You are on page 1of 512

‫اللجة التنسيقية للمؤمتر‬

‫الدكتور‪ :‬ضياء نعامن – النقيب‪ :‬محمد الحميدي – األستاذ‪ :‬أيوب بوحود – األستاذ‪ :‬الجياليل‬
‫الحمومي – األستاذة‪ :‬زهرة نسيم الصباح – الدكتور‪ :‬ثاين بن عيل آل ثاين – الدكتور‪ :‬مازن‬
‫املعرشي – الدكتور‪ :‬رياض فخري – الدكتور‪ :‬نور الدين النارصي – الدكتور‪ :‬طارق مصدق –‬
‫األستاذ‪ :‬عبد الرحيم الجمل – الدكتور‪ :‬عمر الخطايبة – األستاذ‪ :‬محمد رافع – الدكتور‪ :‬عبد‬
‫الباسط محمد سيف الحكيمي – األستاذ‪ :‬مبارك السليطي‪.‬‬

‫اللجنة العلمية للمؤمتر‬

‫الدكتور‪ :‬عبد الرحيم بنبوعيدة – النقيب‪ :‬محمد الحميدي – الدكتور‪ :‬مصطفى مالك –‬
‫الدكتور‪ :‬محمد مومن – الدكتورة‪ :‬الهام العلمي – الدكتورة‪ :‬لطيفة قبيش – الدكتورة‪ :‬أمينة‬
‫عتيوي – الدكتور‪ :‬حسن زرداين – الدكتور‪ :‬يحيى علوي – الدكتورة‪ :‬نجاة العامري‪.‬‬

‫اللجنة املنظمة للمؤمتر‬

‫األستاذ‪ :‬أيوب بوحدو – الدكتور‪ :‬حسن زرداين ‪ -‬الدكتور‪ :‬أنس الطالبي – األستاذة‪ :‬سهام‬
‫البدراوي – األستاذة‪ :‬دنيا الغوالط ‪ -‬األستاذ‪ :‬هشام موهوب ‪ -‬األستاذة‪ :‬كحواش نزهة ‪-‬‬
‫األستاذ‪ :‬بدر صبور ‪ -‬األستاذة‪ :‬رشيدة املنعيم ‪ -‬األستاذ‪ :‬عبد الخالق الحرفاوي ‪ -‬األستاذ‪ :‬زهري‬
‫الرزقي‪.‬‬

‫لجنة التواصل والعالقات الخارجية للمؤمتر‬

‫الدكتور‪ :‬مصطفى الفوريك ‪ -‬الدكتور‪ :‬عايل الطوير ‪ -‬الدكتور‪ :‬سعد بهيتي ‪ -‬الدكتور‪ :‬الحبيب‬
‫بداع – األستاذة‪ :‬نرمني نعامن – األستاذ‪ :‬محمد بو لييل‪.‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لجنة صياغة البيان الختامي للمؤمتر‬

‫األستاذ‪ :‬الجياليل الحمومي ‪ -‬األستاذ‪ :‬أيوب بوحدو ‪ -‬األستاذة‪ :‬زهرة نسيم الصباح ‪ -‬األستاذ‪:‬‬
‫الراجي الحسني ‪ -‬األستاذة‪ :‬خديجة فاروق ‪ -‬األستاذة‪ :‬كحواش نزهة ‪ -‬األستاذ‪ :‬القالبة عبد‬
‫الكريم‪.‬‬

‫لجنة التواصل واملراجعة‬

‫الطالب الباحث مصطفى سكيليس ‪ -‬الطالب الباحث عبد الرحامن الغزايل ‪ -‬الطالب الباحث‬
‫عبد العزيز بولحرير ‪ -‬الطالب الباحث أرشف معلومي ‪ -‬الطالب الباحث وصال الخري ‪ -‬الطالبة‬
‫الباحثة صفاء خبان ‪ -‬الطالبة الباحثة أسامء نوعم ‪ -‬الطالبة الباحثة عائشة رزوقي ‪ -‬الطالب‬
‫الباحث مرشد اليزيد – الطالب الباحث عبد الواحد السماليل‪.‬‬

‫التصوير والتقنيات والنقل الخارجي‬

‫األستاذ‪ :‬أنس عبودي‬

‫االرشاف الفني‬

‫األستاذ‪ :‬محمد أمني اسامعييل‬

‫‪5‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫محتويات العدد‬

‫الجلسة الفتتاحية‬

‫كلمة اللجنة التنسيقية للمؤمتر العلمي الدويل لألمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‪ -‬رئيس املركز‬
‫الدويل للخربة الستشاري‬
‫‪11‬‬ ‫األستاذ ضياء نعامن ‪.......................................................................................‬‬

‫كلمة نقيب هيئة املحامني مبراكش‬


‫‪15‬‬ ‫األستاذ النقيب محمد الحميدي ‪..........................................................................‬‬

‫كلمة رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محمكة الستئناف مبراكش‬
‫‪19‬‬ ‫األستاذ عبد الرحيم الجمل ‪.................................................................................‬‬

‫كلمة منسق ماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتامعية جامعة‬
‫القايض عياض مراكش كلمة رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‬
‫‪21‬‬ ‫األستاذ عبد الرحيم بن بوعيدة ‪............................................................................‬‬

‫كلمة رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‬


‫‪23‬‬ ‫األستاذ محمد رافع ‪...........................................................................................‬‬

‫كلمة مدير املركز الدويل للخربة الستشاري‬


‫‪27‬‬ ‫األستاذ بدر صبور ‪.............................................................................................‬‬

‫كلمة مدير مجلة القانون واألعامل الدولية‬


‫‪29‬‬ ‫الدكتور مصطفى الفوريك ‪....................................................................................‬‬

‫كلمة محام بهيئة املحامني مبراكش ممثال للجنة املنظمة‬


‫‪31‬‬ ‫األستاذ أيوب بوحدو ‪..........................................................................................‬‬

‫الجلسة العلمية األوىل‬

‫األمن السيرباين يف حامية أنظمة العدالة‬


‫الدكتور ثاين بن عيل آل ثاين مؤسس مكتب ثاين بن عيل للمحاماة والستشارات القانونية‬
‫‪35‬‬ ‫والتحكيم (قطر) ‪..............................................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪La protection juridique des données à caractère personnel des salariés‬‬
‫الدكتورة خديجة أنور أستاذة باحثة بكلية العلوم القانونية والقتصادية والجتامعية‪ ،‬جامعة‬
‫‪59‬‬ ‫سيدي محمد بن عبد الله فاس (املغرب) ‪................................................................‬‬

‫الجلسة العلمية الثانية‬


‫إسرتاتيجيات األمن السيرباين يف الترشيعات العربية (اليمن أمنوذجا)‬
‫الدكتور محمد عيل محمد قيس نائب رئيس جامعة سبأ للشؤون األكادمية‪ ،‬وعميد كلية‬
‫‪78‬‬ ‫الحقوق (اليمن) ‪...............................................................................................‬‬

‫خطر اإلرهاب السرياين‬


‫‪104‬‬ ‫الدكتور عامد عواد سفيـر سابـق‪ ،‬مستشار يف املجلس القومي لحقوق اإلنسان‪( -‬مرص) ‪...‬‬

‫األمن السيرباين يف القوانني والسرتاتيجيات والسياسات الوطنية يف اململكة األردنية الهاشمية دراسة‬
‫تحليلية‬
‫‪123‬‬ ‫األستاذ محمد أحمد الجراح باحث وخبري يف مجال األمن السيرباين (األردن) ‪.................‬‬

‫اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف املغرب من خالل القانون ‪05.20‬‬


‫األستاذ عمر اللطيفي‪ ،‬مستشار مبحكمة الستئناف مبراكش‪ ،‬وعضو الودادية الودادية‬
‫‪154‬‬
‫الحسنية للقضاة (املغرب) ‪..................................................................................‬‬

‫خصوصية جرمية اإلرهاب السيرباين واليات مواجهته‬


‫الدكتور محمد اليويب‪ ،‬أستاذ باحث بالكلية املتعددة التخصصات بالرشيدية جامعة املويل‬
‫‪164‬‬
‫إسامعيل (املغرب) ‪............................................................................................‬‬

‫الجلسة العلمية الثالثة‬


‫املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة الشائعات أو األخبار الكاذبة عرب وسائل التواصل الجتامعي‬
‫يف الترشيع الجنايئ البحرين‬
‫الدكتور عبد الباسط محمد سيف الحكيمي أستاذ القانون الجنايئ املشارك بكلية الرشيعة‬
‫‪187‬‬
‫والقانون جامعة صنعاء رئيس قسم القانون الجنايئ بكلية الحقوق جامعة اململكة (البحرين)‬
‫الجنائية الناشئة عن الجرائم الرقمية بني‪ :‬الرقابة املعالجة‬
‫‪214‬‬ ‫الدكتور مصطفى الفوريك مدير مجلة القانون واألعامل الدولية (املغرب) ‪..........................‬‬

‫جرمية الدخول للمواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية املعلومات‬


‫الدكتورة منى كامل تريك استاذة القانون الدويل العام الزائر جامعة الحسن األول سطات‬
‫‪220‬‬
‫(مرص) ‪.........................................................................................................‬‬

‫‪7‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الجلسة العلمية الرابع‬
‫ربيع التحول الرقمي يف دولة قطر بني التنمية القتصادية وتحديات األمن السيرباين‬
‫‪256‬‬ ‫األستاد مبارك السليطي محام‪ ،‬عضو جمعية املحامني (قطر) ‪.......................................‬‬

‫دور الحامية الجزائية للمعلوماتية يف تحقيق األمن السيبرياين‬


‫الدكتورة عبد الصدوق خرية أستاذة بكلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬عضو يف مخرب‬
‫‪268‬‬
‫ترشيعات حامية النظام البيئي‪-‬جامعة ابن خلدون – تيارت (الجزائر) ‪...........................‬‬

‫الحرب السيربانية من منظور القانون الدويل‬


‫الدكتور نايف أحمد ضاحي أستاذ القانون الدويل العام يف كلية الحقوق جامعة تكريت‬
‫‪284‬‬
‫(العراق) ‪........................................................................................................‬‬

‫األمن السيرباين يف اإلنفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‬


‫‪303‬‬ ‫األستاذ خالد اكويس محام بهيئة املحامني مبراكش (املغرب) ‪.....................................‬‬

‫المن السيرباين و سالمة املعطيات ذات الطابع الشخصيي عىل ضوء قانون ‪08.09‬‬
‫‪312‬‬ ‫األستاذة زهرة خلوق محامية بهيئة املحامني مبراكش (املغرب) ‪......................................‬‬

‫الجلسة العلمية الخامسة‬

‫األمن السيرباين وحرية التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل الجتامعي وفق القانون العامين‬
‫‪323‬‬ ‫الدكتور طالل بن سعيد بن نارص املحاريب مستشار قانوين (سلطنة عامن ) ‪.......................‬‬

‫المن السيرباين والتحديات امل ُستقبلية‬


‫الدكتور أنور حاميم بن سل َّيم خبري ومحارض دويل يف البتكار واسترشاف املستقبل مدير عام‬
‫‪347‬‬
‫مركز البتكار العايل بدولة اإلمارات (بريطانيا) ‪..........................................................‬‬

‫كيفية مساهمة رشكات التقنية يف تسهيل عمليات الخرتاق اللكرتوين‬


‫الدكتور عبيد صالح املخت باحث وأكادميي يف تقنية املعلومات والجرمية اللكرتونية‬
‫‪358‬‬
‫(اإلمارات) ‪......................................................................................................‬‬

‫الجلسة العلمية السادسة‬

‫المن السيرباين رضورة حتمية لزدهار التجارة اللكرتونية‬


‫الدكتورة اميان خليل اختصاص عقود مدنية و تجارية‪ ،‬جامعة ابن خلدون تيارت ‪،‬الجزائر‬
‫‪370‬‬
‫محامية ‪..........................................................................................................‬‬

‫األمن السيرباين ودوره يف حامية أنظمة الدفع اللكرتوين‬


‫‪397‬‬ ‫الدكتور رواد صقر‪ ،‬خبري التجارة اللكرتونية‪ ،‬عضو هيئة الرقابة اإلدارية ليبيا ‪...................‬‬

‫‪8‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف حامية التجارة اإللكرتونية يف القانون املوريتاين‬
‫الدكتور عبد الله البشري‪ ،‬محام‪ ،‬عضو باملكتب التنفيذي مبنظمة شباب املحامني العرب‬
‫‪414‬‬
‫(موريتانيا)‪.................................................................................................... ،‬‬

‫حامية املستهلك اإللكرتوين من اإلعالنات املضللة عرب اإلنرتنت‬


‫‪430‬‬ ‫إيهاب أحمد محمد عبد الوهاب‪ ،‬باحث قانوين بديوان عام املحافظة كفر الشيخ‪ -‬مرص ‪........‬‬

‫ظاهرة التحرش والتنمر الرقمي‬


‫‪487‬‬ ‫ليندا عامد عواد‪ ،‬باحثة يف الشؤون القانونية واألمنية ‪.................................................‬‬

‫‪9‬‬
‫الجلسة االفتتاحية‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة اللجنة التنسيقية‬

‫كلمة األستاذ ضياء نعامن‬


‫كلمة اللجنة التنسيقية‬
‫للمؤمتر العلمي الدويل لألمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‬
‫رئيس املركز الدويل للخربة االستشاري‬

‫تعترب األبحاث املنشورة للمؤمترات العلمية مبثابة العمود الفقري لتقدم البحث العلمي وملجأ‬
‫لألشخاص املهتمني بأخر املستجدات يف مجال الحقول املعرفية ‪ ،‬مام حذا بالجهات املنظمة للمؤمتر‬
‫العلمي الدويل لألمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية القيام بنرش أبحاث املؤمتر وبالتعاون مع‬
‫مجلة القانون واألعامل الدولية‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية موضوع املؤمتر حيث نعيش اليوم ثورة معرفية بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي‬
‫وخصوصا ما تولد عنها من تطور يف مجال االتصال الكوين‪ ،‬حيث يسهل عىل كل مدقق أن يالحظ‬
‫ويتابع التحول الكيفي الذي حدث يف مجال توليد املعلومات‪ ،‬وتداولها عىل املستوى العاملي‪ ،‬حيث بزغ‬
‫فجر جديد هو فجر مجتمع املعلومات وترتب عىل نشوئه وتطوره آثار كربى يف مجال التزاحم املعريف‬
‫من ناحية واالتصال بني البرش من ناحية أخرى‪ ،‬حيث تحتل املعلومات مكانة متميزة يف عرصنا الحايل‪،‬‬
‫وهي محور كل مناقشة تتعلق باملعلوماتية بوصفها علم معالجة املعلومات‪ ،‬كام أن محرتيف املعلومات‬
‫يحتلون مكانة متميزة يف املجتمعات الصناعية والتي تحكمها التقنيات الحديثة‪.‬‬
‫ولعل أبرز الظواهر ملجتمع املعلومات الكوين يف الوقت الحارض هو ظهور شبكة اإلنرتنت التي‬
‫تقوم عىل استخدام الحواسب اآللي ة املرتبطة ببعضها عامليا مام سيؤدي إىل تحسني وسائل تبادل‬
‫املعلومات‪ ،‬فاإلنرتنت حلقة وصل بالشبكة العنكبوتية الدولية والتي تربط ماليني مصادر املعلومات يف‬
‫شبكة واحدة‪.‬‬
‫وألن الشبكة العاملية للمعلومات لها مواصفات تقنية وفنية خاصة‪ ،‬تؤسس ملخاطر معينة‪ ،‬فإن‬
‫اتصال الش بكات بها‪ ،‬يعرض هذه األخرية ملخاطر معينة‪ .‬وبذلك‪ ،‬ميكن تصور تعرض النظام العتداء‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫يجعله يتوقف عن تأدية الخدمات التي كان يقدمها‪ ،‬أو يجعله يعرض أرسار املؤسسات واألفراد‪ ،‬سواء‬
‫الشخصية منها أو الصناعية واملهنية‪ ،‬أو مبا يؤدي إىل تلف البيانات الحساسة‪ ،‬أو بث معلومات مغلوطة‪.‬‬
‫لهذا‪ ،‬فإن األمن السيرباين يرتكز عىل تعزيز الحامية الناجمة عن تدابري الحد من مخاطر‬
‫التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬بسبب استخدامها املتزايد لألغراض غري القانونية‪ ،‬كام يرتكز عىل العمليات القامئة‬
‫عىل ضامن رسية وسالمات املعلومات والبيانات من كل الهجامت الرقمية‪.‬‬
‫وقد شاع استخدام مصطلح األمن السيرباين يف نطاق أنشطة معالجة ونقل البيانات بواسطة أنظمة‬
‫الحاسب اآليل‪ ،‬عىل الرغم من ظهور الحاجة إليه قبل استحداث وسائل التكنولوجيا الحديثة‬
‫للمعلومات‪ ،‬وباستبدال الطرق التقليدية لحفظ وتخزين ومعالجة املعلومات بالطرق الرقمية الحديثة‪،‬‬
‫أصبحت تلك املعلومات مهددة أكرث مام كانت عليه يف السابق‪ ،‬بحيث يسهل الوصول إليها أكرث من‬
‫ذي قبل‪ ،‬وبذلك أصبحت الحاجة إىل أمن املعلومات أساسية‪ ،‬وباتت هاجسا يؤرق العديد من الجهات‪.‬‬
‫لذا ميكن القول‪ ،‬أن العرص الرقمي له إفرازات سلبية‪ ،‬تشكل مخاطر يتم العمل عىل التصدي‬
‫لها بجهود تنجح أحيانا وتخفق أحيانا أخرى‪ ،‬ومن أكرب سلبيات هذا العرص هو عدم تحقيق األمن‬
‫السيرباين‪ ،‬حيث استدعى األمر بناء جوانب قانونية لحامية املعلومات من طرف الترشيعات العربية من‬
‫أجل تحقيق هذا األمن وبيان املخاطر التي تهدد املعلومات ومصادرها وآليات ووسائل وأدوات الحامية‬
‫التقنية لها واسرتاتيجياتها‪.‬‬
‫ونظرا لهذه األسباب نظم كل من املركز الدويل للخربة االستشاري‪ ،‬وهيئة املحامني مبراكش‪،‬‬
‫واملكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪ ،‬ومخترب البحث قانون‬
‫األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪ ،‬وماسرت العلوم الجنائية‬
‫واألمنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض مبركش‪ ،‬وماسرت‬
‫املعامالت االلكرتونية‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪ ،‬ومجلة القانون‬
‫واإلعامل الدولية‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل‪ ،‬األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‪ ،‬والذي انعقد‬
‫يومي الجمعة والسبت ‪16‬و‪ 17‬يوليوز‪ ، 2021‬بنادي املحامني تاركة مراكش‪.‬‬
‫حيث كانت أهداف املؤمتر تتمثل يف ‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور البحث العلمي يف مجال األمن السيرباين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء عىل التوجهات اإلسرتاتيجية يف ترشيعات الدول العربية يف مجال األمن‬
‫السيرباين‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز ايجابيات وسلبيات ترشيعات األمن السيرباين يف الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الرؤية النظرية املطروحة لألمن السيرباين‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الدور الذي يقوم به األمن السيرباين يف التنمية االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬
‫وقد طرح املؤمتر عىل جميع الباحثني املهتمني مبوضوعه مجموعة من املحاور تتمثل يف‪:‬‬
‫اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية ‪ ،‬واقع السياسات الدولية لألمن السيرباين‪،‬‬
‫املؤسسات الفاعلة يف ترشيعات األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‪ ،‬األمن السيرباين واإلعالم‬
‫عرب الوسائط االلكرتونية‪ ،‬األمن السيرباين والجرائم املرتكبة عرب الوسائط االلكرتونية‪ ،‬األمن السيرباين‬
‫والتجارة عرب الوسائط االلكرتونية‪ ،‬األمن السيرباين يف مجال العدالة‪ ،‬األمن السيرباين والقضايا‬
‫االجتامعية واألخالق ية‪ ،‬األمن السيرباين وسالمة املعطيات ذات الطابع الشخيص‪ ،‬األمن السيرباين‬
‫وامن نظم املعلومات‪ ،‬األمن السيرباين ومقدمي الخدمات الرقمية‪ ،‬األمن السيرباين وامن االتصاالت‪،‬‬
‫األمن السيرباين واإلدارة الرقمية‪ ،‬األمن السيرباين ومواقع شبكات التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫وبناء عىل ذلك كانت االستجابة للمشاركة يف املؤمتر جد واسعة من طرف باحثني ومهتمني وخرباء‬
‫يف مجال األمن السيرباين من عدة دول وهي املغرب‪ ،‬اليمن‪ ،‬مرص‪ ،‬قطر ‪ ،‬األردن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬موريتانيا‬
‫‪ ،‬ليبيا‪ ،‬السودان‪ ،‬سلطنة عامن‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬البحرين‪ ،‬العراق‪ ،‬بريطانيا‪.‬‬
‫وقد تكونت جلسات امل ؤمتر من جلسة افتتاحية وسبع جلسات علمية وجلسة ختامية عىل مدار‬
‫يومني‪ ،‬عرفت تقديم ‪ 37‬مداخلة (‪ 33‬مداخلة من أصل ‪ 37‬كانت مقررة) عرب مساحة زمنية قدرها ‪ 16‬ساعة‬
‫و‪ 30‬دقيقة‪.‬‬
‫وقد اندرج هذا املؤمتر ضمن الجهود املشرتكة ملختلف الرشكاء واملتدخلني من اجل تشخيص‬
‫األوضاع املس تجدة يف املجاالت املعرفية املتنوعة يف ظل التطورات التكنولوجية والرقمية املتسارعة ‪،‬‬
‫وكيفية تحقيق األمن السرياين ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫وعرف املؤمتر حضورا نوعيا متميزا سواء من زاوية الفئة أو من زاوية مقاربة النوع‪ ،‬حيث سجلت‬
‫لوائح الحضور مشاركة واسعة للشباب بنسبة فاقت ‪ 80‬باملئة‪ ،‬كام سجلت مشاركة نسائية مهمة محددة‬
‫يف ‪ 40‬باملائة‪.‬‬
‫وعىل مستوى الخريطة املهنية فقد شهد املؤمتر حضور مشاركني من مختلف القطاعات املهنية‬
‫وخاصة الجامعية منها (أساتذة وطلبة باحثني) وكذلك من هيئة الدفاع(محامني رسميني ومتمرنني) ومن‬
‫أرسة القضاء بشقيه الجالس والواقف‪ ،‬فضال عن ممثلني لجمعيات ومنظامت املجتمع املدين والحقوقي‬
‫‪ ،‬ووسائل اإلعالم املسموعة واملرئية واملكتوبة‪.‬‬
‫و قد شكل املؤمتر مناسبة للتعرف عىل األوضاع القانونية لألمن السيرباين يف الدول العربية‬
‫املشاركة‪ .‬كام أنه كان مناسبة لفتح نقاش جاد ومسؤول من خالل تفاعل املشاركني مع املتدخلني بشأن‬
‫ما أثري من مواضيع ذات الصلة باألمن السيرباين‪.‬‬

‫عن اللجنة التنسيقية للمؤمتر‬


‫الدكتور‪ :‬ضياء نعامن‬

‫‪14‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫محمد الحميدي نقيب هيئة املحامني مبراكش‬

‫كلمة األستاذ النقيب محمد الحميدي‬


‫نقيب هيئة املحامني مبراكش‬
‫‪-‬السادة النقباء‬
‫‪-‬السادة املسؤولون القضائيون‬
‫‪-‬السيد عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض مبراكش‬
‫‪-‬السيد رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪.‬‬
‫‪-‬السيد رئيس املكتب الجهوي لنادي القضاة مبراكش‪.‬‬
‫‪-‬السيد رئيس املركز الدويل للخربة االستشاري‬
‫‪ -‬السيد منسق ماسرت العلوم الجنائية واالمنية بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة‬
‫القايض عياض مبراكش‬
‫‪ -‬السيد ممثل مخترب البحث قانون االعامل كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن الثاين‬
‫سطات‪.‬‬
‫‪ -‬السيد منسق ماسرت املعامالت االلكرتونية كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن االول‬
‫بسطات‪.‬‬
‫‪-‬السيد مدير املركز الدويل للخربة االستشاري‪.‬‬
‫‪-‬السيد مدير مجلة القانون واالعامل الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬السدة ممثيل االعالم واملجتمع املدين‪.‬‬
‫‪ -‬زمياليت زماليئ‪.‬‬
‫‪ -‬حرضات السيدات والسادة ‪ ،‬الحضور الكريم كل باسمـــه وصفتــه واالحرتام الواجب له‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫مساء الخري للجميع‪.‬‬

‫يسعدنا بهيئة املحامني مبراكش أن نستضيف يف هذا الفضاء أشغال املؤمتر الدويل حول موضوع‪:‬‬
‫"األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية"‪.‬‬

‫املوضوع يف غاية من األهمية خصوصا أن املغرب اليوم وكباقي الدول العربية ودول العامل يعيش‬
‫ثورة يف املجال اإللكرتوين والتكنولوجي واملعلوميات‪ ،‬وظهور شبكة االنرتنيت تعد من أبرز الظواهر يف‬
‫العامل املعلومايت‪ ،‬بحيث أن األنرتنيت تعد حلقة وصل بالشبكة العنكبوتية الدولية والتي تربط ماليني‬
‫مصادر املعلومات يف شبكة واحدة‪ ،‬كام أنها جعلت اليوم العامل قرية صغرية‪.‬‬

‫وألن الشبكة العاملية للمعلومات لها مواصفات تقنية وفنية خاصة‪ ،‬تؤسس ملخاطر معينة‪ ،‬فإن‬
‫اتصال الشبكات بها‪ ،‬يعرض هذه األخرية ملخاطر معينة وبذلك ميكن تصور تعرض النظام العتداء يجعله‬
‫يتوقف عن تأدية الخدمات التي يقدمها أو يجعله يعرض أرسار املؤسسات واألفراد وأيضا أرسار الدول‬
‫إىل مخاطر عديدة بشكل قد يؤدي إىل تلف البيانات الحساسة أو بث معلومات مغلوطة‪.‬‬

‫فاألمن السيرباين يرتكز عىل تعزيز الحامية الناجمة عن تدابري الحد من مخاطر التكنولوجيا‬
‫الرقمية والته ديدات التي متس بالخصوص باألمن السيرباين للدول ‪ ،‬وهذه التهديدات تتمثل بصفة‬
‫عامة يف ‪ :‬التجسس السيرباين‪ -‬االرهاب السيرباين‪ -‬الحروب السيربانية‪.‬‬

‫واملغرب يتجه نحو تعزيز أمنه املعلومايت‪ ،‬بإقرار قانون جديد وهو القانون رقم ‪ 05.20‬املتعلق باألمن‬
‫السيرباين‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ ، 2020‬هذا القانون الذي يهدف إىل تعزيز أمن أنظمة املعلومات يف‬
‫إدارات الدولة واملؤسسات الرسمية ورشكات االتصال وتعزيز الثقة ودعم االقتصاد الرقمي وبشكل أوسع‬
‫ضامن استمرارية األنشطة االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬

‫ويحدد هذا القانون قواعد ومقتضيات األمن املطبقة عىل نظم معلومات إدارات الدولة والجامعات‬
‫واملؤسسات واملقاوالت الرسمية‪ ،‬وقواعد ومقتضيات األمن املطبقة عىل البنيات التحتية ذات األهمية‬
‫الحيوية‪ ،‬وقواعد ومقتضيات األمن املطبقة عىل مستغيل الشبكات العامة للمواصالت ومزودي خدمات‬
‫االنرتنيت‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫ويأيت هذا القانون وعيا من الدولة بخطورة الهجومات اإللكرتونية التي قد تستهدف نظم‬
‫املعلومات ومتس الوظائف الحيوية للمجتمع أو الصحة أو السالمة أو األمن أو التقدم االقتصادي أو‬
‫االجتامعي وهو ما يفرض تعزيز الجهود لتحصني األمن املعلومايت للمملكة‪.‬‬

‫ويعرف النص "األمن السيرباين" بكونه مجموعة من التدابري واإلجراءات ومفاهيم األمن وطرق‬
‫إدارة املخاطر والتكوينات وأفضل املامرسات والتكنولوجيا التي تسمح لنظام معلومات بأن يقاوم أحداثا‬
‫مرتبطة بالفضاء السيرباين من أن متس بتوافر وسالمة ورسية املعطيات املخزنة أو املعالجة أو املرسلة‪.‬‬

‫ومبوجب هذا القان ون سيتم إحداث لجنة اسرتاتيجية لألمن السيرباين ولجنة تابعة لها إلدارة‬
‫األزمات واألحداث السيربانية الجسيمة‪ ،‬إضافة إىل السلطة الوطنية لألمن السيرباين‪ ،‬هذه اللجنة‬
‫سيعهد إليها إعداد التوجهات االسرتاتيجية للدولة يف هذا املجال والسهر عىل ضامن صمود نظم‬
‫معلومات الهيئات والبنيات التحتية ذات األهمية الحيوية‪.‬‬

‫وهنا تجب اإلشارة إىل أنه من أجل تسهيل عمل هذه اللجنة والتطبيق السليم للقانون املذكور‬
‫يتعني عىل مستغيل الشبكات العامة للمواصالت ومزودي خدمات األنرتنيت ومقدمي خدمات األمن‬
‫السيرباين ومقدمي الخدمات الرقمية االستجابة لطلبات هذه اللجنة املتعلقة بالدعم واملساعدة التقنية‬
‫والتزويد باملعلومات الالزمة‪.‬‬

‫كام يجب تأهيل جميع الفاعلني يف هذا املجال وكذا ضباط الرشطة القضائية للبحث عن‬
‫املخالفات ألحكام هذا القانون‪.‬‬

‫واملؤمتر املنعقد اليوم سيسلط الضوء عىل العديد من املعطيات بخصوص األمن السيرباين يف‬
‫املغرب ويف الترشيعات العربية من خالل مناقشة اسرتاتيجة األمن السيرباين يف ترشيعات الدول‬
‫العربية‪ ،‬والتطرق لواقع السياسات الدولية لألمن السيرباين‪ ،‬ومناقشة األمن السيرباين واإلعالم والتجارة‬
‫والعدالة عرب الوسائط االلكرتونية‪ ،‬األمن السبرياين والجرائم املرتكبة عرب الوسائط االلكرتونية‪ ،‬وأيضا‬
‫األمن السيرباين وحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص وغريها من املحاور التي سيتم عرضها‬
‫ومناقشتها خالل مؤمترنا هذا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫لن أطيل‪ ،‬متمنيايت لكم بنجاح أشغال هذا املؤمتر‪ ،‬ومتمنيات صادقة بأن يكون للمؤمتر الحايل‬
‫مخرجات قوي ة وتوصيات ميكن من خاللها العمل عىل تنزيل وتفعيل املقتضيات القانونية عىل أرض‬
‫الواقـــع‪.‬‬

‫وأجدد الرتحاب والشكر للحضور الكريم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة الودادية الحسنية للقضاة‬

‫كلمة األستاذ عبد الرحيم الجمل‬


‫رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة‬
‫بدائرة محمكة االستئناف مبراكش‬

‫الحمد لله والصالة والسالم عىل رسول الله و آله وصحبه‪.‬‬

‫تحية طيبة ملؤها الود والتقدير واالحرتام للحضور الكريم كل باسمه وصفته وما يجب له من تقدير‬
‫واعتبار تليها أسمى عبارات الشكر والثناء واالمتنان لكل املشاركني يف تنظيم هذا املؤمتر العلمي املتميز‬
‫وأخص بالشكر املركز الدويل للخربة االستشاري يف شخص األستاذ ضياء نعامن كام أشكر هيئة‬
‫املحامني مبراكش وعىل رأسها السيد النقيب األستاذ محمد الحميدي كام أشكر األستاذ أيوب بوحدو‬
‫الذي أخذ املبادرة وعرض علينا املشاركة يف هذا الحفل العلمي البهيج والشكر موصول لزماليئ القضاة‬
‫الذين لبوا الدعوة وعربوا عن استعدادهم لإلسهام مبداخالتهم يف هذا املؤمتر املبارك‪.‬‬

‫إن الودادية الحسنية باعتبارها أول جمعية مهنية مغربية للقضاة تنشط يف عدة مجاالت تهم‬
‫الحياة املهنية واالجتامعية للسادة القضاة تعترب الحقل العلمي والنقاشات القانونية الهادفة واملوضوعية‬
‫من أهم املحاور التي تركز عليها أنشطتها ملا فيها من فائدة وتكوين مستمر وتبادل لألفكار واآلراء فمهنة‬
‫القضاء تتطلب املواكبة وتحيني املعلومة ومسايرة تطورات العرص التي أصبحت تسري برسعة عالية تحتم‬
‫علينا السري برسعتها وإال رصنا متخلفني عن الركب وهو ما يتناىف وطموح اململكة املغربية تحت القيادة‬
‫الرشيدة لجاللة امللك محمد السادس الذي جعل من املغرب دولة صاعدة تأخذ طريقها بثبات نحو نادي‬
‫الكبار ولعل ما عاشه العامل خالل السنة املاضية والسنة الحالية من تفيش وباء كوفيد ‪ 19‬قد أبان عىل‬
‫أن املغرب من الدول األوىل يف العامل التي تعاملت بطريقة علمية وبحنكة عالية يف تدبري هذه األزمة‬
‫الصحية التي كانت له ا تداعيات اقتصادية واجتامعية خطرية ومن بني األمور التي نجحت فيها بالدنا‬
‫خالل هذه األزمة استعاملها لوسائل التواصل عن بعد ومجال االنرتنيت أو ما يسمى باملجال السيرباين‬

‫‪19‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫هذا املجال الحي املتميز بدينامية عالية والذي يصعب التحكم فيه ألنه ال هو باملجال الطبيعي وال‬
‫الجغرايف فهو غري اقليمي يطغى عليه طابع العوملة واملنافسة والرصاع مام يجعله مجاال اسرتاتيجيا هاما‬
‫ولعل العدد الهائل ملستعميل شبكة األنرتنيت الذي بلغ ‪ 4‬ماليري وخمسامئة وأربعني مليون شخص عرب‬
‫العامل سنة ‪ 2020‬و عدد مستعميل شبكة التواصل االجتامعي الذي بلغ ‪ 3‬ماليري ومثامنائة مليون شخص‬
‫ليعرب عن ضخامة هذا املجال واتساع رقعته‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق تتبني أهمية موضوع املؤمتر وهو األمن السيرباين يف الترشيعات العربية فقد‬
‫أصبح العامل يستعمل املجال السيرباين بكرثة ويف جميع مناحي الحياة ويف أمور خاصة ودقيقة تتميز‬
‫بطابع الشخص ية والرسية يف أغلب األحيان ويستعمله األفراد والجامعات واألشخاص الذاتيني كام‬
‫األشخاص املعنويني بل تستعمله الدول ضد بعضها البعض فيام أصبح يعرف بالحرب السيربانية فهو‬
‫خزان ضخم ملجموعة من املعلومات العامة والخاصة والشخصية واملالية والرسية ‪ ...‬الخ مام جعله عرضة‬
‫للكثري من التهديدات فقد أصبح يتعرض للقرصنة واالخرتاق والرسقة مام يستدعي أوال وقبل إطالق‬
‫إسرتاتيجية عامة لألمن السيرباين معرفة التهديدات الحقيقية التي يتعرض لها هذا املجال لذلك فإن‬
‫املتدخلني يف هذا املؤمتر العلمي الكبري مطالبني بالجواب عىل مجموعة من التساؤالت من قبيل ماذا‬
‫أعدت الترشيعات العربية ومن بينها املغرب من قوانني لتنظيم هذا املجال وحاميته و هل ميكن تعريف‬
‫وتحديد التهديدات الحقيقية التي يتعرض لها املجال السيرباين ثم ما مدى إمكانية وضع قواعد يحرتمها‬
‫الجميع لتنظيم عامل هو يف األصل مجزء وكيفية التوفيق بني مبدأ سيادة الدول وقواعد تنظيم هذا‬
‫املجال إىل غري ذلك من األسئلة واالشاكاليات التي سيتناولها السادة املتدخلني خالل هذين اليومني‬
‫وإنني جد متفائل لنتائج هذا املؤمتر نظرا لقامة وكفاءة السادة املتدخلني متمنيا لهم التوفيق والسداد‬
‫وألعاملنا النجاح و الفالح وقل ا عملوا فسريى الله عملكم ورسوله واملومنون والسالم عليكم ورحمة الله‬
‫تعاىل وبركاته ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة الدكتور عبدالرحيم بن بوعيدة‬

‫كلمة الدكتور عبدالرحيم بن بوعيدة‬


‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬منسق ماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية‬
‫جامعة القايض عياض مراكش‬

‫‪ -‬السيد رئيس املركز الدويل للخربة االستشاري‪.‬‬


‫‪ -‬السيد نقيب هيئة املحامني مبراكش‪.‬‬
‫‪ -‬السيد عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬
‫‪ -‬السيد رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪.‬‬
‫‪-‬السيد رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‬
‫‪ -‬السيد مدير مخترب البحث قانون األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪.‬‬
‫‪ -‬السيد منسق ماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪.‬‬
‫‪ -‬السيد مدير مجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬

‫السيدات والسادة الحضور‪:‬‬


‫إن ماسرت العلوم الجنائية واألمنية ويف إطار سياسة االنفتاح الذي نهجها يف مجال البحث العلمي‬
‫فإنه يشارك اليوم مع رشكائه يف تنظيم هذا املؤمتر وهي ليست األوىل يف هذا املجال ‪ ،‬فقد سبق له أن‬
‫شارك يف العديد من املؤمترات الدولية تخص الفضاء السيرباين‪.‬كام أنه من أول املاسرتات التي تدرس‬
‫العديد من املواد يف هذا املجال‪.‬‬

‫الحضور الكريم‪:‬‬
‫يأيت سياق انعقد هذا املؤمتر يف وقت أصبح األمن السيرباين رضورة ملحة من أجل تأمني مجال‬
‫الشبكات واالتصاالت‪ ،‬والدليل عىل ذلك أن اغلب الدول بادرت إىل إصدار قوانني خاصة لتنظيمه‪،‬‬
‫ومن هذه الدول املغرب عن طريق إصدار القانون رقم ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫ونظرا ألن األمن السيرباين ذو بعد دويل‪ ،‬فقد جاء انعقاد هذا املؤمتر ملعرفة التوجهات اإلسرتاتيجية‬
‫والرؤية النظرية املطروحة يف ترشيعات العديد من الدول املشاركة وهي اململكة املغربية‪ ،‬اليمن‪،‬‬
‫الجزائر‪،،‬قطر‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مرص‪،‬األردن‪ ،‬السودان ‪،‬سلطنة عامن‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬مملكة البحرين‪،‬وبريطانيا‪.‬‬

‫السيدات والسادة الحضور‪:‬‬


‫إن ماسرت العلوم الجنائية واألمنية بكلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتامعية جامعة القايض‬
‫عياض مراكش‪ ،‬له عظيم الرشف للمشاركة يف أشغال هذا املؤمتر بجانب كل من املركز الدويل للخربة‬
‫االستشاري‪ ،‬وهيئة املحامني مبراكش‪ ،‬واملكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة‬
‫االستئناف مبراكش‪ ،‬واملكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‪ ،‬ومخترب البحث قانون األعامل‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪ ،‬وماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية‬
‫العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪ ،‬ومجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬

‫ويف األخري نتقدم بالشكر الجزيل إىل جميع السيدات والسادة املتدخلني ونسأل الله التوفيق‬
‫والسداد‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬

‫‪22‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب‬

‫كلمة األستاذ محمد رافع‬


‫رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‬

‫يعرف العامل اليوم ثورة تكنولوجية ومعرفية هامة ساهم فيها تطور العلم والتكنولوجيا‪ ،‬حيث أصبح‬
‫العامل قرية صغرية بسبب وسائل التواصل التي مكنت من تجاوز عقبة البعد الجغرايف بني الدول‬
‫والشعوب‪ ،‬كام سهل مكنة الحصول عىل جميع املعلومات بكافة أنواعها وأشكالها مبجرد الضغط عىل‬
‫الزر أو تحريك الشاشة وتفعيل محركات البحث‪ ،‬إال أن ذلك ورغم إيجابياته الكربى‪ ،‬ومنافعه العظمى‬
‫مل يكن ليسلم كشأن كل يشء يحمل يف طياته نعام ونقام‪ ،‬السيام إذا فوجئنا بكون املعلومة أصبحت‬
‫تحتل مركز الصدارة يف الوقت الراهن لكون أصحاب املعلومات هم من يتبوأ محور االهتامم يف‬
‫املجتمعات املتقدمة التي تسمو بتوفرها عىل أحدث التقنيات‪.‬‬

‫وارتباطا مبا ذكر ظهر للعلن مصطلح األمن السيرباين يف مجال معالجة ونقل البيانات بواسطة‬
‫األنظمة املعلوماتية تزامنا مع تغري الطرق القدمية يف حفظ واستثامر املعلومات بالطرق الرقمية العرصية‬
‫ال تي أصبحت عرضة للخطر والقرصنة وسوء اإلستعامل‪ ،‬وهو ما حتم وجود أمن لهاته املعلومات سواء‬
‫عىل املستوى األمني أو التجاري أو الصناعي أو املعريف إىل غري ذلك من املجاالت التي سيتطرق املؤمتر‬
‫من خالل املواضيع التي أحاطت بالظاهرة يف محاولة لسرب أغوارها‪ ،‬وهو ما شكل هاجسا مؤرقا للجهات‬
‫املرشفة عىل حفظ هاته املعلومات والحيلولة دون الوصول إليها‪.‬‬

‫وكام أن للثورة الرقمية منافع ومصالح ال حد لها‪ ،‬ويتم اكتشاف مزاياها يوما بعد يوم‪ ،‬فإن لها‬
‫كذلك نتائج سلبية وعواقب وخيمة إن مل يتم التصدي لها‪ ،‬ولهذا سارعت مجموعة من الدول وال سيام‬
‫ال عربية باعتبار أهميتها يف هذا املؤمتر إىل سن ترشيعات ملحاولة تحقيق األمن وكشف املخاطر التي‬
‫تحدق مبجال املعلومات ومصادرها وآليات وسبل الحامية املعلوماتية وطرق وبرامج معالجتها‪ ،‬ومن هذا‬
‫املنطلق أصبح األمن السيرباين قطب الرحى يف السياسات األمنية واإلقتصادية للحفاظ عىل أمن‬
‫املجتمع برمته وحامية خصوصيات األشخاص واألرس والعائالت باعتبارهم أسس الدول وأعمدتها‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫ومصدر قوة وتآزر املجتمع والحفاظ عىل بنيانه من الظواهر اإلجرامية التي غزت كل امليادين التي تتداول‬
‫من خاللها األموال والبضائع واألمناط االجتامعية‪.‬‬

