You are on page 1of 45

‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................

‬محمد الدغمي‬

‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري‬


‫في الفقة اإلسالمي المقارن‬
‫تاريخ قبوله للنشر‪11/1/2005 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪29/2/2004 :‬م‬

‫محمد راكان الدغمي*‬

‫ملخص‬
‫يه دف ه ذا البحث إلى بي ان األحك ام الفقهي ة المتعلق ة ب االعتراف القس ري‪ ،‬واعتب ار‬
‫اإلكراه عيب اً من عيوب اإلرادة‪ ،‬األمر الذي يجعل المقر يدعي ويتمسك ببطالن إقراره‪،‬‬
‫وأم ا إن أق ر بمحض إرادت ه دون اس تخدام أي وس يلة تحمل ه على االع تراف ف إقراره‬
‫صحيح يصلح لإلدانة ما دام صدر عن إرادة حرة مدركة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This research aims to show that the judgement related to "admitting by‬‬
‫‪force" in the Fiqh is considered as adefect of willingness. This enables the‬‬
‫‪confessor to demand and persist that the verdict is false. But if the confessor‬‬
‫‪admits with pure willingness without being subjected to any means of force,‬‬
‫‪his confession will be considered as real and true and to would bye‬‬
‫‪appropriate for issuing judjement as long as the confession came out of free‬‬
‫‪and mindful willingness.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه أجمعين‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬

‫فإن للقاضي أن يأمر بتقديم أي دليل يراه الزمًا إلظهار الحقيقة‪ ،‬وله الحرية في تقدير‬
‫األدلة المقدمة في الدعوى الجنائية ووزنها وترجيح بعضها على البعض اآلخر‪ ،‬بهدف‬
‫تحري العدالة ‪ ،‬وله أن يوازن بين األدلة المقدمـة من الخصوم في الدعوى المدنيـة وفي‬

‫أستاذ مشارك‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪ ،‬كلية الدراسات القانونية والفقهية‪ ،‬جامعة آل البيت‪.‬‬ ‫*‬

‫‪249‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫الدعوى الجنائية وأن يقدم أي دليل يراه الزماً إلظهار الحقيقة‪ ،‬ألن اإلقرار الجنائي ليس‬
‫يلزم ولما رأيت من أهمية لهذا الموضوع القديم الجديد‪ ،‬فقد عزمت أن أكتب فيه إظهاراً‬
‫لدور الشريعة اإلسالمية في تقعيد القواعد ووضع األسس الكفيلة بحماية المستجوب‪،‬‬
‫وتزداد الصورة إشراقاً إذا عرفنا أن القانون الوضعي ما زال قاصراً أن يجاري الشريعة‬
‫الغراء في تحقيق العدالة‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ما دور الشريعة الغراء في حفظ حقوق األفراد من االعتداء عليهم أثناء التحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫األولي ونزع االعتراف منهم بالقوة؟‬
‫ما شروط صحة االعتراف وما آراء الفقهاء في نزع االعتراف باستخدام األجهزة‬ ‫‪-‬‬
‫المتقدمة أثناء التحقيق؟‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تطرق الفقهاء إلى موضوع االعتراف القسري وبينوا األحكام المتعلقة به‪،‬‬
‫واستنبطوا األحكام المتعلقة بهذا الموضوع من القرآن الكريم والسنة الشريفة‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الجزئية تختص بدراسة عصرية‪ ،‬مع استعمال األجهزة العصرية المتقدمة التي تستعمل‬
‫لنزع االعتراف‪ ،‬فأصول البحث ومنطلقاته الرئيسة موجودة في كتب الفقه ولكنها مفرقة‬
‫مبثوثة في مواطن كثيرة‪ .‬هذا وقد عقدت مؤتمرات لمعالجة هذا الموضوع منها مؤتمر‬
‫في سيراكوزا في إيطاليا عام ‪1978‬م تحت عنوان المتهم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعقد‬
‫مؤتمر في الرياض عام ‪ 1982‬حول مدى حجية االعتراف‪ ،‬وتكثر الندوات والمؤتمرات‬
‫واللجان حول حقوق اإلنسان لتحقيق أكبر قدر من االلتزام بالعدالة وعدم التعسف في‬
‫انتهاك حقوق اإلنسان وتحملها للمسؤولية في أثناء التحقيق‪.‬‬

‫أهميـة البحـث‪:‬‬
‫تكمن أهمية هذا البحث في بيانه لمعنى االعتراف القسري واإلكراه كعيب من عيوب‬
‫اإلرادة‪ ،‬والتمييز بين االعتراف واإلقرار وشروط صحة االعتراف‪.‬‬

‫‪250‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ولهذا جمعت المادة من مصادرها األولية ألقدم صورة من صور العدالة في‬
‫القضاء اإلسالمي مع التأصيل والمقارنة القانونية والتطبيقات الحديثة للوسائل المستخدمة‬
‫ضد إرادة اإلنسان‪.‬‬

‫ويبرز هذا البحث ضوابط وقواعد االعتراف الصحيح‪ ،‬ويبرز دور القضاة في‬
‫نصرة المظلوم وحفظ حقوق اإلنسان الذي تسعى كل القوانين لحفظ حقه واعتبار المتهم‬
‫بريئاً حتى تثبت إدانته‪.‬‬

‫منهج البحث وخطته‪:‬‬


‫يستخدم الباحث المنهج االستقرائي في تتبع آراء الفقهاء ومناقشتها‪ ،‬واختيار الحكم‬
‫الشرعي‪ ،‬ولذلك جمع الباحث المادة الفقهية من مصادرها األولية وتحليلها واستخالص‬
‫آراء الفقهاء منها لتحديد مسار هذا الموضوع‪ ،‬وتتكون خطة البحث من مقدمة وخاتمة‬
‫والمباحث اآلتية‪:‬‬
‫المبحثـ األول ‪ :‬معنى االعتراف القسري لغة واصطالحاً‪.‬‬
‫المبحثـ الثانيـ ‪ :‬اإلكراه كعيب من عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫المبحثـ الثالث ‪ :‬التمييز بين االعتراف واإلقرار‪.‬‬
‫المبحثـ الرابع ‪ :‬شروط صحة االعتراف‪.‬‬
‫المبحثـ الخامس‪ :‬آراء الفقهاء في نزع االعتراف وحكمه‪ .‬ويتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬نزع االعتراف بالقوة أثناء استجواب المتهم‪.‬‬
‫‪ -‬نزع االعتراف باستعمال األجهزة المتقدمة والعقاقير المخدرة‪.‬‬
‫المبحثـ السادس‪ :‬من آراء المعاصرين في المسألة‪.‬‬
‫وقد ضمنت بحثي خالصة ما توصلت إليه من نتائج‪.‬‬

‫هذا وقد بذلت قصارى جهدي إلخراج هذا الموضوع إلى حيز الوجود ليخدم‬
‫المسلمين ورجال القضاء واإلدارة‪ ،‬وطلبة العلم‪ ،‬وأرجو اهلل أن يكون نافعاً للمسلمين إنه‬
‫نعم المولى ونعم الوكيل‪ ،‬وهو حسبي وكفى‪.‬‬

‫‪251‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫المبحث األول‬
‫معنى القسر واإلكراه لغة واصطالحاً‬
‫القسر لغة‪ :‬هو اإلكراه‪ ،‬يقال قسره على األمر‪ ،‬قسراً‪ :‬أكرهه عليه وقهره(‪ ،)1‬وأكرهه‬
‫على األمر‪ :‬أي حمله عليه قهراً‪ ،‬وأكره فالناً‪ :‬أي حمله على أمر يكرهه‪ ،‬وإ ذا أكرهه‬
‫على أمر ال يريده طبعاً أو شرعاً يعتبر مكرهاً‪ ،‬ويقال‪ :‬استكرهت فالنه أي غصبت‬
‫نفسها‪ ،‬والكره بالفتح والضم‪ :‬اإلباء والمشقة‪ ،‬وقيل بالضم‪ :‬إذا أكرهت نفسك عليه‪،‬‬
‫وبالفتح ما أكرهك غيرك عليه‪ ،‬وبالفتح عند البعض اإلكراه‪ ،‬وبالضم‪ :‬المشقة(‪.)2‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫يقال‪ :‬فعلته كرهًا أي إكراهًا ‪ .‬ونقل عن الزجاج قوله‪ :‬كل ما في القرآن من الكره‬
‫بالضم‪ ،‬فالفتح فيه جائز إال قوله تعالى في سورة البقرة‪ُ  :‬كِت َب َعَلْي ُك ُم اْل ِقتَ ُ‬
‫ال َو ُهَو ُكْرهٌ لَّ ُك ْم‪‬‬
‫والقسر هو القهر واإلكراه‪ ،‬قال في المصباح المنير‪" :‬قسره‪ :‬على األمر قسرًا من باب‬ ‫ْ‬ ‫(‪،)4‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫ضرب قهره‪ ،‬واقتسره كذلك" ومنه قوله تعالى‪َ  :‬طْو ًعا َْأو َكْر ًها ‪ ، ‬أما معناه اصطالحاً‬
‫فهو‪ :‬حمل الغير على ما ال يرضاه(‪.)7‬‬

‫وعرفه القانون المدني األردني‪ :‬حيث قال‪" :‬اإلكراه هو‪ :‬إجبار بغير حق على أن‬
‫يعمل عمالً دون رضاه‪ ،‬ويكون مادياً أو معنوياً"‪.‬‬

‫وعرفته مجلة األحكام العدلية‪" :‬اإلكراه هو إجبار واحد باإلخافة على أن يعمل‬
‫عمالً بغير حق"(‪.)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫بأنه فعل يوقعه اإلنسان بغيره يفوت به رضاه أو يفسد‬ ‫وعرفه في ملتقى األبحر‬
‫اختياره‪ .‬واإلكراه بنوعيه الملجئ وغير الملجئ يعدمان الرضا‪ ،‬فاإلكراه الملجئ يفسد‬
‫االختيار مثل التهديد بالضرب الشديد المؤدي إلى إتالف النفس أو قطع العضو‪ ،‬واإلكراه‬
‫غير الملجئ الذي يوجب الغم كالضرب غير المبرح والحبس غير الطويل يفوت به‬
‫الرضا مع بقاء االختيار الصحيح(‪.)10‬‬

‫واإلكراه في الفقه اإلسالمي يعتبر عيباً من عيوب اإلرادة‪ ،‬بسبب ما يتصل به من‬
‫وسائل العنف المادية الظاهرة‪ ،‬ويحظى باألهمية في فقه القانون الوضعي‪.‬‬

‫‪252‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫فاإلقرار القسري يمكن أن يعرف بأنه حمل الشخص على إخبار عن ثبوت حق‬
‫على نفسه أو اعتراف بجرم لم يقترفه‪ ،‬دون رضاه باستخدام وسائل ضغط غير‬
‫مشروعة‪ ،‬تفسد اختياره أو تفوت الرضا عنده‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫اإلكراه كعيب من عيوب اإلرادة‬
‫اإلقرار تصرف قانوني ألنه عمل إرادة ويشترط في اإلرادة أن تكون حرة خالية من‬
‫العيوب‪ ،‬وعيوب اإلرادة هي‪ :‬الغلط‪ ،‬والتدليس‪ ،‬واإلكراه‪ ،‬واالستغالل‪ ،‬وقد قصر المشرع‬
‫األردني عيوب اإلرادة على ثالث هي‪ :‬اإلكراه والغلط والتغرير مع الغبن الفاحش (التدليس)‬
‫ولهذا يجب أن يكون اإلقرار صادرًا عن إرادة خالية من العيوب حتى يتكون معتبرًا‪.‬‬

‫وقد نصت الفقرة (‪ )2‬من المادة (‪ )50‬من قانون البينات األردني على أنه ال يصح‬
‫الرجوع عن اإلقرار‪.‬‬

‫ويفهم من ذلك أن اإلقرار حجة على المقر ال يجوز عدم اعتباره إال بإثبات وجود‬
‫عيب أصابه يتعلق باإلرادة‪ ،‬أي ال بد من إثبات حالة وجود خطأ يجعل اإلقرار باعتباره‬
‫تصرفًا قانونيًا يخرج عن النظرية العامة للتصرفات إذا توافرت فيه شروط االنعقاد‬
‫تعبر عن اإلرادة الخالية من العيوب‪ ،‬ويشير القانون األردني إلى أنه يمكن‬
‫والصحة والتي ّ‬
‫التمسك ببطالن اإلقرار إذا كان اإلقرار صورياً‪ ،‬أو كان المقر وقت اإلقرار سكراناً أو‬
‫مكرهاً ويعتبر هذا نتيجة لوقوع اإلقرار باطالً أو قابالً لإلبطال قضاء‪ ،‬ال رجوعاً عن‬
‫اإلقرار الثابت‪ .‬ومن هنا يعتبر اإلكراه عيباً من عيوب اإلرادة‪ ،‬بحيث لو ورد اإلقرار‬
‫بصورة معينة فللمقر التمسك ببطالن إقراره‪.‬‬

‫والمعروف أن اإلقرار في أصول المحاكمات الجزائية األردني غير االعتراف فقد‬


‫عرفته المادة (‪1 /172‬و‪ 2‬و ‪ )2 /216‬من أصول المحاكمات الجزائية األردني‬
‫االعتراف بأنه‪" :‬إقرار الظنين أو المتهم بالتهمة أي بالوقائع التي تقوم عليها التهمة"‪.‬‬

‫‪253‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وهو‪" :‬إقرار على النفس بارتكاب الجريمة موضوع التحقيق سواء بسلوك منفذ لها‬
‫أم‬
‫بسلوك على هامش تنفيذها"(‪.)11‬‬

‫واالعتراف المعول عليه هو ما صدر عن إرادة حرة بأن يدلي المتهم بأقواله دون‬
‫أن يستخدم معه أية مؤثرات مادية أو معنوية‪ .‬وللقاضي السلطة التقديرية في البحث عن‬
‫الحقيقة فقد ال يأخذ باعتراف المتهم إال إذا طابقت الحقيقة الواقع دون لبس أو غموض‪،‬‬
‫وأن تكون قد صدرت عن إرادة حرة سواء أكان االعتراف شفهياً أو مكتوباً‪.‬‬

‫وال يعتبر اإلقرار صحيحًا إذا أقر المتهم بصحة التهمة دون األفعال‪ ،‬فإقراره بارتكاب‬
‫األفعال اإلجرامية يعتبر إقرارًا صحيحًا يعمل به‪ .‬وليس أعدل من عقوبة تطبيقه على شخص‬
‫يعترف بمحض إرادته ودون استخدام أية وسائل أخرى لحمله على االعتراف(‪.)12‬‬

‫وأكدت محكمة التمييز األردنية بأن االعتراف الذي يصلح لإلدانة هو الذي يصدر‬
‫عن إرادة حرة مدركة(‪.)13‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التمييز بين االعتراف واإلقرار‬
‫ال بد من تحديد معنى اإلقرار وتحديد معنى االعتراف حتى تتضح صورة معنى‬
‫اإلقرار المدني‪ ،‬وهو كما عرفه القانون األردني المأخوذ من الشريعة اإلسالمية‪" :‬إخبار‬
‫اإلنسان عن حق عليه آلخر"(‪.)14‬‬

‫ويميز المشرع في قانون البينات بين اإلقرار القضائي واإلقرار غير القضائي وقد‬
‫عرفت المادة (‪ )45‬اإلقرار القضائي بأنه (اعتراف الخصم أو من ينوب عنه إذا كان‬
‫مأذوناً له باإلقرار بواقعة ادعى بها عليه‪ ،‬وذلك أمام القضاء أثناء السير في الدعوى‬
‫المتعلقة بهذه الواقعة)‪.‬‬

‫‪254‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫واإلقرار في الشريعة كما أسلفنا هو كما عرفه الحنفية‪" :‬إخبار عن ثبوت حق للغير‬
‫على نفسه‪ ،‬أي الخبر"‪ .‬وهو عند المالكية "خبر يوجب حكمه صدق على قائله بلفظه أو‬
‫بلفظ نائبه"(‪.)15‬‬
‫وعرفه في الغنية(‪" : )16‬بأنه إخبار بحق آلخر ال إثبات له عليه"‪ .‬أي اإلقرار إخبار‬
‫بأمر سابق‪ .‬وهو كما يقول الحنفية مشتق من القرار وهو لغة إثبات ما كان متزلزالً(‪.)17‬‬

‫واالعتراف هو‪ :‬اإلقرار بالذنب‪.‬‬


‫‪ -‬وهو إقرار الجاني قبل أن يبين عليه بالبينة العادلة(‪.)18‬‬
‫‪ -‬واإلقرار إثبات الشيء وهو االعتراف‪.‬‬
‫‪ -‬وعرفه الجرجاني إخبار المرء بحق آلخر عليه(‪.)19‬‬
‫‪ -‬وأما اإلقرار غير القضائي فـ‪" :‬هو الذي يقع في غير مجلس الحكم‪ ،‬أو يقع في‬
‫مجلس الحكم في غير الدعوى التي أقيمت بالواقعة المقر بها"(‪.)20‬‬

‫وال فرق بين االعتراف الجنائي المنصوص عليه في قانون أصول المحاكمات‬
‫الجزائية األردني واإلقرار في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ويمكن أن تحدد عناصر االعتراف في‬
‫الفقه اإلسالمي على النحو اآلتي(‪:)21‬‬

