You are on page 1of 46

‫سبتمبر ‪2023‬‬ ‫العدد‪ :‬الخامس والثالثون‬ ‫المجلد‪ :‬التاسع‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬

‫‪Email: buj@bu.edu.sa‬‬ ‫‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs‬‬


‫سبتمبر ‪2023‬‬ ‫العدد‪35 :‬‬ ‫المجلد التاسع‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫المحتويات‬ ‫وزارة التعليم‬
‫جامعة الباحة‬
‫‪..................................................................‬‬ ‫التعريف بالمجلة‬
‫وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‬
‫هيئة التحرير لمجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية ‪..................................................................‬‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬
‫تصدر عن جامعة الباحة‬
‫‪..................................................................‬‬ ‫المحتويات‬ ‫مجلة دورية ـــــ علمية ـــــ محكمة‬
‫‪723 - 682‬‬ ‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‪ :‬دراسة يف وظائف الصوت اللغوي‬ ‫َّ‬
‫الشبَهُ َّ‬ ‫الرؤيــــة‪ :‬أن تكون مجلة علمية تتميز بنشر البحوث‬
‫العلمية التي تخدم أهداف التنمية الشاملة بالمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬وخدمة البحث العلمي األصيل وطنيا ً وعالميا ً‪،‬‬
‫صاحل إبراهيم عبد السالم الغلبان‬ ‫وتسهم في تنمية القدرات البحثية ألعضاء هيئة التدريس‬
‫ومن في حكمهم داخل الجامعة وخارجها‪.‬‬
‫حتقيق عشرة أبواب من اجلزء اخلامس من كتاب ليس يف كالم العرب أليب عبد هللا احلسني بن أمحد بن خالويه‬
‫الرسالة‪ :‬تفعيل دور الجامعة في االرتقاء بمستوى األداء‬
‫‪753 - 724‬‬ ‫البحثي لمنسوبيها بما يخدم أهداف الجامعة ويحقق أهداف‬
‫التنمية المرجوة ويزيد من التفاعل البناء مع مؤسسات‬
‫أمحد بن عتيق بن راضي احلريب‬ ‫المجتمع المحلي واإلقليمي والعالمي‪.‬‬

‫رئيس هيئة التحرير‪:‬‬


‫‪781 - 754‬‬ ‫روايةُ احلسن البصري عن أيب بكرة يف صحيح البخاري‪ :‬دراسةً وحتقي ًقا‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬سعيد بن أحمد عيدان الزهراني‬
‫محاد بن مهدي بن عمران السلمي‬ ‫نائب رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫‪808 - 782‬‬ ‫الصبغة التداولية للصيغة الصرفية يف لغتنا العربية‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد بن حسن زاهر الشهري‬

‫خالد بن زويد بن مزيد العطري السلمي‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬

‫َصغَر (املتوىف عام ‪ 50‬ق‪ .‬هـ)‬ ‫البِناء اإلي َق ِ‬


‫اع ُّي يف ِش ْع ِر املَُرقِ ِ‬ ‫د‪ .‬يحيى بن صالح حسن دحامي‬
‫‪845 -809‬‬ ‫ش األ ْ‬ ‫َُ‬
‫سامية بنت عبد هللا حممد العمري‬ ‫أعضاء هيئة التحرير‪:‬‬

‫‪872 -846‬‬ ‫وصف القرآن الكرمي يف سورة الشعراء دراسة موضوعية‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن محمد الحارثي‬
‫أستاذ (عضو هيئة تحرير)‬

‫سعيد بن حممد مجعان اهلديه‬ ‫د‪ .‬احمد بن محمد الفقيه‬


‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬
‫‪904 - 873‬‬ ‫عدي يف « ِ‬
‫الكامل»‬ ‫حديث يف حديث عند ابن ِ‬
‫ٍ‬ ‫املَُعل ب ـ ُدخول‬
‫د‪ .‬عبد هللا بن زاهر الثقفي‬
‫المة‬
‫ضان بن َس َ‬
‫رم َ‬
‫بُو ْع َالم َ‬ ‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬

‫‪941 – 905‬‬ ‫أثر شبهة الملك في األحكام الفقهية‪ :‬دراسة فقهية معاصرة‬ ‫ردمك النشر اإللكتروني‪7472 :‬ـــــ ‪1658‬‬

‫فيصل بن علي بن عبد هللا السويطي‬


‫ص ب‪1988 :‬‬
‫هاتف‪00966 17 7274111/ 00966 :‬‬
‫‪988 - 942‬‬ ‫الوقف واالبتداء يف وسط اآلية بني علماء املشرق واملغرب‪ :‬دراسة تطبيقية على سورة الكهف‬ ‫‪7250341 :17‬‬
‫تحويلة‪1314 :‬‬
‫عوض حسن علي الوادعي‬ ‫البريد اإللكتروني‪buj@bu.edu.sa :‬‬
‫الموقع‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs :‬‬
‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫عنوان البحث‬

‫الشبه الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‪ :‬دراسة يف وظائف الصوت اللغوي‬

‫د‪ .‬صاحل إبراهيم عبد السالم الغلبان‬

‫أستاذ مشارك‪ ،‬قسم اللغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة جازان‬

‫‪salehibrahim655@yahoo.com‬‬

‫‪Received: 29/1/2023‬‬ ‫‪Accepted: 10/6/2023‬‬ ‫‪Published: Vol. 9 Issue 35‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يتناول البحث مبدأ اعتمده العرب يف كالمهم وهو الشبه الصويت الذي يتعلق ابالستعمال اللغوي حيث‬
‫ٍ‬
‫استعمال جا ٍر على األصل‪ ،‬والشبه الصويت نوع من‬ ‫ِ‬
‫األصل و‬ ‫ِ‬
‫خالف‬ ‫ٍ‬
‫استعمال على‬ ‫ط ِ‬
‫الشبه بني‬ ‫يتحقق راب ُ‬
‫أنواع الشبه اللفظي الذي يشمل جوانب الدراسة اللغوية‪ ،‬وهو أحد أمناط القياس اللغوي ويسمى قياس‬
‫استعمال آبخر فيسوغ وروده يف اللغة دون احلاجة إىل إثبات علة احلكم يف األصل يف‬
‫ٌ‬ ‫الشبه حيث يُ َشبَّهُ‬
‫احملول عن األصل‪ ،‬وإمنا يتطلب حصول الشبه بني االستعمالني فحسب‪ .‬وقد اختذ علماء اللغة‬
‫االستعمال َّ‬
‫والقراءات مبدأ الشبه الصويت أداة لتوجيه بعض القراءات القرآنية‪ ،‬فظهرت أمناط الشبه الصويت يف تناوهلم‬
‫للقراءة‪ ،‬منها‪ :‬تشبيه صامت بصامت وتشبيه صامت بصائت‪ ،‬وإجراء الوصل جمرى الوقف والعكس وإجراء‬
‫املنفصل جمرى املتصل وإجراء الالزم جمرى غري الالزم‪.‬‬

‫تفسريا لبعض املسائل اللغوية اليت تعجز القواعد عن إجياد تفسري‬


‫ً‬ ‫ومن فوائد دراسة الشبه الصويت أنه يُ َق ِدم‬
‫هلا‪ ،‬ومربر لورودها‪ ،‬منها ما يتعلق حبذف حرف العلة للمض ارع املرفوع املعتل اآلخر أو تس كني الص حي‬
‫منه‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬سياق صويت‪ ،‬حتويل‪ ،‬املقطع‪ ،‬الوصل‪ ،‬الوقف‬


2023 ‫) سبتمرب‬35( ‫ العدد‬،‫ اجمللد التاسع‬،‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Title of paper

The Role of Phonemic Similarity in Directing Quranic Recitation: Analyzing the


Linguistic Functions of Phonemes

Dr. Saleh Ibrahim Abd Elsalam Elghalban

Arabic language department. Faculty of arts and humanities. Jazan University

Abstract:

The study deals with a principle adopted by early Arab Grammarians in their inquiry,
which is phonemic similarity that affects linguistic usage. Similarity can be noticed
between usage that is contrary to the origin and usage that is following the origin.
Phonemic similarity is a type of phonetic similarity that is related to aspects of linguistic
study. It is one of the linguistic analogy patterns and is called the similarity analogy, where
one usage is compared to another, and its occurrence in the language is allowed without
the need to prove its origin in the transformed usage. It rather requires only the occurrence
of similarity between two usages. Scholars of recitation and linguistics have adopted the
principle of phonetic similarity as a tool for directing some Quranic recitations. Phonetic
similarity patterns have emerged in their studies, including comparing a consonant to a
consonant, a vowel to a vowel, replacing pauses with continuity and vice versa, replacing
the disconnected lengthening in place of the connected lengthening, and replacing the
mandatory lengthening with the optional lengthening.
One of the benefits of studying phonetic similarity is that it provides an explanation for
some linguistic issues that rules cannot find an explanation for, and a justification for their
occurrence, including those related to dropping the ending vowel of the nominative present
tense verb ending in a vowel or pausing the end of the sound present tense verb.

Keywords: Sound context, transformation, syllable, junction, pause.

- 683 -
‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫املقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد‪:‬‬
‫فقد اعتمد علماؤان القدامى يف توجيه بعض القراءات القرآنية على تشبيه القراءة أبصل ورد عن العرب‪ ،‬وقد جتلى‬
‫ذلك يف تناوهلم القراءة سواء أكانت صحيحة أم شاذة معتمدين على ورود أمثلة من الكالم العريب متشاهبة معها‬
‫يف اجلانب الصويت‪.‬‬

‫العريب و ٍ‬
‫أصل اتبعه العرب يف استعماهلم للغة‬ ‫ِ‬
‫الكالم ِ‬ ‫وتكمن أمهية هذا املوضوع يف أنه يبحث يف ٍ‬
‫سنة من سن ِن‬
‫وهو الشبه الصويت بني استعمالني‪ :‬أحدمها أصل‪ ،‬واآلخر ملحق به لعالقة الشبه بينهما‪.‬‬

‫والشبه الصويت يف البحث مأخوذ مما أمساه ابن جين (الشبه اللفظي) الذي يشمل جوانب الدراسة اللغوية إال‬
‫أننا أفردان احلديث عن مناذج الشبه اللفظي يف جمال الدراسة الصوتية وأطلقنا عليه (الشبه الصويت) وهو رد القراءة‬
‫إىل ما مياثلها ويشبهها يف الكالم العريب وذلك من انحية الصوت اللغوي فحسب‪ ،‬وإذا كان الصوت اللغوي ال‬
‫ميكن عزله عن أنظمة اللغة‪ ،‬فإن مما تُ ْع ََن به الدراسة الوقوف على أثر اجلانب الصويت يف األحكام الصرفية والقواعد‬
‫النحوية‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫حمتج به‪ ،‬فرتصد‬


‫القراءات القرآنية اليت اعتمد العلماء يف توجيهها على الشبه الصويت بينها وبني استعمال عريب ٍ‬
‫الدراسة وجه الشبه بني االستعمالني وحتلِل البنية املقطعية واملكوانت الصوتية للقراءة‪.‬‬

‫هدف البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث إىل الكشف عن مفهوم الشبه الصويت‪ ،‬ودراسة أمناطه‪ ،‬وبيان الدور الذي يقوم به يف توجيه القراءة‬
‫القرآنية‪ ،‬وإبراز وظيفة الصوت اللغوي داخل سياقه الصويت‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬

‫تسعى الدراسة إىل حتديد مفهوم الشبه الصويت عند علمائنا القدامى‪ ،‬وتتناول النماذج اليت يظهر فيها توظيف‬

‫‪- 684 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫الشبه الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‪ ،‬وحتديد أثر الشبه الصويت يف تغري البنية املقطعية‪ ،‬وتداعيات ذلك على‬
‫البناء الصيغي‪ ،‬والقواعدي للقراءة القرآنية‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫يعتمد البحث على املنهج الوصفي القائم على حتليل مكوانت الصوت اللغوي وإمكانية تغيريه يف سياقه الصويت‬
‫وف ًقا ملبدأ اعتمده العرب يف كالمهم وهو الشبه الصويت‪ ،‬فريصد أسباب قوة الشبه أو ضعفه بني األصل والفرع‪ ،‬كما‬
‫أيضا‪ -‬بتحديد أصالة املظهر الصويت يف االستعمالني‪ ،‬وبيان درجة وضوح ِ‬
‫مسوغ الشبه يف االستعمال‬ ‫البحث ‪ً -‬‬
‫ُ‬ ‫يُ ْع ََن‬
‫احملمول على األصل ‪ ،‬ويكشف درجة االختالف والتوافق الصويت بني القراءة القرآنية اجلارية على األصل والقراءة‬
‫احملولة عنها بناء على مبدأ الشبه الصويت‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫حتدث اللغويون العرب القدامى عن الشبه الصويت‪ ،‬واختذوه أداة لتفسري بعض استعماالت اللغة وظواهرها الصوتية؛‬
‫لذلك كان جل اعتمادان يف البحث على النصوص املبثوثة يف كتب الرتاث من أمثال‪ :‬الكتاب لسيبويه‪ ،‬واخلصائص‬
‫واحملتسب البن جين‪ ،‬وإمالء ما َم َّن به الرمحن أليب البقاء العكربي‪ .‬وأفاد البحث كذلك من بعض الدراسات‬
‫أصال من أصول الصناعة يف النظرية‬
‫اليت عنيت بتناول املشاهبة النحوية يف ضبط مفهوم الشبه‪ ،‬منها‪" :‬مبدأ املشاهبة ً‬
‫النحوية العربية‪ .‬رفيق بن محودة‪ ،‬وأثر املشاهبة يف النحو العريب‪ .‬د‪ .‬خري الدين فتاح عيسى القامسي‪ ،‬والبعد الوظيفي‬
‫ملقولة الشبه يف النحو العريب‪ .‬د‪ .‬مصطفى وداد القيسي"‪ .‬وكذلك ما يتناول اجلانب الصويت يف االحتجاج للقراءات‬
‫منها‪ :‬كتاب (اجلوانب الصوتية يف كتب االحتجاج للقراءات) د‪ .‬عبد البديع النريابين‪ .‬ولكن مل أجد فيما بني يدي‬
‫من الدراسات احلديثة ما تتناول الشبه الصويت ووظيفته يف توجيه القراءة القرآنية‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫يتناول البحث أظهر مناذج الشبه الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‪ ،‬وقد جتلى ذلك يف عدد من املسائل جاء‬
‫تقسيم البحث بناء عليها؛ حيث ينقسم البحث بعد املقدمة إىل متهيد وستة مباحث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الشبه الصويت يف الصوامت‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الشبه الصويت يف الصوائت‪.‬‬

‫‪- 685 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الشبه الصويت بني الصوامت والصوائت‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬إجراء املنفصل ُجمرى املتصل‪.‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬إجراء الوصل جمرى الوقف وإجراء الوقف جمرى الوصل‪.‬‬

‫املبحث السادس‪ :‬إجراء الالزم جمرى غري الالزم وإجراء غري الالزم جمرى الالزم‬

‫مث اخلامتة اليت نعرض فيها ألهم نتائج البحث‪ ،‬مث قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬

‫وهللا أسأل أن يوفقنا إىل أحسن األقوال واألعمال‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫(الشَّبه) يف اللغة مبعَن (املثَل)‪ ،‬قال الراغب‪ِ :‬‬
‫"الشْبهُ والشَّبَه والشَّبيه حقيقتها يف املماثلة من جهة الكيفية كاللون‬ ‫َُ‬
‫والطعم ‪ ...‬وقوله‪( :‬ولكن ُشبِه َهلُْم) ُمثِ َل هلم َم ْن َح ِسبوهُ إايه"‪ )1(.‬وفيه معَن االستواء‪ ،‬جاء يف اللسان‪" :‬أبو العباس‬
‫وشيء"‪ )2(.‬ويدل كذلك على املشاركة يف صفة من الصفات‪ ،‬يقول‬ ‫ٍ‬ ‫عن ابن األعرايب‪ :‬شبَّه إذا ساوى بني ٍ‬
‫شيء‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫(‪)3‬‬
‫الفيومي‪" :‬أَ ْشبهَ الولد أابه وشاهبه إذا شاركه يف صفة من صفاته ‪ ...‬واملشاهبة املشاركة يف معَن من املعاين"‪.‬‬

‫وميكن الوقوف على مفهوم (الشبه) يف االصطالح من خالل تتبع مواضعه يف مصنفات علمائنا القدامى‪ ،‬يقول‬
‫ش‪َ .‬ح َّدثَنا بذلك عيسى بن عمر‪ ،‬ويونس‪ .‬وهذه اللغة‬
‫اخ ْ‬
‫سيبويه‪" :‬وقد يقول بعض العرب‪ْ :‬ارْم يف الوقف‪ ،‬وا ْغ ْز‪ ،‬و ْ‬
‫أقل اللغتني‪ ،‬جعلوا آخر الكلمة حيث وصلوا إىل التكلم هبا‪ ،‬مبنزلة األواخر اليت ُحتََّرُك مما مل ُْي َذف منه شيء؛ ألن‬
‫من كالمهم أن يشبهوا الشيء ابلشيء وإن مل يكن مثله يف مجيع ما هو فيه"‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫أي أهنم شبهوا ما حذف منه حرف العلة (ارم ← ارمي‪ ،‬واغز ← اغزو‪ ،‬اخش ← اخشى) يف الوقف‬
‫ابلصحي الذي مل يذف منه شيء‪ ،‬ويُ َس َّكن آخره على قاعدة الوقف على ساكن‪ ،‬واألكثر أن تبقى حركة على‬
‫اخش)‬ ‫ِ‬
‫اغز‪َ ،‬‬ ‫احلرف األخري تدل على احملذوف مثل‪( :‬ارم‪ُ ،‬‬

‫ومن مواضع ذكر سيبويه للمشاهبة الصوتية قوله يف ألف الوصل‪" :‬ملا مل تكن األلف يف فعل وال اس ٍم كانت يف‬
‫االبتداء مفتوحة‪ ،‬فُ ِر َق بينها وبني ما يف األمساء واألفعال‪ .‬وصارت يف ألف االستفهام إذا كانت قبلها ال ُحت َذف‪،‬‬

‫‪- 686 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫َمحََر ألهنا زائدة‪ .‬وهي مفتوحة مثلها؛ ألهنا ملا كانت يف االبتداء مفتوحةً كرهوا أن يذفوها فيكون‬ ‫ُشبِ َه ْ‬
‫ت أبلف أ ْ‬
‫احدا‪ ،‬فأرادوا أن يفصلوا ويبينوا‪.‬‬
‫لفظ االستفهام واخلرب و ً‬

‫يتمكن متَ ُّك َن األمساء اليت فيها ألف‬


‫ومثلها من ألفات الوصل األلف اليت يف أ َْْي وأَْميُن‪ ،‬ملا كانت يف اسم ال َّ‬
‫ُ َّ‬
‫الوصل حنو‪ :‬اب ٍن واس ٍم وامر ٍئ‪ ،‬وإمنا هي يف اسم ال يستعمل إال يف موضع واحد‪َ ،‬شبَّ ْهتَ َها هنا ابليت يف ْأل فيما ليس‬
‫فعل‪ .‬والدليل على أهنا موصولة قوهلم‪:‬‬ ‫وضارع ما ليس ابسم وال ٍ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ابسم‪ ،‬إذ كانت فيما ال يَتَ َمك ُن متََك َن ما ذَ َك ْران‪َ ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫لَْي ُم ُن هللا"‪.‬‬

‫َمحََر من جهة أهنما‬


‫من نص سيبويه يتض أن األلف يف (ال) التعريف أتيت مفتوحة تشبيها ابهلمزة يف كلمة أ ْ‬
‫زائداتن فجرى الفت فيهما مجيعا‪ .‬وكذلك وصل األلف يف (أْي و ْأميُن) ُشبِ َه ْ‬
‫ت ابأللف يف (ال)؛ ألهنا يف اسم ال‬
‫يتمكن متكن األمساء اليت فيها ألف الوصل وال يستعمل إال يف موضع واحد وهو القسم‪ .‬وهنا جند التقاطع بني‬
‫اجلانب الصويت واملستويني الصريف والنحوي‪.‬‬

‫وذكر ابن جين يف ابب عقده بعنوان (غلبة الفروع على األصول) من كتابه اخلصائص‪" :‬أن العرب إذا شبهت‬
‫وع َمَرت به احلال بينهما؛ أال تراهم ملا شبهوا الفعل املضارع ابالسم فأعربوه‪،‬‬
‫شيئًا بشيء مكنت ذلك الشبه هلما‪َ ،‬‬
‫ومتموا ذلك املعَن بينهما أبن شبهوا اسم الفاعل ابلفعل فأعملوه‪ .‬وكذلك ملا شبهوا الوقف ابلوصل يف حنو قوهلم‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ت) وقوله‪:‬‬
‫الرمحَ ْ‬
‫(عليه السالم و ْ‬

