You are on page 1of 48

‫يونيو ‪2022‬‬ ‫العدد‪ :‬الثالثون‬ ‫المجلد‪ :‬الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬

‫‪Email: buj@bu.edu.sa‬‬ ‫‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs‬‬


‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫يونيو ‪2022‬‬ ‫العدد‪30 :‬‬ ‫المجلد الثامن‬ ‫ردمك (النشر اإللكتروني)‪1658-7472 :‬‬ ‫جامعة الباحة‬
‫وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‬
‫المحتويات‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬
‫تصدر عن جامعة الباحة‬
‫مجلة دورية ـــــ علمية ـــــ محكمة‬
‫التعريف بالمجلة‪.............................................................................................‬‬
‫الرؤيــــة‪ :‬أن تكون مجلة علمية تتميز بنشر البحوث‬
‫هيئة التحرير جمللة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية ‪..................................................................‬‬ ‫العلمية التي تخدم أهداف التنمية الشاملة بالمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬وخدمة البحث العلمي األصيل وطنيا ً وعالميا ً‪،‬‬
‫وتسهم في تنمية القدرات البحثية ألعضاء هيئة التدريس‬
‫احملتوايت ‪..................................................................‬‬ ‫ومن في حكمهم داخل الجامعة وخارجها‪.‬‬

‫الرسالة‪ :‬تفعيل دور الجامعة في االرتقاء بمستوى األداء‬


‫‪1‬‬ ‫داللة ألفاظ اجلرح والتعديل املتجاذبة عند األئمة النقاد (طويل اللسان)‪( ،‬شيطان) – أمنوذجاً (دراسة حتليلية مقارنة)‬ ‫البحثي لمنسوبيها بما يخدم أهداف الجامعة ويحقق أهداف‬
‫التنمية المرجوة ويزيد من التفاعل البناء مع مؤسسات‬
‫عائشة بنت فهيد بن بادي الخمسان‬ ‫المجتمع المحلي واإلقليمي والعالمي‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي ‪.....................................................‬‬ ‫رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫عبدهللا بن محمد منصور آل الشيخ‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سعيد بن أحمد عيدان الزهراني‬

‫‪81‬‬ ‫مجعا ودراسةً‪......................................‬‬


‫والصرفية ً‬
‫ضب آلراء يونُس النّ ْحوية ّ‬ ‫ُّ‬
‫تعقبات املب ِّّـرد يف املقت َ‬ ‫نائب رئيس هيئة التحرير‪:‬‬

‫عبير محمد حـمد الحمامة‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد بن حسن زاهر الشهري‬

‫‪113‬‬ ‫األحكام الفقهية املتعلقة ابلسلم يف الزيتون وزيته وأهم تطبيقاته املعاصرة‪...................................‬‬ ‫مدير التحرير‪:‬‬

‫هاني بن البرك بن عبيد باصلعة‬ ‫د‪ .‬يحيى بن صالح حسن دحامي‬

‫‪154‬‬ ‫عالقة الغضب ابلتدفق النفسي لدى طلبة اجلامعة يف ضوء بعض املتغريات الدميوغرافية ‪....................‬‬
‫أعضاء هيئة التحرير‪:‬‬
‫عبد الوهاب بن مشرب انديجاني‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن محمد الحارثي‬
‫‪190‬‬ ‫فاعلية اسرتاتيجييت التساؤل الذايت واحملاكاة يف تنمية مهارات الكتابة اإلبداعية لدى طالب املرحلة الثانوية ‪...‬‬ ‫أستاذ (عضو هيئة تحرير)‬

‫صالح أحمد دخيخ‬ ‫د‪ .‬احمد بن محمد الفقيه‬


‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬
‫‪244‬‬ ‫اخلوف من الشفقة وعالقته ابأللكسيثيميا والتواصل االجتماعي لدى املراهقات من ذوات السمنة املفرطة‪...‬‬
‫د‪ .‬عبد هللا بن زاهر الثقفي‬
‫نادية محمد العمري وعائشة فهد عبدهللا بن يحياء‬ ‫أستاذ مشارك (عضو هيئة التحرير)‬

‫‪Problems with Omission and Addition in the Translation of Sophomore Students‬‬ ‫ردمك النشر اإللكتروني‪7472 :‬ـــــ ‪1658‬‬
‫‪283‬‬
‫ص ب‪1988 :‬‬
‫‪Mohammed Ali Elsiddig Ibrahim‬‬ ‫هاتف‪00966 17 7274111/ 00966 :‬‬
‫‪7250341 :17‬‬
‫تحويلة‪1314 :‬‬
‫البريد اإللكتروني‪buj@bu.edu.sa :‬‬
‫الموقع‪https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs :‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬ ‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫عنوان البحث‬

‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫د عبدهللا بن حممد منصور آل الشيخ‬

‫أستاذ مشارك‪ ،‬كلية العلوم واآلداب ابلنماص‪ ،‬جامعة بيشة‬

‫‪Received: 6/4/2022‬‬ ‫‪Accepted: 28/5/2022‬‬ ‫‪Published: Vol. 8, Issue 30‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫احلافظ ابن عدي إمام كبري يف النقد‪ ،‬وقد درست استعماالت ابن عدي ملصطلح الصدق وما شاهبه من عبارات‪ ،‬وهل‬
‫هو مصطلح خاص اببن عدي أو يتفق مع عموم عبارات اجلرح والتعديل اليت يطلقها مجهور نقاد احلديث‪ ،‬فقد مت دراسة‬
‫وقرن ذلك برأي اجلمهور فيهم‪ ،‬ومن مث حتديد اا‬
‫هذا املصطلح ابلنظر فيمن وصفهم ابن عدي أبهنم من أهل الصدق‪ْ ،‬‬
‫الراوي‪ ،‬وقد تبني بعد الدراسة أن معظم أاكام ابن عدي تتوافق مع رأي اجلمهور إال يف بعض الرجا ‪ ،‬وتبني أن هذا‬
‫املصطلح قد أطلقه ابن عدي على كثري من الثقات‪ ،‬وعلى من دوهنم‪ ،‬ويطلقه على من يُكتب اديثه‪ ،‬ويف النادر يطلقه‬
‫على ضعيف‪ ،‬لكنه مل يتعمد الكذب يف نظره‪ ،‬وتبني من خال الدراسة أن ابن عدي الخيص هبذا املصطلح من هو اسن‬
‫تعمد الكذب‪،‬‬‫احلديث كما هو استعماهلا عند اجلمهور‪ ،‬ولكنه وصف إضايف؛ يريد به العدالة وأاياانً الصدق وعدم ّ‬
‫حث مبزيد من‬
‫واليريد به خصوص خفة الضبط‪ ،‬كما تبني أن ابن عدي من املعتدلني يف أاكامه يف النقد‪ ،‬ويوصي الب ُ‬
‫الدراسات يف مصطلحات العلماء يف كتبهم السيما املصطلحات أو األلفاظ املشكلة‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الصدق‪ ،‬مصطلح ابن عدي‪ ،‬اسن احلديث‪ ،‬العدالة وعدم الكذب‬

‫‪37‬‬
2022 ‫) يونيو‬30( ‫ العدد‬،‫ المجلد الثامن‬،‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‬

Title of paper

Uses of the Term "Honesty/Truthfulness" from the Perspective of Al-Hafiz


Ibn Udai

Dr. Abdullah ibn Mohammed Mansour - Associate Professor

University of Bisha

Abstract:

Al-Hafiz Ibn Udai is a prominent imam who is versed in criticism to the effect that the researcher
has scrutinized Ibn Udai’s uses of the term honesty/truthfulness and phrases of an analogous nature to
determine if it is a term peculiar to Ibn Udai or consistent with the general expressions of vouching
and discrediting (impeachment and amendment) which are touted by hadith critics. Specifically, this
term has been studied by contemplating those described by Ibn Udai as true to the comparison he
drew from the standpoint of the public about them and then determining the connotations presumed
to be conveyed by the narrator. In the same context, the study highlighted that most of Ibn Udai's
conclusions are consistent with public opinion except for some other viewpoints to the inference that
Ibn Udai termed this term on a lot of trustees and non-trusties, and he named it on the one whose
hadith is written, and in rare cases, he touted it as weak, but he did not intend to lie in his viewpoint,
and it was inferred through this study that Ibn Udai did not single out by this term someone who had
good-mannered hadith as was traditionally used by the scholars, but it is an additional description,
that is, he intended justice and sometimes honesty, and he did not want it especially lax constraints.
Significantly enough, Ibn Uday was one of the moderates in his judgments on criticism, and more
studies are recommended on the terminology of scholars in their books, particularly the problematic
terms or expressions.

Keywords: Truthfulness, Ibn Udai's term, good hadith, justice and not lying.

38
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فال خيفى على جليل علم طلبة العلم أمهية البحث يف رجا احلديث وعلله ومراتب الرواة؛ ملا له من أثر كبري يف‬
‫احلكم على أسانيد احلديث بعد مجع طرقه‪ .‬واحلكم على احلديث هو انتج هنائي سبقه فروع‪ ،‬منها‪ :‬إعطاء املرتبة‬
‫الصحيحة للراوي من ايث اجلرح والتعديل‪ ،‬ومن ايث ندرة أخطائه أو كثرهتا‪ ،‬وهل هو ممن يتحمل تفرده؟ أو‬
‫تغري! إىل غري ذلك من‬
‫ليس كذلك؟ وهل له مناكري لو كان ثقة؟ لتجتنب يف روايته عن أانس! أو روايته بعد أن ّ‬
‫تفاصيل‪ ،‬كما أن النقاد من علماء اجلرح والتعديل قد يتفقون يف مصطلحات اجلرح والتعديل يف األغلب‪ ،‬وقد‬
‫خيتلفون يف استعماهلم لبعض العبارات واملصطلحات‪ ،‬فال بد أن يراعي البااث هذا اجلانب! ومن هؤالء األئمة‬
‫احلافظ ابن عدي‪ ،‬وهذا يربز لنا أمهية هذا البحث(‪ ،)1‬ومن هذا املنطلق مت اختيار هذا البحث بعنوان‪ :‬استعماالت‬
‫مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪ :‬ابن عدي من النقاد الكبار يف هذا الباب‪ ،‬والذين يعتمدون على سرب اديث الراوي مع النظر‬
‫فيما قاله من سبقه من كبار النقاد‪ ،‬ولعباراته أمهية كربى كما تقدم؛ خاصة ما يتطلب النظر‪ ،‬ومن ذلك عبارته "فالن‬
‫عىن‬
‫من أهل الصدق" وماشاهبها من عبارات تشري إىل الصدق‪ ،‬وهل يريد هبا املعىن العام عند اجلمهور؟ أو يعين هبا م ً‬
‫معيناً؟! أو مصطلحاً خاصاً‪.‬‬

‫حدود البحث‪ :‬يرتكز البحث على دراسة الرجا الذين وصفهم ابن عدي "أبهنم من أهل الصدق"‪ ،‬أو ماشاهبها‬
‫أتعرض لدراسة أااديث ومناكري الراوي؛ ألن هذا يعترب حبثاً‬
‫من عبارات‪ ،‬يف كتابه الكامل‪ ،‬إليضاح مراده منها‪ ،‬وال ّ‬
‫آخر‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫‪-1‬يتناو دراسة عبارٍة تستعمل عادة فيمن هو اسن احلديث‪ ،‬استعملها ابن عدي على أوجه خمتلفة تقتضي‬
‫دراستها‪ ،‬والتوصل إىل مراد ابن عدي مقارنة بقو اجلمهور‪.‬‬

‫‪-2‬العالمة املعلّمي وهو املتصدر يف علم الرجا يف عصره قا عند قو ابن عدي عن أمحد بن عبيد "من أهل‬
‫الصدق عندي"‪:‬يعين أنه اليتعمد الكذب(‪ ،)2‬وقد أتثر بكالمه البااثون‪ ،‬فهل ينسحب هذا على كل الرجا‬
‫الذين ُوصفوا بذلك أم فيه تفصيل؟ سيتبني ذلك من خال البحث‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫الدراسات السابقة‪ :‬من خال املواقع البحثية واملكتبات وقفت على دراسة علمية عديدة يف ابن عدي ومنهجه يف‬
‫الكامل‪ ،‬من أوهلا رسالة دكتوراه بعنوان (ابن عدي ومنهجه يف كتاب الكامل يف ضعفاء الرجا ) للدكتور زهري عثمان‬
‫علي نور‪ ،‬وبقية األحباث هي أحباث صغرية يف ألفاظ ومصطلحات اجلرح والتعديل اليت أوردها ابن عدي وبعض‬
‫املقارانت بينه وبني غريه من النقاد‪ ،‬واو الرجا الذين أوردهم يف كتابه الكامل‪ ،‬وبعد التحقق واالطالع على هذه‬
‫األحباث‪ ،‬مل أجد من تناو املصطلح الذي تناولته بدراسة إاصائية حتليلية‪ ،‬ومن هذه األحباث حبسب موقع دار‬
‫املنظومة والبااث العلمي يف قوقل العناوين التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬مصطلح املنكر عند ابن عدي يف كتابه الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.‬‬
‫‪ .2‬مصطلح "أرجو أنه ال أبس به" عند اإلمام ابن عدي‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية‪.‬‬
‫‪ .3‬الرواة الذين انتقدهم ابن عدي يف الكامل ومروايهتم يف الصحيحني‪.‬‬
‫‪ .4‬قو ابن عدي "أااديثه حيمل بعضها بعضا" وداللته يف كتابه "الكامل يف الضعفاء"‪ :‬مجع ودراسة‪.‬‬
‫‪ .5‬الرواة الذين تكلم عنهم اإلمام ابن عدي ضمن تراجم غريهم يف كتاب الكامل يف الضعفاء‪.‬‬
‫‪ .6‬من قا فيه ابن عدي "صدوق ال أبس به" يف كتابه الكامل‪ :‬دراسة نقدية‪.‬‬
‫‪ .7‬منهج ابن عدي يف سرب أااديث الرواة من خال كتابه الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.‬‬
‫‪ .8‬الرواة الذين نص االمام ابن عدي على اجتهاده فيهم يف كتابه " الكامل يف ضعفاء الرجا "‪.‬‬

‫منهج البحث‪ :‬االستقصائي‪ ،‬مث املقارن التحليلي‪ .‬وذلك بدراسة الرجا الذين وصفهم ابن عدي "أبهنم من أهل‬
‫الصدق"‪ ،‬أو ماشاهبها من عبارات‪ ،‬وذلك بعمل دراسة مقارنة بني ما قاله يف الرجل وما قاله عموم النقاد‪ ،‬ومدى‬
‫االتفاق واالختالف بينه وبينهم‪ ،‬ومن مث النظر يف اا الرجل الذي قيلت فيه العبارة؛ لنتبني مراد ابن عدي من هذا‬
‫الوصف‪.‬‬

‫إجراءات الدراسة والتوثيق‪:‬‬

‫‪ .1‬استقصيت ابتداء مجيع من قا فيهم ابن عدي "من أهل الصدق" فبلغوا أربعة وعشرين راوايً‪.‬‬
‫‪ .2‬أفردت قو ابن عدي يف كل را ٍو‪ ،‬مث مجعت أقوا عامة النقاد فيه من مشاهري كتب اجلرح والتعديل(‪،)3‬‬
‫وااولت تلخيص ما ينصب على التعريف حبا الراوي؛ منعاً لإلطالة‪ ،‬مث عمدت إىل الدراسة والتحليل‬
‫للتوصل إىل األرجح يف معرفة مرتبة الراوي سواء يوافق ذلك ما توصل إليه ابن عدي أو خيالفه‪ ،‬واستأنست‬
‫خبامتة النقاد يف عصريهما احلافظ الذهيب واحلافظ ابن اجر يف رأيهما يف الرجا يف بعض املواضع‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫‪ .3‬اعتمدت يف الكالم على الرجا واملقارنة بني األقوا على قواعد اجلرح والتعديل املتناثرة يف كالم وتطبيقات‬
‫األئمة‪ ،‬مث املمارسة العملية هلذا اجلانب‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا كان الشخص متفقاً على ضعفه أو ثقته فاختصر وأمجل كالم اجلمهور منعاً لإلطالة بال طائل‪ ،‬وإذا‬
‫فأفصل‪ ،‬وأجتهد يف ذكر كل مايلزم ذكره مما يؤثر يف احلكم عليه‪.‬‬
‫كان خمتلفاً فيه ّ‬
‫‪ .5‬أقدم بعبارة "أقوا النقاد فيه" يف الغالب‪ ،‬السيما إذا كانت الرتمجة قصرية‪ ،‬أو يغلب على الراوي الضعف‪،‬‬
‫وأاياانً أعرب (أبقوا املع ّدلني واجملراني) إذا اقتضي احلا ‪.‬‬
‫اجملراني‪ ،‬والتعبري ابلتعديل والتجريح‬
‫‪ .6‬أبدأ يف ذكر أقوا املع ّدلني وأبدأ يف قو من وثقه مث من دوهنم‪ ،‬مث ّ‬
‫أبلغ من التعبري ابلتوثيق والتضعيف؛ ألنه أمشل وأعم‪.‬‬
‫‪ .7‬أدرس بعد االنتهاء من البحث مجيع من قا فيهم ابن عدي‪" :‬هو عندي من أهل الصدق" وماشاهبها من‬
‫أبني يف نتائج الدراسة يف آخر البحث أاوا هؤالء إبجياز سواء من الثقات أو من غريهم‪،‬‬
‫عبارات‪ ،‬مث ّ‬
‫وهل كل من قا فيه ذلك يقصد به أنه مل يتعمد الكذب؟!‬
‫‪ .8‬خمطط البحث‪ :‬ويشمل املقدمة مث التمهيد مث الدراسة التطبيقية‪:‬‬
‫‪ .9‬تتضمن املقدمة مشكلة البحث وأسباب اختياره‪ ،‬وادود البحث وأمهيته وأهدافه‪ ،‬والدراسات السابقة‬
‫ومنهج الدراسة‪ ،‬وخمطط البحث‪:‬‬
‫‪ .10‬مث التمهيد وهو يتضمن مطلبني‪ ،‬املطلب األو ‪ :‬مكانة ابن عدي وأمهية كالمه يف الرجا ‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬لفظة "من أهل الصدق" واستعماالهتا لدى ابن عدي ولدى مجهور النقاد‪.‬‬
‫‪ .11‬مث الدراسة التطبيقية وتشمل الرواة الذين قا فيهم ابن عدي‪" :‬من أهل الصدق" أو ماشاهبها من‬
‫عبارات‪.‬‬
‫‪ .12‬مث فهارس أهم املصادر واخلامتة والتوصيات‪.‬‬

‫التمهيد‬

‫املطلب األول‪ :‬مكانة ابن عدي وأمهية كالمه يف الرجال‪:‬‬

‫هو اإلمام احلافظ الناقد أبو أمحد‪ ,‬عبد هللا بن عدي اجلرجاين‪ ،‬قا محزة بن يوسف السهمي‪ :‬سألت الدارقطين أن‬
‫يصنف كتاابً يف الضعفاء‪ ،‬فقا ‪ :‬أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قا ‪ :‬فيه كفاية‪ ،‬ال يزاد عليه(‪.)4‬‬

‫‪41‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫وقا محزة السهمي‪ :‬كان ابن عدي اافظاً متقناً‪ ،‬مل يكن يف زمانه أاد مثله(‪ ،)5‬وقا أبو يعلى اخلليلي‪ :‬كان أبو‬
‫أمحد عدمي النظري افظا وجاللة(‪.)6‬‬

‫وقا اخلليلي‪ :‬ومسعت أمحد بن أيب مسلم احلافظ يقو ‪ :‬مل أر أاداً مثل أيب أمحد بن عدي فكيف فوقه يف احلفظ؟!‬
‫وكان أمحد هذا لقي الطرباين وأاب أمحد احلاكم‪ ،‬وقا يل‪ :‬كان افظ هؤالء تكلفاً‪ ،‬وافظ ابن عدي طبعاً(‪.)7‬‬

‫وقد زاد (معجمه) على ألف شيخ‪ .‬قا الذهيب‪ :‬وهو منصف يف الرجا حبسب اجتهاده‪ ،‬وقا أيضاً‪ :‬ابن عدي‬
‫إمام كبري يف اجلرح والتعديل وهو من املعتدلني(‪ ،)8‬تويف َسنَة مخس وستني وثالامائة(‪.)9‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬لفظة "من أهل الصدق" واستعماالهتا لدى ابن عدي ولدى مجهور النقاد‪:‬‬

‫استخدم ابن عدي مصطلح "أهل الصدق" واستعمله على صور متعددة يف الرجا الذين وصفهم هبذا الوصف‪،‬‬
‫كما هو يف هذا البحث‪ ،‬وهي كالتايل‪ :‬فأغلب العبارات كانت عبارة "عندي من أهل الصدق" وقد وردت ست‬
‫مرات‪ ،‬مث ما قارهبا مثل‪" :‬وهو يف مجلة أهل الصدق" وردت مرة واادة‪" ،‬يف مجلة أهل الصدق‪ ،‬إال أنه يهم ويغلط"‬
‫وردت مرة واادة‪" ،‬وهو من أهل الصدق يف الرواايت" ذكرت مرة واادة‪" ،‬وهو عندي يف مجلة من ينسب إىل‬
‫الصدق" ذكرت مرة واادة‪" ،‬وهو من أهل الصدق واحلفظ" ذكرت أربع مرات‪" ،‬بصورة أهل الصدق عند الناس"‬
‫وقد وردت مرة واادة‪" ،‬وأما يف ابب الصدق فأرجو أنه ال أبس به" مرة واادة وردت‪" ،‬وأما الصدق‪ ،‬فهو صدوق‬
‫أرجو أنه من أهل الصدق" وردت مرتني‪" ،‬إىل الصدق أقرب" ذكرت مرة واادة‪،‬‬
‫يف الرواية" ذكرت مرة واادة‪" ،‬و ُ‬
‫"وهو عندي إىل الصدق أقرب منه إىل الضعف" ذكرت ثالث مرات‪" ،‬وهو يف حمل الصدق" ذكرت مرتني‪" ،‬ومل أر‬
‫يف اديثه اديثاً منكراً ال يشبه اديث أهل الصدق"مرة واادة‪" ،‬والغالب على اديثه االستقامة والغالب عليه‬
‫الصدق" ذكرت مرة واادة‪.‬‬