‫وقد دفعت هذه ال ظاهرة وغريها املرشع يف الدول العربية عموما ويف مغربنا الحبيب خصوصا‪ ،‬إىل‬
‫دق باب السلطة الترشيعية ملواكبة هذا التحدي وركوب هذه املغامرة لوضع ترشيع يخاطب أناسا غري‬
‫أولئك الذين كان يخاطبهم ترشيعنا سابقامن حيث تكوينهم ونوعهم أو األساليب اإلجرامية التي يأتونها‪،‬‬
‫حيث فرض األمر عىل السلطة الترشيعية أن تضاعف رسعتها وجهودها ملحاولة كبح جامح الرسعة‬
‫املفرطة التي تسري بها هاته الظواهر اإلجرامية املاسة باإلنرتنيت واملواقع اإلليكرتونية ووسائطها التي‬
‫عرفت شيوعا وانتشارا يف كافة أرجاء املعمور‪ ،‬وهو ما جعل مرشعنا بعد وضعه منظومة قانونية تعاقب عىل‬
‫املس بذلك‪ ،‬يصدر قانونا أو منظومة إن صح التعبري‪ ،‬لتوفري بيئة آمنة للبيانات والعمليات الرقمية وإرجاع‬
‫الثقة يف املعامالت اإلليكرتوين‪ ،‬وهو ما أهل اسرتاتيجية األمن السيرباين األهمية القصوى يف‬
‫اسرتاتيجية األمن القومي واإلقتصادي للمغرب‪.‬‬

‫ولهذا جاء ‪ 09-08‬املتعلق بحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص والقانون ‪ 20-05‬الخاص "باألمن‬
‫السيرباين" والقانون رقم ‪ 20-43‬املتعلق "بخدمات الثقة بشأن املعامالت اإلليكرتونية" لتعزيز قدرة‬
‫اململكة عىل مواجهة الثورة الرقمية العامة عىل مستوى تحديات األمن السيرباين إلعطاء الفرصة للدولة‬
‫للتدبري األمثل للمعلومة عىل املستوى الوطني عىل صعيد جميع القطاعات‪ ،‬والرفع من نجاعتها يف مجال‬
‫أمن نظم املعلومات يف اإلدارات والهيآت العامة لتأطري خدمات الثقة الالزمة لحسن سري املعامالت‬
‫اإلليكرتونية‪ ،‬وباعتبارنا جمعية مهنية قضائية فنؤكد أن املغرب وضع اسرتاتيجية عىل صعيد جهاز العدالة‬
‫لتنزيل املحكمة الرقمية ورقمنة الخدمات باملحاكم‪ ،‬وتكوين القضاة وأطر كتابة الضبط يف مجال‬
‫الخدمات اإلليكرتونية لخوض غامر هذا الرهان‪ ،‬كام متت مناداة جناح العدالة الثاين وهو السادة‬
‫املحامون وكافة الفاعلني يف مجال املهن القانونية والقضائية وكل من له صلة مبرفق العدالة ملواكبة هذا‬
‫السعي‪.‬‬

‫إال أننا نعرتف بالتأخر الذي حصل يف هذا امليدان‪ ،‬إىل أن طل علينا شبح وباء كورونا‪-‬كوفيد ‪-19‬‬
‫واضطررنا إلعالن حالة الطوارئ‪ ،‬فشلت الخدمات واإلدارات‪ ،‬وتم تقييد حركة النقل عىل املستوى‬

‫‪24‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫الوطني والدويل‪ ،‬وهو ما سبب أزمات وعقبات غري متوقعة‪ ،‬خيمت عىل املجاالت واإلقتصادية والسياسية‬
‫أدت إىل تعليق كل مناحي الحياة الطبيعية لألفراد والجامعات‪ ،‬ومنها جهاز القضاء‪ ،‬حيث أصبح متعذرا‬
‫عىل املرتفقني اللجوء إىل املحاكم لتقديم الشكايات أو الدعاوى أو اقتضاء الحقوق‪ ،‬وهو ما رضب حق‬
‫التقايض يف مقتل وكان لزاما التفكري إليجاد سبل ومخارج لهذا الوضع املتأزم بشكل عاجل‪ ،‬ميكن من‬
‫تفادي األسوأ وتعليق املحاكامت وعقد الجلسات وتنظيم عجلة الحياة القضائية‪ ،‬حيث تم تشجيع‬
‫التعاطي مع وضع املقاالت عرب البوابات اإلليكرتونية التي أحدثتها وزارة العدل وغريها من التطبيقات‬
‫لتتبع امللفات وكافة اإلجراءات عن طريق موقع"محاكم" مثال الذي أحدث لهذا الغرض ولقي نجاحا‬
‫واستحسانا منقطع النظري‪ ،‬وكذا تسهيل الحصول عىل بعض الوثائق إليكرتونيا‪ ،‬وظهرت إىل العلن‬
‫املحاكامت عن بعد باستعامل تقنية الفيديو‪ ،‬األمر الذي أدى إىل حدوث تغيريات عميقة يف نظام‬
‫املحاكامت الجنحية خصوصا‪.‬‬

‫وهذا األمر وإن كان قد ساهم يف تخفيف العبء املادي عىل مكونات الجهاز القضايئ وعىل‬
‫مرتفقي العدالة‪ ،‬وساهم يف تطوير خدماته ورسعة إجراءاته‪ ،‬وتقليص آجال البت للوصول إىل املبتغى‬
‫الذي سنته الدولة منذ عرشات السنني وهو برنامج "املحكمة الرقمية"‪ ،‬فإنه مل يسلم من خلق نقاش‬
‫حاد حول محافظته عىل رشوط املحاكمة العادلة وعىل توفري سبلها وأسسها‪ ،‬وضامن الرسية املحيطة‬
‫بها‪ ،‬وهو ما أسال مدادا كثريا عن توفر الضامنات والرشوط من عدمها‪ ،‬وأيا كان األمر فقد ساهم هذا‬
‫اإلنجاز يف تحريك عجلة الجهاز القضايئ وعدم بقائها جامدة مع ما يعنيه ذلك من تبعات وآثار سلبية‪،‬‬
‫قد تشكل رضبا لألمن السيرباين خصوصا مع رضورة الحفاظ عىل الرسية التي تشكل عامد ما يناقش‬
‫أمام القضاء من وثائق ودفوع ومحاكامت‪ ،‬التي قد يشكل خرق رسيتها وانتهاك حرمتها وضعا خطريا قد‬
‫يعصف ب حياة األفراد والجامعات‪ ،‬ونحن كقضاة نقر بأن القايض الجنايئ يصطدم مبطبات واقعية‬
‫وقانونية أثناء مناقشة وسائل إثبات الجرائم اإلليكرتونية كتجسيد لألمن السيرباين يف ظل فراغ ترشيعي‬
‫متكامل موضوعا وإجراءات‪ ،‬وهو ما يلقي عىل عاتق القضاة مهاما كبرية‪ ،‬قد تتجاوز القدرات املتاحة لهم‬
‫أو التي يستوعبها النص القانوين والتي تلقوا تكوينا بشأنها‪ ،‬السيام وأن ارتباطها له عالقة كربى باملجال‬
‫التقني دون القانوين‪ ،‬والتطور العلمي املتسارع والجارف قد يزيد من استفحال مهمة القايض يف املجال‬

‫‪25‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫السيرباين لكون اإلثبات الرقمي من أعقد األمور يف امليدان القضايئ‪ ،‬ال سيام يف غياب الدعامات‬
‫الورقية واإلليكرتونية‪.‬‬

‫وقد حاولنا يف نادي قضاة املغرب كجمعية مهنية اإلدالء بدلونا يف هذا املوضوع الهام الذي نبتغي‬
‫من ورائه إبراز العراقيل والعقبات يف املجال السيرباين وتحدياته األمنية وتسليط الضوء عىل التوجهات‬
‫اإلس رتاتيجية يف قوانيننا الوطنية وإبراز إيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬واقرتاح بعض األفكار والرؤى يف املجال‬
‫علها تشكل توصيات تنري درب الباحثني واملهتمني باملجال لربطها بالتنمية االقتصادية واإلجتامعية‬
‫لبلداننا العربية لتشجيع مرشعيها عىل التعاطي مع الظاهرة باألهمية الالزمة لخلق أمن سيرباين رائد‪،‬‬
‫وقد تنوعت املواضيع التي شارك بها أعضاء جمعيتنا املهنية بني "دور األمن السيرباين يف حامية الثقة‬
‫يف املعامالت اإلليكرتونية عىل ضوء القانون ‪ "43-20‬سيقدمه نائب رئيس املكتب الجهوي للنادي‬
‫مبراكش األستاذ عبد العزيز لكنيفري‪ ،‬و"دور األمن السيرباين يف حامية املواقع والوسائط‬
‫اإلليكرتونية" سيتطرق له عضو املكتب الجهوى لنادي قضاة املغرب مبراكش األستاذ عبد اللطيف آيت‬
‫إبراهيم‪.‬‬

‫فيام سيتناول عضو نادي قضاة املغرب األستاذ محمد أمني سيف موضوع "حامية املستهلك‬
‫اإلليكرتوين عىل ضوء األمن السيرباين باملغرب" بالدراسة والتحليل‪ ،‬وسيقوم زمالؤنا يف جمعية‬
‫الودادية الحسنية للقضاة مبراكش كذلك بإماطة اللثام عن مجموعة من املواضيع التي لها ارتباط بالجهاز‬
‫القضايئ واألمن السيرباين‪.‬‬

‫أصحاب املعايل والسعادة‪ ،‬وفق الله مؤمتركم ملا فيه الخري والصالح‪ ،‬وكلل أعاملكم ومجهوداتكم‬
‫بالتوفيق والنجاح‪" ،‬وقل اعملوا فسريى الله عملكم ورسوله واملؤمنون" صدق الله العظيم والسالم‬
‫عليكم ورحمة الله تعاىل وبركاته‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مدير املركز الدويل للخربة الستشاري‬

‫كلمة األستاذ بدر صبور‬


‫مدير املركز الدويل للخربة االستشاري‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لله رب العاملني والصالة والسالم عىل ارشف املرسلني سيدنا محمد الصادق األمني وبعد‪.‬‬
‫▪ السيد رئيس املركز الدويل للخربة االستشاري‪.‬‬
‫▪ السيد نقيب هئية املحامني مبراكش‪.‬‬
‫▪ السيد عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض مراكش‬
‫▪ السيد رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪.‬‬
‫▪ السيد منسق ماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتامعية‬
‫جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬
‫▪ السيد مدير مخترب البحث قانون األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول‬
‫بسطات‪.‬‬
‫▪ السيد منسق ماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن‬
‫األول بسطات‪.‬‬
‫▪ السيد محمد رافع رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‪.‬‬
‫▪ السيد مدير مجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬
‫▪ السيد ممثل للجنة املنظمة‪.‬‬
‫▪ السيدات والسادة املشاركني يف املؤمتر ‪.‬‬
‫▪ السيدات والسادة الحضور كل باسمه وصفته ‪.‬‬

‫بداية أحييكم باسم املركز الدويل للخربة االستشاري وأنقل لكم تحيات جمع أعضائه‪.‬‬
‫يأيت انعقاد املؤمتر العلمي الدويل حول األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية بعد النجاح‬
‫ال ذي حققه املؤمتر الدويل العلمي الثالث حول اإلعالم عرب الوسائط االلكرتونية الذي انعقد عن بعد‬

‫‪27‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫مبشاركة عربية ودولية واسعة بتاريخ ‪17‬و‪ 18‬يوليوز ‪ 2020‬وكذلك املؤمترين األول الذي انعقد مبدينة‬
‫اكادير بتاريخ ‪ 13‬يونيو ‪ 2015‬والثاين الذي انعقد مبدينة العيون بتاريخ ‪ 27‬ابريل ‪. 2018‬‬

‫وها هو ينعقد مؤمتر اليوم مبدينة مراكش برشاكة مع كل من هئية املحامني مبراكش‪ ،‬واملكتب‬
‫الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪ ،‬واملكتب الجهوي لنادي قضاة‬
‫املغرب مبراكش‪ ،‬وماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتامعية جامعة‬
‫القايض عياض مراكش‪ ،‬ومخترب البحث قانون األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن‬
‫األول بسطات‪ ،‬وماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول‬
‫بسطات‪ ،‬ومجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬

‫السيدات والسادة‪:‬‬
‫إن املركز الدويل للخربة االستشاري أخذ عىل عاتقه منذ بداية تأسيسه إىل إقامة العديد من‬
‫املؤمترات العلمية‪ ،‬إلميانه أن مثل هذه املؤمترات املتخصصة تعمل عىل تعميق الفائدة ومواكبة‬
‫التطورات واملستجدات يف هذه املجاالت الجديدة‪.‬‬

‫الحضور الكريم‪:‬‬
‫إنه ملن دواعي الرسور أن التقي اليوم بنخبة من رجال الفكر والقانون يف الوطن العريب واملشاركة‬
‫يف هذا املؤمتر والذي يعترب موضوعه حقيقة واقعــية يف معظم نواحي الحياة يف املجتمعات‬
‫املعارصة‪.‬كام يطيب يل أن أعرب عن تقديري الخالص لجميع املشاركني يف هذا املؤمتر تعبريا منكم عن‬
‫روح ثابتة تسعى إىل تقرير الرقي بالبحث العلمي والنهوض مبجريات الحياة عن طريق مواكبة ركب‬
‫التقدم والحضارة اإلنسانية‪.‬‬

‫وكلنا أمل أن تثمر البحوث والدراسات املقدمة يف هذا املؤمتر عىل تحقيق األهداف التي سطرها‬
‫املؤمتر والتي سعينا من أجلها جميعا والخروج بتوصيات ناجعة تحقق األهداف املنشودة منه‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬

‫‪28‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة مدير مجلة القانون واألعامل الدولية‬

‫كلمة الدكتور مصطفى الفورك‬


‫مدير مجلة القانون واألعامل الدولية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫السالم عليكم ورحمة الله‬

‫أوال اود ان ارحب بكافة األساتذة املشاركني يف هذا الحفل العلمي املتميز سواء الحارضين فعليا‬
‫او عن بعد و اثني عىل اللجنة املنظمة التي استطاعت كسب الرهان و تنظيم مثل هكذا مؤمتر بهذه‬
‫املواصفات العاملية يف وقت وجيز فلكم مني كل عباراة التقدير و الثناء‬

‫فباسمي و باسم مجلة القانون و األعامل الدولية نرحب بكافة املتدخلني الكرام و كذلك بكل‬
‫الحارضين يف فعاليات هذا املؤمتر املهم والذي يتناول موضوع االمن السيبريياين يف ترشيعات الدول‬
‫العربية‬

‫حقيقة هذا ا ملوضوع يعترب من األهمية مبكان نظرا للتطورات الحاصلة يف املجتمع سواء الدويل‬
‫او الداخيل و االعتامد بشكل كبري عىل املعطيات الرقمية و املعامالت االلكرتونية يف تلبية الحاجات‬
‫اليومية سواء العادية منها او املعامالت املرفقية مع اإلدارة و امام هذا االمر كان لزاما عىل املرشع ان‬
‫يواكب هذه التحوالت عن طريق سن ترشيعات تواكب الجانب العميل والتطبيقي و التطور التكنولوجي‬
‫و االلكرتوين‬

‫لن ادخل يف غامر املوضوع‬

‫وفقبل ان اعيد الكلمة اىل السيد الرئيس ال بأس ان نعطي نبذة تعريفية عن مجلة القانون‬
‫واألعامل الدولية ودورها يف نرش الثقافة و الوعي القانوين عىل خصوصا عىل املستوى االلكرتوين‬

‫‪29‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫فاملجلة تأسست يف سنة ‪ 2011‬من رحم مخترب البحث قانون األعامل بجامعة الحسن األول‬
‫بسطات لتبصم عىل مشوار متميز منذ تأسيسها تكلل بإصدار ‪ 35‬اصدار مبشاركة أساتذة و مامرسني من‬
‫مختلف الجنسيات‪ ،‬ينرش عرب املوقع الرسمي للمجلة و يوزع عىل مختلف دول العامل و ‪ 8‬مؤلفات جامعية‬
‫خاصة‬

‫كام انبثقت عن املجلة سلسلة فرعية تعنى بنرش األبحاث من اطاريح الدكتوراه و رسائل املاسرت‬
‫يف شكل كتب الكرتونية وقد وصلنا اىل العدد رقم ‪ 32‬من سلسلة الدراسات و األبحاث الجامعية و‬
‫االكادميية‬

‫باإلضافة اىل ان موقع املجلة أصبح موسوعة قانونية بامتياز باحتوائه عىل ‪ 100‬الف محتوى قانوين‬
‫موزع ما بني املقاالت و األبحاث و التقارير و نرش االحكام و القرارات القضائية‬

‫ومن جهة أخرى املجلة شاركت يف تنظيم العديد من اللقاءات الوطنية واملؤمترات الدولية‬

‫كام ان املجلة معتمدة دوليا من مختلف جامعات الدول العربية وحائزة عىل تصنيف جد متقدم يف‬
‫منظمة ا س ا اندكنسنغ لالرشفة الدولية و كذا تصنيف متقدم يف مؤرش التصنيف الخاص باتحاد‬
‫الجامعات العربية كام ان املجلة معتمدة من طرف املعهد املغريب لالعالم العلمي و التقني ‪IMIST‬‬

‫هذه بعجالة اهم املحطات التي مرت بها املجلة من خالل مشوارها اىل غاية االن‬

‫وأمتنى من العيل القدير ان يكون هذا املؤمتر محفال علميا ناجحا زاخرا باملداخالت واألبحاث‬
‫القيمة والتي ستغني النقاش‬

‫يف األخري اشكر الدكتور ضياء نعامن عىل متيزه الدائم وعىل تنظيمه املحكم لفعاليات هذا املؤمتر‬
‫وعىل مجهوده الكبري‬

‫وليك ال اطيل احيل الكلمة مبارشة اىل السيد الرئيس‬

‫‪30‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كلمة ايوب‬

‫كلمة األستاذ أيوب بوحدو‬


‫محام بهيئة املحامني مبراكش ممثال للجنة املنظمة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫‪ -‬السيد رئيس املركز الدويل للخربة االستشاري‪.‬‬
‫‪ -‬السيد نقيب هيئة املحامني مبراكش‪.‬‬
‫‪ -‬السيد عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض مراكش‬
‫‪ -‬السيد رئيس املكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪.‬‬
‫‪-‬السيد رئيس املكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب مبراكش‬
‫‪ -‬السيد منسق ماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتامعية‬
‫جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬
‫‪ -‬السيد مدير مخترب البحث قانون األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول‬
‫بسطات‪.‬‬
‫‪ -‬السيد منسق ماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول‬
‫بسطات‪.‬‬
‫‪ -‬السيد مدير مجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬
‫‪-‬السيدات والسادة الحضور‪.‬‬
‫يل عظيم الرشف أن انوب عن اللجنة املنظمة بإلقاء كلمتها يف هذا الحفل العلمي‪ ،‬وهي مناسبة‬
‫أن أتقدم بالشكر الجزيل أصالة عن نفيس ونيابة عن جميع أعضاء اللجنة املنظمة لكل من ساهم يف‬
‫اإلعداد لهذا املؤمتر وهم املركز الدويل للخربة االستشاري‪،‬وهئية املحامني مبراكش‪ ،‬واملكتب الجهوي‬
‫للودادية الحسنية للقضاة بدائرة محكمة االستئناف مبراكش‪ ،‬واملكتب الجهوي لنادي قضاة املغرب‬
‫مبراكش‪ ،‬وماسرت العلوم الجنائية واألمنية‪،‬بكلية العلوم القانونية والقتصادية واالجتامعية جامعة القايض‬
‫عياض مراكش‪ ،‬ومخترب البحث قانون األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول‬

‫‪31‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫بسطات‪ ،‬وماسرت املعامالت االلكرتونية‪ ،‬بكلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪،‬‬
‫ومجلة القانون واإلعامل الدولية‪.‬‬

‫كام أرحب وباسم اللجنة املنظمة بجميع السيدات والسادة املشاركني يف هذا املؤمتر العلمي‬
‫الدويل‪ ،‬والذين عربوا بصدق عن هم الباحث األكادميي وهدفه النبيل املتجسد بخدمة العلم واملعرفة‪.‬‬

‫الحضور الكريم‪:‬‬
‫لقد تم اختيار األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‪ ،‬عنوانا لهذا املؤمتر وهو املوضوع‬
‫املتداول عىل األلسن واملثبوت يف صفحات الجرائد واملواقع اإلخبارية االلكرتونية‪ ،‬ويف الدراسات‬
‫واألبحاث‪ ،‬وكذا وثائق اإلدارات وأحكام وقرارات املحاكم‪.‬‬
‫وقد استعمل استعامالت ذات مرجعيات مختلفة‪ ،‬استعمله األمني والسيايس واإلعالمي والفقيه‬
‫والباحث األكادميي يف العلوم القانونية‪.‬‬

‫السيدات والسادة الحضور‪:‬‬


‫معلوم أن فضاء البحث العلمي هو فضاء التفكري يف اإلشكاالت العلمية ومقاربتها وبلورة مشاريع‬
‫بحثية وتكوينية‪ ،‬وهذا ما ننتظره من هذا املؤمتر ومن املشاركني فيها واألمل معقود عىل مخرجاتها‪.‬‬

‫الحضور الكريم‪:‬‬
‫إن مؤمتر األمن السيرباين يف ترشيعات الدول العربية‪ ،‬ركز عىل أهداف معينة بذاتها‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه األهداف يف‪:‬‬
‫▪ تعزيز دور البحث العلمي يف مجال األمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ تسليط الضوء عىل التوجهات اإلسرتاتيجية يف ترشيعات الدول العربية يف مجال األمن‬
‫السيرباين‪.‬‬
‫▪ إبراز ايجابيات وسلبيات ترشيعات األمن السيرباين يف الدول العربية‪.‬‬
‫▪ معرفة الرؤية النظرية املطروحة لألمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ معرفة الدور الذي يقوم به األمن السيرباين يف التنمية االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫ولتحقيق هذه األهداف انعقد هذا املؤمتر مبشاركة ذات بعد دويل لعدة دول هي‪ :‬اململكة املغربية‪،‬‬
‫اليمن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قطر‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مرص‪ ،‬األردن‪ ،‬السودان‪ ،‬سلطنة عامن‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬مملكة البحرين‪ ،‬وبريطانيا‪.‬‬

‫فمرحبا بكل ضيوفنا الكرام ونسأل الله التوفيق والسداد يف مناظراتكم العلمية‪ ،‬كام نتوجه بالشكر‬
‫لكل من أسهم من قريب أو بعيد يف إنجاح أشغال هذا املؤمتر‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية األوىل‬

‫الجلسة العلمية األولى‬


‫رئيس الجلسة‬
‫محمد الحميدي‬
‫نقيب هئية املحامني مبراكش‬

‫‪34‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمن السيبراني في حماية أنظمة العدالة‬

‫األمن السيرباين يف حامية أنظمة العدالة‬

‫الدكتور ثاين بن عيل آل ثاين‬


‫مؤسس مكتب ثاين بن عيل للمحاماة والستشارات‬
‫القانونية والتحكيم (قطر)‬

‫املقدمة‬

‫أصبح األمن السيرباين حجر الزاوية يف أي سياسة أمنية وطنية ولعل قطر من أهم الدول التـي تأذت من‬
‫تبعات واعتداءات وضـحت أهدافها وصورها للعيان مام ألهب أيدي ونفوس صناع السياسات والقرارات عىل‬
‫مستوى العامل عىل أن يصنفوا مسائل الدفاع واألمن السيرباين‪ ،‬وحامية وأمن املعلومات كأولوية عليا يف‬
‫سياساتهم الدفاعية الوطنية‪ ،‬مام حدا بالكثري من دول العامل بأن يخصصوا أقساما وسيناريوهات خاصة لخوض‬
‫هذه الحروب السيربانية ضمن فرق األمن الوطني تضاف إىل الفرق األمنية التقليدية ملحاربة الجرائم‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬

‫ولعيل أرى أن األمن املعلومايت ليس فقط أمن وطنـي ولكن هذا العمل من أهم مقتضيات االقتصاد‬
‫الوطني فاألرسار االقتصادية تفوق األرسار العسكرية والحربية يف هذا الزمان‪.‬‬

‫كام أن أمن املجتمع وخصوصيات األفراد واألرس والعائالت أهم بكثيـر من األرسار االقتصادية ألن الفرد‬
‫واألرسة هام عامد الدولة وقوة ومتاسك املجتمع‪ ،‬لذا يجب علينا أن نبدأ بالفرد واألرسة أوال من خالل حمالت‬
‫توعية تكون سهلة وبسيطة لتحقق أهدافها بتثقيف الفرد واألرسة واملجتمع بهذه الجرمية وأساليبها واآلثار‬
‫الناجمة عنها إذن فهـي ليست مسؤولية الدولة فقط أو الحكومات فقط ولكنها مسؤولية مجتمعية‪.‬‬

‫والله أسأل أن يوفقنا جميعاً‪،‬‬

‫أهم الترشيعات يف قطر‬

‫‪35‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫استهلت قطر عامها الحايل بالقرار األميـري رقم (‪ )1‬وهذه داللة خاصة عىل أن يكون القرار األول يف‬
‫عام ‪2021‬م بإنشاء الوكالة الوطنية لألمن السيرباين وذلك بعد االطالع عىل‪:‬‬

‫‪ -1‬القرار األميـري رقم (‪ )16‬لسنة ‪2014‬م بتعيني اختصاصات الوزارات‪.‬‬


‫‪ -2‬القرار األميـري رقم (‪ )48‬لسنة ‪2014‬م بالهيكل التنظيمـي لوزارة الداخلية‪ ،‬املعدل بالقرار رقم (‪ )8‬لسنة‬
‫‪2015‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬القرار األميـري رقم (‪ )19‬لسنة ‪2016‬م بإنشاء اللجنة الوطنية ألمن املعلومات‪ ،‬املعدل بالقرار األمري‬
‫رقم (‪ )18‬لسنة ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )26‬لسنة ‪2018‬م بتعديل تنظيم بعض الوحدات اإلدارية التـي تتألف منها‬
‫وزارة املواصالت واالتصاالت وتعيني اختصاصاتها‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار وزير الداخلية رقم (‪ )30‬لسنة ‪2018‬م بتعديل مسمى واختصاصات مركز أمن املعلومات‪.‬‬
‫‪ -6‬قرار وزير الداخلية رقم (‪ )57‬لسنة ‪2018‬م بالهيكل التنظيمي ملركز األمن اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ -7‬قرار رئيس اللجنة األمنية باللجنة العليا للمشاريع واإلرث رقم (‪ )4‬لسنة ‪2020‬م بإنشاء لجنة عمليات‬
‫أمن وسالمة بطولة كأس العامل فيفا قطر ‪ 2022‬وتعيني اختصاصاتها‪.‬‬
‫وهذه الوكالة تهدف إىل املحافظة عىل األمن السيرباين وتنظيمه‪ ،‬وتعزيز املصالح الحيوية للدولة وحاميتها‬
‫يف مواجهة تهديدات الفضاء السيرباين‪ ،‬ويكون لها يف سبيل تحقيق ذلك مامرسة كافة االختصاصات‬
‫والصالحيات وذلك خالل ما ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬إعداد االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين وتحديثها بالتنسيق مع الجهات املعنية واالرشاف عىل‬
‫تنفيذها بعد اعتامدها من مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع وتحديث السياسات وآليات الحوكمة واملعايري والضوابط واالرشادات الالزمة لتعزيز األمن‬
‫السيرباين بالتنسيق مع الجهات املعنية وتعميمها عىل الجهات ذات العالقة ومتابعة االلتزام بها‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع وتحديث أطر إدارة املخاطر السيربانية ومتابعة االلتزام بها‪.‬‬
‫‪ -4‬تقييم الوضع األمنـي السيرباين يف الدولة‪ ،‬بالتنسيق مع الجهات املعنية لرصد املخاطر بصفة‬
‫استباقية‪.‬‬
‫‪ -5‬إعداد التقارير عن الحالة األمنية السيربانية محليا وإقليميا ودوليا‪.‬‬
‫‪ -6‬تحديد وتصنيف مؤسسات القطاعات الحيوية يف الدولة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -7‬إعداد وتنفيذ الخطة الوطنية لالستجابة والتعايف من الحوادث والهجامت السيربانية بالتنسيق مع‬
‫الجهات املعنية‪.‬‬
‫‪ -8‬االرشاف عىل خطط الطوارئ وضامن استمرارية األعامل املتعلقة باألمن السيرباين ملؤسسات‬
‫القطاعات الحيوية‪.‬‬
‫‪ -9‬وضع آليات لتبادل ومشاركة ونرش ورصد واستطالع وتحليل املعلومات املتعلقة باألمن السيرباين مع‬
‫الجهات املحلية والدولية‪.‬‬
‫‪ -10‬وضع املعايري واآلليات الالزمة لفحص واعتامد األجهزة واألنظمة والتطبيقات املشغلة للبنية التحتية‬
‫الحيوية يف الدويل بالتنسيق مع الجهات املعنية‪.‬‬
‫‪ -11‬إجراء االختبارات الفنية لألنظمة والربامج والشبكات يف مؤسسات القطاعات الحيوية‪.‬‬
‫‪ -12‬اعتامد أطر ومعايري تقييم الكوادر البرشية العاجلة مبجال األمن السيرباين يف مؤسسات القطاعات‬
‫الحيوية‪.‬‬
‫‪ -13‬تقييم وتطوير قدرات األمن السيرباين ملؤسسات القطاعات الحيوية ووضع خطط لرفع املستويات‬
‫ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -14‬وضع معايري وضوابط التـرخيص ملقدمي خدمات األمن السيرباين وإصدار شهادات االعتامد‪.‬‬
‫‪ -15‬رفع مستوى الوعي باألمن السيرباين ودعم وتطوير القدرات الوطنية يف هذا املجال من خالل الربامج‬
‫واملبادرات وتنظيم الفعاليات املتعلقة باألمن السيرباين يف الدولة‪.‬‬
‫‪ -16‬اعتامد مشاريع ومبادرات األمن السيرباين يف مؤسسات القطاعات الحيوية‪.‬‬
‫‪ -17‬تنفيذ متارين الجاهزية واملناورات السيربانية عىل مستوى الدولة‪.‬‬
‫‪ -18‬إبرام العقود ومذكرات التفاهم والرشاكات مع الجهات املحلية والدولية املعنية باألمن السيرباين‪.‬‬
‫‪ -19‬متابعة تنفيذ التزامات الدولة املعنية باألمن السيرباين‪.‬‬
‫‪ -20‬تشجيع وتوجيه البحث العلمـي واالبتكار يف مجال األمن السيرباين‪ ،‬والعمل عىل توطني صناعة‬
‫محلية له‪.‬‬
‫‪ -21‬تنفيذ القوانني واللوائح والقرارات املتعلقة بحامية خصوصية البيانات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -22‬اقرتاح األدوات الترشيعية ذات الصلة باألمن السيرباين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتلتـزم جميع الجهات يف الدولة بالتعاون مع هذه الوكالة يف أداء مهامها‪ ،‬وموافاتها مبا تطلبه من‬
‫معلومات وبيانات الزمة ألداء عملها‪ ،‬كام تلتـزم تلك الجهات بتنفيذ السياسات والقرارات والتعاميم التي تصدرها‬
‫الوكالة يف مجال اختصاصها‪.‬‬

‫وتتحمل تلك الجهات مسؤولياتها يف حامية أنظمتها املعلوماتية ومواقعها اإللكرتونية وشبكاتها املعلوماتية‬
‫والبيانات واملعلومات اإللكرتونية الخاصة بها واتخاذ التدابري األمنية الوقائية الالزمة‪ ،‬مبا ال يتعارض مع‬
‫اختصاصات الوكالة‪.‬‬

‫أهم الترشيعات للحامية السيربانية اإلسكوا‬


‫لقد دخلت الدول العربية إىل عامل ترشيع الفضاء السيرباين متأخرة بعض اليشء عن الدول الغربية كام‬
‫هو حال دول العامل الجنويب عموما خاصة وأن بناء مجتمع معلومايت قد استعدت له الدول املتقدمة منذ عقد‬
‫الثامنينات ويضا ف إىل ذلك أن االعتامد عىل شبكات وأنظمة الحاسوب يف املعامالت والتجارة ويف مجال‬
‫القطاع العام بصفة خاصة يف الدول العربية مل تأخذ بنصيب وافر مام هو عليه دول االتحاد األورويب وجنوب‬
‫رشق آسيا وأمريكا الشاملية من التكنولوجيا‪.‬‬

‫وعىل الرغم من ذلك فإن استعامل أجهزة وأنظمة الحاسوب أخذت تتزايد بشكل ملحوظ يوما بعد يوم يف‬
‫الدول العربية وبالتايل ازدادت الحاجة إىل تنظيم قانوين الستعامل هذه األنظمة ال سيام بعد أن واكب القطاع‬
‫الخاص واالستثامري واألفراد منفردين التطور الحادث وبدأ استعامل شبكة االنرتنت الفعيل ألجل القيام‬
‫بعمليا ت مرصفية أو معامالت أو تعاقدات وازدادت الحاجة إىل هذه الشبكة بصورة أكرث بعد إعالن كوفيد ‪19‬‬
‫جائحة عاملية وبدء العمل بصيغة التباعد االجتامعي وتوقف حركة السفر واللقاءات ولكن للحقيقة كانت هناك‬
‫بعض الدول بعيدة كل البعد عن هذه الشبكة العنكبوتية وآثاره التكنولوجية إىل وقت قريب‪.‬‬

‫وأمام هذا الغياب يف الترشيع السيرباين يف بعض الدول العربية قامت بعض الدول يف بداية األمر‬
‫باقتباس قوانني بعض الدول األوروبية ومحاولة مالءمتها مع الواقع القائم يف الدول العربية املعنية إلقرار هذه‬
‫القوانني‪.‬‬

‫وقد تم أيضا االسرتشاد باملعاهدات واالتفاقيات الدولية والنامذج القانونية ملنظامت دولية مثل األونسرتال‬
‫‪ UNCTRAL‬يف ورشة الترشيع العربية وتختلف املقارنات الترشيعية يف الدول العربية من ناحية تقنني مواضيع‬
‫الفضاء السيرباين والذي ميكن إيجازه فيام ييل‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أ) وضع قانون خاص لكل موضوع من مواضيع الفضاء السيرباين‪.‬‬
‫ب) تعديل القوانني القامئة والسارية املفعول وإضافة مواد أو فصول عليها تتعلق بالفضاء السيرباين‪،‬‬
‫والتي تتبني الحقا أن هذه الطريقة ال تلبي الحاجة الترشيعية حيث اقترص األمر عىل بعض املواضيع‬
‫مثل قانون حامية حق املؤلف واالثبات اإللكرتوين اللذين تم تناولهام ضمن إطار قوانني اإلجراءات‬
‫وأصول املحاكامت املدنية‪.‬‬
‫ت) وضع قانون موحد يشمل مختلف مواضيع الفضاء السيرباين ويكون نصا واحدا مقسام إىل أبواب‬
‫يتعلق كل منها مبوضوع من مواضيع الفضاء السيرباين‪.‬‬
‫ث) وتعتبـر الترشيعات السيربانية مكونا أساسيا من مكونات البيئة التنظيمية والقانونية الالزمة لتطوير‬
‫مجتمع املعلومات‪.‬‬

‫كام تشكل عنرصا هاما لتوفري الثقة بالخدمات اإللكرتونية وتأمني الحامية ملستخدمي الفضاء السيرباين‪،‬‬
‫ومن هذا املنطلق وبهدف تعزيز مجتمع املعرفة يف املنطقة العربية واملساهمة يف تحفيـز التكامل اإلقليمـي‪،‬‬
‫بدأ اهتامم اللجنة االقتصادية واالجتامعية لغرب آسيا (اإلسكوا) بتطوير الترشيعات السيربانية ‪CyberLaws‬‬
‫كونها تشكل عنرصا أساسيا من عنارص البيئة التمكينية ملجتمع املعلومات ولبناء االقتصاد املبني عىل املعرفة‪.‬‬

‫ولقد قامت منظمة اإلسكوا يف عام ‪2007‬م بإعداد عدة دراسات حول وضع الترشيعات السيربانية يف الدول‬
‫العربية‪.‬‬

‫ومنذ هذا التاريخ قامت أيضا بتنظيم عدة اجتامعات خرباء ملناقشة هذه الدراسات وتحديد احتياجات‬
‫املنطقة من أجل تحسني وضع الترشيعات السيربانية‪.‬‬

‫ويف سبيل تحسني التجارة اإللكرتونية البينية ومواجهة الجرائم السيربانية وبناء اقتصاد إقليمي مبنـي عىل‬
‫املعرفة بارشت اإلسكوا عام ‪2009‬م بإعداد وتنفيذ مرشوع "تنسيق الترشيعات السيربانية لتحفيز مجتمع املعرفة‬
‫يف املنطقة العربية" لالستجابة الحتياجات املنطقة العربية يف مجال الترشيعات السيربانية‪.‬‬

‫وسوف نعرض أهم الدول املنضمة إىل اإلسكوا والتـي عملت عىل إصدار ترشيعات خاصة بتنظيم‬
‫االتصاالت وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪ -1‬اململكة األردنية الهاشمية – قانون االتصاالت رقم (‪ )13‬لسنة ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -2‬اإلمارات العربية املتحدة – القانون االتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪2003‬م وتعديالته بشأن تنظيم‬
‫االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -3‬مملكة البحرين – مرسوم بقانون رقم (‪ )48‬لسنة ‪2002‬م بإصدار قانون االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -4‬سلطنة عامن – قانون تنظيم االتصاالت مبوجب املرسوم السلطاين رقم (‪ )30‬لسنة ‪2002‬م الخاص‬
‫بتنظيم االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -5‬سوريا – قانون رقم (‪ )18‬لسنة ‪2010‬م الخاص باالتصاالت‪.‬‬
‫‪ -6‬السودان – قانو االتصاالت لسنة ‪2001‬مز‬
‫‪ -7‬العراق – قانون االتصاالت الالسلكية رقم (‪ )159‬لسنة ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬فلسطني – قانون االتصاالت الفلسطيني لسنة ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬قطر – مرسوم بقانون رقم (‪ )34‬لسنة ‪2006‬م بإصدار قانون االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -10‬الكويت‪ -‬مرشوع قانون االتصاالت الكويتي عام ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬لبنان – قانون تنظيم قطاع خدمات االتصاالت عىل األرايض اللبنانية رقم (‪ )431‬صادر يف‬
‫‪2002/7/22‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬مرص‪ -‬قانون االتصاالت املرصي رقم (‪ )10‬لسنة ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬السعودية – مرسوم مليك رقم (م‪ )12/‬الصادر يف ‪1422/3/12‬ه الخاص بنظام االتصاالت‪ -‬الئحة النظر‬
‫يف مخالفات نظام االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -14‬اليمن – مرشوع قانون االتصاالت وتقنية املعلومات‪.‬‬

‫أهم ما اشتملت عليه الترشيعات الوطنية الخاصة لحامية أمن املعلومات ‪ /‬األمن السيرباين‬
‫لقد كرست جميع الدساتري العربية مبدأ رسية املراسالت واالتصاالت السلكية وحدد بعضها مبدأ عدم جواز‬
‫مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء رسيتها أو تأخريها أو مصادرتها إال يف الحاالت التي يبينها القانون وبأمر قضايئ‬
‫مثل الدستور اليمنـي‪ ،‬حيث نصت املادة (‪ )53‬منه عىل "حرية ورسية املواصالت الربيدية والهاتفية والربقية‬
‫وكافة وسائل االتصاالت مكفولة وال يجوز مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء رسيتها أو تأخريها أو مصادرتها إال يف‬
‫الحاالت التـي يبينها القانون وبأمر قضايئ"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كام أكدت بعض قوانني االتصاالت الوطنية الخاصة عىل رسية وخصوصية االتصاالت مثال قانون‬
‫البحرين رقم (‪ )18‬لسنة ‪2002‬م الخاص بتنظيم االتصاالت حيث نصت املادة (‪ )3‬منه عىل "أن من مهام‬
‫وصالحية هيئة تنظيم االتصاالت حامية البيانات الخاصة وخصوصية الخدمات"‪.‬‬

‫وقد حدد القانون السعودي لتنظيم االتصاالت الصادر عام ‪2001‬م يف املادة رقم (‪ )9‬منه عىل " أن رسية‬
‫املكاملات الهاتفية واملعلومات التـي يتم إرسالها أو استقبالها عبـر شبكات االتصاالت العامة مصونة‪ ،‬وال يجوز‬
‫االطالع عليها أو االستامع إليها أو تسـجيلها إال يف الحاالت التـي تبينها األنظمة"‪.‬‬

‫كام حدد قانون االتصاالت املرصي رقم (‪ )10‬لسنة ‪2003‬م البند (‪ )6‬من املادة رقم (‪ )5‬منه عىل " أن من‬
‫مهام الجهاز القومي لتنظيم االتصاالت ‪ -6 "....‬وضع القواعد التـي تضمن حامية املستخدمني مبا يكفل رسية‬
‫االتصاالت وتوفري أحدث خدماتها"‪.‬‬

‫أما القانون السوري الصادر عام ‪2010‬م منذ نص يف املادة الثالثة منه عىل "أن من مهام الهيئة الناظمة‬
‫لقطاع االتصاالت (الفقرة (و) البند (‪" ))4‬الحفاظ عىل رسية املعلومات الناجمة عن تقديم الخدمات‬
‫وخصوصيتها" كام أفرد هذا القانون بابا خاصا لحامية البيانات والخصوصية واألمن القومي حيث تكون‬
‫لالتصاالت بني املستخدمني صفة الرسية (الخصوصية) كام يتخذ كل مرخص له جميع اإلجراءات الكفيلة‬
‫بضامن رسية وخصوصية بيانات املشرتكني لديه‪.‬‬

‫كام تحدد الالئحة التنفيذية لهذا القانون رشوط حامية بيانات الحركة وخصوصية بيانات موقع املشرتك"‪.‬‬

‫وشملت قوانني أخرى خاصة بتنظيم االتصاالت عىل فرض عقوبات عند مخالفة هذه األحكام وخرق أمن‬
‫شبكة االتصاالت‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫‪ −‬اإلمارات العربية املتحدة حيث جاء يف املادة (‪ )72‬من قانون تنظيم قطاع االتصال لسنة ‪2003‬م "يعاقب‬
‫بالحبس مدة ال تزيد عن كل من استغل أجهزة االتصاالت يف اإلساءة أو االزعاج أو إيذاء مشاعر‬
‫اآلخرين أو لغرض آخر غري مرشوع‪ ،‬كل من نسـخ أو أفىش أو وزع بدون وجه حق فحوى أي اتصال‬
‫أو رسالة هاتفية أو أي من خدمات االتصاالت"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ −‬أما القانون املرصي الخاص بتنظيم االتصاالت فقد نص يف املادة (‪ )73‬منه عىل أن "يعاقب بالحبس‬
‫مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وبغرامة ال تزيد عن كل من قام أثناء تأدية وظيفته يف مجال االتصاالت‬
‫أو بسببها بأحد األفعال التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذاعة أو نرش أو تسجيل ملضمون رسالة اتصاالت أو لجزء منها‪.‬‬


‫‪ -2‬إخفاء أو تغيري أو إعاقة أو تحوير أية رسالة اتصاالت‪.‬‬
‫‪ -3‬إفشاء أية معلومات خاصة مبستخدمي شبكات االتصال أو عام يجرونه أو ما يتلقونه من اتصاالت‬
‫وذلك دون وجه حق"‪.‬‬

‫واكتفت بعض الدول العربية باإلحالة إىل قوانني عامة عند خرق مبدأ رسية االتصاالت‪ ،‬مثال قانون‬
‫العقوبات اللبناين حيث جاء يف الفصل الثاين من الباب الثامن‪ " :‬يف الجرائم الواقعة عىل الحرية والرشف"‬
‫وقد تضمن هذا الفصل نبذة خاصة عنوانها "يف إفشاء األرسار" (املواد من ‪ 579‬إىل ‪ ،)581‬كام وحددت القوانني‬
‫الخاصة بتنظيم االتصاالت مسؤولية وواجبات مقدمي خدمات االتصاالت يف املحافظة عىل رسية املعلومات‬
‫ونذكر منها عىل سبيل املثال‪:‬‬

