You are on page 1of 45

‫يونيو ‪2022‬‬ ‫العدد‪ :‬الثالثون‬ ‫المجلد‪ :‬الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬

‫‪Email: buj@bu.edu.sa‬‬ ‫‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs‬‬


‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫يونيو ‪2022‬‬ ‫العدد‪30 :‬‬ ‫المجلد الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬ ‫جامعة الباحة‬
‫وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‬
‫المحتويات‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬
‫تصدر عن جامعة الباحة‬
‫مجلة دورية ـــــ علمية ـــــ محكمة‬
‫التعريف بالمجلة‪.............................................................................................‬‬
‫الرؤيــــة‪ :‬أن تكون مجلة علمية تتميز بنشر البحوث‬
‫هيئة التحرير جمللة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية ‪..................................................................‬‬ ‫العلمية التي تخدم أهداف التنمية الشاملة بالمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬وخدمة البحث العلمي األصيل وطنيا ً وعالميا ً‪،‬‬
‫وتسهم في تنمية القدرات البحثية ألعضاء هيئة التدريس‬
‫احملتوايت ‪..................................................................‬‬ ‫ومن في حكمهم داخل الجامعة وخارجها‪.‬‬

‫الرسالة‪ :‬تفعيل دور الجامعة في االرتقاء بمستوى األداء‬


‫‪1‬‬ ‫داللة ألفاظ اجلرح والتعديل املتجاذبة عند األئمة النقاد (طويل اللسان)‪( ،‬شيطان) – أمنوذجاً (دراسة حتليلية مقارنة)‬ ‫البحثي لمنسوبيها بما يخدم أهداف الجامعة ويحقق أهداف‬
‫التنمية المرجوة ويزيد من التفاعل البناء مع مؤسسات‬
‫عائشة بنت فهيد بن بادي الخمسان‬ ‫المجتمع المحلي واإلقليمي والعالمي‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي ‪.....................................................‬‬ ‫رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫عبدهللا بن محمد منصور آل الشيخ‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سعيد بن أحمد عيدان الزهراني‬

‫‪81‬‬ ‫مجعا ودراسةً‪......................................‬‬


‫والصرفية ً‬
‫ضب آلراء يونُس النّ ْحوية ّ‬ ‫ُّ‬
‫تعقبات املب ِّّـرد يف املقت َ‬ ‫نائب رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫عبير محمد حـمد الحمامة‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد بن حسن زاهر الشهري‬

‫‪113‬‬ ‫األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته وأهم تطبيقاته املعاصرة‪...................................‬‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬

‫هاني بن البرك بن عبيد باصلعة‬ ‫د‪ .‬يحيى بن صالح حسن دحامي‬

‫‪154‬‬ ‫عالقة الغضب ابلتدفق النفسي لدى طلبة اجلامعة يف ضوء بعض املتغريات الدميوغرافية ‪....................‬‬
‫أعضاء هيئة التحرير‪:‬‬
‫عبد الوهاب بن مشرب انديجاني‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن محمد الحارثي‬
‫‪190‬‬ ‫فاعلية اسرتاتيجييت التساؤل الذايت واحملاكاة يف تنمية مهارات الكتابة اإلبداعية لدى طالب املرحلة الثانوية ‪...‬‬ ‫أستاذ (عضو هيئة تحرير)‬

‫صالح أحمد دخيخ‬ ‫د‪ .‬احمد بن محمد الفقيه‬


‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬
‫‪244‬‬ ‫اخلوف من الشفقة وعالقته ابأللكسيثيميا والتواصل االجتماعي لدى املراهقات من ذوات السمنة املفرطة‪...‬‬
‫د‪ .‬عبد هللا بن زاهر الثقفي‬
‫نادية محمد العمري وعائشة فهد عبدهللا بن يحياء‬ ‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬

‫‪Problems with Omission and Addition in the Translation of Sophomore Students‬‬ ‫ردمك النشر اإللكتروني‪7472 :‬ـــــ ‪1658‬‬
‫‪283‬‬
‫ص ب‪1988 :‬‬
‫‪Mohammed Ali Elsiddig Ibrahim‬‬ ‫هاتف‪00966 17 7274111/ 00966 :‬‬
‫‪7250341 :17‬‬
‫تحويلة‪1314 :‬‬
‫البريد اإللكتروني‪buj@bu.edu.sa :‬‬
‫الموقع‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs :‬‬
‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫عنوان البحث‬

‫األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته وأهم تطبيقاته املعاصرة‬

‫د‪ .‬هاين بن الربك بن عبيد ابصلعة‬

‫أستاذ مساعد‪ ،‬قسم الشريعة بكلية الشريعة والقانون جبامعة اجلوف‬


‫‪Received: 16/3/2022‬‬ ‫‪Accepted: 30/5/2022‬‬ ‫‪Published: Vol. 8, Issue 30‬‬

‫الشكر والتقدير‪:‬‬
‫يتقدم املؤلف ابلشكر والتقدير لعمادة البحث العلمي جبامعة اجلوف على دعمها هلذا املشروع‪ ،‬حتت مشروع حبثي رقم‪.(DSR– 2021-04-0132) :‬‬

‫‪Thanks and appreciation:‬‬

‫‪The author extends his thanks and appreciation to the Deanship of Scientific Research at Al-Jouf University for‬‬
‫)‪its support for this project, under Research Project No: (DSR– 2021-04-0132‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يهدف البحث إىل معرفة األحكام الفقهية املتعلقة ببيع السلم يف الزيتون وزيته‪ ،‬ومعرفة شروط صحة السلم فيهما‪ ،‬وما‬
‫يتعلق بتسليم الزيتون وزيته‪ ،‬وبفسخ عقد السلم فيهما‪ ،‬ومعرفة أهم تطبيقات بيع السلم املعاصر كالسلم عن طريق التمويل‬
‫املصريف‪ ،‬وبيع السلم عن طريق املواقع اإللكرتونية‪ ،‬والسلم واالستصناع يف املنتجات اليت يتم تركيبها من زيت الزيتون مع‬
‫مواد أخرى‪ .‬وقد توصل الباحث إىل جواز بيع السلم يف الزيتون‪ ،‬ويف زيت الزيتون‪ ،‬إذا توفرت فيهما شروط السلم املعترب ‪،‬‬
‫وال يصح بيع الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه قبل قبضه‪ ،‬وال استبداله بشيء آخر‪ ،‬وإذا تعذر وجود الزيتون‪ ،‬أو زيته‬
‫وقت التسليم خيري املشرتي بني فسخ العقد أو االنتظار حىت يوجد الزيتون‪ ،‬أو الزيت‪ ،‬وتصح اإلقالة يف مجيع املسلم فيه‬
‫أو يف بعضه من الزيتون أو زيته‪ ،‬وإذا فسخ عقد السلم وجب رد الثمن‪ ،‬أو بدله‪ ،‬أو قيمته‪ ،‬ويصح السلم يف الزيتون ويف‬
‫زيته عن طريق التمويل املصريف‪ ،‬وعن طريق املواقع اإللكرتونية‪ ،‬كما يصح السلم واالستصناع يف املنتجات املركبة من‬
‫الزيتون‪ ،‬أو من زيت الزيتون مع غريه من املواد كالفازلني والصابون والعطور‪ .‬ويوصي الباحث مبزيد من البحث يف األحكام‬
‫الفقهية املتعلقة هبذه الشجر املباركة‪ ،‬ودراسة األحكام الفقهية املتعلقة بثمرهتا‪ ،‬وبزيتها‪ ،‬سواء يف أبواب العبادات‪ ،‬أو يف‬
‫أبواب املعامالت‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الزيتون‪ ،‬زيت الزيتون‪ ،‬السلم‬

‫‪- 113 -‬‬


2022 ‫) يونيو‬30( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Title of paper

Fiqh Rulings Related to Salam Sale in Olive and its Oil and Most
Important Contemporary Applications

Dr. Hani ibn Al-Barak ibn Obaid Basalah, Assistant Professor,

Department of Sharia, College of Sharia and Law, Al-Jouf University

Abstract:

The research aims to know the jurisprudential rulings related to the Salam sale of olives and their
oil and to know the conditions for their validity in them, what is related to the delivery of olives
and their oil, and the termination of the Salam contract in them, and to know the most important
applications of contemporary sale, such as bank financing and electronic websites, and its products
that are composed of olive oil with other materials. The researcher reached out to say it is
permissible to Salam sale of olives and olive oil if it meets the considered conditions, and it is not
valid to sell olives or olive oil delivered in them before taking them or replacing them with
something else. Rescinding the contract or waiting until there are olives or oil, and dismissal is
valid in all of the agreed terms in it or in some of the olives or oil. If the Salam sell contract is
terminated, the price, its replacement, or its value must be refunded, and it is valid through bank
financing and through websites, and it is also valid for peace and manufacturing in products made
from olives, or olive oil, with other materials such as Vaseline, soap, and perfume the researcher
recommended on the jurisprudential rulings related to this blessed tree, and the study of the
jurisprudential rulings related to it, whether in its worship or on transactions.

Keywords: Olives, Olive Oil, Salam Sell

- 114 -
‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن احلمد هلل‪ ،‬حنمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال‬
‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريه له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فإن هللا تعاىل خلق اخللق‪ ،‬حلكمة عظيمة وهي عبادته سبحانه‪ ،‬وسخر هلم من املآكل واملشارب ما تقوم‬
‫به حياهتم‪ ،‬وما يستقيم به معاشهم‪ ،‬وامنت عليهم إبنبات الزروع والثمار‪ ،‬وخص منها بعض الثمار دون بعض‪ ،‬وجعل‬
‫بعضها مباركاً يف زرعه‪ ،‬ويف مثره‪ ،‬ويف مأكله‪ ،‬ويف عصريه‪ ،‬ومجيع فوائده‪ ،‬ومن هذه األشجار املباركة شجر الزيتون‪،‬‬
‫فقد امنت هللا على عباده هبذه الشجر املباركة‪ ،‬وبثمرها‪ ،‬وبزيتها املبارك‪ ،‬وهذا يدل على عظيم فوائدها وأمهيتها‪ ،‬قال‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ‬
‫ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ [سور النحل‪ ،‬اآليتان‪ ،]11-10 :‬بل أقسم هللا تعاىل ابلزيتون‪ ،‬وهللا‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫تعاىل ال يقسم إال مبا هو عظيم عنده سبحانه‪ ،‬فقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭡ ﭼ [سور التني‪ ،‬اآلايت‪ ،] 4-1:‬فأقسم تعاىل ابلزيتون على خلق اإلنسان يف أحسن صور ‪،‬‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫وأحسن هيئة‪ ،‬وهذا يدلنا على أمهية هذه الشجر املباركة‪ .‬وملا كانت زراعة هذه الشجر املباركة وزيتوهنا‪ ،‬وعصر‬
‫زيتها‪ ،‬وإنتاج بعض مشتقات زيت الزيتون‪ ،‬كالصابون‪ ،‬والفازلني‪ ،‬ينتشر يف بعض البالد اإلسالمية‪ ،‬ومنها اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ويف منطقة اجلوف على وجه اخلصوص‪ ،‬وكثري من الناس حمتاج ملعرفة األحكام الفقهية املتعلقة ببيع‬
‫مثر هذه الشجر ‪ ،‬وببيع زيتها؛ رأى الباحث أن يكتب فيما يتعلق "ابألحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون‬
‫وزيته‪ ،‬وأهم تطبيقاته املعاصر "؛ وإمنا خص البحث ببيع السلم‪ ،‬ألن الكثري من املعامالت اليوم جتري على هذا النوع‬
‫من البيع‪ ،‬ويعترب هذا البحث إسهاماً من الباحث يف جتلي بعض األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته‬
‫اليت نص عليها الفقهاء على وجه اخلصوص‪ ،‬أو تدخل حتت عمومات األحكام الفقهية وهلا تعلق هبذه الثمر‬
‫املباركة‪ ،‬وبيان أهم التطبيقات املعاصر اليت تتعلق ابلسلم يف الزيتون ويف زيته‪.‬‬
‫أمهية املوضوع وأسباب اختياره‪:‬‬
‫ما دفعين إىل الكتابة يف هذا املوضوع عد أسباب؛ منها‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم وجود دراسة مفرد عن هذا املوضوع حسب علمي احملدود‪.‬‬
‫‪ .2‬الرغبة يف خدمة اجملتمع ببيان األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫‪ .3‬ربط هذه األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته ابلواقع العملي‪ ،‬وتقريبها للناس‪.‬‬
‫‪ .4‬خفاء أحكام هذه املسائل على بعض املشتغلني بزراعة الزيتون أو بيعه‪ ،‬وعلى بعض التجار‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫‪ .5‬وجود بعض الصور املعاصر اليت تدخل يف السلم يف الزيتون وزيته حتتاج إىل دراسة أحكامها‪.‬‬
‫‪ .6‬وجود بعض الصور املعاصر يف منتجات زيت الزيتون حتتاج إىل دراسة أحكامها‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إىل بيان األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون‪ ،‬وزيته‪ ،‬ودراسة صورها املعاصر دارسة فقهية‬
‫مقارنة‪ ،‬وجتلية أحكامها‪ ،‬وتوضيحها للمشتغلني ببيع السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مل أطلع ‪-‬حسب علمي احملدود‪ -‬على دراسة مجعت‪" :‬األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته وأهم‬
‫تطبيقاته املعاصر " يف حبث مستقل‪ ،‬لكن توجد بعض الدراسات الفقهية اليت حتدثت عن بعض اجلوانب الفقهية يف‬
‫الزيتون؛ ومن تله الدراسات‪:‬‬
‫‪ .1‬التني والزيتون يف القرآن الكرمي‪ ،‬املؤلف‪ /‬مصعب بن عبد اللطيف اخلليف‪ .‬رسالة علمية انل هبا الباحث درجة‬
‫املاجستري من قسم القرآن الكرمي وعلومه جبامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬وطبعت يف جامعة اجلوف‪.‬‬
‫حتدث فيها الباحث عن الزيتون من خالل وروده يف القرآن الكرمي‪ ،‬فموضوع البحث يتعلق بورود الزيت والزيتون‬
‫يف القرآن الكرمي من حيث الفضائل واألمساء وحنوها‪ ،‬ومل يتحدث الباحث عن األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم‬
‫يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫‪ .2‬الزيتون‪ :‬أحكام ه الفقهية وفوائده‪ ،‬املؤلف‪ /‬عبد هللا بن حممد الصاحل‪ .‬تناول الباحث يف هذا البحث أحكام زكا‬
‫الزيتون‪ ،‬وحكم بيع الزيتون على أشجاره قبل بدو الصالح وبعده‪ ،‬وفوائد الزيتون الطبية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والبيئية‪.‬‬
‫ومل يتحدث فيه الباحث عن األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫‪ .3‬زكا الزيتون‪ ،‬املؤلف‪ /‬سلمان بن نصر الداية‪ .‬تضمن هذا البحث متهيداً‪ ،‬ومبحثاً واحداً‪ ،‬وخامتة‪ ،‬تناول فيه‬
‫املؤلف اآلايت واألحاديث الدالة على وجوب الزكا ‪ ،‬وحكم زكا الزيتون وخالف العلماء فيه‪ ،‬وأدلة كل فريق‪،‬‬
‫مث القول الراجح‪ .‬ومل يتحدث فيه الباحث عن األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫‪ .4‬أحكام عقد قطف الزيتون أو عصره ببعض انجته‪ .‬للدكتور حممد فاحل مطلق بين صاحل‪ ،‬منشور يف جملة البحوث‬
‫الفقهية املعاصر ‪ .‬هذا البحث مل يتيسر يل االطالع على هذا البحث‪ ،‬رغم البحث يف اإلنرتنت عليه من موقع‬
‫اجمللة‪ .‬ويظهر من عنوان البحث معاجلته ألحكام عقد قطف الزيتون وعصره يف مقابلة أجر ببعض انجته‪ ،‬وهذه‬
‫الدراسة يف ابب اإلجار يف مقابلة قطف الزيتون‪ ،‬ويف مقابلة عصره ببعض زيته‪ ،‬وليست يف حدود حبث‬
‫األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف بيع الزيتون وزيته‪ ،‬فيوجد فرق بني الدراستني‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫‪ .5‬أحكام الزيتون يف الشريعة اإلسالمية‪ .‬إعداد سكينة حسن كاظم‪ ،‬منشور يف جملة القادسية يف اآلداب والعلوم‬
‫الرتبوية‪ ،‬اجمللد ‪ ،5‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪2006‬م‪ .‬جمموع صفحات البحث (‪ )19‬صفحة يف اجمللة‪ ،‬من ص (‪)103‬‬
‫إىل ص (‪ .)122‬ومل يتيسر يل االطالع على حمتوايت هذا البحث‪ ،‬رغم احملاوالت للحصول عليه من اإلنرتنت‪،‬‬
‫ومن خالل عدد صفحات البحث يظهر أن الباحثة تكلمت عن أهم األحكام الفقهية العامة للزيتون‪ ،‬ومل‬
‫تدرس التفاصيل اخلاصة بكل ابب من األبواب اليت توجد هبا أحكام فقهية تتعلق ابلزيتون‪ ،‬كذله مل تتعرض‬
‫ألحكام زيت الزيتون‪ .‬وإمنا قلت ذله ألنه توجد أحباث علمية حمكمة يف بعض اجلوانب الفقهية مثل حبث‬
‫حمكم بعنوان‪" :‬حكم زكا الزيتون"‪ ،‬وهو حبث يف (‪30‬صفحة)‪ ،‬أي أكثر حجماً من حبث "أحكام الزيتون يف‬
‫الشريعة واإلسالمية"‪ ،‬كذله يوجد حبث بعنوان‪" :‬أحكام عقد قطف الزيتون"‪ ،‬وغريها من األحباث املذكور يف‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬فلو كانت الدراسة مستوعبة ملا خرجت الدراسة يف (‪ )19‬صفحة‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ .6‬بيع السلم يف املصارف اإلسالمية ودوره يف تطوير القطاع الزراعي‪ :‬زيت الزيتون أمنوذجاً‪ ،‬للدكتور عالء الدين‬
‫حممد علي مصلح‪ ،‬منشور يف جملة احلقوق واحلرايت‪ ،‬مج ‪ ،5‬ع ‪ ،2‬سنة ‪2019‬م‪.‬‬
‫ومن خالل االطالع على هذا البحث تبني يل أن هناك فروقاً بني مقصود حبثي ومسائله‪ ،‬وبني مقصود حبث "بيع‬
‫السلم يف املصارف اإلسالمية ودوره يف تطوير القطاع الزراعي" (زيت الزيتون أمنوذجاً) ومسائله‪ ،‬ومن أهم تله‬
‫الفروق‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن حبث "السلم يف املصارف" ركز على جزئية املعايري الشرعية لبيع السلم يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬وتنزيلها على‬
‫متويل املزارعني املشتغلني إبنتاج زيت الزيتون‪ ،‬ومل يتحدث عن الكثري من املسائل واألحكام املتعلقة ابلزيتون وزيته‬
‫على وجه العموم بينما قمت بدراسة أكثر من مخسة وعشرين مطلباً مل يتطرق إىل حبثها؛ ألهنا ليست مقصود حبثه‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬أن حبث "السلم يف املصارف" مل يتعرض للسلم يف الزيتون سواء يف املصارف أو يف غريها‪ ،‬ألن حدود حبثه يف‬
‫السلم يف املصارف وتطبيق العقد على زيت الزيتون‪ ،‬بينما حبثت كثرياً من املسائل الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون‬
‫على سبيل اخلصوص كالسلم يف الزيتون ابلزيتون‪ ،‬والسلم يف الزيتون املخلل‪ ،‬والسلم يف الزيتون والزيت الذي خلط‬
‫بغريه‪ ،‬وغريها من املسا ئل اليت مل يتعرض الباحث لذكرها؛ والسبب يف ذله ألن دراسته تركزت على صيغة عقد‬
‫السلم يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬وتطبيقها على متويل املزارعني املنتجني لزيت الزيتون‪ ،‬ومقصود حبثي أعم من ذله‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سرت يف كتابة البحث على املنهج االستقرائي‪ ،‬التحليلي؛ وكانت خطواته كاآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬مجعت املاد العلمية من كتب الفقه‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫‪ .2‬وضعت عنواانً للمسألة‪ ،‬وجعلتها يف املوضع الذي يناسبها‪.‬‬


