Professional Documents
Culture Documents
الشَّبَهُ الصَّوتي في توجيه القراءة القرآنية: دراسة في وظائف الصوت اللغوي
الشَّبَهُ الصَّوتي في توجيه القراءة القرآنية: دراسة في وظائف الصوت اللغوي
808 - 782 الصبغة التداولية للصيغة الصرفية يف لغتنا العربية أ .د .محمد بن حسن زاهر الشهري
872 -846 وصف القرآن الكرمي يف سورة الشعراء دراسة موضوعية أ .د .فهد بن محمد الحارثي
أستاذ (عضو هيئة تحرير)
941 – 905 أثر شبهة الملك في األحكام الفقهية :دراسة فقهية معاصرة ردمك النشر اإللكتروني7472 :ـــــ 1658
عنوان البحث
أستاذ مشارك ،قسم اللغة العربية ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة جازان
salehibrahim655@yahoo.com
الملخص:
يتناول البحث مبدأ اعتمده العرب يف كالمهم وهو الشبه الصويت الذي يتعلق ابالستعمال اللغوي حيث
ٍ
استعمال جا ٍر على األصل ،والشبه الصويت نوع من ِ
األصل و ِ
خالف ٍ
استعمال على ط ِ
الشبه بني يتحقق راب ُ
أنواع الشبه اللفظي الذي يشمل جوانب الدراسة اللغوية ،وهو أحد أمناط القياس اللغوي ويسمى قياس
استعمال آبخر فيسوغ وروده يف اللغة دون احلاجة إىل إثبات علة احلكم يف األصل يف
ٌ الشبه حيث يُ َشبَّهُ
احملول عن األصل ،وإمنا يتطلب حصول الشبه بني االستعمالني فحسب .وقد اختذ علماء اللغة
االستعمال َّ
والقراءات مبدأ الشبه الصويت أداة لتوجيه بعض القراءات القرآنية ،فظهرت أمناط الشبه الصويت يف تناوهلم
للقراءة ،منها :تشبيه صامت بصامت وتشبيه صامت بصائت ،وإجراء الوصل جمرى الوقف والعكس وإجراء
املنفصل جمرى املتصل وإجراء الالزم جمرى غري الالزم.
Title of paper
Abstract:
The study deals with a principle adopted by early Arab Grammarians in their inquiry,
which is phonemic similarity that affects linguistic usage. Similarity can be noticed
between usage that is contrary to the origin and usage that is following the origin.
Phonemic similarity is a type of phonetic similarity that is related to aspects of linguistic
study. It is one of the linguistic analogy patterns and is called the similarity analogy, where
one usage is compared to another, and its occurrence in the language is allowed without
the need to prove its origin in the transformed usage. It rather requires only the occurrence
of similarity between two usages. Scholars of recitation and linguistics have adopted the
principle of phonetic similarity as a tool for directing some Quranic recitations. Phonetic
similarity patterns have emerged in their studies, including comparing a consonant to a
consonant, a vowel to a vowel, replacing pauses with continuity and vice versa, replacing
the disconnected lengthening in place of the connected lengthening, and replacing the
mandatory lengthening with the optional lengthening.
One of the benefits of studying phonetic similarity is that it provides an explanation for
some linguistic issues that rules cannot find an explanation for, and a justification for their
occurrence, including those related to dropping the ending vowel of the nominative present
tense verb ending in a vowel or pausing the end of the sound present tense verb.
- 683 -
الصويت يف توجيه القراءة القرآنية
الشَّبَهُ َّ
املقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد:
فقد اعتمد علماؤان القدامى يف توجيه بعض القراءات القرآنية على تشبيه القراءة أبصل ورد عن العرب ،وقد جتلى
ذلك يف تناوهلم القراءة سواء أكانت صحيحة أم شاذة معتمدين على ورود أمثلة من الكالم العريب متشاهبة معها
يف اجلانب الصويت.
العريب و ٍ
أصل اتبعه العرب يف استعماهلم للغة ِ
الكالم ِ وتكمن أمهية هذا املوضوع يف أنه يبحث يف ٍ
سنة من سن ِن
وهو الشبه الصويت بني استعمالني :أحدمها أصل ،واآلخر ملحق به لعالقة الشبه بينهما.
والشبه الصويت يف البحث مأخوذ مما أمساه ابن جين (الشبه اللفظي) الذي يشمل جوانب الدراسة اللغوية إال
أننا أفردان احلديث عن مناذج الشبه اللفظي يف جمال الدراسة الصوتية وأطلقنا عليه (الشبه الصويت) وهو رد القراءة
إىل ما مياثلها ويشبهها يف الكالم العريب وذلك من انحية الصوت اللغوي فحسب ،وإذا كان الصوت اللغوي ال
ميكن عزله عن أنظمة اللغة ،فإن مما تُ ْع ََن به الدراسة الوقوف على أثر اجلانب الصويت يف األحكام الصرفية والقواعد
النحوية.
مشكلة البحث:
هدف البحث:
يهدف البحث إىل الكشف عن مفهوم الشبه الصويت ،ودراسة أمناطه ،وبيان الدور الذي يقوم به يف توجيه القراءة
القرآنية ،وإبراز وظيفة الصوت اللغوي داخل سياقه الصويت.
حدود البحث:
تسعى الدراسة إىل حتديد مفهوم الشبه الصويت عند علمائنا القدامى ،وتتناول النماذج اليت يظهر فيها توظيف
الشبه الصويت يف توجيه القراءة القرآنية ،وحتديد أثر الشبه الصويت يف تغري البنية املقطعية ،وتداعيات ذلك على
البناء الصيغي ،والقواعدي للقراءة القرآنية.
منهج البحث:
يعتمد البحث على املنهج الوصفي القائم على حتليل مكوانت الصوت اللغوي وإمكانية تغيريه يف سياقه الصويت
وف ًقا ملبدأ اعتمده العرب يف كالمهم وهو الشبه الصويت ،فريصد أسباب قوة الشبه أو ضعفه بني األصل والفرع ،كما
أيضا -بتحديد أصالة املظهر الصويت يف االستعمالني ،وبيان درجة وضوح ِ
مسوغ الشبه يف االستعمال البحث ً -
ُ يُ ْع ََن
احملمول على األصل ،ويكشف درجة االختالف والتوافق الصويت بني القراءة القرآنية اجلارية على األصل والقراءة
احملولة عنها بناء على مبدأ الشبه الصويت.
الدراسات السابقة:
حتدث اللغويون العرب القدامى عن الشبه الصويت ،واختذوه أداة لتفسري بعض استعماالت اللغة وظواهرها الصوتية؛
لذلك كان جل اعتمادان يف البحث على النصوص املبثوثة يف كتب الرتاث من أمثال :الكتاب لسيبويه ،واخلصائص
واحملتسب البن جين ،وإمالء ما َم َّن به الرمحن أليب البقاء العكربي .وأفاد البحث كذلك من بعض الدراسات
أصال من أصول الصناعة يف النظرية
اليت عنيت بتناول املشاهبة النحوية يف ضبط مفهوم الشبه ،منها" :مبدأ املشاهبة ً
النحوية العربية .رفيق بن محودة ،وأثر املشاهبة يف النحو العريب .د .خري الدين فتاح عيسى القامسي ،والبعد الوظيفي
ملقولة الشبه يف النحو العريب .د .مصطفى وداد القيسي" .وكذلك ما يتناول اجلانب الصويت يف االحتجاج للقراءات
منها :كتاب (اجلوانب الصوتية يف كتب االحتجاج للقراءات) د .عبد البديع النريابين .ولكن مل أجد فيما بني يدي
من الدراسات احلديثة ما تتناول الشبه الصويت ووظيفته يف توجيه القراءة القرآنية.
خطة البحث:
يتناول البحث أظهر مناذج الشبه الصويت يف توجيه القراءة القرآنية ،وقد جتلى ذلك يف عدد من املسائل جاء
تقسيم البحث بناء عليها؛ حيث ينقسم البحث بعد املقدمة إىل متهيد وستة مباحث:
املبحث اخلامس :إجراء الوصل جمرى الوقف وإجراء الوقف جمرى الوصل.
املبحث السادس :إجراء الالزم جمرى غري الالزم وإجراء غري الالزم جمرى الالزم
مث اخلامتة اليت نعرض فيها ألهم نتائج البحث ،مث قائمة املصادر واملراجع.
وهللا أسأل أن يوفقنا إىل أحسن األقوال واألعمال ،واحلمد هلل رب العاملني.
التمهيد:
(الشَّبه) يف اللغة مبعَن (املثَل) ،قال الراغبِ :
"الشْبهُ والشَّبَه والشَّبيه حقيقتها يف املماثلة من جهة الكيفية كاللون َُ
والطعم ...وقوله( :ولكن ُشبِه َهلُْم) ُمثِ َل هلم َم ْن َح ِسبوهُ إايه" )1(.وفيه معَن االستواء ،جاء يف اللسان" :أبو العباس
وشيء" )2(.ويدل كذلك على املشاركة يف صفة من الصفات ،يقول ٍ عن ابن األعرايب :شبَّه إذا ساوى بني ٍ
شيء َ ََ
()3
الفيومي" :أَ ْشبهَ الولد أابه وشاهبه إذا شاركه يف صفة من صفاته ...واملشاهبة املشاركة يف معَن من املعاين".
وميكن الوقوف على مفهوم (الشبه) يف االصطالح من خالل تتبع مواضعه يف مصنفات علمائنا القدامى ،يقول
شَ .ح َّدثَنا بذلك عيسى بن عمر ،ويونس .وهذه اللغة
اخ ْ
سيبويه" :وقد يقول بعض العربْ :ارْم يف الوقف ،وا ْغ ْز ،و ْ
أقل اللغتني ،جعلوا آخر الكلمة حيث وصلوا إىل التكلم هبا ،مبنزلة األواخر اليت ُحتََّرُك مما مل ُْي َذف منه شيء؛ ألن
من كالمهم أن يشبهوا الشيء ابلشيء وإن مل يكن مثله يف مجيع ما هو فيه".
()4
أي أهنم شبهوا ما حذف منه حرف العلة (ارم ← ارمي ،واغز ← اغزو ،اخش ← اخشى) يف الوقف
ابلصحي الذي مل يذف منه شيء ،ويُ َس َّكن آخره على قاعدة الوقف على ساكن ،واألكثر أن تبقى حركة على
اخش) ِ
اغزَ ، احلرف األخري تدل على احملذوف مثل( :ارمُ ،
ومن مواضع ذكر سيبويه للمشاهبة الصوتية قوله يف ألف الوصل" :ملا مل تكن األلف يف فعل وال اس ٍم كانت يف
االبتداء مفتوحة ،فُ ِر َق بينها وبني ما يف األمساء واألفعال .وصارت يف ألف االستفهام إذا كانت قبلها ال ُحت َذف،
َمحََر ألهنا زائدة .وهي مفتوحة مثلها؛ ألهنا ملا كانت يف االبتداء مفتوحةً كرهوا أن يذفوها فيكون ُشبِ َه ْ
ت أبلف أ ْ
احدا ،فأرادوا أن يفصلوا ويبينوا.
لفظ االستفهام واخلرب و ً
وذكر ابن جين يف ابب عقده بعنوان (غلبة الفروع على األصول) من كتابه اخلصائص" :أن العرب إذا شبهت
وع َمَرت به احلال بينهما؛ أال تراهم ملا شبهوا الفعل املضارع ابالسم فأعربوه،
شيئًا بشيء مكنت ذلك الشبه هلماَ ،
ومتموا ذلك املعَن بينهما أبن شبهوا اسم الفاعل ابلفعل فأعملوه .وكذلك ملا شبهوا الوقف ابلوصل يف حنو قوهلم:
()6
ت) وقوله:
الرمحَ ْ
(عليه السالم و ْ
()7
وقوله:
ِ ِ
ت
وبعدم ْ
من بَ ْعدما وبعدما َ َّاك بِ َكفَّي َم ْسلَ َم ْ
ت آهلل َجن َ
أمت و ِ
كادت احلَُّرة أن تُ ْدعى ْ
َ ت
ص َم ْ
صارت نفوس القوم عند الغَْل َ
وهناك بعض األمثلة جند فيها الفرع يقوم مقام األصل فيُ َشبَّه به ،وهنا يتساوى الطرفان يف املظهر الصويت
فيحتج أبحدمها على اآلخر مث ينعكس يف موضع آخر فيحتج ابلثاين على األول؛ كما يف تشبيه الضمة يف (لو)
استَطَ ْعنا﴾ [التوبة ]42بضم الواو .قال أبو
بضمة يف كلمة أخرى ،يقول ابن جين" :ومن ذلك قراءة األعمش يف﴿ :لَ ُو ْ
ت﴾ الفت :شبهت واو (لو) بواو مجاعة ضمري املذكرين ،فضمت كما تلك مضمومة يف قول هللا تعاىل﴿ :فَتَ َمنَّ ُوا املَْو َ
و﴿الذين ا ْش َرت ِوا
َ [البقرة .]95وكذلك شبهت واو اجلمع هذه بواو لو فكسرت وذلك على من قرأ ﴿فتمنَّ ِوا املوت﴾،
الضاللَةَ﴾ بفت الواو اللتقاء الساكنني .فلو قرأ قارئ متقدم ﴿لََو الضاللَةَ﴾ [البقرة .]16وهناك قراءة أخرى ﴿ا ْش ََرتَوا َّ
َّ
الضاللَةَ﴾ فأما اآلن فال عذر ألحد أن يرجتل قراءة
استَطَ ْعنا﴾ بفت الواو لكان حمموال على قول من قال﴿ :ا ْش ََرتَوا َّ
ْ
()9
سوغتها العربية من حيث كانت القراءة سنة متبعة".
