Professional Documents
Culture Documents
تايعادت تامزلأا ةيبساحملا تاسرامملا ىلع ةيعمتجملا لزاونلاو (انوروك سوريف COVID-19) أ اجذومن ةسارد ةيليلحت ةيرظن
تايعادت تامزلأا ةيبساحملا تاسرامملا ىلع ةيعمتجملا لزاونلاو (انوروك سوريف COVID-19) أ اجذومن ةسارد ةيليلحت ةيرظن
1
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
of adopting the (IFRA9) standard was considered based on fair value. In addition the
effects that followed by changes and modifications in the practices of the accountant
profession and the auditor in terms of accounting decline, and the weak scope of the
auditor’s work in collecting the evidence necessary to give Neutral technical opinion.
Keywords: Accounting in Light of the Casual Events and Crises, Coronavirus
(COVID-19), Accounting Practices, Accounting and Auditing Profession.
المقدمة
ال تزال االستجابة العالمية لتفشي جائحة فيروس كورونا ( )COVID-19تتطور بسرعة
منذ مطلع العام ،0202ومع استمرار تفشيه وتطوره ،فمن الصعب في هذا المنعطف ،التنبؤ بنطاق
التأثير أو مدة التأثير (قصيرة أو طويلة األجل) في األعمال ،وحتى حدود تأثيره االقتصادي .ومن
ثم ،قد تخلق هذه الظروف تحديات أمام الشركات عند إعداد التقارير المالية وفقا للمعايير الدولية
المعتمدة .لذا فإن الفجوة البحثية تمثلت بضرورة تحليل كيفية تأثيره في هذه التقارير ،وبالتحديد ما
يجب أن تصوره التقارير المالية بصورة عامة عن جميع اآلثار المادية الجوهرية لفيروس كورونا.
بحيث يتيح لمستخدميها اكتساب فهم أكبر واستيعاب أكثر لبنودها ودالئلها عن أداء الشركة
المستقبلي .ولتغطية الجوانب التي سيتناولها البحث فقد تم تقسيمه إلى أربعة محاور ،حيث يتناول
المحور األول منهجية البحث ،والمحور الثاني التداعيات االقتصادية لفيروس كورونا ،في حين
يتناول المحور الثالث مناقشة االستجابة المحاسبية آلثار فيروس كورونا وتداعياته على الممارسات
المحاسبية من حيث القياس واإلفصاح والقواعد والمبادئ المحاسبية ،واخيرا تم تحديد المحور
الرابع الستعراض خالصة البحث.
المحور األول :منهجية البحث
.1/1مشكلة البحث:
نظرا للتغيرات التي وقعت في بيئة شركات األعمال والمتمثلة في انتشار فيروس كورونا
( )COVID-19وآثاره االقتصادية (اآلنية والمستقبلية) التي ستنعكس من دون شك في القياس
واإلفصاح عن الرقم المحاسبي ،أصبح من األهمية بمكان تسليط الضوء على التداعيات التي أحدثها
فعال ،أو من المتوقع حدوثها في أداء الشركة وتقاريرها المالية .وبناء على ما سبق يمكن صياغة
مشكلة البحث بالتساؤل اآلتي :كيف ستستجيب الممارسات المحاسبية المعتمدة في إعداد التقارير
المالية لشركات االعمال آلثار تفشي فيروس كورونا؟
.0/1فرضية البحث:
يقوم البحث على فرضية رئيسة مفادها :إن انتشار فيروس كورونا عالميا وما أحدثه من
آثار اقتصادية آنية ومستقبلية سينعكس ال محالة في الممارسات المحاسبية المعتمدة في إعداد
التقارير المالية.
.3/1أهمية البحث:
في لمحة زمنية سريعة إثر ظهور وانتشار فيروس كورونا في أوائل العام 0202في الصين ،ثم ما
لبث وأن أصبح وباء عالميا ،تسارعت بموجبه األحداث على مختلف األصعدة بشكل عام ،ومنها
اآلثار االقتصادية وانعكاساتها في أداء الشركات واألسواق المالية ،وتكمن أهمية البحث في تحليل
ومناقشة أهم التغيرات التي ستنسحب على تقدير وتقييم الرقم المحاسبي في التقارير المالية نتيجة
0
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
التأثر بهذه الجائحة وانتشارها ،وبيان نطاق اإلفصاح المحاسبي الذي يدعم من قدرة المستخدمين
ويعزز من فهمهم وإدراكهم آلثارها في أداء الشركات الحالي والمستقبلي.
.4/1هدف البحث:
يتمثل الهدف الرئيس للبحث في بيان أهم التعديالت التي يمكن أن تحصل في الممارسات
المحاسبية المعتمدة في إعداد التقارير المالية كنتيجة عن اآلثار االقتصادية التي أحدثتها فيروس
كورونا على مستوى العالم ،وينبثق عن هذا الهدف الرئيس األهداف الفرعية اآلتية:
.1التعريف بفيروس كورونا ،وأهم اآلثار االقتصادية التي أحدثها والمتوقع حدوثها مستقبال.
.0بيان أهم مجاالت االستجابة المحاسبية آلثار انتشاره ،ومناقشة التعديالت التي يمكن أن تحدث في
الممارسات المحاسبية الالزمة إلعداد التقارير المالية.
.4/1حدود البحث:
يقتصر البحث على تناول أهم التعديالت ضمن الممارسات المحاسبية التي أحدثها انتشار
فيروس كورونا ،وذلك للمدة من كانون األول 0212ولغاية آذار .0202
.5/1أسلوب البحث:
يعتمد البحث على المنهج االستداللي عبر مراجعة الدراسات واألبحاث المتعلقة بموضوعه
وتحليلها واستنباط األفكار واآلراء األخرى الواردة في المصادر المختلفة في سبيل الوصول إلى
االستنتاجات التي تدعم أهدافه.
المحور الثاني :فيروس كورونا ( )COVID-19وتداعياته االقتصادية على العالم
.1/0فيروس كورونا بمفهومه العام البسيط
فيروس كورونا هو نوع من الفيروسات التي تؤثر بشكل رئيس على الجهاز التنفسي
للحيوانات والثدييات ،وخاصة البشر ،وهو من بين السبعة أنواع منه المعروفة طبيا ،فقد تسبب
بالغ في جميع أنحاء العالم ،ويرتبط هذا الوباء بنزالت البردٍ ق
( )COVID-19بالتحديد بقل ٍ
وااللتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية ،ومن أعراضه السعال الجاف والحمى وضيق التنفس.
( )Whitehouse, 2020أما عن ظهوره ففي أواخر العام ،0212تم تحديد مجموعة من الحاالت
التي ظهرت عليها أعراض االلتهاب الرئوي لسبب غير معروف في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة
هوبي الصينية.
وفي /11كانون األول ،0212حذرت الصين منظمة الصحة العالمية ( )WHOمن هذا
الفيروس الجديد .لتعلن بعدها لجنة الطوارئ للوائح الصحية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية
وتحديدا في /12كانون الثاني من العام 0202بأن تفشي هذا الفيروس أصبح ضمن حالة "طوارئ
الصحة العامة ذات االهتمام الدولي" .ومنذ ذلك الحين ،تم تشخيص المزيد من الحاالت ،في دول
أخرى من العالم ( ،)EY, 2020وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وباء في
/11آذار )Whitehouse, 2020( .0202بعد إدراكها لسرعة انتشاره ومضاعفات العدوى
السريعة ،والتأثير المتوقع على صحة اإلنسان والمجتمعات واالقتصاد.
.0/0التداعيات االقتصادية ألزمة كورونا
لقد أثرت جائحة كورونا على األسواق االقتصادية والمالية ،وواجهت جميع الصناعات
تقريبا تحديات مرتبطة بالظروف االقتصادية الناتجة عن جهود معالجتها .فعلى سبيل المثال ،شهدت
1
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
العديد من الشركات في صناعات السفر والضيافة والترفيه والبيع بالتجزئة انخفاضا حادا في
اإليرادات ،فضال عن تقلبات األسواق المالية وتآكلها ،وتدهور االئتمان ،ومخاوف السيولة،
والزيادات األخرى في التدخل الحكومي ،وزيادة البطالة ،واالنخفاضات الواسعة في اإلنفاق
االستهالكي التقديري للمستهلكين ،وزيادة مستويات المخزون ،وانخفاض اإلنتاج بسبب انخفاض
الطلب ،وتسريح العمال واإلجازات ،وإعادة الهيكلة ،وغيرها .ويمكن أن يؤدي استمرار هذه
الظروف إلى تراجع اقتصادي أوسع نطاقا قد يكون له تأثير سلبي طويل األجل في النتائج المالية
للشركات )Danyluk, 2020( .ووفقا لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ( ،)OECDيمثل
فيروس كورونا خطرا كبيرا على االقتصاد العالمي ،وله نفس آثار األزمات المالية العالمية .لذلك،
فقد تتأثر معظم الشركات بآثاره ،األمر الذي يفرض على كل شركة إجراء إعادة تقييم ألنشطتها
وممارساتها مع مراعاة الحقائق والظروف والخصوصية لكل شركة .فمع انتشاره في جميع أنحاء
العالم ،ستحتاج الشركات إلى اتخاذ قرارات تشغيلية مهمة .ومن أهم األسئلة التي تطرح حول
التداعيات االقتصادية للشركات في ظل هذه األزمة يأتي)Richter, 2020( :
هل تعتمد الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر على سلسلة التوريد من المناطق المتضررة؟
ما هو التأثير على جانب المبيعات؟
ماذا يحدث لعمليات الشركة إذا ما أصيب الموظفون؟
ما مدى تعرض الشركة لتقلبات أسعار السوق؟
ما هو التأثير على التدفقات النقدية للشركة؟
ومن أهم اآلثار التي ظهرت نتيجة عنه هو االنكماش االقتصادي من جهة ،وتوقع ازدياد
هذا االنكماش بما يؤدي إلى الركود حتى بعد إيجاد العالج له ،فضال عن تفشي حاالت البطالة
وعجز السداد لالئتمان ،وهبوط في أسعار األسهم في األسواق المالية .ومع هذه اآلثار تسعى دول
العالم إلى اتخاذ اإلجراءات(*) التي من شأنها أن تحد من تأثيره.
ولقد أشار ( )Davies, 2020إلى أن من أهم اإلجراءات التي أخذتها بلدان اليورو لمعالجة
اآلثار االقتصادية لفيروس كورونا هو فسح المجال للتوقف االختياري للشركات المتعثرة عن سداد
القروض ،على أن يسمح للمصارف بإعادة التفاوض على التعويضات االئتمانية نتيجة لذلك
التوقف .ولعل من أهم تداعياته ما يأتي:
انقطاع اإلنتاج.
اضطرابات سلسلة التوريد.
البطالة.
انخفاض في المبيعات أو األرباح أو اإلنتاجية.