‫‪ .3‬إن كانت املسألة جممعاً عليها نقلت اإلمجاع‪ ،‬ووثقته من مصدره‪.‬‬
‫‪ .4‬إن كانت املسألة خمتلفاً فيها حبثتها حبثاً مقارانً؛ بذكر أقوال الفقهاء‪ ،‬واألدلة‪ ،‬والراجح‪.‬‬
‫‪ .5‬وثقت املسائل الفقهية‪ ،‬والنقول عن املذاهب الفقهية من املصادر املعتمد ‪.‬‬
‫‪ .6‬عزوت اآلايت القرآنية؛ بذكر السور ‪ ،‬ورقم اآلية‪ ،‬مع كتابتها ابلرسم العثماين‪.‬‬
‫‪ .7‬عزوت األحاديث النبوية إىل املصادر احلديثية؛ فإن كان احلديث يف الصحيحني‪ ،‬أو يف أحدمها‪ ،‬اكتفيت‬
‫بتخرجيه منهما‪ ،‬وإذا كان يف غريمها عزوته إىل مظانه من كتب السنة‪ ،‬وذكرت درجته من كالم أهل الشأن‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫يتكون البحث من مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫املقدمة‪ :‬وتشتمل على‪ :‬أمهية املوضوع‪ ،‬وأسباب اختياره‪ ،‬ومشكلة البحث‪ ،‬وأهدافه‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬ومنهج‬
‫البحث‪ ،‬وخطة البحث‪ ،‬والشكر والتقدير‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬يف التعريف ابلسلم؛ وفيه مخسة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف السلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مشروعية السلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬احلكمة من مشروعيته‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬ما ينعقد به عقد السلم من األلفاظ‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬أركان السلم‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة بشروط صحة السلم يف الزيتون وزيته؛ وفيه أربعة عشر مطلباً‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬شروط صحة السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حكم السلم يف الزيتون‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬حكم السلم يف زيت الزيتون‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬اشرتاط األجود من الزيتون أو من زيت الزيتون يف السلم‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬اشرتاط األردأ من الزيتون أو من زيت الزيتون يف السلم‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬السلم يف الزيتون املعاجل واملخلل لألكل‪.‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬السلم يف زيتون مزرعة أو قرية معينة‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫املطلب الثامن‪ :‬السلم يف الزيتون أو يف زيت الزيتون ابلوزن‪.‬‬