‫‪ −‬قانون قطر رقم (‪ )34‬لسنة ‪2006‬م الخاص بإصدار قانون االتصاالت والذي نص يف املادة رقم (‪)52‬‬
‫منه‪( :‬حامية معلومات العمالء) "عىل مقدمي الخدمة عند إدارة شبكاتهم ومرافقها واألنظمة املتصلة‬
‫بها مراعاة حقوق الخصوصية للعميل‪ ،‬وتقع عليهم مسؤولية حفظ املعلومات والبيانات بالعميل‬
‫وباتصاالته التي تكون بحيازتهم‪ ،‬وعليهم توفري الحامية الكافية لها‪ ،‬وال يجوز ملقدم الخدمة جمع أي‬
‫معلومات أو استعاملها أو االحتفاظ بها أو إعالنها عن أي عميل إال مبوافقته أو وفقا ملا يسمح به‬
‫القانون"‪.‬‬

‫‪ −‬وعىل مقدمي الخدمة التأكد من أن املعلومات املقدمة صـحيحة وكاملة وصالحة لغرض استعاملها‬
‫وللعمالء الحق يف أن يطلبوا تصحيح أو حذف أي معلومات خاصة بهم‪.‬‬

‫‪ −‬وليس يف أحكام هذه املادة ما مينع السلطات املختصة من الحصول عىل أي معلومات رسية أو‬
‫اتصاالت خاصة بالعمالء وفقا للقانون"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ −‬كام نص القانون اللبناين رقم (‪ )431‬لسنة ‪2002‬م الخاص بتنظيم قطاع خدمات االتصاالت عىل‬
‫األرايض اللبنانية يف املادة (‪( )38‬إجراءات املراقبة والتفتيش)‪" :‬تعترب املعلومات التـي يطلع املراقبون‬
‫واملفتشون يف معرض تنفيذهم ملهامهم رسية وال يجوز لهم البوح بها إال أمام رؤسائهم التسلسليني أو‬
‫بناء عىل طلب املرجع القضايئ املختص‪ ،‬كام تطبق أحكام الرسية عىل كل من يطلع عىل هذه‬
‫املعلومات بحكم عمله يف الهيئة أو الوزارة"‪.‬‬

‫قطر واألمن السيرباين يف حامية أنظمة العدالة وحامية املجتمع‬


‫ويف ظل تطور تحديات األمن السيرباين عىل مستوى العامل وخاصة يف هذه الفتـرة الحالية وبعد عدة‬
‫حوادث شهرية عىل مستوى العامل تظل التطورات تتالحق من خالل تحديات األمن السيرباين علـى مستوى‬
‫العامل‪ ،‬وتأيت حامية النظم والبنية األساسية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت عىل رأس أولويات وزارة‬
‫املواصالت واالتصاالت‪ ،‬ولعل أهم الفوائد العظيمة التـي يقدمها لنا الفضاء اإللكرتوين محفوفة بعدد من‬
‫التحديات التـي قد تهدد البنية التحتية التي تعزز من قدرتنا عىل االستخدام اآلمن لإلنرتنت وسعيا منها ملواجهة‬
‫هذه التحديات‪ ،‬تواصل دولة قطر بذل املزيد من الجهود الرامية إىل تعزيز األمن السيرباين‪ ،‬فضال عن التعاون‬
‫مع نظرائها حول العامل لخلق فضاء إلكرتوين مفتوح وآمن ومن أجل تحقيق هذه الغاية‪ ،‬أنشأت الوزارة املختصة‬
‫(وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات سابقا) ما يعرف بـ "الفريق القطري لالستجابة لطوارئ الحاسب"‪،‬‬
‫املعروف باسم "كيورست"‪ ،‬يف ‪2005‬م بالتعاون مع جامعة كارنيجي ميلون‪.‬‬

‫ويعمل قطاع األمن السيرباين من خالل إداريت "كيورست" و"حامية البنية التحتية للمعلومات الحيوية"‬
‫مع الهيئات الحكومية وهيئات القطاعني العام والخاص ومع املواطنني القطريني لتوعيتهم بكيفية احتواء‬
‫املخاطر والتهديدات التـي تواجههم عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬كام يعمل القطاع عىل حامية املعلومات الحيوية عىل‬
‫شبكة االنرتنت وضامن تأمينها ونظرا ألن قضايا تأمني املعلومات تتخطى الحدود الجغرافية للدولة الواحدة‪،‬‬
‫فإن قطاع األمن السيرباين عضو يف املنتدى الدويل للطوارئ الحاسوبية وفرق التأمني املعروف باسم (‪،)FIRST‬‬
‫حيث يدعم هذا املنتدى العالقات الدولية التـي تربط فرق التأمني بعضها ببعض والرشكاء حول العامل من أجل‬
‫تبادل أحدث املعلومات حول التهديدات واملخاطر التـي تتعرض لها املواقع اإللكرتونية الحيوية‪ ،‬كام أن القطاع‬
‫عضو يف منظمة املرييديان الدولية املعنية بأمور حامية البنية التحتية الحيوية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الحدث األهم عاملياً الذي أصبح نقطة فاصلة يف األمن السيرباين‬
‫شكلت جرمية قرصنة وكالة األنباء القطرية قنا الرشارة األوىل واألكبـر ونقطة الصفر يف خطة التصعيد‬
‫املتسارع وغيـر املتوقع والتـي أحدثت األزمة األكبـر يف تاريخ مجلس التعاون الخليجي وهي األزمة الخليجية‬
‫والتـي ال زالت تلقى بظاللها بالرغم من اتفاق العال السعودي يف مستهل عام ‪2021‬م‪.‬‬

‫ويتـزامن تاريخ ‪ 24‬مايو مع جرمية قرصنة وكالة ا ألنباء القطرية والتـي تخطت األعوام الثالثة عىل قرصنة‬
‫عدت ذريعة رئيسية لدول عربية شقيقة بهدف فرض حصارا عىل قطر منذ عام ‪2017‬م‪ ،‬ففي الساعات األوىل‬
‫من يوم ‪ 24‬مايو ‪2017‬م‪ ،‬نرشت اقتباسات مفربكة نسبت إىل حرضة صاحب السمو أميـر البالد املفدى حفظه الله‬
‫عىل املوقع اإللكرتوين لوكالة األنباء القطرية والحسابات التابعة لها عىل مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬تبعتها‬
‫حملة ممنهجة من وسائل إعالم دول الحصار‪ ،‬لإلساءة إىل رمز الدولة وشعبها‪.‬‬

‫وقد اك تملت خيوط املؤامرة وظهرت أول تداعيات جرمية القرصنة فجر العارش من رمضان الخامس من‬
‫يونيو حني أعلنت دول الحصار األربعة قطع عالقاتها الدبلوماسية مع قطر‪ ،‬كام طلبت من الدبلوماسيني‬
‫القطريني املغادرة وفرضت حصارا شامال عىل قطر يغلق كافة املجاالت واملنافذ الجوية والربية والبحرية مع‬
‫قطر‪.‬‬

‫ولكن بفضل الله تجاوزت قطر كل ذلك وتحدت الحصار وأصبحت فوق الحصار وظهر الحق ووضـح‬
‫كرابعة النهار وعاد الحق ألصحابه ولكن تظل الجرمية السيربانية التـي أصبحت سابقة خطرية يف تاريخ‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬والتـي أحدثت ضجة كبيـرة وأثارت استياء املجتمع الدويل مام جعل العديد من حيث من‬
‫دول العامل‪ ،‬وعىل رأسها الواليات املتحدة األمريكية وبريطانيا وتركيا‪ ،‬إعالن استعدادهم للمشاركة يف‬
‫التحقيقات ملساعدة قطر يف التوصل ملرتكبـي هذه الجرمية‪.‬‬

‫فيام أعلنت قطر أنها ستالحق وتقايض املسؤولني عن عملية قرصنة املوقع الرسمي لوكالة قنا‪ ،‬وتكاتفت‬
‫الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة يف كشف املتورطني يف هذه الجرمية األخالقية الدولية‪.‬‬

‫ولقد كانت هذه الثغرة اإللكرتونية هي الدافع األول لجميع دول العامل لالنتباه والرتكيـز الشديد عىل تأمني‬
‫البيانات والوثائق الحساسة وكذلك املواقع اإللكرتونية وخاصة الحكومية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وحديثا أكدت دولة قطر عىل أهمية عقد مؤمتر دويل لبحث سبل تنظيم األمن السيرباين يف القانون‬
‫الدويل‪ ،‬وهي الدعوى التـي أطلقها سمو أميـر البالد من عىل منبـر الجمعية العامة لألمم املتحدة يف دورتها‬
‫الرابعة والسبعني حيث أكد مندوب قطر الدائم لدى األمم املتحدة‪ 1‬واملنظامت الدولية يف فيينا‪ ،‬يف كلمة أمام‬
‫الدورة الثالثني للجنة منع الجرمية والعدالة الجنائية التابعة لألمم املتحدة إن "دولة قطر تعد من أكثـر الدول‬
‫اهتامما بتعزيز األمن السيرباين عىل املستويني الوطن والدويل‪.‬‬

‫وأنشأت مطلع ‪ 2021‬الوكالة الوطنية القطرية لألمن السيرباين‪ ،‬كام صوتت لصالح قرار أممـي لوضع اتفاقية‬
‫دولية شاملة ملكافحة الجرمية السيربانية‪.‬‬

‫هذه املعلومات‪ ،‬وارتباطها بالتغيريات والتطورات الرسيعة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وعدم التنبه‬
‫باكرا ألهمية مجتمع املعلومات واالقتصاد املبنـي عىل املعرفة‪.‬‬

‫وبالتايل عدم تهيئة املناخ والبيئة املالمئة لنموها يف العديد من بلدان املنطقة يضاف إىل ذلك بطء عملية‬
‫صياغة وإقرار القوانني يف معظم البلدان العربية‪ ،‬وذلك نتيجة لعدم االستقرار السيايس يف املنطقة كام أن‬
‫تقاطع الترشيعات السيربانية مع العديد من القوانني القامئة يشكل صعوبة إضافية أمام البلدان‪.‬‬

‫ال سيام القوانني املتعلقة بتنظيم قطاع االتصاالت والتـي وضعت منذ عقود مام يجعل من تعديلها بهدف‬
‫إدراج بنود خاصة بالتواصل عبـر الشبكة وباملعامالت اإللكرتونية عملية معقدة نسبيا وكذلك األمر بالنسبة‬
‫للقوانني الجزائية وقانون العقوبات‪ ،‬إذ أن إدخال بنود خاصة بالجرمية اإللكرتونية أو إصدار قانون خاص بذلك‬
‫يتطلب جهدا من أجل تحديد ماهية الجرائم اإللكرتونية وكيفية إثباتها وعقوباتها‪ ،‬مبا يتالءم مع اإلطار الفقهـي‬
‫والقانوين للبلد‪ ،‬وقد حاولت بعض البلدان استدراك هذا الفراغ الترشيعي عبـر سن قوانني يف مواضع معينة‪،‬‬
‫كقوانني املعامالت اإللكرتونية مثال‪ ،‬وذلك باقتباس القوانني من بلدان أخرى أو باالستعانة باملعاهدات الدولية‬
‫املالمئة‪.‬‬

‫الحاجة إىل الخربات وتنوعها‬


‫حيث يتطلب تنوع وتشعب قوانني الفضاء السرياين‪ ،‬خاصة الجانب الفنـي والترشيعي منها‪ ،‬وجود خبـرات‬
‫متنوعة يف اللجان الوطنية الخاصة بصياغة هذه القوانني‪ ،‬كام تحتاج إىل نقاش فنـي وقانوين وفقهـي بني‬

‫‪ 1‬السفري سلطان بن ساملني املنصوري‪ ،‬املندوب الدائم لدولة قطر لدى األمم املتحدة واملنظامت الدولية يف فيينا ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الخبـراء بحيث يصدر القانون كامال وخاليا من التفاصيل الدقيقة الخاصة بتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫نظام للتغري املستمر والتطور الرسيع يف هذه التكنولوجيا‪.‬‬

‫ونظرا لتعدد الجهات املعنية بالترشيعات السيربانية يف الدول العربية‪ ،‬فينبغي أن تضم لجان الصياغة‬
‫ممثلني عن هذه الجهات ليك تأخذ بعني االعتبار جميع وجهات النظر‪.‬‬

‫كام أن من املفضل يف هذه اللجان وجود خبـراء بالقانون والترشيع من ناحية‪ ،‬وبتكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬كالتشفري مثال بالنسبة لقانون التوقيع اإللكرتوين‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬تتطلب صياغة القوانني والترشيعات السيربانية اإلملام بتجارب بعض الدول وقوانينها‬
‫السيربانية‪ ،‬والتعرف عىل القوانني والترشيعات الدولية املتوفرة ألخذها بعني االعتبار عند وضع القوانني الوطنية‬
‫وذلك نظرا للطبيعة الشمولية للقضاء السيرباين وألهمية التعاون اإلقليمـي والدويل يف هذا املجال‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إىل أهمية االستعانة بتجارب البلدان األخرى ورضورة مالءمتها مع االحتياجات الوطنية‬
‫واألطر الفقهية والقانونية واملجتمعية الوطنية‪.‬‬

‫وتحتاج عملية سن الترشيعات السيرباين كذلك إىل منهج وطنـي واضـح‪ ،‬يعتمد علـى إرشاك كافة‬
‫الجهات والهيئات أو الوزارات املعنية فانفراد جهة واحدة بعملية الترشيع أو تجاوز القواعد الدستورية القامئة‬
‫املنظمة لهذه العملية أو اعتبار السلطة الترشيعية وحدها قادرة عىل تفهم وإدراك كافة الجوانب التقنية القانونية‬
‫والفنية ملرشوع القانون والتـي ميكن أن تحدث واقعيا مام ميثل عائقا أمام عملية سن الترشيعات السيربانية‪.‬‬

‫أهم تقسيامت مواضع الترشيعات السيربانية‬


‫اعتمدت عدة منهجيات لسد الفراغ الترشيعي الخاص بالفضاء السيرباين يف البلدان العربية‪ ،‬فقد لجأ‬
‫بعضها إىل تعديل القوانني القامئة بالفعل بإضافة أبواب وبنود خاصة بالفضاء السيرباين‪ ،‬مثل إدراج الجرمية‬
‫اإللكرتونية ضمن قانون العقوبات أو القوانني العقابية الجزائية التقليدية‪ ،‬أو تعديل بعض مواد قانون حامية‬
‫املستهلك لتغطية الجانب السيرباين‪.‬‬

‫وقد تبني أن هذه املنهجية غيـر كافية ألنها تنطبق عىل مواضيع دون أخرى وال تلبـي الحاجة السيربانية‬
‫الشاملة‪ ،‬وتضاءل اعتامدها نظرا لعدم كفايتها من ناحية ولتطور وتوسع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت بشكل‬
‫مستمر وتعدد تطبيقاتها من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتتمثل املنهجية ا لثانية‪ ،‬وهي األكرث شيوعا‪ ،‬بسن عدة قوانني يغطي كل منها محورا أو أكثـر من محاور‬
‫الفضاء السيرباين كالتوقيع اإللكرتوين واملعامالت اإللكرتونية والجرائم اإللكرتوين وقد اعتمدت بلدان عربية‬
‫عديدة هذه املنهجية نظرا لسهولتها باملقارنة مع سن قانون موحد يشمل جميع محاور القضاء السيرباين‪.‬‬

‫إال أن لهذه املنهجية سيئات تتمثل يف ضعف التنسيق والتالؤم فيام بني القوانني املتعددة للفضاء‬
‫السيرباين‪.‬‬

‫وبتعدد املرجعيات وغياب الفهم الشامل للموضوع ومفرداته وعدم التعاطي مع القضاء السيرباين عىل أنه‬
‫بيئة واحدة وتجدر اإلشارة إىل أن بعض البلدان ما يجري دمج املعامالت اإللكرتونية والتجارة اإللكرتونية تحت‬
‫القانون نفسه‪ ،‬أو دمج املعامالت اإللكرتونية مع التوقيع اإللكرتوين‪ ،‬كام لجأت عدة أخرى إىل دمج قانون‬
‫الجرائم اإللكرتونية مع قانون املعامالت والتجارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫ولكن نحن نرى األخذ باملنهجية الشاملة املتمثلة يف صياغة قانون إلكرتوين ( الشؤون اإللكرتونية ) واحد‬
‫يغطي كافة محاور القضاء السيرباين‪ ،‬عىل غرار تجربة كل من جنوب أفريقيا وماليزيا‪ ،‬وميكن تسمية هذا‬
‫القانون الشامل بقانون تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أو قانون املعلوماتية أو القانون السيرباين ( كالقانون‬
‫املاليزي ) وبالرغم من صعوبة هذه املنهجية إال أنها تضمن التغطية الشاملة لكافة مواضيع القضاء السيرباين‪،‬‬
‫وتساهم يف توحيد اإلجراءات التنفيذية واالرشافية وخاصة إذا ما تم إقرار جهة تنفيذية واحدة ملراقبة تطبيق‬
‫هذا القانون الشامل‪ ،‬كام تضمن التكامل وامل واءمة بني الحلول القانونية واألحكام ضمن الترشيع الواحد‪،‬‬
‫ويجدر التنويه مبرشوع قانون تكنولوجيا املعلومات اللبناين الجديد الذي يغطي عدة محاور هي التوقيع‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬واملعامالت اإللكرتوين‪ ،‬والجرائم اإللكرتونية وحامية معالجة البيانات ذات الطابع الشخيص‪،‬‬
‫وبالتايل فهـي أقرب ما يكون إىل قانون شامل للفضاء السيرباين‪.‬‬

‫وقد اعتمدت اإلسكوا إىل حد كبري هذه املنهجية بوضع مجموعة متكاملة من القوانني تغطي ستة مواضيع‬
‫للقضاء السيرباين‪ ،‬وتأمل اإلسكوا أن تعتمد إرشاداتها يف املنطقة العربية مام يؤدي إىل تعزيز تناسق القوانني‬
‫بني البلدان العربية املختلفة وإتاحة وسائل التعامل والتبادل اإلقليمي والدويل‪.‬‬

‫آليات صياغة واعتامد القوانني السيربانية‬


‫تعطى عملية صياغة وإقرار القوانني يف معظم البلدان العربية شعورا واضحا بالبطء الشديد وذلك ألسباب‬
‫عديدة أهمها التسلسل الهرمي املعقد والتدخل السيايس الذي يلعب دوره أحيانا يف تأخري مسودات القوانني‬

‫‪47‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كام كان للحراك االجتامعي والثورات العربية التـي واكبت العقد الثاين من القرن الحايل وما آلت إليه ظروف‬
‫بعض الدول من التفكك والترشذم مام أدى إىل تعطل أو حتـى توقف العملية الترشيعية بكافة مراحلها وصورها‬
‫م ن الصياغة إىل دراسة مشاريع القوانني وحتـى إقرارها من قبل املجالس الربلـامنية التي بات بعضها معطال‬
‫متاما‪.‬‬

‫كام بينت إحدى الدراسات التـي قامت بها اإلسكوا من لجوء عدد من البلدان العربية إىل االعتامد عىل‬
‫مناذج قوانني خارجية بعد ترجمتها‪ ،‬ما يؤدي إىل بعد الترشيعات السيربانية ذات الصلة باملجتمع عن واقع‬
‫املجتمع الذي تهدف لتنظيمه‪.‬‬

‫ويوجب ذلك ربط العملية الترشيعية يف مجال الفضاء السيرباين باملجتمع املعنـي‪ ،‬ليك يتالءم تطبيقها‬
‫مع املجتمع وأعرافه‪.‬‬

‫وكثيـرا ما يسود الشعور بغرابة تلك الترشيعات عن الوسط القانوين الذي وضعت فيه‪ ،‬وقد يكون مرد ذلك‬
‫حداثة املواضيع التـي تتناولها أو سوء ترجمة وأقلمة القواعد القانونية املدرجة فيها مع النظام الوطني‪.‬‬

‫فالتجارب تشري إىل وجود صعوبات يف ترجمة النصوص التقنية التـي تأيت من الخارج كام تبني الدراسات‬
‫بأن السلطات املختصة يف البلدان العربية تسعى باسم الخصوصية املحلية وشخصية املجتمع إىل تحوير تلك‬
‫الترشيعات بعد ترجمتها بحيث تغلب فيها اعتبارات الحرص واملراقبة واملعاقبة عىل مبدأ حرية التواصل يف القضاء‬
‫السيرباين‪.‬‬

‫كام توضح إحدى د راسات اإلسكوا أن هذا اهتامم بعض البلدان العربية مبوضوع ترشيعي ما‪ ،‬قد ال ينطلق‬
‫حكام من حاجة وطنية بل من مؤثرات خارجة‪ ،‬مثل إقرار اتفاقيات دولية يف موضوع ما‪ ،‬إذا نالحظ تسارع‬
‫بعض البلدان العربية إىل االلتزام بهذه االتفاقيات بغض النظر عن أولويتها عىل املستوى الوطني‪.‬‬

‫عوائق تطبيق القوانني السيربانية‬


‫يرتبط تطبيق القوانني بتوفر اللوائح التنفيذية والقرارات اإلجرائية واألدوات التنظيمية الالزمة‪ ،‬ويشكل‬
‫غياب بعض هذه املستلزمات الترشيعية‪ ،‬أو مجملها عائقا أمام تطبيق القانون وتفعليه ويالحظ أن عددا من‬
‫البلدان العربية قد أقر قوانني خاصة باملعامالت والتجارة اإللكرتونية ومع ذلك فام زالت التجارة اإللكرتونية‬

‫‪48‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واملعامالت اإللكرتونية محدودة االستخدام نظرا لضعف اإلجراءات واألدوات التنظيمية لها‪ ،‬مام أدى إىل ضعف‬
‫يف تطبيق هذه القوانني وفيام يأيت نرسد أهم العوائق املتعلقة بتطبيق وتنفيذ الترشيعات السيربانية وهي‪:‬‬

‫غياب أو ضعف الهياكل املؤسساتية‬


‫إن غياب أو ضعف فعالية معايري االنشاء أو االختيار للهيئات التنظيمية والتنفيذية والرقابية الخاصة‬
‫بالقوانني السيربانية هي من العوائق األساسية لتطبيق هذه القوانني‪ ،‬وتبني بعض التجارب يف املنطقة العربية‬
‫ضعف هذه الهياكل التنظيمية وقد تكون غيـر موجودة أصال يف بعض البلدان كام أن بعض الهيئات ذات‬
‫الصلة بتطبيق القانون قد ال توكل إليها املهام األساسية التـي تقوم بها الهيئات املامثلة يف باقي مناطق العامل‪،‬‬
‫مام يعيق تطبيق القوانني أيضا‪.‬‬

‫غياب التعاون والتنسيق اإلقليمي‬


‫إن غياب أو ضعف التنسيق اإلقليمـي والدويل يف بعض املسائل التقنية الخاصة بالترشيعات السيربانية‬
‫خاصة تلك املتعلقة بالجرائم السيربانية يعيق تطبيق هذه القوانني عىل املستوى الوطني‪.‬‬

‫الضوابط القضائية وضعف منظوماتها‬


‫يؤدي ضعف املنظومة القضائية وضوابط عملها التـي تتضمن الكوادر املتخصصة والتجهيـزات املادية‬
‫والفنية والتقنية املالمئة إىل زيادة احتامالت عدم فعالية الترشيع‪.‬‬

‫فالتطبيق العميل للترشيعات يتطلب معدات وأجهزة متخصصة وكوادر مؤهلة وتدريبا دامئا لهذه الكوادر‬
‫عىل أحدث التقنيات وآليات ملالحقة حاالت التعدي واإلخالل وضبطها والتحقيق فيها ومن ثم إحالتها للقضاء‬
‫ليفصل فيها تطبيقا للقانون‪.‬‬

‫التدريب املستمر ألعضاء النيابة والقضاة‬


‫يتضح بجالء ضعف وغياب التأهيل والتدريب املستمر ألعضاء النيابة والقضاء يف مسائل الترشيعات‬
‫السيربانية وكذلك غياب التخصصية يف املحاكم‪ ،‬وضعف أداء املكاتب الفنية حيال تحليل األحكام واملخرجات‬
‫وتوثيقها ونرشها لتكون مادة متوفرة للباحثني ومراكز الدراسات‪ ،‬تشكل كلها عوائق إضافية أمام تطبيق‬
‫الترشيعات السيربانية وتفعليها عىل أرض الواقع‪.‬‬

‫والله أسأل التوفيق والرشاد‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التوصيات‬
‫إن أهم ما يجب أن تنادي به ونويص به يف هذا املقام هو الحرص والحيطة عىل كافة املستويات ويف‬
‫كل املجاالت يف التعامل مع الغيـر ومع كل ما يحيط بنا يف مجال تكنولوجيا املعلومات ووسائل االتصاالت‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫ولقد عمدت اإلسكوا خالل تنفيذ مرشوع "تنسيق الترشيعات السيربانية لتحفيز مجتمع املعرفة يف املنطقة‬
‫الع ربية" إىل التعاون مع العديد من الخبـراء واملنظامت اإلقليمية املعنية بتطوير مجتمع املعلومات وإىل إرشاك‬
‫أصحاب املصلحة املعنيني بتطوير الترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية‪.‬‬

‫ولعل أهم ما جاءت به كافة االجتامعات واملؤمترات التـي متت قبل كتابة هذا البحث‪ ،‬وأغلب ما تم‬
‫التوصية به من املناقشات قسمناها إىل خمسة محاور رئيسية وهي‪:‬‬

‫▪ توصيات للحكومات حول صياغة واستكامل الترشيعات السيربانية‪.‬‬


‫▪ توصيات حول العملية الترشيعية‪.‬‬
‫▪ توصيات حول وضع الترشيعات السيربانية موضع التنفيذ‪.‬‬
‫▪ توصيات خاصة بالبعد اإلقليمي‪.‬‬
‫▪ توصيات حول التوعية والتدريب والتعليم‪.‬‬

‫وهي تفصيال كاآليت‪:‬‬

‫‪ .1‬توصيات للحكومات حول صياغة واستكامل الترشيعات السيربانية‬


‫يجب التأكيد عىل مدى أهمية إنشاء وتحديث منظومة شاملة للترشيعات السيربانية لتتالئم مع احتياجات‬
‫البيئة الرقمية وتطبيقاتها‪ ،‬وتسمح بحامية املستخدم ومتكن من بناء الثقة باستخدام الفضاء السيرباين وخدماته‪.‬‬

‫حيث املدخل الرئييس إليجاد بنية ترشيعية وتنظيمية فاعلة للفضاء السيرباين يف العامل العريب وخاصة‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي هو إيجاد اإلطار اإلرشايف الشامل واملتخصص الذي ينطلق يف عمله من‬
‫اسرتاتيجية واضحة األهداف واآلليات ملواجهة التحديات عىل الصعيد الوطنية يف كل بلد حيث يف ذلك ال بد‬
‫من مسارين‪:‬‬

‫األول‪ :‬اإلقرار مبا هو قائم والعمل به دون تغيري جوهري‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الثاين‪ :‬إحداث تغيري شامل نحو عامل تكنولوجي متني وأمني وأكرث أماناً وهو املسار األفضل واألكرث‬
‫فاعلية‪.‬‬

‫وألجل ذلك نتصور لذلك ثالثة اتجاهات تتيح للدولة مواجهة املعوقات والتحديات القامئة عىل الصعيد‬
‫الوطني أمام تطبيق الترشيعات السيربانية التي سبق الحديث عنها‪ ،‬وتحديدا عائق تعدد الجهات والهيئات‬
‫املنوط بها الترشيع والتنفيذ والتطبيق املبارش والغري مبارش وألجل تباين املخرجات تبعا لذلك وهذه االتجاهات‬
‫هي‪:‬‬

‫التجاه األول‪:‬‬
‫إيجاد هيئة واحدة منوط بها تحديث البنية الترشيعية القامئة للفضاء السيرباين عبـر تقييم الترشيعات‬
‫القامئة‪ ،‬واقتـراح التعديالت والتدابري التـي تسد النقص‪ ،‬وضامن التنسيق بينها‪ ،‬حيث فاعلية هذا االتجاه تقوم‬
‫عىل إيجاد ترشيع واحد متناسق للفضاء السيرباين أو ألكبـر مجموعة مسؤولة عن السياسات والبنى الترشيعية‬
‫وتقليص األطر التنظيمية والتنفيذية إىل أبعد مدى طاملا أنها ستكون قادرة عىل القيام بواجبات التنظيم‬
‫املحكومة بالترشيع الواحد أو ما تفرع عنه وتكامل معه‪ ،‬ويتطلب هذا االتجاه تغييـرا جوهريا عىل األغلب‪ ،‬وهو‬
‫الخيار األفضل الذي تحييه التدخل الترشيعي إليجاد قانون ميكن أن يكون عنوان قانون تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت أو قانون الفضاء السيربانية املوحد‪.‬‬

‫التجاه الثاين‪:‬‬
‫إيجاد إطار تنسيقي واحد يتضمن سائر الجهات والهيئات القامئة املعنية بالبنية الترشيعية السيربانية‬
‫واحتياجات سد النقص فيها وتنسيق ترشيعاتها وتطبيق مشاريعها‪.‬‬

‫إن هذا االتجاه يقر بتعددية هيئات الترشيع‪ ،‬لكنه يعيد ترتيبها ضمن إطار تنسيقي‪ ،‬وليس إطار إرشايف‬
‫وتنظيمي واحد لجهة إعادة بناء الترشيع مبا يخدم موضوعيا وإجرائيا سائر فروع ومسائل الفضاء السيرباين‪ ،‬وال‬
‫يؤدي هذا االتجاه حكام إىل وضع ترشيع واحد للفضاء السيرباين بل يؤدي إىل وضع حزمة متناسقة من‬
‫الترشيعات ولعل هذا االتجاه ولعل هذا االتجاه يالئم العامل العريب‪.‬‬

‫التجاه الثالث‪:‬‬
‫وهو الذي يفرضه غياب القرار الحكومي باإلطار التنسيقي أو عدم الثقة بقدرة األطر القامئة عىل تحقيق‬
‫األغراض املرجوة أو يستعاض عنه بتويل الجهة الترشيعية يف الدولة أو الحكومة إطالق مرشوع تقييم‬

‫‪51‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الترشيعات السيربانية القامئة عىل الصعيد الوطني‪ ،‬واقتـراح مشاريع التعديالت ومشاريع التدابري الجديدة والتي‬
‫تالئم املجتمع وخطط تطبيق املخرجات‪.‬‬

‫ويتناسب مع هذا الخيار أو االتجاه إسناد تنفيذ هذا املرشوع إىل فريق الخربة املالئم ثم طرحه للبحث‬
‫واملراجعة مبشاركة إلزامية لكل الهيئات املعنية لعرض آرائها‪ ،‬والتقدم باملخرج النهايئ لجهات صناعة القرار‪،‬‬
‫ومهام كانت االتجاهات املعتمدة فإن صياغة القوانني وخاصة التـي تعالج األمن املعلومايت والسيرباين تتطلب‪:‬‬

‫▪ قيام الجهة الترشيعية بتقييم الترشيعات السيربانية القامئة عىل الصعيد الوطني عرب دراسات بحثية‬
‫معمقة لتحديد مواضع النقض واآلليات املثىل إليجاد الحلول وتطبيقها‪ ،‬ويحتاج ذلك إىل فريق عمل‬
‫متخصص‪ ،‬وإىل إرشاك الوزارات والهيئات املعنية للمراجعة واملوافقة عىل هذه الدراسات‪.‬‬
‫▪ إنشاء لجان متخصصة لوضع مسودة القانون تتضمن خبـراء يف املجال القانوين ومجال تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬كام يفضل أن تتضمن ممثلني عن الهيئات املتخصصة من املجتمع املدين‬
‫والقطاع الخاص‪.‬‬
‫▪ االستعانة باالتفاقيات اإلقليمية والدولية املرتبطة بترشيعات الفضاء السيرباين وذلك لضامن تناسق‬
‫الترشيعات الوطنية معها‪.‬‬

‫ونحن يف هذا الصدد ننادي باالنضامم إىل مثل هذه االتفاقيات يف حال تالؤمها مع حاجة مجتمعاتنا‬
‫وتتامىش مع طبيعتنا وثقافتنا واالحتياجات واألولويات الوطنية وميكن االستعانة أيضا بإرشادات اإلسكوا‬
‫املتكاملة للترشيعات السيربانية والتي تغطى كافة مواضيع الفضاء السيرباين باإلضافة إىل موضوع حق الوصول‬
‫إىل املعلومات وحق مهم لبناء مجتمع املعلومات‪.‬‬

‫‪ .2‬توصيات عند إقرار ترشيعات يف املجال السيرباين‬


‫يتطلب الترشيع يف املجال السيرباين واألمن املعلومايت توفر خربات متنوعة وتحديدا يف مجايل القانوين‬
‫وتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬كام يتطلب األخذ بعني االعتبار جميع حاجات ومتطلبات القطاعات املختلفة‬
‫الحكومية منها وكذلك القطاع الخاص‪ ،‬وقطاعات املجتمع املدين كاالتحادات والنقابات‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬ينبغـي توفري الظروف التي تجعل الترشيع منبثقا من املجتمع نفسه الذي يهدف لتنظيمه‪ ،‬بل أن‬
‫يكون منقوال عن ترشيعات خارجية قد ال تعكس الوضع والثقافة والبيئة التي متيز املجتمعات العربية التـي ما‬
‫زالت تأخذ بالعادات والتقاليد وتحافظ عىل القيم الدينية الساموية وترفض االنفتاح الالأخالقي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لذا يجب من أجل موضوع الترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية حيث قلة الخربة وحداثة الترشيعات‬
‫يف هذا املجال ميكن أن نقرتح ما ييل‪:‬‬

‫▪ تعزيز شفافية العملية الترشيعية أثناء إعداد القوانني ومناقشاتها وكذلك نفس اليشء عند‬
‫إقرارها‪:‬‬
‫وذلك من خالل توسيع دائرة لجان إعداد الترشيعات لتضم أصحاب املصلحة واألطراف املعنية كافة‪ ،‬أي‬
‫الوزارات واملؤسسات الحكومية ومؤسسات املجتمع املدين والرشكات الخاصة كمقدمي الخدمات عبـر شبكة‬
‫االنرتنت وجمهور املستهلكني‪ ،‬بدل أن تقترص عىل الخرباء واملستشارين الخارجيني فقط‪.‬‬

‫▪ تسجيل وحفظ كافة املداولت الخاصة بلجان الصياغة‪:‬‬


‫وذلك بشكل كامل وواضـح وقابل للبحث العلمي واملناقشة املجتمعية واألخذ بكل اآلراء ملا يف ذلك من‬
‫فائدة يف تفعيل النصوص الترشيعية بعد إقراراها‪.‬‬

‫▪ تطوير أساليب البحث امليداين أثناء العملية الترشيعية‪:‬‬


‫وذلك ألن من أهداف البحث امليداين املنظم لتسجيل أمناط السلوك والتعامالت والعقود واملامرسات‬
‫الحميدة للمتعاملني عبـر الفضاء السيرباين وتصوراتهم حول طرق العمل يف هذا الفضاء لالستفادة منها أثناء‬
‫الترشيع وإىل تحديد املامرسات التـي ال تتناسب وحاجة وقيم املجتمعات العربية ومعالجتها بالترشيعات‬
‫املالءمة‪ ،‬حيث يتطلب البحث امليداين االستعانة بالباحثني يف علم االجتامع والذين تتوفر لديهم أدوات‬
‫املالحظة والبحث امليداين‪ ،‬كإجراء اإلحصاءات واالستقصاءات واملقابالت الشخصية والجامعية‪.‬‬

‫▪ رضورة تنسيق النصوص الترشيعية ضمن الدولة‪:‬‬


‫وذلك تفاديا ألي تكرار أو تناقض محتمل بني ترشيعات الفضاء السيرباين والقوانني النافذة األخرى‪،‬‬
‫فالترشيعات الخاصة باملعامالت اإللكرتونية وإن كانت حول عالقات تتم عن بعد وعبـر الوسائط اإللكرتونية‬
‫قد تتضمن تكرارا لنصوص القواعد العامة املنظمة للعقود أو االثبات لجهة آلية انعقاد العقود أو حجية املحررات‪،‬‬
‫وقد يؤدي التناقض بني النصوص الترشيعية إىل مشاكل يف التطبيق‪ ،‬مع احتامل نشوء حاالت عدم فعالية‬
‫النصني (النص الجديد‪ ،‬الخاص بالفضاء السيرباين‪ ،‬والنص القديم العام)‪ ،‬وبالتايل من املهم إصدار قامئة‬
‫تحت كل مادة من مواد الترشيع الجديدة سواء بالتعديل أو اإللغاء‪.‬‬

‫▪ تشجيع إصدار املذكرات اإليضاحية‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وذلك ألنها تتضمن تعليقات رسمية عن كل مادة من مواد الترشيع وتأيت املذكرة اإليضاحية بعد إمتام‬
‫املداوالت يف الترشيع وإصدار القانون من قبل الجهة الترشيعية املخولة بذلك‪.‬‬

‫كام تتضمن املذكرة اإليضاحية ملخصا مبداوالت لجان الصياغة وتعليقا عىل كل مادة من مواد الترشيع‬
‫املزمع إصداره‪ ،‬حيث يحتوي عىل بيان بالسياسة الترشيعية التفصيلية للنص املعنـي‪ ،‬واملصالح التي يرغب‬
‫املرشع بصيانتها أو املوازنة بينها يف النص الترشيعي وكذلك نطاق تطبيقه‪.‬‬

‫▪ الهتامم بالجتهادات القضائية‪:‬‬


‫وذلك من خالل إجراء بحوث علمية عنها وحولها وإعداد دراسات ملقارنة االجتهادات الصادرة يف بلدان‬
‫املنطقة ويف بعض البلدان املتقدمة‪.‬‬

‫▪ طرح النصوص األولية لترشيعات الفضاء السيرباين لالستشارات العامة‪:‬‬


‫وذلك من خالل تشجيع النقاش العام حولها‪ ،‬عرب الوسائل اإللكرتونية املتعددة التي تتيح تبادل املالحظات‬
‫واملشاركات حول نص القانون‪ ،‬أو من خالل الدعوة لورش عمل أو ندوات وطنية مبشاركة كافة األطراف املعنية‬
‫لضامن نقاش عام متوازن وفعال‪.2‬‬

‫▪ تشجيع املنظامت غري الحكومية العاملة يف مجال الترشيعات‬


‫وذلك من خالل تشكيل مجموعات عمل تساهم يف حث الحكومات واملجالس الترشيعية عىل تطوير‬
‫القوانني الخاصة بالفضاء السيرباين‪.‬‬

‫‪ .3‬توصيات حول الترشيعات السيربانية‬


‫موضع التنفيذ‬
‫وتهدف هذه التوصيات الخاصة بوضع الترشيعات السيربانية موضع التنفيذ إىل الرتكيـز عىل آليات تفعيل‬
‫الترشيع بعد إقرا ره وتفاعله مع املجتمع الذي يتوجه إليه‪ ،‬وذلك من خالل النقاط واآلليات اآلتية‪:‬‬

‫‪ 2‬عن د‪ /‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬النظام القانوين للتوقيع اإللكرتوين (دراسة تأجيلية مقارنة) املجلة للكتب القانونية ‪ 2007‬ص‬
‫‪ 331‬وما بعدها‪ ،‬كذلك د‪ /‬سامي رشف‪ ،‬الختالفات األساسية يف ترشيعات املعامالت اإللكرتونية يف بلدان اإلسكوا‪ ،‬نرشة‬
‫تكنولوجيا التصالت للتنمية يف غرب آسيا‪ ،‬اإلسكوا‪ ،‬العدد ‪ 11‬وثيقة األمم املتحدة (‪ )EIESCWA/ICTD/2009‬ص ‪ 14 ،11‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أ) آلية حث الحكومات عىل وضع لوائح وإجراءات تنفيذية للترشيعات السيربانية‪ ،‬وإيجاد البنـى‬
‫التحتية الرضورية لتطبيق هذه الترشيعات مع تأمني التمويل الالزم لها‪ ،‬وميكن تبنى أحد الخيارين التاليني‬
‫من أجل إيجاد البنى التحتية التنظيمية الرضورية لتطبيق الترشيعات السيربانية وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ −‬إنشاء هيئة عليا واحدة مسؤولة عن ترشيعات الفضاء السيربانية واللوائح التنفيذية لها ويجري إنشاء‬
‫هذه الهيئة من خالل تدبري ترشيعي خاص يأخذ بعني االعتبار البنى التنظيمية القامئة ويضمن‬
‫التنسيق فيام بينهام ويقرتح التعديالت الالزمة عليها‪ ،‬ويعد هذا الخيار األشمل واألمثل إال أنه قد‬
‫يتطلب تغريات جوهرية صعبة البلوغ يف بعض البلدان‪.‬‬

‫‪ −‬وضع إطار للتنسيق بني الجهات الحكومية وذلك لتفادي االزدواجية يف صياغة وتطبيق الترشيعات‪،‬‬
‫وسد مكامن النقص فيها‪ ،‬ويبقى هذا الخيار عىل تعددية الجهات املسؤولية عن الترشيع السيرباين‪،‬‬
‫إال أنه يحتاج إىل قرار رسمي يضمن التزام كافة الجهات املعنية‪ ،‬مع تحديد مجال عمل ومسؤوليات‬
‫كل منها وآليات التعاون يف املشاريع والربامج املشرتكة‪.‬‬

‫ب) آلية إعداد دراسات جدوى اق تصادية خاصة بتأمني املوارد التمويلية للبنـى التنظيمية الخاصة‬
‫بالترشيعات‬
‫إذا أن تأمني املوارد الالزمة للترشيع هي من أهم املواضيع التي يجري بحثها داخل الهيئات الدستورية‬
‫املعنية يف كل البلدان العربية ويجري يف هذا الصدد بحث إمكانية التمويل الذايت للهيئة التنظيمية من خالل‬
‫عوائد الرتخيص أو منح املوافقات وغريها‪ ،‬أو االعتامد وعىل مخصصات من املوازنة العامة للدولة أو املزج بني‬
‫الوسيلتني كام يطرح يف هذا املجال موضوع املوارد املالية لتلك الهيئات وذلك من خالل اإلجابة عن ما ييل‪:‬‬

‫هل تحتفظ بها‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬أم تحولها إىل الجزئية العامة للدولة املعنية؟‬

‫وكيف تغطى التكاليف عن وقوع عجز يف إحدى السنوات املالية؟‬

‫جـ) تأهيل الكوادر التنظيمية والعدلية املناسبة‬


‫وذلك من خالل تنمية املعرفة لدى الكوادر اإلدارية املعنية بتطبيق القانون‪ ،‬بأفضل املامرسات املتبعة عامليا‬
‫يف مجاالت الفضاء السيرباين‪ ،‬إضافة إىل السياسات والقواعد واإلجراءات املعتمدة يف الترشيع‪ ،‬مبا من شأنه‬
‫أن يزيد من فعالية الترشيع يف املجتمع الذي يتوجه إىل تنظيمه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫د) وضع الحلول الترشيعية بحيث تكون منسجمة مع الواقع الحيات‬
‫وذلك مبا يتالءم مع وجهة نظر املجتمع وذلك بعد الوقوف علـى طبيعة وأمناط العالقات السائدة فيه‪ ،‬مام‬
‫يؤدي إىل فعالية أكرب يف تطبيق القانون‪.‬‬

