‫مدخل‪:‬‬

‫قبل الّش روع يف أّي حبث ميداين يف جمال علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضّية يتوّج ب على‬
‫الباحث حتضري مشروع البحث قبل االنطالق يف جمريات الدراسة الّنظرية وامليدانية ملوضوع حبثه‪،‬‬
‫وذلك كعمل متهيدي أو خّطة متهيدّية مهّم ة جّد ا حتضريا ملختلف اخلطوات املنهجّية والعلمّية إلجناز‬
‫مذكرة ختّر ج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الليسانس أو املاسرت أو الدكتوراه‪.‬‬

‫ومشروع البحث هذا‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫َيستعرض فيها الباحث جممل مراحل حبثه‪ ،‬حبيث يبدأ باإلحاطة مبوضوع حبثه من النواحي الّنظرّية‬
‫والعلمّية )اخللفية الّنظرية للبحث(‪ ،‬على أن يتدّر ج من الّش كل العاّم )اإلطار العام للدراسة( إىل الّش كل‬
‫اخلاّص الذي حيّد د فيه موضوع حبثه بشكل دقيق وموجز وعلمي وموضوعي‪ ،‬حبيث يكون املوضوع‬
‫قابل للدراسة امليدانّية والعملّية من خالل خمتلف مراحل البحث‬

‫لذا جيب على الباحث وصف خمتلف جمريات دراسته )خّطة البحث( من إشكالية البحث وفروضه‬
‫وأمهّية وأهداف البحث وكذا حتديد وشرح املصطلحات )الكلمات الّد الة يف موضوع البحث( وسرد‬
‫باختصار بعض ملّخ صات الدراسات املشاهبة واملرتبطة مبوضوع البحث اليت تساعده كثريا على‬
‫التحديد النهائي وبكل وضوح وعلم ّية ملوضوع حبثه‪.‬‬
‫كذلك جيب على الباحث إبراز مراحل العمل امليداين )بعد ال ّتذكري مبتغريات البحث( من منهج‬
‫علمي مستخدم ومناسب للدراسة وكذا وصف عّينة الدراسة وكيفية اختيارها واألدوات املستعلمة يف‬
‫الدراسة امليدانية هبدف مجع املعلومات ا ولبيانات عن عّينة البحث بشكل موضوعي طبع ا باستخدام‬
‫األساليب والعمليات اإلحصائّية املعروفة واملناسبة هبدف تفسري وحتليل ومناقشة النتائج املتوّص ل إليها‪.‬‬

‫وال بأس يف هناية مشروع البحث باالستدالل ببعض املراجع أو املصادر اليت تدّل على أّن الباحث‬
‫َينطلق من خلفّية نظرّية صحيحة ومبصادر علمّية موثوقة )كتب‪ ،‬جمالت‪ ،‬منشورات علمية‪ ،‬نتائج‬
‫حبوث ‪..‬اخل( تؤّك د أمهية البحث وحتّد د موضوع الّد راسة التحديد العلمّي الصحيح‪.‬‬
 ‫‪ .2‬إشكالية البحث‬
‫إّن أّو ل خطوات املنهج العلمي لدى الفرد تبدأ بالّش عور بوجود مشكلة نتيجة الّتصاف الباحث حبّب‬
‫االستطالع واالستكشاف والسعي لالّتصال مبن حوله للّتعّر ف على خمتلف الظواهر‪ ،‬فيميل إىل تفسري‬
‫احلوادث والّظواهر‪ ،‬فالباحث ال يأخذ األمور على عّلتها بل ُيناقشها ويُقارهنا ليقبلها أو يرفضها‪،‬‬
‫وبالتايل يتوّج ب عليه وضع التساؤالت عن أسباب حدوثها؟‬
‫ومن أين ينطلق ليصل خلطوات جديدة توصله للمعرفة العلمية؟ وما هي التفسريات العلمية اليت تؤّدي‬
‫إىل تفسري الظاهرة؟‬
‫كما أّن تحديد المشكلة هو أساس البحث العلمي‪ ،‬فهي ظاهرة حتتاج إىل التفسري أو قضّية يشوهبا‬
‫الغموض‪ ،‬وتبدأ بعد ذلك عملّية البحث إلزالة هذا الغموض الذي حُي يط هبا‪ ،‬وذلك من أجل الوصول‬
‫إىل تفسريات علمّية لإلجابة على التساؤالت اليت تتعّلق بالظاهرة موضوع الّد راسة‪.‬‬