‫أوالً‪ :‬أن يشمل االعتراف الوقائع المكونة للجريمة محل االعتراف‪ ،‬وظروفها‪ ،‬والعالقة‬
‫السببية بينهما‪ ،‬بأن ينصب اعتراف من كان مسئوالً جنائياً على كيفية ارتكابه للجريمة‬
‫واألداة المستعملة في ذلك‪ ،‬فقد يكون المعترف قد طلب من المجني عليه أن يذهب مكاناً‬
‫معيناً فقتل فيه‪ ،‬فاعتقد أنه السبب في قتله ولذلك اعترف بالقتل المنسوب إليه‪ .‬وأن‬
‫يوضح في اعترافه ظروف القتل وسببه‪ ،‬وقد يكون بسبب استعمال حق أو أداء واجب‪،‬‬
‫فال يمكن أن يكون مسئوالً متى انتفت الجريمة المنسوبة إليه(‪.)22‬‬

‫ثانياً‪ :‬أن يكون االعتراف الصادر من المعترف على نفسه فقط وال يتعداه إلى غيره ألن‬
‫اإلقرار حجة قاصرة ال تتعداه إلى غيره وهذا في المسائل الجنائية‪ ،‬أما المعامالت المدنية‬
‫فاإلقرار إعفاء من اإلثبات ونزول عن المطالبة بهذا الحق‪ ،‬ويمثل ذلك تصرفًا قانونيًا يقتصر‬
‫أثره على المقر ويلزم المقر ما أقر به‪ ،‬وحكم اإلقرار يظهر المقر به ال بثبوته ابتداء(‪.)23‬‬

‫‪255‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وللقاضي أن يأمر بتقديم أي دليل يراه الزماً إلظهار الحقيقة‪ ،‬وله كامل الحرية في‬
‫تقدير األدلة المقدمة في الدعوى الجنائية ووزنها وترجيح بعضها على البعض اآلخر(‪.)24‬‬
‫والقاضي في الدعوى المدنية يوازن بين األدلة المقدمة من الخصوم في الدعوى‪،‬‬
‫ويتعدى دوره في الدعوى الجنائية ذلك بحيث له أن يطلب من تلقاء نفسه تقديم أي دليل‬
‫يراه الزماً لظهور الحقيقة وتكون له حرية واسعة في االقتناع‪.‬‬

‫ويالحظ مما تقدم ما يلي‪:‬‬


‫إن اإلقرار حجة قاطعة قاصرة على المقر‪ .‬ويؤدي هذا إلى إعفاء المدعى من‬
‫إقامة الدليل على دعواه ما دام خصمه قد أقر بالدعوى وال يعدل المقر عن إقراره‪ ،‬إال‬
‫إذا شاب إرادته عيب من عيوب الرضا‪ .‬كأن يصدر اإلقرار نتيجة لغلط وعليه أن يثبت‬
‫ذلك‪ .‬قال منال خسرو الحنفي‪" :‬ولكن يرد أي اإلقرار برده أي برد المقر له ال بعده‪ ،‬أي‬
‫بعد تصديقه فإنه ال يرد حينئذ"(‪.)25‬‬
‫تصح‬ ‫كذا‪...‬‬ ‫وقال‪" :‬لو قال هذه العين ملكي‪ ،‬وأقر به صاحب اليد أو قال لي عليه‬
‫هذه الدعوى وتسمع البينة على إقراره ‪.)26("...‬‬
‫هذا إذا صدر اإلقرار من أهله وبشروطه وله شروط هي العقل والبلوغ والحرية‬
‫في بعض األحكام ‪ ...‬ومنها الطواعية ‪.)27("...‬‬
‫وأما االعتراف الجنائي فليس حجة دائماً في ذاته‪ ،‬وإ نما هو خاضع لتقدير القاضي‪،‬‬
‫ويجوز للمتهم أن يعدل عن اعترافه في أي وقت‪ ،‬وال يلزم بإثبات عدم صحة االعتراف‬
‫الصادر منه(‪.)28‬‬
‫ولذلك يؤكد عبد القادر عوده أن يكون اإلقرار مبيناً ومفصالً وقاطعاً في ارتكاب‬
‫الجاني للجريمة وال يعتل‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫شروط صحة االعتراف‬

‫‪256‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫لكي يعتبر االعتراف دليالً في اإلثبات ال بد أن تتوافر فيه بعض الشروط‪ ،‬منها ما‬
‫يتعلق باالعتراف ذاته‪ ،‬وبعضها يرجع إلى ما يسبق االعتراف من إجراءات سواء في‬
‫مرحـلة القبض والتفتيـش أو مرحلة التحقيـق‪ ،‬وهناك شروط تتعلق بالمعترف المتحمل‬

‫لتبعة وآثار أو أي نتائج تتعلق باعترافه وهذا يقتضي الكالم عن‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الشروط المتعلقة باالعتراف ذاته‪:‬‬


‫ال بد أن يكون االعتراف محدداً ال لبس فيه وال غموض‪ ،‬ألنه ال يمكن االستناد‬
‫إليه كدليل إثبات في الدعوى الجنائية‪ ،‬وحتى يعتد باالعتراف ال بد من توافر شروط‬
‫معينة نشير إليها فيما يلي‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬أن يكون االعتراف محدداً صريحاً يعبر عن إرادة المتهم بنسبة واقعة معينة إليه(‪.)29‬‬
‫ألن الغموض في األقوال التي يدلي بها المتهم من حيث داللتها على ارتكاب الجريمة محل‬
‫االتهام المنسوب‪ ،‬وألنه ال يجوز أن يستنتج االعتراف من موقف معين كان قد تصرفه‬
‫المتهم كأن يكون قد صمت فقد يكون الصمت نتيجة الخوف من إساءة الدفاع عن نفسه أو‬
‫انتظاره لمحاميه‪ ،‬أو بسبب حرج كأن تكون الجريمة مما يمس بالشرف والعرض‪ ،‬كما ال‬
‫يجوز أن يستنتج االعتراف نتيجة هرب المتهم أو غيابه عن جلسة المحاكمة(‪.)30‬‬

‫ال ألن االعتراف كدليل إثبات في الجنايات يجب أن ينصب‬


‫ثانياً‪ :‬أن يكون االعتراف مفص ً‬
‫على الوقائع المكونة للجريمة كلها أو بعضها‪ ،‬فاالعتراف ببعض الوقائع التي ال تتعلق‬
‫بالجريمة ال يعتبر اعترافًا بالمعنى المقصود الذي يدل على اعتراف المتهم بالجريمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪:‬ـ تطابق االعتراف مع الحقيقة‪ :‬ال بد أن يتحقق القاضي من مطابقة االعتراف‬


‫للحقيقة‪ ،‬بحيث يتوافق االعتراف مع األدلة األخرى في الدعوى‪ ،‬وال يتناقض معها(‪.)31‬‬

‫فيمكن أن يتعمد المتهم أن يعترف ليخلص من اإلكراه المادي أو المعنوي‪ ،‬وقد‬


‫يعترف كذباً على نفسه ليفتدي عزيزاً عليه يرغب في أن يخلصه من الجريمة‪ ،‬أو‬
‫يعترف على نفسه إطاعة ألوامر شخص يدفعه إلى ذلك فالمقر به يجب أن يكون معلوماً‪،‬‬
‫والجهالة الفاحشة تؤدي إلى عدم صحتها فال يصح اإلقرار بها(‪.)32‬‬

‫‪257‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫نصت المادة ‪ 1579‬من مجلة األحكام العدلية‪" :‬كما يصح اإلقرار بالمعلوم كذلك‬
‫يصح اإلقرار بالمجهول أيضًا‪ ،‬إال أن مجهولية المقر به في العقود التي ال تصح مع‬
‫الجهالة‬
‫كالبيع واإليجار مانعة لصحة اإلقرار"‪.‬‬

‫ومن شروط ثبوت اإلقرار تصديق المقر(‪ :)33‬فمتى أقر مجهول وأطلق ولم يبين السبب‬
‫يصح‪ ،‬ويحمل على أنه وجب عليه بسبب تصح معه الجهالة كالغضب ونحوه‪ ،‬وإ ن َبين‬
‫السبب ينظر فإن كان سببًا ال تضره الجهالة فكذلك‪ ،‬وإ ن كان تضره الجهالة كالبيع واإلجارة‬
‫ال يصح وال يجد معنى إذا قال‪ ...‬على شيء أو حق لزمه أن يبين ماله قيمة"(‪.)34‬‬

‫رابعاً‪ :‬أن يستند االعتراف إلى إجراءات صحيحة فال جريمة وال عقوبة إال بنص‪ .‬ال بد أن‬
‫يكون االعتراف الذي يصدر من المتهم يصدر عنه وهو حر حماية لحرية اإلنسان‪.‬‬
‫فاإلجراء الذي يتخذ ضد أي إنسان ال بد أن يفترض براءة هذا اإلنسان‪ ،‬فالمتهم برئ حتى‬
‫ال عن‬
‫تثبت إدانته‪ ،‬ألنه لو لم يكن األمر كذلك فإنه إن عجز عن إثبات براءته اعتبر مسؤو ً‬
‫الجريمة التي نسبت إليه ألنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪.‬‬

‫فال يمكن المساس بحرية المتهم‪ ،‬وهذا ال يتم إال من خالل دليل يستند إلى إجراءات‬
‫مشروعه تحترم فيها الحريات وتؤمن فيها الضمانات بأن المتهم ال يدان إال بدليل واضح‪،‬‬
‫(‪)35‬‬
‫وأنه ال ينظر إلى األدلة المنسوبة التي ال يتسم صدورها بالنزاهة واحترام مبادئ القانون ‪.‬‬

‫فال جريمة إال بعد بيان وال عقوبة إال بعد إنذار‪ ،‬وال تطبيق لذلك إال وفق القانون‬
‫ودون إكراه(‪.)36‬‬

‫ومن هنا ذهب بعض الفقهاء إلى وجوب أن ينبه القاضي المقر لخطورة اعترافه‬
‫حتى يتأكد القاضي من انطباق إقرار المتهم على ارتكابه الجريمة(‪.)37‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط التي ترجع إلى المعترف نفسه‪:‬‬

‫‪258‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫يعتبر االعتراف باطالً إال إذا صدر بشروط معينة نذكر منها‪ :‬االختيار‪ ،‬والعقل‬
‫والبلوغ‪ ،‬فال يقبل إقرار غير العاقل كالمجنون لقوله ‪" :‬رفع القلم عن ثالثة‪ :‬النائم حتى‬
‫يستيقظ‪ ،‬وعن الصغير حتى يكبر‪ ،‬وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق"(‪.)38‬‬

‫ووجه الداللة في هذا الحديث‪:‬ـ إن زائل العقل مرفوع عنه التكليف فال يؤاخذ‬
‫بإقراره‪ ،‬وإ قرار المتهم غير العاقل مثل ذلك غير مقبول وكذا الطفل الصغير‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬
‫آراء الفقهاء في نزع االعتراف بالقوة أثناء استجواب المتهم‬

‫أ – نزع االعتراف بالقوة أثناء استجواب المتهم‪:‬‬


‫اختلف الفقهاء في نزع االعتراف بالقوة إلى أربعة آراء هي‪:‬‬
‫ال فال‬
‫الرأي األول‪ :‬االعتراف القسري ال يعول عليه‪ ،‬وال يعتبر وليس له قيمة حيث يعتبر باط ً‬
‫يترتب عليه شيء وهذا ما عليه أغلب الفقهاء(‪ )39‬من الحنفية والشافعية الحنابلة واإلمام مالك‪.‬‬

‫ويستدلون بما يلي‪:‬‬


‫ان‪.)40(‬‬ ‫ِئ‬ ‫ِإ َّ‬
‫‪ -1‬يستدلون بقوله تعالى‪  :‬ال َم ْن ُأ ْك ِرهَ َو َق ْل ُب ُه ُم ْط َم ٌّن ِباِإل َ‬
‫يم ِ‬

‫ووجه االستدالل باآلية‪:‬ـ أن اهلل ساق الوعيد الشديد لمن ارتد مختاراً عن دين‬
‫اإلسالم‪ ،‬وأما المكره على الكفر فهو معذور وال يدخل تحت دائرة هذا الوعيد‪ ،‬لورود‬
‫االستثناء وهذا يعني أن صدور اإلقرار تحت اإلكراه والتهديد ال يترتب عليه أثر من‬
‫اآلثار التي تترتب على اآلثار الصادرة عن اإلنسان أثناء االختيار(‪ ،)41‬ويؤيد ذلك قوله‬
‫‪" :‬وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"(‪.)42‬‬

‫قالوا‪ :‬اإلقرار اختيار والمخبر عنه يحتمل الوجود والعدم‪ ،‬ومع وجود اإلكراه ينعدم‬
‫الصدق‪ ،‬ألن اإلنسان ال يتحرج عن الكذب تحت وطأة اإلكراه‪ ،‬ولذا ال يترجح الصدق‬
‫عنده ألنه ربما كان يهدف من اإلقرار التخلص من األذى الواقع عليه وهو أذى محتمل‬
‫الوقوع إن لم يقر‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫قال البكري(‪ )43‬في توجيه اآلية السابقة بأن اهلل جعل اإلكراه مسقطاً لحكم الكفر‬
‫فباألولى ما عداه‪.‬‬

‫وبما أن الشهادة ال تثبت مع وجود التهمة‪ ،‬فاإلقرار في حالة اإلكراه مشوب‬


‫بالتهمة ومن األولى أن ال يقبل ويؤيد ذلك ما ورد من انتفاء األمانة عن المكره فيما يصدر‬

‫عنه من اعترافات فقد روى عن عمر بن الخطاب قوله‪" :‬ليس الرجل بأمين على نفسه‬
‫إذا‬

‫جوعته أو ضربته أو أوثقته"(‪.)44‬‬


‫وإ ذا كان اإلكراه يمنع صحة اإلقرار في األموال فإنه يمنع صحة اإلقرار في‬
‫الحدود والقصاص من باب أولى‪ ،‬ألن الحدود تدرأ بالشبهات عند الجمهور(‪.)45‬‬

‫والمتهم يؤخذ باللين والرفق حتى يتوصل إلى اعترافه‪ ،‬ويؤكد في فتح الباري(‪.)46‬‬
‫أنه يستدل على أهل الجنايات ثم يتلطف بهم حتى يقروا ليؤخذوا بإقرارهم‪ ،‬ذكر ذلك ثم‬
‫ساق قصة اليهودي الذي رض رأس الجارية ولم تقم عليه بينة وإ نما أخذ بإقراره‪.‬‬

‫وال بد من زوال اإلكراه حتى يعتبر إقرار المتهم‪ ،‬وهذا منصوص اإلمام مالك في‬
‫واإلمام أحمد(‪.)50‬‬ ‫(‪)49‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫والحنفية‬ ‫المدونة(‪ ،)47‬وهو مذهب الشافعية‬
‫(‪)51‬‬
‫إلى أن اإلكراه يتحقق إذا كان هو الدافع للتصرف‪ .‬وقد‬ ‫وقد ذهب السنهوري‬
‫يتحقق اإلكراه عندما يقدم الشخص المكره على التصرف خوفاً مما هدد به‪ ،‬ودرجة‬
‫اإلكراه ومدى تأثيره على اإلرادة يختلف من شخص إلى آخر‪ ،‬ولذلك ينظر إلى الجانب‬
‫الشخصي في مجال درجة اإلكراه‪ ،‬فقد يكون بالتهديد من السلطان أو من فرد من أفراد‬
‫الناس‪ ،‬وإ ذا كان اإلكراه من السلطان بالعقاب عند المخالفة وهو جدير بذلك‪ ،‬بالقتل أو‬
‫الضرب‪ ،‬أو الحبس والتعذيب‪ ،‬فهو إكراه مؤثر في إدارة الشخص‪.‬‬

‫وقد يغلب على ظن المكره أنه سيعاقب إذا امتنع فيكون اعترافه تحت اإلكراه‪ ،‬ألنه‬
‫يتوقع إيقاع األذى عند المخالفة فيكون تصرفه‪ ،‬وإ قراره غير معتبر‪.‬‬

‫‪260‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وبما أن طبائع الناس مختلفة ووسائل اإلكراه متنوعة فقد يعتبر شخص أمراً أنه‬
‫إكراه بينما يعتبره شخص آخر أنه من األمور التافهة‪ ،‬ولذا وضع الفقهاء ضوابط لإلكراه‬
‫من شأنها معرفة ما يتحقق به اإلكراه‪.‬‬

‫وقد أكد الحنفية أن ذلك موكول إلى القاضي الذي يتولى تقدير ما يحصل به‬
‫اإلكراه ودرجة الخوف والتأثير في اإلرادة‪ ،‬حسب األشخاص والوسيلة المستعملة في‬
‫اإلكراه‪ ،‬فقد يكون الحبس سنة إكراهاً‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه القوانين الوضعية(‪.)52‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬وإ ليه ذهب الماوردي ومن وافقه‪ ،‬فقد ذهب فريق آخر من الفقهاء‬
‫كالماوردي‬

‫من الشافعية ومن وافقه إلى التفرقة بين من ضرب بهدف اإلقرار ومن ضرب ليصدق‪،‬‬
‫فال يترتب على اعترافه شيء إذا ضرب ليقر‪ ،‬وال يكون إقراره صحيحاً ولكن يعتبر‬
‫إقراره صحيحاً تترتب عليه اآلثار المترتبة على اإلقرار إذا ضرب ليصدق ويقول كلمة‬
‫الحق وقد حدد الماوردي ذلك بأن يحبس المتهم للكشف واالستبراء‪ ،‬وأن يضرب ضرب‬
‫التعزير ال ضرب الحد‪.‬‬

‫ومن ذلك أن قوماً اتهموا فرفعوا إلى شريح القاضي فجعل يتهددهم فقالوا‪ :‬يا أبا‬
‫أمية أتأخذ بالتهمة؟ قال‪ :‬إذا ذهب كبد الجزور فمن يسأل عنه إالَ الجازر(‪ ،)53‬ويفهم من‬
‫هذا أن الضرب الذي قال به هؤالء ال يكون إال عند الظن الغالب‪ ،‬ال األخذ بالتهمة‪.‬‬