وإن َّ
وليس الشبه الصويت َم ْر ِضيا عند ابن جين كلما أمكن ذلك ،وإمنا يورده عندما ال يكون أقنع منه يف تعليل
القراءة ،ففي قراءة ﴿فَرجل وامرأَ ِ
اتن﴾ [البقرة ]282بتسكني اهلمزة يقول" :فإن قلت :أسكن اهلمزة تشبيها هلا ابأللف َ ُ ٌ َ َْ
فقول َّما ،غري أنه
ٌ من حيث تساوات يف اجلهر ،ويف الزايدة ويف البدل ،ويف احلرف ،ويف قرب املخرج ،ويف اخلفاء
()10
خمشوب ال صنعة فيه وال يكاد يُقنع مبثله".
وقد يلجأ إليه ابن جَن لتعليل االلتباس الذي يوقع يف اخلطأ ،يقول" :ومن ذلك ما رواه يىي عن ابن عامر:
ي أَقَ ِر ٌ
يب﴾ [اجلن ]25وهذا ال جيوز .قال أبو الفت :طريق هذا أنه شبه آخر فعل املتكلم بيائه ،كقولك هذا ِ
﴿أ َْدر َ
غالمي وصاحيب ،وأنَّسه بذلك أن للمتكلم يف (أَ ْدري) حصة ،وهي مهزة املضارعة ،كما أن له حصة يف اللفظ ،وهي
ايؤه .وعلى كل حال فهذه شبهة السهو فيه ،ال علة الصحة له ،كما أن ايءَ مصيبة أَ ْشبهت يف اللفظ ايءَ صحيفة،
()11
حىت قالوا :مصائب سهوا ،كما قالوا :صحائف".
والشبه اللغوي أحد أنواع القياس الثالثة ،يقول ابن األنباري" :اعلم أن القياس ينقسم إىل ثالثة أقسام :قياس
()12
علة ،وقياس شبه ،وقياس طرد".
ٍ
بضرب ويبني املقصود بقياس الشبه ومدى حجيته بقوله" :اعلم أن قياس الشبه أن يمل الفرع على األصل
َوجه الوجهني
من الشبه غري العلة اليت عُلق عليها احلكم يف األصل ...وقياس الشبه قياس صحي جيوز الت ََّمثُّل به يف أ َ
كقياس العلة؛ ألن قياس العلة إمنا جاز التمسك به؛ ألنه يوجب َغلَبَةَ الظن ،وهذا القياس يوجب غلبة الظن فجاز
()13
التمسك له؛ وألن مشاهبة الفرع لألصل تقتضي أن يكون حكمه مثل حكمه".
ُّ
واجتهد علماء أصول الفقه يف تعريف الشبه وتوظيفه يف استنباط األحكام الشرعية ،يقول أبو حامد الغزايل يف
()14
حقيقة الشبه" :اسم الشبه يطلق على كل قياس ،فإن الفرع يلحق ابألصل جبامع يشبهه فيه ،فهو إ ًذا يشبهه".
ومن خالل ما سبق يتض أن مفهوم (الشَّبَه) يف االصطالح هو إحلاق فرٍع أبصل ،أو بتعبري آخرَ :رُّد االستعمال
الوارد إىل ٍ
أصل ٍ
عريب لضرب من املشاهبة بينهما.
ويف دراسة الشبه الصويت ودوره يف توجيه القراءة القرآنية سنستعني مبعطيات الدرس الصويت احلديث خاصة ما
يتعلق بوظيفة الصوت داخل سياقه الصويت ونسيجه املقطعي ،والكشف عن االرتباطات بني الصوت والصرف
وكذلك أثر التغري الناتج عن الشبه الصويت يف إبطال بعض القواعد النحوية.
ودراسة وظائف الصوت اللغوي يُ َع َّرب عنها يف االصطالح احلديث ابلفونولوجيا ،يقول ايكوبسون" :إن ميزة لفظ
()15
فونولوجيا phonologieتكمن يف سهولة تطبيقها على كافة الوظائف اللغوية اليت ميألها الصوت".
ويدخل ضمن الدراسة الفونولوجية للمقطع التفريق بني نوعني يسمى األول :املقطع اخلفيف ،والثاين املقطع
الثقيل "واملقاطع اخلفيفة هي اليت تشتمل على نواة بسيطة (غري متفرعة) ،أي مص ،بينما املقاطع الثقيلة هي تلك
()16
اليت تشتمل على نواة مركبة (متفرعة) ،أي مص مص أو مص ص".
توضيحا لذلك:
ً ونورد
(مص ص )vc
()17
واألنساق الفونولوجية للعديد من اللغات تتأثر ابلتمييز بني املقاطع الثقيلة واخلفيفة.
ولعل مقصد هذا اإلجراء هو حتديد أثر الشبه الصويت يف تغري البنية املقطعية ،وتداعيات ذلك على البناء الصيغي،
والقواعدي للقراءة القرآنية.
ولصياغة املقطع قيود تتعلق بسالمة تكوين املقطع وااللتزام بقواعد صياغية منها يف العربية أنه ال يبدأ بصامتني
وميكن أن ينتهي بصامتني وال يبدأ املقطع حبركة وهناك حدود لطول املقطع ،حيث ال أييت املقطع الطويل إال يف
الوقف.
وبناء على ذلك ميكن حتديد بنية القافية للمقطع العريب أنه يسم بتوارد حركة قصرية يعقبها صامتان وال يسم
حبركة طويلة يعقبها صامتان إال يف حالة الوقف ،وهذا يشري إىل قبول قافية املقطع ،ثالثة أصوات وعدم احتماهلا
أربعة أصوات إال عند انقطاع الكالم.
ويستلزم هذا التحليل تفسري ورود البنية الداخلية للمقطع بغرض الوصول إىل سبب التغري الصويت املبين على
قواعد سالمة التكوين للنظام املقطعي يف العربية.
نتناول يف هذا املبحث أمثلة تشبيه الصوت الصامت آبخر صامت وإجراء حكمه عليه ،ومنه تشبيه ساكن
ب) ،بفت امليم من غري مهز بَ ْعدها قال أبو ِ
ميم َحس َ
الم َ
(ألف ْ
شْ : "وْر ٌ
بساكن يف إلقاء احلركة عليه ،أورد ابن جينَ :
ض ْعف ،وذلك أن حروف الفت :هذا على ختفيف مهزة :أ ِ
بَ ،ح َذفَها وألقى حركتها على امليم وانفتحت .وفيه َ
َحس َ
َ
التهجي مبنية على الوقف يف حال الوصل كقراءة اجلماعة﴿ :ميم أ ِ
اس﴾ [العنكبوت ... ]2 ،1إال أن له أن ب النَّ ُ
َحس َ
ْ َ
كت ميم (ميم) إبلقاء حركة اهلمزة ،كما حركت دال ﴿قَ َد افلَ َ ﴾ [املؤمنون]1
بهت سكوان بسكون ،فحر ُ َ َ يقولَ :ش ُ
()18
كذلك".
ب) و(قَ َد افْ لَ َ ) جند فرقا يضعف من الشبه الصويت بينهما ،وهو سبق ِ
(ميم َحس َ
وإبمعان النظر يف االستعمالني َ
امل يم ابلياء وهي احلركة الطويلة اليت تقوم مقام الساكن ،على حني جند الدال مسبوقة مبتحرك فال توجد ضرورة
لتحريكها يف وصل الكالم.
ب)؛ من أجل ذلك كانت القراءة املختارة عند اجلماعة هي إسكان امليم واإلبقاء على حركة اهلمزة (ميم أ ِ
َحس َ
ْ َ
ألن حروف التهجي مبنية على الوقف يف حال الوصل ،أي عند الوصل تبقى كحالتها يف الوقف إال أن يتلوها
ميم هللا).
ساكن فتحرك اللتقاء الساكنني مثل( :ألف الم َ
ب) هو ويبدو الفرق الصويت بني قراءة اجلماعة وقراءة ورش يف البناء املقطعي لكل منهما ،فاألوىل (ميم أ ِ
َحس َ
ْ َ
( )cv/cv/cv/cv/cvvcأما الثانية فبناؤها املقطعي هو (.)cv/cv/cv /cv /cvv
توجيها لقراءة (يَ َوقَّ ُد) وأصلها (يَتَ َوقَّد) مبنيا على الشبه الصويت بينها وبني احملذوف منه التاء
يسوق ابن جين ً
بعد حرف املضارعة ،مثل( :تَفكرون ،وتذكرون) ،مع مالحظة الفرق بني نوع احملذوف يف االستعمالني من حيث
التماثل والتخالف مع جماوره ،مث يبين تعليله الثاين على الشبه الصويت حيث جتمع الصوتني (الياء ،والتاء بعدها)
صفة واحدة وهي الزايدة فليس حرف املضارعة (الياء) وال التاء بعدها من أصل مادة الكلمة فجاز تشبيه الزائد
ابلزائد هنا.
والبنية الصوتية للرتكيب العميق (يَتَ َوقَّد) تشتمل على العناصر الصوتية كاملة دون انتقاص وقد َّ
مر مبراحل تركيبية
أفضت به إىل صيغة مزيدة بثالثة أحرف (الياء والتاء ،والقاف الثانية ،ووزهنا (يَتَ َف َّعل).
وهذا الرتكيب العميق (يتوقد) أصابه التغري على املستوى السطحي ابالنتقال إىل تركيب تغيب فيه التاء املفتوحة
فيصب وزنه الصريف (يَ َفعَّل).
وهذه الصيغة احملولة حتتاج إىل مسوغ الندماجها ضمن األمثلة اليت جاء فيها حذف التاء بعد حرف املضارعة،
وهنا يستثمر ابن جين املسوغ نفسه وهو املشاهبة الصوتية بني حرفني للمضارعة (الياء ،والتاء).
ونلحظ أن الرتكيب املنتج عرب مراحل التحول تلك مل َيُْز اختيار اجلماعة حيث قرأ به مخسة قراء فحسب ،وورود
القراءة يف حمتسب ابن جين تشري إىل ذلك أيضا ولعل سبب ذلك يكمن يف العدول عن األصل يف الصيغة املزيدة،
ووقوع احلذف يف سياق صويت غري مطرد.
ني﴾ ِِ 3ومن تشبيه احلرف األصلي ابلزائد يذكر ابن جين" :وحنو من هذا قراءة من قرأُِ :
[األنبياء]88 ﴿جني املُْؤمن َ
ني﴾ فحذف النون الثانية وإن كانت أصلية ،وشبهها –الجتماع املثلني -ابلزائدة .فهذا ِِ ِ
وهو يريد﴿ :نُْنجي املُْؤمن َ
()20
تشبيه أصل بزائد التفاق اللفظني".
ويف موضع آخر يقول" :ومن ذلك ما روي عن ابن كثري وأهل مكة﴿ :ونُ ِزُل املالئكة﴾ [الفرقان ]25وكذلك
حمموال على أنه أراد( :ونُنَ ِزُل املالئكة) إال أنه حذف
روى خارجة عن أيب عمرو .قال أبو الفت :ينبغي أن يكون ً
ِ
اللتقاء النونني استخفافًا ،وشبهها مبا حذف من أحد املثلني الزائدين يف حنو النون الثانية اليت هي فاء فِعل َّنزل؛
ني﴾ أالِِ قوهلم :أنتم تَفكرون وتطهرون ،وأنت تريد :تتفكرون وتتطهرون .وحنوه قراءة من قرأ﴿ :وَك َذلِ َ ِ
ك ُجني املُْؤمن َ َ
()21
أصال ملا ذكران". تراه يريد :نُ ِ
نجي ،فحذف النون الثانية وإن كانت ً
جاء يف القراءة حذف أحد الصوتني املتماثلني املتجاورين وهو فاء الفعل املتمثل يف النون الثانية ،وأبقت نون
املضارع لداللته التصريفية ،وعلل ابن جين هلذا احلذف بتشبيه األصلي ابلزائد كما يف حذف التاء الثانية الزائدة من
(تتفكرون ،وتتطهرون).