‫املطلب التاسع‪ :‬السلم ابلزيتون يف الزيتون‪ ،‬وبزيت الزيتون يف زيت الزيتون‪.‬‬
‫املطلب العاشر‪ :‬السلم احلال يف الزيتون أو يف زيت الزيتون‪.‬‬
‫املطلب احلادي عشر‪ :‬أقل األجل يف السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الثاين عشر‪ :‬السلم يف الزيتون إىل احلصاد واجلذاذ‪.‬‬
‫املطلب الثالث عشر‪ :‬اشرتاط خيار الشرط يف عقد السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الرابع عشر‪ :‬اشرتاط تسمية مكان تسليم الزيتون أو الزيت املسلم فيه‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة بتسليم الزيتون وزيته‪ ،‬وبفسخ عقد السلم فيهما؛ وفيه أربعة عشر مطلباً‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تسليم الزيتون أو زيته املسلم فيه بصفاته اليت اتفق املشرتي والبائع عليها‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تسليم األجود مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون من غري زايد مثن‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تسليم األجود مما أسلم فيه من الزيتون أو زيته مع زايد الثمن‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تسليم األدىن مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬تسليم الزيتون أو زيته قبل األجل املتفق عليه‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬تعذر وجود الزيتون‪ ،‬أو زيته وقت التسليم‪.‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬استبدال الزيتون أو زيت الزيتون بشيء آخر يف السلم‪.‬‬
‫املطلب الثامن‪ :‬استبدال الزيتون بزيت الزيتون يف السلم‪.‬‬
‫املطلب التاسع‪ :‬بيع الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه قبل قبضه‪.‬‬
‫املطلب العاشر‪ :‬جعل الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه رأس مال لشركة‪ ،‬أو تولية‪.‬‬
‫املطلب احلادي عشر‪ :‬اإلقالة يف عقد السلم يف مجيع املسلم فيه يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الثاين عشر‪ :‬اإلقالة يف عقد السلم يف بعض املسلم فيه يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الثالث عشر‪ :‬ما أيخذه البائع إذا انفسخ عقد السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املطلب الرابع عشر‪ :‬اختالف املسلم واملسلم إليه يف السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة ابملسائل املعاصر يف السلم يف الزيتون وزيته؛ وفيه أربعة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬السلم يف الزيتون وزيته عن طريق التمويل املصريف‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬السلم يف الزيتون وزيته عن طريق املواقع اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬السلم يف املنتجات املركبة من الزيتون أو من زيت الزيتون مع مواد أخرى‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬االستصناع يف املنتجات املركبة من زيت الزيتون مع مواد أخرى‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬يف التعريف ابلسلم؛ وفيه مخسة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف السلم‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أوالً‪ :‬السلم يف اللغة‪ :‬هو السلف‪ ،‬يقال‪ :‬أسلم يف الشيء‪ ،‬وأسلف فيه‪ ،‬مبعىن واحد‪ ،‬مبعىن القرض والدين‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬السلم يف االصطالح‪ :‬عرف عقد السلم بعبارات متقاربة‪ ،‬عند املذاهب الفقهية‪ ،‬كما أييت‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عرفه احلنفية أبنه‪" :‬اسم لعقد يوجب املله يف الثمن عاجالً‪ ،‬ويف املثمن آجال‪".‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وعرفه املالكية أبنه‪" :‬عقد معاوضة‪ ،‬يوجب عمار ذمة‪ ،‬بغري عني وال منفعة‪ ،‬غري متماثل العوضني‪".‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وعرفه الشافعية أبنه‪" :‬عقد على موصوف يف الذمة‪ ،‬ببدل يعطى عاجالً‪".‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وعرفه احلنابلة أبنه‪" :‬عقد على موصوف يف الذمة مؤجل‪ ،‬بثمن مقبوض مبجلس العقد"‬
‫ومن خالل هذه التعريفات يتبني‪ :‬أن املذاهب األربعة متفقة على أن عقد السلم من عقود املعاوضات‪ ،‬وأن السلم‬
‫عقد على موصوف يف الذمة‪ ،‬ونص تعريف احلنفية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واحلنابلة على وجوب تقدمي الثمن يف جملس العقد‪،‬‬
‫ومل يتعرض املالكية لذله يف التعريف‪ ،‬كما أن احلنفية‪ ،‬واحلنابلة نصوا على وجوب أتخري املثمن خالفاً للشافعية‪،‬‬
‫الذين مل ينصوا على ذله بناء على مذهبهم يف جواز السلم احلال‪ ،‬كذله املالكية صرحوا بعدم متاثل العوضني ملنع‬
‫راب النسيئة؛ والسبب يف اختالفهم يف تعريف السلم هو اختالفهم يف اعتبار بعض الشروط يف بعض املذاهب دون‬
‫بعض فأثر ذله على تعريفهم للسلم‪ ،‬وأرجح هذه التعريفات‪-‬يف نظر الباحث‪ -‬هو تعريف احلنابلة فهو جامع مانع‬
‫حلقيقة السلم‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫فصورة السلم إذاً‪ :‬أن أييت اتجر – مثالً ‪ -‬إىل اتجر آخر يف السوق‪ ،‬أو إىل املزارع يف مزرعته‪ ،‬فيقول له‪ :‬أريد أن‬
‫أشرتي منه ألف كيلو من الزيتون‪ ،‬الذي وصفه كذا وكذا ‪-‬فيصف له نوع الزيتون‪ ،‬وجودته‪ ،‬ورداءته‪ ،‬وغريها من‬
‫األوصاف املؤثر يف الثمن‪ -‬ويبني له وقت االستالم فيقول له‪ :‬وأريدك أن تسلمين البضاعة يف شهر كذا‪ ،‬وحيدد يوم‬
‫واتريخ التسليم‪ ،‬ويكون ذله يف وقت توفر الزيتون يف األسواق‪ ،‬بسعر كذا‪ ،‬فيبني املبلغ املشرتى به‪ ،‬مثالً خبمسني‬
‫ألف رايل‪ ،‬ويشرتط تسليم املبلغ يف جملس العقد‪ ،‬ويلتزم البائع بتوفري كمية الزيتون يف الوقت احملدد‪ ،‬سواء من مزرعته‬
‫أو من غريها‪ ،‬وال يعني مثر مزرعة بعينها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مشروعية السلم‪:‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫أمجع الفقهاء ‪ -‬رمحهم هللا تعاىل‪ -‬على جواز بيع السلم(‪)6‬؛ واستدلوا على مشروعيته أبدلة من الكتاب والسنة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬استدلوا بقول هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭼ(‪.)7‬‬
‫قال ابن عباس ‪" :‬أشهد أن السلف املضمون إىل أجل مسمى قد أحله هللا يف الكتاب وأذن فيه"‪ ،‬وذكر هذه‬
‫(‪)9‬‬
‫اآلية(‪)8‬؛ لذله استدل الفقهاء هبذه اآلية على مشروعية السلم؛ ألن السلم من الدين‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬من السنة‪ :‬استدلوا أبدلة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬حديث عبد هللا بن عباس ‪ ،‬قال‪" :‬قدم النيب ‪ ‬املدينة‪ ،‬وهم يسلفون ابلتمر السنتني‪ ،‬والثالث"‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(‪)10‬‬
‫"من أسلف يف شيء‪ ،‬ففي كيل معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إىل أجل معلوم‪".‬‬
‫‪ .2‬حديث حممد بن أيب اجملالد‪ ،‬قال‪" :‬بعثين عبد هللا بن شداد‪ ،‬وأبو برد إىل عبد هللا بن أيب أوىف رضي هللا‬
‫عنهما‪ ،‬فقاال‪ :‬سله‪ ،‬هل كان أصحاب النيب ‪ ‬يف عهد النيب ‪ ‬يسلفون يف احلنطة؟" قال عبد هللا‪" :‬كنا‬
‫نسلف نبيط أهل الشأم يف احلنطة‪ ،‬والشعري‪ ،‬والزيت‪ ،‬يف كيل معلوم إىل أجل معلوم"‪ ،‬قلت‪ :‬إىل من كان‬
‫أصله عنده؟ قال‪ :‬ما كنا نسأهلم عن ذله‪ ،‬مث بعثاين إىل عبد الرمحن بن أبزى‪ ،‬فسألته‪ ،‬فقال‪" :‬كان أصحاب‬
‫النيب ‪ ‬يسلفون على عهد النيب ‪ ، ‬ومل نسأهلم‪ :‬أهلم حرث أم ال؟"(‪ .)11‬وغريها من األحاديث الدالة على‬
‫مشروعية السلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬احلكمة من جواز السلم‪:‬‬
‫ذكر بعض الفقهاء احلكمة من جواز السلم وهي حاجة الناس إليه؛ فأصحاب األموال يرتفقون برخص السعر لكون‬
‫املثمن مل يوجد بعد فهذا أدعى إىل رخص مثنه‪ ،‬وأصحاب املزارع يرتفقون ابملال الذي يصلحون به مزارعهم وينفقونه‬
‫(‪)12‬‬
‫على حاجاهتم؛ فريتفقون ابلثمن يف إصالح مزارعهم ويف احتياجاهتم‪ ،‬لذله شرع السلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬ما ينعقد به السلم من األلفاظ‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء على صحة انعقاد السلم بلفظ "السلم"‪ ،‬وبلفظ "السلف"(‪)13‬؛ واختلفوا يف صحة انعقاده بلفظ "البيع"‬
‫على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬يصح السلم بلفظ البيع‪ .‬وهو قول احلنفية(‪ ،)14‬واملالكية(‪ ،)15‬ووجه عند الشافعية(‪ ،)16‬واحلنابلة(‪.)17‬‬
‫(‪)18‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال يصح السلم بلفظ البيع‪ .‬وهو الصحيح عند الشافعية‪.‬‬
‫(‪)19‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬قالوا‪ :‬ألن السلم هو بيع؛ فيصح بلفظ البيع‪ ،‬كسائر البيوع‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬قالوا‪ :‬ألن السلم عقد خاص غري البيع فال ينعقد بلفظ البيع‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫الرتجيح‪ :‬الراجح هو القول األول؛ لقو تعليلهم‪ ،‬فإن السلم بيع؛ فيصح بلفظه إذا كانت الصيغة مفهمة لعقد السلم‪،‬‬
‫(‪)21‬‬
‫ويؤيد ذله القاعد الفقهية‪" :‬العرب يف العقود للمقاصد واملعاين‪ ،‬ال لأللفاظ واملباين"‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬أركان السلم‪:‬‬
‫(‪)22‬‬
‫ذهب احلنفية إىل أن للسلم ركناً واحداً‪ ،‬وهو الصيغة‪ ،‬واليت تصح بلفظ‪ :‬السلم‪ ،‬والسلف‪ ،‬والبيع‪.‬‬
‫‪ -2‬املسلم إليه‪ :‬وهو البائع‪.‬‬ ‫وعند اجلمهور أركان السلم مخسة هي(‪ -1 :)23‬املسلم‪ :‬وهو املشرتي‪.‬‬
‫‪ -5‬الصيغة‪.‬‬ ‫‪ -3‬املسلم فيه‪ :‬وهي السلعة‪ -4 .‬رأس مال السلم‪.‬‬
‫‪ -2‬املعقود عليهما‪ :‬املسلم‬ ‫وهذه اخلمسة األركان تعود إىل ثالثة هي‪ -1 :‬العاقدان‪ :‬ومها املسلم‪ ،‬واملسلم إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬الصيغة‪ :‬وهي اإلجياب والقبول‪ .‬وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬والثمن‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة بشروط صحة السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫وفيه أربعة عشر مطلباً‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬شروط صحة السلم يف الزيتون وزيته‪:‬‬
‫يعد السلم نوعاً من أنواع البيع الذي أحلته الشريعة اإلسالمية‪ ،‬إال أنه أبيح السلم بصفة خاصة‪ ،‬ففي البيع قد‬
‫يكون املبيع حاالً وقد يكون مؤجالً‪ ،‬كذله قد يكون الثمن حاالً وقد يكون مؤجالً‪ ،‬وأما السلم فال بد فيه من‬
‫تعجيل الثمن وأتجيل املثمن؛ وملا كان السلم نوعاً من أنواع البيع اشرتط الفقهاء لصحته شروط البيع العامة(‪،)24‬‬
‫كما اشرتطوا له شروطاً زائد ً على شروط البيع العامة؛ فإذا أردا الشخص أن يبيع بيع سلم سواء يف بيع الزيتون أو‬
‫بيع زيت الزيتون فيجب عليه مراعا شروط البيع العامة أوالً‪ ،‬ابإلضافة إىل شروط السلم اخلاصة‪ ،‬واليت سنذكرها هنا‬
‫على سبيل اإلمجال(‪:)25‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون املسلم فيه مما ينضبط ابلصفة‪ ،‬كاملكيالت‪ ،‬واملوزوانت‪ ،‬واملذروعات‪ ،‬واملعدودات‪ :‬فيشرتط‬
‫لصحة بيع السلم أن يكون املبيع مما ينضبط؛ ابلكيل يف املكيالت أو ابلوزن يف املوزوانت‪ ،‬أو ابلذرع يف املذروعات‬
‫أو ابلعد يف املعدودات‪ ،‬وال يصح السلم فيما ال ينضبط ابلصفة‪ ،‬ألنه يؤدي إىل الغرر‪.‬‬
‫وإذا نظران إىل الزيتون جنده مما ينضبط ابلكيل‪ ،‬أو ابلوزن‪ ،‬كبيع عشر آالف كيلو من الزيتون‪ ،‬وكذله زيت الزيتون‬
‫ينضبط ابلكيل‪ ،‬أو ابلوزن(‪ )26‬كبيع ثالثة آالف لرت من زيت الزيتون كيالً‪ ،‬أو ثالثة آالف كيلو جرام من زيت‬
‫الزيتون وزانً‪ ،‬لذله فالزيتون وكذله زيت الزيتون مما جيوز فيه السلم‪.‬‬
‫الشرط الثاين‪ :‬أن يذكر جنس املسلم فيه‪ ،‬ونوعه‪ ،‬وجودته ورداءته‪ :‬وهذه الصفات الثالث متفق عليها‪.‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫وزاد اجلمهور كل صفة مؤثر يف الثمن‪ ،‬كبلد املسلم فيه‪ ،‬والكرب‪ ،‬والصغر‪ ،‬واجلد والقدم كسنة نتاجه هل هذه‬
‫السنة‪ ،‬أو السنة اليت قبلها‪ ،‬وغريها من الصفات املؤثر يف الثمن‪ ،‬واقتصر احلنفية على وجوب الثالث األول‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫فيجب على البائع واملشرتي أن يعينا الزيتون أو الزيت املسلم فيه‪ ،‬ويبينا نوعه‪ ،‬وجودته‪ ،‬ومن أي بلد‪ ،‬فمثالً يف‬
‫الزيتون يعينان الصوراين‪ ،‬أو البيكوال‪ ،‬أو الزييت‪ ...،‬وهكذا (‪ .)27‬وكذا يبينان البلد إن كان زيتون بلد معني له ميز‬
‫مؤثر يف الثمن‪ ،‬كزيتون اململكة العربية السعودية‪ ،‬أو الزيتون املصري‪ ،‬أو األردين‪ ،‬وال يعينا بلد صغري أو زيتون‬
‫مزرعة معينة‪ ،‬كذله جودته ورداءته‪ ،‬فيوصف ابلنوع اجليد‪ ،‬أو الوسط‪ ،‬أو األقل من الوسط‪ ،‬وكذا اللون من الزيتون‬
‫األخضر أو األسود‪ ،‬وغريها من الصفات املؤثر يف الثمن‪ ،‬مع مالحظة عدم االستغراق يف ذكر الصفات لكيال يندر‬
‫وجود املوصوف‪ ،‬بل ينبغي أن يكون الوصف عاماً‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون املسلم فيه موجوداً وقت حلول أجل التسليم غالباً‪ :‬فيشرتط كون السلعة متوفر وقت‬
‫التسليم سواء كانت تنقطع خالل العام أم ال تنقطع وهذا الشرط عند مجهور الفقهاء من املالكية والشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪.‬‬
‫أما احلنفية فإهنم يشرتطون كون املسلم فيه موجوداً طوال مد العقد حبيث ال تنقطع‪ ،‬من حني العقد إىل التسليم؛‬
‫(‪)28‬‬
‫فإن كان مما ينقطع فال جيوز السلم فيه‪ ،‬وخالفهم مجهور الفقهاء يف ذله‪.‬‬
‫وهذا الشرط ينطبق على زيت الزيتون على قول اجلميع‪ ،‬وكذله ينطبق على قول اجلمهور يف الزيتون‪ ،‬وينطبق على‬
‫قول احلنفية إذا كان العقد يف فرت حصاد الزيتون‪ ،‬وال ينطبق إذا كان األجل كثرياً‪ ،‬لذله سيأيت اخلالف يف مسألة‬
‫السلم يف الثمار والفواكه اليت تنقطع أثناء احلول‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أن يكون السلم يف الذمة فال يصح السلم يف املعني‪ :‬فال يصح أن ينص على زيتون بستان معني‪ ،‬أو‬
‫مزرعة معينة‪ ،‬أو قرية صغري حمصور ؛ فلو كان نص على زيتون مزرعة معينة مل يصح السلم‪ ،‬وكان ذله من بيع‬
‫املعني‪ ،‬والسلم ال جيوز إال يف الذمة؛ ألن ذله يؤدي إىل النزاع يف حال وقوع جائحة على تله املزرعة املعينة‪.‬‬
‫الشرط اخلامس‪ :‬أن يعلم مقدار املسلم فيه ابلكيل‪ ،‬أو ابلوزن‪ :‬فيجب على البائع واملشرتي أن يبينا مقدار الزيتون‬
‫وكميته؛ فمثالً يقول املشرتي‪ :‬أشرتي منه عشر آالف كيلو من الزيتون‪ ،‬أو ألف لرت من زيت الزيتون‪.‬‬
‫الشرط السادس‪ :‬أن يكون تسليم املسلم فيه إىل أجل معلوم‪ :‬فيجب يف عقد السلم أن يكون إىل أجل معلوم يف‬
‫قول مجهور الفقهاء‪ ،‬ومل يشرتط الشافعية وجوب األجل يف السلم‪ ،‬فأجازوا السلم احلال(‪)29‬؛ فعلى قول اجلمهور‪:‬‬
‫جيب أن يكون السلم إىل أجل ومد ‪ ،‬وجيب أن تكون هذه املد معلومة مبينة عند العقد‪ ،‬فيتفق البائع واملشرتي‬
‫على بيان األجل إىل سنة‪ ،‬وإىل شهر ربيع األول‪ ،‬أو اآلخر مثالً‪ ،‬فيعينا وقت التسليم مبا ينضبط‪ ،‬وال جيوز كون‬
‫األجل ال ينضبط‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫الشرط السابع‪ :‬أن يعلم قدر الثمن‪ ،‬وصفته‪ :‬فيجب على البائع واملشرتي أن يتفقا على حتديد املبلغ يف الشراء‪،‬‬
‫فيعينا مثالً‪ :‬مخسني ألف‪ ،‬ويبينا العملة املشرتى هبا‪ ،‬ابلرايل السعودي‪ ،‬أو الدينار الكوييت‪ ،‬أو الدرهم اإلمارايت‪.‬‬
‫الشرط الثامن‪ :‬أن ال يكون العوضان مما حيرم فيهما راب النسيئة‪ :‬إذا كان الثمن يف السلم عرضاً وليس نقداً‪ ،‬واملسلم‬
‫فيه ‪-‬السلعة‪ -‬عرض أيضاً فيشرتط أن يكون العرضان مما ال جيري فيهما راب النسيئة كأن يكون الثمن متراً‪ ،‬واملسلم‬
‫فيه براً‪ ،‬ألن علة الراب فيهما واحد وهي الكيل أو الوزن ‪-‬عند احلنفية واحلنابلة‪ -‬أو االقتيات –عند املالكية‪ -‬أو‬
‫الطعم –عند الشافعية‪ -‬حبسب العلة عند مجهور العلماء‪ ،‬بل جيب أن يكون العوضان مما ال جيري فيهما راب الفضل‬
‫وال راب النسيئة‪.‬‬
‫الشرط التاسع‪ :‬أن يقبض كامل الثمن يف جملس العقد قبل التفرق‪ :‬فيجب على البائع أن يقبض كامل الثمن يف‬
‫جملس العقد وال جيوز أتخري بعض الثمن‪ ،‬عند مجهور الفقهاء خالفاً للمشهور من مذهب املالكية فإهنم أجازوا أتخر‬
‫قبض الثمن يوم أو يومني إىل ثالثة أايم‪ ،‬وأن ذله ال يفسد عقد السلم‪ ،‬ومنهم من وافق اجلمهور يف اشرتاطه‪ .‬وعليه‬
‫فيجب على املشرتي أن يسلم البائع كامل املبلغ املشرتى به يف جملس العقد‪ ،‬وأن ال يؤخر منه شيئاً على ما عليه‬
‫مجهور العلماء‪.‬‬
‫الشرط العاشر‪ :‬أن يعني البائع واملشرتي مكان التسليم‪ :‬إذا كان الختالف مكان تسليم البضاعة أثر من حيث‬
‫الكلفة فيجب على البائع واملشرتي أن يعينا مكان التسليم‪ ،‬وكذله يعينا من يتكفل أبجر النقل والتوصيل؛ فإذا‬
‫اشرتى الشخص الزيتون أو زيت الزيتون من منطقة اجلوف مثالً‪ ،‬واملشرتي يف مدينة الرايض‪ ،‬أو يف الكويت مثالً‬
‫فيجب أن يعينا مكان التسليم‪ ،‬ويعينا من الذي يتحمل كلفة النقل؛ حىت ال حيصل اخلالف عند التسليم‪ .‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حكم السلم يف الزيتون‪:‬‬
‫أمجع الفقهاء على جواز السلم يف كل ما يكال أو يوزن؛ النضباطها ابلكيل أو ابلوزن(‪ ،)30‬وال شه أن الزيتون مما‬
‫يكال فهو منضبط ابلكيل كما أنه ينضبط ابلوزن‪ ،‬فهذا الشرط متحقق يف الزيتون؛ لذله يكون الزيتون من األمور‬
‫اليت جيوز فيها السلم؛ والدليل على ذله حديث ابن عباس املتقدم؛ وفيه‪" :‬من أسلف يف شيء‪ ،‬ففي كيل معلوم‪،‬‬
‫ووزن معلوم‪ ،‬إىل أجل معلوم"‪ )31(.‬فدل احلديث على جواز السلم يف الزيتون بشرط أن يكون يف كيل معلوم‪ ،‬أو‬
‫(‪)32‬‬
‫وزن معلوم‪ ،‬إىل أجل معلوم‪ ،‬فإذا ضبطت صفات الزيتون‪ ،‬وبني مقداره‪ ،‬وعلم موعد تسليمه جاز فيه السلم‪.‬‬
‫لكن اختلفوا يف السلم يف الثمار والفواكه اليت تنقطع أثناء احلول‪ ،‬واليت منها الزيتون على قولني (‪:)33‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫القول األول‪ :‬جواز السلم فيما يكال‪ ،‬أو يوزن‪ ،‬كاحلبوب‪ ،‬والثمار‪ ،‬ومل يشرتطوا وجود املسلم فيه إال وقت التسليم‪،‬‬
‫فيجوز عندهم السلم يف الزيتون‪ ،‬ويف غريه من الثمار إذا كان وقت التسليم موجوداً‪ .‬وهذا مذهب مجهور الفقهاء‬
‫من املالكية(‪ ،)34‬والشافعية(‪ ،)35‬واحلنابلة(‪.)36‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم جواز السلم فيما ينقطع خالل فرت العقد إىل احللول‪ ،‬فاشرتطوا أن يكون املسلم فيه موجوداً من‬
‫وقت العقد إىل وقت حلول األجل‪ ،‬حبيث ال ينقطع‪ ،‬وذكروا أبنه لو كان غري موجود وقت العقد أو وقت احللول‪،‬‬
‫أو أنه كان موجوداً فيهما لكنه ينقطع يف الفرت بينهما فإنه ال يصح السلم فيه‪ ،‬ومثلوا له ابلثمار والفواكه؛ لذله إذا‬
‫كان السلم يف فرت وجود الزيتون حبيث يكون موجودا من وقت العقد إىل التسليم جاز السلم‪ ،‬وإال فال جيوز‪ .‬وهذا‬
‫(‪)37‬‬
‫هو مذهب احلنفية‪.‬‬
‫أدلة القول األول‪ :‬استدل أصحاب القول األول أبدلة منها‪:‬‬
‫(‪)38‬‬
‫‪ .1‬حديث عبد هللا بن أيب أوىف املتقدم‪.‬‬
‫(‪)39‬‬
‫‪ .2‬حديث ابن عباس املتقدم‪ ،‬وفيه‪" :‬وهم يسلفون ابلتمر السنتني‪ ،‬والثالث‪ "...‬احلديث‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬دل احلديثان على جواز السلم يف الزيتون‪ ،‬ويف الزيت بشرط أن يكون يف كيل معلوم‪ ،‬أو‬
‫وزن معلوم‪ ،‬إىل أجل معلوم‪ ،‬فإذا ضبطت صفات الزيتون‪ ،‬أو الزيت‪ ،‬وبني مقداره‪ ،‬وعلم موعد تسليمه‪ ،‬وكان‬
‫موجوداً غالبا يف حمله وقت التسليم‪ ،‬جاز السلم فيه‪ ،‬فهي متر عليهم السنتان والثالث‪ ،‬وال شه أن هذه‬
‫(‪)40‬‬
‫األمور قد تنقطع أثناء هذه املد ‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬استدل أصحاب القول الثاين‪ :‬حبديث عبد هللا بن عمر ‪ :‬أن رجالً‪ ،‬أسلف رجالً يف خنل‪،‬‬
‫فلم خترج تله السنة شيئاً‪ ،‬فاختصما إىل النيب ‪ ، ‬فقال‪" :‬مب تستحل ماله اردد عليه ماله"‪ ،‬مث قال‪" :‬ال تسلفوا‬
‫(‪)41‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬هنى النيب ‪ ‬عن السلم يف الثمار حىت يبدو صالحها وهذا‬ ‫يف النخل حىت يبدو صالحه"‪.‬‬
‫(‪)42‬‬
‫يدل على اشرتاط كوهنا موجود وقت العقد‪ ،‬ليتمكن من تسليمها عند احللول‪.‬‬
‫(‪)43‬‬
‫وجياب عنه‪ :‬أبنه حديث ضعيف‪ ،‬ال حيتج به‪ ،‬كما حكم عليه أهل الشأن‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬والراجح هو قول اجلمهور؛ لقو أدلتهم‪ ،‬وصراحتها يف اجلواز‪ ،‬ولضعف دليل احلنفية؛ وبناء عليه فيجوز‬
‫السلم يف الزيتون‪ ،‬ويف زيت الزيتون؛ أبن يشرتي التاجر مثالً من آخر عشر آالف كيلو من الزيتون على أن يقبضه‬
‫الزيتون بعد سنة‪ ،‬ويسلم التاجر مثنه يف جملس العقد‪ ،‬أو يشرتي ألف لرت من زيت الزيتون على أن يستلم الزيت بعد‬
‫سنة‪ ،‬ويسلم املشرتي الثمن يف جملس العقد‪ ،‬ويلتزم البائع بتوفري الزيتون أو الزيت يف الوقت احملدد‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬حكم السلم يف زيت الزيتون‪:‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫اتفق الفقهاء على جواز السلم يف األدهان‪ ،‬والزيوت‪ ،‬واليت منها زيت الزيتون(‪)44‬؛ لثبوت جواز السلم فيها عن النيب‬
‫‪ ،‬وعن الصحابة رضي هللا عنهم يف زمن النيب ‪‬؛ حلديث ابن أيب اجملالد املتقدم‪ ،‬وفيه‪" ... :‬كنا نسلف نبيط‬
‫أهل الشأم يف احلنطة‪ ،‬والشعري‪ ،‬والزيت‪ ،‬يف كيل معلوم إىل أجل معلوم"(‪.)45‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬احلديث نص على جواز السلم يف الزيت‪ ،‬لذله اتفق العلماء على جواز السلم يف كل زيت‪،‬‬
‫ومنه زيت الزيتون‪ .‬ولتوفر شروط السلم يف األدهان والزيوت عند الفقهاء‪ )46(.‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬اشرتاط األجود من الزيتون أو من زيت الزيتون يف السلم‪.‬‬
‫إن من الصفات اليت يشرتط ذكرها يف املسلم فيه بيان اجليد والرديء‪ ،‬ألن الثمن يتأثر بتغري هذه الصفات‪ ،‬فإذا‬
‫شرط ذله فإنه حيمل على الوسط من اجليد أو الوسط من الرديء؛ لكن إن اشرتط أجود أنواع الزيتون‪ ،‬أو أردى‬
‫أنواع الزيتون؛ فهل يصح ذله الشرط؟ اختلف الفقهاء يف حكم اشرتاط األجود يف املسلم فيه على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬صحة اشرتاط األجود يف املسلم فيه من الطعام‪ .‬وهو مذهب املالكية (‪.)47‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم صحة اشرتاط األجود‪ .‬وهو مذهب الشافعية (‪ ،)48‬واحلنابلة (‪.)49‬‬
‫وجه القول ابجلواز‪ :‬ألن األجود معروف عند الناس ومتيسر؛ فيمكن حتصيله‪.‬‬
‫وجه القول ابملنع‪ :‬أنه ما من جيد إال وفوقه ما هو أجود منه‪ ،‬وال يقدر على حتصيل األجود‪ ،‬وإن قدر عليه فهو‬
‫اندر‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬والذي يظهر جواز اشرتاط األجود؛ لقو تعليلهم‪ ،‬ويصدق على أقل ما يطلق عليه االسم‪.‬‬
‫وبناء على هذه املسألة‪ :‬فال أبس أن يشرتط األجود من الزيتون‪ ،‬أو من زيت الزيتون‪ ،‬وإذا حصل نزاع عند التسليم‬
‫يف ضابط األجود يرجع إىل أهل اخلرب ‪ ،‬فإن حكموا أبن ما سلمه يصدق عليه أبنه األجود فيجب قبوله‪ ،‬وإال فال‪.‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬اشرتاط األردأ من الزيتون أو من زيت الزيتون يف السلم‪.‬‬
‫إذا اشرتط املشرتي على البائع أن يسلمه أردى أنواع الزيتون‪ ،‬أو زيت الزيتون‪ ،‬فهل يقبل منه ذله؟‬
‫فقد اختلف الفقهاء يف اشرتاط األردأ(‪ )50‬على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬جواز اشرتاط األردأ يف املسلم فيه‪ .‬وهو مذهب املالكية(‪ ،)51‬والشافعية يف الصحيح(‪ ،)52‬واحلنابلة يف‬
‫وجه صححه مجاعة منهم (‪.)53‬‬
‫(‪)55‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم صحة اشرتاط األردأ يف املسلم فيه‪ .‬وهو وجه عند الشافعية(‪ ،)54‬والصحيح من مذهب احلنابلة‪.‬‬
‫وجه القول ابجلواز‪ :‬ألنه إبمكانه إذا مل جيده أن يسلمه أفضل منه‪ ،‬وهذا جائز‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫وجه القول ابملنع‪ :‬ألنه ما من رديء إال وغريه أردأ منه؛ لذله ال يقدر على حتصيله‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يظهر جواز اشرتاط األردأ؛ لقو تعليلهم‪ ،‬ويصدق على أقل ما يطلق عليه االسم‪.‬‬
‫وبناء على هذه املسألة‪ :‬فال أبس أن يشرتط األردأ من الزيتون‪ ،‬أو من زيت الزيتون‪ ،‬وإذا حصل نزاع عند التسليم‬
‫يف ضابط األجود يرجع إىل أهل اخلرب ‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬السلم يف الزيتون املعاجل واملخلل لألكل‪.‬‬
‫إذا طلب املشرتي من البائع أن يسلمه زيتون معاجل سواء كانت املعاجلة بتخليله أو بتمليحه؛ لتذهب مرارته‪ ،‬أو كان‬
‫حبشوه مكان النوى جبزر أو فلفل وحنوه؛ فهل يصح السلم فيه؟ ذكر الفقهاء أن السلم يصح فيما خلط خلطاً غري‬
‫مقصود لذاته كاجلنب الذي يكون فيه املنفحة‪ ،‬والعجني يكون فيه امللح‪ ،‬والسمه اململح يكون فيه امللح؛ أما إذا‬
‫خلط خلطاً مقصوداً لذاته فال جيوز السلم فيه‪ ،‬وهذا ما صرح به احلنفية(‪ ،)56‬والشافعية(‪ ،)57‬واحلنابلة(‪ .)58‬وبناء‬
‫عليها‪ :‬جيوز السلم يف الزيتون الذي عوجل ابلتمليح أو ابلتخليل‪ ،‬وكذا ما عوجل حبشوه جبزر أو فستق وحنوه؛ حىت‬
‫يطيب أكله‪ ،‬فإنه إن مل يعاجل ابلتمليح أو ابلتخليل‪ ،‬وحنومها فإنه ال يؤكل عاد ‪ ،‬إذا ضبط بشروط السلم؛ ألن هذه‬
‫املأمور اليت عوجل هبا الزيتون اململح أو احملشو‪ ،‬واملعاجل مل يكن مقصوداً لذاته‪ ،‬وإمنا يقصد ليطيب طعم الزيتون‪،‬‬
‫ولتذهب مرارته‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬السلم يف زيتون مزرعة أو قرية معينة‪.‬‬
‫اشرتط مجهور الفقهاء لصحة السلم أن تكون السلعة يف الذمة وعدم صحة السلم يف العني املعينة‪ ،‬فال جيوز السلم‬
‫يف سلعة معينة بعينها‪ ،‬وذكروا مسألة السلم يف مزرعة بعينها أو يف قرية صغري بعينها فلو أسلم مثالً يف زيتون مزرعة‬
‫بعينها؛ فقد ذكر الفقهاء أن هذا ال يصح‪ ،‬بل جيب أن يكون السلم يف الذمة‪ ،‬وال جيوز يف الشيء املعني‪ .‬وإمنا‬
‫اشرتط الفقهاء أن يكون يف الذمة إلمكان جلب املسلم فيه إذا تلف مثر املزرعة املعينة أو القرية املعينة‪ ،‬فيمكنه‬
‫إحضار املسلم فيه من أي مكان فال يلزم مبزرعة معينة(‪ ،)59‬واستدلوا على هذا الشرط حبديث عبد هللا بن سالم‬
‫قال‪ :‬قال زيد بن سعنة‪" :‬اي حممد‪ ،‬هل له أن تبيعين مترا معلوما إىل أجل معلوم من حائط بين فالن؟" قال‪" :‬ال اي‬
‫يهودي‪ ،‬ولكين أبيعه متراً معلوماً إىل كذا وكذا من األجل‪ ،‬وال أمسي من حائط بين فالن"‪ ،‬فقلت‪" :‬نعم‪ ،‬فبايعين‪،‬‬
‫(‪)61‬‬
‫وهذا هو قول اجلمهور من‬ ‫فأطلقت مهياين(‪ ، )60‬وأعطيته مثانني ديناراً يف متر معلوم إىل كذا وكذا من األجل"‪.‬‬
‫احلنفية(‪ ،)62‬واملالكية(‪ ،)63‬والشافعية (‪ ،)64‬واحلنابلة (‪ .)65‬واستثىن املالكية‪ ،‬وهو رواية عن اإلمام أمحد جواز السلم‬
‫يف زرع بعينه بشرط أن يكون حبضر حصاده‪ ،‬ويشرع يف قبضه ابحلصاد أو العمل املتصل ولو أتخر بعض األايم‬
‫اليسري ‪ ،‬وكذله أجازوا رطب حائط بعينه إذا بدا صالحه‪ )66(.‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫املطلب الثامن‪ :‬السلم يف الزيتون أو يف زيت الزيتون ابلوزن‪.‬‬