‫فإذا أجبر على اإلقرار فإقراره ال يعتبر وإ ن أجبر على الصدق فإقراره يعتبر‪،‬‬
‫والراجح عند الشافعية ما رجحه النووي وما عليه الجمهور(‪.)54‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬يفرق بين المتهم المعروف بالفجور ومن ال يعرف بذلك وقال بذلك بعض‬
‫وبعض الحنفية(‪.)56‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫المالكية‬

‫فقالوا‪ :‬يصح إقرار المتهم المعروف بالفجور تحت الضرب والتهديد بالسجن حتى‬
‫يخرج المال المسروق‪ ،‬والسلطان العادل ال يحبس إال على أمر يستوجب الحبس‪.‬‬

‫‪261‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬
‫(‪)57‬‬
‫فيتوقف‬ ‫والذين قالوا بذلك لعلهم نظروا إلى أن ذلك من باب السياسة الشرعية‬
‫جواز ضربه فيما إذا كان من أهل التهمة أم ال‪ ،‬كأن يكون معروفاً بالفجور أم ال‪ ،‬وقال‬
‫بذلك ابن القيم وابن تيمية(‪ ،)58‬واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما يلي‪:‬‬

‫استدلوا بما روي عن ابن عمر أن النبي ‪ ‬لما صالح أهل خيبر على الصفراء‬
‫والبيضاء‪ ،‬وأن اليهود غيبوا أمواالً في غزوة خيبر لحيي بن أخطب فقال ‪ ‬لعم حيي‬
‫ابن أخطب‪ :‬أين كنز حيي؟ ؟ فقال‪ :‬يا محمد أذهبته النفقات‪ ،‬فقال‪ :‬العهد قريب‪ ،‬والمال‬
‫أكثر من ذلك‪ .‬فدفعه الرسول ‪ ‬إلى الزبير فمسه بعذاب‪ ،‬وفي بعض الروايات أنه‬
‫اعترف بالمال حين دفعه الرسول ‪ ‬إلى الزبير فعذبه(‪.)59‬‬

‫ويؤكد ابن القيم أن هذه القصة دليل على صحة إقرار المكره بالمال المسـروق‪ ،‬وأن‬

‫يده تقطع بإقراره‪ ،‬نظرًا لوجود المال المسروق تحت يده وأن إقامة الحد ليست بإقراره‬
‫ولكن بوجود المال المسروق معه الذي توصل إليه باإلقرار‪.‬‬

‫والمدقق بالقصة التي تعرض لها ابن القيم يجد أنها ال تشير إلى أن التعذيب كان‬
‫لمجرد أن الرجل متهم بالفجور‪ .‬ولكن ألن الرسول‪ ‬كان عالماً بمقدار ثروة حيي وإ ن‬
‫بعذاب كان لقيام القرائن على كذبه بدليل أنه قال‪" :‬العهد قريب والمال‬ ‫الزبير‪...‬‬ ‫دفعه إلى‬
‫أكثر من ذلك"‪ .‬كما أنه ليس في الواقعة ما يشير إلى أن تعذيبه كان ألنه أخرج المال‬
‫وأنه سارق له‪ ،‬ولكن يمكن أن يكون هذا قرينه على السرقة‪ ،‬وال يحكم بها لورود الشبهة‬
‫والحدود تدرأ بالشبهات عند الجمهور‪.‬‬

‫واستدلوا‪ :‬أن يهودياً رض رأس جارية بين حجرين‪ ،‬فجئ بها إلى الرسول ‪‬‬
‫فقال لها وبها رمق‪ :‬أقتلك فالن؟ فأشارت برأسها أن ال‪ .‬ثم قال الثانية‪ :‬فأشارت برأسها‬
‫أن ال‪ .‬فسألها الثالثة‪ :‬فأشارت برأسها نعم‪ ،‬فجئ باليهودي فلم يزل به حتى أقر"(‪.)60‬‬

‫ووجه الداللة في هذا الحديث‪:‬ـ جواز أخذ المتهم إذا قامت قرينة التهمة‪ ،‬وأن المتهم‬
‫يهدد‪ ،‬أو يضرب ليقر ويؤخذ بالقرينة‪.‬‬

‫‪262‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ويالحظ أن هذا الرأي ال يبتعد كثيرًا عما قال به الماوردي من الشافعية‪ ،‬فكال الرأيين‬
‫يجيز الضرب والتهديد لغاية أن يقر‪ ،‬وذلك في حالة ما غلب على الظن أنه فعل هذا األمر‪.‬‬

‫الرأي الرابع‪ :‬وهو للظاهرية الذين ذهبوا إلى أن إقرار المكره إذا جرد عن القرائن ليس‬
‫له أية داللة‪ ،‬وال يثبت به شيء إال إذا تيقن أن صاحب اإلقرار فعل ما أقر به(‪ .)61‬وهذا‬
‫يتفق مع رأي بعض المالكية وابن القيم الذين يقبلون إقرار المتهم تحت الضرب‪ .‬وإ ن‬
‫كان ابن حزم يخالف شرعية هذا اإلجراء ابتداء‪ ،‬حيث يرى أنه ال توجد صفة شرعية‬
‫لممارسة السلطان أو غيره هذا العمل ال من كتاب وال سنة وال يؤيده إجماع‪ ،‬بل كل‬
‫الدالئل الشرعية قامت على منعه وتحريمه‪ ،‬وبناء عليه يرى ابن حزم أنه لمن وقع عليه‬
‫اإلكراه العود على من ضربه سواء أكان سلطاناً أو غير سلطان‪ ،‬وإ ن كان مسؤوالً عن‬
‫إقراره حيث يدان بموجبه وهو سيد األدلة‪.‬‬

‫ويؤكد ابن حزم عدة أمور في المحلى وهي‪:‬‬


‫‪ -1‬ال يحل ديانة االمتحان في شيء من األشياء ال بضرب وال بسجن وال تهديد وإ ن ذلـك‬
‫ال يوجبه قرآن وال سنة وال إجماع‪.‬‬
‫‪ّ -2‬حرم اهلل تعالى البشر ومنع إيذاءهم بالضرب أو غيره‪ ،‬إال بحق أوجبه القرآن الكريم أو‬
‫السنة الثابتة عن الرسول ‪ ‬إال من لوى الحق‪ .‬ويتقن ظله فعندها يجب ضربه حتى يدفع‬
‫ال إذا صح أن حق الغير عنده أو يعلم مكانه‪.‬‬
‫الحق وفي ذلك تغيير المنكر وال يكون ذلك إ َ‬
‫‪ -3‬أن السجن وحبس حرية الناس من أجل اإلقرار ال يجوز في الدين وال يحل البتة‪ ،‬فال‬
‫يحل لمسلم أن يمنع أحدًا من المشي في األرض بالسجن بغير حق أوجبه القرآن الكريم‬
‫اكِب َها َو ُكلُوا ِمن ِّرْزِقهِ‪.)62(‬‬
‫شوا ِفي مَن ِ‬
‫َ‬ ‫ام ُ‬
‫أو السنة الثابتة لقول اهلل تعالى‪َ  :‬ف ْ‬
‫‪ - 4‬ال يحل منع الذمي غير المسلم وحبسه من أجل أن يقر هو حرام كما هو حرام في‬
‫المسلم‪ .‬وبذلك أفتى عبد اهلل بن عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن اإلقرار بهذه الصفة – أي بصفة أن المقر تحت التهديد أو الضرب أو السجن أو‬
‫الترويع لنزع االعتراف‪ -‬دون أدلة أخرى ليس بشيء‪ ،‬ألن نزع االعتراف واإلقرار‬

‫‪263‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫منه بهذه الصفة لم يوجبه قرآن وال سنة وال إجماع‪ .‬أما إذا أضيفت إلى اإلقرار‬
‫بعض القرائن فيحكم بها‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا تحقق اإلقرار تحت التهديد أو السجن أو الضرب يقيناً أو الترويع‪ ،‬فإنه غير معتبر‬
‫ال إذا أضيف إليه ما يؤكده‪ ،‬فيعتبر عندها إقراره وتقام عليه العقوبة المقررة شرعًا‪.‬‬
‫إَ‬
‫‪ -7‬أن ضرب المتهم ممنوع شرعاً ألنه كره والسجن كره والوعيد كره‪.‬‬

‫مما تقدم يتبين لنا أن فقهاء الشريعة الغراء في جملتهم يتجهون إلى عدم األخذ‬
‫بموجب اإلقرار الصادر تحت وطأة اإلكراه والتهديد إذا لم تكن هناك قرينة‪ ،‬وأن بعضهم‬
‫يتجه إلى جواز ضرب المتهم ليصدق إذا كان معروفاً بالفجور على أن ال تكون‬
‫االعترافات مشوبة بما يبطلها كالتهديد واإلكراه وتعذيب المتهم والترويع والتعذيب ألن‬
‫ذلك يؤثر في إرادته‪ ،‬كما يتبين جواز أن ينتفع المحقق من كل ما يساعده على أداء‬
‫واجباته بشكل أفضل‪ ،‬ويتأكد من صحة األقوال التي يدلي بها المتهم على أن ال تؤثر‬
‫شراح القانون في نظرية العقد(‪.)63‬‬
‫في إرادته‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه معظم ّ‬
‫ويتضح أن اإلجراءات الجنائية في الشريعة اإلسالمية تقوم على دعائم قوية تضمن‬
‫لألفراد حريتهم الشخصية‪ ،‬وكرامتهم اإلنسانية‪ ،‬فهي تحرم ممارسة كافة األقوال القهرية‬
‫التي تهدف إلى نزع االعترافات واألقوال من المتهمين خالل إجراءات الدعوى الجنائية‬
‫ولذلك تركت الشريعة للمتهم الحرية الكاملة في إبداء أقواله بإرادته الحرة‪ ،‬أن يختار‬
‫اإلقرار الذي يحب أن يؤخذ به‪ ،‬وال يعتد بغيره إذا كان صدر تحت وطأة أي أسلوب من‬
‫أساليب التعذيب‪ ،‬ويجوز لرئيس الدولة أن يضع العقاب الرادع لمن مارس ذلك‪ ،‬ويعتبر‬
‫أن ذلك جريمة من الجرائم وفق مفاهيم اإلجراءات الجنائية سواء أكان ذلك تحت التهديد‬
‫أو التعذيب أو تحت جهاز كشف الكذب أو غير ذلك من الوسائل العلمية المستحدثة التي‬
‫يعرفها رجال الشرطة وسلطات التحقيق في كثير من الدول‪.‬‬

‫إن مسائل اإلجراءات الجنائية يجب أن تراعى ردود الفعل واالنفعاالت التي تعتري‬
‫المستجوب فإذا أسفر التحقيق مع الضغط والتهديد والتخويف فإنه يكون وليد قدر من‬
‫التأثير والتأثر بهذه المواقف األمر الذي يكفي إلبطاله‪.‬‬

‫‪264‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وبالنتيجة‪:‬ـ‬
‫‪ -‬ال شك أن أي صورة من صور اإلكراه تؤثر في إرادة المتهم وحريته في االختيار‬
‫وتتعطل إرادته عند االستجواب سواء أكان اإلكراه بالعنف وتعذيب المتهم وتحذيره‪،‬‬
‫أو كان بتنويمه مغناطيسياً‪ ،‬أو استخدام الكلب البوليسي‪ ،‬أو استخدام جهاز كشف‬
‫الكذب‪ ،‬أو إرهاق المتهم باستمرار االستجواب فترة طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة العنف‪ :‬تعذيب المتهم أو قص شعره‪ ،‬أو شاربه أو طالء وجهه‪ ،‬أو هتك‬
‫عرضه‪ ،‬أو دفعه بقوة من مالبسه وتمزيقها‪ ،‬أو حرمانه من االتصال بأهله أو من الطعام‬
‫أو الغطاء‪ ،‬أو وضعه في زنزانة مفردة قبل االستجواب‪ ،‬وإ ذا وقع هذا يكون االستجواب‬
‫ال‪ ،‬ويمتد البطالن إلى جميع األدلة المستمدة منه ومن بينها االعتراف(‪.)64‬‬
‫باط ً‬
‫‪ -‬ومن بين وسائل اإلكراه المعتبرة‪ :‬التهديد بإتالف األموال المعتد بها(‪ )65‬أي األموال التي‬
‫ال يجوز إتالفها باعتبارها أمواالً ال يشرع لإلنسان إتالفها باعتبارها أمواالً يشرع‬
‫لإلنسان االتجار بها أو اقتناؤها‪.‬‬
‫‪ -‬ويعتبر منع اإلنسان من ممارسة حقوقه المشروعة إكراهًا‪ ،‬ألن اإلكراه يؤثر في اإلرادة‪،‬‬
‫فينقص التصرف المستقل النعدام الرضا بسبب اإلكراه‪ .‬وقد قرر الحنفية أن منع الزوج‬
‫زوجته من زيارة أهلها‪ ،‬حتى تهب له المهر تكون مكرهة(‪ .)66‬فمنع الزوجة من زيارة‬
‫أهلها حتى تتنازل عن مهرها يعتبر إكراهًا لها بالتصرف في مهرها‪ ،‬وإ ذا كان مثل‬
‫اإلكراه المعنوي من التصرفات العادية الحمل عليها بأي طريق من الطرق يعتبر‬
‫إكراهًا‪ ،‬فكيف باإلكراه أثناء التحقيق باستعمال أي وسيلة من الوسائل لنزع اإلقرار‬
‫واالعتراف فإنه ال يعد اعترافًا صحيحًا‪ ،‬النعدام الرضا‪ .‬وبناء على ذلك يجوز للمكره أن‬
‫يطلب التعويض فيما لو منع بالقوة من التعاقد مع آخر(‪ .)67‬ألن ذلك منع له من أن‬
‫يتصرف كما يشاء‪ ،‬فيحق له أن يطلب بالتعويض حيث ّفوت اإلكراه اإلرادة المستقلة‪.‬‬
‫‪ -‬ومثل ذلك خدش الشرف والتهديد بما يسبب ألماً نفسياً بليغاً للضغط على شخص‬
‫حتى يقر أو يتصرف تصرفاً معيناً يعتبر إكراهاً‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫‪ -‬والمعروف أن اإلقرار يجب أن يكون طوعاً‪ ،‬ولو كان على إكراه فال يقبل لقيام‬
‫(‪)68‬‬
‫ويستثني السارق عند بعض الفقهاء‬ ‫دليل الكذب على ذلك كما يؤكد الشيخ قراعة‬
‫في إقراره بالسرقة وهو مكره‪ ،‬حيث أفتى بصحته بعضهم وقد أكد أن العمل على‬
‫ذلك حيث إن الشهادة على السرقة من أندر األمور‪ ،‬وقد قصد من يقول بصحة‬
‫اإلقرار مكرهاً في السرقة على اإلقرار بالمال المسروق وال يتناول ذلك الحد‪ ،‬وألن‬
‫الحد يدرأ بالشبهة‪ ،‬واإلكراه من أقوى الشبه التي تدرأ الحد عنه‪.‬‬

‫والبينة حجة متعدية واإلقرار حجة قاصرة(‪ .)69‬ألن زعم اإلنسان ليس حجة على‬
‫اآلخرين ألن كون هذا األمر حجة ينبني على زعمه‪ ،‬والبينة ال تكون حجة إال بقضاء‬
‫القاضي باعتباره صاحب الوالية العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬نزع االعتراف باستعمالـ األجهزة المتقدمة والعقاقير المخدرة‪:‬‬


‫إن اإلكراه كما تقدم يعدم اإلرادة تماماً‪ ،‬ويعتبر اإلقرار انتزع انتزاعاً‪ ،‬ويعتبر المكره‬
‫في هذه الحالة مسلوب اإلرادة‪ ،‬ومن ذلك استعمال الطرق الروحية والمؤثرات النفسية‬
‫ضد المكره‪ ،‬ومن ذلك التنويم المغناطيسي‪ ،‬أو استعمال المخدرات والعقاقير التي من‬
‫شأنها أن تقلل من سيطرة الشخص على إرادته وتعطلها‪ ،‬وسأتكلم عنها بشيء من‬
‫اإليجاز وأبين األحكام المتعلقة بها‪:‬‬

‫العقاقير المخدرة‪:‬‬
‫العقاقير المخدرة هي مواد يتعاطاها الشخص فتؤدي إلى حالة نوم عميق‪ ،‬ثم يعقبها‬
‫يقظة مع بقاء الجانب اإلدراكي لإلنسان سليماً أثناء فترة التخدير‪ ،‬بينما يفقد الشخص القدرة‬
‫على االختيار والتحكم اإلرادي‪ .‬ويكون أكثر قابلية لإليحاء في التعبير والمصارحة عن‬
‫مشاعره الحقيقية(‪.)70‬‬

