي�شري من الفعل عومل على وزن فوعل� ،أو �أ ّنه م�شتق من
اللُّغة والثقافة. جمدية. �إىل لفظ Globalizationامل�شتق من لفظ ال�صيغة ال�صرفية فوعلة ،التي تدل على حتول
و ُيع ّرف "ح�س حنفي" الهوية انطالقا من اللفظة • جتاذبات الهوية ودالالتها:
ال ُهو َّية كلمة تتمحور دالال ُتها َ
حول الذات واحلقيقة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وا�شتقاقها اللغوي وما يعادها يف احلرف الالتيني (*) باحثة يف ق�سم املاج�ستري والبحوث للغة العربية و�آدابها ،كلية ال�سنية العربية كاليكوت – الهند
79 78
إبــــــداع إبــــــداع
الناطقني بها ،فتذكرها يف النقاط التالية: وعدم احرتام اخل�صائ�ص الثقافية املختلفة وال�سيا�سة� ،إىل ق�ضايا وجماالت �أخرى لها عالقة ويربطها بالأنا ومبعناها لدى الفال�سفة قائ ًال:
-الثنائية اللغوية يف التعليم العربي و�سيطرة اللغة لباقي ال�شعوب واملجتمعات .وبالتايل حتقيق بالثقافة والفكر واللغة ،ف�أ�صبحت اللغة والثقافة "الهوية من ال�ضمري "هو" يتحول �إىل ا�سم.
الأجنبية يف املدار�س اخلا�صة واجلامعات. غاية تغيري �أمناط التقاليد واحلياة ،والتحكم يف وقت وجيز ،وبفعل االنت�شار ال�سريع� ،إىل �سلع ومعناه �أن يكون ال�شخ�ص هو هو .هو ا�سم �إ�شارة
-ا�ستخدام ما �أطلق عليه ا�سم العربيزية يف و�سائل فيها لت�صبح ن�سخة مطابقة للنمط الغربي ،حيث تتداول لأهداف جتارية واقت�صادية ،مثل تعليم يحيل �إىل الآخر ولي�س �إىل الأنا .وهو ما يعادل
الإعالم احلديث (ال�شبكة العاملية الإنرتنيت). �صارت املعتقدات الدينية والثقافية مهددة يف عامل اللغات الأجنبية املنت�شرة ب�شكل قوي يف العامل. احلرف الالتيني .Idومنها ا�شتق �أي�ض ًا لفظ
-ن�شر الأبحاث العلمية بالإجنليزية واالعرتاف العوملة ،فال�سوق �أخذ �صفة الألوهية ،فاعترب الإنتاج فالعوملة ،ب�صيغة �أخرى ،لها �صلة بالهيمنة الثقافية � .Identityأما لفظ الإنية فهو يعادل احلرف
(والفرن�سية) بهما يف اجلامعات العربية. واال�ستهالك مفتاحني لإنقاذ النا�س من املخاطر وال�سيا�سية للواليات املتحدة الأمريكية وحلفائها الالتيني Ipseومنها ا�شتق .Ipseityوبالتايل
-ازدواجية اللغة يف املجتمع ال يف التعليم فح�سب، التي تلحق بهم يف وجوده. يف الغرب الأوروبي ،فتمتد �إىل املمار�سات الثقافية متنع كل �أنانية وخ�صو�صية لأن الهوية تثبت الآخر
بل يف كل جماالت احلياة االجتماعية العربية. وعن العوملة اللغوية ،يتحدث �أحمد عبد ال�سالم واللغوية والتعبريات الثقافية املختلفة فتكت�سح قبل �أن تثبت الأنا .ال ت�شتق الهوية من �ضمري املتكلم
-التعامل يف ال�سوق بالإجنليزية (والفرن�سية)... �أي�ض ًا عن ما ي�سمى بالتعبري عن املقومات الثقافية الهوية الثقافية للمجتمعات اللغوية عرب الإجنليزية املفرد "الأنا" �إال مبعنى الأنانية يف مقابل الغريية.
-تهديد الأمة باالنق�سام بناء على اختالف اللهجات العاملية� ،أو الربط بني املقومات الدينية الرتاثية يف �سائر دول العامل ،وجتلب اخل�صائ�ص الثقافية �أما لفظ "الإنية" ف�أنه م�شتق من "�إن" حرف توكيد
واللغات يف البلد العربي الواحد. واملقومات العاملية احلديثة ،بل عن جتديد مفاهيم والفكرية للعوملة اهتمام ًا وا�ضح املعامل عرب عدد من ون�صب .ومعناه �أن يت�أكد وجود ال�شيء وماهيته من
امل�صطلحات املتداولة عاملي ًا ،ولكنها تتجاوز التخ�ص�صات العلمية. خالل التعريف.
•ت�أثري العوملة على اللغة العربية: تلك اجلوانب للنظر يف م�صري اللغة من خالل ي�ؤكد "�أحمد عبد ال�سالم" �أن للعوملة عموم ًا،
نخ�ص بالذكر من م�صادر ت�أثري العوملة "احلديثة" قومية معينة باعتبارها و�سيلة للتوا�صل واالندماج ات�صال كبري بالهيمنة العاملية لعدد قليل من • العوملة الثقافية اللغوية:
على اللغة العربية اللغتني الإجنليزية والفرن�سية، االجتماعي .فا�ستخدام لغة حمددة وواحدة يحيل الثقافات واللغات كالإجنليزية والفرن�سية ،فت�ؤدي يعتقد "هيجل" �أن "كل ما هو عقلي فهو واقعي،
وقد كان ت�أثريهما مبا�شر ًا ب�سبب الظروف التاريخية مبا�شرة على وحدة الإح�سا�س واملوقف والتعبري هذه الهيمنة �إىل جتاهل التنوع الثقايف واللغوي، وكل ما هو واقعي هو عقلي" ،فكل لغة ،ح�سب فون
التي مرت بها اللغة العربية� ،أما �أوجه ت�أثري العوملة وال�شعور ،كما ي�ساهم يف انعكا�س �أمناطها على هيمبوليت ،متثل نوع ًا معين ًا من تفكيك العامل
على اللغة العربية فهي �سلبية يف �أغلبها ،على الرغم منط تفكري �أهلها ،وعلى تاريخ �أ�صحابها وثقافتها، و�إعادة بنائه وتنظيمه وفق �ألفاظها وبنياتها
من �إيجابية بع�ضها �أو �إمكان ا�ستغاللها يف حتقيق و�إبداعها الرتاثي واحلديث ... الرتكيبية ،حيث "�إن كل لغة حتتوي على ميتافيزيقا
عوملة اللغة العربية ذاتها .لقد ت�أثرت اللغة العربية خفية ،ب�شكل ال يجعلها ت�سهم يف التعبري عن الفكر،
يف امل�صطلحات احلاملة ملفاهيم ثقافية ،وفكرية، • مظاهر العوملة اللغوية: بقدر ما ت�شرطه وت�شكله".