‫األصل يف الزيتون وكذا زيت الزيتون أهنما مكيالن‪ ،‬فيكال الزيتون ابلصاع‪ ،‬ويكال الزيت ابللرت‪ ،‬فلو أسلم فيهما‬
‫ابلكيل فال خالف يف جوازه‪ ،‬وإمنا وقع اخلالف فيما لو أسلم يف املكيل وزانً كما لو أسلم يف الزيتون ابلوزن‪ ،‬أو يف‬
‫زيت الزيتون ابلوزن‪ ،‬هل يصح السلم أم ال يصح؛ على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬يصح أن يسلم يف الشيء الذي أصله الكيل ابلوزن‪ .‬وهو املعتمد عند احلنفية(‪ ،)67‬واملالكية(‪،)68‬‬
‫(‪)70‬‬
‫والشافعية(‪ ،)69‬ورواية عند احلنابلة‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال يصح أن يسلم يف الشيء الذي أصله الكيل ابلوزن‪ .‬وهو رواية عند احلنفية(‪ ،)71‬واملذهب عند‬
‫(‪)72‬‬
‫احلنابلة‪.‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬قالوا‪ :‬ألن الغرض يف السلم معرفة قدر السلعة‪ ،‬وإمكان تسليمها‪ ،‬من غري تنازع فبأي قدر قدره‬
‫سواء ابلكيل أو الوزن علم قدره جاز السلم فيه خبالف الربوايت‪ ،‬ألن التماثل شرط يف صحة البيع فيها يف املكيل‬
‫(‪)73‬‬
‫ابلكيل ويف املوزون ابلوزن‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬قالوا‪ :‬ألن السلعة مبيع يشرتط معرفة مقداره‪ ،‬فيجب أن يضبط مبا هو مقدر به وال جيوز بغري ما‬
‫(‪)74‬‬
‫هو مقدر به‪ ،‬كما هو بيع الربوايت ال يصح بيع املكيل ابلوزن‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬والراجح هو القول األول القائل جبواز السلم يف املكيل ابلوزن؛ وذله لقو تعليلهم إذا املقصد يف السلم‬
‫هو ضبط مقدار املسلم فيه خبالف ابب الراب فيشرتط فيها التماثل يف الربوايت‪ .‬وبناء على هذه املسألة‪ :‬فإنه جيوز‬
‫أن يسلم يف الزيتون أو يف زيت الزيتون ابلوزن كما جيوز أن يسلم فيهما ابلكيل‪ ،‬فيسلم مثالً يف عشر آالف كيلو‬
‫من زيت الزيتون‪ ،‬ويف ألف كيلو من الزيتون‪ ،‬كما جيوز أن يسلف يف عشر آالف كيالً من الزيتون‪ ،‬ويف ألف لرت‬
‫من زيت الزيتون‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب التاسع‪ :‬السلم ابلزيتون يف الزيتون‪ ،‬وبزيت الزيتون يف زيت الزيتون‪.‬‬
‫ذكر الفقهاء جواز أن يكون الثمن يف السلم عرضاً‪ ،‬وليس نقداً‪ ،‬واشرتطوا يف حالة كون الثمن عرضاً‪ ،‬والسلعة املسلم‬
‫فيها عرضاً أيضاً أن ال يكون الثمن وامل ثمن مما حيرم فيه راب النسيئة‪ ،‬أو راب الفضل‪ ،‬فال جيوز بيع التمر ابلتمر يف‬
‫السلم‪ ،‬وكذا ال جيوز بيع التمر ابلرب يف السلم ألنه ال جيوز بيعهما نسيئة‪ .‬وهذا هو قول مجهور العلماء من احلنفية(‪،)75‬‬
‫واملالكية(‪ ،)76‬واحلنابلة(‪)77‬؛ واستدلوا حبديث عباد بن الصامت ‪ :‬أن النيب ‪ :‬قال "فإذا اختلف اجلنسان فبيعوا‬
‫كيف شئتم إذا كان يدا بيد" (‪ ،)78‬وهنا اتفقت األصناف يف علة الراب‪.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫وبناء على هذه املسألة‪ :‬فقد نص الفقهاء على جراين الراب يف الزيتون ويف زيت الزيتون‪ ،‬فالزيتون وزيت الزيتون من‬
‫األشياء اليت جيري فيها الراب عند مجهور الفقهاء لذله ال جيوز شراء زيتون بزيتون يف السلم كذله ال جيوز شراء زيت‬
‫زيتون بزيت زيتون سلما‪ ،‬وال شراء زيتون بزيت زيتون‪ ،‬وال العكس سلما ألن الزيتون وزيت الزيتون من األمور اليت‬
‫جيري فيها راب النسية إذا بيعت جبنسها أو مبا شاركها يف علة الراب‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب العاشر‪ :‬السلم احلال يف الزيتون أو يف زيت الزيتون‪.‬‬
‫اشرتط مجهور الفقهاء لصحة السلم أن يكون مؤجالً‪ ،‬خالفاً للشافعية الذين مل يشرتطوا األجل‪ ،‬فلو عقد البائع‬
‫واملشرتي عقد السلم يف الزيتون أو يف الزيت حاالً فهل يصح عقد السلم؟ وقع اخلالف بني الفقهاء يف حكم السلم‬
‫احلال على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يصح السلم احلال بل يشرتط أن يكون تسليم السلعة مؤجالً‪ .‬وهذ قول مجهور الفقهاء من‬
‫احلنفية(‪ ،)79‬واملالكية(‪ ،)80‬واحلنابلة(‪.)81‬‬
‫القول الثاين‪ :‬يصح السلم احلال وال يشرتط التأجيل يف تسليم السلعة‪ .‬وهذا قول الشافعية(‪.)82‬‬
‫أدلة القول األول‪ :‬استدل أصحاب القول األول أبدلة منها‪:‬‬
‫(‪)83‬‬
‫‪ .1‬حديث ابن عباس املتقدم‪ ،‬وفيه‪ ..." :‬إىل أجل معلوم"‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن هللا تعاىل أمر مبراعا األجل املعلوم يف السلم كما أمر مبراعا الكيل املعلوم‪ ،‬والوزن املعلوم‪ ،‬وهو‬
‫(‪)84‬‬
‫بيان لشروط الصحة؛ فدل ذله على وجوب اشرتاط األجل‪.‬‬
‫(‪)85‬‬
‫وأجيب عنه‪ :‬أبن معىن احلديث‪ ..." :‬إىل أجل معلوم" إن كان السلم مؤجالً‪.‬‬
‫‪ .2‬عن حكيم بن حزام‪ ،‬قال‪ " :‬اي رسول هللا‪ ،‬أيتيين الرجل فرييد مين البيع ليس عندي أفأبتاعه له من السوق؟"‬
‫(‪)86‬‬
‫فقال‪" :‬ال تبع ما ليس عندك"‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن النيب ‪ ‬هنى عن بيع ما ليس عند اإلنسان‪ ،‬والسلم هو بيع ما ليس عند اإلنسان لكنه‬
‫مستثىن من النهي‪ ،‬وإمنا جاز رخصة للرفق ابملتعاقدين‪ ،‬وال حيصل الرفق هبما إال ابألجل‪ ،‬فإذا انتفى األجل‬
‫(‪)87‬‬
‫انتفى الرفق‪ ،‬فال يصح‪.‬‬
‫أدلة القول الثاين‪ :‬استدل الشافعية أبدلة منها‪:‬‬
‫(‪)88‬‬
‫‪ .1‬قول هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ‬
‫(‪)89‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن عقد السلم عقد معاوضة‪ ،‬فصح معجالً ومؤجالً كعقد البيع‪.‬‬
‫(‪)90‬‬
‫‪ .2‬حديث ابن عباس املتقدم‪ ،‬وفيه‪ ..." :‬إىل أجل معلوم"‪.‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪)91‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬إذا جاز السلم املؤجل مع وجود الغرر فيه‪ ،‬فجواز السلم احلال أوىل؛ لبعده عن الغرر‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬بعد النظر يف أدلة القولني يرتجح القول األول القائل ابشرتاط أتجيل السلم؛ وذله لقو ما استدلوا به من‬
‫أدلة‪ ،‬من نص النيب ‪ ‬على األجل‪ ،‬ومن كونه إمنا شرع رخصة‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ :‬فإذا اشرتى الشخص الزيتون أو زيت الزيتون ابلسلم فال بد أن يكون إىل أجل معلوم‪ ،‬كالشهر‪ ،‬والسنة‪،‬‬
‫والسنتني‪ ،‬وال يصح السلم احلال‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب احلاد عشر‪ :‬أقل األجل يف السلم يف الزيتون وزيته‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء يف أقل أجل يصح فيه عقد السلم على ستة أقوال(‪:)92‬‬
‫القول األول‪ :‬أن أقل مد األجل يف السلم هي شهر‪ .‬هذا هو األصح يف مذهب احلنفية (‪.)93‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ليس له حتديد معني وإمنا حيدد مبد ميكن فيها حتصيل املسلم فيه‪ .‬وهو قول آخر يف مذهب احلنفية(‪.)94‬‬
‫(‪)95‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن أقل مد مخسة عشر يوماً‪ .‬وهذا املختار يف مذهب املالكية‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬ليس له مد حمدد معينة وأقلها مقدار ما تتغري فيه قيم السلع يف األسواق‪.‬‬
‫(‪)96‬‬
‫وهذا قول آخر يف مذهب املالكية‪.‬‬
‫(‪)97‬‬
‫القول اخلامس‪ :‬أقل مد أجل السلم ثالثة أايم‪ .‬وهو قول بعض احلنفية‪ ،‬وبعض املالكية‪.‬‬
‫(‪)98‬‬
‫القول السادس‪ :‬أن تكون املد هلا وقع يف الثمن كشهر وما حوله‪ .‬وهو مذهب ابحلنابلة‪.‬‬
‫(‪)99‬‬
‫ومل حيدد الشافعية له حداً لتجويزهم السلم احلال‪.‬‬
‫أدلة األقوال‪:‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬ألن ما فوق الشهر يكون آجالً‪ ،‬وما دون الشهر يكون عاجالً‪ ،‬فأوسط األمور هي الشهر‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬ألن من السلع ما ال ميكن حتصيله خالل الشهر وال الشهرين فيؤدي التحديد إىل عدم حصوهلا‬
‫ولو ترك األمر للتقدير إبمكان احلصول حلصل املقصود وهو القدر على حتصيل املسلم فيه يف وقت كاف من غري‬
‫الوقوع يف احلرج‪.‬‬
‫دليل القول الثالث‪ :‬ألن هذه املد هي اليت تتغري فيها أسعار السلع غالباً يف األسواق؛ لذله حيدد أقل مد السلم‬
‫هبا‪.‬‬
‫دليل القول الرابع‪ :‬ألنه قد هني عن بيع ما ليس عند اإلنسان إال ألجل معلوم تتغري يف مثله األسواق من غري حتديد‪،‬‬
‫فكذله يف السلم‪.‬‬
‫دليل القول اخلامس‪ :‬إن الثالثة أايم هي املد اليت جيوز فيها خيار الشرط فيحدد هبا أقل مد السلم‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫دليل القول السادس‪ :‬إن السلم إمنا شرع لريتفق املسلم إليه ابلثمن‪ ،‬ويرتفق املسلم برخص السلعة‪ ،‬وال يتحقق ذله‬
‫إال مبد هلا وقع يف الثمن‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬هو القول الثاين القائل بعدم التحديد بزمن معني‪ ،‬لكن جيعل األمر حبسب كل سلعة‪ ،‬حبيث يعطى املسلم‬
‫إليه وقت يستطيع خالله حتصيل السلعة املطلوبة؛ وبذله حيصل املقصود من السلم للبائع وللمشرتي‪.‬‬
‫وبناء على هذه املسألة‪ :‬إذا أسلم الرجل يف الزيتون أو يف زيت الزيتون فيجب أن يسلم إىل أجل معلوم وأقله ما‬
‫ميكن معه حتصيل املسلم فيه‪ ،‬وال يلزم بزمن معني كشهر أو أقل أو أكثر‪ ،‬بل حبسب املتيسر فيجوز إىل شهر وإىل‬
‫نصف شهر وإىل عشر أايم بشرط أن يالحظ إمكانية إحضار املسلم فيه يف الفرت احملدد ‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين عشر‪ :‬السلم يف الزيتون إىل احلصاد واجلذاذ‪.‬‬
‫إذا أسلم الرجل يف زيتون فيجب أن يكون التسليم إىل أجل معلوم من السنة والشهر واليوم‪ ،‬وال يصح أن يسلم إىل‬
‫أجل غري معلوم‪ .‬فإن حدد موعد التسليم إىل وقت احلصاد مثالً ومل حيدد الشهر أو اليوم وحنوه؛ فهل يصح هذا‬
‫املوعد؟ اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يصح أن جيعل أجل السلم إىل احلصاد واجلذاذ‪ .‬وهذا قول احلنفية(‪ ،)100‬والشافعية(‪ ،)101‬واحلنابلة‬
‫يف الصحيح من املذهب(‪.)102‬‬
‫(‪)104‬‬
‫القول الثاين‪ :‬يصح أن جيعل أجل السلم إىل احلصاد واجلذاذ‪ .‬وهو قول املالكية(‪ ،)103‬ورواية عند احلنابلة‪.‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬استدل أصحاب القول األول أبدلة منها‪:‬‬
‫(‪)105‬‬
‫‪ .1‬قول هللا تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭼ‬
‫وجه االستدالل‪ :‬دلت اآلية على أنه ال جيوز السلف إىل اجلذاذ واحلصاد‪ ،‬ألن اجلذاذ واحلصاد يتقدم ويتأخر‪ ،‬وإمنا‬
‫(‪)106‬‬
‫يكون السلف والسلم إىل أجل معلوم‪.‬‬
‫(‪)107‬‬
‫‪ .2‬حديث ابن عباس املتقدم‪ ،‬وفيه‪ ..." :‬إىل أجل معلوم"‪.‬‬
‫‪ .3‬أثر ابن عباس ‪ ‬قال‪ " :‬ال سلف إىل العطاء‪ ،‬وال إىل احلصاد‪ ،‬وال إىل األندر‪ ،‬وال إىل العصري‪ ،‬واضرب له‬
‫(‪)108‬‬
‫أجال "‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬دل احلديث واألثر على عدم جواز السلم إىل احلصاد والدايس‪ ،‬وإمنا يكون البيع إىل أجل معلوم‪.‬‬
‫‪ .4‬أن التوقيت ابحلصاد واجلذاذ والعطاء وحنوها ال ينضبط بوقت حمدد فقد يقرب وقته‪ ،‬وقد يبعد‪ ،‬فال يصح أن‬
‫(‪)109‬‬
‫يكون أجالً للسلم كقدوم فالن من الناس‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬استدلوا أبدلة منها‪:‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪)110‬‬
‫‪ .1‬عن عائشة رضي هللا عنها‪" :‬أن النيب ‪ ‬بعث إىل يهودي"‪" :‬أن ابعث إيل بثوبني إىل امليسر ‪".‬‬
‫(‪)111‬‬
‫‪ .2‬أن ابن عمر ‪" :‬كان يبتاع إىل العطاء"‪.‬‬
‫(‪)112‬‬
‫‪ .3‬أن وقت احلصاد معلوم يف العاد ‪ ،‬وال يتفاوت كثرياً فأشبه ما لو جعل األجل إىل رأس السنة‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يرتجح هو القول األول القائل بعدم جواز جعل احلصاد واجلذاذ أجالً للسلم؛ وذله لعدم انضباطه‪،‬‬
‫ولتقدمه اتر وأتخره أخرى‪ ،‬وأما التوقيت بوقت العطاء وكان ذله منضبطاً ابلشهر واليوم فال أبس ابلتحديد إىل‬
‫العطاء‪ ،‬ألن وقته معلوم ال يتأخر غالباً‪ ،‬فأما إن كان غري منضبط فال جيوز التحديد به‪ .‬وبناء عليه‪ :‬فال جيوز أن‬
‫حيدد وقت األجل إىل حصاد الزيتون أو وقت حصاده‪ ،‬وإمنا حيدد الشهر املعلوم وحنوه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث عشر‪ :‬اشرتاط خيار الشرط يف عقد السلم‪.‬‬
‫إذا أسلم الرجل يف سلعة كالزيتون أو زيت الزيتون‪ ،‬ويف جملس العقد اشرتط أحدمها اخليار إىل مد معينة ومل يقطع‬
‫ابنعقاد العقد يف اجمللس؛ فهل يصح عقد السلم واحلالة هذه؟ اختلف الفقهاء يف حكم اشرتاط اخليار يف عقد السلم‬
‫على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يصح خيار الشرط للعاقدين بل ال بد أن يكون العقد قاطعاً ال خيار فيه‪.‬‬
‫وهذا هو قول احلنفية(‪ ،)113‬والشافعية(‪ ،)114‬واحلنابلة يف رواية هي املذهب (‪.)115‬‬
‫القول الثاين‪ :‬يصح خيار الشرط للعاقدين إىل ثالثة أايم فأقل‪ ،‬إذا مل يقدم رأس املال‪ .‬وهذا هو مذهب املالكية(‪.)116‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬ألن القبض قبل االفرتاق شرط يف صحة السلم‪ ،‬وخيار الشرط يتناىف مع اشرتاط القبض قبل‬
‫(‪)117‬‬
‫االفرتاق فيمنع منه‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬ألن الثالثة األايم هي أقل املد اليت جيوز أتخري رأس املال إليها فجاز اخليار فيها‪ ،‬وال جيوز بعد‬
‫(‪)118‬‬
‫تسليم الثمن ألنه يكون من ابب فسخ الدين يف الدين وهذا ال جيوز‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يظهر رجحانه هو القول األول‪ ،‬قول اجلمهور؛ لوجوب تسليم رأس املال يف اجمللس‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع عشر‪ :‬اشرتاط تسمية مكان تسليم الزيتون أو الزيت املسلم فيه‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي للبائع يف زيت أو يف زيتون معني‪ ،‬فهل يشرتط أن يذكرا مكان تسليم املسلم فيه؟‬
‫اتفق الفقهاء على أن املكان إذا كان ال يصلح لتسليم املسلم فيه – كأن يكون مكان العقد يف البحر‪ ،‬أو يف‬
‫الصحراء‪ -‬فيجب تعيني مكان التسليم‪ ،‬وجيب تسليمه يف املكان املعني فيه(‪ ،)119‬كما ذهب مجهور العلماء إىل أن‬
‫البائع واملشرتي إذا عينا مكاانً معينا لتسليم املسلم فيه يتعني املكان‪ ،‬وجيب التسليم فيه‪ ،‬وخالف يف ذله احلنابلة‬

‫‪- 132 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫فلم يوجبوا عليه التسليم يف املكان املعني ولو عيناه؛ واختلفوا يف وجوب التعيني إذا كان العقد يف مكان يصلح‬
‫للتسليم على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬إن كان املسلم فيه ال حيتاج يف نقله إىل مؤونة فال يلزم التعيني‪ ،‬وإن كان حيتاج إىل مؤونة فيشرتط تعيني‬
‫مكان التسليم‪ ،‬وإال فسد العقد‪ .‬وهذا مذهب احلنفية (‪ ،)120‬واألصح عند الشافعية(‪.)121‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال يشرتط تعيني مكان التسليم‪ ،‬ويسلم يف مكان العقد‪ .‬وهو قول أيب يوسف‪ ،‬وحممد بن احلسن من‬
‫احلنفية (‪ ،)122‬واملالكية(‪ ،)123‬وقول عند الشافعية(‪ ،)124‬واحلنابلة(‪.)125‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬أن املسلم فيه خيتلف‪ ،‬فبعضه حيتاج إىل كلفة ومؤونة فال بد من تعيني مكان التسليم‪ ،‬وألن عدم‬
‫التعيني قد يؤدي إىل النزاع واخلصومة فوجب التعيني لقطع النزاع‪.‬‬
‫(‪)126‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬استدل أصحاب القول الثاين حبديث ابن عباس‪ ،‬وحديث ابن سعنة املتقدمني‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن النيب ‪ ‬مل يذكر اشرتاط تعيني املكان يف احلديثني فدل على عدم اشرتاطه‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يظهر رجحانه القول األول القائل ابلتفريق بني ما له مؤونة فيجب التعيني‪ ،‬وما ليس له مؤونة فال‬
‫جيب التعيني؛ وذله لقو تعليلهم‪ ،‬وألن ماله مؤونة قد يؤدي إىل اخلصام والنزاع‪ ،‬فيجب قطع ماد النزاع‪ .‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة بتسليم الزيتون وزيته‪ ،‬وبفسخ عقد السلم فيهما‪:‬‬
‫وفيه أربعة عشر مطلباً‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تسليم الزيتون أو زيته املسلم فيه بصفاته اليت اتفق املشرت والبائع عليها‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي يف زيتون بصفات معينة أو يف زيت زيتون بصفات معينة فحان وقت التسليم وجب على البائع‬
‫أن يسلم املشرتي املسلم فيه‪ ،‬فإن سلم البائع املشرتي املسلم فيه بصفاته اليت اتفقا عليها وجب على املشرتي قبول‬
‫(‪)127‬‬
‫السعلة‪ ،‬ألن البائع قد وىف مبا طلب منه يف السلم بصفاته؛ فوجب قبوله؛ وهذا ال خالف فيه عند الفقهاء‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تسليم األجود مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون من غري زايدة مثن‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي يف زيتون بصفات معينة‪ ،‬أو يف زيت زيتون بصفات معينة‪ ،‬فحان وقت التسليم فسلمه البائع أجود‬
‫مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون فيجوز للمشرتي أخذ األجود؛ ألن تسليمه لألجود من حسن القضاء‪،‬‬
‫وهو جائز؛ وهذا إبمجاع العلماء (‪)128‬؛ لكن هل يلزم املشرتي قبوله أم ال يلزمه قبوله؟‬
‫اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬جيب قبول األجود مما أسلم فيه‪ ،‬وال جيوز للمشرتي رده‪.‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫هذا هو قول احلنفية(‪ ،)129‬ووجه عند املالكية(‪ ،)130‬واألصح عند الشافعية (‪ ،)131‬واحلنابلة(‪.)132‬‬
‫القول الثاين‪ :‬جيوز قبول األجود مما أسلم فيه من الزيتون وزيته‪ ،‬وال جيب على املشرتي قبوله‪.‬‬
‫(‪)133‬‬
‫وهو وجه عند احلنفية‪ ،‬واألصح عند املالكية‪ ،‬ووجه عند الشافعية‪.‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬قالوا‪ :‬ألنه جاءه مبا تناوله العقد وزايد تنفعه فلزمه أخذه‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬أن اجلود هبة ويشرتط هلا قبول املوهوبة له‪ ،‬فلم يلزمه قبوهلا؛ لئال يكون للبائع على املشرتي منة‬
‫وفضل‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬يرجح القول األول قول مجهور العلماء؛ ألن هذا البائع قد جاء ابلسلعة وزايد ومن غري شطر وال منة‬
‫على املشرتي‪ ،‬فوجب عليه قبوهلا؛ واستظهر بعض املالكية التفصيل‪ :‬أبنه إذا سلم البائع األجود على وجه التفضل‬
‫فال يلزم املشرتي قبوله‪ ،‬وإن سلمه ألجل منع مشقة إجاد األقل منه فيجب على املشرتي قبوله‪ )134(.‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تسليم األجود مما أسلم فيه من الزيتون أو زيته مع زايدة الثمن‪.‬‬
‫لو أسلم املشرتي يف زيتون معني بصفات معينة‪ ،‬أو يف زيت زيتون بصفات معينة‪ ،‬فجاء البائع عند حلول األجل‬
‫بسلعة هي أجود مما أسلم فيه املشرتي‪ ،‬واشرتط على املشرتي دفع زايد مثن مقابل اجلود ؛ فهل يصح ذله؟‬
‫اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال جيوز أن يزيد يف الثمن مقابل اجلود ‪ .‬وهو قول الشافعية (‪ ،)135‬واحلنابلة(‪.)136‬‬
‫القول الثاين‪ :‬جيوز أن يزيد يف الثمن مقابل اجلود ‪ .‬وهو قول احلنفية(‪ ،)137‬واملالكية(‪.)138‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬قالوا‪ :‬ألن اجلود صفة من الصفات فال يصح إفرادها ابلعقد‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬استدلوا حبديث أيب بكر الصديق ‪ :‬أن النيب ‪ ‬قال‪ " :‬ومن بلغت صدقته بنت خماض‬
‫(‪)139‬‬
‫وليست عنده‪ ،‬وعنده بنت لبون فإهنا تقبل منه‪ ،‬ويعطيه املصدق عشرين درمها أو شاتني ‪."...‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن من وجب عليه حق ال راب فيه‪ ،‬جاز أن يعطي أفضل منه‪ ،‬وأيخذ العوض عليه عن الزايد ‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يظهر رجحانه هو القول األول القائل بعدم جواز اشرتاط البائع على املشرتي دفع مثن زائد مقابل‬
‫اجلود ‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تسليم األدىن مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي يف زيتون بصفات معينة‪ ،‬أو يف زيت زيتون بصفات معينة‪ ،‬فجاء وقت تسليم السلعة‪ ،‬فسلمه‬
‫البائع سلعة هي أدىن مما أسلم فيه من الزيتون أو من زيت الزيتون؛ فهل جيوز للمشرتي أخذها أم ال يصح؟‬

