You are on page 1of 50

‫ديسمبر ‪2022‬‬ ‫العدد‪ :‬الثاني والثالثون‬ ‫المجلد‪ :‬الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬

‫‪Email: buj@bu.edu.sa‬‬ ‫‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs‬‬


‫ديسمبر ‪2022‬‬ ‫العدد‪32 :‬‬ ‫المجلد الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫المحتويات‬ ‫جامعة الباحة‬
‫وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‬
‫التعريف بالمجلة‪.............................................................................................‬‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬
‫تصدر عن جامعة الباحة‬
‫هيئة التحرير جمللة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية ‪..................................................................‬‬ ‫مجلة دورية ـــــ علمية ـــــ محكمة‬
‫الرؤيــــة‪ :‬أن تكون مجلة علمية تتميز بنشر البحوث‬
‫احملتوايت ‪..................................................................‬‬ ‫العلمية التي تخدم أهداف التنمية الشاملة بالمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬وخدمة البحث العلمي األصيل وطنيا ً وعالميا ً‪،‬‬
‫وتسهم في تنمية القدرات البحثية ألعضاء هيئة التدريس‬
‫درجة الوعي ابآلاثر املرتتبة على استخدام الشباب لوسائل التواصل االجتماعي وسبل مواجهتها‪ :‬دراسة وصفية مطبقة على عينة‬ ‫ومن في حكمهم داخل الجامعة وخارجها‪.‬‬
‫‪657 - 630‬‬ ‫من الشباب السعودي يف مدينة الرايض‬
‫الرسالة‪ :‬تفعيل دور الجامعة في االرتقاء بمستوى األداء‬
‫البحثي لمنسوبيها بما يخدم أهداف الجامعة ويحقق أهداف‬
‫نوره بنت شارع العتيبي‬ ‫التنمية المرجوة ويزيد من التفاعل البناء مع مؤسسات‬
‫المجتمع المحلي واإلقليمي والعالمي‪.‬‬
‫‪691 - 658‬‬ ‫التناسب بني آايت غزوة بدر وغزوة أُحد‬
‫رئيس هيئة التحرير‪:‬‬
‫عبدهللا بن محمد العسكر‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سعيد بن أحمد عيدان الزهراني‬
‫‪735 - 692‬‬ ‫عبد الرمحن بن سليمان ابن الغسيل ومروايته يف صحيح البخاري دراسة تطبيقية‬ ‫نائب رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫جميلة بنت منيع بن عنية هللا الحربي‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد بن حسن زاهر الشهري‬

‫‪761 - 736‬‬ ‫التوجيهات الرابنية للصحابة الكرام من خالل سورة التوبة دراسةً موضوعيةً‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬

‫حسن محمد علي آل أيوب عسيري‬ ‫د‪ .‬يحيى بن صالح حسن دحامي‬

‫‪807 -762‬‬ ‫تعقيبات أيب حيان النحوية على آراء سيبويه يف كتاب التذييل والتكميل يف شرح التسهيل (دراسة وتقومي)‬
‫أعضاء هيئة التحرير‪:‬‬
‫سعود بن علي بن عطية الخزمري الزهراني‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن محمد الحارثي‬
‫أستاذ (عضو هيئة تحرير)‬
‫‪826 -808‬‬ ‫احليوان املؤذي بني الطبيعة اجلِبِلَية والنظرة الشرعية‪ :‬قرود البابون أمنوذجا‬
‫د‪ .‬احمد بن محمد الفقيه‬
‫‪ .1‬سعيد بن أحمد العيدان الزهراني‪ .2 ،‬غانم بن محمد بن عبد هللا الغامدي‬ ‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬

‫املقوالت املُْر َسلَة يف القرآن الكرمي‪ ،‬عالقتها ابلشرائع السابقة‪ ،‬وداللتها على األحكام‪( ،‬املعامالت‪ ،‬وأحكام األسرة)‬ ‫د‪ .‬عبد هللا بن زاهر الثقفي‬
‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬
‫‪882 - 827‬‬ ‫دراسة أتصيلية‪ ،‬تطبيقية‬
‫ردمك النشر اإللكتروني‪7472 :‬ـــــ ‪1658‬‬
‫وليد بن عبد المحسن بن أحمد العُمري‬
‫تقصي مشاكل الضغط الصويت على الكلمات املركبة اليت يُواجهها بعض الطالب يف اإلتصال يف جامعة الباحة‬ ‫ص ب‪1988 :‬‬
‫هاتف‪00966 17 7274111/ 00966 :‬‬
‫‪900 - 883‬‬ ‫(اجنليزي)‬ ‫ابململكة العربية السعودية‬ ‫‪7250341 :17‬‬
‫تحويلة‪1314 :‬‬
‫إبراهــيم عبد هللا أحـمد أبكــــر‬ ‫البريد اإللكتروني‪buj@bu.edu.sa :‬‬
‫الموقع‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs :‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫عنوان البحث‬
‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه في كتاب التذييل والتكميل في شرح‬
‫التسهيل (دراسة وتقويم)‬

‫د‪ .‬سعود بن علي بن عطية اخلزمري الزهراين‬

‫قسم اللغة العربية‪ ،‬كلية العلوم واآلداب بالمندق‪ ،‬جامعة الباحة‬

‫‪saatyyih@bu.edu.sa‬‬

‫‪Received: 9/6/2022‬‬ ‫‪Accepted: 24/8/2022‬‬ ‫‪Published: Vol. 8 Issue 32‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يدرس هذا البحث "تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه في كتاب‬
‫التذييل والتكميل في شرح التسهيل (دراسة وتقويم)" الذي يهدف إلى الوقوف‬
‫على تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه بعد دراستها ومناقشتها‪،‬‬
‫معتمدًا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وخلص البحث إجماال‬
‫إلى ّ‬
‫أن آراء سيبويه النحوية كانت راجحة على تعقيبات أبي حيان في ثمان‬
‫مسائل‪ ،‬وأن تعقيبات أبي حيان كانت متجهة في ثالث مسائل‪ .‬وأثبت البحث‬
‫أن تعقيبات أبي حيان هي بسبب اختالف فهم كالم سيبويه وطرائق االستدالل‬
‫فيما بينهما‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬تعقيبات – أبي حيان – آراء سيبويه‪-‬النحوية – التذييل‪.‬‬


2022 ‫) ديسمبر‬32( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Title of paper

Abu Hayyan's Grammatical Comments on Sibawayh's Views in the Book ‘Appendix


and Complementation in explaining the Facilitation (Al Tasshil): a Study and
Evaluation

Dr. Saud ibn Ali ibn Atiyyah Al-Khazmari Al-zahrani

Dept. of Arabic - Faculty of Science and Arts at Mandaq – Al-Baha University

Abstract:

This research studies "Abu Hayyan's Grammatical Comments on Sibawayh's


Views in the Book ‘Appendix and Complementation in explaining the
Facilitation (Al Tasshil), -Study and Evaluation- which aims to identify Abu
Hayyan's grammatical comments based on review and argument through the
descriptive-analytical approach.The research concluded in general to
Sibawayh's grammatical views were preponderant On Abu Hayyan in eight
issues, and that Abu Hayyan's comments were directed to three issues.The
Research proved that the for Abu Hayyan’s comments were due to the different
understanding of Sibawayh’s words and the methods of inference between

Keywords: Comments - Abi Hayyan - Sibawayh's views - Grammatical - Appendix

- 763 -
‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫املقدمة‬

‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على خري خلقه وخامت رسله صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وبعد‪َّ :‬‬
‫فإن‬
‫لسيبويه عند النحويني مكانة عظمى ومنزلة عليا‪ ،‬فهو إمامهم بال منازعة وكتابه دستورهم بال مدافعة؛ لذا أجلّه أبو‬
‫حيان أميا إجالل‪ ،‬وعظّمه أشد التعظيم(‪ ،)1‬فألزم نفسه أال يقرئ أحدا إال يف كتاب سيبويه مع افتخاره بروايته‬
‫للكتاب(‪ ،)2‬فكان يوايل فيه ويعادي‪ ،‬وال يرضى أن خيطئه أح ٌد ما فضال عن أن يع ّقبه أو خيالفه‪ ،‬وال أدل على ذلك‬
‫من احنرافه عن شيخ اإلسالم ابن تيمية وهو من هو يف علمه وفضله بسبب ختطئته لسيبويه(‪ ،)3‬ومن إغالظه القول‬
‫يف ابن مالك حني رد على سيبويه واعرتضه يف بعض املسائل(‪ ،)4‬ومن جتهيله لقاضي قضاة مصر ابن دقيق العيد يف‬
‫علم النحو؛ ألنه نسب إىل كتاب سيبويه العجمة والنكادة(‪.)5‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫تعظيم أيب حيان لسيبويه وحمبته ومواالته واملنافحة عنه مل مينعه ذلك من التعقيب عليه يف عدة مواضع‪ ،‬من هنا‬
‫نشأ أأأر فكرة هذا البح ‪ :‬تعقيبات أيب حيان النحوية على آراء س يييبويك ا اات الا ييل كالاك يل ا ش يير‬
‫الاسهيل دراسة كتقومي ‪.‬‬

‫أسئلة البحث‪:‬‬

‫حياول البح اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما املراد ابلتعقيبار؟‬


‫‪ -2‬ما تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه؟‬

‫‪ -3‬ما تفسري تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه؟‬

‫‪ -4‬ما أسباب تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه؟‬

‫‪ -5‬ما موقف النحاة من تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه؟‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ -‬حب ‪ :‬فهم نص سيبويه بني ابن مالك وأيب حيان يف جملة جامعة أم القرى للباح أ‪.‬د‪ .‬بدر بن حممد اجلابري‪.‬‬
‫أمهية البحث‪:‬‬

‫‪- 764 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫‪-١‬أ ّن هذا البح مل تتجه إليه أنظار الباحثني ابلدراسة فيما أعلم‪.‬‬

‫‪-٢‬اعتماد البح عألى عأاملني جليلأني مأشهورين ‪-‬كأسيبويه وأيب حيان‪.-‬‬

‫‪-٣‬دراسة هذه التعقيبار توضح مكانة سيبويه وأيب حيان‪ ،‬وتبني منزلتهما‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬حتديد املراد مبصطلح التعقيبار‪.‬‬

‫‪ -2‬الوقوف على تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه‪.‬‬

‫‪ -3‬تفسري تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه‪.‬‬


‫‪ -4‬استقصاء أسباب تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه‪.‬‬

‫‪ -5‬مناقشة تعقيبار أيب حيان النحوية على آراء سيبويه‪.‬‬

‫مصطلحات البحث‪:‬‬

‫‪ -‬الاعقيب‪ :‬قال الزخمش أأري‪ :‬وحقيقة التعقيب‪ :‬إتباع العمل عمال (‪ ،)6‬فيش أأمل املخالفة الض أأمنية للعامل‬
‫أو االستدراك عليه دكن قصد مع تقديره وإجالله‪.‬‬

‫‪ -‬الاع ّقب‪ :‬قال الزبيدي‪ :‬التع ّقب‪ :‬التتبّع (‪ ،)7‬فيشأأمل املخالفة الصأأرحية للعامل أو االعرتاي عليه قصي ادا‬
‫من غري التزام بتقديره وإجالله‪.‬‬

‫حدكد البحث‪:‬‬

‫‪ -‬حدكد موضوعية‪ :‬كتب النحو‪.‬‬ ‫‪ -‬حدكد زمنية‪ :‬من سيبويه إىل العصر احلدي ‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫اعتمد البح يف هذه الدراسأأة على املنها الوصأأفي التحليلي الذي يهتم ابسأأتقراء الظاهرة ‪-‬موضأأوع‬
‫الدراسة‪-‬وصفها‪ ،‬وحياول تفسريها وحتليلها‪ ،‬مث استخالص النتائا ابدائ بذكر رأي سيبويه أوال مث تعقيب‬
‫أيب حيان اثنيًا مث مناقشة املسألة بعد ذلك‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫يقوم البحث على مقدمة كأربعة مباحث على النحو اآليت‪:‬‬

‫‪- 765 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫املبحث األكل‪ :‬ما ياعلق ابإلع ال‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬عامل رفع املبتدأ واخلرب‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬إعمال (إ ْن) النافية عمل (ما) احلجازية‪.‬‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬إعمال (الر) عمل (ليس)‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ما ياعلق ابملنصوابت‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬

‫يدا أخاه تضربه ‪.‬‬


‫املسألة األوىل‪ :‬حكم النصب واإلضمار يف‪ :‬أز ً‬
‫املسألة الثانية‪ :‬توجيه نصب اسم العدد املضاف يف قوهلم‪ :‬مررر هبم مخستَهم وحنوها‪.‬‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬جميء احلال من النكرة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬ما ياعلق ابجملركرات‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬


‫املسألة األوىل‪ :‬جميء ِ‬
‫(م ْن) البتداء الغاية يف الزمان‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬اجلر على اجلوار‪.‬‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬ما ياعلق ابحل ف كالزايدة‪ ،‬كفيك مسألاان‪:‬‬

‫املسألة األوىل‪ :‬نون الوقاية ونون اإلعراب بني احلذف واإلثبار‪.‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬زايدة (كان) إذا اتَّصل هبا ضمري‪.‬‬

‫إجراءات البحث‬

‫‪ -‬عزو اآلاير القرآنية إىل سورها‪ ،‬مع بيان رقمها‪ ،‬وكتابتها ابلرسم العثماين‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق القراءار القرآنية من كتب القراءار‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق األحادي النبوية‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق أقوال العرب وأمثاهلم من املصادر املتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق املسائل اخلالفية يف النحو من الكتب املعتمدة‪.‬‬

‫‪- 766 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫‪ -‬التعليق على املسائل النحوية تعليقاً علمياً عند احلاجة إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق الشواهد الشعرية من دواوين أصحاهبا ما أمكن‪ ،‬وإال فمن املصادر املعتمدة مع نسبتها إىل قائليها‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط ما حيتاج إىل ضبط‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف ابلكلمار الغريبة تعريفاً موجزاً‪.‬‬
‫املبحث األكل‪ :‬ما ياعلق ابإلع ال‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬

‫[املسألة األكىل]‬

‫عامل رفع املبادأ كاخلرب‬

‫قلت‪ :‬زي ٌد ضربته‪ ،‬فلزمته اهلاء‪ ،‬وإمنا تريد بقولك مبىن عليه الفعل‪ :‬أنّه‬
‫الفعل على االسم َ‬
‫بنيت َ‬‫قال سيبويك‪ :‬فإذا َ‬
‫عبد‬
‫منطلق‪ ،‬فهو يف موضع هذا الذي بُين على األول وارتَفع به‪ ،‬فإّمنا قلت ُ‬
‫ٌ‬ ‫عبد هللا‬
‫قلت‪ُ :‬‬
‫يف موضع منطلق‪ ،‬إذا َ‬
‫(‪)8‬‬
‫أيضا‪ :‬فأما الذي يُبىن عليه شيء هو هو‪ ،‬فإن املبىن‬ ‫الفعل ورفعتهَ ابالبتداء ‪ ،‬وقال ً‬
‫بنيت عليه َ‬
‫هللا فنسبته له مثّ َ‬
‫عبدهللا؛ ألنَّه ذُكر ليُبىن عليه املنطلق‪،‬‬
‫منطلق؛ ارتفع ُ‬
‫ٌ‬ ‫عبدهللا‬
‫عليه يرتفع به كما ارتفع هو ابالبتداء‪ ،‬وذلك قولك‪ُ :‬‬
‫املنطلق؛ َّ‬
‫ألن املبين على املبتدأ مبنزلته (‪.)9‬‬ ‫ُ‬ ‫وارتفع‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬

‫افع‬
‫أن كال منهما ر ٌ‬‫وخنتاره‪ ،‬وهو الذي يقتضيه النظر‪ ،‬هو قول الكوفيني يف َّ‬
‫نذهب إليه ُ‬
‫ُ‬ ‫قال أبو حيان‪ :‬والذي‬
‫أن كال منهما يقتضي اآلخر‪ ،‬وما كان مقتضيا لشيء وليس مبستقل‪ ،‬فينبغي َّ‬
‫أن يكون عامال فيه (‪،)10‬‬ ‫لآلخر‪ ،‬وذلك َّ‬
‫َ‬
‫ضا‪ :‬وإمنا اخرتان مذهب الكوفيني؛ ألنَّه جار على القواعد؛ إذ أصل العمل إمنا هو للفظ‪ ،‬ومل جند إال مبتدأ‬
‫كقال أي ا‬
‫لكل منهما يف اآلخر؛ إذ قد اختلفت جهتا االقتضاء‪ ،‬كما‬
‫العمل ّ‬
‫ُ‬ ‫وخربا‪ ،‬ووجدانمها مرفوعني‪ ،‬وأمكن أ ْن يُنسب‬
‫ً‬
‫وجدان ذلك فيما هو متفق عليه أو كاملتفق من اسم الشرط وفعله‪ ،‬وكان يف ذلك بقاء على أن العامل لفظي‪ ،‬دون‬
‫معنواي‪ ،‬كمن ذهب إىل أن العامل يف املبتدأ ابالبتداء‪ ،‬أو من ذهب إىل‬
‫ادعاء ما ال يصح من أن يكون العامل ً‬
‫اإلسناد‪ ،‬أو من ذهب إىل التعري من العوامل اللفظية‪ ،‬أو من ذهب إىل أنه التَّأ َهمم واالعتناء‪ ،‬أو من ذهب إىل أنه‬
‫ظ يدل عليها‪ ،‬واملعاين مل يثبت هلا عمل يف موضع اتفاق‪ ،‬فيُحمل عليه‬
‫شبه ابلفاعل‪ ،‬وهذه كلها معان ليس َمثَّ لف ٌ‬
‫هذا املختلف فيه (‪.)11‬‬

‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اختلف النحاة يف عامل رفع املبتدأ واخلرب على قولني‪:‬‬

‫‪- 767 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫القول األول‪ :‬قول البصريني َّ‬


‫أن املبتدأ مرفوع ابالبتداء إال أهنم اختلفوا يف رافع اخلرب على ثالثة آراء(‪:)12‬‬
‫‪ -‬مذهب سيبويه َّ‬
‫أن املبتدأ مرفوع ابالبتداء‪ ،‬واملبتدأ هو الذي رفع اخلرب‪ ،‬وتبعه ابن مالك(‪ ،)13‬وابن هشام(‪،)14‬‬
‫وعلل ابن مالك ترجيحه لرأي سيبويه بأ سالمته مما يَِرُد على غريه من موانع الصحة (‪.)15‬‬
‫‪ -‬مذهب األخفش أن املبتدأ واخلرب مرفوعان ابالبتداء(‪ ،)16‬وتبعه أبو البقاء العكربي(‪.)17‬‬
‫‪ -‬مذهب أيب العباس املربد أن املبتدأ مرفوع ابالبتداء‪ ،‬واخلرب مرفوع ابالبتداء واملبتدأ(‪ ،)18‬وتبعه ابن السراج(‪.)19‬‬
‫وهذا القول األول مردود عند أيب حيان بثالثة أمور(‪:)20‬‬
‫افعا للخرب؛ ألدى ذلك إىل إعمال عامل واحد‬
‫ضاحك‪ ،‬فلو كان ر ً‬
‫ٌ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أن املبتدأ قد رفع فاعال‪ ،‬حنو‪ :‬القائم أبوه‬
‫اتبعا لآلخر‪ ،‬وذلك ال نظري له‪.‬‬
‫رفعا من غري أن يكون أحدمها ً‬
‫يف معمولني ً‬
‫وجياب عنه أبن طلب املبتدأ للفاعل يغاير طلبه للخرب‪ ،‬فاختلف بذلك جهتا الطلب‪.‬‬
‫جامدا‪ ،‬حنو (زيد)‪ ،‬والعامل إذا كان غري متصرف مل جيز تقدمي معموله عليه‪ ،‬واملبتدأ‬
‫‪ -2‬أن املبتدأ قد يكون امسًا ً‬
‫جيوز تقدمي اخلرب عليه‪ ،‬فدل ذلك على أنه غري عامل فيه‪.‬‬
‫وجياب عنه أبن ذلك فيما كان من العوامل حمموال على الفعل ومشبها به‪ ،‬واملبتدأ ليس كذلك‪ ،‬فعمله متأصل‬
‫يف اخلرب لطلبه له‪ ،‬كما يعمل الفعل يف الفاعل لطلبه له(‪.)21‬‬
‫ضمريا‪ ،‬والضمريُ ال يرفع إذا كان ضمري ما يعمل‪ ،‬فكيف إذا كان ضمري ما ال يعمل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن املبتدأ قد يكون ً‬
‫وجياب عنه أبنه ال يلزم ذلك؛ ألن املبتدأ يعمل ابألصالة وال يعمل ابحلمل على الفعل أو ابلنيابة منابه‪ ،‬فال فرق‬
‫بني الظاهر واملضمر واجلامد واملشتق(‪.)22‬‬
‫القول الثاين‪ :‬قول الكوفيني أ ّن املبتدأ واخلرب يرتافعان‪ ،‬فاملبتدأ يرفع اخلرب‪ ،‬واخلرب يرفع املبتدأ(‪.)23‬‬
‫أما أبو حيان فأخ بقول الكوفيني معلال ذلك بقوله‪ :‬وإمنا اخرتان مذهب الكوفيني؛ ألنَّه جار على القواعد؛‬
‫لكل منهما‬
‫العمل ّ‬
‫وخربا‪ ،‬ووجدانمها مرفوعني‪ ،‬وأمكن أ ْن يُنسب ُ‬
‫إذ أصل العمل إمنا هو للفظ‪ ،‬ومل جند إال مبتدأ ً‬
‫يف اآلخر؛ إذ قد اختلفت جهتا االقتضاء‪ ،‬كما وجدان ذلك فيما هو متفق عليه أو كاملتفق من اسم الشرط‬
‫معنواي‪ ،‬كمن‬
‫وفعله‪ ،‬وكان يف ذلك بقاء على أن العامل لفظي‪ ،‬دون ادعاء ما ال يصح من أن يكون العامل ً‬
‫ذهب إىل أن العامل يف املبتدأ ابالبتداء‪ ،‬أو من ذهب إىل اإلسناد‪ ،‬أو من ذهب إىل التعري من العوامل اللفظية‪،‬‬
‫ظ يدل‬
‫أو من ذهب إىل أنه التَّأ َهمم واالعتناء‪ ،‬أو من ذهب إىل أنه شبه ابلفاعل‪ ،‬وهذه كلها معان ليس َمثَّ لف ٌ‬
‫عليها‪ ،‬واملعاين مل يثبت هلا عمل يف موضع اتفاق‪ ،‬فيُحمل عليه هذا املختلف فيه (‪.)24‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬

‫‪- 768 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫أوال‪َّ :‬‬
‫أن اخلرب لو كان رافعا للمبتدأ كما كان املبتدأ رافعا للخرب لكان لكل منهما يف التقدم رتبة أصلية(‪.)25‬‬
‫أحدمها ويبقى اآلخر‪ ،‬فكيف يكون احملذوف عامال يف غريه وهو غري موجود‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أن املبتدأ واخلرب قد ُحيذف ُ‬
‫ضاحك أخوه‪ ،‬فلو ترافعا‬
‫ٌ‬ ‫القائم أبوه‬ ‫اثلثا‪َّ :‬‬
‫أن املبتدأ قد يرفع غري اخلرب‪ ،‬واخلرب قد يرفع غري املبتدأ‪ ،‬يف حنو قوهلم‪ُ :‬‬
‫لعمل االسم رفعني دون إتباع‪.‬‬
‫لذلك يرى الباح أن قول سيبويه هو القول الصحيح لسالمته مما يرد على غريه من اعرتاضار‪ ،‬وإن كان اخلالف‬
‫يف هذه املسألة خالفًا لفظيًّا ليس فيه فائدة كما قال ذلك أبو حيان نفسه يف معري حديثه عن عامل االستثناء‪:‬‬
‫ومثل هذا اخلالف ال جيدي كبري فائدة‪ ،‬وهو كاخلالف يف رافع املبتدأ واخلرب‪.)26( ...‬‬
‫[املسألة الثانية]‬