‫هـ) تخفيض املوارد املالية والبرشية إلجراء البحوث امليدانية لتسجيل وتوصيف املامرسات السائدة‬
‫عىل الصعيد الوطني‬
‫وذلك يف مجاالت الفضاء السيرباين املختلفة‪ ،‬مام ميكن املرشع من رصد تفاعل الترشيع مع املجتمع‬
‫وتحديد اإلجراءات الترشيعية املطلوبة للتعامل مع الواقع القانوين السائد‪.‬‬
‫‪ )4‬توصيات حول البعد اإلقليمي‬
‫وتربز أهمية التعاون والتنسيق اإلقليمي عىل املستويني العريب والدويل يف العملية الترشيعية ويف تطبيق‬
‫القانون نظرا للطبيعة الشمولية للفضاء السيرباين‪ ،‬وألهمية التنسيق بني البلدان العربية ومجلس التعاون‬
‫الخليجي بصفة خاصة وذلك من أجل املجانسة فيام بني الترشيعات السيربانية ودفع عملية التكامل اإلقليمي‬
‫لبناء مجتمع معرفة عريب‪ ،‬وتسهيل عملية التنسيق اإلقليمي بني الترشيعات السيربانية بشكل خاص يف‬
‫االعرتاف بالدليل الرقمي إقليميا ويف تحفيز املعامالت اإللكرتونية وخاصة التجارية منها‪ ،‬بني بلدان املنطقة‬
‫كام تساهم بشكل كبري يف مكافحة الجرمية اإللكرتونية ويف تسهيل تتبع آثار الجرمية اإللكرتونية عىل صعيد‬
‫املنطقة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن اعتامد قوانني متالمئة يف مجال امللكية الفكرية ضمن الفضاء السيرباين ومناسبة‬
‫للوضع االقتصادي واالجتامعي والثقايف يف دول املنطقة العربية ودول الخليج خاصة‪ ،‬حيث يعترب هذا أحد‬
‫العوامل التي تساعد يف بناء االقتصاد املبني عىل املعرفة إقليميا ويربز هنا دور املنظامت اإلقليمية والعاملي‬
‫والعمل املستمر لزيادة التجانس بني الترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية‪.‬‬
‫‪ )5‬توصيات حول التوعية والتدريب والتعليم‬
‫▪ وذلك من خالل يكتسب موضوع بناء القدرات أهمية كبـرى يف شتى املجاالت وللوصول إىل التطبيق‬
‫األمثل للقوانني وبناء منظومة متكاملة تعنى بشؤون الفضاء السيرباين مبا فيها من مؤسسات وعاملني‪،‬‬
‫يجدر إيالء عناية خاصة للتوعية والتدريب والتعلم عىل كافة األصعدة لضامن الفهم والوعي‬
‫مبشتمالت القوانني السيرباين وآليات تطبيقها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ لذا نويص بتنظيم مجموعة متنوعة من ورش العمل والندوات الوطنية ووضع تصورات متخصصة من‬
‫خبـراء متخصصني وال بد أن يندرج ذلك تحت مرشوع وطني شامل بدال من أن تكون مجرد أنشطة‬
‫متفرقة‪.‬‬
‫▪ كذلك تنظيم ورش عمل خاص بالجهات والهيئات الربملانية والترشيعية حول أهمية الترشيعات‬
‫السيربانية لبناء الثقة بالفضاء السيرباين وبالخدمات اإللكرتونية وحامية املستخدم‪.‬‬
‫▪ إعداد تدريب موجه ومخصص للقضاة واملحامني عىل صياغة قوانني وترشيعات تتالءم مع مستلزمات‬
‫الفضاء السيرباين‪.‬‬
‫▪ إقامة ورش عمل تدريبية وطنية للفنيني وأعضاء النيابة العامة واألجهزة األمنية ورجال الضبط القضايئ‬
‫حول نصوص الترشيعات السيربانية وكيفية تطبيقها حامية للفرد واملجتمع واألمن الوطني وكذلك األمن‬
‫القومي‪.‬‬
‫▪ عقد اجتامعات عمل وطنية وإقليمية للخرباء يف مجال الفضاء السيرباين لتبادل التجارب والخربات‬
‫الجديدة يف املجال‪.‬‬
‫▪ تنفيذ برامج لتأهيل أجهزة الضبطية القضائية من خالل توفري كوادر تتمتع مبعرفة تخصصية وإتاحة‬
‫الوسائل التقنية الالزمة لها‪.‬‬
‫▪ إقامة برامج التوعية لفئات املجتمع وأفراده ملعرفة كيفية حامية نفسه وأرسته ومجتمعه من الجرائم‬
‫اإللكرتونية السيربانية وتبصريه بالترشيعات السيربانية وأهميتها يف ضامن حامية املستخدمني للفضاء‬
‫السيرباين‪.‬‬
‫▪ تطوير نظم التعليم من مناهج وطرق تدريس ومعلم وأدوات التعليم لتواكب العرص وهذا ما جعلنا نذهب‬
‫إليه مضطرين خاصة تحت ظروف كوفيد ‪ 19‬وما فرضته عىل العامل من التعليم عن بُعد أو أونالين‪.‬‬
‫▪ كام يجب إدخال املواضيع املتعلقة بالترشيعات السيربانية يف مناهج كليات تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت لدراسة الجانب القانوين‪.‬‬
‫▪ تضمني مناهج كليات الحقوق والدراسات العليا القانونية الترشيعات والقوانني والجرائم السيربانية‬
‫لتخريج جيل واعي بأهمية هذه الجرائم ومدى أثرها عىل املجتمع وعىل مرفق العدالة‪.‬‬
‫▪ إقامة دروات خاصة لربات البيوت والسيدات وخاصة الفئة التي تقيم باملنزل أطول فرتة الرتباطها‬
‫بالفضاء السيرباين ولتبصريها مبخاطر اإلفراط يف استخدام الفضاء السيرباين صـحيا واجتامعيا وأمنيا‬

‫‪57‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وعرض للجرائم الحادثة ومدى تدمريها للعالقات األرسية وكيفية وضع االنسان نفسه تحت طائلة‬
‫القانون‪.‬‬
‫والله ويل التوفيق‪،،،‬‬

‫‪58‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
La protection juridique des données à caractère personnel des salariés

La protection juridique des données à caractère personnel des salariés

Enseignante-chercheuse à la Faculté des Sciences


Juridiques
Economiques et Sociales de Fès
Université Sidi Mohamed Ben Abdellah

Résumé :

Le cadre juridique marocain des données à caractère personnel englobe


différents textes de lois, le plus important est la loi n°09-08 relative à la protection
des personnes physiques à l’égard du traitement des données à caractère
personnel. La protection de la vie privée de la personne constitue un droit
primordial reconnu par la déclaration universelle des droits de l’Homme de
l’Organisation des nations unies datant du 1948 qui prévoit dans son article 3
« Tout individu a droit à la vie, à la liberté et à la sureté de sa personne ».

Au niveau institutionnel, la commission de protection des données


personnelles propose à son tour des mesures qui visent à protéger et conserver les
données des personnes.

Le problème juridique posé consiste à aborder le cadre juridique réglementant


les données personnelles et d’élucider les lacunes et insuffisances juridiques et
institutionnelles que rencontre notre législation en vigueur et en deuxième lieu
nous allons présenter des propositions pour faire évoluer notre droit positif tout
en illustrant avec d’autres systèmes étrangers assez développés en la matière.

Mots clés : Droit, protection, données à caractère personnel, données privées,


salariés.

59
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Abstract :

The Moroccan legal framework for personal data encompasses various legal
texts, the most important of which is Law No. 09-08 on the protection of
individuals with regard to the processing of personal data. The protection of the
private life of the person constitutes a fundamental right recognized by the
Universal Declaration of Human Rights of the United Nations Organization
dating from 1948 which provides in its article 3 “Everyone has the right to life, to
freedom and security of person”.

At the institutional level, the personal data protection commission in turn


proposes measures aimed at protecting and preserving personal data.

The legal problem posed consists of addressing the legal framework


regulating personal data and clarifying the legal and institutional gaps and
inadequacies encountered by our current legislation and secondly we will present
proposals to develop our positive law while illustrating with other fairly
developed foreign systems in this area.

Keywords : Law, protection, personal data, data privacy.

60
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Introduction :

Dans notre monde digitalisé, l’offre d’informations est devenue une réalité
phénoménale vécue au quotidien3.

Les données à caractère personnel des salariés sont parfois perçues comme
étant des informations neutres, partageables sans précaution sur un site web, à la
banque, lors de souscription d’un contrat d’assurance, chez le médecin de travail,
ou que l’on donne ses coordonnées à une administration, ce simple acte n’est pas
toujours sans conséquence4.

En fait, la Suède était le premier pays à formuler une loi pour la protection des
données personnelles en 1974, en France c’est la loi informatique et liberté de
1978.

Au Maroc, la protection des données à caractère personnel est assurée par la


loi n°09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard du
traitement des données à caractère personnel adoptée en février 2009, qui porte
aussi l’obligation pour les employeurs de tout mettre en œuvre pour garantir la
protection des données de leurs salariés.

La commission nationale de contrôle de la protection des données


personnelles est instituée comme autorité chargée de la protection des données
personnelles, elle vérifie les traitements de données et accompagne les institutions
publiques et privées en vue de se mettre en conformité avec la législation.

Toutefois, la protection des données personnelles des salariés ne doit pas


freiner l’innovation, mais l’encourager et la favoriser. Elle ne doit pas être non
plus un alibi pour masquer la fraude, et remettre en question les équilibres
recherchés. Au contraire, elle doit mener vers la confiance numérique.

Ceci dit que certaines questions demeurent légitimes, des questions pour le
salarié qui ne sait quoi faire relativement à la caméra installé dans les milieux du
travail, suite à la publication de photos ou de vidéos, à la réception d’un message
intrusif ?

3- BENSOUSSAN Alain, La protection des données personnelles de A à Z, éd., Bruylant, 2017,


p. 56.
4- LAFFAIRE Marie-Laure, Protection des données à caractère personnel tout sur la nouvelle
loi, éd., Eyrolles, 2005, p. 43.

61
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Et puis encore des questions pour les responsable de traitement des données à
caractère personnel, si l’on savait que l’instruction des notifications et des dossiers
prend du temps, quelle démarche entreprendre pour se mettre en conformité et
comment savoir si un dispositif technologique est déplorable ?

Si la protection des données à caractère personnel, de la vie privée et de la


confiance numérique, et l’impératif économique ont justifié la nécessité de
réglementer la protection des données à caractère personnel sur le plan interne
comme un impératif d’adéquation de la législation nationale avec les principes
relatifs aux droits humains énoncés dans des textes fondamentaux internationaux
et nationaux5.

La protection des données personnelles des employés représente à la fois un


sujet essentiel en entreprise et une inquiétude de la part des salariés.

Cependant quelles sont les obligations de l’employeur concernant la


protection des données personnelles de ses salariés ? Et quels sont les droits des
salariés vis-à-vis de leurs données personnelles ? Quelles règles les employeurs
doivent-ils respecter en termes de protection des données personnelles ? Quels
sont les droits des employés ?

Si la légitimité de la protection des données à caractère personnel des salariés


est une exigence sociétale et économique, comment le Maroc envisage-t-il
contribuer tout en conciliant le respect de la vie privée des salariés, l’innovation
et l’intérêt public ? C’est ce que nous allons démontrer en abordant le cadre
juridique de la protection des données personnelles des salariés et traiter ensuite
des mesures de propositions pour une meilleures protection.

I- L’aspect juridique de la protection des données personnelles des


salariés

Le droit au respect de la vie privée est un droit humain fondamental. D’après


l’article 24 de la Constitution marocaine de 2011 qui dispose que : « Toute
personne a droit à la protection de sa vie privée ». La vie privée des salariés doit
être protégée contre toutes les atteintes qui peuvent l’affecter, notamment celles
qui portent sur leurs informations personnelles dans les milieux du travail.

5- DESGENS-PASANAU Guillaume, La protection des données à caractère personnel, éd.,


Lexis Nexis, 2018, p. 76.

62
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
A- L’encadrement juridique des données personnelles des salariés

La nécessité de réglementer la protection des données à caractère personnel a


été une nécessité afin de préserver les données personnelles des individus dont
également les salariés.

1-Cadre juridique des données des salariés

Les entreprises sont de plus en plus tenues d’assurer la protection des données
personnelles. Aussi, tout organisme privé qui collecte un certain nombre de
données personnelles sur ses salariés se doit de les protéger.

Les données à caractère personnel sont constituées de toutes les informations


anonymes dont le recoupement permet d’identifier une personne précise (par
exemple, une emprunte digitale, l’ADN…) Il peut s’agir, soit du patronyme, soit
du numéro de sécurité sociale, soit du numéro d’immatriculation d’un véhicule
automobile et plus généralement de toutes données qui, sans avoir un rapport
direct (nom, prénom, adresse, situation familiale...), permettent d’établir un lien
avec le salarié concerné6. Il est à recommander que la législation prévoie une
définition juridique spécifique des données personnelles à caractère
professionnels.

Gestion des recrutements, gestion de la paie, la vidéosurveillance sur le lieu


de travail, le système des cartes biométrique pour contrôler l’accès aux locaux, la
cyber surveillance… sont autant de pratiques technologiques mises en place par
l’entreprise et qui risquent de porter atteinte aux droits des salariés7.

En vertu de la loi n°09-08 du 18 février 2009 relative à la protection des


personnes physiques à l’égard du traitement des données à caractère personnel8
énonce les faits qui constituent des infractions. Nous les résumons comme suit :

- Tout traitement portant atteinte à l’ordre public, à la sureté, à la morale et


aux bonnes mœurs ;

6- METILLE Sylvain, Protection des données, éd., Helbing Lichtenhahn Verlag, 2019, p. 59.
7- LE GUYADER Patrick, Protection des données sur internet, éd., Lavoisier, 2013, p. 47.
8- Loi n° 09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard des traitements des
données à caractère personnel; Bulletin Officiel n° 5744 du 24 joumada II 1430 (18 juin 2009).

63
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
- La mise en œuvre d’un traitement sans l’autorisation ou la déclaration
exigée, Le refus
du droit d’accès, de rectification ;

- Toute incompatibilité avec la finalité déclarée ;


- Le non-respect de la durée de conservation des données ;
- Le non-respect des mesures de sécurité des traitements ;
- Le non-respect du consentement de la personne concernée ;
- Toute entrave à l’exercice des missions de contrôle de la Commission
Nationale de Données à Caractère Personnel (CNDP) ;
- Tout refus d’application des décisions de la CNDP.

Dans un contrat de travail, l’employeur collecte et traite les données


personnelles du salarié en vue d’assurer la gestion administrative de son dossier
(paie, gestion de carrière).

Afin de permettre à l’employeur de répondre à ses obligations légales, ces


données peuvent être transmises aux organismes de la prévoyance sociale (la
CNSS, la CIMR,..) au service des impôts et aux compagnies d’assurance.

Ce traitement a fait l’objet d’une déclaration / demande d’autorisation auprès


de la CNDP sous un numéro.

Le salarié peut s’adresser à la CNDP pour exercer ses droits d’accès, de


rectification et d’opposition conformément aux dispositions de la loi n°09-08
relative à la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des
données à caractère personnel.

Quelles sont les obligations de l’employeur concernant la protection des


données personnelles de ses salariés ?

L’employeur qui exploite des données personnelles est tenu respecter


plusieurs obligations qui sont :

- Recueillir l’accord du salarié concerné ;


- Informer le salarié concerné de son droit d’accès, de modification ;
- Il doit veiller à la sécurité des systèmes d’information ;
- Il doit assurer la confidentialité des données personnelles ;
- Il doit assurer une durée de conservation des données personnelles.

64
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
L’objectif de la collecte d’informations doit être précis et les données doivent
être partagées en accord avec cette finalité9.

En ce qui concerne les données qui présentent un risque élevé pour les droits
et les libertés des salariés, l’employeur devrait être tenu de mettre en place une
analyse d’impact sur la vie privée pour évaluer l’origine, la nature et la gravité de
ce risque.

La législation s’applique à toute entreprise établie sur le territoire marocain


qui y effectue un traitement de données à caractère personnel. Seules les
personnes physiques dont des données personnelles sont collectées bénéficient de
la protection de la législation.

2- Les conditions et modalités de collecte des données à caractère


personnel des salariés

L’employeur est amené à collecter des informations concernant ses salariés


afin de procéder aux recrutements, calculer les horaires de travail ou encore établir
la fiche de paie. Toutefois, la collecte de ces informations est strictement
encadrée.

Les données des salariés collectées doivent avoir des finalités précises et
légitimes que l’employeur convient de justifier précisément. Par exemple, la
collecte des photos des salariés pour alimenter l’annuaire de l’entreprise.

Quelles sont ces règles à respecter ?

Les données des salariés doivent être collectées en respectant le consentement


du salarié concerné, d’après les dispositions juridiques de l’article 5 de la loi n°09-
08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des
données à caractère personnel, la collecte et le traitement de données personnelles
s’effectue qu’en ayant de la personne son consentement d’une façon claire, libre
et avertie.

9- BANCK Aurélie, RGPD : la protection des données à caractère personnel, 3éme éd.,
Gualino, 2018, p. 38.

65
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Tout salarié sollicité directement, en vue d’une collecte de ses données
personnelles, doit être préalablement informée de manière expresse, précise et non
équivoque par le responsable du traitement10 ou son représentant.

Le consentement du salarié concerné c’est toute manifestation de volonté,


libre, spécifique et informé, par laquelle la personne concernée accepte que les
données à caractère personnel la concernant fassent l’objet d’un traitement (article
4 de la loi n°09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard du
traitement des données à caractère personnel).

Les données des salariés doivent être traitées loyalement, licitement et


conservées pour une durée n’excédant pas celle nécessaire à la réalisation des
finalités pour lesquelles elles ont été collectées.

Ces données sont conservées sous une forme permettant l’identification des
personnes concernées pendant une durée n’excédent pas celle nécessaire à la
réalisation des finalités pour lesquelles elles sont collectées et pour lesquelles elles
sont traitées ultérieurement.

En pratique, il peut s’avérer difficile de définir une durée d’où la nécessité que
la législation prévoit une durée raisonnable de trois mois.

De plus, sur demande du responsable du traitement et, s’il existe un intérêt


légitime, la commission nationale peut autoriser la conservation de données à
caractère personnel à des fins historiques, statistiques ou scientifiques

Il est judicieux que tous les organismes qui traitent des données
personnelles aient pour obligation de tenir un registre de traitement des données

10- Voir article 34 du décret n° 2-09-165 du 25 joumada I 1430 (21 mai 2009) pris pour
l’application de la loi n° 09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard des
traitements des données à caractère personnel; Bulletin Officiel n° 5744 du 24 joumada II 1430
(18 juin 2009), p. 1006.
Article 34 : « 1) Les informations à fournir par le responsable du traitement, en application de
l'article 5 de la loi n° 09-08 susvisée, peuvent être délivrées par tous moyens, notamment par :
-courrier électronique ou sur support papier ;
-affichage ou formulaire électronique ;
-annonce dans un support approprié ;
- ou bien, au cours d'un entretien individuel.
2) les codes, sigles et abréviations figurant dans les documents délivrés par le responsable de
traitement en réponse à une demande doivent être explicités, si nécessaire sous la forme d'un
lexique.»

66
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
personnelles. Et que les entreprises de moins de 100 salariés devraient seulement
inscrire au registre :

- Les traitements de données non occasionnels ;


- Les traitements de données susceptibles de comporter un risque pour les
droits et libertés des salariés ;
- Les traitements qui portent sur des données sensibles.

B-La mise en œuvre du traitement des données à caractère personnel

Le cadre juridique relatif à la protection des données personnelles renforce les


droits de chaque salarié sur la protection de ses données personnelles et
responsabilise les acteurs traitant ces données.

1- Régime de déclaration des traitements des données personnelles

Tout traitement doit faire l’objet d’une notification auprès de la commission


nationale de contrôle de la protection des données à caractère personnel sous la
forme d’une déclaration préalable ou d’une autorisation préalable selon la nature
des données.

Cette déclaration a pour objet de permettre à la commission nationale


d’exercer les compétences qui lui sont dévolues par la législation, afin de contrôler
le respect de ses dispositions et d’assurer la publicité du traitement des données
personnelles.

Aux termes des dispositions juridiques de l’article 14 de la loi n°09-08 relative


à la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des données à
caractère personnel, le responsable du traitement ou, le cas échéant, son
représentant doit adresser une déclaration à la Commission nationale
préalablement à la mise en œuvre d’un traitement entièrement ou partiellement
automatisé ou d’un ensemble de tels traitements ayant une même finalité ou des
finalités liées11.

11- Article 34 de la décision du premier ministre n° 3-33-11 : « En application de l’article 14


de la loi n° 09-08, lorsqu’un ensemble de traitements relève d’un même organisme et a des
finalités identiques ou liées entre elles, une déclaration commune devra être présentée suivant
un modèle défini par la Commission, comportant les informations nécessaires propres à chaque
traitement et, chaque entité concernée le cas échéant.»

67
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
La déclaration doit comprendre :

le nom et l’adresse du responsable du traitement et, le cas échéant, de son


représentant ;

la dénomination, les caractéristiques et la ou les finalités du traitement


envisagé ;

une description de la ou des catégories de personnes concernées et des


données ou des catégories de données à caractère personnel s’y rapportant ;

les destinataires ou les catégories de destinataires auxquels les données sont


susceptibles d’être communiquées ;

les transferts de données envisagés à destination d’Etats étrangers ;

la durée de conservation des données ;

le service auprès duquel la personne concernée pourra exercer, le cas échéant,


les droits qui lui sont reconnus par les dispositions de la présente loi, ainsi que les
mesures prises pour faciliter l’exercice de ceux-ci ;

une description générale permettant d’apprécier de façon préliminaire le


caractère approprié des mesures prises pour assurer la confidentialité et la sécurité
du traitement ;

les recoupements, les interconnexions, ou toutes autres formes de


rapprochement des données ainsi que leur cession, sous-traitance, sous toute
forme, à des tiers, à titre gratuit ou onéreux.

Aux termes des dispositions juridiques de l’article 19 de la loi n°09-08, la


commission nationale délivre, dans un délai de 24 heures courant à compter de la
date du dépôt de la déclaration12, un récépissé de ladite déclaration, dont les
caractéristiques doivent figurer dans toutes les opérations de collecte ou de

12 - Article 26 du décret n°2-09-165: « Lorsque la déclaration satisfait aux prescriptions de la


loi n° 09-08 et de ses textes d'application. La CNDP délivre le récépissé prévu à l'article 19 de
la loi susvisée. La CNDP peut délivrer le récépissé de la déclaration préalable par voie
électronique avec accusé de réception par la même voie. Lorsque le récépissé est délivré par
voie électronique, le responsable du traitement peut en demander une copie sur support
papier.»

68
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
transmission des données. Le responsable du traitement peut mettre ledit
traitement en œuvre dès réception dudit récépissé.

2- Droits des salariés sur leurs données


Les salariés lors de la collecte de leurs données doivent être informés
notamment de l’identité du responsable du traitement, des finalités du traitement,
des destinataires des données, de l’existence d’un droit d’accès et d’un droit de
rectification, ainsi que des caractéristiques du récépissé de la déclaration auprès
de la CNDP ou de l’autorisation préalable.

Les personnes concernées ont également le droit de s’opposer au traitement


pour des motifs légitimes. Ces informations doivent être mentionnées sur tout
support destiné à recueillir des données personnelles13.

Concernant le droit d’accès et de rectification, le salarié doit pouvoir avoir


accès à ces données ainsi qu'à certaines informations sur leur traitement mais il
est à constater qu’un délai devrait être prévu d’un mois.

Le droit de rectification par le salarié qui doit pourrait modifier par exemple
son adresse en cas de déménagement.

Pour le droit d’opposition, la CNDP regarde de près si la procédure de droit


d’opposition est respectée par les entreprises. Une personne physique peut
s'opposer à la collecte de ses données réalisée à des fins de prospection, ou au titre
de l’intérêt légitime de l’entreprise. Cette dernière doit alors arrêter de traiter les
données concernées.

En vertu des dispositions juridiques de l’article 23 de la loi n°09-08 relative à


la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des données à
caractère personnel, le responsable du traitement doit mettre en œuvre les mesures
techniques et organisationnelles appropriées pour protéger les données à caractère
personnel contre la destruction accidentelle ou illicite, la perte accidentelle,
l’altération, la diffusion ou l’accès non autorisé, notamment lorsque le traitement
comporte des transmissions de données dans un réseau, ainsi que contre toute
autre forme de traitement illicite.

13-YOUNES-FELLOUS Vanessa, CASTETS-RENARD Céline, CHERUY Laurent, BLUM


Patrick, BEAUGRAND Thomas, Protection des données personnelles, 2ème éd., Législatives,
2019, p. 68.

69
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Ces mesures doivent assurer, compte tenu de l’état de l’art et des coûts liés à
leur mise en œuvre, un niveau de sécurité approprié au regard des risques
présentés par le traitement et de la nature des données à protéger.

Le responsable du traitement, lorsque le traitement est effectué pour son


compte, doit choisir un sous-traitant qui apporte des garanties suffisantes au
regard des mesures de sécurité technique et d’organisation relatives aux
traitements à effectuer et il doit veiller au respect de ces mesures.

Il est interdit de transférer des données vers un Etat étranger sauf si ce dernier
assure un niveau de protection suffisant de la vie privée et des libertés et droits
fondamentaux des personnes.

II- La protection juridique plus efficace des données personnelles face


aux droits des salariés

Il convient de noter qu’au Maroc les règles juridiques ne parviennent pas


suffisamment à réglementer le domaine informatique surtout pénalement. Il est
nécessaire donc de créer un cadre juridique plus compatible aux enjeux de
l’époque numérique, puis veiller à son application à travers des mécanismes
juridiques et institutionnels (CNDP et le pouvoir judiciaire) garantissant une mise
en œuvre efficace en vue d’atteindre les objectifs escomptés par le législateur
marocain, que ce soit sur le plan juridique ou économique.

A- Les insuffisances juridiques relatives à la protection des données


personnelles des salariés

A la lecture et l’analyse juridique de la législation en vigueur il est à constater


un ensemble de lacunes juridiques qu’il est nécessaire de revoir.

1- Difficulté de maîtrise des données personnelles des salariés

Le principe de recueil du consentement des salariés fait quant à lui l’objet d’un
scepticisme croissant14.

Il est judicieux de mettre en place un régime spécial pour l’hébergement de


ces données, par exemple les données de santé des salariés présentant des
caractéristiques qui justifient des mesures de protection spécifiques.

14- DESGENS-PASANAU Guillaume, op. cit., p. 62.

70
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Les hébergeurs devraient être titulaires d’un agrément du ministre de la santé.

La législation devrait prévoir des dispositions juridiques qui sanctionneraient


d’un emprisonnement de 3 ans d’emprisonnement et d’une forte amende le fait de
proposer une prestation d’hébergement de données de santé, sans être titulaire de
l’agrément.

Ainsi la question de traçabilité des données prises sans consentement du


salarié concerné, ni d’une autorisation préalable par CNDP au Maroc, pose la
problématique de la responsabilité en cas d’éventuel préjudice subi.

Toutefois, depuis l’adoption de la loi n°09-08 en 2009, plusieurs évolutions


ont eu lieu à l’échelle internationale concernant la protection des données
personnelles notamment, l’adoption par la commission européenne d’un nouveau
règlement sur la protection des données à caractère personnelle (RGPD). Il s’agit
du plus grand changement aux règles européennes relatives à la protection des
données opéré au cours de ces vingt dernières années et plus15. Pour ce faire, il
instaure un cadre uniforme pour la législation en matière de protection des
données dans l’ensemble de l’Union Européenne.

2- Des mesures juridiques incompatibles, inadaptées et imprécises

Le traitement automatisé des données personnelles des salariés rend plus


difficile la découverte et la détection des infractions en la matière et ça revient à
l’absence d’une traçabilité matérielle d’une telle infraction et l’aspect parfois
extraterritorial de ces infractions accentue de plus le problème lié à leur
découverte16.

Il convient de noter que la preuve des infractions constitue aussi l’une des
insuffisances entachant la protection efficace des données à caractère personnel
puisque en cas d’un traitement automatisé on assiste souvent à l’absence d’un
élément matériel sur lequel le salarié peut se baser pour prouver l’infraction.

De même les procès-verbaux de la police judiciaire comme moyen de preuve


prévu par la loi n°09-08 demeure incompatible avec un tel genre d’infraction
nécessitant des procédés et moyens techniques spécifiques, à cela s’ajoute la
faible force probante des procès-verbaux dressés par les agents de la CNDP, ce

15- HASS Gérard, Guide Juridique du RGPD, 2eme éd., ENI, 2020, p. 32.
16- LE GUYADER Patrick, op. cit., p. 47.

71
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
qui entrave une meilleure protection des données à caractère personnel des
salariés17.

Mais ces sanctions restent toujours insuffisantes et plus au moins légères


lorsqu’on arrive à comprendre que les droits et la vie privée des salariés sont en
question. Surtout à l’encontre des personnes morales responsables du traitement,
de telles sanctions pénales ne semblent pas assez dissuasives et nécessitent d’être
un peu plus sévères.

B- Pour une meilleure protection des données personnelles des salariés

Un usage contrôlé et systématisé de données personnelles des salariés ainsi


qu’une réglementation plus claire et efficace des responsabilités correspondantes
permettraient d’accroître davantage la qualité du traitement de données et
faciliterait le contrôle des processus correspondants.

1- Renforcement des mesures juridiques des données personnelles des


salariés

L’employeur, en sa qualité de responsable de traitement, doit porter à la


connaissance des salariés de cet acte se rapportant sur leurs données personnelles.

Ainsi, le contrat de travail, devrait être le support le plus adapté pour donner
une telle information et reprendre par exemple certaines dispositions de la
politique de confidentialité de l’entreprise.

Il convient de noter que la législation devrait prévoir la possibilité


d’ajouter une clause sur la protection des données personnelles dans le
contrat de travail qui renvoie à la politique de confidentialité.

L’entreprise devrait garder la preuve que le salarié a pris connaissance de la


politique de confidentialité (par exemple envoi de ladite politique par e-mail avec
accusé de réception, remise en main propre contre décharge, etc.) sans forcément
devoir le mentionner dans le contrat de travail18.

Force est donc de constater que la règlementation en matière de protection des


données a impacté le droit du travail et le code du travail devrait être aménagé et

17- BANCK Aurélie, BENSOUSSAN-BRULE Virginie, COQUER Anthony, ENTRAYGUES


Dominique, Le data protection officer, 2eme éd., Bruylant, 2018, p. 79.
18- BANCK Aurélie, op. cit., p. 32.

72
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
s’avère une nécessité pour qu’il soit en diapason avec la législation relative à la
protection des données personnelles.

Il convient de noter que la législation devrait prévoir des nouvelles


obligations, qui s’ajoutent à celles déjà prévues dans loi n°09-08 de 2009, portant
notamment sur la protection des données des salariés et à l’information de ces
derniers sur les traitements effectués dans l’entreprise.

Afin de garantir aux salariés le respect de leurs droits, la législation devrait


leur offrir des possibilités de recours accrues et d’étoffer l’arsenal de sanctions
qui peuvent être prononcées par la CNDP.

La législation devrait prévoir davantage de droits en faveur des salariés sur


leurs données personnelles :

- La durée de conservation des données ;

- L’existence des droits de portabilité des données, de limitation du


traitement ou d’effacement des données, ou de retrait de leurs
consentements ;

- Le droit d’introduire une réclamation auprès de la CNDP.

Il est également judicieux d’envisager des dispositions juridiques interdisant


à l’employeur d’installer des caméras dans ses locaux sans définir un objectif, qui
doit être légal et légitime. Par exemple, des caméras peuvent être installées sur un
lieu de travail à des fins de sécurité des biens et des personnes, à titre dissuasif ou
pour identifier les auteurs de vols, de dégradations ou d’agressions.

2- Durcissement des sanctions encourues en cas de violation de la


législation

D’après l’article 30 de la loi n°09-08, ladite commission peut, quand bien


même, contraindre les responsables de traitement des données personnelles à
respecter leurs obligations vis-à-vis de la législation sous peine de sanctions de
minime importance.

De ce fait, le deuxième paragraphe énonce la possibilité pour la commission


d’ordonner que lui soit communiqué, dans les délais et selon les modalités ou
sanctions éventuelles qu’elle fixe, les documents de toute nature ou sur tous
supports lui permettant d’examiner les faits concernant les plaintes dont elle est

73
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
saisie. Toutefois, il est nécessaire que la loi n°09-08 et son décret d’application
déterminent la nature et la consistance de telles sanctions.

Or, dans le cas où le responsable de traitement de données personnelles aurait


refusé de s’exécuter, la loi devrait prévoir des sanctions qui lui seront infligées. Il
reste que ce refus sera mentionné sur un procès-verbal qui sera transmis au
procureur du Roi pour l’ouverture d’une information pénale.

La législation devrait prévoir des sanctions administratives pour les


contrevenants tels que les avertissements, les blâmes, le retrait des autorisations
ainsi que la publication des noms des organismes sanctionnés.

Tous les dossiers traités par la CNDP devraient être transmis au procureur
pour des sanctions pénales. En fait, l’information du procureur du Roi par les
agents commissionnés de la CNDP de toute opération de contrôle 19 dans un délai
de vingt-quatre heures avant la date de ladite opération constitue également un
obstacle à la célérité de la procédure de contrôle sur place. Enfin, aucune saisie de
matériels objets de l’infraction ne pourrait être faite par les agents de la
commission que sur l’autorisation du procureur du Roi compètent. Il est
nécessaire d’envisager des sanctions administratives prononcées contre
l’employeur en cas de manquement aux obligations à édicter par la législation.

Outre les différents recours que pourrait être menés par les salariés, la CNDP
pourrait être habilitée à prononcer des mesures correctrices à l’encontre des
entreprises ayant commis un manquement aux obligations dont notamment :

- Prononcer un avertissement ;
- Mettre en demeure l’entreprise ;
- Limiter temporairement ou définitivement un traitement ;
- Suspendre les flux de données ;
- Ordonner de satisfaire aux demandes d’exercice des droits des personnes ;
- Ordonner la rectification, la limitation ou l’effacement des données.

Selon l’infraction constatée, des amendes administratives particulièrement


lourdes pourraient être également prononcées. Leur montant peut ainsi aller
jusqu’à 20 millions de dirhams, ou de 5 à 10% de son chiffre d’affaires annuel.

19- Article 19 du décret d’application de la loi n°09-08 relative à la protection des personnes
physiques à l’égard du traitement des données à caractère personnel.

74
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Quant au pouvoir judiciaire, son rôle à jouer en la matière est très déterminant
mais dans le cas du Maroc le manque d’expérience et de formation des ressources
humaines dans le domaine informatique et numérique constitue un obstacle
devant une protection efficace des données à caractère personnel20. Donc, il est
nécessaire d’opter pour un travail bien concerté dans ce sens en faisant participer
plusieurs intervenants.

Conclusion :

En guise de conclusion, dans un essai ambitieux de garantir la protection


juridique des données personnelles des salariés, le Maroc s’est doté au cours des
deux dernières décennies d’un arsenal juridique spécifique au traitement des
données à caractère personnel à travers l’avènement de la loi n°09-08 et ses textes
d’application. Un arsenal juridique instituant au même temps un dispositif
institutionnel sous le nom de la CNDP pour contrôler, réguler et surtout renforcer
la protection des données à caractère personnel. Un droit jeune révélatrice de
plusieurs indices permettant de l’évaluer en terme d’efficacité concernant la
protection des données à caractère personnel et la garantie des droits et libertés
individuels face au traitement des données personnelles dans le milieu du travail21.
En plus des insuffisances juridiques constatées en matière de protection des
données à caractère personnel, le dispositif institutionnel dont dispose le Maroc,
la CNDP et le pouvoir judiciaire, ne lui permet pas de garantir une protection
assez efficace en la matière.

20- DESGENS-PASANAU Guillaume, op. cit., p. 67.


21- BENSOUSSAN Alain, op. cit., p. 82.

75
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Bibliographie :

▪ Ouvrages :

- BENSOUSSAN Alain, La protection des données personnelles de A à Z,


1re éd., Bruylant, 2017.
- BANCK Aurélie, RGPD : la protection des données à caractère personnel,
3éme éd., Gualino, 2018.
- BANCK Aurélie, BENSOUSSAN-BRULE Virginie, COQUER Anthony,
ENTRAYGUES Dominique, Le data protection officer, 2eme éd., Bruylant, 2018.
- DESGENS-PASANAU Guillaume, La protection des données à caractère
personnel, éd., Lexis Nexis, 2018.
- HASS Gérard, Guide Juridique du RGPD, 2eme éd., ENI, 2020.
- LAFFAIRE Marie-Laure, Protection des données à caractère personnel
tout sur la nouvelle loi, éd., Eyrolles, 2005.
- METILLE Sylvain, Protection des données, éd., Helbing Lichtenhahn
Verlag, 2019.
- LE GUYADER Patrick, Protection des données sur internet, éd., Lavoisier,
2013.
- YOUNES-FELLOUS Vanessa, CASTETS-RENARD Céline, CHERUY
Laurent, BLUM Patrick, BEAUGRAND Thomas, Protection des données
personnelles, 2ème éd., Législatives, 2019.

▪ Articles :
- BENSOUSSAN Alain, « Internet : aspects juridiques », in Petites Affiches,
n°134, 1996.
- MARTIN Daniel, « La criminalité informatique », in P.U.F., 1997.

▪ Textes juridiques :
- Loi n°09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard du
traitement des données à caractère personnel.
- Décret n°2-09-165 du 21 mai 2009 pris pour l’application de la loi n°09-08
relative à la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des
données à caractère personnel.
- Décision du premier ministre n°3-33-11 du 28 mars 2011 approuvant le
règlement intérieur de la Commission nationale de contrôle de la protection
des données à caractère personnel, Bulletin Officiel n°5932 du 7 avril 2011.
- Directive européenne n°95/46/CE.