‫وإذا أتملنا يف كالم أئمة النقد يف عبارة (أهل الصدق أو مايقارهبا)‪ ،‬فنجد أن ابن أيب اامت وهو من أو من تكلم‬
‫على مراتب اجلرح والتعديل‪ ،‬واعترب من ألفاظ املرتبة الثانية من مراتب التعديل (صدوق وحمله الصدق‪ ،‬والأبس به)‬
‫وقا ‪ :‬هو ممن يكتب اديثه وينظر فيه"(‪ ،)10‬قا ابن الصالح عقب نقله لكالم ابن أيب اامت‪" :‬هذا كما قا ؛ ألن‬
‫هذه العبارات ال تشعر بشريطة الضبط‪ ،‬فينظر يف اديثه وخيترب اىت يعرف ضبطه"(‪.)11‬‬

‫فنجد هنا أن أقرب األلفاظ للفظة "أهل الصدق" لفظة "صدوق"‪ ،‬وهي تستعمل عادة يف اسن احلديث‪ ،‬ويزيد‬
‫األمر أتكيداً قو ابن أيب اامت‪" :‬ادثين أيب ان عبد الرمحن بن عمر األصبهاين قا ‪ :‬مسعت عبد الرمحن بن مهدي‬

‫‪42‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫وقيل له أبو خلده ثقة؟ فقا ‪ :‬كان صدوقاً وكان مأموانً‪ ،‬الثقة سفيان وشعبة!! قا أبو حممد[أي ابن أيب اامت]‪:‬‬
‫فقد أخرب أن الناقِلة لآلاثر واملقبولني على مناز ‪ ،‬وأن أهل املنزلة األعلى الثقات! وأن أهل املنزلة الثانية أهل الصدق‬
‫(‪)12‬‬
‫واألمانة" ‪ ،‬وإذا أتملنا يف تصرف ابن عدي فإان جند أنه قد أطلق هذه العبارة مضافة إىل غريها وأطلقها أاياانً‬
‫جمردة على بعض الرواة‪ ،‬واألكثر غرابة أنه أطلقها جمردة على ثقات متقنني‪ ،‬وأاياانً يطلقها على بعض الثقات ضمن‬
‫ألفاظ أخرى من ألفاظ التعديل‪ ،‬ولكن بعد الدراسة تبني يف النتائج أن استعما ابن عدي هلا كان خمتلفاً عن غريه‬
‫من النقاد وفيه تنوع ومرونة وتوسع‪ ،‬فقد أظهرت نتائج الدراسة أن إطالقه هلذه اللفظة يف الغالب هو عبارة عن‬
‫وصف إضايف مع بقية كلمات التعديل اليت يطلقها ابن عدي يف الراوي الوااد!! ويقصد هبا الصدق والعدالة‪،‬‬
‫وحيتمل أن يقصد هبا يف النادر عدم تعمد الكذب‪ ،‬وليس مقصوده عدم تعمد الكذب دائماً كما قد يفهمه بعض‬
‫البااثني! كما أنه قد يطلقها غري مصاابة لغريها لبعض الثقات بل والثقات املتقنني‪ ،‬وهذا جيعلنا النتمكن من‬
‫اعتبار هذا الوصف منضبطاً‪ ،‬ومصطلحاً مستقراً عند ابن عدي كما هو املتعارف عليه عند اجلمهور‪ .‬وسيأيت تفصيل‬
‫ذلك يف النتائج آخر البحث‪.‬‬

‫الدراسة التطبيقية وتشمل الرواة الذين قال فيهم ابن عدي‪" :‬من أهل الصدق"‬

‫أو ماشاهبها من عبارات‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمحد بن املقدام‪ ،‬أَبو األشعث العجلي‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وأمحد بن املقدام أَبو األشعث هو من أهل الصدق‪ ،‬ادث عنه أئمة الناس‪ ،‬ومسعت أاب َع ُروبة يثين‬
‫عليه ويفتخر ايث لقيه‪ ،‬وكتب عنه إسناده‪ ،‬فإنه كان عنده إسناد كحماد بن زيد ونظرائه‪ ،‬ورأيت غريه من الشيوخ‬
‫ص ِّدرون به‪ ،‬وما قا فيه أَبوداود السجستاين ال يؤثر فيه؛ ألنه من أهل الصدق"(‪.)13‬‬
‫يُ َ‬

‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫قا صاحل جزرة‪ :‬ثقة‪ ،‬ووث ّقه مسلمة بن قاسم‪ ،‬وابن عبد الرب‪ ،‬وأبو طاهر املدين‪ ،‬وقا النسائي‪ :‬ليس به أبس‪ .‬وقا‬
‫أبو اامت‪ :‬صاحل احلديث حمله الصدق‪ ،‬وقا ابن خزمية‪ :‬كان كيساً صااب اديث‪ .‬وذكره ابن ابان يف (الثقات)‬
‫وقا الذهيب‪ :‬الثقة(‪ ،)14‬وقا ابن اجر‪" :‬صدوق‪ ,‬صااب اديث‪ ،‬طعن أبو داود يف مروءته"(‪.)15‬‬

‫اجملرحني‪:‬‬
‫أقوال ّ‬

‫‪43‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫يصرون‬
‫قا أبوداود‪ :‬أان ال أادث عن أيب األشعث‪ ،‬قلت‪ :‬مل ؟ قا ‪ :‬ألنه كان يعلم اجملان اجملون‪ ،‬كان جمان ابلبصرة ّ‬
‫صرر الدراهم يطراونه على الطريق‪ ،‬وجيلسون اناية‪ ،‬فإذا مر ‪ -‬يعين رجالً ‪ -‬بصرة أراد أن أيخذها صااوا‪ :‬ضعها‪،‬‬
‫ليخجل الرجل‪ ،‬فعلّم أبواألشعث املارة ابلبصرة هيئوا صرر زجاج كصررهم‪ ،‬فإذا مررمت بصررهم فأردمت أخذها فصااوا‬
‫بكم فاطراوا صرر الزجاج الذي معكم‪ ،‬وخذوا صرر الدراهم ففعلوا‪ ،‬فأان ال أا ّدث عنه(‪.)16‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬ذهب اجلمهور إىل توثيقه وما قاله أبو داود اادثة عني! تتعلق جبانب من الدعابة يف شخصيته‪،‬‬
‫فسره أبو داود فإان مل جند أاداً من املتقدمني اعتربها خملة بعدالة الرجل! ولذلك قا‬
‫واىت لو صحت احلادثة مبا ّ‬
‫ابن عدي‪" :‬وما قا فيه أَبو داود السجستاين ال يؤثر فيه؛ ألنه من أهل الصدق"(‪.)17‬‬

‫اخلالصة‪ :‬ثقة‪ ،‬ومن أوساط الثقات‪ ،‬ولذلك ّ‬


‫عرب ابن اجر يف التقريب عنه أبنه "صدوق"‪ ،‬وبذلك وافق ابن‬
‫عدي اجلمهور يف توثيقه‪.‬‬

‫(‪ )2‬أمحد بن عُبيد بن انصح‪ ،‬يُعرف أبيب عصيدة‪:‬‬

‫قا ابن عدي [بعد أن ساق عدداً من مناكريه وتفرداته](‪" :)18‬وأَبو عصيدة عندي مع هذا كله من أهل‬
‫الصدق"(‪.)19‬‬

‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫قا احلاكم أبو أمحد‪ :‬ال يتابع يف جل اديثه‪ ،‬وقا احلاكم أبو عبد هللا هو إمام يف النحو‪ ،‬وقد سكت مشاخينا عن‬
‫الرواية عنه‪ ،‬وقا ابن ابان‪ :‬رمبا خالف‪ ،‬وقا الذهيب‪ :‬يف اديثه مناكري‪ ،‬وقا ابن اجر يف التقريب‪ :‬قيل‪ :‬إن أاب‬
‫داود اكى عنه‪ .‬وهو ّلني احلديث(‪.)20‬‬
‫الدراسة والتحليل‪ :‬نالاظ أن ابن ابان أدخله يف الثقات‪ ،‬وقا ‪ :‬رمبا خالف‪ ،‬وذكر احلاكم صااب املستدرك‬
‫سكوت مشاخيه عن الرواية عنه‪ ،‬وهو يد على ضعفه‪ ،‬وأما أبو أمحد احلاكم وهو متقدم ذكر أنه ال يتابع يف ُجل‬
‫اديثه أي أنه ينفرد مبعظم ما يروي‪ ،‬ويروي مناكري‪ ،‬وأورد ابن عدي أشهر أااديثه اليت أنكرت عليه وتفرد هبا‪ ،‬وكذا‬
‫اخلطيب البغدادي أورد عدداً من أااديثه املناكري اليت خالف فيه األافظ(‪ ،)21‬وخلص ابن اجر من كالم اجلمهور‬
‫أنه لني احلديث‪.‬‬
‫اخلالصة‪ :‬الرجل فيه ضعف يف الضبط‪ ،‬ولديه خطأ أوقعه يف التفرد مبناكري خالف فيها األافظ‪ ،‬وما ذهب له ابن‬
‫عدي من أن له مناكري متعددة‪ ،‬إال أنه اعتربه من أهل الصدق‪ ،‬ال خيالف ما ذهب له األغلب‪ ،‬فهو عد من أهل‬
‫تحمل تفرده‪.‬‬
‫الصدق وال يتعمد الكذب‪ ،‬لكنه ممن تعدد منه اخلطأ والنكارة‪ ،‬وال يُ ّ‬

‫‪44‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫(‪ )3‬أمحد بن الفرات‪ ،‬أَبو مسعود الرازي‪:‬‬


‫عت ابن خراش حيلف ابهلل‪ :‬أن أاب مسعود أمحد بن‬
‫قا ابن عدي‪" :‬مسعت أمحد بن ُحممد بن سعيد يقو ‪َ :‬مس ُ‬
‫الفرات يكذب متعمداً‪ ،‬وهذا الذي قاله ابن خراش أليب مسعود هو حتامل‪ ،‬وال أعرف أليب مسعود رواية منكرة‪،‬‬
‫وهو ِمن أهل الصدق واحلفظ"‪.‬‬
‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫اتفق مجهور النقاد واحلفاظ على توثيقه‪ ،‬ويطو الكالم يف الثناء عليه من ذلك‪ :‬جاء عن أمحد أنه قا ‪ :‬ما حتت‬
‫أدمي السماء أافظ ألخبار رسو هللا صلى هللا عليه وآله وسلم من أيب مسعود‪ ،‬وذكر عند أمحد فقا ‪ :‬اكتبوا عنه‬
‫فإنه صدوق اللهجة‪ .‬وقا أبوعروبة‪ :‬أبو مسعود يف عداد أيب بكر بن أيب شيبة يف احلفظ‪ ،‬وأمحد بن سليمان الرهاوي‬
‫يف التثبت‪ ،‬وقا أبو بكر بن أيب شيبة أنه قا ‪ :‬أافظ من رأيت يف الدنيا ثالثة‪ :‬أبو مسعود‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وابن وارة‪،‬‬
‫وادث عنه شيخه عبد الرزاق‪ ،‬وقا ابن معني‪ :‬ما رأيت أسود الرأس أافظ منه‪ ،‬وقا اخلليلي‪ :‬ثقة ذو تصانيف‪،‬‬
‫وقا احلاكم‪ :‬ثقة(‪.)22‬‬

‫اقوال اجملرحني‪ :‬وروى ابن عقدة عن ابن خراش أنه ك ّذب ابن الفرات‪ .‬وقا أبو عبد هللا بن منده يف اترخيه‪ :‬أخطأ‬
‫أبو مسعود يف أااديث‪ ،‬ومل يرجع عنها(‪.)23‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬رأينا اتفاق اجلمهور على جاللة الرجل وافظه وإتقانه وثقته‪ ،‬وهو من احلفاظ الكبار وكان‬
‫يعجب أمحد لشدة افظه‪ ،‬وابن خراش متعنّت ومتحامل على كثري من الثقات‪ ،‬ولذلك مل يقبل ابن عدي كالمه‬
‫بل قا الذهيب‪" :‬ذكره ابن عدي فأساء‪ ،‬فإنه ما أبدى شيئاً غري أن ابن عقدة روى عن ابن خراش‪ ،‬وفيهما رفض‬
‫وبدعة!! قا ‪ :‬إن ابن الفرات يكذب عمداً‪ ،‬وقا ابن عدي ‪:‬ال أعرف له رواية منكرة‪ ،‬قلت[الذهيب]‪:‬فبطل قو‬
‫ابن خراش"(‪.)24‬‬

‫ِ‬
‫ونُقل عن الذهيب أيضاً أنه قا ‪" :‬فآذى ابن خراش نفسه بذلك" ‪ .‬وقا الذهيب أيضاً‪َ " :‬من الَّذي َ‬
‫(‪)25‬‬
‫يص ّد ُق ابْ َن‬
‫افضي ِيف قَوله؟!"(‪.)26‬‬ ‫ِخر ٍ‬
‫اش َذ َاك الر َّ‬
‫وأما ما قاله ابن منده فهذه دعوى حتتاج لدليل وبينة‪ ،‬ومل أجد من وافقه من السابقني وابن منده متأخر قليالً!‬
‫وليس هو يف ميزان من تقدمه من النقاد الذين أثنوا على ابن الفرات‪ ،‬وأجاد احلافظ ابن اجر ايث قا عن ابن‬
‫الفرات‪" :‬ثقة حافظ‪ ،‬تكلم فيه بال مستند"(‪.)27‬‬

‫‪45‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫اخلالصة‪ :‬احلا كما قا ابن عدي‪" :‬وال أعرف أليب مسعود رواية منكرة‪ ،‬وهو ِمن أهل الصدق واحلفظ"‪ .‬فابن‬
‫عدي بناء على سربه حلديث الرجل مل يقف على رواية منكرة له‪ ،‬ويف هذا رد على ابن خراش املتحامل‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمحد بن األزهر‪ ،‬أَبو األزهر النيسابوري‪:‬‬
‫قا ابن عدي‪" :‬وأَبو األزهر هذا بصورة أهل الصدق عند الناس‪ ،‬وقد روى عنه الثقات من الناس‪ ،‬وأ ََّما هذا‬
‫فعبدالرزَّاق من أهل الصدق‪ ،‬وهو ينسب إىل التشيع‪ ،‬فلعله ُشبّه عليه؛ ألنه شيعي"(‪.)28‬‬
‫احلديث عن َعبدالرزاق‪َ ،‬‬
‫أقوال النقاد‪:‬‬

‫وثقه اجلمهور‪ :‬قا ابن شاهني يف األفراد له‪ :‬ثقة نبيل‪ ،‬وقا عنه حممد بن حيىي‪ :‬من أهل الصدق واألمانة‪ ،‬نرى‬
‫أن يكتب عنه‪ ،‬وقا مكي بن عبدان‪ :‬سألت مسلم بن احلجاج عن أيب األزهر فقا ‪ :‬اكتب عنه‪ ،‬قا احلاكم‪ :‬هذا‬
‫رسم مسلم يف الثقات‪ ،‬وقا صاحل جزرة وأبواامت‪ :‬صدوق‪ ،‬وقا النسائي والدارقطين‪ :‬ال أبس به‪ ،‬وقا أمحد بن‬
‫سيار‪ :‬اسن احلديث‪ ،‬وقا الدارقطين‪ :‬قد أخرج يف الصحيح عن من هو دونه‪ ،‬وشر منه‪ .‬وقا احلاكم أبو أمحد‪:‬‬
‫ما ا ّدث من أصل كتابه فهو أصح‪ .‬قا ‪ :‬وكان قد كرب فرمبا يل ّقن‪ ،‬وذكره ابن ابان يف الثقات وقا ‪ :‬خيطئ‪ .‬وكان‬
‫ابن خزمية إذا ا ّدث عنه قا ‪ :‬ادثنا أبو األزهر من أصل كتابه(‪.)29‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫نلحظ توثيق الجمهور وثناؤهم عليه‪ ،‬وتفريق بعضهم بين ما رواه من أصل كتابه وما رواه من حفظه‪ ،‬كما‬
‫أوضح الحاكم أبو أحمد جانبا ً مهما ً وهو أنه كرب فأصبح يتلقن!! وهذا الذي جعل ابن ابان يصفه أبنه خيطئ وهللا‬
‫أعلم‪ ،‬والرجل مكثر واليستغرب منه بعض اخلطأ السيما يف آخر عمره‪ ،‬وقد قا ابن الشرقي‪ :‬وأَبو األزهر هذا كتب‬
‫(‪)30‬‬
‫احلديث فأكثر‪ ،‬ومن أكثر ال بد من أن يقع يف اديثه الوااد واالثنان والعشرة مما يُن َكر‪.‬‬

‫وأشهر ما أنكر عليه اديثه يف فضل علي رضي هللا عنه وسيادته(‪ ،)31‬قال أحمد بن يحيى بن زهير التستري‪ :‬لما‬
‫حدث أبو األزهر به فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى بن معين‪ :‬من هذا الكذاب النيسابوري‬
‫فتبسم حيىي فقا ‪ :‬أما إنك لست‬
‫الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟! فقام أبو األزهر فقال‪ :‬هو ذا أنا!! ّ‬
‫بكذاب‪ ،‬وتعجب من سالمته! وقا ‪ :‬الذنب لغريك يف هذا احلديث(‪.)32‬‬

‫وهنا صرح ابن معني أن احلمل فيه ليس على أيب األزهر إمنا عن من روى عنه فقد رواه عن عبدالرزاق‪ ،‬وهو رواه عن‬
‫معمر!! قا أبو اامد ابن الشرقي‪" :‬هو اديث ابطل‪ ،‬والسبب فيه أن معمراً كان له ابن أخ رافضي‪ ،‬وكان معمر‬
‫ميكنه من كتبه فأدخل عليه هذا احلديث"(‪.)33‬‬

‫‪46‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫قا اخلطيب البغدادي‪" :‬وقد رواه حممد بن محدون النيسابوري عن حممد بن علي النجاري الصنعاين عن عبدالرزاق‪،‬‬
‫فربئ أبو األزهر من عهدته"(‪.)34‬‬

‫وقد جلى احلافظ الذهيب األمر أكثر فقا ‪" :‬ولتشيع عبد الرزاق سر ابحلديث‪ ،‬وكتبه‪ ،‬وما راجع معمراً فيه‪ ،‬ولكنه‬
‫خرجه يف تصانيفه‪ ،‬وادث به وهو خائف يرتقب!!"(‪.)35‬‬
‫ما جسر أن حي ّدث به ملثل أمحد وابن معني وعلي‪ ،‬بل وال ّ‬
‫الرزاق من أهل الصدق‪ ،‬وهو‬
‫فعبد َّ‬
‫الرزاق‪َ ،‬‬
‫وهو يتوافق مع كالم ابن عدي املتقدم " وأ ََّما هذا احلديث عن َعبد َّ‬
‫ينسب إىل التشيع‪ ،‬فلعله شبه عليه ألنه شيعي"‪.‬‬

‫وقد أجاد احلافظ ابن اجر يف حترير الرأي فيه فقا "صدوق‪ ،‬كان حيفظ ‪ ,‬مث كرب فصار كتابه أثبت من افظه"(‪.)36‬‬

‫اخلالصة‪ :‬اجلمهور متفقون على جاللته وثقته‪ ،‬وهو مكثر من احلديث‪ ،‬وله ما ينكر‪ ،‬السيما عندما كرب وأصبح‬
‫يتلقن‪ ،‬وكتابه أثبت من افظه‪ ،‬واحلديث املنكر يف التشيع احلمل فيه على غريه‪ ،‬ويظهر يل هنا أن ابن عدي‬
‫تقاصرت عبارته يف الرجل! وتردد يف وصفه أبعلى من هذا الوصف الذي يليق مبكانته‪ ،‬وقد أطلق على من هو دونه‬
‫أرفع من عبارته هنا‪.‬‬

‫(‪ )5‬إبراهيم بن العالء‪ ،‬أَبو هارون الغنوي‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وأَبو هارون الغنوي هذا ما أقل ما له من الرواايت‪ ،‬وهو ممن يُكتب اديثه‪ ،‬وهو متماسك‪ ،‬ادث‬
‫عنه ُشعبَة‪ ،‬وهو إىل الصدق أقرب"(‪.)37‬‬

‫أقوال املع ّدلني‪ :‬قا ابن معني‪ :‬شيخ من شيوخ البصرة ثقة‪ ،‬وكذا وث ّقه أبو زرعة وأبو داود والعجلي والنسائي‪،‬‬
‫والفالس وحممد بن سعد وابن املديين ويعقوب بن سفيان‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬ال أبس به‪ ،‬وذكره ابن ابان يف الثقات‪،‬‬
‫وقا ابن عبدالرب‪ :‬أمجعوا على أنه ثقة كذا قا (‪.)38‬‬

‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫وقد ذكره الساجي يف الضعفاء فقا ‪ :‬مسعت حممد بن املثىن يقو ‪ :‬ما مسعت حيىي ‪ -‬يعين القطان‪ -‬وال عبد الرمحن‬
‫‪ -‬يعين ابن مهدي ‪ -‬حيداثن عنه شيئاً‪ ،‬ونسب ابن اجلوزي تضعيف شعبة له واليصح(‪.)39‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫اتفق اجلمهور على توثيقه‪ ،‬وكون القطان وابن مهدي مل حيداث عنه‪ ،‬فالقطان معروف بتشدده وااتياطه واليلزم من‬
‫عدم روايتهما عنه الضعف(‪ ،)40‬ومن عاصره ومن بعده هم أعلم حباله وروايته‪ ،‬ولذا قا ابن اجر‪" :‬ثقة… له يف‬
‫البخاري موضع وااد يف اجلنائز"(‪ ،)41‬وذكر ابن عدي أن شعبة روى عنه‪ ،‬وشعبة اليروي إال عن ثقة يف الغالب‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬هو ثقة ويتفق ذلك مع وصف ابن عدي له‪.‬‬