واملفردات العامة امل�ستجدة ،وال�صيغ ال�صرفية حتدد الدكتورة "زينب بريه جكلي"� ،أ�ستاذة بق�سم ومن هنا ،ووفق املنظور الفكري وال�سيا�سي
املعدلة ،نتيجة للتطور اللغوي ،واحتكاك متحدثي اللغة العربي يف جامعة ال�شارقة ،يف مقالها "�أثر احلديث ،ف�إن اللغة �صارت مت�أثرة بباقي اللغات
اللغة العربية بغريهم يف التحاور احل�ضاري. العوملة على اللغة العربية" املن�شور مبوقع "�أدباء يف العامل ،تتفاعل معها ،وتت�أثر بها ت�أثر ًا �سلبي ًا
وت�أثرات الرتاكيب النحوية العربية بالعوملة فوجدت ال�شام" ،بع�ض مظاهر العوملة اللغوية ،وت�أثريها �أو �إيجابي ًا .فالعوملة مبفهومها ال�شامل تتجاوز
مناذج من الرتاكيب غري الأ�صلية �أو الهجينة، على اللغة العربية وتطورها يف العامل العربي وعند املجاالت التي �أثرت فيها ،كالتجارة واالقت�صاد
81 80
إبــــــداع إبــــــداع
اللغة العربية ،واملتخ�ص�ص فيها يف ظروف العوملة، خا�صة ب�إحداهما تبث �إر�سالها داخل الدول العربية وا�ستحدثت تعبريات ا�صطالحية تعك�س ممار�سات
من�شغلني "ب�سلعة غري جتارية"� ،أو ب�سلعة لها وخارجها ،ويف الوثائق الر�سمية من جوازات، ثقافية وتعبريات لغوية غريبة ،وظهرت �أ�ساليب
تنقالت حمدودة ،و�أ�صبحت وظيفة تدري�سها زهيدة وبطاقات ،ورخ�ص قيادة و�إعالنات عطاءات، لغوية وبيانية جديدة غري معهودة يف اللغة العربية.
فيها غري حمرتمة داخل الدول العربية وخارجها، ولوحات عربات ت�ستخدم الإجنليزية �أو الفرن�سية ومن �أمثلة العبارات املحدثة" :الغرفة التجارية"
و�ضاقت فر�ص العمل للمتخ�ص�ص فيها يف �أغلب بجوار اللغة العربية ،فك�أن العربية ال تفي بالغر�ض. جلماعة التجار واملكان املعد الجتماعهم ،و
الدول الإ�سالمية ،على الرغم من القرارات ومن الألفاظ العاملية املنت�شرة يف اللغة العربية: "اخلطوط اجلوية" ل�شركات الطريان وطرق
ال�سيا�سية واالجتماعية لتدري�سها جلميع �أبناء (هالو) يف افتتاح املكاملة الهاتفية ،و (برتول) الطائرات يف اجلو" ،ويوم اال�ستقبال" ليوم
امل�سلمني. للنفط( ،كمبيوتر) للحا�سوب ،و (تلفون) للهاتف �أو تخ�ص�صه الأ�سرة ال�ستقبال الزوار ،و "التغذية
امل�سرة ،و (الإنرتنيت) لل�شبكة العاملية لالت�صاالت الراجعة �أو املرتدة" ،لالنفعاالت الناجمة عن �أفعال
�إيجابية يح�سن ا�ستغاللها يف ن�شر اللغة العربية • الآثار ال�سلبية للعوملة: واملعلومات ،ف�ض ًال عن (برجر) ،و(�ساندويت�ش)، وت�أثريات معينة وغريها من العبارات .