وقد جاء احلذف يف الصيغة الثانية للتاء املزيدة أما يف صيغة (فَ َّعل) فاملتجاوران مها النون األوىل اليت تشري إىل
نوع الفع ل والنون الثانية اليت متثل فاء الفعل فإذا حذفت النون األوىل وقع اللبس بعدم حتديد نوع الفعل أما عند
حذف الثانية فإن األوىل تتضمنها مع اإلبقاء على حرف املضارعة يف داللته على نوع الفعل وصيغته ،وأمن اللبس
يف هذا الرتكيب انتج عن مشاهبة األصلي ابلزائد حيث ورد عن العرب حذف الزائد املسبوق حبرف املضارعة يف
مثل (تفكرون ،وتطهرون)
وقد أتثرت البنية املقطعية للصيغة األوىل حبذف فاء الفعل ،ومتثل مقطعيا حبذف املقطع األول .ففي قراءة
(جني ،cvv /cvcونُ ِزُل ،)cv / cv/cvcوأما املستوى العميق فنجده (نُنَ ِجي ،cvv /cvc /cvونُنَ ِزُل /cv
ُِ
)cv / cv/cvc
1من أمثلة الشبه الصويت يف الصوائت تداخل اجلمعني (السامل واملكسر) يف كلمة (الشياطون) ،يقول ابن جين:
"ومن ذلك قراءته أيضا﴿ :وما تنزلت به الشياطون﴾ [الشعراء .]211قال أبو الفت :هذا مما يعرض مثله للفصي ؛
لتداخل اجلمعني عليه .وتشاهبهما عنده ،وعلى كل حال ف (الشياطون) غلط ،لكن يُ ْشبِ ُههُ ،كما أن من مهز مصائب
()23
كذلك عنهم".
ويذكر العكربي أنه تشبيه ابلغلط يقول(" :ولكن الشياطني) ...قرأ احلسن (الشياطون) وهو كالغلط شبه
()24
ويقول أيضا" :قوله تعاىل( :الشياطني) ،ابلياء وهو األصل ،وقرئ فيه الياء قبل النون بياء مجع التصحي ".
(الشياطون) ابلواو وفت النون ،مثل مجع التصحي ،قال ابن جين :هو كالغلط من قارئه ،وقال غريه :الواحد َشيَاط
ف به ،ومجع مجع التصحي .فأما (الشياطني على هذا فياعيل على املشهور" )25(.وأورد أبو حيان: ِ
مصدر مث ُوص َ
ٌ
()26
"(الشياطون) ابلرفع ابلواو وهو شاذ ،قاسه على قول العرب :بستان فالن حوله بساتون رواه األصمعي".
نستنتج مما سبق أن قراءة (الشياطون) ليست قراءة اجلمهور ،وإمنا وردت عن احلسن وزاد أبو حيان الضحاك
معه ،وحكم عليها ابن جين ابلغلط وتبعه العكربي ،لكن ابن جين التمس عذرا للقارئ أبنه التبس عليه مجع التكسري
والتصحي فشبه أحدمها ابآلخر .وقرن أبو حيان القراءة ابستعمال عريب رواه األصمعي وهو (بساتون) واألصل
(بساتني) فشبه الياء بياء مجع املذكر السامل.
ومل تتأثر البنية املقطعية للقراءة هبذا التغري ( )cv /cvv /cvv /cv /cvc؛ ألنه استبدال صائت
بصائت ،ولكن أبعاد هذا التغري تظهر يف حتويل الصيغة الصرفية من مجع التكسري إىل مجع التصحي ،وكون النون
صوات يسهم يف بناء اجلذر اللغوي إىل عنصر من عناصر الزايدة اليت تشري إىل عدم اإلضافة ومكمل لعالمة مجع
التصحي .
فهنا نلحظ تضافر املكون الصويت مع املكون الصريف وأتثري الصوت يف صياغة الكلمة وتصنيفها.
واحملذوفة هي الالم كما حتذف يف اجلزم ،ووزنه على هذا (يستفع) ،إال أن الياء نقلت حركتها إىل العني وسكنت،
()27
وقيل :احملذوف هي العني وهو بعيد".
يتض أن الفعل (يستحيي) على وزن (يستفعل) وعينه والمه ايء ويسمى عند علماء الصرف اللفيف املقرون،
واألصل أال يذف آخره يف غري اجلزم ،إال أنه ورد يف القراءة بياء واحدة تشبيها ابجملزوم.
ف يف حتديد الياء ومما م َّهد هلذا احلذف تكرار الياء لغرض التخفيف واكتفاء إبحدامها عن األخرى ،و ِ
اختُل َ
ْ ً َ َ
احملذوفة ،ورج العكربي حذف الالم أي الياء الثانية ووصف القول اآلخر ابلبعد لغياب علة حذف األوىل ،ووضوح
سبب حذف الثانية ،وهو تشبيهه ابجملزوم املعتل اآلخر.
ويذكر الشيخ القاضي أن حذف الياء يف (يستحيي) لغة ،يقول" :قرأ ابن حميصن (ال يستحيي) بكسر احلاء وايء
()28
واحدة ساكنة هنا خاصة وهي لغة متيم وبكر بن وائل".
ونلحظ أن انتقال القراءة من إثبات الياء إىل حذفها أدى إىل تغري البنية املقطعية اليت تشتمل على بعض أصوات
اجلذر وهي الم الكلمة ،وذلك له تداعيات صرفية وحنوية كذلك.
فالبنية املقطعية لكلمة (يَ ْستَ ْحيي) هي ( )cvv /cvc /cvcأما كلمة (يَ ْستَحي) فبناؤها املقطعي هو
( ) cvv /cv /cvcحيث أدى حذف الياء إىل تغري املقطع الثاين املغلق إىل مقطع قصري يشتمل على صدر
ونواة ،وقد جند يف بناء (يستحي) خفة انجتة عن تنوع املقاطع وعدم تكرار األمثال إال أن ذلك يصطدم مع قاعدة
صرفية تتمثل يف إسقاط قطعة صوتية متثل جزءا من جذر الكلمة ،أما على املستوى النحوي ففيه إبطال قاعدة
حنوية ،وهي حذف حرف العلة من غري اجملزوم.
لذلك كانت القراءة املتواترة هي األوىل (يستحيي) إبثبات الياء الثانية ،والشذوذ من نصيب القراءة الثانية وإن
اشتملت على عناصر صوتية أكثر خفة ،ومن هنا أتيت أمهية التكامل بني اجلوانب الصوتية والقيود الصرفية والنحوية
إلنتاج االستعمال األقرب إىل موافقة أنظمة اللغة والعالقات بينها.
ف َعلَْي ِه ْم َوَال ُه ْم 3ومنه قلب ألف املقصور ايء ،يقول ابن جين" :يف قوله تعاىل﴿ :فَ َم ِن اتَّبَ َع ُه َد َ
اي فَ َال َخ ْو ٌ
(ه َدي) ...قال يل أبو علي :وجه قلب هذه األلف لوقوع ايء ضمري املتكلم َْيَزنو َن﴾ [البقرة ]38ويف قراءة النيبُ ...
بعدها أنه موضع يَْن َك ِسر فيه الصحي ،حنو :هذا غالمي ،ورأيت صاحيب؛ فلما مل يتمكنوا من كسر األلف قلبوها
صي ،وهذا فيت ،أي :عصاي وفتاي ،وشبهوا ذلك بقولك :مررت ابلزيدين ،ملا مل يتمكنوا من ايء ،فقالوا :هذه َع َ
كسر األلف للجر قلبوها ايء وال جيوز على هذا أن تقلب ألف التثنية هلذه الياء ،فتقول :هذان غالمي ،ملا فيه من
()29
عصي".
زوال علم الرفع ،ولو كانت ألف عصا وحنوها علما للرفع مل جيز فيها َ
وجها لتشديد الياء يف قراءة (هدي) أبن األلف قلبت ايء لتجاورها مع ايء املتكلم اليت
ويلتمس ابن جين ً
تكسر الصحي قبلها للمناسبة فلما تعذر كسر األلف قلبت ايء وبتعبري علم األصوات احلديث األلف حركة طويلة
وال جيوز اجلمع بني حركتني يف موضع واحد (الفتحة الطويلة والكسرة القصرية) فقلبت األلف ايء وأدغمت يف ايء
املتكلم.
وشبه ابن جين قلب األلف ايء بقوهلم :مررت ابلزيدين فالياء اليت قبل النون ملا تعذر فيها األلف للجمع بني
األلف والكسرة قلبت ايء.
وتتغري البنية املقطعية تبعا هلذا التحول يف القراءة ،فاألصل (هداي) مكون من ( ،)cv/cvv/cvأما قراءة
ي) فتشتمل على ( ) cv/cvc/cvوالفرق بينهما يكمن يف حتول املقطع الثاين إىل متوسط مغلق ،وقد كان
(ه َد َّ
ُ
متوسطا مفتوحا يف القراءة األوىل.
ويظهر مسوغ القراءة يف الشبه الصويت بني قلب األلف ايء قبل ايء املتكلم وقلب ألف التثنية ايء عند كسرها يف
حاليت النصب واجلر حيث جند وجه الشبه موفورا يف االستعمالني وهو تعذر اجلمع بني األلف والكسرة.
ب األلف ايءً،
وإيل) يف قوله" :الوجه فيه :أنَّه قَلَ َ(علَ َّيََّ ،
ي) وتشديد الياء يف َ
(ه َد َّ
وربط العكربي بني قراءة ُ
ْسر هلا ما قبلها يف االسم الصحي وإيل ،وذلك َّ
أن الياءَ يُك َ علي ََّ
وأ َْد َغ َمها يف الياء األخرى ،كما فَ َعلوا ذلك يف َّ
()30
فَ ُجعِل بَ َد ُل ال َك ْس ِر هنا الياءُ".
4تشبيه الواو والياء ابأللف يف تسكني آخر املضارع ،يقول ابن جين" :من ذلك قراءة احلسن﴿ :أَْو يَ ْع ُفو
الَّ ِذي﴾ [البقرة ]237ساكنة الواو .قال أبو الفت :سكون الواو من املضارع يف موضع النصب قليل ،وسكون الياء فيه
حترك أبدا ،وذلك كقولك :أُريد أن حتيا ،و ُّ
أحب أن تسعى، أكثر .وأصل السكون يف هذا إمنا هو لأللف؛ ألهنا ال َّ
مث ُشبِهت الياءُ ابأللف ،فجاء عنهم جميئًا كاملستمر ...وكان أبو العباس يذهب إىل أن إسكان هذه الياء يف موضع
النصب من أحسن الضرورات؛ وذلك ألن األلف ساكنة يف األحوال كلها ،فكذلك جعلت هذه ،مث شبِهت الو ُاو
ِ ()32
يف ذلك ابلياء".
فقد ورد تسكني الواو يف هناية املضارع املنصوب واألصل الفت وقد علل ابن جين لذلك بتشبيه الواو ابأللف
اليت ال تتحمل حركة يف كل األحوال.
وقد تبع الزخمشري ما ذهب إليه ابن جين ،فقال" :قرأ احلسن( :أو يَ ْع ُفو الذي) بسكون الواو ،وإسكان الواو
()33
والياء يف موضع النصب تشبيه هلما ابأللف".
وإبمكاننا الكشف عن أثر هذا التحول عن األصل يف البنية املقطعية للكلمة ،فالقراءة األوىل ()cv/cv/cvc
متثل الواو املفتوحة مقطعا قصريا ،وهو املقطع الثالث للكلمة ،أما قراءة (يَ ْع ُفو) يف الوقف فتشتمل على ()cvv/cvc
مقطعني متوسطني األول :مغلق ،والثاين :مفتوح .وعند الوصل تسقط الواو ،يقول أبو حيان" :الواو تسقط يف
الوصل؛ اللتقائها ساكنة مع الساكن بعدها" )34(.فتصب البنية املقطعية (.)cv/cvc
ويعلل أبو حيان اختيار احلسن سكو َن الواو بقوله" :فعل ذلك استثقاال للفتحة يف حرف العلة ،فتقدر الفتحة
()35
فيها كما تُ َقدَّر يف األلف ،وأكثر العرب على استخفاف الفتحة يف الواو والياء".