‫(‪ )6‬إبراهيم بن َعبد الرمحن‪ ،‬أَبو إمساعيل السكسكي(‪.)42‬‬

‫قال ابن عدي[بعد أن ذكر له اديثني تفرد هبما]‪َ …":‬‬


‫ومدار هذين احلديثني على إبراهيم السكسكي‪ ،‬عن ابن‬
‫أيب أوىف‪ ،‬رواه عنه غري من ذكرته مجاعة‪ ،‬ومل أجد له اديثًا منكر املنت‪ ،‬وهو إىل الصدق أقرب منه إىل غريه أو إىل‬
‫الضعف‪ ،‬ويُكتب اديثه كما قا النسائي"(‪.)43‬‬
‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬
‫يضعفه‪ ،‬كان يقو ‪ :‬ال حيسن يتكلم‪.‬‬
‫قا أمحد بن انبل‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقا القطان‪ :‬كان شعبة ّ‬

‫وقا النسائي‪ :‬ليس بذاك القوي‪ ،‬يكتب اديثه‪ ،‬وقا احلاكم‪ :‬قلت لعلي بن عمر الدارقطين‪ :‬مل ترك مسلم اديث‬
‫السكسكي؟ فقا ‪ :‬تكلم فيه حيىي بن سعيد‪ ،‬قلت‪ :‬حبجة؟ قا ‪ :‬هو ضعيف‪ ،‬وذكره العقيلي يف الضعفاء‪ .‬وذكره‬
‫ابن ابان وابن خلفون يف الثقات(‪.)44‬‬

‫وقا ابن خلفون‪" :‬قا أبو احلسن الدارقطين‪ :‬اتبعي صاحل"(‪ .)45‬وقا الساجي‪ :‬تفرد حبديثه عن ابن أيب أوىف‬
‫مرفوعاً(‪.)46‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫ظاهر من كالم اجلمهور أنه يكتب اديثه مع ضعفه‪ ،‬وأنه عد ‪ ،‬ولكن اإلشكا يف ضبطه‪ ،‬وابن عدي من خال‬
‫سرب اديثه وذكره لبعض مناكريه‪ ،‬جعله من أهل الصدق‪ ،‬وأضاف أنه اليعرف له متناً منكراً! وااو ابن اجر‬
‫التوسط فقا ‪" :‬صدوق‪ ،‬ضعيف احلفظ"(‪ ،)47‬ومل أجد من نص على ضعف افظه‪ ،‬لكن ذهاب ابن عدي إىل أنه‬
‫من أهل الصدق‪ ،‬وذكره يف الثقات وذهاب النسائي وغريه لكْتب اديثه يد على صدقه وعدالته‪ ،‬مع وجود اخلطأ‬
‫يف روايته سواء بسبب احلفظ أو غريه‪.‬‬
‫أما قو ابن القطان الفاسي [وهو متأخر]‪" :‬وإِن َكا َن قوم قد ضعفوا إِب ر ِاهيم السك ِ‬
‫ْسكي‪ ،‬فَلم َأيْتُوا ِحب َّجة‪َ ،‬وُه َو ثَِقة‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫َوقد أخرج لَهُ البُ َخا ِر ّ‬
‫ي"(‪ ،)48‬فال عربة به مع كالم املتقدمني‪ ،‬فإهنم يعتمدون على سرب اديث الراوي‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫اخلالصة‪ :‬هو ممن يكتب اديثه مع مافيه من ضعف‪ ،‬ويقوي ذلك إخراج البخاري له يف املتابعات‪ ،‬وهذا يتوافق‬
‫مع ماذهب له ابن عدي‪.‬‬

‫(‪ )7‬إبراهيم بن سليمان‪ ،‬أَبو إمساعيل املؤدب‪:‬‬

‫قال ابن عدي‪" :‬مل أجد يف ضعفه إال ما اكاه معاوية بن صاحل‪ ،‬عن َحيىي‪ ،‬وهو عندي اسن احلديث‪ ،‬ليس كما‬
‫رواه معاوية‪ ،‬عن َحيىي‪ ،‬وله أااديث كثرية غرائب اسان‪ ،‬تد على أن أاب إمساعيل من أهل الصدق‪ ،‬وهو ممن‬
‫اديثه"(‪.)49‬‬ ‫يكتب‬

‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫قا أبو قدامة عن ابن معني‪ ،‬وكذا أمحد والنسائي‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬وقا ابن معني فيما رواه أبو داود‪ ،‬وإبراهيم بن‬
‫اجلنيد وجعفر الطيالسي‪ ،‬ومعاوية بن صاحل‪ :‬ثقة‪ .‬زاد معاوية بن صاحل عنه‪ :‬صحيح الكتاب كتبت عنه‪ ،‬وقا‬
‫أبوداود والعجلي والدارقطين‪ :‬ثقة‪ .‬وقا ابن خراش‪ :‬كان صدوقاً(‪.)50‬‬
‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫ونقل ابن عدي والعقيلي من رواية معاوية بن صاحل عن ابن معني تضعيفه(‪.)51‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫اجلمهور على توثيقه ومنهم ابن معني‪ ،‬أما الرواية عن معاوية بن صاحل‪ ،‬فقد خالفت رواية أخرى عن معاوية بن‬
‫صاحل بتوثيقه وبرواية مجع من أصحابه‪ ،‬مما يد أن هذا كان يرى ضعفه يف أو األمر أو أن الراوي عن معاوية قد‬
‫أخطأ وخالف األغلب‪ ،‬وعليه فهو ثقة‪ ،‬وما ذهب له ابن عدي بشأن إنكار رواية معاوية عن ابن معني يف تضعيفه‬
‫هو الصواب‪ ،‬وليته وصفه ابلثقة كاجلمهور‪ ،‬بدالً من قوله‪" :‬اسن احلديث ويكتب اديثه"‪ .‬واتبع ابن اجر ابن‬
‫عدي فقا "صدوق يغرب"(‪.)52‬‬

‫اخلالصة‪ :‬ثقة‪ ،‬واألوىل أن ابن عدي وصفه ابلثقة موافقة للجمهور‪ ،‬أما قوله يف بعض عباراته أنه من أهل الصدق‬
‫فهو كما قا ‪.‬‬

‫(‪ )8‬إبراهيم بن بشار‪ ،‬أَبو إسحاق الرمادي اجلرجرائي‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وإبراهيم بن بشار هذا ال أعلم أُنْ ِكر عليه إال هذا احلديث الذي ذكره البُخاري(‪ ،)53‬وابقي اديثه‬
‫عن ابن عُيَينة‪ ،‬وأيب معاوية وغريمها من الثقات مستقيم‪ ،‬وهو عندان من أهل الصدق"(‪.)54‬‬

‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫قا البخاري‪ :‬يهم يف الشيء بعد الشيء‪ ،‬وهو صدوق‪ .‬وقا أبو اامت الرازي والطيالسي‪ :‬صدوق‪ ،‬وقا أبو عوانة يف أوائل‬
‫الصالة يف صحيحه‪" :‬كان إبراهيم بن بشار ثقة من كبار أصحاب ابن عيينة‪ ،‬وممن مسع منه قدمياً‪ ،‬وقا احلاكم‪ :‬ثقة مأمون‬
‫من الطبقة األوىل من أصحاب ابن عيينة"(‪ ،)55‬وقا حيىي بن الفضل ادثنا إبراهيم الرمادي‪ ،‬وكان وهللا ثقة‪ ،‬وقا ابن‬
‫ابان‪ :‬كان متقناً ضابطاً صحب ابن عيينة سنني كثرية‪ ،‬ومسع أااديثه مراراً‪ ،‬ومن زعم أنه كان ينام يف جملس ابن عيينة فقد‬
‫صدق‪ ،‬وليس هذا مما جيرح مثله يف احلديث‪ ،‬وذاك أنه مسع اديثه مراراً‪ ،‬ولقد ادثنا أبو خليفة قا ‪ :‬قا إبراهيم بن بشار‪:‬‬
‫ادثنا سفيان مبكة وعبادان‪ ،‬وبني السماعني أربعون سنة(‪.)56‬‬

‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫وقا أمحد‪ :‬كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ليس هو سفيان بن عيينة يعين مما يغرب عنه‪ ،‬وكان مكثراً‬
‫عنه‪ ،‬وقا أيضاً‪ :‬كان حيضر معنا عند سفيان بن عيينة فكان ميلي على الناس ما يسمعون من سفيان‪ ،‬وكان رمبا‬
‫أملى عليهم ما مل يسمعوا‪ ،‬ويقو كأنه يغري األلفاظ فيكون زايدة ليست يف احلديث قا ‪ :‬فقلت له‪ :‬أال تتقي هللا‪،‬‬
‫وحيك متلي عليهم ما مل يسمعوا؟! وقا ابن معني‪ :‬ليس بشيء مل يكن يكتب عند سفيان‪ ،‬وكان ميلي على الناس‬
‫ما مل يقله سفيان‪ ،‬وقا النسائي‪ :‬ليس ابلقوي(‪.)57‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬ظهر من كالم اجلمهور أن الرجل صدوق يف نفسه وثقة يف روايته‪ ،‬وهو من املكثرين عن سفيان‬
‫بن عيينه‪ ،‬ولكن كالم اإلمام أمحد وابن معني وهم من طبقته يفيد أبنه كان يغرب عن سفيان‪ ،‬ويغري يف األلفاظ‪،‬‬
‫ويرى النسائي أنه ليس بقوي‪ ،‬وماذهب له ابن عدي من أنه اليعرف مما أنكر عليه إال اديثاً وااداً عن سفيان‬
‫وبقية اديثه عن سفيان وغريه مستقيم هو حمل نظر!! فاإلمام أمحد وابن معني يظهر من كالمهم أن هذا تكرر منه‬
‫يف أااديث‪ ،‬وكذا تعبري البخاري يد على هذا املعىن فإنه قا ‪" :‬يهم يف الشيء بعد الشيء"‪ ،‬ويؤكد ذلك أن‬
‫العقيلي يف الضعفاء ذكر له مجلة من األااديث اليت أنكرت عليها وتفرد هبا(‪.)58‬‬

‫اخلالصة‪ :‬اافظ ثقة‪ ،‬لكنه يغرب وله أوهام‪ ،‬ويصدق عليه تعبري ابن اجر فقد قا فيه‪" :‬اافظ له أوهام"(‪،)59‬‬
‫لكن اليسلم البن عدي أنه اليعرف له اديثاً منكراً إال واادا!! فله عدة مناكري جعلت النقاد ينتقدونه لذلك‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫(‪ )9‬إمساعيل بن أ ََابن الوراق األزدي‪:‬‬

‫قال ابن عدي‪" :‬وإلمساعيل بن أ ََابن الوراق أااديث اسان عمن يروي عنه‪ ،‬وقو السعدي فيه إنه كان مائالً عن‬
‫احلق‪ ،‬يعين به ما عليه الكوفيون من التشيّع‪ ،‬وأما الصدق‪ ،‬فهو صدوق يف الرواية‪[ .‬قا ابن عدي]‪ :‬السعدي هو‬
‫إبراهيم بن يعقوب اجلوزجاين…وكان شديد امليل إىل مذهب أهل دمشق يف التحامل على علي رضي هللا عنه"(‪.)60‬‬

‫أقوال النقاد‪:‬‬

‫اتفق اجلمهور على توثيقه‪ ،‬قا أمحد بن انبل‪ ،‬وأمحد بن منصور الرمادي‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬ومطني وأبو أمحد احلاكم و‬
‫جعفر بن حممد الصائغ‪ :‬ثقة‪ ،‬زاد الدارقطين يف رواية‪ :‬ثقة مأمون‪ ،‬وقا البخاري‪ :‬صدوق‪ ،‬وقا النسائي‪ :‬ليس به‬
‫أبس‪ .‬وقا ابن معني‪ :‬إمساعيل بن أابن الوراق ثقة‪ ،‬وإمساعيل بن أابن الغنوي كذاب‪ .‬وقا اجلوزجاين‪ :‬إمساعيل‬
‫الوراق كان مائال عن احلق‪ ،‬ومل يكن يكذب يف احلديث‪ ،‬وقا البزار‪ :‬وإمنا كان عيبه شدة تشيعه ال على أنه عيب‬
‫عليه يف السماع‪.‬‬

‫وقا يف سؤاالت احلاكم عنه‪ :‬أثىن عليه أمحد‪ ،‬وليس هو عندي ابلقوي‪ ،‬وقا ابن شاهني يف الثقات‪ :‬قا عثمان‬
‫بن أيب شيبة‪ :‬إمساعيل بن أابن الوراق ثقة صحيح احلديث‪ ،‬قيل له‪ :‬فإن إمساعيل بن أابن عندان غري حممود‪ ،‬فقا ‪:‬‬
‫كان هاهنا إمساعيل آخر يقا له‪ :‬ابن أابن غري الوراق‪ ،‬وكان كذاابً‪ ،‬وقا ابن املديين‪ :‬ال أبس به‪ ،‬وأما الغنوي‬
‫فكتبت عنه وتركته‪ ،‬وضعفه جداًً (‪.)61‬‬

‫اخلالصة‪ :‬إمساعيل ثقة لدى اجلمهور وتكلم فيه اجلوزجاين لتشيعه كما بني ابن عدي وكما أكد ذلك ابن اجر‬
‫فقا يف التقريب‪" :‬ثقة تكلم فيه للتشيع"(‪ ،)62‬أما الذهيب فقد أطلق توثيقه(‪ ،)63‬وتشيعه ليس له أتثري على روايته‪،‬‬
‫ألنه كما قا الذهيب‪" :‬كان فيه تشيع قليل كدأب أهل بلده"(‪.)64‬‬

‫(‪ )10‬أشعث بن َعبد امللك احلمراين البصري‪:‬‬

‫قال ابن عدي‪" :‬وأشعث بن َعبد امللك له رواايت غري ما ذكرته عن احلسن‪ ،‬وابن ِسريين‪ ،‬وغريمها‪ ،‬وأااديثه‬
‫عامتها مستقيمة‪ ،‬وهو ممن يكتب اديث وحيتج به‪ ،‬وهو خري من أشعث بن سوار بكثري‪ ،‬وهو يف مجلة أهل‬
‫الصدق"(‪.)65‬‬

‫‪51‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬

‫اتفقوا على توثيقه‪ ،‬قا ابن املديين عن حيىي بن سعيد القطان‪ :‬هو عندي ثقة مأمون‪.‬‬

‫وقا ابن معني وبندار والنسائي‪ :‬ثقة‪ ،‬واكى ابن شاهني عن عثمان بن أيب شيبة توثيقه‪.‬‬

‫وقا ابن ابان‪ :‬كان فقيها متقناً‪ .‬وقا ابن معني عنه‪ :‬مل أدرك أاداً من أصحابنا أثبت عندي منه‪ ،‬وال أدركت‬
‫أاداً من أصحاب ابن سريين بعد ابن عون أثبت منه‪ .‬وقا أيضاً‪ :‬مل ألق أاداً حيدث عن احلسن أثبت منه‪ .‬وقا‬
‫أيضاً‪ :‬هو أاب إلينا من أشعث بن سوار‪ .‬وقا البخاري‪ :‬كان حيىي بن سعيد وبشر بن املفضل يثبتون األشعث‬
‫احلمراين‪ .‬وقا أمحد بن انبل‪ :‬هو أمحد يف احلديث من أشعث بن سوار‪ .‬روى عنه شعبة‪ ،‬وما كان أرضى حيىي بن‬
‫سعيد عنه‪ ،‬كان عاملاً مبسائل احلسن‪ ،‬ويقا ‪ :‬ما روى يونس فقا نبئت عن احلسن إمنا أخذه عن أشعث بن عبد‬
‫امللك‪ ،‬وكذا اكى ابن معني‪ ،‬واألنصاري عن شعبة حنو هذه القصة األخرية‪.‬‬

‫وقا أبو زرعة‪ :‬صاحل‪ .‬وقا أبو اامت‪ :‬ال أبس به‪ ،‬وهو أوثق من احلداين‪ ،‬وأصلح من ابن سوار‪.‬‬
‫قا األنصاري‪ :‬كان حيىي بن سعيد جييء إىل األشعث فيجلس يف اناية‪ ،‬وما يسأله عن شيء‪.‬‬
‫وقا افص بن غياث‪ :‬العجب ألهل البصرة يقدمون أشعثهم على أشعثنا‪ ،‬وهو أشعث بن سوار مكث قاضياً‪،‬‬
‫وهذا حيمد عفافه وفقهه‪ ،‬وأشعثهم يقيس على قو احلسن‪ ،‬وحيدث به‪.‬‬
‫وقا حيىي بن معني‪ :‬خرج افص بن غياث إىل عبادان فاجتمع إليه البصريون فقالوا له‪ :‬ال حتدثنا عن ثالثة‪:‬‬
‫أشعث بن عبد امللك‪ ،‬وعمرو بن عبيد‪ ،‬وجعفر بن حممد‪ ،‬فقا ‪ :‬أما أشعث فهو لكم‪ ،‬وأان أتركه لكم(‪.)66‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫ط من مرتبته أوتكلم فيه قد خلط بينه وبني غريه ممن هو دونه‪ ،‬أو‬
‫اتفق اجلمهور على توثيقه‪ ،‬ولعل بعض من ا ّ‬
‫قصد اآلخر الضعيف! قا الدارقطين‪" :‬أشعث عن احلسن ثالثة‪ :‬احلمراين ‪ -‬وهو ثقة ‪ -‬وأشعث احلداين ‪ -‬يعترب‬
‫به ‪ -‬وأشعث بن سوار هو أضعفهم"(‪ .)67‬ومارواه األنصاري أن حيىي بن سعيد القطان جييء إىل األشعث فيجلس‬
‫يف اناية‪ ،‬وما يسأله عن شيء! حيتمل أن يكون هذا األشعث اآلخر‪ ،‬أو كان يف أو األمر ليستبني ما لديه‪ ،‬وإال‬
‫فالقطّان بعد ذلك كان يصفه أبنه "ثقة مأمون" كما تقدم‪ ،‬ويف « كتاب » ابن أيب خيثمة عن القطان‪" :‬ما مسعت‬
‫(‪)68‬‬
‫صرح حيىي القطّان‬‫أاداً يتكلم يف أشعث اىت كان اآلن يتكلمون يف افظه! وفيما جاء به عن احلسن" ‪ ،‬كما ّ‬
‫َصح ِ‬
‫ت َعْنه َولَكنَّه َكا َن ْثب تًا"(‪.)69‬‬
‫َكثر ُ‬
‫ث‪َ ،‬وَما أ ْ‬ ‫احلَس ِن أَثْبَ َ‬
‫ت من أَ ْش َع َ‬ ‫اب ْ‬ ‫َيت ِيف أ ْ َ‬
‫أنه مقل عنه‪ ،‬فقا ‪َ " :‬ما رأ ُ‬

‫‪52‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫ويكفي تثبيت أمحد وابن معني له ففي « كتاب » أيب العريب قا ‪" :‬أما أمحد بن انبل وحيىي بن معني وغريمها فال‬
‫أعلمهم اختلفوا يف ثقة أشعث بن عبد امللك هذا بل رفعوا به"(‪.)70‬‬

‫وما قاله افص بن غياث اليد على لينه‪ ،‬واليضره‪ ،‬وأاسن الذهيب عندما قا ‪" :‬وذكر ابن عدي له يف (كامله)‬
‫ال يوجب تليينه بوجه‪ ،‬نعم‪ ،‬ما أخرجا له يف (الصحيحني)‪ ،‬كما مل خيرجا جلماعة من األثبات"(‪ ،)71‬واكم عليه ابن‬
‫اجر يف التقريب بقوله‪" :‬ثقة فقيه"(‪.)72‬‬

‫اخلالصة‪ :‬أشعث ثقة‪ ،‬وهو مستقيم احلديث وحيتج به كما قا ابن عدي‪.‬‬

‫(‪ )11‬أابن بن تغلب الكويف‪:‬‬

‫قال ابن عدي‪" :‬وألابن أااديث ونسخ‪ ،‬وأااديثه عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة‪ ،‬وهو من أهل الصدق يف‬
‫الرواايت‪ ،‬وإن كان مذهبه مذهب الشيعة‪ ،‬وهو معروف يف الكوفيني‪ ،‬وقد َروى حنوا أو قريبًا من ِمائَة اديث‪ ،‬وقو‬
‫السعدي‪ :‬مذموم املذهب جماهر‪ ،‬يريد به أنه كان يغلو يف التشيع‪ ،‬مل يرد به ضعفاً يف الرواية‪ ،‬وهو يف الرواية صاحل‬
‫ال أبس به"(‪.)73‬‬

‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫قال أحمد‪ ،‬ويحيى‪ ،‬وابن سعد وأبو حاتم‪ ،‬وابن عجالن والنسائي والحاكم‪ :‬ثقة‪ .‬زاد ابن سعد‪َ :‬ر َوى َع ْنه ش ْعبَة‪،‬‬
‫وزاد أبو حاتم‪ :‬صالح(‪.)74‬‬

‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫قا اجلوزجاين‪ :‬زائغ مذموم املذهب جماهر‪ ،‬وقا العقيلي‪ :‬مسعت أاب عبد هللا يذكر عنه عقالً وأداب وصحة‬
‫اديث‪ ،‬إال أنه كان غالياً يف التشيع‪ ،‬وقا األزدي‪ :‬كان غالياً يف التشيع‪ ،‬وما أعلم به يف احلديث أبساً(‪.)75‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫وأابن متفق على توثيقه لدى املتقدمني‪ ،‬وأما وصف اجلوزجاين له ومن حنا منحاه فاجلواب ما قاله ابن اجر تعليقاً‬
‫على كالم ابن عدي‪" :‬هذا قو منصف‪ ،‬وأما اجلوزجاين فال عربة حبطه على الكوفيني‪ ،‬فالتشيّع يف عرف املتقدمني‬
‫هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان‪ ،‬وأن علياً كان مصيباً يف اروبه‪ ،‬وأن خمالفه خمطئ مع تقدمي الشيخني‪،‬‬
‫وتفضيلهما‪ ،‬ورمبا اعتقد بعضهم أن علياً أفضل اخللق بعد رسو هللا صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ،‬وإذا كان معتقد‬

‫‪53‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫ذلك ورعاً ديناً صادقاً جمتهداً فال ترد روايته هبذا‪ ،‬ال سيما إن كان غري داعية‪ ،‬وأما التشيع يف عرف املتأخرين فهو‬
‫الرفض احملض‪ ،‬فال تقبل رواية الرافضي الغايل وال كرامة"(‪.)76‬وقا الذهيب‪" :‬وهو صدوق يف نفسه‪ ،‬عامل كبري‪ ،‬وبدعته‬
‫خيرج له البخاري"(‪ ،)77‬أقول‪ :‬وال يوجد دليل على غلوه أو‬
‫يتعرض للكبار‪ ،‬واديثه يكون حنو املائة‪ ،‬مل ّ‬
‫خفيفة‪ ،‬ال ّ‬
‫جتاوزه ولو اصل ذلك لنقله املتقدمون من النقاد‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬ثقة‪ ،‬فيه تشيع اليضر روايته للحديث‪ ،‬وكالم ابن عدي فيه موافق ملا ذهب له اجلمهور‪.‬‬

‫(‪ )12‬أابن بن يزيد العطار‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وأابن بن يزيد العطار له رواايت غري ما ذكرت‪ ،‬وهو اسن احلديث متماسك‪ ،‬يكتب اديثه‪ ،‬وله‬
‫أرجو أنه من أهل الصدق"(‪.)78‬‬
‫أااديث صاحلة عن قتادة‪ ،‬وغريه‪ ،‬وعامتها مستقيمة‪ ،‬و ُ‬

‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬

‫قا أمحد‪ْ :‬ثبت يف كل املشايخ‪ ،‬وقا ابن معني وابن املديين والنسائي والعجلي‪ :‬ثقة‪ ،‬زاد ابن معني‪:‬كان القطان‬
‫يروي عنه‪ ،‬وكان أاب إليه من مهام‪ ،‬ومهام أاب إيل‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬هو أاب إيل من مهام يف حيىي بن أيب كثري‪،‬‬
‫وقا أيضاً‪ :‬هو أاب إيل من شيبان‪ .‬وقا أمحد‪ :‬هو أثبت من عمران القطان(‪.)79‬‬

‫اجملرحني‪:‬‬
‫أقوال ّ‬

‫وقد ذكره ابن اجلوزي يف الضعفاء‪ ،‬واكى من طريق الكدميي عن ابن املديين عن القطان قا ‪ :‬أان ال أروي عنه‪.‬‬
‫وقا العجلي‪ :‬وكان يرى القدر‪ ،‬وال يتكلم فيه‪ .‬ويف موضع آخر‪ :‬ليس ابلقوي‪ .‬وذكره الفسوي يف ابب‪ ":‬من يرغب‬
‫عن الرواية عنه‪ ،‬ومسعت أصحابنا يضعفوهنم"(‪.)80‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬اجلمهور على توثيقه‪ ،‬والعربة ملن ّ‬


‫جرح بال بيان السبب‪ ،‬أما رواية التضعيف عن الكدميي فقا‬
‫عقبها احلافظ ابن اجر منتقداً ابن اجلوزي يف الضعفاء‪" :‬وهذا من عيوب كتابه يذكر من طعن الراوي‪ ،‬وال يذكر‬
‫من وثقه!! والكدميي ليس مبعتمد‪ ،‬وقد أسلفنا قو ابن معني أن القطّان كان يروي عنه فهو املعتمد"‪ ،‬أما قو‬
‫العجلي يف الرواية الثانية وكذا الفسوي فهو من نقل مغلطاي يف إكما هتذيب الكما فإن صح النقل فال يقاوم‬
‫ما قاله املتقدمون من اجلمهور‪ ،‬وأابن له أفراد أورد بعضها ابن عدي‪ ،‬االه اا الثقات الذين تقع هلم بعض‬
‫األفراد واملناكري‪ ،‬ولذلك قا ابن اجر يف تلخيص احلكم عليه‪" :‬ثقة له أفراد"(‪.)81‬‬

‫‪54‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫اخلالصة‪ :‬ثقة له أفراد‪ ،‬وهو كما وصفه ابن عدي فقا ‪" :‬اسن احلديث متماسك‪ ،‬ويكتب اديثه‪ ،‬وله‬
‫أااديث عامتها مستقيمة" أو فوق ذلك‪.‬‬

‫(‪ )13‬إسرائيل بن يُونُس بن أيب إسحاق السبيعي‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وإسرائيل بن يُونُس بن أيب إسحاق السبيعي كثري احلديث‪ ،‬مستقيم احلديث يف حديث أيب إسحاق‬
‫وغريه‪ ،‬وقد ادث عنه األئمة‪ ،‬ومل يتخلف أاد يف الرواية عنه‪ ،‬وهذه األااديث اليت ذكرهتا من أنكر أااديث‬
‫رواها‪ ،‬وكل ذلك حمتمل… وسائر ما ذكرت من اديثه‪ ،‬وما مل أذكره‪ ،‬كلها حمتملة‪ ،‬وأااديثه عامتها مستقيمة‪،‬‬
‫وهو من أهل الصدق واحلفظ"(‪.)82‬‬

‫أقوال املع ّدلني(‪:)83‬‬

‫يتعجب من افظه‪.‬‬
‫قا أمحد بن انبل‪ :‬كان شيخنا ثقة‪ ،‬وجعل ّ‬

‫وقا حممد بن عبد هللا بن منري والعجلي‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا ابن سعد‪ :‬كان ثقة‪ ،‬وادث عنه الناس اديثا كثريا‪ ،‬ومنهم من‬
‫يستضعفه‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬ثقة صدوق من أتقن أصحاب أيب إسحاق‪ ،‬وقا النسائي‪ :‬ليس به أبس‪ .‬وقا أبو‬
‫طالب‪ :‬سئل أمحد أميا أثبت شريك أو إسرائيل؟ قا ‪ :‬إسرائيل كان يؤدي ما مسع‪ ،‬كان أثبت من شريك‪ .‬قلت‪ :‬من‬
‫أاب إليك يونس أو إسرائيل يف أيب إسحاق ؟ قا ‪ :‬إسرائيل‪ ،‬ألنه كان صااب كتاب‪ ،‬وقا أبو داود‪ :‬قلت ألمحد‬
‫بن انبل‪ :‬إسرائيل إذا انفرد حبديث حيتج به؟ قا ‪ :‬إسرائيل ثبت احلديث… وقا الدوري عن ابن معني‪ :‬سئل‬
‫حيىي بن معني عن إسرائيل فقا ‪ :‬قا حيىي بن آدم‪ :‬كنا نكتب عنده من افظه‪ ،‬قا حيىي‪ :‬كان إسرائيل ال حيفظ‬
‫مث افظ بعد‪ ،‬وقا أيضا‪ :‬إسرائيل أثبت يف أيب إسحاق من شيبان‪ ،‬وقا أيضاً‪ :‬إسرائيل أثبت اديثاً من شريك‪.‬‬

‫وقا عيسى بن يونس‪ :‬كان أصحابنا سفيان‪ ،‬وشريك‪ ،‬وعد قوماً إذا اختلفوا يف اديث أيب إسحاق جييؤون إىل‬
‫أيب فيقو ‪ :‬اذهبوا إىل ابين إسرائيل فهو أروى عنه مين‪ ،‬وأتقن هلا مين هو كان قائد جده‪.‬‬

‫وقا شبابة بن سوار‪ :‬قلت ليونس بن أيب إسحاق‪ :‬أمل علي اديث أبيك‪ ،‬قا ‪ :‬اكتب عن ابين إسرائيل فإن أيب‬
‫أماله عليه‪.‬‬

‫وقا اجاج األعور‪ :‬قلنا لشعبة ادثنا اديث أيب إسحاق قا ‪ :‬سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مين‪ .‬وقا ابن‬
‫مهدي‪ :‬إسرائيل يف أيب إسحاق أثبت من شعبة والثوري‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫وقا أبو عيسى الرتمذي‪ :‬إسرائيل ثبت يف أيب إسحاق‪ ،‬ادثين حممد بن املثىن مسعت ابن مهدي يقو ‪ :‬ما فاتين‬
‫الذي فاتين من اديث الثوري عن أيب إسحاق إال ملا اتكلت به على إسرائيل‪ ،‬ألنه كان أييت به أمت‪ .‬وقا علي بن‬
‫املديين عن حيىي القطان‪ :‬إسرائيل فوق أيب بكر بن عياش‪ .‬وذكره ابن ابان يف الثقات(‪.)84‬‬

‫جرحني‪:‬‬
‫أقوال املُ ّ‬

‫قا أمحد‪ :‬كان حيىي ‪-‬يعين القطان‪ -‬حيمل عليه يف اا أيب حيىي القتات‪ ،‬وقا ‪ :‬روى عنه مناكري‪ ،‬قا أمحد‪ :‬ما‬
‫ادث عنه حيىي بشيء‪ .‬وقا صاحل بن أمحد عن أبيه‪ :‬إسرائيل عن أيب إسحاق فيه لني‪ ،‬مسع منه أبخرة‪ .‬وقا‬
‫يعقوب بن شيبة‪ :‬صاحل احلديث‪ ،‬ويف اديثه لني‪.‬‬

‫وقا يف موضع آخر‪ :‬ثقة صدوق‪ ،‬وليس يف احلديث ابلقوي‪ ،‬وال ابلساقط‪ .‬وروى ابن الرباء عن علي بن املديين‪:‬‬
‫إسرائيل ضعيف‪ .‬وأطلق ابن ازم ضعف إسرائيل‪ ،‬ورد به أااديث من اديثه فما صنع شيئاً(‪ .)85‬وقا عثمان بن‬
‫(‪)86‬‬
‫أيب شيبة عن عبد الرمحن ابن مهدي‪ :‬إسرائيل لص يسرق احلديث‪.‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬اتفق اجلمهور على ثقته وإتقانه‪ ،‬وصرح أمحد أبنه حيتج به‪ ،‬وقدمه مجع من النقاد وممن رروا عنه‬
‫على غريه يف روايته عن ج ّده أيب اسحاق السبيعي‪ ،‬اىت على شعبة أمري املؤمنني يف احلديث وسفيان الثوري‪ ،‬وشعبة‬
‫شهد أبنه أافظ منه يف اديث أيب إسحاق‪ ،‬وهناك من اطّه دون الثقة كالنسائي أو ان منه كيعقوب بن أيب‬
‫ضعفه كما سيأيت‬
‫شيبة‪ ،‬وما ذهب له اجلمهور مق ّدم‪ ،‬وفهم احلافظ من محل القطّان عليه يف اا أيب القتات أنه ّ‬
‫يصرح بتضعيفه‪ ،‬لكنه المه يف اإلكثار عنه برواايت منكرة التستحق أن يرويها مثله‪ ،‬وحيىي‬
‫من كالمه‪ ،‬واحلقيقة أنه مل ّ‬
‫القتات ممن يكتب اديثه‪ ،‬وهو لني لكنه أكثر من رواية املناكري كما قا أمحد وابن معني‪ ،‬قا ابن أيب خيثمة‪":‬قيل‬
‫ليحىي يعين ابن معني‪ :‬روى عن إبراهيم بن املهاجر ثالث مائة‪ ،‬وعن أيب حيىي القتات ثالث مائة فقا ‪ :‬مل يؤت‬
‫منه‪ ،‬أيت منهما مجيعاً" قا ابن اجر‪ ":‬فهذا رد لتضعيف القطان له بذلك"‪ ،‬قلت‪ :‬فاحلمل هنا على القتات وابن‬
‫املهاجر‪ ،‬ال على إسرائيل‪ ،‬لكنه يالم براوية هذا الكم عن هذين اللذين أكثرا من املناكري! وعرف من كالم النقاد أنه‬
‫اافظ ومتقن حلديث أيب إسحاق؛ ألنه من كتاب‪ ،‬وقو أمحد‪ :‬إن يف روايته عن أيب إسحاق لني؛ ألنه روى عنه‬
‫أبخرة‪ ،‬اليتعارض مع وصفه ابإلتقان‪ ،‬فهو من أافظ الناس حلديث أيب اسحاق اىت إنه أافظ من أبيه حلديث‬
‫ج ّده أيب إسحاق‪ ،‬ولكن ينظر ماا ّدثه عن جده أيب اسحاق مما كان من كتاب‪ ،‬وماا ّدث عنه مما كان من افظه‬
‫كرب‪ ،‬والبد أن يدركه بعض التغري‪ ،‬وهذا خيضع للدراسة ومجع األحاديث‪ ،‬واال فأمحد‬
‫فيجتنب؛ ألن أاب اسحاق ُ‬
‫قد سرب اديثه وأعطاان نتيجة تتعلق بلني ما مسعه من جده أبخرة‪ ،‬وأما من أطلقوا التضعيف ففي اطالقهم نظر!‬

‫‪56‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫والبد من التفصيل الذي ورد يف كالم أمحد وابن معني وغريهم‪ .‬وأما اكم احلافظ ابن اجر عليه يف التقريب بقوله‪":‬‬
‫ثقة تُكلم فيه بال اجة"(‪ ،)87‬فيحمل على من أطلق تضعيفه‪ ،‬أو ان منه بغري مستند أو بغري معرفة حبا اديثه‪،‬‬
‫ويبقى األمر على التفصيل الذي ذكرانه‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬إسرائيل متفق على ثقته وإتقانه وهناك تفصيل مطو لرواايته!! واحلمل يف الغالب على من روى عنهم‬
‫فروايته عن جده من افظه فيه تغري ولني فيطرح منه ماخالف الثقات‪ ،‬وما رواه عن ضعفاء فاحلمل فيه عليهم ال‬
‫عليه‪ ،‬وما جاء يف وصفه يف كالم ابن عدي هو املناسب حلاله‪.‬‬

‫(‪ )14‬الرباء بن َعبد هللا بن يزيد الغنوي‪:‬‬

‫وعبد هللا بن شقيق‪ ،‬وهو عندي إىل الصدق‬


‫قا ابن عدي‪" :‬والرباء بن َعبد هللا ليس له كثري اديث عن احلسن َ‬
‫أقرب منه إىل الضعف"(‪.)88‬‬

‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬

‫قا ابن معني مرة‪ :‬ليس به أبس مث قا ‪ :‬مسعت أاب الوليد يقو ‪ :‬ال أروي عن الرباء بن يزيد هو مرتوك احلديث!!‬

‫وقا اآلجري عن أيب داود‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬وقا البزار مرة‪ :‬ليس به أبس‪.‬‬

‫وضعفه أمحد وابن معني يف رواية‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وقا علي ابن املديين‪ :‬وكأ ّن حيىي القطان مل يرض الرباء‪.‬‬

‫ويف رواية البن معني والنسائي والدواليب‪ :‬مل يكن اديثه بذاك‪ .‬وقا يعقوب بن سفيان‪ :‬لني‪.‬‬
‫وقا ابن ابان‪ :‬ضعيف‪ ،‬وكان هذا الغنوي كثري االختالط مبن ال يليق به‪ ،‬كثري الوهم فيما يرويه‪ ،‬وقا البزار‪:‬‬
‫ليس ابلقوي‪ ،‬وقد ااتمل اديثه(‪.)89‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬نالاظ تضعيف اجلمهور له‪ ،‬وإطالق بعضهم عبارة ليس بذاك‪ ،‬وكذا الأبس به‪ ،‬وهي تد‬
‫على صدقه وعدالته‪ ،‬لكنه كثري الوهم والغلط اىت أصبح أقرب إىل الضعف‪ ،‬وقد ابلغ احلافظ ابن اجر فقا ‪:‬‬
‫"ضعيف"(‪ ،)90‬وهو خمالف ملا رمسه يف مقدمة التقريب يف اق من قا فيه ضعيف‪ ،‬ولو قا كما تكرر ذلك منه يف‬
‫كتابه عبارة "فيه ضعف" أو ّلني احلديث لكان أوىل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫اخلالصة‪ :‬الراوي صدوق يف نفسه لكنه ّلني وفيه ضعف يف روايته‪ ،‬وقو ابن عدي أنه إىل الصدق أقرب منه إىل‬
‫الضعف‪ ،‬أرى أن األوىل أن يقا فيه‪:‬هو إىل الضعف أقرب منه إىل الصدق‪ ،‬إال إن أراد العدالة فقط‪ ،‬أما الضبط‬
‫فال!‪.‬‬

‫(‪ )15‬جرير بن حازم بن زيد اجلهضمي‪ ،‬األزدي‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وهو يف حمل الصدق إال أنه خيطئ أاياانً…وجرير بْن اازم لَهُ أااديث كثرية َعن مشاخيه‪َ ،‬وهو‬
‫تادة ال يرويها غريه‪ .‬وجرير عندي من ثقات‬ ‫احل ِديث ِ‬
‫تادة فإنه يروي أشياء‪َ ،‬عن قَ َ‬
‫صالح فيه إال روايته َعن قَ َ‬ ‫َ‬ ‫مستقيم َْ‬
‫املسلمني ادث عنه األئمة من النَّاس أَيُّوب السختياين‪ ،‬وابن عون ومحاد بْن زيد والثوري والليث بْن سعد وحيىي بْن‬
‫أَيُّوب املصري‪ ،‬وابن َهلِ َيعة وغريهم"(‪.)91‬‬

‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬

‫قا قراد‪ :‬قا يل شعبة‪ :‬عليك جبرير بن اازم‪ ،‬فامسع منه‪ ،‬وقا حممود بن غيالن‪ ،‬عن وهب بن جرير‪ :‬كان شعبة‬
‫أييت أيب فيسأله عن اديث األعمش‪ ،‬فإذا ادثه قا ‪ :‬هكذا وهللا مسعته من األعمش‪ .‬وقا علي‪ ،‬عن ابن مهدي‪:‬‬
‫جرير بن اازم أثبت عندي من قرة بن خالد‪.‬‬

‫وقا أمحد بن سنان‪ ،‬عن ابن مهدي‪ :‬جرير بن اازم اختلط‪ ،‬وكان له أوالد أصحاب اديث‪ ،‬فلما أاسوا ذلك‬
‫منه اجبوه‪ ،‬فلم يسمع أاد منه يف اا اختالطه شيئاً‪ .‬وقا أبو اامت‪ :‬تغري قبل موته بسنة‪.‬‬

‫وقا عثمان الدارمي‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا عبد هللا بن أمحد‪ :‬سألت ابن معني عنه فقا ‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫إنه حيدث عن قتادة عن أنس أااديث مناكري‪ ،‬فقا ‪ :‬ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف‪.‬‬

‫وقا العجلي والساجي والبزار‪ :‬ثقة‪ ،‬زاد ابن سعد‪ :‬كان ثقة إال أنه اختلط يف آخر عمره‪ .‬وقا النسائي‪ :‬ليس به‬
‫أبس‪ ،‬وقا أبواامت‪ :‬صدوق صاحل‪ ،‬وقا مهنا‪ ،‬عن أمحد‪ :‬جرير كثري الغلط‪ ،‬وقا ابن ابان يف " الثقات "‪ :‬كان‬
‫خيطئ؛ ألن أكثر ما كان حيدث من افظه‪ ،‬وكان شعبة يقو ‪ :‬ما رأيت أافظ من رجلني‪ :‬جرير بن اازم‪ ،‬وهشام‬
‫الدستوائي‪.‬‬
‫وقا الساجي‪ :‬صدوق‪ ،‬ادث أبااديث وهم فيها‪ ،‬وهي مقلوبة‪ ،‬ادثين اسني عن األثرم قا ‪ :‬قا أمحد‪ :‬جرير‬
‫بن اازم ادث ابلوهم مبصر ومل يكن حيفظ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫وعن علي ابن املديين قلت ليحىي بن سعيد‪ :‬أبو األشهب أاب إليك أم جرير بن اازم ؟ قا ‪ :‬ما أقرهبما ! ولكن‬
‫كان جرير أكربمها‪ ،‬وكان يهم يف الشيء‪ .‬وقا امليموين‪ ،‬عن أمحد‪ :‬كان اديثه عن قتادة غري اديث الناس يوقف‬
‫أشياء ويسند أشياء‪ ،‬مث أثىن عليه‪.‬‬