إغالق الشركات والمخازن.
التأخر في توسعات األعمال المخطط لها.
عدم القدرة على زيادة التمويل.
زيادة التقلبات في قيمة األدوات المالية.
4
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
انخفاض السياحة وتعطل السفر غير الضروري والرياضة واألنشطة الثقافية وغيرها من األنشطة
الترفيهية.
اآلثار العامة المتزايدة لفيروس كورونا نتيجة لتأثيرها السلبي في االقتصاد العالمي واألسواق المالية
الرئيسة.
كما يؤثر الفيروس في الشركات الصناعية بطرق عدة كالنقص في العمالة والمواد أو تعطل
المصانع غير المخطط له ،والذي إذا استمر ،فقد يؤدي إلى انخفاض غير طبيعي في مستويات
اإلنتاج .وفي مثل هذه الظروف ،ال ينبغي ألي شركة تخصيص التكاليف الثابتة اإلضافية على
غرض التكلفة (المنتج ،الخدمة) لعناصر بضاعة آخر المدة ،وإنما يتم االعتراف بتلك التكاليف
وتحميلها على نتيجة النشاط مباشرة للفترة التي تم تكبدها فيها)Danyluk, 2020( .
المحور الثالث :استجابة الممارسات المحاسبية لألزمة االقتصادية في ظل تفشي
فيروس كورونا
.1/3متطلبات الممارسات المحاسبية في ظل أزمة فيروس كورونا
تشير الممارسات المحاسبية للشركات إلى الطريقة التي يتم من خاللها تنفيذ سياساتها
المحاسبية ،وااللتزام بها على أساس روتيني من قبل محاسب أو مدقق الحسابات أو فريق من
المتخصصين في المحاسبة .كما تشير إلى التطبيق الطبيعي والعملي لسياسات المحاسبة أو التدقيق
التي تحدث داخل الشركة .وتهدف إلى تطبيق المبادئ التوجيهية والسياسات المحاسبية للشركة.
ومع التفشي السريع لفيروس كورونا ،فرضت العديد من البلدان على الشركات تقييد أو
تعليق العمليات التجارية وتنفيذ قيود السفر وتدابير الحجر الصحي .وقد أدت هذه التدابير
والسياسات إلى تعطيل أنشطتها .وتظهر االضطرابات بشكل أكثر وضوحا مع بعض الصناعات
مثل السياحة والضيافة والنقل والتجزئة والترفيه ،فضال عن التأثيرات المتوقعة على القطاعات
األخرى مثل التصنيع والقطاع المالي .ومع استمرار تفشيه وتطوره فإنه من الصعب التنبؤ بمداه أو
مدته وتأثيره االقتصادي .ومن ثم ،قد تواجه الشركات في ظل هذه الظروف تحديات عند إعداد
التقارير المالية وفقا للمعايير المحاسبية الدولية )EY, 2020( .وبات واضحا أن النتشاره السريع
في جميع أنحاء العالم تأثيره في االقتصاد وبيئة األعمال ولمعظم الشركات)Delalio, 2020( .
ومع ذلك ال توجد وجهة نظر واحدة حول كيفية تطوره وتأثيره على االقتصاد .لذا فإن عدم وجود
مثل هذا االتفاق في وجهات النظر يفرض بضرورة الحاجة إلى اإلفصاح الكامل عن األحكام
واالفتراضات والتقديرات الحساسة بشكل أكثر أهمية من المعتاد)Danyluk, 2020( .
وقد يكون للعواقب االقتصادية الناتجة عن هذا الفيروس نفس اإلجراءات التي تتخذها
الحكومات والقطاع الخاص كاستجابة لتفشي األمراض والكوارث )Richter, 2020( .وغيرها
من األزمات والنوازل(*) المجتمعية.
وفي منشور صادر عن ( )EY, 2017ذكر فيه أهم مجاالت االستجابة المحاسبية التي
يجب مراعاتها عند معالجة آثار الكوارث الطبيعية ،والتي تضمنت كل من (تقييم انخفاض
(*) النازلة فقها :هي قضية مستحدثة من قضايا المجتمع ،تستدعي حكما شرعيا أو فتوى من لدن فقي ٍه تتوافر فيه شروط
علم من العلوم ستتطلبالفتوى .وبطبيعة الحال فإن أي قضية مستحدثة في أي مجال من مجاالت الحياة أو في أي ٍ
إلى المتخصصين في ذلك المجال أو العلم إلبداء آرائهم وتوقعاتهم عنها.
5
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
الموجودات ،استرداد التأمين ،محاسبة التكاليف ،إعادة الهيكلة ،التزامات إنهاء الخدمة ،اعتبارات
أخرى ،التصنيف في قائمة الدخل الشامل ،متطلبات اإلفصاح في التقارير المالية).
وقد تم نشر العديد من المنشورات من قبل شركات المحاسبة الدولية التي توفر إرشادات
إضافية فيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا على التقارير المالية )IATA, 2020( .ومن هذه
المنشورات على سبيل المثال ال الحصر ما يأتي:
:)PwC( اآلثار المحاسبية لفيروس كورونا.
:)EY( تطبيق معايير التقارير المالية الدولية ( :)IFRSاالعتبارات المحاسبية لتفشي فيروس
كورونا.
:)KPMG( اآلثار المحاسبية لفيروس كورونا.
:)Deloitte( معايير التقارير المالية الدولية تحت المجهر :االعتبارات المحاسبية المتعلقة بجائحة
فيروس كورونا.
هذا إلى جانب العديد من المنشورات التي تناولت اآلثار التي يمكن أن يخلفها على
الممارسات المحاسبية وكذلك على مهنة المحاسبين والمدققين.
وقد اقترح ( )Delalio, 2020أربعة طرق لتنشيط العمل المحاسبي كاستجابة آلثار
الفيروس ،وهذه الطرق هي:
أ .االستعانة بالحوسبة السحابية في تشغيل البرامج المحاسبية للشركة.
ب .أتمتة عمليات وإجراءات العمل المحاسبي للشركة والتخلص من الورق.
ج .التعهيد المحاسبي ،أي االستعانة بمصادر خارجية إلدارة العمل المحاسبي.
د .إعادة ترتيب وتصفية االعمال والتركيز على األنشطة األكثر قيمة في االستثمار.
كما يرى ( )Danyluk, 2020أيضا أن من أهم الموضوعات التي ستتطلب استجابة
محاسبية لمعالجتها في ظل انتشار الفيروس ما يأتي:
أوال .إعداد تقديرات التدفق النقدي المتوقع ،من خالل استخدام المعلومات المتوقعة في تقييم
الشركة ،من بين أمور أخرى ،كانخفاض قيمة الموجودات غير المالية ،وخسائر االئتمان المتوقعة،
وقابلية استرداد الموجودات الضريبية المؤجلة وقدرة الشركة على االستمرار .كما اشتملت
التعقيدات المرتبطة بإعداد معلومات تطلعية (مستقبلية متوقعة) نتيجة للوباء واالنكماش االقتصادي
على ما يأتي:
.1وجود مجموعة واسعة للغاية من النتائج المحتملة ،التي بدورها تقود إلى درجة عالية من عدم التأكد
بشأن المسار النهائي للوباء والمسار والوقت الالزمين للعودة إلى حالة االستقرار.
.0اعتماد التأثير االقتصادي المصاحب للوباء بشكل كبير على المتغيرات التي يصعب التنبؤ بها.
.1ضرورة ترجمة كل شركة لتأثيرات تلك الظروف بمجموعها إلى تقديرات للتدفقات النقدية
المستقبلية الخاصة بها.
ثانيا .قابلية استرداد الموجودات وانخفاض قيمتها ،إذ غالبا ما يتطلب اختبار انخفاض قيمة
الموجودات غير المالية تحسين وتطوير توقعات التدفقات النقدية التي تخضع للشكوك الكبيرة.
ثالثا .المحاسبة عن الموجودات المالية ،إذ أصبح هناك انخفاضا حادا في القيمة العادلة للعديد من
الموجودات المالية ،ال سيما األوراق المالية .وبالمثل فقد تأثرت قدرة المدينين على االمتثال لشروط
6
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
القروض واألدوات المماثلة بشكل سلبي .وستحتاج الشركات إلى النظر بعناية في متطلبات القياس
وتقدير خسائر انخفاض القيمة المناسبة وتطبيقها.
رابعا .تعديالت العقود ،إذ من المتوقع أن تؤدي التغيرات في النشاط االقتصادي التي سببها الوباء
إلى قيام العديد من الشركات بإعادة التفاوض على شروط العقود .مثل العقود المبرمة مع العمالء،
وترتيبات التعويض مع الموظفين ،واإليجارات ،وشروط العديد من الموجودات والمطلوبات
المالية ،كما ستحتاج الشركات إلى التأكد من تطبيق المتطلبات المتعلقة بمعايير التقارير المالية
الدولية.
خامسا .األحداث بعد انتهاء فترة إعداد التقارير المالية ،فمن الصعب على الشركة التنبؤ باألحداث
بعد نهاية فترة إعداد التقارير من حيث التعديل من عدمه على بعض قيم بنودها في ظل التقلبات
الكبيرة والمستمرة للسوق العالمي كما هو الحال مع اإلعالنات عن الحوافز والقيود الحكومية ورد
فعل سوق األسهم اليومي على المعلومات الجديدة.
ويرى ( )EY, 2020أن االستجابة المحاسبية في ظل انتشار الفيروس يجب أن تتضمن
كال مما يأتي:
األحداث بعد الفترة المشمولة بالتقرير.
االستمرارية.
قياس القيمة العادلة.
تقييم الخسائر االئتمانية المتوقعة.
انخفاض الموجودات.
متطلبات اإلفصاح عن التقارير المالية األخرى.
تقديرات محاسبية أخرى.
.0/3اآلثار على مهنة المحاسبين
لجائحة كورونا القدرة على إحداث تغييرات كبيرة في أسلوب عمل المحاسبين
المتخصصين بإعداد التقارير المالية للشركات ،فضال عن مدققي الحسابات الخارجيين على حد
سواء ( .)Radigan, 2020وفي ظل انتشارها فإن أغلب الشركات بدأت تنتهج مع موظفيها
أسلوب العمل المنزلي ،بما في ذلك شركات المحاسبة والتدقيق ،إذ أشارت شركة ( )Deloitteإلى
ضرورة أن يهتم المحاسبون بحماية صحتهم وأعمالهم مـن آثارها فـي المسـتقبل المنظور .ويجب
عليهم التفكير في تغيير أسلوب العمل باالنتقال إلى البرامج القائمة على السحابة مـن خالل
حاسباتهم الشخصية ،وااللتقاء بالعمالء عبر الهواتف أو اإلنترنت ،بدال من الحضور الشخصي .كما
يجب على المحاسبين أيضا صقل مهاراتهم في التواصل والحوار مع العمالء حول احتياجاتهم
المتغيرة)Moyer, 2020( .