متتد جذور الآثار ال�سلبية للعوملة يف املجال وتطويرها. (ودميوقراطية) ،و(ا�سرتاتيجية ) (و�أكادميية ) ومن �أوجه هذا الت�أثري ا�ستعمال الأ�سماء الإجنليزية
اللغوي �إىل ا�ستغاللها يف فر�ض الفل�سفة النفعية متنح العوملة فر�صة كبرية لإعداد اللغة العربية و (كوادر) و(دكتوراه) وغريها .ومن امل�صطلحات للت�شكيالت اجلديدة للأزياء ،ولتقاليد الطعام،
املادية العلمانية وما يت�صل بها من قيم ،وقوانني، لت�صبح "�سلعة جتارية" "يت�سوق فيها" ،وتتناقل العربية التي حتمل مفاهيم وافدة( :الإباحية) واملطاعم الأمريكية ،واملواد الغذائية احلديثة،
ومبادئ على �سكان العامل كله .وال ت�ستثنى الثقافة بني النا�س يف خمتلف دول العامل ،ويتحقق هذا للتحلل من قيود الأخالق ،و(الرجعية) للبقاء على والأدوية امل�صنوعة يف الدول العربية ،وال�شركات،
العربية الإ�سالمية ،واللغة من الت�أثر ال�سلبي امل�شروع بت�شجيع الأبحاث العلمية اللغوية العربية القدمي ورف�ض التطور ،و(ال�شخ�صية) لل�صفات وامل�ؤ�س�سات التجارية ،واعتماد املخت�صرات
بعمليات العوملة يف هذا امل�ضمار ,وهي عمليات تعد وتوجيهها لتكون دعاية ال�ستعمال هذه اللغة، التي متيز ال�شخ�ص من غريه ،و(العن�صرية) الإجنليزية لتكون �أ�سماء متعارفا عليها لعدد
ا�ستعمار ًا ثقافي ًا من الناحية ال�سيا�سية وتعلن على وو�سيلة لتي�سري تعليمها وتعلمها ،كما يتحقق ب�إعادة للتع�صب للعن�صر ،و (الر�سالة) للبحث املبتكر من ال�شركات ،مثل (اي�سي�سكو) ،و (�أرامكو)،
ر�ؤو�س اخلالئق �أن عليهم �أن يتحدوا �ضمن العوملة النظر يف الطرق ،واملداخل والو�سائل امل�ستعملة للح�صول على �إجازة علمية ،و (العميد) لرئي�س و(�سابتكو) ،وغريها ،وكذلك �شيوع ا�ستعمال التقومي
الغربية الأمريكية مع ال�سماح لهم باحلفاظ على يف ن�شرها ،و�إيجاد الفر�ص للح�صول على منافع �شعبة علمية يف م�ؤ�س�سة تعليمية عليا ،و(القومية) امليالدي بد ًال من التقومي الهجري الإ�سالمي،
التنوعات الثقافية واللغوية التي تتعار�ض مع م�صالح مادية ملتعلميها� ،إن �أغلب متعلمي العربية من لل�صلة االجتماعية بني امل�شرتكني يف اجلن�س واللغة وبخا�صة يف ال�شركات وبع�ض امل�ؤ�س�سات� ،أو اجلمع
هذه العوملة ،و�سيا�ساتها ،و�أهدافها املر�سومة. غري �أهلها يقدمون عليها من منطلق ديني ،ومن والوطن ،وما �سواها. بينهما يف امل�ؤ�س�سات العربية ب�شكل عام ،واعتماد
من �أبرز هذه الآثار طغيان اللغة الإجنليزية يف قناعة بالثقافة الإ�سالمية التي حتملها هذه اللغة، الت�سمية غري العربية لأ�سماء البلدان العربية بد ًال
التحاور احل�ضاري والتبادل التجاري الدويل، ويتعلمها العرب لتحقيق انتمائهم �إىل املجتمع • الآثار الإيجابية للعوملة: من التم�سك باال�سم العربي الأ�صيل ،و�إلزام الدول
و�إق�صاء غريها من اللغات �إىل التعامل الإقليمي� ،أو العربي الناطق الأ�صلي بهذه اللغة ،ولكن اال�ستناد تتمثل الوجهة النرية للعوملة يف �إيجاد �أر�ضية وامل�ؤ�س�سات والهيئات العاملية بااللتزام بها.
املحلي .و�شاع ا�ستعمال اللغة الإجنليزية يف مواقف �إىل الدافع الديني �أو االجتماعي ال يكفي لعوملة م�شرتكة بني �شعوب الكوكبة الأر�ضية بقيام عالقات زاحمت اللغتان الإجنليزية والفرن�سية اللغة العربية
اجتماعية ،واقت�صادية كثرية ،ويف تخ�ص�صات هذه اللغة ،و�ضمان �شيوعها .فقد �أ�صبح دار�س بينها ت�سمح بوجود قوانني عاملية تنظمها خلري يف عقر دارها يف و�سائل الإعالم ،ف�شاعت جرائد
علمية تقود الواليات املتحدة الأبحاث العلمية اجلميع .وللعوملة الثقافية واللغوية وو�سائلها �آثار حملية ب�إحدى هاتني اللغتني ،وا�ستحدثت �إذاعات
83 82
إبــــــداع إبــــــداع
- 2ابن جني� ،أبو الفتوح عثمان :اخل�صائ�ص ،اجلزء فيها ،ويف العالقات ال�شخ�صية بني الأفراد املنتمني
الأول،حتقيق عبد احلكيم حممد،املكتبة الوقفية ،بدون �إىل لغات ،وثقافات متنوعة وبلغ من هيمنة اللغة
ذات املليون ربيعًا
طبعة ،بدون �سنة� ،ص .44
� - 3سويد عبد اهلل وم�صطفى عبد اهلل :ال ّلغة الإجنليزية يف املجال العلمي �أن مت�سكت بع�ض
العربية،دار الكتاب والتوزيع والإعالن واملطابع ،طرابل�س، اجلامعات العربية بتدري�س بع�ض التخ�ص�صات
ليبيا،الطبعة العلمية الطبيعية والتطبيقية باللغة الإجنليزية � ،أو
الثالثة� ،سنة � ،1982ص .78
� - 4سعيد �أحمد بيومي�:أم ال ّلغات ،درا�سة يف خ�صائ�ص غريها من اللغات غري العربية� .صار هذا النوع من
ال ّلغة العربية والنهو�ض بها ،مكتبة الآداب ،القاهرة، التعليم تقليد ًا علمي ًا عميق اجلذور ،وخلق نوع ًا من
م�صر، الثنائية اللغوية العلمية ف�ض ًال عن ظاهرة الثنائية
الطبعة الأوىل �سنة �،2002ص .102
� - 5أبوبكر العزّاوي :ال ّلغة واحلجاج ،دار �إفريقيا ال�شرق،
اللغوية الأجنبية ال�شعبية االجتماعية والفردية يف
اململكة املغربية ،الطبعة الأوىل� ،ص .43 هذه الدول.