‫‪- 134 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫ذهب مجهور العلماء إىل جواز أخذ املشرتي للسلعة األدىن مما أسلم فيه من الزيتون أو زيت الزيتون أو غريمها‪ ،‬إال‬
‫أنه ال جيرب على أخذه؛ ألن يف إجباره تفويتاً حلقه الذي أسلم فيه من صفات اجلود ‪ ،‬وإمنا جاز برضاه ألنه أخذ ما‬
‫أسلم فيه ورضي بنقصان بعض الصفات فيجوز بشرط رضاه بذله‪ ،‬وإال رده على املسلم إليه حىت حيضر ما أسلم‬
‫فيه من جود الصفات‪ )140(.‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬تسليم الزيتون أو زيته قبل األجل املتفق عليه‪.‬‬
‫إ ذا أسلم املشرتي يف زيتون‪ ،‬أو يف زيت زيتون‪ ،‬واتفقا على تسليم السلعة يف وقت معني معلوم‪ ،‬لكن البائع أحضر‬
‫السلعة قبل الوقت املتفق عليه؛ فهل يلزم املشرتي قبض السلعة أم ال يلزمه قبضها؟ ذهب مجهور الفقهاء من‬
‫املالكية(‪ ،)141‬والشافعية(‪ ،)142‬واحلنابلة(‪ )143‬إىل أنه يلزم املشرتي قبض السلعة قبل حمله إذا مل يكن عليه ضرر يف‬
‫قبضه‪ ،‬فإذا وجد الضرر أو كان له غرض صحيح فال يلزمه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬تعذر وجود الزيتون‪ ،‬أو زيته وقت التسليم‪.‬‬
‫إذا حل وقت األجل املسمى لتسليم الزيتون املسلم فيه‪ ،‬أو زيته املسلم فيه‪ ،‬فتعذر وجود الزيتون‪ ،‬كأن مل خيرج الزيتون‬
‫تله السنة‪ ،‬أو غاب املسلم إليه فلم يظهر حىت انعدم الزيتون‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أن املسلم ابخليار بني أن يفسخ العقد‪ ،‬وبني أن يصرب إىل أن توجد الثمر ‪ .‬وهو مذهب احلنفية(‪،)144‬‬
‫وقول عند املالكية(‪ ،)145‬وقول عند الشافعية(‪ ،)146‬واملذهب عند احلنابلة(‪.)147‬‬
‫(‪)149‬‬
‫القول الثاين‪ :‬أن العقد ينفسخ‪ .‬وهو قول يف مذهب الشافعية(‪ ،)148‬ووجه عند احلنابلة‪.‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬عللوا ذله أبن املعقود عليها ليست مثر هذا العام وإمنا هي السلعة اليت يف الذمة‪ ،‬واملسلم فيه‬
‫(‪)150‬‬
‫إذا كان ما يف الذمة فإنه ال يتلف‪ ،‬وإمنا يتأخر؛ فيثبت فيه اخليار‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬قالوا‪" :‬ألن املعقود عليه هو مثر هذا العام‪ ،‬فإذا انعدمت أو هلكت انفسخ العقد‪ ،‬كما لو اشرتى‬
‫(‪)151‬‬
‫طعاماً فهله الطعام"‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الراجح هو قول مجهور الفقهاء بتخيري املشرتي بني الفسخ أو االنتظار حىت توجد الثمر ؛ وذله لقو‬
‫تعليلهم‪ ،‬وألن السلم رخص فيه‪ ،‬فجاز فيه التوسعة‪ .‬وبناء عليه‪ :‬فمن أسلم يف زيتون أو يف زيت الزيتون إىل أجل‬
‫معلوم‪ ،‬مث حل األجل ومل يوجد املسلم فيه‪ ،‬أو غاب البائع؛ فإن املشرتي ابخليار بني أن يفسخ العقد‪ ،‬وبني أن يصرب‬
‫حىت تتوفر كمية الزيتون أو الزيت ولو إىل سنة أخرى أو سنتني‪ .‬ومثاله‪ :‬رجل أسلم يف ألف كيلو من الزيتون‪ ،‬وعند‬
‫وقت التسليم تعذر حصول الكمية املطلوبة‪ ،‬فاملشرتي ابخليار بني أن يصرب إىل حصول الكمية‪ ،‬وبني أن يفسخ‬
‫العقد ويرجع ابلثمن على البائع‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫املطلب السابع‪ :‬استبدال الزيتون أو زيت الزيتون بشيء آخر يف السلم‪.‬‬


‫إذا أسلم املشرتي من البائع يف كمية من الزيتون أو من الزيت‪ ،‬ومل توجد الكمية‪ ،‬أو وجدت لكن أراد استبداهلا‬
‫بغريها؛ فهل يصح أن أيخذ بدالً عن الزيتون‪ ،‬أوعن الزيت شيئاً آخر كتمر أو زبيب مثالً؟ اتفق الفقهاء على أنه‬
‫من أسلم يف طعام ال جيوز أن يستبدله بغري الطعام أو بطعام من غري جنسه‪ ،‬فمن أسلم يف متر مثالً ال جيوز أن أيخذ‬
‫مكانه ثياابً‪ ،‬أو زبيباً؛ واختلفوا يف حكم استبدال املسلم فيه بنفس النوع يف الطعام‪ ،‬أو يف غري الطعام على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال جيوز استبدال املسلم فيه بشيء آخر سواء استبداله بغري جنسه‪ ،‬أو بغري نوعه؛ فمن أسلم يف زيتون‬
‫فال جيوز أن يستبدله بتمر‪ ،‬وال جيوز أن يستبدله بزيت زيتون‪ .‬وهو قول احلنفية(‪ ،)152‬والشافعية(‪ ،)153‬واملذهب عند‬
‫احلنابلة(‪.)154‬‬
‫القول الثاين‪ :‬أن من أسلم يف طعام فال جيوز أن يستبدله بغري جنسه‪ ،‬وجيوز أن يستبدله بنوع آخر من جنسه؛ فإن‬
‫كان أحدمها أجود‪ ،‬أو أدىن ال جيوز إال بعد حلول األجل‪ ،‬وال جيوز قبل األجل؛ فال جيوز أن يستبدل الزيتون‬
‫(‪)155‬‬
‫ابلزبيب‪ ،‬أو ابلرب مثالً‪ ،‬وجيوز أن يستبدل التمر الصقعي مثالً‪ ،‬ابلتمر السكري‪ .‬وهذا هو مذهب املالكية‪.‬‬
‫أدلة أصحاب القول األول‪ :‬استدل أصحاب القول األول أبدلة منها‪:‬‬
‫(‪)156‬‬
‫‪ .1‬حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪" :‬من أسلم يف شيء فال يصرفه إىل غريه"‪.‬‬
‫‪ .2‬حديث ابن عباس ‪ ،‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪" :‬من ابتاع طعاماً فال يبعه حىت يستوفيه"‪ ،‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن استبدال املبيع يف السلم هو من بيع املبيع قبل قبضه‪.‬‬ ‫(‪)157‬‬
‫"وأحسب كل شيء مثله"‪.‬‬
‫(‪)158‬‬

‫أدلة أصحاب القول الثاين‪ :‬علل املالكية اجلواز؛ ملا فيه من الرفق واملساحمة إذا كان بعد حلول األجل‪ ،‬ومنعوا منه‬
‫قبل حلول األجل؛ ألنه يف األدىن يكون من ابب ضع وتعجل‪ ،‬وهو من ابب الراب‪ ،‬ويف األجود يكون عوضاً عن‬
‫(‪)159‬‬
‫الضمان‪ ،‬وال جيوز‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الراجح يف هذه املسألة هو قول اجلمهور؛ لقو ما استدلوا به من أدلة‪ .‬وبناء على هذه املسألة‪ :‬إذا أسلم‬
‫الرجل يف الزيتون‪ ،‬أو يف زيت الزيتون فال جيوز له أن أيخذ إال الزيتون أو زيت الزيتون جبنسه ونوعه اليت أسلم فيه‪،‬‬
‫وال جيوز استبداله بغريه من الطعام كالتمر‪ ،‬أو الرب‪ ،‬أو بزيت آخر غري زيت الزيتون كزيت السمسم‪ ،‬أو زيت الكتان؛‬
‫ألن الزيوت أجناس حبسب أصوهلا‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثامن‪ :‬استبدال الزيتون بزيت الزيتون يف السلم‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫اتفق الفقهاء على أن من أسلم يف شيء فال يصح أن يستبدله من غري جنسه‪ ،‬وال من غري نوعه عند اجلمهور خالفاً‬
‫للمالكية يف النوع‪ ،‬كما تقدم يف املسألة السابقة؛ ولكن إذا أسلم املشرتي يف زيتون مث أراد أن يستبدله بزيت الزيتون‬
‫(‪)160‬‬
‫لكون الزيتون هو أصل لزيت الزيتون؛ فهل جيوز ذله؟‬
‫صرح احلنفية بعدم جواز استبدال الزيتون املسلم فيه بزيت الزيتون‪ ،‬ولو علم أن الزيت أقل مما يف الزيتون؛ وعللوا‬
‫(‪)161‬‬
‫املنع أبهنما صنفان خمتلفان‪ ،‬فال يصح استبدال أحدمها ابآلخر‪.‬‬
‫وذهب املالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬وحلنابلة كذله إىل أنه من أسلم يف شيء فال يصح أن يستبدله بغري جنسه؛ فيلزمه أن‬
‫(‪)162‬‬
‫يسلمه ما مساه يف العقد‪ ،‬فإن مسى متراً فال يصح أن يسلمه رطباً‪ ،‬أو حشفاً‪ ،‬بل يلزم تسليمه التمر‪.‬‬
‫فزيت الزيتون يعترب جنساً مستقالً عن الزيتون‪ ،‬وإن كان أصله الزيتون‪ ،‬إال أنه بعد عصر الزيتون أصبح جنساً آخر‪،‬‬
‫فال جيوز استبداله يف السلم عن الزيتون‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ :‬فمن أسلم يف عشر آالف كيلو زيتون مثالً فال جيوز استبداله خبمسة آالف كيلو من زيت الزيتون‪ ،‬بل‬
‫جيب تسليمه كمية الزيتون‪ ،‬وكذا عكسه لو أسلم يف زيت الزيتون فال يصح أن يسلمه زيتوانً؛ ومما سبق يتبني أنه ال‬
‫يصح أن يستبدل الزيتون عند حلول السلم بزيت الزيتون يف السلم‪ ،‬وأنه من أسلم يف زيتون فإنه يستلم زيتوانً عند‬
‫حلول السلم‪ ،‬وال يصح أن يعوض عنه بغريه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب التاسع‪ :‬بيع الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه قبل قبضه‪.‬‬
‫من أسلم يف زيتون أو يف زيت الزيتون‪ ،‬وقبل استالم املسلم فيه‪ ،‬أراد املشرتي أن يبيع الزيتون على الذي اشرتى منه‪،‬‬
‫أو على غريه؛ فهل جيوز ذله أم ال؟ اتفق الفقهاء على عدم جواز بيع املسلم فيه قبل قبضه‪ ،‬وخص املالكية هذا‬
‫احلكم ابلطعام دون غريه من السلع‪ ،‬وقد نقل ذله االتفاق ابن قدامة رمحه هللا (‪.)163‬‬
‫واستدلوا حبديث ابن عباس ‪ :‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪" :‬من ابتاع طعاماً فال يبعه حىت يستوفيه" (‪ ،)164‬وحبديث‪:‬‬
‫"هنى رسول هللا ‪ ‬عن ربح مامل يضمن"(‪.)165‬‬
‫وبناء عليه‪ :‬فال جيوز بيع الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه قبل قبضه على ابئعه أو على غري ابئعه‪ ،‬بل ال بد من‬
‫قبض الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه أوالً‪ ،‬مث يبيعه مشرتيه على من شاء‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب العاشر‪ :‬جعل الزيتون أو زيت الزيتون املسلم فيه رأس مال لشركة‪ ،‬أو تولية‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي يف زيتون أو يف زيت زيتون‪ ،‬وقبل القبض أراد أن جيعل الزيتون أو زيت الزيتون رأس مال لشركة‪،‬‬
‫أو تولية(‪ ،)166‬فهل جيوز ذله؟ اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬عدم جواز جعل املسلم فيه رأس مال لشركة أو تولية‪.‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪)169‬‬
‫وهذا هو مذهب اجلمهور من احلنفية(‪ ،)167‬والشافعية(‪ ،)168‬واحلنابلة‪.‬‬
‫(‪)170‬‬
‫القول الثاين‪ :‬جواز جعل املسلم فيه رأس مال شركة أو تولية قبل القبض‪ .‬وهو قول املالكية‪.‬‬
‫(‪)171‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬أن النيب ‪" :‬هنى عن بيع الطعام قبل قبضه"‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬أن الشركة والتولية بيع‪ ،‬لذله ال جيوز بيع املسلم فيه قبل أن يقبض‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬استدلوا مبرسل سعيد بن املسيب‪" :‬هنى عن بيع الطعام قبل قبضه‪ ،‬وأرخص يف الشركة‬
‫(‪)173‬‬
‫والتولية"‪ )172(.‬وأجيب عنه‪ :‬أبنه حديث غري معروف فال حجة فيه‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يرتجح يف هذه املسألة عدم جواز جعل مال السلم رأس مال شركة أو تولية؛ ألنه داخل يف النهي‬
‫كما يف احلديث‪ ،‬ولضعف حديث القول الثاين‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب احلاد عشر‪ :‬اإلقالة يف عقد السلم يف مجيع املسلم فيه يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫يعترب عقد السلم من العقود الالزمة اليت ال جيوز فسخها بعد إبرامها إال ابإلقالة‪ ،‬وهي‪ :‬رد املبيع إىل ابئعه‪ ،‬بثمنه إذا‬
‫رضي البائع بذله‪ ،‬ورد الثمن إىل املشرتي‪ ،‬فاإلقالة‪ :‬رجوع املتبايعني أو أحدمها عن املبيع؛ أبن يرضى البائع ابلفسخ‬
‫إذا كان الفسخ من قبل املشرتي‪ ،‬أو يرضى املشرتي ابلفسخ إذا كانت الفسخ من قبل البائع (‪ ،)174‬فما حكم فسخ‬
‫العقد ابإلقالة؟‬
‫حكى ابن املنذر إمجاع الفقهاء على جواز اإلقالة يف عقد السلم إذا كانت اإلقالة يف مجيع املسلم فيه(‪)175‬؛ واستدل‬
‫الفقهاء على جوازها حبديث أيب هرير ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪" :‬من أقال اندما بيعته‪ ،‬أقال هللا عثرته يوم‬
‫القيامة"(‪.)176‬‬
‫وألن اإلقالة يف البيع شرعت لدفع الضرر عن املتعاقدين إذا ندم أحدمها أو كالمها على العقد‪ ،‬وهو يف السلم أوىل‪،‬‬
‫(‪)177‬‬
‫وألن احلق للبائع واملشرتي يف إمضاء البيع أو فسخه؛ فإذا تراضيا على الفسخ فلهما ذله ابلرتاضي‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬لو عقد البائع واملشرتي عقد سلم يف الزيتون‪ ،‬كأن اشرتى شخص عشر آالف كيلو من الزيتون سلماً‪،‬‬
‫يستلمها بعد سنة بعشر آالف رايل‪ ،‬وسلم املشرتي البائع املبلغ‪ ،‬مث أراد أحدمها فسخ العقد فال ينفسخ إال ابإلقالة‪،‬‬
‫كذله لو اشرتى ألف كيلو من زيت الزيتون بعشر آالف رايل على أن يستلمه بعد سنة‪ ،‬مث أراد املشرتي مثالً‬
‫فسخ العقد فال ينفسخ ذله العقد إال برضى البائع‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين عشر‪ :‬اإلقالة يف عقد السلم يف بعض املسلم فيه يف الزيتون وزيته‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫إذا أسلم الرجل من آخر يف زيتون أو يف زيت الزيتون إىل أجل معلوم‪ ،‬وبكمية معلومة‪ ،‬مث طلب أحد املتعاقدين‬
‫اإلقالة يف بعض الكمية دون بعض؛ كأن أسلم يف ألف كيلو من الزيتون مث طلب اإلقالة يف مخسمائة وإبقاء مخسمائة‬
‫أخرى على عقد السلم‪ ،‬فهل تصح اإلقالة يف احلالة هذه؟‬
‫اختلف الفقهاء يف حكم اإلقالة يف السلم إذا كانت يف بعض املسلم فيه على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬جواز اإلقالة يف بعض املسلم فيه‪ .‬وهو قول احلنفية(‪ ،)178‬والشافعية(‪ ،)179‬واملذهب عند احلنابلة(‪.)180‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال جتوز اإلقالة يف بعض املسلم فيه‪ .‬وهو قول املالكية(‪ ،)181‬ورواية عند احلنابلة(‪.)182‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬ألن اإلقالة من املعروف الذي أمر به‪ ،‬وكل معروف جيوز يف مجيعه جاز يف بعضه كإبراء املدين‪،‬‬
‫(‪)183‬‬
‫وإنظار املعسر املدين‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬ألنه سلف‪ ،‬والسلف يزاد فيه من أجل التأخري؛ فإذا أقاله يف بعض الثمن سيبقى البعض اآلخر‬
‫(‪)184‬‬
‫يف مقابلة الباقي من الثمن‪ ،‬وابملنفعة احلاصلة من اإلقالة فيه‪ ،‬وهذا ال جيوز كما لو شرطه يف ابتداء العقد‪.‬‬
‫الرتجيح‪ :‬الذي يظهر رجحان القول األول القائل جبواز اإلقالة يف بعض املسلم فيه؛ لقو تعليلهم‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث عشر‪ :‬ما أيخذه البائع إذا انفسخ عقد السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫إذا عقد البائع واملشرتي عقد سلم يف الزيتون أو يف زيته‪ ،‬وسلم املشرتي البائع الثمن‪ ،‬مث بعد مد فسخ أحدمها‬
‫العقد لسبب معني‪ ،‬أو تعذر وجود الزيتون أو زيت الزيتون واختار املشرتي فسخ العقد‪ ،‬وجب رد املال الذي سلمه‬
‫املشرتي إن كان موجوداً‪ ،‬فإن مل يكن موجوداً رد بدله أو مثله إن كان له مثل‪ ،‬فإن مل يكن له مثل رد قيمته‪.‬‬
‫وهو قول احلنفية(‪ ،)185‬واملالكية(‪ ،)186‬والشافعية(‪ ،)187‬واملذهب عند احلنابلة(‪ .)188‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع عشر‪ :‬اختالف املسلم واملسلم إليه يف السلم يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫إذا أسلم املشرتي إىل البائع يف زيتون أو يف زيت زيتون معني‪ ،‬وعندما حان وقت التسليم اختلف البائع واملشرتي يف‬
‫السلم‪ ،‬فهل القول قول البائع أم قول املشرتي أم كيف حيكم بينهما؟ يدخل حتت هذا املطلب سبع مسائل‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف جنس املسلم فيه‪.‬‬
‫إذا اختلف البائع واملشرتي يف جنس املسلم فيه‪ ،‬كأن يقول املشرتي‪ :‬أسلمت يف زيتون‪ ،‬فيقول البائع‪ :‬بل أسلمت‬
‫يف متر؛ ينظر‪ :‬إن كان ألحدمها بينة فالقول قوله‪،‬وإن مل يكن ألحدمها بينة‪ ،‬فيحلف كل منهما على صحة دعواه‪،‬مث‬
‫(‪)189‬‬
‫يفسخ العقد‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف نوع املسلم فيه‪ ،‬أو يف جودته ورداءته‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫إذا اختلف البائع واملشرتي يف نوع املسلم فيه‪ ،‬فقال البائع زيتون أسود‪ ،‬وقال البائع أخضر مثالً‪ ،‬فإن كان ألحدمها‬
‫(‪)190‬‬
‫بينة فالقول قوله‪ ،‬وإال فالقول قول املسلم إليه‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف القيمة‪:‬‬
‫إذا اختلف املسلم واملسلم إليه يف قيمة السلعة أو يف قبض الثمن؛ فإن كان ألحدمها بينة حكم ابلبينة‪ ،‬وإن مل يكن‬
‫(‪)191‬‬
‫ألحدمها بينة فالقول قول البائع املسلم إليه عند الشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪ ،‬وعللوا ذله ألنه غارم‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف مقدار املسلم فيه‪.‬‬
‫إن اختلف املشرتي والبائع يف مقدار املسلم فيه فقال املشرتي ألف كيلو مثالً وقال البائع مخسمائة‪ ،‬فينظر هنا أيضاً‪:‬‬
‫(‪)192‬‬
‫إن جاء أحدمها ببينة فالقول قوله‪ ،‬وإن مل أيت أحدمها ببينة‪ ،‬فيتحالفا‪ ،‬ويفسخ العقد‪.‬‬
‫املسألة اخلامسة‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف حلول األجل املعلوم‪.‬‬
‫إذا اختلف البائع واملشرتي يف حلول األجل أو يف مد األجل‪ ،‬فالقول هو قول املشرتي‪ ،‬إال إذا ادعى وقتا غري‬
‫معتاد تسليم املسلم فيه كأن يكون يف غري املوسم املعتاد‪ ،‬فإن ادعى املشرتي احللول يف غري املوسم املعتاد‪ ،‬وادعى‬
‫البائع أن وقت التسليم هو وقت املوسم فالقول قول البائع‪ ،‬وهذا عند املالكية(‪ ،)193‬وقال احلنابلة‪ :‬القول قول البائع‬
‫(‪)194‬‬
‫املسلم إليه مع ميينه؛ ألنه منكر‪.‬‬
‫املسألة السادسة‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف تسليم السلعة‪.‬‬
‫إذا اختلف البائع واملشرتي يف تسليم السلعة‪ ،‬فأنكر أحدمها تسليمها‪ ،‬وال بينة فالقول قول املشرتي املسلم عند‬
‫(‪)195‬‬
‫احلنابلة؛ ألنه منكر‪.‬‬
‫املسألة السابعة‪ :‬أن خيتلف البائع واملشرت يف مكان التسليم‪.‬‬
‫إذا اختلف البائع واملشرتي يف مكان تسليم املسلم فيه‪ ،‬فمن كان عنده بينة فالقول قوله‪ ،‬وإن مل يكن عند أحدمها‬
‫بينة فمن ادعى أن مكان التسليم موضع عقد السلم فالقول قوله‪ ،‬وإال فالقول قول املسلم إليه‪ )196( .‬وهللا تعاىل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬األحكام الفقهية املتعلقة ابملسائل املعاصرة يف السلم يف الزيتون وزيته؛ وفيه أربعة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬السلم يف الزيتون وزيته عن طريق التمويل املصريف‪.‬‬
‫يعد التمويل املصريف طريق من طرق السلم يف وقتنا احلاضر لدعم النشاط الزراعي‪ ،‬والصناعي‪ ،‬والتجاري‪ ،‬وبدوره‬
‫يساعد يف انتعاش النشاط االقتصادي‪ ،‬والتجاري‪ ،‬والزراعي‪ ،‬والصناعي؛ ومن ذله السلم يف الزيتون وزيته‪ ،‬وذله‬
‫أن البنه يقدم التمويل للمزارعني يف زراعة الزيتون‪ ،‬أو من خالل توفري اآلالت الزراعية‪ ،‬وشراء البذور‪ ،‬واألمسد اليت‬