وقد يؤدي هذا التغيير في أسلوب التعامل بين شركات المحاسبة وعمالئها في ظل هذه
الجائحة إلى العديد من اآلثار السلبية منها؛ فقدان العديد من المحاسبين عملهم ،وفقدان بعض
العمالء ،فضال عن صعوبة التمسك ببعض موظفي المحاسبة الكفوئين ،إال أن هذه اآلثار سوف تقل
أو تنعدم مع من لديه ترتيبات عمل مرنة في التعامل عن بعد من قبل أن تقع هذه الجائحة وتتفشى
في المجتمعات ،ألنهم يمتلكون الفهم والدراية الكاملة بكيفية التعامل والفوائد المتحققة ،فعلى سبيل
7
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
المثال فإن شركة ( )Jones & Coالرائدة في مجال المحاسبة ،استفادت من عملها على مدار ()42
عاما في مجال األعمال التجارية بشكل كبير نتيجة العتمادها على أحدث التقنيات بما في ذلك العمل
عن بعد)Moyer, 2020( .
وبصرف النظر عن هذه االحتياطات التي يمكن أن تتخذ للحماية من أخطار فيروس
كورونا الصحية ،فإنه يمكن للمحاسبين حماية أنفسهم من خالل اعتماد بعض التدابير اإلضافية؛
منها على سبيل المثال)Whitehouse, 2020( :
يجب على شركات المحاسبة السماح بالوصول إلى التطبيقات والبوابات المناسبة للموظفين وإدارة
أعمالهم الموكلين بها من المنزل.
إجراء التغييرات الالزمة في جداول وإبالغ العميل بذلك.
اعتماد البيانات الرقمية ومنصات مشاركة الملفات الالزمة للعميل لتجنب استخدام األوراق .فيمكن
مشاركة الملفات على منصة رقمية بدال من استخدام الورق الذي يمكن أن يكون ملوثا .ويمكن أيضا
تحقيق االتصاالت مع العمالء بسالسة دون أي خسارة في اإلنتاجية.
تجنب إجراء االجتماعات أو حضورها لفترة من الوقت وتبني مؤتمرات الفيديو.
االستفادة من الخدمات السحابية :فبفضل إمكانات السحابة ،يمكن تأدية العمل من المنزل واالبتعاد
عن الحشود في المكاتب أو السفر.
.3/3اآلثار على الوظيفة المحاسبية (قياسا وإفصاحا)
إن حالة الشلل التي اصابت جميع المفاصل االقتصادية والتجارية واالجتماعية على مستوى
العالم نتيجة أزمة فيروس كورونا انعكست بدورها على عمل الشركات وأدائها ،ولينسحب هذا األثر
على مجريات العمل المحاسبي ال سيما المحتوى المعلوماتي للتقارير المالية.
ويشير ( )Davies, 2020إلى أن النظام المصرفي العالمي انتقل إلى محاسبة الخسارة
المتوقعة ( )Expected Lossفي السنوات األخيرة ،بسبب ردة الفعل السياسية ضد المعايير القائمة
على الخسائر المتكبدة ( .)Incurred Lossesويؤكد أن كال من البلدان األوربية والواليات المتحدة
قد أخفقوا في اعتماد المعايير المحاسبية المبنية على الخسائر المتوقعة خالل أزمة كورونا.
فالواجب على الشركات النظر بعناية في ظروفها بشكل ال ينفصل عن خصوصيتها ،ومدى
التعرض للمخاطر عند تحليل كيفية تأثير األحداث األخيرة على تقاريرها المالية .وبالتحديد،
ستحتاج عمليات اإلفصاح ضمن تقاريرها إلى نقل اآلثار الجوهرية للوباء)Danyluk, 2020( .
ويؤكد ( )KPMG, 2020على ضرورة اإلفصاح عن المعلومات التي تمكن مستخدمي
التقارير المالية من فهم تأثير تفشي الفيروس على وضعهم المالي وأدائهم حتى وقت إصدار البيانات
المصرح بها .وبالرغم من عدم وجود الكثير من اإلرشادات التفصيلية حول كيفية تقديم مثل هذه
اإلفصاحات ،إال أنه من المهم أن تكون واضحة ،وعلى الشركات أن تكون حذرة لتجنب تقديم
إفصاحات بطرق يمكن أن تكون مضللة عن طريق الخطأ.
ويرى ( )Chan & Chen, 2020أن تفشي الفيروس سوف يكون له األثر الكبير في كل
من الممارسات المحاسبية اآلتية( :تقييم انخفاض الموجودات ،قياس القيمة العادلة ،األحكام المحتملة
8
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
للعقود المرهقة(*) ،األحكام المحتملة للعقوبات التي سوف تتحملها الشركة نتيجة التأخيرات غير
المتوقعة لمواعيد التسليم ،االستمرارية).
ويشير ( )Richter, 2020إلى أن عواقب فيروس كورونا أدت بما ال يدع مجاال للشك إلى
تدهور الوضع المالي بعد تاريخ إعداد التقارير المالية ،ومن شدة هذا التدهور أصبح أساس
االستمرارية في إعدادها غير مناسبا ،مما أدى إلى ضرورة الحاجة لتعديلها (أو تعديل التقارير
المؤقتة) .وهذا سيتطلب تطبيق متطلبات االعتراف والقياس واإلفصاح العامة ،مع إعطاء أهمية
خاصة لمتطلبات الموجودات المحتفظ بها للبيع ،وتصنيف أدوات دين الشركة وحقوق الملكية،
واختبار انخفاض القيمة ،وإثبات وقياس المخصصات وغيرها ،ويمكن بيان آثار الفيروس على كل
من اإلجراءات المحاسبية كما يأتي:
أوال .اإلفصاح عن األحداث الالحقة حسب المعيار (:)IAS10
لقد صنف المعيار المحاسبي الدولي ( )IAS10الحدث إلى صنفين هما:
.1الحدث الذي يستوجب التعديل ( :)an adjusting eventوهو الحدث الذي يقع بعد تاريخ إعداد
التقارير المالية شريطة تقديم الدليل على وجود ظروف كانت موجودة فعال قبل فترة إعدادها.
(.)PwC, 2020
.0الحدث الذي ال يستوجب التعديل ( :)non-adjusting eventوهو الحدث الذي يشير إلى
ظروف نشأت بعد تاريخ إعداد التقارير المالية)IATA, 2020( .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل أن تأثيرات فيروس كورونا تعد حدثا قابال للتعديل أم
غير قابل للتعديل؟
ولتحديد اإلجابة بموضوعية عن هذا السؤال يتطلب األمر استعراض وجهات النظر
المعتمدة بهذا الخصوص.
فبداية يرى ( )Dave & Mahanta, 2020أنه نظرا ألن الكثير من االضطرابات حدثت
بعد /11كانون األول ،0212لذا ستحتاج الشركات إلى حساب أي تغييرات كحدث غير قابل
للتعديل في الميزانية العمومية .مع هذا فأنه يجب على الشركة أن تفصح عن طبيعة الحدث ،أو
تقدير تأثيره المالي أو بيان أنه ال يمكن إجراء مثل هذا التأثير لكل فئة مادية من الحدث غير المعدل
بعد فترة إعداد التقرير ،في حين سيتعين على الشركات اإلعالن عن تأثير الفيروس في الربع
التالي ،أي في الفصل األول من العام .0202ويؤكد ( )Richter, 2020أنه بالنسبة للشركات التي
أعدت تقاريرها المالية في ،0212/10/11فإن هناك إجماعا واسعا في السوق على أن فيروس
كورونا وما تبعه من آثار سلبية يعد حدثا الحقا ال يستوجب التعديل ،ومن ثم فليس هناك أي تأثير
على االعتراف والقياس للموجودات والمطلوبات ،وإنما يستوجب اإلفصاح فقط في المالحظات ،في
حال أنه كان هناك تأثير جوهري وذو أهمية نسبية ،مع وجوب أن يتصف هذا اإلفصاح بالشفافية
ويشتمل على طبيعة الحدث (أي اآلثار السلبية لفيروس كورونا على الشركة) ،مع قيام الشركة
بتقدير األثر المالي له في التقارير المالية ،فعلى سبيل المثال ،قد يتطلب األمر اإلفصاح عن اآلثار
المقدرة على انخفاض قيمة الموجودات المالية وغير المالية ،أو خرق المواثيق ،أو التعديالت ،أو
(*) العقود المرهقة ( :)Onerous contractsوهي العقود التي تكون تكلفتها االجمالية المطلوبة لتنفيذها أكبر من الفوائد
االقتصادية التي يمكن الحصول عليها منها.
2
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
اإلعفاءات في اتفاقيات اإلقراض ،أو الخسائر الناجمة عن مشكالت سلسلة التوريد ،أو التقلب في
السلع أو أسواق صرف العمالت األجنبية بعد تاريخ التقرير .وقد يكون من الضروري أيضا توفير
معلومات حول التغيرات المحتملة في القيمة.
ويتفق مع هذا الرأي ( ،)IATA, 2020ففي النص الذي ورد عنه أنه في /11كانون األول
0212تم اإلبالغ عن عدد محدود من الحاالت المرضية بفيروس لم يكن معروفا عند منظمة
الصحة العالمية .ولم يكن هناك آنذاك أي دليل صريح على إمكانية انتقاله من شخص آلخر .لذا فإن
االنتشار الالحق للفيروس وتحديده على أنه فيروس كورونا ال يوفر أدلة إضافية جديدة حول
الوضع في /11كانون األول ،0212وبالتالي فهو حدثا غير قابل للتعديل .في حين أن األحداث
التي تلت تاريخ التقرير ممكن أن تقدم أحيانا معلومات إضافية حول أوجه عدم التأكد التي كانت
موجودة في تاريخ إعداد التقرير والتي قد تؤثر على قضايا ومجريات اإلعداد نفسها ،ومن ذلك مثال
التأثير الذي سيلحق بكل من( :استمرارية الشركة ،قياس القيمة العادلة ،تقييم خسائر االئتمان
المتوقعة ،انخفاض الموجودات ،متطلبات اإلفصاح األخرى ،تقديرات محاسبية أخرى).
ويضيف ( )Danyluk, 2020أنه من المناسب بشكل عام اعتبار آثار تفشي الفيروس على
شركة ما ،هي نتيجة األحداث التي نشأت بعد تاريخ اإلبالغ ،وخير مثال على ذلك القرارات المتخذة
استجابة النتشاره ،والتي قد تتطلب اإلفصاح عن نتائجها في التقارير المالية ،وفي نفس الوقت فإنه
لن يؤثر بالقيم المعترف بها .أما بالنسبة لفترات إعداد التقارير الالحقة ،فقد يتأثر االعتراف
بالموجودات والمطلوبات وقياسها بهذه اآلثار الناتجة عنه.