- 6مفكر وفيل�سوف م�صري معا�صر له م�شروع فكري
معروف "بالرتاث والتجديد". الهوام�ش
- 7ح�سن حنفي :مقال عنوانه :الهوية واللغة يف الوطن، Fairclough, Norman, Globalisation
- 8الزبادي حممد فتح اهلل :العوملة و�آثارها على العامل of Discourse Practices, Globalisation
الإ�سالمي،منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي ،قطر� ،سنة ،2003 Research Network Programme text-
الدورة January 1996 http: bank,rug>ac.be-
الرابعة ع�شر� ،ص .2 global- Programme.ht,- 3198-7-
- 9جياليل بوبكر :العوملة مظاهرها وتداعياتها ،نقد Axford,Barrie,The Global System:انظر
وتقييم ،عامل الكتب احلديث� ،إربد ،الأردن ،الطبعة Economics, Ploitics and culture, Polity
الأوىل� ،سنة 20 Press,cambridge, Uk,1995,P.29.
لينا العماري .ليبيا � ،ص .5 انظر� :شاهني ،عبدال�صبور ،العربية لغة العلوم والتقنية،
- 10بكار عبد الكرم :العوملة ،طبيعتها ،و�سائلها، دار االعت�صام ،القاهرة ،ط� ،1986 ،2ص 362-
ذنبي هو �أنني مهوو�سة تاريخ� ،أهتم بالتفا�صيل ال�صغرية جد ًا و�أعي�ش �أب�سط اللحظات فيها� ،أحب حتدياتها ،دار الإعالم للن�شر والتوزيع ،الطبعة الأوىل، 363.
مرة عن ' مما ُ�صنعت والرماح وكل هياكل الدروع ،ولو �أنني �أبحث يف كل ّوال�سيوف والأ�سهم ّاملعارك ّ �سنة ،2000 عبدالرحمن� ،أحمد ،العوملة… وجهة نظر �إ�سالمية،
�ص .11 جريدة ال�شعب.1998/7/31،
مل ؟ وكان الإ�ستفهام بالن�سبة يل لي�س �أحجية �إمنا لعبة من �ألعابي -ال �آنذاك ' وكيف و�أين و َ
انظر عبدالرحمن ،امل�صدر ال�سابق.
�أتذكر �أنه يف حياتي حملت بني يدي كتاب تاريخ حتى و�إن ُكنت �أت�صفّحه فقط �أراين يف كل تلك
ال�صفحات ،كنت �أنا البطلة يف ُكل �أ�سطورة .ّ امل�صادر واملراجع
دائم ًا ما كنت �أراين من الن�ش�أة الأوىل �أحمل بني �أناملي �أحجار �صوان و�أ�شعل نار ًا يف كهف ما� ،أو - 1ابن منظور� ،أبو الفتوح حممد بن مكرم :ل�سان
العرب ،اجلزء اخلام�س ع�شر ،دار �صادر ،بريوت ،لبنان،
انني �أنق�ش على الأحجار ر�سم ًا حليوان ر�أيته ،وقد تراين �أمتتم و�أقفز كاملجانني �أقوم برواية
بدون
حدث لأخي �أريد �أن �أف ّهمه لع ّله ي�ستوعب ما �أنوي قوله فنحن مل نخلق احلروف بعد . ٍ طبعة،بدون �سنة� ،ص 251و252
85 84
إبــــــداع إبــــــداع
دويالت دويالت بعد �أن ُك ّنا وطان ًا واحد ،ف�إين ال �سيفهمون ما �س�أ�سرد عليهم من كالم و�أنا عرب ّية
�أ�صف قهر وذل نفينا من بيوتنا و�إىل خارج البالد . الهيئة والل�سان؟
�إين لأجل�س �أمام عتبة بيتنا يف املدينة القدمية مت ّر ال�سنونُ ،تغم النف�س ويف�صح القلب عن مواجعه
فيم ّر ُمر�شد ُ�س ّواح ومعه ُ�سواح من �إيطاليا ير�شدهم حلكم ملن يبحث عن فمت �ألف موتة عندما خ ّلف ا ُ ّ
املُ�ستعمرة وك�أنه يحكي عن بالد ال يحت�سبها �إال الزهد يف احلياة ،امللب�س والرثاء ون�سوا �أن املال
بالده ،ف�أب�صق وراء ُخطاهم و�أ�ستعيذ باهلل من والبنون زينة احلياة الدنيا.
ال�شيطان الرجيم ثالث ًا . يف �صفحة منلأها بالت�ضرع �إىل اهلل ليلهمنا
�أجل�س وعائلتي بجوار املذياع فن�سمع ب�إنت�صار جدي ال�صواب ،فري�شدنا ملُبايعة من يحكمنا وي�سرينا
املُختار ،املُختار قاتل ،املُختار انت�صر ،املُختار قاوم، على نهج اهلل فيحكمنا حفيد العادل ُعمر ُ ،عمر
فيا �أيها امل�ستمعون �إلينا �إن ُعمر املُختار قد ا�ست�شهد بن عبد العزيز فتعود الأ ّمة �إىل �صالحها ،ويعود
�صباح �أم�س. ديننا �إىل قلوبنا وعقيدتنا على نهجها ويدب الإميان
فدعوين من �إجنلرتا دعوينُ ،كنا عائلة �سعيدة ب َروحه فينا مجُ دد ًا .