‫‪- 140 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫يصلحون هبا مزارعهم‪ ،‬ويف املقابل أيخذ منهم منتجاهتم الزراعية سواء من نفس مزارعهم أو من غريها إذا حل موسم‬
‫احلصاد‪ ،‬ليقوم البنه بعد ذله بتسويقها وبيعها وتصديرها‪ ،‬إما عن طريق بيع هذه السلع واملنتجات مباشر ‪ ،‬أبن‬
‫يكون للمصرف خمازن‪ ،‬وحمالت تسوق هذه البضائع‪ ،‬أو عن طريق وسطاء يتفق املصرف معهم لتسويق السلع اليت‬
‫يشرتيها من املزارعني‪ ،‬أو عن طريق السلم املوازي الذي يكون فيه املصرف مشرتي سلماً يف العقد األول‪ ،‬وابئع يف‬
‫عقد آخر سلماً‪ ،‬فيحصل للمزارعني بذله التمويل نفعاً كبرياً‪ ،‬ويستفيد املزارعون من التمويل إلصالح مزارعهم‬
‫ولشراء البذور واألمسد واملعدات الزراعية‪ ،‬ويستفيد البنه من بيع احملاصيل الزراعية وتسويقها وتصديرها‪ ،‬وبذله‬
‫تنتعش زراعة الزيتون‪ ،‬وتتوسع جتار الزيتون وزيته‪ ،‬وهذه صور من صور السلم املعاصر ‪ ،‬ويعترب بديالً شرعياً عن‬
‫القرض ابلفائد ‪ ،‬وقد أفىت جبوازها جممع الفقه اإلسالمي جبد ‪ )197(.‬وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬السلم يف الزيتون وزيته عن طريق املواقع اإللكرتونية‪.‬‬
‫انتشرت يف العصر احلاضر التجار اإللكرتونية وبيع الزيتون وزيته عن طريق املواقع اإللكرتونية على الشبكة العنكبوتية‬
‫(اإلنرتنت)‪ ،‬وذله من خالل عرض مواصفات السلع على اإلنرتنت وشراءها سلماً من مجيع أحناء العامل مع إرسال‬
‫املبلغ عن طريق احلساابت البنكية لصاحب السلعة‪ ،‬ومعلوم أن السلم يشرتط له قبض الثمن يف جملس العقد‪ ،‬فهل‬
‫يقوم إيداع املبلغ يف احلساب اجلاري للمسلم إليه مقام القبض يف عقد السلم؟‬
‫جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي‪ :‬أن قبض األموال كما يكون حسياً ابليد وحنوها‪ ،‬كذله يكون حكمياً‪ ،‬وذكروا‪:‬‬
‫"أن من صور القبض احلكمي املعترب شرعاً وعرفاً‪ :‬القيد املصريف ملبلغ من املال يف حساب العميل‪ ... :‬إذا أودع يف‬
‫(‪)198‬‬
‫حساب العميل مبلغ من املال مباشر أو حبوالة مصرفية"‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ :‬فإن ما حيصل من شراء الزيتون أو زيته عن طريق املواقع اإللكرتونية‪ ،‬كموقع "عصر " املتخصص ببيع‬
‫منتجات الزيتون أو زيت الزيتون ملزارعي منطقة اجلوف‪ ،‬أو املواقع اخلاصة بشركات الزيتون وزيته‪ ،‬والذي يقدم فيه‬
‫املشرتي املبلغ‪ ،‬ويتفق مع البائع بتوفري البضاعة إىل أجل مسمى بينهما يعد من ابب بيع السلم املعاصر‪ ،‬وهو جائز‬
‫شرعاً‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬السلم يف املنتجات املركبة من الزيتون أو من زيت الزيتون مع مواد أخرى‪.‬‬
‫توجد بعض الصناعات احلديثة اليت دخل يف تركيبها زيت الزيتون كصناعة الفازلني من زيت الزيتون‪ ،‬أو صناعة‬
‫الصابون‪ ،‬أو العطور اليت يدخل يف تركيبها زيت الزيتون‪ ،‬فهل يصح السلم يف مثل هذه األمور اليت ال تتميز موادها‬
‫وال تنضبط صفاهتا؟ فقد اختلف الفقهاء يف صحة السلم يف املنتجات املركبة على قولني‪:‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫القول األول‪ :‬يصح عقد السلم يف األشياء املركبة إذا كانت تنضبط ابلصفة‪ ،‬واملقدار‪ .‬وهذا هو مذهب احلنفية(‪،)199‬‬
‫واملالكية(‪.)200‬‬
‫القول الثاين‪ :‬ال يصح السلم يف األشياء اليت جتمع أجناساً مقصود ‪ ،‬وهي ال تتميز‪ ،‬مثل املعجون والند‪ ،‬وأجازوا‬
‫السلم فيما خالطة شيء ملصلحته‪ ،‬ومثلوا لذله ابجلنب الذي خيالطه األنفحة‪ ،‬وخل التمر الذي خيالطه املاء‪،‬‬
‫واألدهان املطيبة‪ .‬وهذا هو مذهب الشافعية(‪ ،)201‬واحلنابلة(‪.)202‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬عللوا ذله أبنه ميكن ضبطه ومعرفه مقداره‪ ،‬واجتمعت شروط السلم فيه فوجب القول جبوازه‪.‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬عللوا املنع بعدم انضباطها ابلصفة‪ ،‬لعدم معرفة مقدار كل جنس منها‪.‬‬
‫الراجح‪ :‬الذي يظهر رجحان ه هو القول جبواز السلم يف املنتجات املركبة من زيت الزيتون؛ ألهنا معلومة الصفة‬
‫واملقدار‪ ،‬وإذا مجعت شروط السلم‪ ،‬كتقدمي الثمن يف جملس العقد؛ فاليوم تصنع هذه األمور من الفازلني والصابون‬
‫والعطور مثالً مبقادير معلومة وموزونة بوحدات الوزن املعلومة كاجلرام واملليجرام وحنوها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬االستصناع يف املنتجات املركبة من زيت الزيتون مع مواد أخرى‪.‬‬
‫إذا طلب املشرتي من البائع أن يستصنع له الفازلني‪ ،‬أو الصابون‪ ،‬أو العطورات املركبة من زيت الزيتون‪ ،‬إال أن‬
‫هذا العقد مل يتقيد فيه البائع واملشرتي جبميع شروط السلم واليت من أمهها تقدمي الثمن يف جملس العقد‪ ،‬بل اتفقا‬
‫على دفع جزء من الثمن يف جملس العقد مثالً‪ ،‬واجلزء اآلخر عند تسليم املنتج؛ فهل يصح هذا العقد أم ال يصح‬
‫حىت يستويف شروط السلم؟ والفرق بني هذه املسألة واليت قبلها أن املسألة األوىل شروط عقد السلم واليت أمهها‬
‫تسليم الثمن يف جملس العقد متوفر ‪ ،‬أما يف عقد االستصناع فال يشرتط وجود هذا الشرط؟ اختلف الفقهاء يف‬
‫هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬جواز االستصناع إذا ضبط ابلصفة وحدد وقت التسليم‪ ،‬ولو أتخر تسليم الثمن عن جملس العقد‪.‬‬
‫وهذا هو مذهب احلنفية(‪.)203‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم جواز عقد االستصناع إال إذا توفرت فيه شروط السلم‪ .‬وهو قول اجلمهور من املالكية‪ ،‬والشافعية‪،‬‬
‫واحلنابلة؛ إال أن الشافعية واحلنابلة ال جيوزون هذا النوع اليت اختلطت فيه األجناس ولو استوىف شروط السلم كما‬
‫(‪)204‬‬
‫تقدم يف املسألة السابقة؛ لعدم انضباطها ابلصفة وابلقدر عندهم‪.‬‬
‫واستدل احلنفية على جوازه ابإلمجاع العملي‪ ،‬وهو أن املسلمني من زمن النيب ‪ ‬إىل يومنا هذا يتعاملون بعقد‬
‫االستصناع‪ .‬واستدل اجلمهور أبنه يدخل يف بيع املعدوم‪ ،‬ويف بيع الدين ابلدين‪ ،‬وهو منهي عنهما‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫الرتجيح‪ :‬والذي يظهر يف هذه املسألة هو قول احلنفية أن االستصناع جائز يف مثل هذه األمور؛ ألن االستصناع‬
‫عقد مستقل خبالف عقد السلم؛ لذله جيوز بيع املنتجات اليت ترتكب من زيت الزيتون بعقد االستصناع‪.‬‬
‫وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬أهم نتائج البحث‪ :‬توصل الباحث يف ختام حبثه إىل عد نتائج من أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬يصح السلم يف الزيتون‪ ،‬أو يف زيت الزيتون إذا توفرت فيه شروط السلم‪.‬‬
‫‪ ‬جيب على البائع واملشرتي أن يعينا مكان تسليم املبيع إذا كان مكان العقد ال يصلح للتسليم‪ ،‬وإذا كان املكان‬
‫يصلح للتسليم‪ ،‬فال يلزم أن يعيناه إال إذا كان املسلم فيه حيتاج يف نقله إىل مؤونة وكلفة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يصح بيع الزيتون أو زيته املسلم فيه قبل قبضه‪ ،‬وال استبداله بشيء آخر وال جعله مال شركة‪ ،‬أو تولية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا تعذر وجود الزيتون‪ ،‬أو زيته وقت التسليم خيري املشرتي بني فسخ العقد أو االنتظار حىت توجد الثمر ‪.‬‬
‫‪ ‬تصح اإلقالة يف عقد السلم يف مجيع املسلم فيه أو يف بعضه يف الزيتون وزيته‪.‬‬
‫‪ ‬إذا مت فسخ عقد السلم أبي سبب من األسباب وجب رد املال الذي سلمه املشرتي إن كان موجوداً‪ ،‬فإن مل‬
‫يكن موجوداً رد بدله أو مثله إن كان له مثل‪ ،‬فإن مل يكن له مثل رد قيمته‪.‬‬
‫‪ ‬من صور السلم املعاصر يف الزيتون وزيته السلم عن طريق التمويل املصريف‪.‬‬
‫‪ ‬يصح السلم يف الزيتون وزيته عن طريق املواقع اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ ‬يصح السلم واالستصناع يف املنتجات املركبة من الزيتون أو من زيت الزيتون‪ ،‬كالفازلني‪ ،‬والصابون‪ ،‬والعطور‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬التوصيات‪ :‬يوصي الباحث الباحثني يف اجملال الشرعي مبزيد من البحث يف األحكام الفقهية املتعلقة هبذه‬
‫الشجر املباركة‪ ،‬ودراسة األحكام الفقهية املتعلقة بثمرهتا‪ ،‬وبزيتها‪ ،‬سواء يف أبواب العبادات‪ ،‬أو يف أبواب املعامالت‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫ابن أيب شيبة‪ :‬عبد هللا بن حممد‪1409( .‬ه)‪ .‬املصنف يف األحاديث واآلاثر‪ .‬ط‪ .1‬الرايض‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫ابن الرفعة‪ :‬أمحد بن حممد‪2009( .‬م)‪ .‬كفاية النبيه شرح التنبيه‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن القطان‪ :‬علي بن حممد‪1424( .‬هـ)‪ .‬اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ .‬ط‪ .1‬مصر‪ :‬الفاروق احلديثة‪.‬‬
‫ابن امللقن‪ :‬عمر بن علي‪1410( .‬ه)‪ .‬خالصة البدر املنري‪ .‬ط‪ .1‬الرايض‪ :‬الرشد‪.‬‬
‫ابن امللقن‪ :‬عمر بن علي‪1424( .‬هـ)‪ .‬البدر املنري‪ .‬ط‪ .1‬الرايض‪ :‬دار اهلجر ‪.‬‬
‫ابن املنــذر‪ :‬حممــد بن إبراهيم‪1425( .‬ه)‪ .‬اإلش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف على مــذاهــب العلمــاء‪ .‬ط‪ .1‬رأس اخليمــة‪ :‬مكتبــة مكــة‬