‫إع ال (إ ْن) النافية ع ل (ما) احلجازية‬


‫قال سيبويك‪ ":‬وأما (إ ْن) فتكون للمجازاة‪ ،‬وتكون أن يبتدأ ما بعدها يف معىن اليمني ويف اليمني‪ ،‬كما قال هللا عز‬
‫َُ َ‬ ‫ُۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬‫َّ‬ ‫ُ ُّ‬
‫ون}(‪ ،)28‬وحدثين من ال أهتم‪ ،‬عن رجل‬‫وجل‪{ :‬إِن كل نفس ل َّما َعل ۡي َها َحاف ِظ}(‪َ { ،)27‬وِإن كل ل َّما جمِيع ل َد ۡي َنا محضر‬
‫َ َ ُ ْ‬
‫لذاهب‪ ،‬وهي اليت يف قوله جل ذكره‪{ :‬وِإن كانوا‬
‫ٌ‬ ‫من أهل املدينة موثوق به‪ ،‬أنه مسع عربياً يتكلم مبثل قولك‪ :‬إ ْن زي ٌد‬
‫َۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ون ‪ ١٦٧‬ل َ ۡو أَ َّن ع َ‬
‫ََ ُ ُ َ‬
‫إن حمذوفةٌ‪ ،‬وتكون يف معىن ما‪ ،‬قال هللا عز وجل‪{ :‬إِ ِن‬ ‫ِندنَا ذِكرا م َِن ٱلأ َّول َِين}(‪ ،)29‬وهذه َّ‬ ‫ليقول‬
‫ُ‬ ‫ۡ َ ُ َ َّ‬
‫ون إِلا فِي غ ُرور}(‪ ،)30‬أي‪ :‬ما الكافرون إال يف غرور‪ ،‬وتصرف الكالم إىل االبتداء‪ ،‬كما صرفتها (ما) إىل‬ ‫ٱلك َٰ ِفر‬

‫االبتداء يف قولك‪ :‬إمنَّا‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬ما إ ْن زي ٌد ٌ‬


‫ذاهب"(‪.)31‬‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان‪ :‬والصحيح اإلعمال‪ ،‬والدليل على ذلك القياس والسماع‪ :‬أما القياس فإهنا شاركت (ما) يف النفي‪،‬‬
‫انفعك‬
‫ويف دخوهلا على املعرفة والنكرة‪ ،‬ويف نفي احلال‪ ،‬وأما السماع فقول العرب يف نثرها وسعة كالمها‪( :‬إ ْن ذلك َ‬
‫وخريا‪ ،‬حكى ذلك الكسائي عن أهل‬
‫خريا من أحد إال ابلعافية)‪ ،‬بنصب انفعك وضارك ً‬
‫ضارك)‪ ،‬و(إ ْن أح ٌد ً‬
‫وال َ‬
‫قائما)‪ ،‬فأنكرها عليه‪ ،‬وظن الكسائي أهنا (إن) املشددة‬
‫العالية‪ ،‬وأنه مسعهم يقولون ذلك‪ ،‬ومسع أعرابيًا يقول‪( :‬إن ً‬
‫قائما‪ ،‬فرتك اهلمز‪ ،‬مث أدخل النون يف النون‪ ،‬كما قال جل‬
‫وقعت على (قائم)‪ ،‬قال‪ :‬فاستثبته‪ ،‬فإذا هو يريد‪ :‬إن أان ً‬
‫۠‬ ‫َّ‬
‫وعز {لَٰك َِّنا ُه َو َّ ُ‬
‫ٱَّلل َربِي}(‪.)33( )32‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اختلف النحويون يف إعمال (إ ْن) النافية عمل (ما) احلجازية على قولني‪:‬‬

‫‪- 769 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫القول األول‪ :‬مذهب سيبويه(‪ )34‬وأكثر البصريني(‪ )35‬والفراء(‪ )36‬أنَّه ال جيوز إعمال (إ ْن) النافية عمل (ما) احلجازية؛‬
‫ألن (إ ْن) حرف نفي تدخل على املبتدأ وخربه فال تغري فيه شيئا‪ ،‬كما َّ‬
‫أن القياس يف (ما) أهنا ال تعمل؛ لعدم‬ ‫َّ‬
‫اختصاصها ابلدخول على اجلملة االمسية‪ ،‬ومعلوم َّ‬
‫أن احلرف غري املختص ال يعمل‪.‬‬
‫وابن السراج(‪)39‬جواز إعمال (إ ْن) النافية عمل (ما)‬ ‫(‪)38‬‬
‫القول الثاين‪ :‬قول الكوفيني ‪-‬خال الفراء‪ ،)37(-‬واملربد‬
‫احلجازية‪ ،‬فتدخل على اجلملة االمسية وترفع املبتدأ وتنصب اخلرب‪ ،‬بشرطني‪ :‬أن يكون اخلرب مقدما‪ ،‬وأن يكون اخلرب‬
‫منفيا‪ ،‬ووافقهم ابن جين(‪ ،)40‬وابن مالك(‪.)41‬‬
‫خريا‬
‫أما أبو حيان فأخذ برأي الكوفيني‪ ،‬واستدل على ذلك ابلسماع والقياس‪ ،‬أما السماع فقول العرب‪ :‬إ ْن أح ٌد ً‬
‫من أحد إال ابلعافية ‪ ،‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫(‪)42‬‬
‫ض ِاء َحيَاتِِه ‪َ ...‬ولَ ِك ْن ِأبَ ْن يأُْبأغَى َعلَْي ِه فَأيُ ْخ َذَال‬ ‫ِ‬
‫املرءُ َمْيأتًا ِابنْق َ‬
‫إن ْ‬
‫ِ‬
‫وأما القياس فإهنا شاركت (ما) يف النفي‪ ،‬ويف دخوهلا على املعرفة والنكرة‪ ،‬ويف نفي احلال‪.‬‬
‫ويرى الباح صحة ما ذهب إليه أبو حيان يف تعقيبه؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن السماع يؤيده‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أن قياس (إ ْن) على (ما) قياس صحيح‪ ،‬فأ(إ ْن) مشاهبة لأ(ما) يف املعىن والعمل‪.‬‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه معاري ابلسماع‪ ،‬ومن حفظ حجة على من مل حيفظ إال أنه يعتذر لسيبويه‬
‫أن هذه اللغة مل تبلغه أو أنه كان يراها ضعيفة ال يقاس عليها‪.‬‬
‫[املسألة الثالثة]‬

‫إع ال (الت) ع ل (ليس)‬


‫الر) يف بعض املواضع‪،‬‬
‫س) إذ كان معناها كمعناها‪ ،‬كما شبّهوا هبا ( َ‬ ‫قال سيبويك‪" :‬وأما ُ‬
‫أهل احلجاز فيشبَهوهنا بأ (لَْي َ‬
‫ب احلني؛ ألنّه مفعول به ‪،...‬‬ ‫ِ‬ ‫وذلك مع احلِني خاصةً‪ ،‬ال تكون (الر) َّإال مع احلني‪ ،‬تُ ْ ِ‬
‫ضم ُر فيها مرفوعا‪ ،‬وتَأْنص ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ني مناَص}(‪ )43‬وهي قليلة"(‪.)44‬‬ ‫وزعموا أ ّن بعضهم قرأ‪{ :‬والَ ِ‬
‫رح ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان‪ :‬فقول سيبويه‪( :‬كما شبهوا بليس الر يف بعض املواضع) ظاهر يف َّأهنا ال يلزمها اإلعمال دائماً‪،‬‬
‫بل إعماهلا إمنا جاء يف بعض املواضع‪ ،‬وكأنَّه يشري إىل َّأهنا جاء بعدها غري ما ذكر‪ ،‬وقوله وذلك مع احلني خاصة‪،‬‬
‫ال تكون الر إال مع احلني ‪ ،‬نص على أهنا ال تعمل عمل (ليس) يف غري احلني‪ ،‬وظاهر يف اختصاصها بلفظه‪،...‬‬
‫وقول سيبويه (تضمر فيها مرفوعاً) ال يريد اإلضمار حقيقة؛ َّ‬
‫ألن احلرف ال يضمر فيه‪ ،‬وإمنا يريد‪ :‬حيذف املرفوع‬

‫‪- 770 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫معها‪ ،‬ومساه إضماراً جبامع ما اشرتكا فيه من أن كل واحد منهما ال يكون ملفوظاً به‪ ،‬ويبني أن مراده ابإلضمار‬
‫احلذف قوله بعد ذلك‪( :‬وليست الر كليس يف املخاطبة واإلخبار عن غائب‪ ،‬تقول‪ :‬لست وليسوا‪ ،‬وعبد هللا ليس‬
‫ذاهباً‪ ،‬فتبين على املبتدأ‪ ،‬وتضمر فيه‪ ،‬وال يكون هذا يف الر‪ ،‬ال تقول‪ :‬عبد هللا الر منطلقاً‪ ،‬وال‪ :‬قومك ألتوا‬
‫منطلقني)‪ ،‬فهذا كله نص على أنه يريد ابإلضمار احلذف‪ ،‬وقوله (وتنصب احلني ألنه مفعول به) أي‪ :‬مشبه مبا شبه‬
‫ابملفعول به؛ ألن الر شبهت بليس‪ ،‬وليس شبهت بضرب‪ ،‬ومنصوب ضرب هو املفعول به حقيقة‪ ،...‬األوىل‬
‫عندي أن (الر) ال تعمل شيئاً‪ ،‬وإن كان معناها معىن (ال)؛ َّ‬
‫ألهنا كما ذكران ال ُحيفظ اإلتيان بعدها ابسم وخرب‬
‫ِين َم َناص} على قول من ادعى أن امسها مل يلفظ به‪ ,‬وإن ِ‬ ‫ات ح َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ني َمنَاص}‬
‫َ‬ ‫{وح‬ ‫مثبتني‪ ،‬وحنن نقول يف قراءة {ول‬

‫انتصب خرباً‪ :‬ال خيلو هذا االسم املدَّعى أنه مرفوع هبا ومل يلفظ به من أمرين‪ :‬إما أن يكون مضمراً‪ ,‬أو يكون حمذوفاً‬
‫ُ‬
‫ألن احلروف ال يضمر فيها‪ ،‬وال جائز حمذوفاً ألهنا عندهم أجريت جمرى‬ ‫ال جائز أن يكون مضمراً يف (الر)؛ َّ‬
‫(ليس)‪ ،‬يف العمل و(ليس) هي األصل‪ ,‬واسم (ليس) ال جيوز حذفه‪ ,‬فكذلك اسم (الر) ال جيوز حذفه إذ لو‬
‫جاز حذف اسم (الر) لكانوا قد تصرفوا يف الفرع ما مل يتصرفوا يف األصل‪ ,‬و(الر) على زعم من أعملها مقصورة‬
‫يف إعماهلا على احلني‪ ,‬لخالف (ليس) فإهنا تعمل يف املعارف والنكرار‪ .‬وإمنا مل جيز حذف اسم (ليس)؛ َّ‬
‫ألهنا‬
‫مشبهة يف عملها ابلفعل املتعدي إىل واحد يف رفع أحد االمسني ونصب اآلخر‪ ,‬كما أن الفعل املتعدي كذلك‪،‬‬
‫فمرفوعها مشبه ابلفاعل‪ ,‬ومنصوهبا مشبه ابملفعول‪ ,‬فكما أن الفاعل ال حيذف وحده‪ ,‬فكذلك امسها ال حيذف‪.‬‬
‫وهذا الذي اخرتانه من أن (الر) ال تعمل شيئاً هو مروي عن األخفش (‪.)45‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اختلف النحويون يف عمل (الر) على أقوال كثرية‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬مذهب سيبوبه واختاره األخفش يف معانيه(‪ ،)46‬والفراء(‪ ،)47‬والزخمشري(‪ ،)48‬وأبو الربكار األنباري(‪،)49‬‬
‫وابن مالك(‪ ،)50‬أهنا تعمل عمل (ليس) بشرطني‪:‬‬
‫أن يكون امسها وخربها امسي زمان‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن ُحيذف امسها أو خربها‪ ،‬والغالب حذف االسم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫ِين َم َناص}‪ ،‬برفع احلني ونصبه‪ ،‬أما النصب فعلى حذف االسم وإبقاء‬
‫ولات ح َ‬‫واستدلوا على ذلك بقوله تعاىل‪{ :‬‬
‫حني مناص‬
‫حني مناص هلم‪ ،‬والرفع على إبقاء االسم وحذف اخلرب‪ ،‬والتقدير‪ :‬والر ُ‬
‫احلني َ‬
‫اخلرب‪ ،‬والتقدير‪ :‬والر ُ‬
‫حينًا هلم‪.‬‬
‫وهذا القول مردود عند أيب حيان؛ لعدم السماع عن العرب فيها‪ ،‬وألهنا ال تشبه ليس‪ ،‬فليس ال حيذف منها امسها‪.‬‬

‫‪- 771 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫والقول اآلخر‪ :‬مذهب األخفش يف غري املعاين وهو َّ‬


‫أن (الر) ال تعمل شيئا (‪.)51‬‬
‫أما أبو حيان فأخ برأي األخفش؛ َّ‬
‫ألن (الر) ليست بفعل‪ ،‬فإن كان االسم الذي بعدها مرفوعا فهو مبتدأ؛ ألنَّه‬
‫مل ُحيفظ اإلتيان بعدها ابسم وخرب مثبتني(‪ ،)52‬وألن (ليس) ال جيوز حذف امسها‪ ،‬فلو ُحذف اسم (الر) لكانوا‬
‫قد فعلوا يف الفرع ما مل يفعلوا يف األصل‪.‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫َّ َ‬‫َ‬
‫ِين َم َناص}‪.‬‬
‫ات ح َ‬ ‫أوال‪َّ :‬‬
‫أن إعمال (الر) عمل (ليس) موافق للقراءتني يف قوله تعاىل‪{ :‬ول‬
‫اثنيا‪َّ :‬‬
‫أن الفرع قد يكون أكثر تصرفا واستعماال من األصل‪.‬‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه هو الصحيح؛ ألنه مؤيد ابلسماع‪ ،‬ومن حفظ حجة على من مل حيفظ مع‬
‫أن سيبويه مل يطلق إعماهلا حي قال‪ :‬وكما أن الر إذا مل تُعملها يف األحيان مل تعملها فيما سواها‪ ،‬فهي معها‬
‫مبنزلة ليس‪ ،‬فإذا جاوزهتا فليس هلا عمل (‪.)53‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬ما ياعلق ابملنصوابت‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬
‫[املسألة األكىل]‬
‫حكم النصب كاإلض ار ا‪ ":‬أزي ادا أخاه تضربك"‬
‫قال سيبويك‪" :‬وتقول‪ُ :‬‬
‫(أعبد هللا أخوه تضربه)‪ ،‬كما تقول‪( :‬أأنت زيد ضربته)‪ ،‬ألن االسم هاهنا مبنزلة مبتدأ‬
‫يدا تضربه) قلت‪( :‬أزيدا أخاه تضربه)‪ ،‬ألنك نصبت الذي من سببه‬
‫ليس قبله شيء‪ ،‬وإن نصبته على قولك‪( :‬ز ً‬
‫بفعل هذا تفسريه‪ ،‬ومن قال‪( :‬زيدا ضربته)‪ ،‬قال‪( :‬أزيدا أخاه تضربه)‪ ،‬فإمنا نصب (زيدا)؛ ألن ألف االستفهام‬
‫وقعت عليه‪ ،‬والذي من سببه منصوب"(‪.)54‬‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان‪ :‬وهذه املسألة ليس نصب زيد فيها مساعا عن العرب‪ ،‬وإمنا هي مسألة قياسية‪ ،‬والقياس يقتضي منع‬
‫النصب يف (زيد)؛ ألنه إن نصب لزم أحد األمرين‪ ،‬وكالمها ممتنع‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬أن يكون (ضربته) قد فسر فعلني‪ ،‬أحدمها انصب للسبيب‪ ،‬وهو األخ‪ ،‬واآلخر انصب لزيد‪ ،‬وال جيوز ذلك؛‬
‫ألنه _كما تقرر_ ال يفسر إال ما يعمل‪ ،‬فلو مل يشتغل (ضربت) بضمري األخ لنصب األخ‪ ،‬وإذا نصب األخ مل‬
‫يكن لينصب زيدا؛ ألنه ال يتعدى إليه‪ ،‬بل جيب أن يقول‪ :‬زيد أخاه ضربت‪.‬‬

‫‪- 772 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫واألمر الثاين‪ :‬أن يكون (ضربته) مفسرا للفعل احملذوف العامل يف األخ‪ ،‬ويكون هذا الفعل احملذوف قد فسر الفعل‬
‫الناصب لزيد‪ ،‬واحملذوف ال يفس ر احملذوف؛ ألنه إمنا حذف لداللة املثبت عليه‪ ،‬وال حيذف لداللة حمذوف؛ ألن‬
‫احملذوف عدم‪ ،‬والعدم ال داللة له (‪.)55‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫مسائل ابب االشتغال‪ ،‬مسألة تفس ِري عامل االسم املشغول عنه العامل الظاهر ً‬
‫عامال فيما قبلَه‪ ،‬إن كان‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫من سببِه‪ ،‬وكان املشغول مسنَ ًدا إىل غري ضمريمها حنو‪( :‬أز ً‬
‫يدا أخاه تضربُه؟)‪.‬‬
‫وهذه املسألة اختلف فيها النحويون على قولني‪:‬‬
‫ِ‬
‫مفسًرا‪،‬‬
‫املفس ُر ال يكون ّ‬
‫القول األول‪ :‬قول بعض القدماء منع نصب زيد‪ ،‬فال جيوز فيه النصب على االشتغال؛ ألن َّ‬
‫ف وتعقيد(‪.)56‬‬
‫املفسر تعس ٌ‬
‫وتفسري ّ‬
‫واعرتاي أصحاب هذا القول ال خيلو من أحد أمرين‪:‬‬
‫احدا‪ ،‬والتقدير‪( :‬أتضرب‬
‫فعال و ً‬
‫يدا أخاه تضربُه؟) ً‬
‫يدا) و(أخاه) يف (أز ً‬
‫املضمر لأ(ز ً‬
‫ُ‬ ‫الناصب‬
‫ُ‬ ‫األمر األول‪ :‬أ ْن يكون‬
‫ضمَر لأ(زيد)‬
‫املضروب أخوه‪ ،‬وال جيوز أ ْن يُ َ‬
‫ُ‬ ‫يدا ليس مبضروب‪َّ ،‬إمنا‬ ‫يدا تضرب أخاه تضربه)‪ ،‬وهذا ال يستقيم؛ َّ‬
‫ألن ز ً‬ ‫زً‬
‫تعسف وتعقيد‪ .‬وهذا األمر جعل بعض القدماء مينعون نصبهما‪.‬‬ ‫ضم ُر لألخ‪ ،‬ويف هذا ّ‬
‫الضرب‪ ،‬كما يُ َ‬
‫ُ‬
‫فسر فعلني‪ :‬فعل‬ ‫ِ‬
‫املتأخر (تضربُه) َّ‬
‫يدا) و(أخاه) فعلني خمتلفني‪ ،‬فالفعل ّ‬
‫واألمر اآلخر‪ :‬أ ْن يكون الناصب املضمر لأ(ز ً‬
‫تضرب أخاه تضربُه)‪ ،‬وهبذا‬ ‫يدا‬
‫ت زً‬‫التقدير‪( :‬أأهْن َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يدا) حي فُهم منه معنامها‪ ،‬و ُ‬ ‫نصب (أخاه)‪ ،‬وفعل نصب (ز ً‬
‫يستقيم املعىن وليس يف الكالم تعسف وال تعقيد‪ ،‬وهذا األمر هو الذي قصده أصحاب القول الثاين(‪.)57‬‬
‫يدا‬
‫اسا على (ز ً‬
‫يدا أخاه تضربُه؟) على االشتغال‪ ،‬قي ً‬
‫القول الثاين‪ :‬قول سيبويه واألخفش جو ُاز النصب يف (أز ً‬
‫ضربتُه)(‪ ،)58‬واختار هذا القول السريايف‪ ،‬وابن مالك(‪.)59‬‬
‫كأما أبو حيان فأخ ابلقول األكل كرد على القول الثاين معتمدا على أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬عدم ورود السماع يف هذه املسألة‪.‬‬
‫والثاين‪َّ :‬‬
‫أن القياس يقتضي منع النصب ذاكرا مضمون اعرتاي أصحاب القول الثاين‪.‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن املسألة فيها مساع عن العرب وإن مل ينص سيبويه عليه؛ أل ّن من منها سيبويه يف كتابه أنّه إذا مثّل على‬
‫شيء فإمنا هو متثيل قائم على مساع عن العرب‪ ،‬ويدل على ذلك تصرحيه بعد التمثيل يف أكثر من موضع بقوله‪:‬‬
‫(فهذا متثيل وإن كان يقبح يف الكالم) (‪( ،)60‬وهذا متثيل وال يتكلم به) (‪( ،)61‬فهذا متثيل وإن مل يتكلم به) (‪.)62‬‬