‫بل َج ْوِز تَْيهاء َكظَ ْه ِر احلج َف ْ‬


‫ت‬

‫(‪)7‬‬
‫وقوله‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫وبعدم ْ‬
‫من بَ ْعدما وبعدما َ‬ ‫َّاك بِ َكفَّي َم ْسلَ َم ْ‬
‫ت‬ ‫آهلل َجن َ‬

‫أمت‬ ‫و ِ‬
‫كادت احلَُّرة أن تُ ْدعى ْ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ص َم ْ‬
‫صارت نفوس القوم عند الغَْل َ‬

‫بعه‪ ،‬مث ختفف اهلمزة فتقول‪ :‬ثالثهَ اربَ َع ْه‪،‬‬


‫ثالثه أر ْ‬
‫عه يريد‪ْ :‬‬
‫كذلك شبهوا أيضا الوصل ابلوقف يف قوهلم‪( :‬ثالثةَ ْاربَ ْ‬
‫َجَروا غري الالزم جمرى الالزم يف قوهلم‪َ ( :‬حلْ َمر‪َ ،‬وُرَّاي) وقوهلم‪َ :‬وْه َو هللا‪َ ،‬وْه َي اليت‬
‫(سْب َسبَّا وَك ْل َكال)‪ .‬وكما أ ْ‬
‫ويف قوهلم‪َ :‬‬
‫اآلخر على‬
‫أيضا فحملت َ‬
‫فعلت ‪ ...‬فلما رأى سيبويه العرب إذا شبهت شيئًا بشيء فحملته على حكمه‪ ،‬عادت ً‬
‫ْ‬
‫الشبَه بينهما‪َ ،‬ح َكم أيضا جلر الوجه يف قوله‪( :‬هذا احلسن الوجه) أن يكون‬
‫حكم صاحبه‪ ،‬تثبيتًا هلما وتتميما ملعَن َّ‬

‫‪- 687 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫حمموال على جر الرجل يف قوهلم‪( :‬هذا الضارب ِ‬


‫الرجل) كما أجازوا أيضا النصب يف قوهلم‪( :‬هذا احلسن الوجهَ)‬
‫(‪) 8‬‬
‫الرجل)"‪.‬‬
‫محال له منهم على (هذا الضارب َ‬
‫يتض من قول سيبويه وابن جين أن تشبيه استعمال آبخر وإجراء حكمه عليه أصل مطرد عن العرب‪ ،‬وقد‬
‫مشل هذا األصل اجلوانب الصوتية والصرفية والنحوية؛ لذلك جند ابن جين يسميه (الشبه اللفظي)‪ .‬أي الشبه املتحقق‬
‫يف الناحية اللفظية النطقية للغة دون اجلانب الداليل‪.‬‬

‫وهناك بعض األمثلة جند فيها الفرع يقوم مقام األصل فيُ َشبَّه به‪ ،‬وهنا يتساوى الطرفان يف املظهر الصويت‬
‫فيحتج أبحدمها على اآلخر مث ينعكس يف موضع آخر فيحتج ابلثاين على األول؛ كما يف تشبيه الضمة يف (لو)‬
‫استَطَ ْعنا﴾ [التوبة‪ ]42‬بضم الواو‪ .‬قال أبو‬
‫بضمة يف كلمة أخرى‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬ومن ذلك قراءة األعمش يف‪﴿ :‬لَ ُو ْ‬
‫ت﴾‬ ‫الفت ‪ :‬شبهت واو (لو) بواو مجاعة ضمري املذكرين‪ ،‬فضمت كما تلك مضمومة يف قول هللا تعاىل‪﴿ :‬فَتَ َمنَّ ُوا املَْو َ‬
‫و﴿الذين ا ْش َرت ِوا‬
‫َ‬ ‫[البقرة‪ .]95‬وكذلك شبهت واو اجلمع هذه بواو لو فكسرت وذلك على من قرأ ﴿فتمنَّ ِوا املوت﴾‪،‬‬
‫الضاللَةَ﴾ بفت الواو اللتقاء الساكنني‪ .‬فلو قرأ قارئ متقدم ﴿لََو‬ ‫الضاللَةَ﴾ [البقرة‪ .]16‬وهناك قراءة أخرى ﴿ا ْش ََرتَوا َّ‬
‫َّ‬
‫الضاللَةَ﴾ فأما اآلن فال عذر ألحد أن يرجتل قراءة‬
‫استَطَ ْعنا﴾ بفت الواو لكان حمموال على قول من قال‪﴿ :‬ا ْش ََرتَوا َّ‬
‫ْ‬
‫(‪)9‬‬
‫سوغتها العربية من حيث كانت القراءة سنة متبعة"‪.‬‬
‫وإن َّ‬

‫وليس الشبه الصويت َم ْر ِضيا عند ابن جين كلما أمكن ذلك‪ ،‬وإمنا يورده عندما ال يكون أقنع منه يف تعليل‬
‫القراءة‪ ،‬ففي قراءة ﴿فَرجل وامرأَ ِ‬
‫اتن﴾ [البقرة‪ ]282‬بتسكني اهلمزة يقول‪" :‬فإن قلت‪ :‬أسكن اهلمزة تشبيها هلا ابأللف‬ ‫َ ُ ٌ َ َْ‬
‫فقول َّما‪ ،‬غري أنه‬
‫ٌ‬ ‫من حيث تساوات يف اجلهر‪ ،‬ويف الزايدة ويف البدل‪ ،‬ويف احلرف‪ ،‬ويف قرب املخرج‪ ،‬ويف اخلفاء‬
‫(‪)10‬‬
‫خمشوب ال صنعة فيه وال يكاد يُقنع مبثله"‪.‬‬

‫وقد يلجأ إليه ابن جَن لتعليل االلتباس الذي يوقع يف اخلطأ‪ ،‬يقول‪" :‬ومن ذلك ما رواه يىي عن ابن عامر‪:‬‬

‫ي أَقَ ِر ٌ‬
‫يب﴾ [اجلن‪ ]25‬وهذا ال جيوز‪ .‬قال أبو الفت ‪ :‬طريق هذا أنه شبه آخر فعل املتكلم بيائه‪ ،‬كقولك هذا‬ ‫ِ‬
‫﴿أ َْدر َ‬
‫غالمي وصاحيب‪ ،‬وأنَّسه بذلك أن للمتكلم يف (أَ ْدري) حصة‪ ،‬وهي مهزة املضارعة‪ ،‬كما أن له حصة يف اللفظ‪ ،‬وهي‬
‫ايؤه‪ .‬وعلى كل حال فهذه شبهة السهو فيه‪ ،‬ال علة الصحة له‪ ،‬كما أن ايءَ مصيبة أَ ْشبهت يف اللفظ ايءَ صحيفة‪،‬‬
‫(‪)11‬‬
‫حىت قالوا‪ :‬مصائب سهوا‪ ،‬كما قالوا‪ :‬صحائف"‪.‬‬

‫‪- 688 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫والشبه اللغوي أحد أنواع القياس الثالثة‪ ،‬يقول ابن األنباري‪" :‬اعلم أن القياس ينقسم إىل ثالثة أقسام‪ :‬قياس‬
‫(‪)12‬‬
‫علة‪ ،‬وقياس شبه‪ ،‬وقياس طرد"‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بضرب‬ ‫ويبني املقصود بقياس الشبه ومدى حجيته بقوله‪" :‬اعلم أن قياس الشبه أن يمل الفرع على األصل‬
‫َوجه الوجهني‬
‫من الشبه غري العلة اليت عُلق عليها احلكم يف األصل‪ ...‬وقياس الشبه قياس صحي جيوز الت ََّمثُّل به يف أ َ‬
‫كقياس العلة؛ ألن قياس العلة إمنا جاز التمسك به؛ ألنه يوجب َغلَبَةَ الظن‪ ،‬وهذا القياس يوجب غلبة الظن فجاز‬
‫(‪)13‬‬
‫التمسك له؛ وألن مشاهبة الفرع لألصل تقتضي أن يكون حكمه مثل حكمه"‪.‬‬
‫ُّ‬

‫واجتهد علماء أصول الفقه يف تعريف الشبه وتوظيفه يف استنباط األحكام الشرعية‪ ،‬يقول أبو حامد الغزايل يف‬
‫(‪)14‬‬
‫حقيقة الشبه‪" :‬اسم الشبه يطلق على كل قياس‪ ،‬فإن الفرع يلحق ابألصل جبامع يشبهه فيه‪ ،‬فهو إ ًذا يشبهه"‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتض أن مفهوم (الشَّبَه) يف االصطالح هو إحلاق فرٍع أبصل‪ ،‬أو بتعبري آخر‪َ :‬رُّد االستعمال‬
‫الوارد إىل ٍ‬
‫أصل ٍ‬
‫عريب لضرب من املشاهبة بينهما‪.‬‬

‫ويف دراسة الشبه الصويت ودوره يف توجيه القراءة القرآنية سنستعني مبعطيات الدرس الصويت احلديث خاصة ما‬
‫يتعلق بوظيفة الصوت داخل سياقه الصويت ونسيجه املقطعي‪ ،‬والكشف عن االرتباطات بني الصوت والصرف‬
‫وكذلك أثر التغري الناتج عن الشبه الصويت يف إبطال بعض القواعد النحوية‪.‬‬

‫ودراسة وظائف الصوت اللغوي يُ َع َّرب عنها يف االصطالح احلديث ابلفونولوجيا‪ ،‬يقول ايكوبسون‪" :‬إن ميزة لفظ‬
‫(‪)15‬‬
‫فونولوجيا ‪ phonologie‬تكمن يف سهولة تطبيقها على كافة الوظائف اللغوية اليت ميألها الصوت"‪.‬‬

‫ويدخل ضمن الدراسة الفونولوجية للمقطع التفريق بني نوعني يسمى األول‪ :‬املقطع اخلفيف‪ ،‬والثاين املقطع‬
‫الثقيل "واملقاطع اخلفيفة هي اليت تشتمل على نواة بسيطة (غري متفرعة)‪ ،‬أي مص‪ ،‬بينما املقاطع الثقيلة هي تلك‬
‫(‪)16‬‬
‫اليت تشتمل على نواة مركبة (متفرعة)‪ ،‬أي مص مص أو مص ص"‪.‬‬

‫توضيحا لذلك‪:‬‬
‫ً‬ ‫ونورد‬

‫املقطع اخلفيف‪ :‬صدر ‪ +‬نواة (مص ‪)v‬‬

‫صدر ‪ +‬نواة ( مص مص ‪)vv‬‬ ‫املقطع الثقيل‪:‬‬

‫‪- 689 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫(مص ص ‪)vc‬‬
‫(‪)17‬‬
‫واألنساق الفونولوجية للعديد من اللغات تتأثر ابلتمييز بني املقاطع الثقيلة واخلفيفة‪.‬‬

‫ولعل مقصد هذا اإلجراء هو حتديد أثر الشبه الصويت يف تغري البنية املقطعية‪ ،‬وتداعيات ذلك على البناء الصيغي‪،‬‬
‫والقواعدي للقراءة القرآنية‪.‬‬

‫ولصياغة املقطع قيود تتعلق بسالمة تكوين املقطع وااللتزام بقواعد صياغية منها يف العربية أنه ال يبدأ بصامتني‬
‫وميكن أن ينتهي بصامتني وال يبدأ املقطع حبركة وهناك حدود لطول املقطع‪ ،‬حيث ال أييت املقطع الطويل إال يف‬
‫الوقف‪.‬‬

‫وبناء على ذلك ميكن حتديد بنية القافية للمقطع العريب أنه يسم بتوارد حركة قصرية يعقبها صامتان وال يسم‬
‫حبركة طويلة يعقبها صامتان إال يف حالة الوقف‪ ،‬وهذا يشري إىل قبول قافية املقطع‪ ،‬ثالثة أصوات وعدم احتماهلا‬
‫أربعة أصوات إال عند انقطاع الكالم‪.‬‬

‫ويستلزم هذا التحليل تفسري ورود البنية الداخلية للمقطع بغرض الوصول إىل سبب التغري الصويت املبين على‬
‫قواعد سالمة التكوين للنظام املقطعي يف العربية‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الشبه الصويت يف الصوامت‪:‬‬

‫نتناول يف هذا املبحث أمثلة تشبيه الصوت الصامت آبخر صامت وإجراء حكمه عليه‪ ،‬ومنه تشبيه ساكن‬
‫ب)‪ ،‬بفت امليم من غري مهز بَ ْعدها قال أبو‬ ‫ِ‬
‫ميم َحس َ‬
‫الم َ‬
‫(ألف ْ‬
‫ش‪ْ :‬‬ ‫"وْر ٌ‬
‫بساكن يف إلقاء احلركة عليه‪ ،‬أورد ابن جين‪َ :‬‬
‫ض ْعف‪ ،‬وذلك أن حروف‬ ‫الفت ‪ :‬هذا على ختفيف مهزة‪ :‬أ ِ‬
‫ب‪َ ،‬ح َذفَها وألقى حركتها على امليم وانفتحت‪ .‬وفيه َ‬
‫َحس َ‬
‫َ‬
‫التهجي مبنية على الوقف يف حال الوصل كقراءة اجلماعة‪﴿ :‬ميم أ ِ‬
‫اس﴾ [العنكبوت‪ ... ]2 ،1‬إال أن له أن‬ ‫ب النَّ ُ‬
‫َحس َ‬
‫ْ َ‬
‫كت ميم (ميم) إبلقاء حركة اهلمزة‪ ،‬كما حركت دال ﴿قَ َد افلَ َ ﴾ [املؤمنون‪]1‬‬
‫بهت سكوان بسكون‪ ،‬فحر ُ َ َ‬ ‫يقول‪َ :‬ش ُ‬
‫(‪)18‬‬
‫كذلك"‪.‬‬

‫يظهر من قول ابن جين أن ِ‬


‫مسوغ قراءة ورش هو الشبه الصويت بينها وبني قراءة (قَ َد افْ لَ َ ) إبلقاء حركة اهلمزة‬
‫على الدال قبلها‪ ،‬وسقوط اهلمزة يف النطق‪.‬‬

‫‪- 690 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫ب) و(قَ َد افْ لَ َ ) جند فرقا يضعف من الشبه الصويت بينهما‪ ،‬وهو سبق‬ ‫ِ‬
‫(ميم َحس َ‬
‫وإبمعان النظر يف االستعمالني َ‬
‫امل يم ابلياء وهي احلركة الطويلة اليت تقوم مقام الساكن‪ ،‬على حني جند الدال مسبوقة مبتحرك فال توجد ضرورة‬
‫لتحريكها يف وصل الكالم‪.‬‬

‫ب)؛‬ ‫من أجل ذلك كانت القراءة املختارة عند اجلماعة هي إسكان امليم واإلبقاء على حركة اهلمزة (ميم أ ِ‬
‫َحس َ‬
‫ْ َ‬
‫ألن حروف التهجي مبنية على الوقف يف حال الوصل‪ ،‬أي عند الوصل تبقى كحالتها يف الوقف إال أن يتلوها‬
‫ميم هللا)‪.‬‬
‫ساكن فتحرك اللتقاء الساكنني مثل‪( :‬ألف الم َ‬
‫ب) هو‬ ‫ويبدو الفرق الصويت بني قراءة اجلماعة وقراءة ورش يف البناء املقطعي لكل منهما‪ ،‬فاألوىل (ميم أ ِ‬
‫َحس َ‬
‫ْ َ‬
‫(‪ )cv/cv/cv/cv/cvvc‬أما الثانية فبناؤها املقطعي هو (‪.)cv/cv/cv /cv /cvv‬‬

‫ث الفرق بني القراءتني ولعلنا جند يف القراءتني‬


‫َح َد َ‬
‫حيث نالحظ أن سقوط احليز الصاميت يف املقطع األول أ ْ‬
‫تكافؤا يف اجلهد العضلي عند النطق هبما فكالمها يشتمل على الثقل املتمثل يف نطق أربعة مقاطع قصرية من نوع‬
‫ً‬
‫واحد‪ ،‬ويتقدمها مقطع طويل مغلق يف القراءة األوىل‪ ،‬وعزز املقطع األول يف القراءة الثانية الثقل جبعل كل مقاطع‬
‫النسيج املقطعي مفتوحة أي تنتهي حبركة‪.‬‬

‫السلَمي واحلسن وابن ُحمي ِ‬


‫صن وس َّالم وقتادة‪ ،‬يقول‬ ‫‪ 2‬ومن تشبيه حرف زائد آبخر زائد قراءة (يَ َوقَّ ُد) من قراءة ُّ‬
‫َْ‬
‫ف التاء الجتماع حرفَني زائدين يف‬ ‫"املشكل من هذا ﴿يَ َوقَّ ُد﴾ [النور‪]35‬؛ وذلك أن أصله يَتَ َوقَّ ُد‪ ،‬فَ َح َذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ابن جين‪:‬‬
‫ف التاء إذا كان حرف املضارعة قبلها اتء‪ ،‬حنو‪:‬‬ ‫ف يف هذا أنه إمنا ُْحت َذ ُ‬ ‫أول الفعل‪ ،‬ومها الياء والتاء احملذوفة‪ .‬والعُ ْر ُ‬
‫(تَ َف َّكرون) و(تَ َذ َّكرون)‪ ،‬واألصل (تتفكرون‪ ،‬وتتذكرون)؛ فَيُكَْرهُ اجتماع املثلني الزائدين‪ ،‬فيحذف الثاين منهما طلبا‬
‫للخفة بذلك‪ ،‬وليس يف يتوقد مثالن فيحذف أحدمها‪ ،‬ولكنه شبه حرف مضارعة حبرف مضارعة‪ ،‬أ َْعين شبه الياء‬
‫يف يتوقد ابلتاء األوىل يف تتوقد؛ إذ كاان زائدين‪ ،‬كما شبهت التاء والنون يف تَعِد ونَعِد ابلياء يف يَعِد‪ ،‬فَ ُح ِذفَت الواو‬
‫ِ (‪)19‬‬
‫ت مع الياء يف يَعد"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معهما كما ُحذفَ ْ‬

‫توجيها لقراءة (يَ َوقَّ ُد) وأصلها (يَتَ َوقَّد) مبنيا على الشبه الصويت بينها وبني احملذوف منه التاء‬
‫يسوق ابن جين ً‬
‫بعد حرف املضارعة‪ ،‬مثل‪( :‬تَفكرون‪ ،‬وتذكرون)‪ ،‬مع مالحظة الفرق بني نوع احملذوف يف االستعمالني من حيث‬
‫التماثل والتخالف مع جماوره‪ ،‬مث يبين تعليله الثاين على الشبه الصويت حيث جتمع الصوتني (الياء‪ ،‬والتاء بعدها)‬

‫‪- 691 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫صفة واحدة وهي الزايدة فليس حرف املضارعة (الياء) وال التاء بعدها من أصل مادة الكلمة فجاز تشبيه الزائد‬
‫ابلزائد هنا‪.‬‬

‫والبنية الصوتية للرتكيب العميق (يَتَ َوقَّد) تشتمل على العناصر الصوتية كاملة دون انتقاص وقد َّ‬
‫مر مبراحل تركيبية‬
‫أفضت به إىل صيغة مزيدة بثالثة أحرف (الياء والتاء‪ ،‬والقاف الثانية‪ ،‬ووزهنا (يَتَ َف َّعل)‪.‬‬

‫وهذا الرتكيب العميق (يتوقد) أصابه التغري على املستوى السطحي ابالنتقال إىل تركيب تغيب فيه التاء املفتوحة‬
‫فيصب وزنه الصريف (يَ َفعَّل)‪.‬‬

‫املستوى العميق (يتوقد) ← يَتَ َفعَّل ← (‪.)cvc /cvc /cv /cv‬‬

‫املستوى السطحي (يَ َوقَّد) ← يَ َف َّعل ← (‪.)cvc /cvc /cv‬‬

‫وهذه الصيغة احملولة حتتاج إىل مسوغ الندماجها ضمن األمثلة اليت جاء فيها حذف التاء بعد حرف املضارعة‪،‬‬
‫وهنا يستثمر ابن جين املسوغ نفسه وهو املشاهبة الصوتية بني حرفني للمضارعة (الياء‪ ،‬والتاء)‪.‬‬