‫‪- 143 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫الثقافية‪.‬‬
‫ابن جزي‪ :‬حممد بن أمحد‪( .‬ب‪.‬ت)‪ .‬القوانني الفقهية‪( .‬ب‪.‬ط)‪ .‬القاهر ‪ :‬طبعة دار االعتصام‪.‬‬
‫ابن حبان‪ :‬حممد بن حبان‪1408( .‬ه)‪ .‬صحيح ابن حبان‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫ابن رشد‪ :‬حممد بن أمحد‪1415( .‬ه)‪ .‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن شاس‪ :‬عبد هللا بن جنم‪1423( .‬ه)‪ .‬عقد اجلواهر الثمينة‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ :‬حممد بن عمر‪1421( .‬ه)‪ .‬حاشية رد احملتار على الدر املختار‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن عبد الرب‪ :‬يوسف بن عبد هللا‪1407( .‬ه)‪ .‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬عبد هللا بن أمحد‪1419( .‬ه)‪ .‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل‪ .‬ط‪ .2‬القاهر ‪ :‬دار هجر‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ :‬عبد هللا بن أمحد‪1419( .‬ه)‪ .‬املغين يف شرح خمتصر اخلرقي‪ .‬ط‪ .4‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫ابن ماجه‪ :‬حممد بن يزيد القزويين‪(.‬ب‪.‬ت)‪ .‬سنن ابن ماجه‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن مفلح‪ :‬إبراهيم بن حممد‪1400( .‬ه)‪ .‬املبدع يف شرح املقنع‪( .‬ب‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ابن منظور‪ :‬حممد بن مكرم‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬لسان العرب‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫ابن انجي‪ :‬قاســم بن عيســى‪1428( .‬ه)‪ .‬شــرح ابن انجي التنوخي على منت الرســالة‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ابن جنيم‪ :‬زين الدين بن إبراهيم‪1313( .‬هـ)‪ .‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‪ .‬ط‪ .1‬القاهر ‪ :‬املطبعة الكربى‬
‫األمريية‪.‬‬
‫ابن جنيم‪ :‬زين الدين بن إبراهيم‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬املعرفة‪.‬‬
‫أبو املعايل‪ :‬حممود بن أمحد‪1424( .‬ه)‪ .‬احمليط الربهاين يف الفقه النعماين‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫أبو داود‪ :‬سليمان بن األشعث‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬سنن أيب داود‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫األزهري‪ :‬حممد بن أمحد‪1399( .‬ه)‪ .‬الزاهر يف غريب ألفاظ الشـ ــافعي‪ .‬ط‪ .1‬الكويت‪ :‬وزار األوقاف والشـ ــؤون‬
‫الكويتية‪.‬‬
‫األزهري‪ :‬حممد بن أمحد‪2001( .‬م)‪ ،‬هتذيب اللغة‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫اإلشبيلي‪ :‬عبد احلق بن عبد الرمحن‪1416( .‬ه)‪ .‬األحكام الوسطى‪ .‬ط‪ .1‬الرايض‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫األلباين‪ :‬حممد انصر الدين‪1405( .‬ه)‪ .‬إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫األلباين‪ :‬حممد انصر الدين‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬ضعيف اجلامع الصغري وزايدته‪( .‬ب‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫األنصاري‪ :‬أيب حيىي زكراي‪1422( .‬ه)‪ .‬أسىن املطالب شرح روض الطالب‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫البابريت‪ :‬حممد بن حممد‪( .‬ب‪.‬ت)‪ .‬العناية شرح اهلداية‪( .‬ب‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬طبعة دار الفكر‪.‬‬
‫الباجي‪ :‬سليمان بن خلف‪1332( .‬ه)‪ .‬املنتقى يف شرح املوطأ‪ .‬ط‪ .1‬مصر‪ :‬مطبعة السعاد ‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫البخاري‪ :‬حممد بن إمساعيل‪1407( .‬ه)‪ .‬صحيح البخاري‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬دار ابن كثري‪ ،‬اليمامة‪.‬‬
‫البزار‪ :‬أمحد بن عمرو‪1424( .‬ه)‪ .‬البحر الزخار‪ .‬ط‪ .1‬املدينة املنور ‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم‪.‬‬
‫البعلي‪ :‬حممد بن أيب الفتح‪1401( .‬ه)‪ .‬املطلع على أبواب املقنع‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫البهويت‪ :‬منصور بن يونس‪1402( .‬ه)‪ .‬كشاف القناع عن منت اإلقناع‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫البهويت‪ :‬منصور بن يونس‪ .‬الروض املربع شرح زاد املستقنع‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫البيهقي‪ :‬أمحد بن احلسني‪1344( .‬ه)‪ .‬السنن الكربى‪ .‬ط‪ .1‬حيدر آابد‪ :‬جملس دائر املعارف النظامية‪.‬‬
‫التربيزي‪ :‬حممد بن عبد هللا‪1985( .‬م)‪ .‬مشكا املصابيح‪ ،‬اخلطيب العمري‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫الرتمذي‪ :‬حممد بن عيسى‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬سنن الرتمذي‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫اجلرجاين‪ :‬علي بن حممد‪1403( .‬ه)‪ .‬التعريفات‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫اجلصاص‪ :‬أمحد بن علي‪1431( .‬ه)‪ .‬شرح خمتصر الطحاوي‪ .‬ط‪ .1‬طبعة‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪.‬‬
‫َّ‬
‫اجلالب‪ :‬عبيد هللا بن احلسني‪1408( .‬ه)‪ .‬التفريع‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫اجلويين‪ :‬عبد املله بن عبد هللا‪1428( .‬ه)‪ .‬هناية املطلب يف دراية املذهب‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار املنهاج‪.‬‬
‫احلاكم‪ :‬حممد بن عبد هللا‪1411( .‬ه)‪ .‬املستدرك على الصحيحني‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫احلجاوي‪ :‬موسى بن أمحد‪1422( .‬ه)‪ .‬زاد املستقنع يف اختصار املقنع‪ .‬ط‪ .2‬الرايض‪ :‬دار الصميعي‪.‬‬
‫احلجاوي‪ :‬موسى بن أمحد‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫احلطاب‪ :‬حممد بن حممد‪1412( .‬ه)‪ .‬مواهب اجلليل يف شرح خمتصر خليل‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫اخلرشي‪ :‬حممد بن عبد هللا‪ .‬شرح خمتصر خليل للخرشي‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الدارقطين‪ :‬علي بن عمر‪1386( .‬ه)‪ .‬سنن الدارقطين‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الدسوقي‪ :‬حممد عرفة‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬الشرح الكبري على خمتصر خليل‪ ،‬وحاشية الدسوقي‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الدمريي‪ :‬حممد بن موسى‪1425( .‬ه)‪ .‬النجم الوهاج يف شرح املنهاج‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار املنهاج‪.‬‬
‫الرافعي‪ :‬عبد الكرمي بن حممد‪1417( .‬ه)‪ .‬العزيز شرح الوجيز‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الرصاع‪ :‬حممد بن قاسم (‪ .)1350‬اهلداية الكافية الشافية‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬املكتبة العلمية‪.‬‬
‫الروايين‪ :‬عبد الواحد بن إمساعيل‪1423( .‬ه)‪ .‬حبر املذهب‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫الزبيدي‪ :‬أيب بكر بن علي‪1322( .‬ه)‪ .‬اجلوهر النري على خمتصر القدوري‪ .‬ط‪ .1‬املطبعة اخلريية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫السرخسي‪ :‬حممد بن أمحد‪1414( .‬ه)‪ .‬املبسوط‪ ،‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫السمرقندي‪ :‬حممد بن أمحد‪1412( .‬ه)‪ .‬حتفة الفقهاء‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الشافعي‪ :‬حممد بن إدريس‪1425( .‬ه) األم‪ .‬ط‪ .2‬مصر‪ :‬طبعة دار الوفاء‪.‬‬
‫الشافعي‪ :‬حممد بن إدريس‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬مسند الشافعي‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الشربيين‪ :‬حممد اخلطيب‪1418( .‬ه)‪ .‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫الشيباين‪ :‬أمحد بن حنبل‪1420( .‬ه)‪ .‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫شيخي زاده‪ :‬عبد الرمحن بن حممد‪1419( .‬ه)‪ .‬جممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الشريازي‪ :‬إبراهيم بن علي‪1414( .‬ه)‪ .‬املهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫الصاوي‪ :‬أمحد بن حممد‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬بلغة الساله ألقرب املساله‪ .‬بريوت‪ :‬دار املعارف‪.‬‬
‫الصنعاين‪ :‬عبد الرزاق بن مهام‪1403( .‬ه)‪ .‬مصنف عبد الرزاق‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫الطرباين‪ :‬سليمان بن أمحد‪1404( .‬ه)‪ .‬املعجم الكبري‪ .‬ط‪ .2‬املوصل‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم‪.‬‬
‫عليش‪ :‬حممد بن أمحد‪1409( .‬ه)‪ .‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫العمراين‪ :‬حيىي بن أيب اخلري‪1421( .‬ه)‪.‬البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار املنهاج‪.‬‬
‫العيين‪ :‬حممود بن أمحد‪1420( .‬ه)‪ .‬البناية شرح اهلداية‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫القاضي‪ :‬عبد الوهاب بن علي‪ .‬املعونة على مذهب عامل املدينة‪ .‬مكة املكرمة‪ :‬املكتبة التجارية‪.‬‬
‫القدوري‪ :‬أمحد بن حممد‪1418( .‬ه)‪ .‬خمتصر القدوري يف الفقه احلنفي‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫القدوري‪ :‬أمحد بن حممد‪1425( .‬ه)‪ .‬التجريد‪ .‬ط‪ .1‬القاهر ‪ :‬دار السالم‪.‬‬
‫القرايف‪ :‬أمحد بن إدريس‪1994( .‬م)‪ .‬الذخري ‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الغرب‪.‬‬
‫الكاساين‪ :‬أبو بكر بن مسعود‪1982( .‬م)‪ .‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الكشناوي‪ :‬أبو بكر بن حسن‪ .‬أسهل املدارك شرح إرشاد الساله‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫اللخمي‪ :‬علي بن حممد‪1432( .‬هـ)‪ .‬التبصر ‪ .‬ط‪ .1‬قطر‪ :‬وزار األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬
‫املاوردي‪ :‬علي بن حممد‪1414( .‬ه)‪ .‬احلاوي الكبري‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬الكتب العلمية‪.‬‬
‫احملاملي‪ :‬أمحد بن حممد‪1416( .‬ه)‪ .‬اللباب يف الفقه الشافعي‪ .‬ط‪ .1‬املدينة املنور ‪ :‬دار البخاري‪.‬‬
‫املرداوي‪ :‬علي بن سليمان‪1426( .‬هـ)‪ .‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ .‬ط‪ .1‬الرايض‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫املرغيناين‪ :‬علي بن أيب بكر‪ .‬اهلداية يف شرح بداية املبتدي‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫املقدسي‪ :‬عبد الرمحن بن حممد‪1422( .‬ه)‪ .‬الشرح الكبري على منت املقنع‪ .‬بريوت‪ :‬دار عامل الكتب‪.‬‬
‫منظمة املؤمتر االسالمي‪ :‬جملة جممع الفقه اإلسالمي‪ .‬تصدر عن منظمة املؤمتر االسالمي جبد ‪.‬‬
‫املهري‪ :‬اهلامشي‪1430( .‬هـ)‪ .‬أصناف الزيتون يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫املوصلي‪ :‬عبد هللا بن حممود‪1426( .‬ه)‪ .‬االختيار لتعليل املختار‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫النسائي‪ :‬أمحد بن شعيب‪1406( .‬ه)‪ .‬سنن النسائي‪ .‬ط‪ .2‬حلب‪ :‬مكتبة املطبوعات اإلسالمية‪.‬‬
‫النفراوي‪ :‬أمحــد بن غنيم‪1415( .‬ه)‪ .‬الفواكــه الــدواين شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح مقــدمــة ابن أيب زيــد القريواين‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫النووي‪ :‬حيىي بن شرف‪1412( .‬ه)‪ .‬روضة الطالبني وعمد املفتني‪ .‬ط‪ .3‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫النيسابوري‪ :‬مسلم بن احلجاج‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬صحيح مسلم‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫اهليثمي‪ :‬علي بن أيب بكر‪( .‬ب‪ .‬ت)‪ .‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتاب العريب‪.‬‬

‫(‪ )1‬هتذيب اللغة لألزهري (‪.)310 ،299/12‬‬


‫(‪ )2‬االختيار لتعليل املختار للموصلي (‪.)33/2‬‬
‫(‪ )3‬شرح حدود ابن عرفة ص (‪.)291‬‬
‫(‪ )4‬روضة الطالبني وعمد املفتني للنووي (‪.)3/4‬‬
‫(‪ )5‬زاد املستقنع للحجاوي ص (‪.)111‬‬
‫(‪ )6‬نقل اإلمجاع‪ :‬ابن املنذر يف كتابه اإلشراف (‪ ،)101/6‬وعنه ابن قدامة يف املغين (‪.)207/4‬‬
‫(‪ )7‬سور البقر ‪ ،‬اآلية‪.}282{ :‬‬
‫(‪ )8‬أخرجه الشافعي يف مسنده ص (‪ ،)138‬وعبد الرزاق يف مصنفه (‪ ،)5/8‬وابن أيب شيبة يف مصنفه (‪ ،)481/4‬واحلاكم يف املستدرك‬
‫(‪ ،)314/2‬وصححه‪ ،‬وصححه األلباين يف إرواء الغليل (‪.)213/5‬‬
‫(‪ )9‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)34/2‬املعونة للقاضي ص (‪ ،)982‬البيان للعمراين (‪ ،)393/5‬املغين البن قدامة (‪.)207/4‬‬
‫(‪ )10‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ :‬كتاب السلم‪ ،‬ابب السلم يف وزن معلوم (‪ ،)85/3‬برقم (‪ ،)2240‬ومسلم يف صحيحه‪ :‬كتاب‬
‫املساقا ‪ ،‬ابب السلم (‪ ،)1226/3‬برقم (‪.)1604‬‬
‫(‪ )11‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ :‬كتاب السلم‪ ،‬ابب السلم إىل من ليس عنده أصل (‪ ،)85/3‬برقم (‪.)2244‬‬
‫(‪ )12‬البيان للعمراين (‪.)393/5‬‬
‫(‪ )13‬بدائع الصنائع (‪ ،)201/5‬الشرح الكبري للدردير (‪ ،)205/3‬روضة الطالبني (‪ ،)6/4‬املبدع البن مفلح (‪.)170/4‬‬
‫(‪ )14‬بدائع الصنائع (‪.)201/5‬‬
‫(‪ )15‬الشرح الكبري للدردير (‪.)205/3‬‬
‫(‪ )16‬البيان للعمراين (‪.)395/5‬‬
‫(‪ )17‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)170/4‬‬
‫(‪ )18‬مغين احملتاج (‪.)4 /3‬‬
‫(‪ )19‬بدائع الصنائع (‪ ،)201/5‬املبدع (‪.)170/4‬‬
‫(‪ )20‬البيان للعمراين (‪.)395/5‬‬
‫(‪ )21‬جممع األهنر (‪.)132/2‬‬
‫(‪ )22‬بدائع الصنائع (‪.)201/5‬‬
‫(‪ )23‬القوانني الفقهية ص (‪ ،)163‬إعانة الطالبني (‪ ،)22/3‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)288/12‬‬
‫(‪ )24‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)34/2‬بداية اجملتهد (‪ ،)144/3‬روضة الطالبني (‪ ،)3/4‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)170/4‬‬
‫(‪ )25‬خمتصر القدوري ص (‪ ،)88‬الذخري للقرايف (‪ ،)245/5‬اللباب للمحاملي ص (‪ ،)216‬زاد املستقنع ص (‪.)111‬‬
‫(‪ )26‬على خالف بني الفقهاء يف كون األدهان وغريها من السوائل موزونة‪ ،‬فقد ذهب بعض الفقهاء إىل أن مجيع السوائل مكيلة وال تنضبط‬
‫ابلوزن‪.‬‬
‫(‪ )27‬أصناف الزيتون يف اململكة العربية السعودية ص (‪.)2‬‬
‫(‪ )28‬وسيأيت ذكر اخلالف يف هذا املسألة واألدلة والرتجيح يف املطلب الثاين‪.‬‬
‫(‪ )29‬وسيأيت ذكر اخلالف يف هذا املسألة واألدلة والرتجيح يف املطلب العاشر‪.‬‬
‫(‪ )30‬نقل اإلمجاع ابن رشد يف بداية اجملتهد (‪ ،)217/3‬وانظر‪ :‬بدائع الصنائع (‪ ،)207/5‬القوانني الفقهية ص (‪ ،)177‬املهذب‬

‫‪- 147 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫للشريازي (‪ ،)72/2‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)171/4‬‬


‫(‪ )31‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )32‬اإلشراف على مذاهب العلماء البن املنذر (‪.)110/6‬‬
‫(‪ )33‬قال ابن املنذر رمحه هللا‪" :‬واختلفوا يف السلم يف الرطب وسائر الفواكه يف غري حينها‪ ."...‬اهـ‪ .‬اإلشراف (‪.)110/6‬‬
‫(‪ )34‬الذخري للقرايف (‪.)257/5‬‬
‫(‪ )35‬كفاية النبيه (‪.)328/9‬‬
‫(‪ )36‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)185/4‬‬
‫(‪ )37‬بدائع الصنائع (‪.)211/5‬‬
‫(‪ )38‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )39‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )40‬اإلشراف على مذاهب العلماء البن املنذر(‪.)110/6‬‬
‫(‪ )41‬أخرجه أبو داود يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب يف السلم يف مثر بعينها (‪ ،)276/3‬برقم (‪ ،)3467‬وابن ماجه يف سننه‪ :‬كتاب‬
‫البيوع‪ ،‬ابب إذا أسلم يف خنل بعينه مل يطلع (‪ ،)767/2‬برقم (‪ ،)2284‬وحكم على إسناده عبد احلق اإلشبيلي ابالنقطاع‪ ،‬وضعفه األلباين‪.‬‬
‫األحكام الوسطى (‪ ،)277/3‬ضعيف اجلامع الصغري ص (‪.)899‬‬
‫(‪ )42‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)37/2‬العناية شرح اهلداية (‪.)81/7‬‬
‫(‪ )43‬ينظر‪ :‬الكالم على ضعف احلديث يف خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )44‬البحر الرائق (‪ ،)169/6‬التبصر للخمي (‪ ،)2911/6‬البيان للعمراين (‪ ،)399/5‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)171/4‬‬
‫(‪ )45‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )46‬املغين البن قدامة (‪.)208/4‬‬
‫(‪ )47‬الذخري للقرايف (‪.)251/5‬‬
‫(‪ )48‬روضة الطالبني (‪.)28/4‬‬
‫(‪ )49‬املغين البن قدامة (‪.)212/4‬‬
‫(‪ )50‬املراد ابلرديء هنا‪" :‬رداء النوع والصفة‪ ،‬ال رداء العيب‪ ".‬كفاية النبيه (‪.)339/9‬‬
‫(‪ )51‬الذخري للقرايف (‪.)251/5‬‬
‫(‪ )52‬روضة الطالبني (‪.)28/4‬‬
‫(‪ )53‬تصحيح الفروع (‪.)324/6‬‬
‫(‪ )54‬روضة الطالبني (‪.)28/4‬‬
‫(‪ )55‬اإلقناع للحجاوي (‪.)139/2‬‬
‫(‪ )56‬اهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪.)71/3‬‬
‫(‪ )57‬املهذب للشريازي (‪.)73/2‬‬
‫(‪ )58‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)174/4‬‬
‫(‪ )59‬عقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)752/2‬روضة الطالبني (‪ ،)15/4‬الكايف البن قدامة (‪.)65/2‬‬
‫(‪ )60‬اهلميان‪ :‬هو املنطقة‪ ،‬والتكة (أي‪ :‬اخليط) يشد به السراويل‪ .‬لسان العرب (‪.)437/13‬‬
‫(‪ )61‬أخرجه ابن حبان يف صحيحه (‪ ،)522/1‬والطرباين يف املعجم الكبري (‪ ،)222/5‬والبيهقي يف السنن الكربى (‪ ،)40/6‬وأخرجه‬
‫ابن ماجه يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب السلف يف كيل معلوم‪ ،‬ووزن معلوم إىل أجل معلوم (‪ ،)765/2‬برقم (‪ ،)2281‬بلفظ قريب منه‪.‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫قال اهليثمي عن رواية الطرباين‪" :‬رجاله ثقات"‪ ،‬وضعفه األلباين‪ .‬جممع الزوائد (‪ ،)240/8‬إرواء الغليل (‪.)218/5‬‬
‫(‪ )62‬املبسوط للسرخسي (‪ ،)130/12‬العناية شرح اهلداية (‪.)88/7‬‬
‫(‪ )63‬الكايف البن عبد الرب (‪ ،)692/2‬التبصر للخمي (‪.)2892/6‬‬
‫(‪ )64‬روضة الطالبني (‪ ،)15/4‬النجم الوهاج (‪.)254/4‬‬
‫(‪ )65‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)103/5‬‬
‫(‪ )66‬الكايف البن عبد الرب (‪ ،)692/2‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)103/5‬‬
‫(‪ )67‬الدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)209/5‬البحر الرائق (‪.)169/6‬‬
‫(‪ )68‬وقيدها اإلمام ماله بعاد أهل البلد؛ فإن كان عادهتم وزن ما يكال جاز السلم فيه وزانً‪ .‬التبصر للخمي (‪.)2909/6‬‬
‫(‪ )69‬احلاوي الكبري (‪ ،)416/5‬روضة الطالبني (‪.)14/4‬‬
‫(‪ )70‬املغين (‪ ،)217/4‬اإلنصاف (‪.)254/12‬‬
‫(‪ )71‬الدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)209/5‬البحر الرائق (‪.)169/6‬‬
‫(‪ )72‬املبدع (‪ ،)180/4‬اإلنصاف (‪.)254/12‬‬
‫(‪ )73‬النجم الوهاج (‪ ،)251/4‬املغين (‪.)217/4‬‬
‫(‪ )74‬املغين (‪ ،)217/4‬املبدع (‪.)180/4‬‬
‫(‪ )75‬االختيار لتعليل املختار (‪ )36/2‬بدائع الصنائع (‪.)214/5‬‬
‫(‪ )76‬عقد اجلواهر الثمينة (‪.)751/2‬‬
‫(‪ )77‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)187/4‬‬
‫(‪ )78‬أخرجه مسلم يف‪ :‬كتاب املساقا ‪ ،‬ابب الصرف(‪ ،)1209/3‬برقم (‪.)1587‬‬
‫(‪ )79‬بدائع الصنائع (‪ ،)212/5‬البناية شرح اهلداية (‪.)342/8‬‬
‫(‪ )80‬الذخري للقرايف (‪ ،)251/5‬الكايف البن عبد الرب (‪.)692/2‬‬
‫(‪ )81‬املغين (‪ ،)218/4‬الشرح الكبري (‪.)327/4‬‬
‫(‪ )82‬واشرتطوا كون السلعة موجود وقت العقد‪ ،‬وذكروا فائد العدول من البيع احلال إىل السلم احلال مع إمكان البيع احلال‪ :‬أبن البيع‬
‫احلال ال جيوز فيه بيع السلعة مع غياهبا فال جيوز بيع الغائب‪ ،‬وإذا أخر عقد الصفقة إلحضار السلعة رمبا فاتت عليه الصفقة فشرع له السلم‬
‫احلال؛ ألن العقد يتم على السلعة يف الذمة وال يتم على السلعة املعينة فيصح العقد‪ .‬روضة الطالبني (‪ ،)7/4‬النجم الوهاج (‪.)245/4‬‬
‫(‪ )83‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )84‬بدائع الصنائع (‪ ،)212/5‬الذخري للقرايف (‪ ،)251/5‬املغين (‪.)218/4‬‬
‫(‪ )85‬النجم الوهاج (‪ ،)245/4‬مغين احملتاج (‪.)8/3‬‬
‫(‪)86‬أخرجه أبو داوود يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب يف الرجل يبيع ما ليس عنده (‪ ،)283/3‬برقم (‪ ،)3503‬والرتمذي يف سننه‪ :‬كتاب‬
‫البيوع‪ ،‬ابب ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك (‪ ،)526/3‬برقم (‪ ،)1232‬والنسائي يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب بيع ما ليس عند‬
‫البائع (‪ ،)289/7‬برقم (‪ ،)4613‬وابن ماجه يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب النهي عن بيع ما ليس عندك‪ ،‬وعن ربح ما مل يضمن‬
‫(‪ ،)737/2‬برقم (‪،)2187‬وصححه ابن امللقن يف البدر املنري (‪ ،)448/6‬واأللباين يف إرواء الغليل (‪.)132/5‬‬
‫(‪ )87‬بدائع الصنائع (‪ ،)212/5‬املغين (‪.)218/4‬‬
‫(‪ )88‬سور البقر ‪ :‬اآلية ‪.}275{ :‬‬
‫(‪ )89‬احلاوي الكبري (‪.)395/5‬‬
‫(‪ )90‬تقدم خترجيه‪.‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪ )91‬النجم الوهاج (‪ ،)245/4‬مغين احملتاج (‪.)8/3‬‬