‫‪- 773 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫اثنيا‪ :‬أ ّن أاب حيان مل خيرج عن اعرتاي بعض القدماء‪ ،‬فيجاب عنه مبا ذُكر سابقا؛ لذا قال انظر اجليش عن ِ‬
‫إبطال‬ ‫ُ‬
‫أفسد القياس مبا مل أحتقَّق أنَّه م ِ‬
‫فس ٌد»(‪.)63‬‬ ‫أيب حيان ِ‬
‫لقياس سيبويه واألخفش‪« :‬مث إنَّه َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه هو الصحيح؛ ألنه مؤيد ابلسماع الوارد عن العرب‪.‬‬
‫[املسألة الثانية]‬
‫توجيك نصب اسم العدد املضاف ا قوهلم‪" :‬مررت هبم مخساَهم" كحنوها‬
‫مررر به َو ْح َده‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كاملضاف يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال سيبويك‪" :‬هذا ابب ما ُجعل من‬
‫الباب الذي يليه‪ ،‬وذلك قولك‪ُ :‬‬ ‫مصدرا‬
‫ً‬ ‫األمساء‬
‫وحده‪ ،‬ومثل ذلك يف لغة أهل احلجاز‪ :‬مررر هبم ثالثتَهم وأربعتَهم‪ ،‬وكذلك إىل‬
‫ومررر برجل َ‬
‫ُ‬ ‫وحدهم‪،‬‬
‫ومررر هبم َ‬
‫ُ‬
‫مررر هبؤالء فقط‪ ،‬مل أجاوز هؤالء‪ ،‬كما أنَّه إذا‬
‫يقول‪ُ :‬‬
‫العشرة‪ ،‬وزعم اخلليل رمحه هللا أنه إذا نصب (ثالثتَهم) فكأنَّه ُ‬
‫مررر به فقط مل أجاوزه‪ ،‬وأما بنو متيم فيجرونه على االسم األول‪ :‬إن كان جرا فجرا‪ ،‬وإن‬ ‫فإمنا يريد‪ُ :‬‬‫(وحده) َّ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫مررر ِهبم‬
‫أن الذين ُجيرونه فكأ َّّهنم يريدون أ ْن يأّ ُعموا‪ ،‬كقولك‪ُ :‬‬
‫كان نصبا فنصبا‪ ،‬وإن كان رفعا فرفعا‪ ،‬وزعم اخلليل َّ‬
‫وحده ومخستَهم‪ ،‬أنَّه كقولك‪ :‬أفردهتم إفرادا‪،‬‬ ‫أحدا‪ ،‬وزعم اخلليل رمحه هللا‪ ،‬حي مثّل نصب َ‬ ‫كلَّهم‪ ،‬أي مل أ ََد ْع منهم ً‬
‫حده) مبنزلة ِ‬
‫ضا‪ :‬وزعم يونس أ ّن َ‬‫فهذا متثيل‪ ،‬ولكنَّه مل يُستعمل يف الكالم ‪ ،‬كيقول أي ا‬
‫(‪)64‬‬
‫(عْن َده)‪ ،‬وأ ّن (مخَْستَهم)‬ ‫(و َ‬
‫وجعل املضاف مبنزلة‬ ‫(وحده)‪َ ،‬‬‫و(عامة)‪ ،‬وكذلك‪( :‬طًُّرا وقاطبَةً) مبنزلة َ‬
‫الغفري) و(قَضَّهم)‪ ،‬كقولك‪( :‬مجيعاً) َّ‬ ‫و(اجلماءَ َ‬ ‫ّ‬
‫األوِل‪ ،‬و ّأما‬ ‫ِ‬ ‫كلّمتُه فاَهُ إىل ِ َّ‬
‫غري ّ‬‫يف ههنا ُ‬ ‫األول عند يونس يف املسألة األوىل‪ ،‬وفاه إىل ّ‬‫يف‪ ،‬وليس مثلَه؛ أل ّن اآلخَر هو ّ‬
‫ِ‬
‫طُّرا وقاطبةً فَأَ ْشبَهُ بذلك‪ ،‬ألنه جيَّ ٌد أن يكون حاالً غريُ املصدر نكرًة‪ ،‬والذى أنْ ُخ ُذ به َ‬
‫األو ُل (‪.)65‬‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان ‪ :‬ومذهب سيبويه فيه كمذهبه يف (وحده) من أنه اسم موضوع موضع املصدر املوضوع موضع احلال‪،‬‬
‫كأنك قلت‪ :‬خممسا هلم‪ ،‬فوضع مخسة موضع مخس الذي هو مصدر مخسة القوم مخسا‪ ،‬ومخسا موضوع موضع‬
‫خممس‪ ،‬وذهب يونس إىل أهنا صفة يف األصل‪ ،‬فتكون حاال بنفسها‪ ،‬ورد أبنه ال يكون صفه إال نكرة‪ ،‬وذهب املربد‬
‫فخ َم ْستُهم‪ .‬وهذا تكلف مل ينطق به‪ ،‬وذهب غريهم إىل‬
‫إىل أنه تقدر هنا لفظ اخلمسة فعال‪ ،‬تقول‪ :‬مررر ابلقوم َ‬
‫أنه ينتصب انتصاب الظرف‪ ،‬كما ذهب إليه يف مررر بزيد وحده‪ ،‬والدليل على صحة هذا املذهب ما روى الكسائي‬
‫نصب‬
‫أ ّن العرب تقول‪ :‬القوم مخستُهم ومخستَهم‪ ،‬وكذلك عشرُهتم وعشرَهتم‪ ،‬فمن رفع اخلمسة رفعها ابلقوم‪ ،‬ومن َ‬
‫نصب على الظرف‪ ،‬فكوهنم جعلوه يف موضع اخلرب دليل علي أنه ليس حبال؛ ألن قولك زيد جالسا ال جيوز (‪،)66‬‬
‫ضا‪ :‬قال الكسائي‪ :‬العرب تقول‪ :‬القوم مخستُهم ومخستَهم‪ ،‬وكذلك عشرُهتم وعشرتأَهم‪ ،‬من رفع‬
‫كقال أبو حيان أي ا‬
‫وحده إال ابلنصب يف هؤالء األمكنة‪ ،‬وقال‬
‫اخلمسة رفعها ابلقوم‪ ،‬ومن نصبها ذهب هبا مذهب وحدهم‪ ،‬ومل يقل َ‬

‫‪- 774 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫مررر به‪ ،‬ومخستَهم تقديره‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫سيبويه‪ :‬مررر ابلقوم مخستهم ومخستَهم‪ ،‬مخستهم تقديره‪ :‬كلّهم‪ ،‬مل أدع منهم أحدا إال ُ‬
‫وحدهم‪ ،‬مررر هبم إفرادا أفردهتم ابملرور دون غريهم‪ .‬انتهى‪ ،‬وعلى ما قدره سيبويه ال يصلح أن يكون (مخستهم)‬
‫َ‬
‫وحدهم‪ ،‬من جهة أنه ال يصح أن تقول‪ :‬زي ٌد‬
‫حدهم على مذهب سيبويه يف َ‬
‫خربا‪ ،‬سواء أكان مبعىن كلّهم أم مبعىن و َ‬
‫وحده‪ ،‬والقوم مخستهم ابلرفع والنصب‪ ،‬فوجب قبوله وإن خالف رأي سيبويه‬
‫وحده‪ ،‬وقد نقلوا أن العرب قالت‪ :‬زي ٌد َ‬
‫أو غريه (‪.)67‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اختلف النحاة يف مسألة توجيه نصب (مخستَهم) وحنوها يف لغة احلجازيني على أقوال‪:‬‬
‫(وحده)‪ ،‬فأ(مخستَهم) اسم موضوع‬
‫القول األول‪ :‬قول اخلليل وسيبويه أ ّهنا منصوبة على احلال مؤولة بنكرة‪ ،‬كنصب َ‬
‫ت‬
‫(مخَ ْس ُ‬
‫موضع املصدر الذي وضع موضع احلال والتقدير‪ُ :‬خم ّم ًسا هلم‪ ،‬فوضع (مخَْسة) موضع (مخَْس) مصدر َ‬
‫معزو إىل البصريني(‪.)69‬‬ ‫(‪)68‬‬
‫القوم)‪ ،‬و(مخَْس) موضع (خمَْ َمس) ‪ ،‬وهذا القول ّ‬
‫(وحده) على احلال أبنه مصدر‪ ،‬واملصادر املوضوعة موضع‬
‫وهذا مردود عند أيب حيان مبا رد فيه على توجيه نصب َ‬
‫احلال ال تتصرف‪ ،‬وهذا يتصرف(‪.)70‬‬
‫وسيبويه مل يقل إنه مصدر فيلزمه أبو حيان مبا قال‪ ،‬بل هو عنده اسم جرى جمرى املصدر يف احلدث ال التصرف‪،‬‬
‫فال يلزم ما جرى جمرى املصدر أن يشبه املصدر يف كل شيء ‪.‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬قول يونس أهنا صفة يف األصل؛ فتكون حاالً مبيّنة(‪ ،)71‬وهذا مردود عند سيبويه وأيب حيان أبن احلال‬
‫ال تكون إال نكرة(‪.)72‬‬
‫املربد أهنا منصوبة على تقدير فعل من لفظ العدد فتقول يف مررر ابلقوم مخْستَهم أي‪ :‬مررر‬
‫والقول الثال ‪ :‬قول ّ‬
‫فخ َمستُهم مخْستَهم(‪ ،)73‬وهذا مردود عند أيب حيان؛ إذ فيه تكلف مل ينطق به العرب(‪ ،)74‬واملربد يف املقتضب‬
‫ابلقوم َ‬
‫ال خيرج كالمه عن مضمون كالم سيبويه‪ ،‬حي قال‪ :‬واملعىن خمتلف ألنك إذا قلت‪ :‬مررر ابلقوم مخستَهم ‪-‬‬
‫وحده؛ أي‪ :‬مل أخلط معه أحدا فكذلك قولك يف اجلماعة إمنا هو‬
‫فمعناه‪ :‬هبؤالء ختميسا؛ كقولك‪ :‬مررر به َ‬
‫خصصتهم (‪ .)75‬ويبدو أ ّن أاب حيان فهم من (خصصتهم) أنه يقصد تقدير اإلعراب ولكنه يقصد تفسري املعىن كما‬
‫هو ظاهر يف نصه‪.‬‬
‫والقول الرابع‪ :‬قول بعضهم أهنا منصوبة على الظرفية‪ ،‬وهذا القول معزو إىل الكوفيني(‪.)76‬‬
‫وأما أبو حيان فأخ ابلقول الرابع قائال‪ :‬فوجب قبوله وإن خالف رأي سيبويه أو غريه (‪ ،)77‬واستدل على ذلك‬
‫مبا يلي‪:‬‬

‫‪- 775 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫و(القوم مخستهم) برفع (مخستهم) ونصبه‪ ،‬فال يصح يف‬


‫ُ‬ ‫وحده)‪،‬‬
‫األول‪ :‬ابلسماع الوارد عن العرب أهنم قالوا‪( :‬زي ٌد َ‬
‫(مخستَهم) تقديرها بأ وحدهم أي إفر ًادا ؛ لعدم صحة معىن احلالية فيها واستقامته‪ ،‬مما يبطل ما ذهب إليه سيبويه‬
‫من إعراهبا حاال‪ ،‬فضال عن أ ّن معىن الظرفية فيها مطرد لخالف احلالية‪ ،‬فقد ورد عن العرب أهنم قالوا‪( :‬جلسا على‬
‫صب على الظَّرف‪،‬‬‫اجلر فنُ ِ‬ ‫مررر به على حيالِه‪ ،‬مثَّ ُح ِذف ُ‬
‫حرف ِّ‬ ‫وحده) أي‪ُ :‬‬ ‫(مررر به َ‬
‫ُ‬ ‫وح َدي ِهما)‪ ،‬فيكون معىن‬
‫ْ‬
‫وحده) جمرى (عنده)‪ ،‬أي‪ :‬زي ٌد يف موضع التفرد‪ ،‬وكذلك األمر يف (القوم مخستهم)‪.‬‬‫(وحده) يف (زي ٌد َ‬
‫وجيري َ‬
‫جالسا)‪ ،‬كذلك‬
‫الثاين‪ :‬ابلقياس‪ ،‬فكما ال يصح أن أييت احلال قبل متام الكالم‪ ،‬فال يقال‪( :‬زي ٌد واق ًفا) وال (عمرو ً‬
‫ال يصح أن يعرب (وحده) وال (مخستهم) يف (زي ٌد وحده)‪ ،‬و(القوم مخستهم) حاال‪.‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫وحده) و(القوم مخستهم) هو من الشاذ الذي ال يقاس عليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أن السماع الوارد عن العرب يف (زيد َ‬
‫صح األخبار به للزم رفعه‪ ،‬وال يرتفع‬
‫اثنيا‪ :‬أنّه ال يصح اإلخبار بأ(وحده)؛ ألنه اسم جرى جمري املصدر‪ ،‬ولو ّ‬
‫أبدا(‪.)78‬‬
‫اثلثا‪ :‬أن حذف حرف اجلر ال يقاس عليه فضال عن أن ما ليس بزمان وال مكان ال ينبغي أن جيعل ظرفا بقياس(‪.)79‬‬
‫رابعا‪ :‬ما منعه أبو حيان من أن يقال‪( :‬زيد واقفا) و(عمرو جالسا) قد أجازه يف موضع آخر على قلة‪ ،‬واستدل له‬
‫قائما)‪ ،‬و(حكمك مسمطًا)(‪)80‬؛‬
‫بقراءة علي رضي هللا عنه‪{ :‬وحنن عصبةً} بنصب عصبة‪ ،‬وبقول العرب‪( :‬زيد ً‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه هو األقوى واألسلم من االعرتاضار‪.‬‬
‫[املسألة الثالثة]‬
‫جميء احلال من النكرة‬
‫قال سيبويك‪ :‬هذا ابب ما ينتصب ألنه قبيح أن يوصف مبا بعده ويبىن على ما قبله‪:‬‬
‫قائم‪،‬‬
‫رجل‪ ،‬لَ َّما مل جيز أ ْن تُوصف الصفة ابالسم‪ ،‬وقَأبُح أ ْن تقول‪ :‬فيها ٌ‬
‫قائما ٌ‬
‫وذلك قولك هذا قائما رجل‪ ،‬وفيها ً‬
‫فتضع الصفة موضع االسم‪ ،‬كما قَأبُح‪ :‬مررر بقائم وأاتين قائم‪ ،‬جعلت القائم حاال وكان املبين على الكالم األول‬
‫(‪)81‬‬
‫رجل قائما‪ ،‬وصار حني أخر وجه الكالم‪ ،‬فرارا من القبح‬
‫ومحل هذا النصب على جواز‪ :‬فيها ٌ‬
‫ما بعده ‪ُ ،...‬‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان‪ :‬وزعم بعض أصحابنا أنه إذا مل يقبح أن يكون وصفا للنكرة فاالنتصاب على احلال ضعيف جدا‪،‬‬
‫حنو قول الشاعر‪ :‬وما ح َّل س ْع ِدي َغ ِريبا بِبأ ْل َدة ‪ ...‬فَأيأْنس ِ‬
‫ب إَّال ال ِزبْأَرقَا ُن لَهُ أَ ُ‬
‫(‪)82‬‬
‫ب‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫انتهى‪ ،‬وليس كما زعم (‪.)83‬‬

‫‪- 776 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫نقل أبو حيان اخلالف يف هذه املسألة على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬مذهب سيبويه أن جميء احلال من النكرة قبيح إال مبسوغ‪ ،‬وتبعه املربد(‪ ،)84‬والزخمشري(‪ ،)85‬وابن‬
‫مالك(‪ ،)86‬وغريهم(‪ ،)87‬واحتجوا على ذلك أبمور منها‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن احلال تشبه اخلرب‪ ،‬لذا التزموا أن يكون صاحبها معرفة كاملبتدأ؛ ألهنا حكم عليه‪ ،‬واحلكم على‬ ‫‪-1‬‬
‫اجملهول ال يفيد‪ ،‬وكما جاز أن يكون املبتدأ نكرة إذا أفاد‪ ،‬فكذلك صاحب احلال جيوز أن يكون نكرة‬
‫بشرط وضوح املعىن وأمن اللبس‪ ،‬وال يكون ذلك يف الغالب إال مبسوغ‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن احلال لو كانت مماثلة لصاحبها يف التعريف والتنكري؛ لتوهم السامع أهنما نعت ومنعور‪ ،‬فالتزموا‬ ‫‪-2‬‬
‫التخالف بينهما‪ ،‬لتنفي عن السامع توهم كون احلال صفة‪.‬‬
‫وهذا القول مردود عند أيب حيان جمليء السماع يف ذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬رأي يونس واخلليل جواز جميء احلال من النكرة مطلقا(‪ ،)88‬وتبعهم اجلرمي(‪ ،)89‬وابن الطراوة(‪.)90‬‬
‫قول يونس واخلليل (‪ ،)91‬واحتا ابملسموع عن‬ ‫أما أبو حيان فأخ بقول يونس كاخلليل حي قال‪ :‬و ُ‬
‫القياس ُ‬
‫العرب‪ ،‬كقوهلم‪ :‬به داءٌ خمالِطَه(‪ ،)92‬وقوهلم‪ :‬مررر مباء قِعدةَ رجل‪ ،‬وقوهلم‪ :‬عليه مائةٌ بيضا(‪.)93‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن جميء احلال من النكرة مبسوغ أكثر من جميئها من غري مسوغ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أن ما استدل به أبو حيان من أقوال العرب حتتمل وجوها إعرابية أخرى‪ ،‬وقد بني شيئا منها سيبويه حي‬
‫مررر مباء قِعد َة رجل؛ واجلر‬
‫الرفع الوجه‪ ،‬وزعم يونس أن انسا من العرب يقولون‪ُ :‬‬‫قال‪ :‬وعليه مائةٌ عينا؛ و ُ‬
‫الوجهُ (‪ ، )94‬والدليل إذا دخله االحتمال الراجح سقط به االستدالل؛ لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه هو‬
‫الصحيح؛ ألنه مؤيد ابلسماع الكثري لخالف غريه‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬ما ياعلق ابجملركرات‪ ،‬كفيك ثالث مسائل‪:‬‬

‫[املسألة األكىل]‬
‫جميء ِ‬
‫(م ْن) الباداء الغاية ا الزمان‬
‫قال سيبويك‪" :‬وأما ( ِم ْن) فتكون البتداء الغاية يف األماكن‪ ،‬وذلك قولك‪ِ :‬من مكان كذا وكذا إىل مكان كذا وكذا‪،‬‬
‫وتقول إذا كتبت كتاابً‪ِ :‬من فالن إىل فالن"(‪.)95‬‬

‫‪- 777 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬


‫قال أبو حيان‪ :‬وكوهنا البتداء الغاية للزمان خمتلف فيه‪ :‬منع ذلك البصريون‪ ،‬وأثبته الكوفيون‪ ،‬وهو الصحيح وقد‬
‫كثر ذلك يف لسان العرب نثرها ونظمها كثرة تسوغ القياس‪ ،‬وأتويل البصريني لذلك مع كثرته ليس بشيء (‪.)96‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫ال خالف بني النحويني يف جواز استعمال ِ‬
‫(م ْن) البتداء الغاية يف املكان‪ ،‬إمنا اخلالف يف استعماهلا يف ابتداء‬
‫الغاية يف الزمان‪ ،‬وهي من مسائل اخلالف بني البصريني والكوفيني على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬قول سيبويه والبصريني أنَّه ال جيوز استعمال ِ‬
‫(م ْن) البتداء الغاية يف الزمان‪.‬‬
‫(م ْن) يف املكان نظري (مذ) يف الزمان‪ ،‬فكما ال جيوز أن تقول‪ :‬ما سرر مذ بغداد‪ ،‬فكذلك ال جيوز‬ ‫أبن ِ‬
‫واحتجوا َّ‬
‫أن تقول‪ :‬ما رأيته من يوم اجلمعة‪ ،‬واختار هذا الرأي أبو الربكار األنباري(‪ ،)97‬وابن يعيش(‪ ،)98‬وابن عصفور(‪،)99‬‬
‫وغريهم(‪ ،)100‬وهذا القول مردود عند أيب حيان؛ لكثرة السماع الوارد يف استعماهلا البتداء الغاية‪.‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬قول الكوفيني أنه جيوز استعمال ِ‬
‫(م ْن) البتداء الغاية يف الزمان‪ ،‬واختار هذا الرأي الزجاج(‪،)101‬‬
‫واجلرجاين(‪ ،)102‬وابن مالك(‪.)103‬‬
‫َ‬ ‫{ل َّ َم ۡسج ٌد أُس َِس عَلَى َّ‬
‫ٱلت ۡق َو َٰ‬
‫ى ِم ۡن أ َّو ِِ ََ ۡو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واحتجوا على ذلك مبا جاء يف كتاب هللا تعاىل وكالم العرب‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َح ُّق أن َت ُق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وم فِيهِ}(‪ ،)104‬وقال سبحانه‪{ :‬إذا نُود َ‬
‫ِي ل َّ‬
‫ِلصل َٰوة ِ مِن ََ ۡو ِم ٱلجُ ُم َعةِ}(‪ ،)105‬ومنه قول الرسول ‪-‬صلى هللا‬ ‫ِ‬

‫عماال فقال‪َ :‬من يعمل يل إىل نصف النهار على قرياط‬ ‫ِ‬
‫ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل ّ‬ ‫عليه وسلم‪ -‬مثلُكم ُ‬
‫قرياط‪ ،‬فعملت اليهود إىل نصف النهار على قرياط‪ ،‬مث قال َمن يعمل يل ِمن نصف النهار على قرياط قرياط‪ ،‬فعملت‬
‫يعمل يل من صالة العصر إىل مغرب الشمس‬ ‫ِ‬
‫ومن ُ‬ ‫النصارى من نصف النهار إىل العصر على قرياط قرياط‪ ،‬مث قال َ‬
‫مرتني (‪،)106‬‬
‫على قرياطني قرياطني؟ أال فأنتم الذين تعملون من صالة العصر إىل مغرب الشمس‪ ،‬أال لكم األجر ّ‬
‫فاستعمل (من) يف هذا احلدي البتداء الغاية يف الزمان أربع مرار‪ ،‬ومنه قول زهري بن أيب سلمى‪:‬‬
‫ِ (‪)107‬‬ ‫لِم ِن ال ِّداير بُِقن َِّة احلِج ِر ‪ ...‬أَقْأوين ِمن ِحجا ِ‬
‫وم ْن َد ْهر‬ ‫َْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫أما أبو حيان فأخ برأي الكوفيني‪ ،‬لكثرة السماع عليه نثرا ونظما‪.‬‬
‫كيرى الباحث صحة ما ذهب إليك أبو حيان ا تعقيبك؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬كثرة السماع يف ذلك نثرا ونظما‪ ،‬فقد ورد يف القرآن الكرمي واألحادي الصحيحة واألشعار الفصيحة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬األصل يف الكالم عدم التأويل؛ لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه معاري ابلسماع‪ ،‬ومن حفظ حجة‬
‫على من مل حيفظ إال أنه يعتذر لسيبويه أن هذه اللغة مل تبلغه أو أنه كان يراها ضعيفة ال يقاس عليها‪.‬‬

‫‪- 778 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫[املسألة الثانية]‬

‫اجلر على اجلوار‬


‫وحنوه"(‪.)108‬‬ ‫قال سيبويك‪" :‬وقد َمحَلَهم قُ ُ ِ ِ‬
‫رب اجلوار على أ ْن جروا‪ :‬هذا ُج ْح ُر ضب خرب‪َ ،‬‬
‫كالم أكث ِر‬ ‫ب َخ ِرب ‪ ،‬فالوجهُ ُ‬
‫الرفع‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ضّ‬‫ضا‪ :‬وممّا جرى نعتاً على غري وجه الكالم‪ :‬هذا ُج ْح ُر َ‬ ‫كقال أي ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب وأفصح ِهم‪ ،‬وهو‬
‫للضب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لكن بعض العرب جيُره‪ ،‬وليس بنعت‬
‫رفع‪ ،‬و ّ‬
‫اجلحر ٌ‬‫نعت اجلُ ْحر و ُ‬
‫ب ُ‬ ‫القياس‪ ،‬أل ّن اخلَِر َ‬
‫ُ‬
‫الضب‪ ،‬وألنه صار‬
‫ّ‬ ‫نعت‬
‫كالضب‪ ،‬وألنَّه يف موضع يقع فيه ُ‬
‫ّ‬ ‫فجروه ألنه نكرةٌ‬
‫الضب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫نعت للذي أُضيف إىل‬
‫ولكنّه ٌ‬
‫هو والضب مبنزلة اسم واحد‪ ،...‬وقال اخلليل رمحه هللا‪ :‬ال يقولون إال هذان جحرا ضب خرابن‪ ،‬من قبل أن الضب‬
‫واحد واجلحر جحران‪ ،‬وإمنا يغلطون إذا كان اآلخر بعدة األول وكان مذكرا مثله أو مؤنثا‪ ،‬وقالوا‪ :‬هذه جحرة ضباب‬
‫خربة‪ ،‬ألن الضباب مؤنثة وألن اجلحرة مؤنثة‪ ،‬والعدة واحدة‪ ،‬فغلطوا‪ ،‬وهذا قول اخلليل رمحه هللا‪ ،‬وال نرى هذا واألول‬
‫إال سواء‪ ،‬ألنه إذا قال‪ :‬هذا جحر ضب متهدم‪ ،‬ففيه من البيان أنه ليس ابلضب‪ ،‬مثل ما يف التثنية من البيان أنه‬
‫ليس ابلضب‪ .‬وقال العجاج‪:‬‬
‫ِ (‪)109‬‬
‫ور الْ ُم ْرَمل‬ ‫َكأَ َّن نَ ْس َا َ‬
‫العْن َكبُ َ‬
‫فالنسا مذكر والعنكبور أنثى (‪.)110‬‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫ضب‬
‫قال أبو حيان‪ :‬فإن ثنّيت (اجلحر) وأفردر (الضب) فليس يف الصفة إال الرفع‪ ،‬فتقول‪( :‬هذان جحرا ّ‬
‫خرابن)‪ ،‬ابلرفع‪ ،‬وال جيوز أن تقول‪( :‬خربني)‪.‬‬
‫شاهدا على ذلك‬
‫وأجاز سيبويه اخلفض على اجلوار يف هذه املسألة‪ ،‬وكأنَّه اتكل يف ذلك على فهم املعىن‪ ،‬وأنشد ً‬
‫ور الْ ُم ْرَم ِل‬
‫العْن َكبُ َ‬ ‫قول الراجز‪َ :‬كأ َّ‬
‫َن نَ ْس َا َ‬
‫وصف للنسا‪ ،‬فلما يشرتكا يف النسا كما مل يشرتكا يف‬
‫ٌ‬ ‫ووجه االستدالل َّ‬
‫أن العنكبور مؤن ‪ ،‬واملرمل مذكر ألنه‬
‫التثنية‪ .‬وال حجة يف هذا؛ ألن العنكبور أيضا تذ ّكر‪ ،‬نُقل ذلك عن العرب‪ ،‬وأنشدوا‪:‬‬
‫(‪)111‬‬
‫ور هو ابتناها‬ ‫ِ ِ‬
‫العْن َكبُ َ‬
‫ور َكأ ّن َ‬
‫َعلَى َهطّالأهم مْنأ ُهم بأُيُ ٌ‬
‫وعلى تسليم أهنا يف البيت الذي أنشد مؤنثة فإنه أتني ليس بعالمة؛ إذ ليس مؤنثا بتاء التأني وال ابأللف املقصورة‬
‫ضا‪ :‬وينبغي أ ّن مسألة‬
‫‪ ،‬كقال أي ا‬
‫(‪)112‬‬
‫وال املمدودة فأشبه التذكري إذ مل يظهر فيه من التنافر ما يظهر يف التثنية‬
‫التثنية اليت ق ّدمناها ال جتوز؛ أل ّن ما ورد من ذلك إّمنا هو خارج عن القياس‪ ،‬فال يتع ّدى فيه السماع‪ ،...‬أل ّن اجلوار‬