‫وهذه العقاقير تجعل االعتراف باطالً ألنها‪:‬‬


‫‪ - 1‬تشوب اإلرادة الحرة للمستجوب في التعبير واالختيار والتحكم اإلرادي‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تم االستجواب بهذه الطريقة يكون باطالً ألن هذه الوسيلة تكون من قبيل اإلكراه‬
‫المادي ألنها تعطل إرادة المتهم‪ ،‬ويترجح جانب الكذب لدفع الضرر(‪.)71‬‬
‫‪266‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬
‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫‪ -3‬كما ال يجوز استجواب المتهم السكران‪ ،‬واالعتماد على أقواله كذلك ال يجوز‬
‫ال منهما يفقد إرادة االختيار‪ ،‬ويكون ضعيفاً في سيطرته على‬
‫استجواب المخدر ألن ك ً‬
‫ملكة االنتباه لديه‪ ،‬وهو فاقد الشعور واإلدراك‪ ،‬وبما أن السكران ال تعتبر أقواله سواء‬
‫ال بالتخدير‪.‬‬
‫سكر من ذاته‪ ،‬أو ُأسكر‪ ،‬فكذلك ال يجوز األخذ بأقوال المخدر ولو كان قاب ً‬
‫‪ -4‬ال يجوز استخدام هذه الوسيلة كونها غير مشروعة‪ ،‬ألن الوسيلة التي يستخدمها‬
‫المحقق ضد المكره يجب أن تكون مشروعة في الشرع والقانون‪.‬‬

‫والعلماء في هذه المسألة أي اشتراط مشروعية الوسيلة في إكراه المتهم ليقر على قولين‪:‬‬

‫األول‪ :‬يشترط أن تكون الوسيلة التي يكره فيها المتهم على اإلقرار مشروعة‪ ،‬ولذا ال‬
‫يجوز حمل المتهم على اإلقرار بأي وسيلة غير مشروعة‪ ،‬ويجوز أن يستخدم وسيلة‬
‫مشروعة إلكراه المتهم على اإلقرار‪ ،‬مثل حق طلب إشهار إفالس المدين المماطل‪،‬‬
‫والتهديد بطالق الزوجة‪ ،‬أو قتل مستحق القتل‪ ،‬أو قطع مستحق القطع‪ ،‬وهذا هو مذهب‬
‫الشافعية والشيعة(‪ . )72‬الذين يقولون أن الوسيلة إذا كان من حق الحامل أن يستخدمها ضد‬
‫المكره‪ ،‬فال يحصل اإلكراه باستخدامها‪ ،‬فمن استخدم الوسيلة الحرام يأثم باستخدامها‪ ،‬ولو‬
‫أن المكره استحقت عليه الوسيلة بفعله‪ ،‬فكأنه تسبب في استحداثها ضرورة فال يكون‬
‫مكرهاً(‪ ، )73‬والقاعدة الشرعية تقول‪ :‬نبل الهدف ال يغني عن شرعية الوسيلة(‪.)74‬‬

‫ألنه من شروط اإلقرار حتى يكون صحيحاً أن يصدر من عاقل مختار‪ ،‬وال أثر‬
‫للباعث الحميد في تخفيف العقوبة‪.‬‬

‫وقال اإلباضية أن ال عقوبة على المتهم غير الحبس والقيد‪ ،‬ألن أكثر ما عاقب به‬
‫السلف‪ ،‬وال يجيز اإلباضية الضرب ألنه غير مشروع‪ ،‬ومن نهجه فإنه يحكم بما حكم به‬
‫الجبابرة‪ ،‬وليس للمسلم أن يضرب على تهمة ألن الضرب ليس من أحكام المسلمين(‪.)75‬‬

‫وال يجوز إقرار المقهورين على ما أقروا به في حالة الخوف على النفس‪ ،‬وال‬
‫يؤاخذون بإقرارهم حتى أن من أقر في السجن إذا سجن بحق فإن إقراره ثابت عليه‪،‬‬
‫وقال بعضهم إقراره في الحبس بتهمة يعتبر ضعيفاً(‪.)76‬‬

‫‪267‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ألن اإلكراه يفسد عليه االختيار مع بقاء أصل القصد‪ ،‬وال يعتبر إذا كان قد امتنع‬
‫عن اإلقرار قبل ذلك ألن االمتناع ال يكون إال لسبب‪ ،‬واإلكراه ال يتحقق إال على فعل‬
‫يمتنع عنه المكره(‪.)77‬‬

‫وقد أكد الحنفية على عدم جواز الحبس والضرب الشديد بخالف ضرب سوط أو‬
‫سوطين‪ ،‬ألنه ال يعد إكراهاً‪ ،‬وكذلك حبس يوم‪ ،‬وقد أكدوا أيضاً أن اإلكراه ال يأتي إال من‬
‫سلطان(‪ ،)78‬والسلطان ال يمكن أن يكره على حرام‪ ،‬أو بفعل حرام‪ ،‬ألن الحرام ال يحل‬
‫ولذلك ال يجوز اإلكراه بشرب الخمر وأكل الحرام‪ ،‬والحرام ال يباح إال عند الضرورة‪.‬‬

‫وقد تأول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في ضوابط المصلحة رأي سحنون إلى‬
‫أن اإلقرار إذا تم في حبس سلطان عادل فهو إقرار صحيح وهو ال يقصد أن مجرد‬
‫التهمة كانت سبباً في حبسه‪ ،‬بل هناك أمر يستوجب الحبس غير التهمة‪ ،‬وهذا مبني على‬
‫أن السلطان العادل ال يحبس إال على أمر يستوجب الحبس‪ ،‬فكأنه يقول أن سحنون علق‬
‫صحة اإلقرار على حبس سلطان عادل(‪.)79‬‬

‫وأكد في الدر المختار أنه ال يصح إقرار وعتاق مع اإلكراه لقيام دليل الكذب وهو‬
‫اإلكراه‪ ،‬واإلقرار هو إخبار يحتمل الصدق كما يقبل الكذب أيضاً‪ ،‬فيجوز تخلف مدلوله‬
‫الوضعي عنه‪ ،‬ألنه لو أقر كاذباً لم يحل له سبب الملك‪ ،‬فيما لو كان األمر بينهما في‬
‫معصية ولذلك ال يصح إقراره تحت التهديد أو الوعيد ألنه كاذب فيه غير صادق ألنه‬
‫يدفع عن نفسه بهذا اإلقرار األذى الذي يتوقع أن يلحق به‪.‬‬

‫ويذهبون أيضاً إلى أن إقرار السكران ال يصح(‪ ،)80‬ولذلك ال بد في اإلقرار من أن‬


‫يصدر من حر عاقل بالغ طائع غير مكره‪ ،‬ألن الرضا شرط من شروط صحة اإلقرار‪.‬‬

‫الثاني‪:‬ـ ال يشترط شرعية الوسيلة‪ ،‬ويكتفي باعتبار الضرر الذي تحدثه الوسيلة‪ ،‬سواء‬
‫أكانت مشروعة أم غير مشروعة‪ ،‬فإذا استخدم وسيلة أياً كانت وحصل بسببها ضرر‬
‫والمالكية(‪.)82‬‬ ‫(‪)81‬‬
‫كبير يعتبر المهدد مكرهاً‪ .‬وعلى ذلك بعض الحنابلة‬

‫‪268‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫فلو هدده بالسجن يعتبر إخافة وإ كراه‪ ،‬ولو هدد الدائن مدينه بالسجن بأن يزيد عليه‬
‫بالدين أو يطلب حبسه‪ ،‬فإن ذلك يعتبر إكراهاً‪.‬‬

‫فقد يكون اإلكراه بضرب أو حبس على السرقة فال يقطع‪ ،‬ألن القطع يسقط‬
‫باإلكراه‪ ،‬ألن اإلكراه شبهة تدرأ الحد‪ ،‬وكذلك اإلكراه على اإلقرار بالقتل‪ ،‬ال يقتل إال إذا‬
‫أقر بعد اإلكراه وهو آمن غير مكره‪ ،‬ويظهر ذلك من أقوال بعض المالكية(‪ .)83‬حيث ال‬
‫يلزم المكره شيئاً ولو كان متهماً‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن "أكره على اإلقرار من حاكم أو غيره ولو بسجن أو قيد فال يلزمه شيء‬
‫الحتمال وصول اسم المسروق إليه من غيره‪ ،‬أو عن القتل الذي أكره على‬ ‫منهما‪...‬‬

‫اإلقرار بقتله فأقر إال أن يقر بعد اإلكراه آمناً"(‪.)84‬‬

‫إن عبارة المكره الغية‪ ،‬وال ينشأ بها عقد وال يترتب عليها حكم‪ ،‬ألن اإلكراه يفسد‬

‫االختيار والرضا‪ ،‬وإ ذا فسد االختيار انعدم القصد الذي هو أساس التعاقد‪ ،‬وبهذا أخذ‬
‫قانون‬

‫األحوال الشخصية المصري رقم ‪ 25‬لسنة ‪1929‬م حيث قرر عدم وقوع طالق المكره(‪.)85‬‬

‫المبحث السادس‬
‫من آراء المعاصرين‬
‫(‪)86‬‬
‫تحريم تعذيب المتهم ألخذ اإلقرار منه‪ ،‬وعلل ذلك أنه‬ ‫اختار الدكتور محمد أبو ليل‬
‫لم يثبت عن النبي ‪ ‬أنه عاقب متهمًا أو أنه عذب متهمًا‪ ،‬وألن األصل في اإلنسان براءة‬
‫الذمة من الحقوق وبراءة الجسد من العقاب‪ ،‬ولذلك ينبغي أن يفسر الشك لصالح المتهم‪ ،‬وألن‬
‫عبء اإلثبات يقع على عاتق المدعي بما ادعاه‪ ،‬والمتهم ليس مكلفًا بإثبات براءته‪.‬‬

‫وأكد الشيخ سيد سابق أنه ال يحل حبس أحد دون حق‪ ،‬وإ لى ضرورة النظر في‬
‫أمر من حبس‪ ،‬فإن كان مذنباً أخذ بذنبه‪ ،‬وإ ن كان بريئاً أطلق سراحه في إشارة منه إلى‬
‫الحبس اإلداري‪ ،‬وألن المتهم ال وزر عليه‪.‬‬

‫‪269‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ويحرم ضرب المتهم لما فيه من إذالل وإ هدار لكرامته‪ ،‬وألن الرسول ‪ ‬نهى عن‬
‫ضرب المصلين ‪ -‬أي المسلمين‪.‬‬

‫ويؤيد ذلك ما ذهب إليه عمر بن الخطاب في األثر المتقدم‪" :‬ليس الرجل بأمين مع‬
‫نفسه إذا جوعته أو ضربته أو أوثقته"‪ ،‬وال شك أن غير المسلم يعامل نفس المعاملة‪،‬‬
‫ويأخذ نفس الحكم‪.‬‬
‫(‪)87‬‬
‫حيث بين أن اإلقرار الصادر‬ ‫وال يبعد هذا كثيراً عما أكده عبد القادر عودة‬
‫تحت تأثير اإلكراه باطل‪ ،‬حتى ولو قامت الدالئل على صحته‪ ،‬كأن يرشد السارق عن‬
‫المسروقات أو القاتل عن جثة القتيل‪ ،‬فإن استمر على إقراره بعد أن أصبح في مأمن عن‬
‫اإلكراه‪ ،‬يعتبر استمراره إقراراً جديداً‪.‬‬
‫(‪)88‬‬
‫أدلة المجوزين وقال بشأن المرأة التي حملت كتاب حاطب‬ ‫وقد ناقش البوطي‬
‫ابن أبي بلتعة وهددت بالتفتيش وإ لغاء الثياب إن لم تظهر الكتاب‪ ،‬وبين أن المرأة ليست‬
‫مجرد متهمة بما ووجهت به‪ ،‬بل هي حقيقة ثابتة‪ ،‬دل على ذلك أصدق الناس‪ ،‬وهو أقوى‬
‫بداللته من اإلقرار أو االعتراف‪ .‬والتهديد بالتفتيش ال يقارن بالتعذيب والحبس‪ ،‬ولذلك‬
‫أكد أنه ال يجوز تعذيب المتهم المنكر للجريمة التي ثبتت عليه ببينة شرعية كافية؛ ألن‬
‫ذلك يكون حمالً له على اإلقرار‪.‬‬
‫وقد سبق ذكر تأول البوطي في ضوابط المصلحة رأي سحنون إلى أن للسلطان‬
‫العادل الحبس في التهمة‪.‬‬

‫وأكد أنه ال يجوز تعذيب المتهم الذي لم تثبت عليه الجريمة ببينة شرعية كاملة‬
‫حمالً له على اإلقرار‪ ،‬واعتمد في ذلك على القاعدة التي تقول‪ :‬إن المتهم بريء حتى‬
‫تثبت إدانته(‪.)89‬‬
‫(‪)90‬‬
‫بأن اإلكراه على الكالم ال يجب به شيء ألن المكره غير‬ ‫وذكر السيد سابق‬
‫مكلف‪ ،‬وهو إن نطق بكلمة الكفر فإنه غير مؤاخذ‪ ،‬وإ ذا قذف غيره فال يقام عليه حد‬
‫القذف‪ ،‬ولو أقر ال يؤخذ بإقراره‪ ،‬وكذلك لو َعقَد ع ْقد زواج أو كتب وصية‪ ،‬أو كتب عقد‬
‫بيع‪ ،‬فإن مثل هذه العقود ال تنعقد‪ ،‬ألنه مكره‪.‬‬

‫‪270‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وأكد كذلك أن المكره لو حلف أو نذر فال يلزمه شيء‪ ،‬ولو طلق وهو مكره فال‬
‫وأصل لذلك بقوله تعالى‪َ  :‬من‬ ‫يقع طالقه‪ ،‬ولو راجع زوجته مكرهاً فال تصح رجعته‪ّ ،‬‬
‫ان َولَ ِكن َّمن َ‬
‫ش َر َح ِبا ْل ُك ْف ِـر‬ ‫ِئ‬ ‫َكفَر ِباللّ ِـه ِمن َب ْع ِد ِ ِ ِإ َّ‬
‫إيمانه ال َم ْن ُأ ْك ِرهَ َو َق ْل ُب ُه ُم ْط َم ٌّن ِباِإل َ‬
‫يم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)91‬‬
‫يم‪. ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْدًرا فَ َعلَ ْي ِه ْم َغ َ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ب ِّم َن اللّه َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ضٌ‬ ‫َ‬
‫(‪)92‬‬
‫إلى جواز الحجز بالتهمة بالظن نظراً لقوة األدلة‪،‬‬ ‫أشار الدكتور على الصوا‬
‫والقرينة‪ ،‬وبمقدار ما تقتضيه المصلحة‪ ،‬وأكد وجوب تعويض المتهم المتضرر عند ثبوت‬
‫براءته وكان حجزه تعسفياً‪.‬‬

‫وانطلق الدكتور عوض محمد عوض أستاذ القانون الجنائي بجامعة اإلسكندرية(‪ ،)93‬من‬
‫ابتداء‪ ،‬فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته)‪.‬‬
‫ً‬ ‫القاعدة التي تقول‪( :‬إن كل إنسان بريء‬

‫وأن الضرورة يراد بها ضرورة الكشف عن الحقيقة فتمحيص االتهام ال يتسنى‬
‫إتمامه في كثير من األحيان دون التعرض لشخص المتهم‪ ،‬وتقييد بعض حقوقه‪.‬‬

‫وعند التعارض بين األصلين يفترض المشرع تقييد كل منهما بقدر ما تحقق به‬
‫الحاجة‪ ،‬دون إفراط وال تفريط‪ ،‬وهنا التعارض بين األصلين في مجال التحقيق الجنائي‬
‫يقتضي الحد من حقوق المتهم وحرياته‪ ،‬ولكن بالقدر الذي تقتضيه ضرورة الكشف عن‬
‫الحقيقة‪ ،‬وإ ظهار العدالة‪ ،‬فيما توجبه الضرورة بمثل قدر السلطة الممنوحة للمحقق‪ ،‬وما‬
‫ال توجبه سلطة يخرج من اختصاصه‪ ،‬وما زاد عن ذلك يعتبر عدواناً‪.‬‬
‫( ‪)94‬‬
‫اإلكراه على اإلقرار غير جائز‪ ،‬وغير معتد به في حالة‬ ‫واعتبر السنهوري‬
‫اإلكراه‪ ،‬ألن اإلقرار متأرجح بين الصدق والكذب‪ ،‬وال يكون حجة إال إذا ترجح جانب‬
‫الصدق‪ ،‬والتهديد بالضرب‪ ،‬والضرب‪ ،‬والحبس يمنع رجحان جانب الصدق‪.‬‬
‫( ‪)95‬‬
‫وفي القانون‬ ‫وبين أن اإلكراه قد يتحقق عن طريق الشوكة والنفوذ األدبي‬
‫المدني يكون جزاء اإلكراه عند توافر شروطه أن يصبح التعاقد الذي تم في ظل‬
‫اإلكراه قابالً لإلبطال‪ ،‬ويجوز أن يطالب المكره عن إكراهه بالتعويض إذا لحق المكره‬

‫‪271‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ضرراً من اإلكراه‪ ،‬ألن اإلكراه في حد ذاته عمل غير مشروع‪ ،‬وبالمقارنة‪ ،‬نجد أن‬
‫القانون يكاد يتفق مع ما قررته الشريعة اإلسالمية من أحكام(‪.)96‬‬

‫إن القيمة التدليلية لإلقرار تكمن في كونه قد صدر من صاحبه وهو مختار‪ ،‬حيث‬
‫يترجح جانب الصدق على الكذب‪ ،‬ومع اإلكراه ينتفي هذا الترجيح بل يترجح جانب‬
‫الكذب تحت تأثير األذى‪.‬‬

‫واألخذ بإقرار المكره يتعارض مع األصل المجمع عليه وهو البراءة األصلية‪،‬‬
‫وإ لى هذا ذهب محمد سالم مدكور(‪.)97‬‬

‫وبما أن األصل براءة الذمة وهو يقين‪ ،‬فيجب أن ال يزول هذا اليقين‪ ،‬ألن إقرار‬
‫المكره مشكوك في صحته‪ ،‬ولذا ال يقوى على معارضة أصل البراءة‪.‬‬