وبالنتيجة فإن كل ما تقدم سيعتمد إلى حد كبير على تاريخ إعداد التقارير فضال عن
الظروف المحددة لعمليات الشركة واألحداث الخاصة.
ونظرا العتبار تفشي فيروس كورونا على أنه حدثا غير قابل للتعديل في ،0212/10/11
لذا يتوجب على اإلدارة التأكد من أن قياس الموجودات والمطلوبات سيعكس فقط الشروط التي
كانت موجودة في تاريخ التقرير .وال ينبغي أن تنعكس التطورات الالحقة في قياس خسائر االئتمان
المتوقعة ،وانخفاض قيمة الموجودات الملموسة وغير الملموسة ،وصافي القيمة القابلة للتحقق
للمخزون ،أو أي موجود أو التزام يتم قياسه بالقيمة العادلة)PwC, 2020( .
بمعنى أن التقارير المالية المعدة بعد 0212/10/11يجب تضمنيها باآلثار التي نتجت عن
ث الحق يستوجب التعديل في التقارير المالية. هذا الفيروس كحد ٍ
وبناء على ما سبق فإن نتائج تأثير فيروس كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص
األحداث الالحقة يمكن تحديدها بما يأتي:
.1وظيفة القياس :تعامل نتائج تأثيرات فيروس كورونا في التقارير المالية في 0212/10/11على
أنها حدثا غير قابل للتعديل بالتوافق مع معيار (.)IAS10
.0وظيفة اإلفصاح :بما أن نتائج تأثير فيروس كورونا هو حدث غير قابل للتعديل وله تأثير جوهري،
لذا فإن على الشركة اإلفصاح عن طبيعة الحدث وتقدير تأثيره المالي.
ثانيا .معيار انخفاض قيمة الموجودات (:)IAS36
تنخفض قيمة الموجودات عندما ال تكون الشركة قادرة على استرداد قيمتها الدفترية ،سواء
باستخدامها أو بيعها .وتقوم الشركة بتقدير القيمة القابلة لالسترداد الخاصة بالموجود ألجل اختبار
انخفاض قيمته.
12
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
ومن الجدير بالذكر أن اختبار انخفاض القيمة ألي موجود يقاس بالمبلغ القابل لالسترداد
مقارنة بقيمة استخدامه أيهما أكبر.
(*)
ومتى ما زادت القيمة الدفترية للموجود (أو وحدة توليد النقد التي ينتمي لها الموجود)
عن تلك القيمة األكبر الناتجة عن المفاضلة بين المبلغ القابل لالسترداد وقيمة االستخدام فيمكن
الجزم حينها أن هناك انخفاضا فعليا في قيمة الموجود .وللعلم إن المبلغ القابل لالسترداد هو عبارة
عن القيمة العادلة للموجود مطروحا منها تكاليف استبعاده (تكاليف بيعه) ،أما القيمة المستخدمة فهي
القيمة المضافة أو القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية المتوقع أن يتم اشتقاقها من الموجود أو
وحدة توليد النقد)EY, 2020( .
عليه فإن من آثار تفشي فيروس كورونا انعكاسها في إجراءات التغير بالتقديرات المعتمدة
النخفاض القيمة وعلى وجه الخصوص المبلغ القابل لالسترداد)Dave & Mahanta, 2020( .
ومما يجب التأكيد عليه أن الشركات ستحتاج إلى تقييم ما إذا كان آلثاره دافعا النخفاض قيم
موجوداتها .فقد يتأثر أداؤها المالي بما في ذلك تقديرات تدفقاتها النقدية وأرباحها المستقبلية باآلثار
المباشرة وغير المباشرة باألحداث الناتجة عنه .ويسعى معيار انخفاض قيمة الموجودات
( )IAS36إلى التأكد من أن موجودات الشركة ال يتم إدراجها بما ال يزيد عن قيمتها القابلة
لالسترداد ،وفي نفس الوقت يكون من الواجب على الشركات إجراء اختبارات القيمة عندما يكون
لديها مؤشرا على انخفاض قيمة الموجود في تاريخ التقرير .كما أشار المعيار أيضا إلى ضرورة
إجراء االختبار لوحدة توليد النقد ( )CGUعندما ال ينتج الموجود تدفقات نقدية مستقلة مقارنة مع
تلك المتوافرة في الموجودات األخرى.
وتشتمل مؤشرات انخفاض القيمة على سبيل المثال ال الحصر على تغيرات مهمة لها أثرها
السلبي في شركات األعمال سواء وقعت هذه التغيرات خالل الفترة أو أنها ستقع في المستقبل
القريب في األسواق التي تعمل فيها هذه الشركات.
ويمكن تحديد أهم العوامل الناتجة عن فيروس كورونا والتي تؤدي إلى عدم إمكانية
استرداد القيمة الدفترية لوحدة توليد النقد بما يأتي)Danyluk, 2020( :
.1انخفاض الطلب على منتجات أو خدمات الشركة.
.0زيادة التكاليف/انقطاع األعمال بسبب قضايا سلسلة التوريد.
.1إلغاء أو تأجيل الطلبات من قبل العمالء.
.4الحاجة إلى تقديم تنازالت كبيرة للعمالء.
.5عمالء مهمين يواجهون صعوبات مالية أو صعوبات في التدفق النقدي.
وقد تشير هذه العوامل إلى أن الشركة قد تلجأ إلى تصفية بعض موجوداتها بسرعة،
وكنتيجة حتمية عن تأثيرات الفيروس أيضا ،فقد تضطر بعض الشركات إلى إجراء تقييم النخفاض
قيمة موجوداتها إلى جانب إجراء اختبار انخفاض القيمة سنويا وعلى األقل للشهرة والموجودات
غير الملموسة ذات العمر اإلنتاجي غير المحدد.
وحدة توليد النقد ( :)Cash-Generating Unit: CGUهي أصغر مجموعة من الموجودات القابلة للتحديد التي (*)
تولد تدفقات نقدية بشكل مستقل نسبيا عن التدفقات النقدية الناتجة عن الموجودات األخرى .ويتم استخدام وحدة توليد
النقد في حالة عدم القدرة على تحديد المبلغ القابل لالسترداد للموجود بصورة منفردة.
11
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
وغالبا ما تعتمد الشركات على التدفقات النقدية المخصومة في تقدير المبالغ القابلة
لالسترداد ،ألن الحكم على موضوعية الرقم المحاسبي للموجودات يستند بشكل أساسي على
التدفقات النقدية ومعدل النمو ومعدل الخصم .ومن الضروري اإللمام بكل الظروف واألحداث في
تاريخ إعداد التقرير لغرض التحوط عند تقدير التدفقات النقدية المتوقعة.
وبما أن معدل الخصم المستخدم هو تقدير للمعدل الذي يتوقعه المشارك في السوق على
استثمار محفوف بالمخاطر ،لذا فمن المالئم أن تؤخذ بنظر االعتبار كافة المخاطر والشكوك
المستقبلية التي قد تنتج عن الفيروس ودمجها ضمن معدل الخصم المستخدم في تقدير التدفقات
النقدية المتوقعة لوحدة توليد النقد)Danyluk, 2020( .
وفي مثل هذه األوقات غير المستقرة قد تواجه إدارة الشركات تحديات كبيرة عند إعداد
الموازنات والتنبؤات الالزمة لتقدير المبلغ القابل لالسترداد للموجود (أو وحدة توليد النقد) ،وقد
ترى اإلدارة أن استخدام منهج التدفق النقدي المتوقع هو من أكثر الوسائل فاعلية لعكس أوجه عدم
التأكد التي قد تنتج عن الفيروس في تقديراتها للمبلغ القابل لالسترداد ،وعندها يكون هذا المنهج
أكثر فاعلية وشفافية ،وأكثر ارتباطا بالتوقعات التجارية األساسية في حالة إضافة عالوة مخاطره
(أي مخاطر الفيروس) إلى سعر الخصم.
ومما ال شك فيه أن للمعلومات الخاصة بانخفاض قيمة الموجودات أهمية كبيرة في مساعدة
مستخدمي التقارير المالية على فهم المردود السلبي لتأثيرات هذا الوباء في أداء الشركة ووضعها
المالي .ويفضل اإلفصاح عن تفاصيل اإلجراءات المحاسبية الرئيسة المعتمدة في تحديد المبلغ القابل
لالسترداد ،بحيث تشتمل هذه اإلجراءات على كافة آثاره مع األخذ باالعتبار احتمالية عودة الحياة
إلى طبيعتها وانتعاش األنشطة عند انتهائه ،وغالبا ما تمثل هذه اإلجراءات أيضا األساس الختبارات
انخفاض القيمة في ظل عدم التأكد ،لذا قد يتطلب ذلك معلومات إضافية باإلمكان توفيرها من خالل
المعيار المحاسبي ( ،)IAS1مثل تحليل الحساسية بهدف سد الحاجة للمعلومات المطلوبة في
المعيار (.)IAS36
وعليه فإنه عند تقدير القيمة القابلة لالسترداد يتوجب أن تعكس التدفقات النقدية المتوقعة
أفضل تقديرات اإلدارة عن األوضاع االقتصادية التي ستحيط بالموجود طيلة العمر اإلنتاجي
المتبقي له.
وبناء على ما سبق فإن نتائج تأثير فيروس كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص
انخفاض قيمة الموجودات يمكن تحديدها بما يأتي:
.1وظيفة القياس :إن المدى الزمني للموجودات غير المتداولة هو في العادة طويل األجل ،ومن ثم
فإنه في ظل هذه الظروف ستشكل التوقعات حول التدفقات النقدية المستقبلية تحديا فعليا أمام
اإلدارة ،لذا يتوجب عليها أن تأخذ باالعتبار تأثيرات الفيروس على المدى الطويل إلى جانب
تأثيراته في المدى القصير.
.0وظيفة اإلفصاح :ينبغي على الشركات اإلفصاح عن اإلجراءات التي قامت بها وأدت إلى تغيير
عملية تقدير القيمة القابلة لالسترداد نتيجة آلثار تفشي الفيروس.
ثالثا .التغير في تقييمات القيمة العادلة نهاية العام:
نشرت شركة ( )Deloitteوهي احدى المكاتب األربعة الكبار ( )Big Fourذات
التخصص في تدقيق الحسابات ،تحذيرات للمحاسبين بأن قيمة األدوات المالية ستصبح أكثر تقلبا،
10
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
مشيرة إلى أن التقارير المالية واإلفصاحات ذات الصلة ستكون بحاجة إلى نقل جميع اآلثار المادية
لفيروس كورونا.
ويؤكد ( )Richter, 2020على أهمية تعديل الموجودات والمطلوبات المقيمة بالقيمة
العادلة في ظل تداعيات الفيروس ،إذ يعكس قياس القيمة العادلة شروط تقديرها كما هي في تاريخ
القياس ،وقد تكون عملية القياس صعبة نوعا ما عند استنادها على ظروف ضبابية قد تخل بشروط
التقدير مثال ولم تدركها الشركة في وقت تقدير القيمة العادلة ،وتزداد هذه الصعوبة مع التغير
السريع في الظروف الحالية.