76
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية الثانية‬

‫الجلسة العلمية الثانية‬


‫رئيس الجلسة‬
‫الدكتور محمد مومن‬
‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتامعية – جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إستراتيجيات األمن السيبراني في التشريعات العربية (اليمن أنموذجا)‬

‫نائب رئيس جامعة سبأ للشؤون األكادمية‪،‬‬


‫وعميد كلية الحقوق (اليمن)‬
‫‪dr.gess2014@gmail.com‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫األمــن عنرص رضوري يف الحيــاة وركيزة أساسية لبناء أي مجتمع ومنو نشاطه؛ ومع بروز الثورة‬
‫التكنولوجية تعاظم دور تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وبتزايد أثرها عىل مؤسسات الدولة‪ ،‬ازدادت‬
‫املخاطر عىل املنظومات املعلوماتية‪ ،‬وتنوعت واختلفت أساليبها‪ ،‬مام أدى إىل تعطيل الخدمات العامة‪،‬‬
‫وإيقاع خسائر مادية ومعنوية باألفراد واملؤسسات الحكومية‪ ،‬وعرف ما يسمى بالحرب اإللكرتونية‪ ،‬وهنا‬
‫برز مصطلح األمن السيرباين)‪ ، (Cyber security‬فتعترب قضية األمن السيرباين من أهم القضايا التي‬
‫تشغل العامل اليوم؛ ألنه جزء أسايس مـن أمـن الدولـة لرتبا طه باملسائل املتعلقة بحاميـة املعلومـات‬
‫ملا لها من تأثري فعال ألمن القومي واالستقرار االقتصادي‪ .‬ومع اإلقرار بخطورة التهديد السيرباين‪،‬‬
‫بحث خرباء األمن‪ ،‬وصناع القرار‪ ،‬واملرشعني اسرتاتيجية التصدي للهجامت السيربانية‪ ،‬فبدون الردع‬
‫السيرباين ستظل البيانات املفتوحة عرضة لالخرتاقات واالعتداء واالستغالل‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيــة‪ :‬األمــن – السيرباين – اإلسرتاتيجية – الترشيعات‪.‬‬

‫‪Résumé:‬‬
‫‪Security is a necessary element in life and a fundamental pillar‬‬
‫‪for building any society and growth of its activity. With the emergence‬‬
‫‪of the technological revolution, the role of information and‬‬
‫‪communication technology increased, and its impact on state‬‬
‫‪institutions increased, also the risks of information systems increased,‬‬
‫‪and their methods varied, which led to the disruption of public‬‬
‫‪services, and the infliction of material and moral losses on individuals‬‬
‫‪and governmental institutions, and the so-called electronic war, and‬‬
‫‪here the term emerged Cyber security. The issue of cyber security is‬‬
‫‪one of the most important issues that occupy the world today. Because‬‬
‫‪it is an essential part of state security and it is linked to issues related‬‬

‫‪78‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪to the protection of information and its effective impact on national‬‬
‫‪security and economic stability. While recognizing the seriousness of‬‬
‫‪the cyber threat, security decision makers and lawmakers discussed a‬‬
‫‪strategy to respond to cyber-attacks. Without cyber deterrence open‬‬
‫‪data will remain vulnerable to breaches, abuse, and exploitation.‬‬
‫‪Keywords: security - cyber security - strategy - legislation.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫يف ظل الثورة الرقمية املعارصة‪ ،‬والتطور الهائل يف وسائل االتصال وأجهزة االتصاالت يف كل مناحي‬
‫الحياة‪ ،‬أصبحت تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت املحرك األسايس يف عملية جمع املعلومات وتبادلها وحفظها‬
‫ومعالجتها‪ ،‬األمر الذي يساهم يف منو مختلف القطاعات االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وحيث أن شبكة اإلنرتنت‬
‫تعترب مخ زن كبري للمعلومات‪ ،‬واألدوات األساسية يف التفاعالت املختلفة بني األفراد واملؤسسات‪ ،‬ومنصة‬
‫للتطبيقات التعليمية والعلمية وتقديم خدمات الكرتونية لجميع مؤسسات املجتمع الرسمية منها والتجارية‪ ،‬مام‬
‫جعل العامل االلكرتوين والفضاء السيرباين ساحة للرصاعات الدولية سواء كانت مدنية أو عسكرية‪ ،‬حيث أن‬
‫قوة الدول مل تعد تقليدية اقتصاديا وعسكريا فقط‪ ،‬وإمنا برز ما يعرف بالفضاء السيرباين‪ ،‬واصبح من ميتلك‬
‫التكنولوجيا هو من ميلك القوة والسيطرة‪ ،‬وبرزت مخاطر عسكرة الفضاء اإللكرتوين‪ ،‬فتسعى األنظمة والدول‬
‫جاهدة لحامية فضائها اإللكرتوين وتأمني بياناتها‪.‬‬

‫وعىل الرغم من التطور الهائل الذي شهدته اليمن يف مجال االتصاالت وتقنية املعلومات وإدخال خدمة‬
‫االنرتنت منذ عام ‪ 1996‬م‪ ،‬ومع توجه الحكومية نحو األمتتة‪ ،‬أصبح الحفاظ عىل استمرارية االتصال وسهولة‬
‫ورسعة الوصول إىل شبكة اإلنرتنت أمرا حيويا وأساسيا ال غنى عنه‪ ،‬وبالتايل ستتزايد املخاطر واالخرتاقات‬
‫والتهديدات السيربانية عىل السيادة الوطنية واألمن القومي‪ ،‬ولهذا فإن بناء ثقافة األمن السيرباين بات أمرا‬
‫أساسيا‪)1( .‬‬

‫إن األوضاع األمنية غري املستقرة التي تشهدها اليمن‪ ،‬تحتاج إىل األمن السيرباين؛ ألن مجال املعلومات‬
‫يف اليمن مل يح َظ باالهتامم من مختلف القطاعات سواء كانت حكومية أو خاصة‪ ،‬مع أن خرباء أمن املعلومات‬
‫قد كشفوا أن اليمن تعترب أرض خصبة لإلرهاب االلكرتوين‪)2( .‬‬

‫‪79‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبناء عىل ما سبق ومع اإلقرار بخطورة التهديدات السيربانية تبحث الحكومة اليمنية‪ ،‬مع الخرباء والباحثني‬
‫برضورة تأمني بنية تحتية آمنة لتقديم الخدمات اإللكرتونية‪ ،‬وكشف محاوالت االخرتاق واتخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة بأرسع وقت ممكن يف حال حدوثها‪ ،‬فقد أعدت وزارة االتصاالت وتقنية املعلومات سياسة وطنية ألمن‬
‫املعلومات؛ والتي تتضمن املتطلبات األساسية الواجب توفرها لدى الجهات الحكومية لضامن عمل املنظومات‬
‫املعلوماتية بشكل آمن ومستمر‪ ،‬وبعد أن شعرت الوزارة مبخاطر غيات منظومة ألمن املعلومات‪ ،‬دعت إىل عقد‬
‫مؤمتر خاص لتوعية القطعات املختلفة يف الدولة لحامية املعلومات‪.‬‬

‫أهمية وهدف الدراسة‪:‬‬


‫هذه ورقة متواضعة نظرية تهدف إىل إلقاء ضوء عىل أهمية األمن السيرباين والتعريـف بـه‪ ،‬وكيفية تحقيق‬
‫االمن السيرباين لحامية املواطنني واملستهلكني وأجهـزة الدولـة‪ ،‬يف ظل تزايد انخراط اليمن يف استخدام‬
‫تقنيات الفضاء اإللكرتوين‪ ،‬وما يتصل بها من تهديدات لألمن القومي‪ ،‬وتوضيح أهمية مواجهتها بقواعد قانونية‬
‫ضمن الترشيعات الحالية حتى يرى النور مرشوع قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات القابع تحت قبة الربملان‪.‬‬

‫اشكالية الدراسة‪:‬‬
‫اإلشكالية تتمثل يف أن التكنولوجيا تتطور يشكل يومي والقانون ال يتطـور بـنفس الـوترية املتـسارعة‪،‬‬
‫فالبـد مـن مواكبـة املـستجدات والتطـورات بقوانني تنظمها وتحميها‪.‬‬

‫فرضية الدراسة‪:‬‬
‫انتقال الرصاع الدويل إىل الفضـاء السـيرباين زاد مـن احتامل حدوث حروب سيربانية مام يتطلب من‬
‫الحكومة اليمنة زيادة االهتامم بالتطور التكنولوجي‪ ،‬وحاميتها قانونيا لتحقيق أمن املعلومات والفضاء السرباين‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬


‫▪ الحاجة املاسة ملعرفة مفهوم األمن السيرباين ودوره فـي تحقيـق حامية املعلومات‪.‬‬
‫▪ نرش ثقافة األمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ توضيح ما يحققه األمن السيرباين من استقرار لتكنولوجيا املعلومات مبا يعود الفائدة للمجتمع‪.‬‬

‫خطة الورقة‪:‬‬
‫تتكون الورقة من مبحثني‬

‫‪80‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬نخصصه ملفهوم األمن السيرباين‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬نفرده للتبعات القانونية لألمن السيرباين يف الترشيعات اليمنية‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم األمن السيرباين‬


‫بادئ ذي بدء نسمع كثريا عن أمن املعلومات وحامية املعلومات والحامية القانونية أو الترشيعية للمعلومات‪،‬‬
‫ومنذ عام ‪2014‬م برز مصطلح األمن السيرباين‪ ،‬فام مدلول أمن املعلومات واألمن السيرباين؟‬

‫عىل الرغم من أن الغالبية يظنون بأن األمن السيرباين وأمن املعلومات أنهام مصطلحان مرتادفان يقصد‬
‫بهام حامية املعلومات‪ ،‬إال أن الفقه يفرق بني مدلول املصطلحني فاألمن السيرباين يهتم بحامية املعلومات من‬
‫التعرض للرسقة من قبل مصادر خارجية عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬بينام أمن املعلومات يهتم باملعلومات أينام وجدت‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫المن السيرباين‪:‬‬
‫هو األمن الذي يتعلق بالحامية من املخاطر املحتملة عن طريق مصادر خارجية وخاصة اإلنرتنت‪ ،‬وحامية‬
‫الحواسيب املكتبية أو املحمولة من أي نوع من الهجامت واالخرتاقات والتهديدات التي تحدث عن طريق‬
‫السريفرات والحواسيب األخرى وشبكة اإلنرتنت بشكل عام‪ ،‬وعدم السامح ألحد غري مرصح له بالدخول أو‬
‫الوصول إىل املعلومات ‪)4(.‬‬

‫أمن املعلومات‪:‬‬
‫يهتم أمن املعلومات بحامية كل ما يتعلق باملعلومات ضمن الحاسب وليس حامية الحاسب كله‪ ،‬وتصنف‬
‫البيانات عىل أنها معلومات عندما تكون ذات معنى‪ ،‬حيث أن كل ما يحفظ ضمن أي نظام حاسويب يدعى‬
‫بيانات ولكنها ال تسمى معلومات إال حني تتم معالجتها لتأخذ معنى‪ ،‬أي تصبح صورة ميكن رؤيتها أو نص‬
‫ميكن قراءته أو ملف ما ميكن تشغيله‪ ،‬وهنا يتدخل أمن املعلومات ويقوم بحاميتها من أي خطر خارجي محتمل‬
‫كالرسقة واالخرتاق ومينع أي شخص غري مرصح له بالوصول إليها‬

‫كثري من الباحثني مييلون إىل أن مصطلح سيبار ظهر مع ظهور الشبكة العنكبوتية االنرتنت‪ ،‬إال أن األمن‬
‫السيرباين ظهر حديثا وعرف بأنه جميع اإلجراءات التنظيمية الالزمة لضامن حامية املعلومات بجميع أشكالها‬
‫االلكرتونية واملادية من مختلف الجرائم‪ ،‬والهجامت أو هو عبارة عن مجموعة الوسائل التقنية والتنظيمية‬

‫‪81‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واإلدارية التي يتم استخدامها ملنع االسـتخدام غري املرصح به‪ ،‬وسوء االستغالل‪ ،‬واستعادة املعلومات‬
‫اإللك رتونيـة‪ ،‬ونظـم االتصـاالت واملعلومات التي تحتويها‪ ،‬وذلك بهدف ضامن توافر واستمرارية عمل نظم‬
‫املعلومات‪ ،‬وتعزيز حامية ورسية وخصوصية البيانات الشخصية‪ ،‬واتخاذ جميع التدابري الالزمة لحاميـة‬
‫املـواطنني واملستهلكني من املخاطر يف الفضاء السيرباين‪)5( .‬‬

‫بقدر ما أعط ت الحواسيب واإلنرتنت خدمات وتسهيالت ومعارف‪ ،‬أعطت يف نفس الوقت عامل الجرمية‬
‫أبعاد جديدة‪ ،‬فصار من املمكن ارتكاب جرائم الرسقة‪ ،‬والتزوير‪ ،‬واالختالس عن بعد‪ ،‬فظهر مصطلح‬
‫(‪ )Cybercrime‬الذي يعني الجرائم التي ترتكب باستخدام الحاسوب بواسطة شبكة اإلنرتنت‪.‬‬

‫فالفضاء السيرباين يتعلق بضبط االتصاالت‪ ،‬وانتفال املعلومات‪ ،‬ويتعلق بأمن املواقع واألنظمة‬
‫االلكرتونية‪ ،‬ولهذا فإن األمن السيرباين حزمة من العمليات واإلجراءات تقوم بحامية الشبكات وأجهزة‬
‫الكمبيوتر والربامج والبيانات من الهجوم أو التلف أو الرسقة والوصول غري املرصح به‪)6( .‬‬

‫املفهوم الفقهي للجرمية املعلوماتية‪:‬‬


‫الجرمية بصورة عامة هي سلوك إجرامي مرض مبصالح املجتمع من خالل ارتكاب فعل يجرمه القانون أو‬
‫االمتناع عن فعل أمر به القانون‪ ،‬فإذا ما تم هذا الفعل بواسطة الوسائل التكنولوجية بواسطة الحاسوب وعرب‬
‫شبكة اإلنرتنت ميكن وصف النشاط حينئذ بالجرمية اإللكرتونية‪ .‬عرفها جانب من الفقه بأنها كل فعل غري‬
‫مرشوع يؤدي فيه جهاز الحاسوب دورا مهام إلمتام السلوك غري املرشوع عىل أن يكون هذا األداء أو الدور‬
‫مؤدي إىل ارتكاب الجرمية‪)7( .‬‬

‫ومن الفقهاء من عرف الجرمية املعلوماتية بأنها‪ " :‬كل أشكال السلوك أو الفعل غري املرشوع والذي يرتكب‬
‫بواسطة جهاز الحاسوب‪)8( .‬‬

‫وعرفها جانب آخر من الفقه بأن الجرمية املعلوماتية تشمل كل أشكال السلوك أو األفعال التي ترض‬
‫باملجتمع والتي ترتك باستخدام الحاسب اآليل واإلنرتنت‪)9( .‬‬

‫مكتب تقييم التقنية األمري يك بأنها‪ " :‬مجموعة من األفعال املرتبطة باملعلومات التي ميكن أن تكون‬
‫جديرة بالعقاب"(‪)10‬‬

‫خصوصية جرائم اإلنرتنت والحلول الفقهية املقرتحة بشأن تنازع الختصاص ‪)11(:‬‬

‫‪82‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كام هو معلوم‪ ،‬فإن الشبكة العنكبوتية ال تستأثر بها دولة بعينها‪ ،‬ويتسنى ملستخدميها ولوجها من أية بقعة‬
‫يف العامل تقري ُبا من خالل جهاز حاسوب يكون متصال بها‪ ،‬ومبا أن الشبكة موزعة عىل الكرة األرضية‪ ،‬ال‬
‫تتقيد بالحدود‪ ،‬تكون من حيث املبدأ خارج أية رقابة أو سيطرة من أية جهة‪ ،‬وهذا يستتبع ولو نظرياـ عدم إمكان‬
‫خضوعها لسلطان قانون معني ‪)12(.‬‬

‫صعوبة إثبات الجرائم املعلوماتية‪ ،‬يعود ذلك لصعوبة إقامة الدليل املادي عىل مرتكبها؛ ألن املجرم‬
‫املعلومايت يقوم مبحو الدليل‪ ،‬والتالعب فيه‪ ،‬ويعود ذلك لطابعة التقني‪)13( .‬‬

‫القطاعات املستهدفة يف مجال جرائم نظم املعلومات‪)14( :‬‬


‫إن كافة املجاالت واألنشطة والقطاعات سواء الحكومية أو الخاصة‪ ،‬أمست تستخدم الحاسب اآليل‬
‫واإلنرتنت‪ ،‬وتعتمد عليهام نظرا لإلمكانيات العالية والخدمات والتسهيالت التي تقدمه باملقارنة بالجهود‬
‫البرشية‪ ،‬مبا أصبح يعرف بالحكومة اإللكرتونية‪ ،‬التي تعتمد عىل حاسبات ترتبط بعضها ببعض بشبكة داخلية‪،‬‬
‫وترتبط هذه الشبكة بالشبكة الدولية اإلنرتنت عن طريق وسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬ومن خالل هذه الشبكات‬
‫تتداول بيانات ومعلومات الحكومة اإللكرتونية‪ ،‬ولهذا فإن كافة املجاالت واألنشطة والقطاعات‪ ،‬ليست مبنأى‬
‫عن ظاهرة الجرمية اإللكرتونية‪ ،‬ولهذا فإن الحاجة ملحة لألمن السيرباين‪ .‬وقد منا إىل جوار السوق الرشعية‬
‫للمعلومات السوق السوداء للمعلومات ذلك السوق الذي تتم فيه مقايضة وبيع املعلومات املرسوقة أو املقتبسة‬
‫من أصحابها الحقيقيني والرشعيني‪ ،‬وخاصة يف األنشطة االقتصادية واالجتامعية والتي نالت املعلومات‬
‫األتية‪)15(:‬‬

‫▪ املعلومات املالية‪ ،‬سواء يف املنشئات العامة والخاصة‪،‬‬


‫▪ املعلومات التجارية والصناعية‪ ،‬حيث تستهدف مرشوعات االستثامر‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬واألسواق‪،‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬ومراكز البيع‪ ،‬واألسعار‪ ،‬وقطاع الصناعي لإلنتاج‪.‬‬
‫▪ املعلومات الشخصية‪ ،‬التي متس رسية الحياة الخاصة‪ ،‬والنقابية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬املخزنة يف ذاكرة‬
‫الحاسبات اآللية للنوك ورشكات التأمني‪ ،‬وكذلك التي لدى املحامني‪ ،‬واملستشفيات‪ ،‬ويف الرشطة‪،‬‬
‫واألحزاب‪ ،‬والنقابات‪.‬‬
‫▪ املعلومات العسكرية‪ ،‬التي متس أرسار الدولة واملرشوعات التسليحية املختلفة وخاصة الحديثة‪.‬‬

‫الجهود الدولية ملكافحة الجرائم املعلوماتية‪)16( :‬‬

‫‪83‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الجهود الدولية ملكا فحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬ما زالت دون املستوى املطلوب رغم بعض الجهود التي ال‬
‫ترقَ إىل املستوى التعاون املطلوب‪ .‬وعمال مببدأ اإلقليمية‪ ،‬فإن كل دولة متارس سيادتها عىل إقليمها بتطبيق‬
‫قوانينها داخل حدودها‪ ،‬برصف النظر عن جنسية مرتكب الجرمية‪ ،‬الذي يحتمل معه تنازع القوانني حيال‬
‫الواقعة الواحدة‪ ،‬والذي يستتبع بالرضورة تنازع االختصاص‪ .‬فجرمية السب مثال عرب الرسائل اإللكرتونية ‪E.‬‬
‫‪mails‬تقع أحيانا يف بلد ويتلقاها الضحية يف بلد آخر‪ ،‬فمثل هذه الرسائل وغريها التي تتم عن بعد بواسطة‬
‫هذه الشبكة متر يف كثري من األحيان بأكرث من دولة قبل وصولها إىل بلد االستقبال‪ ،‬ناهيك أن بعض األفعال‬
‫التي تبث من خالل اإلنرتنت‪ ،‬تعد أحيانا جرمية يف بلد ومباحة يف غريه من البلدان املرتبطة بهذه الشبكة ‪.‬‬
‫مام يزيد من انعدام أو ضعف الرقابة عىل الرسائل اإللكرتونية‪ ،‬وغياب قانون محدد يجري إعامله عىل األفعال‬
‫التي تكون جرائم انرتنت‪ ،‬مام يثري التساؤل عن القانون الواجب التطبيق عىل املواقع اإللكرتونية عىل شبكة‬
‫اإلنرتنت ‪.‬‬

‫وتطبيقا للقواعد التي تحكم االختصاص املكاين‪ ،‬فإن جرائم اإلنرتنت العابرة للحدود تخضع يف كثري من‬
‫األحيان ألكرث من قانون‪ ،‬فإذا وقع السلوك يف نطاق بلد معني واآلثار الضارة تحققت يف نطاق بلد آخر‪ ،‬فإن‬
‫كال البلدين يكون قانونه واجب التطبيق عىل الواقعة‪ ،‬مبعنى أنه يتم تطبيق قانون كل دولة تحقق يف نطاقها‬
‫أحد عنارص الركن املادي للجرمية (السلوك أو النتيجة)‪ ،‬فيكفي ليكون قانون البلد واجب التطبيق تلقي الضحية‬
‫الرسالة اإللكرتونية املجسدة لجرمية السب أو التهديد مثال يف نطاقه ولو كان الفعل ذاته غري معاقب عليه يف‬
‫بلد املنشأ ‪ .‬وبتطبيق ذلك عىل جرمية انتهاك املصنفات ينعقد االختصاص للدولة التي تم فعل االنتهاك عىل‬
‫إقليمها‪ ،‬باعتبار أن الفعل عن بعد يعد أحد العنارص املكونة لجرمية التقليد‪ ،‬ومثة أمر آخر يزيد األمر تعقيدا‬
‫وصعوبة يف تحديد االختصاص يف جرائم اإلنرتنت عرب الوطنية بالذات أال وهو تباين املعايري الوطنية فيام‬
‫يتعلق بتحديد االختصاص‪ ،‬األمر الذي يفيض عادة إىل حدوث تنازع يف االختصاص بشأن هذه الطائفة من‬
‫الجرائم ‪.‬‬

‫فعىل سبيل املثال‪ ،‬لو أن شخصا ارتكب أيا من هذه الجرائم عىل إقليم دولة ال يحمل جنسيتها‪ ،‬فقد‬
‫يحدث التنازع بني قانون الدولة التي ارتكبت الجرمية عىل إقليمها وقانون الدولة التي ينتمي إليها‪ ،‬أي أن‬
‫الفعل يتنازعه قانونان‪ ،‬قانون دولة اإلقليم عىل أساس مبدأ اإلقليمية‪ ،‬وقانون دولة الجاين عىل أساس مبدأ‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وعىل افرتاض إمكانية إيجاد حل لهذه املشكلة من الناحية القانونية‪ ،‬فإنها تظل تصطدم بعقبات عملية‬
‫بالنظر إىل اإلجراءات املعقدة والطويلة التي يلزم اتباعها ملحاكمة الجاين الذي ارتكب أيا من هذه الجرائم‪،‬‬
‫املقيم خارج البلد الذي تتم فيها محاكمته‪ ،‬وعىل تنفيذ األحكام الصادرة بالخارج‪ ،‬خاصة أن العائق األكرب مبدأ‬
‫عدم جواز محاكمة الشخص عن الفعل الواحد مرتني‪ ،‬وكذلك عدم جواز تسليم الوطنيني ‪.‬‬

‫وقد طُرحت مثل هذه املشاكل عىل القانون املقارن‪ ،‬فالقانون األمرييك يتسع نطاق تطبيقه بحيث ميتد‬
‫إىل األفعال املرتكبة يف الخارج طاملا أن آثارها تحققت يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وتشري التطبيقات‬
‫القضائية إىل أنه يكفي المتداد والية القضاء املذكور إىل جرمية وقعت يف الخارج أن تكون آثارها قد مست‬
‫مصالح أمريكية أو عرضتها للخطر‪ ،‬وفقا ملبدأ االختصاص الشخيص‪.‬‬
‫كام تبنى القضاء اإلنجليزي نظر الدعاوى الناشئة عن إساءة استخدام اإلنرتنت‪ ،‬متى كان هناك ارتباط‬
‫بني الواقعة املرتكبة وبريطانيا عمال بقانون إساءة استخدام الحاسوب الصادر سنة ‪1990‬م ‪(The Computer‬‬
‫‪ ،Misuse Act of 1990‬فليك ينعقد االختصاص للمحاكم اإلنجليزية‪ ،‬يكفي امتداد آثار الواقعة إىل بريطانيا‪،‬‬
‫ولو كانت هذه الواقعة قد حدثت يف الخارج‪ ،‬برصف النظر عن محل إقامة‪ .‬أما يف فرنسا فيمتد اختصاص‬
‫القضاء هناك إىل جرائم اإلنرتنت التي وقعت يف الخارج عمال بقانون العقوبات الجديد متى كانت الظروف‬
‫الواقعة تربر مصلحة فرنسا يف إعامل قانونها عليها ‪.‬‬

‫نخلص مام سبق إىل إن جرائم اإلنرتنت عرب الوطنية‪ ،‬ال تتقيد بحدود خالفُا للجرائم التقليدية املعروفة‪،‬‬
‫األمر الذي يجعلها يف كثري من األحيان تستعيص الخضوع للقواعد القانونية التي تحكم مسألة االختصاص‬
‫املكاين‪ ،‬ومن ثم فإن الطبيعة الخاصة لهذا الصنف من الجرائم العرصية تتطلب تجاوز املعايري التي طرحها‬
‫الفقه للتغلب عىل مشكلة تنازع االختصاص والعمل عىل تبني حلول أكرث مرونة تأخذ يف الحسبان النطاق‬
‫الجغرايف لهذه الجرائم وسهولة ارتكابها وآلية تنفذها والتخلص من آثارها وما إىل ذلك من اعتبارات يفرضها‬
‫الطابع التقني املتطور‪.‬‬
‫ولهذا ينبغي أال يرتك األمر ملحض اجتهادات الفقه والقضاء‪ ،‬وإمنا يلزم تدخل املرشع لتحديد معايري‬
‫االختصاص التي يفرتض عدم تضييق نطاقها‪ ،‬بحيث يكون من املالئم أن ينعقد االختصاص لقانون أي بلد‬
‫أرضت به الجرمية أو املتوقع أن تشكل خطورة عىل مصالحه‪ ،‬ولو كان مكان وقوعها خارج نطاق إقليمها ويف‬
‫تقديرنا فإن تبني مبدأ االختصاص العاملي بهذا الخصوص من أجل تجنب الكثري من املشاكل الناجمة عن‬
‫تحديد مكان وقوع الجرمية أو ترتب آثارها الضارة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التبعات القانونية لألمن السيرباين يف الترشيعات اليمنية‬
‫لقد أصبحت الربامج وتطبيقاتها‪ ،‬وقواعد البيانات‪ ،‬تلعب دورا كبريا يف نظم الحاسوب اآليل‪ ،‬وتؤثر تأثريا‬
‫مبارشا يف نجاح استخداماتها املختلفة‪ ،‬فمن الرضوري أن يتدخل املرشع لحاميتها‪ ،‬سيام وأن املصنفات‬
‫التقليدية يف الوقت الحايل مثل الكتب واملجالت قابلة للنسخ يف شكل الكرتوين‪)17( .‬‬

‫موقف الترشيعات العربية من الجرمية املعلوماتية‪:‬‬


‫املالحظ أن جميع دول العامل تسعى نحو تأمني أنظمتها املعلوماتية ومنها الدول العربية‪ ،‬وإن كانت األخرية‬
‫تسري يف سبيل الوصول إىل منظومة تأمينية ألنشطتها املعلوماتية بخطى بطيئة نسبيا؛ ألنها كانت تعتمد إىل‬
‫حد كبري عىل القواعد الجنائية ملواجهة ظاهرة الجرمية املعلوماتية وذلك مبحاولة تطويع النصوص العقابية‬
‫القامئة للتطبيق عىل األفعال املختلفة للجرمية املعلوماتية‪ ،‬فهذا هو الحال اليمني فلم يصدر بها قانون خاص‬
‫بالجرمية املعلوماتية‪.‬‬

‫اإلسكوا والترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية‪)18( :‬‬


‫لجنة األمم املتحدة االقتصادية واالجتامعية لغرب آسيا ‪(United Nations Economic and Social‬‬
‫)‪ Commission for Western Asia‬وتعرف باسم إسكوا (‪ )ESCWA‬وهي واحدة من خمس لجان إقليمية‬
‫أسسها املجلس االقتصادي واالجتامعي لألمم املتحدة ومقرها الرئييس يف بريوت‪ ،‬لبنان‪ .‬يف ‪ 9‬آب‪/‬أغسطس‬
‫‪1973‬م تأسست اإلسكوا مبوجب قرار املجلس االقتصادي واالجتامعي التابع لألمم املتحدة ‪((LV) 1818‬د‪)55-‬‬
‫لتحل محل مكتب األمم املتحدة االقتصادي واالجتامعي يف بريوت‪ ،‬وقد تبدل االسم عام ‪1985‬م‪ ،‬سميت‬
‫آنذاك "اللجنة االقتصادية لغريب آسيا (اإلسكوا)‪.‬‬
‫‪26‬متوز‪/‬يوليو ‪1985‬م أعيدت تسميتها فأصبحت "اللجنة االقتصادية واالجتامعية لغريب آسيا"‬ ‫▪‬
‫(اإلسكوا)‪ ،‬وذلك بهدف اإلقرار بالجانب االجتامعي من عملها‪.‬‬
‫▪ ‪ 1982-1991‬م انتقلت اإلسكوا من بريوت إىل بغداد إثر االجتياح اإلرسائييل للبنان يف عام ‪1982‬م‪،‬‬
‫وبقيت يف العاصمة العراقية حتى عام ‪1991‬م‪.‬‬
‫عامن إثر حرب الخليج الثانية يف عام ‪1991‬م‪ ،‬وبقيت‬
‫▪ ‪1991-1997‬م انتقلت اإلسكوا من بغداد إىل ا‬
‫يف العاصمة األردنية حتى عام ‪1997‬م‪.‬‬
‫▪ ترشين األول‪/‬أكتوبر ‪1997‬م عادت إىل بريوت‪ ،‬العاصمة اللبنانية‪ ،‬التي كانت املقر الدائم لها‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لقد أظهرت الدراسات التي أجرتها اإلسكوا أن معظم البلدان العربية تعاين من الفراغ الترشيعي يف‬
‫املواضيع الخاصة بالفضاء السيرباين‪ ،‬يعود ذلك بشكل أسايس إىل حداثة هذه املواضيع‪ ،‬وارتباطها بالتطورات‬
‫الرسيعة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬يضاف إىل ذلك بطء عملية صياغة وإقرار القوانني يف معظم‬
‫البلدان العربية‪ ،‬نتيجة لعدم االستقرار السيايس يف املنطقة؛ كام أن تقاطع الترشيعات السيربانية مع العديد‬
‫من القوانني القامئة يشكل صعوبة إضافية أمام البلدان‪ ،‬ال سيام القوانني املتعلقة بتنظيم قطاع االتصاالت‪،‬‬
‫والقوانني الجنائية‪ ،‬إذ إن إدخال بنود خاصة بالجرمية اإللكرتونية أو إصدار قانون خاص بذلك يتطلب جهود‬
‫كبرية من أجل تحديد ماهية الجرائم اإللكرتونية وكيفية إثباتها وعقوباتها‪ ،‬مبا يتالءم مع اإلطار الفقهي‬
‫والقانوين للبلد‪)19(.،‬‬

‫وإزاء تكرار توصيات املشاركني يف اجتامعات اإلسكوا عىل رضورة القيام بعمل إقليمي يسعى إىل تنسيق‬
‫القوانني عىل مستوى البلدان العربية يستجيب للحاجة والنقص فيها‪ ،‬قامت اإلسكوا بإطالق مرشوع "تنسيق‬
‫الترشيعات السيربانية لتحفيز مجتمع املعرفة يف املنطقة العربية" الذي بدأ تنفيذه عام ‪2006‬م وانتهى بنهاية‬
‫عام‪ 2012‬م وقد هدف هذا املرشوع إىل تعزيز وتنسيق الترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية بغية بناء قطاع‬
‫متني ومستدام لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت عرب وضع األطر الترشيعية والقانونية املالمئة‪ ،‬وقد حاول بعض‬
‫البلدان العربية استدراك هذا الفراغ الترشيعي عرب سن قوانني تتعلق باملعامالت اإللكرتونية وذلك باقتباس‬
‫قواعد قانونية من بلدان أخرى أو باالستعانة باملعاهدات الدولية‪ ،‬إقرارا منها بأهمية هذه الترشيعات ورضورتها‬
‫من أجل تطوير مجتمع املعلومات وبناء االقتصاد املبني عىل املعرفة‪)20(.‬‬

‫واألمر ال يزال يحتاج لجهود مضنية لرفع أمن املعلومات يف البلدان العربية‪ ،‬ولهذا تهتم القطاعات العامة‬
‫والخاصة وخاصة األكادميية منها لعقدت ندوات ومؤمترات عدة حول املتطلبات القانونية والتنظيمية لبناء مجتمع‬
‫ا ملعرفة املستدام يف املنطقة العربية تم خاللها استعراض ومناقشة مقرتح إطار عمل إقليمي للترشيعات‬
‫السيربانية يف املنطقة العربية‪ ،‬والذي يحدد دور البلدان يف تطوير الترشيعات السيربانية وطنيا‪ ،‬ففي لبنان‬
‫عدت ندوة يف مقر األمم املتحدة يف بريوت يومي ‪19‬و‪ 20‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪2012‬م‪ )21(،‬ويف اليمن عقد‬
‫املؤمتر الوطني األول لألمن السيرباين مبقر وزارة املواصالت وتقنية املعلومات بصنعاء يف األيام ‪ 9-7‬من‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪2021‬م‪ ) 22(.‬ويف اململكة املغربية نظم املركز الدويل للخربة االستشاري‪ ،‬وماسرت العلوم الجنائية‬
‫واألمنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية جامعة القايض عياض‪ ،‬مبراكش‪ ،‬ومخترب بحث قانون‬
‫األعامل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن األول بسطات‪ ،‬ومجلة القانون واألعامل الدولية‪ ،‬عقد‬

‫‪87‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املؤمتر العلمي الدويل تحت عنوان " ألمن السيرباين يف الترشيعات العربية"‪ ،‬املنعقد عن بعد يومي ‪16‬و‪17‬‬
‫يوليو‪/‬متوز‪2021‬م‪ ،‬ولقد تخلل تلك اللقاءات عروض ونقاشات حول التوجهات املستقبلية الوطنية واإلقليمية‬
‫والدولية‪ ،‬وتحديات التكنولوجيات الجديدة باالهتامم باألمن السيرباين وحامية مصنفات الحاسوب اآليل‪،‬‬
‫وميكن تصنيف الترشيعات السيربانية املوىص بها‪ ،‬تبعا ملوضوعها‪ ،‬يف أربعة أنواع‪)23( :‬‬

‫▪ النوع األول يتضمن القوانني الهادفة إىل حامية املستخدم مثل حامية الخصوصية والبيانات الشخصية‬
‫وحامية حقوق املستهلك‪.‬‬
‫▪ والنوع الثاين يتعلق بالقانون الجزائية وهو خاص مبعالجة الجرائم واالستخدام اليسء للفضاء‬
‫السيرباين‪.‬‬
‫▪ النوع الثالث مرتبط بحامية امللكية الفكرية للمنتجات والربامج واملعلومات املنشورة عىل اإلنرتنت مبا‬
‫يتالءم مع تحفيز اإلبداع والبتكار‪.‬‬
‫▪ النوع الرابع يهدف إىل تنظيم األعامل التجارية عىل الفضاء السيرباين‪.‬‬

‫موقف الترشيعات اليمنية من أمن املعلومات‪:‬‬


‫كام سبق القول بأن ال يوجد قانون خاص يعالج الجرمية املعلوماتية‪ ،‬وبالتايل يف القواعد التقليدية هي‬
‫الحل‪ ،‬باستقراء القواعد القانونية نجد أنواع من القواعد القانونية التي تتعلق بالجرمية املعلوماتية‪ ،‬كالقواعد لتي‬
‫تحمي حرمة الحياة الخاصة‪ ،‬وجرائم األموال‪ ،‬والقواعد الواردة يف ترشيعات خاصة‪ ،‬والتي ميكن تطبيقها عىل‬
‫الجرائم املعلوماتية‪ ،‬كالقوانني الخاصة بنظام الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وقانون الحق الفكري‪ ،‬تنظيم الصناعة‪ ،‬وقانون‬
‫العالمات التجارية‪ ،‬وتصاميم الصناعية‪ ،‬وبراءة االخرتاع‪ ،‬وحق املؤلف‪.‬‬

‫فاملرشع بالقطر العريب اليمني يعرتف بالتعاقد بأي وسيلة اتصال طاملا كانت مقبولة من الناحية القانونية‪،‬‬
‫حيث نصت املــادة ‪ 154‬مدين بقولها‪ " :‬يتم العقد بواسطة كل وسائل االتصاالت السلكية والالسلكية طاملا‬
‫توفرت فيها الصفة الوثائقية املقبولة قانونا"‪)24(.‬‬

‫والقانون رقم ‪ 40‬لسنة ‪2006‬م بشأن أنظمة الدفع والعمليات املالية واملرصفية اإللكرتونية عرف املصطلحات‬
‫املتعلقة بالحاسبات عىل النحو اآليت‪)25( :‬‬

‫‪88‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫املنظومة اإللكرتونية املستخدمة إلنشاء رسائل البيانات ومعالجتها‬ ‫نظام معالجة املعلومات‪:‬‬
‫وتجهيزهــا وتخزينها وإرسالها واستقبالها‪.‬‬

‫مجموعة من األوامر واألرقام التي تحتاج إىل معالجة وتنظيم أو إعادة تنظيم‬
‫ليك تتحول إىل معلومات‪ ،‬وقد تأخذ شكل نص أو أرقام أو أشكال أو رسومات‬ ‫رسالة البيانات‪:‬‬
‫أو صور أو تسجيل أو أي مزيج من هذه العنارص‪.‬‬
‫هي عبارة عن بيانات متت معالجتها بواسطة نظام معالجة املعلومات فأخذت‬
‫رسالة املعلومات‪:‬‬
‫شكال مفهوما‪.‬‬
‫نقل البيانات إلكرتونيا من شخص إىل آخر باستخدام نظام معالجة املعلومات‪.‬‬ ‫تبادل البيانات‬
‫اإللكرتونية‪:‬‬
‫االتفاق الذي يتم إبرامه بوسائل إلكرتونية كليا أو جزئيا‪.‬‬ ‫العقد اإللكرتوين‪:‬‬
‫عبارة عن جزء مشفر يف رسالة البيانات أو مضاف إليها أو مرتبط بها ويتخذ‬
‫هيئة حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غريها ويكون مدرجا بشكل‬
‫إلكرتوين أو رقمي أو ضويئ أو أي وسيلة أخرى مامثلة بحيث ميكن من‬ ‫التوقيع اإللكرتوين‪:‬‬
‫خالله التعرف عىل املنشئ ومتييزه وتحديد هويته والتأكيد عىل موافقته عىل‬
‫محتواها‪.‬‬

‫ونصت املادة الرابعة من هذا القانون عىل ما يأيت‪ :‬يرسي هذا القانون ‪ -‬ومبا ال يتعارض مع أحكام قانون‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية‪ -‬عىل جميع املعامالت التي تتناولها أحكامه وعىل وجه الخصوص ما ييل‪- :‬‬

‫‪ .1‬أنظمة الدفع اإللكرتونية‪ ،‬وسائر العمليات املالية واملرصفية التي تنفذ بوسائل إلكرتونية‪.‬‬
‫‪ .2‬رسائل البيانات واملعلومات اإللكرتونية وتبادلها‪ ،‬والسجالت اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ .3‬التوقيع اإللكرتوين‪ ،‬والرتميز والتوثيق اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ .4‬املعامالت التي يتفق أطرافها رصاحة أوضمنا عىل تنفيذها بوسائل إلكرتونية ما مل يرد فيه نص رصيح‬
‫يقيض بغري ذلك‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ونصت املادة العارشة منه أيضا عىل ما يأيت‪ " :‬يكون للسجل اإللكرتوين والعقد اإللكرتوين ورسالة البيانات‬
‫واملعلومات اإللكرتونية والتوقيع اإللكرتوين نفس آلثار القانونية املرتتبة عىل الوثائق واملستندات والتوقيعات‬
‫الخطية من حيث إلزامها ألطرافها أو حجيته يف اإلثبات"‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق تعترب رسالة املعلومات وسيلة من وسائل التعبري عن اإلرادة املقبولة قانونا إلبداء اإليجاب‬
‫أو القبول بقصد إنشاء التزام تعاقدي‪.‬‬

‫وحيث أن املعلومات حق من حقوق اإلنسان األساسية يف زمن املعلومات‪ ،‬حرص املرشع عىل ذلك واكد‬
‫عىل ذلك بترشيع خاص سمي قانون حق الحصول عىل املعلومات نصت املادة الرابعة منه بقولها‪" :‬لحصول‬
‫عىل املعلومات حق من حقوق املوطنني اليمنني األساسية‪ ،‬بل ولألجانب املقيمني بالجمهورية اليمنية الحق‬
‫الحصول عىل املعلومات رشيطة املعاملة باملثل"‪)26( .‬‬

‫إن تنوع الجرائم املعلوماتية‪ ،‬سواء من حيث أساليب ارتكابها‪ ،‬والوسائل الالزمة الرتكابها أو من حيث‬
‫الزمن الوجيز الذي قد يستغرق يف ارتكابها‪ ،‬فبعض الجرائم قد يتم ارتكابها يف زمن يعادل الضغط عىل أحد‬
‫مفاتيح الحاسب اآليل‪ ،‬وهذا يتطلب تدخل القوانني للحد من الجرمية املعلوماتية‪ ،‬نصت املادة ‪ 41‬من قانون‬
‫أنظمة الدفع عىل أن ‪ " :‬يعاقب كل من يرتكب فعال يشكل جرمية مبوجب أحكام القوانني النافذة بواسطة‬
‫استخدام الوسائل اإللكرتونية بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وال تزيد عىل سنة أو بغرامة ال تقل عن‬
‫ثالمثائة ألف ريال وال تزيد عىل مليون ريال" ‪.‬‬

‫وال تقف القواعد القانونية الت ي يتضمنها نظام امللكية الفكرية بفروعه وترشيعاته املختلفة عىل مجرد تحديد‬
‫املصنفات املحمية وتنظيمها‪ ،‬بل متتد إىل قواعد الحامية املدنية والجنائية‪ ،‬فقانون حقوق املؤلف والحقوق‬
‫املجاورة فإنه يحمي املواقع االلكرتونية إىل جانب املصنفات األخرى نصت املادة ‪ 3‬عىل ما يأيت‪:‬‬

‫أ‪ -‬تتمتع بحامية هذا القانون املصنفات املبتكرة يف مجاالت اآلداب‪ ،‬والفنون‪ ،‬والعلوم أيا كان نوعها أو‬
‫شكلها أو قيمتها أو طريقة التعبري عنها أو الغرض من تأليفها وذلك مبجرد ابتكار املصنف ودون الحاجة إىل أي‬
‫إجراء شكيل آخر‬
‫ب‪-‬تشمل الحامية القانونية اليمنيني واألجانب الذين ينتمون إىل الدول األعضاء يف االتفاقيات‬
‫واملعاهدات الدولية للملكية الفكرية التي تكون اليمن طرفا فيها وبوجه خاص املصنفات التالية‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -1‬املصنفات املكتوبة أو املطبوعة كالكتب‪ ،‬والكتيبات‪ ،‬واملجالت‪ ،‬والصحف‪ ،‬واملواقع االلكرتونية‪،‬‬
‫والنرشات‪ ،‬وغريها من املواد املكتوبة‬
‫‪ -2‬املصنفات التي تْلقى شفاها كاملحارضات‪ ،‬والخطب‪ ،‬واملواعظ‪.‬‬
‫‪ -3‬املصنفات املوسيقية سواء كانت مصحوبة بكلامت أم مل تكن‬
‫‪ -4‬مصنفات التصوير الفوتوغرايف وما شابه ذلك‬
‫‪ -5‬املصنفات التمثيلية واملرسحية واملرسحيات الغنائية واملوسيقية ومصنفات التمثيل الصامت وتصاميم‬
‫الرقص‬
‫‪ -6‬املصنفات السمعية والسمعية البرصية‪.‬‬
‫‪ -7‬مصنفات الرسم بالخطوط أو باأللوان‪ ،‬والحفر‪ ،‬والزخرفة‪ ،‬واملنحوتات الحجرية‪ ،‬والنقوش املعدنية أو‬
‫الخشبية‪ ،‬واملفروشات وأية مصنفات أخرى‬
‫‪ -8‬مصنفات الخرائط التخطيطية واملخططات الكروكية‪.‬‬
‫‪- -9‬املصنفات املجسمة املتعلقة بالجغرافيا أو الطبوغرافيا أو العلوم أو العامرة‬
‫‪ -10‬بـرامج الـحـاسـب اآليل‬
‫‪ -11‬قواعد البيانات إذا كانت مبتكرة من حيث االختيار أو الرتتيب ملحتوياتها‬
‫‪ -12‬عنوان املصنف إذا كان مميزاٍ ومبتكراٍ ومل يكن لفظا جاريا للداللة عىل موضوع املصنف‪.‬ب‪-‬تستفيد‬
‫من أحكام الفقرة السابقة املصنفات وموضوعات الحقوق املجاورة القامئة وقت صدور هذا القانون‬
‫رشيطة عدم دخولها يف امللك العام من قبل وتبني الالئحة القواعد واإلجراءات واملواعيد الخاصة‬
‫بالحامية لهذه املصنفات والحقوق املجاورة وبدء رسيانها"‪)27(.‬‬

‫واملرشع اليمني يحمي املخرتع املبتكر الذي ابتكر اخرتاعا قابل للتطبيق الصناعي أو الزراعي أو يف مجال‬
‫الحرف اليدوية‪ ،‬وصيد األسامك‪ ،‬والخدمات‪ ،‬نصت املادة ‪ 24‬من قانة براءة االخرتاع عىل أن‪ " :‬يحق ألي‬
‫شخص طبيعي أو اعتباري من اليمنيني أو األجانب الذين يتخذون لهم مركز نشاط حقيقي يف الجمهورية أو‬
‫يف إحدى الدول أو الكيانات التي تربطها بالجمهورية اتفاقية دولية للملكية الفكرية أو تعامل الجمهورية باملثل‬
‫حق طلب حامية اخرتاعه وفقا ألحكام هذا القانون"‪)28( .‬‬

‫وحيث أن نصوص العقابية التقليدية وضعت يف مرحلة سابقة عىل ظهور هذه الجرائم‪ ،‬فقانون العقوبات‬
‫مثال مل يتم تعديله حتى اآلن ملواكبة التطور الحاصل يف الجرائم الحديثة ومنها الجرائم املعلوماتية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لكن ميكن االستعانة بالنصوص الخاصة بالجرائــــم التقليدية لتطبيقها عىل الجرائم املعلوماتيـــة‪ ،‬يف‬
‫حدود مدى تطويع النصوص العقابية الخاصة بالجرائـــم التقليدية وتطبيقها عىل الجرائــم املعلوماتية‪ ،‬وذلك‬
‫عىل النحو اآليت‪:‬‬

‫أول‪ :‬القواعد املتعلقة بحامية حرمة الحياة الخاصة‪:‬‬


‫مل يجد القضاء اليمني بدا من تطبيق القواعد القان ونية التقليدية املتعلقة بجرائم املعلوماتية‪ ،‬لعدم وجود‬
‫قواعد خاص تحكمها‪ ،‬وقبل أن نقوم برسد القواعد القانونية املتعلقة بحامية حرمة الحياة الخاصة يف قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬نعرج عىل القواعد الدستورية املعلقة بهذا الجانب‪.‬‬

‫‪ -1‬القواعد الدستورية املتعلقة بحامية حرمة الحياة الخاصة‪:‬‬


‫القواعد القانونية يف القانون الدستوري الحايل الصادر ‪2001‬م املتعلقة بحامية حرمة الحياة الخاصة هي‬
‫عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 1/48‬من الدستور عىل ما يأيت‪ " :‬تكفل الدولة للمواطنني حريتهم الشخصية وتحافظ عىل‬
‫كرامتهم وأمنهم ويحدد القانون الحاالت التي تقيد فيها حرية املواطن وال يجوز تقييد حرية أحد إال بحكـم من‬
‫محـكـمـة مختــصـة"‪ .‬ونصت املادة ‪52‬من الدستور أيضا عىل ما يأيت‪ " :‬للمساكن ودور العبـادة ودور العلم‬
‫حرمة وال يجوز مراقبتها أو تفتيشها إال يف الحاالت التي يبينهـا القانـون"‪.‬‬