ويبدو أن القراءة الثانية أخف نطقا ،ولكن البد أن نذكر أهنا تبطل قاعدة حنوية تتمثل يف إظهار حركة اإلعراب،
أما يف الوصل فإىل جانب أمهية إظهار احلركة جند التقاء الساكنني؛ لذلك كان الفت اختيار اجلمهور.
تشبيها لصوت هاء اإلشارة بصوت هاء الضمري ،يقول ابن جين: 5ومنها متديد الكسرة من قوله( :هذهي) ً
﴿ه ِذ ِهي َسبيلِي﴾ [يوسف ]108وحنوه فزائدة ،حلقت بعد اهلاء تشبيها هلا هباء اإلضمار
"فأما الياء الالحقة بعد اهلاء يف َ
ت قلت:يف حنو :مررت هبي ،ووجه الشبه بينهما أن كل واحد من االمسني معرفة مبهمة ال جيوز تنكريه ،وإذا َوقَ ْف َ
يسكنها عند الوقف عليها ،كما أن منهم من هذه ،فأسكنت اهلاء .ومنهم من يدعها على سكوهنا يف الوصل كما ِ
يتض من نص ابن جين أن متديد الكسرة يف قوله( :هذهي) يشبه متديدها يف هاء الضمري يف حنو :مررت
هبي؛ ألهنما متماثالن يف اللفظ أي متحدان يف الصوت ،ويف موضع ورودمها (اهلاء يف آخر ِ
هذه وهاء الضمري يف
بِِه) وأن كال من ( هذه وهاء الضمري) اسم معرفة مبهم ال جيوز تنكريه .وأضاف أن اهلاء يف (هذه) تسكن يف الوقف
وقد جيري الوصل جمرى الوقف يف سكون اهلاء وكذلك وردت هاء الضمري ساكنة يف الوصل .مث أهنى حديثه
ابالحتجاج على صحة القراءة بلهجة أزد السراة.
ونوض صلة هذه القراءة ابألصل ووجه الشبه بينهما فيما يلي:
وجه الشبه متمثل يف االحتاد الصويت (اهلاء) واالحتاد يف املوقع؛ فاهلاء يف كِال املوضعني يف هناية الكلمة ،وكون
االمسني معرفة مبهمة ال جيوز تنكريه.
ونلحظ أن الفرق الصويت بني القراءتني يظهر يف حتول املقطع األخري من مقطع قصري إىل متوسط مفتوح ،ويشبه
هذا اإلجراء النطقي ما أطلق عليه علماؤان مطل احلركة ،يقول ابن جين" :احلركة إذا مطلتها َّأدتك إىل صورة أخرى
()37
غري صورهتا .وهي األلف والياء والواو يف منتزاح ،والصياريف ،وأنظور".
6من أمثلة الشبه الصويت يف الصوائت احلركة العارضة اللتقاء الساكنني ،يقول سيبويه يف فت امليم قبل لفظ
اجلاللة" :والفت يف حرفني :أحدمها يف قوله عز وجل﴿ :آملَ * هللا﴾ [آل عمران ،]1ملا كان من كالمهم أن يفتحوا
َّ
ومن الرسولِ ،
وم َن ِ ِ
اللتقاء الساكنني .فتحوا هذا ،وفرقوا بينه وبني ما ليس هبجاء .ونظري ذلك قوهلم :م َن هللاَ ،
() 38
ف". ِ
وشبَّهوها أبَيْ َن وَكْي َ
ت يف كالمهم ومل تكن ف ْع ًال وكان الفت أخف عليهم فتحواَ ،
املؤمنني؛ لَ َّما َكثَُر ْ
نلحظ يف نص سيبويه أن احلركة العارضة اللتقاء الساكنني يف القراءة هي الفتحة على امليم ،وعلل لورودها ابخلفة
ف). ِ ِ
كما يف (م َن هللا ،وم َن الرسول) وشبهوا فتحة امليم هنا ابلفتحة يف (أَيْ َن ،وَكْي َ
واحلديث هنا عن التشابه بني استعمالني يف جلب الفتحة لعلة صوتية ،وهي جتنب التقاء الساكنني.
وقد أحدث استدعاء الفتحة هنا تغريا يف البنية املقطعية للقراءة حيث انشطر املقطع الطويل ( )cvvcالذي
(ميم) إىل مقطعني ( )cv/cvvعند فت امليم.
تشكله ْ
ويدخل فت امليم هنا يف ابب اختيار األفضل من حيث اخلفة واالنسجام الصويت؛ ألن التحريك ابلكسر يؤدي
إىل الثقل الناتج عن توايل الياء (حركة طويلة) والكسرة اجملتلبة اللتقاء الساكنني ،أما الفتحة فتكسر توايل املثلني
ت لوجهني :أحدمها :كثرة استعمال اسم هللا بعدها ،والثاين :ثقل ِ
وتنحو إىل التنوع يف احلركة .ويقول العكربي" :فُت َح ْ
()39
الكسرة بعد الياء والكسرة".
ويذكر سيبويه يف ابب مساه (هذا ابب ما يضم من السواكن إذا حذفت بعد ألف الوصل) "وذلك احلرف الواو
ض َل بَْي نَ ُك ْم﴾ [البقرة،]237
مفتوحا ،وذلك قوله عز وجل﴿ :وال تَْن َس ُوا الْ َف ْ اليت هي عالمة اإلضمار ،إذا كان ما قبلها ً
ص َل بينها وبني الواو اليت من نفس احلرف، ِ
اخ َش ُوا هللا .فزعم اخلليل أهنم جعلوا حركة الواو منها ليُ ْف َ
َوَرَم ُوا ابنك ،و ْ
الفضل بَْي نَ ُك ْم﴾ وجعلوها مبنزلة ما كسروا من السواكن ،وهي قليلة. َ ﴿وال تَْن َس ِوا
حنو :واو ْلو وأ َْو .وقد قال قومَ :
مفتوحا ما قبلها.
ً اخ َش ُوا الرجل وحنوها ،حيث كانت ساكنة
استَطَ ْعنَا﴾ [التوبة ]42شبَّهوها بواو ْ
وقد قال قوم﴿ :لَ ُو ْ
﴿وال تَْن َس ِوا الْ َف ْ
()40
ض َل بَْي نَ ُك ْم﴾". وهي يف القلة مبنزلةَ :
فاحلركة العارضة اللتقاء الساكنني يف موضع التقاء واو اجلماعة بساكن بعدها قد روعي فيها املخالفة بينها
(لو ،و ْأو) ،وحينما توافقت القراءاتن يف التحريك ابلضم يف قراءة (لَ ُو استطعنا) جلئوا
وبني حركة التقاء الساكنني مع ْ
جامعا
إىل التشبيه الصويت لتوجيه القراءة حيث كانت الواو الساكنة يف آخر الكلمة يتلوها ساكن يف أول ما بعدها ً
مشرتًكا بني االستعمالني.
ب نطق الواو ساكنة وبعدها ساكن يف الوصل .لذلك جاءت احلركة لتخفف من هذا الثقل
يصع ُ
ويتض أنه ُ
نوعا ما؛ ألن هذه األمثلة حتتاج إىل جهد عضلي يف نطق الواو مضمومة بعد حركة خمالفة هلا وهي الفتحة (وال ً
تَْن َس ُوا الفضل) ،وأما القراءة بكسر الواو فليست أفضل حاال الجتماع الفتحة والكسرة ويتوسطهما شبه احلركة الواو.
يعرض املبحث جلوانب الشبه الصويت بني نوعي األصوات اللغوية فيُ َشبَّه الصامت ابلصائت ،ومنه:
﴿م ْستَ ْه ِزءو َن﴾ [البقرة ]14يقرأ بتحقيق اهلمزة وهو األصل،
1تشبيه املبدل ابألصلي ،أورد العكربي" :قوله تعاىلُ :
وبقلبها ايء مضمومة النكسار ما قبلها ومنهم من يذف الياء لشبهها ابلياء األصلية يف مثل قولك :يرمون ،ويضم
()41
ئ هبِِ ْم﴾ [البقرة."]15
الزاي ،وكذلك اخلالف يف تليني مهزة﴿ :يَ ْستَ ْه ِز ُ
فالم الكلمة ميثل موضع التغري يف القراءة حيث أبدل من اهلمزة ايء لذلك كانت اهلمزة أصلية والياء مبدلة وقد
عومل اللفظ معاملة ما المه ايء أصلية فحذفوها كما حتذف الياء يف (يرمون) وأصلها (يرميون).
وقد مرت القراءة مبراحل ثالثة ،األوىل على األصل وهي (يستهزءون) والثانية إببدال اهلمزة ايء مضمومة
(يستهزيون) والثالثة حبذف الياء لشبهها ابلياء األصلية.
يستهزءون ()cv/cvv/cv/cvc/cvc
↓
يستهزيون ()cv/cvv/cv/cvc/cvc
↓
يستهزون ()cv/cvv/cvc/cvc
وليس الفعل (هزأ) من الناقص يف شيء ولكن ملا أبدلت مهزته ايء أشبه الناقص فأجروا حكمه عليه يف حذف
آخره عند اتصاله بواو اجلماعة أو ايء املخاطبة ،وهنا يظهر الدور الوظيفي للصوت يف بناء الكلمة وتشكيل صيغتها
الصرفية.
وال جند فرقًا صوتيا بني القراءتني األوىل والثانية يف البنية املقطعية ،أما القراءة الثالثة فتغريت بنيتها املقطعية نتيجة
حلذف الياء حيث سقط املقطع الثالث ولكن ملا حذفت الياء جذبت الزاي الصائت الطويل (الواو) ،وشكلت معه
مقطعا متوسطا مفتوحا.
ز ِ /يو ← ()cvv/cv
فلما حذفت الياء احتاج الصائت الطويل (الواو) إىل حيز صاميت ميثل صدر املقطع فانتقل إىل الزاي قبله مما
َّأدى إىل سقوط مقطع قصري ،ومن مظاهر حركية اللغة أنه عند حذف مقط ٍع ال يبقى موضعه فار ًغا ،وإمنا تُعيد
الكلمة صياغة بنائها املقطعي حمتفظة مببدأ سالمة التكوين ،واالنسجام والرتاتب الصويت للكلمة.
ِ
الظاء، ت﴾[طه ،]97يُ ْقرأ بفت وحذف الالم األوىل عند العكربي من ابب التخفيف ،يقول" :قوله تعاىل﴿ :ظَْل َ
()44 ئ به ،إال أهنم حذفوا الالم األوىل ختفي ًفا ،وب ِقيت الظاء على ِ
فتحها". وأَصله ظَلِْلت ،وقد قُ ِر َ
ُ ََ َ
فشبِ َه ْ
ت ت﴾ [طه ]97هو الالم األوىل؛ ألهنا موضع العني ُ واملفهوم من قول ابن جين َّ
أن احملذوف يف قراءة ﴿ظَْل َ
()45
ابملعتل العني عند اتصاله بضمري رفع متحرك.
ومسوغ إسقاط العني من اللفظ (ظل ْلت) هو تشبيه الصحي ابملعتل؛ ألن القاعدة الصرفية توجب حذف عني
ت ،وابع ← بِ ْع َ
ت وهكذا. الفعل األجوف إذا اتصل به ضمري رفع متحرك مثل :قال ← قُ ْل َ
أما الفعل الصحي فال جتري عليه تلك القاعدة ،إال أهنم أجازوا حذف عني املضعف عند اتصاله بضمري
الرفع املتحرك مبسوغ الشبه الصويت بني الصيغتني.
ت)
وجلَ ْس َ فالفعل (ظَ َّل) عند اتصاله بضمري رفع يُ َفك التضعيف وتُ َس َّكن الالم اجملاورة للضمري كما يف ( َكتَ ْب َ
تَ ،
ت) فَتُ َحَّرك الالم األوىل ابلكسر اللتقاء الساكنني وهذا هو األصل.
فتصب (ظَْل ْل َ
وهناك اجتاه آخر يف نطق اللفظ قبل احلركة العارضة اللتقاء الساكنني وهو حذف الالم األوىل تشبيها هلا ابملعتل
العني إذ املعتل يعامل معاملة الساكن وحذفه هو األصل عند اتصال الفعل بضمري رفع متحرك فَ ُشبِه هذا بذاك.