‫‪- 779 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫مل يُسمع إال يف التوحيد خاصة‪ ،‬وقياس سيبويه يف التثنية أن ُجييز ذلك يف اجلمع‪ ،...‬واملسموع يف االتباع على اجلوار‬
‫يف اخلفض‪ ،‬إمنا هو يف النعت (‪.)113‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫ضب خرب‪ ،‬جبر‬
‫جحر ّ‬
‫األصل يف النعت أنه يتبع منعوته يف اإلعراب‪ ،‬ولكنه ورد عن بعض العرب قوهلم‪ :‬هذا ُ‬
‫(ضب)‪.‬‬
‫(خرب)؛ جملاورته (ضب) وحقه الرفع؛ ألنه صفة لأ (جحر) ال لأ ّ‬
‫واختلف النحويون يف جواز اقتياسه على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬قول اخلليل وهو جواز القياس عليه بشرط إذا استوى املتجاوران يف التعريف والتنكري‪ ،‬والتذكري والتأني ‪،‬‬
‫ضب مته ّدم‪ ،‬وهذه ِج َحرة ضباب خربة‪ ،‬وال يقال‪ :‬هذان جحرا ضب‬ ‫واإلفراد والتثنية واجلمع‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا جحر ّ‬
‫خربني(‪.)114‬‬
‫وهذا القول مردود عند أيب حيان؛ ألنه مل يسمع منه إال اإلفراد؛ فال يقاس على غريه‪.‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬قول سيبويه وهو جواز القياس عليه من غري اشرتاط استواء املتجاورين‪ ،‬مستدال بقول العجاج‪:‬‬
‫ور الْ ُم ْرَم ِل‬
‫العْن َكبُ َ‬ ‫َكأ َّ‬
‫َن نَ ْس َا َ‬
‫فالنسا مذ ّكر‪ ،‬والعنكبور مؤن ‪ ،‬فلم يشرتكا يف التأني كما مل يشرتكا يف التثنية‪ .‬وتبعه األخفش(‪،)115‬‬
‫واملربد(‪،)116‬وابن مالك(‪ ،)117‬وغريهم(‪.)118‬‬
‫وهذا القول مردود عند أيب حيان أيضا؛ ألنه مل يسمع منه إال اإلفراد؛ فال يقاس على غريه‪.‬‬
‫والقول الثال ‪ :‬قول الفراء وهو جواز القياس عليه يف اإلفراد (التوحيد) خاصة‪ ،‬فال يقاس عليه يف التثنية وال يف‬
‫اجلمع؛ ألنه مل يسمع ذلك فيهما(‪.)119‬‬
‫وأما أبو حيان فأخ بقول الفراء معتمدا على عدم جميء السماع يف التثنية واجلمع يف اجلر على اجلوار‪ ،‬وأ ّن ما‬
‫استدل به سيبويه ال حجة فيه؛ أل ّن (العنكبور) ورد أيضا عن العرب مذ ّكًرا فضال عن أنه لو ُسلّم بتأنيثه فإن أتنيثه‬
‫غري حقيقي‪ ،‬فال يعتد به‪ ،‬وصار أشبه ابملذكر‪.‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن املسألة فيها مساع عن العرب وإن مل ينص سيبويه عليه‪ ،‬كما هو معروف يف منهجه‪.‬‬
‫يف (نسا العنكبور املرمل) دليل واضح على عدم‬ ‫اثنيا‪ :‬أ ّن عدم مراعاة العرب للمطابقة يف التذكري والتأني‬
‫اشرتاطها يف اجلر على اجلوار‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أن الغالب على العنكبور أتنيثه عند العرب(‪ ،)120‬وال عربة يف الفرق بني كونه مؤنثا حقيقيا أو غري حقيقي‪.‬‬

‫‪- 780 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫رابعا‪ :‬أن املؤن غري حقيقي ال يعتد بتأنيثه يف مسألة إسناد الفعل إليه يف حني أنه يعتد به يف غريه‪.‬‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب سيبويه هو الصحيح؛ ألنه مؤيد ابلسماع فضال عن أن فيه توسعا يف االستعمال‪.‬‬
‫[املسألة الثالثة]‬

‫العطف على الض ري اجملركر من غري إعادة اجلار‬


‫مررر بك وزيد‪ ،‬وهذا أبوك وعمرو‪،‬‬ ‫قال سيبويك‪" :‬ومما يقبح أن يشركه املظهر عالمةُ َ‬
‫املضمر اجملرور‪ ،‬وذلك قولك‪ُ :‬‬
‫مجعت َّأهنا ال يُتكلّم هبا إال‬
‫ْ‬ ‫مضمًرا داخال فيما قبله؛ َّ‬
‫ألن هذه العالمة الداخلة فيما قبلها‬ ‫املظه ُر َ‬
‫كرهوا أ ْن يُ ْشَرك َ‬
‫فت عندهم؛ كرهوا أن‬
‫ضعُ ْ‬
‫بدل من اللفظ ابلتنوين‪ ،‬فصارر عندهم مبنزلة التنوين‪ ،‬فلما َ‬
‫معتمد ًة على ما قبلها‪ ،‬وأهنا ٌ‬
‫االسم‪ ،‬ومل جيز أيضا أن يُتبعوها إايه‪ ،‬وإ ْن وصفوا ال َحيسن لك أ ْن تقول‪ :‬مررر بك أنت وزيد ‪ ،...‬وقد‬
‫يُتبعوها َ‬
‫قمت أنت وزي ٌد‪ ،‬ومل‬
‫جيوز يف الشعر أن تُشرك بني الظاهر واملضمر على املرفوع واجملرور‪ ،‬إذا اضطر الشاعر‪ ،‬وجاز َ‬
‫مررر بك أنت وزيد؛ ألن الفعل يستغىن ابلفاعل‪ ،‬واملضاف ال يستغىن ابملضاف إليه؛ ألنه مبنزلة التنوين وقد‬
‫جيز ُ‬
‫جيوز يف الشعر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِ (‪)121‬‬
‫صد ِر ‪ ...‬من ُمحُر اجلِلَّة جأب َح ْش َور‬
‫ك أيّ ْه يب أو ُم َّ‬
‫آبَ َ‬
‫وقال اآلخر‪:‬‬
‫األايِم ِم ْن َع َج ِ‬
‫ب(‪.)123(")122‬‬ ‫ب فَ َما بِ َ‬
‫ك و َّ‬ ‫وان وتَ ْشتُ ُمنَا ‪ ...‬فا ْذ َه ْ‬
‫ت َهتْ ُج َ‬
‫فَاليَأ ْوَم قَأَّربْ َ‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬

‫قال أبو حيان‪ :‬والذي ُ‬


‫أختاره جواز العطف عليه مطل ًقا‪ ،‬لفساد هذه العلل‪ ،‬وعلى تقدير صحتها فهي مصادمة‬

‫ِّ‬
‫للنص من لسان العرب‪ ،‬فال يُلتفت إليها‪ ،‬والدليل على ما اخرتانه القياس والسماع‪:‬‬
‫جار‪ ،‬كذلك جيوز أ ْن يُعطف عليه من غري إعادة‬
‫أما القياس فهو أنه كما جيوز أن يبدل منه ويُؤكد من غري إعادة ّ‬
‫جار‪.‬‬
‫َ ٓ ُ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َّ َ َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َۡ ۡ‬ ‫َّ َ ُ ۡ ُ‬ ‫َ َ ٌّ َ َ‬
‫َّلل ٱلذِي ت َسا َءلون بِهِۦ‬ ‫ج ِد ٱلحَ َر ِام}(‪{ ،)124‬وٱتقوا ٱ‬
‫يل ٱَّللِ وكفر ُۢ بِهِۦ وٱلمس ِ‬
‫{وصد عن سبِ ِ‬ ‫و َّأما السماع فقوله تعاىل‪:‬‬
‫َۡ‬
‫َوٱلأ ۡر َح ِام}(‪ ،)125‬وأتويل هاتني اآليتني على غري العطف على الضمري مرجوح‪ ،‬بل يتعني اطراحه؛ ألن رصف الكالم‬
‫وفصاحة الرتكيب يقتضي ذلك‪ ،‬وقالت العرب‪ :‬ما فيها غريه ِ‬
‫وفرسه(‪ ،)126‬جبر (الفرس) عطفا على الضمري اجملرور‬
‫يف (غ ِريه)‪ ،‬وقد ورد من ذلك يف أشعار العرب كثري خيرج عن أن يكون ضرورة‪ ،‬فمنه ما أنشده سيبويه‪:‬‬
‫األايِم ِم ْن َع َج ِ‬
‫ب‬ ‫ب فَ َما بِ َ‬
‫ك و َّ‬ ‫وان وتَ ْشتُ ُمنَا ‪ ...‬فا ْذ َه ْ‬
‫ت َهتْ ُج َ‬
‫فَاليَأ ْوَم قَأَّربْ َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬

‫‪- 781 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫صد ِر ‪ ...‬من ُمحُر اجلِلَّة جأب َح ْش َوِر‬


‫ك أيّ ْه يب أو ُم َّ‬
‫آبَ َ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫اج ِم َعْنأ ُه ُم ‪ ...‬وأَِيب نأُ َعْيم ِذي اللَّ َو ِاء امل ْح ِرِق(‪ ،... )127‬فأنت ترى هذا السماع وكثرته‪ ،‬وتصرف‬
‫هالَّ سأَلْت بِ ِذي اجلم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُ‬
‫العرب يف حرف العطف على هذا الضمري من غري إعادة اخلافض‪ ،‬فتارة عطفت ابلواو‪ ،‬واترة بأ(ال) واترة بأ (بل)‬
‫ََ‬
‫واترة بأ (أم)‪ ،‬واترة بأ (أو)‪ ،‬وكل هذا التصرف يدل على اجلواز‪ ،‬وإن كان األكثر أن يعاد اجلار‪ ،‬كقوله تعاىل‪َ {:‬وعل ۡي َها‬
‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ۡ َ َ ۡ ً ۡ َ ۡ (‪)129‬‬
‫َۡ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُۡ ُ َ‬ ‫ََ ُۡ ۡ‬
‫جيكم مِن َها َومِن ك ِل‬ ‫‪{ ،‬ق ِل ٱَّلل ين ِ‬ ‫ك تح َملون}(‪{،)128‬فقاِ ل َها َولِلأ ِ‬
‫ۡرض ٱئتِيا طوعا أو كرها}‬ ‫َوعلى ٱلفل ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ك ۡرب}(‪ ،)130‬وقد خرج على العطف بغري إعادة اجلار قوله تعاىل‪َ { :‬و َمن ل ۡس ُت ۡم ل ُهۥ ب ِ َرَٰزِق َِين}(‪ )131‬عطفاً على‪:‬‬
‫َ َ ُ ۡ َ َٰ َ َ ۡ ُ ۡ (‪)132‬‬ ‫ك ۡم} من قوله‪{ :‬لَ ُ‬
‫{لَ ُ‬
‫فيهن}‪،‬‬ ‫عطفاً على قوله‪ّ { :‬‬ ‫ِيها َم َع َٰي ِ َش} أي‪ :‬وملن‪ ،‬وقوله‪{ :‬وما يتلى عليكم}‬ ‫ك ۡم ف َ‬

‫أي‪ :‬وفيما يتلى عليكم (‪.)133‬‬


‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اختلف النحويون يف مسألة العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار وهي من مسائل اخلالف املشهورة‬
‫بني البصريني والكوفيني على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أنَّه ال جيوز إال إبعادة اجلار‪.‬‬
‫وهو مذهب سيبويه والبصريني(‪ ،)134‬وتبعه السريايف(‪ ،)135‬وأبو علي الفارسي(‪ ،)136‬وابن جين(‪.)137‬‬
‫واحتا سيبويه لذلك َّ‬
‫أبن الضمري اجملرور شبيه ابلتنوين فال يُعطف عليه كما ال يُعطف على التنوين‪.‬‬
‫وهذا القول مردود عند أيب حيان لكثرة السماع الوارد يف العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار‪.‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬أنَّه جيوز ذلك يف الكالم إذا أُ ّكِد الضمري بضمري منفصل مرفوع‪ ،‬حنو‪ :‬مررر بك أنت وزيد‪ ،‬وهو‬
‫مذهب اجلرمي(‪ ،)138‬والزايدي(‪ ،)139‬واحتا أصحاب هذا القول ابلقياس على الضمري املرفوع املتصل(‪.)140‬‬
‫وهذا القول مردود؛ ألنَّه ليس فيه مساع عن العرب فضال عن َّ‬
‫أن أتكيد اجملرور ابملرفوع خمالف للقياس‪ ،‬وإعادة اجلار‬
‫أقرب وأخف منه(‪.)141‬‬
‫والقول الثال ‪ :‬أنه جيوز مطلقا‪.‬‬
‫وهو قول يونس(‪ ،)142‬واألخفش(‪ ،)143‬وابن مالك(‪ ،)144‬وابن هشام(‪ ،)145‬ومنقول عن الكوفيني(‪.)146‬‬

‫وأما أبو حيان فأخ ابلقول الثالث قائال‪ :‬والذي ُ‬


‫أختاره جواز العطف عليه مطل ًقا‪ ،‬لفساد هذه العلل‪ ،‬وعلى‬

‫تقدير صحتها فهي مصادمة ِّ‬


‫للنص من لسان العرب‪ ،‬فال يُلتفت إليها (‪ ،)147‬واستدل على ذلك مبا يلي‪:‬‬

‫‪- 782 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫األول‪ :‬ابلقياس على جواز جميء البدل والتوكيد من الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار‪ ،‬فمن ابب أوىل جواز العطف‬
‫عليه من غري إعادة اجلار‪ ،‬إذ كلها من التوابع‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ابلسماع‪ ،‬فقد استدل من النثر آبيتني وبقول واحد عن العرب‪ ،‬واستدل من الشعر بعدد من األبيار‪ ،‬مث‬
‫قال‪ :‬فأنت ترى هذا السماع وكثرته‪ ،‬وتصرف العرب يف حرف العطف على هذا الضمري من غري إعادة اخلافض‪،‬‬
‫فتارة عطفت ابلواو‪ ،‬واترة بأ (ال) واترة بأ (بل) واترة بأ (أم)‪ ،‬واترة بأ (أو)‪ ،‬وكل هذا التصرف يدل على اجلواز (‪.)148‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن القياس على جواز العطف على اجملرور من غري إعادة اجلار على جواز جميء البدل والتوكيد من الضمري‬
‫اجملرور من غري إعادة اجلار هو قياس مع الفارق؛ ألنه ليس بني البدل والتأكيد ومتبوعهما فصل حبرف كما يف‬
‫العطف‪ ،‬وأما العطف فاملعطوف يف الغالب غري املعطوف عليه ومنفصل عنه(‪.)149‬‬
‫َ ٓ ُ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َّ َ َّ‬
‫َّلل ٱلذِي ت َسا َءلون‬ ‫اثنيا‪ :‬أن ما استدل به من النثر ال يسلم من االعرتاضار إال آية واحدة وهي قوله تعاىل‪{ :‬وٱتقوا ٱ‬
‫بِهِۦ َوٱل ۡ َأ ۡر َح ِام} على قراءة محزة‪ ،‬وقول العرب (ما فيها غريه ِ‬
‫وفرسه) فقط‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َ َۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ ُ‬
‫ٱَّللِ َوك ۡف ُر ُۢ بِهِۦ َوٱل َم ۡس ِج ِد ٱلحَ َر ِام}‪ ،‬فال يصح أن يعطف { َوٱل َم ۡس ِج ِد ٱلحر ِام} على‬ ‫َ َ ٌّ َ َ‬
‫أما قوله تعاىل‪{ :‬وصد عن سبِ ِ‬
‫يل‬

‫الضمري اجملرور يف (به)؛ لفساد املعىن فيها‪َّ ،‬‬


‫ألن كفار قريش مل يكفروا ابملسجد احلرام‪ ،‬بل كانوا معظمني له‪ ،‬وجاء‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُّ َ َ َ‬
‫(‪)150‬‬
‫ٱَّللِ َوٱل َم ۡس ِج ِد ٱلحَ َر ِام}‬ ‫يف آاير أخرى جره بأ(عن)كقوله تعاىل‪{ :‬إِن ٱلذَِن كفروا ويصدون عن سبِ ِ‬
‫يل‬

‫واملشركون ص ّدوا املسلمني عنه(‪ ،)151‬إال إذا قصد ابلكفر املنع من الصالة والطواف به(‪ ،)152‬وهذا معىن بعيد‬
‫متكلف ال تسعفه العربية(‪ ،)153‬وإمنا الصحيح أن يعطف (واملسجد احلرام) على (سبيل هللا)‪ ،‬وليس بينهما فصل‬
‫معىن‪ ،‬فكأنَّه مل يفصل‬
‫بني صلة املصدر وموصوهلا بقوله‪( :‬وكفر به)‪ ،‬ألن الكفر ابهلل‪ ،‬والصد عن سبيله متحدان ً‬
‫ابألجنيب بني (سبيل هللا) وما عطف عليه‪ ،‬فضال عن أن املعىن الذي تدل عليه اآلية هو‪ :‬وصد عن سبيل هللا وعن‬
‫َۡ ۡ‬ ‫ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ ُّ ُ ۡ َ‬
‫املسجد احلرام؛ ويشهد لذلك نظائر هذه اآلية‪ ،‬كقوله تعاىل‪{ :‬هم ٱلذَِن كفروا وصدوكم ع ِن ٱلمس ِ‬
‫ج ِد‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ ُ ۡ َ َّ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ َ ُ ۡ َ ُ ُّ َ‬ ‫ۡ‬
‫ون َع ِن ٱل َم ۡس ِج ِد ٱلحَ َر ِام}(‪ ،)155‬ويشهد لذلك أيضا‬ ‫ٱلحَ َر ِام}(‪ ،)154‬وقوله تعاىل‪{ :‬وما لهم ألا يعذِبهم ٱَّلل وهم َصد‬

‫ما ورد يف سبب نزول هذه اآلية‪ ،‬فقد نزلت على رسول هللا ﷺ يف سبب قتل ابن احلضرمي وقاتله‪ ،‬وذلك أن رسول‬
‫هللا ﷺ بع عبد هللا بن جحش األسدي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬على سرية يف شهر مجادى اآلخرة من السنة الثانية‬
‫للهجرة؛ ليرتصد قافلة لقريش‪ ،‬فيها عمرو بن عبد هللا احلضرمي وآخرون معه‪ ،‬فانطلقت السرية لشأهنا‪ ،‬وقتلت‬
‫احلضرمي وأسرر اثنني ممن كانوا معه‪ ،‬وصادف ذلك أول يوم من شهر رجب‪ ،‬وهو أحد األشهر احلرم‪ ،‬فقالت‬

‫‪- 783 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫قريش‪ :‬قد استحل حممد الشهر احلرام ‪-‬ومل يكن من عادة العرب القتال يف األشهر احلُرم‪ -‬فعظُم ذلك على املسلمني‪،‬‬
‫خاصة الذين كانوا يف هذه السرية‪ ،‬فنزلت اآلية(‪.)156‬‬
‫اثلثا‪ :‬أن الشواهد الشعرية مهما كثرر إن مل يعضدها أدلة من النثر ال خيرجها عن كوهنا ضرورة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إن التعامل مع كثرة السماع ابلقانون العددي يوقع يف الزلل‪ ،‬فالتعامل معها إمنا يكون مبراعاة القانون النسيب‪،‬‬
‫والقانون النسيب خيتلف تقديره يف السماع ابختالف القدر الوارد منه مقارنة ابلقدر املخالف إن وجد(‪ ،)157‬وهذا‬
‫عظيما من أصول النحو(‪.)158‬‬
‫الفخار وع ّده الشاطيب أصال ً‬
‫األمر مل يفطن له أبو حيان؛ لذا نبّه عليه ابن ّ‬
‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ۡ‬
‫ت ِبخ ۡير‬
‫نسخ م ِۡن َءاَة أ ۡو ننسِ َها نۡ ِ‬ ‫{ما ن‬ ‫خامسا‪ :‬إن أاب حيان مل يلتزم مبا دعا إليه‪ ،‬فقد خالف نفسه يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ً‬
‫ٓ‬ ‫ٓ َ‬
‫م ِۡن َها أ ۡو م ِۡثل َِها}(‪ ،)159‬يقول‪ :‬وأما عطف (مثلها) على الضمري اجملرور يف (منها) فيضعف لعدم إعادة اجلار (‪،)160‬‬
‫ۡ‬ ‫َ َ‬ ‫ٓ‬ ‫َ ۡ ُ‬
‫ك ۡم أ ۡو أ َش َّد ذِكراۗ}(‪ ،)161‬يقول يف إعراب الزخمشري (أشد) معطوفاً على الضمري‬
‫ويف قوله تعاىل‪{ :‬كذِكرك ۡم َءابَا َء ُ‬
‫ِ‬
‫اجملرور ابملصدر يف (كذكركم)‪ :‬ويف قول الزخمشري‪ :‬العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار‪ ،‬فهي وجوه‬
‫من اإلعراب كلها ضعيفة (‪.)162‬‬
‫لذلك فما ذهب إليه سيبويه من أن العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار يكثر يف الشعر ويشذ يف النثر‬
‫هو الراجح؛ ملا سبق بيانه‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬ما ياعلق ابحل ف كالزايدة‪ ،‬كفيك مسألاان‪:‬‬