فجنينا نحن تذهب يف الأر�ض جتني الزيتون ُ تارة تراين يف دم�شق �أ�صلي يف الأموي ،ثم تارة
ب�أعمارنا ،ر�صا�ص كيان �صهيوين �شتت ِحمعنا تراين يف بغداد عند دار احلكمة �أ�شرتي كتاب ًا� ،أو عيوين غي�ض ًا منها تلك املتم ّلقة الرثثارة . عند الفراعنة كنتُ �أرى كيف ُيح ّنطون املوتى و�أراين
فجعل بيتنا مخُ ّيم ال ُيقطن يف برد ال�شتاء وال حرارة �أنني عند هارون الر�شيد �أ�شكوه من بائع غ�شني. ويا وياله من يوم قدوم �أبرهة �إىل الكعبة ح ّلت دائما �ألعب بالأفاعي وك�أنها التقتل� ،أج ّر جملي من
ال�صيف. باملُنا�سبة �أنا تلميذة �أ�سبوعي ب�سبعة �أ ّيام ،يوم عند امل�آ�سي ومالنا غري رب يحمينا ،عندما �أتطرق هاجر جدي "�سام �شبه اجلزيرة العرب ّية �إىل اليمنَ ،
وعقود م�ضت من ذلك اليوم ،وتو ّقف تاريخي عند ابن �سينا ويوم عند الفرابي ويوم عند اخلوارزمي �إىل �أ�سطر الر�سالة املُح ّمدية �أكون من �أول النا�س بن نوح" ،وها نحن ال�ساميون وراءهُ ،مرهقة متعبة
املُقاومة ،واليوم �أراين �أتذكر الإحتالل والتغريبة ويوم عند احل�سن ابن الهيثم ويوم عند جابر بن التي �آمنت بر�سالته ،تعم البهجة قلبي يوم فتحت فالطريق �شاق وطويل .
و�سيوف الر�سالة وك�أنني ع�شتها حلظة بلحظة، ح ّيان و�آخر عند الرازي . م ّكة -حجة الوداع وما �أدراكم ما حجة الوداع �أُعود �إنني راعية موا�شي لدى العماريني و�أعمل ف ّالحة
فعلمت �أن عند غو�صي يف كتاب واحد مل � ِأع�ش فيه ري زاجل عند املماليك فوق فبلحظة خاطفة �أكون ط ٌ بنف�سي لواقعة �إين لأجه�ش بالبكاء كل ّما قر�أت ن�ص لدى بني كنعان وتاجرة لدى الأ�شوريني ،امتهنت
ال معارك وال ح�ضارة �إنمّ ا انا ع�شت حياة يف حياة، النيل ته ّفني الن�سائم ،ف�أحت ّول �إىل �إن�سان محُ ّطم اخلطبة فما بايل و�إين ُكنت بني حجاج يوم عرفة احلرف جميعها وانا مل �أولد بعد .
وانا اليوم حروف هريوغلوف ّية تكرب لتع ّقد ال لتُحل كئيب قد حرق املغول بيته . يداي على اخل ّد ودموع حتى املرافق ت�سيل . تارة �أمل�س خ�شب �سفينة فنيق ّية �سننطلق بها على
وي�سهل فهمها . و�إىل زاهدة على بالط قرطبة ت�سري ،فعذب ما�ؤها كرم
ر�أيت يف ال�سرية �صدق ال�ص ّديق وعدل ُعمر ُ ، �أمواج املُتو�سط ،و�أقف على م�سارح "�أويا" يف �سهرة
ثم �إين لي�س لدي ذرة �إميان واحدة بعلم يح ّفر الذي �شربته فيها ذرفته عيوين عندما �سقطت، عثمان وحزم علي ك ّرم اهلل وجوههم .ويف ع�صور ف ّنية �إغريقية
الأر�ض لي�ستخرج غبار �ألف �سنة ليتقا�ضى من �أجله وخذين من مكاين �إىل ق�صر ال�سالطني العثمانيني �صدر الإ�سالم تراين جندية على خيل وراء جيو�ش و�أقفز قفزة طويلة �إىل �أ ّيام جمال�سنا� ،أقول بيت
املال ،التاريخ لي�س متحف ًا وال منهج ًا وال تنقيب، وحكمهم ،و�أنا �أرى كيف ُت�ش ّيد امل�ساجد ،ومن ُ الفتوحات متجهة لبالد ال�سند والهند ،وعندما ك ّنا �شعر فتكمله �صبية من قبيلة �أخرى ،ودائم ًا ما
التاريخ �ألف �سنة يف �صفحة وع�شرون �ألف يف موحد ًا.
املغرب �إىل امل�شرق يكون وطني واحد ًا ّ ال�صني كان ه ّمي الأول �أنهم كيف يف الطريق لفتح ّ تراين يف جمل�س مع الب�سو�س وال�شرر ي�صعق يف
الأخرى .و�أنا عمري مليون �سنة �أو ربمّ ا �أكرث . فج ّرين من ُحلمي �إىل ا�ستعمار بغي�ض ،يق�سمنا
87 86
إبــــــداع إبــــــداع
عندما �أنهى "بوركو" �صلواته ،زال��ت من على وجهه كل عزلته ب�صالة على �شكل �أغنية :
Jesus set me Free
I have my Liberty
عالمات اخلوف واحل�يرة ،ومل�ست لديه رغبة يف احلديث
فا�ستجمعت �إجنليزيتي املهرتئة ،وقلت له :كنت يف بداية
هل هناك عصافري يف تشاد؟
My chains broken down
عملي بال�صحافة عندما التحقت بجريدة "الأيام"� .سعيد ًا
I have my Liberty
Now. Now بتحقيق �أغلى �أماين ،كان ا�سمي مكتوب ًا على ر�أ�س ال�صفحة
حريته. ولي�س يف �صفحة �أدب ال�شباب كما تعودت ،علي �أن �أبذل
ومل يخذله ابن العذراء ونال ّ
ال�صحافة قدري يا �صديقي ،وها �أنذا �أدفع بعدها ج���اءوا بكو�سي �أو "ماكو" ،كهل م��ن الت�شاد مل �أق�صى اجلهدّ ،
لها � ّأول القرابني ،جئت �أبحث عن �سبق �صحفي ،فاعتقدوا �أ�ستطع ت�صديقه يف �شيء ،كان الوحيد الناجي من �إحدى
وزجوا بي يف هذه الزنزانة منذ �أربعة �شهور .امل��ج��ازر هناك ومل �أك��ن �أ�صدقه .حدثني عن �أن��اق��ة جنود �أنني يهودي ّ
حت��رك��ت امل��زال��ي��ج يف الأب����واب اخل��ارج��ي��ة� .إن��ه��ا حلظات ال�شمال وعربدتهم ال�صاخبة على �أج�ساد فتيات الأدغال
الرعب� ،صمت ًا يا بوركو ،ه�ؤالء البدو يف غاية ال�شرا�سة وكنت �أ�س�أله دائم ًا : ّ
•هل هناك ع�صافري يف ت�شاد؟ والق�سوة.