‫ونصت املادة ‪53‬من الدستور أيضا بأن‪" :‬حرية ورسية املواصالت الربيدية والهاتفية والربقية وكافة وسائل‬
‫االتصال مكفولة وال يجـوز مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء رسيتها أو تأخريها أو مصادرتها إال يف الحاالت التي‬
‫يبينها القانـون وبأمـر قضائــي"‪.‬‬

‫‪-2‬قواعد قانون العقوبات‪)29( :‬‬


‫نصت املادة ‪ 253‬م ن قانون العقوبات عىل ما يأيت‪" :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنة أو بالغرامة من‬
‫دخل مكانا مسكونا أو معدا للسكن أو أحد ملحقاته أو أي محل معدا لحفظ املال أو عقارا خالفا إلرادة صاحب‬
‫الشأن ويف غري األحوال املبينة يف القانون وكذلك من بقي فيه خالفا إلرادة من له الحق يف إخراجه "‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 256‬من قانون العقوبات عىل ما يأيت‪" :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنة أو بالغرامة كل‬
‫من اعتدى عىل حرمة الحياة الخاصة وذلك بأن ارتكب أحد االفعال اآلتية يف غري األحوال املرصح بها قانونا‬
‫أو بغري رضا املجني عليه‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اسرتق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من االجهزة أيا كان نوعه محادثات جرت يف مكان خاص‬
‫أو عن طريق الهاتف‪.‬‬

‫التقط أو نقل بجهاز من االجهزة أيا كان نوعه صورة شخص يف مكان خاص‪.‬‬

‫فإذا صدرت االفعال املشار اليها يف الفقرتني السابقتني اثناء اجتامع عىل مسمع أو مرأى من الحارضين‬
‫يف ذلك االجتامع فإن رضا هؤالء يكون مفرتضا‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات أو بالغرامة املوظف العام الذي يرتكب أحد األفعال املبينة‬
‫بهذه املادة اعتامد عىل سلطة وظيفته‪.‬‬

‫ويحكم يف جميع االحوال مبصادرة األجهزة وغريها مام يكون قد استخدم يف الجرمية كام يحكم مبحو‬
‫التسجيالت املتحصلة عنها أو إعدامها"‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 257‬من قانون العقوبات عىل ما يأيت‪" :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنتني أو بالغرامة‬
‫كل من أذاع أو سهل إذاعة أو استعمل ولو يف غري عالنية تسجيال أو مستندا متحصال عليه بإحدى الطرق‬
‫املبينة باملدة السابقة أو كان ذلك بغري رضا صاحب الشأن‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات كل من هدد بإفشاء أمر من االمور التي تم الحصول‬
‫عليها بإحدى الطرق املشار إليها لحمل شخص عىل القيام بعمل أو االمتناع عنه‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل خمس سنوات املوظف العام الذي يرتكب أحد األفعال املبينة بهذه املادة‬
‫اعتامدا عىل سلطة وظيفته‪.‬‬

‫ويحكم يف جميع األحوال مبصادرة األجهزة وغريها مام يكون قد استخدم يف الجرمية أو تحصل منها‪،‬‬
‫كام يحكم مبحو التسجيالت املتحصلة عن الجرمية أو اعدامها"‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬القواعد الخاصة بجرائم العتداء عىل األموال‪:‬‬


‫‪ .1‬جرائم اتالف املال‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 321‬عقوبات عىل ما يأيت‪" :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنة أو بالغرامة من هدم أو خرب‬
‫أو أعدم أو اتلف عقارا أو منقوال أو نباتا غري مملوك له أو جعله غري صالح لالستعامل أو أرض به أو عطله بأية‬

‫‪93‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كيفيه وتكون العقوبة الحبس مدة ال تتجاوز خمس سنوات إذا اقرتفت الجرمية بالقوة أو التهديد أو ارتكبها‬
‫عدد من األشخاص أو وقعت يف وقت هياج أو فتنه أو كارثه أو نشا عنها تعطيل مرفق عام أو اعامل مصلحة‬
‫ذات منفعة عامة أو ترتب عليه جعل حياة الناس أو امنهم أو صحته عرضه للخطر وإذا ترتب عىل الجرمية موت‬
‫شخص تكون العقوبة اإلعدام حدا وال يخل ذلك بحق ويل الدم يف الدية أو األرش بحسب االحوال" ‪.‬‬

‫‪ -2‬جرائم الرسقة‪:‬‬
‫املــادة ‪ 318‬من قانون العقوبات‪" :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات من ضم إىل ملكه ماال‬
‫منقوال مملوكا للغري سلم اليه بأي وجه"‪ .‬املــادة ‪ 294‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬الرسقة هي اخذ مال‬
‫منقول مملوك للغري خفية مام يصح متلكه فاذا وقعت عىل نصاب من املال يف غري شبهة ومن حرز مثله بقصد‬
‫متلكه دون رضا صاحبه وكان املال املرسوق تحت يد صحيحة وبلغ قيمته النصاب املحدد أوجبت الحد الرشعي‬
‫للرسقة"‪.‬‬

‫‪ -3‬جرائم خيانة األمانة‪:‬‬


‫املــادة ‪ 319‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنتني أو بالغرامة من‬
‫اتلف أو اختلس أو بدد اشياء أو اوراقا محجوز عليها قضائيا أو إداريا أو موضوعة تحت الحراسة ولو حصل ذلك‬
‫من مالكها"‪.‬‬
‫‪ -4‬جرائم الحتيال‪:‬‬
‫املــادة ‪ 310‬من قانون العقوبات نصت عىل أن ‪ " :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات أو‬
‫بالغرامة من توصل بغري حق إىل الحصول عىل فائدة مادية لنفسه أو لغريه وذلك باالستعانة بطرق احتيالية‬
‫(نصب) أو اتخذ اسم كاذب أو صفة غري صحيحة" ‪.‬‬
‫‪ -5‬جرائم التزوير‪:‬‬
‫املــادة ‪ 210‬من قانون العقوبات نصت عىل أن ‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عن ثالث سنوات من اصطنع‬
‫أو زيف ختام أو عالمة ألحد األفراد أو أحدى الجهات أيا كانت أو الرشكات املأذونة من قبل الحكومة أو احد‬
‫البنوك التجارية أو الجمعيات أو االتحادات أو النقابات أو األحزاب"‪.‬‬
‫‪ -6‬جرائم النصب‪:‬‬
‫املــادة ‪ 204‬من قانون العقوبات‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل عرش سنوات كل من صنع أو زيف‬
‫عمله معدنية أو ورقية متداولة يف البالد قانونا أو يف دولة أخرى وكان ذلك بقصد التعامل بها ‪ .‬ويعاقب بذات‬

‫‪94‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫العقوبة من مل يساهم يف اصطناع العملة أو تزييفها ولكنه مع علمه بحقيقتها ادخلها البالد أو طرحها يف‬
‫التداول أو حازها بقصد التعامل بها إما من قبل بحسن نية عملة مصطنعة أو مزيفة ثم تعامل بها بهد علمه‬
‫بحقيقتها فيعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالثة أشهر او بالغرامة"‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬القواعد الخاصة بجرائم العالنية والنرش‪:‬‬


‫املــادة ‪ 192‬من قانون العقوبات نصت عىل ما يأيت‪ " :‬يقصد بالعالنية يف تطبيق هذا الباب الجهر أو‬
‫االذاعة أو النرش أو العرض أو اللصق أو التوزيع عىل األشخاص دون متييز بينهم يف مكان عام أو مباح للكافة‬
‫أو يف مكان يستطيع سامعه أو رؤيته من كان موجودا يف مكان عام وذلك بالقول أو الصياح أو الكتابة أو‬
‫الرسوم أو الصور أو أية وسيلة أخرى من وسائل التعبري عن الفكر‪ .‬ويعترب من العالنية مجرد التوزيع عىل‬
‫االشخاص دون متييز بينهم ولو كان ذلك يف مكان غري عام"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 193‬من قانون العقوبات نصت عىل ما يأيت‪ ”:‬كل من اغرى أو حرض علنا عىل ارتكاب جرمية أو‬
‫عدة جرائم فوقعت بناء عىل ذلك يعترب رشيكا فيها ويعاقب بالعقوبة املقررة لها مامل تكن حدا أو قصاصا فتكون‬
‫العقوبة الحبس مدة ال تزيد عىل خمس سنوات أو الغرامة"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 194‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات أو بالغرامة‪:‬‬

‫اوال‪ :‬من اذاع علنا اراء تتضمن سخرية أو تحقري الدين يف عقائده أو شعائره أو تعاليمه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حرض علنا عىل ازدراء طائفة من الناس أو تغليب طائفة وكان من شان ذلك تكدير السلم العام‪.‬‬

‫املــادة ‪ 195‬من قانون العقوبات نصت عىل ما يأيت‪ ":‬تكون العقوبة الحبس مدة ال تزيد عىل خمس‬
‫سنوات أو الغرامة إذا كان الدين أو املذهب الذي نالته السخرية أو التحقري أو التصغري هو الدين اإلسالمي"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 196‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬ال يعد تحريضا أو إغراء أو تحسينا إذاعة بحث علمي يف‬
‫دين أو مذهب يف محارضة أو مقال أو كتاب بأسلوب علمي هادئ متزن خال من األلفاظ املثرية وثبت اتجاه‬
‫املؤلف إىل النقد العلمي الخالص"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 198‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يتعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنة أو بغرامة ال تجاوز‬
‫ألف ريال‪ :‬ـ‬

‫‪95‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اوال‪ :‬كل من اذاع أو نرش علنا وبسوء قصد اخبار أو أوراقا كاذبة أو مزورة أو مختلقة أو منسوبة كذبا إىل‬
‫الغري إذا كان من شانها تكدير السلم العام أو اإلرضار بالصالح العام فإذا ترتب عىل اإلذاعة أو النرش تكدير‬
‫السلم العام أو اإلرضار بالصالح العام ضوعفت العقوبة" ‪.‬‬

‫املــادة ‪ 199‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنتني أو بالغرامة‪:‬‬

‫اوال‪ :‬كل من أذاع أو نرش علنا مطبوعات أو رسومات أو اعالنات أو صور محفورة أو منقوشة أو رسومات‬
‫يدوية أو فتوغرا فيه أو اشارات رمزية أو غري ذلك من االشياء أو الصور العامة غذا كانت منافية لآلداب العامة ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬كل من أعلن عن االشياء املتقدم ذكرها او عرضها عىل انظار الجمهور او باعها او اجرها أو عرضها‬
‫للبيع او االيجار ولو يف غري عالنية او قدمها عالنية بطريقة مبارشة أو غري مبارشة ولو باملجان ويف اية صوره‬
‫من الصور او وزعها او سلمها للتوزيع بأية وسيلة علنا او رسا بقصد افساد االخالق ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬كل من صنع أو حاز بقصد االتجار أو التوزيع أو اإليجار أو استورد اشياء مام نص عليه فيام تقدم‬
‫لألغراض املذكورة ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كل من جهر عالنية باغان أو صياح أو خطب منافية لآلداب العامة ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬كل من اغرى علنا عىل الفجور أو نرش اعالنات أو وسائل لهذا الغرض أيا كانت عبارتها‪.‬‬

‫املــادة ‪ 200‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنتني او بالغرامة كل‬
‫من‪ :‬ـ‬

‫اوال‪ :‬حاز او صنع بقصد االتجار او التوزيع أو االيجار أو اللصق أو العرض أو عرض بنفسه أو بواسطة غريه‬
‫علنا أو رسا صورا من شانها االساءة إىل سمعة البالد سواء كان ذلك ملخالفة الحقيقة أو تشويهها أو اعطاء وصف‬
‫غري صحيح أو أبراز مظاهر غري الئقة أو بأية طريقة أخرى ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كل من استورد أو صور أو نقل بنفسه أو بواسطة غريه شيئا مام تقدم للغرض املذكور وكل من أعلن‬
‫عنه أو عرضه عىل االنظار أو باعه أو أجره أو عرضه للبيع أو لإليجار ولو يف غري عالنية وكل من قدمه عالنية‬
‫باملجان أو وزعه او سلمه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املــادة ‪ 201‬من قانون العقوبات نصت عىل ما يأيت‪ ”:‬إذا ارتكبت الجرائم السابقة عن طريق الصحف‬
‫يكون رؤساء التحرير والنارشون مسئولني كفاعلني اصليني مبجرد النرش ويف جميع األحوال التي ال ميكن‬
‫منها معرفة مرتكب الجرمية يكون املستوردون أو الطابعون أو القامئون بالتوزيع أو اللصق أو العرض مسئولني‬
‫كفا عليني اصليني‪".‬‬

‫املــادة ‪ 202‬من قانون العقوبات نصت عىل ما يأيت‪ ":‬يجب ان يحكم يف جميع األحوال مبصادرة االشياء‬
‫موضوع الجرمية أو ازالتها وتغلق الدار التي تولت النرش أو العرض مدة ال تتجاوز شهر"‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬الجرائم الخاصة بإفساد األخالق‪:‬‬


‫املــادة ‪ 279‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل ثالث سنوات من‬
‫حرض غريه عىل الفجور أو الدعارة فإذا وقعت الجرمية بناء عىل هذا التحريض تكون العقوبة الحبس الذي ال‬
‫يتجاوز سبع سنوات"‪.‬‬

‫وإذا كان من حرضه ووقعت منه الجرمية صغريا مل يبلغ الخامسة عرش من عمره أو كان املحرض يعول‬
‫يف معيشته عىل فجور أو دعارة من حرضه يجوز أن تصل عقوبة املحرض إىل الحبس مدة ال تجاوز عرش‬
‫سنوات‪ .‬فاذا اجتمعت الحالتان جاز أن تصل عقوبة املحرض الحبس مدة ال تجاوز خمسة عرش سنة"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 281‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل عرش سنوات كل من‬
‫يدير بيتا أو محال أيا كان للفجور أو الدعارة ويحكم يف جميع األحوال بغلق البيت أو املحل مدة ال تجاوز‬
‫سنتني ويحكم كذلك مبصادرة األثاث واألدوات وغريها مام كان موجودا فيه اثناء مامرسة الفجور أو الدعارة"‪.‬‬

‫املــادة ‪ 138‬من قانون العقوبات نصت عىل أن‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل عرش سنوات‪:‬‬

‫‪1‬ـ من عرض للخطر عمدا وسيلة من وسائل النقل الربية أو البحرية أو الجوية أو عطل سريها بأية طريقة ‪.‬‬

‫‪2‬ـ من عطل بأية طريقة وسيلة من وسائل االتصال السلكية أو الالسلكية املخصصة للمنفعة العام‬

‫مرشوع قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات‪:‬‬


‫إن مرشوع القانون اليمني ملكافحة جرائم تقنية املعلومات املنظور تحت قبة الربملان بهدف حامية األمن‬
‫السيرباين الوطني واملصالح والحقوق العامة والخاصة واآلداب العامة‪ ،‬وتعزيز جوانب التعاون الدويل الكفيلة‬

‫‪97‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مبكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ ،‬وتعزيز الثقة الدى جمهور مستخدمي تقنية املعلومات بالحامية القانونية‬
‫للبيانات واملعلومات االلكرتونية وتوحيد الجهود لتوفري معايري أمن املعلومات‪.‬‬

‫فقد أثار هذا املرشوع القانوين استخدام مصطلح جرائم تقنية املعلومات‪ ،‬مربرا ذلك بأن املعلومات هي‬
‫املعطيات التي تدخل إىل الحاسوب اآليل فقام بحامية هذه املعلومات من أجه عدة‪ ،‬فجرم األفعال املاسة بتقنية‬
‫املعلومات فأفرد الفصل الثالث للجرائم اإللكرتونية‪ ،‬وحدد عقوباتها‪ ،‬وخص الفرع األول لجرائم االعتداء عىل‬
‫سالمة ورسية البيانات واملعلومات االلكرتونية واملنظومة املعلوماتية‪ .‬والفرع الثاين تناول فيه الجرائم املرتكبة‬
‫بواسطة تقنية املعلومات‪.‬‬

‫الناتج والتوصيات‪:‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫تربز أهمية الترشيعات السيربانية عدة محاور‪ ،‬منها رضورة وجود إطار تنظيمي وضوابط وإجراءات لتنظيم‬
‫استخدام وحامية املعلومات املتبادلة عىل شبكة االنرتنت‪ ،‬سواء عرب الربيد اإللكرتوين أو عرب التطبيقات‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك مبنع الوسطاء من استخدام هذه املعلومات دون إذن صاحبها أو سوء استخدامها أو وضعها يف‬
‫غري موضعها‪ ،‬من أجل إضفاء صفة الرشعية عىل التعامالت اإللكرتونية‪ ،‬وبيان ضوابطها‪ ،‬ومحدداتها‪ ،‬وحامية‬
‫املتعاملني عرب الفضاء السيرباين‪ ،‬فقد أمست الحاجة ماسة إلصدار قوانني خاصة باملعامالت والتجارة‬
‫اإللكرتونية لضامن أمن كافة املعنيني‪ ،‬وتعترب هذه الترشيعات عنرصا أساسيا من عنارص البيئة التحتية الالزمة‬
‫لبناء ثقة املستخدم يف خدمات وتطبيقات الفضاء السيرباين‪ ،‬ولدعم وتحفيز التجارة اإللكرتونية البيئية محليا‬
‫وإقليميا ودوليا‪ ،‬خاصة يف ظل االعتامد عىل اإلنرتنت كأداة أساسية للقيام باألعامل التسويقية والتبادالت‬
‫التجارية‪.‬‬

‫هذا من جانب ومن جانب آخر فإن هناك محاور أخرى تتطلب تنظيميا ترشيعي ملعالجة وحامية البيانات‬
‫ذات الطابع الشخيص؛ ألن العديد من التطبيقات اإللكرتونية الحكومية والخدمات اإللكرتونية املرصفية‬
‫والصحية تتضمن تخزين بيانات خاصة باألفراد واملؤسسات يف قواعد للبيانات وأنظمة خاصة بهذه التطبيقات‪،‬‬
‫وقد يكون بعض هذه البيانات عىل مستوى عال من الحساسية أو الخصوصية‪ ،‬لذا فهي بحاجة للحامية عرب‬
‫قوانني متنع سوء استخدام هذه املعلومات أو استخدامها دون ترصيح أو إذن‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يتطلب تنوع وتشعب قوانني الفضاء السيرباين‪ ،‬خاصة الجانب الفني والترشيعي منها‪ ،‬وجود خربات‬
‫متنوعة يف اللجان الوطنية الخاصة بصياغة هذه القوانني‬

‫املعلومات واالتصاالت اآلمنة تشكل جزءا ال يتجزأ من عملية بناء مجتمع املعلومات والتنمية االقتصادية‬
‫واالجتامعية لجميع الدول‪ .‬وتشمل تحديات األمن السيرباين إمكانية النفاذ غري املخول إىل املعلومات املتداولة‬
‫عرب شبكات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وتدمريها وتعديلها‪ ،‬بحيث ميكن التخفيف من تداعيات هذه‬
‫التحديات بزيادة الوعي بقضايا األمن السيرباين‪ ،‬وإقامة رشاكات فعالة بني القطاعني العام والخاص‪ ،‬وتبادل‬
‫أفضل املامرسات الناجحة املستخدمة من جانب صانعي السياسات ودوائر األعامل وعن طريق التعاون مع‬
‫أصحاب املصلحة اآلخرين‪.‬‬

‫إن الوصول للمجرم املعلومايت يشكل عبء فني وتقني بالغ عىل القامئني بأعامل التتبع للوقائع اإلجرامية‬
‫املختلفة‪ ،‬نظرا لظهور مشكلة جرائم الكمبيوتر كمشكلة أمنية‪ ،‬وقانونية واجتامعية‪ ،‬فإن الحكومة‪ ،‬وخرباء‬
‫األمن‪ ،‬واملهتمني يف هذا املوضوع بحاجة إىل تغيري نظرتهم تجاه جرائم الكمبيوتر وبوجه عام يف االمور اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬إجاد الترشيعات الالزمة لحامية ملكية الكمبيوتر‪ ،‬والبيانات‪ ،‬واملعلومات‪.‬‬


‫ب‪ -‬زيادة الوعي الوطني لجرائم الكمبيوتر وللعقوبات املرتتبة عليها‪.‬‬
‫ج‪ -‬إنشاء وحدات مختصة يف التحقيق يف جرائم الكمبيوتر يف املحاكم وأجهزة الرشطة‪.‬‬
‫د‪ -‬إيجاد نوع من التعاون مع الدول األخرى يف الحامية والوقاية من هذه الجرائم‪.‬‬
‫ه‪ -‬إدراج األمن السيرباين من ضمن املناهج التعليمية‪.‬‬

‫تتطلب صياغة القوانني والترشيعات السيربانية اإلملام بتجارب بعض الدول وقوانينها السيربانية‪ ،‬والتعرف‬
‫عىل القوانني والترشيعات الدولية املتوفرة ألخذها بعني االعتبار عند وضع القوانني الوطنية‪،‬‬

‫أهم التوصيات‪:‬‬
‫األمن السيرباين‪ :‬رضورة من رضوريات العرص ملواجهـة األخطـار السيربانية‪ ،.‬ولهذا يجب توعية املجتمع‬
‫بالجرائم السيربانية ما يرتتب عليها من عقوبات‬

‫إنشاء منظومة شاملة للترشيعات السيربانية بحيث تغطي كافة املواضيع املتعلقة باستخدامات الفضاء‬
‫السيرباين‪ ،‬وتتالءم مع احتياجات البيئة الرقمية وتطبيقاتها‪ ،‬وتسمح بحامية املستخدم‪ ،‬ومتكن من بناء الثقة‬

‫‪99‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫باستخدام الفضا ء السيرباين وخدماته‪ ،‬تحتاج عملية سن الترشيعات السيربانية إىل منهج وطني واضح‪ ،‬يعتمد‬
‫عىل إرشاك كافة الجهات والهيئات والوزارات املعنية‬

‫تدريب رجال الرشطة والقضاء عىل كيفية استخدام أجهزة املعلومات وأدواتها وأرشطتها وآالت الطباعة‬
‫الخاصة بها واإلحاطة بكيفية إساءة استخدامها‪ ،‬وكيفية الكشف عن هذه الجرائم وإثباتها‪.‬‬

‫حث الدول عىل التعاون فيام بينها خاصة يف مجال املساعدات واإلحالة القضائية للكشف عن هذه‬
‫الجرائم‪ ،‬وجمع األدلة إلثباتها‪ ،‬وتسليم املجرمني املقرتفني لها‪ ،‬وتنفيذ األحكام األجنبية الصادرة باإلدانة‬
‫والعقوبة عىل رعايا الدولة املقرتفني لها بالخارج‪.‬‬

‫تعزيز وعي أفراد املجتمع حول املخاطر املتعلقة باإلنرتنت‪ ،‬وإدراج األمن السيرباين يف الربامج التعليمة‬
‫األساسية والعليا ودعم األبحاث يف املؤسسات األكادميية‪ ،‬تشجيع املهنيني والطلبة عىل االنخراط يف مجال‬
‫األمن السيرباين‪.‬‬

‫تشجيع امل ؤسسات عىل نرش الوعي السيرباين بفاعليةـ وتطوير منظومة متكاملة يف مجال التدريب يف‬
‫األمن السيرباين‪ ،‬وتطوير معيار األمن السيرباين خاص بالرشكات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬واستحداث بوابة موحدة‬
‫للرشكات الصغرية واملتوسطة لتمكينها من تنفيذ املعيار‬

‫املشاركة بفعالية يف سوق ا ألمن السيرباين يف البلدان العربية‪ .‬وتقديم إرشادات للحامية من التهديدات‬
‫السيربانية األكرث شيوعا‪ ،‬وتقديم حوافز لتنفيذ اإلرشادات املوىص بها‪.‬‬

‫الحمد لله‬

‫متام كل نعمة‬

‫‪100‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬القباطي‪ ،‬عبد الجليل‪ ،‬أمن املعلومات يف اليمن الواقع والطموح‬


‫‪Jalil@yemen.net.ye‬‬
‫‪ -2‬القباطي‪ ،‬عبد الجليل‪ ،‬أمن املعلومات يف اليمن املوقع والطموح‪ ،‬نفس املوقع‪.‬‬
‫‪3- www.differencebetween.net‬‬
‫‪4- www.computersciencedegreehub.com‬‬
‫‪5-‬‬ ‫‪mamna@kku.sa‬‬
‫‪ -6‬عبد األمري‪ ،‬حسني باسم‪ ،‬تحديات األمن السيرباين‪ ،‬مركز الدراسات االسرتاتيجية ‪ ،css‬جامعة كربالء العراق‪،‬‬
‫أيار ‪2018‬م‪ ،‬املوقع‬
‫‪kerbalacss.uokerbala.edu.iq/wp/blog‬‬
‫‪ -7‬فريد‪ ،‬نائلة عادل محمد‪ ،‬الجرائم املعلوماتية عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬لبنان منشورات الحلبي الحقوقية‪2005 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -8‬يوسف‪ ،‬يوسف حسن‪ ،‬الجرائم الدولية لإلنرتنت‪ ،‬املركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫‪ -9‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬مكافحة جرائم الكمبيوتر واإلنرتنت يف القانون العريب‪ ،‬دار الكتب العربية‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫ط‪2007 ،1‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -10‬محمد‪ ،‬آمنة عىل البشري‪ ،‬األمن السيرباين يف ضوء مقاصد الرشيعة‪ ،‬املجلد األول من العدد السابع والثالثون‬
‫ملجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات باإلسكندرية‪ ،‬ص‪.460‬‬
‫‪mamna@kku.edu.sa https://edu.moe.gov.sa/jeddah‬‬
‫‪ -11‬املومني‪ ،‬نهال عبد القادر‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1429 ،1‬هـ ‪2008‬م‪،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫‪ -12‬إبراهيم‪ ،‬خالد ممدوح‪ ،‬الجرمية املعلوماتية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص‪ 77‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -13‬البورسعيدي‪ ،‬هالل بن محمد بن حارب‪ ،‬الحامية القانونية والفنية لقواعد املعلومات املحوسبة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪ 35‬وما بعدها‪ .‬مصطفى‪ ،‬أحمد محمود‪ ،‬جرائم الحاسبات اآللية يف الترشيع‬
‫املرصي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -14‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬النظام القانوين لحامية املحكومة اإللكرتونية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬الحامية الجنائية‬
‫واملعلوماتية نظام الحكومة االلكرتونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬باإلسكندرية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪101‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -15‬الحاممي‪ ،‬عمر أبو الفتوح عبد العظيم‪ ،‬الحامية الجنائية للمعلومات املسجلة إلكرتونا‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -16‬الصغري‪ ،‬جميل عبد الباقي‪ ،‬القانون الجنايئ‪ ،‬والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الجرائم الناشئة عن‬
‫استخدام الحاسب اآليل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م ص‪ .4‬الشوا‪ ،‬محمد سامي‪ ،‬ثورة املعلومات‬
‫وانعكاساتها عىل قانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪ .31‬ابن يونس‪ ،‬عمر محمد‪،‬‬
‫الجرائم الناشئة عن استخدام اإلنرتنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1،2004‬م‪ ،‬ص‪ .5‬رستم‪ ،‬هشام محمد‬
‫فريد‪ ،‬الجوانب اإلجرائية للجرائم املعلوماتية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة اآلالت الحديثة‪ ،‬أسيوط‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪5‬‬
‫وما بعدها‪ .‬سالمة‪ ،‬أحمد عبد الكريم‪ ،‬قانون حامية البيئة‪ ،‬دراسة تأصيلية يف األنظمة الوطنية واالتفاقية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات جامعة امللك سعود‪ ،‬السعودية‪1418 ،‬هـ ‪1997‬م‪ ،‬ص‪ .535‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪،‬‬
‫حقوق املؤلف يف القانون املقارن‪ ،‬بهجات للطباعة والتجليد‪ ،‬مرص‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -17‬املادة ‪ 3‬من مرشوع قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات اليمني‪ ،‬املنظور تحت قبة الربملان‪.‬‬
‫‪18- https://ar.wikipedia.org › wiki‬‬
‫‪19- http://www.escwa.un.org/divisions/div_editor/Download.asp?table_name=divisions_other‬‬
‫‪_ar&field_name=ID&File(10) ID=251.‬‬
‫‪http://isper.escwa.un.org/RegionalActionPlans/ArabICTStrategy/StrategyDocument/tabid/70/la‬‬
‫‪nguage/ar-LB/Default.aspx‬‬
‫‪20- http://isper.escwa.un.org/FocusAreas/CyberLegislation/Projects/tabid/161/language/en-‬‬
‫‪US/Default.aspx‬‬
‫اجتامع الخرباء حول تنسيق الترشيعات السيربانية يف املنطقة العربية (بريوت‪17-16 ،‬شباط‪/‬فرباير‪2011 ،‬م)‬
‫‪http://www.escwa.un.org/information/meetingdetails.asp?referenceNum=1427E‬‬
‫‪21- http://www.escwa.un.org/ information/meetingdetails.asp?referenceNum=2002E‬‬
‫‪https://www.mtit.gov.ye‬‬ ‫‪ -22‬موقع وزارة االتصاالت وتقنية املعلومات اليمنية‬
‫‪23- https://www.almarrakchi.com‬‬
‫‪ -24‬القانون املدين رقم ‪ 14‬لسنة ‪2002‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 7‬ج‪ 1‬لسنة ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 40‬لسنة ‪2006‬م بشأن أنظمة الدفع والعمليات املالية واملرصفية اإللكرتونية‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 24‬لسنة ‪2006‬م‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -26‬املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪2012‬م بشأن حق الحصول عىل املعلومات‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪13‬ج‪1‬‬
‫لسنة ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪2012‬م بشأن حامية حق املؤلف والحقوق املجاورة‪ .‬الجريدة الرسمية ‪14‬لسنة ‪2012‬م‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪2011‬م بشأن براءة االخرتاعات ومناذج املنفعة وتصميامت الدوائر املتكاملة املعلومات غري‬
‫املفصح عنها‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪1‬ج‪ 1‬لسنة ‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬القــرار جمهوري بالقانون رقم ‪12‬لسنة ‪1994‬م بشــأن الجرائم والعقوبات‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 19‬ج‪2‬‬
‫لسنة‪1994‬م‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خطر اإلرهاب السيراني‬

‫سفيــــــر سابـــق‪ ،‬مستشار يف املجلس القومي‬


‫لحقوق اإلنسان‪( -‬مرص)‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يف الوقت الذي يتم فيه مناقشة ملف األمن السييرباين يف الترشيعات العربية‪ ،‬يلزم تخصيص جزء من‬
‫الوقت لضبط املفاهيم والتمييز بني عدة مصطلحات من قبل األمن السيرباين‪ ،‬أمن املعلومات‪ ،‬اإلرهاب‬
‫السيرباين‪...‬ألخ‪ .‬وتهدف هذه الورقة إىل توضيح املخاطر التي ميثلها هذا النوع من اإلرهاب مقارنة مبا يتم‬
‫التعامل معه حاليا من ج رائم اليكرتونية حيث أن األمر يتعلق مبهاجمة األجهزة والشبكات إما بغرض تعطيلها‬
‫أو تشويه املعلومات داخلها‪ ،‬أو إخراجها عن نطاق الخدمة‪ .‬وعىل الرغم من انه تم اإلعالن عن القضاء عىل‬
‫املعاقل األخرية لتنظيم "الدولة اإلسالمية" وتصفية زعيمها‪ ،‬إال أن هناك العديد من العنارص التي تشري إىل‬
‫احتامل أن هذا التنظيم قد استفاد من فرتة انشغال العامل بالتصدي لفريوس كوفيد ‪ 19‬إلعادة ترتيب صفوفه‬
‫ورمبا االستعداد القتحام هذا التنظيم مجال اإلرهاب السرياين ملا له من قدرة معرفية فائقة يف مجال اإلنرتنيت‪.‬‬
‫وإزاء هذا االحتامل يلزم اتخاذ العديد من الخطوات الوقائية عىل كل من املستوى العريب والعاملي‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪While it is time to discuss the file of Cyber Security in Arab Legislations, it becomes‬‬
‫‪highly important to fix certain expressions such as: cyber Security, Information Security,‬‬
‫‪electronic crimes and cybercrimes.‬‬

‫‪This paper aims at clarifying the enormous dangers that cyber terrorism implies in‬‬
‫‪comparison of the traditional or even electronic terrorism. In fact, the target here is‬‬
‫‪different, it’s simply the networks and the cyber space itself. Moreover, the objective is‬‬
‫‪also different, while in electronic crimes we try to steal information, in cyber-attacks the‬‬
‫‪objective is to destroy information or the system or even both of them.‬‬

‫‪104‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪Despite the fact the State of Khalifah, created by Daesh, has been destroyed and if‬‬
‫‪commander physically eliminates, one can’t exclude a return in force of such group,‬‬
‫‪after having recognized its ranges while the whole world was trying to stop the spread‬‬
‫‪of Corvid-19 virus. Consequently, the scenario of a cyber-terrorism operation to take‬‬
‫‪place can’t be simply excluded.‬‬

‫مقدمة‬
‫يعترب ملف اإلرهاب من امللفات التي طرحت نفسها منذ بداية العقد الحايل‪ ،‬بداية بأحداث الحادي عرش‬
‫من سبتمرب ‪ 2001‬وما أعقابها من إعالن الواليات املتحدة األمريكية ما أطلقت عليه الحرب عىل اإلرهاب والذي‬
‫مثله آنذاك تنظيم القاعدة التي سارع بالتفاخر بإنجازاته وأصدر تحذيراته املتعاقبة للغرب‪ ،‬معلنا بدورة الحرب‬
‫ضد الصليبني والصهيونيني‪ .‬وعىل الرغم من أن هذه الحرب مل يكن لها مرسح عمليات محدد إال أنه الجهود‬
‫العسكرية األمريكية وما تم تدشينه من تحالف دويل ضد اإلرهاب ركزت عىل أفغانستان يف البداية‪ ،‬بحكم‬
‫تواجد تنظيم القاعدة هناك بكثافة‪ ،‬إال أنه بعد ذلك اتسع نطاق املواجهة وأصبح يشمل كافة أرجاء العامل‪ ،‬حيث‬
‫نحج التنظيم يف أن ينتقل من موقع إىل أخر يف العامل لتوجيه رضباته ولينترش تحت مسميات مختلفة‪ :‬تنظيم‬
‫القاعدة يف شبة الجزيرة العربية‪ ،‬تنظيم القاعدة يف الشام والعراق‪ ،‬تنظيم القاعدة يف شامل أفريقيا‪...‬الخ‪.‬‬

‫إال أنه رسعان ما حدث تغري مفاجئ مع اإلعالن يف عام ‪ 2014‬عن تأسييس ما أطلق عليه "تنظم الدولة‬
‫اإلسالمية" والذي أعلن عن قيام "الخالفة اإلسالمية" واتخذ من أجزاء من العراق وسوريا مركزا له معلنا إياها‬
‫دولة‪ ،‬ليعلن البدء يف مرحلة جديدة استثمر فيها التنظيم الوليد مبهارة شبكة اإلنرتنيت لتحقيق العديد من‬
‫األهداف التي كان من الصعب عليه تحقيقها بالوسائل التقليدية‪ ،‬ومن بينها متكنه من جذب عدد ال بأس به‬
‫من املقاتلني األجانب من أكرث من مائة دولة يف العامل‪ .‬ومل يتوقف الحديث عن سعي التنظيامت الجهادية‬
‫املت طرفة إىل الحصول عىل أسلحة دمار شامل من دول أوروبا الرشقية التي كانت تابعة لالتحاد السوفيتي‪،‬‬
‫وأعقب ذلك ترددت شائعات عن تطلعها إىل الحصول عىل مواد تستخدم يف الحروب الكيميائية أو البيولوجية‪،‬‬
‫وأخريا يدور النقاش اآلن حول مدي قدرة تلك التنظيامت‪ ،‬خاصة تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" االنخراط‬
‫يف مجال اإلرهاب السيرباين بعدما اثبته من قدرات فائقة يف استثامر شبكة اإلنرتنيت لتحقيق أهداف كان‬
‫من الصعب تحقيقها يف ظل تضييق الرقابة األمنية عىل عملية االتصال املبارش باألفراد والتجمعات بغرض‬
‫التجنيد أو الحصول عىل التمويل‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكتسب هذه الدراسة أهمية كبرية عىل املستويني العملية والنظري‪ .‬فمن الناحية العملية هناك عىل األقل‬
‫عاملني يلزم أخذهام بعني االعتبار‪ :‬يتمثل العامل األول يف أن الدراسة تتناول ملفا عىل درجة عالية من‬
‫األهمية مل يثبت بعد أنه تم االنتهاء منه بشكل تام‪ ،‬وإمنا ما حدث عىل وجه التحديد هو القضاء عىل معاقل‬
‫ما أطلق عليه "دولة الخالفة" يف كل من سوريا والعراق‪ ،‬وتصفية زعيم تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش"‬
‫جسديا كام كان عليه الحال بالنسبة لزعيم القاعدة‪ ،‬أسامة بن الدن‪ ،‬قبله‪ .‬فعيل الرغم من كل ذلك استمرت‬
‫تحذيرات الخرباء والتخصصني ووكاالت االستخبارات من أن اإلرهاب مل يتم دحره وأن القضاء عىل هذا‬
‫التنظيم أو ذاك ال يعنى القضاء عىل الظاهرة التي أضحت لها جذور يف أماكن عديدة من العامل وتتخذ أشكاال‬
‫مختلفة سواء يف شكل "اإلسالموفوبيا" والتي تقود إىل جرائم الكراهية أو التنظيامت اإلسالمية املتطرفة والتي‬
‫نفذت عمليات دامية يف مواقع كثرية من العامل‪ .‬أما العامل الثاين فإنه يدور حول القدرات الكبرية واملهارات‬
‫العالية التي اظهرتها بعض هذه التنظيامت‪ ،‬وعىل األخص تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" يف استخدام‬
‫شبكة اإلنرتنيت‪ ،‬مام يدفع عىل التخوف من إمكانية توظيف تلك القدرات‪ ،‬عندما يحني الوقت‪ ،‬بطرق‬
‫مستحدثة تطرح اإلرهاب يف ثوبه الجديد‪ ،‬أال وهو "اإلرهاب السيرباين"‪ ،‬خاصة مع متلكها الالزمة‪ ،‬وما‬
‫سجلته من قبل من بعض النجاحات يف هذا املجال‪.‬‬

‫وعىل املستوي النظري‪ ،‬فإن هذه الدراسة تأيت لتضيف إىل غريها من الدراسات التي كشفت عن وجود‬
‫ثغرات يف قوانني تم إصدارها للتعامل مع جرائم تقنية املعلومات والجرائم اإلليكرتونية‪ ،‬مام يتطلب التوصية‬
‫بسد الثغرات املوجودة يف هذه الترشيعات لتكون قادرة عىل التعامل مع التحديات التي تفرضها الجرمية التي‬
‫نحن بصدد التعامل معها والتي لها صفاتها وخصائصها التي متيزها عن غريها من الجرائم‪ .‬كام ميكن أن‬
‫تكون هذه الدراسة بداية لدراسات أكرث تعمقا حول هذه الظاهرة الخطرية التي قد تفرض نفسها فجأة عىل‬
‫املرسح الدويل يف وقت الزال فيه العامل يحاول التصدي لجائحة كوفيد‪ 19-‬وصوره املستجدة‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫تتمي ل إشكالية الدراسة يف الخلط الدائر بني العديد من املصطلحات‪ ،‬فهناك من يتحدث عن الجرائم‬
‫اإلليكرتونية‪ ،‬وآخر يتناول جرائم تقنية املعلومات‪ ،‬وثالث يشري إىل الجرمية السيربانية‪ .‬ووسط هذه الخلط يكون‬
‫من الطبيعي عدم القدرة عىل وضع ترشيع يتعامل مع مجموعات مختلفة من الجرائم يجمع بينها فقط‬

‫‪106‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫استخدامها لشبكة اإلنرتنيت كمجال للتحرك وجهاز الكومبيوتر كأداة للتنفيذ‪ .‬ويف هذا السياق كان من‬
‫الرضوري متييز الجرمية السيربانية عن غريها من الجرائم واعطائها مكانها الذي يتناسب مع حجم خطورتها‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫ُيعترب املنهج الوصفي التحلييل من أنسب املناهج للتعامل مع هذا املوضوع؛ حيث يتعلق األمر بتعريف‬
‫املخاطر وتوضيح خصائصها‪ ،‬ويستعرض خربتها التي مازالت ماثلة يف األذهان‪ ،‬وما ميكن أن تصل إليه عرب‬
‫استغالل ما تركته ورائها من أرث سواء يف شكل "املدربني االفرتاضيني" أو "الخاليا النامئة" فيام يتعلق‬
‫بال تنظيامت اإلسالمية املتطرفة‪ ،‬أو بالجهود التي يبذلها اليمني املتطرف يف تكثيف اعتداءاته عىل املجتمعات‬
‫اإلسالمية املقيمة يف الغرب والتي تشكل جزء ال يتجزأ منه‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫▪ املبحث األول‪ :‬اإلنرتنيت واإلرهاب العابر للحدود‬


‫• املطلب األول‪ :‬خربة تنظيم الدولة اإلسالمية‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬قدرات اليمني املتطرف‬

‫▪ املبحث الثاين‪ :‬اإلرهاب السيرباين‬


‫• املطلب األول‪ :‬ضبط املفاهيم وتحديد املضمون‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬احتامالت صعود اإلرهاب السيرباين‪.‬‬

‫الخامتة‪ :‬النتائج والتوصيات‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلنرتنيت واإلرهاب العابر للحدود‬


‫املطلب األول‪ :‬خربة "تنظيم الدولة اإلسالمية‪/‬داعش"‬
‫شأنها يف ذلك شأن كافة أشكال الجرمية املنظمة‪ ،‬سعت التنظيامت اإلرهابية إىل تحقيق أقيص استفادة‬
‫ممكنه من العوملة لحقيق مآربها من خالل تجاوز حدود الدول واضفاء طابع عاملي عىل تحركاتها‪ ،‬مستغلة يف‬
‫ذلك ما وفره التطور الضخم يف تكنولوجيا املعلومات من قدرات فاقت بكثري ما كان متاح من قبل يف العديد‬
‫من املجاالت‪ ،‬سواء من حيث رسعة االتصال أو سهولته أو ما يوفره من وسائل تأمني ضخمة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فمن جانب‪ ،‬أدركت التنظيامت اإلرهابية انه ميكنها من خالل شبكة اإلنرتنيت أن تنرش أفكارها‬
‫وأطروحاتها بطرق مختلفة تتناسب مع الرشائح املستهدفة‪ ،‬وبلغات متعدد تخاطب اإلنسان يف أي مكان وجد‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬سمحت وسائل التواصل االجتامعي بتوفري خاصية التكرار املستمر ملضمون الرسائل التي تبعث‬
‫بها هذه التنظيامت والتواجد بشكل مستمر عىل الساحة عىل مدار الساعة؛ حيث يتم تناقلها من شخص إىل‬
‫مجموعة‪ ،‬ومن كل شخص داخل املجموعة إىل مجموعته ومن كل مجموعة إىل املجموعات األخرى وهكذا‬
‫إىل ما النهاية‪ .‬وفصال عام تقدم‪ ،‬متكنت تلك التنظيامت من الحصول عىل قدر من التأمني مل تكن تحظ به‬
‫مسبقا‪ ،‬يف ضوء ما وفرته شبكة اإلنرتنيت من فضاء افرتايض ميكن لألطراف الولوج والخروج منه بسهولة‬
‫ويرس مع االحتامء بربامج متكنه من التخفي وإخفاء األثر‪ ،‬ومن شأن كل هذا أن يضع املزيد من العراقيل أمام‬
‫عمليات الرصد واملتابعة من قبل أجهزة األمن املعنية‪ ،‬بل ويجعلها مستحيلة يف بعض الحاالت وإن كان ذلك‬
‫لفرتات محدودة‪ ،‬وإن كانت كفاية لتمكني خرباء تكنولوجيا املعلومات الذين يعملون لحساب التنظيامت‬
‫اإلرهابية من االنتقال إىل مواقع أكرث أمنا‪.‬‬