‫وإ ذا كانت الشريعة اإلسالمية تفترض براءة المتهم‪ ،‬وتذهب إلى أن الخطأ في‬
‫براءته خير من الخطأ في إدانته‪ ،‬وتدرأ الحد بالشبهة‪ ،‬فإن الشبهة في االعتراف القسري‬
‫وفي انتزاع االعتراف ينطبق عليها ذلك‪.‬‬

‫وال ينسجم األخذ باالعتراف القسري مع احترام اإلنسان‪ ،‬واعتبار كرامته‬


‫اإلنسانية‪ ،‬والمحقق ال يعدم الوسائل المختلفة للكشف عن الجريمة من غير هذه الوسيلة‪،‬‬
‫فمن غير المنطق تعذيب المتهم وانتزاع االعتراف منه قسراً‪ ،‬وذلك لعدم مالءمة الوسيلة‬
‫غير المشروعة لروح الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بالنظر إلى روح العدل وتقرير المساواة‪،‬‬
‫ولتعارضه مع النصوص التي حرمت المساس بنفس اإلنسان‪ ،‬أو ماله أو عرضه‪.‬‬

‫رجح الدكتور عبد الكريم زيدان رأي الجمهور‪ ،‬إذا توافرت شروط اإلكراه‪ ،‬وأكد‬
‫أنه ال قيمة لعبارة المكره إذا هدد بأذى ال يتحمله‪ ،‬ويقدر الحامل على إيقاعه‪ ،‬حيث‬
‫يصير المكره خائفاً بسببه‪ ،‬فربما يقر بما لم يفعل أو يقل(‪.)98‬‬

‫ويجب أن يكون اإلكراه جديًا بما فيه الكفاية‪ ،‬إلى الحد الذي يفقد من ادعى اإلكراه‬
‫اإلرادة‪ ،‬ألن الشخص بإمكانه أن يتخلص من اإلكراه في بعض األحيان‪ ،‬وصورته كما‬
‫(‪)99‬‬
‫حيث رفضت محكمة النقض الفرنسية دعوى من آوى األشقياء‬ ‫طبقته المحكمة الفرنسية‬

‫‪272‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫بأنه كان مكرهاً‪ ،‬ووجهت رأيها بأن اإلكراه لم يكن جدياً إلى الحد الذي يفقد المكره إرادته‪،‬‬
‫ألنه بإمكانه التخلص من هذا اإلكراه باإلخبار‪ ،‬واالتصال بالجهات المسؤولة عن األمر‪.‬‬

‫ومن التطبيقات في مجال األحوال الشخصية فسخ عقد النكاح في القرار االستئنافي‬
‫قضية رقم ‪ 12167‬تاريخ ‪ 25/7/1962‬حيث بينت المستأنفة دعواها على توكيلها‬
‫تم‬
‫لشقيقها في تزويجها‪ ،‬وإ جراء عقدها‪ ،‬وحصل على موافقتها باإلكراه‪ ،‬وبما أن العقد ّ‬
‫باإلكراه فإنه يكون عقداً فاسداً‪ ،‬وبينت محكمة االستئناف أنه كان يجب على المحكمة‬
‫االبتدائية أن تبحث وتبين نوع اإلكراه‪ ،‬وبعد اإلنكار تكلف المستأنفة اإلثبات‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلك قررت محكمة االستئناف قبول دعوى اإلكراه‪ ،‬وفسخ الزواج‪.‬‬

‫وفي القضية ‪ 18732‬تاريخ ‪ 20/12/1975‬قررت محكمة االستئناف فسخ حكم‬


‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬التي كانت قد حكمت على المستأنف عليها بباقي المهر‪ ،‬حيث كان‬
‫على المحكمة االبتدائية أن تطلب من المستأنف عليها توضيح وتصحيح دفعها بأنها كانت‬
‫مجبرة عندما وقعت على السند مع اعترافها بأنه توقيعها‪ ،‬لكنها تدعي أنها كانت قد‬
‫أكرهت على التوقيع‪ ،‬واعتبرت محكمة االستئناف أن ادعاء المستأنف عليها أن المستأنف‬
‫أجبرها على توقيعه يصلح دفعاً بعدم صحة اإلقرار‪.‬‬

‫لكن كان عليها أن توضح كيف حصل اإلجبار وفقاً لما نصت عليه المادة (‪)1003‬‬
‫من المجلة وما بعدها في باب اإلكراه‪ ،‬وبما أن الدفع يعتبر دعوى‪ ،‬والدعوى إذا أغفل‬
‫مدعيها شيئاً يجب ذكره لصحتها‪ ،‬سألته المحكمة عنه‪ ،‬وفقاً للمادة (‪ )42‬من قانون‬
‫أصول المحاكمات الشرعية‪.‬‬

‫ويتبين مما تقدم أن إقرار المتهم تحت التهديد ال يترتب عليه شيء كما يشير‬
‫المعيني وغيره(‪ ، )100‬ولكن إذا دلت القرينة على صحة إقراره فيعمل به عندئذ‪ ،‬ألن‬
‫القاضي إذا تعذر عليه الوصول إلى الحق له أن يضرب المتهم‪ ،‬وذلك الستحصال‬
‫اإلقرار‪ ،‬وله أن يخوفه ويسجنه‪.‬‬
‫(‪)101‬‬
‫من أن النبي‬ ‫ويظهر من خالل الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب ‪‬‬
‫‪ ‬لما صالح أهل خيبر على الصفراء والبيضاء "الذهب والفضة" سأل عم حيي بن أخطب‬

‫‪273‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫فقال‪ :‬أين كنز حيي؟ فقال‪ :‬يا محمد أذهبته النفقات‪ ،‬فقال للزبير‪ ،‬دونك هذا‪ ،‬فمسه الزبير‬
‫بشيء من العذاب‪ ،‬فدلهم عليه في خربة‪ ،‬وكان حلياً في مسك ثور"‪.‬‬

‫وإ لى مثل هذا يشير شراح القانون الوضعي في عدم ترتيب أي أثر على إقرار المتهم‪،‬‬
‫(‪)102‬‬
‫وإ ن كانوا يقولون إن عقد المكره قابل للبطالن‪ ،‬كما يشير السنهوري في مصادر الحق‬
‫ومن األولى عند ذلك القول ببطالن إقراره‪ ،‬ألن إرادته هنا معيبة وإ ذا كانت كذلك فهي غير‬
‫صالحة لإلخبار مثل عدم صالحها للتصرف‪.‬‬

‫حماية المستجوب من استعمال األجهزة الكاشفة في مجال البحث الجنائي ومن ذلك‬
‫جهاز كشف الكذب‪ .‬الذي يقوم على دراسة انفعاالت المستجوب النفسية والردود النفسية‬
‫التي تعتري اإلنسان بما يسببه رد فعل اإلنسان بسبب الكذب حيث يقوم الجهاز بقياس‬
‫نبض القلب للشخص الذي يتعرض لالستجواب‪ ،‬إضافة إلى قياس ضغط الدم‪ ،‬ومدى توتر‬
‫اإلنسان والتغيرات التي تطرأ على اإلنسان‪ ،‬ويعتمد في ذلك على الخبير‪ ،‬وال شك أن هذا‬
‫ال يجوز من الناحية الشرعية إضافة إلى أن نسبة خطأ الخبير فيه كبيرة‪ ،‬كما أن اإلنسان‬
‫الذي يخضع لالستجواب ال بد أن يكون متوتراً ويرتفع ضغطه وقد ينسب إليه أنه كاذب‬
‫مع أنه غير ذلك‪ .‬ومثل ذلك التنويم المغناطيسي والتأثير في المتهم(‪.)103‬‬

‫ومن حق اإلنسان أن يكون بعيداً عن أية مؤثرات مادية أياً كان مصدرها في‬
‫االستجواب‪ ،‬حتى تكون أقوال المتهم معبرة عن إرادته الحرة الواعية‪ ،‬وال يجوز اللجوء‬
‫إلى الوسائل غير المشروعة للحصول على اعتراف من المتهم‪ ،‬باعتبار ذلك يمس‬
‫كرامته وحريته(‪.)104‬‬
‫(‪)105‬‬
‫وغيره من األجهزة‬ ‫وفي تقديري أن جهاز كشف الكذب والتنويم المغناطيسي‬
‫ليست لها أية قيمة كوسيلة من األدلة المعتبرة‪ ،‬وال تصلح أن تكون قرينة أيضاً في إثبات‬
‫صدق المتهم أو الشاهد أو كذبهما‪.‬‬

‫ال منهما يشتمالن الظواهر الجسمانية ويقومان على‬


‫وبالقياس على الفراسة حيث إن ك ً‬
‫الحدس والتخمين واحتمال الخطأ في كل منهما وارد‪ ،‬ولذلك وكما يعبر ابن العربي وابن‬
‫(‪)106‬‬
‫من أن التوسم والتفرس في مدارك المعاني أنه ال يترتب عليه حكم‪ ،‬وال يؤخذ‬ ‫فرحون‬

‫‪274‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫به موسوم وال متفرس‪ ،‬والحكم بالفراسة كالحكم بالظن والتحزير والتخمين وذلك خطأ‪،‬‬
‫ألنه يخطئ ويصيب‪ ،‬وأن شهادة التوسم ما أجيزت إال في محل مخصوص للضرورة‪.‬‬

‫ويمكن أن يقال أن سيدنا عمر بن الخطاب أدرك المجرم وكشفه من خالل القرائن‬
‫ال من خالل الفراسة وذلك في حكم بأن المرأة أرسلت في طلب الصبي وضمها له بحنو‬
‫األم وعاطفتها المتميزة كل هذا أرشد عمر إلى أنه ابنها الذي جاءت به من سفاح‪،‬‬
‫وبالتالي عرف على أن الدافع إلى الجريمة قد تحقق في المرأة(‪.)107‬‬

‫وهذه الواقعة ال تدل على أكثر من ذكاء عمر على ربط األحداث والوقائع بعضها‬
‫ببعض في الوصول إلى الحقيقة ومعرفة المجرم‪ ،‬لحمله على االعتراف‪ ،‬ثم ال بد أن‬
‫نقول أن عمر لم يحكم على المرأة بفراسته بل حكم باعترافها‪ ،‬وكل ما سبق االعتراف لم‬
‫يعتبر لكنه بعد اعترافها لم يرتب عليها شيئاً رغم إقرارها‪ .‬ألنها مكرهة على الزنا‪.‬‬

‫فيجب معاملة المتهم بما يحفظ عليه كرامته وال يجوز إيذاؤه معنويًا أو بدنيًا النتـزاع‬

‫االعتراف منه‪ ،‬كما ال يجوز التلويح بشيء منها‪ ،‬ويعتبر المتهم صاحب حق في الصمت‬
‫وال ينسب إلى ساكت قول ولكن السكوت في معرض الحاجة جواب(‪.)108‬‬

‫فال يجوز أن ينسب إلى من الزم الصمت قول‪ ،‬فجواب المدعي عليه إما إقرار‪ ،‬أو‬
‫إنكار‪ ،‬أو سكوت‪ ،‬وعلى السكوت يؤدب حتى يتكلم إال أن يكون به خرس أو صمم‪ ،‬حيث‬
‫تغني عن ذلك اإلشارة‪ ،‬ألن الجواب حق واجب عليه‪ ،‬ولذلك يرى بعض الفقهاء أنه يحبس‬
‫حتى يجيب وإ ن لم يجب يحكم عليه القاضي بالنكول بأن يقول له القاضي إن أجبت وإ ال‬
‫ال‪ ،‬فإن أصر حكم بأنه ناكل على قول من يقضي بنكول المدعي عليه عن الجواب‬ ‫جعلتك ناك ً‬
‫مجردًا‪.‬‬

‫وفي القانون باستطاعة المتهم أن يرفض اإلجابة عن موضوع االتهامات الموجهة‬


‫إليه‪ ،‬وهو غير ملزم بالكالم‪ ،‬إال أن يستنتج من صمته أنه ارتكب الواقعة‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وهذا ما أشارت إليه المادة ‪ 67‬من المجلة حيث قالت القاعدة الشرعية‪ :‬ال ينسب إلى‬
‫ساكت قول‪ ،‬ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان(‪ .)109‬وهذا من الفقه الحنفي كما هو‬
‫معلوم‪.‬‬

‫والمبرأ والوكيل والوديع يعد قبوالً ما لم يردوا ذلك صراحة‪ ،‬وال‬


‫ّ‬ ‫فسكوت المقر له‬
‫عبرة للداللة في مقابلة التصريح‪.‬‬

‫ولذلك إذا وجبت اليمين على أحد المتداعيين كان سكوته إقراراً‪ ،‬وإ ذا وجبت اليمين‬
‫على أحد المتداعيين فكلفه القاضي بها فسكت بال عذر كان سكوته نكوالً عند من يقول‬
‫بذلك كما أشارت المادة ‪ ،1751‬وهذا بخالف لو سكت لعذر الخرس والطرش فإنه ال‬
‫يحكم عليه كما في المذهب الحنفي‪ ،‬حيث تعرض عليه اليمين ثالثاً احتياطاً‪ ،‬والمذهب أنه‬
‫يقضي بالنكول بعد عرض اليمين(‪ .)110‬وهذا ال يبطل حقه لو أقام البينة بعد النكول(‪.)111‬‬
‫هذا وقد أوصت المؤتمرات الدولية بأن يمنح المتهم حق الصمت(‪.)112‬‬

‫وهو ما نادت به لجنة حقوق اإلنسان من هيئة األمم المتحدة بأن يحاط المستجوب‬
‫علماً بأن له الحق في الصمت إذا قبض عليه أو حبس وذلك إذا قدم للمساءلة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫سلطة االتهام مكلفة أن تقدم األدلة التي تكشف عن الحقيقة‪ ،‬وال يلزم المتهم بإثبات براءته‬
‫ال‪ ،‬وأن الشك يفسر لصالح المتهم‪ ،‬وهذا ينطبق تماماً على ما أراده‬
‫التي هي مفترضة أص ً‬
‫الشارع الحكيم وفق الحديث الشريف "البينة على من ادعي واليمين على من أنكر"(‪.)113‬‬
‫واألصل براءة الذمة‪.‬‬

‫ويعطى هذا الحق لكل متهم سواء عرف أنه من أهل الخير والصالح أم كان غير‬
‫ذلك فاليقين ال يزول بالشك(‪ ،)114‬واليقين أن األصل براءة الذمة‪ ،‬فقول المدعى عليه‬
‫أظهر في الصدق‪ ،‬ولذلك فاألصل براءة ذمته من أي حق‪ ،‬وبراءة ذمته من الحد‪ ،‬أو‬
‫القصاص أو التعزير‪ ،‬وكذلك براءة ذمته من األقوال واألفعال‪ ،‬وال تشغل ذمة المتهم‬
‫بمجرد االتهام إال إذا قويت القرائن إن لم يكن هناك إقرار أو شهادة‪.‬‬

‫والمعروف أن القرينة في اعتبارها دليالً موضع خالف بين الفقهاء‪ ،‬ولم تعتبر في‬
‫المحاكم الشرعية دليالً إال في القانون رقم ‪ 78‬لسنة ‪1931‬م في مصر(‪.)115‬‬
‫‪276‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬
‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫والهدف من اعتبارها دليالً هو أنه تصان بها كثير من الحقوق‪ ،‬وتبعد روح الجمود‬
‫عن الشريعة الغراء‪ ،‬فالقرائن تقوي جانب االتهام لكنها ال تقطع بارتكاب المتهم للجريمة‪،‬‬
‫وال يعني ذلك إال كونها تدبير مؤقت لمصلحة المجتمع‪ ،‬ومصلحة المجتمع مقدمة على‬
‫مصلحة الفرد‪ ،‬وهذا أمر يتفق مع العدل‪ ،‬وإ حقاق الحق‪ ،‬فإن قويت القرائن تنتفي البراءة‪،‬‬
‫أو ال تثبت فتبقى البراءة قائمة‪ ،‬وبذلك تصان بالقرائن كثير من الحقوق(‪ ،)116‬ولذلك‪:‬‬

‫حبس رسول اهلل ‪ ‬في تهمة‪ ،‬وعاقب من اتهمه لما ظهرت إمارات الريبة(‪ ،)117‬ووجه‬
‫الداللة في هذا الحديث‪ :‬أن الرسول ‪ ‬حبس في تهمة لما ظهرت إمارات الريبة على المتهم‪.‬‬
‫ويحكم بوجوب الحد برائحة الخمر من فم شاربه أو قيئه خمرًا اعتمادًا على القرينة‪.‬‬

‫كما يحكم على المتهم بالحد إذا وجد المال المسروق معه‪ ،‬وال تصدق المرأة‬
‫بدعواها أنه لم ينفق عليها فيما مضى لتكذيب القرائن لها ما لم تثبت ذلك‪ .‬وقد قسم‬
‫القانون القرائن إلى قسمين(‪:)118‬‬
‫األول ‪ :‬قرائن قضائية يستنبطها القاضي من وقائع الدعوى وظروفها‪ ،‬وله حرية واسعة‬
‫في تقديرها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قرائن قانونية يقررها القانون ‪ .‬وهي إما أن تكون قرائن بسيطة أو قرائن قاطعة ال‬
‫تقبل إثبات العكس(‪.)119‬‬

‫وتعتبر القرينة القضائية وهي استنباط أمر غير ثابت من أمر ثابت‪ ،‬وتعتبر األحكام‬
‫القضائية صحيحة ال تقبل الشك وال تقبل إثبات عكسها من الناحية القانونية(‪.)120‬‬

‫فإذا ظهرت إمارات الريبة على المتهم‪ ،‬كأن يكون مشهوراً بالفساد‪ ،‬أو يكون ممن‬
‫كثرت سرقاته‪ ،‬فال يتوقف حتى يثبت ذلك بشاهدي عدل وذلك من السياسة الشرعية(‪.)121‬‬