‫[املسألة األكىل]‬

‫نون الوقاية كنون اإلعرات بني احل ف كاإلثبات‬

‫قال سيبويك‪ :‬وإذا كان فعل اجلميع مرفوعاً مث أدخلت فيه النون اخلفيفة أو الثقيلة حذفت نون الرفع‪ ،‬ذلك‬
‫تفعلن ذاك‪ ،‬حتذف‬
‫لتذهنب‪ ،‬ألنَّه اجتمعت فيه ثالث نوانر فحذفوها استثقاال‪ ،‬وتقول‪ :‬هل َّ‬
‫لتفعلن ذاك و َّ‬
‫َّ‬ ‫قولك‪:‬‬
‫نون الرفع ألنَّك ضاعفت النون‪ ،‬وهم يستثقلون التضعيف‪ ،‬فحذفوها إذ كانت حتذف‪ ،‬وهم يف ذا املوضع أشد‬
‫ِ‬
‫{أحتاجوين}(‪ ،)163‬وكان يقرأ‪{ :‬فبم‬ ‫استثقاالً للنوانر‪ ،‬وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا‪ ،‬بلغنا َّ‬
‫أن بعض القراء قرأ‪:‬‬
‫تبشرون}(‪ ،)164‬وهي قراءة أهل املدينة؛ وذلك ألهنم استثقلوا التضعيف وقال عمرو بن معد يكرب‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تَأراه َكالثأَّغَ ِام يأعل ِمس ًكا ‪ ...‬يسوء ال َفالِي ِ‬
‫ار إِ َذا فَألَْيين‬
‫ِ (‪)165‬‬
‫َُ ُ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َُ‬
‫(‪)166‬‬
‫يريد‪ :‬فلينين‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬

‫‪- 784 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫قال أبو حيان‪ :‬وميكن أن يستدل له أبن نون الوقاية جيوز حذفها لكثرة األمثال يف حنو‪ :‬إنَّين وكأنَّين‪ ،‬وهذه احلروف‬
‫تشبيها ابلفعل‪ ،‬فلو مل يكن جيوز حذفها يف بعض جنس الفعل الجتماع األمثال ملا جاز‬
‫إمنا حلقها نون الوقاية ً‬
‫أيضا فنون الرفع دخلت‬ ‫إن و َّ‬
‫كأن وشبههما‪ ،‬ولكان يلزم من ذلك تفضيل الفرع على األصل يف ذلك‪ ،‬و ً‬ ‫حذفها يف َّ‬
‫لعامل‪ ،‬ونون الوقاية جاءر بغري عامل‪ ،‬فلو كان احملذوف هو نون الرفع للزم من ذلك وجود مؤثر بال أثر مع إمكانه‪،‬‬
‫أيضا فدخول نون الوقاية إمنا يضطر إليها حي ال يكون َمثَّ ما ميكن أن يقي الفعل من الكسر‪ ،‬وقد أمكن ذلك‬
‫و ً‬
‫بنون الرفع‪ ،‬فإنه حيصل هبا كوهنا عالمةً للرفع‪ ،‬وكوهنا تقي الفعل من الكسر‪ ،‬فكان حذف نون الوقاية أوىل‪ ،‬ومثال‬
‫نظما قول الشاعر‪:‬‬
‫وين} ابلتشديد‪ ،‬ومثال ندور حذفها يف الرفع ً‬ ‫{ات ُم ُر ِّ‬
‫وين} َ‬ ‫اإلدغام فيها قراءة من قرأ‪{ :‬أ َُحتَاج ِّ‬
‫ِ ِ (‪)167‬‬
‫وها َالقِ ًحا َغ َري َابهل‬ ‫ِ‬
‫صنَأ ْعتُ ُم ‪َ ...‬ستَ ْحتَلبُ َ‬
‫وم َسَّرُهم َما َ‬ ‫ك قَ ٌ‬‫فَِإن يَ ُ‬
‫وقال الراجز‪:‬‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ (‪)168‬‬
‫ني تَ ْدلُ ِكي ‪َ ...‬و ْج َهك اب َلعْن َرب وامل ْسك الذكي‬ ‫ِ‬
‫َس ِري َوتَبِيت َ‬ ‫أَبِ ُ‬
‫يت أ ْ‬
‫يريد‪ :‬ستحتلبوهنا‪ ،‬وتبيتني تدلكني وأنشد صاحب البسيط‪:‬‬
‫صبوا النَّاس أَموالَأهم ‪ ...‬إذَا ملَكْتُم وَمل تَأ ْغ ِ‬
‫صبُوا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َوَال تَأ ْغ ُ‬
‫صبُون (‪.)169‬‬ ‫على أن (ال تغصبوا) نفي ال هني‪ ،‬أي‪ :‬وال تَأ ْغ ِ‬
‫ٌ‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬

‫إذا اجتمعت نون اإلعراب ونون الوقاية يف الفعل املضارع‪ ،‬فللعرب يف ذلك ثالث لغار‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إحداها‪ :‬أن أتيت ابلنونني على حاهلما‪ ،‬كقوله تعاىل‪َ { :‬وك ُادوا َي ۡق ُتلونَنِي}(‪.)170‬‬

‫ِّ‬
‫{أتمروين أعبد} (‪ )171‬بتشديد النون‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أن أتيت هبما وتدغم إحدامها يف األخرى‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن أتيت بنون واحدة وحتذف األخرى‪ ،‬كقوله تعاىل‪{ :‬فبم تبشرون}‪ ،‬إال َّ‬
‫أن النحويني اختلفوا يف ماهية النون‬
‫احملذوفة على قولني‪:‬‬
‫أن النون احملذوفة نون اإلعراب‪ ،‬وهو مذهب سيبويه واستدل له بقول عمرو بن معد يكرب‪:‬‬ ‫القول األكل‪َّ :‬‬
‫تَأراه َكالثأَّغَ ِام يأعل ِمس ًكا ‪ ...‬يسوء ال َفالِي ِ‬
‫ار إِذَا فَألَْي ِين‬‫َُ ُ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َُ‬
‫ألن نون الوقاية أُيت هبا لغري صون الفعل من الكسر‪ ،‬فاألوىل بقاؤها‪.‬‬ ‫يريد‪ :‬فلينين‪ ،‬فحذف نون الرفع؛ َّ‬
‫ووافق سيبويه ابن السراج (‪ ،)172‬وابن مالك(‪ ،)173‬وابن هشام(‪ ،)174‬وابن عقيل(‪)175‬؛ وذلك ملا يلي‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن نون الرفع قد ُحتذف دون سبب‪ ،‬بينما ال حتذف نون الوقاية املتصلة بفعل حمض غري مرفوع ابلنون‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وحذف ما عُهد أوىل من حذف ما مل يُعهد حذفه‪.‬‬

‫‪- 785 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫أن نون الرفع انئبة عن الضمة‪ ،‬وقد حذفت الضمة ختفيفا يف الفعل‪ ،‬كما يف قول هللا تعاىل‪{ :‬إ َّن َّ َ‬
‫ٱَّلل‬ ‫َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫ۡ ُ‬
‫ََۡ ُم ُرك ۡم}(‪ )176‬يف قراءة للسوسي‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن حذف نون الرفع يؤمن معه حذف نون الوقاية وليس العكس‪ ،‬وحذف ما يؤمن حبذفه حذف‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أوىل من حذف ما ال يؤمن حبذف حذف‪.‬‬
‫لو ح ذفت نون الوقاية؛ الحتيا إىل كسر نون الرفع بعد الواو والياء‪ ،‬وإذا حذفت نون الرفع مل حتتا‬ ‫‪-4‬‬
‫إىل تغيري اثن‪ ،‬وتغيري يؤمن معه تغيري أوىل من تغيري ال يؤمن معه تغيري(‪.)177‬‬
‫وذهب األخفش (‪ ،)178‬وأبو علي الفارسي(‪ ،)179‬واجلزويل(‪ ،)180‬إىل َّ‬
‫أن النون احملذوفة هي نون الوقاية؛ ألهنا املتكررة‬
‫املستثقلة‪ ،‬وال تدل على إعراب‪ ،‬فكانت األوىل ابحلذف‪ ،‬إذ ال داللة عليها لخالف نون اإلعراب فلها داللة وحذف‬
‫ما ال داللة له أوىل من حذف ما له داللة‪.‬‬
‫أما أبو حيان فلم أيخ بقول سيبويك معلال ذلك بثالثة أمور(‪:)181‬‬
‫َّ‬
‫أن نون الوقاية جيوز حذفها لكثرة األمثال‪ ،‬يف حنو‪ :‬إنين وكأنين‪ ،‬فلو مل جيز حذفها يف بعض جنس‬ ‫‪-1‬‬
‫إن و َّ‬
‫كأن وشبههما‪.‬‬ ‫الفعل؛ الجتماع األمثال‪ ،‬ملا جاز حذفها يف َّ‬
‫َّ‬
‫أن نون الرفع دخلت لعامل‪ ،‬ونون الوقاية جاءر بغري عامل‪ ،‬فلو كان احملذوف نون الرفع؛ للزم من‬ ‫‪-2‬‬
‫ذلك وجود مؤثر بال أثر مع إمكانه‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن نون الوقاية جيء هبا لتقي الفعل من الكسر‪ ،‬وقد أمكن ذلك بنون الرفع‪ ،‬فيحصل هبا كوهنا‬ ‫‪-3‬‬
‫عالمة للرفع‪ ،‬وكوهنا تقي الفعل من الكسر‪ ،‬فكان حذف نون الوقاية أوىل‪.‬‬
‫كيرى الباحث صحة ما ذهب إليك أبو حيان ا تعقيبك؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪َّ :‬‬
‫أن حذف نون الوقاية مسموع يف كالم العرب من غري اجتماع مع نون اإلعراب‪ ،‬فمن ابب أوىل حذفها عند‬
‫اجتماعها مع نون اإلعراب‪ ،‬من ذلك قول محيد بن مالك األرقط‪:‬‬
‫ِ ِ (‪)182‬‬ ‫ِ‬
‫قَ ْدِينَ م ْن نَ ْ‬
‫ص ِر اخلُبَأْيأبَ ْني قَدي‬
‫ِ ِِ ِ (‪)183‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َين ُمالق ال أ ََابك ُختَّوفيين‬ ‫أَ ِابلْ َم ْور الَّذي البُ َّد أِّ‬ ‫وقول أيب حية النمريي‪:‬‬
‫اثنيا‪ :‬أنَّ حذف نون اإلعراب من غري انصب وال جازم وال اجتماع مثلني خمصوص ابلشعر‪ ،‬إجراء هلا جمرى الضمة‬
‫يف ذلك(‪.)184‬‬
‫اثلثا‪ :‬أ ّن داللة نون اإلعراب معنوية وداللة نون الوقاية لفظية‪ ،‬واللفظي أوىل ابحلذف(‪.)185‬‬
‫[املسألة الثانية]‬

‫‪- 786 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫زايدة ( ان) إذا اتَّصل هبا ض ري‬


‫قال سيبويك‪" :‬وقال اخلليل‪ :‬إن من أفضلهم كان زيدا‪ ،‬على إلغاء كان‪ ،‬وشبهه بقول الشاعر‪ ،‬وهو الفرزدق‪:‬‬
‫ت ِد َاي َر قَأ ْوم ‪َ ...‬وِج َريان لَنَا َكانُوا كَِرِام(‪.)187(")186‬‬
‫ف إِ َذا َرأَيْ َ‬
‫فَ َكْي َ‬
‫تعقيب أيب حيان‪:‬‬
‫قال أبو حيان‪" :‬وهذا الذي ذهب إليه املصنف يف هذا البيت هو مذهب سيبويه ‪-‬كما ذكر‪-‬واخلليل‪.‬‬
‫وذهب أبو العباس وأكثر النحويني إىل أهنا ليست زائدة‪ ،‬بل كانوا‪ :‬كان وامسها‪ ،‬ولنا‪ :‬يف موضع خربها‪ ،‬واجلملة يف‬
‫(‪)188‬‬
‫موضع الصفة جلريان‪ ،‬وكرام‪ :‬صفة بعد صفة‬
‫ضا‪ :‬والذي خنتاره يف البيت أن (كانوا) و(لنا)‪ :‬كان وامسها وخربها‪ ،‬ومعىن الالم االختصاص‪ ،‬واجلملة يف‬
‫كقال أي ا‬
‫موضع الصفة‪ ،‬وإطالق اخلليل وسيبويه عليها أهنا زائدة ال يعنيان ابلزايدة ما فهم النحويون عنهما‪ ،‬إمنا أرادا ابلزايدة‬
‫أنه لو مل تدخل هذه اجلملة بني (جريان) و(كرام) لفهم أن هؤالء القوم كانوا جريانه فيما مضي‪ ،‬وأنه قد فارقهم‪،‬‬
‫فاجلرية كانت يف الزمان املاضي‪ ،‬فجئ بقوله‪( :‬كانوا لنا) على هذا املعىن‪ ،‬ال يستفاد هبا إال أتكيد ما فهم من املضي‬
‫قبل دخوهلا‪ ،‬فأطلق عليها اخلليل الزايدة هبذا املعين ال مبعين أهنا زيدر كزايدة‪ :‬ما كان أحسن زيدا! وال كزايدة‪ :‬على‬
‫اب‪ ،‬ويدل على أنه يصف حاال ماضية قوله قبل هذا البيت‪:‬‬ ‫كان املسومة العر ِ‬
‫ِ ِ (‪)189‬‬ ‫هل أَنْأتم عائِجو َن بِنَا لَعنَّا ‪ ...‬نأَرى العرص ِ‬
‫ار أ َْو أَثأََر اخليَام‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُْ َ ُ‬
‫فهذا يصف حالة األحباء اليت مضت وانقضت‪.‬‬
‫وال ميتنع أيضا أن يكون قوله‪( :‬كانوا) التامة‪ ،‬ويكون على حذف مضاف‪ ،‬أي‪ :‬وجدر جريهتم يف الزمان املاضي‬
‫وحدثت‪ ،‬مث حذف املضاف وأقيم املضاف إليه مقامه‪ ،‬فقيل‪ :‬كانوا‪ ،‬وتكون اجلملة صفة‪ ،‬ويكون معىن الزايدة على‬
‫ما قررانه ال على ما فهمه النحويون حىت احتاجوا يف تصحيح كالم اخلليل إىل تلك التمحالر والتكلفار"(‪.)190‬‬
‫دراسة الاعقيب‪:‬‬
‫اتفق النحويون على جواز زايدة (كان) إذا وقعت بني شيئني متالزمني كاملبتدأ واخلرب‪ ،‬أو الفعل والفاعل‪ ،‬أو‬
‫الصلة واملوصول‪ ،‬أو الصفة واملوصوف‪ ،‬وتقاس زايدهتا بني ما وفعل التعجب‪ ،‬إال أهنم اختلفوا يف زايدهتا إذا اتصل‬
‫هبا ضمري ‪-‬يف بيت الفرزدق – على قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬قول أيب العباس املربد أن (كانوا) غري زائدة‪ ،‬ويكون خربها (لنا)‪ ،‬وتقديره‪ :‬وجريان كرام كانوا لنا(‪،)191‬‬
‫وتبعه أبو جعفر النحاس(‪ ،)192‬والرضي(‪ ،)193‬وابن هشام(‪ ،)194‬وعللوا ذلك أبهنا ال تكون زائدة وهي متصلة‬
‫ابلضمري‪.‬‬

‫‪- 787 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫ورد عليهم أبمرين‪:‬‬


‫ُ‬
‫‪ -1‬أن (لنا) يف البيت صفة لأ(جريان)‪ ،‬وال يصح أن تكون خربا لأ(كانوا)؛ أل ّن يف ذلك هتيئة وقطعا(‪.)195‬‬
‫‪ -٢‬أنه يلزم من إعراب (لنا) خربا لأ(كانوا) أن تكون الالم فيها الم امللك وال يصح معىن امللك فيها(‪ ،)196‬وهذا‬
‫مردود ابحتمال أن تكون الالم لالختصاص ال للملك فيصح املعىن عليه(‪.)197‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬قول اخلليل وسيبويه َّ‬
‫أن (كان) يف بيت الفرزدق زائدة(‪ ،)198‬وتبعهم الزجاج(‪ ،)199‬وأبو علي‬
‫الفارسي(‪ ،)200‬والسريايف(‪.)201‬‬
‫وعللوا ذلك أبن القول بعدم زايدهتا جيعل اجلملة تفصل بني الصفة واملوصوف‪ ،‬وهذا ضعيف‪ ،‬فضال أنه إذا كان‬
‫للشيء صفتان مفردة ومجلة كان تقدمي الصفة املفردة أوىل(‪.)202‬‬
‫ووجهوا اتصال الضمري يف (كان) مبا أييت(‪:)203‬‬
‫ظننت‬ ‫ِ‬
‫الفاعل ال مينع زايدهتا‪ ،‬كما أن اتصال (ظن) ابلفاعل ال مينع إلغاءها يف حنو‪ :‬زيد ُ‬ ‫‪-1‬أن اتصاهلا ابلضمري‬
‫قائم‪.‬‬
‫وهذا قياس مع الفارق؛ أل ّن (ظن) امللغاة هلا أثر يف معىن اجلملة لخالف (كان) الزائدة فال أتثري هلا يف اجلملة(‪.)204‬‬
‫‪ -٢‬أن الضمري هو توكيد للضمري املسترت يف (لنا) أي‪ :‬وجريان لنا هم‪ ،‬فلما دخلت (كان) بني (لنا) و(هم) اتصل‬
‫هبا الضمري املتصل إصالحا للفظ‪ ،‬وهذا فيه تكلف‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن الضمري مبتدأ و(لنا) خرب‪ ،‬وملا زيدر (كان) بني املبتدأ واخلرب اتصل هبا الضمري إصالحا للفظ أيضا‪ ،‬وهذا‬
‫فيه تكلف‪.‬‬
‫صقر صائد به) ‪ ،‬وهذا فيه‬
‫فاعل لأ(لنا) كما أن (معه) فاعل لأ(صقر) يف قوهلم‪( :‬مررر برجل معه ٌ‬
‫الضمري ٌ‬
‫َ‬ ‫‪-٤‬أن‬
‫تكلف‪.‬‬
‫‪.٥‬أن الضمري الواو يف (كانوا) حرف دال على اجلمع كما أن (الواو) حرف دال على اجلمع يف لغة (أكلوين‬
‫الرباغي ُ )‪ ،‬وهذا قياس مع الفارق؛ ألن الفعل يف (أكلوين الرباغي ) أسند إىل الظاهر لخالف (كانوا) فإهنا مل تسند‬
‫إىل الظاهر(‪.)205‬‬
‫أما أبو حيان فلم أيخ بقول اخلليل كسيبويك كإمنا أخ بقول املربد بعدم زايدهتا إذا اتصل هبا الضمري مستدال‬
‫أبمرين‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬أن الدليل إذا دخله االحتمال سقط به االستدالل‪.‬‬

‫‪- 788 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫فأ(كانوا) انقصة يف بيت الفرزدق‪ ،‬والواو ضمري متصل يف حمل رفع امسها‪ ،‬و(لنا) يف حمل نصب خربها‪ ،‬ومجلة (كانوا‬
‫لنا)‪ :‬يف حمل الصفة لأ (جريان)‪ ،‬و(كرام)‪ :‬صفة بعد صفة‪.‬‬
‫وال مينع أن أتيت (كانوا) اتمة يف البيت على حذف مضاف‪ ،‬أي‪ :‬وجدر جريهتم يف الزمان املاضي وحدثت‪ ،‬مث‬
‫حذف املضاف‪ ،‬وأقيم املضاف إليه مقامه‪ ،‬فقيل‪ :‬كانوا‪ ،‬وتكون اجلملة صفة‪.‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬عدم فهم النحاة ملصطلح الزايدة يف (كانوا) عند اخلليل وسيبويه؛ إذ إ ّن مرادمها (التأكيد)‪ ،‬فالزايدة يف‬
‫(كانوا) ليست كالزايدة يف‪( :‬ما كان أحسن زيدا!) وال (على كان املسومة العر ِ‬
‫اب)‪ ،‬ودلل على ذلك بداللة احلال‬
‫والسياق؛ أل ّن الشاعر قبل هذا البيت يصف احلالة املاضية ألحبائه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫كيرى الباحث عدم صحة تعقيب أيب حيان؛ ملا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أ ّن اخلليل وسيبويه قصدا ابلزايدة يف (كانوا) الزايدة نفسها يف (ما كان أحسن زيدا!) و(على كان املسومة‬
‫اب)؛ أل ّن اخلليل شبّه (كان) يف (إ ّن من أفضلهم كان زيدا) بأ(كانوا) يف بيت الفرزدق (وجريان لنا كانوا كرِام)‬
‫العر ِ‬
‫مما يؤكد إرادهتما معىن الزايدة اليت فهمها النحويون(‪ ،)206‬ال كما فهما أبو حيان‪.‬‬
‫عربا عنها بأ(اإللغاء) "وقال اخلليل‪ :‬إن من أفضلهم كان‬
‫اثنيا‪ :‬أن اخلليل وسيبويه مل يذكرا صراحة لفظ الزايدة وإمنا ّ‬
‫زيدا‪ ،‬على (إلغاء) كان" ‪ ،‬واملراد من إلغاء (كان) عندمها هو كما ّ‬
‫(‪)207‬‬
‫فسره النحاة أي‪ :‬أهنا ملغاة من حي العمل‪،‬‬
‫أحسن زيداً)‪ ،‬فتَ ْذكر‬
‫َ‬ ‫وإمنا جيء هبا للداللة على الزمان املاضي(‪ ،)208‬ويؤيد هذا سيبويه يف قوله‪" :‬وتقول‪( :‬ما كان‬
‫لتدل أَنه فيما مضى (‪ ،)209‬فيدل ذلك على أن إلغاء (كان) هلا أثر يف معىن اجلملة‪.‬‬
‫(كان) ّ‬
‫اثلثا‪ :‬أن املربد مل يكتف مبنع زايدة (كانوا) يف بيت الفرزدق بل جعل (كان) كما نُقل عنه غري زائدة يف قوهلم‪( :‬إ ّن‬
‫يدا) خمالفا بذلك املتفق عليه بني النحويني(‪.)210‬‬
‫من أفضلهم كان ز ً‬
‫رابعا‪ :‬ال يؤخذ بقاعدة (الدليل إذا دخله االحتمال سقط به االستدالل) إن كان االحتمال مرجوحا‪ ،‬واالحتمال يف‬
‫جعل (كانوا) غري زائدة مرجوح؛ بدليل أ ّن اخلليل شبّه (كان) الزائدة يف (إ ّن من أفضلهم كان زيدا) بأ(كانوا) يف‬
‫بيت الفرزدق (وجريان لنا كانوا كرِام)‪ ،‬وهذا مانع قوي مينع احتمال جعل (كانوا) غري زائدة‪.‬‬
‫لذلك يرى الباح أن مذهب اخلليل وسيبويه هو الصحيح؛ ملا سبق بيانه‪.‬‬
‫الناائج كالاوصيات‬

‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على نبيّنا حممد وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫توصل إليها البح ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫فهذه أهم النتائا اليت ّ‬
‫‪ -1‬تعظيم أيب حيان لسيبويه وإجالله وحمبته مل مينعه ذلك من تعقيباته على آراء سيبويه‪.‬‬