‫يف ضوء ما تقدم‪ ،‬اكتسبت ظاهرة اإلرهاب أبعادا غري مسبوقة؛ حيث متكنت تنظيامت جهادية متطرفة‬
‫متتلك قدرات فنية عالية‪ ،‬من املناورة مبهارة فائقة يف ثنايا العامل االفرتايض؛ ما مكنها من أن تفرض نفسها‬
‫كخطر ُمدمر قد يحل بأي مكان ويف أي توقيت‪ ،‬قادر عىل توجيه رضبات وتحقيق أهداف كان يصعب عليه‬
‫القيام بها يف السابق باألساليب واألدوات التقليدية التي جعلته عىل الدوام يف مرمي االستهداف من قبل‬
‫األجهزة األمنية‪ .‬فانطالقا من املنصات اإلليكرتونية أصبحت التنظيامت اإلرهابية‪ ،‬املؤهلة فنيا‪ ،‬قادرة عىل‬
‫التواصل والتفاعل مع الجمهور املستهدف بكافة مستوياته بسهولة ورسعة فائقة مع تقليل هامش املخاطرة إىل‬
‫أقيص درجاته‪ .‬وقد دفعت هذه الوضعية املثرية البعض إىل طرح مقولة مفادها أن االنرتنيت أصبح رشيكا يف‬
‫صناعة اإلرهاب يف العامل؛ ‪ 22‬حيث يلعب دورا مؤثرا يف صناعة التطرف والرتويج للتفسريات الدينية واآلراء‬
‫الفقهية املضللة‪ ،‬مام سهل عملية استقطاب العنارص املؤهلة لالنحراف؛ والتحريض عىل العنف؛ وتوفري‬
‫اإلرشادات العملية لتصنيع املتفجرات واستخدامها؛ وتزويد العنارص اإلرهابية بوسائل سهلة وآمنة للتواصل‪.‬‬

‫‪ 22‬محمد الحامميص‪" ،‬النرتنيت رشك يف صناعة اإلرهاب يف العامل"‪( ،‬لندن‪ :‬موقع جريدة العرب‪ .)2015/2/2 ،‬تاريخ الطالع‬
‫‪ 29‬نوفمرب ‪.2018‬‬
‫اإلنرتنت‪-‬رشيك‪-‬صناعة‪-‬اإلرهاب‪-‬يف‪-‬العامل‪https://alarab.co.uk/‬‬

‫‪108‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬متكنت تنظيامت من قبل "تنظيم الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" عرب شبكة اإلنرتنيت من‬
‫تجنيد مقاتلني من كافة بقاع العامل وإرشادهم إىل طرق الوصول إىل مواقع التمركز ونقاط االشتباك ليضخموا‬
‫صفوفها مشكلني ما تم التعارف عىل تسميته بــ "املقاتلني األجانب"‪ .‬ويف حاالت أخرى‪ ،‬اقترص تأثري هذه‬
‫التنظيامت عىل تشبيع األشخاص بأفكا رها بالرغم من بقائهم يف بالدهم‪ ،‬وتظل هذه العنارص تتحني الفرضة‬
‫لالنتقال من مستوي األفكار املجردة إىل التحرك العميل عىل أرض الواقع بتنفيذ هجامت فردية من الداخل‬
‫فيام عرف مبصطلح "الذئاب املنفردة"‪.‬‬

‫يف واقع األمر‪ ،‬متكنت التنظيامت اإلرهابية ذات الطبيعة الدينية املتطرفة‪ ،‬ويف مقدمتها "تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية‪/‬داعش" من استثامر قدراتها ومهارة أنصارها املتخصصني يف هذا املجال والقادمني من كافة بقاع‬
‫العامل من أجل القيام بالعديد من الوظائف؛ قسمها مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية املنظمة‪،‬‬
‫بالتعاون مع فرقة العمل التابعة لألمم املتحدة املعنية بتنفيذ مكافحة اإلرهاب‪ ،‬إىل فئات تتداخل يف بعض‬
‫األحيان وهي‪ :‬الدعاية (مبا يشمل التجنيد‪ ،‬والدفع باتجاه التطرف‪ ،‬والتحريض عىل اإلرهاب) والتدريب‬
‫والتخطيط (مبا يتضمن التخطيط عرب االتصاالت الرسية واملعلومات املستمدة من مصادر علنية)‪...‬الخ‪)23( .‬‬

‫يف تقريره بعنوان‪ " :‬استخدام اإلنرتنيت ووسائط التواصل االجتامعي بوصفها أداة للرتويج والتجنيد"‬
‫امل ُقدم ملجلس األمن يف شهر كانون الثاين‪/‬يناير عام ‪ ،2016‬ركز األمني العام لألمم املتحدة عىل تزايد خطورة‬
‫التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة اإلسالمية" بفعل التطور التكنولوجي املتنامي الذي تتسم به هذه الجامعة؛‬
‫حيث أوضح أن التنظيم يلجأ بشكل متزايد إىل اإلنرتنت ووسائط التواصل االجتامعي بغية إيصال رسائله إىل‬
‫من يحتمل تجنيدهم‪ .‬وذهب التقرير إىل حد القول بأنه يبدو أن التنظيم متكن من إنشاء نظام قوي ومنخفض‬
‫التكلفة لبث دعايته‪ ،‬وتحديد من يحتمل تجنيدهم‪ ،‬وتخصيص املوارد البرشية من أجل إقناع األفراد‬
‫املستهدفني باالنضامم إىل صفوفه‪ .‬ما تسبب يف زيادة منو عدد املقاتلني اإلرهابيني األجانب الذين يسافرون‬
‫إىل الجمهورية العربية السورية والعراق‪ .‬كام ركز األمني العام عىل القدرات الخاصة للتنظيم يف مجالني‪:‬‬
‫األول هو مرونة الحركة واالنتقال من أداة إىل أخرى من أدوات التواصل االجتامعي‪ ،‬يك يتامىش مع الجهود‬
‫املبذولة إلغ الق قنوات تواصله مع الجمهور‪ .‬والثاين يتصل بالقدرة عىل تكييف مواصفات رسائله املنشورة عىل‬
‫شبكة اإلنرتنيت وفقا للجمهور املستهدف‪ .‬فوفقا ملا أورده التقرير تضمنت أرشطة الفيديو التي بثها هذا التنظيم‬

‫‪(23)https://www.unodc.org/documents/congress/backgroundinformation/Terrorism/Use_of_the_Internet_for_Terrorist_Pu‬‬
‫‪rposes_Arabic.pdf‬‬

‫‪109‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خالل العامني السابقتني عىل صدور التقرير املوضوعات التالية‪ :‬أعامل حربية ‪%30‬؛ مقابالت مع املجاهدين‬
‫‪%25‬؛ وصور تبني التنظيم كــ”دولة مثالية“ تؤدي مهامها ‪%18‬؛ عمليات إعدام ‪%15‬؛ أما املواضيع الدينية‬
‫البحتة فقد كانت أقل شيوعا‪ .‬وكثريا ما كانت أرشطة الفيديو ُمع َّدة بشكل جيد ومستوحاة من أفالم اإلثارة‬
‫وألعاب الفيديو‪.‬‬

‫كذلك أكد التقرير عىل أن هذا النهج مل يقترص فقط عىل اجتذاب الشباب الساعني إىل القتال فحسب‪،‬‬
‫بل أيضا هدف كذلك إىل استقطاب اصحاب املهن من قبيل األطباء واملهندسني وأخصايئ تكنولوجيات‬
‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬فضال عن النساء والفتيات‪ .‬كام اقرتنت حمالت متييز األنشطة والرتويج التي يقوم بها‬
‫تنظيم الدولة اإلسالمية بحمالت ذات مواصفات فردية لزرع التطرف والتجنيد يقوم بها مهيؤون مدربون تدريبا‬
‫جيدا باستخدام تطبيقات الدردشة املبارشة والتداول بالفيديو وغريها من أدوات تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪.‬‬

‫حول هذه النقطة‪ ،‬أوضح مكتب األمم املتحدة املعني باملخدرات والجرمية‪ ،‬يف منشوره الذي أعده بالتعاون‬
‫مع فرقة العمل التابعة لألمم املتحدة املعنية بتنفيذ تدابري مكافحة اإلرهاب‪“ :‬أن أكرب خطر تشكله الدعاية‬
‫اإلرهابية يتعلق بالطريقة التي تُستخدم بها والقصد الذي تُبث من أجله‪ .‬فالدعاية اإلرهابية التي توزع عرب‬
‫اإلنرتنيت تشمل مجموعة واسعة من األهداف وتوجه إىل مختلف أنواع الجامهري‪ .‬فقد تُصمم الدعاية خصيصا‬
‫من أجل املؤيدين املحتملني أو الفعليني لتنظيم من التنظيامت أو ألحد املعتقدات املتطرفة املشرتكة‪ ،‬أو من‬
‫أجل معاريض هذا التنظيم أو املعتقد‪ ،‬أو من أجل الضحايا املبارشين أو غري املبارشين ألعامل إرهابية‪ ،‬أو من‬
‫أجل املجتمع الدويل أو جزء منه‪ ،‬يف جملة موضوعات أخرى‪ .‬وقد تركز الدعاية التي تستهدف املؤيدين‬
‫املحتملني أو الفعليني عىل التجنيد‪ ،‬والدفع باتجاه التطرف‪ ،‬والتحريض عىل اإلرهاب‪ ،‬عرب رسائل تعرب عن‬
‫مشاعر الفخر واالعتزاز بتحقيق األهداف املرسومة والتفاين من أجل تحقيق هدف متطرف‪.‬‬

‫كام ميكن أن تستخدم هذه الدعاية إلثبات النجاح يف تنفيذ هجامت إرهابية ملن قدم دعام ماليا ملنفذي‬
‫هذه األعامل‪ .‬وقد تشمل األهداف األخرى للدعاية اإلرهابية التأثري عىل نفسية الفرد إلضعاف إميانه ببعض‬
‫القيم االجتامعية الجامعية‪ ،‬أو لبث شعور بالقلق الزائد أو الخوف أو الذعر يف مجتمع من املجتمعات أو رشيحة‬
‫منه‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقد يتأىت ذلك عرب نرش معلومات مضللة‪ ،‬أو شائعات أو تهديد باستخدام العنف‪ ،‬أو صور ألعامل عنف‬
‫تثري املشاع‪ ،‬وقد يشمل الجمهور املستهدف أولئك الذين يشاهدون املواد الدعائية مبارشة‪ ،‬فضال عمن يتأثرون‬
‫باإلشاعات التي قد تنترش بسبب هذه املواد‪ .‬وفيام يخص املجتمع الدويل بشكل عام‪ ،‬فإن الهدف من الدعاية‬
‫‪24‬‬
‫غالبا ما يكون إعطاء االنطباع بأن القامئني عليها يسعون لتحقيق غايات سياسية نبيلة"‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬قدرات اليمني املتطرف‬


‫نتيجة للتطور الهائل يف التكنولوجيا وما ترتب عليه من ظهور اإلعالم الجديد‪ ،‬الذي استخدمه التنظيامت‬
‫اإلرهابية التي تدعي انتامءها لإلسالم‪ ،‬كان من الطبيعي أن تقوم التجمعات اليمنية املتطرفة يف الدول الغربية‪،‬‬
‫بالنرش عىل نطاق واسع لصورة منطية سلبية (إرهابية) عن املسلم‪ ،‬إىل الحد الذي دفع بالبعض لطرح مفهوم‬
‫"الصورة االنشطارية" ويقصد بذلك تشظي الصورة النمطية وانتشارها يف كافة االتجاهات‪ ،‬وما ينتج عن ذلك‬
‫‪25‬‬
‫من صورة ضبابية مبعرثة ليس من السهل عىل أي مجتمع التخلص منها‪.‬‬

‫يُشار يف هذا الخصوص إىل أن مرتكبي العمليات ضد املسلمني والعرب يتم تقدميهم بطريقة مختلفة عن‬
‫أولئك املسلمني أو العرب الذين يرتكبون عمليات مشابهة‪ .‬فعيل حني يُنظر عادة إىل الفئة األويل نظرة أقل‬
‫تشددا ويتم توصيف العملية بشكل مخفف يف إطار ما ُيطلق عليه جرائم الكراهية‪ ،‬يتم التعامل مع الفئة‬
‫الثانية‪ ،‬يف معظم األحيان وبشكل تلقايئ‪ ،‬عىل أنها جرائم إرهابية‪.‬‬

‫وقد كانت الواليات املتحدة األمريكية مرسحا لظهور العديد من الجامعات والحركات ارتكبت انتهاكات‬
‫وجرائم تدخل يف إطار التصنيف الوارد يف نص املادة (‪ )19‬من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‬
‫من جانب‪ ،‬واملادة (‪ )2‬من اتفاقية مكافحة التمييز العنرصي‪.‬‬

‫ويف واقع األمر قامت هذه الحركات عىل مفاهيم عنرصية ترفض اآلخر وتهدف إىل اقصائه‪ ،‬بدء بجامعة‬
‫كو كولوكس كالن (‪ ،)1866‬وانتهاء بالجامعات التي تعترب نفسها من الحركات النازية الجديدة‪ ،‬التي مل‬

‫‪(24)https://www.unodc.org/documents/congress/backgroundinformation/Terrorism/Use_of_the_Internet_for_Terrorist_Pu‬‬
‫‪rposes_Arabic.pdf‬‬
‫شاكر نوري‪" ،‬اإلرهاب يف اإلعالم الفرنيس‪ ...‬من الصورة النمطية إىل الصورة النفجارية"‪( ،‬موقع نزوة‪ 17 :‬يناير ‪،)2018‬‬ ‫‪25‬‬

‫تاريخ الطالع ‪ 28‬نوفمرب ‪.2018‬‬


‫‪/‬اإلرهاب‪-‬فـي‪-‬اإلعالم‪-‬الفرنيس‪-‬من‪-‬الصورة‪https://www.nizwa.com/‬‬

‫‪111‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يقترص وجودها عىل الكثري من الواليات يف أمريكا وإمنا امتد إىل القارة األوربية‪ ،‬فقد برع أنصارها‪ -‬بدورهم‪-‬‬
‫املخصصة للعنرصيني‬
‫ا‬ ‫يف استخدام شبكة اإلنرتنيت للرتويج ألفكارهم فضال عن املذياع وخدمات األخبار‬
‫البيض‪ ،‬كام يعقدون مؤمترات علنية يف ُمدن مختلفة يف الواليات املتحدة‪ ،‬ويقودون حملة غري مسبوقة لزيادة‬
‫حجم الدعم لهم‪ ،‬ال سياام لدى العنرصيني الحليقي الرؤوس‪ .‬وأضحت الحركة‪ ،‬التي تتخذ من مينيا بوليس‬
‫‪26‬‬
‫مقرا لها‪ ،‬منظمة بث الكراهية األكرب يف الواليات املتحدة‪.‬‬
‫مل تقترص جرائم الكراهية فقط عىل الواليات املتحدة األمريكية وإمنا تسارعت وتريتها يف القارة األوروبية‬
‫نتيجة ملجموعة من العوامل أبرزها انتشار خطابات الكراهية عىل الفضاء االفرتايض‪ ،‬ويف هذا الخصوص ربطت‬
‫دراسة يف يناير ‪ 2018‬أجراها عدد من الباحثني يف جامعة "وارويك" الربيطانية بني االعتداءات التي يتعرض‬
‫لها املسلمون والالجئون يف أملانيا والواليات املتحدة وخطابات الكراهية التي تُروج لها مواقع التواصل‬
‫االجتامعي‪ .‬وعىل سبيل املثال توصلت الدراسة‪ ،‬من خالل تحليل خطابات أعضاء حزب "البديل من أجل‬
‫أملانيا" اليميني الشع بوى عىل موقع فيسبوك إىل وجود عالقة وثيقة بني هذه الخطابات‪ ،‬وتكرار االعتداءات‬
‫عىل املسلمني والالجئني‪ .‬أما فيام يتصل بالواليات املتحدة فقد الحظت الدراسة تزايد حاالت االعتداءات عىل‬
‫األقليات عقب تغريدات املرشح‪ ،‬ثم الرئيس‪ ،‬دونالد ترامب التي تستهدف األقليات‪.‬‬

‫يضاف إىل ذلك أنشطة الجامعات املتطرفة يف بريطانيا من قبيل ‪ Britain First‬و ‪First Generation‬‬
‫‪ Identity‬و‪ National Action‬إضافة إىل وجود شخصيات إعالمية معروفها بتوجهاتها اليمينية املتطرفة‬
‫ونشاطها عىل وسائل التواصل االجتامعي الذي يحظى بعدد كبري من املشاهدات من قبيل‪ :‬ستيفن لينون‬
‫(املعروف باسم تومي روبنسون) و بول جوزيف واتسون‪ ،‬فضال عن كايت أوليلفيا هوبكنز التي نرشت مقاالتها‬
‫يف عدد من الصحف الربيطانية‪ ،‬وقد اضطرت صحيفة الدييل ميل إىل دفع مبلغ ‪ 150‬ألف جنية إسرتليني لعائلة‬
‫مسلمة بعد قيام هوبكنز باتهامها بالتطرف عقب نرشها تغريدات لها يف تويرت بعد حادثة مانشسرت إرينا عام‬
‫‪ ،2017‬وقد انضمت يف يناير ‪ 2018‬إىل جامعة نازية كندية‪.‬‬

‫(‪ )26‬عامر دكة‪" ،‬النازيون الجدد يطلون برؤوسهم يف الوليات املتحدة"‪( ،‬موقع املصدر‪ 23 :‬نوفمرب ‪ )2016‬تاريخ الطالع ‪ 29‬نوفمرب‬
‫‪.2018‬‬
‫النازيون‪-‬الجدد‪-‬يطلون‪-‬برؤوسهم‪-‬يف‪-‬الول‪https://www.al-masdar.net/‬‬

‫‪112‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اإلرهاب السيرباين‬
‫املطلب األول‪ :‬ضبط املفاهيم وتحديد املضمون‬
‫يقود استخدام مصطلح اإلرهاب السيرباين إىل التفكري يف احتامل حدوث تغيري جذري يف أساليب‬
‫اإلرهاب املعروفة حتى اآلن‪ ،‬فلقد كان واضحا من العرض السابق توفر قدرة عىل استخدام شبكة املعلومات‬
‫يف الرتويج لألفكار املتطرفة والتجنيد وجمع األموال ونرش األفكار وإعطاء التعليامت والتوجيهات لتنفيذ عمليات‬
‫محددة يف أوقات ومناطق متفق عليها‪ .‬إال أن التطرق إىل مفهوم اإلرهاب السيرباين يعنى االرتقاء إىل مستوي‬
‫أكرث تقدما يف سلم التهديدات؛ يتم فيه استخدام الفضاء السيرباين‪ ،‬وهو ما ميثل بيئة تفاعليه افرتاضية‬
‫مرتبطة مبجموعة من األجهزة الرقمية والشبكات والربمجيات‪ ،‬لتحقيق عمليات ذات طابع إرهايب متس يف‬
‫الجوهر مكونات هذه البيئة‪ ،‬مبعنى األجهزة والشبكات والربمجيات‪.‬‬

‫يلزم من البداية اإلشارة إىل وجود خلط كبري يف املفاهيم عندما نصل إىل هذه النقطة‪ ،‬حيث يتم الحديث‬
‫عن الجرمية اإلليكرتونية‪ ،‬وأمن املعلومات‪ ،‬واألمن السيرباين‪ ،‬باعتبارهم مرتادفات ليشء واحد نظرا‬
‫الشرتاكهم جم يعا يف األداة (الحاسب اآليل) واملرسح (الفضاء االفرتايض)‪ .‬غري أن األمر ال ميكن التسليم‬
‫به بهذه السهولة عندما يدور الحديث عن اإلرهاب السيرباين‪ ،‬ومن ثم يلزم تحديد مفهوم األمن السيرباين‬
‫كنقطة انطالق لفهم اإلرهاب السيرباين‪.‬‬

‫تعددت التعريفات التي تم تقدميها لتوضيح هذا املفهوم‪ ،‬ويف هذا الخصوص نشري إىل أن وزارة الدفاع‬
‫األمريكية أشارت إليه باعتباره‪" :‬جميع اإلجراءات التنظيمية الالزمة لضامن حامية املعلومات بجميع أشكالها‬
‫املادية واإللكرتونية‪ ،‬من مختلف الجرائم‪ :‬الهجامت‪ ،‬التخريب‪ ،‬التجسس والحوادث‪ ".‬ومن جانبه عرفة‬
‫اإلعالن األورويب بأنه‪:‬‬

‫"قدرة النظام املعلومايت عىل مقاومة محاوالت االخرتاق التي تستهدف البيانات‪ ".27‬أما مكتب التحقيقات‬
‫الفيدرايل األمرييك فإنه قدم اإلرهاب السيرباين عىل أنه‪" :‬الهجوم املتعمد ذو الدوافع السياسية ضد أنظمة‬
‫املعلومات‪ ،‬وبرامج الكمبيوتر والبيانات املخزنة من قبل مختلف الفاعلني‪ .‬وهو التهديد أو الهجوم غري القانوين‬

‫‪27‬‬
‫املوسوعة السياسية‪ ،‬الرابط‬
‫‪https://political-encyclopedia.org/‬‬

‫‪113‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بشن هجامت عىل أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬وأنظمة املعلامت‪ ،‬والربامج‪ ،‬والبيانات‪ ،‬بهدف ترهيب وإكراه الحكومات‬
‫‪28‬‬
‫تحقيقا ألهداف مختلفة"‪.‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬ميكن القول إن األمن السيرباين ُيقصد به مجموعة اآلليات واإلجراءات والوسائل واألطر‬
‫التي تهدف إىل حامية الربمجيات وأجهزة الكمبيوتر والفضاء السيرباين بشكل عام زون مختلف الهجامت‬
‫واالخرتاقات والتهديدات السيربانية‪ 29.‬وانطالقا من هذا التعريف يبدو واضحا ان األمن السيرباين يشري إىل‬
‫مفهوم أوسع من ذلك الخاص بأمن املعلومات والتي قد تكون معلومات ملموسة يف صيغة مكتوبة ال تدخل يف‬
‫دائرة اهتامم األمن السيرباين عىل اإلطالق‪ .‬يف املقابل‪ ،‬ميكن اعتبار التزوير اإلليكرتوين صورة من صورة‬
‫االخرتاق لألمن السيرباين حيث يتمكن الطرف الراغب يف تزوير املستند من اخرتاق نظام األمان الذي يحيط‬
‫باملعلومات يف إطار شبكة اليكرتونية تخدم حاسب آيل‪ ،‬ويغري املعلومات التي يرغب يف تغيريها باستخدام‬
‫أدوات اليكرتونية‪ ،‬ثم يخرج من املوقع دون أن يرتك ورائه أثر‪.‬‬

‫ويف حقيقة األمر‪ ،‬فإنه نظرا لعدم وجود تعريف دقيق يف هذا املجال‪ ،‬يذهب البعض إىل التمييز بني‬
‫نوعني من اإلرهاب السيرباين‪ :‬أولهام هو اإلرهاب السيرباين الخالص‪ ،‬وثانيهام هو اإلرهاب السيرباين‬
‫‪30‬‬
‫الخبيث‪.‬‬
‫‪ )1‬اإلرهاب السيرباين الخالص ‪ :‬يتعلق بالهجامت املبارشة عىل البنية التحتية السريانية للجهة‬
‫املستهدفة من قبيل أجهزة الحاسوب‪ ،‬والشبكات‪ ،‬واملعلومات املخزنة فيهام‪ ،‬لتحقيق أهداف مختلفة‪.‬‬
‫ويأخذ هذا النوع من الهجامت السيربانية شكلني رئيسيني‪:‬‬
‫أ) مهاجمة البيانات‪ :‬وهو الشكل األكرث شيوعا ويكون مبهاجمه البيانات بهدف رسقتها أو تدمريها‬
‫مام يؤدى إىل عدم تقديم الخدمة التي كان يتم تقدميها من قبل‪.‬‬

‫‪ 28‬د‪ .‬رغدة البهي‪" ،‬اإلرهاب السيرباين‪ :‬املفهوم والسامت واألمناط"‪ ،‬املركز املرصي للفكر والدراسات السرتاتيجية‪ ،‬وحدة‬
‫اإلرهاب والرصاعات املسلحة‪ 30 ،‬سبتمرب ‪ ،2019‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ecsstudies.com/7141/‬‬
‫‪ 29‬املوسوعة السياسية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫د‪ .‬رغدة البهي‪" ،‬اإلرهاب السيرباين‪ :‬املفهوم والسامت واألمناط"‪ ،‬املركز املرصي للفكر والدراسات السرتاتيجية‪ ،‬وحدة‬ ‫‪30‬‬

‫اإلرهاب والرصاعات املسلحة‪ 30 ،‬سبتمرب ‪ ،2019‬الرابط‪:‬‬


‫‪https://www.ecsstudies.com/7141/‬‬

‫‪114‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ب) مهاجمة أنظمة التحكم ‪ :‬ويرتتب عىل ذلك تعطل البنية األساسية املادية‪ ،‬كشبكة امدادات‬
‫الطاقة‪ ،‬أو أمدادات املياه‪ ،‬أو السكك الحديدية أو غريها‪ .‬ومام ال شك فيه أن من شأن مثل هذا‬
‫النوع من الهجامت إيقاع آثارا كارثية تفوق تلك التي قد تنتج عن اإلرهاب التقليدي يف أقيص‬
‫صوره‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلرهاب السيرباين الهجني ‪ :‬وتحت هذا النوع تندرج الوظائف التقليدية لإلرهاب من خالل استخدام‬
‫شبكة اإلنرتنيت‪ ،‬سواء الدعاية والحرب النفسية‪ ،‬وتجنيد األعضاء الجدد‪ ،‬والتواصل اآلمن‪ ،‬وجمع‬
‫التربعات وغريها من األنشطة السالف اإلشارة إليها‪.‬‬

‫ويتسم األمن السيرباين بتعدد األبعاد‪ ،‬فهناك البعد العسكري (الذي قد يأخذ شكل اخرتاق أنظمة‬
‫الحامية اإلليكرتونية للمنشآت واآلليات العسكرية مبا يف ذلك النووية منها) والبعد االقتصادي (املتصل‬
‫باملصالح االقتصادية للدول وشبكات معلومات البنوك مبا فيها من تحويالت وقروض ومعامالت وعقود تجارية‬
‫اليكرتونية عىل مستوي العامل)‪ ،‬والبعد القانوين (الخاص باألنشطة الخاصة بحفظ املستندات القانونية وقواعد‬
‫بيانات األحوال الشخصية واملواليد والوفيات وكل ما يتصل بالحكومة اإلليكرتونية)‪ ،‬وأخريا‪ ،‬هناك البعد‬
‫السيايس (واملتصل بالعمل عىل اخرتاق شبكات أجهزة الدولة الحساسة للحصول عىل معلومات رسية يتم‬
‫الكشف عنها أمام املاليني من البرش يف لحظة واحدة مام يعقد األمور وقد يؤدى إىل إثارة القالقل وعدم‬
‫‪31‬‬
‫االستقرار)‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬احتاملت صعود اإلرهاب السيرباين‬


‫يف واقع األمر‪ ،‬عندما نتحدث عن الهجامت السيربانية ذات الطابع العدايئ فإننا لسنا يف نطاق الخيال‬
‫أو التصور؛ فعاملنا املعارص أضحي بالفعل مرسحا لتلك الهجامت السيربانية التي يتم تقدميها‪ ،‬حتى اآلن‬
‫باعتبارها مجهولة املصدر‪ ،‬مع وجود إشارات إىل انتامء الكتائب التي تقوم بها إىل دول كربي‪ .‬ويف هذا‬
‫الخصوص نشري إىل بعض النامذج الحديثة لذلك‪:‬‬

‫د‪ .‬علم الدين بانفا‪ ،‬مخاطر الهجامت اإلليكرتونية السيربانية وآثارها القتصادية‪ :‬دراسة حالة دول مجلس التعاون‬ ‫‪31‬‬

‫الخليجي‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة دراسات تنموية‪ ،2019 ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://archive.org/details/20200616_20200616_2337/page/n3/mode/2up‬‬

‫‪115‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ االتهامات التي تم توجيهها إىل روسيا بالتدخل (اليكرتونيا) يف االنتخابات األمريكية عام ‪2017‬‬
‫لضامن فوز املرشح الجمهوري آنذاك‪ ،‬كذلك تعرضت الواليات املتحدة لهجوم ترضر منه ‪ 50‬رشكة‬
‫يف ديسمرب ‪ 2020‬كام أعلنت رشكة األمن السيرباين األمريكية التي استطاعت تحديد االخرتاق‬
‫الواسع لوكاالت حكومية أمريكية أن من بنيها وزارة الخزانة واألمن الداخيل والدفاع‪ .‬وقد حمل آنذاك‬
‫وزير الخارجية األمرييك روسيا املسئولية عن الهجوم مثله مثل رؤساء لجان املخابرات يف مجليس‬
‫‪32‬‬
‫الشيوخ والنواب‪.‬‬

‫▪ اتهام دول غربية الصني بتنفيذ هجوم كبري ويف وقت سابق من العام الحايل استهدف خوادم رشكة‬
‫مايكروسوفت مام أثر عىل ما ال يقل عن ‪ 30‬ألف مؤسسة عىل مستوى العامل‪ .‬وعىل حني ذهبت‬
‫الترصيحات الربيطانية يف اتجاه أن جهات صينية مدعومة من الحكومة مسئولة عن الهجوم‪ ،‬رصح‬
‫‪33‬‬
‫االتحاد األورويب بان الهجوم "جاء من األرايض الصينية"‪.‬‬

‫▪ تعرض الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬خالل شهر يوليو ‪ ،2021‬لهجمة سبيربانية خطرية‪ ،‬هي األويل‬
‫يف عهد الرئيس جوزيف بايدون‪ ،‬وكان لها تبعات كبرية عىل العديد من الرشكات والهيئات‬
‫األمريكية‪ ،‬ويف حني سارت التكهنات أن مصدر الهجامت جاء من األرايض الروسية‪ ،‬فقد اكتفي‬
‫الرئيس األمرييك بالقول بأن من املنطقي بالنسبة لبالدة أن تشن هجامت عىل الخوادم املستخدمة‬
‫يف الهجامت السيربانية عىل رشكات ومؤسسات بالده‪ ،‬مشريا إىل أن الواليات املتحدة وجهت العديد‬
‫من الطلبات إىل روسيا عرب القنوات الدبلوماسية ليك تتعامل مع الهجامت التي تقول واشنطن أنها‬
‫‪34‬‬
‫تنطلق من األرايض الروسية‪.‬‬

‫وفيام يخص احتامالت متكن التنظيامت اإلرهابية التي تم تناولها يف املبحث األول من هذه الدراسة‬
‫من االنخراط يف مستوي اإلرهاب السيرباين‪ ،‬فإن التنظيامت الجهادية التي تقدم نفسها عىل اإلسالم‬
‫الحقيقي وترفع شعار محاربة الكفار‪ ،‬هي املرشحة أكرث لدخول هذا املجال‪ ،‬حيث أنه ليس من مربر معروف‬
‫لدى جامعات اليمني املتطرف للقيام بذلك كام أنه ليس هناك هدف محدد يكمن استهدافه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-55383496‬‬
‫‪33‬‬
‫‪https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-57893908‬‬
‫‪34‬‬
‫‪https://arabic.rt.com/world/1250247‬‬

‫‪116‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يف املقابل فإن تنظيم "القاعدة" ال ذي بدأ ينشط مؤخرا‪ ،‬خاصة يف أفغانستان‪ ،‬مع بدء انسحاب القوات‬
‫األمريكية واألوروبية التي كانت متمركزة فيها منذ فرتة طويلة‪ ،‬وكذلك تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" الذي‬
‫عاد للظهور بقوة يف منطقة أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬ميكنهام االنخراط يف مثل هذه األنشطة‪.‬‬

‫يساعد عىل ترجيح هذا االحتامل املستوي املتفوق الذي سبق لتنظيم "الدول اإلسالمية‪/‬داعش" الكشف‬
‫عنه يف استخدام شبكة اإلنرتنيت مبهارة‪ ،‬خاصة يف جانبها املظلم لرشاء السالح والحصول عىل التمويل‬
‫وتبادل املعلومات االستخباراتة من خالل استخدام العمالت الرقمية املشفرة‪ ،‬ومن جانب آخر‪ ،‬نجح التنظيم‬
‫منذ منتصف العقد املايض يف تشكيل كتائب متخصصة تحت مسميات عديدة من بينها‪" :‬الخالفة الشبح" و‬
‫"جيش أبناء الخالفة"‪ ،‬و"جيش الخالفة السيرباين"و "كالشينكوف األمن اإلليكرتوين"‪ ،‬وتجميعهم يف اطار‬
‫‪35‬‬
‫واحد تحت مسمي "الخالفة السيربانية املتحدة"‪.‬‬

‫أما من الناحية العملية‪ ،‬فقد تم بالفعل تسجيل بعض الهجامت املنسوبة إىل هذا التنظيم ومنها‪:‬‬

‫▪ قيام مجموعة من القراصنة التابعني لتنظيم الدولة اإلسالمية يف تونس وتسمي ‪The Fallaga‬‬
‫مبهاجمة وتشويه عدد من املواقع اإلليكرتونية التابعة لوزارة الصحة الربيطانية‪ ،‬تم من خاللها‬
‫استبدال صفحات من املوقع بصور من ن طريق تغري صورة ملفها الشخيص بصور من الواقع السوري‬
‫وكتابة رسائل من قبيل "أوقفوا القتل يف سوريا" و "أنقذوا حلب من روسيا"‪.‬‬
‫▪ قيام مجموعة من العنارص اإلليكرتونية التابعية للتنظيم باخرتاق حسابات الرشطة املاليزية امللكية‬
‫عىل فيسبوك وتويرت عن طريق تغيري ملفها الشخص وصورة الغالف‪.‬‬
‫▪ قيام قراصنة "الخالفة السريانية املتحدة" بنرش مقطع فيديو تدعو فيه القراصنة املسلمني لتوظيف‬
‫قدراتهم عىل اإلخرتاق يف مواجهة مختلف الدول‪.‬‬
‫▪ متكن قراصنة "الخالفة السريانية املتحدة" من اخرتاق مواقع الخطوط الجوية املاليزية والتحكم يف‬
‫موقع بث اإلذاعة الفرنسية‪ ،‬ومحطات التلفزة الفرنسية وحساباتها عىل تويرت وفيسبوك‪.‬‬
‫▪ اخرت ق حسابات القيادة املركزية العسكرية األمريكية عىل اليوتيوب وتويرت‪ ،‬حيث تم استبدال شعار‬
‫‪36‬‬
‫القيادة املركزية برصة رجل ملثم مع ظهور كلمة ‪.Cyber Caliphate‬‬

‫‪ 35‬د‪ .‬رغدة البهي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪117‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يف ضوء ما تقدم‪ ،‬ميكن القول بأنه ليس من املستبعد انخراط التنظامت الجهادية املتطرفة يف هجامت‬
‫سريانية تحل محل الهجامت اإلرهابية التقليدية أو تجري بالتوازي معها أو متهيدا للقيامها يف مناطق ذات‬
‫طبيعة حساسة للغاية يف الدول التي تناصبها العداء‪ .‬ويتوقف األمر بطبيعة الحال عىل مدي قدرة تنظيم "الدولة‬
‫اإلسالمية‪/‬داعش" عىل إعادة تنظيم صفوفه بطريقة مختلفة‪ ،‬ووضع خطط ذا طابع مختلف‪ ،‬وإقامة التحالفات‬
‫مع التنظيامت األخرى لتشكيل قوة تقنية متنوعة القدرات‪.‬‬

‫خامتة‬
‫يف الوقت الذي يركز فيه املؤمتر الدويل األويل حول األمن السيرباين يف الدول العربية املنعقد يف مراكش‬
‫حول تجارب الدول العربية يف هذا املجال بهدف تقييمها وطرح تصورات لسد ما قد يوجد بها من ثغرات‪،‬‬
‫حرصت هذه الدراسة عىل طرح بعد أكرث شمولية وعمقا ويتمثل يف تناول املفهوم العكيس‪ ،‬أال وهو "اإلرهاب‬
‫السيرباين"‪ .‬فإذا ما كانت هناك رغبة لتحقيق األمن السيرباين من خالل ترشيع القوانني وتحديد العقوبات‪،‬‬
‫فإن هذا يعنى وجود توجه ملواجهة "اإلرهاب السيرباين"‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إىل عدد من النتائج أبرزها ما ييل‪:‬‬

‫‪ )1‬وجود خلط يف املفاهيم يف هذا املجال الجديد من مجاالت الجرمية املنظمة بني الجرائم‬
‫اإلليكرتونية‪ ،‬والجرائم السيرباينية‪ ،‬وامن املعلومات‪ ،‬واألمن السيرباين‪ ،‬وأخريا اإلرهاب السيرباين‪.‬‬

‫‪ )2‬تظهر النظرة الرسيعة إىل الترشيعات التي سنتها أغلب الدول العربية تركيزا واضحا عىل الجرائم‬
‫اإلليكرتونية‪ ،‬فعيل سبيل املثال بالنظر إىل القانون املرصي رقم (‪ )175‬لسنة ‪ 2018‬تحت مسمي‬
‫"مكافحة جرائم تقنية املعلومات"‪ ،‬وقد تعامل القانون بشلك رئييس مع الجرائم اإلليكرتونية من قبيل‬
‫االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة‪ ،‬أو اصطناع الحسابات والربيد اإلليكرتوين‪ ،‬أو جرائم االحتيال‬
‫واالعتداء عىل بطاقات البنوك والخدمات وأدوات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬أو تدال أجهزة مطورة أو مشفرة‪.‬‬
‫وخرجت املادة (‪ ) 21‬من القانون عن هذا السياق للتحدث عن "جرمية االعتداء عىل سالمة الشبكة‬
‫املعلوماتية"‪ ،‬دون أن توضح املقصود بذلك عىل وجه التحديد‪ ،‬واقترصت املادة عىل تحديد العقوبات‬

‫‪118‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املفروضة يف مثل هذه الحاالت والتي تتمثل يف الحبس ملدة ستة أشهر وبغرامة ال تقل عن مائة ألف‬
‫‪37‬‬
‫جنية وال تجاوز خمسامئة ألف جنية‪ ،‬أو بإحدى هاتني العقوبتني‪."...‬‬

‫‪ )3‬إبان الحرب ضد اإلرهاب خالل النصف الثاين من العقد املايض كانت التنظيامت الجهادية املتطرفة‬
‫أكرث تقدما من حيث األسلوب من التحالف الدويل بقيادة الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬عىل األقل يف‬
‫مجال االستخدام الواسع واملاهر لشبكة اإلنرتنيت األمر الذي مكنها من تنفيذ أكرب عملية تجنيد واسعة‬
‫النطاق ومتعددة األعراق يف التاريخ الذين أطلق عليهم "املقاتلون األجانب" وجمع األموال والتدريب‬
‫والتخطيط للعمليات وتنفيذها‪.‬‬

‫‪ )4‬عىل الرغم من القضاء عىل آخر معاقل تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" وتصفية زعيمها‪ ،‬إال أو الواقع‬
‫يشري إىل أن التنظيم مل ينتهي‪ ،‬بل ظل قامئا يسعي إىل إعادة تنظيم صفوفه واستنساخ نفسه يف‬
‫صورة مختلفة‪ ،‬وقد ساعده عىل ذلك تداعيات تفيش جائحة كوفيد ‪ 19‬التي أدت احتلت املستوي األول‬
‫يف أولويات الدول يف كافة أنحاء العامل‪ ،‬يف وقت انشغلت فيه قوات األمن بفرض التدابري االحرتازية‬
‫ومواجهة املظاهرات املعارضة لهذه التدابري وتأمني الحدود وغريها من املهام التي فرضتها رضورة‬
‫التعامل مع املوقف‪.‬‬

‫‪ )5‬الحديث عن الهجامت السريانية ليس خياال حيث جرت مثل هذه الهجامت خاصة فيام بني الدول‬
‫الكربى يف سياق من تبادل االتهامات والوعيد بالرد باملثل‪.‬‬

‫‪ )6‬أظهرت الخربة املاضية امتالك تنظيم "الدولة اإلسالمية‪/‬داعش" القدرة الفنية عىل االنخراط يف‬
‫مجال الهجامت السيربانية مبا يعنيه ذلك من الحديث عن "اإلرهاب السرياين" والذي تتجاوز خطورته‬
‫بكثري اإلرهاب التقليدي الذي عرفه العامل‪ ،‬منذ بداية القرن الحايل‪.‬‬

‫ويف النهاية ميكن طرح عدد من التوصيات نوجزها فيام ييل‪:‬‬


‫‪ .1‬رضورة املراجعة الدورية لقوانني الجرائم اإلليكرتونية التي أصدرتها الدول العربية وتحديثها لتشمل‬
‫طائفة أوسع من الجرائم مبا يف ذلك اإلرهاب السيرباين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫القانون رقم (‪ )175‬لسنة ‪ ،2018‬الرابط‬
‫‪http://laweg.net/Default.aspx?action=ViewActivePages&ItemID=112278&Type=6‬‬

‫‪119‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .2‬قد يكون من املفيد وضع قانون مشرتك حول "اإلرهاب السيرباين" يف إطار جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫‪ .3‬أهمية تشكيل كتائب اليكرتونية عىل درجة عالية من الكفاءة من مختلف الدول العربية ميكنها البحث‬
‫يف وضع نظام أمن سيرباين يحتوي عىل مستويات متعددة من األمان يصعب اخرتاقها يف صمت‬
‫دون إطالق أجهزة إنذار متكن من التعامل الفوري مع املوقف وتجنب وقوع الخسائر‪.‬‬

‫‪ .4‬رضورة التنسيق مع معهد األمم املتحدة األقاليمي ألبحاث الجرمية والعدالة‪ ،‬التابع للمجلس‬
‫االقتصادي واالجتامعي لألمم املتحدة‪ ،‬عىل تنظيم مؤمتر دويل لتقديم عرض شامل لنتائج دراساته‬
‫حول موضوع اإلمن واإلرهاب السيرباين‪ ،‬يف ضوء املرشوع الذي دشنه عام ‪ 2014‬تحت مسمي "برنامج‬
‫البحوث األورويب بشأن الجرمية السيربانيه واإلرهاب السيرباين‪ ،‬لالستفادة منها يف الوقت املناسب‪.‬‬

‫‪ .5‬املتابعة الدورية لنظم تأمني الشبكات واألنظمة ووضع نظم إنذار عىل درجة عالية من الكفاءة‪ ،‬برشط‬
‫أن تكون مصنوعة عىل يد نخبة من الخرباء املحليني‪ ،‬للكشف عن أي محاولة اخرتاق‪.‬‬

‫‪ .6‬العمل عىل تأمني نظم التواصل عن بعد والتي يتم استخدامها حاليا يف التعليم وأداء الوظائف‬
‫الحكومية واللقاءات والندوات بشكل يحول دون اخرتاقها وتغيري مضمونها ألهداف إرهابية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قامئة املراجع‬