‫ونلحظ أن الرتكيب املنتج عرب مراحل التحول تلك مل َيُْز اختيار اجلماعة حيث قرأ به مخسة قراء فحسب‪ ،‬وورود‬
‫القراءة يف حمتسب ابن جين تشري إىل ذلك أيضا ولعل سبب ذلك يكمن يف العدول عن األصل يف الصيغة املزيدة‪،‬‬
‫ووقوع احلذف يف سياق صويت غري مطرد‪.‬‬

‫ني﴾‬ ‫ِِ‬ ‫‪ 3‬ومن تشبيه احلرف األصلي ابلزائد يذكر ابن جين‪" :‬وحنو من هذا قراءة من قرأ‪ُِ :‬‬
‫[األنبياء‪]88‬‬ ‫﴿جني املُْؤمن َ‬
‫ني﴾ فحذف النون الثانية وإن كانت أصلية‪ ،‬وشبهها –الجتماع املثلني‪ -‬ابلزائدة‪ .‬فهذا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وهو يريد‪﴿ :‬نُْنجي املُْؤمن َ‬
‫(‪)20‬‬
‫تشبيه أصل بزائد التفاق اللفظني"‪.‬‬

‫ويف موضع آخر يقول‪" :‬ومن ذلك ما روي عن ابن كثري وأهل مكة‪﴿ :‬ونُ ِزُل املالئكة﴾ [الفرقان‪ ]25‬وكذلك‬
‫حمموال على أنه أراد‪( :‬ونُنَ ِزُل املالئكة) إال أنه حذف‬
‫روى خارجة عن أيب عمرو‪ .‬قال أبو الفت ‪ :‬ينبغي أن يكون ً‬
‫ِ‬
‫اللتقاء النونني استخفافًا‪ ،‬وشبهها مبا حذف من أحد املثلني الزائدين يف حنو‬ ‫النون الثانية اليت هي فاء فِعل َّنزل؛‬
‫ني﴾ أال‬‫ِِ‬ ‫قوهلم‪ :‬أنتم تَفكرون وتطهرون‪ ،‬وأنت تريد‪ :‬تتفكرون وتتطهرون‪ .‬وحنوه قراءة من قرأ‪﴿ :‬وَك َذلِ َ ِ‬
‫ك ُجني املُْؤمن َ‬ ‫َ‬
‫(‪)21‬‬
‫أصال ملا ذكران"‪.‬‬ ‫تراه يريد‪ :‬نُ ِ‬
‫نجي‪ ،‬فحذف النون الثانية وإن كانت ً‬

‫‪- 692 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫جاء يف القراءة حذف أحد الصوتني املتماثلني املتجاورين وهو فاء الفعل املتمثل يف النون الثانية‪ ،‬وأبقت نون‬
‫املضارع لداللته التصريفية‪ ،‬وعلل ابن جين هلذا احلذف بتشبيه األصلي ابلزائد كما يف حذف التاء الثانية الزائدة من‬
‫(تتفكرون‪ ،‬وتتطهرون)‪.‬‬

‫فاألصلي احملذوف ورد يف املوضعني ُِ‬


‫(جني)‪ ،‬و(نُ ِزُل)‪ ،‬أما الزائد احملذوف الذي َس َّوغ به ابن جين القراءة فقد‬
‫َّل له ب (تَ َف َّكرون)‪ ،‬و(تَطَ َّهرون)‪.‬‬
‫َمث َ‬
‫وتوجيه ابن جين مبين على أن القراءتني أصلهما (نُنَ ِجي‪ ،‬ونُنَ ِزُل) (‪ )22‬وهلذا شبههما ب (تَ َف َّكرون‪ ،‬وتَطَ َّهرون)‪.‬‬

‫ونلحظ أن الفعلني ُِ‬


‫(جني‪ ،‬ونُ ِزُل) ُم َ‬
‫ض َّعف العني أما (تفكرون‪ ،‬وتطهرون) فعلى صيغة (تفعَّل) املزيدة ابلتاء‬
‫وتضعيف العني‪.‬‬

‫وقد جاء احلذف يف الصيغة الثانية للتاء املزيدة أما يف صيغة (فَ َّعل) فاملتجاوران مها النون األوىل اليت تشري إىل‬
‫نوع الفع ل والنون الثانية اليت متثل فاء الفعل فإذا حذفت النون األوىل وقع اللبس بعدم حتديد نوع الفعل أما عند‬
‫حذف الثانية فإن األوىل تتضمنها مع اإلبقاء على حرف املضارعة يف داللته على نوع الفعل وصيغته‪ ،‬وأمن اللبس‬
‫يف هذا الرتكيب انتج عن مشاهبة األصلي ابلزائد حيث ورد عن العرب حذف الزائد املسبوق حبرف املضارعة يف‬
‫مثل (تفكرون‪ ،‬وتطهرون)‬

‫ويقوي التشبيه أيضا اتفاق الصيغتني يف تضعيف العني‪.‬‬

‫فَ َّعل ← نُ َفعِل ← نُ * ِعل‬

‫تَ َفعَّل ← تَتَ َفعَّل ← تَ * فَ َّعل‬

‫وقد أتثرت البنية املقطعية للصيغة األوىل حبذف فاء الفعل‪ ،‬ومتثل مقطعيا حبذف املقطع األول‪ .‬ففي قراءة‬
‫(جني ‪ ،cvv /cvc‬ونُ ِزُل ‪ ،)cv / cv/cvc‬وأما املستوى العميق فنجده (نُنَ ِجي ‪ ،cvv /cvc /cv‬ونُنَ ِزُل ‪/cv‬‬
‫ُِ‬
‫‪)cv / cv/cvc‬‬

‫‪- 693 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الشبه الصويت يف الصوائت‪:‬‬

‫‪ 1‬من أمثلة الشبه الصويت يف الصوائت تداخل اجلمعني (السامل واملكسر) يف كلمة (الشياطون)‪ ،‬يقول ابن جين‪:‬‬
‫"ومن ذلك قراءته أيضا‪﴿ :‬وما تنزلت به الشياطون﴾ [الشعراء ‪ .]211‬قال أبو الفت ‪ :‬هذا مما يعرض مثله للفصي ؛‬
‫لتداخل اجلمعني عليه‪ .‬وتشاهبهما عنده‪ ،‬وعلى كل حال ف (الشياطون) غلط‪ ،‬لكن يُ ْشبِ ُههُ‪ ،‬كما أن من مهز مصائب‬
‫(‪)23‬‬
‫كذلك عنهم"‪.‬‬

‫ويذكر العكربي أنه تشبيه ابلغلط يقول‪(" :‬ولكن الشياطني) ‪ ...‬قرأ احلسن (الشياطون) وهو كالغلط شبه‬
‫(‪)24‬‬
‫ويقول أيضا‪" :‬قوله تعاىل‪( :‬الشياطني)‪ ،‬ابلياء وهو األصل‪ ،‬وقرئ‬ ‫فيه الياء قبل النون بياء مجع التصحي "‪.‬‬
‫(الشياطون) ابلواو وفت النون‪ ،‬مثل مجع التصحي ‪ ،‬قال ابن جين‪ :‬هو كالغلط من قارئه‪ ،‬وقال غريه‪ :‬الواحد َشيَاط‬
‫ف به‪ ،‬ومجع مجع التصحي ‪ .‬فأما (الشياطني على هذا فياعيل على املشهور"‪ )25(.‬وأورد أبو حيان‪:‬‬ ‫ِ‬
‫مصدر مث ُوص َ‬
‫ٌ‬
‫(‪)26‬‬
‫"(الشياطون) ابلرفع ابلواو وهو شاذ‪ ،‬قاسه على قول العرب‪ :‬بستان فالن حوله بساتون رواه األصمعي"‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن قراءة (الشياطون) ليست قراءة اجلمهور‪ ،‬وإمنا وردت عن احلسن وزاد أبو حيان الضحاك‬
‫معه‪ ،‬وحكم عليها ابن جين ابلغلط وتبعه العكربي‪ ،‬لكن ابن جين التمس عذرا للقارئ أبنه التبس عليه مجع التكسري‬
‫والتصحي فشبه أحدمها ابآلخر‪ .‬وقرن أبو حيان القراءة ابستعمال عريب رواه األصمعي وهو (بساتون) واألصل‬
‫(بساتني) فشبه الياء بياء مجع املذكر السامل‪.‬‬

‫ومل تتأثر البنية املقطعية للقراءة هبذا التغري ( ‪)cv /cvv /cvv /cv /cvc‬؛ ألنه استبدال صائت‬
‫بصائت‪ ،‬ولكن أبعاد هذا التغري تظهر يف حتويل الصيغة الصرفية من مجع التكسري إىل مجع التصحي ‪ ،‬وكون النون‬
‫صوات يسهم يف بناء اجلذر اللغوي إىل عنصر من عناصر الزايدة اليت تشري إىل عدم اإلضافة ومكمل لعالمة مجع‬
‫التصحي ‪.‬‬

‫فهنا نلحظ تضافر املكون الصويت مع املكون الصريف وأتثري الصوت يف صياغة الكلمة وتصنيفها‪.‬‬

‫تشبيها ابجلزم‪ .‬أورد‬


‫‪ 2‬ومن األمثلة كذلك تكرار احلرف املعتل وهو شبه صائت يف هناية الكلمة مظنة احلذف ً‬
‫﴿ال يَ ْستَ ْحيِي﴾ [البقرة‪ ]26‬وزنه (يستفعل) ومل يستعمل منه فعل بغري السني‪ ،‬وليس معناه‬
‫العكربي‪" :‬قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫االستدعاء‪ ،‬وعينه والمه ايءان‪ ،‬وأصله احلياء ومهزة احلياء بدل من الياء‪ ،‬وقرئ يف الشاذ (يستحي) بياء واحدة‬

‫‪- 694 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫واحملذوفة هي الالم كما حتذف يف اجلزم‪ ،‬ووزنه على هذا (يستفع)‪ ،‬إال أن الياء نقلت حركتها إىل العني وسكنت‪،‬‬
‫(‪)27‬‬
‫وقيل‪ :‬احملذوف هي العني وهو بعيد"‪.‬‬

‫يتض أن الفعل (يستحيي) على وزن (يستفعل) وعينه والمه ايء ويسمى عند علماء الصرف اللفيف املقرون‪،‬‬
‫واألصل أال يذف آخره يف غري اجلزم‪ ،‬إال أنه ورد يف القراءة بياء واحدة تشبيها ابجملزوم‪.‬‬

‫ف يف حتديد الياء‬ ‫ومما م َّهد هلذا احلذف تكرار الياء لغرض التخفيف واكتفاء إبحدامها عن األخرى‪ ،‬و ِ‬
‫اختُل َ‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫احملذوفة‪ ،‬ورج العكربي حذف الالم أي الياء الثانية ووصف القول اآلخر ابلبعد لغياب علة حذف األوىل‪ ،‬ووضوح‬
‫سبب حذف الثانية‪ ،‬وهو تشبيهه ابجملزوم املعتل اآلخر‪.‬‬

‫ويذكر الشيخ القاضي أن حذف الياء يف (يستحيي) لغة‪ ،‬يقول‪" :‬قرأ ابن حميصن (ال يستحيي) بكسر احلاء وايء‬
‫(‪)28‬‬
‫واحدة ساكنة هنا خاصة وهي لغة متيم وبكر بن وائل"‪.‬‬

‫ونلحظ أن انتقال القراءة من إثبات الياء إىل حذفها أدى إىل تغري البنية املقطعية اليت تشتمل على بعض أصوات‬
‫اجلذر وهي الم الكلمة‪ ،‬وذلك له تداعيات صرفية وحنوية كذلك‪.‬‬

‫فالبنية املقطعية لكلمة (يَ ْستَ ْحيي) هي ( ‪ )cvv /cvc /cvc‬أما كلمة (يَ ْستَحي) فبناؤها املقطعي هو‬
‫( ‪ ) cvv /cv /cvc‬حيث أدى حذف الياء إىل تغري املقطع الثاين املغلق إىل مقطع قصري يشتمل على صدر‬
‫ونواة‪ ،‬وقد جند يف بناء (يستحي) خفة انجتة عن تنوع املقاطع وعدم تكرار األمثال إال أن ذلك يصطدم مع قاعدة‬
‫صرفية تتمثل يف إسقاط قطعة صوتية متثل جزءا من جذر الكلمة‪ ،‬أما على املستوى النحوي ففيه إبطال قاعدة‬
‫حنوية‪ ،‬وهي حذف حرف العلة من غري اجملزوم‪.‬‬

‫لذلك كانت القراءة املتواترة هي األوىل (يستحيي) إبثبات الياء الثانية‪ ،‬والشذوذ من نصيب القراءة الثانية وإن‬
‫اشتملت على عناصر صوتية أكثر خفة‪ ،‬ومن هنا أتيت أمهية التكامل بني اجلوانب الصوتية والقيود الصرفية والنحوية‬
‫إلنتاج االستعمال األقرب إىل موافقة أنظمة اللغة والعالقات بينها‪.‬‬

‫ف َعلَْي ِه ْم َوَال ُه ْم‬ ‫‪ 3‬ومنه قلب ألف املقصور ايء‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬يف قوله تعاىل‪﴿ :‬فَ َم ِن اتَّبَ َع ُه َد َ‬
‫اي فَ َال َخ ْو ٌ‬
‫(ه َدي)‪ ...‬قال يل أبو علي‪ :‬وجه قلب هذه األلف لوقوع ايء ضمري املتكلم‬ ‫َْيَزنو َن﴾ [البقرة ‪ ]38‬ويف قراءة النيب‪ُ ...‬‬
‫بعدها أنه موضع يَْن َك ِسر فيه الصحي ‪ ،‬حنو‪ :‬هذا غالمي‪ ،‬ورأيت صاحيب؛ فلما مل يتمكنوا من كسر األلف قلبوها‬
‫صي‪ ،‬وهذا فيت‪ ،‬أي‪ :‬عصاي وفتاي‪ ،‬وشبهوا ذلك بقولك‪ :‬مررت ابلزيدين‪ ،‬ملا مل يتمكنوا من‬ ‫ايء‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذه َع َ‬

‫‪- 695 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫كسر األلف للجر قلبوها ايء وال جيوز على هذا أن تقلب ألف التثنية هلذه الياء‪ ،‬فتقول‪ :‬هذان غالمي‪ ،‬ملا فيه من‬
‫(‪)29‬‬
‫عصي"‪.‬‬
‫زوال علم الرفع‪ ،‬ولو كانت ألف عصا وحنوها علما للرفع مل جيز فيها َ‬

‫وجها لتشديد الياء يف قراءة (هدي) أبن األلف قلبت ايء لتجاورها مع ايء املتكلم اليت‬
‫ويلتمس ابن جين ً‬
‫تكسر الصحي قبلها للمناسبة فلما تعذر كسر األلف قلبت ايء وبتعبري علم األصوات احلديث األلف حركة طويلة‬
‫وال جيوز اجلمع بني حركتني يف موضع واحد (الفتحة الطويلة والكسرة القصرية) فقلبت األلف ايء وأدغمت يف ايء‬
‫املتكلم‪.‬‬

‫وشبه ابن جين قلب األلف ايء بقوهلم‪ :‬مررت ابلزيدين فالياء اليت قبل النون ملا تعذر فيها األلف للجمع بني‬
‫األلف والكسرة قلبت ايء‪.‬‬

‫وتتغري البنية املقطعية تبعا هلذا التحول يف القراءة‪ ،‬فاألصل (هداي) مكون من (‪ ،)cv/cvv/cv‬أما قراءة‬
‫ي) فتشتمل على (‪ ) cv/cvc/cv‬والفرق بينهما يكمن يف حتول املقطع الثاين إىل متوسط مغلق‪ ،‬وقد كان‬
‫(ه َد َّ‬
‫ُ‬
‫متوسطا مفتوحا يف القراءة األوىل‪.‬‬

‫ويظهر مسوغ القراءة يف الشبه الصويت بني قلب األلف ايء قبل ايء املتكلم وقلب ألف التثنية ايء عند كسرها يف‬
‫حاليت النصب واجلر حيث جند وجه الشبه موفورا يف االستعمالني وهو تعذر اجلمع بني األلف والكسرة‪.‬‬

‫ب األلف ايءً‪،‬‬
‫وإيل) يف قوله‪" :‬الوجه فيه‪ :‬أنَّه قَلَ َ‬‫(علَ َّي‪ََّ ،‬‬
‫ي) وتشديد الياء يف َ‬
‫(ه َد َّ‬
‫وربط العكربي بني قراءة ُ‬
‫ْسر هلا ما قبلها يف االسم الصحي‬ ‫وإيل‪ ،‬وذلك َّ‬
‫أن الياءَ يُك َ‬ ‫علي ََّ‬
‫وأ َْد َغ َمها يف الياء األخرى‪ ،‬كما فَ َعلوا ذلك يف َّ‬
‫(‪)30‬‬
‫فَ ُجعِل بَ َد ُل ال َك ْس ِر هنا الياءُ"‪.‬‬

‫استعماال يف اللغة من اآلخر‪ ،‬حيث يكون التشابه بينهما‬


‫ً‬ ‫شيوعا و‬
‫فهنا يظهر الربط بني استعمالني‪ :‬أحدمها أكثر ً‬
‫(‪)31‬‬
‫ي) إىل لغة هذيل‪.‬‬
‫(ه َد َّ‬
‫شيوعا‪ ،‬وقد عزا الزخمشري وأبوحيان قراءة ُ‬
‫مسو ًغا لورود األقل ً‬

‫‪ 4‬تشبيه الواو والياء ابأللف يف تسكني آخر املضارع‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬من ذلك قراءة احلسن‪﴿ :‬أَْو يَ ْع ُفو‬
‫الَّ ِذي﴾ [البقرة‪ ]237‬ساكنة الواو‪ .‬قال أبو الفت ‪ :‬سكون الواو من املضارع يف موضع النصب قليل‪ ،‬وسكون الياء فيه‬
‫حترك أبدا‪ ،‬وذلك كقولك‪ :‬أُريد أن حتيا‪ ،‬و ُّ‬
‫أحب أن تسعى‪،‬‬ ‫أكثر‪ .‬وأصل السكون يف هذا إمنا هو لأللف؛ ألهنا ال َّ‬
‫مث ُشبِهت الياءُ ابأللف‪ ،‬فجاء عنهم جميئًا كاملستمر‪ ...‬وكان أبو العباس يذهب إىل أن إسكان هذه الياء يف موضع‬

‫‪- 696 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫النصب من أحسن الضرورات؛ وذلك ألن األلف ساكنة يف األحوال كلها‪ ،‬فكذلك جعلت هذه‪ ،‬مث شبِهت الو ُاو‬
‫ِ (‪)32‬‬
‫يف ذلك ابلياء"‪.‬‬

‫فقد ورد تسكني الواو يف هناية املضارع املنصوب واألصل الفت وقد علل ابن جين لذلك بتشبيه الواو ابأللف‬
‫اليت ال تتحمل حركة يف كل األحوال‪.‬‬

‫وقد تبع الزخمشري ما ذهب إليه ابن جين‪ ،‬فقال‪" :‬قرأ احلسن‪( :‬أو يَ ْع ُفو الذي) بسكون الواو‪ ،‬وإسكان الواو‬
‫(‪)33‬‬
‫والياء يف موضع النصب تشبيه هلما ابأللف"‪.‬‬

‫وإبمكاننا الكشف عن أثر هذا التحول عن األصل يف البنية املقطعية للكلمة‪ ،‬فالقراءة األوىل (‪)cv/cv/cvc‬‬
‫متثل الواو املفتوحة مقطعا قصريا‪ ،‬وهو املقطع الثالث للكلمة‪ ،‬أما قراءة (يَ ْع ُفو) يف الوقف فتشتمل على (‪)cvv/cvc‬‬
‫مقطعني متوسطني األول‪ :‬مغلق‪ ،‬والثاين‪ :‬مفتوح‪ .‬وعند الوصل تسقط الواو‪ ،‬يقول أبو حيان‪" :‬الواو تسقط يف‬
‫الوصل؛ اللتقائها ساكنة مع الساكن بعدها"‪ )34(.‬فتصب البنية املقطعية (‪.)cv/cvc‬‬

‫ويعلل أبو حيان اختيار احلسن سكو َن الواو بقوله‪" :‬فعل ذلك استثقاال للفتحة يف حرف العلة‪ ،‬فتقدر الفتحة‬
‫(‪)35‬‬
‫فيها كما تُ َقدَّر يف األلف‪ ،‬وأكثر العرب على استخفاف الفتحة يف الواو والياء"‪.‬‬