‫‪- 789 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫‪ -2‬تعقيبار أيب حيان على آراء سيبويه عرضية‪ ،‬أل ّن أاب حيان مل يكن مهّه تع ّقب سيبويه وال بيان أخطائه‪.‬‬
‫‪ -3‬تظهر تلك التعقيبار عند شرح مسألة من مسائل الكتاب‪ ،‬أو ترجيح رأي من اآلراء أو بيان حكم من‬
‫األحكام‪.‬‬
‫‪ُ -4‬ج ّل تعقيبار أيب حيان على آراء سيبويه هي خالفار ضمنية؛ ألنّه ال يأشري غالبا إىل خمالفتأه لأسيبويه‬
‫أتدبأا وإجالال‪ ،‬وقد استخرجها الباح ابملناقيش‪.‬‬
‫‪ -5‬مل يصرح أبو حيان مبخالفته لسيبويه إال يف مسألة (توجيه نصب اسم العدد املضاف يف قوهلم‪ :‬مررر هبم‬
‫مخستَهم وحنوها) فقال فيها‪ :‬فوجب قبوله وإن خالف رأي سيبويه أو غريه ‪.‬‬
‫يف التعقيبار هي إحدى عشرة مسألة‪ ،‬وكانت تعقيبار أيب حيان‬ ‫‪ -6‬املسائل اليت وقف عليها الباح‬
‫متجهة يف ثالث مسائل فقط‪.‬‬
‫‪ -7‬أسباب تعقيبار أيب حيان على آراء سيبويه هي بسبب اختالف فهم كالم سيبويه ومنهجه يف كتابه‪،‬‬
‫واختالف طرائق االستدالل بينهما‪.‬‬
‫‪ -8‬يتعامل أبو حيان مع ضابط كثرة السماع ابلقانون العددي يف حني أن سيبويه يتعامل معه ابلقانون‬
‫النسيب‪ ،‬وأبو حيان خمالف بذلك ألصل عظيم من أصول النحو كما نبّه عليه الشاطيب‪.‬‬
‫‪ -9‬يؤثر أبو حيان الوقوف على السماع أكثر من القياس‪.‬‬
‫‪ -10‬يتوسع أبو حيان يف قاعدة‪ :‬الدليل إذا دخله االحتمال سقط به االستدالل‪.‬‬
‫‪ -11‬تعدد آراء أيب حيان يف املسألة الواحدة‪ ،‬وذلك يف مسألة (توجيه نصب اسم العدد املضاف يف مررر‬
‫هبم مخستَهم)‪ ،‬و(العطف على الضمري اجملرور من غري إعادة اجلار)‪.‬‬
‫‪ -12‬يعتذر لسيبويه يف املسائل اليت مل أيخذ ابلسماع فيها؛ أب ّن تلك اللغة مل تبلغه‪ ،‬أو أنّه كان يراها ضعيفة‬
‫ال يقاس عليها‪.‬‬
‫ويف اخلتام أسأل هللا عز وجل أن جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫املراجع‬
‫ابن احلاجب‪ ،‬عثمان بن عمر‪1409( .‬هأ‪1989-‬م)‪ .‬أمايل ابن احلاجب‪ ،‬حتقيق د‪ :‬فخر صاحل قدارة‪ .‬دار اجليل‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن أيب الربيع‪ ،‬عبيدهللا بن أمحد‪1407( .‬هأ ‪1968-‬م)‪ .‬البسيط يف شرح مجل الزجاجي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عياد الثبييت‪ ،‬ط‪ ،1 :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن اجلزري‪ ،‬حممد‪ ،‬النشر يف القراءار العشر‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد الضباع‪ ،‬املطبعة التجارية الكربى‪.‬‬
‫ابن السراج‪ ،‬حممد‪1408( .‬هأ)‪ .‬األصول يف النحو‪ ،‬حتقيق د‪ :‬عبد احلسني الفتلي‪ ،‬ط‪ ،3 :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريور‪.‬‬

‫‪- 790 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫ابن جين‪ ،‬عثمان‪1371( .‬هأ‪1952-‬م)‪ .‬اخلصائص‪ ،‬حتقيق حممد علي النجار‪ ،‬اهليئة املصرية لعصور الثقافة‪ ،‬نسخة مصورة عن طبعة‬
‫دار الكتب املصرية‪.‬‬
‫ابن جين‪ ،‬عثمان‪1405( .‬هأ)‪ .‬اللمع يف العربية‪ ،‬حتقيق‪ :‬حامد املؤمن‪( ،‬ط‪ ،)2:‬عامل الكتب‪.‬‬
‫ابن جين‪ ،‬عثمان‪1406( .‬هأ‪1986-‬م)‪ .‬احملتسب يف تبني وجوه شواذ القراءار واإليضاح عنها‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي النجدي انصف‪ ،‬وعبد‬
‫احلليم النجار‪ ،‬وعبد الفتاح شليب‪ ،‬ط‪ ،2:‬املكتبة الفيصلية‪.‬‬
‫ابن عاشور‪ ،‬حممد الطاهر‪1984( .‬م)‪ .‬التحرير والتنوير‪ ،‬دار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫ابن عصفور‪ ،‬علي بن مؤمن‪1980( .‬م)‪ .‬ضرائر الشعر‪ ،‬حتقيق‪ :‬إبراهيم حممد‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار األندلس‪.‬‬
‫ابن عصفور‪ ،‬علي بن مؤمن‪ ،‬املقرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبدالستار اجلواري‪ ،‬وعبدهللا اجلبوري‪ ،‬مطبعة العاين‪ ،‬بغدد‪.‬‬
‫ابن عصفور‪ ،‬علي بن مؤمن‪ ،‬شرح مجل الزجاجي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬صاحب أبو جناح‪ ،‬ط‪.1:‬‬
‫ابن عقيل‪ ،‬هباء الدين‪1420( .‬هأ)‪.‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬ط‪ ،2:‬مكتبة دار الرتاث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ابن عقيل‪ ،‬هباء الدين‪1422( .‬ه‪2001-‬م)‪ .‬املساعد على تسهيل الفوائد‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬حممد كامل بركار‪ ،‬ط‪ ،2:‬جامعة أم القرى‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬حممد بن عبدهللا‪1397( .‬هأ‪1977-‬م)‪ .‬شرح عمدة احلافظ وعدة الالفظ‪ ،‬حتقيق‪ :‬رشيد عبد الرمحن العبيدي‪ ،‬وزارة األوقاف‬
‫والشؤون الدينية‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬حممد بن عبدهللا‪1402( .‬هأ‪ 1982-‬م)‪ .‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبداملنعم أمحد هريدي‪ ،‬ط‪ ،1:‬جامعة أم القرى‪،‬‬
‫مركز البح العلمي وإحياء الرتاث اإلسالمي‪ ،‬مكة‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬حممد بن عبدهللا‪1422( .‬ه‪ 2001-‬م)‪ .‬شرح التسهيل‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبدالقادر عطا وطارق فتحي السيد‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن مضاء‪ ،‬أمحد عبدالرمحن‪1399( .‬هأ)‪ .‬الرد على النحاة‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار االعتصام‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬مجال الدين ‪2005 (.‬م)‪ .‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،4:‬دار صادر‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬عبدهللا بن يوسف‪1425( .‬هأ‪2005-‬م)‪ .‬مغين اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬األنصاري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد‬
‫احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬طبعة جديدة منقحة‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬عبدهللا بن يوسف‪1986( .‬م)‪ .‬ختليص الشواهد وتلخيص الفوائد‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬عباس مصطفى الصاحلي‪ ،‬ط‪ ،1 :‬املكتبة‬
‫العربية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬عبدهللا بن يوسف‪1418 (.‬هأ‪1998-‬م)‪ .‬أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك‪ ،‬األنصاري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد‬
‫احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬عبدهللا بن يوسف‪ ،‬شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبدالغين الدقر‪ ،‬الشركة املتحدة‪ ،‬سوراي‪.‬‬
‫ابن والد‪ ،‬أمحد بن حممد‪1416( .‬هأ‪1996 -‬م)‪ .‬االنتصار لسيبويه على املربد‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ :‬زهري سلطان‪ ،‬ط‪ ،1:‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫ابن يعيش‪ ،‬موفق الدين‪ ،‬شرح املفصل‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫األخفش‪ ،‬أبو احلسن‪1423( .‬ه‪2002-‬م)‪ .‬معاين القرآن‪ ،‬قدم له وعلق عليه‪ :‬إبراهيم مشس الدين‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬

‫‪- 791 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫األزهري‪ ،‬خالد‪1325( .‬هأ)‪ .‬شرح التصريح على التوضيح‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد السيد سيد أمحد‪ ،‬املكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫األزهري‪ ،‬حممد بن أمحد‪ ،‬هتذيب اللغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عوي مرعب‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫االسرتابذي‪ ،‬رضي الدين‪1421( .‬هأ‪2000-‬م)‪ .‬شرح الرضي على كافية ابن احلاجب‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبدالعال سامل مكرم‪ ،‬ط‪ ،1:‬عامل‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫األمشوين‪ ،‬علي بن حممد‪1425( .‬هأ‪2004-‬م)‪ .‬شرح األمشوين على ألفية ابن مالك‪ ،‬مع حاشية الصبان‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪،‬‬
‫ط‪ ،1:‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫األصمعي‪ ،‬عبد امللك بن قريب‪ ،‬ديوان العجاج‪( ،‬عبد هللا بن رؤبة)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبداحلفيظ السطلي‪ ،‬مكتبة أطلس‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫األنباري‪ ،‬أبو الربكار‪1420( .‬هأ‪1999-‬م)‪ .‬أسرار العربية‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬بركار يوسف هبود‪ ،‬ط‪ ،1 :‬دار األرقم‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫األنباري‪ ،‬أبو الربكار‪1424( .‬هأ‪2003 ،‬م)‪ .‬اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين‬
‫عبد احلميد‪ ،‬ط‪ ،1:‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫األندلسي‪ ،‬أبو حيان‪1409( .‬هأ‪1989-‬م)‪ .‬ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬د‪.‬مصطفى أمحد النحاس‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫مطبعة املدين‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫األندلسي‪ ،‬أبو حيان‪1420( .‬هأ)‪ .‬البحر احمليط‪ ،‬حتقيق‪ :‬صدقي حممد مجيل‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الفكر‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫األندلسي‪ ،‬أبو حيان‪1439( .‬هأ‪2017-‬م)‪ .‬التذييل والتكميل يف شرح التسهيل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حسن هنداوي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫الكويت‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار كنوز إشبيليا‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الباهلي‪ ،‬أمحد بن حامت‪ 1982( .‬م)‪ .‬ديوان ذي الرمة (غيالن بن عقبة)‪ ،‬رواية‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬ثعلب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبدالقدوس أيب صاحل‪،‬‬
‫ط‪ ،1:‬مؤسسة اإلميان‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬أمحد بن موسى‪1400( .‬هأ)‪ .‬السبعة يف القراءار‪ ،‬حتقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬ط‪ ،2:‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬عبد القادر‪1409( .‬هأ‪1989-‬م)‪ .‬خزانة األدب ولب لباب اللسان‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬ط‪ ،3:‬مكتبة اخلاجني‪.‬‬
‫التاجر‪ ،‬عبدهللا بن املبارك‪1425( .‬هأ‪2004 -‬م)‪ .‬الكنز يف القراءار العشر‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬خالد املشهداين‪ ،‬ط‪ ،1:‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫التلمساين‪ ،‬أمحد بن حممد‪1997( .‬م)‪ .‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان عباس‪( ،‬ط‪ ،)1:‬دار صادر‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫اجلوهري‪ ،‬إمساعيل بن محاد‪1420( .‬هأ‪1999-‬م)‪ .‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬حتقيق د‪/‬إميل يعقوب ود‪ :‬حممد نبيل طريفي‪،‬‬
‫ط‪ ،1:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الداين‪ ،‬عثمان بن سعيد‪1404( .‬هأ‪1984-‬م)‪ .‬التيسري يف القراءار السبع‪ ،‬ط‪ ،2:‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الدماميين‪ ،‬حممد بدر الدين‪1403( .‬هأ‪1983 -‬م)‪ .‬تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبدالرمحن املفدى‪ ،‬ط‪.1:‬‬
‫الرازي‪ ،‬فخر الدين‪1420( .‬هأ)‪ .‬مفاتيح الغيب‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‪ ،3:‬بريور‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬اتج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬حتقيق‪ :‬جمموعة من احملققني‪ ،‬دار اهلداية‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬أبو بكر‪1407( .‬هأ‪1987-‬م)‪ .‬ائتالف النصرة يف اختالف حناة الكوفة والبصرة‪ ،‬حتقيق د‪ :‬طارق اجلنايب‪ ،‬ط‪ ،1:‬عامل الكتب‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬

‫‪- 792 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫الزجاج‪ ،‬إبراهيم‪1408( .‬ه‪1988-‬م)‪ .‬معاين القرآن وإعرابه‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبداجلليل شليب‪ ،‬ط‪ ،1:‬عامل الكتب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الزجاجي‪ ،‬عبدالرمحن‪1412( .‬هأ‪1992-‬م)‪ .‬الالمار‪ ،‬حتقيق د‪/‬مازن املبارك‪ ،‬ط‪ :2:‬دار صادر‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الزخمشري‪ ،‬حممود بن عمر‪1417( .‬هأ‪2006-‬م)‪ .‬املفصل يف صنعة اإلعراب‪ ،‬حتقيق د‪/‬خالد إمساعيل حسان‪ ،‬ط‪ ،1:‬مكتبة اآلداب‪.‬‬
‫الزخمشري‪ ،‬حممود بن عمر‪1426( .‬هأ)‪ .‬الكشاف‪ ،‬اعتىن به‪ :‬خليل مأمون‪ ،‬ط‪ ،2:‬دار املعرفة‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الزخمشري‪ ،‬حممود بن عمر‪ ،‬الفائق يف غريب احلدي ‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي البجاري‪ ،‬وحممد أبو الفضل‪( ،‬ط‪ )2:‬دار املعرفة‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫السبيهني‪ ،‬د‪.‬حممد‪ ،‬مسائل اخلالف النحوية يف ضوء االعرتاي على الدليل العقلي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد‬
‫بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫السهيلي‪ ،‬أبو القاسم‪1412( .‬هأ‪1992 -‬م)‪ .‬نتائا الفكر يف النحو‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫سيبويه‪ ،‬عمرو بن عثمان بن قنرب‪1408( .‬هأ‪1988-‬م)‪ .‬الكتاب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬ط‪ ،3:‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫السريايف‪ ،‬احلسن بن عبدهللا‪1429( .‬هأ‪2008-‬م)‪ .‬شرح كتاب سيبويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد السميع سالمة وأشرف حممد فريد غنام‪،‬‬
‫مطبعة دار الكتب الواثئقية القومية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫السريايف‪ ،‬يوسف بن أيب سعيد‪1416( .‬هأ‪1996 ،‬م)‪ .‬شرح أبيار سيبويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪/‬حممد الريح هاشم‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار اجليل‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪1406( .‬هأ)‪ .‬األشباه والنظائر يف النحو‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ :‬عبدالعال سامل مكرم‪( ،‬ط‪ ،1:‬بريور‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪1418( .‬هأ‪1998-‬م)‪ .‬مهع اهلوامع يف شرح مجع اجلوامع‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد مشس الدين‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪ ،‬بغية الوعاة يف طبقار اللغويني والنحاة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،1 :‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪ ،‬شرح شواهد املغين‪ ،‬تصحيح وتعليق الشيخ‪ :‬حممد حممود الشنقيطي‪ ،‬دار مكتبة احلياة‪.‬‬
‫الشاطيب‪ ،‬إبراهيم‪1428( .‬ه‪2007-‬م)‪ .‬املقاصد الشافية يف شرح اخلالصة الكافية‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬عبدالرمحن العثيمني‪ ،‬ط‪ ،1:‬جامعة أم‬
‫القرى‪.‬‬
‫الشجري‪ ،‬هبة هللا بن علي بن احلسني‪1427( .‬هأ‪2006-‬م)‪ .‬أمايل ابن الشجري‪ ،‬حتقيق د‪ :‬حممود حممد الطناحي‪ ،‬ط‪ ،2:‬مكتبة‬
‫اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الشلوبني‪ ،‬عمر بن حممد‪1414( .‬ه‪1994-‬م)‪ .‬شرح املقدمة اجلزولية الكبري‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬تركي بن سهو العتييب‪ ،‬ط‪ ،2:‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫الصفدي‪ ،‬صالح الدين‪1428( .‬هأ‪ .)1998 -‬أعيان العصر وأعوان النصر‪ ،‬حتقيق‪ :‬جمموعة من احملققني‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الفكر املعاصر‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫الطربي‪ ،‬حممد بن جرير‪1420( .‬هأ‪2000-‬م)‪ .‬جامع البيان يف أتويل القرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬ط‪ ،1:‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫العسقالين‪ ،‬ابن حجر‪1392( .‬ه‪1952-‬م)‪ .‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬مراقبة ‪ :‬حممد عبد املعيد ضان‪ ،‬ط‪ ،2:‬حيدر أابد‪-‬‬
‫اهلند‪ :‬جملس دائرة املعارف العثمانية‪.‬‬
‫العكربي‪ ،‬عبدهللا‪1422( .‬هأ‪2001-‬م)‪ .‬اللباب يف علل البناء واإلعراب‪ ،‬حتقيق‪ :‬غازي خمتار طليمار‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الفكر املعاصر‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬

‫‪- 793 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫العيين‪ ،‬حممود بن أمحد‪ ،‬املقاصد النحوية يف شرح شواهد األلفية‪ ،‬مطبوع مع خزانة األدب‪ ،‬دار صادر‪.‬‬
‫الفارسي‪ ،‬احلسن بن أمحد‪1404( .‬هأ‪1985-‬م)‪ .‬شرح شواهد اإليضاح‪ ،‬تقدمي وحتقيق د‪/‬عيد مصطفى درويش‪ ،‬مراجعة د‪ .‬حممد‬
‫مهدي عالم‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الفارسي‪ ،‬احلسن بن أمحد‪1415( .‬هأ)‪ .‬املسائل البصراير‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد الشاطر‪ ،‬ط‪ ،1:‬مطبعة املدين‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫الفارسي‪ ،‬احلسن بن أمحد‪1428( .‬هأ‪2007 -‬م)‪ .‬احلجة يف علل القراءار السبع‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد معوي‪،‬‬
‫ط‪ ،1:‬دار الكتب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫الفراء‪ ،‬حيىي‪1422( .‬ه‪2001-‬م)‪ .‬معاين القرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبدالفتاح إمساعيل شليب‪ ،‬ط‪ ،3:‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫املالقي‪ ،‬أمحد‪1975( .‬م)‪ .‬رصف املباين يف شرح حروف املعاين‪ ،‬حتقيق د‪/‬أمحد حممد اخلراط‪ ،‬ط‪ ،1:‬جممع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫املربد‪ ،‬حممد بن العباس‪1420( .‬هأ‪1999-‬م)‪ .‬املقتضب‪ ،‬حتقيق‪ :‬حسن محد‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫املرادي‪ ،‬احلسن بن القاسم‪1983( .‬م)‪ .‬اجلىن الداين يف حروف املعاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ :‬فخر الدين قباوة وندمي فاضل‪ ،‬ط‪ ،2:‬اآلفاق اجلديدة‪،‬‬
‫بريور‪.‬‬
‫انظر اجليش‪ ،‬حممد بن يوسف‪1428( .‬ه)‪ .‬متهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد‪ ،‬حتقيق‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬علي حممد فاخر‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار السالم‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫النحاس‪ ،‬أمحد بن حممد‪1430( .‬هأ‪12009-‬م)‪ .‬إعراب القرآن‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫النشار‪ ،‬عمر بن قاسم‪1422( .‬هأ‪2001-‬م)‪ .‬املكرر فيما تواتر من القراءار السبع وحترر‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممود احلفيان‪ ،‬ط‪ ،1:‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريور‪.‬‬
‫‪Al-‘Asqalaani, Ibn Hajar. (1392 AH – 1952). Al-Durar Al-Kaaminah fi A’yaan Al-Miha Al-‬‬
‫‪Thaaminah Supervision: Muhammad ‘Abdul Mu’eed Daan, (2nd ed., Hyderabad – India:‬‬
‫‪Majlis Daairah Al-Ma’aarif Al-‘Uthmaaniyyah,.‬‬
‫‪Al-‘Ayni, Mahmuud bin Ahmad, Al-Maqaasid Al-Nahwiyyah fi Sharh Shawaahid Al-‬‬
‫‪Alfiyyah, printed with Khizaanah Al-Adab, Daar Saadir.‬‬
‫‪Al-‘Ukburi, Abdullah. (1422 AH – 2001). Al-Lubaab fi ‘Ilal Al-Binaa wa Al-I’raab,‬‬
‫‪Investigation: Gaazi Mukhtaar Tulaymaat, 1st ed., Daar Al-Fikr Al-Mu’aasir, Beirut,.‬‬
‫‪Al-Akhfash, Abu Al-Hassan. (1423 AH – 2002). Ma’aani Al-Qur’aan, Introduction and‬‬
‫‪commentary: Ibrahim Shamsudeen, 1st ed., Daar Al-Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.‬‬
‫‪Al-Anbaari, Abu Al-Barakaat. (1420 AH – 1999). Asraar Al-‘Arabiyyah, Investigation and‬‬
‫‪Commentary: Barakaat Yusuf Haboud, 1st ed., Daar Al-Arqam, Beirut.‬‬
‫‪Al-Anbaari, Abu Al-Barakaat. (1424 AH – 2003). Al-Insaaf fi Masaail Al-Khilaaf bayna Al-‬‬
‫‪Nahwiyyeen Al-Basriyyeen wa Al-Kuufiyyeen, Investigation: Muhamamd Muhyiddeen‬‬
‫‪‘Abdul Hameed, 1st ed., Al-Maktabah Al-‘Asriyyah, Beirut.‬‬
‫‪Al-Andaluusi, Abu Hayyaan. (1439 AH – 2017). Al-Tadhyeel wa Al-Takmeel fi Sharh Al-‬‬
‫‪Tasheel, Investigation: Dr Hassan Hindaawi, Faculty of Arts, Kuwait University, 1st ed.,‬‬

‫‪- 794 -‬‬


2022 ‫) ديسمبر‬32( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Daar Kunuuz Ishbeeliyyah, Beirut.