ت) ِ
ت) ( )cv/cvc/cvواللفظ (ظَْل َ والفرق بني االختيارين واض من حيث البنية املقطعية فاللفظ (ظَل ْل َ
( .) cv/cvcفاملقطع الثاين فقد حيزه الصاميت الشاغل صدر املقطع ونواته ومل يبق منه إال القفل (الالم الساكنة)
وختْتَ َزل البنية املقطعية للفظ يف مقطعني.
اليت التحقت ابملقطع األول لتشغل قفله ُ
ف) على النهي،وتعود قراءة اجلزم حلمزة وهو من القراء السبعة ،يقول ابن خالويه" :قرأَ محزةُ وحده (ال َختَ ْ
وسقطت األلف لسكوهنا وسكون الفاء .فإن قيل :فعالم نَ َس َق( :وال َختْشى)؟ فاجلواب يف ذلك أنه جعل (وال
ئك فال تَْن َسى﴾ [األعلى . ]6وفيه جواب آخر :أن يكون ﴿سنُ ْق ِر َ
َختْ َشى) ُم ْستَأنَ ًفا ،و(ال) مبعَن (ليس) .كما قالَ :
اجب ،كما قال الشاعر:جمزوما من أصل و ٍش) ،مث زاد األلف لرءوس اآلي ،وجعله ً ف َد َرًكا وال َختْ َ
أراد النهي؛ (ال َختَ ْ
مبا القَت لَبو ُن ب ِين ِز ِ
أََملْ َأيْتِ َ
()47
ايد". َ ْ يك واألَنْباءُ تَْنمي
(ختْشى) وهي
وقد أدى القول ابملشاهبة الصوتية يف قراءة اجلزم إىل االحتفاظ ابلبنية املقطعية للفظ َ
()cvv/cvc
4ومنها محل املعتل (املنقوص) على الصحي يف قول العكربي﴿" :أو كانوا غُزى﴾ [آل عمران ]156اجلمهور
على تشديد الزاي وهو مجع غاز؛ والقياس غزاة كقاض وقضاة ،لكنه جاء على (فُعَّل) محَْ ًال على الصحي حنو:
()49
وص َّوم".
وش َّهد وصائم ُ
شاهد ُ
ى) مجع (غا ٍز) آخره ايء الزمة مكسور ما قبلها قد ُشبِه مجعها
(عَّز ً
يتض من قول العكربي أن قراءة اجلمهور ُ
ص َّوم .واألصل يف (غا ٍز) أن جيمع على (غُزاة).
جبمع الصحي كما يف شاهد ُش َّهد ،وصائم ُ
ونلحظ يف كلمة (صائم) أهنا معتلة الوسط فليست حروفها صحيحة كما يف كلمة شاهد ،ولعل وجه االحتجاج
هبا يكمن يف أهنا ليست معتلة اآلخر .فهنا اكتملت أنواع االسم على صيغة واحدة للجمع هي (فُ َّعل) للصحي
واملعتل الوسط واملعتل اآلخر.
5وتنزل العرب احلرف الساكن اجملاور للحركة منزلة املتحرك هبا ،يقول ابن جين" :رأينا يف كتاب اخلصائص
وغريه من كتبنا أن احلرف الساكن إذا جاور احلركة فقد تُْن ِزله العرب منزلة املتحرك هبا ،من ذلك قوهلم يف الوقف على
()50 بكر :هذا ب ُكر ،ومررت ِ
ببكر ،أال ترى حركيت اإلعراب ملا جاورات الراءَ صارات كأهنما فيها .ومنه قول جرير: َ
ب املؤقِدان َّ
إيل ُمؤسى حل َّ
ُ ُ
فهمز الواو يف املوضعني مجيعا؛ ألهنما جاورات ضمة امليم قبلهما ،فصارت الضمة كأهنا فيهما؛ والواو إذا
﴿وجوه﴾ [القيامة ]22ونظائر انضمت ضما الزما فهمزها جائز ،حنو﴿ :أُقِتت﴾ [املرسالت ]11يف ِ
(وقتت) و(أُجوه) يف ُ ُ ً
تذلك كثرية .وكذلك الفتحة قبل األلف يف ابز ملا جاورهتا صارت على ما ذكران كأهنا فيها ،واأللف إذا حركت ُمهز ْ
()51 و﴿جأ ٌّ
َن﴾ [الرمحن ]56فهذا وجهه". ِ
على ما ذكران يف ﴿الضأَلني﴾ [الفاحتةَ ]7
فيحرك ،لكراهيتهم
ذكر ذلك سيبويه يف ابب عقده بعنوان "هذا ابب الساكن الذي يكون قبل آخر احلروف َّ
التقاء الساكنني"ِ )52(.
ويسميه ابن جين اجلوار الصناعي )53( .أي أن احلركة تنتقل إىل الساكن قبلها من ابب اجلوار
على الصناعة اللفظية.
والساكن يف اصطالح القدماء هو الصامت الذي ال يتبعه حركة ،وكذلك حروف املد واللني اليت يسميها
احملدثون احلركات الطويلة.
وسى) واأللف يف (الضَّالني، ومن هنا تساوت يف التسمية ابلساكن الكاف يف (بكْر) والواو يف ِ
وم َ
(موقدانُ ،
ُ َ
وجان).
وقد تغريت البنية املقطعية نتيجة هلذا الشبه الصويت ،فكلمة (الضالِني) تشتمل على ثالثة مقاطع األول متوسط
مغلق واألخريان من نوع الطويل املغلق .)cvvc/cvvc/cvc( :وعند مهز األلف يقع التغري يف املقطع الثاين حيث
ينشطر إىل مقطعني األول قصري والثاين متوسط مغلق (.)cvvc/cvc/cv/cvc
تكافؤا يف درجة الثقل بني القراءتني ،فالبنية األوىل حتتوي كلها على املقاطع الثقيلة ،والثانية زادت
ولعلنا جند ً
عليها مبقطع خفيف ولكن طول البنية وغلبة املقاطع الثقيلة مل خيفف من ثقل النطق.
أورد العكربي﴿" :أن ُميِ َّل ُه َو﴾ [البقرة ]282هو هنا توكيد والفاعل مضمر واجلمهور على ضم اهلاء؛ ألهنا كلمة
منفصلة عما قبلها فهي مبدوء هبا وقرئ إبسكاهنا على أن يكون أجرى املنفصل جمرى املتصل ابلواو أو الفاء أو
()54
الالم حنو :وهو فهو هلو".
ويذكر العكربي يف تسكني اهلاء يف (هو) املسبوقة ابلواو أو الفاء أو الالم أهنا تشبه الكلمة الواحدة اليت يسكن
ضد فخففت، وسطها املضموم ،يقول(" :وهو) ي ْقرأ إبسكان اهلاء وأصلها الضم ،وإمنا ِ
أسكنَت؛ ألهنا صارت َك َع ُْ ََُ ُ َ
()55
وكذلك حاهلا مع الفاء والالم حنو :فهو هلو ،ويقرأ ابلضم على األصل".
وهذا التسلسل يف املشاهبة الصوتية يؤكد أن اعتماد املشاهبة بني استعمالني جيعل كال منهما أصال لتسويغ
استعمال آخر مشابه هلما.
()56
ويفسره ابن جين بقوله" :ومنه:
ب َغري ُمستَ ْح ِق ٍ
ب فاليوم أ ْشَر ْ
َ
ْ
()57
ض َد)".
(ع ُ
غ) ب َ
ب َ
(ر ُ
كأنَّه َشبَّه َ
ومرد هذا التغري الصويت هو تشبيه املنفصل ابملتصل أي تشبيه الرتكيب املكون من كلمتني ابلكلمة الواحدة
التفاقهما يف عدد الصوامت واحلركات ومن مث احتادمها يف البنية املقطعية.
(ه َو) تتواىل ثالث حركات (فتحتان يتوسطهما ضمة) وهذا التوايل
فعند دخول الواو أو الفاء أو الالم على ُ
الصويت للحركات موفور يف بعض كلمات اللغة اليت جرى عليها مبدأ التخفيف إبسكان وسطها أي حبذف الضمة
ض َد) وأُسكنت اهلاء منه ،يقول سيبويه" :يقولون يف فَ ِخ ٍذ فَ ْخذ ،ويف
(ع ُ
(وُه َو) معاملة َ
ض َد) فعومل الرتكيب َ
(ع ُ
مثل َ
ُر ُس ٍل ُر ْسل ،وال ُخيَ ِففون اجلَ َم َل؛ ألن الفتحة أخف عليهم من الضمة والكسرة ،كما أن األلف أخف عليهم من الياء
()58
والواو".
وهذا احلذف الصويت للضمة أدى إىل تغري يف البنية املقطعية فعلى األصل جند توايل ثالثة مقاطع صوتية قصرية
( )cvوعند حذف الضمة تتحول إىل مقطعني األول :متوسط مغلق والثاين :قصري.
َوْه َو ← ( cv/cvcالبنية السطحية احملولة عن طريق قانون احلذف ومسوغ هذا احلذف هو الشبه الصويت مع
ضد) وأمثاهلا.
(ع ُ
حذف حركة وسط كلمة َ
(ه َو) ُسبِ َق بالم متحركة هي الصوت األخري لكلمة ( ُميِ َّل) وكأهنا أشبهت الضمري (هو) عند سبقه ابلالم
فاللفظ ُ
أو الواو أو الفاء مما سوغ حذف الضمة كذلك من اهلاء وقد ترتب على هذا احلذف اختز ٌال يف عدد املقاطع حيث
اختزل املقطعان القصريان يف مقطع واحد من نوع املتوسط املغلق (.)cvc
واحتج ابن جين مببدأ الشبه الصويت على مسألة حنوية تتعلق إبسكان املضارع الذي مل يسبقه أداة من أدوات
ض َد الذي ورد
غ) َبع ُ
ب َ
(ر ْ اجلزم فذكر الشاهد (فاليوم أَ ْشَر ْ
ب َغ ْري) وسوغ جميء الباء ساكنة بتشبيه املكون الصويت َ
عن العرب ساكن الوسط.
ض َد) هنا هو توايل ثالث متحركات ويعد ذلك أصال يسوغ التشابه
(ع ُ
غ) وكلمة َ
ب َ (ر ْ
ووجه االتفاق بني َ
بينهما حيث حذفت احلركة املتوسطة.
ونلحظ أن الضمة ليست جزءا من البناء الصريف يف (أشرب) وإمنا هي عالمة إعرابية يتحدد هبا الوظيفة النحوية
اليت تشغلها الكلمة .وحذف احلركة هنا ليس معناه غياب وظيفتها النحوية وإمنا من ابب تسويغ الرواية بعقد مشاهبة
صوتية ابستعمال عريب.
وهنا تتشعب املسألة ويتفاعل الصوت والنحو يف إجياد مسوغات صوتية للمسائل النحوية اليت خيتلف يف
توجيهها النحاة.
يء﴾ [فاطر]43
الس ِ
﴿مكْر َّ
ومن تسكني اهلمزة يف (السيء) لتشبيه املنفصل ابملتصل ،قول العكربي" :كذلك َ
2
َ
واجلمهور على حتريك اهلمزة ،وقرئ إبسكاهنا ،وهو عند اجلمهور حلن .وقيل :أجرى الوصل جمرى الوقف ،وقيل:
()59
شبه املنفصل ابملتصل؛ ألن الياء واهلمزة يف كلمة ،وال كلمة أخرى فأسكن كما سكن إبل ،وهللا أعلم".
يتض أن العكربي َس َّوغ القراءة بسكون اهلمزة إبجراء الوصل جمري الوقف أي أن الوقف على (السيء)
إبسكان اهلمزة وعند الوصل حنركها ،ولكنه شبه الوصل ابلوقف فسكن يف الوصل كذلك .وأما تشبيه املنفصل
ابملتصل فيظهر يف توايل احلركات يف كلمة السيء (فتحة فسكون فكسرة فكسرة) ونلحظ الثقل يف توايل كسرتني
قبلهما ايء ساكنة وأيضا مواالهتا حبركة يف قوله تعاىل( :وال ييق) فأسكنت اهلمزة لوقوعها بني متحركني حيث شبه
املنفصل وهو وقوع توايل احلركات يف كلمتني ابملتصل الذي يرد يف كلمة واحدة مثل (إبل) و(إبالن).
ونستطيع استكشاف الفرق الصويت بني القراءتني من خالل حتديد البنية املقطعية لكليهما ،فعبارة (مكر
السيء) بتحريك اهلمزة تشتمل على مخسة مقاطع ( )cv/cv/cvc/cvc/cvcأما إبسكان اهلمزة فتسقط حركة
املقطع األخري ويتصل الصامت ابملقطع الذي قبله.