وبناء على ما سبق فإن نتائج تأثير فيروس كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص
قياس القيمة العادلة يمكن تحديدها بما يأتي:
.1وظيفة القياس :عند إجراء التقييمات لقياس القيمة العادلة ،يتوجب على شركات األعمال مراعاة
الشروط واالفتراضات المعروفة لدى المشاركين في السوق ،عليه فإن التأثير في تقديرات القيمة
العادلة سيعتمد على الحكم فيما إذا كانت شدة تفشي الفيروس في تاريخ التقرير هي مؤثرة في
افتراضات تقييم المشاركين في ذلك التاريخ.
.0وظيفة اإلفصاح :لتحقيق أهداف اإلفصاح وفق المعيار الحاسبي ( ،)IAS13ستحتاج الشركات إلى
إجراء إفصاحات مالئمة من أجل ترشيد قرارات المستخدمين األساسيين للتقارير المالية ،وقد تكون
هناك حاجة إلى إفصاحات إضافية ينوه من خاللها إلى أنه قد تم أخذ تداعيات الفيروس بنظر
االعتبار عند قياس القيمة العادلة.
رابعا .اآلثار على استمرارية الشركة وفق معيار عرض التقارير المالية (:)IAS1
يتطلب معيار عرض التقارير المالية من شركات األعمال عند إعداد التقارير الخاصة بها
إجراء تقييم لمدى قدرتها على البقاء كشركة مستمرة ( ،)EY, 2020وبطبيعة الحال فإن استمرارية
الشركات هو فرض قائم ما لم يكن هناك نية إلدارتها بتوقفها عن المتاجرة أو تصفيتها ،ويشترط في
عملية التقييم أن تأخذ اإلدارة في االعتبار كافة المعلومات عن المستقبل المنظور ،وعلى األقل لالثنا
عشر شهرا من تاريخ الميزانية العمومية ،ويفضل أال يقتصر المدى على ذلك فقط حتى يمكن القطع
بإمكانية االستمرار ،بمعنى أنه من الواجب عند جمع المعلومات االستناد إلى الحقائق في كل
الحاالت ،فعندما يكون للشركة مثال تاريخا من العمليات المربحة واإلمكانية السريعة للوصول إلى
مصادر األموال ،فإنه يمكن االستنتاج بأن األساس المحاسبي للشركة هو أساسا مناسبا وداال في
نفس الوقت على االستمرار من دون تحليل مفصل ،أما في الحاالت األخرى ،فقد تحتاج اإلدارة إلى
أن تأخذ في االعتبار سلسلة واسعة من العوامل المحيطة بكل من الربحية الحالية والمتوقعة،
وبرامج تسديد الديون ،والمصادر المحتملة الستبدال التمويل ،قبل أن تقتنع بقدرة الشركة على
االستمرار .وفيما لو رافق عملية التقييم حاالت عدم تأكد مادية قد تتعلق بظروف أو أحداث معينة
وأثيرت عندها الشكوك بعدم القدرة على االستمرار ،فإنه يكون من الواجب اإلفصاح عن حاالت
عدم التأكد هذه ،ولو تم إعداد التقارير المالية على أساس عدم االستمرار ،فإنه من الواجب أيضا
اإلفصاح عن هذه الحقيقة وعن األساس الذي تم بموجبه إعداد التقارير ،وسبب عدم اعتبار الشركة
مستمرة.
ومن الجدير بالذكر إن نتائج عدم التأكد المرتبطة بالطبيعة غير المسبوقة لفيروس كورونا
ترجح بما ال يدع مجاال للشك أن تواجه شركات األعمال تحديات تتعلق باختيار االفتراضات
11
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
المناسبة ووضع التقديرات الموثوقة عن نتائج أعمالها عند إعداد التقارير المالية ،وفي ظل ذلك
تبقى معايير التقارير المالية الدولية ( )IFRSهي المرجع الرئيس لوضع التقديرات التي تستند إلى
أساليب قياس محاسبية مختلفة .وستحتاج الشركات إلى اإللمام بجميع المعلومات المتاحة ،فضال
عما إذا كانت قد استوفت جميع متطلبات اإلفصاح المعمول بها ،إلى جانب ما ورد في المعيار
المحاسبي ( .)IAS1فمثال قد تحتاج الشركات إلى افتراضات أو تقديرات ألكثر من غرض واحد،
فاإليرادات المتوقعة على سبيل المثال قد تكون ذات صلة باختبارات انخفاض القيمة واالعتراف
بموجودات الضرائب المؤجلة وهكذا ،وبالنتيجة فإنه البد من االعتماد على االفتراضات الموحدة
لجميع التقييمات المرتبطة بالشأن الواحد.
وعند إعداد التقارير المالية في األوقات غير المؤكدة ،يكون من المهم إطالع مستخدميها
بحقيقة أداء الشركة ،ومرونة إدارتها في مواجهة الظرف الراهن ،وفهمها لالفتراضات واألحكام
الرئيسة المعتمدة في إعداد التقرير)Danyluk, 2020( .
ويرى ( )Dave & Mahanta, 2020بضرورة التفكير جديا باألحداث التي وقعت بعد
تاريخ إعداد التقارير المالية في ،0212/10/11والمرتبطة بتداعيات فيروس كورونا ،وهي من
المحتمل جدا أنها قد تسببت في تدهور كبير في أوضاع الشركات االقتصادية إلى جانب الغموض
وحاالت عدم التأكد المصاحبة لها ،وعليه يكون لزاما على الشركات إجراء عملية التقييم لتحديد
قدرتها على االستمرار من عدمه.
ويتوقع ( )Radigan, 2020أن التقارير المالية ضمن الربع األول من العام 0202ستوفر
حتما الدليل على اآلثار المالية لتداعيات الفيروس ،وستكون عملية التقييم هي محور تركيز المدققين
السيما لعمالئهم الذين يعانون من عجز في السيولة.
في حين يرى ( )Richter, 2020أن اإلدارة ستحتاج إلى إجراء التقييم في ظل الظروف
واألحداث الراهنة ،وذلك لقطع الشك باليقين في مدى قدرة الشركة على االستمرار ،ولتحديد فيما إذا
كان فرض االستمرارية اليزال مناسبا كأساس إلعداد التقارير المالية السنوية أو التقارير المؤقتة.
أما ( )Danyluk, 2020فيرى أن الشركات ستحتاج إلى متابعة وتفحص ظروفها الخاصة
لتحديد القدرة على االستمرار وبالحد األدنى لـ ( )10شهرا القادمة من تاريخ إعدادها للتقارير
المالية ،شريطة أن يصدر عن إداراتها بعد إجراء التقييم حكما باالستمرار في ظل النتائج المستقبلية
رغم الظروف السائدة وحالة عدم التأكد ،ويمكن القول أنه من جملة ما يتوجب متابعته وأخذه بنظر
االعتبار ألغراض التقييم ما يأتي:
.1مدى االضطراب التشغيلي.
.0تناقص الطلب المحتمل على المنتجات.
.1االلتزامات التعاقدية المستحقة أو المتوقعة خالل سنة واحدة.
.4السيولة المحتملة ونقص رأس المال العامل.
.5الوصول إلى مصادر رأس المال الحالية كخط االئتمان المتاح والمعونة الحكومية.
وفي كل األحوال ومع هذه الضرورة الملحة إلجراء التقييم تبقى المعايير المحاسبية
ونصوصها فيصال يجنب اإلرباك ويحد من االجتهاد غير المبرر بحقائق موضوعية ،فمعيار
األحداث الالحقة ( )IAS10نوه إلى الشركات بضرورة النظر في كل األحداث حتى تاريخ
المصادقة على التقارير المالية .كما نوه إلى أنه ال ينبغي إعداد التقارير على أساس االستمرارية
14
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
عندما تشير األحداث بعد تاريخ التقرير إلى أن هذا األساس أو االفتراض لم يعد مناسبا ،ويسري
هذا التوجيه حتى لو كانت هذه األحداث غير قابلة للتعديل ،لذا ينبغي على الجهات المنظمة
وشركات المحاسبة والتدقيق النظر فيما إذا كان للتطورات الالحقة لتاريخ التقرير أي آثار على
افتراض استمرارية الشركة)PwC, 2020( .
ولكي يكون حكم اإلدارة على استمرارية الشركة حكما موضوعيا في ظل حالة عدم التأكد
التي فرضتها جائحة كورونا ،يلزم األخذ باالعتبار كافة العوامل والظروف ذات التأثير المباشر في
أدائها المستقبلي ،ولعل من أهم هذه العوامل ما يأتي:
.1االنخفاض الكبير في اإليرادات.
.0التآكل الكبير في األرباح بسبب ارتفاع التكاليف أو تكبد نفقات غير متوقعة.
.1خرق عهود الدين الناتجة عن التأثير السلبي على سيولتها.
.4قضايا التدفق النقدي.
وبناء على ما سبق فإن نتائج تأثير فيروس كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص
استمرارية الشركة يمكن تحديدها بما يأتي:
.1وظيفة القياس :على إدارة الشركات مراعاة التأثيرات الحالية والمتوقعة لتداعيات تفشي الفيروس
على أنشطة الشركة عند تقييمها لمدى قدرتها على االستمرارية واألسس المعتمدة في إجراءات
التقييم ،إلى جانب النظر في جميع المعلومات المستقبلية لما بعد تاريخ .0212/10/11
.0وظيفة اإلفصاح :إن عدم القدرة على التنبؤ باآلثار المحتملة لتداعيات تفشي الفيروس ،قد يتولد عنها
شكوكا جوهرية تلقي بظاللها على مدى قدرة الشركة على العمل بمقتضى فرض االستمرار ،لذا
يتوجب عند إعداد التقارير المالية وفقا لهذا الفرض اإلفصاح عن هذه الشكوك ،لكي يتضح
لمستخدميها أن فرض االستمرارية الذي رسمته اإلدارة يخضع لعدم التأكد مع بعض عناصر هذه
التقارير.
خامسا .معيار المخزون (:)IAS2
يتم قياس المخزون وفق المعيار المحاسبي الدولي ( )IAS2بسعر التكلفة أو صافي القيمة
القابلة للتحقق ( )NRVأيهما أقل .وفي ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة ،قد يكون حساب صافي
القيمة الحالية أكثر صعوبة ،وقد يتطلب طرقا أو افتراضات أكثر تفصيال .وعند تحقق الخسائر
نتيجة النخفاض قيمة المخزون ،فإن هذه الخسائر ستنعكس في الفترة التي حدثت فيها ،على أن يتم
تعويضها واالعتراف بها كمكاسب في الفترات الالحقة عند عودة ارتفاع قيمته مرة أخرى.