‫وقا األزدي‪ :‬جرير صدوق خرج عنه مبصر أااديث مقلوبة‪ ،‬ومل يكن ابحلافظ‪ ،‬محل رشدين وغريه عنه مناكري‪،‬‬
‫ووثقه أمحد بن صاحل(‪.)92‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫اتفق اجلمهور على الثناء عليه بني موثق أو واصف له ابلصدق‪ ،‬وجرير مكثر وقد روى عنه كبار األئمة‪ ،‬وتبني من‬
‫االه أنه وقع يف أوهام عديدة‪ ،‬السيما ما ادث به يف مصر‪ ،‬وما رواه عن قتادة‪ ،‬وسبب األخطاء واألوهام ومنها‬
‫وقف املرفوع؛ تعود العتماده على افظه‪ ،‬السيما ما كان يف آخر عمره‪ ،‬أما االختالط الكلي والذي كان قبل موته‬
‫بسنة فبني ابن مهدي أن أوالده اجبوه عن التحديث ليسلم اديثه من الرد‪ ،‬وقد أاسن احلافظ ابن اجر يف‬
‫تلخيص االه اني قا ‪" :‬ثقة‪ ،‬لكن يف اديثه عن قتادة ضعف‪ ،‬وله أوهام إذا ادث من افظه‪ ،‬مات سنة سبعني‬
‫بعدما اختلط‪ ،‬لكن مل حيدث يف اا اختالطه"(‪ ،)93‬وما قاله ابن عدي من أن‪ " :‬لَهُ أااديث كثرية َعن مشاخيه‪،‬‬
‫تادة ال يرويها غريه‪ "...‬وقوله‪" :‬وهو‬ ‫احل ِديث ِ‬
‫تادة فإنه يروي أشياء‪َ ،‬عن قَ َ‬
‫صالح فيه إال روايته‪َ ،‬عن قَ َ‬
‫َ‬ ‫وهو مستقيم َْ‬
‫يف حمل الصدق إال أنه خيطئ أاياانً"‪ .‬متوافق مع ما ذكره اجلمهور من االه‪ ،‬واملكثر حيتمل من أخطائه ماال حيتمل‬
‫من غريه‪ ،‬وجيتنب ما ع ّده النقاد وعلماء العلل من مناكريه‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬هو ثقة مكثر له مناكري عن قتادة‪ ،‬وكذا ما ا ّدث به يف مصر فيه أخطاء‪ ،‬وما ذكره ابن عدي موافق ملا‬
‫ذهب له اجلمهور‪.‬‬

‫(‪ )16‬احلسن بن صاحل بن صاحل اهلمداين‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وللحسن بن صاحل قوم حيدثون عنه بنسخ …قد رووا عنه أااديث صاحلة مستقيمة‪ ،‬ومل أجد له‬
‫اديثًا منكراً جماوز املقدار‪ ،‬وهو عندي من أهل الصدق"(‪.)94‬‬

‫أقوال املع ّدلني‪ :‬وقا أمحد‪ :‬اسن ثقة‪ ،‬وقا أمحد‪ :‬احلسن بن صاحل صحيح الرواية‪ ،‬متفقه‪ ،‬صائن لنفسه يف‬
‫احلديث والورع‪ ،‬وقا عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬احلسن أثبت يف احلديث من شريك‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫وقا إبراهيم بن اجلنيد‪ ،‬وابن أيب خيثمة عن حيىي بن معني‪ :‬ثقة مأمون‪ ،‬زاد عنه ابن أيب مرمي‪ :‬مستقيم احلديث‪،‬‬
‫وقا الدوري‪ ،‬عن حيىي‪ :‬يكتب رأي مالك واألوزاعي واحلسن بن صاحل‪ ،‬هؤالء ثقات‪.‬‬

‫وقا أبو زرعة‪ :‬اجتمع فيه إتقان‪ ،‬وفقه‪ ،‬وعبادة‪ ،‬وزهد‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬ثقة اافظ متقن‪ ،‬وقا النسائي والعجلي‬
‫والدارقطين‪ :‬ثقة‪ ،‬زاد العجلي‪ :‬ثبتاً متعبداً‪ ،‬وكان يتشيع‪ ،‬إال أن ابن املبارك كان حيمل عليه بعض احلمل حلا التشيع‪.‬‬

‫وقا ابن منري‪ :‬كان أبو نعيم يقو ‪ :‬ما رأيت أادا إال وقد غلط يف شيء غري احلسن بن صاحل‪ ،‬وقا أبو نعيم‬
‫أيضاً‪ :‬كتبت عن امان مائة حمدث‪ ،‬فما رأيت أفضل من احلسن بن صاحل‪ .‬وقا ابن سعد‪ :‬كان انسكاً عابداً فقيهاً‬
‫اجة صحيح احلديث كثريه‪ ،‬وكان متشيعاً(‪.)95‬‬

‫اجملرحني‪ّ :‬‬
‫ذمه يوسف بن أسباط‪ ،‬وقا حيىي القطان‪ :‬كان الثوري سيئ الرأي فيه‪ ،‬وقا أيضا عن الثوري‪:‬‬ ‫أقوال ّ‬
‫ذاك رجل يرى السيف على األمة‪ ،‬وقا الثوري‪ :‬يرتك اجلمعة‪ ،‬وقا ابن إدريس‪ :‬ما أان وابن اي ال يرى مجعة وال‬
‫جهاداً‪ ،‬وق ا بشر بن احلارث‪ :‬كان زائدة جيلس يف املسجد حيذر الناس من ابن اي وأصحابه‪ .‬قا ‪ :‬وكانوا يرون‬
‫السيف‪ ،‬قا أبو نعيم‪ :‬قا ابن املبارك‪ :‬كان ابن صاحل ال يشهد اجلمعة‪ ،‬وأان رأيته شهد اجلمعة يف أثر مجعة اختفى‬
‫منها‪ ،‬وقا أبو موسى‪ :‬ما رأيت حيىي‪ ،‬وال عبد الرمحن اداث عن احلسن بن صاحل بشيء‪ ،‬وذكره حيىي بن سعيد‬
‫فقا ‪ :‬مل يكن ابلسكة(‪.)96‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫نرى العلماء قد انقسموا فيه على قسمني‪ :‬فحمل عليه متقدمي األئمة والنقاد من ابن املبارك وابن أسباط وزائدة‬
‫والثوري وابن مهدي والقطان‪ ،‬والسبب يف ذلك أن فيه تشيعاً ويرى اخلروج على إمام اجلور يف وقته وال يرى اجلهاد‬
‫معه وال اجلمعة‪ ،‬وكانوا حيذرون منه ومن مذهبه ومن الرواية عنه خشية بدعته‪ ،‬وإن كان متقناً يف احلديث‪ ،‬والقسم‬
‫اآلخر‪ :‬طبقة احملدثني من تالميذ ابن مهدي والقطان كأمحد وابن معني‪ ،‬ومن حتتهم‪ ،‬فهؤالء من مجهور النقاد يف‬
‫تلك الطبقة يذهبون إىل توثيقه ووصفه ابإلتقان والورع والزهد ويقبلون اديثه‪ ،‬ومل يبالوا أبمر بدعته؛ ألن بوفاته زا‬
‫خطر بدعته‪ ،‬وبقي اإلتقان يف اديثه واالنتفاع به‪ ،‬وهذا ما سار عليه احملدثون بعد ذلك‪ ،‬وقد علّق احلافظ الذهيب‬
‫على ذلك فقا ‪ " :‬كان يرى احلسن اخلروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم‪ ،‬ولكن ما قاتل أبداً‪ ،‬وكان ال يرى‬
‫اجلمعة خلف الفاسق"(‪ ،)97‬وقا احلافظ ابن اجر وقوهلم‪ " :‬كان يرى السيف " يعين‪ :‬كان يرى اخلروج ابلسيف‬
‫على أئمة اجلور‪ ،‬وهذا مذهب للسلف قدمي‪ ،‬لكن استقر األمر على ترك ذلك ملا رأوه قد أفضى إىل أشد منه‪ ،‬ففي‬

‫‪60‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫وقعة احلرة ووقعة ابن األشعث وغريمها عظة ملن تدبر‪ ،‬ومبثل هذا الرأي ال يُقدح يف رجل قد ثبتت عدالته‪ ،‬واشتهر‬
‫ابحلفظ‪ ،‬واإلتقان والورع التام‪ ،‬واحلسن مع ذلك مل خيرج على أاد‪ .‬وأما ترك اجلمعة ففي مجلة رأيه ذلك أن ال‬
‫يصلي خلف فاسق‪ ،‬وال يصحح والية اإلمام الفاسق‪ ،‬فهذا ما يعتذر به عن احلسن‪ ،‬وإن كان الصواب خالفه‪ ،‬فهو‬
‫إمام جمتهد"(‪ .)98‬واختصر ابن اجر االه فقا ‪" :‬ثقة فقيه عابد‪ ،‬رمي ابلتشيع"(‪.)99‬‬

‫اخلالصة‪ :‬أنه ثقة متقن يف احلديث وأااديثه مستقيمة كما وصفه ابن عدي‪ ،‬وال يعرف له اديث منكر‪.‬‬

‫(‪ )17‬حسان بن إبراهيم الكرماين‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬وحلسان شيء من األصناف‪ ،‬وله اديث كثري‪ ،‬وقد ادث أبفرادات كثرية عن أ ََابن بن تغلب‬
‫َيضا‪ ،‬وعن إبراهيم الصائغ‪ ،‬وعن لَيث بن أَيب ُسلَيم‪ ،‬وعاصم األاو ‪ ،‬وسائر الشيوخ‪ ،‬فلم أجد له أنكر مما ذكرته‬‫أ ً‬
‫من هذه األااديث‪ ،‬واسان عندي من أهل الصدق إال أنه يغلط يف الشيء‪ ،‬وليس ممن يظن به أنه يتعمد يف ابب‬
‫(‪)100‬‬
‫‪.‬‬ ‫إسنادا ومتناً‪ ،‬وإمنا هو َوْهم منه‪ ،‬وهو عندي ال أبس به"‬
‫الرواية ً‬
‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬
‫قا ارب الكرماين‪ :‬مسعت أمحد يوثق اسان بن إبراهيم‪ ،‬ويقو ‪ :‬اديثه اديث أهل الصدق‪ .‬وذكر أمحد أن يف‬
‫اديثه مناكري‪ ،‬وضرب بعض اديثه املنكر‪ ،‬وقا املفضل الغاليب‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا علي بن املديين‬
‫والدارقطين‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا عثمان الدارمي وغريه‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬ليس به أبس‪ .‬ويف «كتاب» ابن اجلنيد عن حيىي‪ :‬ال‬
‫أبس به إذا ادث عن ثقة‪ ،‬وقا أبو زرعة‪ :‬ال أبس به‪ ،‬وقا النسائي‪ :‬ليس ابلقوي‪ ،‬وقا العقيلي‪ :‬يف اديثه وهم‪،‬‬
‫وقا ابن ابان‪ :‬رمبا أخطأ(‪.)101‬‬
‫الدراسة والتحليل‪ :‬من اجلمهور من وثقة ومنهم من وصفه ابلصدق‪ ،‬وقد ذكر ابن عدي شيئاً من مناكريه‪ ،‬وكذا‬
‫أمحد ذكر أنه له مناكري‪ ،‬وابن معني يرى أنه الأبس حبديثه إذا ادث عن ثقة‪ ،‬ولذلك خلص ابن اجر االه فقا ‪:‬‬
‫"صدوق خيطئ"(‪.)102‬‬
‫اخلالصة‪ :‬الأبس به اسن احلديث‪ ،‬ولكن له أخطاء جتتنب‪ ،‬وما وصفه ابن عدي به مطابق لواقعه‪ ،‬ويشبه ما ذكره‬
‫ابن معني من روايته الرواايت املنكرة عن الضعفاء‪.‬‬

‫(‪ )18‬زيد بن عوف البصري‪ ،‬أبو ربيعة ولقبه فهد‪:‬‬

‫ابن َعدي‪" :‬وأَبو ربيعة هذا أكثر روايته عن أيب َع َوانة‪ ،‬وهو مشهور يف البصريني‪ ،‬وينفرد عن أيب َع َوانة بغري‬
‫قا ُ‬
‫شيء‪ ،‬وعن غريه‪ ،‬ومل أر يف اديثه اديثاً منكراً ال يشبه اديث أهل الصدق"(‪.)103‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬

‫قا أيوب بن إسحاق‪ :‬قلت لعلي بن املديين أن أاب ربيعة له صالح‪ ،‬وفضل؟ فقا ‪" :‬رمبا رأيت الرجل يلزم الصف‬
‫األو مخسني سنة‪ ،‬وهو يكذب يف احلديث"(‪.)104‬‬

‫وقا عمرو بن علي الفالس‪ :‬مرتوك احلديث‪ ،‬ويف رواية‪ :‬كذاب(‪ ،)105‬وقا أبو اامت‪ :‬ما رأيت ابلبصرة أكيس‪ ،‬وال‬
‫أالى من أيب ربيعة فهد بن عوف‪ ،‬وكان علي ابن املديين يتكلم فيه‪ ،‬قيل أليب اامت‪ :‬ما تقو فيه ؟ فقا ‪ :‬تعرف‪،‬‬
‫وارك يده‪ -‬وذكره أبو زرعة‪ ،‬واهتمه بسرقة اديثني(‪.)106‬‬
‫وتنكر ‪ّ -‬‬

‫قا ابن أيب اامت‪ :‬قلت أليب زرعة‪ :‬يكتب اديثه؟ فقا ‪ :‬أصحاب احلديث رمبا أراهم يكتبونه‪ ،‬قا الدارمي‪ :‬قلت‬
‫ليحىي بن معني‪ :‬أبو ربيعة ؟ قا ‪ :‬ليس يل به علم‪ ،‬ال أعرفه‪ ،‬ومل أكتب عنه‪ .‬وقا الدارقطين والبيهقي‪ :‬ضعيف‪،‬‬
‫وذكره ابن ابان يف الثقات وسكت عنه‪ ،‬مث ذكره يف اجملرواني وقا ‪" :‬يروي عن محاد بن سلمة‪ ،‬روى عنه العراقيون‪،‬‬
‫كان ممن اختلط أبخرة فما اديث قبل اختالطه فمستقيم‪ ،‬وما ادث بعد التخليط ففيه املناكري‪ ،‬جيب التنكب‬
‫عما انفرد به من األخبار وكان حيىي بن معني سيء الرأي فيه‪ ،‬ويقو اتقوا فهدين فهد بن عوف وفهد بن‬
‫ايان"(‪ ،)107‬وقا الذهيب تلخيصاً حلاله‪ :‬تركوه(‪.)108‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬عبارات النقاد متفاوته مابني تضعيفه وتكذيبه وذهاب بعضهم لكتابة اديثه‪ ،‬واألرجح أنه إىل‬
‫الضعف أقرب‪ ،‬وقو ابن عدي‪ " :‬وينفرد عن أيب َع َوانة بغري شيء‪ ،‬وعن غريه‪ ،‬ومل أر يف اديثه اديثاً منكراً ال‬
‫يشبه اديث أهل الصدق" ففيه نظر‪ ،‬فقد أغلظ فيه القو أكثر النقاد‪ ،‬بل كذبه ابن املديين ووصفه أبو زرعة بسرقة‬
‫وفسر ذلك حبادثتني!! علماً أبن ابن املديين وأاب زرعة من املعتدلني! وقا الفالس‪ :‬مرتوك‪ ،‬وعليه فال يسلم‬
‫احلديث ّ‬
‫البن عدي ما ذكر وهلل أعلم‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬الرجل ضعيف ومتهم‪ ،‬وال يسلم البن عدي قوله‪ " :‬ومل أر يف اديثه اديثاً منكراً ال يشبه اديث أهل‬
‫الصدق"‪.‬‬

‫(‪ )19‬سعيد بن بشري األزدي‪:‬‬


‫يروى عن سعيد بن بشري أبساً‪ ،‬ولعله يهم يف الشيء بعد الشيء ويغلط‪ ،‬والغالب على‬
‫قا ابن عدي‪" :‬وال أرى مبا َ‬
‫اديثه االستقامة والغالب عليه الصدق"(‪.)109‬‬

‫‪62‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫أقوال املع ّدلني‪ :‬قا ابن سعد‪ :‬كان قدرايً‪ .‬وقا بقية‪ ،‬عن شعبة‪ :‬ذاك صدوق اللسان‪ .‬ويف رواية‪ :‬صدوق‬
‫احلديث‪.‬‬

‫ويف رواية‪ :‬صدوق اللسان يف احلديث‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬قلت ألمحد بن صاحل‪ :‬سعيد بن بشري دمشقي‪ ،‬وقا مروان‬
‫بن حممد‪ :‬مسعت ابن عيينة يقو ‪ :‬ادثنا سعيد بن بشري‪ ،‬وكان اافظاً‪.‬‬
‫وقا يعقوب بن سفيان‪ :‬سألت أاب مسهر عنه‪ ،‬فقا ‪ :‬مل يكن يف جندان أافظ منه‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬منكر احلديث‪.‬‬
‫وقا أبو زرعة الدمشقي‪ :‬قلت أليب مسهر‪ :‬كان سعيد بن بشري قدرايً ؟ قا ‪ :‬معاذ هللا‪.‬‬
‫قا ‪ :‬وسألت عبد الرمحن بن إبراهيم عن قو من أدرك فيه‪ ،‬فقا ‪ :‬يوثقونه‪ .‬وسألته عن حممد بن راشد فقدم‬
‫سعيداً عليه‪.‬‬
‫قا عثمان الدارمي‪ :‬مسعت دايماً يوثقه‪ .‬وقا سعيد بن عبد العزيز‪ :‬كان ااطب ليل‪ .‬وقا عمرو بن علي‪،‬‬
‫وحممد بن املثىن‪ :‬ادث عنه ابن مهدي‪ ،‬مث تركه‪ .‬وكذا قا أبو داود‪ ،‬عن أمحد‪ .‬وقا امليموين‪ :‬رأيت أاب عبد هللا‬
‫يضعف أمره‪.‬‬
‫وقا الدوري وغريه عن ابن معني‪ :‬ليس بشيء‪.‬‬
‫وقا عثمان الدارمي وغريه‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬ضعيف‪ ،‬وبضعفه قا ابن املديين وأبودود والنسائي‪.‬‬
‫وقا حممد بن عبد هللا بن منري‪ :‬منكر احلديث‪ ،‬ليس بشيء‪ ،‬ليس بقوي احلديث‪ ،‬يروي عن قتادة املنكرات‪ .‬وقا‬
‫البخاري‪ :‬يتكلمون يف افظه‪ ،‬وهو حيتمل‪ .‬وقا ابن أيب اامت‪ :‬مسعت أيب وأاب زرعة يقوالن‪ :‬حمله الصدق عندان‪.‬‬
‫قلت هلما‪ :‬حيتج حبديثه؟ قاال‪ :‬حيتج حبديث أيب عروبة والدستوائي‪ ،‬هذا شيخ يكتب اديثه‪ .‬وقا احلاكم أبو أمحد‪:‬‬
‫ليس ابلقوي عندهم‪ .‬وقا الساجي‪ :‬ادث عن قتادة مبناكري‪ .‬وقا ابن ابان‪ :‬كان رديء احلفظ‪ ،‬فااش اخلطأ‪،‬‬
‫يروي عن قتادة ما ال يتابع عليه‪ ،‬وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من اديثه‪ .‬وقا أبو بكر البزار‪ :‬هو عندان‬
‫صاحل ليس به أبس(‪.)110‬‬
‫الدراسة والتحليل‪ :‬اجلمهور على ضعفه مع كتب اديثه‪ ،‬وليس هو أهل لالاتجاج لروايته املناكري اليت ال‬
‫حتتمل‪ ،‬وابلغ ابن اجر فقاله فيه‪" :‬ضعيف"(‪.)111‬‬
‫اخلالصة‪ :‬صدوق يهم وخيطئ ويروي املناكري‪ ،‬وهو ممن يكتب اديثه‪ ،‬وال حيتج به‪ ،‬وتعبري ابن عدي "والغالب‬
‫على اديثه االستقامة" إذا قرنه آبراء اجلمهور علمنا أن فيه نظراً!!‬
‫(‪ )20‬سعيد بن زيد األزدي اجلهضمي‪:‬‬

‫قا ابن عدي‪" :‬ولسعيد بن زيد غري ما ذكرت أااديث اسان‪ ،‬وليس له منت منكر ال أييت به غريه‪ ،‬وهو عندي‬
‫يف مجلة من ينسب إىل الصدق"(‪.)112‬‬

‫أقوال املع ّدلني‪ :‬قا أمحد‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬وقا اآلجري‪ ،‬عن أيب داود‪ :‬كان حيىي بن سعيد يقو ‪ :‬ليس بشيء‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫وقا البخاري‪ :‬ادثنا مسلم ‪ -‬هو ابن إبراهيم ‪ ،-‬ادثنا‪ :‬سعيد بن زيد أبو احلسن‪ ،‬صدوق اافظ‪.‬‬

‫وقا ابن معني وسليمان بن ارب وابن سعد والعجلي‪ :‬ثقة‪.‬‬

‫وقا أبو جعفر الدارمي‪ :‬ادثنا ابان بن هال ‪ ،‬ادثنا سعيد بن زيد‪ ،‬وكان اافظاً صدوقاً‪.‬‬

‫وقا ابن ابان‪ :‬كان صدوقاً اافظاً‪ ،‬ممن كان خيطئ يف األخبار ويهم اىت ال حيتج به إذا انفرد(‪.)113‬‬

‫أقوال اجملرحني‪:‬‬

‫قا أمحد‪ :‬وكان حيىي بن سعيد ال يستمرئه‪ .‬وقا ابن املديين‪ :‬مسعت حيىي بن سعيد يضعفه جداً يف احلديث‪.‬‬

‫عن أيب داود‪ :‬كان عبد الرمحن حيدث عنه‪ .‬وقا أبو اامت والنسائي‪ :‬ليس ابلقوي‪ .‬وقا اجلوزجاين‪ :‬يضعفون‬
‫اديثه‪ ،‬وليس حبجة‪.‬‬

‫وقا أبو بكر البزار‪ :‬لني‪ .‬وقا يف موضع آخر‪ :‬مل يكن له افظ‪ .‬وقا الدارقطين‪ :‬ضعيف(‪.)114‬‬

‫الدراسة والتحليل‪ :‬اتضح من جمموع كالم النقاد أنه اافظ صدوق‪ ،‬وهو كما قا ابن ابان خيطئ ويهم اىت ال‬
‫حيتج به إذا انفرد‪ ،‬ويصدق عليه قو ابن اجر‪ " :‬صدوق له أوهام"(‪.)115‬‬