وتبدو مظاهر صوتية وحنوية نتيجة هلذا التغري ،منها :التخفيف من ثقل توايل احلركات ،وكذلك جتنب الثقل
ُس ِك َن موضع اإلعراب يف الكلمة ،وكأن مراعاة
الناشئ عن توايل كسرتني تسبقهما ايء ،ويف سبيل درء هذا الثقل أ ْ
اجلانب الصويت مقدم على الضبط اإلعرايب يف قراءة محزة .واختار الباقون من القراء السبعة القراءة بكسر اهلمزة؛ ألنه
األصل ،يقول مكي القيسي" :أسكن اهلمزة استخفافًا ،وهو على ذلك ضعيف؛ ألنه حذف عالمة اإلعراب...
()60
وقرأ الباقون هبمزة مكسورة على األصل ،وهو املختار؛ ألنه األصل".
وهنا نلحظ وظيفة الصوت داخل النسق الرتكييب للجملة وأمهيته ،حبيث ميكن التضحية بقواعد لغوية أخرى
()61
مراعاة لالنسجام الصويت والتقليل من اجلهد العضلي لألصوات املنطوقة.
نلحظ أن ابن جين يف توجيهه الصويت لقراءة إثبات األلف يف (إذا) وسكون الدال يف (اداركوا) عقد مشاهبة
صوتية بني الرتكيب املكون من كلمتني منفصلتني (إذا اداركوا) وبني كلمة واحدة (شابَّة ودابَّة) واليت يتض فيها
التقاء األلف والباء الساكنة.
والقراءة املتواترة على حتويل الصائت الطويل (األلف) إىل صائت قصري (الفتحة) اللتقاء األلف ابلدال
الساكنة ،وما حدث من تغيري يف القراءتني يتمثل يف تقصري األلف من القراءة مما ترتب عليه تغيري يف البنية املقطعية
من مقطع متوسط مفتوح إىل مقطع متوسط مغلق.
ذا ← v + v + c
َذ د ← c + v + c
والبنية األصلية للرتكيب الصويت هي ما ورد يف القراءة إبثبات األلف إال أهنا ال تتوافق مع قاعدة صوتية تتمثل
يف عدم جواز التقاء الساكنني وهنا ابدر اللسان حبذف األلف من (إذا) على قول ابن جين أو ابملفهوم احلديث
تقصري األلف ليجري الكالم وفقا لقاعدة التقاء الساكنني.
ويف سبيل تسويغ حتقيق البنية التحتية دون حتويل صويت لبنية السط املتمثلة يف تقصري األلف ُشبهت القراءة
مبا جرى من إثبات األلف يف كلمة واحدة وهي (شابَّة ودابَّة).
ويذكر علماء التجويد قاعدة تتعلق ابإلطالة يف مد األلف ليسهل النطق ابلساكن بعدها يف (دابَّة ،وشابَّة)
ويسموهنا املد الالزم الكلمي املثَقَّل وهو أن يكون بعد حرف املد حرف مشدَّد يف كلمة واحدة أي :بعد حرف املد
ُ
صاخة،
سكون أصلي اثبت غري عارض يف حاليت الوصل والوقف ،ويف كلمة تزيد على ثالثة أحرف مثل :دابَّةَّ ،
()63
طامة.
َّ
ومن أهم علل هذا املد هو احلفاظ على نطق األلف ،حىت ال تضيع يف َد ْرِج القراءة )64(،فعند نطق كلمة (دابَّة)
عاصما من سقوطها يف
ً يف غري القرآن ُختْتَ َزل األلف وتفقد اإلطالة اليت متيزها عن الفتحة ،فجاء إمعان املد فيها
النطق.
املبحث اخلام ::إجراء الوصل جمرى الوفف وإجراء الوفف جمرى الوصل:
()65
ص َل ُْجمرى الوقف ،والوقف ُْجمرى الوصل".
الو ْ
من عادة العرب أهنا " ُْجتري َ
1ويذكر ابن جين أن الوقف من مواضع التغيري وقد جيري الوصل جمرى الوقف يف مواضع ،يقول" :ومن ذلك
كل أانس﴾ [اإلسراء ]71بضم الياء وفت العني .قال أبو الفت :هذا على لغة َمن أبدل
﴿يوم يُ ْد َع ْو ُّ
قراءة احلسنَ :
وحْب لَ ْوا .ذكر ذلك سيبويه ،وأكثر هذا القلب إمنا هو يف الوقف؛ ألن الوقف من
األلف يف الوصل واوا ،حنو أفْ َع ْوُ ،
()66
أيضا يف الوصل حمكي عن حاله يف الوقف".
مواضع التغيري ،وهو ً
ويف نص ابن جين إشارة إىل قول سيبويه" :وزعموا أن بعض طيئ يقول :أَفْ َعو؛ ألهنا أبني من الياء ،ومل جييئوا
بغريها؛ ألهنا تشبه األلف يف سعة املخرج واملد؛ وألن األلف تبدل مكاهنا كما تبدل مكان الياء ،وتبدالن مكان
()67
األلف أيضا".
وتوجيه القراءة ابلواو يف كلمة (يُ ْد َع ْو) عند ابن جَن فيما يكيه عن سيبويه أهنا على لغة من يبدل األلف يف
الوصل واوا إال أن ابن جين يرد القراءة إىل أصل عريب يقضي أبن الوقف من مواضع التغيري فإبدال األلف واوا يف
هذا املوضع يرجع إىل الوقف وقد أجري الوصل جمرى الوقف يف القراءة.
ويذكر ابن اجلزري مواضع الوقف بقوله" :فاعلم أن للوقف يف كالم العرب أوجها متعددة ،واملستعمل منها
عند أئمة القراءات تسعة وهو :السكون ،والروم ،واإلمشام ،واإلبدال ،والنقل ،واإلدغام ،واحلذف ،واإلثبات،
()68
واإلحلاق".
فالقراءة اليت جتري على األصل هي القراءة السبعية (يُ ْد َعى) ابأللف.
والقراءة اليت يعلل هلا ابن جَن حىت تتصل بوجه عريب هي (يُ ْد َع ْو)
ووجه االختالف بينهما يظهر يف الصوت األخري فهو يف األوىل ألف (صائت طويل) ،ويف الثانية واو ساكنة
مسبوقة بفتحة (شبه صامت) ،وقد ترتب على ذلك تغيري يف املقطع الثاين للفظ ،فَيُ ْد َعى مكونة من (،)cvv/cvc
أما يُ ْد َع ْو فبناؤها املقطعي (.)cvc/cvc
ويعلل ابن جين للقراءة أبهنا على لغة من يبدل األلف واوا ،ويتعمق ابن جين يف التحليل فيذكر أن هذا
اإلبدال يدث يف الوقف كثريا وجيري الوصل جمرى الوقف فتقرأ يف الوصل كما تقرأ يف الوقف هلذا ثبتت يف الشكل
الكتايب للقراءة.
2مدة األلف جتري جمرى احلركة وجواز تسكني املشدد بعدها ووجهه إجراء الوصل جمرى الوقف ،يقول العكربي:
ضار َوالِ َدةٌ﴾ [البقرة ]233وقرئ هنا إبسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة؛ ألنه يف التقدير مجع بني
﴿ال تُ َ
"قولهَ :
ثالث سواكن إال أن له وجها وهو أن األلف ملدها جتري جمرى املتحرك فيبقى ساكنان ،والوقف عليه ممكن ،مث
()69
أجرى الوصل جمرى الوقف ،أو يكون وقف عليه وقيفة يسرية ،وقد جاء ذلك يف القوايف".
ومن خالل تعليل العكربي لقراءة إسكان الراء مع التشديد ترتقي القراءة عن صفة الضعف ،ما دامت مروية عن
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهلا وجه يف العربية ،وقد استعان العكربي مببدأ الشبه الصويت حيث أُجري الوصل
جمرى الوقف فجاز اجلمع بني ساكنني ،وإطالة املد يف األلف جتري جمرى املتحرك.
وقد حتاشت القراءة األوىل الوقوع يف هذا املسلك الذي يتاج إىل جهد عضلي بنطق ساكنني يف وصل الكالم
من خالل حتريك الراء الثانية فنشأ مقطع اثلث خفيف ُختِ َم به البناء املقطعي للقراءة ،ووردت القراءة ابلضم على
أن الفعل يف موضع رفع ،وعلى النهي جاءت القراءة على شكلني ،األول :ابلكسر على األصل من حركة التقاء
()70 الساكنني (ال تُ ِ
ضار) ،والثاين :حتريك الراء ابلفت ملوافقة األلف اليت قبل الراء لتجانس األلف والفتحة.
3واأللف يف (أان) تثبت عند الوقف وتسقط عند الوصل وقد أجري الوصل جمرى الوقف يف قراءة انفع ،يقول
العكربي﴿" :أَان أ ْ
ُحيي﴾ [البقرة ]258االسم اهلمزة والنون ،وإمنا زيدت األلف عليها يف الوقف لبيان حركة النون ،فإذا
وصلته مبا بعده حذفت األلف للغنية عنها ،وقد قرأ انفع إبثبات األلف يف الوصل ،وذلك على إجراء الوصل جمرى
()71
الوقف؛ وقد جاء ذلك يف الشعر".
ويبني سيبويه سبب زايدة األلف يف (أان) بقوله" :من ذلك قوهلمَ :أان ،فإذا وصل قال :أَ َن أقول ذاك .وال يكون
مد والنون خفية فجمعت أهنا على أقل عدد يف الوقف يف أان إال األلف ،مل ُجتعل مبنزلة هو؛ ألن هو آخرها حرف ٍ
َ َْ
()72
مفردا ،وأن آخرها َخ ِفي ليس حبرف إعراب ،فحملهم ذلك على هذا". ما يُتَ َكلَّم به ً
فسقوط األلف عند الوصل راجع إىل أهنا ليست أصلية وإمنا جيء هبا عند الوقف لتحقيق نطق النون اليت وصفها
لرجوع إىل الشبه الصويت فشبه الوصل ابلوقف يف نطق األلف،
سيبويه ابخلفاء ،واختار العكربي يف توجيه قراءة انفع ا َ
وقد ترتب على ذلك تغيري يف البناء املقطعي للكلمة حيث حتول املقطع الثاين اخلفيف ( )cvإىل مقطع ثقيل ()cvv
إبطالة نطق الفتحة.
ني املر َوَزْوِج ِه﴾ [البقرة ]102وأما قراءة الزهري 4ومن أمثلة إجراء الوصل جمرى الوقف قول ابن جين" :يف قوله﴿ :ب
َْ َ َ
(املر) بتشديد الراء فقياسه :أن يكون أراد ختفيف املرء على قراءة احلسن وقتادة .إال أنه نوى الوقف بعد التخفيف
َ
فصار (املر) مث ثقَّل للوقف على قول من قال :هذا خالد ،وهو جيعل ومررت بفرح ،مث أجرى الوصل جمرى الوقف
َ
()73
فأقر التثقيل حباله كما جاء عنهم قوله:
حتول بدأت حبذف اهلمزة للتخفيف والوقوف على كلمة (املر) بعد التخفيف فأشبهت ت القراءة مبراحل ُّ
َمَّر ْ
الكلمات (خالد ،وجيعل) يف تشديد الساكن األخري لتمكني النطق به ،مث إجراء الوصل جمرى الوقف يف حالة
التشديد فأصبحت (املر).
فاملثال يشتمل على نوعني من املشاهبة الصوتية :األوىل :تشبيه استعمال ابستعمال عريب وهو التشديد يف (خالد،
وجيعل ...وهكذا) ،قال سيبويه" :أما التضعيف فقولك :هذا خالد ،وهو َْجي َعل وهذا فَ َرج .حدثنا بذلك اخلليل عن
العْي َه ُل" )76(.والثاين:
و(عْي َه ُّل) يريدَ :
بَ ،السْب َس َ
(سْب َسبَّا) يريدَّ :
العرب .ومن َمثَّ قالت العرب يف الشعر يف القوايف َ
متمثل يف اإلبقاء على التشديد يف الوصل تشبيها ابلوقف.
واتفقت قراءة اجلماعة وقراءة الزهري يف البنية املقطعية ( )cv/cvc/cvcإال أن احليز الصاميت للمقطع األخري
تغري من اهلمزة إىل الراء ،وليس من اليسري وقوع اإلبدال يف صوت يشغل خامتة اجلذر اللغوي للكلمة ومن هنا َر َّج َ
ابن جين قراءة اجلماعة ووصفها ابلقوة واحلسن.
5ومنه إجراء الوصل جمرى الوقف لئال ختتلف رءوس اآلي ،يقول العكربي" :اهلاء يف ِ
﴿هيَه﴾ [القارعة ]10هاء
()77
السكت ،ومن أثبتها يف الوصل أجرى الوصل جمرى الوقف لئال ختتلف رءوس اآلي".