‫ويبدو أن القراءة الثانية أخف نطقا‪ ،‬ولكن البد أن نذكر أهنا تبطل قاعدة حنوية تتمثل يف إظهار حركة اإلعراب‪،‬‬
‫أما يف الوصل فإىل جانب أمهية إظهار احلركة جند التقاء الساكنني؛ لذلك كان الفت اختيار اجلمهور‪.‬‬

‫تشبيها لصوت هاء اإلشارة بصوت هاء الضمري‪ ،‬يقول ابن جين‪:‬‬ ‫‪ 5‬ومنها متديد الكسرة من قوله‪( :‬هذهي) ً‬
‫﴿ه ِذ ِهي َسبيلِي﴾ [يوسف‪ ]108‬وحنوه فزائدة‪ ،‬حلقت بعد اهلاء تشبيها هلا هباء اإلضمار‬
‫"فأما الياء الالحقة بعد اهلاء يف َ‬
‫ت قلت‪:‬‬‫يف حنو‪ :‬مررت هبي‪ ،‬ووجه الشبه بينهما أن كل واحد من االمسني معرفة مبهمة ال جيوز تنكريه‪ ،‬وإذا َوقَ ْف َ‬
‫يسكنها عند الوقف عليها‪ ،‬كما أن منهم من‬ ‫هذه‪ ،‬فأسكنت اهلاء‪ .‬ومنهم من يدعها على سكوهنا يف الوصل كما ِ‬

‫أمس‪ ،‬وذكر أبو احلسن أهنا لغة ِأل َْزِد َّ‬


‫يسكن اهلاء املضمرة إذا وصلها فيقول‪ :‬مررت بِ ْه ِ‬
‫(‪) 36‬‬
‫السراة"‪.‬‬

‫يتض من نص ابن جين أن متديد الكسرة يف قوله‪( :‬هذهي) يشبه متديدها يف هاء الضمري يف حنو‪ :‬مررت‬
‫هبي؛ ألهنما متماثالن يف اللفظ أي متحدان يف الصوت‪ ،‬ويف موضع ورودمها (اهلاء يف آخر ِ‬
‫هذه وهاء الضمري يف‬
‫بِِه) وأن كال من ( هذه وهاء الضمري) اسم معرفة مبهم ال جيوز تنكريه‪ .‬وأضاف أن اهلاء يف (هذه) تسكن يف الوقف‬

‫‪- 697 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫وقد جيري الوصل جمرى الوقف يف سكون اهلاء وكذلك وردت هاء الضمري ساكنة يف الوصل‪ .‬مث أهنى حديثه‬
‫ابالحتجاج على صحة القراءة بلهجة أزد السراة‪.‬‬

‫ونوض صلة هذه القراءة ابألصل ووجه الشبه بينهما فيما يلي‪:‬‬

‫األصل يف القراءة ← َه ِذهِ (‪)cv/cv/cvv‬‬

‫القراءة احملولة عن األصل ← هذهي (‪)cvv/cv/cvv‬‬

‫وقد ُشبهت القراءة الثانية إبطالة الكسرة يف هاء الضمري ِ‬


‫(هبي) حيث حتول فيه املقطع الثاين من قصري إىل متوسط‬
‫مفتوح‪.‬‬

‫وجه الشبه متمثل يف االحتاد الصويت (اهلاء) واالحتاد يف املوقع؛ فاهلاء يف كِال املوضعني يف هناية الكلمة‪ ،‬وكون‬
‫االمسني معرفة مبهمة ال جيوز تنكريه‪.‬‬

‫ونلحظ أن الفرق الصويت بني القراءتني يظهر يف حتول املقطع األخري من مقطع قصري إىل متوسط مفتوح‪ ،‬ويشبه‬
‫هذا اإلجراء النطقي ما أطلق عليه علماؤان مطل احلركة‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬احلركة إذا مطلتها َّأدتك إىل صورة أخرى‬
‫(‪)37‬‬
‫غري صورهتا‪ .‬وهي األلف والياء والواو يف منتزاح‪ ،‬والصياريف‪ ،‬وأنظور"‪.‬‬

‫‪ 6‬من أمثلة الشبه الصويت يف الصوائت احلركة العارضة اللتقاء الساكنني‪ ،‬يقول سيبويه يف فت امليم قبل لفظ‬
‫اجلاللة‪" :‬والفت يف حرفني‪ :‬أحدمها يف قوله عز وجل‪﴿ :‬آملَ * هللا﴾ [آل عمران‪ ،]1‬ملا كان من كالمهم أن يفتحوا‬
‫َّ‬
‫ومن الرسول‪ِ ،‬‬
‫وم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللتقاء الساكنني‪ .‬فتحوا هذا‪ ،‬وفرقوا بينه وبني ما ليس هبجاء‪ .‬ونظري ذلك قوهلم‪ :‬م َن هللا‪َ ،‬‬
‫(‪) 38‬‬
‫ف"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وشبَّهوها أبَيْ َن وَكْي َ‬
‫ت يف كالمهم ومل تكن ف ْع ًال وكان الفت أخف عليهم فتحوا‪َ ،‬‬
‫املؤمنني؛ لَ َّما َكثَُر ْ‬

‫نلحظ يف نص سيبويه أن احلركة العارضة اللتقاء الساكنني يف القراءة هي الفتحة على امليم‪ ،‬وعلل لورودها ابخلفة‬
‫ف)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كما يف (م َن هللا‪ ،‬وم َن الرسول) وشبهوا فتحة امليم هنا ابلفتحة يف (أَيْ َن‪ ،‬وَكْي َ‬

‫واحلديث هنا عن التشابه بني استعمالني يف جلب الفتحة لعلة صوتية‪ ،‬وهي جتنب التقاء الساكنني‪.‬‬

‫وقد أحدث استدعاء الفتحة هنا تغريا يف البنية املقطعية للقراءة حيث انشطر املقطع الطويل (‪ )cvvc‬الذي‬
‫(ميم) إىل مقطعني (‪ )cv/cvv‬عند فت امليم‪.‬‬
‫تشكله ْ‬

‫‪- 698 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫ويدخل فت امليم هنا يف ابب اختيار األفضل من حيث اخلفة واالنسجام الصويت؛ ألن التحريك ابلكسر يؤدي‬
‫إىل الثقل الناتج عن توايل الياء (حركة طويلة) والكسرة اجملتلبة اللتقاء الساكنني‪ ،‬أما الفتحة فتكسر توايل املثلني‬
‫ت لوجهني‪ :‬أحدمها‪ :‬كثرة استعمال اسم هللا بعدها‪ ،‬والثاين‪ :‬ثقل‬ ‫ِ‬
‫وتنحو إىل التنوع يف احلركة‪ .‬ويقول العكربي‪" :‬فُت َح ْ‬
‫(‪)39‬‬
‫الكسرة بعد الياء والكسرة"‪.‬‬

‫ويذكر سيبويه يف ابب مساه (هذا ابب ما يضم من السواكن إذا حذفت بعد ألف الوصل) "وذلك احلرف الواو‬
‫ض َل بَْي نَ ُك ْم﴾ [البقرة‪،]237‬‬
‫مفتوحا‪ ،‬وذلك قوله عز وجل‪﴿ :‬وال تَْن َس ُوا الْ َف ْ‬ ‫اليت هي عالمة اإلضمار‪ ،‬إذا كان ما قبلها ً‬
‫ص َل بينها وبني الواو اليت من نفس احلرف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اخ َش ُوا هللا‪ .‬فزعم اخلليل أهنم جعلوا حركة الواو منها ليُ ْف َ‬
‫َوَرَم ُوا ابنك‪ ،‬و ْ‬
‫الفضل بَْي نَ ُك ْم﴾ وجعلوها مبنزلة ما كسروا من السواكن‪ ،‬وهي قليلة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫﴿وال تَْن َس ِوا‬
‫حنو‪ :‬واو ْلو وأ َْو‪ .‬وقد قال قوم‪َ :‬‬
‫مفتوحا ما قبلها‪.‬‬
‫ً‬ ‫اخ َش ُوا الرجل وحنوها‪ ،‬حيث كانت ساكنة‬
‫استَطَ ْعنَا﴾ [التوبة‪ ]42‬شبَّهوها بواو ْ‬
‫وقد قال قوم‪﴿ :‬لَ ُو ْ‬
‫﴿وال تَْن َس ِوا الْ َف ْ‬
‫(‪)40‬‬
‫ض َل بَْي نَ ُك ْم﴾"‪.‬‬ ‫وهي يف القلة مبنزلة‪َ :‬‬
‫فاحلركة العارضة اللتقاء الساكنني يف موضع التقاء واو اجلماعة بساكن بعدها قد روعي فيها املخالفة بينها‬
‫(لو‪ ،‬و ْأو)‪ ،‬وحينما توافقت القراءاتن يف التحريك ابلضم يف قراءة (لَ ُو استطعنا) جلئوا‬
‫وبني حركة التقاء الساكنني مع ْ‬
‫جامعا‬
‫إىل التشبيه الصويت لتوجيه القراءة حيث كانت الواو الساكنة يف آخر الكلمة يتلوها ساكن يف أول ما بعدها ً‬
‫مشرتًكا بني االستعمالني‪.‬‬

‫ب نطق الواو ساكنة وبعدها ساكن يف الوصل‪ .‬لذلك جاءت احلركة لتخفف من هذا الثقل‬
‫يصع ُ‬
‫ويتض أنه ُ‬
‫نوعا ما؛ ألن هذه األمثلة حتتاج إىل جهد عضلي يف نطق الواو مضمومة بعد حركة خمالفة هلا وهي الفتحة (وال‬ ‫ً‬
‫تَْن َس ُوا الفضل)‪ ،‬وأما القراءة بكسر الواو فليست أفضل حاال الجتماع الفتحة والكسرة ويتوسطهما شبه احلركة الواو‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الشبه الصويت بني الصوامت والصوائت‪:‬‬

‫يعرض املبحث جلوانب الشبه الصويت بني نوعي األصوات اللغوية فيُ َشبَّه الصامت ابلصائت‪ ،‬ومنه‪:‬‬

‫﴿م ْستَ ْه ِزءو َن﴾ [البقرة‪ ]14‬يقرأ بتحقيق اهلمزة وهو األصل‪،‬‬
‫‪ 1‬تشبيه املبدل ابألصلي‪ ،‬أورد العكربي‪" :‬قوله تعاىل‪ُ :‬‬
‫وبقلبها ايء مضمومة النكسار ما قبلها ومنهم من يذف الياء لشبهها ابلياء األصلية يف مثل قولك‪ :‬يرمون‪ ،‬ويضم‬
‫(‪)41‬‬
‫ئ هبِِ ْم﴾ [البقرة‪."]15‬‬
‫الزاي‪ ،‬وكذلك اخلالف يف تليني مهزة‪﴿ :‬يَ ْستَ ْه ِز ُ‬

‫‪- 699 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫فالم الكلمة ميثل موضع التغري يف القراءة حيث أبدل من اهلمزة ايء لذلك كانت اهلمزة أصلية والياء مبدلة وقد‬
‫عومل اللفظ معاملة ما المه ايء أصلية فحذفوها كما حتذف الياء يف (يرمون) وأصلها (يرميون)‪.‬‬

‫وقد مرت القراءة مبراحل ثالثة‪ ،‬األوىل على األصل وهي (يستهزءون) والثانية إببدال اهلمزة ايء مضمومة‬
‫(يستهزيون) والثالثة حبذف الياء لشبهها ابلياء األصلية‪.‬‬

‫يستهزءون (‪)cv/cvv/cv/cvc/cvc‬‬

‫↓‬

‫يستهزيون (‪)cv/cvv/cv/cvc/cvc‬‬

‫↓‬

‫يستهزون (‪)cv/cvv/cvc/cvc‬‬

‫مضارعا وأُسنِ َد لواو اجلماعة أو ايء املخاطبة فيحذف حرف‬


‫ً‬ ‫وقاعدة حذف الم الفعل الناقص أنه "إذا كان‬
‫العلة ويفت ما قبله إن كان احملذوف ألفا كما يف املاضي‪ ،‬ويؤتى حبركة جمانسة لواو اجلماعة أو ايء املخاطبة إن كان‬
‫احملذوف واوا أو ايء فتقول يف حنو‪ :‬يسعى الرجال يسعون وتسعني اي هند ويف حنو‪ :‬يغزو ويرمي الرجال يغزون ويرمون‬
‫(‪)42‬‬
‫وتغزين وترمني اي هند"‪.‬‬

‫وليس الفعل (هزأ) من الناقص يف شيء ولكن ملا أبدلت مهزته ايء أشبه الناقص فأجروا حكمه عليه يف حذف‬
‫آخره عند اتصاله بواو اجلماعة أو ايء املخاطبة‪ ،‬وهنا يظهر الدور الوظيفي للصوت يف بناء الكلمة وتشكيل صيغتها‬
‫الصرفية‪.‬‬

‫وال جند فرقًا صوتيا بني القراءتني األوىل والثانية يف البنية املقطعية‪ ،‬أما القراءة الثالثة فتغريت بنيتها املقطعية نتيجة‬
‫حلذف الياء حيث سقط املقطع الثالث ولكن ملا حذفت الياء جذبت الزاي الصائت الطويل (الواو)‪ ،‬وشكلت معه‬
‫مقطعا متوسطا مفتوحا‪.‬‬

‫وميكن متثيل ذلك ابآليت‪:‬‬

‫ز ِ‪ /‬يو ← (‪)cvv/cv‬‬

‫‪- 700 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫زو‪).../cvv( ← ... /‬‬

‫فلما حذفت الياء احتاج الصائت الطويل (الواو) إىل حيز صاميت ميثل صدر املقطع فانتقل إىل الزاي قبله مما‬
‫َّأدى إىل سقوط مقطع قصري‪ ،‬ومن مظاهر حركية اللغة أنه عند حذف مقط ٍع ال يبقى موضعه فار ًغا‪ ،‬وإمنا تُعيد‬
‫الكلمة صياغة بنائها املقطعي حمتفظة مببدأ سالمة التكوين‪ ،‬واالنسجام والرتاتب الصويت للكلمة‪.‬‬

‫ت‪ .‬وحكى أمحد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ت‪ :‬ظَْل ُ‬
‫ت‪ ،‬ويف ظَل ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬م ْس ُ‬
‫‪ 2‬ومنه تشبيه املضاعف ابملعتل يف قول ابن جين‪" :‬قالوا يف َمس ْس ُ‬
‫(‪)43‬‬
‫املضاعف ابملعتل العني"‪.‬‬
‫َ‬ ‫بن يىي احلذف يف حنو ذلك من املكسور‪ ،‬حنو َِمش ْمت واببه‪ .‬وذلك كله على تشبيه‬

‫ِ‬
‫الظاء‪،‬‬ ‫ت﴾[طه‪ ،]97‬يُ ْقرأ بفت‬ ‫وحذف الالم األوىل عند العكربي من ابب التخفيف‪ ،‬يقول‪" :‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ظَْل َ‬
‫(‪)44‬‬ ‫ئ به‪ ،‬إال أهنم حذفوا الالم األوىل ختفي ًفا‪ ،‬وب ِقيت الظاء على ِ‬
‫فتحها"‪.‬‬ ‫وأَصله ظَلِْلت‪ ،‬وقد قُ ِر َ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫فشبِ َه ْ‬
‫ت‬ ‫ت﴾ [طه‪ ]97‬هو الالم األوىل؛ ألهنا موضع العني ُ‬ ‫واملفهوم من قول ابن جين َّ‬
‫أن احملذوف يف قراءة ﴿ظَْل َ‬
‫(‪)45‬‬
‫ابملعتل العني عند اتصاله بضمري رفع متحرك‪.‬‬

‫ومسوغ إسقاط العني من اللفظ (ظل ْلت) هو تشبيه الصحي ابملعتل؛ ألن القاعدة الصرفية توجب حذف عني‬

‫ت‪ ،‬وابع ← بِ ْع َ‬
‫ت وهكذا‪.‬‬ ‫الفعل األجوف إذا اتصل به ضمري رفع متحرك مثل‪ :‬قال ← قُ ْل َ‬

‫أما الفعل الصحي فال جتري عليه تلك القاعدة‪ ،‬إال أهنم أجازوا حذف عني املضعف عند اتصاله بضمري‬
‫الرفع املتحرك مبسوغ الشبه الصويت بني الصيغتني‪.‬‬

‫ت)‬
‫وجلَ ْس َ‬ ‫فالفعل (ظَ َّل) عند اتصاله بضمري رفع يُ َفك التضعيف وتُ َس َّكن الالم اجملاورة للضمري كما يف ( َكتَ ْب َ‬
‫ت‪َ ،‬‬
‫ت) فَتُ َحَّرك الالم األوىل ابلكسر اللتقاء الساكنني وهذا هو األصل‪.‬‬
‫فتصب (ظَْل ْل َ‬

‫وهناك اجتاه آخر يف نطق اللفظ قبل احلركة العارضة اللتقاء الساكنني وهو حذف الالم األوىل تشبيها هلا ابملعتل‬
‫العني إذ املعتل يعامل معاملة الساكن وحذفه هو األصل عند اتصال الفعل بضمري رفع متحرك فَ ُشبِه هذا بذاك‪.‬‬

‫ت (كسر الالم األوىل اللتقاء الساكنني)‬ ‫ِ‬


‫ت ← ظَل ْل َ‬
‫ظَ َّل ← ظَْل ْل َ‬
‫↓‬

‫ت (حذف الالم األوىل تشبيها للمضعف ابملعتل العني)‬


‫ظَْل َ‬

‫‪- 701 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫ت)‬ ‫ِ‬
‫ت) (‪ )cv/cvc/cv‬واللفظ (ظَْل َ‬ ‫والفرق بني االختيارين واض من حيث البنية املقطعية فاللفظ (ظَل ْل َ‬
‫(‪ .) cv/cvc‬فاملقطع الثاين فقد حيزه الصاميت الشاغل صدر املقطع ونواته ومل يبق منه إال القفل (الالم الساكنة)‬
‫وختْتَ َزل البنية املقطعية للفظ يف مقطعني‪.‬‬
‫اليت التحقت ابملقطع األول لتشغل قفله ُ‬

‫ت)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ت) أما ظَْلت فتوزن على (فَ ْل َ‬
‫ت توزن على (فَع ْل َ‬
‫تغيريا يف الصيغة الصرفية فظَل ْل َ‬
‫وقد استتبع ذلك ً‬
‫‪ 3‬وكما أن الصامت يُ َشبَّه ابلصائت فإن صائت أيضا يُ َشبَّه ابلصامت‪ ،‬ومنه تشبيه األلف ابحلروف الصحاح‬
‫"﴿ال َختْ َشى﴾ [طه ‪ ]77‬فعلى القراءة األوىل هو مرفوع مثل‬
‫يف عدم حذفها يف هناية املضارع اجملزوم‪ ،‬أورد العكربي‪َ :‬‬
‫املعطوف عليه‪ ،‬وجيوز أن يكون التقدير‪ :‬وأنت ال ختشى‪ ،‬وعلى قراءة اجلزم هو حال‪ :‬أي وأنت ال ختشى؛ وجيوز‬
‫أن يكون التقدير فاضرب هلم غري خاش‪ ،‬وقيل األلف يف تقدير اجلزم شبهت ابحلروف الصحاح‪ .‬وقيل‪ :‬نشأت‬
‫(‪)46‬‬
‫إلشباع الفتحة ليتوافق رءوس اآلي"‪.‬‬

‫اعتماد القائل به‬


‫َ‬ ‫ف)‬
‫فنلحظ يف أحد توجيهات قراءة (ال ختشى) على قراءة جزم املعطوف عليه وهو (ال َختَ ْ‬
‫على الشبه الصويت حيث ُشبِ َهت األلف ابحلرف الصحي يف هذا املوضع فلم حتذف واألصل أن حت َذف للجزم‪.‬‬

‫ف) على النهي‪،‬‬‫وتعود قراءة اجلزم حلمزة وهو من القراء السبعة‪ ،‬يقول ابن خالويه‪" :‬قرأَ محزةُ وحده (ال َختَ ْ‬
‫وسقطت األلف لسكوهنا وسكون الفاء‪ .‬فإن قيل‪ :‬فعالم نَ َس َق‪( :‬وال َختْشى)؟ فاجلواب يف ذلك أنه جعل (وال‬
‫ئك فال تَْن َسى﴾ [األعلى‪ . ]6‬وفيه جواب آخر‪ :‬أن يكون‬ ‫﴿سنُ ْق ِر َ‬
‫َختْ َشى) ُم ْستَأنَ ًفا‪ ،‬و(ال) مبعَن (ليس)‪ .‬كما قال‪َ :‬‬
‫اجب‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬‫جمزوما من أصل و ٍ‬‫ش)‪ ،‬مث زاد األلف لرءوس اآلي‪ ،‬وجعله ً‬ ‫ف َد َرًكا وال َختْ َ‬
‫أراد النهي؛ (ال َختَ ْ‬
‫مبا القَت لَبو ُن ب ِين ِز ِ‬
‫أََملْ َأيْتِ َ‬
‫(‪)47‬‬
‫ايد"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يك واألَنْباءُ تَْنمي‬