‫(‪ )92‬وأما أكثر مد أجل السلم فقد ذكر املالكية أن أكثره‪" :‬ما ال جيوز أتجيل مثن املبيع إليه‪ ،‬وهو ما ال يعيش البائع إليه غالباً " قالوا‪:‬‬
‫كأن حيدد موعد التسليم بعد مائيت سنة‪ ،‬وحنوها؛ ألن ذله مبنزلة التأجيل إىل املوت‪ .‬شرح ابن انجي على الرسالة (‪ ،)162/2‬الفواكه‬
‫الدواين (‪.)99/2‬‬
‫(‪ )93‬البحر الرائق (‪.)174/6‬‬
‫(‪ )94‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )95‬الذخري للقرايف (‪ ،)253/5‬الفواكه الدواين (‪.)99/2‬‬
‫(‪ )96‬املصدرين السابقني‪.‬‬
‫(‪ )97‬البحر الرائق (‪ ،)174/6‬شرح ابن انجي على الرسالة (‪.)162/2‬‬
‫(‪ )98‬املغين (‪ ،)220/4‬اإلنصاف (‪.)259/12‬‬
‫(‪ )99‬حبر املذهب (‪ ،)114/5‬البيان للعمراين (‪.)396/5‬‬
‫(‪ )100‬شرح خمتصر الطحاوي (‪ ،)120/3‬البناية شرح اهلداية (‪.)344/8‬‬
‫(‪ )101‬املهذب للشريازي (‪ ،)76/2‬حبر املذهب للروايين (‪.)123/5‬‬
‫(‪ )102‬املبدع (‪ ،)183/4‬الشرح الكبري (‪.)330/4‬‬
‫(‪ )103‬املعونة للقاضي ص (‪ ،)989‬منح اجلليل (‪.)358/5‬‬
‫(‪ )104‬املبدع (‪ ،)183/4‬الشرح الكبري (‪.)330/4‬‬
‫(‪ )105‬سور البقر اآلية ‪.}282{ :‬‬
‫(‪ )106‬األم للشافعي (‪.)84/3‬‬
‫(‪ )107‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )108‬أخرجه البيهقي يف السنن الكربى (‪ ،)41/6‬وابن أيب شيبة يف مصنفه (‪ ،)290/4‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)217/5‬‬
‫(‪ )109‬املهذب للشريازي (‪ ،)76/2‬الشرح الكبري (‪.)330/4‬‬
‫(‪ )110‬أخرجه الرتمذي يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب ما جاء يف الرخصة يف الشراء إىل أجل (‪ ،)510/3‬برقم (‪ ،)1213‬والنسائي يف‬
‫سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬البيع إىل األجل املعلوم (‪ ،)294/7‬برقم (‪ ،)4628‬وأمحد يف مسنده (‪ ،)70/42‬وصححه األلباين يف مشكا‬
‫املصابيح (‪.)1248/2‬‬
‫(‪ )111‬أخرجه ابن أيب شيبة يف مصنفه (‪ ،)291/4‬والبيهقي يف السنن الكربى (‪.)41/6‬‬
‫(‪ )112‬الشرح الكبري (‪.)330/4‬‬
‫(‪ )113‬حتفة الفقهاء (‪ ،)12/2‬بدائع الصنائع (‪.)201/5‬‬
‫(‪ )114‬النجم الوهاج (‪ ،)116/4‬مغين احملتاج (‪.)416/2‬‬
‫(‪ )115‬املبدع (‪ ،)184/4‬الروض املربع ص (‪.)325‬‬
‫(‪ )116‬مواهب اجلليل (‪ ،)515/4‬شرح خمتصر خليل للخرشي (‪.)203/5‬‬
‫(‪ )117‬احلاوي الكبري (‪.)39/5‬‬
‫(‪ )118‬شرح خمتصر خليل للخرشي (‪.)203/5‬‬
‫(‪)119‬بدائع الصنائع (‪ ،)213/5‬أسهل املدارك (‪ ،)312/2‬هناية املطلب (‪ ،)38/6‬املبدع (‪.)188/4‬‬
‫(‪ )120‬اهلداية شرح البداية (‪ ،)73/3‬بدائع الصنائع (‪.)213/5‬‬
‫(‪ )121‬هناية املطلب (‪ ،)38/6‬أسىن املطالب (‪.)127/2‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫(‪ )122‬اهلداية شرح البداية (‪ ،)73/3‬بدائع الصنائع (‪.)213/5‬‬


‫(‪ )123‬القوانني الفقهية ص (‪ ،)178‬أسهل املدارك (‪.)312/2‬‬
‫(‪ )124‬هناية املطلب (‪ ،)38/6‬أسىن املطالب (‪.)127/2‬‬
‫(‪ )125‬الكايف البن قدامة (‪ ،)67/2‬املبدع (‪.)188/4‬‬
‫(‪ )126‬تقدم خترجيهما‪.‬‬
‫(‪ )127‬املهذب (‪ ،)78/2‬املغين (‪.)231/4‬‬
‫(‪ )128‬اإلقناع يف مسائل اإلمجاع (‪.)238/2‬‬
‫(‪ )129‬بدائع الصنائع (‪.)203/5‬‬
‫(‪ )130‬الشرح الكبري للشيخ الدردير (‪.)220/3‬‬
‫(‪ )131‬العزيز شرح الوجيز (‪)425/4‬‬
‫(‪ )132‬كشاف القناع (‪.)297/3‬‬
‫(‪ )133‬املصادر السابقة‪.‬‬
‫(‪ )134‬الشرح الكبري للشيخ الدردير (‪.)220/3‬‬
‫(‪ )135‬حبر املذهب للروايين (‪.)172/5‬‬
‫(‪ )136‬كشاف القناع (‪.)297/3‬‬
‫(‪ )137‬التجريد للقدوري (‪.)2705/5‬‬
‫(‪ )138‬واشرتطوا أن يسلمه يف احلال‪ .‬مواهب اجلليل (‪.)543/4‬‬
‫(‪ )139‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ :‬كتاب الزكا ‪ ،‬ابب العرض يف الزكا (‪ ،)116/2‬برقم (‪.)1448‬‬
‫(‪)140‬بدائع الصنائع (‪ ،)203/5‬الشرح الكبري للدردير(‪ ،)220/3‬العزيز شرح الوجيز (‪ ،)425/4‬كشاف القناع (‪.)297/3‬‬
‫(‪ )141‬منح اجلليل (‪ ،)393/5‬شرح خمتصر خليل للخرشي (‪.)225/5‬‬
‫(‪ )142‬املهذب للشريازي (‪.)79/2‬‬
‫(‪ )143‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)184/4‬‬
‫(‪ )144‬مع اشرتاط احلنفية أن يكون االنقطاع بعد حلول السلم – على شرطهم بعدم االنقطاع‪ ،-‬أما لو أسلم فيما ينقطع فشرطوا أن يكون‬
‫حلول تسليم املسلم فيه قبل وقت االنقطاع‪ ،‬وإال مل يصح السلم أصالً‪ .‬اجلوهر النري (‪.)218/1‬‬
‫(‪ )145‬الكايف البن عبد الرب (‪.)696/2‬‬
‫(‪ )146‬املهذب للشريازي (‪.)81/2‬‬
‫(‪ )147‬الشرح الكبري (‪.)333/4‬‬
‫(‪ )148‬املهذب للشريازي (‪.)81/2‬‬
‫(‪ )149‬الشرح الكبري (‪.)333/4‬‬
‫(‪ )150‬املصدرين السابقني‪.‬‬
‫(‪ )151‬املصدرين السابقني‪.‬‬
‫(‪ )152‬بدائع الصنائع (‪ ،)214/5‬االختيار لتعليل املختار (‪.)36/2‬‬
‫(‪ )153‬املهذب للشريازي (‪ ،)78/2‬النجم الوهاج (‪.)274/4‬‬
‫(‪ )154‬املبدع يف شرح املقنع (‪ ،)189/4‬الروض املربع (‪.)615/2‬‬
‫(‪ )155‬وإن أسلم يف غري الطعام جيوز استبداله جبنسه وبغريه‪ .‬التفريع للجالب (‪ ،)86/2‬القوانني الفقهية ص (‪.)178‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪ )156‬أخرجه ابن ماجه يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب من أسلم يف شيء فال يصرفه إىل غريه (‪ ،)766/2‬برقم (‪ ،)2283‬والدارقطين يف‬
‫سننه (‪ ،)464/3‬وضعفه ابن امللقن‪ ،‬واأللباين خالصة البدر املنري (‪ ،)71/2‬إرواء الغليل (‪.)222/5‬‬
‫(‪ )157‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب بطالن بيع املبيع قبل القبض (‪ ،)1159/3‬برقم (‪.)1525‬‬
‫(‪ )158‬النجم الوهاج يف شرح املنهاج (‪.)274/4‬‬
‫(‪ )159‬القوانني الفقهية ص (‪.)178‬‬
‫(‪ )160‬إمنا أفردت هذه املسألة ابلذكر؛ لتصريح احلنفية هبا‪ ،‬تفريعاً على املسألة السابقة‪.‬‬
‫(‪ )161‬احمليط الربهاين (‪.)100/7‬‬
‫(‪ )162‬التفريع للجالب (‪ ،)86/2‬املهذب للشريازي (‪ ،)78/2‬املبدع يف شرح املقنع (‪.)189/4‬‬
‫(‪ )163‬املغين (‪ ،)227/4‬وانظر‪ :‬اهلداية للمرغيناين (‪ ،)74/3‬القوانني الفقهية ص (‪ ،)178‬النجم الوهاج (‪.)274/4‬‬
‫(‪ )164‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )165‬أخرجه الرتمذي يف سننه‪ :‬كتاب البيوع‪ ،‬ابب ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك (‪ ،)526/2‬برقم (‪ ،)1234‬وصححه‪ ،‬وأمحد‬
‫يف مسنده (‪ ،)190/6‬من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وصححه أمحد شاكر‪.‬‬
‫(‪ )166‬التولية هي‪ :‬أن يشرتى الشخص السلعة بثمن معلوم‪ ،‬مث يوهلا (يبيعها) آلخر ابلثمن الذي اشرتاها به من غري ربح‪ .‬التعريفات‬
‫للجرجاين ص (‪ ،)71‬شرح حدود ابن عرفة ص (‪ ،)280‬الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي ص (‪.)146‬‬
‫(‪ )167‬الدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪.)218/5‬‬
‫(‪ )168‬النجم الوهاج (‪.)274/4‬‬
‫(‪ )169‬املغين (‪.)227/4‬‬
‫(‪ )170‬التوضيح يف شرح خمتصر ابن احلاجب (‪ ،)533/5‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪.)165/3‬‬
‫(‪ )171‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )172‬هذا املرسل مل أقف له على أصل من كتب السنة‪ ،‬وذكره املالكية يف كتبهم‪ .‬وهللا أعلم‪ .‬املنتقى شرح املوطأ (‪.)78/5‬‬
‫(‪ )173‬املغين (‪.)227/4‬‬
‫(‪ )174‬شرح حدود ابن عرفة ص (‪ ،)279‬الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي ص (‪ ،)147‬املطلع على ألفاظ املقنع ص (‪.)285‬‬
‫(‪)175‬اإلشراف البن املنذر(‪ .)109/6‬وانظر‪:‬بدائع الصنائع (‪ ،)214/5‬عقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)751/2‬املهذب للشريازي (‪،)81/2‬‬
‫املبدع (‪.)190/4‬‬
‫(‪ )176‬أخرجه ابن حبان (‪ ،)404/11‬والبزار يف مسنده (‪ ،)374/15‬واحلاكم يف املستدرك (‪ ،)52/2‬وصححه‪ ،‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )177‬املصادر السابقة‪.‬‬
‫(‪ )178‬بدائع الصنائع (‪.)215/5‬‬
‫(‪ )179‬روضة الطالبني (‪.)496/3‬‬
‫(‪ )180‬واشرتطوا تسليم الثمن يف جملس اإلقالة‪ .‬الكايف البن قدامة (‪ ،)69/2‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)301/12‬‬
‫(‪ )181‬الكايف البن عبد الرب (‪ ،)734/2‬الشرح الكبري للدردير وحاشية الدسوقي (‪.)215/3‬‬
‫(‪ )182‬الكايف البن قدامة (‪ ،)69/2‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)301/12‬‬
‫(‪ )183‬الشرح الكبري على منت املقنع (‪.)343/4‬‬
‫(‪ )184‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )185‬بدائع الصنائع (‪.)215-214/5‬‬
‫(‪ )186‬عقد اجلواهر الثمينة (‪.)751/2‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسلم في الزيتون وزيته‬

‫(‪ )187‬املهذب للشريازي (‪.)81/2‬‬


‫(‪ )188‬واشرتطوا تسليم الثمن يف جملس اإلقالة‪ .‬الكايف البن قدامة (‪ ،)69/2‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)301/12‬‬
‫(‪ )189‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪.)224/3‬‬
‫(‪)190‬اهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪.)76/3‬‬
‫(‪)191‬كفاية النبيه (‪ ،)328 /9‬الشرح الكبري (‪)338 /4‬‬
‫(‪ )192‬بداية اجملتهد (‪.)224/3‬‬
‫(‪ )193‬بداية اجملتهد (‪.)224/3‬‬
‫(‪ )194‬احملرر يف الفقه (‪.)334/1‬‬
‫(‪ )195‬الشرح الكبري على منت املقنع (‪.)352/4‬‬
‫(‪ )196‬بداية اجملتهد (‪.)224/3‬‬
‫(‪ )197‬جملة جممع الفقه اإلسالمي جبد (‪.)438/9‬‬
‫(‪ )198‬جملة جممع الفقه اإلسالمي جبد (‪.)1764/6‬‬
‫(‪ )199‬البحر الرائق (‪ ،)185/6‬تبيني احلقائق (‪.)123/4‬‬
‫(‪ )200‬حاشية الصاوي على الشرح الصغري (‪.)287/3‬‬
‫(‪ )201‬املهذب للشريازي (‪.)73/2‬‬
‫(‪ )202‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)230/12‬‬
‫(‪ )203‬البحر الرائق (‪ ،)185/6‬تبيني احلقائق (‪.)123/4‬‬
‫(‪ )204‬الشرح الكبري للدردير (‪ ،)217/3‬النجم الوهاج (‪ ،)257/4‬اإلنصاف للمرداوي (‪.)230/12‬‬

‫‪- 153 -‬‬


Kingdom Saudi Arabia
e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 30 June 2022
Ministry of Education
Contents
Al Baha University
Introduction to the journal ................................................
University Vice Presidency for
Postgraduate Studies and Scientific Editorial Board of Al Baha University Journal for Human Sciences ....................
Research
Al Baha University Journal for Contents ……
Human Sciences
A Comparative Analytical Study on the Possible Connotation of the Terms of Al-Jarh and Al-
Published by Al-Baha University
Periodical - Scientific - Refereed Ta'deel among the Imams of Criticism: “long-tongued” and “devil” as a Model 1
Vision: To be a scientific journal characterized by
publishing scientific research that serves the goals of Aisha Fuhaid Badi Al-Khamsan
comprehensive development in the Kingdom of Saudi
Arabia; serving original scientific research nationally Uses of the Term "Honesty/Truthfulness" from the Perspective of Al-Hafiz ibn Udai 37
and internationally; contributing to the development
of research capabilities of university members and the
like inside and outside the university as well as the Abdullah ibn Mohammed Mansour
country.

Mission: Activating the university's role in raising the


Criticism of Al-Mubarrad in Almuqtadab to Yunus' grammatical and
level of research performance of its employees to serve morphological opinions, a collection and study 81
the university's goals, achieve the desired development
goals, and increase constructive interaction with local,
regional, and global community institutions. Abeer Mohammed Hamad Al-Hamamah
Chairman of the Editorial Board: Fiqh Rulings Related to Salam Sale in Olive and its Oil and Most Important
Prof. Saeed ibn Ahmed Eidan Al-Zahran Contemporary Applications 113
Deputy Chairman of the Editorial Board:
Hani ibn Al-Barak ibn Obaid Basalah
Prof. Mohammad Hasan Zahir Al Shihri
The Relationship of Anger with Psychological Flow among University Students in
Director of the Editorial Board: the Light of Some Demographic Variables 154
Dr. Yahya Saleh Hasan Dahāmi,
Abdul Wahab ibn Mishrab Andijani
Associate Professor

Members of the Editorial Board: The effectiveness of self-questioning and simulation strategies in developing
Prof. Fahad Mohammad Al Harithi creative writing skills for secondary school students 190

Dr. Ahmad Mohammad Al Fagaih, Saleh Ahmed Dekhikh


Associate Professor
Fear of Compassion and its Relationship to Alexithymia and Social
Dr. Abdullah ibn Zahir Al Thagafi
e-ISSN: 1658 – 7472
Communication in Obese Adolescent Girls 244

PO Box: 1988 Nadia Mohammad Alamri & Aisha Fahad Abdullah ibn Yahya
Tel: 00966 17 7274111/ 00966
17:7250341 Problems with Omission and Addition in the Translation of Sophomore Students
Ext: 1314
Email: buj@bu.edu.sa 283
Website:
https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs Mohammed Ali Elsiddig Ibrahim
Published by Al Baha University

e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 30 June 2022

Email: buj@bu.edu.sa https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs

You might also like