ويبني سيبويه سبب دخول اهلاء بقوله" :من ذلك الياء اليت تكون عالمةَ املضمر اجملرور أو تكون عالمة
غالميه ،وجاء من ب ع ِديه ،وإنَّه ضربنِيه ،كرهوا أن ِ
يسكنوها إذ مل يكن حرف ِ
َ َ ْ َ ْ ُ َ ََ َ ْ املضمر املنصوب .وذلك قولك :هذا َ ْ
اإلعراب ،وكانت خفيَّة فبيَّنوها .و َّأما من رأى أن يُ َس ِك َن الياء فإنه ال يُْل ِحق اهلاء؛ ألن ذلك أمرها يف الوصل ،فلم
()78
وه ْم يريدون ِه َي ،شبهوها بياء بَ ْع ِدي." . ِ
يذف منها يف الوقف شيء .وقالوا :هيَ ْهُ ،
فورود هاء السكت يف االستعمال العريب مقيد بدخوهلا على ايء الضمري يف موضع جر أو نصب
﴿وَما أَ ْدر َاك َما ِهيَ ْه .انٌر ٍ ِ ِ كما يف اآلية﴿ :اقْ رءوا كِتابِيَ ْه إِِين ظَنَ ْن ُ ِ
ت أَين ُم َالق ح َسابيَ ْه﴾ [احلاقة .]20ويف سورة القارعةَ : َ
ِ
حاميَةٌ﴾.
ني سيبويه وهو األصل ومسوغ دخول اهلاء على (هي) هو
فدخلت اهلاء على الياء يف اآلية األوىل ،على ما بََّ َ
شبه ايئها بياء الضمري اجملرور أو املنصوب.
وهاء السكت "موضوعة للوقف ،والوقف إمنا يكون على الساكن وحتريكها حلن وخروج عن كالم العرب؛
ألنه ال جيوز ثبات هذه اهلاء يف الوصل فتحرك بل إذا وصلت استغنيت عنها مبا بعدها من الكالم ،تقول :وازيداه
فإذا وصلت قل وازيدا وعمراه فتلحق اهلاء الذي تقف عليه وتسقطها من الذي صله" )79(.وقد جاء هذا االستعمال
ِ
(هيَ ْه) إبثبات اهلاء يف الوصل استجابة لتوافق رؤوس اآلايت يف الوقف .و"حذفها يف الوصل ابن أيب إسحق واألعمش
()80
ومحزة ،وأثبتها اجلمهور".
ومل يرد يف القراءة حتريك اهلاء ،وإمنا إثباهتا على حالتها يف الوقف وهو السكون ،وبناء على ذلك مل تتغري البنية
املقطعية يف الوقف ،وال يف الوصل عند اجلمهور؛ الحتفاظ الرتكيب مبكوانته الصوتية.
وقد تغريت البنية املقطعية تبعا للقراءة ففي القراءة األويل ( )cvc/cvc/cvأما الثانية فهي ( )cvc/cvcحيث
ف مقطع خفيف انتج عن فقدان الضمة التابعة للقاف وسقوط الصامت الثالث املدغم وحتول اآلخر من صاد ُح ِذ َ
مهملة إىل ضاد معجمة.
وهنا يظهر األثر الداليل هلذا التحول الصويت حيث كان التغري منصبا على مكوانت اجلذر مما نتج عنه جذر آخر
ذو داللة خمتلفة.
ص من اجلذر (ق ص ص) ← يَ ْق ِ
ض من اجلذر (ق ض ي). يَ ُق ُّ
املبحث السادس :إجراء الالزم جمرى غري الالزم ،وإجراء غري الالزم جمرى الالزم:
1يذكر ابن جين من أمثلة إجراء الالزم جمرى غري الالزم قوله" :من ذلك قراءة ابن مسعود﴿ :فَ ُقال له قوال ليِنا﴾
[طه ]44وذلك أنه أجرى حركة الالم ههنا وإن كانت الزمة جمراها إذا كانت غري الزمة يف حنو قول هللا تعاىل:
يتض أن ابن مسعود حذف واو (فقوال) من القراءة ،ويعلل ابن جَن للحذف أبنه أجرى حركة الالم وهي الزمة
وليست انشئة عن التقاء الساكنني جمرى غري الالزمة أي أنه شبه حركة الالم ابحلركة العارضة اللتقاء الساكنني مثل:
(قُ ِل اللهم) فحذف الواو.
واالختالف بني القراءتني منحصر يف تقصري احلركة الطويلة للمقطع الثاين فقراءة اجلماعة (فقوال)
( )cvv/cvv/cvأما قراءة ابن مسعود (فقال) تشتمل على ( ،)cvv/cv/cvومل يرتتب على هذا التغري اختالف
يف املعَن إذ إن طرائق نطق العرب اخلُلَّص للغة وتعدد هلجاهتم مسحت بتنوع القراءة وكلها حجة ما دامت صحيحة
السند عن النيب صلى هللا عليه وسلم
2ومن أمثلة إجراء غري الالزم جمرى الالزم ما أورده ابن جين" :وقيس تقول﴿ :ا ْش ََرتءوا الض ََّاللَةَ﴾ [البقرة.]16
قال :وقال بعض العرب :عصئوا هللا مهموزة .قال أبو الفت :ينبغي أن يكون ذلك على إجراء غري الالزم جمرى
ت﴾ [املرسالت ]11وأَدؤر ِ
الالزم ...وذلك أنه شبه حركة التقاء الساكنني وليست بالزمة ابلضمة الالزمة يف ﴿أُقتَ ْ
()85
ُجوه ،إال أن مهز حنو( :اشرتوا الضاللة) من ضعيف ذلك".
وأ ُ
(اشرتؤ الضاللة) حتركت فيها الواو يف (اشرتوا) اللتقاء الساكنني ابلضم وشبهت حبركة الواو
ُ فقراءة اهلمز يف قوله:
ت) وأمثاهلا ،على إجراء غري الالزم وهي ضمة الواو اللتقاء الساكنني ِ الالزمة يف كلمة ِ
ت) اليت حتولت إىل (أُقتَ ْ(وقتَ ْ
ُ
جمرى الالزم.
وقد وصف ابن جين قراءة اهلمز ابلضعف ،ويذكر ابن خالويه أن "اهلمز لغة عن الكسائي وهو عند البصريني
اشرتؤ فغالط؛ ألن الواو املضمومة اليت "أما من يُبدل من الضمة مهزًة فيقولُ : حلن" )86(.ويبني ذلك الزجاج بقولهَّ :
ت﴾ [املرسالت ،]11وإمنا ضمتها حنو قوله عز وجل﴿ :إِ َذا ُّ ِ
الر ُس ُل أُقتَ ْ تبدل منها مهزةٌ إمنا يُ ْف َعل هبا ذلك إذا لزمت َّ ُ
اشرتوا الضَّاللَةَ﴾ إمنا هي اللتقاء الساكنني، ِ
َدور .وضمة الواو يف قولهُ ﴿ : َدؤر ،إمنا أصلها أ ُ ت وكذلك أ ُ األصلُ :وقتَ ْ
()87
ومثله﴿ :لَتُ ْب لَ ُو َّن ِيف أ َْموالِ ُك ْم َوأَنْ ُف ِس ُك ْم﴾ [آل عمران ]186ال ينبغي أن ُهتْ َمَز الواو فيه".
ويذكر ابن جين حلركة الواو ثالث قراءات ،يقول" :يف هذه الواو ثالث لغات :الضم ،والكسر ،وحكى أبو احلسن
فيها الفت " )88(.ومل يرتتب على هذا االنتقال بني احلركات تغري يف البنية املقطعية وال يف صيغة الكلمة ،وكذلك احلال
يف قراءة اهلمز .فهيكلها املقطعي مجيعا هو (.)cvc/cv/cv/cvc
ِ
3ومن ذلك ما أورده ابن جين" :قوله عز وجل﴿ :لَكنَّا ُه َو هللاُ﴾ [الكهف ]38أصله ْ
لكن أان ،فخففت اهلمزة
وألقيت حركتها على النون فانفتحت ،فصارت يف التقدير( :لكنَ نَا) ،فلما التقى احلرفان املثالن متحركني ُك ِرَه ذلك،
توإن كانت حركة النون األوىل غري الزمة من حيث كانت من أعراض التخفيف ،وأجريت جمرى الالزمة فأُس ِكنَ ِ
ْ
()89
محال على حاضر احلال وإجراء غري الالزم جمرى الالزم".
األوىل وأدغمت يف الثانيةً ،
()90
(لكن أَان)؛ حيث
يف نص ابن جين تفسري للرتكيب الصويت الوارد يف قراءة (لكنَّا) ،وهي قراءة سبعية وأصلهاْ :
جرى التخفيف حبذف اهلمزة وإلقاء حركتها على النون ،وهي حركة غري الزمة عوملت معاملة احلركة الالزمة فسكنت
ت يف الثانية فأصبحت (لكنَّا). ِ
النون األوىل وأ ُْدغ َم ْ
لكن ان (.)cvv/cv/cv/cvv
لكن أان (َ ← )cvv/cv/cvc/cvv
واملرحلة الثانية :جاء فيها حذف الفتحة ودمج النون األوىل يف الثانية.
اخلامتة
اتض من خالل إيراد النصوص والشواهد واألمثلة أن الشبه الصويت أصل ُمتعا َمل بني العرب وسنة من سنن
الكالم العريب ،وهو مظهر لرقي اللغة واتساعها يف جمال القياس والتشابه لتسويغ االستعمال اللغوي برده إىل أصل
عريب ،وقد استثمر علماء اللغة والقراءات هذا املبدأ اللغوي يف توجيه بعض القراءات القرآنية ومصادقتها للكالم
ص البحث إىل مجلة من النتائج ،منها:
العريب ،وقد َخلُ َ
بينت الدراسة عمق تناول القدماء للشبه الصويت ،وبيان أمناطه ،وكيفية توظيفه يف تفسري بعض استعماالت
العرب ،واختذوه حجة يف توجيه بعض القراءات القرآنية.
كشفت الدراسة من خالل حتليل بعض األمثلة أن الشبه الصويت يكون قواي بني املشبه واملشبه به عندما يتطابقان
يف وجه الشبه بينهما ،وأحياان يفقد مسة صوتية جتعل من الشبه بني االستعمالني ضعي ًفا.
بينت الدراسة أمهية حتليل الصوت داخل سياقه الصويت ونسيجه املقطعي ،والكشف عن االرتباطات بني الصوت
والصرف وأثر الشبه الصويت يف صياغة الكلمة وتصنيفها ،مثل :قراءة (الشياطون) .وكذلك أثر التغري الناتج عن
الشبه الصويت يف إبطال بعض القواعد النحوية ،مثل حذف حرف العلة يف املضارع غري اجملزوم مثل :قراءة (ال
يستحي).
اتض أن األصل يف الشبه الصويت أن يُ َشبَّه الفرع ابألصل ،وقد يكثر استعمال الفرع فَيُ َشبَّه به ،ويُ َع ُّد أصال
اتض أن بعض الشواهد ميكن خترجيها من خالل ردها إىل هلجات القبائل العربية ،وهنا أييت دور الشبه الصويت
لربط القراءة ابستعمال ينتمي إىل هلجة عربية.
ويوصي البحث ابإلفادة من معطيات الدرس الصويت وتوظيف إسهامات القدماء واحملدثني يف الكشف عن
اخلصائص الصوتية للغة ومبادئها وسنن العرب يف التعبري ،وبيان طرق توجيه القراءة القرآنية.
املراجع
اآلمدي ،علي بن حممد1424( .ه 2003م) .اإلحكام يف أصول األحكامَ .علَّ َق عليه :عبد الرزاق عفيفي.
ط ،1الرايض ،اململكة العربية السعودية :دار الصميعي.
ابن اجلزري ،أبو اخلري حممد بن حممد الدمشقي( .د .ت) .النشر يف القراءات العشر .حتقيق :علي حممد الضباع.
(د ط) .بريوت :دار الكتب العلمية.
ابن جين ،أبو الفت عثمان1371( .ه 1952م) .اخلصائص .حتقيق :حممد علي النجار( .د .ط) .القاهرة:
املكتبة العلمية.
ابن جين ،أبو الفت عثمان1413( .ه 1993م) .سر صناعة اإلعراب .حتقيق :د .حسن هنداوي( .ط.)2
دمشق :دار القلم.