ت�سلمت الطبق ودخلت به �إىل الزنزانة الأ�شجار تقف حجر عرثة يف طريقي �إىل الهاوية ،رغبتي ُ جاءوا بطعام فاخر، محمد السبوعي .تونس
وظفرت بجلدة نارية من كرباج "�سامل النايلي" ،الطّ عام احلا ّدة يف ت�سلّق �شجرة ومداعبة �أغ�صانها جتعلني �أدفع اخل��ام�����س يف زن��زان��ة ال��ع��رب الرهيبة و�أت�����ص ّ��رف بحكمة (ح ّتى �إذا �أتوا على وادي النمل قالت منلة يا �أيها ال ّنمل
د���س��م ،ب��ه��ذا ف��ق��ط مي��ك��ن��ك �أن ت��ق��اوم ه���ذه ال��ع��زل��ة وه��ذه املوت" ،كو�سي"� ،أو"ماكو" يذكرين دائم ًا �أنه �شاهد دم �سليمان ودهائه. �أدخ��ل��وا م�ساكنكم ال يحطم ّنكم �سليمان وجنوده وه��م ال
اجلدران ،كل يا بوركو ،ولأنه �أول �أيامه بالزنزانة مل ي�أكل �أوالده يجري ،متى يفرجون عن "كو�سي" �أو"ماكو" هذا؟ اذه���ب بعيد ًا ي��ا ب��ورك��و ،و�أل���زم ح���دود ح��زن��ك� ،صلواتك ي�شعرون) �سورة النمل الآية 18
الزجني الوقور� ،أكره بوركو �شيئ ًا .ع��ادت املزاليج �إىل الأب���واب ،بوركو ،هذه القائمة مل تعد تثريين ،ومل �أعد �أثق �أ�ص ًال بال�صلوات. الأ�شياء وا�ضحة متام ًا ،حبات املطر ترتطم بجدران ال�سجن
يا �إلهي ،مل �أعد �أحتمل ثرثرة هذا ّ
اللحظات هي الأق�سى يف هذا ال�سجن� ،ستفتح الأب��واب ،الوقار واحلكمة ،و�سداد الر�أي. جاءوا به �إىل زنزانتي ذات م�ساء طافح بالقنوط والعزلة، ال�صلبة ،فتحدث �إيقاع ًا رخو ًا� ،أ�صوات الرعد متتزج مبواء
ونخرج الأطباق �أمام الزنزانة لنهرول حتت �سياطهم �إىل يتخثرّ الزمن داخ��ل زرق��ة الطالء ال��ذي دهنوا به جدران فُتح الباب عن زجني ق�صري ممتلئ ،ابت�سم يل وا�ستلقى قطط �صغرية مل تفتح عيونها بعد فت�صدر مو�سیقى فادحة،
ً
احل�� ّم��ام ،نق�ضي حاجتنا �سريعا ،وح��ذار �أن تخرج قبل الزنزانة� ،أزرق فظ ي�شعرك �أنك �سابح يف جبال من امللح، على احل�ش ّية التي بجانبي .وخ�� ّي��م ال�صمت جم���دد ًا على �سمفونية رائعة ،ت�أتيك �أحلانها من كوكب الأر�ض القريب
�أن تطرق الباب من الداخل ف ُي�ؤذن لك ،عندها فقط ميكنك وح�ش ّية ذكراك يا قرطاج .وتخور كالبقرة طالب ًا الذبح ،هيا زنازين �سجن اله�ضبة يف �شمال �إفريقيا .تال�شى ال�ضباب جد ًا من زنزانتك ،ال ّ
نبي � اّإل �سليمان وال غالب �إال الهدهد،
ال��ع��ودة �إىل زنزانتك مبنتهى ال�سرعة ،فهمت يا بوركو؟ �أعدموين رجا ًء ،مل �أعد �أحتمل كثافة هذه العزلة فيذكرك الكثيف املطبق على جميع حوا�سي ،وانتابني �شعور غامر ن�سيت ن�صائح تلك ال�سائحة الدامناركية ،ق�ضينا ليلة حاملة
العقاب �شديد لو خالفت طقو�س ق�ضاء احلاجة الب�شرية يف كرباج "�سامل ال ّنايلي" املثقف �أن ابن �سينا تويف للأبد. للزجني الق�صري املمتليء و�س�ألته باالرتياح والغبطة ،نظرت ّ يف ق��رط��اج ،ثرثرنا ك��ث�ير ًا ،حت ّدثنا ع��ن ال�شعر والأدب
وت ّدعي ال ّنبوة فال ي�صدقك �إال النمل،يكفي �أن ترتك قطعة �سجن اله�ضبة ب�شمال �إفريقيا. بلغتي عن �سبب القب�ض عليه ،مل يفهم �شيئا بل �أدرك ذلك، واملو�سيقى وهادننا البحر بزبدٍ ف�ضي يرتطم على �ساقينا
�إجنليزيتي املهرتئة مل تفد "بوركو" يف �شيء ،لقد نال من اللحم يف زنزانتك ،لتتدافع الكائنات ال�صغرية ال�سوداء و�أجاب يف حرية : املتدلية لزرقة طائ�شة.