Al-Andaluusi, Abu Hayyaan.(1409 AH – 1989) Irtishaaf Al-Darb min Lisaan Al-‘Arab,
Investigation and Commentary: Dr Mustafa Ahmad Al-Nahaas, 1st ed., Al-Madani Press,
Egypt,.
Al-Andaluusi, Ibu Hayyaan. (1420). Al-Bahr Al-Muheet, Investigation: Sidqi Muhammad
Jameel, 1st ed., Daar Al-Fikr, Beirut.
Al-Ashmouni, Ali Ibn Muhammad.(1425 AH – 2004). Sharh Al-Ashmouni ‘alaa Alfiyyat Ibn
Maalik, with Haashiyah Al-Sabaan, , Investigation: ‘Abdul Hameed Hindaawi, 1st ed.,
Al-Maktabah Al-‘Asriyyah, Beirut.
Al-Asma’I, ‘Abdul Malik bin Quraib, Deewaan Al-‘Ajaaj, (Abdullaah bin Ruhyah (Narration),
Investigation: Abdul Hafeedh Al-Satli, Damascus: Maktabah Atlas.
Al-Azhari, Abu Mansour, Tahdeeb Al-Lugha, Investigation: Muhammad ‘Awad Mur’ib, 1st
ed., Daar Ihyaa Al-Turaath Al-‘Arabi, Beirut.
Al-Azhari, Khaalid. (1325 AH). Sharh Al-Tasreeh ‘alaa Al-Tawdeeh, Investigation: Ahmad
Al-Seyyid Seyyid Ahmad, Al-Maktabah Al-Tawqeefiyyah, Cairo.
Al-Baahili, Ahmad bin Haatim. (1982). Deewaan Dhi Al-Rimmah (Gaylaan bin ‘Aqabah),
Narration: Abu Al-‘Abbas Tha’lab, Investigation: Abdul Qudus Abi Saalih, (1st ed.,
Muassasah Al-Eemaan, Beirut.
Al-Bagdaadi, ‘Abdul Qaadir. (1409 AH – 1989). Khizaanah Al-Adab wa Lubb Lubaab Al-
Lisaan, Investigation: ‘Abdul Salaam Haaroun, 3rd ed., Maktabah Al-Khaani,.
Al-Bagdaadi, Ahmad bin Musa. (1400 AH). Al-Sab’a fi Al-Qiraa’aat, Abu Bakr Investigation:
Shawqi Dayf, 2nd ed., Daar Al-Ma’aarif, Egypt,.
Al-Daani, Uthmaan bin Sa’eed. (1404 AH – 1984). Al-Tayseer fi Al-Qiraa’aat Al-Sab’, : 2nd
ed., Daar Al-Kitaab Al-‘Arabi,.
Al-Damaameeni, Muhammad Badrudeen. (1403 AH – 1983). Ta’leeq Al-Fawaaid ‘alaa
Tasheeh Al-Fawaaid, Investigation: Muhammad ‘Abdur Rahmaan Al-Mufadaa, 1st ed.
Al-Faarisi, Alhasa Ibn Ahmed. (1415 AH – 1985). Al-Masaail Al-Basariyyaat, Investigation:
Dr Muhammad Al-Shaatir, 1st ed., Matba’a Al-Madani, Egypt,.
Al-Faarisi, Alhasan Ibn Ahmead. (1404 AH – 1985). Sharh Shawaahid Al-Eedooh, ‘Abdullaah
bin Barri, Introduction and investigation: Dr ‘Eed Mustafa Darwesih, Revision: Dr
Muhammad Mahdi ‘AllaamThe General Agency for Ameeriyyah Press, , Cairo.
Al-Faarisi, Alhosin Ibn Ahmed. (1428 AH – 2007). Al-Hujjah fi ‘Ilal Al-Qiraa’aat Al-
Sab’Investigation: Aadil Ahmad Abdul Mawjood and ‘Ali Muhammad Mu’awwad, 1st
ed., Daar Al-Kutub, Beirut.

- 795 -
‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

Al-Farraa, Yhya. (1422 AH – 2001). Ma’aani Al-Qur’aan, , Investigation: Dr Abdul Fattaah


Isma’eel Shalabi, 3rd ed., Daar Al-Fikr Al-Mu’aasir, Beirut.
Al-Istirbaadhi, Radiyyudeen. (1421 AH – 2000). Sharh Al-Radiyy ‘alaa Kaafiyyah Ibn Al-
Haajib, Investigation: Dr ‘Abdul ‘Aal Saalim Makram, 1st ed., ‘Aalam Al-Kutub, Cairo,.
Al-Jawhari, Isma’eel bin Hammaad. (1420 AH – 1999). Al-Sihaah Taaj Al-Lugha wa Sihaah
Al-‘Arabiyyah, Investigation: Dr Eemaal Ya’quub and Dr Muhammad Nabeel Tareefi,
1st ed., Daar Al-Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.
Al-Maaliqi, Ahmad. (1975). Rasf Al-Mabaani fi Sharh Huruuf Al-Ma’aani, , Investigation: Dr
Ahmad Muhammad Al-Kharaat, 1st ed., Council of Arabic Language, Damascus.
Al-Mubarrid, Muhammad Ibn Alabas. (1422 AH – 2001). Al-Muqtadab, Investigation: Hassan
Hamad, 1st ed., Daar Al-Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.
Al-Muraadi, Al-Hassan bin Al-Qaasim. (1983). Al-Jaani Al-Daani fi Huruuf Al-Ma’aani,
Investigation: Dr Fakhrudeen Qubaawah wa Nadeem Faadil, 2nd ed., Aafaaq Al-Jadeedah,
Beirut.
Al-Nahaas, Ahmed Muhamamd. (1430 AH – 2009). I’raab Al-Qur’aan1st ed., Daar Ihyaa Al-
Turaath Al-‘Arabi, Beirut.
Al-Nashar, Omar bin Qaaasim. (1420 AH – 1999). Al-mokrar fima Twatr From Al-Qraat Al
Investigation: Ahmad Ashr and Thrr. Investigation: Ahmad Al-hfyyik, 1st ed., Beirut:
Daar Al-Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.
Al-Raazi Fakr Aldeen. (1420 AH). Mafateeh Al-Gayb, 3rd ed., Dar Ihyaa Al-Turath, Beirut.
Al-Safadi, Salaahudeen. (1428 AH – 1998). A’yaan Al-‘Asr wa A’waan Al-Nasr, Investigation:
A group of investigators, 1st ed. Daar Al-Fikr Al-Mu’aasir, Beirut.
Al-Sbeheen, Dr. Muhamamd, Masaail Al Al-klaf fi Dooa Al-aatrad alaa Al-daleel Al-Aqlee,
Kolyyit Al-loqat Al-arbyyih,Al-emam.
Al-Seeraafi, Alhasan Ibn Abdullaah. (1429 AH – 2008). Sharh Kitaab Seebawayh,
Investigation: Mustafa ‘Abdul Samee’ Salaamah and Ashraf Muhammad Fareed
Gunaam, Daar Al-Kutub Al-Wathaaiqiyyah Al-Qawmiyyah Press, Cairo.
Al-Seeraafi, Yusuf bin Abi Saeed. (1416 AH – 1996). Sharh Abyaat Seebawayh, Investigation:
Dr Muhammad Al-Reeh Haashim, 1st ed., Daar Al-Jeel, Beirut.
Al-Shaatibi, Ebrahem. (1428 AH – 2007). Al-Maqaasid Al-Shaafiyyah fi Sharh Al-Khulaasah
Al-Kaafiyyah, Investigationa; Dr Abdur Rahmaan Al-‘Uthaymeen, 1st ed., Umm Al-Qura
University,.
Al-Shaloubeen, Omar Ibn Muhammad. (1414 AH - 1994). ,Sharh Al-Muqaddimah Al-
Jazuuliyyah Al-Kabeer, Investigtaion: Dr Turki bin Sahw Al-Otaibi, 2nd ed., Muassasah

- 796 -
2022 ‫) ديسمبر‬32( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Al-Risaalah, Beirut.
Al-Shijri, Hibbatullaah bin ‘Ali bin Al-Husayn. (1427 AH – 2006). Amaali Ibn Al-Shijri, ,
Investigation: Dr. Mahmuud Muhammad Al-Tanaahi, 2nd ed., Maktabah Al-Khaanji,
Cairo.
Al-Suhayli, Abu Al-Qaasim. (1412 AH – 1992). Nataij Al-Fikr fi Al-Nahw, 1st ed. Daar Al-
Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.
Al-Suyouti, Jalaaluddeen, Sharh Shawaahid Al-Mugni, Correction and commentary: Shaykh
Muhammad Mahmuud Al-Shinqeeti, Daar Maktabah Al-Hayaat.
Al-Suyouti, Jalaaluddeen. (1418 AH – 1998). Hamh Al-Hawaami’ fi Sharh Jam’ Al-Jawaami’,
Investigation: Ahmad Shamsudeeen, 1st ed., Daar Al-Kutub Al-‘Ilmiyyah, Beirut.
Al-Suyouti,GlalAldeen.(1406 AH). Al-Ashbaah wa Al-Nazaair fi Al-Nahw, Investigation: Dr
‘Abdul ‘Aal Saalim Makram, 1st ed., Muassasah Al-Risaalah, Beirut.
Al-Suyuuti, Glal Alden. Buyat Al-Wu’aat fi Tabaqaat Al-Luawiyyeen wa Al-Nuhaat,
Investigation: Muhammad Abu Al-Fadl Ibrahim, 1st ed., Al-Maktabah Al-‘Asriyyah,
Beirut.
Al-Taajir, Abdullah Ibn Al-Mubaarak. (1425 AH – 2004). Al-Kanz fi Al-Qiraa’aat Al-‘Ashr,
Investigation: Dr Khaalid Al-Mashadaani, 1st ed., Maktabah Al-Thaqaafah Al-
Deeniyyah, Cairo.
Al-Tabari, Muhammad Ibn Greer. (1420 AH – 2000). Jaami’ Al-Bayaan fi Tahweel Al-
Qur’aan, Investigation: Ahmad Muhammad Shaakr, 1st ed., Muassasah Al-Risaalah,
Beirut.
Al-Tlmosani, Ahmad Ibn Muhammad. (1997). Nafh Al-Teeb from Qsn Al-Andalos Al-Rateeb,
Investigation: Ehsan Abaas, 1th ed., Daar Saadir, Beirut.
Al-Zabeedi, Abu Al-Fayd, Taaj Al-‘Aruus min Jawaahir Al-Qaamuus, Investigation: A group
of investigators, Daar Al-Hidaayah.
Al-Zabeedi, Abu Bakr. (1407 AH – 1987). Ihtilaaf Al-Nusrah fi Ikhtilaaf Nuhaat Al-Kuufah
wa Al-Busrah, Investigation: Dr. Taariq Al-Jinaani. 1st ed., Aalam Al-Kutub, Beirut.
Al-Zajaaj, Ebrahen. (1408 AH – 1988). Ma’aani Al-Qur’aan wa I’raabihi, Investigation: Dr
‘Abdul Jaleel Shalabi, 1st ed., ‘Aalam Al-Kutub, Beirut.
Al-Zajaaji, Abdalrhman. (1412 AH – 1992). Al-Laamiyyaat, Investigation: Dr Maazim Al-
Mubaarak. (2nd ed., Daar Saadir, Beirut.
Al-Zamakshari Mahmood Ibn Omar. (1417 AH – 2006). Al-Mufassal fi Sun’ah Al-I’raab,
Investigation: Dr Khaalid Hassaan, 1st ed., Maktabah Aadaab,.
Al-Zamakshari, Mahmmod Ibn Omar, Al-faieg fi Gareb Al hadith, Investigation: Ali Al bgare,

- 797 -
‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

2nd ed. Daar Al-Ma’rifah, Lobnan.


Al-Zamakshari, Mahmmod Ibn Omar. (1426 AH – 2005). Al-Kashaaf, Cared for by: Khaleel
Mahmuun, 2nd ed., Daar Al-Ma’rifah, Beirut.
Ibn ‘Aashour, Muhammad Al-Taahir. (1984). Al-Tahreer wa Al-TanweerDaar Al-Tuneesiyyah
for Publication, Tunisia,.
Ibn ‘Aqeel, Bahaauddeen. (1422 AH – 2001). Al-Musaa’ed ‘alaa Tasheel Al-Fawaaid,
Investigation: Dr. Muhamamd Kaamil Barakaat, 2nd ed., Umm Al-Qura University,.
Ibn ‘Aqeel. (1420 AH-1999). Sharh Ibn ‘Aqeel ‘alaa Alfiyyah Ibn Maalik, Bahaahuddeen, 2nd
ed., Maktabah Daar Al-Turaath, Cairo.
Ibn ‘Usfuur, Ali Ibn Moamen, Sharh Jumal Al-Zajaaji, Al-IshbeeliInvestigation: Dr Saahib Abu
Janaah, 1st ed.
Ibn ‘Usfuur, Ali Ibn Moamen. (1980). Daraair Al-Shi’r, Investigation: Ibrahim Muhammad,
Daar Al-Andalus, 1st ed.,.
Ibn ‘Usfuur, Ali Ibn momen, Al-Muqarrib, Investigation: Ahmad ‘Abdul Sataar Al-Jawaari,
and Abdullaah Al-Jubuuri, Mutba’a Al-‘Aani, Bagdad.
Ibn Abi Al-Rabee’, Abidl Allah Ibn Ahmed. (1407 AH – 1968). Al-Baseet fi Sharh Jumal Al-
Zajaaji, Investigation: Dr ‘Iyaad Al-Thubayti, 1st ed., Daar Al-Garb Al-Islaami, Beirut.
Ibn Al-Haajib, ‘Uthman Abn Omar. (1427 AH – 2006). Amaali Ibn Al-Haajib, Investigation:
Dr Fakr Saleh Gdarh, Daar Algeel, Beirut.
Ibn Al-Jazar, Muhammad, Al-Nashr fi Al-Qiraa’aat Al-‘Ashr, Shamsudeeen ‘Ali Muhammad
Al-Dabaa’, Al-Matba’a Al-Tijaariyyah Al-Kubra.
Ibn Al-Siraaj, Muhamamd. (1408 AH). Al-Usuul fi Al-Nahw, Investigation: Dr Abdul Husayn
Al-Fatli, 3rd ed., Muassasah Al-Risaalah, Beirut.
Ibn Hishaam, ‘Abdullaah bin Yusuf. (1986). Talkhees Al-Shawaahid wa Talkhees Al-Fawaaid,
Investigation and commentary: ‘Abbas Mustafa Al-Saalihi, (1st ed., Al-Maktabah Al-
‘Arabiyyah, Beirut.
Ibn Hishaam, Abdul Llah Ibn Yoosef. (1418 AH – 1998). Awdah Al-Masaalik Ilaa Alfiyyah
Ibn Maalik, Investigation: Muhammad Muhyideen Abdul Hameed, Al-Maktabah Al-
‘Asriyyah, Beirut.
Ibn Hishaam, Abdullaah Ibn Uoseef, Sharh Shudhuur Al-Dahab fi Ma’rifat Kalaam Al-‘Arab,
Investigation: ‘Abdul Ganiyy Al-Daqir, The United Company, Syria.
Ibn Hishaam, Abdullaah Yossef. (1425 AH – 2005). Mugni Al-Labeeb ‘an Kutub Al-A’aareeb,
Al-Ansaari, Investigation: Muhammad Muhyiddeen ‘Abdul Hameed, Beirut: Al-
Maktabah Al-‘Asriyyah, New Edition.

- 798 -
2022 ‫) ديسمبر‬32( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Ibn Jinni, Ali bin Uthman. (1405 AH – 1985). Al-Luma’ fi Al-‘ArabiyyahInvestigation:


Haamid Al-Muhmin, 2nd ed., ‘Aalam Al-Kutub,.
Ibn Jinni, Ali bin Uthman. (1406 AH – 1986). Al-Muhtasib fi Tabyeen Wujuuh Shawaadh Al-
Qiraa’aay wa Al-Eedooh ‘anha, Investigation: ‘Ali Al-Jundi Naasif, and Abdul Haleem
Al-Najaar. And Abdul Fattaah Shalabi, 2nd ed., Al-Maktabah Al-Faysaliyyah,.
Ibn Jinni, Utoman. (1371 AH – 1989). Al-KhasaaisInvestigation: Muhammad ‘Ali Al-Najaar,
The Egyptian General Agency for Culture, photocopied from Daar Al-Kutub Al-
Misriyyah,.
Ibn Maalik, Muhammad Ibn Abd llah. (1422 AH – 2001). Sharh Al-TasheehInvestigation:
Muhammad ‘Abdul Qaadir ‘Ataa wa Taariq Fathi Al-Sayyid, 1st ed., Daar Al-Kutub Al-
‘Ilmiyyah, Beirut.
Ibn Maalik, Muhammad Ibn Abdullaah. (1397 AH – 1977). Sharh ‘Umdah Al-Haafidh wa
‘Uddah Al-Laafidh, Investigation: Rasheed ‘Abdur Rahmaan Al-Ubaydi, Bagdad:
Ministry of Awqaf and Religious Affairs,.
Ibn Maalik, Muhammad Ibn Abdullaah. (1402 AH – 1982). Sharh Al-Kaafiyyah Al-
Shaafiyyah, Investigation: ‘Abdul Mun’im Ahmad Hareedi, Umm Al-Qura1st ed.,
University, Center for Scientific Research and Revival of Islamic Heritage, Makkah.
Ibn Madaa, Ahmad ‘Abdu Rahmaan. (1399 AH – 1979). Al-Radd ‘alaa Al-Nuhaat,
Investigation: Dr. Muhammad Ibrahim, 1st ed. Daar Al-I’tisaam,.
Ibn Mandhuur, Jamaaluddeen. (2005). Lisaan Al-‘Arab 4th ed., Daar Saadir,.
Ibn Wallaad, Ahmed Muhammad. (1416 AH – 1996). Al-Intisaar li Seebawayh ‘ala Al-
Mubarrid, Investigation: Dr Zuhayr Sultaan, 1st ed., Muassasah Al-Risaalah, Beirut.
Ibn Ya’eesh, Mwafq, Sharh Al-Mufassal ‘Aalam Al-Kutub, Beirut.
Naadhir Al-Jaysh, Muhammad bin Yusuf. (1428 AH). Tamheed Al-Qawaa’id bi Sharh Tasheel
Al-Fawaaid, Investigation: Prof. ‘Ali Muhammad Faakhir, 1st ed., Daar Salaam, Cairo.
Seebawayh, ‘Amr bin ‘Uthmaan bin Qunbur. (1408 AH–1988). Al-Kitaab, Investigation: ‘Abdul
Salaam Haaroun, 3rd ed., Maktabah Al-Khaani, Cairo.

.281/1 ‫ بغية الوعاة‬،59/6 ‫ الدرر الكامنة‬:‫) ينظر‬1(


.)٥٦١/٢( ‫ نفح الطيب‬:‫ ينظر‬. ‫ ال أعلم راواي له مبصر والشام والعراق واليمن واملشرق غريي‬:‫) يقول أبو حيان‬2(
.)247/1(‫ أعيان العصر وأعوان النصر‬:‫) ينظر‬3(
.)٣٤٨/١٣( ،)٣٦١/١١( ،)١٩٦/٨( ،)٣٠٦/٣( ،)٩٠/١( ‫ التذييل والتكميل‬:‫) ينظر على سبيل املثال‬4(

- 799 -
‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل(‪ ،)١٥٦/١٦‬ومتهيد القواعد (‪.)4413/٩‬‬


‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬الفائق‪.١٢/٣:‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬اتج العروس‪.٤١٦./٣:‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.81/1‬‬
‫(‪ )9‬السابق ‪.127/2‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.266/3‬‬
‫(‪ )11‬السابق ‪.270/3‬‬
‫(‪ )12‬ينظر‪ :‬اإلنصاف يف مسائل اخلالف ‪ ،38/1‬والتبيني ص ‪.224‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.259/1‬‬
‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك ‪.175/1‬‬
‫(‪ )15‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.261/1‬‬
‫(‪ )16‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬لألخفش ص ‪.18‬‬
‫(‪ )17‬ينظر‪ :‬اللباب يف علل البناء واإلعراب ‪.128/1‬‬
‫(‪ )18‬ينظر‪ :‬املقتضب ‪.126/4 ،49/2‬‬
‫(‪ )19‬ينظر‪ :‬األصول يف النحو ‪.58/1‬‬
‫(‪ )20‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.2٥٧/3‬‬
‫(‪ )21‬ينظر‪ :‬متهيد القواعد‪.٨٥٤/٢‬‬
‫(‪ )22‬ينظر‪ :‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )23‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬للفراء ‪ ،185/3‬واإلنصاف يف مسائل اخلالف ‪.38/1‬‬
‫(‪ )24‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.270/3‬‬
‫(‪ )25‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.263/1‬‬
‫(‪ )26‬ينظر‪ :‬االرتشاف ‪.١٥٠٦/3‬‬
‫(‪ )27‬سورة الطارق‪ ،‬اآلية رقم (‪.)4‬‬
‫(‪ )28‬سورة يس‪ ،‬اآلية رقم (‪.)32‬‬
‫(‪ )29‬سورة الصافار‪ ،‬اآليتان رقم (‪.)168 ،167‬‬
‫(‪ )30‬سورة امللك‪ ،‬من اآلية رقم (‪.)20‬‬
‫(‪ )31‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.153 ،152/3‬‬
‫(‪ )32‬سورة الكهف‪ ،‬من اآلية رقم (‪.)38‬‬
‫(‪ )33‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.277/4‬‬
‫(‪ )34‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.153 ،152/3‬‬

‫‪- 800 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫(‪ )35‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬البن يعيش ‪ ،113/8‬ارتشاف الضرب ‪ ،1207/3‬واجلىن الداين ص ‪.209‬‬
‫(‪ )36‬ينظر‪ :‬معاين القرآن للفراء ‪.145/2‬‬
‫(‪ )37‬ينظر‪ :‬ارتشاف الضرب ‪ ،1207/3‬والبحر احمليط ‪ ،205/5‬واجلىن الداين ص ‪.209‬‬
‫(‪ )38‬ينظر‪ :‬املقتضب ‪.362/2‬‬
‫(‪ )39‬ينظر‪ :‬األصول يف النحو ‪.95/1‬‬
‫(‪ )40‬ينظر‪ :‬احملتسب ‪.270/1‬‬
‫(‪ )41‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.357/1‬‬
‫(‪ )42‬البيت من الطويل‪ ،‬وهو بال نسبة يف تلخيص الشواهد ص ‪ ،307‬واجلىن الداين ص ‪.210‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬إن املرء ميتًا) حي أعمل (إ ْن) عمل (ما) احلجازية‪ ،‬وجاء امسها معرفة‪.‬‬
‫{والَ َر ِح ُني َمنَاص} برفع (احلني) على أنه اسأأم (الر)‪ ،‬واخلرب حمذوف؛ والتّقدير‪:‬‬
‫(‪ )43‬سأأورة ص‪ ،‬من اآلية (‪ ،)3‬قرأ عيسأأى وأبو السأأمال‪َ :‬‬
‫حني مناص كائنًا هلم‪ .‬خمتصر يف شواذ القرآن ص ‪.129‬‬ ‫والر ُ‬
‫(‪ )44‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.58 ،57/1‬‬
‫(‪ )45‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪٢٩٣-٢٨٩/4‬‬
‫(‪ )46‬ينظر‪ :‬معاين القرآن لألخفش ص ‪.273‬‬
‫(‪ )47‬ينظر‪ :‬معاين القرآن للفراء ‪.397/2‬‬
‫(‪ )48‬ينظر‪ :‬الكشاف ص ‪ ،918‬واملفصل ص ‪.82‬‬
‫(‪ )49‬ينظر‪ :‬البيان يف غريب إعراب القرآن ‪.312/2‬‬
‫(‪ )50‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.357/1‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬مغين اللبيب ‪ ،335/1‬ومهع اهلوامع ‪.402/1‬‬
‫(‪ )52‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.293/4‬‬
‫(‪ )53‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.٣٧٥/٢‬‬
‫(‪ )54‬ينظر‪ :‬السابق ‪.1٠٥/١‬‬
‫(‪ )55‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٣٥٥-٣٥٤/٦‬‬
‫(‪ )56‬ينظر‪ :‬شرح السريايف ‪ ،422/1‬واالرتشاف ‪ ،2174‬واملساعد ‪.424/1‬‬
‫(‪ )57‬ينظر‪ :‬شرح السريايف ‪.422/1‬‬
‫(‪ )58‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪ ،105/1‬وشرح السريايف ‪ ،422/1‬واالرتشاف ‪ ،2174‬واملساعد ‪.424/1‬‬
‫(‪ )59‬ينظر‪ :‬شرح السريايف ‪ ،422/1‬شرح التسهيل ‪.147‬‬
‫(‪ )60‬الكتاب ‪.19/2‬‬
‫(‪ )61‬السابق ‪.83/1‬‬
‫(‪ )62‬السابق ‪.376/1‬‬
‫(‪ )63‬متهيد القواعد ص ‪.1709‬‬
‫(‪ )64‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.٣٧٤- ٣٧٣/١‬‬

‫‪- 801 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫(‪ )65‬السابق ‪.٣٧٧/١‬‬