‫وتعزير المتهم في التهمة التي تثبت بشهادة مستورين‪ ،‬أو بظهور فساد المتهم‪،‬‬
‫ولذلك يحبس المتهم إذا اشتهر بالفساد‪ ،‬وال يجوز تركه إذا كان كذلك وأكد ابن عابدين‬
‫أن ال أحد من الفقهاء يقول بذلك‪ ،‬وبه صرح الزيلعي(‪.)122‬‬

‫‪277‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫وجوز الحنفية ضرب السارق حتى يقر‪ ،‬وضرب كل من لو لم يعاقب ال تظهر السرقة‪،‬‬
‫وهذا ما عليه جمهور الفقهاء في المتهم بالسرقة كما ينقله ابن عابدين‪ ،‬وهذا من السياسة‬
‫الشرعية‪ ،‬فإذا أنكر المدعي عليه فلإلمام أن يعمل فيه برأيه‪ ،‬فإذا غلب على ظنه أنه سارق وأن‬
‫المسروق عنده يضرب ليقر‪ ،‬وذلك لغلبة الفساد‪ ،‬وحكى أن اإلجماع على ذلك(‪.)123‬‬
‫(‪)124‬‬
‫أن يكون صادراً عن‬ ‫ومن شروط صحة االعتراف كما يشير د‪ .‬حسن جوخدار‬
‫شخص مميز‪ ،‬متمتع بإرادة وحرية واعية‪ ،‬فال يعد اعترافاً صحيحاً ذاك الذي يصدر عن‬
‫شخص مخدر أو منوم مغناطيسياً‪ ،‬أو مكرهاً إكراهاً مادياً أو معنوياً‪ ،‬ألنه يكون في هذه‬
‫الحالة معيب اإلرادة‪ ،‬مضطرب التفكير‪ ،‬ال يدرك نتائج ما أدلى به من أقوال‪.‬‬

‫وأكد الدكتور محمود محمود مصطفى(‪ )125‬أن االعتراف ال يكون صحيحًا ما لم يصدر‬
‫عن شخص صحيح النفس‪ ،‬وهذا يقضي أن يكون المتهم على علم بما تم في الدعوى‪ ،‬عالمًا‬
‫بما يقر به باختياره‪ ،‬وال يصح التعويل على االعتراف متى صدر عن إكراه أيًا كان شكله‪،‬‬
‫حتى ولو كان هذا االعتراف صحيحًا‪ ،‬وسواء أكان اإلكراه بالعنف أم بالتهديد‪.‬‬

‫ال إذا تعرض المعترف من أي مسؤول إلى نزع‬


‫وقد يصدر االعتراف ويكون باط ً‬
‫بالقوة‪ ،‬وكان عيب في االعتراف الصادر منه كأن يكون ذلك االعتراف‬
‫االعتراف منه ّ‬
‫عقب ُوثُْوب الكلب البوليسي عليه‪ ،‬أو إحداثه إصابة؛ كما ال يعتبر االعتراف إذا حصل‬
‫(‪)127‬‬
‫ال إذا‬
‫أن االعتراف يكون باط ً‬ ‫تحت تأثير التهديد(‪ .)126‬وأكد الدكتور أحمد فتحي سرور‬
‫كان وليد إكراه مادي أو معنوي‪ ،‬حتى ولو صدر ضد المتهم في غير مجال االستجواب‪.‬‬

‫وال يجوز إكراه المتهم بضرب أو سجن أو تهديد لحمله على الكالم وعلى اإلقرار‬
‫كما‬
‫يؤكد طه جابر العلواني‪ ،‬وهو ما ذكره ابن حزم‪ ،‬وال يعتبر اإلقرار المترتب على ذلك‪ ،‬ألن من‬
‫شروط صحة اإلقرار االختيار‪ ،‬واالختيار منعدم‪ ،‬وإ ذا أكره ترجح جانب الكذب في أخباره‪.‬‬

‫ويتبين مما تقدم أن بعض أهل العلم لم يعتبروا ممارسة أي ضغط على المتهم من قبيل‬
‫السياسة الشرعية‪ ،‬بحيث يكون أمرها متروكًا لولي األمر بال حدود‪ ،‬يفعل ما يشاء‪ ،‬بل إن‬

‫‪278‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ترويع المسلم ال يجوز‪ ،‬وكل المسلم على المسلم حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه‪ ،‬فال يؤخذ المتهم‬
‫بما قال من غير إرادة كاملة‪ ،‬ولذا ال قيمة قانونية ناتجة عن االعتراف الذي تم بالتهديد(‪.)128‬‬

‫ولكن الدكتور نشأت إبراهيم الدريني يذهب إلى صحة إقرار السارق المكره‪ ،‬إذا‬
‫كانت هناك قرائن على االتهام‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه فريق من العلماء المعاصرين(‪.)129‬‬

‫موقف القضاء‪:‬‬
‫وفي األردن ال يأخذ القضاء األردني باالعتراف المنتزع نتيجة تعذيب‪ ،‬فهو يرى‬
‫أن األدلة أدلة إقناعية‪ ،‬حيث يجب على القاضي أن يقتنع قبل حكمه بناء على اعتراف‬
‫نابع من إرادة حرة مختارة دون مؤثر خارجي‪ ،‬فمن هنا نالحظ أن المشرع قد نص في‬
‫المادة "‪ "159‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية على عدم جواز األخذ باالعتراف‬
‫الصادر عن المتهم أمام الضابطة العدلية إال إذا بينت النيابة العامة الظروف التي أديت‬
‫فيها واقتنعت المحكمة بأن المتهم قد أداها طوعاً واختياراً(‪.)130‬‬

‫وهذا ما ذهبت إليه محكمة التمييز األردنية في عدة قرارات لها‪ ،‬ففي قرارها رقم "‬
‫‪ - 41/1962‬جزاء"‪ ،‬بينت أن "إفادة المتهم المعطاة في غير حضور المدعي العام تعتمد‬
‫كبينة ضده إذا اقتنعت المحكمة أنه أداها بطوعه واختياره"(‪.)131‬‬

‫وقضت في قرارها رقم "‪ - 14/1976‬جزاء"‪ ،‬بأنه "إذا أدلى المتهم بإفادة لدى‬
‫الشرطة دون حضور المدعي العام‪ ،‬واعترف بها بأنه ارتكب الجريمة التي أدين بها‪،‬‬
‫وقدمت النيابة البينة على الظروف التي أديت فيها هذه اإلفادة‪ ،‬وقنعت محكمة الموضوع‬
‫بأن المتهم المذكور قد أداها طوعاً واختياراً‪ ،‬فإن اعتماد المحكمة على هذا االعتراف‬
‫يتفق وأحكام القانون عمالً بالمادة "‪ "159‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية"(‪.)132‬‬

‫كما رفضت محكمة التمييز األخذ باالعترافات الصادرة نتيجة إكراه أو تعذيب ولو‬
‫صدر هذا االعتراف أمام المدعي العام أو المحقق وهذا ما جاء في قرارها رقم "‪73/1964‬‬
‫‪-‬جزاء" على أنه "من حق المحكمة أن تسمع البينة على الظروف التي أحاطت باالعتراف‬

‫‪279‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫أمام المدعي العام‪ ،‬حتى إذا تبين لها أنه أخذ باإلكراه فتقرر عدم جواز األخذ به‪ ،‬وال مجال‬
‫للقول بأن اعتراف المتهم أمام المدعي العام غير قابل للطعن إال بالتزوير"(‪.)133‬‬

‫وفي قرارها رقم "‪-209/1989‬جزاء" أن "استبعاد إفادة المتهم التي أدلى بها أمام‬
‫الشرطة والتي اعترف فيها المجني عليه‪ ،‬نتيجة للضرب أو اإلكراه‪ ،‬ولم يكن مختاراً‬
‫عند اإلدالء بها ال يخالف القانون"(‪.)134‬‬

‫كما يجوز للمحكمة أن ترفض األخذ باالعتراف‪ ،‬إذا شكت بأنه أخذ عن طريق‬
‫التعذيب‪ ،‬ألن الشك يعتبر لمصلحة المتهم‪ ،‬ولو أنها لم تتيقن بوقوع هذا التعذيب(‪،)135‬‬
‫قرار رقم "‪-74/1968‬جزاء"‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فإن مما يمكن للمتهم أن يثيره أمام محكمة الموضوع‪ ،‬للتخلص من‬
‫ً‬
‫االعتراف الصادر عنه‪ ،‬نتيجة التعذيب‪ ،‬وهو أن اعترافه في الشرطة‪ ،‬أو أمام رجال الضابطة‬
‫العدلية‪ ،‬كان وليد االعتداء عليه بالضرب والتعذيب‪ ،‬وكل ما على المحكمة‪ ،‬هو التصدي لهذا‬
‫الدفع فورًا‪ ،‬ومناقشته والرد عليه‪ ،‬بعد تقديم ما يثبت عملية التعذيب‪ ،‬كتقديم التقارير الطبية أو‬
‫بآثار اإلصابات في جسده‪ ،‬وإ ذا لم تأخذ المحكمة بهذا فإن حكمها يكون معيبًا(‪.) 136‬‬

‫رأي القانون في االعتراف الصادر من المتهم نتيجة لتعذيبه‪:‬‬


‫تنص المادة "‪ "302‬من قانون اإلجراءات الجنائية المصري على أن كل قول يثبت أنه‬
‫صدر من أحد المتهمين أو الشهود تحت وطأة اإلكراه أو التهديد يهدر وال يعول عليه(‪.) 137‬‬

‫إن استخدام صور التعذيب السابقة الذكر للحصول على االعتراف من المتهم ‪ ،‬والتي‬

‫يتخلف فيها شرط تمتع المتهم بحرية االختيار‪ ،‬يترتب عليها أن االعتراف الصادر منه‪،‬‬
‫يعتبر اعترافاً باطالً‪ ،‬وهو بطالن مطلق متعلق بالنظام العام(‪.)138‬‬

‫وبما أن هذا البطالن متعلق بالنظام العام‪ ،‬فإنه يجوز التمسك به‪ ،‬في أية مرحلـة من‬
‫مراحل الدعوى‪ ،‬وتقضي المحكمة به ولو من تلقاء نفسها‪ ،‬وإ ذا تقرر بطالن االعتراف‪،‬‬
‫فإن الدليل المستمد منه ال يكون معتبراً‪ ،‬كما أن هذا البطالن يمتد إلى جميع اآلثار التي‬
‫ترتبت عليه مباشرة‪ ،‬وألن ما بني على باطل فهو باطل(‪.)139‬‬

‫‪280‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫لكن التساؤل الذي يثور‪ ،‬إذا كانت القوانين تحرم التعذيب‪ ،‬فهل يعتبر قيام أحد‬
‫رجال الشرطة‪ ،‬أو النيابة العامة بتعذيب أحد المتهمين للحصول على اعترافه في جريمة‬
‫ما‪ ،‬جريمة يعاقب عليها القانون‪ ،‬هذا ما سنذكره تالياً‪.‬‬

‫جريمة التعذيب في القانون‪:‬‬


‫تنص المادة "‪ "208‬من قانون العقوبات األردني على‪ .1 :‬من سام شخصاً أي نوع‬
‫من أنواع العنف أو الشدة التي ال يجيزها القانون بقصد الحصول على إقرار بجريمة أو‬
‫معلومات بشأنها عوقب بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات‪ .2 .‬وإ ذا أفضت أعمال‬
‫العنف والشدة هذه إلى مرض أو جرح كانت العقوبة من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات ما لم‬
‫تستلزم تلك األعمال عقوبة أشد‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 127‬من قانون العقوبات المصري على أنه "كل موظف أو مستخدم‬
‫عمومي أمر بتعذيب متهم أو فعل ذلك بنفسه لحمله على االعتراف يعاقب باألشغال الشاقة أو‬
‫السجن من ثالث سنوات إلى عشر‪ ،‬وإ ذا مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمدًا‪.‬‬
‫إذا نالحظ من خالل هذه النصوص أن قيام أحد رجال الشرطة أو أحد المحققين‬
‫بتعذيب أحد المتهمين للحصول على االعتراف يشكل جريمة تسمى جريمة التعذيب‪،‬‬
‫لذلك سوف أتناول أركان هذه الجريمة ثم عقوبتها‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬أركان جريمة التعذيب‪:‬‬


‫لجريمة التعذيب ركنان هما الركن المادي والركن المعنوي كما أشار القانون األردني‪:‬‬

‫‪ .1‬الركن المادي لجريمة التعذيب‪:‬ـ‬


‫يجب أن تتوافر في الركن المادي صفة للمجرم بحيث يجب أن تتوافر للفاعل صفة‬
‫موظف عام تابع للحكومة‪ ،‬كأن يكون أحد رجال الشرطة أو أحد رجال الضابطة العدلية‪،‬‬
‫وهذا ورد صراحة في قانون العقوبات المصري(‪ ،)140‬ولكن المشرع األردني لم ينص‬
‫صراحة عليه في المادة "‪ "208‬من قانون العقوبات‪ ،‬ويمكن استخالصه من نص نفس‬
‫المادة بالقول بأن ليس هنالك شخص في المملكة له صفة الحصول على اعترافات‬

‫‪281‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫المتهمين سواء رجال الشرطة أو الضابطة العدلية‪ ،‬فالمشرع األردني إذا قصد رجال‬
‫الشرطة والضابطة العدلية بنص المادة "‪ "208‬بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫ويجب أن يتوافر ضد المجني عليه صفة االتهام في جرم ما حتى يخضع للتحقيق‬
‫معه وإ لحاق األذى به للحصول على اعترافات أو معلومات معينة تتعلق بجريمة ما(‪.)141‬‬

‫والنشاط المادي يجب أن يتمثل في وقوع تعذيب على المتهم باستخدام إحدى صور‬
‫التعذيب السابق ذكرها سواء أكان النشاط بالتأثير المادي كالعنف أو استخدام الكالب‬
‫البوليسية أو إرهاق المتهم باألجوبة أو استخدام التنويم المغناطيسي أو استعمال العقاقير‬
‫المخدرة‪ ،‬أو كان النشاط بالتأثير األدبي على المجني عليه كالوعد أو اإلغراء أو التهديد‬
‫والحيلة أو الخداع‪.)142(...‬‬

‫أما بالنسبة للنتيجة الجرمية لجريمة التعذيب فالنتيجة تتمثل في إيالم المجني عليه‬
‫وإ يذائه معنوياً ومادياً أو مرضه أو جرحه أو موت المجني عليه نتيجة التعذيب(‪.)143‬‬

‫ويجب أن تتوافر العالقة السببية بين النشاط المادي والنتيجة الجرمية وذلك بأن يكون‬
‫اإليالم واإليذاء المعنوي أو المادي أو الجرح أو المرض أو الموت ناتجًا عن التعذيب الذي‬
‫مارسه رجال الشرطة أو النيابة العامة ضد المجني عليه في هذه الجريمة(‪.)144‬‬

‫‪ .2‬الركن المعنوي لجريمة التعذيب‪:‬ـ‬


‫باإلضافة إلى القصد العام المتمثل في إرادة تعذيب المتهم‪ ،‬يجب أن يتوافر لدى‬
‫المعذب عنـد التحقيق قصدًا خاصًا يتمثل في انصراف نية فاعل الجريمة إلى حمل المتهم‬
‫على االعتراف واإلقرار بجريمة ما أو الحصول على معلومات بشأنها(‪.)145‬‬

‫ثانياً‪ :‬عقوبة جريمة التعذيب‪:‬‬


‫في القانون األردني عقوبة جريمة التعذيب هي الحبس من ‪ 3‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات‪،‬‬
‫كما‬
‫أسلفنا‪ ،‬وتشدد العقوبة على مرتكبها إذا أفضت أعمال العنف إلى مرض أو جرح المتهم‬
‫المراد الحصول على اعترافه من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫‪282‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫إذا تعتبر جريمة التعذيب في األردن جريمة جنحة ونص المشرع األردني في آخر‬
‫المادة‪ ،‬على عبارة ما لم تستلزم تلك األعمال عقوبة أشد‪ ،‬هذا يشكل مخالفة صريحة لمبدأ‬
‫ال عقوبة إال بنص‪ .‬بينما نالحظ في قانون العقوبات المصري أن جريمة التعذيب تشكل‬
‫جريمة جنائية عقوبتها من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 10‬سنوات وإ ذا نتج عن الجريمة موت المجني‬
‫عليه يحكم على الفاعل بالعقوبة المقررة للقتل عمداً‪.‬‬

‫يتبين مما تقدم‪ :‬إن تعذيب المتهم ممنوع في قانون كثير من الدول‪ ،‬واألساس الذي‬
‫يجب أن يقوم عليه إلقاء األسئلة على مسمع المتهم الستخالص المعلومات‪ ،‬وإ ظهار‬
‫موقفه من االتهام المنسوب إليه‪ ،‬ويجب أن ينحصر االستجواب في الحدود القانونية‬
‫المتعارف عليها‪ ،‬لذا ال يجوز الضغط على المتهم وتهديده أو تعذيبه‪ ،‬وفي حالة التجاوز‬
‫تلزم المساءلة اإلدارية والقانونية‪ ،‬ويصل األمر إلى حد المساءلة الجنائية‪.‬‬

‫ومعروف أن كل أمر غير مشروع من اإلجراءات يعد محرماً وكل ما لم يجزه‬


‫المشرع يعتبر غير مشروع‪.‬‬

‫وأبرز اإلجراءات غير المشروعة هو التعذيب‪ ،‬وال يقتصر التعذيب على الناحية‬
‫المادية بل يتعداه إلى الناحية النفسية والمعنوية كما أسلفنا‪.‬‬