وتظهر نتائج تداعيات فيروس كورونا في صافي القيمة القابلة للتحقق ،عندما ينخفض
الطلب على بعض المنتجات ،وهو ما قد يؤدي إلى الضغط على أسعار المبيعات ،أو قد يؤدي إلى
انخفاض في معدل دوران المخزون ،ليترتب على ذلك حدوث تخفيضات إضافية في صافي هذه
القيمة )Richter, 2020(.وقد تؤثر تداعيات الفيروس أيضا على قابلية استرداد أرصدة المخزون،
إذ قد تضطر بعض الشركات التي لديها قوائم جرد موسمية إلى تخفيض القيمة المقدرة ألرصدة
المخزون لفترة مؤقتة أو سنوية نتيجة لضعف أو انخفاض مستويات المبيعات المتوقعة ،كما قد
تضطر الشركات الصناعية إلى إعادة تقييم ممارساتها الخاصة بمعدالت تحميل التكاليف العامة
الثابتة نتيجة لالنخفاض المتوقع في حجم اإلنتاج بشكل غير طبيعي خالل العام نتيجة إلغالق
المصانع أو انخفاض الطلب على منتجاتها)Danyluk, 2020( .
15
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
بناء على ما سبق فإن نتائج تأثير فيروس كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص تقييم
المخزون يمكن تحديدها بما يأتي:
.1وظيفة القياس :يتوقع أن يكون هناك صعوبات في تقدير صافي القيمة القابلة للتحقق ،نتيجة
لتداعيات الفيروس السلبية غير المحددة من حيث نطاق التأثير ومدته ،والتي ستنعكس في الغالب
بالتخفيضات اإلضافية التي ستجرى على تلك القيمة.
.0وظيفة اإلفصاح :على الشركة اإلفصاح بصورة كاملة عن اآلثار التي خلفها الفيروس أو سيخلفها
مستقبال في القيمة المقدرة الصافية للمخزون.
سادسا .بعض اآلثار األخرى:
لتداعيات فيروس كورونا تأثيرات واسعة في اإلجراءات المحاسبية ،وما استعرضه
الباحثان في الفقرات السابقة يعد جزئية بسيطة من جملة تلك اآلثار ،وتماشيا مع التدرج في هذا
العرض ،سيتم تسليط الضوء على آثاره في المحتوى المعلوماتي للتقارير المالية ،بهدف تغطية ما
يمكن تغطيته من الجزئيات األخرى.
فلتداعيات الفيروس على هذه الجزئية بالتحديد ما يأتي:
.1تصنيف بعض المستحقات على أنها ديون معدومة.
.0نظرا لسياسة العمل من المنزل التي ستتبناها معظم الشركات ،فإن هناك متطلبات مستحدثة ستظهر
في إجراءات القياس واإلفصاح المحاسبي لرواتب ومنافع الموظفين ،فضال عن المعالجات
المحاسبية لتكاليف االتصال التي سترتفع وغيرها)Dave & Mahanta, 2020( .
.1استرداد موجودات الضرائب المؤجلة (وهو إجراء خاص بالشركات في بعض الدول ذات النظام
الضريبي المتقدم) ،فاإلجراء الواجب مع تدهور التوقعات االقتصادية وانخفاض أرباح الشركة،
يقضي بضرورة التحقق بعناية من إمكانية استرداد أي موجودات ضريبية مؤجلة معترف بها.
.4تصنيف المطلوبات المالية على أنها مطلوبات جارية أو غير متداولة ،فإذا ما تدهور الوضع المالي
للشركة ،فقد يتم تفعيل العهود المالية ،وعندها ستصبح المطلوبات المالية قابلة للسداد على الفور،
ويحدث هذا اإلجراء إذا لم يكن باإلمكان معالجة ذلك قبل تاريخ التقرير ،بغض النظر عن المدة
التعاقدية المتبقية.
.5التصنيف كمطلوبات طارئة ،فقد يلزم في بعض األحيان إعادة النظر في المطلوبات التي استوفت
في السابق تعريف أو شرط االلتزام المحتمل ،فتصنف عندها كمطلوبات طارئة يتم تضمينها في
الميزانية العمومية)Richter, 2020( .
.6التوسع في نطاق اإلفصاحات اإلضافية سواء بالمعلومات المالية أو غير المالية ،مع التركيز على
اآلثار التي قد تنتج عن تداعيات الفيروس في أداء الشركات وتقاريرها المالية ،فمتطلبات اإلفصاح
عن المعلومات المالية للشركات المتضررة بشكل مباشر أو غير مباشر ستختلف وفقا لحجم التأثير
المالي وتوافر المعلومات)EY, 2020( .
ومن الجزئيات األخرى أيضا والتي تم اإلشارة إليها عن تأثيراته في العمل المحاسبي ما
رجحه ( ،)Radigan, 2020حيث أشار إلى:
ضرورة إدراج آثار هذا الوباء كجزء رئيس من برامج خطة التدقيق ،ويفضل على شركات
المحاسبة أن تنفذ خططا طارئة لكيفية التعامل مع تلك اآلثار.
من المتوقع آلثاره أن تنسحب على عقود التحوط للتدفقات النقدية المتوقعة.
16
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
من المتوقع أن تنسحب آثاره على محاسبة التحوط ،فمثال المكاسب أو الخسائر المشتقة والمؤجلة في
الدخل الشامل اآلخر ستبقى دون تعديل ،لحين تحقق تأثير المعاملة المتوقعة على األرباح (أو حتى
تصبح المعاملة المتوقعة محتملة الحدوث).
ففي ظل هذه التداعيات وغيرها يتحتم على المحاسبين أن يأخذوا زمام المبادرة في توجيه
إدارة الشركات للتعامل مع المخاطر المالية أو أي مخاطر أخرى قد تنتج عنه)Moyer, 2020( .
.4/3اآلثار على المبادئ والقواعد المحاسبية (معيار األدوات المالية IFRS9مثاال)
دخل المعيار الدولي ( )IFRS9األدوات المالية ،حيز التنفيذ في أغلب الدول األوربية في
العام ،0218لكن يبدو أن هذا المعيار قد القى اعتراضا شديدا مع أول عقبة له في الفصل األول
من العام ،0202حيث حاولت السلطات المالية وقف العمل به وإبطال تأثيره في المصارف خالل
أزمة فيروس كورونا ،على اعتبار أن لهذا المعيار آثارا سلبية خطيرة على العمل المصرفي خالل
فترة االنكماش االقتصادي ،بسبب إجبار المصارف على زيادة المخصصات لخسائر القروض.
ولعل قرار العديد من المصارف بإجراء تطبيق الوقف االختياري لسداد القروض في ظل
هذه األزمة ،سيفضي إلى نقص التدفقات النقدية خالل فترة االنكماش االقتصادي ،مما قد يحدث
حالة من الضبابية في اإلجراءات المحاسبية الواجب اتخاذها إلعداد الميزانية العمومية المصرفية.
وللعلم فقد سلط منظمو المعايير المحاسبية الضوء على بعض جوانب المرونة في هذا
المعيار( ،كما هي الحالة مثال مع تجنب بعض اآلثار االقتصادية عند وضع نموذج لمخاطر خسائر
االئتمان في المصارف) ،بهدف تخفيف بعض االنتقادات الموجهة إليه في بلدان اليورو في ظل
تفشي هذا الوباء.
في حين بادرت الواليات المتحدة من خالل المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع ()FDIC
بتعليق القواعد المحاسبية المتعلقة بالمحاسبة على أساس القيمة العادلة ،بدال من تخفيف تأثيرها من
خالل اعتماد بعض اإلجراءات المتخذة في منطقة اليورو والمملكة المتحدة بشأن المعيار
( .)IFRS9وأرسلت هذه المؤسسة رسالة إلى مجلس معايير المحاسبة المالية الدولية ()FASB
لحثه على السماح للمصارف األمريكية بتأجيل تطبيقها للمعايير المستندة على محاسبة القيمة
العادلة)Davies, 2020( .
وقد نشر مجلس معايير المحاسبة الدولية ( )IASBفي /07آذار ،0202وثيقة تجيب على
األسئلة المتعلقة بتطبيق هذا المعيار خالل فترة عدم التأكد الناتجة عن الفيروس ،وأوضح أن
الغرض من الوثيقة هو دعم تطبيق معايير التقارير المالية الدولية ،كما سلطت الضوء على كيفية
تأثيرات الفيروس في الحسابات المتعلقة بالخسائر االئتمانية المتوقعة لشركات االعمال في ظل هذا
المعيار ،وأكدت أنه ال يوجد أي تغيير أو حذف أو إضافة إليه ،بمعنى أنه سيبقى ساري المفعول وال
يوجد نية لوقف تطبيقه أو تعديل أي من فقراته)IFRS, 2020( .
ويرى ( )Noonan et al., 2020أن الممارسات المحاسبية وفقا للمعيار الدولي
( )IFRS9بإمكانها أن تشل أجزاء من القطاع المصرفي نتيجة لفرض االعتراف المبكر بخسائر
القروض ،فمع تهديد فيروس كورونا بدفع اقتصادات العالم نحو الركود ،سيعمل المعيار على
17
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
ترسيخ هذا الركود من خالل جعل المقرضين أكثر عرضة لتأثيرات الدورات االقتصادية(*) وقد
يؤدي إلى تضخيم األزمة التي تلوح في األفق بشكل كبير ،فعلى سبيل المثال قد تتمثل مشكلة هذه
الممارسات في زيادة المخصصات بطريقة متسارعة ،ألن المعيار الدولي ( )IFRS9يوجب على
المصارف عمل مخصصات سابقة للقروض التي يحتمل عدم إمكانية تحصيلها السيما في ظروف
عدم التأكد الكبيرة ،أو حدوث تغيرات جوهرية في ظروف السوق ،وهذا األمر يجبر المصارف
على عمل مخصصات طوال مدة القرض ،ومن جانب آخر فإن المصارف األمريكية تعمل بموجب
معيار جديد يطلق عليه "خسائر االئتمان الحالي المتوقعة" ،منذ بداية العام ،0202ويفرض هذا
المعيار عليهم حجز خسائر القروض مدى الحياة بمجرد وجود سبب لالعتقاد بأن القرض لن يتم
تسديده بالكامل ،علما بأن الطريقة التقليدية السابقة في كال الحالتين تتمثل بأن يتم عمل المخصصات
فقط عندما ال يفي العمالء فعليا بالدفعات.
في حين يرى ( )ESMA, 2020أن الطبيعة القائمة على المبادئ للمعيار الدولي
( )IFRS9مرنة بما فيه الكافية لتعكس بدقة تداعيات تفشي الفيروس واإلجراءات المرتبطة بها.