‫(‪ )66‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٣٩/٩‬‬
‫(‪ )67‬ينظر‪ :‬السابق ‪.٧٩/٤‬‬
‫(‪ )68‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪ ،٣٧٤/١‬واألصول يف النحو‪ ،١٦٥/١‬وشرح الكافية للرضي‪ ،٢٠١/١‬والتذييل والتكميل ‪.٣٩/٩‬‬
‫(‪ )69‬ينظر‪ :‬هتذيب اللغة‪ ،١٩٩/٥‬مادة (وحد)‪ ،‬والصحاح‪ ،٥٤٧/٢‬مادة (وحد)‪.‬‬
‫(‪ )70‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٣٧/٩‬‬
‫(‪ )71‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل‪ ،٣٩/٩‬واالرتشاف‪.١٥٦٨/٣‬‬
‫(‪ )72‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪ ،٣٧٧/١‬والتذييل والتكميل ‪.٣٩/٩‬‬
‫(‪ )73‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪ ،٣٩/٩‬واالرتشاف ‪.١٥٦٨/٣‬‬
‫(‪ )74‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٣٧/٩‬‬
‫(‪ )75‬ينظر‪ :‬املقتضب‪.٢٣٩/٣‬‬
‫(‪ )76‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،٢٠/٢‬واالرتشاف‪.١٥٦٨/٣‬‬
‫(‪ )77‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٧٩/٤‬‬
‫(‪ )78‬ينظر‪ :‬املقاصد الشافية‪.٢٦/٢‬‬
‫(‪ )79‬ينظر‪ :‬شرح اجلمل البن عصفور ‪.269/2‬‬
‫(‪ )80‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل‪ ،٨٧/٤‬واالرتشاف ‪.1136/٣‬‬
‫(‪ )81‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.122/2‬‬
‫(‪ )82‬البيت من الطويل‪ ،‬وهو للعني املنقري يف الكتاب ‪ ،32/3‬والرد على النحاة ص ‪.124‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪َ ( :‬وَما َح َّل َس ْع ِدي َغ ِريبًا)‪ ،‬حي جاء احلال من النكرة بدون مسوغ‪.‬‬
‫(‪ )83‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.60/9‬‬
‫(‪ )84‬ينظر‪ :‬املقتضب ‪.290 ،286/4‬‬
‫(‪ )85‬ينظر‪ :‬املفصل ص ‪.83‬‬
‫(‪ )86‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.247/2‬‬
‫(‪ )87‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك ‪ ،271 ،270/2‬والبسيط ‪ ،723/2‬وامللخص ص ‪.391‬‬
‫(‪ )88‬ينظر مذهبهما يف‪ :‬الكتاب ‪.122/2‬‬
‫(‪ )89‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن‪ ،‬للنحاس ‪.108/3‬‬
‫(‪ )90‬ينظر‪ :‬نتائا الفكر ص ‪.182‬‬
‫(‪ )91‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.60/9‬‬
‫(‪ )92‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.21/2‬‬
‫(‪ )93‬السابق ‪.112/2‬‬
‫(‪ )94‬ينظر القولني يف‪ :‬الكتاب ‪.112/2‬‬

‫‪- 802 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫(‪ )95‬السابق ‪.224/4‬‬


‫(‪ )96‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪ ،120/11‬كما قال يف ارتشاف الضرب ‪ :441/2‬وأتويل كثرة وجوده ليس جبيد ‪.‬‬
‫(‪ )97‬ينظر‪ :‬اإلنصاف ‪.307/1‬‬
‫(‪ )98‬ينظر‪ :‬شرح اجلمل ‪.488/1‬‬
‫(‪ )99‬ينظر‪ :‬شرح املفصل ‪.14 ،10/1‬‬
‫(‪ )100‬ينظر‪ :‬رصف املباين ص ‪ ،388‬وائتالف النصرة ص ‪.143‬‬
‫(‪ )101‬ينظر‪ :‬معاين القرآن وإعرابه ‪.478/2‬‬
‫(‪ )102‬ينظر‪ :‬املقتصد ‪.854/2‬‬
‫(‪ )103‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.3/3‬‬
‫(‪ )104‬سورة التوبة‪ ،‬من اآلية (‪.)108‬‬
‫(‪ )105‬سورة اجلمعة‪ ،‬من اآلية (‪.)9‬‬
‫(‪ )106‬ينظر احلدي يف‪ :‬صحيح البخاري ‪.170/4‬‬
‫(‪ )107‬البيت من الكامل‪ ،‬وهو لزهري بن أيب سلمى يف ديوانه ص ‪ ،86‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪.264‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬من حجا ومن دهر) حي استعمل ِ‬
‫(من) البتداء الغاية الزمانية‪.‬‬
‫(‪ )108‬الكتاب ‪.٦٧/1‬‬
‫(‪ )109‬الرجز للعجاج يف ديوانه ‪ ،243/1‬والكتاب ‪ ،437/1‬ولبكري بن عبدالربعي يف شرح شواهد املغين ‪.434/1‬‬
‫جره جملاورته (العنكبور) اجملرور‪ ،‬والقياس النصب؛ ألنه صفة لأ (غزل)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(املرمل) حي َّ‬ ‫والشاهد فيه قوله‪:‬‬
‫(‪ )110‬الكتاب ‪.٤٣٧/1‬‬
‫(‪ )111‬البيت بال نسبة يف هتذيب اللغة ‪ ،198/3‬واملخصص ‪ .142/5‬والشاهد فيه‪ :‬تذكري العنكبور‪.‬‬
‫(‪ )112‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.247 ،246/12‬‬
‫(‪ )113‬السابق ‪.248/12‬‬
‫(‪ )114‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.٤٣٧/1‬‬
‫(‪ )115‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬لألخفش ص ‪.75‬‬
‫(‪ )116‬ينظر‪ :‬املقتضب ‪.73/4‬‬
‫(‪ )117‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪.169/3‬‬
‫(‪ )118‬ينظر‪ :‬إمالء ما من به الرمحن ‪ ،209/1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ،77‬والضرائر لأللوسي ص ‪.256‬‬
‫(‪ )119‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.248/12‬‬
‫(‪ )120‬ينظر‪ :‬الصحاح‪ ١٨٨/١‬مادة (عكب)‪.‬‬
‫(‪ )121‬البيت من الرجز‪ ،‬وهو بال نسبة يف الكتاب ‪ ،382/2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪.66٤2‬‬
‫آبك أي‪ :‬ويلك‪ .‬لسان العرب ‪ ،190/1‬مادة (أوب)‪.‬‬

‫‪- 803 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫أي‪ :‬أصل التأييه دعاء األبل‪ ،‬يقال‪ :‬أيهت بفالن‪ :‬إذا دعوته وانديته‪ .‬لسان العرب ‪ ،207/1‬مادة (أي)‪.‬‬
‫َّ‬
‫مصدَّر‪ :‬الشديد الصدر‪ .‬الصحاح ‪ ،399/2‬مادة (صدر)‪ .‬اجلِلَّة‪ :‬املسان‪ .‬لسان العرب ‪ ،182/3‬مادة (جلل)‪.‬‬
‫جأب‪ :‬اجلأب‪ :‬الغليظ من ُمحُ ِر الوحش‪ .‬الصحاح ‪ ،148/1‬مادة (جأب)‪.‬‬
‫َح ْش َور‪ :‬العظيم البطن‪ ،‬وقيل‪ :‬املنتفخ اجلنبني‪ .‬لسان العرب ‪ ،129/4‬مادة (حشر)‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬يب أو مصدر) حي عطف مصدر على الضمري اجملرور يب حبرف العطف (أو) بدون إعادة اجلار‪.‬‬
‫(‪ )122‬البيت من البسيط‪ ،‬وهو بال نسبة يف الكتاب ‪ ،392/2‬وشرح املفصل‪ ،‬البن يعيش ‪.78/3‬‬
‫اجلار‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬فما بك واألايم) حي عطف األايم على الضمري اجملرور يف (بك) من غري إعادة ّ‬
‫(‪ )123‬الكتاب ‪.383-381/2‬‬
‫(‪ )124‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية (‪.)217‬‬
‫(‪ )125‬سأ أ أأورة النسأ أ أأاء‪ ،‬من اآلية (‪ )1‬على قراءة محزة ابجلر‪ ،‬بينما قرأ الباقون ابلنصأ أ أأب‪ .‬ينظر‪ :‬احلجة يف علل القراءار السأ أ أأبع ‪،335/2‬‬
‫والنشر يف القراءار العشر ‪.247/2‬‬
‫(‪ )126‬حكاه قطرب عن العرب‪ .‬ينظر‪ :‬شرح الكافية الشافية ‪ ،561/2‬وأوضح املسالك ‪.348/3‬‬
‫(‪ )127‬البيت من الكامل‪ ،‬وهو بال نسبة يف معاين القرآن للفراء ‪ ،٨٢/٢‬واإلنصاف‪.٤٢٢/٢‬‬
‫اجلار‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬واألري) حي عطفه على الضمري اجملرور يف (بينها) من غري إعادة ّ‬
‫(‪ )128‬سورة املؤمنون‪ ،‬اآلية (‪.)٢٢‬‬
‫(‪ )129‬سورة فصلت‪ ،‬من اآلية (‪.)١١‬‬
‫(‪ )130‬سورة األنعام‪ ،‬من اآلية (‪.)٦٤‬‬
‫(‪ )131‬سورة احلجر‪ ،‬من اآلية (‪.)٢٠‬‬
‫(‪ )132‬سورة النساء‪ ،‬من اآلية (‪.)١٢٧‬‬
‫(‪ )133‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.176- ١٧٤/13‬‬
‫(‪ )134‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪ ،281/2‬واألصول يف النحو ‪ ،79/2‬واإلنصاف ‪.379/2‬‬
‫(‪ )135‬ينظر‪ :‬شرح كتاب سيبويه ‪.145/3‬‬
‫(‪ )136‬ينظر‪ :‬احلجة يف علل القراءار السبع ‪.335/2‬‬
‫(‪ )137‬ينظر‪ :‬اللمع ص ‪.157‬‬
‫(‪ )138‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪ ،172/13‬وشرح الكافية‪ ،‬للرضي ‪.320/1‬‬
‫(‪ )139‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪ ،172/13‬وارتشاف الضرب ‪.658/2‬‬
‫(‪ )140‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،‬للرضي ‪.320/1‬‬
‫(‪ )141‬السابق‪.‬‬
‫(‪ )142‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪ ،230/3‬وأوضح املسالك ‪.348/3‬‬
‫(‪ )143‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك ‪.348/3‬‬

‫‪- 804 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫(‪ )144‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ‪ ،230/3‬وشرح الكافية الشافية ‪.561/2‬‬


‫(‪ )145‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك ‪.348/3‬‬
‫(‪ )146‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬للفراء ‪ ،86/2 ،290/1‬واإلنصاف ‪ ،379/2‬وشرح التسهيل ‪.230/3‬‬
‫(‪ )147‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.١٧٤/١٣‬‬
‫(‪ )148‬السابق ‪.١٧٦/١٣‬‬
‫(‪ )149‬ينظر‪ :‬شرح الكافية ‪.321- 320 / 1‬‬
‫(‪ )150‬سورة احلا‪ ،‬من اآلية (‪.)٢٥‬‬
‫(‪ )151‬ينظر‪ :‬احلجة ‪.129/3‬‬
‫(‪ )152‬ذكره الرازي يف مفاتيح الغيب ‪.390/6‬‬
‫(‪ )153‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير ‪.330/2‬‬
‫(‪ )154‬سورة الفتح‪ ،‬من اآلية (‪.)٢٥‬‬
‫(‪ )155‬سورة األنفال‪ ،‬من اآلية (‪.)٣٤‬‬
‫(‪ )156‬ينظر‪ :‬جامع البيان ‪.300/4‬‬
‫(‪ )157‬ينظر‪ :‬مسائل اخلالف النحوية يف ضوء االعرتاي على الدليل العقلي ص‪.376‬‬
‫(‪ )158‬ينظر‪ :‬املقاصد الشافية‪.٥٥٨/٣‬‬
‫(‪ )159‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية (‪.)١٠٦‬‬
‫(‪ )160‬ينظر‪ :‬البحر احمليط ‪.514 /1‬‬
‫(‪ )161‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلية (‪.)٢٠٠‬‬
‫(‪ )162‬ينظر‪ :‬البحر احمليط ‪.112 /2‬‬
‫(‪ )163‬سورة األنعام‪ ،‬من اآلية (‪ ،)80‬قرأ انفع وابن عامر بتخفيف النون‪ ،‬والباقون بتشديدها‪ .‬التيسري يف القراءار السبع ‪.104/1‬‬
‫(‪ )164‬سأأورة احلجر‪ ،‬من اآلية (‪ ،)54‬قرأ ابن كثري وانفع {تبشأأرون} كس أرا غري أن ابن كثري شأأدد النون وخففها انفع‪ ،‬وقرأ أبو عمرو وابن‬
‫عامر وعاصم ومحزة والكسائي {فبم تبشرون} بفتح النون نصبا‪ .‬السبعة يف القراءار ‪.367/1‬‬
‫(‪ )165‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪ ،520/3‬وشرح أبيار سيبويه ‪.304/2‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬فليين)‪ ،‬واألصل‪ :‬فلينين‪ ،‬فحذف نون النسوة على رأي سيبويه‪.‬‬
‫(‪ )166‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.519/3‬‬
‫(‪ )167‬البيت من الطويل قاله أبو طالب عم النيب ص أ أ أ أ أ ألّى هللا عليه وس أ أ أ أ أ ألّم من قصأ أ أ أ أ أأيدة يف الديوان ص ‪ ،127‬وخزانة األدب‪.59 /2 :‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬ستحتلبوها) حي حذفت نونه دون انصب أو جازم وهذا اندر‪.‬‬
‫(‪ )168‬الرجز بال نسبة يف شرح التسهيل ‪ ،53/1‬واخلصائص ‪ ،388/1‬ومهع اهلوامع ‪ .202/1‬والشاهد فيه قوله‪( :‬وتبييت) حي حذفت‬
‫نونه دون انصب أو جازم وهذا اندر‪.‬‬
‫(‪ )169‬التذييل والتكميل ‪.195 ،194/1‬‬
‫(‪ )170‬سورة األعراف‪ ،‬من اآلية (‪.)150‬‬

‫ِّ‬
‫{أتمروين}‬ ‫(‪ )171‬س أ أ أ أ أأورة الزمر‪ ،‬من اآلية (‪ ،)64‬قرأ ابن عامر‪{ :‬أتمرونين} بنونني على األص أ أ أ أ أأل فلم يدغم ومل حيذف ‪ ،...‬وقرأ الباقون‬

‫‪- 805 -‬‬


‫تعقيبات أبي حيان النحوية على آراء سيبويه‬

‫ابلتشديد ‪ .‬حجة القراءار ‪.625/1‬‬


‫(‪ )172‬ينظر‪ :‬األصول يف النحو ‪.201/2‬‬
‫(‪ )173‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل‪ ،‬البن مالك ‪.55/1‬‬
‫(‪ )174‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك ‪.100/1‬‬
‫(‪ )175‬ينظر‪ :‬املساعد على تسهيل الفوائد ‪.98 ،97/1‬‬
‫(‪ )176‬س أ أ أ أأورة البقرة‪ ،‬من اآلية (‪ ،)67‬قرأ أبو عمرو بس أ أ أ أأكون الراء وروى عن الدوري عنه اختالس احلركة والباقون ابحلركة الكاملة واحلركة‬
‫رفعة ‪ .‬املكرر يف ما تواتر من القراءار السبع وحترر ‪.44/1‬‬
‫(‪ )177‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل‪ ،‬البن مالك ‪.55/1‬‬
‫(‪ )178‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬لألخفش ص ‪.235‬‬
‫(‪ )179‬ينظر‪ :‬احلجة يف علل القراءار السبع ‪.495 ،494/2‬‬
‫(‪ )180‬ينظر‪ :‬شرح املقدمة اجلزولية الكبري ‪.643/2‬‬
‫(‪ )181‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.195 ،194/1‬‬
‫(‪ )182‬الرجز حلميد األرقط يف ال درر‪ .207/1‬والشاهد‪( :‬قدي) حي حذف نون الوقاية دون أن جتتمع مع نون اإلعراب‪.‬‬
‫(‪ )183‬البيت من الوافر‪ ،‬وهو أليب حية النمريي يف خزانة األدب ‪ ،105 ،100/4‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪.211‬‬

‫والشاهد‪ِّ :‬‬
‫(إين) حي حذف نون الوقاية دون أن جتتمع مع نون اإلعراب‪.‬‬
‫(‪ )184‬ينظر‪ :‬ضرائر الشعر ص ‪ ،109‬وشرح مجل الزجاجي ‪.594/2‬‬
‫(‪ )185‬ينظر‪ :‬أمايل ابن احلاجب ‪.701/2‬‬
‫(‪ )186‬البيت من الوافر‪ ،‬وهو للفرزدق يف ديوانه ‪ ،290/2‬والكتاب ‪ ،153/2‬وتلخيص الشواهد ص ‪.252‬‬
‫والشاهد فيه قوله‪( :‬وجريان لنا كانوا كرام) حي يرى سيبويه زايدة (كان)‪ ،‬فيه‪.‬‬
‫(‪ )187‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.153/2‬‬
‫(‪ )188‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.٢١٨/4‬‬
‫(‪ )189‬البيت من الوافر‪ ،‬وهو للفرزدق يف ديوانه ‪ ،260 /2‬وخزانة األدب ‪222 /9‬وشرح شواهد الشافية ص‪ .46‬وليس يف البيت شاهد‬
‫حنوي إال أن أاب حيان يستدل به على أن الشاعر يصف حاال ماضية‪.‬‬
‫(‪ )190‬التذييل والتكميل ‪.221/4‬‬

‫(‪ )191‬ينظر‪ :‬املقتضب‪ .١١٦/٤‬يقول املربد‪ :‬وأتويل هذا سقوط (كان) على وجريان لنا كرام يف قول النحويني أمجعني‪ ،‬وهو عندي على‬
‫خالف ما قالوا من إلغاء (كان) وذلك أن خرب كان لنا فتقديره‪ :‬وجريان كرام كانوا لنا ‪.‬‬
‫(‪ )192‬ينظر‪ :‬شرح أبيار سيبويه‪.١٢٦‬‬
‫(‪ )193‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪٢٩٤/٢‬‬
‫(‪ )194‬ينظر‪ :‬أوضح املسالك‪٢٥٨/١‬‬
‫(‪ )195‬ينظر‪ :‬البسيط‪ ،٧٤١/٢‬واالنتصار‪ ،١٤٠‬واملسائل البصراير‪.٨٧٥/٢‬‬

‫‪- 806 -‬‬


‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )32‬ديسمبر ‪2022‬‬

‫(‪ )196‬ينظر‪ :‬خزانة األدب‪.٢١٧/٩‬‬


‫(‪ )197‬السابق‪.٢١٧/٩‬‬
‫(‪ )198‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.153/2‬‬
‫(‪ )199‬ينظر‪ :‬معاين القرآن وإعرابه ‪.33/2‬‬
‫(‪ )200‬ينظر‪ :‬املسائل البصراير ‪.876 ،875/2‬‬
‫(‪ )201‬ينظر‪ :‬شرح الكتاب‪.٤٧٩/٢‬‬
‫(‪ )202‬ينظر‪ :‬التذييل والتكميل ‪.22٠/4‬‬
‫(‪ )203‬ينظر‪ :‬املسائل البصراير‪ ،٨٧٥/٢‬واإلفصاح‪ ،٣٥٤‬وشرح مجل الزجاجي البن عصفور‪.٩-٤/١‬‬
‫(‪ )204‬ينظر‪ :‬خزانة األدب ‪.٢٢٠/٩‬‬
‫(‪ )205‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )206‬ينظر‪ :‬شرح الكتاب للسريايف‪.٤٧٩/٢‬‬
‫(‪ )207‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.153/2‬‬
‫(‪ )208‬ينظر‪ :‬شرح الكتاب للسريايف‪ ،٤٧٩/٢‬وشرح التسهيل‪ ،٣٦٠/١‬واملقاصد الشافية‪.١٩٦/٢‬‬
‫(‪ )209‬ينظر‪ :‬الكتاب ‪.٧٣/١‬‬
‫(‪ )210‬جعل املربد (زيدا) اسأأم إن (ومن أفضأألهم) خرب كان‪ ،‬واسأأم كان مضأأمر منها‪ ،‬وكان وامسها وخربها يف حمل رفع خرب إن‪ ،‬وهذا يؤدي‬
‫إىل جعل اخلرب مجلة مقدما يف إن وهذا ال جييزه أحد‪ .‬ينظر‪ :‬شرح الكافية للرضي‪ ،١٩١/٤‬والتذييل والتكميل ‪.١٣٤/٤‬‬

‫‪- 807 -‬‬


Kingdom Saudi Arabia
e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 32 December 2022
Ministry of Education
Contents
Al Baha University
Introduction to the journal ................................................
University Vice Presidency for
Postgraduate Studies and Scientific
Research
Editorial Board of Al Baha University Journal for Human Sciences ....................
Al Baha University Journal for Contents ……
Humanities
The Degree of Awareness of the Effects of the Saudi youth’s use of social media and Ways to
Published by Al-Baha University
Periodical - Scientific - Refereed Confront: a descriptive study applied to a sample of Saudi youth in the city of Riyadh 630 - 657
Vision: To be a scientific journal characterized by
publishing scientific research that serves the goals of Norah Shareh Al-Otaibi
comprehensive development in the Kingdom of Saudi
Arabia; serving original scientific research nationally Resemblance between the verses of the Battle of Badr and Uhud 658 - 691
and internationally; contributing to the development
of research capabilities of university members and the Abdullah Mohammad alaskar
like inside and outside the university as well as the
country. ABDULRAHMAN BIN SULIMAN IBN ALGHASSIL and His narrations in SAHIH AL-
Mission: Activating the university's role in raising the BUKHARI, an applied study 692 - 735
level of research performance of its employees to serve
the university's goals, achieve the desired development ALHARBI, JAMILAH MANEA `E
goals, and increase constructive interaction with local,
regional, and global community institutions. The Divine Directives of the Honorable Companions as in Surat Al-Tawbah: an Objective
Study 736 - 761
Chairman of the Editorial Board:
Hassan Muhammad Ali Al-Ayoub Asiri
Prof. Saeed ibn Ahmed Eidan Al-Zahran

Deputy Chairman of the Editorial Board: Abu Hayyan's Grammatical Comments on Sibawayh's Views in the Book ‘Appendix and
Complementation in explaining the Facilitation (Al Tasshil): a Study and Evaluation 762 - 807
Prof. Mohammad Hasan Zahir Al Shihri
Saud Ali Atiyyah Al-Khazmari Al-zahrani
Director of the Editorial Board: The Harmful Animal between the Mountainous Nature and the Legitimate View: the
Dr. Yahya Saleh Hasan Dahāmi, Baboons as a Model 808- 826
Associate Professor
1. Saeed Ahmed Al-Aidan Al-Zahrani, 2. Ghanem Mohammed Abdullah Al-Ghamdi
Members of the Editorial Board:
The sayings approved by the Holy Quran, their Relations with the former divine teachings,
Prof. Fahad Mohammad Al Harithi
and their Significance on Provisions (interpersonal relations and family provisions 827- 882
Dr. Ahmad Mohammad Al Fagaih,
Associate Professor Waleed Abdul Mohsen Ahmed Al-Omari
Investigating Problems of Stress Placement on Compounds Words Encountered in
Dr. Abdullah ibn Zahir Al Thagafi
e-ISSN: 1658 – 7472 Communication by some Students at Al Baha University in Saudi Arabia (English) 883 - 900

PO Box: 1988
Ibrahim Abdalla Ahmed Abker
Tel: 00966 17 7274111/ 00966
17:7250341
Ext: 1314
Email: buj@bu.edu.sa
Website:
https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs
Published by Al Baha University

e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 32 December 2022

Email: buj@bu.edu.sa https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs

You might also like