ً ً
عقابا قا�سيا تلك الليلة لإخالله بتلك الطقو�س ،وع��اد �إىل �أف��واج�� ًا وم��ن كل فج عميق ،ما �أروع �صخبها وم��ا �أ�ش ّد ! ، I don't know ! Idon't knowتذكرت �أنني رخي لأرواح قرطاجية حائرة .قلت لها �إنني ذاهب ن�سيم ّ
غباءها ،لقد �صدقت �أنني �سليمان النبي ،ويل مثل حكمته الزنزانة ليغرق جمدد ًا يف �صلواته القامتة. ال �أجيد جيد ًا ه��ذه اللغة ،واعرتتني خيبة ح��ا ّدة �سرعان �إىل هناك ،ثمة قدر �شائك ي�ؤجج رغبتي يف الذهاب �إىل
�صلوات "بوركو" مل تكن ب�أية لغة حية ،بل بلغته الإفريقية ورحمته فال �أحطم ّنها ،ل�ست �سليمان وال حتى ذو الكفل �أو م��ا تال�شت ب��دوره��ا عندما نه�ض "بوركو" لأداء بع�ض نبي �إال �سليمانحافة الدنيا� ،صحراء �إفريقيا الكربى ،ال ّ
اخل��ا���ص��ة ،لإل���ه �إف��ري��ق��ي خ��ا���ص� ،إل���ه ب�لا مالئكة يقبع يف �إليا�س �أو اخل�ضر �أو �إدري�س �أو �صالح وبي كل هذه الرغبة ال�صلوات ،مل �أك��ن �أ�ؤم��ن من قبل بوجود �آلهة �أخ��رى �أو وال غالب �إال الهدهد .
الأدغ��ال ويحيط رعاياه بعطفه ورعايته حتى لو كانوا يف يف التدمري والقتل� ،أح�صي �ضحايا جمزرتي ،مائة� ،ألف، حتى طرق لل�صالة غري التي تعلمت يف وادي اجلبا�س، �أفكّ ر فيك بخ�شوع يا دافني ،ال لأنك دامناركية فح�سب،
ً
�آخر الأر���ض ،مل مت�ض �أربعون يوما �إال والزنزانة تقذف �ألفان ،ثالثة �آالف ،مائة �ألف ،مليون ،ماليني ال ّنمل �أقطع عندما كان "ر�ضا" ولد �سكينة" يقودنا �إىل غدير هناك، الرحلة ،ومن �شرا�سة �أو لأنك حذرتني كثري ًا من خماطر ّ
رقابها فال تنقطع جحافل ال ّنمل. ببوركو �إىل حريته العطنة. ه����ؤالء ال��ب��دو� ،أق��ب��ع الآن يف مملكتي ال�شا�سعة ،زن��زان��ة
ثم جا�ؤوا ب�شارلز ،فتى غاين مرح م�ؤمن بعي�سى ويقاوم فنغ�سل بع�ض الأع�ضاء والأطراف ،ونتلو وراءه كلمات مل
فاخرة ال ت�سع �إال رعاياي ال�سذّج من العناكب والنمل .ال
�أعد �أتذكرها ،ونعود �إىل الأهل وقد غمرتنا غبطة غامرة .
نبي �إال �سليمان وال غالب �إال الهدهد� ،أق�ضم اليوم �شهري ّ
89 88
إبــــــداع إبــــــداع
املنت والهام�ش ،يحاول فيه الهام�ش الت�صدي لهيمنة اقول ،هذا الكتاب جامع طروحات �أقالم نقاد تنوعت
امل�تن ،م��ن خ�لال �إث��ب��ات وج��ود ال���ذات املبدعة القادمة مناهجهم اجلمالية ،وك�شف لنا �سعة ثقافة امل���ؤل��ف رؤية جمالية في روايات علي لفتة سعيد ..
منه .وبذلك ،ميكن القول �إن عتبة العنونة ات�سمت بتعددٍ يف ر�صد مدى قدرته املعرفية التامة يف تتبع امل�شهد
�إيحائي وداليل� ،أف�ضى �إىل جتان ُِ�س الإحالةِ فيه على
جوهرِ التعددِ والتنوع يف التجربة ،التي يقوم عليها
ال�����س��ردي واحل��ف��ر والتنقيب م��ع��ا يف ماينجز نقديا
واطالعه الد�ؤوب وا�شتغاله املعريف والنقدي والبحثي
ماسك السرد
ا�شتغال الكتاب .كما �أحالت على انعكا�س هذا التعدد والتحليل .
عناوين
َ ومتف�صله
ُ يف اخلريطة التوزيعية ملحاور الكتاب
داخلية ،دخلت يف �صياغتها كلها ،الكلمة املحورية ويبدو يل �أن هناك ُبعد ًا �إ�ضاف ّيا ،هو الرتكيز على الأبعاد
"ما�سك ال�سرد" يف العنونة اخلارجية ( قراءة جمالية الإيحائية يف العالقة بني العنونة ومعطيات التجربة
نقدية ) فجاءت �أق�سام الكتاب على هذا النحو :االحتفاء (مادة الكتاب) ما�سك ال�سرد .يتمثّل يف ن�سقني ،الأول:
املنهجية النقدية العربية من خالل درا�سة �أدب الروائي ن�سق التفاعل بني معطيات التجربة نف�سها للروائي،
. وفاعليته يف �إثرائها املطرد؛ �إذ يت�شكل من العالقات،
ال �شك يف �أن التعاطي مع جتربةٍ الكاتب "علي لفته التي تتخلّق من انتقاالت التجربة بني �أجنا�سها املتعددة.
�سعيد" على هذا امل�ستوى من اال�ستثنائية ،يحمل يف عالقات وفقا ل�سياقات الداللةٍ ويتوازى مع ما ين�ش�أ من
معنى من معاين االحتفاء ب�شخ�صية مبدعة وقد طياته ً �سياقات تتحكم فيها عالق ُة املتغيرّ
ٌ الوظيفية .وه��ي
�شكلت ح�ضور ًا عربي ًا ،وهو ما مل تفت امل�ؤلف الإ�شارة (الثيمة /ال�شخ�صية ) يف كل رواية.