وأخيرا ومن باب التأكيد على جملة هذه التداعيات واآلثار يرى ( )Danyluk, 2020إن
لجائحة كورونا التأثير المباشر في إجراءات القياس واإلفصاح المحاسبي لبعض األدوات المالية،
ولعل من أبرز هذه األدوات على سبيل المثال ال للحصر ما يأتي:
.1مخصص خسائر االئتمان المتوقعة (.)ECL
.0الذمم التجارية.
.1الذمم المدينة األخرى.
.4عقود الضمان المالية الصادرة.
.5قياس القيمة العادلة.
.6إدارة مخاطر السيولة.
.7تصنيف الموجودات المالية.
.8تعديالت الديون.
.2التغيرات في التدفقات النقدية المقدرة.
.12محاسبة التحوط.
.11الموجودات والمطلوبات المالية مقابل غير المالية.
.10اإليرادات من العقود مع العمالء.
بيان ألهم وجهات النظر الخاصة بكل أداة من هذه األدوات: وفيما يلي ٌ
.1مخصص خسائر االئتمان المتوقعة (:)ECL
لقد فرض المعيار الدولي ( )IFRS9على شركات األعمال األخذ باالعتبار كافة المعلومات
االقتصادية السابقة والحالية ،فضال عن التوقعات المستقبلية عند تقييم خسائر االئتمان المتوقعة
الدورات االقتصادية ( :)Economic Cyclesوهي عبارة عن تغير دوري في المؤشرات االقتصادية كالبطالة (*)
والتضخم ،وتندرج تحت دراسات االقتصاد الكلي ،أو أنها تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط
االقتصادي ،وهذه الدورات تتعرض لها اقتصادات العالم ،وتختلف مدة كل دورة وفقا لقدرة االقتصاد على الخروج
من مراحلها المختلفة والوصول لمرحلة االنتعاش أو الرخاء ،وتتضمن كل من( :مرحلة القمة ،الركود ،القاع،
العودة).
18
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
( )ECLللموجودات المالية التي ال يتم قياسها بالقيمة العادلة )EY, 2020( .ويمكن أن تؤثر
تداعيات الفيروس على المقترضين ،سواء كانوا شركات أو أفراد في مجال قدرتهم على الوفاء
بالتزاماتهم بسداد القروض ،وقد يختلف هذا التأثير فيهم بحسب القطاع الصناعي الذي ينتمون إليه
أو الموقع الجغرافي .فمن المتوقع أن يكون هناك احتمال بتخلف عدد كبير منهم عن السداد،
وحدوث ركود اقتصادي ،ليفضي ذلك إلى زيادة معدالت خسائر االئتمان نتيجة انخفاض قيمة
الموجودات المالية.
كما ستؤثر تداعيات الفيروس أيضا في تقييم خسائر االئتمان المتوقعة ،وستمثل تحديا كبيرا
للمصارف وغيرها من شركات اإلقراض وحتى الشركات المالية ،بسبب أن خسائر االئتمان
المتوقعة ال تنطبق فقط على القروض ،ولكن قد تنطبق أيضا على العديد من االستثمارات في
الموجودات المالية التي تحمل فائدة كالسندات مثال ،والذمم التجارية ،ومديني عقود اإليجار،
والتزامات القروض الصادرة ،وعقود الضمان المالي الصادرة.
ويرى ( )Richter, 2020أن الصعوبات االقتصادية للعمالء والتوقعات االقتصادية
السلبية بشكل عام ستعمل بشكل كبير على زيادة مخصص الخسائر االئتمانية المتوقعة للموجودات
المالية.
وألن اإلبالغ عن الحاالت األولى لاللتهاب الرئوي قد تمت قبل تاريخ ،0212/10/11
وأن المعيار الدولي ( )IFRS9يوجب األخذ بكل التوقعات الخاصة بالظروف القتصادية المستقبلية
على أساس االحتمال المرجح ،لذا يتوجب على الشركات تقييم احتمالية وقوع الضرر المتوقع من
الفيروس في ذلك التاريخ إذا كان سيؤثر بشكل كبير في تقدير الخسائر المتوقعة للموجودات المالية.
وفي حالة قيام الشركات باالستفادة من مرونة معيار األدوات المالية ( )IFRS9وذلك
بتغيير المنهج المعتمد في تقييم الخسائر االئتمانية المتوقعة ،عندها يجب أن تفصح عن ذلك التغيير
وأسبابه.
.0الذمم التجارية:
فيما يخص الشركات التي لديها موجودات مالية معينة كالذمم التجارية المدينة قصيرة
األجل ،فإن تقدير خسائرها المتوقعة لن يكون بنفس مستوى التعقيد عند تقدير الخسائر االئتمانية
المتوقعة ،ألن المعيار الدولي ( )IFRS9يتطلب تعديل معدالت خسائرها (أي خسائر هذه الذمم)
التاريخية بحسب الحاجة لتعكس الظروف الحالية وتقديرات الظروف االقتصادية المستقبلية.
وبشكل عام ستفرض نتائج تداعيات الفيروس على الشركات إعادة النظر في أسلوب
بكل مما يأتي:
احتساب وتكوين المخصصات من خالل النظر ٍ
سوف تحتاج الشركات إلى إعادة النظر في توقعات خسائر االئتمان السابقة إذا ما كانت تستند إلى
تجارب تاريخية ال تعكس ظروف السوق الحالية والمعلومات المستقبلية ،ومثل هذا األمر قد يحتاج
إلى قرار حاسم من إداراتها بسبب ظروف عدم التأكد الراهنة مثل الجدوى المالية للمدينين
ومستويات الدعم الحكومي ،وما إلى ذلك.
قد يكون هناك نقص في البيانات التاريخية المالئمة التي تعكس الظروف االقتصادية التي يستند
إليها عند تقدير الخسائر.
قد يؤدي عدم االستقرار التشغيلي الذي يعاني منه العمالء والموردون وكذلك التوقف االختياري
لسداد الديون إلى التأخر في معالجة وتسوية المعامالت ،علما أنه يتم االعتراف بالذمم المدينة
12
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
التجارية قصيرة األجل بسعر المعامالت ،ومن ثم يكون لها معدل فائدة فعلي صفري ،وعليه فإن
التأخر في التحصيل لن يؤدي إلى زيادة في مخصص الخسارة المبلغ عنه.
ستزداد التقلبات في الظروف االقتصادية المحتملة ،لتلقي بظاللها حتى على الديون التجارية قصيرة
األجل نسبيا ،لذا يكون من الضروري تحديد معدالت الخسارة المتوقعة.
مع زيادة عدد حسابات الذمم المدينة التي ستتخلف عن السداد ،فإنه قد يلزم تقدير معدالت الخسارة
على الذمم المدينة.
ويرى ( )KPMG, 2020أنه عند بداية تفشي فيروس كورونا في كانون األول من العام
،0212لم تظهر معلومات تفصيلية عنه ،ولم تتخذ اإلجراءات للتحوط منه من قبل الحكومات
والقطاع الخاص إال في شباط ،0202وهذا يعني أنه لن يكون له تأثير فعلي في قياس الخسائر
االئتمانية المتوقعة ،وحتى في متطلبات اإلفصاح عنها في .0212/10/11
.1الذمم المدينة األخرى:
ستحتاج الشركات إلى إعادة النظر في مدى مالءمة الطرق المستخدمة لتقييم الخسائر
االئتمانية المتوقعة وضمان اعتماد المعلومات المالئمة في التقييم ،كما هو الحال مثال مع الذمم
المدينة بين الشركات ،وأرصدة اإلقراض مع شركات أخرى.
.4عقود الضمان المالية الصادرة:
قد تصدر شركات األعمال القابضة أو الشركة األم أحيانا عقود ضمان مالية ()FGC
تقدمها للمقرضين لشركاتها التابعة أو الشركات الزميلة أو المشاريع المشتركة ،وتسمح بمقتضاها
لمن أقرضهم بالمطالبة بالخسائر التي تكبدوها نتيجة عدم دفع هذه الشركات لمستحقاتهم ،وعليه فقد
يتسبب تفشي الوباء بالتخلف عن السداد ،األمر الذي سيؤدي إلى زيادة مبالغ الخسائر المتوقعة وفقا
للمعيار الدولي (.)IFRS9
.5قياس القيمة العادلة:
من األهمية بمكان أن يعكس قياس القيمة العادلة لألدوات المالية آراء المشاركين في
السوق ،فضال عن بيانات السوق في تاريخ القياس في ظل ظروف السوق الراهنة ،إذ ال يمكن
تجاهل أي بيانات من هذا القبيل حتى لو كان االنخفاض في االسعار هو انخفاضا مؤقتا ،وفي كل
األحوال ستهتم الشركات بشكل خاص بقياسات القيمة العادلة ،والتأكد من أن هذه القياسات قد أخذت
باالعتبار انعكاسات تأثير الفيروس في توقعات المشاركين حول التدفقات النقدية المستقبلية،
ومعدالت الخصم ،وإجراءات التقييم المهمة األخرى المتعلقة بالموجودات أو االلتزامات في تاريخ
التقرير.
.6إدارة مخاطر السيولة:
من المحتمل جدا أن يكون للتوقف عن اإلنتاج وانخفاض المبيعات آثار على رأس المال
العامل للشركة ،ويمكن أن تؤدي أيضا إلى خرق ميثاق الديون ،لذا فقد تبحث شركات األعمال عن
طرق إلدارة مثل هذا الخطر ،وذلك باستخدام مصادر بديلة للتمويل ،كتأخيرها عن سداد ما بذمتها
للموردين ،وإجراء ترتيبات معينة مع المؤسسات المالية للحصول على تسهيالت للسداد ،وسيكون
اإلفصاح عن هذه التسهيالت في غاية األهمية ال سيما عندما تكون جوهرية لتمويل الشركة أو
02
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
تمنحها القدرة على االستمرار ،فمن المرجح أن تؤدي الظروف االقتصادية الحالية إلى زيادة تقلبات
أسعار العديد من االستثمارات وانخفاض السيولة لديها.
.7تصنيف الموجودات المالية:
عادة ما تصنف الشركات بعض الموجودات المالية التي تملكها إلى موجودات مالية بغرض
البيع والمتاجرة أو بغرض االحتفاظ بها لغاية تاريخ االستحقاق ،وعلى الرغم من اآلثار االقتصادية
التي خلفها الفيروس في خفض قيمة هذه الموجودات ،إال أنه من المتوقع عدم قيام الشركات بإجراء
إعادة تصنيفها ليتوافق هذا اإلجراء مع متطلبات المعيار الدولي (.)IFRS9
.8تعديالت الديون:
استجابة لتحديات السيولة ،فقد يسعى المدينون إلى إعادة التفاوض على شروط ترتيبات
السداد مع الشركة ،وعندما تمنح األخيرة مثل هذا االمتياز وتجري التعديل على الترتيبات التعاقدية
مع المدينون ،يتوجب تقييم األثر المحاسبي للتعديل الجديد في تقاريرها المالية ،ورغم أن المعيار
الدولي ( )IFRS9لم يتضمن أي إرشادات محددة بشأن المحاسبة عن تعديالت الموجودات المالية،
ومتى يجب أن تؤدي هذه التعديالت إلى إلغاء االعتراف بها ،إال إن بعض الشركات تلجأ إلى اعتماد
سياسات محاسبية خاصة كتطبيق اختبار الـ ( )*()%12مثال على الموجودات المالية ،من أجل
إطفاء الموجود القديم واالعتراف بالموجود الجديد.