‫اخلالصة‪ :‬هو صدوق خيطئ وال حيتج به على االنفراد‪ ،‬وكالم ابن عدي موافق لرأي اجلمهور وقد ذكر له مجلة من‬
‫مناكريه وأفراده‪.‬‬
‫(‪ )21‬سعيد بن أيب سعيد املقربي‪:‬‬
‫"وإمنا ذكرت سعيدا املقربي يف مجلة من امسه سعيد‪ ،‬ألن ُشعبَة يقو ‪َ :‬ادثنا سعيد بعد ما كرب‪ ،‬وأرجو أن سعيداً‬
‫من أهل الصدق‪ ،‬وقد قبله الناس وروى عنه األئمة والثقات من الناس وما تكلم فيه أاد إال خبري"(‪.)116‬‬
‫أقوال املع ّدلني‪:‬‬
‫قا ابن املديين‪ ،‬وابن سعد‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬والنسائي‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا ابن خراش‪ :‬ثقة جليل‪ ،‬أثبت الناس فيه‬
‫الليث بن سعد‪ ،‬وقا أمحد‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬صدوق‪.‬‬

‫وقا الساجي‪ :‬قا ابن معني‪ :‬أثبت الناس يف سعيد بن أيب ذئب‪ ،‬وقا عثمان الدارمي‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬سعيد‬
‫أوثق‪ ،‬يعين من العالء بن عبدالرمحن‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫وقا يعقوب بن شيبة‪ :‬قد كان تغري وكرب واختلط قبل موته‪ ،‬يقا أبربع سنني‪ ،‬وكان شعبة يقو ‪ :‬ادثنا سعيد‬
‫املقربي بعد ما كرب‪ ،‬وقا الواقدي‪ :‬اختلط قبل موته أبربع سنني‪.‬‬

‫وقا ابن ابان يف « الثقات »‪ :‬اختلط قبل موته أبربع سنني‪ ،‬و عن ابن المديني‪ :‬قال ابن عجالن‪ :‬كانت عنده‬

‫أحاديث أسندها عن رجال عن أبي هريرة فاختلطت عليه فجعلها كلها عن أبي هريرة(‪.)117‬‬

‫الدارسة والتحليل‪ :‬اجلمهور على توثيقه‪ ،‬وابلتأمل يف كالم متقدمي النقاد جندهم أثنوا عليه وأخرج له أهل الكتب‬
‫الستة‪ ،‬ويعكر عليه دعوى االختالط قبل موته أبربع سنني‪ ،‬فنجد أن أقدم من قا هبا هو الواقدي‪ ،‬والرجل مرتوك‪،‬‬
‫وأتى مبامل يقل به املتقدمون من النقاد يف طبقته والطبقة اليت تليها‪ ،‬وتبعه تلميذه ابن سعد ويعقوب بن شيبة ومن‬
‫املتأخرين ابن ابان‪ ،‬واستغربت سكوت ابن ااجر يف التهذيب عند نقله هلذا الكالم!! لكن وجدته يف هدي‬
‫الساري قا ‪" :‬صااب أيب هريرة جممع على ثقته؛ لكن كان شعبة يقو ‪ :‬ادثنا سعيد املقربي بعد أن كرب‪ ،‬وزعم‬
‫الواقدي أنه اختلط قبل موته أبربع سنني وتبعه بن سعد ويعقوب بن شيبة وبن ابان وأنكر ذلك غريهم"(‪ ،)118‬أما‬
‫قو شعبة‪" :‬ادثنا سعيد املقربي بعد ما كرب"‪ ،‬فاليعين اختالطه بل أتثره ابلكرب‪ ،‬ودائماً ما ينبه عليه الذهيب يف كتبه‬
‫أبنه تغري يسري حيدث للمحدث إذا هرم‪ ،‬وعلى فرض اصو بعض االختالط فقد قا الذهيب عن سعيد املقربي‪:‬‬
‫ِ‬
‫وج ُد لَهُ َش ْيء ُمْن َكر"(‪ .)119‬وقا أيضاً‪" :‬ما أظنه روى شيئاً يف‬ ‫َا َسبُهُ َرَوى َشْي ئًا ِيف مدَّة اختِ َال ِط ِه‪َ ،‬وَك َذل َ‬
‫ك َال يُ َ‬ ‫" َما أ ْ‬
‫االختالط‪ ،‬ولذلك ااتج به مطلقاً أرابب الصحاح"(‪ ،)120‬وأقو ‪ :‬القو ابالختالط فيه نظر‪ ،‬ميكن اصو تغري‬
‫وأخطاء ووهم ومناكري‪ ،‬وهذا حيصل للثقات وحيتمل منهم إن كان ابلقدر املتناسب مع كثرة مروايهتم‪ ،‬السيما اا‬
‫الكرب! ومن ذلك ما نقل عن ابن املديين قا ‪" :‬اديث عبد الرمحن بن إسحاق عن سعيد قا مسعت أاب هريرة وهم!‬
‫وأخاف أن ال يكون افظه"(‪ .)121‬وتعبري ابن اجر ألطف ايث قا ‪" :‬ثقة‪ ،‬من الثالثة‪ ،‬تغري قبل موته أبربع سنني‬
‫وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة"(‪ ،)122‬فوصفه ابلتغري وليس االختالط!‬

‫اخلالصة‪ :‬سعيد ثقة متفق على توثيقه وله اديث كثري واصل له بعض األوهام املعدودة والتغري البسيط قبل وفاته‬
‫مبا اليؤثر على اديثه‪ ،‬وما قاله ابن عدي فيه يتوافق مع االه‪.‬‬

‫(‪ )22‬عبدالرزاق بن مهام الصنعاين‪:‬‬

‫الرزَّاق بن مهام أصناف واديث كثري‪ ،‬وقد رال إليه ثقات املسلمني وأئمتهم‪ ،‬وكتبوا عنه‪،‬‬
‫قا ابن عدي‪" :‬ولعبد َّ‬
‫ومل يروا حبديثه أبساً‪ ،‬إال أهنم نسبوه إىل التشيع‪ ،‬وقد روى أااديث يف الفضائل مما ال يوافقه عليها أاد من الثقات‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هلذه األااديث‪ ،‬وملا رواه يف مثالب غريهم مما مل أذكره يف كتايب هذا‪ ،‬وأما يف ابب‬
‫(‪.)123‬‬
‫الصدق فأرجو أنه ال أبس به‪ ،‬إال أنه قد سبق منه أااديث يف فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكري"‬
‫(‪.)124‬‬
‫"وعبدالرزاق من أهل الصدق"‬

‫أقوال النقاد‪ :‬اتفق النقاد على توثيقه وإتقانه يف احلديث(‪ )125‬وقا أمحد بن صاحل املصري‪ :‬قلت ألمحد بن انبل‪:‬‬
‫رأيت أادا أاسن اديثاً من عبد الرزاق ؟ قا ‪ :‬ال‪ ،‬وقا أبو زرعة الدمشقي‪ :‬عبد الرزاق أاد من ثبت اديثه‪.‬‬
‫وقا أمحد‪ :‬اديث عبد الرزاق عن معمر أاب إيل من اديث هؤالء البصريني‪ ،‬كان يتعاهد كتبه‪ ،‬وينظر فيها‬
‫ابليمن‪ ،‬وكان حيدثهم افظاً ابلبصرة‪ ،‬يعين معمراً‪.‬‬

‫وقا األثرم‪ :‬مسعت أمحد يسأ عن اديث‪ :‬النار جبار‪ .‬فقا ‪ :‬ومن حيدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت‪ :‬ادثين‬
‫أمحد بن شبويه‪ .‬قا ‪ :‬هؤالء مسعوا بعدما عمي‪ ،‬كان يلقن فلقنه‪ ،‬وليس هو يف كتبه‪ ،‬كان يلقنها بعد ما عمي‪ ،‬وقا‬
‫انبل بن إسحاق‪ ،‬عن أمحد حنو ذلك‪ ،‬وزاد‪ :‬من مسع من الكتب فهو أصح‪.‬‬

‫وقا أيضا‪ :‬أخربين أمحد‪ ،‬أتينا عبد الرزاق قبل املائتني‪ ،‬وهو صحيح البصر ومن مسع منه بعد ما ذهب بصره فهو‬
‫ضعيف السماع‪ .‬وقا عباس الدوري‪ ،‬عن ابن معني‪ :‬كان عبد الرزاق أثبت يف اديث معمر من هشام بن يوسف‪،‬‬
‫وكان هشام يف ابن جريج أقرأ للكتب‪.‬‬

‫وقا يعقوب بن شيبة‪ ،‬عن علي ابن املديين‪ :‬قا يل هشام بن يوسف‪ :‬كان عبد الرزاق أعلمنا وأافظنا‪ .‬قا‬
‫يعقوب‪ :‬وكالمها ثقة ثبت‪.‬‬

‫وقا ابن أيب خيثمة‪ :‬مسعت حيىي بن معني وقيل له‪ :‬قا أمحد‪ :‬إن عبيد هللا بن موسى يرد اديثه للتشيع‪ .‬فقا ‪:‬‬
‫كان ‪-‬عبد الرزاق ‪ -‬وهللا الذي ال إله إال هو أغلى يف ذلك منه مائة ضعف‪ ،‬ولقد مسعت من عبد الرزاق أضعاف‬
‫ما مسعت من عبيد هللا‪.‬‬

‫وقا عبد هللا بن أمحد‪ :‬سألت أيب‪ :‬هل كان عبد الرزاق يتشيع‪ ،‬ويفرط يف التشيع ؟ فقا ‪ :‬أما أان فلم أمسع منه يف‬
‫هذا شيئاً‪ .‬وقا عبد هللا بن أمحد‪ :‬مسعت سلمة بن شبيب يقو ‪ :‬مسعت عبد الرزاق يقو ‪ :‬وهللا ما انشرح صدري‬
‫قط أن أفضل علياً على أيب بكر وعمر‪ ،‬رام هللا أاب بكر وعمر وعثمان‪ ،‬من مل حيبهم فما هو مؤمن‪ ،‬وقا ‪ :‬أوثق‬
‫أعمايل ايب إايهم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫وقا أبو األزهر‪ :‬مسعت عبد الرزاق يقو ‪ :‬أفضل الشيخني بتفضيل علي إايمها على نفسه‪ ،‬ولو مل يفضلهما ما‬
‫فضلتهما‪ ،‬كفى يب ازدراء أن أاب عليا‪ ،‬مث أخالف قوله‪.‬‬

‫قا النسائي‪ :‬فيه نظر ملن كتب عنه أبخرة‪ ،‬كتب عنه أااديث مناكري‪ .‬وقا أبو اامت‪ :‬يكتب اديثه‪ ،‬وال حيتج‬
‫به‪.‬‬

‫وذكره ابن ابان يف « الثقات »‪ ،‬وقا ‪ :‬كان ممن خيطئ إذا ادث من افظه‪ ،‬على تشيع فيه‪ ،‬وكان ممن مجع‬
‫وصنف وافظ وذاكر‪ .‬وقا اآلجري‪ ،‬عن أيب داود‪ :‬الفراييب أاب إلينا منه‪ ،‬وعبدالرزاق ثقة‪.‬‬

‫وقا حممد بن إمساعيل الفزاري‪ :‬بلغين وحنن بصنعاء أن أمحد وحيىي تركا اديث عبد الرزاق‪ ،‬فدخلنا غم شديد‪.‬‬
‫فوافيت ابن معني يف املوسم‪ ،‬فذكرت له‪ ،‬فقا ‪ :‬اي أاب صاحل‪ ،‬لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا اديثه‪.‬‬

‫وقا العجلي‪ :‬ثقة يتشيع‪ .‬وكذا قا البزار‪ .‬وقا الذهلي‪ :‬كان عبد الرزاق أيقظهم يف احلديث‪ ،‬وكان حيفظ‪ .‬وقا‬
‫العباس العنربي ملا قدم من صنعاء‪ :‬لقد جتشمت إىل عبد الرزاق وإنه لكذاب‪ ،‬والواقدي أصدق منه‪ .‬وذكر اإلمساعيلي‬
‫يف «املدخل» عن الفرهياين أنه قا ‪ :‬ادثنا عباس العنربي‪ ،‬عن زيد بن املبارك قا ‪ :‬كان عبد الرزاق كذاابً يسرق‬
‫احلديث‪ ،‬وعن زيد قا ‪ :‬مل خيرج أاد من هؤالء الكبار من هاهنا إال وهو جممع أن ال حيدث عنه(‪.)126‬‬

‫الدراسة والتحليل‪:‬‬

‫اجلمهور على توثيقه‪ ،‬وله أخطاء تناوهلا النقاد لكثرة روايته‪ ،‬منها روايته عن معمر فقد روى عنه ابلبصرة من افظه‬
‫واحلمل فيها على معمر‪ ،‬يبقى أن فيه تشيعاً وليساً رفضاً فهو ُمعظّم للخلفاء األربعة الراشدين‪ ،‬وهناك رواايت مناكري‬
‫تتعلق ابلتشيّع ميزها النقاد‪ ،‬أما تكذيبه الذي ورد عن العنربي وشيخه زيد بن املبارك فال عربة له قا الذهيب "هذا‬
‫شيء ما وافق العباس عليه مسلم"‪ ،‬وقا ابن اجر عن هذا التكذيب‪" :‬مردود على قائله"‪ .‬قا الذهيب‪" :‬عبد‬
‫الرزاق راوية اإلسالم‪ ،‬وهو صدوق يف نفسه‪ .‬واديثه حمتج به يف الصحاح‪ .‬ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد‬
‫صحيحاً غريباً‪ .‬بل إذا تفرد بشيء عد منكراً"(‪ ،)127‬أقو ‪ :‬وجيتنب من اديث عبدالرزاق الذين رووا عنه بعدما‬
‫عمي وأصبح يلقن ما بعد املائتني‪.‬‬

‫اخلالصة‪ :‬عبدالرزاق إمام يف احلديث متقن خاصة لروايته من كتابه‪ ،‬له أخطاء ومناكري تتعلق مبروايت يف التشيع‪،‬‬
‫وله مناكري احلمل فيها على من روى عنهم‪ ،‬وجيتنب مارواه بعد املائتني بعد تغريه‪ ،‬وما قاله ابن عدي موافق حلا‬

‫‪67‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫عبدالرزاق إال أنه يضاف لذلك ما أنكر عليه مما رواه يف غري التشيع‪ .‬وأجاد احلافظ ابن اجر يف تلخيص االه‬
‫فقا ‪" :‬ثقة اافظ مصنف شهري‪ ،‬عمي يف آخر عمره فتغري‪ ،‬وكان يتشيع"(‪.)128‬‬

‫سري‪:‬‬ ‫ِ‬
‫(‪َ )23‬عائذ بن نُ َ‬
‫قا ابن عدي‪" :‬وهذه األااديث اليت أمليتها ال يرويها غري َعائِذ بن نُ َسري هذا‪...‬وكل هذه األااديث غري‬
‫َيضا يرويه َعائِذ بن نُ َسري‪ ،‬وعن عائذ َحيىي بن ميان‪ ،‬وحيىي بن ميان هو يف مجلة أهل الصدق‪ ،‬إال‬
‫حمفوظة‪ .‬وهذا أ ً‬
‫أنه يهم ويغلط"(‪.)129‬‬
‫أقوال النقاد فيه‪:‬‬

‫وقا الدوري‪ ،‬عن ابن معني عائذ بن نسري ليس به أبس‪ ،‬ولكنه روى أااديث مناكري‪.‬‬

‫َلت َحيىي بن َمعِني َعن َعائِذ بن بشري‪ ،‬كيف َاديثه؟ فقا ‪ :‬ضعيف‪ .‬وقا‬
‫قا عثُمان بن َسعيد الدَّا ِرمي‪ ،‬قا ‪ :‬سأ ُ‬
‫العقيلي‪ :‬عن عطاء منكر احلديث‪ ،‬وذكر بعض مناكريه‪.‬‬

‫قا ابن ابان‪ :‬من أهل العراق يروي عن العراقيني واحلجازيني كثري اخلطأ على قلته بطل االاتجاج مبا انفرد ملا‬
‫غلب على صحيح اديثه اخلطأ(‪.)130‬‬
‫اخلالصة‪ :‬صدوق يف نفسه‪ ،‬لكنه كثري الغلط والوهم وروى املناكري‪ ،‬وهذا يتوافق مع ما قاله ابن عدي وابن معني‬
‫قبله‪.‬‬

‫(‪ )24‬يوسف بن أسباط بن واصل الشيباين‪:‬‬

‫"ويوسف بن أسباط من أجلة الزهاد ابلشام‪ ،‬ويوسف هذا هو عندي من أهل الصدق‪ ،‬إال أنه ملا عدم كتبه كان‬
‫الكذب"(‪.)131‬‬ ‫حيمل على افظه فيغلط ويشتبه عليه‪ ،‬وال يتعمد‬

‫أقوال النقاد‪ :‬قا حيىي بن معني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقا أبو اامت‪ :‬كان رجالً عابدا ً‪ ،‬دفن كتبه‪ ،‬وهو يغلط كثيرا ً‪ ،‬وهو رجل‬

‫صالح‪ ،‬ال يحتج بحديثه‪ .‬وقا العجلي‪ :‬صااب سنة وخري‪ ،‬دفن كتبه‪ ،‬وقا ‪ :‬ال يصلح قليب عليها‪ .‬وقا البخاري‪:‬‬
‫كان قد دفن كتبه فصار ال جييء حبديثه كما ينبغي‪.‬‬

‫وقا ابن ابان‪ :‬كان من عباد أهل الشام وقرائهم‪ ،‬سكن أنطاكية‪ ،‬وكان ال أيكل إال احلال ‪ ،‬فإن مل جيده استف‬
‫الرتاب‪ ،‬وكان من خيار أهل زمانه مستقيم احلديث رمبا أخطأ(‪.)132‬‬

‫‪68‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫اخلالصة‪ :‬الرجل صدوق‪ ،‬ولكن كثر خطؤه بسبب دفن كتبه‪ ،‬وهو ليس مكثر‪ ،‬واحلا ما ذكر ابن عدي‪.‬‬

‫نتائج البحث‪:‬‬

‫‪/1‬ابن عدي من النقاد الكبار الذين أثىن عليه الكبار كالدارقطين واعتربه الذهيب وغريه من املعتدلني واملنصفني يف‬
‫الرجا ‪.‬‬

‫‪/2‬ابن عدي يعتمد من خال احلكم على الراوي ابالطالع على كالم من تقدمه من النقاد‪ ،‬مث يسرب اديث الراوي‬
‫وحيكم عليه من خال رواايته وبقدر مناكريه وأفراده‪.‬‬

‫‪/3‬ابن عدي من املعتدلني يف معظم أاكامه‪ ،‬لكنه من املتساهلني أاياانً يف الثناء على الراوي وتعديله‪ ،‬وقد يقو‬
‫ال أعلم له اديثاً منكراً ويكون لدى غريه من كبار النقاد إيراد ملناكريه كما مر معنا يف الدراسة‪.‬‬

‫‪/4‬الرواة الذين الذين وصفهم ابن عدي أبهنم من "أهل الصدق" على أقسام‪:‬‬

‫من وثقهم اجلمهور وليس فيهم جرح معترب وهم‪:‬‬

‫أمحد بن املقدام وأمحد بن الفرات‪ ،‬وأمحد بن األزهر‪ ،‬وإبراهيم بن العالء‪ ،‬وإبراهيم بن سليمان‪ ،‬وإمساعيل بن أابن‪،‬‬
‫وأشعث بن عبدامللك‪ ،‬وأابن بن تغلب‪ ،‬وأابن بن يزيد‪ ،‬وإسرائيل بن يونس‪ ،‬واحلسن بن صاحل‪.‬‬

‫تغري اا الكرب وهم‪ :‬إبراهيم بن بشار‪ ،‬سعيد بن‬


‫الرواة الثقات الذين وثقهم اجلمهور لكن هلم أخطاء أو مناكري أو ّ‬
‫زيد اجلهضمي‪ ،‬سعيد املقربي‪ ،‬وعبدالرزاق الصنعاين‪ ،‬وجرير بن اازم اجلهضمي‪.‬‬

‫الرواة الذين لينهم اجلمهور مع كتب اديثهم وهم‪ :‬أمحد بن عبيد‪ ،‬إبراهيم السكسكي‪ ،‬الرباء بن عبدهللا الغنوي‪،‬‬
‫اسان الكرماين‪ ،‬سعيد بن بشري األزدي‪ ،‬عائذ بن نسري‪ ،‬يوسف بن أسباط‪.‬‬

‫الرواة الذين اهتموا‪ ،‬وااد‪ :‬وهو زيد بن عوف‪ ،‬وقد اهتم بسرقة اديثني‪.‬‬

‫‪ /5‬وعليه فنجد أن أكثر الرواة الذين قا فيهم ابن عدي عبارة "هو من أهل الصدق"‪ ،‬من الثقات‪ ،‬أو ممن يكتب‬
‫اديثهم‪ ،‬وأن من ثبت ضعفه واهتامه هو را ٍو وااد‪ ،‬فعليه فابن عدي اليطلق هذه الكلمة على كل من مل يتعمد‬
‫الكذب يف الغالب‪ ،‬وليس هناك قرائن تد على ذلك‪ ،‬لكن رمبا يريد هبا من مل يتعمد الكذب يف اا اهتام الراوي‬
‫من قبل بعض النقاد‪ ،‬ويف ااالت اندرة‪ ،‬وعليه فهذه اللفظة يف الغالب تكون وصف إضايف مع بقية كلمات التعديل‬