‫والباحث اجلّيد والّناجح يف حبثه العلمي هو الذي خيتار مشكلة من خالل إملامه باملوضوع الذي‬
‫يرغب يف دراسته‪ ،‬فيعتمد يف ذلك على عّد ة مصادر يستمّد منها مشكالته وهي‪:‬‬
‫جمال التخّص ص‪.‬‬
‫املراجع العلمّية‪.‬‬
‫اخلربة الشخصّية‪.‬‬
‫الّد راسات السابقة واملشاهبة‪.‬‬
‫املؤمترات العلمّية‪.‬‬
‫الزيارات امليدانية )االستطالعّية(‪.‬‬

‫وقبل أن يبدأ الباحث يف اختيار مشكلة حبثه‪ ،‬جيب علية مراعاة بعض االعتبارات والعوامل اليت متّك نه‬
‫من اختيارها بشكل مناسب‪ ،‬ومن هذه االعتبارات ما يلي‪:‬‬
‫حداثة املوضوع‪.‬‬
‫األمهّية العلمّية للموضوع املختار )املشكلة(‪.‬‬
‫اخلربة الشخصّية للباحث‪.‬‬
‫توافر املصادر واملراجع جلمع املعلومات‪.‬‬
‫توافر األستاذ املشرف على البحث من أهل االختصاص‪.‬‬
‫ارتباط املوضوع ومناسبته للوقت )اجملال املكاين والزماين املناسبني(‪.‬‬
‫توفري التكاليف املادّية الكافية إلمتام خمتلف جمريات الّد راسة‪.‬‬
 ‫وتحديد مشكلة البحث يعترب ُخ طوة هاّم ة جّد ا ‪ ،‬حيث إّن الباحث الذي ال يستطيع حتديد حبثه ال‬
‫يستطيع فهمه‪ ،‬وبالتايل ال يستطيع حتديد اخلطوات البحث واملنهج املناسب أو اخلّطة الالزمة‬
‫واألدوات والبيانات اليّت ينبغي العمل ألجلها‪ ،‬فتحديد املشكلة جيب أن يكون دقيقا بشكل ال يرتك‬
‫أّي هفوة أو تأويل ُُيكن أن يُو قع الباحث يف تضارب أو تناقض أو حرية من أمره‪.‬‬

‫كيفّية صياغة إشكالّية البحث*‬

‫ّن صياغة املشكلة البحثّية )إشكالّية الّد راسة( حسب ما اّطلعنا عليه من مراجع علمّية يف جمال منهجّية‬
‫البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية تتّّنب اّّتاهني اثنني‪:‬‬

‫* االّتجاه األّو ل‪ :‬وهو االّتاه الغالب واملعمول به يف نظرّية ومنهجية الرتبية البدنية والرياضية‪.‬‬
‫وهو أن ُتصاغ املشكلة يف صورة سؤال أو أكثر‪ ،‬ويكون البحث مبختلف مراحله لإلجابة على هذه‬
‫األسئلة املطروحة‬
‫فمثال إذا أراد الباحث معرفة أثر أساليب التدريس على عملّية التعّلم احلركي بعض مهارات كرة اليّد ‪،‬‬
‫يقوم بطرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬هل تؤّثر أساليب التدريس على التعّلم احلركي لبعض مهارات كرة اليّد ؟‬
‫‪ .2‬ما هو أثر استخدام هذه األساليب على عملّية التعّلم احلركي لبعض مهارات كرة اليّد ؟‬
‫ويف هذا اجلانب املنهجي هناك من يؤّيد فكرة طرح أسئلة مباشرة‪ ،‬وهناك من يؤّيد طرح سؤال‬
‫رئيسي وأسئلة فرعّية‬
‫تنبثق من السؤال الرئيسي وحتّد ده‪ ،‬فمثال ‪:‬‬

‫‪ .‬السؤال الرئيسي‪:‬‬
‫ما هو تأثير استخدام أساليب التدريس في عملّية تعّلم مهارات كرة اليّد ؟‬
‫‪ .‬األسئلة الفرعية؟‬
‫‪ .1‬ما هو اثر استخدام األسلوب األمري على عملية تعلم مهارات كرة اليّد ؟‬
‫‪ .2‬ما هو اثر استخدام األسلوب التدريبي على عملية تعلم مهارات كرة اليّد ؟‬
‫‪ .3‬ما هو اثر استخدام األسلوب الدائري على عملية تعلم مهارات كرة اليّد ؟‬
 ‫‪ .‬شروط صياغة اإلشكالّية‬

‫هناك بعض الشروط اليت جيب أن تتوّفر يف صياغة املشكلة البحثّية‪ ،‬واليت جيب على الباحث أخذها‬
‫بعني االعتبار واجلدّية حّّت ُُيكنه معاجلة إشكالية حبثه بشكل جّيد وصحيح وهي كما يلي‪:‬‬