.2التغيرات في التدفقات النقدية المقدرة:
من التداعيات التي نتجت عن فيروس كورونا التغير في التوقعات المتعلقة بممارسات
ميزات الدفع المسبق أو التمديد في فترات التسديد أو التحويل في اتفاقيات الديون ،فعندما يتم التعامل
مع هذه الميزات كمشتقات مالية ،أو عندما يتم قياسها بالكامل بالقيمة العادلة ،فسينعكس هذا التغير
من دون شك في قياس هذه القيمة ،وسيتم خصم التدفقات النقدية المتوقعة بسعر الفائدة الفعلي ألصل
األداة المالية.
.12محاسبة التحوط:
عندما يتم تصنيف المعاملة على أنها بند تحوط ،ستحتاج الشركات للتحقق من أن التوقعات
حول حدوثها الزالت قائمة .ومن المحتمل جدا أن يتم حماية عناصر معينة وفق تحوط التدفق النقدي
نتيجة لتأثرها بتداعيات فيروس كورونا ،ولعل من أبرز هذه العناصر ما يأتي:
أحجام البيع أو الشراء التي تقل عن المستويات المتوقعة.
تأخير أو إلغاء إصدارات الديون بحيث تنخفض مدفوعات الفوائد عن المستويات المتوقعة منها.
عمليات االستحواذ أو المعامالت التجارية المتأخرة أو الملغاة.
وقد تؤدي الزيادة في مخاطر االئتمان إلى الفشل في تقييم فاعلية التحوط ،وذلك عندما
تكون مخاطر االئتمان مهيمنة على تغيرات القيمة الناتجة عن العالقات االقتصادية بين أداة التحوط
والبند المحوط.
(*) اختبار الـ ( :)%12ويقصد به تقييم ما إذا كانت التعديالت الجوهرية على األداة المالية قد أدت إلى تغيير في صافي
القيمة الحالية لتدفقاتها النقدية بأكثر من ،%12عندها يتم إلغاء االعتراف بالموجود المالي (أو االلتزام المالي)
الحالي واالعتراف بالموجود (أو االلتزام) الجديد بالقيمة العادلة ،مما قد ينتج عن هذا اإلجراء مكاسب أو خسائر،
وللمزيد من التفاصيل عن هذا االختبار المستخدم في محاسبة التعديالت عن الموجودات المالية ،ينظر في ذلك:
(.)Danyluk, 2020
01
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
00
جامعة تكريت /كلية اإلدارة واالقتصاد /مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية /المجلد ( )16العدد ( )49ج0202 /1
وبسبب الطبيعة الضبابية وغير المتوقعة آلثار هذه الجائحة ،فمن المتوقع أن تكون تقييماتهم
للتقديرات المحاسبية الخاصة بعمالئهم أكثر تعقيدا مما ستكون عليه في فترات إعداد التقارير
القادمة .ولدى المدققون اإلدراك التام بالتأثر الكبير الذي سيطال العديد من الحسابات الرئيسة وفي
مقدمتها المبيعات والمخزون ونفقات الديون المعدومة ،فضال عن األنشطة التجارية األساسية
كاإلنتاج والتوزيع)Radigan, 2020( .
.1من المؤكد أن جائحة كورونا قد وضعت المدققين في تح ٍد كبير ال سيما مع عملية اختبار المخزون
والتأكد منه .فشركات التدقيق تطلب من موظفيها العمل من المنزل ،والعمالء بدورهم يطالبون بعدم
حضور المدققين للقيام بالزيارات الميدانية ،فضال عن أن العديد من البلدان قد حظرت على
الشركات أصال فتح أبوابها .وألجل التغلب علـى هـذه التحـديات يمكـن للمدققـين تأخـير عمليـة
إعداد تقاريرهم لفترة زمنية لحين انتهاء هذه الجائحة ،أو يمكن لهم استخدام الكاميرات أو االعتماد
على الفيديوهات لمراقبة المخزون كوسائل بديلة ،وهنا يجب التنويه إلـى أن الفقـرة ( )14مـن
معيار التدقيق ( )521قد أشارت إلى أنه من الممكن لحدوث أمر ما أن يجعل من عملية المعاينة
المباشرة للمخزون غير واجبة ،ومن األمثلة على هذا األمر هـو االحتفاظ بالمخزون في مكان قـد
يشكل تهديدا على سالمة المدقق ،ومن المعلوم أن جائحة كورونا في كـل األحـوال سـتعرض
سالمته للخطر ،وبذلك يفضل استخدام الوسائل البديلة المناسبة وعدم حضوره فعليا للقيام بالجرد
المادي)Dohrer, 2020( .
.4من الضروري على معهد المحاسبين القانونيين وضع االرشادات الالزمة للمدققين عن كيفية
تقديمهم للتوضيحات المناسبة لما يمكن أن تسببه هذه الجائحة من آثار في التدفقات النقدية وهبوط
أسعار األسهم لشركات األعمال)Dave & Mahanta, 2020( .
المحور الرابع :الخالصة
بكل مما يأتي:
يمكن تحديد أهم ما خلص إليه البحث ٍ
.1لتداعيات تفشي فيروس كورونا ( )COVID-19تأثير كبير في االقتصاد العالمي وفي أداء
الشركات ،ولهذا التأثير انعكاساته المستقبلية إلى جانب االضرار الفعلية التي أوقعها في أغلب
مفاصل اقتصادات الدول ومجتمعاتها.
.0لتداعيات تفشي الفيروس التأثير المباشر وغير المباشر بالعديد من الممارسات المحاسبية لشركات
األعمال.
.1اعتبار األحداث الناتجة عن تداعيات الفيروس ضمن التقارير المالية المعدة في 0212/10/11
على أنها أحداثا غير قابلة للتعديل وفقا لمتطلبات المعيار الدولي ( ،)IAS10ورغم ذلك كان هناك
توجهات بضرورة اإلفصاح عن البنود غير المعدلة والتي ستتأثر بشدة باآلثار االقتصادية عن
تداعياته مستقبال ،واعتبارها أحداثا قابلة للتعديل ضمن التقارير المالية في .0202/10/11
.4على الرغم من كثرة وشدة االنتقادات الموجهة للمعيار الدولي ( ،)IFRS9والمطالبة بإيقاف تطبيقه
أو على األقل تعديل بعض فقراته ،إال أن مجلس معايير المحاسبة الدولية ( )IASBأوصى بعدم
إيقافه وعدم إجراء أي تعديل عليه خالل الفترة الحالية ،على اعتبار أن فيه من المرونة التي تؤهله
الستيعاب اآلثار الناتجة عن تفشي الفيروس.
.5ضرورة حرص اإلدارة على انعكاس المعلومات التاريخية والحالية والمستقبلية المتوقعة في
التقارير المالية المعدة على أساس فرض االستمرارية ،وعلى وجه الخصوص في ظل الضبابية
وظروف عدم التأكد التي خلفها تفشي الفيروس.
01
0202 /1) ج49( ) العدد16( المجلد/ مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية/ كلية اإلدارة واالقتصاد/جامعة تكريت
قد يواجه المدققون صعوب ة في الوصول إلى األدلة واألشخاص الذين يحتاجون إليهم لدعم رأيهم في.6
وقد يؤدي هذا األمر إلى اضطرارهم للكشف عن قيود النطاق إلجراءاتهم المعتادة،عملية التدقيق
.ضمن تقاريرهم
ويمكن تغطيتها مستقبال، هناك مجاالت بحثية أخرى لم يتم التطرق إليها بالتفصيل في البحث الحالي.7
تداعيات فيروس كورونا على كل من؛، ومن هذه المجاالت على سبيل المثال،في دراسات الحقة
، جودة التقارير المالية المرحلية، نطاق تبني محاسبة القيمة العادلة،ممارسات التحفظ المحاسبي
نوع تقرير،)IFRS( إعادة هيكلة المبادئ األساسية لمعايير،مدى اإلفصاح الطوعي أو االختياري
تبني تكنولوجيا المعلومات كالحوسبة السحابية وسلسلة الكتل، أجور المدقق،المدقق
فضال عن كفاية النظام، توجهات إدارة األرباح، التعليم والمعرفة المحاسبية،)Blockchain(
المشتقات، الوظيفة اإلعالمية للمحاسبة، محاسبة تكاليف رأس المال الفكري،المحاسبي الموحد
. المحاسبة عن المسؤولية االجتماعية،المالية والعقود المستقبلية
قائمة المصادر
1. Chan, Rick & Chen, Narissa, (2020), Coronavirus Outbreak and its Accounting and
Audit Implications, MAZARS, Singapore.
2. Danyluk, Kerry, (2020), Clearly IFRS — Accounting Considerations Related to
Coronavirus Disease 2019, Delotte. Mar 31, 2020. https://www.iasplus.com.
3. Dave, Sachin & Mahanta, Vinod, (2020), Auditors feel companies may have to state
coronavirus impact in accounts. https://economictimes.indiatimes.
4. Delalio, John, (2020), How to Pivot Your Accounting Operations: Coping with
COVID-19. https://www.eisneramper.com
5. Dohrer, Bob, (2020), How auditors can test inventory without a site visit, journal of
accountancy, march. https://www.journalofaccountancy.com
6. ESMA, (2020), Accounting implications of the COVID-19 outbreak on the calculation
of expected credit losses in accordance with IFRS 9, www.esma.europa.eu.
7. EY, (2017), Accounting for the financial impact of natural disasters,
https://www.ey.com.
8. EY, (2020), IFRS accounting considerations of the Coronavirus outbreak, EYGM
Limited.
9. IATA, (2020), Should coronavirus be accounted for as an adjusting or non-adjusting
event?, Airlines. magazine, https://www.iata.org.
10. Moyer, Shannon, (2020), UK firms prepare for coronavirus hit,
https://www.accountancyage.com.
11. PwC, (2020), Accounting implications of coronavirus, www.pwc.com.
12. Richter, Frank (2020), Accounting implications of the Coronavirus, https://home.kpmg
13. Tyler Davies, (2020), Corona crisis triggers global retracement on bank accounting
standards. https://www.globalcapital.com.
14. Whitehouse, Geni, (2020), How Accountants Can Prepare Against Coronavirus in This
Busy Tax Season. https://www.acecloudhosting.com
15. Noonan, Laura & Morris, Stephen & Arnold, Martin, (2020), New accounting rules
pose threat to banks amid coronavirus crisis. https://www.ft.com.
04