‫والمعروف أن العنف أو اإلكراه المادي والضرب واإليذاء والحرمان من الطعام‬


‫والوضع في األغالل‪ ،‬يشل إرادة المتهم‪ ،‬وال ِقَب َل للمتهم بمقاومتها‪ ،‬فتعطل إرادته‪،‬‬
‫والتعذيب يفسد إرادة المتهم‪.‬‬

‫إن التهديد باإليذاء من المحقق‪ ،‬أو إيقاع المتهم في شرك أو خداع‪ ،‬أو وعيد‪ ،‬أو‬
‫االستجواب المطول الذي يؤدي إلى إرهاق المتهم لدرجة االضطراب‪ ،‬ممنوع في‬
‫الشريعة كما هو ممنوع في القانون‪ ،‬وقد أشار القانون األلماني إلى تحريم إجهاد المتهم‬
‫وإ رهاقه في االستجواب(‪.)146‬‬
‫هذا وقد أشار تقرير لجنة حقوق اإلنسان إلى وجوب أن تكون األسئلة واضحة‬
‫وأحمد إبراهيم بك(‪.)149‬‬ ‫(‪)148‬‬ ‫(‪)147‬‬
‫وهذا ما أشار إليه الزرقا‬ ‫وقصيرة وال تحتمل التأويل‬

‫‪283‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ومهما جاء التعذيب بنتائج باهرة لحظة البحث وراء الجريمة إالّ أنه يدلل على‬
‫محاولة إخفاء عدم الكفاءة في التحقيق وقصوره‪.‬‬

‫وحتى يحقق االستجواب أثره ويصل المحقق إلى عين الحقيقة عليه أن يسلك‬
‫الطرق اآلتية(‪:)150‬‬
‫‪ -‬إزالة الشك من نفس المتهم‪ ،‬وأن يشعر باألمان وأنه لن يظلم‪ ،‬فال يبدأ المحقق‬
‫بتوجيه االتهامات القاسية‪ ،‬وال يعامل المتهم بجفاء‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استعمال األلفاظ العنيفة‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن كل ما من شأنه تحقير المتهم أو إهانته‪.‬‬
‫‪ -‬أن يباشر االستجواب المحقق ذاته سواء أكان قاضي التحقيق أو النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬وفي الجنايات يجب دعوة محامي المتهم قبل إجراء االستجواب‪ ،‬أو المواجهة‪ ،‬إالّ‬
‫في حالة التلبس‪ ،‬والسرعة‪ ،‬خوف فوات الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المتهم متحرراً من أي ضغط أو تأثير خارجي من المحقق نفسه‪ ،‬أو من‬
‫أي شخص آخر‪ ،‬سواء أكان في صورة وعد أو إكراه مادي‪ ،‬أو أدبي‪ ،‬فال يتعرض‬
‫المتهم إلى وعد بإعطائه ميزة في البراءة‪ ،‬أو تعريضه للتعذيب‪ ،‬أو تنويمه‬
‫مغناطيسياً‪ ،‬أو إحضار الكلب البوليسي وهجومه عليه‪ ،‬أو استعمال جهاز كشف‬
‫مدة التحقيق‪ ،‬مما يؤثر على قوته‬ ‫الكذب‪ ،‬أو تعريض المتهم لإلرهاق بسبب طول ّ‬
‫الذهنية‪ ،‬وعلى إرادته‪ ،‬كما ال يجوز تهديده‪ ،‬أو تحليفه اليمين(‪.)151‬‬
‫(‪)152‬‬
‫إلى أن إقرارات المتهم غير معتبرة تحت التهديد‬ ‫‪ -‬أشار الشيخ مصطفى الزرقا‬
‫والوعيد‪ ،‬أو وضعه في ظروف معينة‪ ،‬فالتصرفات القولية يشترط لصحتها ونفاذها‬
‫الرضا‪ ،‬ويؤثر فيها اإلكراه القوي والضعيف أي الملجئ وغير الملجئ سواء أكانت‬
‫من العقود أو تصرفات اإلرادة المنفردة‪.‬‬
‫(‪)153‬‬
‫بأنه الضغط على إنسان بوسيلة مرهبة‪ ،‬أو بتهديده بها إلجباره‬ ‫وعرف اإلكراه‬
‫ّ‬
‫على فعل‪ ،‬أو ترك‪ ،‬وال بد في بحثنا من إضافة أو قول‪.‬‬

‫‪284‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫إن إجازة شهادة التوسم ّإنما تكون للضرورة وفي وقت مخصوص كما أسلفنا‪ ،‬فكيف‬
‫يكون هذا إذا كان القاضي مأموراً بالحكم على الظاهر‪ ،‬واهلل يتولى السرائر‪.‬‬

‫أم ا إذا كان هناك بعض القرائن فمن السياسة كما يقول الشيخ عبد الرحمن‬ ‫ّ‬
‫تاج(‪ ، )154‬في القضاء والحكم بالقرائن التي تفيد االقتناع بوجه العدالة‪ ،‬وكذلك استخدام‬
‫القاضي أنواعاً من الحيل يستعين بها على استخراج الحق‪.‬‬

‫ولكنه يؤكد أن التفريط في األخذ بالسياسة أن يعتمد على إقرار المدعى عليه‪ ،‬أو‬
‫المتهم في جريمة مع قيام القرائن واإلمارات التي توجب شبهة في هذا القرار(‪.)155‬‬

‫وبما أن الشريعة اإلسالمية تقوم على رعاية المصلحة‪ ،‬بهدف توجيه األمة إلى‬
‫جادة االعتدال‪ ،‬لذلك يرى عبد الرحمن تاج(‪ ،)156‬أنه من المصلحة أن تستخدم كل أنواع‬
‫الحيل الستخراج الحق‪ ،‬ومن ذلك التهديد والوعيد بالتنكيل بهدف الوصول إلى الحق‪.‬‬
‫وهو ما أكده البوطي(‪.)157‬‬
‫(‪)158‬‬
‫أنه ال يصح‬ ‫وأما التحايل ألخذ اإلقرار من المتهم فقد أكد في فتح القدير‬
‫للقاضي أن يحتال للوصول إلى اإلقرار‪ ،‬وليس له أن يشجع المتهم على اإلقرار‪ ،‬وال‬
‫بأس من أن يظهر الكراهة لإلقرار‪ ،‬كما فعل الرسول الكريم مع ماعز‪ ،‬حيث أعرض‬
‫عند إقراره‪ ،‬وقد كان عمر بن الخطاب يقول‪" :‬اضربوا المعترفين" أي بالزنا(‪.)159‬‬

‫وإ ذا كان بعض الفقهاء يؤكدون أن اإلقرار إنما يكون في مجلس القضاء‪ ،‬فمن‬
‫المستحسن أن ال يؤخذ اإلنسان بالتهمة‪ ،‬وال يعذب بالظن‪ ،‬ووقوف المتهم أمام القضاء‬
‫العادل‬

‫يكون في مأمن من اإلكراه‪.‬‬

‫ولذلك أرى أن ما ذهب إليه سيد سابق‪ ،‬ومن وافقه‪ ،‬من حرمة حبس المتهم‪ ،‬وأنه يجب‬
‫ال من كان مذنبًا منهم‪ ،‬فيحرم ضرب المتهم لما فيه من‬
‫المسارعة في إطالق المحبوسين إ ّ‬
‫إذالل وإ هدار لكرامته‪ ،‬وإ لى ذلك ذهب عبد الوهاب الشيشاني(‪ )160‬وعبد الكريم زيدان(‪.)161‬‬

‫‪285‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫ومن هنا نجد أيضاً أن االتجاه العالمي الذي يحظر التعذيب جاء متفقاً مع توجهات‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأنه ال يجوز اللجوء إلى وسائل العنف‪ ،‬أو التهديد بأي شيء يؤثر‬
‫في المتهم‪ ،‬وأن الشريعة أعطت الضمانات ضد الوسائل غير المشروعة أثناء التحقيق‬
‫والمحاكمة‪ ،‬وسبقت القانون الدولي الحديث فيما ذهب إليه‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وبعـد‪،‬‬
‫فقد استعرضت آراء الفقهاء في مدى صحة االعتراف القسري واإلكراه كعيب من‬
‫عيوب اإلرادة‪ ،‬وميزت بين االعتراف واإلقرار وذكرت شروط صحة االعتراف المأخوذ‬
‫به عند الفقهاء وآراءهم في نزع االعتراف قسراً ولو باستعمال األجهزة المتقدمة‬
‫وخلصت إلى النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إن إجبار المتهم باإلخافة على أن يعمل عمالً أو يقر بجريمة لم يفعلها ودون رضاه‬
‫أمر تحرمه الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلكراه بنوعيه الملجئ وغير الملجئ يعدمان الرضا‪ ،‬واإلكراه الملجئ بعدم االختيار‬
‫ولو بالتهديد بالضرب أو التهديد باإلساءة إلى بنت أو زوجة أو أسرة المستجوب‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد لمن ادعى اإلكراه من أن يثبت دعواه في مجلس القاضي‪.‬‬
‫‪ -‬االعتراف المعمول فيه هو ما صدر عن إرادة حرة‪ ،‬دون استخدام أي مؤثرات‬
‫مادية أو معنوية‪ ،‬والقاضي يقدر األمر وال يأخذ باعتراف المتهم بالتهمة‪ ،‬وله‬
‫السلطة التقديرية في البحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد أن يكون االعتراف محددًا ال لبس فيه وال غموض يعبر عن إرادة المتهم بنسبـة‬
‫واقعة معينة إليه‪ .‬وذلك برضاه التام‪.‬‬
‫ال وأن يتطابق مع الحقيقة‪ ،‬وأن ال يكذبه المقر‪.‬‬
‫‪ -‬االعتراف كدليل إثبات يجب أن يكون مفص ً‬
‫‪ -‬فرق الفقهاء بين اإلكراه بهدف اإلقرار وبين الضرب ليصدق المضروب‪ ،‬وأجاز‬
‫بعض الفقهاء الضرب إلظهار السرقة وحقوق اآلخرين‪.‬‬

‫‪286‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫األحكام المتعلقة باالعتراف القسري ‪.........................................................................................‬محمد الدغمي‬

‫هذا وقد بذلت قصارى ما أملك من جهد في إخراج موضوع غاية في الخطورة‪.‬‬
‫وأرجو اهلل أن يكون نافعاً للمسلمين‪ ،‬واهلل الموفق وهو هادي السبيل‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪287‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪.2006 ،3‬‬