‫ومعادال للقول إبشباع احلركة "واإلشباع الصويت يتكون من تضام حركتني‬


‫ً‬ ‫وهلذا كان الشبه الصويت مسوغا للقراءة‬
‫مطال‬
‫معا حركة مقطعية واحدة‪ ،‬لكنها ممطولة ً‬
‫(حركة املقطع األساسية ‪ +‬حركة اإلشباع الثانوية) حبيث تَْن ُج ُم منهما ً‬
‫ائدا عن احلد الطبيعي ملثلها يف نفس موقعيتها" (‪ ،)48‬ولعل استشهاد ابن خالويه ميكن أن ُْيتَ َّج به على الشبه‬
‫كميا ز ً‬
‫الصويت أيضا بني الصحي واملعتل‪.‬‬

‫(ختْشى) وهي‬
‫وقد أدى القول ابملشاهبة الصوتية يف قراءة اجلزم إىل االحتفاظ ابلبنية املقطعية للفظ َ‬
‫(‪)cvv/cvc‬‬

‫‪- 702 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫‪ 4‬ومنها محل املعتل (املنقوص) على الصحي يف قول العكربي‪﴿" :‬أو كانوا غُزى﴾ [آل عمران‪ ]156‬اجلمهور‬
‫على تشديد الزاي وهو مجع غاز؛ والقياس غزاة كقاض وقضاة‪ ،‬لكنه جاء على (فُعَّل) محَْ ًال على الصحي حنو‪:‬‬
‫(‪)49‬‬
‫وص َّوم"‪.‬‬
‫وش َّهد وصائم ُ‬
‫شاهد ُ‬

‫ى) مجع (غا ٍز) آخره ايء الزمة مكسور ما قبلها قد ُشبِه مجعها‬
‫(عَّز ً‬
‫يتض من قول العكربي أن قراءة اجلمهور ُ‬
‫ص َّوم‪ .‬واألصل يف (غا ٍز) أن جيمع على (غُزاة)‪.‬‬
‫جبمع الصحي كما يف شاهد ُش َّهد‪ ،‬وصائم ُ‬

‫ونلحظ يف كلمة (صائم) أهنا معتلة الوسط فليست حروفها صحيحة كما يف كلمة شاهد‪ ،‬ولعل وجه االحتجاج‬
‫هبا يكمن يف أهنا ليست معتلة اآلخر‪ .‬فهنا اكتملت أنواع االسم على صيغة واحدة للجمع هي (فُ َّعل) للصحي‬
‫واملعتل الوسط واملعتل اآلخر‪.‬‬

‫ى) على مقطعني من نوع املتوسط املغلق (‪.)cvc/cvc‬‬


‫ص َّوم‪ ،‬غَُّز ً‬ ‫(شاهد‪ ،‬صائم‪ ،‬غا ٍز)← ُ‬
‫(ش َّهد‪ُ ،‬‬

‫‪ 5‬وتنزل العرب احلرف الساكن اجملاور للحركة منزلة املتحرك هبا‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬رأينا يف كتاب اخلصائص‬
‫وغريه من كتبنا أن احلرف الساكن إذا جاور احلركة فقد تُْن ِزله العرب منزلة املتحرك هبا‪ ،‬من ذلك قوهلم يف الوقف على‬
‫(‪)50‬‬ ‫بكر‪ :‬هذا ب ُكر‪ ،‬ومررت ِ‬
‫ببكر‪ ،‬أال ترى حركيت اإلعراب ملا جاورات الراءَ صارات كأهنما فيها‪ .‬ومنه قول جرير‪:‬‬ ‫َ‬

‫ب املؤقِدان َّ‬
‫إيل ُمؤسى‬ ‫حل َّ‬
‫ُ ُ‬
‫فهمز الواو يف املوضعني مجيعا؛ ألهنما جاورات ضمة امليم قبلهما‪ ،‬فصارت الضمة كأهنا فيهما؛ والواو إذا‬
‫﴿وجوه﴾ [القيامة‪ ]22‬ونظائر‬ ‫انضمت ضما الزما فهمزها جائز‪ ،‬حنو‪﴿ :‬أُقِتت﴾ [املرسالت‪ ]11‬يف ِ‬
‫(وقتت) و(أُجوه) يف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ت‬‫ذلك كثرية‪ .‬وكذلك الفتحة قبل األلف يف ابز ملا جاورهتا صارت على ما ذكران كأهنا فيها‪ ،‬واأللف إذا حركت ُمهز ْ‬
‫(‪)51‬‬ ‫و﴿جأ ٌّ‬
‫َن﴾ [الرمحن‪ ]56‬فهذا وجهه"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫على ما ذكران يف ﴿الضأَلني﴾ [الفاحتة‪َ ]7‬‬

‫فيحرك‪ ،‬لكراهيتهم‬
‫ذكر ذلك سيبويه يف ابب عقده بعنوان "هذا ابب الساكن الذي يكون قبل آخر احلروف َّ‬
‫التقاء الساكنني"‪ِ )52(.‬‬
‫ويسميه ابن جين اجلوار الصناعي‪ )53( .‬أي أن احلركة تنتقل إىل الساكن قبلها من ابب اجلوار‬
‫على الصناعة اللفظية‪.‬‬

‫والساكن يف اصطالح القدماء هو الصامت الذي ال يتبعه حركة‪ ،‬وكذلك حروف املد واللني اليت يسميها‬
‫احملدثون احلركات الطويلة‪.‬‬

‫‪- 703 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫وسى) واأللف يف (الضَّالني‪،‬‬ ‫ومن هنا تساوت يف التسمية ابلساكن الكاف يف (بكْر) والواو يف ِ‬
‫وم َ‬
‫(موقدان‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجان)‪.‬‬

‫(مؤسى) على الرغم من سكوهنا؛ ألن احلرف السابق‬ ‫والواو يف ِ‬


‫ومهَزت الواو يف ُ‬
‫ت) تقلب مهزة النضمامها‪ُ ،‬‬ ‫(وقتَ ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ومسوغ هذا‬ ‫ت ومثله األلف يف (الضألني‪ ،‬وجأن)‪.‬‬ ‫هلا وهو امليم مضموم‪ ،‬فأنزلت الواو منزلة املتحرك قبلها ُِ‬
‫ومهَز ْ‬
‫التحول الصويت من صائت (الواو‪ ،‬واأللف) إىل صامت (اهلمزة) هو التشابه الصويت بني املتجاورين‪.‬‬

‫وقد تغريت البنية املقطعية نتيجة هلذا الشبه الصويت‪ ،‬فكلمة (الضالِني) تشتمل على ثالثة مقاطع األول متوسط‬
‫مغلق واألخريان من نوع الطويل املغلق‪ .)cvvc/cvvc/cvc( :‬وعند مهز األلف يقع التغري يف املقطع الثاين حيث‬
‫ينشطر إىل مقطعني األول قصري والثاين متوسط مغلق (‪.)cvvc/cvc/cv/cvc‬‬

‫تكافؤا يف درجة الثقل بني القراءتني‪ ،‬فالبنية األوىل حتتوي كلها على املقاطع الثقيلة‪ ،‬والثانية زادت‬
‫ولعلنا جند ً‬
‫عليها مبقطع خفيف ولكن طول البنية وغلبة املقاطع الثقيلة مل خيفف من ثقل النطق‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬إجراء املنفصل جمرى املتصل‪:‬‬

‫أورد العكربي‪﴿" :‬أن ُميِ َّل ُه َو﴾ [البقرة‪ ]282‬هو هنا توكيد والفاعل مضمر واجلمهور على ضم اهلاء؛ ألهنا كلمة‬
‫منفصلة عما قبلها فهي مبدوء هبا وقرئ إبسكاهنا على أن يكون أجرى املنفصل جمرى املتصل ابلواو أو الفاء أو‬
‫(‪)54‬‬
‫الالم حنو‪ :‬وهو فهو هلو"‪.‬‬

‫ويذكر العكربي يف تسكني اهلاء يف (هو) املسبوقة ابلواو أو الفاء أو الالم أهنا تشبه الكلمة الواحدة اليت يسكن‬
‫ضد فخففت‪،‬‬ ‫وسطها املضموم‪ ،‬يقول‪(" :‬وهو) ي ْقرأ إبسكان اهلاء وأصلها الضم‪ ،‬وإمنا ِ‬
‫أسكنَت؛ ألهنا صارت َك َع ُ‬‫ْ‬ ‫ََُ ُ َ‬
‫(‪)55‬‬
‫وكذلك حاهلا مع الفاء والالم حنو‪ :‬فهو هلو‪ ،‬ويقرأ ابلضم على األصل"‪.‬‬

‫وهذا التسلسل يف املشاهبة الصوتية يؤكد أن اعتماد املشاهبة بني استعمالني جيعل كال منهما أصال لتسويغ‬
‫استعمال آخر مشابه هلما‪.‬‬
‫(‪)56‬‬
‫ويفسره ابن جين بقوله‪" :‬ومنه‪:‬‬

‫ب َغري ُمستَ ْح ِق ٍ‬
‫ب‬ ‫فاليوم أ ْشَر ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬

‫‪- 704 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫(‪)57‬‬
‫ض َد)"‪.‬‬
‫(ع ُ‬
‫غ) ب َ‬
‫ب َ‬
‫(ر ُ‬
‫كأنَّه َشبَّه َ‬
‫ومرد هذا التغري الصويت هو تشبيه املنفصل ابملتصل أي تشبيه الرتكيب املكون من كلمتني ابلكلمة الواحدة‬
‫التفاقهما يف عدد الصوامت واحلركات ومن مث احتادمها يف البنية املقطعية‪.‬‬

‫(ه َو) تتواىل ثالث حركات (فتحتان يتوسطهما ضمة) وهذا التوايل‬
‫فعند دخول الواو أو الفاء أو الالم على ُ‬
‫الصويت للحركات موفور يف بعض كلمات اللغة اليت جرى عليها مبدأ التخفيف إبسكان وسطها أي حبذف الضمة‬
‫ض َد) وأُسكنت اهلاء منه‪ ،‬يقول سيبويه‪" :‬يقولون يف فَ ِخ ٍذ فَ ْخذ‪ ،‬ويف‬
‫(ع ُ‬
‫(وُه َو) معاملة َ‬
‫ض َد) فعومل الرتكيب َ‬
‫(ع ُ‬
‫مثل َ‬
‫ُر ُس ٍل ُر ْسل‪ ،‬وال ُخيَ ِففون اجلَ َم َل؛ ألن الفتحة أخف عليهم من الضمة والكسرة‪ ،‬كما أن األلف أخف عليهم من الياء‬
‫(‪)58‬‬
‫والواو"‪.‬‬

‫وهذا احلذف الصويت للضمة أدى إىل تغري يف البنية املقطعية فعلى األصل جند توايل ثالثة مقاطع صوتية قصرية‬
‫(‪ )cv‬وعند حذف الضمة تتحول إىل مقطعني األول‪ :‬متوسط مغلق والثاين‪ :‬قصري‪.‬‬

‫َوُه َو ← ‪( cv/cv/cv‬األصل يف الرتكيب أو ما يسمى ابلتمثيل العميق للرتكيب الصويت)‬

‫َوْه َو ← ‪( cv/cvc‬البنية السطحية احملولة عن طريق قانون احلذف ومسوغ هذا احلذف هو الشبه الصويت مع‬
‫ضد) وأمثاهلا‪.‬‬
‫(ع ُ‬
‫حذف حركة وسط كلمة َ‬

‫(وْه َو) أصال يوجه به قراءة إسكان اهلاء يف قوله تعاىل‪:‬‬


‫ويف املثال الذي ذكره العكربي جند أنه اختذ من الرتكيب َ‬
‫(أن ُميِ َّل ْه َو) وهنا يتحول الفرع إىل أصل يتج به مما يدل على متكنه يف االستعمال اللغوي‪.‬‬

‫(ه َو) ُسبِ َق بالم متحركة هي الصوت األخري لكلمة ( ُميِ َّل) وكأهنا أشبهت الضمري (هو) عند سبقه ابلالم‬
‫فاللفظ ُ‬
‫أو الواو أو الفاء مما سوغ حذف الضمة كذلك من اهلاء وقد ترتب على هذا احلذف اختز ٌال يف عدد املقاطع حيث‬
‫اختزل املقطعان القصريان يف مقطع واحد من نوع املتوسط املغلق (‪.)cvc‬‬

‫واحتج ابن جين مببدأ الشبه الصويت على مسألة حنوية تتعلق إبسكان املضارع الذي مل يسبقه أداة من أدوات‬
‫ض َد الذي ورد‬
‫غ) َبع ُ‬
‫ب َ‬
‫(ر ْ‬ ‫اجلزم فذكر الشاهد (فاليوم أَ ْشَر ْ‬
‫ب َغ ْري) وسوغ جميء الباء ساكنة بتشبيه املكون الصويت َ‬
‫عن العرب ساكن الوسط‪.‬‬

‫‪- 705 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫ض َد) هنا هو توايل ثالث متحركات ويعد ذلك أصال يسوغ التشابه‬
‫(ع ُ‬
‫غ) وكلمة َ‬
‫ب َ‬ ‫(ر ْ‬
‫ووجه االتفاق بني َ‬
‫بينهما حيث حذفت احلركة املتوسطة‪.‬‬

‫غ) يشتمل على َع ُجز كلمة (أَ ْشَر ْ‬


‫ب) حيث اقتطع ابن جين‬ ‫ب َ‬
‫(ر ْ‬
‫أما االختالف فيبدو يف أن املكون الصويت َ‬
‫املقطع الثاين (املتوسط املغلق) وأتبعه بصوت الغني املتبوعة ابلفتحة حيث ميثالن صدر ونواة املقطع األول (املتوسط‬
‫املغلق) لكلمة ( َغ َري)‪.‬‬

‫ونلحظ أن الضمة ليست جزءا من البناء الصريف يف (أشرب) وإمنا هي عالمة إعرابية يتحدد هبا الوظيفة النحوية‬
‫اليت تشغلها الكلمة‪ .‬وحذف احلركة هنا ليس معناه غياب وظيفتها النحوية وإمنا من ابب تسويغ الرواية بعقد مشاهبة‬
‫صوتية ابستعمال عريب‪.‬‬

‫وهنا تتشعب املسألة ويتفاعل الصوت والنحو يف إجياد مسوغات صوتية للمسائل النحوية اليت خيتلف يف‬
‫توجيهها النحاة‪.‬‬

‫يء﴾ [فاطر‪]43‬‬
‫الس ِ‬
‫﴿مكْر َّ‬
‫ومن تسكني اهلمزة يف (السيء) لتشبيه املنفصل ابملتصل‪ ،‬قول العكربي‪" :‬كذلك َ‬
‫‪2‬‬
‫َ‬
‫واجلمهور على حتريك اهلمزة‪ ،‬وقرئ إبسكاهنا‪ ،‬وهو عند اجلمهور حلن‪ .‬وقيل‪ :‬أجرى الوصل جمرى الوقف‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫(‪)59‬‬
‫شبه املنفصل ابملتصل؛ ألن الياء واهلمزة يف كلمة‪ ،‬وال كلمة أخرى فأسكن كما سكن إبل‪ ،‬وهللا أعلم"‪.‬‬

‫يتض أن العكربي َس َّوغ القراءة بسكون اهلمزة إبجراء الوصل جمري الوقف أي أن الوقف على (السيء)‬
‫إبسكان اهلمزة وعند الوصل حنركها‪ ،‬ولكنه شبه الوصل ابلوقف فسكن يف الوصل كذلك‪ .‬وأما تشبيه املنفصل‬
‫ابملتصل فيظهر يف توايل احلركات يف كلمة السيء (فتحة فسكون فكسرة فكسرة) ونلحظ الثقل يف توايل كسرتني‬
‫قبلهما ايء ساكنة وأيضا مواالهتا حبركة يف قوله تعاىل‪( :‬وال ييق) فأسكنت اهلمزة لوقوعها بني متحركني حيث شبه‬
‫املنفصل وهو وقوع توايل احلركات يف كلمتني ابملتصل الذي يرد يف كلمة واحدة مثل (إبل) و(إبالن)‪.‬‬

‫ونستطيع استكشاف الفرق الصويت بني القراءتني من خالل حتديد البنية املقطعية لكليهما‪ ،‬فعبارة (مكر‬
‫السيء) بتحريك اهلمزة تشتمل على مخسة مقاطع (‪ )cv/cv/cvc/cvc/cvc‬أما إبسكان اهلمزة فتسقط حركة‬
‫املقطع األخري ويتصل الصامت ابملقطع الذي قبله‪.‬‬

‫وتبدو مظاهر صوتية وحنوية نتيجة هلذا التغري‪ ،‬منها‪ :‬التخفيف من ثقل توايل احلركات‪ ،‬وكذلك جتنب الثقل‬
‫ُس ِك َن موضع اإلعراب يف الكلمة‪ ،‬وكأن مراعاة‬
‫الناشئ عن توايل كسرتني تسبقهما ايء‪ ،‬ويف سبيل درء هذا الثقل أ ْ‬

‫‪- 706 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫اجلانب الصويت مقدم على الضبط اإلعرايب يف قراءة محزة‪ .‬واختار الباقون من القراء السبعة القراءة بكسر اهلمزة؛ ألنه‬
‫األصل‪ ،‬يقول مكي القيسي‪" :‬أسكن اهلمزة استخفافًا‪ ،‬وهو على ذلك ضعيف؛ ألنه حذف عالمة اإلعراب‪...‬‬
‫(‪)60‬‬
‫وقرأ الباقون هبمزة مكسورة على األصل‪ ،‬وهو املختار؛ ألنه األصل"‪.‬‬

‫وهنا نلحظ وظيفة الصوت داخل النسق الرتكييب للجملة وأمهيته‪ ،‬حبيث ميكن التضحية بقواعد لغوية أخرى‬
‫(‪)61‬‬
‫مراعاة لالنسجام الصويت والتقليل من اجلهد العضلي لألصوات املنطوقة‪.‬‬

‫﴿ح َّىت إِذَا َّاد َاركوا﴾‬


‫(اداركوا)‪ ،‬يقول ابن جين‪" :‬فأما َ‬
‫‪ 3‬ومنه إثبات األلف يف (إذا) مع سكون الدال من َّ‬
‫(اد َاركوا) فإمنا ذلك؛ ألنه أجرى املنفصل جمرى املتصل‪ ،‬فشبهه‬‫[األعراف‪ ]38‬إبثبات ألف (إذا) مع سكون الدال من َّ‬
‫وترك حذفها اللتقاء الساكنني كما حذفت يف قول من‬ ‫بشابَّة ودابَّة وحنو قوهلم‪ :‬الهآ هللا ذا إبثبات األلف يف (ها)‪ِ ،‬‬
‫(‪)62‬‬
‫قال‪ :‬ال َها هللا ذا"‪.‬‬

‫نلحظ أن ابن جين يف توجيهه الصويت لقراءة إثبات األلف يف (إذا) وسكون الدال يف (اداركوا) عقد مشاهبة‬
‫صوتية بني الرتكيب املكون من كلمتني منفصلتني (إذا اداركوا) وبني كلمة واحدة (شابَّة ودابَّة) واليت يتض فيها‬
‫التقاء األلف والباء الساكنة‪.‬‬

‫والقراءة املتواترة على حتويل الصائت الطويل (األلف) إىل صائت قصري (الفتحة) اللتقاء األلف ابلدال‬
‫الساكنة‪ ،‬وما حدث من تغيري يف القراءتني يتمثل يف تقصري األلف من القراءة مما ترتب عليه تغيري يف البنية املقطعية‬
‫من مقطع متوسط مفتوح إىل مقطع متوسط مغلق‪.‬‬

‫ذا ← ‪v + v + c‬‬

‫َذ د ← ‪c + v + c‬‬

‫والبنية األصلية للرتكيب الصويت هي ما ورد يف القراءة إبثبات األلف إال أهنا ال تتوافق مع قاعدة صوتية تتمثل‬
‫يف عدم جواز التقاء الساكنني وهنا ابدر اللسان حبذف األلف من (إذا) على قول ابن جين أو ابملفهوم احلديث‬
‫تقصري األلف ليجري الكالم وفقا لقاعدة التقاء الساكنني‪.‬‬