‫‪69‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫اليت يطلقها ابن عدي يف الراوي الوااد!! ويقصد هبا الصدق والعدالة‪ ،‬وحيتمل أن يقصد هبا يف النادر عدم تعمد‬
‫ض ّعف‪ ،‬فقد وصفه أبنه من‬
‫الكذب‪ ،‬مثل اطالقه هلا على زيد بن عوف املتهم ابلكذب‪ ،‬ويوسف بن أسباط الذي ُ‬
‫ورده لتكذيب ابن خراش له‪،‬‬
‫وصرح أبنه اليتعمد الكذب‪ ،‬ومثل دفاعه عن أمحد بن الفرات الثقة ّ‬
‫أهل الصدق ّ‬
‫وقوله‪ :‬بل هو من أهل الصدق واحلفظ‪ ،‬واإلشكالية األكرب أنه اطلق مصطلح "أهل الصدق" جمرداً عن غريه من‬
‫عبارات إضافية يف ثقات‪ ،‬بل وثقات متقنني‪ ،‬وهذا جيعلنا النتمكن من اعتبار هذا الوصف منضبطاً‪ ،‬ومصطلحاً‬
‫مستقراً عند ابن عدي ملن هو دون الثقة ممن هو يف مرتبة اسن احلديث‪ ،‬كما هو املتعارف عليه عند اجلمهور‪.‬‬

‫التوصيات‪ :‬أوصي ابلعناية مبصطلحات اجلرح والتعديل لدى األئمة الكبار ودراستها من خال كتب الرجا ‪،‬‬
‫وتكليف الطلبة يف اجلامعات والدراسات العليا بدراسة ألفاظ اجلرح والتعديل ومصطلحات األئمة من خال كتب‬
‫الرجا ‪ ،‬فإن ذلك يكسب الطالب اصيلة وملكة انجعة يف علم اجلرح والتعديل وفهم أعماق استعماالت األئمة‬
‫والنقاد‪ ،‬خلضوع ذلك للتطبيق العملي واملقارنة‪.‬‬

‫وصلى هللا وسلم على نبينا حممد‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫قائمة املراجع‬

‫الرازي‪1271( ،‬ه)‪ ،‬اجلرح والتعديل‪ ،‬طبعة جملس دائرة املعارف العثمانية حبيدر آابد‬
‫الرمحن بن حممد بن إدريس ّ‬
‫ابن أيب اامت‪ ،‬عبد ّ‬
‫الدكن‪.‬‬

‫ابن الصالح‪ ،‬أليب عمرو عثمان بن عبد الرمحن‪1406( ،‬ه) معرفة أنواع علوم احلديث (ال مُقدّمة)‪ ،‬حتقيق نور ال ّدين عرت‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬

‫ابن العراقي‪ ،‬أمحد بن عبد الرايم بن احلسني‪1419( ،‬ه )‪ ،‬حتفة التحصيل يف ذكر رواة املراسيل‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد هللا نوارة‪ ،‬مكتبة الرشد‬
‫– الرايض‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫ابن القطان‪ ،‬أبو احلسن علي بن حممد احلمريي الفاسي‪1418( ،‬ه)‪ ،‬بيان الوهم واإليهام يف كتاب األاكام‪ ،‬حتقيق احلسني آيت‬
‫سعيد‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫ابن رجب‪ ،‬عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن احلنبلي‪1407( ،‬ه)‪ ،‬شرح علل الرتمذي‪ ،‬حتقيق مهام عبد الرايم سعيد‪،‬‬
‫مكتبة املنار‪ ،‬ط أوىل سنة‪.‬‬

‫ابن سعد‪ ،‬حممد بن سعد بن منيع البغداي‪1968( ،‬م) الطبقات الكربى‪ ،‬احملقق‪ :‬إاسان عباس‪ ،‬دار صادر – بريوت‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬حممد بن سعد بن منيع‪1408( ،‬ه)‪ ،‬الطبقات الكربى‪ ،‬القسم املتمم لتابعي أهل املدينة ومن بعدهم‪ ،‬احملقق‪ :‬زايد حممد‬
‫منصور‪ ،‬مكتبة العلوم واحلكم ‪ -‬املدينة املنورة‪ ،‬ط اثنية‪.‬‬
‫أبو بكر‪ ،‬بن أيب شيبة‪ 1427(،‬ه ‪2006 -‬م) املصنف البن أيب شيبة‪ ،‬دار القبلة ‪ -‬جدة ‪ -‬السعودية‪ ،‬مؤسسة علوم القرآن ‪-‬‬
‫دمشق – سوراي‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫اإلسفراييين‪ ،‬يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري‪1419( ،‬ه ‪1998 -‬م) مستخرج أيب عوانة‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمين بن عارف الدمشقي‬
‫الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت ط أوىل‪.‬‬

‫األلباين‪ ،‬حممد انصر الدين‪1412(،‬ه)‪ ،‬سلسلة األااديث الضعيفة‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫الباجي‪ ،‬أبو الوليد سليمان بن خلف األندلسي‪ ،)1986 – 1406( ،‬التعديل والتجريح ملن خرج له البخاري يف اجلامع الصحيح‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬د‪ .‬أبو لبابة اسني‪ ،‬دار اللواء للنشر والتوزيع – الرايض‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫البزار‪ ،‬أبو بكر أمحد بن عمرو بن عبد اخلالق العتكي‪2009-1988( ،‬م) البحر الزّخّار (مسند البزّار)‪ ،‬حتقيق حمفوظ ّ‬
‫الرمحن زين‬
‫هللا‪ ،‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫البسيت‪ ،‬أبو اامت حممد بن ابّان‪1393( ،‬ه)‪ ،‬الثقات‪ ،‬طبع إبعانة وزارة املعارف للحكومة العالية اهلندية‪ ،‬ونشرته دائرة املعارف‬
‫العثمانية حبيدر آابد ال ّدكن‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫البسيت‪ ،‬حممد بن ابان التميمي‪1396( ،‬ه ) اجملرواني من احملدثني والضعفاء واملرتوكني‪ ،‬احملقق‪ :‬حممود إبراهيم زايد‪ ،‬دار الوعي –‬
‫الب‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫البغدادي‪ ،‬حيىي بن معني‪1979-1399( ،‬م)‪ ،‬اتريخ ابن معني (رواية الدوري)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬أمحد حممد نور سيف‪ ،‬مركز البحث‬
‫العلمي وإاياء الرتاث اإلسالمي ‪ -‬مكة املكرمة‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫اجلرجاين‪ ،‬أبو أمحد بن عدي‪ ،1418( ،‬ه ‪1997‬م) الكامل يف ضعفاء الرجا ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عاد أمحد عبد املوجود‪-‬علي حممد‬
‫معوض شارك يف حتقيقه‪ :‬عبد الفتاح أبو سنة الناشر‪ :‬الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫احلاكم‪ ،‬أبو أمحد‪1994(،‬م) األسامي والكىن‪ ،‬احملقق‪ :‬يوسف بن حممد الدخيل‪ ،‬دار الغرابء األثرية ابملدينة‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫احلنفي‪ ،‬مغلطاي بن قليج‪1422( ،‬ه ‪2001 -‬م)‪ ،‬إكما هتذيب الكما يف أمساء الرجا ‪ ،‬احملقق‪ :‬عاد بن حممد ‪ -‬أسامة بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬الفاروق احلديثة للطباعة والنشر‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫اخلطيب‪ ،‬أبو بكر أمحد بن علي بن اثبت البغدادي‪1403( ،‬ه)‪ ،‬اجلامع ألخالق الرّاوي وآداب السّامع‪ ،‬حتقيق حممود الطّ ّحان‪،‬‬
‫مكتبة املعارف‪.‬‬

‫عواد معروف‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬ ‫اخلطيب‪ ،‬أبو بكر أمحد بن علي بن اثبت البغدادي‪1422( ،‬ه)‪ ،‬اتريخ بغداد‪ ،‬حتقيق ّ‬
‫بشار ّ‬
‫ط أوىل سنة‪.‬‬

‫خلف‪ ،‬جنم عبد الرمحن‪1409( ،‬ه ‪1989 -‬م) معْجَمُ اجلَرْح والتّعْديل ِلرجَاِ السنَن ال ُك ْربَى‪َ ،‬د ُار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫ال ّدارقطين‪ ،‬أبو احلسن علي بن عمر‪1405( ،‬ه)‪ ،‬العلل‪ ،‬حتقيق حمفوظ الرمحن زين هللا السلفي‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان‪1382( ،‬ه ‪1963 -‬م) ميزان االعتدا يف نقد الرجا ‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬دار املعرفة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان‪1405( ،‬ه)‪ ،‬سري أعالم النّبالء‪ ،‬حتقيق جمموعة من احملققني إبشراف شعيب األرانؤوط‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪.‬‬

‫الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان‪1418( ،‬ه ) املغين يف الضعفاء‪ ،‬حتقيق اامت القاضي‪ ،‬منشورات بيضون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬
‫الذهيب‪ ،‬حممد بن أمحد‪2003( ،‬م)‪ ،‬اتريخ اإلسالم وَوَفيات املشاهري وَاألعالم‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪/‬بشار ّ‬
‫عواد معروف‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫ط أوىل‪.‬‬

‫السجستاين‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق‪1420( ،‬ه) مسائل أيب داود عن اإلمام أمحد‪ ،‬حتقيق طارق بن عوض هللا‬
‫بن حممد‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬

‫الصياح‪ ،‬علي بن عبد هللا بن شديد‪1412( ،‬ه)‪ ،‬جهود احملدثني يف بيان علل احلديث‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‬
‫ابملدينة املنورة‪.‬‬
‫العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن اجر‪1390( ،‬ه ‪1971/‬م) لسان امليزان‪ ،‬احملقق‪ :‬دائرة املعرف النظامية – اهلند‪-‬‬
‫مؤسسة األعلمي للمطبوعات بريوت – لبنان‪ -‬ط اثنية‪.‬‬
‫العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن اجر‪1416( ،‬ه ) تقريب التهذيب‪،‬حتقيق أبو األشبا صغري أمحد شاغف الباكستاين‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار العاصمة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن اجر‪1996( ،‬م)‪ ،‬تعجيل املنفعة بزوائد رجا األئمة األربعة‪ ،‬حتقيق إكرام هللا إمداد‬
‫احلق‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬ط أوىل سنة‪.‬‬
‫ّ‬

‫العسقالين‪ ،‬أبو الفضل أمحد بن علي بن اجر‪1996( ،‬م)‪ ،‬هتذيب التهذيب‪ ،‬حتقيق إبراهيم ّ‬
‫الزيبق وعاد مرشد‪ ،‬أوىل مؤسسة‬
‫الرسالة‪.‬‬

‫العسقالين‪ ،‬أمحد بن علي بن اجر‪1379( ،‬ه) هدي الساري (مقدمة فتح الباري)‪ ،‬دار املعرفة – بريوت‪.‬‬

‫عواد معروف‪ ،‬ط أوىل‪.‬‬ ‫املزي‪ ،‬أبو احلجاج يوسف بن عبد الرمحن‪1400( ،‬ه)‪ ،‬هتذيب الكما يف أمساء الرجا ‪ ،‬حتقيق ّ‬
‫بشار ّ‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫اهلامشي‪ ،‬سعدي بن مهدي‪1402(،‬ه ‪1982/‬م)‪،‬أبو زرعة وجهوده يف السنة النبوية‪ ،‬كتاب الضعفاء‪ :‬أليب زرعة الرازي‪ ،‬عمادة‬
‫البحث العلمي ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬ابملدينة النبوية‪.‬‬

‫رأيت تقدمي األمهية كنوع من التجديد يف التناو ‪ ،‬وتكون ضمن جاذبية وبداية وبراعة االستهال ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ااشية الفوائد اجملموعة للشوكاين ص‪ ،501‬وانظر كتاب التنكيل مبا يف أتنيب الكوثري من األابطيل ص‪.324‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫بذكر اجلزء والصفحة‪ ،‬إال تقريب التهذيب فإين أنقل رقم الرتمجة؛ ألنه أدق وأسهل للوصو ‪ ،‬كما أين أذكر مصادر ترمجة‬ ‫(‪)3‬‬
‫الراوي يف آخر كل ترمجة وليس بعد كل قو منعاً لإلطالة‪ ،‬علماً أبين أراجع ترمجته يف كل الكتب املذكورة ملعرفة الفروق أو التصحيف‪.‬‬
‫وشهادة احلافظ الدارقطين خامتة أئمة العلل هو كاخلتم يف الشهادة‪ ،‬ويكفي ابن عدي شرفاً‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫اتريخ جرجان للسهمي ص‪.267‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫سري أعالم النبالء‪.155/16‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫نفس املصدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫انظر (ذكر من يعتمد قوله يف اجلرح والتعديل) للذهيب ص‪.172‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر ترمجته يف اتريخ جرجان ص‪ ،268-266‬واألنساب للسمعاين‪ ،230/3‬وسري أعالم النبالء‪ ،154/16‬وميكن‬ ‫(‪)9‬‬
‫الرجوع للتوسع يف ترمجته‪ ،‬وقد آثرت هنا ذكر أهم ما متيزت به ترمجته وما برز فيه يف جانب اجلرح والتعديل طلباً لالختصار‪.‬‬
‫(‪ )10‬انظر اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،37/2‬وعلوم احلديث البن الصالح‪.123-122‬‬
‫(‪ )11‬انظر علوم احلديث البن الصالح ص‪.123‬‬
‫(‪ )12‬اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،37/2‬وانظر تفصيل إضايف للسخاوي يف فتح املغيث للسخاوي‪.118/1‬‬
‫(‪ )13‬الكامل يف الضعفاء البن عدي‪.294/1‬‬
‫(‪ )14‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،78/2‬والثقات البن ابان‪ ،8،32‬واتريخ بغداد للخطيب‬
‫البغدادي‪ ،381/6‬والتعديل والتجريح‪ ,‬ملن خرج له البخاري يف اجلامع الصحيح أليب الوليد الباجي‪ ،323 /1‬وهتذيب الكما‬

‫‪73‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫للمزي‪ ،488/1‬وإكما هتذيب الكما ملغلطاي‪ ،143/1‬والكاشف للذهيب‪ ،35/2‬وسري أعالم النبالء للذهيب‪،219/12‬‬
‫وهتذيب التهذيب البن اجر العسقالين‪.47/1‬‬
‫(‪ )15‬التقريب البن اجر رقم‪.111‬‬
‫(‪ )16‬اتريخ بغداد للخطيب ‪ ،381/6‬التعديل والتجريح ملن خرج له البخاري يف اجلامع الصحيح (‪)323/1‬أليب الوليد‬
‫الباجي‪.‬‬
‫(‪ )17‬الكامل يف الضعفاء البن عدي‪.294/1‬‬
‫(‪ )18‬ونقل اخلطيب بسنده عن ابن عدي تصرحيه برواية أمحد ملناكري‪ ،‬اتريخ بغداد‪.431/5‬‬
‫(‪ )19‬الكامل يف الضعفاء البن عدي‪.310/1‬‬
‫(‪ )20‬انظر ترمجته يف الثقات‪ ،43/8‬واتريخ بغداد‪ ،429/5‬وهتذيب الكما ‪ ،402 /1‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،85/1‬وسري‬
‫أعالم النبالء‪ ،193/13‬واتريخ اإلسالم‪ ،488/6‬وهتذيب التهذيب‪ ،36/1‬والتقريب رقم‪.78‬‬
‫(‪ )21‬اتريخ بغداد‪.431-428/5‬‬
‫(‪ )22‬انظر ترمجته يف الثقات البن ابان‪ ،36/8‬والكامل البن عدي‪ ،312/1‬واتريخ بغداد‪ ،563/5‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،422/1‬والكاشف للذهيب‪ ،29/2‬واتريخ اإلسالم‪ ،30/6‬وسري أعالم النبالء‪ ،480/12‬والتهذيب‪.39/1‬‬
‫(‪ )23‬انظر الكامل يف الضعفاء‪ ،312 /1‬وهتذيب التهذيب ‪.40/1‬‬
‫(‪ )24‬ميزان االعتدا للذهيب‪.128/1‬‬
‫(‪ )25‬هتذيب التهذيب‪ ،40/1‬وأخشى أنه تصرف من ابن اجر يف عبارة الذهيب!‪.‬‬
‫(‪ )26‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.488/12‬‬
‫(‪ )27‬التقريب رقم‪.88‬‬
‫(‪ )28‬الكامل البن عدي‪.317/1‬‬
‫(‪ )29‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،41 /2‬والثقات‪ ،43 /8‬والكامل البن عدي‪ ،317/1‬واتريخ بغداد‬
‫للخطيب‪ ،66 /5‬وهتذيب الكما ‪ ،255/1‬وإكما هتذيب الكما ملغلطاي‪ ،15/1‬والكاشف للذهيب‪ ،8/2‬وسري أعالم‬
‫النبالء‪ ،363 /12‬واتريخ االسالم‪ ،258 /6‬وهتذيب التهذيب‪.14/1‬‬
‫(‪ )30‬الكامل يف الضعفاء البن عدي‪ ،317/1‬و ابن الشرقي من الرواه عنه وهو أعرف به وقا هذا الكالم بعد روايته‬
‫للحديث املنكر الذي رواه عن عبدالرزاق (أنت سيد يف الدنيا واالخرة) وأييت الكالم عليه‪.‬‬
‫(‪ )31‬رواه عن عبد الرزاق‪ ،‬قا ‪ :‬أخربان معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبيد هللا بن عبد هللا‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنه‪ ،‬قا ‪ :‬نظر‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم إىل علي رضي هللا عنه‪ ،‬فقا ‪( :‬أنت سيد يف الدنيا سيد يف اآلخرة‪ ،‬ومن أابك فقد أابين‪ ،‬وابييب‬
‫ابيب هللا‪ ،‬وعدوك عدوي‪ ،‬وعدوي عدو هللا‪ ،‬والويل ملن أبغضك من بعدي) أخرجه ابن عدي يف الكامل يف الضعفاء‪،317/1‬‬
‫واخلطيب يف اتريخ بغداد ‪68/5‬وعدوه يف مناكريه‪.‬‬
‫(‪ )32‬الكامل يف الضعفاء البن عدي‪ ،317/1‬واتريخ بغداد‪.68/5‬‬
‫(‪ )33‬اتريخ بغداد‪.69/5‬‬
‫(‪ )34‬اتريخ بغداد‪.69/5‬‬
‫(‪ )35‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.367/12‬‬
‫(‪ )36‬التقريب رقم‪.5‬‬

‫‪74‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫(‪ )37‬الكامل يف الضعفاء‪.344 /1‬‬