ابن جين ،أبو الفت عثمان1415( .ه 1994م) .احملتسب يف تبيني وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها .حتقيق:
علي النجدي انصف ،ود .عبد احلليم النجار ،وعبد الفتاح شليب .د ط ،القاهرة :اجمللس األعلى للشئون
اإلسالمية.
ابن خالويه ،أبو عبد هللا احلسني بن أمحد بن محدان( .د .ت) .خمتصر يف شواذ القرآن من كتاب البديع( .د .ط).
(د .م ) :مكتبة املتنيب.
ابن خالويه ،أبو عبد هللا احلسني بن أمحد1413( .ه 1992م) .إعراب القراءات السبع وعللها .حتقيق :د .عبد
الرمحن بن سليمان العثيمني .ط ،1القاهرة :مكتبة اخلاجني.
ابن زجنلة ،أبو زرعة عبد الرمحن بن حممد1418( .ه 1997م) .حجة القراءات ،حتقيق :سعيد األفغاين( .ط.)5
بريوت :مؤسسة الرسالة.
ابن جماهد1972( .م) .كتاب السبعة يف القراءات .حتقيق:شوقي ضيف( .د .ط) .مصر :دار املعارف.
ابن منظور ،مجال الدين( .د .ت) .لسان العرب .حتقيق :عبد هللا علي الكبري وآخرون( .د .ط) .مصر :دار
املعارف.
ابن يعيش ،موفق الدين يعيش بن علي( .د.ت).شرح املفصل( .د.ط) القاهرة :الطباعة املنريية.
أبو حيان ،حممد بن يوسف األندلسي1413( .ه 1993م) .البحر احمليط .حتقيق :عادل أمحد عبد املوجود،
وعلي حممد معوض ،وآخرون .ط .1بريوت :دار الكتب العلمية.
استيتية ،د .مسري شريف2005( .م) .القراءات القرآنية بني العربية واألصوات اللغوية منهج لساين معاصر( .د.
ط) .إربد :عامل الكتب احلديث.
األقطش ،د .عبد احلميد2003( .م) .اإلشباع الصويت يف املقاطع العربية وأوضاعه ،وأمهيته يف التعبري اللغوي .جملة
علوم اللغة :القاهرة ،دار غريب .م ( ،)2( ،)6من ص 9إىل ص.60
امرؤ القيس1377( ،ه 1958م) .ديوان امرئ القيس .حتقيق :حممد أبو الفضل إبراهيم( .ط )4مصر :دار
املعارف.
األنباري ،أبو الربكات عبد الرمحن كمال الدين1377( .ه 1957م) .اإلغراب يف جدل اإلعراب ولُ َمع األدلة
يف أصول النحو .حتقيق :سعيد األفغاين .د ط ،مطبعة اجلامعة السورية.
البغدادي ،عبد القادر1402( .ه .)1982شرح شواهد شافية ابن احلاجب .حتقيق :حممد نور احلسن وحممد
الزفزاف وحممد حميي الدين عبد احلميد( .د .ط) .بريوت :دار الكتب العلمية.
جرير ،ابن عطية اخلطفى1406( .ه 1986م) .ديوان جرير .حتقيق :كرم البستاين( .د .ط) بريوت :دار بريوت.
احلمالوي ،أمحد1414( .ه 1993م) .شذا العرف يف فن الصرف( .ط .)1املنصورة :دار اليقني ،والرايض :دار
القبلتني.
الدمياطي ،أمحد بن حممد البنا (1407ه 1987م) .إحتاف فضالء البشر يف القراءات األربعة عشر .حتقيق/
شعبان حممد إمساعيل( .ط .)1بريوت :عامل الكتب.
الراغب األصفهاين ،أبو القاسم احلسني بن حممد( .د .ت) .املفردات يف غريب القرآن .حتقيق :حممد سيد كيالين.
(د .ط) .بريوت .لبنان :دار املعرفة.
الزجاج ،أبو إسحاق إبراهيم بن السري1408( .ه 1988م) .معاين القرآن وإعرابه .حتقيق :د .عبد اجلليل عبده
شليب( .ط .)1بريوت :عامل الكتب.
الزخمشري ،جار هللا حممود بن عمر1418( .ه 1998م) .الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل
يف وجوه التأويل .حتقيق :عادل أمحد عبد املوجود ،وعلي حممد معوض ،ود .فتحي عبد الرمحن حجازي.
(ط )1الرايض :مكتبة العبيكان.
سيبويه ،أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب1977( .م) .الكتاب .حتقيق :عبد السالم حممد هارون( .د .ط).
القاهرة :مكتبة اخلاجني.
السيوطي ،جالل الدين1426( .ه 2006م) .االقرتاح يف علم أصول النحو .قرأه وعلق عليه :د .حممود سليمان
ايقوت .د ط ،اإلسكندرية :دار املعرفة اجلامعية.
شاهني ،د .عبد الصبور1408( .ه 1987م) .أثر القراءات يف األصوات والنحو العريب أبو عمرو بن العالء.
ط ،1القاهرة :مكتبة اخلاجني.
العكربي ،أبو البقاء عبد هللا بن احلسني بن عبد هللا1412( .ه 1992م) .إمالء ما من به الرمحن من وجوه
اإلعراب والقراءات يف مجيع القرآن .حتقيق :إبراهيم عطوة عوض .د ط .القاهرة :دار احلديث.
العكربي ،أبو البقاء عبد هللا بن احلسني بن عبد هللا1417( .ه 1996م) .إعراب القراءات الشواذ .حتقيق :حممد
السيد أمحد عزوز .ط ،1القاهرة :عامل الكتب.
الغزايل ،أبو حامد حممد بن حممد( .د .ت) .املستصفى يف علم األصول .دراسة وحتقيق :د .محزة بن زهري حافظ.
(د .ط) .شركة املدينة املنورة للطباعة.
الفارسي ،أبو علي احلسن بن عبد الغفار1407( .ه 1987م) .احلجة للقراء السبعة .حتقيق :بدر الدين قهوجي
وبشري جوجيايت وآخرون .ط .1دمشق :دار املأمون للرتاث.
الفراء ،أبو زكراي يىي بن زايد1403( .ه 1983م) .معاين القرآن( .ط .)3بريوت :عامل الكتب.
الفيومي ،أمحد بن حممد بن علي2003( .م) .املصباح املنري( .د .ط) .القاهرة :دار احلديث.
القاضي ،عبد الفتاح( .د .ت) .البدور الزاهرة يف القراءات املتواترة( .د ط) .بريوت :دار الكتاب العريب.
القاضي ،عبد الفتاح1401( .ه 1981م) .القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب( .د .ط) .بريوت .لبنان:
دار الكتاب العريب.
القرطيب ،أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن أيب بكر2006( .م) .اجلامع ألحكام القرآن .حتقيق :عبد هللا بن عبد
احملسن الرتكي ،وحممد رضوان عرقسوسي( .ط .)1بريوت .لبنان :مؤسسة الرسالة.
قمحاوي ،حممد الصادق( .د .ت) .الربهان يف جتويد القرآن( .د .ط) ،بريوت :املكتبة الثقافية.
القيسي ،أبو حممد مكي بن أيب طالب .)1997( .الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها .حتقيق:
حميي الدين رمضان( .ط .)5بريوت :مؤسسة الرسالة.
الكسائي ،علي بن محزة1998( .م) .معاين القرآن .أعاد بناءه وقدَّم له :د .عيسى شحاته عيسى( .د .ط).
القاهرة :دار قباء.
كشك ،د .أمحد2007( .م) .من وظائف الصوت اللغوي حماولة لفهم صريف وحنوي وداليل( .د .ط) .القاهرة:
دار غريب.
كليمنتس ،جورج ن .وكايزر ،صامويل ج1992( .م) .يف نظرية املقطع يف الفونولوجيا التوليدية .ترمجة :مبارك
حنون ،وأمحد العلوي .جملة العرب والفكر العاملي :مركز اإلمناء العريب .ع ( ،)19 ،20من ص 125إىل
ص.142
اللخمي ،ابن هشام1424( .ه 2003م) .املدخل إىل تقوْي اللسان .حتقيق :د .حامت صاحل الضامن( .ط.)1
بريوت :دار البشائر اإلسالمية.
ايكوبسون ،ر1979( .م) .الفونولوجيا وعلم األلفاظ .الفكر العريب :معهد اإلمناء العريب .م ( ،)9،8( ،)1من
ص 144إىل ص.160
( )21احملتسب 121 120/2والقراءة يف خمتصر ابن خالويه 106والكشاف 344/4وإعراب القراءات الشواذ
199/2والبحراحمليط453/6
( )22األوىل قراءة ابن عامر وأيب بكر واختارها أبو عبيد .ينظر :اإلحتاف 266/2والثانية قراءة أهل مكة ونسبها ابن عطية إىل ابن
كثري وحده .ينظر :الكشاف 344/4والبحر احمليط453/6
( )23احملتسب 133/2ووردت القراءة يف خمتصر ابن خالويه 16والكشاف 419-418/4واإلحتاف410/1
( )24إمالء ما َم َّن به الرمحن 55/1
( )25إعراب القراءات الشواذ 191/1
( )26البحر احمليط 494/1
( )27إمالء ما َم َّن به الرمحن 26/1والقراءة يف الكشاف 238/1والبحر احمليط 264/1واإلحتاف382/1
( )28القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب28
( )29احملتسب 76/1والقراءة يف خمتصر ابن خالويه 12والكشاف 257/1والبحر احمليط 322/1وتفسري القرطيب488/1
( )30إعراب القراءات الشواذ153-152/1
( )31ينظر :الكشاف 257/1والبحر احمليط322/1
( )32احملتسب 127 125/1والقراءة يف خمتصر ابن خالويه 22والبحر احمليط 246/2وتفسري القرطيب170/4
( )33الكشاف139
( )34البحر احمليط246/2
( )35نفسه والصفحة نفسها
( )36احملتسب 244/1مل أجد القراءة فيما بني يدي من املراجع.
( )37اخلصائص 318/2
( )38الكتاب 154 153/4
( )39إمالء ما َم َّن به الرمحن122/1
( )40الكتاب 155/4وينظر توجيه القراءتني يف الكشاف 434- 139وإمالء العكربي 16/2والبحر احمليط247/2و47/5
( )41إمالء ما َم َّن به الرمحن 20/1والقراءة يف خمتصر ابن خالويه 10وإعراب القراءات الشواذ123/1
( )42شذا العرف يف فن الصرف 73
( )43احملتسب 232/2
( )44إعراب القراءات الشواذ90/2
( )45ينظر :شذا العرف 72
( )46إمالء ما َم َّن به الرمحن 125/2
( )47إعراب القراءات السبع وعللها 47 46/2
()74
(جزا) البقرة 260يف احملتسب 137/1وقراءة (املر) يف
احملتسب 102/1ومن ذلك قراءة أيب جعفر والزهريُ :
الكشاف 306/1وإعراب القراءات الشواذ 193/1والبحر احمليط501-500/1
( )75احملتسب 276/1
( )76الكتاب 169/4
()77
إمالء ما َم َّن به الرمحن 293/2والقراءة سبعية وهي اختيار اجلمهور .ينظر :إعراب القراءات السبع وعللها523/2
والكشف386/2
( )78الكتاب 163/4
( )79شرح املفصل 46/9
( )80البحر احمليط 504/7
( )81البدور الزاهرة يف القراءات العشر املتواترة 103
()82
ينظر :السبعة البن جماهد 259وإعراب القراءات السبع وعللها البن خالويه 159/2واحلجة للقراء السبعة أليب علي
الفارسي318/3
( )83إعراب القراءات السبع وعللها 159/2
( )84اخلصائص 89/3مل أجد القراءة فيما بني يدي من املراجع.
( )85احملتسب 55/1والقراءة يف خمتصر ابن خالويه 10واإلمالء 20/1وإعراب القراءات الشواذ126/1
( )86خمتصر يف شواذ القرآن البن خالويه 10وينظر :معاين القرآن للكسائي 63
( )87معاين القرآن وإعرابه 92/1
( )88احملتسب 54/1
( )89احملتسب 70/1وشرحها أيضا يف اخلصائص 92/3و333
( )90ينظر :كتاب السبعة يف القراءات البن جماهد 391
( )91اخلصائص 90/3
Al Baha University
Editorial Board of Al Baha University Journal for Human Sciences …………………....................
Prof. Mohammad Hasan Zahir Al Shihri Description of the Holy Quran in Surat Ash-Shuraa’, an Objective Study 846- 872
PO Box: 1988
Tel: 00966 17 7274111/ 00966
17:7250341
Ext: 1314
Email: buj@bu.edu.sa
Website:
https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs
Published by Al Baha University