‫ويف سبيل تسويغ حتقيق البنية التحتية دون حتويل صويت لبنية السط املتمثلة يف تقصري األلف ُشبهت القراءة‬
‫مبا جرى من إثبات األلف يف كلمة واحدة وهي (شابَّة ودابَّة)‪.‬‬

‫‪- 707 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫ويذكر علماء التجويد قاعدة تتعلق ابإلطالة يف مد األلف ليسهل النطق ابلساكن بعدها يف (دابَّة‪ ،‬وشابَّة)‬
‫ويسموهنا املد الالزم الكلمي املثَقَّل وهو أن يكون بعد حرف املد حرف مشدَّد يف كلمة واحدة أي‪ :‬بعد حرف املد‬
‫ُ‬
‫صاخة‪،‬‬
‫سكون أصلي اثبت غري عارض يف حاليت الوصل والوقف‪ ،‬ويف كلمة تزيد على ثالثة أحرف مثل‪ :‬دابَّة‪َّ ،‬‬
‫(‪)63‬‬
‫طامة‪.‬‬
‫َّ‬

‫ومن أهم علل هذا املد هو احلفاظ على نطق األلف‪ ،‬حىت ال تضيع يف َد ْرِج القراءة‪ )64(،‬فعند نطق كلمة (دابَّة)‬
‫عاصما من سقوطها يف‬
‫ً‬ ‫يف غري القرآن ُختْتَ َزل األلف وتفقد اإلطالة اليت متيزها عن الفتحة‪ ،‬فجاء إمعان املد فيها‬
‫النطق‪.‬‬

‫املبحث اخلام‪ ::‬إجراء الوصل جمرى الوفف وإجراء الوفف جمرى الوصل‪:‬‬
‫(‪)65‬‬
‫ص َل ُْجمرى الوقف‪ ،‬والوقف ُْجمرى الوصل"‪.‬‬
‫الو ْ‬
‫من عادة العرب أهنا " ُْجتري َ‬
‫‪ 1‬ويذكر ابن جين أن الوقف من مواضع التغيري وقد جيري الوصل جمرى الوقف يف مواضع‪ ،‬يقول‪" :‬ومن ذلك‬
‫كل أانس﴾ [اإلسراء‪ ]71‬بضم الياء وفت العني‪ .‬قال أبو الفت ‪ :‬هذا على لغة َمن أبدل‬
‫﴿يوم يُ ْد َع ْو ُّ‬
‫قراءة احلسن‪َ :‬‬
‫وحْب لَ ْوا‪ .‬ذكر ذلك سيبويه‪ ،‬وأكثر هذا القلب إمنا هو يف الوقف؛ ألن الوقف من‬
‫األلف يف الوصل واوا‪ ،‬حنو أفْ َع ْو‪ُ ،‬‬
‫(‪)66‬‬
‫أيضا يف الوصل حمكي عن حاله يف الوقف"‪.‬‬
‫مواضع التغيري‪ ،‬وهو ً‬

‫ويف نص ابن جين إشارة إىل قول سيبويه‪" :‬وزعموا أن بعض طيئ يقول‪ :‬أَفْ َعو؛ ألهنا أبني من الياء‪ ،‬ومل جييئوا‬
‫بغريها؛ ألهنا تشبه األلف يف سعة املخرج واملد؛ وألن األلف تبدل مكاهنا كما تبدل مكان الياء‪ ،‬وتبدالن مكان‬
‫(‪)67‬‬
‫األلف أيضا"‪.‬‬

‫وتوجيه القراءة ابلواو يف كلمة (يُ ْد َع ْو) عند ابن جَن فيما يكيه عن سيبويه أهنا على لغة من يبدل األلف يف‬
‫الوصل واوا إال أن ابن جين يرد القراءة إىل أصل عريب يقضي أبن الوقف من مواضع التغيري فإبدال األلف واوا يف‬
‫هذا املوضع يرجع إىل الوقف وقد أجري الوصل جمرى الوقف يف القراءة‪.‬‬

‫ويذكر ابن اجلزري مواضع الوقف بقوله‪" :‬فاعلم أن للوقف يف كالم العرب أوجها متعددة‪ ،‬واملستعمل منها‬
‫عند أئمة القراءات تسعة وهو‪ :‬السكون‪ ،‬والروم‪ ،‬واإلمشام‪ ،‬واإلبدال‪ ،‬والنقل‪ ،‬واإلدغام‪ ،‬واحلذف‪ ،‬واإلثبات‪،‬‬
‫(‪)68‬‬
‫واإلحلاق"‪.‬‬

‫‪- 708 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫فالقراءة اليت جتري على األصل هي القراءة السبعية (يُ ْد َعى) ابأللف‪.‬‬

‫والقراءة اليت يعلل هلا ابن جَن حىت تتصل بوجه عريب هي (يُ ْد َع ْو)‬

‫ووجه االختالف بينهما يظهر يف الصوت األخري فهو يف األوىل ألف (صائت طويل)‪ ،‬ويف الثانية واو ساكنة‬
‫مسبوقة بفتحة (شبه صامت)‪ ،‬وقد ترتب على ذلك تغيري يف املقطع الثاين للفظ‪ ،‬فَيُ ْد َعى مكونة من (‪،)cvv/cvc‬‬
‫أما يُ ْد َع ْو فبناؤها املقطعي (‪.)cvc/cvc‬‬

‫ويعلل ابن جين للقراءة أبهنا على لغة من يبدل األلف واوا‪ ،‬ويتعمق ابن جين يف التحليل فيذكر أن هذا‬
‫اإلبدال يدث يف الوقف كثريا وجيري الوصل جمرى الوقف فتقرأ يف الوصل كما تقرأ يف الوقف هلذا ثبتت يف الشكل‬
‫الكتايب للقراءة‪.‬‬

‫‪ 2‬مدة األلف جتري جمرى احلركة وجواز تسكني املشدد بعدها ووجهه إجراء الوصل جمرى الوقف‪ ،‬يقول العكربي‪:‬‬
‫ضار َوالِ َدةٌ﴾ [البقرة‪ ]233‬وقرئ هنا إبسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة؛ ألنه يف التقدير مجع بني‬
‫﴿ال تُ َ‬
‫"قوله‪َ :‬‬
‫ثالث سواكن إال أن له وجها وهو أن األلف ملدها جتري جمرى املتحرك فيبقى ساكنان‪ ،‬والوقف عليه ممكن‪ ،‬مث‬
‫(‪)69‬‬
‫أجرى الوصل جمرى الوقف‪ ،‬أو يكون وقف عليه وقيفة يسرية‪ ،‬وقد جاء ذلك يف القوايف"‪.‬‬

‫ومن خالل تعليل العكربي لقراءة إسكان الراء مع التشديد ترتقي القراءة عن صفة الضعف‪ ،‬ما دامت مروية عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهلا وجه يف العربية‪ ،‬وقد استعان العكربي مببدأ الشبه الصويت حيث أُجري الوصل‬
‫جمرى الوقف فجاز اجلمع بني ساكنني‪ ،‬وإطالة املد يف األلف جتري جمرى املتحرك‪.‬‬

‫ض َّار) مكونة من (‪ )cv/cvvc/cv‬أما‬


‫وعند النظر إىل البنية املقطعية للقراءتني يتبني الفرق بينهما‪ ،‬فقراءة (تُ َ‬
‫ضار) فبناؤها املقطعي (‪ )cvvcc/cv‬ونلحظ أن املقطع الزائد يف الطول مقطع مرفوض عند وصل الكالم‪،‬‬
‫قراءة (تُ ْ‬
‫إال أن الوصل هنا ُشبِه ابلوقف‪.‬‬

‫وقد حتاشت القراءة األوىل الوقوع يف هذا املسلك الذي يتاج إىل جهد عضلي بنطق ساكنني يف وصل الكالم‬
‫من خالل حتريك الراء الثانية فنشأ مقطع اثلث خفيف ُختِ َم به البناء املقطعي للقراءة‪ ،‬ووردت القراءة ابلضم على‬
‫أن الفعل يف موضع رفع‪ ،‬وعلى النهي جاءت القراءة على شكلني‪ ،‬األول‪ :‬ابلكسر على األصل من حركة التقاء‬
‫(‪)70‬‬ ‫الساكنني (ال تُ ِ‬
‫ضار)‪ ،‬والثاين‪ :‬حتريك الراء ابلفت ملوافقة األلف اليت قبل الراء لتجانس األلف والفتحة‪.‬‬

‫‪- 709 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫‪ 3‬واأللف يف (أان) تثبت عند الوقف وتسقط عند الوصل وقد أجري الوصل جمرى الوقف يف قراءة انفع‪ ،‬يقول‬

‫العكربي‪﴿" :‬أَان أ ْ‬
‫ُحيي﴾ [البقرة‪ ]258‬االسم اهلمزة والنون‪ ،‬وإمنا زيدت األلف عليها يف الوقف لبيان حركة النون‪ ،‬فإذا‬
‫وصلته مبا بعده حذفت األلف للغنية عنها‪ ،‬وقد قرأ انفع إبثبات األلف يف الوصل‪ ،‬وذلك على إجراء الوصل جمرى‬
‫(‪)71‬‬
‫الوقف؛ وقد جاء ذلك يف الشعر"‪.‬‬

‫انفعا نَطَ َق‬


‫نلحظ أن القراءة املتواترة تتمثل يف نطق ألف (أان) عند الوقف وسقوطها عند وصل الكالم إال أن ً‬
‫األلف يف الوقف والوصل على إجراء الوصل جمرى الوقف‪.‬‬

‫ويبني سيبويه سبب زايدة األلف يف (أان) بقوله‪" :‬من ذلك قوهلم‪َ :‬أان‪ ،‬فإذا وصل قال‪ :‬أَ َن أقول ذاك‪ .‬وال يكون‬
‫مد والنون خفية فجمعت أهنا على أقل عدد‬ ‫يف الوقف يف أان إال األلف‪ ،‬مل ُجتعل مبنزلة هو؛ ألن هو آخرها حرف ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫(‪)72‬‬
‫مفردا‪ ،‬وأن آخرها َخ ِفي ليس حبرف إعراب‪ ،‬فحملهم ذلك على هذا"‪.‬‬ ‫ما يُتَ َكلَّم به ً‬

‫فسقوط األلف عند الوصل راجع إىل أهنا ليست أصلية وإمنا جيء هبا عند الوقف لتحقيق نطق النون اليت وصفها‬
‫لرجوع إىل الشبه الصويت فشبه الوصل ابلوقف يف نطق األلف‪،‬‬
‫سيبويه ابخلفاء‪ ،‬واختار العكربي يف توجيه قراءة انفع ا َ‬
‫وقد ترتب على ذلك تغيري يف البناء املقطعي للكلمة حيث حتول املقطع الثاين اخلفيف (‪ )cv‬إىل مقطع ثقيل (‪)cvv‬‬
‫إبطالة نطق الفتحة‪.‬‬

‫ني املر َوَزْوِج ِه﴾ [البقرة‪ ]102‬وأما قراءة الزهري‬ ‫‪ 4‬ومن أمثلة إجراء الوصل جمرى الوقف قول ابن جين‪" :‬يف قوله‪﴿ :‬ب‬
‫َْ َ َ‬
‫(املر) بتشديد الراء فقياسه‪ :‬أن يكون أراد ختفيف املرء على قراءة احلسن وقتادة‪ .‬إال أنه نوى الوقف بعد التخفيف‬
‫َ‬
‫فصار (املر) مث ثقَّل للوقف على قول من قال‪ :‬هذا خالد‪ ،‬وهو جيعل ومررت بفرح‪ ،‬مث أجرى الوصل جمرى الوقف‬
‫َ‬
‫(‪)73‬‬
‫فأقر التثقيل حباله كما جاء عنهم قوله‪:‬‬

‫كأَن مهواها على ال َك ْل َكل‬ ‫بِ ٍ‬


‫بازل وجناء أو َعْي َه ِل‬
‫(‪)74‬‬
‫العيه َل والكل َك َل"‪.‬‬
‫يريد‪َ :‬‬

‫ني امل ِر َوقَ ْلبِ ِه﴾ [األنفال‪ ]24‬وقراءة اجلماعة من ُ‬


‫بعد أقوى وأحسن؛‬ ‫ويذكر ابن جين يف قراءة احلسن والزهري‪﴿ :‬ب‬
‫َْ َ َ‬
‫(‪)75‬‬
‫ألن هذا من أغراض الشعر ال القرآن"‪.‬‬

‫‪- 710 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫حتول بدأت حبذف اهلمزة للتخفيف والوقوف على كلمة (املر) بعد التخفيف فأشبهت‬ ‫ت القراءة مبراحل ُّ‬
‫َمَّر ْ‬
‫الكلمات (خالد‪ ،‬وجيعل) يف تشديد الساكن األخري لتمكني النطق به‪ ،‬مث إجراء الوصل جمرى الوقف يف حالة‬
‫التشديد فأصبحت (املر)‪.‬‬

‫فاملثال يشتمل على نوعني من املشاهبة الصوتية‪ :‬األوىل‪ :‬تشبيه استعمال ابستعمال عريب وهو التشديد يف (خالد‪،‬‬
‫وجيعل‪ ...‬وهكذا)‪ ،‬قال سيبويه‪" :‬أما التضعيف فقولك‪ :‬هذا خالد‪ ،‬وهو َْجي َعل وهذا فَ َرج‪ .‬حدثنا بذلك اخلليل عن‬
‫العْي َه ُل"‪ )76(.‬والثاين‪:‬‬
‫و(عْي َه ُّل) يريد‪َ :‬‬
‫ب‪َ ،‬‬‫السْب َس َ‬
‫(سْب َسبَّا) يريد‪َّ :‬‬
‫العرب‪ .‬ومن َمثَّ قالت العرب يف الشعر يف القوايف َ‬
‫متمثل يف اإلبقاء على التشديد يف الوصل تشبيها ابلوقف‪.‬‬

‫واتفقت قراءة اجلماعة وقراءة الزهري يف البنية املقطعية (‪ )cv/cvc/cvc‬إال أن احليز الصاميت للمقطع األخري‬

‫تغري من اهلمزة إىل الراء‪ ،‬وليس من اليسري وقوع اإلبدال يف صوت يشغل خامتة اجلذر اللغوي للكلمة ومن هنا َر َّج َ‬
‫ابن جين قراءة اجلماعة ووصفها ابلقوة واحلسن‪.‬‬

‫‪ 5‬ومنه إجراء الوصل جمرى الوقف لئال ختتلف رءوس اآلي‪ ،‬يقول العكربي‪" :‬اهلاء يف ِ‬
‫﴿هيَه﴾ [القارعة‪ ]10‬هاء‬
‫(‪)77‬‬
‫السكت‪ ،‬ومن أثبتها يف الوصل أجرى الوصل جمرى الوقف لئال ختتلف رءوس اآلي"‪.‬‬

‫ويبني سيبويه سبب دخول اهلاء بقوله‪" :‬من ذلك الياء اليت تكون عالمةَ املضمر اجملرور أو تكون عالمة‬
‫غالميه‪ ،‬وجاء من ب ع ِديه‪ ،‬وإنَّه ضربنِيه‪ ،‬كرهوا أن ِ‬
‫يسكنوها إذ مل يكن حرف‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ ْ ُ َ ََ َ ْ‬ ‫املضمر املنصوب‪ .‬وذلك قولك‪ :‬هذا َ ْ‬
‫اإلعراب‪ ،‬وكانت خفيَّة فبيَّنوها‪ .‬و َّأما من رأى أن يُ َس ِك َن الياء فإنه ال يُْل ِحق اهلاء؛ ألن ذلك أمرها يف الوصل‪ ،‬فلم‬
‫(‪)78‬‬
‫وه ْم يريدون ِه َي‪ ،‬شبهوها بياء بَ ْع ِدي‪." .‬‬ ‫ِ‬
‫يذف منها يف الوقف شيء‪ .‬وقالوا‪ :‬هيَ ْه‪ُ ،‬‬

‫فورود هاء السكت يف االستعمال العريب مقيد بدخوهلا على ايء الضمري يف موضع جر أو نصب‬

‫﴿وَما أَ ْدر َاك َما ِهيَ ْه‪ .‬انٌر‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫كما يف اآلية‪﴿ :‬اقْ رءوا كِتابِيَ ْه إِِين ظَنَ ْن ُ ِ‬
‫ت أَين ُم َالق ح َسابيَ ْه﴾ [احلاقة‪ .]20‬ويف سورة القارعة‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫حاميَةٌ﴾‪.‬‬

‫ني سيبويه وهو األصل ومسوغ دخول اهلاء على (هي) هو‬
‫فدخلت اهلاء على الياء يف اآلية األوىل‪ ،‬على ما بََّ َ‬
‫شبه ايئها بياء الضمري اجملرور أو املنصوب‪.‬‬

‫‪- 711 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫وهاء السكت "موضوعة للوقف‪ ،‬والوقف إمنا يكون على الساكن وحتريكها حلن وخروج عن كالم العرب؛‬
‫ألنه ال جيوز ثبات هذه اهلاء يف الوصل فتحرك بل إذا وصلت استغنيت عنها مبا بعدها من الكالم‪ ،‬تقول‪ :‬وازيداه‬
‫فإذا وصلت قل وازيدا وعمراه فتلحق اهلاء الذي تقف عليه وتسقطها من الذي صله"‪ )79(.‬وقد جاء هذا االستعمال‬
‫ِ‬
‫(هيَ ْه) إبثبات اهلاء يف الوصل استجابة لتوافق رؤوس اآلايت يف الوقف‪ .‬و"حذفها يف الوصل ابن أيب إسحق واألعمش‬
‫(‪)80‬‬
‫ومحزة‪ ،‬وأثبتها اجلمهور"‪.‬‬

‫ومل يرد يف القراءة حتريك اهلاء‪ ،‬وإمنا إثباهتا على حالتها يف الوقف وهو السكون‪ ،‬وبناء على ذلك مل تتغري البنية‬
‫املقطعية يف الوقف‪ ،‬وال يف الوصل عند اجلمهور؛ الحتفاظ الرتكيب مبكوانته الصوتية‪.‬‬

‫ص احلَ َّق﴾ [األنعام‪ ]57‬قرأ املدنيان‬


‫‪ 6‬ومن أمثلة إجراء الوقف جمرى الوصل ما أورده عبد الفتاح القاضي‪﴿" :‬يَ ُق ُّ‬
‫واملكي وعاصم بضم القاف وبعدها صاد مهملة مضمومة مشددة‪ ،‬والباقون بسكون القاف‪ .‬وبعدها ضاد معجمة‬
‫مكسورة خمففة‪ .‬ويقف هؤالء حبذف الياء إجراء للوقف جمرى الوصل‪ ،‬واكتفاء عن الياء ابلكسرة إال يعقوب فيقف‬
‫(‪)81‬‬
‫إبثبات الياء على أصله"‪.‬‬

‫وتوجيه القراءة الثانية مبين على الشبه‬ ‫(‪)82‬‬


‫احلَ َّق) يف كتب السبعة‬
‫ض ْ‬ ‫احلق) و(يَ ْق ِ‬
‫ص َّ‬ ‫وقد وردت القراءاتن (يَ ُق ُّ‬
‫الصويت املتمثل يف إجراء الوقف ُجمرى الوصل‪ ،‬وملا كانت الياء يف (يقضي) ساكنة وتبعها ساكن وهو الالم يف (احلق)‬
‫حذفت الياء يف الوصل‪ ،‬وعومل الوقف معاملة الوصل‪ ،‬ويذكر ابن خالويه‪" :‬إمنا حذفَت الياء َخطا ملا سقطت لفظًا‬
‫(‪)83‬‬
‫لسكوهنا وسكون الالم"‪.‬‬

‫وقد تغريت البنية املقطعية تبعا للقراءة ففي القراءة األويل (‪ )cvc/cvc/cv‬أما الثانية فهي (‪ )cvc/cvc‬حيث‬
‫ف مقطع خفيف انتج عن فقدان الضمة التابعة للقاف وسقوط الصامت الثالث املدغم وحتول اآلخر من صاد‬ ‫ُح ِذ َ‬
‫مهملة إىل ضاد معجمة‪.‬‬

‫وهنا يظهر األثر الداليل هلذا التحول الصويت حيث كان التغري منصبا على مكوانت اجلذر مما نتج عنه جذر آخر‬
‫ذو داللة خمتلفة‪.‬‬

‫ص من اجلذر (ق ص ص) ← يَ ْق ِ‬
‫ض من اجلذر (ق ض ي)‪.‬‬ ‫يَ ُق ُّ‬

‫‪- 712 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫وتقصري احلركة الطويلة (الياء) يف (ي ْق ِ‬