‫(‪ )38‬انظر الطبقات الكربى‪ ،261/7‬واجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،120/2‬و الكامل يف الضعفاء‪،344 /1‬‬
‫والثقات‪ ،12/6‬واتريخ اإلسالم للذهيب‪ ،809/3‬وتعجيل املنفعة للحافظ ابن اجر‪.553-552/2‬‬
‫(‪ )39‬تعجيل املنفعة للحافظ ابن اجر‪ ،554-553/2‬قا ابن اجر‪ " :‬فصحف‪ ،‬وإمنا قا شعبة ذلك يف أيب هارون‬
‫العبدي‪ ،‬وقد نقله ابن اجلوزي يف ترمجة العبدي على الصواب‪."...‬‬
‫(‪ )40‬ومن يستعرض كتب الرجا جيد كثرياً من الرواة مل يرِو القطان وعبدالرمحن بن مهدي عنهما‪ ،‬وقد وثقوا من مجهور‬
‫النقاد‪.‬‬
‫(‪ )41‬تقريب التهذيب رقم‪.8489‬‬
‫(‪ )42‬التهذيب‪74/1‬‬
‫الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.345/1‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫(‪ )44‬انظر اجلرح والتعديل‪ ،111/2‬والكامل يف الضعفاء‪ ،344 /2‬وضعفاء العقيلي‪،198 /1‬والتعديل والتجريح ‪ ,‬ملن خرج‬
‫له البخاري يف اجلامع الصحيح‪ ،353/1‬وهتذيب الكما ‪،132/2‬و إكما هتذيب الكما ‪ ،238/1‬والكاشف‪ ،59/2‬واتريخ‬
‫اإلسالم‪ ،207/3‬وهتذيب التهذيب‪.74/1‬‬
‫(‪ )45‬نقله مغلطاي يف إكما هتذيب الكما ‪.239/1‬‬
‫(‪ )46‬يقصد اديث‪" :‬خري عباد هللا الذين يراعون الشمس والقمر"‪ ،‬أخرجه وابن أيب شيبة يف "مصنفه" (‪)183/19‬‬
‫برقم‪ ( )35746(:‬كتاب الزهد‪ ،‬كالم أيب الدرداء رضي هللا عنه ) ادثنا وكيع‪ ،‬عن مسعر‪ ،‬عن إبراهيم السكسكي قا ‪ :‬ادثنا‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أيب الدرداء قا ‪" :‬إن شئتم ألقسمن لكم‪ :‬إن أاب العباد إىل هللا الذين حيبون هللا وحيببون هللا إىل عباده‪ ،‬الذين يراعون‬
‫الشمس والقمر والنجوم واألظلة لذكر هللا" واحلديث أخرجه البزار يف "مسنده" (‪ )283 /8‬برقم‪ )3350( :‬من طريق عبداجلبار‬
‫بن العالء عن سفيان مرفوعاً‪ ،‬مث قا ‪ " :‬وهذا احلديث ال نعلم أادا رواه عن مسعر هبذا اإلسناد إال سفيان بن عيينة‪ ،‬وحممد بن‬
‫الوليد الذي ادثنا هبذا احلديث ال نعلم أادا اتبعه على روايته عن حيىي بن أيب بكري عن ابن عيينة‪ ،‬واحلديث إمنا يعرف لعبد اجلبار‪،‬‬
‫والصحيح الذي روى عن مسعر‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أيب الدرداء موقوفاً"‪ ،‬وعليه فدعوى الساجي أنه تفرد به مرفوعاً ليس‬
‫كذلك‪ ،‬بل رواه عن أصحابه وأوقفه‪ ،‬واحلديث رفعه غريه كما أوضح ذلك البزار‪ .‬وعلى كل فاحلديث معلو وخمتلف بني رفعه‬
‫ووقفه‪ ،‬وأئمة العلل يرجحون وقفه‪ ،‬والسككي على كل اا فيه ضعف‪ ،‬ولو تفرد فال يتحمل تفرده‪ ،‬وقد تساهل املتأخرون يف‬
‫تصحيح أو حتسني احلديث‪ .‬انظر التلخيص احلبري البن اجر‪ ،514/1‬وسلسلة األااديث الضعيفة لأللباين‪.66/11‬‬
‫(‪ )47‬التقريب رقم‪.206‬‬
‫(‪ )48‬بيان الوهم واإليهام يف كتاب األاكام البن القطان‪.306 /3‬‬
‫(‪ )49‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.405 /1‬‬
‫(‪ )50‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،102/2‬والثقات‪ ،14/6‬واتريخ بغداد‪ ،609/6‬وهتذيب الكما ‪ ،99/2‬والكاشف‬
‫للذهيب‪ ،52/2‬وهتذيب التهذيب‪.67/1‬‬
‫(‪ )51‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪ ،405 /1‬والضعفاء للعقيلي‪ ،187 /1‬واملغين يف الضعفاء للذهيب‪.16/1‬‬
‫(‪ )52‬التقريب رقم‪.183‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫عدي‪":‬ادثنا اجلنيدي‪َ ،‬ادثنا البُخاري‪ ،‬قا يل إبراهيم الرمادي‪َ ،‬ادثنا سفيان بن ُعيَينة‪ ،‬عن بَُريد‪ ،‬عن أيب‬
‫َ‬ ‫(‪ )53‬قا ابن‬
‫وسلم‪ :‬كلكم راع وكلكم مسئو ‪ .‬وهو وهم‪ ،‬وكان ابن عُيَينة يرويه مرسالً"‬‫صلى هللا َعليه َ‬
‫بردة‪ ،‬عن أيب موسى‪ ،‬عن النيب َ‬
‫الكامل‪.431/1‬‬
‫(‪ )54‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.431/1‬‬
‫(‪ )55‬مستخرج أيب عوانة‪.327/3‬‬
‫(‪ )56‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،89/2‬والكامل يف الضعفاء‪ ،430/1‬والثقات البن ابان‪ ،72/8‬وهتذيب الكما‬
‫للمزي‪ ،56/2‬والكاشف للذهيب‪ ،46/2‬وسري أعالم النبالء‪ ،510/10‬وهتذيب التهذيب‪.60/1‬‬
‫(‪ )57‬انظر مصادر ترمجته يف الفقرة السابقة رقم‪.43‬‬
‫(‪ )58‬الضعفاء للعقيلي‪.186-183/1‬‬
‫(‪ )59‬التقريب رقم‪.156‬‬
‫(‪ )60‬الكامل يف الضعفاء‪.504/1‬‬
‫(‪ )61‬انظر اجلرح والتعديل‪ ،160/2‬والثقات‪ ،91/8‬والكامل يف الضعفاء‪ ،503/1‬والكاشف‪ ،110/2‬واتريخ‬
‫اإلسالم‪ ،276/5‬إكما هتذيب الكما ‪ ،139/2‬وهتذيب التهذيب‪ ،137/1‬وتقريب التهذيب‪.404‬‬
‫(‪ )62‬برقم‪.414‬‬
‫(‪ )63‬الكاشف‪.110/2‬‬
‫(‪ )64‬سري أعالم النبالء‪.348/10‬‬
‫(‪ )65‬الكامل يف الضعفاء‪.40-39/2‬‬
‫(‪ )66‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،275/2‬والثقات‪ ،62/6‬والكامل يف الضعفاء‪ ،35/2‬وهتذيب الكما ‪،278/3‬‬
‫وإكما هتذيب الكما ‪ ،240/2‬وسري أعالم النبالء‪ ،278/6‬وهتذيب التهذيب‪.181/1‬‬
‫(‪ )67‬سري أعالم النبالء‪.279/6‬‬
‫(‪ )68‬إكما هتذيب الكما ‪.241/2‬‬
‫(‪ )69‬سري أعالم النبالء للذهيب‪.278/6‬‬
‫(‪ )70‬إكما هتذيب الكما ‪.241/2‬‬
‫(‪ )71‬سري أعالم النبالء‪ ،278 /6‬وإخراج ابن عدي له الشك ملا ورد فيه من أقوا وااتماالت يف تليينه قد أجبنا عليها‪.‬‬
‫(‪ )72‬برقم‪.535‬‬
‫(‪ )73‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.70/2‬‬
‫(‪ )74‬انظر ترمجته يف الطبقات الكربى ‪ ،360/6‬اجلرح والتعديل‪ ،296 /2‬والثقات‪ ،67/6‬والكامل يف ضعفاء‬
‫الرجا ‪ ،70/2‬وهتذيب الكما ‪ ،6/2‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،157 /1‬والكاشف‪ ،38 /2‬واتريخ اإلسالم‪ ،807 /3‬وسري‬
‫أعالم النبالء‪ ،308 /6‬وهتذيب التهذيب‪.53/1‬‬
‫(‪ )75‬انظر الكامل يف ضعفاء الرجا ‪ ،70/2‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،159/1‬وهتذيب التهذيب ‪ ،53/1‬ومقولة العقيلي‬
‫نقلها مغلطاي يف إكما هتذيب الكما وعنه ابن اجر يف هتذيب التهذيب‪ ،‬ومل أجدها يف املطبوع من ضعفاء العقيلي‪ ،‬مث وجدت‬
‫احملقق ذكر يف مقدمة ضعفاء العقيلي أن هذه النص يف ترمجة أابن نقله مغلطاي عن كتاب اجلرح والتعديل للعقيلي وهو غري مطبوع‪،‬‬
‫وهو يفرق عند النقل بني كتاب الضعفاء وكتاب اجلرح والتعديل انظر مقدمة التحقيق يف ضعفاء العقيلي‪.21/1‬‬

‫‪76‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫(‪ )76‬هتذيب التهذيب ‪ ،53/1‬وقا عنه ابن اجر"ثقة تكلم فيه للتشيع" التقريب رقم‪.137‬‬
‫(‪ )77‬الذهيب يف سري أعالم النبالء‪.308/6‬‬
‫(‪ )78‬الكامل يف الضعفاء‪.73/2‬‬
‫(‪ )79‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،299/2‬والثقات‪ ،68/6‬والكامل يف الضعفاء‪ ،71/2‬وهتذيب الكما ‪ ،24/2‬وإكما‬
‫هتذيب الكما ‪ ،170/1‬والكاشف‪ ،41/2‬واتريخ اإلسالم‪ ،287/4‬وهتذيب التهذيب‪.56/1‬‬
‫(‪ )80‬انظر احلاشية السابقة‪.‬‬
‫(‪ )81‬التقريب رقم‪.144‬‬
‫(‪ )82‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.135/2‬‬
‫(‪ )83‬الكالم يطو يف إسرائيل وأمثاله من الثقات‪ ،‬وقد ارصت على االختصار ابلقدر املمكن‪ ،‬وفيما يتعلق حبدود موضوعنا‬
‫او ابن عدي‪ ،‬وجتنبت املقارانت اليت تنفع يف علم العلل ويف الرتجيح بني الثقات ومعرفة األرجح من الرواايت‪.‬‬
‫(‪ )84‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،330/2‬والثقات‪ ،79 /6‬والكامل يف الضعفاء‪ ،128 /2‬واتريخ بغداد‪ ،476/7‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،515 /2‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،128 /2‬والكاشف للذهيب‪ ،108 /2‬واتريخ اإلسالم للذهيب‪ ،307 /4‬وسري أعالم‬
‫النبالء‪ ،355 /7‬وهتذيب التهذيب‪.133/1‬‬
‫(‪ )85‬انظر نفس املصادر برقم‪.62‬‬
‫(‪ )86‬التهذيب‪ ،133/1‬وبعض الناس ظن أن هذا ذماً وتضعيفاً من ابن املديين كما يظهر ذلك يف كالم الذهيب يف الكاشف‪،‬‬
‫والنص املفسر ملراد ابن املديين وهو يثين عليه يف اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ 331/2‬ونصه‪" :‬أان عبد هللا بن أمحد [بن انبل]‬
‫فيما كتب إيل‪ ،‬ان أبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬مسعت عبد الرمحن بن مهدي يقو ‪ :‬كان إسرائيل يف احلديث لصاً‪ ،‬يعين‪ :‬أنه يتلقف العلم‬
‫نص ابن أيب اامت عن أيب بكر بن أيب شيبة أو بناء على النسخ الرديئة اليت قا ابن اجر أنه ينقل‬ ‫صحف ُمغلطاي َ‬ ‫تلقفاً " وقد ّ‬
‫عنها فقا ‪" :‬كان ثبتاً" بد لصاً!!‪ ،‬وكتاب إكما هتذيب الكما ملغلطاي كتاب مفيد إال أنه فقد التحرير ووقع يف الوهم‪ ،‬واعتمد‬
‫فصل حمققا‬
‫على النسخ الردئية مما جعل احلافظ ابن اجر يلومه على ذلك‪ ،‬وقبل ذلك انتقده شيخه العراقي وأابن أخطاءه‪ ،‬وقد ّ‬
‫كتاب اإلكما يف املقدمة مانُقل عن اإلئمة فيه‪ ،‬وكذا ما وقفا عليه من أوهام وقلة حترير‪ ،‬انظر على سبيل املثا ماجاء يف مقدمة‬
‫حمقق إكما هتذيب الكما ‪.43-40/1‬‬
‫(‪ )87‬رقم‪.405‬‬
‫(‪ )88‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.227/2‬‬
‫(‪ )89‬انظر اجلرح والتعديل‪ ،401 /2‬والكامل‪ ،227 /2‬واجملرواني ص‪ ،198‬وهتذيب الكما ‪ ،37 /4‬وإكما هتذيب‬
‫الكما ‪ ،362 /2‬وميزان االعتدا ‪ ،9/2‬والتهذيب‪.216/1‬‬
‫(‪ )90‬التقريب رقم‪.655‬‬
‫(‪ )91‬الكامل‪.355-352/2‬‬
‫(‪ )92‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،504/2‬والثقات‪ ،144/6‬والكامل‪ ،344/2‬وهتذيب الكما ‪ ،524/4‬وإكما‬
‫هتذيب الكما ‪ ،180/3‬والكاشف‪ ،202/2‬وسري أعالم النبالء‪ ،98/7‬واتريخ اإلسالم‪ ،320/4‬وهتذيب التهذيب‪.294/1‬‬
‫(‪ )93‬التقريب الرقم‪.919‬‬
‫(‪ )94‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.157/3‬‬

‫‪77‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪ )95‬انظر ترمجته يف الطبقات الكربى‪ ،375/6‬ا اجلرح والتعديل‪ ،18/3‬والثقات‪ ،164/6‬والكامل‪ ،143/3‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،177/6‬والكاشف‪ ،270/2‬واتريخ اإلسالم‪ ،334/4‬وسري اعالم النبالء‪ ،361/7‬وهتذيب التهذيب‪.398/1‬‬
‫(‪ )96‬انظر احلاشية السابقة‪.‬‬
‫(‪ )97‬سري أعالم النبالء‪.371/7‬‬
‫(‪ )98‬هتذيب التهذيب‪.400/1‬‬
‫(‪ )99‬التقريب رقم‪.1260‬‬
‫(‪ )100‬الكامل يف الضعفاء‪.261/3‬‬
‫(‪ )101‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،238/3‬والثقات‪ ،224/6‬والكامل يف الضعفاء‪ ،253/3‬واتريخ بغداد‪ ،173/9‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،8/6‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،53/4‬والكاشف‪ ،257/2‬وسري أعالم النبالء‪ ،40/9‬والتهذيب‪.379/1‬‬
‫(‪ )102‬التقريب رقم‪.1204‬‬
‫(‪ )103‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.167/4‬‬
‫(‪ )104‬الضعفاء أليب زرعة الرازي يف أجوبته على أسئلة الربذعي‪.456/2‬‬
‫(‪ )105‬مل أقف على التكذيب إال يف ضعفاء العقيلي يرويه بسنده إىل البخاري إىل الفالس‪ ،364/3‬ومرتوك احلديث هو اللفظ‬
‫املشهور عنه‪.‬‬
‫(‪ )106‬واحلديثان حبكاية أيب زرعة يف اجلرح والتعديل البن أيب اامت‪ ،570/3‬والضعفاء أليب زرعة الرازي يف أجوبته على أسئلة‬
‫الربذعي‪.454/2‬‬

‫(‪ )107‬اجملرواني البن ابان‪ ،311/1‬وما قاله ابن ابان غريب!! وابن معني قا عنه‪ :‬ليس يل به علم! ال أعرفه! ومل أكتب‬
‫عنه!!أيضاً نسبة عبارة‪" :‬اتقوا الفهدين مل أجد من عزاها البن معني!!"‪ ،‬وبعد البحث وجدت أاب أمحد احلاكم ساقها بسنده يف‬
‫َخ َربان أبو العباس الثقفي‪َ ،‬ادَّثنا حممد‪ ،‬يَ ِ‬
‫عين ابن إمساعيل البخاري‪،‬‬ ‫األسامي والكىن‪ 175/2‬من قو علي ابن املديين قا ‪ :‬أ ْ‬
‫قا ‪:‬قا علي‪ ،‬يَعين ابن عبد هللا‪":‬ذهب الفهدان فهد بن عوف وفهد بن ايان"‪ ،‬والتقسيم الذي ذكره ابن ابان أبنه اختلط آخل‪،‬‬
‫مل يسبقه إليه أاد‪ ،‬وابن ابان متأخر!! فأخشى أنه التبس عليه بغريه‪.‬‬

‫(‪ )108‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،570/3‬والثقات‪ ،13/9‬واجملرواني البن ابان‪ ،311/1‬وضعفاء العقيلي‪،364/3‬‬
‫والكامل البن عدي‪ ،167/4‬واتريخ اإلسالم‪ ،425 /5‬ولسان امليزان ‪ ،559/‬ومعجم اجلرح والتعديل لرجا السنن الكربى لنجم‬
‫خلف ص‪.151‬‬

‫(‪ )109‬الكامل يف الضعفاء‪.422/4‬‬

‫(‪ )110‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،6/4‬واجملرواني البن ابان‪ ،319/1‬والكامل البن عدي‪ ،412 /4‬وهتذيب الكما ‪/10‬‬
‫‪ ،348‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،264/5‬والكاشف‪ ،473/2‬وسري إعالم النبالء‪ ،304 /7‬وهتذيب التهذيب‪.8/2‬‬

‫‪78‬‬
‫استعماالت مصطلح "الصدق" عند احلافظ ابن عدي‬

‫(‪ )111‬التقريب رقم‪ ،2289‬فقد خالف ابن اجر منهجه كما يف مقدمة التقريب؛ ألن هذه العبارة هي ضمن املرتبة الثامنة‬
‫ويقوهلا فيمن‪" :‬مل يوجد فيه توثيق ملعترب‪ ،‬ووجد فيه إطالق الضعف‪ ،‬ولو مل يفسر"‪ ،‬وهذا قد وجد فيه توثيق من معترب‪ ،‬واألوىل يف‬
‫مثله أن يقو ‪ :‬فيه ضعف‪ ،‬أو فيه لني أو يكتب اديثه‪ ،‬وحنو ذلك من عبارات استعملها يف مثل االه يف التقريب‪.‬‬
‫(‪ )112‬الكامل يف ضعفاء الرجا ‪.425/4‬‬
‫(‪ )113‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،21/4‬واجملرواني البن ابان‪ ،320/1‬والكامل يف الضعفاء‪ ،422/4‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،441/10‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،295/5‬والكاشف‪ ،481/2‬واتريخ اإلسالم‪ ،376/4‬وهتذيب التهذيب‪.19/2‬‬
‫(‪ )114‬انظر احلاشية السابقة‪.‬‬
‫(‪ )115‬التقريب رقم‪.2325‬‬
‫(‪ )116‬الكامل يف الضعفاء‪.444/4‬‬
‫(‪ )117‬انظر ترمجته يف الطبقات الكربى‪-‬متمم التابعني ص‪ ،146‬واجلرح والتعديل‪ ،57/4‬والثقات‪ ،284/4‬والكامل يف‬
‫الضعفاء‪ ،443/4‬والتعديل والتجريح للباجي‪ ،1079/3‬وهتذيب الكما ‪ ،466/10‬وإكما هتذيب الكما ‪،301/5‬‬
‫والكاشف‪ ،482/2‬وسري اعالم النبالء‪ ،216/5‬وهتذيب التهذيب‪.22/2‬‬
‫(‪ )118‬ص‪.405‬‬
‫(‪ )119‬سري أعالم النبالء‪.217/5‬‬
‫(‪ )120‬اتريخ االسالم‪.423/3‬‬
‫(‪ )121‬حتفة التحصيل لويل الدين العراقي ص‪ ،127‬والنص الذي نقله الباجي عن ابن املديين عن ابن عجالن أخشى أنه فيه‬
‫تصرف!! وما نقله العالئي هنا أظهر وأوضح‪.‬‬
‫(‪ )122‬التقريب رقم‪.2334‬‬
‫(‪ )123‬الكامل يف الضعفاء‪.545 /6‬‬
‫(‪ )124‬الكامل البن عدي‪ ،317/1‬قاهلا يف ترمجة أبو األزهر‪.‬‬
‫(‪ )125‬هو ممن اشتهرت ثقته وإتقانه ابالستفاضة‪ ،‬والكالم فيه يطو واختصرت بذكر ما يناسب وأشرت ملراجع ترمجته‪.‬‬
‫(‪ )126‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،38 /6‬والثقات‪ ،412 /8‬التهذيب‪ ،572/2‬الكامل يف الضعفاء‪ ،538/6‬وهتذيب‬
‫الكما ‪ ،52 /18‬وإكما هتذيب الكما ‪ ،266/8‬والكاشف‪،296/3‬واتريخ اإلسالم‪ ،374/5‬وسري أعالم النبالء‪،563/9‬‬
‫وهتذيب التهذيب‪.572 /2‬‬

‫(‪ )127‬اتريخ االسالم‪.376/5‬‬

‫(‪ )128‬التقريب رقم‪.4092‬‬

‫(‪ )129‬الكامل يف الضعفاء‪.62/7‬‬

‫(‪ )130‬اتريخ ابن معني رواية الدوري‪ ،364/3‬والضعفاء للعقيلي‪ ،304/3‬واجملرواني البن ابان‪ ،194/2‬ولسان‬
‫امليزان‪.383/4‬‬

‫‪79‬‬
‫مجلة جامعة الباحة للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد (‪ )30‬يونيو ‪2022‬‬

‫(‪ )131‬الكامل يف الضعفاء‪.489 /8‬‬

‫(‪ )132‬انظر ترمجته يف اجلرح والتعديل‪ ،218 /9‬والثقات‪ ،638 /7‬والكامل يف الضعفاء‪ ،486/8‬واتريخ اإلسالم‪،1255/4‬‬
‫وسري أعالم النبالء‪ 169 /9‬هتذيب التهذيب‪ ،453/4‬ولسان امليزان‪.548 /8‬‬

‫‪80‬‬
Kingdom Saudi Arabia
e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 30 June 2022
Ministry of Education
Contents
Al Baha University
Introduction to the journal ................................................
University Vice Presidency for
Postgraduate Studies and Scientific Editorial Board of Al Baha University Journal for Human Sciences ....................
Research
Al Baha University Journal for Contents ……
Human Sciences
A Comparative Analytical Study on the Possible Connotation of the Terms of Al-Jarh and Al-
Published by Al-Baha University
Periodical - Scientific - Refereed Ta'deel among the Imams of Criticism: “long-tongued” and “devil” as a Model 1
Vision: To be a scientific journal characterized by
publishing scientific research that serves the goals of Aisha Fuhaid Badi Al-Khamsan
comprehensive development in the Kingdom of Saudi
Arabia; serving original scientific research nationally Uses of the Term "Honesty/Truthfulness" from the Perspective of Al-Hafiz ibn Udai 37
and internationally; contributing to the development
of research capabilities of university members and the
like inside and outside the university as well as the Abdullah ibn Mohammed Mansour
country.

Mission: Activating the university's role in raising the


Criticism of Al-Mubarrad in Almuqtadab to Yunus' grammatical and
level of research performance of its employees to serve morphological opinions, a collection and study 81
the university's goals, achieve the desired development
goals, and increase constructive interaction with local,
regional, and global community institutions. Abeer Mohammed Hamad Al-Hamamah
Chairman of the Editorial Board: Fiqh Rulings Related to Salam Sale in Olive and its Oil and Most Important
Prof. Saeed ibn Ahmed Eidan Al-Zahran Contemporary Applications 113
Deputy Chairman of the Editorial Board:
Hani ibn Al-Barak ibn Obaid Basalah
Prof. Mohammad Hasan Zahir Al Shihri
The Relationship of Anger with Psychological Flow among University Students in
Director of the Editorial Board: the Light of Some Demographic Variables 154
Dr. Yahya Saleh Hasan Dahāmi,
Abdul Wahab ibn Mishrab Andijani
Associate Professor

Members of the Editorial Board: The effectiveness of self-questioning and simulation strategies in developing
Prof. Fahad Mohammad Al Harithi creative writing skills for secondary school students 190

Dr. Ahmad Mohammad Al Fagaih, Saleh Ahmed Dekhikh


Associate Professor
Fear of Compassion and its Relationship to Alexithymia and Social
Dr. Abdullah ibn Zahir Al Thagafi
e-ISSN: 1658 – 7472
Communication in Obese Adolescent Girls 244

PO Box: 1988 Nadia Mohammad Alamri & Aisha Fahad Abdullah ibn Yahya
Tel: 00966 17 7274111/ 00966
17:7250341 Problems with Omission and Addition in the Translation of Sophomore Students
Ext: 1314
Email: buj@bu.edu.sa 283
Website:
https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs Mohammed Ali Elsiddig Ibrahim
Published by Al Baha University

e-ISSN: 1658 – 7472 Vol. 8 Issue No.: 30 June 2022

Email: buj@bu.edu.sa https://portal.bu.edu.sa/ar/web/bujhs

You might also like