�إل��ي��ه .و�إىل ا ّت�����س��ام رواي��ات��ه ال��ث�لاث ب��ه��ذه القيمة من عقيل هاشم .العراق
نوع من االحتفاء النبيل ،ف�إنه قد قام يف ا�شتغاله على ٍ ويتمثّل الن�سق الثاين ،يف �صراع معطيات التجربة
النباهة الكتابية ،التي �أفلح امل�ؤلف من خاللها. امل���ت���ع���ددة ل��ل��ن�����ص ال����روائ����ي وت�����س��ل��ي��ط ال�������ض���وء على يف كتابه "ما�سك ال�سرد" ال�صادر حديث ًا من دور ن�شر ايرانية� ،ضم الكتاب مقاالت عن ثالث روايات
(الهام�ش) مع (امل�تن)؛ �سعيا �إىل �أن ينال (الهام�ش) هي "ال�سق�شخي"" ،البدلة البي�ضاء لل�سيد الرئي�س" ،و"موا�سم اال�سطرالب" .
م�ستوى
ً وقد بلغت منهجية الت�أليف يف هذه امل�ساحة ا�ستحقاقاته يف امل�شهد الثقايف والإب��داع��ي .وه��و ما �ضم الغالف الثاين �آراء نقدية من نقاد عرب عراقيني ،ح�سب اهلل يحيى واحمد بلخريي وعز
عاليا من ال ُّ��رق��ي ،وتعاطى معها بو�صفها درو���س�� ًا من �أ�شار �إليه الكاتب د� .صباح حم�سن ،يف قراءته الثقافية الدين جيالوي وفتحي بن معمر و د .و�سلوى النجار� ،أما الغالف فكان للفنان علي عبد الكرمي.
النقدية وروايات موجة احلداثة وت�صالحُ ًا مع اجلديد. التي ت�صدرت الكتاب ،واق�ترب فيها من الك�شف عن ي�شري امل�ؤلف د� .صباح حم�سن �إىل الإحاطة ال�شاملة ب�أدب الروائي "علي لفتة �سعيد" ومن خالل
ج�سدت هذه الر�ؤية �إيجابي َة اال�شتغال النقدي درا�سة ثالث روايات وك�شف ان�ساقها امل�ضمرة.
وبذلك ّ االرت��ب��اط الن�سيجي ،ب�ين ه��ذا الن�سق وعتبة العنونة
�سياق من ال�شعور بامل�س�ؤولية النقدية وما ي�ضعها يف ٍ و�إحاالتها على امل�ضمون املتعدد .مبا يف هذا امل�ضمون وجوهر هذه الإ�شارة كامنٌ ،بال ريب ،يف �أن مادة الكتاب هي املُنجز الكتابي النقدي ،الذي ت�شكّلت
وثراء وتدفقا
ً به جتربة الروائي علي لفتة �سعيد من تعدد ف�ضاءات م�سروداته ،واكتنازها ً
�سعة
�شكل من �أ�شكالِ التحديث املنهجي. جتا َه ٍ من جت�سيدٍ لل�صراع الن�سقي ،الذي تدور حوله جتربة
���ور ُم��هِ �� ٍّم ،تت�شاركه الروائي ال�سردية ،والتعاطي معها بو�صفه �صراع ًا بني �سردي ًا.
ك�شفت �سياقات ال��ك��ت��اب ع��ن حم ٍ
91 90
إبــــــداع إبــــــداع
93 92
واحــة الليبي واحــة الليبي
95 94
من هنا وهناك واحــة الليبي
قالـــــوا: • طرائف:
• "باحتمال امل�����ؤن ُي��ب��ن��ي ال�����س���ؤدد ،وب��الأف�����ض��ال ٌ -يحكي �أن ابن ًا ل�شريح القا�ضي قال لأبيه� :إن بيني
تعظ ُم الأخطار ،وب�صالح الأخالق تزكو الأعمال" وبني قوم خ�صومة .فانظر يف الأم��ر ،ف���إن كان احلق
(االحنف بن قي�س) يل خا�صمتهم (قا�ضيتهم) ،و�إن مل يكن يل احل��ق مل
• "�شُ كر ال��ن��ع��م��ة ه��و �أن ت���ري نف�سك متتطف ًال" �أخا�صمهم .ثم ق�ص ق�صته عليه .فقال �شريح :انطلق
(حمدون الق�صار)
فخا�صمهم .فانطلق �إليهم فخا�صمهم ،فق�ضي �شريح
• "كثري من النا�س يعي�شون طويال يف املا�ضي,
على ابنه! فقال ابنه له ملا رجع �إىل �أهله :والله لو مل �أتقدم
وامل��ا���ض��ي من�صة للقفز ال �أري��ك��ة لال�سرتخاء"
(توفيق احلكيم) �إليك بطلب الن�صح مل �أملك .ف�ضحتني .فقال �شريح :يا
• "اجلاهل ميكن تعليمه ،واجل��ايف ميكن تهذيبه، بني ،والله لأنت �أحب �إىل من ملء الأر�ض مثلهم .ولكن
لكن الذليل الذي ن�ش�أ على الذل يتعذر �أن تغر�س الله اعز على منك .خ�شيت �أن �أخربك �أن الق�ضاء عليك
يف نف�سه عزة و�إباء و�شهامة تلحقه بالرجال"!.. فت�صاحلهم على مال فتذهب ببع�ض حقهم!.
(ابن بادي�س)
رجل
زال ينب�ض ..قالوا ب�صوت ٍ "قلت :قلبي ما َ • ُ � -س�أل �أب��و العيناء حاجة من اب��ن �أخ��ت ال��وزي��ر ،فلم
حي"�( .إبراهيم ن�صر الله) واحد :هذا ال يعني �أ ّنكَ ٌّ يق�ضها ل��ه ،ف��ق��ال �أب���و ال��ع��ي��ن��اء� :إمن���ا �أل���وم نف�سي يف
• "من اجل�����رح وح�����ده ي���ول���د الأدب" (�أح��ل��ام ت�أميلك ،و�أنت م�ضاف �إىل م�ضاف.
م�ستغامني).
97 96
أيام زمان قبل أن
نفرتق ..
98
اللييب
مجلة