‫أن تكون املشكلة مناسبة ومّتزنة هبدف الوصول إىل نتائج علمّية بسهولة وبدون تكاليف كثرية‪.‬‬
‫أن تكون املشكلة مّد هتا معقولة وحمسوبة )قّو ة التنّبؤ( من بدايتها إىل هنايتها‪.‬‬
‫أن تكون تكاليف حّل املشكلة يف حدود إمكانيات البحث‪.‬‬
‫أن تكون املشكلة هادفة إىل كشف اآلفاق اجملهولة )إضافة نظريات جديدة للمعرفة اإلنسانية آوفاقا جديد ة للبحث‬
‫العلمي(‬
‫أن تكون املشكلة تتناسب وميول الباحث ومست وى قدرته يف معاجلتها‪.‬‬
‫أن تكون بيانات املشكلة )مجع بياناهتا( يف متناول أيدي الباحث حّّت ال تكّلفه مشّق ة وعناء يف‬
‫معاجلتها‪.‬‬

‫‪ .3‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫يعّر ف بأّنه التوّقع أو التنّبؤ أو احتمال إجابة مؤّقتة للبحث‪ ،‬وهو عبارة عن اإلجابة احملتملة ملشكلة‬
‫البحث املطروحة واليت بدورها ُتعطي للباحث نظرة حول العمل امليداين لدراسته‪ ،‬أي أهّن ا مبثابة نقطة‬
‫مرور من العمل الّنظري إىل العمل امليداين‪.‬‬
‫والفرض أو الفرضّية هي الفكرة املبدئّية‪ ،‬أو التفسريات املقرتحة أو التخمينات املعقولة كحّل ممكن‬
‫للظاهرة )املشكلة( قيد الّد راسة‪ ،‬ويف األساس تعتمد فروض البحث على‪ :‬اخلربة الشخصّية للباحث‪،‬‬
‫وسعة اّطالعه‪ ،‬وقدرته على الرؤية والتنّبؤ ألبعدا حلدود‪ ،‬وكذا مطالعة الدراسات السابقة واملشاهبة‬
‫ملوضوع الدراسة‪ ..‬كّل هذا يسمح للباحث بالتعّم ق يف الظاهرة نتيجة إملامه جبوانبها املختلفة‪.‬‬

‫* مصادر الفروض‪ :‬يضع الباحث فروض حبثه مرتكز ا على االعتبارات التالية‪:‬‬
‫مجال تخّص صه‪.‬‬
‫خيال الباحث‪.‬‬
 ‫الخبرة الشخصّي ة‪.‬‬
‫الخبراء وأهل االختصاص‪.‬‬
‫املصادر واملراجع العلمّي ة‪.‬‬
‫البحوث والدراسات السابقة واملشابهة‪.‬‬
‫* أنواع الفرضيات‪:‬‬

‫إّن صياغة الفروض يف البحوث العلمّية يف علوم وتقنيات النشاطات البدنّية والرياضّية تّتخذ ثالثة‬
‫أشكال أساسّية وهي‪:‬‬
‫ّا‬
‫‪ .‬لفرض البحثي‪.‬‬
‫‪ .‬لفرض اإلحصائي‪.‬‬
‫‪ .‬الفرض على هيئة سؤال‪.‬‬

‫‪ .4‬أهمّي ة وأهداف البحث‪:‬‬

‫جيب على الباحث يف هذا العنصر أن يقّد م وبإجياز بعض العناصر اليت ُتضفي أهمّية ا على موضوع‬
‫حبثه فيما خيّص جانبيه النظري والتطبيقي‪ ،‬وذلك بأن ُيوّض ح ما ُُيكن أن يقّد مه حبثه جملال النشاطات‬
‫البدنية والرياضية مبختلف ختصصاهتا‪ ،‬ومن بني الّنقاط األساسّية اليت جيب ذكرها لتبيني أمهّية موضوع‬
‫الباحث قيَد الّد راسة ما يلي‪:‬‬
‫تبيين أهمّية الموضوع في إطاره العام ‪ :‬فمثال إذا كان موضوع الدراسة يف اجملال الرتبوي حُي اول‬
‫الباحث أن يبنّي مدى‬
‫أمهّية موضوع حبثه على املنظومة الرتبوّية أو على الربامج الرتبوية والتدريسّية احلديثة ‪...‬اخل‪،‬‬
‫وإذاكاناملوضوع يف جمال‬
‫التدريب الرياضي على الباحث أن ُيبنّي مدى أمهّية موضوع حبثه يف جمال اسرتاتيجيات‬
‫‪.‬التدمبختلفالنواديالرياضية على املستوى املتوّس ط أو على املستوى الّنخبوي أو احملرتف ‪...‬اخل‬