‫‪1‬‬
‫() سعيد الشرثوني‪ ،‬أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪ ،‬مادة (قسر)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() نفس المصدر‪ ،‬ماده‪" :‬كره"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الشلتوني‪ ،‬أقرب الموارد في فهم العربية والشوارد‪ ،‬مادة كره‪ ،‬الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي المقري (ت ‪770‬ه‍(‪ ،‬المصباح‬
‫المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬مادة كره ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬والمكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.216‬‬
‫‪5‬‬
‫() الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬مادة قسر‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪6‬‬
‫() سورة فصلت‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪7‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬مصادر الحق في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫‪8‬‬
‫() سليم رستم باز‪ ،‬شرح مجلة األحكام العدلية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المطبعة األدبية‪1923 ،‬م‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫() باز‪ ،‬شرح مجلة األحكام العدلية‪ ،‬ص‪.536‬‬
‫‪ )(10‬باز‪ ،‬شرح مجلة األحكام العدلية‪ ،‬ص‪.536‬‬
‫‪11‬‬
‫ال‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫ال وتحلي ً‬
‫() رمسيس بهنام‪ ،‬اإلجراءات الجزائية تأصي ً‬
‫‪ )(12‬محمد نجيم‪ ،‬قانون أصول المحاكمات الجزائية األردني‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.334‬‬
‫‪13‬‬
‫() قرار محكمة التمييز األردنية‪ ،‬جزاء رقم ‪ ،38/84‬مجلة نقابة المحامين لسنة ‪1984‬م‪ ،‬ص‪.1437‬‬
‫‪14‬‬
‫() المادة ‪ 44‬من قانون البينات األردني رقم ‪1952 ،30‬م‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫() فتح القدير‪ ،‬ط‪1316 ،1‬ه‍‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .158‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيق‪ :‬محمود عبد الوهاب وآخرون‪ ،‬مكتبة القاهرة‪،‬‬
‫‪1969‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .168‬عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع الجنائي‪،‬‬
‫ط‪ ،3‬دار إحياء التراث‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.303‬‬
‫‪16‬‬
‫() حسن بن عمار‪ ،‬الشرنباللي‪ ،‬غنية ذوي األحكام في بغية درر األحكام‪ ،‬دار الخالفة‪1330 ،‬ه‍‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.357‬‬
‫‪17‬‬
‫() الدرر الحكام شرح غرر األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .357‬علي قراعة‪ ،‬كتاب األصول القضائية في المرافعات الشرعية‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة‬
‫النهضة‪ ،‬مصر‪1925 ،‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫() سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي‪ ،‬مادة عرف‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1408 ،‬ه‍‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫() سعدي أبو جيب‪ ،‬القاموس الفقهي‪ ،‬ط‪ ،2‬مرجع سابق‪ ،‬مادة قر‪.‬‬
‫‪ )(20‬المادة (‪ )44‬من قانون البينات رقم ‪ 30‬لسنة ‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ )(21‬عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع الجنائي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار التراث‪ ،‬ص‪.304 ،303‬‬
‫‪ )(22‬عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع الجنائي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.303‬‬
‫‪ )(23‬درر الحكام‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.357‬‬
‫‪ )(24‬توفيق الشاوي‪ ،‬فقه اإلجراءات الجنائية‪1954 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.2‬‬
‫‪25‬‬
‫() منال خسرو الحنفي‪ ،‬الدرر الحكام شرح غرر األحكام‪ ،‬ط ‪1330‬ه‍‪ ،‬مطبعة أحمد كامل‪ ،‬دار الخالفة العلية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.357‬‬
‫‪26‬‬
‫() منال خسرو الحنفي‪ ،‬الدرر الحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.358‬‬
‫‪27‬‬
‫() الشرنباللي‪ ،‬الغنية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.357‬‬
‫‪28‬‬
‫() محمود مصطفى‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪1980 ،10‬م‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪29‬‬
‫() تمييز جزاء رقم ‪ ،53 /77‬مجلة النقابة لسنة ‪1953‬م‪ ،‬ص‪.642‬‬
‫‪30‬‬
‫() سامي المال‪ ،‬اعتراف المتهم‪ ،‬ط‪1975 ،2‬م‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪31‬‬
‫() محمود مصطفى‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪1980 ،10‬م‪ ،‬ص‪.474‬‬
‫‪32‬‬
‫() الشرنباللي الحنفي‪ ،‬شيخ حسن بن عماد الوفائي‪ ،1096 ،‬غنية ذوي األحكام في بغية درر األحكام ج‪ ،2‬ص ‪.157‬‬
‫‪33‬‬
‫() منال خسرو الحنفي ‪ ،‬درر الحكام شرح غرر األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.357‬‬
‫‪34‬‬
‫() الشرنباللي‪ ،‬الغنية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.358‬‬
‫‪35‬‬
‫() أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪1977 ،‬م‪ ،‬ص‪.506- 505‬‬
‫‪36‬‬
‫() عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع الجنائي اإلسالمي‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪37‬‬
‫() محمد أبو حسان‪ ،‬التشريع الجنائي اإلسالمي‪ ،‬أحكام الجريمة والعقوبة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.257‬‬
‫‪38‬‬
‫() مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .101 -100‬وأخرجه الحاكم في صحيحه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬الحاكم في‬
‫المستدرك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .59‬وقال عنه‪ :‬حديث صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجه‪ ،‬وأخرجه البخاري معلقاً في الصحيح‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.22‬‬
‫‪39‬‬
‫() الكاساني‪ ،‬البدائع‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .4511‬شرح فتح القدير‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .235‬ج‪ ،8‬ص‪ .318‬الشربيني‪ ،‬نهاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .71‬أبو‬
‫إسحاق بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي (ت ‪‍ 476‬ه(‪ ،‬المهذب‪ ،‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪ .‬ومعه الركبي (ت ‪‍ 630‬ه(‪ ،‬النظم‬
‫المستعذب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .344‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،110‬ج‪ ،9‬ص‪ ،67‬تحفة الفقهاء‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.263‬‬
‫‪40‬‬
‫() سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.106‬‬
‫‪41‬‬
‫() الحديث صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬انظر‪ :‬الحاكم‪ ،‬المستدرك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.198‬‬
‫‪42‬‬
‫() ابن ماجة في الجامع الصحيح‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .659‬الصنعاني‪ ،‬المصنف‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،410‬مجمع الزوائد‪ ،‬ج‪ 6‬ص‪ ،250‬قال الهيثمي‪:‬‬
‫رجاله رجال الصحيح‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.250‬‬
‫‪43‬‬
‫() حاشية إعانة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.188‬‬
‫‪44‬‬
‫() المصنف للصنعاني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .411‬أحمد بن الحسين البيهقي (ت ‪458‬ه‍(‪ ،‬السنن الكبرى ‪ ،‬مطبعة مجلس دار المعارف‪ ،‬حيدر آباد‪،‬‬
‫الهند‪1355 ،‬ه‍‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.359‬‬
‫‪45‬‬
‫() البدائع‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .451‬شرح فتح القدير‪ ،‬ص‪ .235‬ج‪ ،8‬ص‪ .318‬الخطيب الشربيني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .71‬الشيرازي‪ ،‬المهذب‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص ‪ .344‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،110‬ج‪ ،9‬ص‪.67‬‬
‫‪46‬‬
‫() أحمد بن علي بن حجر العسقالني (ت ‪852‬ه‍(‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬المطبعة السلفية‪ ،‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1959‬م‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.175‬‬
‫‪47‬‬
‫() المدونة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.426‬‬
‫‪48‬‬
‫() الخطيب الشربيني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .71‬إعانة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .188‬الروضة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.355‬‬
‫‪49‬‬
‫() حاشية ابن عابدين‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.88 -87‬‬
‫‪50‬‬
‫() ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.110‬‬
‫‪51‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬ص‪.431‬‬
‫‪52‬‬
‫() محمد بن أحمد السرخسي (ت ‪‍ 490‬ه(‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،24‬ص‪ .52‬العناية على الهداية‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.169‬‬
‫‪53‬‬
‫() أخبار القضاة‪ ،‬للقاضي وكيع‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.274‬‬
‫‪54‬‬
‫() نهاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .71‬األحكام السلطانية‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫‪55‬‬
‫() محمد األمير المالكي‪ ،‬مجموع األمير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .400‬محمد الزرقاني المالكي‪ ،‬شرح الزرقاني‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .107 -106‬حاشية‬
‫الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .335‬الشرح الكبير للدردير‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.345‬‬
‫منح الجليل شرح مختصر خليل‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.539‬‬
‫‪56‬‬
‫() الدر المختار‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .87‬المبسوط‪ ،‬ج‪ ،24‬ص‪.71 -70‬‬
‫‪57‬‬
‫() تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.240‬‬
‫‪58‬‬
‫() الطرق الحكمية‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪59‬‬
‫() نيل األوطار‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .58‬أبو داود‪ ،‬كتاب الخراج واإلمارة‪ ،‬عون المعبود‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .238‬وسكت عنه المنذري‪ .‬الطرق الحكمية‪،‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪60‬‬
‫() اإلمام مسلم بن الحجاج القشيري (ت ‪‍ 261‬ه(‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬إدارة‬
‫البحوث واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪ ،‬الرياض‪1955 ،‬م‪1975 ،‬م‪ ،‬حديث (‪ ،)1672‬ج‪ ،3‬ص‪ .1299‬صحيح بخاري‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب‬
‫سؤال القاتل حتى يقر‪ .‬فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.174‬‬
‫‪61‬‬
‫() علي بن حزم (أبو محمد) األندلسي (ت ‪456‬ه‍(‪ ،‬المحلى ‪ ،‬ط‪ .‬جديدة‪ ،‬مكتبة الجمهورية العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬منشورات دار االتحاد‬
‫العربي‪ ،‬حسن زيدان طلبه‪1390 ،‬ه‍‪1970/‬م‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.40‬‬
‫‪62‬‬
‫() سورة الملك‪ ،‬اآلية ‪.15‬‬
‫‪63‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬ص‪.418‬‬
‫‪64‬‬
‫() أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬المتهم‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.269 -268‬‬
‫‪65‬‬
‫() محمد سعود المعيني‪ ،‬اإلكراه وأثره في التصرفات الشرعية‪ ،‬بحث مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الزهراء‬
‫الحديثة‪ ،‬مكتبة بسام‪ ،‬الموصل‪ ،‬العراق‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪66‬‬
‫() الفتاوى الخيرية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .114‬شرح الدر المختار البن عابدين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.322‬‬
‫‪67‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬ص‪ .421‬محمد سعود المعيني‪ ،‬اإلكراه وأثره في التصرفات‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪68‬‬
‫() علي قراعة‪ ،‬األصول القضائية في المرافعات الشرعية‪ ،‬ط‪1025 ،2‬م‪ ،‬ص‪. .77‬‬
‫‪69‬‬
‫() قاعدة شرعية‪ ،‬أحمد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪ .327‬والندوي‪ ،‬القواعد الفقهية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ص‪.361‬‬
‫‪70‬‬
‫() د‪ .‬أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬المتهم‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪ .269‬د‪ .‬آمال عبد الرحيم عثمان‪ ،‬الخبرة في‬
‫المسائل الجنائية‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪71‬‬
‫() الدر المختار‪ ،‬ص‪ .105‬علي قراعة‪ ،‬كتاب األصول القضائية في المرافعات الشرعية‪ ،‬ط‪1925 ،2‬م‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪72‬‬
‫() جواهر الكالم‪ ،‬كتاب الطالق‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫() محمد سعود المعيني‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الزهراء‪ ،‬الموصل‪ ،‬العراق‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪74‬‬
‫() المعيني‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪75‬‬
‫() الكنـدي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن عبد اهلل بن موسى الكندري السمدي النزوي (‪ 557‬ه‍‪1162 /‬م )‪،‬‬
‫المصنف‪ ،‬منشورات وزارة التراث‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪1984 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.115‬‬
‫‪76‬‬
‫() نفس المصدر‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ط ‪1984‬م‪ ،‬ج‪.27‬‬
‫‪77‬‬
‫() االختيار لتعليل المختار وتعليقاته‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.105‬‬
‫‪78‬‬
‫() االختيار‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .107 -105‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،335‬الشرح الكبير للدردير‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.345‬‬
‫‪79‬‬
‫() محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ضوابط المصلحة‪ ،‬ص‪.339‬‬
‫‪80‬‬
‫() محمد بن عابدين‪ ،‬رد المحار على الدر المختار‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.448‬‬
‫‪81‬‬
‫() منصور بن يونس بن إدريس‪ ،‬البهوتي (ت ‪1051‬ه‍(‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1403 ،‬ه‍‪1983 /‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .38‬ابن‬
‫رجب‪ ،‬القواعد‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫() حاشية العدوي على خليل‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.34‬‬
‫‪83‬‬
‫() أبو البركات سيدي أحمد الدردير (ت ‪‍ 1201‬ه(‪ ،‬الشرح الكبير على مختصر خليل‪ ،‬مطبوع بهامش حاشية الدسوقي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪..486‬‬
‫‪84‬‬
‫() الدردير‪ ،‬الشرح الكبير‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.345‬‬
‫‪85‬‬
‫() د‪ .‬أحمد فراج حسين‪ ،‬المدخل للفقه اإلسالمي ‪ -‬تاريخ الفقه اإلسالمي ‪ -‬الملكية ونظرية العقد‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.429‬‬
‫‪86‬‬
‫() محمد أبو ليل‪ ،‬معاقبة المتهم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬المجلد‪ ،11‬العدد الخامس‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.212 -187‬‬
‫‪87‬‬
‫() عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع الجنائي اإلسالمي‪ ،‬دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.113 -112‬‬
‫‪88‬‬
‫() محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬فقه السيرة‪ ،‬دار الفكر‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪.368 –367‬‬
‫‪89‬‬
‫() محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬فقه السيرة النبوية‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪90‬‬
‫() السيد سابق‪ ،‬فقه السنة‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1969 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.353‬‬
‫‪91‬‬
‫() سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.106‬‬
‫‪92‬‬
‫() د‪ .‬علي الصوا‪ ،‬الحجز المؤقت‪" ،‬التوقيف" وحكمه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عدد‪1986 ،1‬م‪ ،‬ج‬
‫‪ ،13‬ص‪.65 – 43‬‬
‫‪93‬‬
‫() د‪ .‬عوض محمد عوض‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬حقوق المشتبه فيه في مرحلة التحقيق‪ ،‬العدد ‪1400 ،22‬ه‍‪1980/‬م‪ ،‬ص‪.35 - 7‬‬
‫‪94‬‬
‫() د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مصادر الحق في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،197‬المجمع العلمي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫() المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.199‬‬
‫‪96‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .382‬د‪ .‬حشمت‪ ،‬نظرية االلتزامات‪ ،‬ص‪ ،176 – 167‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬مصطفى الزرقا‪،‬‬
‫المدخل الفقهي العام‪ ،‬ط‪ ،9‬مطبعة ألف باء األديب‪ ،‬دمشق‪1968 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .372 – 368‬أحمد فراج حسين‪ ،‬المدخل للفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫ص‪ ،432‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫() محمد سالم مدكور‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫‪98‬‬
‫() عبد الكريم زيدان‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.303‬‬
‫‪99‬‬
‫() د‪ .‬كامـل السعيد‪ ،‬شرح األحكـام العامة في قانـون العقوبات‪ ،‬دراسة مقارنـة لجريمة المساهمـة في الجريمة ‪ -‬المسؤولية الجزائية‬
‫وموانعها‪ -‬الجزاء الجنائي‪ ،‬عقوبات وتدابير احترازية‪ ،‬ص‪.561 - 560‬‬
‫‪100‬‬
‫() محمد سعـود المعيني‪ ،‬اإلكراه وأثـره في التصرفات الشرعية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الزهراء‪ ،‬الموصـل – العراق‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .203‬د‪ .‬عبد‬
‫الفتاح الشيخ‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م‪ ،‬ص‪.224‬‬
‫‪101‬‬
‫() ابن القيم الجوزية‪ ،‬زاد المعاد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .136‬والطرق الحكمية‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪102‬‬
‫() عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مصادر الحق في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.177‬‬
‫‪103‬‬
‫() محمد علي عياد‪ ،‬ندوة‪" ،‬التوقيف واالستجواب"‪ ،‬مجلة نقابة المحامين‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪1966 ،1‬م‪ ،‬ص‪.88 -70‬‬
‫‪104‬‬
‫() رفاعي سيد سعد‪ ،‬ندوة توقيف االستجواب "ضمانات المتهم أثناء التحقيق االبتدائي"‪ ،‬مجلة نقابة المحامين‪ ،‬الملحق األول‪1966 ،‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.34 -3‬‬
‫‪105‬‬
‫() هو عبارة عن محاولة افتعال حالة طبيعية للمتهم بحيث تؤثر على الحالة الجسمانية والنفيسة للنائم يتعرض فيها لإليحاء بحيث ال‬
‫يستطيع استعمال العقل بشكل طبيعي مما يجعله خاضعاً إلرادة المنوم‪ ،‬ويفقد فيها السيطرة على إرادته‪ ،‬وال يعود قادراً على التحكم‬
‫بمشاعره‪ .‬محمد علي عباد‪ ،‬ندوة التوقيف واالستجواب‪ ،‬مجلة نقابة المحامين‪ ،‬المجلد األول‪1966 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.88-70‬‬
‫‪106‬‬
‫() القرطبي‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .44‬إبراهيم بن علي بن فرحون (ت ‪799‬ه‍(‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول األقضية‬
‫ومناهج األحكام‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‪1378 ،‬ه‍‪1958 /‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.132‬‬
‫‪107‬‬
‫() ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪108‬‬
‫() قاعدة شرعية‪ ،‬مجلة األحكام العدلية‪ ،‬مادة ‪.67‬‬
‫‪109‬‬
‫() مجلة األحكام العدلية‪ ،‬مادة ‪ ،67‬باز‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪110‬‬
‫() تنوير األبصار‪ ،‬والدر المختار‪ ،‬الفتاوى الهندية‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫() منال خسرو‪ ،‬الدرر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬نفس الصفحة والجزء‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫() المؤتمر السادس لقانون العقوبات المنعقد في روما سنة ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫() لجنة حقوق اإلنسان بهيئة األمم المتحدة المنعقدة في‪5/1/1962 :‬م‪ ،‬والحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫() السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪ .53‬و زين العابدين بن إبراهيم‪ ،‬ابن نجيم (ت ‪970‬ه‍(‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز‬
‫محمد الوكيل‪ ،‬مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1968 ،‬م‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪115‬‬
‫() محمد سالم مدكور‪ ،‬القضاء في اإلسالم‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪116‬‬
‫() طه جابر العلواني‪ ،‬بحث حقوق المتهم في مرحلة التحقيق‪ ،‬كتاب المتهم وحقوقه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بحوث الندوة العلمية‬
‫األولى‪ ،‬المركز العربي للدراسات األمنية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.221‬‬
‫‪117‬‬
‫() قانون البينات‪ ،‬المادة ‪.40‬‬
‫‪118‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .316‬ومحمد مدكور‪ ،‬ص‪ .96‬المتهم وحقوقه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬منشورات المركز العربي‬
‫للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪1406 ،‬ه‍‪1986 /‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.221‬‬
‫‪119‬‬
‫() السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .624 ،597‬محمد سالم مدكور‪ ،‬القضاء في اإلسالم‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪120‬‬
‫() قانون البينات األردني‪ ،‬رقم المادة (‪.)40‬‬
‫‪121‬‬
‫() شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية (ت ‪751‬ه‍(‪ ،‬أعالم الموقعين‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1973 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.85‬‬
‫الطرق الحكمية‪ ،‬مطبعة المدني بالقاهرة‪ ، ،‬ج‪ ،2 -1‬ص‪.11‬‬
‫‪122‬‬
‫() ابن عابدين‪ ،‬تكلمة حاشية ابن عابدين‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1386 ،‬ه‍‪1966 /‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.75‬‬
‫‪123‬‬
‫() ابن عابدين‪ ،‬حاشية ابن عابدين‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،4‬ص‪.88‬‬
‫‪124‬‬
‫() د‪ .‬حسن جوخدار‪ ،‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية األردني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة‪1993 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.314‬‬
‫‪125‬‬
‫() د‪ .‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص‪.477‬‬
‫‪126‬‬
‫() رمسيس بهنام‪ ،‬اإلجراءات الجنائية‪1978 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.340‬‬
‫‪127‬‬
‫() أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة‪ ،1970 ،‬ص‪.730‬‬
‫‪128‬‬
‫() طه جابر العلواني‪ ،‬المتهم وحقوقه في الشريعة‪ ،‬حقوق المتهم في مرحلة التحقيق ‪ ،‬من كتاب المتهم وحقوقه في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬لجان الندوة العلمية األول‪ ،‬المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.42‬‬
‫‪129‬‬
‫() نفس المصدر‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫‪130‬‬
‫() المحامي عبد العزيز سليم‪ ،‬تلفيق االتهام للجنائي‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪131‬‬
‫() مجلة نقابة المحامين‪ ،‬سنة ‪ ،1962‬ص‪.545‬‬
‫‪132‬‬
‫() مجلة نقابة المحامين‪ ،‬سنة ‪ ،1976‬ص‪.993‬‬
‫‪133‬‬
‫() مجلة نقابة المحامين‪ ،‬سنة ‪ ،1965‬ص‪.656‬‬
‫‪134‬‬
‫() مجلة نقابة المحامين‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬ص‪.525‬‬
‫‪135‬‬
‫() مجلة نقابة المحامين‪ ،‬سنة ‪ ،1968‬ص‪.670‬‬
‫‪136‬‬
‫() المحامي عبد العزيز سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪137‬‬
‫() د‪ .‬محمد الظاهر عبد العزيز‪ ،‬ضوابط اإلثبات في ضوء الفقه وقضاء النقض‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪138‬‬
‫() د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬نظرية البطالن في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص‪.195‬‬
‫‪139‬‬
‫() عدلي خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪140‬‬
‫() د‪ .‬عمر فاروق الحسيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .77 -58‬ود‪ .‬عدلي خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72 -71‬‬
‫‪141‬‬
‫() د‪ .‬عمر الفاروق الحسيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،94 -78‬ود‪ .‬عدلي خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72 -71‬‬
‫‪142‬‬
‫() عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقه "النظرية والتطبيق"‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪143‬‬
‫() د‪ .‬عمر الفاروق الحسيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 163‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫() د‪ .‬عمر الفاروق الحسيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 175‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫() د‪ .‬عمر الفاروق الحسيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 215‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫() قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬جرائم السلطة الشرطية‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪147‬‬
‫() تقرير لجنة حقوق اإلنسان‪ ،‬جلسة رقم ‪ ،18‬ص‪ ،52‬من التقرير لعام ‪ ،1962‬والشهاوي‪ ،‬جرائم السلطة الشرطية‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪148‬‬
‫() مصطفى الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.368‬‬
‫‪149‬‬
‫() أحمد إبراهيم بك‪ ،‬طرق اإلثبات الشرعية‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة القاهرة الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ ،1985 ،‬ص‪.295‬‬
‫‪150‬‬
‫() أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬المتهم‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫‪151‬‬
‫() أحمد بسيوني أبو الروس‪ ،‬المتهم‪ ،‬ص‪.266‬‬
‫‪152‬‬
‫() الشيخ مصطفى الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬ط‪ ،9‬مطبعة ألف باء األديب‪ ،‬دمشق‪1968 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.370‬‬
‫‪153‬‬
‫() مصطفى الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.368‬‬
‫‪154‬‬
‫() الشيخ عبد الرحمن تاج‪ ،‬السياسة الشرعية والفقه اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة دار التأليف‪ ،‬مصر‪1373 ،‬ه‍‪1953 /‬م‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪155‬‬
‫() عبد الرحمن تاج‪ ،‬السياسة الشرعية في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪156‬‬
‫() عبد الرحمن تاج‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.30 -27‬‬
‫‪157‬‬
‫() البوطي‪ ،‬فقه السيرة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.271 -270‬‬
‫‪158‬‬
‫() الكمال بن الهمام‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬ط‪1316 ،1‬ه‍‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.121‬‬
‫‪159‬‬
‫() الكمال بن الهمام‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.121‬‬
‫‪160‬‬
‫() عبد الوهاب الشيشاني‪ ،‬حقوق اإلنسان في النظام اإلسالمي والنظم المعاصرة‪ ،‬ص‪.376‬‬
‫‪161‬‬
‫() عبد الكريم زيدان‪ ،‬مجموعة بحوث فقهية‪ ،‬ص‪.121 -12‬‬

You might also like