‫ضي) وأمثاهلا مطرد يف وصل الكالم عندما أييت بعد احلركة الطويلة ساكن‪،‬‬ ‫َ‬
‫حيث ترفض العربية أن أييت املقطع الطويل املغلق يف وصل الكالم (ضي ْل) (‪ ،)cvvc‬أما يف الوقف على الياء‬
‫فتبقى كما هي‪ ،‬لكن يف هذه القراءة عومل الوقف معاملة الوصل ِ‬
‫(ض ْل) (‪.)cvc‬‬

‫املبحث السادس‪ :‬إجراء الالزم جمرى غري الالزم‪ ،‬وإجراء غري الالزم جمرى الالزم‪:‬‬

‫‪ 1‬يذكر ابن جين من أمثلة إجراء الالزم جمرى غري الالزم قوله‪" :‬من ذلك قراءة ابن مسعود‪﴿ :‬فَ ُقال له قوال ليِنا﴾‬
‫[طه ‪ ]44‬وذلك أنه أجرى حركة الالم ههنا وإن كانت الزمة جمراها إذا كانت غري الزمة يف حنو قول هللا تعاىل‪:‬‬

‫﴿قُ ِل اللهم﴾ [آل عمران‪ ]26‬و﴿قُِم ْ‬


‫اللي َل﴾ [املزمل‪ ... ]2‬فشبه ابن مسعود حركة الالم من قوله‪( :‬ف ُقال له) وإن كانت‬
‫قل اللهم) و(ق ِم الليل) وحركة اإلطالق اجلارية جمرى حركة التقائهما يف‬
‫الزمة ابحلركة اللتقاء الساكنني يف‪ِ ( :‬‬
‫ِ ِ (‪)84‬‬
‫(سر)"‪.‬‬

‫يتض أن ابن مسعود حذف واو (فقوال) من القراءة‪ ،‬ويعلل ابن جَن للحذف أبنه أجرى حركة الالم وهي الزمة‬
‫وليست انشئة عن التقاء الساكنني جمرى غري الالزمة أي أنه شبه حركة الالم ابحلركة العارضة اللتقاء الساكنني مثل‪:‬‬
‫(قُ ِل اللهم) فحذف الواو‪.‬‬

‫واالختالف بني القراءتني منحصر يف تقصري احلركة الطويلة للمقطع الثاين فقراءة اجلماعة (فقوال)‬
‫(‪ )cvv/cvv/cv‬أما قراءة ابن مسعود (فقال) تشتمل على (‪ ،)cvv/cv/cv‬ومل يرتتب على هذا التغري اختالف‬
‫يف املعَن إذ إن طرائق نطق العرب اخلُلَّص للغة وتعدد هلجاهتم مسحت بتنوع القراءة وكلها حجة ما دامت صحيحة‬
‫السند عن النيب صلى هللا عليه وسلم‬

‫‪ 2‬ومن أمثلة إجراء غري الالزم جمرى الالزم ما أورده ابن جين‪" :‬وقيس تقول‪﴿ :‬ا ْش ََرتءوا الض ََّاللَةَ﴾ [البقرة‪.]16‬‬
‫قال‪ :‬وقال بعض العرب‪ :‬عصئوا هللا مهموزة‪ .‬قال أبو الفت ‪ :‬ينبغي أن يكون ذلك على إجراء غري الالزم جمرى‬
‫ت﴾ [املرسالت‪ ]11‬وأَدؤر‬ ‫ِ‬
‫الالزم‪ ...‬وذلك أنه شبه حركة التقاء الساكنني وليست بالزمة ابلضمة الالزمة يف ﴿أُقتَ ْ‬
‫(‪)85‬‬
‫ُجوه‪ ،‬إال أن مهز حنو‪( :‬اشرتوا الضاللة) من ضعيف ذلك"‪.‬‬
‫وأ ُ‬

‫(اشرتؤ الضاللة) حتركت فيها الواو يف (اشرتوا) اللتقاء الساكنني ابلضم وشبهت حبركة الواو‬
‫ُ‬ ‫فقراءة اهلمز يف قوله‪:‬‬
‫ت) وأمثاهلا‪ ،‬على إجراء غري الالزم وهي ضمة الواو اللتقاء الساكنني‬ ‫ِ‬ ‫الالزمة يف كلمة ِ‬
‫ت) اليت حتولت إىل (أُقتَ ْ‬‫(وقتَ ْ‬
‫ُ‬
‫جمرى الالزم‪.‬‬

‫‪- 713 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫وقد وصف ابن جين قراءة اهلمز ابلضعف‪ ،‬ويذكر ابن خالويه أن "اهلمز لغة عن الكسائي وهو عند البصريني‬
‫اشرتؤ فغالط؛ ألن الواو املضمومة اليت‬ ‫"أما من يُبدل من الضمة مهزًة فيقول‪ُ :‬‬ ‫حلن"‪ )86(.‬ويبني ذلك الزجاج بقوله‪َّ :‬‬
‫ت﴾ [املرسالت‪ ،]11‬وإمنا‬ ‫ضمتها حنو قوله عز وجل‪﴿ :‬إِ َذا ُّ ِ‬
‫الر ُس ُل أُقتَ ْ‬ ‫تبدل منها مهزةٌ إمنا يُ ْف َعل هبا ذلك إذا لزمت َّ ُ‬
‫اشرتوا الضَّاللَةَ﴾ إمنا هي اللتقاء الساكنني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َدور‪ .‬وضمة الواو يف قوله‪ُ ﴿ :‬‬ ‫َدؤر‪ ،‬إمنا أصلها أ ُ‬ ‫ت وكذلك أ ُ‬ ‫األصل‪ُ :‬وقتَ ْ‬
‫(‪)87‬‬
‫ومثله‪﴿ :‬لَتُ ْب لَ ُو َّن ِيف أ َْموالِ ُك ْم َوأَنْ ُف ِس ُك ْم﴾ [آل عمران‪ ]186‬ال ينبغي أن ُهتْ َمَز الواو فيه"‪.‬‬

‫ويذكر ابن جين حلركة الواو ثالث قراءات‪ ،‬يقول‪" :‬يف هذه الواو ثالث لغات‪ :‬الضم‪ ،‬والكسر‪ ،‬وحكى أبو احلسن‬
‫فيها الفت "‪ )88(.‬ومل يرتتب على هذا االنتقال بني احلركات تغري يف البنية املقطعية وال يف صيغة الكلمة‪ ،‬وكذلك احلال‬
‫يف قراءة اهلمز‪ .‬فهيكلها املقطعي مجيعا هو (‪.)cvc/cv/cv/cvc‬‬

‫ِ‬
‫‪ 3‬ومن ذلك ما أورده ابن جين‪" :‬قوله عز وجل‪﴿ :‬لَكنَّا ُه َو هللاُ﴾ [الكهف‪ ]38‬أصله ْ‬
‫لكن أان‪ ،‬فخففت اهلمزة‬
‫وألقيت حركتها على النون فانفتحت‪ ،‬فصارت يف التقدير‪( :‬لكنَ نَا)‪ ،‬فلما التقى احلرفان املثالن متحركني ُك ِرَه ذلك‪،‬‬
‫ت‬‫وإن كانت حركة النون األوىل غري الزمة من حيث كانت من أعراض التخفيف‪ ،‬وأجريت جمرى الالزمة فأُس ِكنَ ِ‬
‫ْ‬
‫(‪)89‬‬
‫محال على حاضر احلال وإجراء غري الالزم جمرى الالزم"‪.‬‬
‫األوىل وأدغمت يف الثانية‪ً ،‬‬
‫(‪)90‬‬
‫(لكن أَان)؛ حيث‬
‫يف نص ابن جين تفسري للرتكيب الصويت الوارد يف قراءة (لكنَّا)‪ ،‬وهي قراءة سبعية وأصلها‪ْ :‬‬
‫جرى التخفيف حبذف اهلمزة وإلقاء حركتها على النون‪ ،‬وهي حركة غري الزمة عوملت معاملة احلركة الالزمة فسكنت‬
‫ت يف الثانية فأصبحت (لكنَّا)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النون األوىل وأ ُْدغ َم ْ‬

‫مر هذا التحول مبرحلتني‪ :‬األوىل‪ :‬حذف‬


‫(لكن أَان) إىل كلمة واحدة مركبة نط ًقا وكتابة وقد َّ‬
‫حتولَت الكلمتان ْ‬
‫وهنا َّ‬
‫اهلمزة لغرض التخفيف وبقاء حركتها‪.‬‬

‫لكن ان (‪.)cvv/cv/cv/cvv‬‬
‫لكن أان (‪َ ← )cvv/cv/cvc/cvv‬‬
‫واملرحلة الثانية‪ :‬جاء فيها حذف الفتحة ودمج النون األوىل يف الثانية‪.‬‬

‫لكن ان ← لكنَّا (‪.)cvv/cvc/cvv‬‬


‫لكن ان (‪ْ ← )cvv/cv/cv/cvv‬‬
‫َ‬
‫والفرق بني األصل والصيغة النهائية للقراءة هو اشتمال األول على أربعة مقاطع‪ ،‬والثاين على ثالثة مقاطع بعد‬
‫سقوط املقطع القصري‪.‬‬

‫‪- 714 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫(لكن) وهي غري‬


‫ويتجلى دور الشبه الصويت يف املرحلة الثانية للتحول حيث عوملت الفتحة امللقاة على نون َ‬
‫الزمة معاملة الالزمة فحذفت لغرض إدغام النون يف النون‪ .‬ويتج ابن جين هلذا التشبيه الصويت بقول الشاعر‪:‬‬

‫فَبُ ْ َال َن منها ابلذي أنت ابئ ُ‬ ‫ب مسَْراء ِح ْقبةً‬


‫ت ُختْفي ُح َّ‬
‫قد ُكْن َ‬
‫(‪)91‬‬
‫فأسكن احلاء اليت كانت متحركة اللتقاء الساكنني يف بُ ِ اآلن‪ ،‬ملا حتركت للتخفيف الالم"‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫اتض من خالل إيراد النصوص والشواهد واألمثلة أن الشبه الصويت أصل ُمتعا َمل بني العرب وسنة من سنن‬
‫الكالم العريب‪ ،‬وهو مظهر لرقي اللغة واتساعها يف جمال القياس والتشابه لتسويغ االستعمال اللغوي برده إىل أصل‬
‫عريب‪ ،‬وقد استثمر علماء اللغة والقراءات هذا املبدأ اللغوي يف توجيه بعض القراءات القرآنية ومصادقتها للكالم‬
‫ص البحث إىل مجلة من النتائج‪ ،‬منها‪:‬‬
‫العريب‪ ،‬وقد َخلُ َ‬

‫صت الدراسة إىل أن الشبه الصويت أحد‬ ‫ِ‬


‫وخلُ َ‬
‫ت الدراسة بتتبع مفهوم الشبه الصويت عند علمائنا القدامى‪َ ،‬‬
‫عُنيَ ْ‬
‫صد به يف جمال القراءة القرآنية‪ :‬رد القراءة إىل ما يشاهبها من الكالم‬
‫جوانب الشبه اللفظي الذي ذكره ابن جين ويُ ْق َ‬
‫العريب مع بيان وجه الشبه بينهما‪.‬‬

‫بينت الدراسة عمق تناول القدماء للشبه الصويت‪ ،‬وبيان أمناطه‪ ،‬وكيفية توظيفه يف تفسري بعض استعماالت‬
‫العرب‪ ،‬واختذوه حجة يف توجيه بعض القراءات القرآنية‪.‬‬

‫كشفت الدراسة من خالل حتليل بعض األمثلة أن الشبه الصويت يكون قواي بني املشبه واملشبه به عندما يتطابقان‬
‫يف وجه الشبه بينهما‪ ،‬وأحياان يفقد مسة صوتية جتعل من الشبه بني االستعمالني ضعي ًفا‪.‬‬

‫بينت الدراسة أمهية حتليل الصوت داخل سياقه الصويت ونسيجه املقطعي‪ ،‬والكشف عن االرتباطات بني الصوت‬
‫والصرف وأثر الشبه الصويت يف صياغة الكلمة وتصنيفها‪ ،‬مثل‪ :‬قراءة (الشياطون)‪ .‬وكذلك أثر التغري الناتج عن‬
‫الشبه الصويت يف إبطال بعض القواعد النحوية‪ ،‬مثل حذف حرف العلة يف املضارع غري اجملزوم مثل‪ :‬قراءة (ال‬
‫يستحي)‪.‬‬

‫‪- 715 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫اتض أن األصل يف الشبه الصويت أن يُ َشبَّه الفرع ابألصل‪ ،‬وقد يكثر استعمال الفرع فَيُ َشبَّه به‪ ،‬ويُ َع ُّد أصال‬

‫الستعمال آخر يُ َس ِوغ وروده يف اللغة‪ ،‬مثل‪ :‬اختاذ العكربي الرتكيب َ‬


‫(وْه َو) أصال يوجه به قراءة إسكان اهلاء يف قوله‬
‫تعاىل‪( :‬أن ُميِ َّل ْه َو) وهنا يتحول الفرع إىل أصل يتج به مما يدل على متكنه يف االستعمال اللغوي‪.‬‬

‫اتض أن بعض الشواهد ميكن خترجيها من خالل ردها إىل هلجات القبائل العربية‪ ،‬وهنا أييت دور الشبه الصويت‬
‫لربط القراءة ابستعمال ينتمي إىل هلجة عربية‪.‬‬

‫ويوصي البحث ابإلفادة من معطيات الدرس الصويت وتوظيف إسهامات القدماء واحملدثني يف الكشف عن‬
‫اخلصائص الصوتية للغة ومبادئها وسنن العرب يف التعبري‪ ،‬وبيان طرق توجيه القراءة القرآنية‪.‬‬

‫املراجع‬

‫اآلمدي‪ ،‬علي بن حممد‪1424( .‬ه ‪2003‬م)‪ .‬اإلحكام يف أصول األحكام‪َ .‬علَّ َق عليه‪ :‬عبد الرزاق عفيفي‪.‬‬
‫ط‪ ،1‬الرايض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ :‬دار الصميعي‪.‬‬

‫ابن اجلزري‪ ،‬أبو اخلري حممد بن حممد الدمشقي‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬النشر يف القراءات العشر‪ .‬حتقيق‪ :‬علي حممد الضباع‪.‬‬
‫(د ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫ابن جين‪ ،‬أبو الفت عثمان‪1371( .‬ه ‪1952‬م)‪ .‬اخلصائص‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد علي النجار‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫املكتبة العلمية‪.‬‬

‫ابن جين‪ ،‬أبو الفت عثمان‪1413( .‬ه ‪1993‬م)‪ .‬سر صناعة اإلعراب‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حسن هنداوي‪( .‬ط‪.)2‬‬
‫دمشق‪ :‬دار القلم‪.‬‬

‫ابن جين‪ ،‬أبو الفت عثمان‪1415( .‬ه ‪1994‬م)‪ .‬احملتسب يف تبيني وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها‪ .‬حتقيق‪:‬‬
‫علي النجدي انصف‪ ،‬ود‪ .‬عبد احلليم النجار‪ ،‬وعبد الفتاح شليب‪ .‬د ط‪ ،‬القاهرة‪ :‬اجمللس األعلى للشئون‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫ابن خالويه‪ ،‬أبو عبد هللا احلسني بن أمحد بن محدان‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬خمتصر يف شواذ القرآن من كتاب البديع‪( .‬د‪ .‬ط)‪.‬‬
‫(د‪ .‬م )‪ :‬مكتبة املتنيب‪.‬‬

‫‪- 716 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫ابن خالويه‪ ،‬أبو عبد هللا احلسني بن أمحد‪1413( .‬ه ‪1992‬م)‪ .‬إعراب القراءات السبع وعللها‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫الرمحن بن سليمان العثيمني‪ .‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬مكتبة اخلاجني‪.‬‬

‫ابن زجنلة‪ ،‬أبو زرعة عبد الرمحن بن حممد‪1418( .‬ه ‪1997‬م)‪ .‬حجة القراءات‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعيد األفغاين‪( .‬ط‪.)5‬‬
‫بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫ابن جماهد‪1972( .‬م)‪ .‬كتاب السبعة يف القراءات‪ .‬حتقيق‪:‬شوقي ضيف‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬مصر‪ :‬دار املعارف‪.‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬مجال الدين‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬لسان العرب‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد هللا علي الكبري وآخرون‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬مصر‪ :‬دار‬
‫املعارف‪.‬‬

‫ابن يعيش‪ ،‬موفق الدين يعيش بن علي‪( .‬د‪.‬ت)‪.‬شرح املفصل‪( .‬د‪.‬ط) القاهرة‪ :‬الطباعة املنريية‪.‬‬

‫أبو حيان‪ ،‬حممد بن يوسف األندلسي‪1413( .‬ه ‪1993‬م)‪ .‬البحر احمليط‪ .‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪،‬‬
‫وعلي حممد معوض‪ ،‬وآخرون‪ .‬ط‪ .1‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫استيتية‪ ،‬د‪ .‬مسري شريف‪2005( .‬م)‪ .‬القراءات القرآنية بني العربية واألصوات اللغوية منهج لساين معاصر‪( .‬د‪.‬‬
‫ط)‪ .‬إربد‪ :‬عامل الكتب احلديث‪.‬‬

‫األقطش‪ ،‬د‪ .‬عبد احلميد‪2003( .‬م)‪ .‬اإلشباع الصويت يف املقاطع العربية وأوضاعه‪ ،‬وأمهيته يف التعبري اللغوي‪ .‬جملة‬
‫علوم اللغة‪ :‬القاهرة‪ ،‬دار غريب‪ .‬م (‪ ،)2( ،)6‬من ص‪ 9‬إىل ص‪.60‬‬

‫امرؤ القيس‪1377( ،‬ه ‪1958‬م)‪ .‬ديوان امرئ القيس‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪( .‬ط‪ )4‬مصر‪ :‬دار‬
‫املعارف‪.‬‬

‫األنباري‪ ،‬أبو الربكات عبد الرمحن كمال الدين‪1377( .‬ه ‪1957‬م)‪ .‬اإلغراب يف جدل اإلعراب ولُ َمع األدلة‬
‫يف أصول النحو‪ .‬حتقيق‪ :‬سعيد األفغاين‪ .‬د ط‪ ،‬مطبعة اجلامعة السورية‪.‬‬

‫البغدادي‪ ،‬عبد القادر‪1402( .‬ه ‪ .)1982‬شرح شواهد شافية ابن احلاجب‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد نور احلسن وحممد‬
‫الزفزاف وحممد حميي الدين عبد احلميد‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫جرير‪ ،‬ابن عطية اخلطفى‪1406( .‬ه ‪1986‬م)‪ .‬ديوان جرير‪ .‬حتقيق‪ :‬كرم البستاين‪( .‬د‪ .‬ط) بريوت‪ :‬دار بريوت‪.‬‬

‫‪- 717 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫احلمالوي‪ ،‬أمحد‪1414( .‬ه ‪1993‬م)‪ .‬شذا العرف يف فن الصرف‪( .‬ط‪ .)1‬املنصورة‪ :‬دار اليقني‪ ،‬والرايض‪ :‬دار‬
‫القبلتني‪.‬‬

‫الدمياطي‪ ،‬أمحد بن حممد البنا (‪1407‬ه ‪1987‬م)‪ .‬إحتاف فضالء البشر يف القراءات األربعة عشر‪ .‬حتقيق‪/‬‬
‫شعبان حممد إمساعيل‪( .‬ط‪ .)1‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬

‫الراغب األصفهاين‪ ،‬أبو القاسم احلسني بن حممد‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬املفردات يف غريب القرآن‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد سيد كيالين‪.‬‬
‫(د‪ .‬ط)‪ .‬بريوت‪ .‬لبنان‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬

‫الزجاج‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن السري‪1408( .‬ه ‪1988‬م)‪ .‬معاين القرآن وإعرابه‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اجلليل عبده‬
‫شليب‪( .‬ط‪ .)1‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬

‫الزخمشري‪ ،‬جار هللا حممود بن عمر‪1418( .‬ه ‪1998‬م)‪ .‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل‬
‫يف وجوه التأويل‪ .‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬وعلي حممد معوض‪ ،‬ود‪ .‬فتحي عبد الرمحن حجازي‪.‬‬
‫(ط‪ )1‬الرايض‪ :‬مكتبة العبيكان‪.‬‬

‫سيبويه‪ ،‬أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب‪1977( .‬م)‪ .‬الكتاب‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪( .‬د‪ .‬ط)‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة اخلاجني‪.‬‬

‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪1426( .‬ه ‪2006‬م)‪ .‬االقرتاح يف علم أصول النحو‪ .‬قرأه وعلق عليه‪ :‬د‪ .‬حممود سليمان‬
‫ايقوت‪ .‬د ط‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار املعرفة اجلامعية‪.‬‬

‫شاهني‪ ،‬د‪ .‬عبد الصبور‪1408( .‬ه ‪ 1987‬م)‪ .‬أثر القراءات يف األصوات والنحو العريب أبو عمرو بن العالء‪.‬‬
‫ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬مكتبة اخلاجني‪.‬‬

‫العكربي‪ ،‬أبو البقاء عبد هللا بن احلسني بن عبد هللا‪1412( .‬ه ‪1992‬م)‪ .‬إمالء ما من به الرمحن من وجوه‬
‫اإلعراب والقراءات يف مجيع القرآن‪ .‬حتقيق‪ :‬إبراهيم عطوة عوض‪ .‬د ط‪ .‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪.‬‬

‫العكربي‪ ،‬أبو البقاء عبد هللا بن احلسني بن عبد هللا‪1417( .‬ه ‪1996‬م)‪ .‬إعراب القراءات الشواذ‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫السيد أمحد عزوز‪ .‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬

‫‪- 718 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬املستصفى يف علم األصول‪ .‬دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬محزة بن زهري حافظ‪.‬‬
‫(د‪ .‬ط)‪ .‬شركة املدينة املنورة للطباعة‪.‬‬

‫الفارسي‪ ،‬أبو علي احلسن بن عبد الغفار‪1407( .‬ه ‪1987‬م)‪ .‬احلجة للقراء السبعة‪ .‬حتقيق‪ :‬بدر الدين قهوجي‬
‫وبشري جوجيايت وآخرون‪ .‬ط‪ .1‬دمشق‪ :‬دار املأمون للرتاث‪.‬‬

‫الفراء‪ ،‬أبو زكراي يىي بن زايد‪1403( .‬ه ‪1983‬م)‪ .‬معاين القرآن‪( .‬ط‪ .)3‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬

‫الفيومي‪ ،‬أمحد بن حممد بن علي‪2003( .‬م)‪ .‬املصباح املنري‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪.‬‬

‫القاضي‪ ،‬عبد الفتاح‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬البدور الزاهرة يف القراءات املتواترة‪( .‬د ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتاب العريب‪.‬‬

‫القاضي‪ ،‬عبد الفتاح‪1401( .‬ه ‪1981‬م)‪ .‬القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬بريوت‪ .‬لبنان‪:‬‬
‫دار الكتاب العريب‪.‬‬

‫القرطيب‪ ،‬أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن أيب بكر‪2006( .‬م)‪ .‬اجلامع ألحكام القرآن‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد هللا بن عبد‬
‫احملسن الرتكي‪ ،‬وحممد رضوان عرقسوسي‪( .‬ط‪ .)1‬بريوت‪ .‬لبنان‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫قمحاوي‪ ،‬حممد الصادق‪( .‬د‪ .‬ت)‪ .‬الربهان يف جتويد القرآن‪( .‬د‪ .‬ط)‪ ،‬بريوت‪ :‬املكتبة الثقافية‪.‬‬

‫القيسي‪ ،‬أبو حممد مكي بن أيب طالب‪ .)1997( .‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪ .‬حتقيق‪:‬‬
‫حميي الدين رمضان‪( .‬ط‪ .)5‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫الكسائي‪ ،‬علي بن محزة‪1998( .‬م)‪ .‬معاين القرآن‪ .‬أعاد بناءه وقدَّم له‪ :‬د‪ .‬عيسى شحاته عيسى‪( .‬د‪ .‬ط)‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار قباء‪.‬‬

‫كشك‪ ،‬د‪ .‬أمحد‪2007( .‬م)‪ .‬من وظائف الصوت اللغوي حماولة لفهم صريف وحنوي وداليل‪( .‬د‪ .‬ط)‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫دار غريب‪.‬‬

‫كليمنتس‪ ،‬جورج ن‪ .‬وكايزر‪ ،‬صامويل ج‪1992( .‬م)‪ .‬يف نظرية املقطع يف الفونولوجيا التوليدية‪ .‬ترمجة‪ :‬مبارك‬
‫حنون‪ ،‬وأمحد العلوي‪ .‬جملة العرب والفكر العاملي‪ :‬مركز اإلمناء العريب‪ .‬ع (‪ ،)19 ،20‬من ص‪ 125‬إىل‬
‫ص‪.142‬‬

‫‪- 719 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫اللخمي‪ ،‬ابن هشام‪1424( .‬ه ‪2003‬م)‪ .‬املدخل إىل تقوْي اللسان‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حامت صاحل الضامن‪( .‬ط‪.)1‬‬
‫بريوت‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪.‬‬

‫ايكوبسون‪ ،‬ر‪1979( .‬م)‪ .‬الفونولوجيا وعلم األلفاظ‪ .‬الفكر العريب‪ :‬معهد اإلمناء العريب‪ .‬م (‪ ،)9،8( ،)1‬من‬
‫ص ‪ 144‬إىل ص‪.160‬‬

‫(‪ )1‬املفردات يف غريب القرآن (شبه) ‪254‬‬


‫(‪ )2‬اللسان (شبه) ‪2190‬‬
‫(‪ )3‬املصباح املنري (ش ب ه ) ‪183‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪159/4‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪148/4‬‬
‫(‪ )6‬البيت منسوب لسؤر ِ‬
‫الذئب يف اللسان (حجف)‪ 787‬وشرح شواهد شافية ابن احلاجب‪200‬‬ ‫ُْ‬
‫(‪ )7‬البيت أليب النجم يف اللسان (ما) ‪ 4293‬وشرح شواهد شافية ابن احلاجب ‪218‬‬
‫(‪ )8‬اخلصائص ‪ 308 304 /1‬و‪176/2‬‬
‫(‪ )9‬احملتسب ‪292/1‬‬
‫( ‪ 148/1 )10‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه ‪ 17‬وإعراب القراءات الشواذ ‪ 288/1‬والبحر احمليط‪346/2‬‬
‫( ‪ 334/2 )11‬وقراءة الفت يف إعراب القراءات الشواذ ‪630/2‬‬
‫(‪ )12‬اإلغراب يف جدل اإلعراب ولُ َم ُع األدلة يف أصول النحو ‪105‬‬
‫( ‪ )13‬السابق ‪ 109 106‬وينظر‪ :‬االقرتاح يف أصول النحو‪ .‬السيوطي ‪327 325‬‬
‫(‪ )14‬املستصفى يف علم األصول ‪ 641/3‬وينظر‪ :‬اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي ‪369/3‬‬
‫(‪ )15‬الفونولوجيا وعلم األلفاظ ‪148‬‬
‫(‪ )16‬يف نظرية املقطع يف الفونولوجيا التوليدية ‪134‬‬
‫(‪ )17‬ينظر‪ :‬السابق ‪134‬‬
‫(‪ )18‬احملتسب ‪ 159 158/2‬والقراءة حبذف اهلمزة وردت يف إعراب القراءات الشواذ ‪ 270/2‬والنشر‪ 237/3‬واإلحتاف‬
‫‪348/2‬‬
‫(‪ )19‬احملتسب‪ 111 110/2‬ووردت القراءة يف الكشاف ‪ 68/3‬وإعراب القراءات الشواذ ‪ 185/2‬والبحر احمليط ‪456/6‬‬
‫(‪ )20‬احملتسب ‪ 111/2‬والقراءة يف معاين القرآن‪ 210/2‬والكشاف‪ 162/4‬وحجة القراءات‪ 469‬والنشر‪193/3‬‬
‫واإلحتاف‪266/2‬‬

‫‪- 720 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫(‪ )21‬احملتسب ‪ 121 120/2‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه‪ 106‬والكشاف‪ 344/4‬وإعراب القراءات الشواذ‬
‫‪199/2‬والبحراحمليط‪453/6‬‬
‫(‪ )22‬األوىل قراءة ابن عامر وأيب بكر واختارها أبو عبيد‪ .‬ينظر‪ :‬اإلحتاف‪ 266/2‬والثانية قراءة أهل مكة ونسبها ابن عطية إىل ابن‬
‫كثري وحده‪ .‬ينظر‪ :‬الكشاف‪ 344/4‬والبحر احمليط‪453/6‬‬
‫(‪ )23‬احملتسب ‪ 133/2‬ووردت القراءة يف خمتصر ابن خالويه ‪ 16‬والكشاف‪ 419-418/4‬واإلحتاف‪410/1‬‬
‫(‪ )24‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪55/1‬‬
‫(‪ )25‬إعراب القراءات الشواذ ‪191/1‬‬
‫(‪ )26‬البحر احمليط ‪494/1‬‬
‫(‪ )27‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 26/1‬والقراءة يف الكشاف‪ 238/1‬والبحر احمليط ‪ 264/1‬واإلحتاف‪382/1‬‬
‫(‪ )28‬القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب‪28‬‬
‫(‪ )29‬احملتسب ‪ 76/1‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه ‪ 12‬والكشاف‪ 257/1‬والبحر احمليط‪ 322/1‬وتفسري القرطيب‪488/1‬‬
‫(‪ )30‬إعراب القراءات الشواذ‪153-152/1‬‬
‫(‪ )31‬ينظر‪ :‬الكشاف‪ 257/1‬والبحر احمليط‪322/1‬‬
‫(‪ )32‬احملتسب ‪ 127 125/1‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه‪ 22‬والبحر احمليط‪ 246/2‬وتفسري القرطيب‪170/4‬‬
‫(‪ )33‬الكشاف‪139‬‬
‫(‪ )34‬البحر احمليط‪246/2‬‬
‫(‪ )35‬نفسه والصفحة نفسها‬
‫(‪ )36‬احملتسب ‪ 244/1‬مل أجد القراءة فيما بني يدي من املراجع‪.‬‬
‫(‪ )37‬اخلصائص ‪318/2‬‬
‫(‪ )38‬الكتاب ‪154 153/4‬‬
‫(‪ )39‬إمالء ما َم َّن به الرمحن‪122/1‬‬
‫(‪ )40‬الكتاب ‪ 155/4‬وينظر توجيه القراءتني يف الكشاف‪ 434- 139‬وإمالء العكربي‪ 16/2‬والبحر احمليط‪247/2‬و‪47/5‬‬
‫(‪ )41‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 20/1‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه ‪10‬وإعراب القراءات الشواذ‪123/1‬‬
‫(‪ )42‬شذا العرف يف فن الصرف ‪73‬‬
‫(‪ )43‬احملتسب ‪232/2‬‬
‫(‪ )44‬إعراب القراءات الشواذ‪90/2‬‬
‫(‪ )45‬ينظر‪ :‬شذا العرف ‪72‬‬
‫(‪ )46‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪125/2‬‬
‫(‪ )47‬إعراب القراءات السبع وعللها ‪47 46/2‬‬

‫‪- 721 -‬‬


‫الصويت يف توجيه القراءة القرآنية‬
‫الشَّبَهُ َّ‬

‫(‪ )48‬اإلشباع الصويت‪ .‬عبد احلميد األقطش ‪10‬‬


‫(‪ )49‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪155/1‬‬
‫قود‪ .‬وورد ابهلمز يف سر صناعة اإلعراب‪79/1‬‬ ‫(‪ )50‬البيت يف ديوان جرير‪ 116‬حلب الوافِ ِ‬
‫الو ُ‬
‫إيل موسى َو َج ْع َدةُ لو أَضاءَمها َ‬
‫دان َّ‬ ‫َ‬
‫(‪ )51‬احملتسب ‪ 48/1‬وينظر‪ :‬سر صناعة اإلعراب‪ 80-79/1‬وإعراب القراءات الشواذ‪ 103/1‬البحر احمليط‪151/1‬‬
‫(‪ )52‬الكتاب ‪173/4‬‬
‫(‪ )53‬ينظر‪ :‬اخلصائص ‪175/2‬‬
‫(‪ )54‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 118/1‬وينظر‪ :‬إعراب القراءات الشواذ‪ 287/1‬والبحراحمليط‪ 361/2‬واإلحتاف‪384/1‬‬
‫(‪ )55‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪27/1‬‬
‫من هللا وال واغل‪ .‬وكتاب سيبويه‪ 204/4‬وشرح املفصل‪48/1‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)56‬‬
‫البيت المرئ القيس يف ديوانه‪ 122‬ومتامه‪ :‬إ ْْثًا َ‬
‫(‪ )57‬اخلصائص ‪96/3‬‬
‫(‪ )58‬الكتاب ‪167/4‬‬
‫(‪ )59‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 201/2‬وينظر آراء العلماء يف إسكان اهلمزة هنا يف البحر احمليط ‪ 305/7‬والنشر يف القراءات العشر‬
‫‪352/2‬‬
‫(‪ )60‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪212/2‬‬
‫(‪ )61‬ينظر‪ :‬من وظائف الصوت اللغوي‪ .‬أمحد كشك ‪20 19‬‬
‫(‪ )62‬احملتسب ‪ 248/1‬وينظر‪ :‬اخلصائص ‪ 94/3‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه‪ 49‬وإعراب القراءات الشواذ‪536/1‬‬
‫(‪ )63‬ينظر‪ :‬الربهان يف جتويد القرآن‪ .‬حممد الصادق قمحاوي ‪ ،27‬والقراءات القرآنية بني العربية واألصوات اللغوية‪ .‬عبد الصبور‬
‫شاهني‪96‬‬
‫(‪ )64‬ينظر‪ :‬أثر القراءات يف األصوات والنحو‪ .‬عبد الصبور شاهني ‪116‬‬
‫(‪ )65‬املدخل إىل تقوْي اللسان‪ .‬ابن هشام اللخمي ‪85‬‬
‫(‪ )66‬احملتسب ‪ 22/2‬القراءة يف خمتصر ابن خالويه‪ 80‬والكشاف‪ 536/3‬وإعراب القراءات الشواذ‪796/1‬‬
‫(‪ )67‬الكتاب ‪182/4‬‬
‫(‪ )68‬النشر يف القراءات العشر ‪120/2‬‬
‫(‪ )69‬إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 121 120/1‬وينظر‪ 98/1 :‬والقراءة يف الكشاف‪ 456/1‬وإعراب القراءات الشواذ‪253/1‬‬
‫والبحر احمليط‪225/2‬‬
‫(‪ )70‬ينظر‪ :‬البحر احمليط ‪225/2‬‬
‫(‪ )71‬اإلمالء ‪ 108/1‬وينظر‪ :‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪307-306/1‬‬
‫(‪ )72‬الكتاب ‪164/4‬‬
‫(‪ )73‬البيت ملنظور بن مرثد األسدي يف اخلصائص‪ 359/2‬وسر صناعة اإلعراب‪178/1‬‬

‫‪- 722 -‬‬


‫جملة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد (‪ )35‬سبتمرب ‪2023‬‬

‫(‪)74‬‬
‫(جزا) البقرة‪ 260‬يف احملتسب ‪ 137/1‬وقراءة (املر) يف‬
‫احملتسب ‪ 102/1‬ومن ذلك قراءة أيب جعفر والزهري‪ُ :‬‬
‫الكشاف‪ 306/1‬وإعراب القراءات الشواذ‪ 193/1‬والبحر احمليط‪501-500/1‬‬
‫(‪ )75‬احملتسب ‪276/1‬‬
‫(‪ )76‬الكتاب ‪169/4‬‬
‫(‪)77‬‬
‫إمالء ما َم َّن به الرمحن ‪ 293/2‬والقراءة سبعية وهي اختيار اجلمهور‪ .‬ينظر‪ :‬إعراب القراءات السبع وعللها‪523/2‬‬
‫والكشف‪386/2‬‬
‫(‪ )78‬الكتاب ‪163/4‬‬
‫(‪ )79‬شرح املفصل ‪46/9‬‬
‫(‪ )80‬البحر احمليط ‪504/7‬‬
‫(‪ )81‬البدور الزاهرة يف القراءات العشر املتواترة ‪103‬‬
‫(‪)82‬‬
‫ينظر‪ :‬السبعة البن جماهد‪ 259‬وإعراب القراءات السبع وعللها البن خالويه‪ 159/2‬واحلجة للقراء السبعة أليب علي‬
‫الفارسي‪318/3‬‬
‫(‪ )83‬إعراب القراءات السبع وعللها ‪159/2‬‬
‫(‪ )84‬اخلصائص ‪ 89/3‬مل أجد القراءة فيما بني يدي من املراجع‪.‬‬
‫(‪ )85‬احملتسب ‪ 55/1‬والقراءة يف خمتصر ابن خالويه‪ 10‬واإلمالء‪ 20/1‬وإعراب القراءات الشواذ‪126/1‬‬
‫(‪ )86‬خمتصر يف شواذ القرآن البن خالويه‪ 10‬وينظر‪ :‬معاين القرآن للكسائي ‪63‬‬
‫(‪ )87‬معاين القرآن وإعرابه ‪92/1‬‬
‫(‪ )88‬احملتسب ‪54/1‬‬
‫(‪ )89‬احملتسب ‪ 70/1‬وشرحها أيضا يف اخلصائص ‪ 92/3‬و‪333‬‬
‫(‪ )90‬ينظر‪ :‬كتاب السبعة يف القراءات البن جماهد ‪391‬‬
‫(‪ )91‬اخلصائص ‪90/3‬‬

‫‪- 723 -‬‬


e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 9 Issue No.: 35 September 2023
Kingdom Saudi Arabia
Contents
Ministry of Education
Introduction to the journal ................................................

Al Baha University
Editorial Board of Al Baha University Journal for Human Sciences …………………....................

University Vice Presidency for


Postgraduate Studies and Scientific Contents ................................................
Research
Al Baha University Journal for The Role of Phonemic Similarity in Directing Quranic Recitation: Analyzing the Linguistic Functions
Humanities of Phonemes 682 - 723
Published by Al-Baha University Saleh Ibrahim Abd Elsalam Elghalban
Periodical - Scientific - Refereed

Vision: To be a scientific journal characterized by


Validating of Ten Chapters from Part Five of the Book 'Not in the Arabic Language' by Abu Abdullah
publishing scientific research that serves the goals of Al-Hussein Ibn Ahmed Ibn Khalawayh 724 - 753
comprehensive development in the Kingdom of Saudi
Arabia; serving original scientific research nationally Ahmed ibn Ateeq ibn Radi Al Harbi
and internationally; contributing to the development
of research capabilities of university members and the
Hadith Narration of Al Hasan Al Basri on the Authority of Abu Bakra in Sahih Al Bukhari:
like inside and outside the university as well as the
country. Study and Investigation 754 - 781
Mission: Activating the university's role in raising the Hammad Mahdi Emmran AlSulami
level of research performance of its employees to serve
the university's goals, achieve the desired development
goals, and increase constructive interaction with local,
The deliberative character of the morphological in our Arabic language 782 - 808
regional, and global community institutions.
Khalid ibn Zuwayyid ibn Mazeed Aletri Alsulami
Chairman of the Editorial Board:
Rhythmic Construction in Al-Murqish Al-Asagar’s Poetry (who died in 50 BC) 809 - 845
Prof. Saeed ibn Ahmed Eidan Al-Zahran
Samia bint Abdullah Muhammad Al-Omari
Deputy Chairman of the Editorial Board:

Prof. Mohammad Hasan Zahir Al Shihri Description of the Holy Quran in Surat Ash-Shuraa’, an Objective Study 846- 872

Saeed ibn Mohammed Jamaan Al-Hadeyya


Director of the Editorial Board:
The Hadith Criticized for the Insertion of a Hadith within another According to Ibn 'Ady in Al Kamil
Dr. Yahya Saleh Hasan Dahami,
873 – 904
Associate Professor
Boualam Ramadan Benslama
Members of the Editorial Board:
The effect of suspicion of ownership on jurisprudential rulings: a contemporary
Prof. Fahad Mohammad Al Harithi jurisprudential study 905 – 941
Faisal ibn Ali ibn Abdullah Al-Suwaiti
Dr. Ahmad Mohammad Al Fagaih,
Associate Professor Stopping and starting “alwaqf and al'ibtida” in the middle of the Quranic verse between the
scholars of the East and the West 942 - 988
Dr. Abdullah ibn Zahir Al Thagafi
e-ISSN: 1658 – 7472 Awad Hassan Ali Al-Wadaei

PO Box: 1988
Tel: 00966 17 7274111/ 00966
17:7250341
Ext: 1314
Email: buj@bu.edu.sa
Website:
https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs
Published by Al Baha University

e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 9 Issue No.: 35 September 2023

Email: buj@bu.edu.sa https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs

You might also like