‫أولً‪ -‬الكتب باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ .1‬د‪ .‬أحمد أبو الروس‪ ،‬اإلرهاب والتطرف والعنف الدويل‪ ،‬املكتب الجامعية الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪.2001 ،‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬داليا مجدي عبد الغنى‪ ،‬أيدولوجية اإلرهاب وآليات مكافحته وفقا ألحدث الترشيعات واالتفاقيات الدولية‬
‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬دار النهضة العلمية‪.2018 ،‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬عامد عواد‪ ،‬املواطنة واألمن‪ ،‬تقديم د‪ .‬بطرس بطرس غايل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪.2010 ،‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬عامد عواد‪ ،‬اإلرهاب واسرتاتيجية املتعامل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.2019 ،‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬عامد عواد‪ ،‬ليندا عواد‪ ،‬كوفيد ‪ 19‬وحقوق اإلنسان‪ ،‬تقديم الوزير‪ /‬محمد فايق‪ :‬رئيس املجلس الوطني‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.2021 ،‬‬

‫ثانياً‪ -‬الكتب والتقارير األجنبية‬


‫▪‬ ‫‪Jean-Paul Marthoz, Terrorism and the Media: a handbook for Journalists, UNESCO,‬‬
‫‪Paris, France, 2017.‬‬
‫‪https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000247074‬‬
‫‪▪ Shadi Hamid, “The Roots of the Islamic State’s Appeal”, Brookings Institute, 31‬‬
‫‪October 2014.‬‬
‫‪https://www.brookings.edu/opinions/the-roots-of-the-islamic-states-appeal/‬‬
‫‪▪ Beyond the Caliphate: Foreign Fighters and the Threat of Returnees, The SOUFAN‬‬
‫‪Center, October 2017.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬مصادر عىل شبكة اإلنرتنيت‬
‫▪‬ ‫‪http://thesoufancenter.org/wp-content/uploads/2017/11/Beyond-the-Caliphate-‬‬
‫‪Foreign-Fighters-and-the-Threat-of-Returnees-TSC-Report-October-2017-v3.pdf‬‬

‫رابعاً مقالت وأبحاث‬


‫‪ .1‬د‪ .‬رغدة البهي‪" ،‬اإلرهاب السيرباين‪ :‬املفهوم والسامت واألمناط"‪ ،‬املركز املرصي للفكر والدراسات‬
‫االسرتاتيجية‪ ،‬وحدة اإلرهاب والرصاعات املسلحة‪ 30 ،‬سبتمرب ‪ ،2019‬الرابط‪:‬‬
‫▪‬ ‫‪https://www.ecsstudies.com/7141/‬‬
‫‪ .2‬شاكر نوري‪" ،‬اإلرهاب يف اإلعالم الفرن يس‪ ...‬من الصورة النمطية إىل الصورة االنفجارية"‪( ،‬موقع نزوة‪17 :‬‬
‫يناير ‪ ،)2018‬تاريخ االطالع ‪ 28‬نوفمرب ‪.2018‬‬
‫▪‬ ‫‪/‬اإلرهاب‪-‬فـي‪-‬اإلعالم‪-‬الفرنسي‪-‬من‪-‬الصورة‪https://www.nizwa.com/‬‬
‫‪ .3‬عامر دكة‪" ،‬النازيون الجدد يطلون برؤوسهم يف الواليات املتحدة"‪( ،‬موقع املصدر‪ 23 :‬نوفمرب ‪ )2016‬تاريخ‬
‫االطالع ‪ 29‬نوفمرب ‪.2018‬‬
‫▪‬ ‫النازيون‪-‬الجدد‪-‬يطلون‪-‬برؤوسهم‪-‬في‪-‬الوال‪https://www.al-masdar.net/‬‬

‫‪121‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬علم الدين بانفا‪ ،‬مخاطر الهجامت اإلليكرتونية السيربانية وآثارها االقتصادية‪ :‬دراسة حالة دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة دراسات تنموية‪ ،2019 ،‬الرابط‪:‬‬
‫▪‬ ‫‪https://archive.org/details/20200616_20200616_2337/page/n3/mode/2up‬‬
‫‪ .5‬محمد الحامميص‪" ،‬االنرتنيت رشك يف صناعة اإلرهاب يف العامل"‪( ،‬لندن‪ :‬موقع جريدة العرب‪.)2015/2/2 ،‬‬
‫تاريخ االطالع ‪ 29‬نوفمرب ‪.2018‬‬
‫اإلنترنت‪-‬شريك‪-‬صناعة‪-‬اإلرهاب‪-‬في‪-‬العالم‪▪ https://alarab.co.uk/‬‬
‫خامساً‪ -‬مستندات األمم املتحدة‬
‫(‪ )1‬تقرير األمني العام لألمم املتحدة عن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة اإلسالمية يف العراق والشام (تنظيم‬
‫داعش) عىل السالم واألمن الدوليني‪ ،‬ونطاق الجهود التي تبذلها األمم املتحدة دعام للدول األعضاء يف مكافحة هذا‬
‫التهديد‪ 29 ،‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪ .2016‬موقع األمم املتحدة‪.‬‬
‫▪‬ ‫‪http://undocs.org/ar/S/2016/92‬‬
‫▪‬ ‫‪https://www.unodc.org/‬‬

‫سادساً‪ -‬مراجع أخري‬


‫‪1‬‬
‫املوسوعة السياسية‪ ،‬الرابط‬
‫▪‬ ‫‪https://political-encyclopedia.org/‬‬

‫‪122‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمن السيبراني في القوانين واالستراتيجيات والسياسات الوطنية في المملكة األردنية الهاشمية دراسة تحليلية‬

‫باحث وخبري يف مجال األمن السيرباين (األردن)‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يف السنوات القليلة املاضية قامت العديد من الدول العربية بنرش قوانني وترشيعات واسرتاتيجيات وطنية يف‬
‫مجال األمن السيرباين وتم تسميتها بهذا االسم وكانت اململكة األردنية الهاشمية إحدى هذه الدول حيث قامت بإنشاء‬
‫ونرش القوانني والترشيعات واالسرتاتيجيات املتعلقة باألمن السيرباين‪ ،‬تم نرش قانون األمن السيربانـي رقم (‪ )16‬لسنة‬
‫‪ 2019‬بتاريخ ‪ 2019-9-16‬بالجريدة الرسمية والذي نص عىل إنشاء مجلس يسمى املجلس الوطني لألمن السيرباين‬
‫وكذلك مركز يسمى املركز الوطني لألمن السيرباين وذكر املهام املوكلة لكل منهام حيث تكونت الوثيقة الخاصة بهذا‬
‫القانون من (‪ )11‬صفحة و (‪ )19‬مادة‪.‬‬

‫انتهت املدة املحددة لالسرتاتيجية الوطنية لضامن أمن املعلومات واألمن السيرباين ‪ 2012‬يف عام ‪ 2017‬وتم تجهيز‬
‫إالسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين لألعوام (‪ )2023-2018‬والتي كان الهدف منها تحديد األدوار املنوطة بالحكومة‬
‫األردنية لتحقيق ا لرؤية الخاصة بحامية األصول املعلوماتية وبالتنسيق مع القيادة العامة للقوات املسلحة األردنية‬
‫الجيش العريب‪ ،‬ومبساعدة الرشكة الربيطانية )‪ British Aerospace Systems (BAE‬وهي رشكة عاملية متخصصة‬
‫باألمن السيرباين ونرشت باللغتني العربية واإلنجليزية معا وكان مجموع صفحاتها (‪ )29‬صفحة وغطت هذه‬
‫االسرتاتيجية أربعة محاور رئيسية هي الحامية واالستكشاف واالستجابة والتطور وتم انشاؤها من قبل الحكومة التزاما‬
‫بنص املادة (‪ )142‬من السياسة العامة للحكومة يف قطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات والربيد لعام ‪ 2012‬وانبثق‬
‫عن هذه االسرتاتيجية الربنامج الوطني لألمن السيرباين والذي تم فيه انشاء (‪ )20‬وثيقة ضمت سياسات وأطر األمن‬
‫السيرباين ضمن ستة أقسام ومبا مجموعة (‪ )241‬صفحة تم بيان أهم ما جاء فيها ضمن هذه الورقة‪.‬‬

‫ومع االنفتاح يف الدولة األردنية يف مجال األمن السيرباين أصبح هنالك العديد من املؤمترات والندوات حول‬
‫املوضوع وكذلك قامت العديد من الجامعات الحكومية والخاصة بفتح تخصص األمن السيرباين وتم انشاء العديد من‬

‫‪123‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
‫املختربات الخاصة باألمن السيرباين يف الجامعات وبعض الرشكات وتم تشجيع الطالب والدارسني للدخول يف هذا‬
‫املجال وبيان أهميته ومدى افتقار سوق العمل لهذا املجال ومدى قدرته عىل استيعاب الوظائف التي تتعلق بهذا‬
.‫التخصص‬

‫خلصت هذه الورقة إىل تحليل وبيان القوانني واالسرتاتيجيات والسياسات املنشورة يف اململكة األردنية الهاشمية‬
.‫مبا يخص األمن السيرباين وإبراز اإليجابيات والتطلعات املستقبلية واملآخذ املتعلقة بها‬

Abstract

In the past few years, many Arab countries have published national laws, legislation,
and strategies in the field of cybersecurity and were named by this name, the Hashemite
Kingdom of Jordan was one of these countries, where it created and published laws,
legislation and strategies related to cybersecurity, the Cyber Security Law No. 16 of the
year 2019 has published in the Official Gazette on 16-09-2019, which talked about
establishment of a council called the National Cyber Security Council, as well as a center
called the National Cyber Security Center, and mentioned the tasks assigned to each of
them, as the document for this law consisted of (11) pages and (19) articles.

The period specified for the National Information Assurance and Cyber Security
Strategy 2012 expired in 2017, and the National Cybersecurity Strategy for the years
(2018-2023) was prepared, which aimed at defining the roles assigned to the Jordanian
government to achieve the vision of protecting information assets and in coordination
with the General Command of the Jordanian Armed Forces, With the help of the British
company British Aerospace Systems (BAE) global company specializing in cyber
security, and published in both Arabic and English languages, its pages totaled (29)
pages. This strategy covered four main hubs: protection, exploration, response and
development, and it was established by the government in compliance with the text of
Article (142) of the General Policy for the Information & Communications Technology
and Postal Sectors for the year 2012. From this strategy emerged the National Program
for Cyber Security, in which (20) documents were created that included cybersecurity
policies and frameworks within six sections, with a total of (241) pages, the most
important of which were stated within this paper.

With the openness in Jordan on the field of cybersecurity, there have been many
conferences and seminars on this subject, as well as many public and private universities
have opened specific major of cybersecurity, and many cybersecurity laboratories have
been established in universities also in many companies. Students and scholars were
encouraged to enter this field and to indicate its importance and the extent to which the
labor market absorbs and lacks jobs related to this major.

124
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪This paper concludes by analyzing and clarifying the laws, strategies and policies‬‬
‫‪published in the Hashemite Kingdom of Jordan about cybersecurity and highlighting the‬‬
‫‪positives, future aspirations and drawbacks related to them.‬‬

‫املقدمة‬
‫انترش مصطلح األمن السيرباين بشكل واسع يف السنوات املاضية وأصبحت العديد من الدول تنرش‬
‫القوانني والسياسات واألنظمة بهذا االسم وكلمة سيرباين هي تعريب للكلمة اإلنجليزية (‪ )Cyber‬والتي تعني‬
‫يف املرتجامت (اإللكرتونية) والتي أصبحت تدل عىل كل ما يتعلق باالتصاالت وتقنية املعلومات‪ ،‬والتي تم‬
‫اشتقاقها من كلمة (‪ )Cybernetics‬السيربنتيكا والتي تعرف بالعربية بعلم الضبط أو بعلم التحكم الذايت او علم‬
‫الرتبني وتعني الحكم أو التوجيه واإلدارة (الرتبني) ‪38‬ومنها ال ُّر َّبان وهو علم حديث نوعيا ظهر يف بداية‬
‫األربعينيات من القرن العرشين ويعترب الريايض نوربرت فيرن من أهم مؤسسيه وقد عرف فيرن ِ‬
‫السربانية عىل‬
‫(‪39 )2( )1‬‬
‫أنها "علم القيادة أو التحكم يف األحياء واآلالت ودراسة آليات التواصل يف كل منهام‪.‬‬

‫ويف القرن الحادي والعرشين‪ ،‬اُستُخدم هذا املصطلح بطريقة واسعة مبا يخص أنظمة االتصاالت وتقنية‬
‫املعلومات وطريقة التواصل فيام بينها وعليه أصبح يوجد كلامت مثل مقهى إنرتنت )‪ (Cybercafé‬وهي املحالت‬
‫التجارية التي تقدم خدمة اإلنرتنت وأيضا مصطلح الجرائم اإللكرتونية أو السيربانية (‪ )Cybercrimes‬ويقصد‬
‫به ا الجرائم التي تحصل عن طريق اإلنرتنت والحواسيب وكذلك ظهر مصطلح األمن السيرباين‬
‫)‪.(Cybersecurity‬‬

‫وعرف القانون األردين لألمن السيرباين قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ 2019‬األمن السيربانـي عىل أنه‬
‫اإلجراءات املتخذة لحامية األنظمة والشبكات املعلوماتية والبنى التحتية الحرجة من حوادث األمن السيرباين‬
‫والقدرة عىل استعادة عملها واستمراريتها سواء أكان الوصول إليها بدون ترصيح أو سوء استخدام او نتيجة‬
‫(‪40 )3‬‬
‫االخفاق يف اتباع اإلجراءات األمنية أو التعرض للخداع الذي يؤدي لذلك ‪.‬‬

‫‪ : 38‬صليبا‪ ،‬جميل املعجم الفلسفي الجزء األول صفحة ‪682‬‬


‫‪39‬‬
‫يربناتية؛ علم الضبط‬
‫الس ر‬
‫البعلبيك‪ ،‬منري موسوعة املورد صفحة ‪ِّ 307‬‬
‫‪ 40‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5595‬قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ - 2019‬قانون األمن السيربانـي‬

‫‪125‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كان يتعارف عىل مصطلح األمن السيرباين بأمن املعلومات إال أنه ومع وجود فوارق بينهام خصوصا أن‬
‫أمن املعلومات يشمل أمن املعلومات عىل الوثائق الورقية واملطبوعات وأن األمن السيرباين يشمل عىل حفظ‬
‫وجود االتصاالت وشبكات االتصال أصبح العديد من الناس يفرق بينهم يف االستخدام ويدعو بشكل واسع‬
‫إىل نرش مصطلح األمن السيرباين مع العلم أنه برأي الباحث أن مصطلح أمن أنظمة االتصاالت وتقنية املعلومات‬
‫يدل عىل مصطلح األمن السيرباين لكن باستخدام مفردات عربية‪.‬‬

‫ومع هذا االستخدام الواسع للمصطلح واعتامد الكثري من الدول والحكومات و املؤسسات العامة والخاصة‬
‫واألفراد يف تعامالتهم واستثامراتهم وتواصلهم فيام بينهم عىل االنرتنت وتقنية االتصال وأنظمة املعلومات‬
‫واعتامدهم عىل طرق تقنية املعلومات لحفظ البيانات خصوصا الحساسة منها وللرشاء واالستثامر وعرض‬
‫املنتجات لدرجة أنها أصبحت تدخل يف غالبية شؤون الحياة وتديرها أصبحت الدول العاملية تقوم بإنشاء قوانني‬
‫وترشيعات وصياغة اسرتاتيجيات وسياسات بخصوص األمن السيرباين وقامت العديد من الدول العربية مبثل‬
‫ذلك مثل األردن واملغرب والسعودية واإلمارات ومرص وغريها‪.‬‬

‫ملحة تاريخية عن السرتاتيجيات املتعلقة باألمن السيرباين يف اململكة األردنية الهاشمية‬


‫قامت امل ملكة األردنية الهاشمية بإنشاء العديد من االسرتاتيجيات الخاصة باألمن السيرباين ومنذ مدة‬
‫طويلة وكانت من الدول السباقة يف املنطقة بهذا املجال حيث قام مجلس الوزراء األردين يف العام ‪ 2007‬بإقرار‬
‫وثيقة السياسة العامة للحكومة يف قطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات والربيد ‪ 2007‬والتي تضمنت أكرث‬
‫من مادة تتحدث عن أمن املعلومات وتشكيل وحدة فنية متخصصة بأمن وحامية املعلومات (سريت يف‬
‫األردن)‪ )1( 41‬وتبعها يف العام ‪ 2008‬إعداد السياسات الوطنية ألمن املعلومات والتي اقرت ونرشت من قبل وزارة‬
‫االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات بعد اعتامدها من رئاسة الوزراء بتاريخ ‪ 2008-10-28‬وتم إعدادها من قبل اللجنة‬
‫الوطنية ألمن وحامية املعلومات وكانت ضمن وثيقة واحدة تكونت من (‪ )57‬صفحة باللغة العربية‪ )2( 42‬وتحدثت‬
‫عن العديد من األمور املتعلقة بأمن وحامية املعلومات واألمن السيرباين الذي مل يكن يطلق عليه هذا االسم‬
‫يف األردن يف ذلك الوقت وكانت هذه السياسة شاملة ومتكاملة واحتوت عىل مجموعة من التعريفات الخاصة‬
‫بهذا املجال وتحديد األدوار واملسؤوليات واشتملت عىل مجموعة من السياسات الوطنية ألمن وحامية املعلومات‬

‫‪ 41‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السياسة العامة للحكومة يف قطاعات التصالت وتكنولوجيا‬
‫املعلومات والربيد ‪."2007‬‬
‫‪ 42‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السياسات الوطنية ألمن وحامية املعلومات" ‪.2008‬‬

‫‪126‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كان عددها (‪ )17‬سياسة وهي ‪ :‬سياسة حساسية وتصنيف املعلومات وسياسة االستعامل املقبول وسياسة ضبط‬
‫التغيري وميثاق السلوك الخاص بأمن املعلومات وسياسة التدقيق الخاص بأمن املعلومات وسياسة األمن املادي‬
‫وسياسة أمن املوظفني وسياسة الحاسوب املكتبي وسياسة األجهزة املحمولة وسياسة كلامت املرور وسياسة‬
‫مكافحة الفريوسات والربامج الخبيثة وسياسة الربيد اإللكرتوين وسياسة النسخ االحتياطي وسياسة أمن‬
‫الشبكات وسياسة تطوير وصيانة األنظمة وسياسة التعاقد الخارجي وسياسة التشفري ومل يتم تحديد مدة زمنية‬
‫النتهاء هذه السياسة‪.‬‬

‫وقام مجلس الوزراء األردين يف العام ‪ 2012‬بإقرار االسرتاتيجية الوطنية لضامن امن املعلومات وامن‬
‫الفضاء السيرباين ‪ )3( 201743 – 2012‬والتي تم اعدادها من قبل وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات وجاءت‬
‫هذه اإلسرتاتيجية استجابة للتهديدات التي تفرضها التغريات الهائلة والرسيعة يف تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت‪ .‬وتهدف اىل تعز يز األمن الوطني األردين من خالل منع الهجامت اإللكرتونية وتقليل املخاطر‬
‫عىل البنى التحتية الحيوية الحرجة وبالتايل تعزيز االقتصاد االردين عن طريق زيادة الثقة بأنظمة املعلومات‬
‫الحكومية والخاصة‪ .‬وقامت وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات األردنية بالتعاون مع مركز تكنولوجيا‬
‫املعلومات الوطني بإعداد الخطة التنفيذية إلنشاء فريق "سريت األردن" وكذلك تحدثت عن بناء القدرات‬
‫والتدريب يف هذا املجال وتطوير معايري وسياسات خاصة باألمن السيرباين يف األردن ونظام التشفري الوطني‬
‫وكذلك أمن‬

‫وحامية املعلومات والشبكات والذي تضمن أكرث من بند مثل الحامية الشخصية واألمن املادي وحامية‬
‫الشبكات واالتصال وأمن الربمجيات وإجراءات الحامية املتعلقة أمن االنبعاثات الكهرومغناطيسية‬
‫(اإلشعاعات) وكذلك برنامج حامية البنية التحتية الوطنية الحرجة أو الحساسة ووضع خارطة طريق من اجل‬
‫تطبيق هذه السياسة‪.‬‬

‫بعد إقرار االسرتاتيجية الوطنية لضامن امن املعلومات وامن الفضاء السيرباين ‪ 2012‬تم إقرار السياسة‬
‫العامة للحكومة يف قطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات والربيد‪ 2012‬والتي تكونت من (‪ )72‬صفحة‬
‫و(‪ )188‬مادة باللغتني العربية واإلنجليزية واحتوت عىل فصل كامل يتعلق بقطاع تكنولوجيا املعلومات والذي‬

‫‪ 43‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السرتاتيجية الوطنية لضامن امن املعلومات وامن الفضاء‬
‫السيرباين ‪2012‬‬

‫‪127‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫احتوى عىل فرع تكون من أربعة مواد خاص بحامية امللكية الفكرية واالستخدام األمن لإلنرتنت وكذلك احتوى‬
‫عىل فرع تكون من أربعة مواد خاص باملحافظة عىل أمن تكنولوجيا املعلومات‪.)1( 44‬‬

‫خلفا لالسرتاتيجية الوطنية لضامن أمن املعلومات واألمن السيرباين ‪ 2012‬والتي انتهت يف العام ‪2017‬‬
‫قامت وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات األردنية تجهيز ونرش االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين‬
‫وتم ذلك بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات املسلحة األردنية الجيش العريب‪،‬‬ ‫‪)2(45‬‬
‫لألعوام (‪)2023-2018‬‬
‫ومبساعدة احدى الرشكات الربيطانية ونرشت باللغتني العربية واإلنجليزية وكان مجموع صفحاتها (‪ )29‬صفحة‬
‫وغطت هذه االسرتاتيجية أربعة محاور رئيسية هي الحامية واالستكشاف واالستجابة والتطور وبعد االنتهاء منها‬
‫تم صياغة ونرش السياسات واألطر الوطنية لألمن السيرباين من قبل وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬
‫األردنية وبالتعاون مع القوات املسلحة األردنية والذي تكون من (‪ )20‬وثيقة وتم ربط جميع هذه الوثائق‬
‫باإلسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين‪.‬‬

‫يف العام ‪ 2018‬تم تحديث السياسة العامة لقطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات والربيد وإقرار‬
‫السياسة الجديدة من قبل وزارة االتصاالت تكنولوجيا املعلومات ونرش السياسة الجديدة والتي تكونت من (‪)33‬‬
‫وحيث وجهت هذه السياسة كافة املواد واإلجراءات‬ ‫‪)3( 46‬‬
‫صفحة و (‪ )151‬مادة باللغتني العربية واإلنجليزية‬
‫املتعلقة باألمن السيرباين إىل االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين (‪ )2023-2018‬وتم ذكر ذلك يف كل من‬
‫املادة رقم (‪ )90‬واملادة رقم (‪ ) 148‬وبذلك تم ربط كافة الوثائق املتعلقة باألمن السيرباين باإلسرتاتيجية الوطنية‬
‫لألمن السيرباين‪.‬‬

‫قانون األمن السيرباين األردين‬


‫قامت اململكة األردنية الهاشمية بإقرار قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ - 2019‬قانون األمن السيربانـي بتاريخ ‪-16‬‬
‫‪ 2019-9‬يف العدد رقم ‪ 5595‬من الجريدة الرسمية‪ )4( 47‬ولكن جاء هذا القانون مبخالفة نص قانون أخر تم اقراره‬

‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬وثيقة السياسة العامة للحكومة يف قطاعات التصالت‬ ‫‪44‬‬

‫وتكنولوجيا املعلومات والربيد للعام‪.2012 "،‬‬


‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السرتاتيجية الوطنية لألمن_السيرباين ‪",2023 - 2018‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪2018‬‬
‫‪ 46‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السياسة العامة لقطاعات التصالت وتكنولوجيا املعلومات‬
‫والربيد ‪."2018‬‬
‫‪ 47‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5595‬قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ - 2019‬قانون األمن السيربانـي‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫سابقا حيث نصت املادة (‪ )11‬من قانون حامية اللغة العربية رقم ‪ 35‬لعام ‪" 2015‬تصاغ جميع ترشيعات الدولة‬
‫باللغة العربية"‪ )5( 48‬ومبا أن لقوانني األردنية املنشورة سابقا‪ ،‬ولكن ذلك مل مينع من إقراره ونرشه مع العلم أنه‬
‫برأي الباحث انه كان من املمكن تسميته بقانون أمن أنظمة االتصاالت وتقنية املعلومات‪ ،‬وكان القانون األول‬
‫من نوعه حيث كانت القوانني السابقة تعنى بالجرائم اإللكرتونية فقط وتكون هذا القانون من (‪ )11‬صفحة‬
‫تضمنت (‪ )19‬مادة‪.‬‬

‫بدأ قانون األمن السيرباين األردين بالتعريف بهذا القانون وتعريف املصطلحات والكلامت الداللية فيه‬
‫والتي كان عددها (‪ )12‬مثل األمن السيرباين والفضاء السيرباين والحادث السيرباين وغريها‪ ،‬وانتقل بعدها إىل‬
‫التحدث عن تشكيل مجلس يسمى (املجلس الوطني لألمن السيرباين) وطريقة اختيار أعضاء هذا املجلس‬
‫ومام يجب أن يتكون وكيفية انعقاده‪ ،‬ثم ذكر مهام وصالحيات املجلس‪ .‬بعد ذلك تطرق القانون إىل ذكر‬
‫تشكيل مركز مختص يتبع لرئيس الوزراء مبارشة ويسمى (املركز الوطني لألمن السيرباين) وتم بيان الهدف‬
‫الذي تم إنشاؤه من أجله واملهام والصالحيات املمنوحة له ومن ثم تطرق القانون إىل آلية تعيني رئيس املركز‬
‫وكام أن القانون ذكر رصاحة أن هذا املركز يعمل مع دائرة املخابرات العامة عند إعداد االسرتاتيجيات‬
‫والسياسات وبناء األنظمة ورشاء الخدمات الالزمة ألداء مهامه‪ .‬وبعد ذلك تطرق القانون إىل تحديد حادث‬
‫األمن السيرباين الذي يشكل تهديدا وإلزام كافة الجهات بااللتزام بتعليامت وتوجيهات املركز‪ .‬ومن ثم تطرق‬
‫الق انون إىل الحصول عىل تراخيص للعمل يف مجال األمن السيرباين‪ .‬ومن أهم البنود والصالحيات التي‬
‫ذكرها القانون أنه يتم إعطاء صفة الضابطة العدلية لرئيس املركز واملوظفني الذين يحددهم ويحق لهم دخول‬
‫وتفتيش أي مكان تشري الدالئل لوجود مامرسات تخرق األمن السيرباين ولهم الحق بضبط األجهزة والوسائل‬
‫واألدوات والربامج وأنظمة املعلومات والشبكة املعلوماتية وتنظيم ضبط بحق املخالفني‪ .‬وتطرف القانون إىل‬
‫املوارد املالية الخاصة باملركز واإلجراءات التي من املمكن اتخاذها من قبل املركز للمخالفني‪ .‬وتم تحديد نظام‬
‫الخدمة يف املركز وإمكانية إلحاق املوظفني فيه‪ .)1( 49‬ومام سبق ذكره حول القانون يتبني بأنه قانون تنظيمي‬
‫وليس قانونا تجرمييا‪.‬‬

‫‪ 48‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬قانون رقم (‪ )35‬لسنة ‪ -2015‬قــانـون حاميـة اللغــة العربيـــة‪.‬‬
‫‪ 49‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5595‬قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ - 2019‬قانون األمن السيربانـي‬

‫‪129‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تبعا لقانون األمن السيرباين ومبقتىض الفقرة (ج) من املادة السابعة منه تم إقرار نظام املركز الوطني‬
‫لألمن السيرباين يف الجريدة الرسمية يف العدد رقم (‪ )5614‬بتاريخ ‪ )2( 202150-1-2‬والذي تكون من ثالث‬
‫صفحات وسبع مواد حيث بني أهم واجبات ومسؤوليات وصالحيات املجيل ورئيس املجلس‪ .‬وبتاريخ ‪2021-6-1‬‬
‫‪)3( 51‬‬
‫ويف العدد رقم ‪ 5721‬من الجريدة الرسمية تم إقرار نظام التنظيم اإلداري للمركز الوطني لألمن السيرباين‬
‫والذي تكون من أربع صفحات وسبع مواد والتي وضحت الهيكل التنظيمي للمركز واإلدارات التابعة له‬
‫واملديريات التابعة لكل إدارة واللجان التابعة للمركز وارتباطاتها التنظيمية‪.‬‬

‫إلسرتاتيجيات والسياسات الوطنية لألمن السيرباين الحالية‬


‫اإلسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين ‪2023-2018‬‬
‫التزاما بنص املادة (‪ )142‬من السياسة العامة للحكومة يف قطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬
‫والربيد‪ )1( 201252‬وخلفا لالسرتاتيجية الوطنية لضامن أمن املعلومات واألمن السيرباين ‪ 2012‬والتي انتهت يف‬
‫العام ‪ 2017‬تم تجهيز االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين لألعوام (‪ )2( 53)2023-2018‬والتي يتم العمل بها‬
‫حاليا والتي كان الهدف منها تحديد األدوار املنوطة بالحكومة األردنية لتحقيق الرؤية الخاصة بحامية األصول‬
‫املعلوماتية وبالتنسيق مع القيادة العامة للقوات املسلحة األردنية الجيش العريب‪ ،‬ومبساعدة الرشكة الربيطانية‬
‫)‪ British Aerospace Systems (BAE‬ونرشت باللغتني العربية واإلنجليزية وكان مجموع صفحاتها (‪ )29‬صفحة‬
‫وركزت هذه اإلسرتاتيجية عىل أربعة محاور رئيسية هي الحامية واالستكشاف واالستجابة والتطور‪ ،‬وكذلك‬
‫قامت بتحديد األفعال التي يجب اتخاذها ضمن كل محور لتنفيذ هذه اإلسرتاتيجية وتطبيقها وتحقيق األهداف‬
‫املرجوة منها عىل املستوى الوطني ومبا يشمل الحكومة واملؤسسات العامة والخاصة واألفراد والبنى التحتية‬
‫وخصوصا الحرجة منها كشبكات الكهرباء واالتصاالت وكان من أهم أهداف هذه اإلسرتاتيجية زيادة املوثوقية‬
‫بتوفري البيئة الرقية اآلمنة مام ينعكس ايجابا عىل تحفيز االستثامر الحايل خصوصا مع التوجهات العاملية‬
‫واملحلية بالتحول الرقمي ورقمنة القطاعات العامة والخاصة واالستثامرات مام يؤدي إىل استقطاب استثامرات‬
‫جديدة وبالتايل تنمية االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ 50‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬نظام رقم (‪ )1‬لسنة ‪- 2020‬نظام املركز الوطني لألمن السيرباين‬
‫‪ 51‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬نظام رقم (‪ )25‬لسنة ‪ - 2021‬نظام التنظيم اإلداري للمركز الوطني لألمن السيرباين‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬وثيقة السياسة العامة للحكومة يف قطاعات التصالت‬ ‫‪52‬‬

‫وتكنولوجيا املعلومات والربيد للعام ‪."2012‬‬


‫‪ 53‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السرتاتيجية الوطنية لألم _السيرباين ‪2023 - 2018‬‬

‫‪130‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تحدثت هذه السياسة عن العديد من األمور حيث ابتدأت بالتمهيد ومقدمة عن األمن السيرباين وأهميته‬
‫وبينت التقدم املحرز يف تحقيق اهداف االسرتاتيجية السابقة لألعوام ( ‪ ) 2017 – 2012‬وتحدثت عن الربنامج‬
‫الوطني لألمن السيرباين وأهم اإلنجازات التي قدمها مثل تقييم مخاطر الشبكات الحرجة واستغالل مخرجات‬
‫هذا التقييم لوضع معايري أمن املعلومات والسياسات الالزمة وانشاء فرق وطنية لحوادث األمن السيرباين وتنفيذ‬
‫برنامج تدريبي لتعزيز مهارات الجهات املعنية وانشاء برنامج للتعاون الدويل يف هذا املجال وتم ذكر بعض‬
‫التحديات التي واجهها الربنامج مثل الرضورة لوضع إطار قانوين وتنظيمي مالئم ‪ .‬وتطرقت هذه السياسة إىل‬
‫وا قع التهديدات املتنامية وذكرت مجموعة من الحوادث بهذا الخصوص وكام ذكرت مجموعة من جهات‬
‫التهديد وأهم تحديات األمن السيرباين خصوصا لتنوع أسباب الهجامت السيربانية مثل الدافع املايل والدوافع‬
‫السياسية وااليدولوجية وبعض الطرق املستخدمة يف ذلك وبعض نقاط الضعف يف مجال األمن السيرباين‪.‬‬
‫ومن ثم تحدثت السياسة عن السياق االسرتاتيجي والذي انقسم إىل رؤية األمن السيرباين‪ ،‬واألهداف‬
‫االسرتاتيجية مثل الحامية والكشف والتحري واالستجابة والتطور‪ ،‬واملبادئ التوجيهية‪ .‬وبعد ذلك تحدثت‬
‫االسرتاتيجية عن أولويات األمن السيرباين الوطني والتي تضمنت معايري وسياسات األمن السيرباين الوطني‬
‫وبرنامج التعاون الدويل ألمن املعلومات وبرنامج التوعية باألمن بناء القدرات وبرنامج حامية البنية التحتية‬
‫الوطنية الحساسة والفرق الوطنية لالستجابة لحوادث األمن السيرباين واإلصالح التنظيمي والقانوين‪ .‬ومن ثم‬
‫انتقلت إ ىل آلية تنفيذ االسرتاتيجية والتي انقسمت إىل خطة التنفيذ ومبا يف ذلك من عمليات تحديد املسؤولية‬
‫والتنسيق والتخطيط للتنفيذ‪ ،‬وإمكانيات األمن السيرباين الوطني والهيئة الوطنية لألمن السيرباين وذكر أهم‬

‫املسؤوليات لهذه الهيئة وكذلك األولويات امللحة لها مثل القيادة والحوكمة والتعاون الدويل وارشاك‬
‫القطاعات والتعليم والتدريب وبيان خطة العمل لكل من هذه األولويات‪ .‬ومن ثم تحدثت االسرتاتيجية عن‬
‫أهم املعامل لغاية العام ‪ 2023‬وقسمت إىل املعامل الرئيسية وقياس مدى النجاح يف تحقيق األهداف‬
‫االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين واختتمت االسرتاتيجية باالستنتاجات وملحق قاموس املصطلحات‬
‫واالختصارات‪.‬‬

‫ذكر يف االسرتاتيجية انه سيتم انشاء هيئة مستقلة لألمن السيرباين إال أنه مل يتم انشاء هذه الهيئة‬
‫وامنا تم انشاء املجلس الوطني لألمن السيرباين واملركز الوطني لألمن السيرباين وكام سيتم بيانه يف البنود‬
‫الالحقة املتعلقة بقانون األمن السيرباين‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الربنامج الوطني وسياسات وأطر األمن السيرباين‬
‫انبثق من اإلسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين انشاء برنامج وطني من أجل إعداد مجموعة من‬
‫السياسات واألطر املتعلقة باألمن السيرباين والتي وتم اعدادها ونرشها من قبل وزارة االتصاالت وتكنولوجيا‬
‫املعلومات بالتعاون مع القوات املسلحة األردنية وانقسمت إىل ست مجاالت احتوت عىل (‪ )20‬وثيقة مقسمة‬
‫كام ييل‪:‬‬

‫املجال األسايس ‪ :1‬الحوكمة وإدارة املخاطر والمتثال والذي تكون من ‪ 4‬وثائق وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األدوار واملسائلة واملسؤوليات ‪ ،‬من املسؤول عن فعل ماذا ومن املسؤول عن من (‪ 54:)1‬وتكونت‬
‫هذه الوثيقة من (‪ )17‬صفحة و (‪ ) 6‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان‬
‫انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات وبيان املتطلبات األساسية لألدوار واملسائلة واملسؤوليات وتبني‬
‫أنها تن طبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها مثل‬
‫(‪ )ISO/IEC 27001‬و (‪ )ISO/IEC 22301‬و (‪ )ISO 9001‬كام وتطرقت يف محورها الثاين إىل مبادئ أمن‬
‫املعلومات مثل الرسية و سالمة املعلومات والتوفر وتطرقت إىل فهم كيفية التعامل مع أصول املعلومات و تدابري‬
‫حامية أصول املعلومات وحامية رسية وسالمة وتوفر أصول املعلومات‪ ،‬ومن ثم تطرقت الوثيقة إىل مستوى‬
‫الدخول إىل مبادئ الرسية والسالمة والتوفر والتحرك حولها‪ ،‬والذي انقسم إىل مستوى الدخول إىل التطبيقات‬
‫ومستوى الدخول إىل البنية التحتية ومست وى الدخول املادي ومستوى حركة البيانات وبعد ذلك جاء محورها‬
‫الثالث والذي يعنى باالستجابة الوطنية املنسقة والذي تحدث عن التنظيم الخاص باألمن السيرباين لدى كافة‬
‫العاملني واالمتثال للمتطلبات واملعايري العاملية والهيكل التنظيمي واملكونات الوطنية والذي تضمن‬
‫االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين والربنامج الوطني لألمن السيرباين والوكالة الوطنية‪ /‬املركز الوطني لألمن‬
‫السيرباين واحتوى املحور الرابع "مبدأ وطني لالمتثال واملحور الخامس " األدوار واملسؤوليات والذي تضمن‬
‫تحديد األدوار والتعريف باألدوار واملسؤوليات الخاصة بالعديد من الجهات والعديد من املناصب يف الدولة‬
‫األردنية ومن ثم اإليجاز والتوضيح حول األدوار واملسؤوليات وبعد ذلك تحدثت عن املسائلة وجاء املحور‬

‫‪54‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 1‬أ) األدوار واملسائلة واملسؤوليات‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫السادس ليتحدث عن " اإلبالغ عن حادث" والذي تضمن إبالغ إدارة تكنولوجيا املعلومات عن انتهاكات أو‬
‫اخرتاقات لألمن أو للسياسة وتم إلحاق جدول (‪ )RASCI‬املختص بتحديد األدوار واملسؤوليات‪.‬‬

‫(ب)‪ :‬إدارة املخاطر‪ ،‬كيفية تقييم وتقدير املخاطر وإدارتها (‪ 55: )1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪)15‬‬
‫صفحة و (‪ ) 5‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة‬
‫دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية إلدارة املخاطر‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة‬
‫األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها مثل (‪ )ISO/IEC 27001-27002‬و (‪ )ISO 9001‬و‬
‫(‪ )ISO 31000‬كام وتطرقت يف محورها الثاين إىل األدوار واملسؤوليات‪ ،‬وبينت أناه ال بد من تحديد األدوار‬
‫الرئيسية يك تكون املؤسسة يف وضع أمني فعال‪ ،‬وأن يكون لديها مجاالت مسؤولية واضحة ومحددة‪ ،‬وأن‬
‫تكون مفهومة‪ ،‬وأن تشمل منح الصالحيات وتوضيحها للجميع يف املؤسسة‪ ،‬وأناها تقع عىل عاتق كافة‬
‫كل منهم‪ ،‬وثم تطرقت‬
‫املوظفني‪ ،‬وذكرت الوثيقة مجموعة من مسميات املسؤولني واملهام التي تقع عىل عاتق ا‬
‫الوثيقة يف محورها الثالث إىل تقييم املخاطر‪ ،‬التي تهدف لفهم كافة املخاطر الشائعة وتحديدها وتوضيحها‪،‬‬
‫وهي عملية بالغة األهمية حيث ترتكز عليها دورة صنع القرار عىل مستوى اإلدارة‪ ،‬والتي تنقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫عملية تقييم املخاطر‪ ،‬وتتكون من أربع خطوات‪ ،‬تبدأ باإلعداد للتقييم ومن ثم إجراء التقييم‪ ،‬وبعدها اطالع‬
‫املعنيني عىل نتائج التق ييم‪ ،‬ثم استمرارية التقييم‪ ،‬بهدف البقاء عىل دراية دقيقة بشأن املخاطر‪ ،‬وإعطاء‬
‫الدرجات‪ ،‬من خالل استخدام معادلة املخاطر وعنارصها هي الخطر والتهديد ونقاط الضعف‪ ،‬واحتامل التعرض‬
‫للخطر‪ ،‬والتأثري‪ ،‬ثم جاءت يف املحور الرابع يف ذكر بيان الرد عىل املخاطر‪ ،‬مبا فيها تلك التي ميكن تقبلها‬
‫يف نهاية األمر‪ ،‬والتي تحتاج لرد منسق ومتفق عليه‪ ،‬وذلك من خالل تفادي الخطر‪ ،‬وتقبله‪ ،‬وتقليل تأثريه‪،‬‬
‫وتحويله‪ ،‬وتضمنت الوثيقة يف نهايتها يف املحور الخامس بيان وجوب خضوع كافة املخاطر والضوابط املطبقة‬
‫للمراقبة وإعداد التقارير‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تخضع كافة املخاطر والضوابط املطبقة ملراقبة مقررة مسبقا‬
‫وتكليف الجهة املسؤولة عنها‪ ،‬ووضع جدول إلعداد تقارير بشأنها‪ ،‬ويت ام ذلك من خالل التكليف مبتابعة الخطر‪،‬‬
‫وتحديد وترية املراقبة‪ ،‬ومن ثم إعداد التقارير بشأن الخطر‪ ،‬ووضع نهج ملراقبة األخطار لضامن استمرارية‬
‫املراقبة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 1‬ب) سياسة إدارة املخاطر‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(ج)‪ :‬التدقيق والضامن‪ ،‬طرق التدقيق والحصول عىل الضامن (‪ 56: )2‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪)14‬‬
‫صفحة و(‪ ) 8‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة‬
‫دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات الرئيسية للتدقيق والضامن‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي‬
‫الحكومة األردنية وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها (‪ )ISO/IEC 27001-27002‬و( ‪ISO‬‬
‫‪ ،) 9001‬ثم جاءت يف املحور الثاين يف الحديث عن بيان الدعم‪ ،‬والحصول عىل الدعم من املدراء واملعنيني‬
‫الرئيسني هو يف غاية األهمية لنجاح تطبيق نظام إدارة الجودة وإجراء التدقيق‪ ،‬من جانب اإلدارة‪ ،‬وذكرت‬
‫الوثي قة االعتبارات الخاصة باملدراء‪ ،‬حني يلتزمون بالتدقيق والضامن‪ ،‬ثم تطرقت الوثيقة يف محورها الثالث‬
‫إىل بيان األهداف والعمليات‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تحدد أهداف وعمليات الجودة لكافة خدمات املؤسسة‬
‫وأنشطتها‪ ،‬لدعم نظام إدارة الجودة يف الحفاظ عىل مستوى مرتفع من كفاءة العمل وضامن الجودة‪ ،‬وتنقسم‬
‫األهداف أو الغايات إىل غايات الجودة‪ ،‬فهم املؤسسة واإلطار الذي تعمل فيه‪ ،‬فهم احتياجات وتوقعات‬
‫األطراف املهتمة‪ ،‬وتحديد نطاق نظام إدارة الجودة‪ ،‬وتنقسم العمليات إىل تحسني الجودة‪ ،‬والتأثري عىل الثقافة‬
‫السائدة‪ ،‬والرتكيز عىل االحتياجات التدريبية‪ ،‬وتطرقت يف املحور الرابع إىل الحديث عن التخطيط الستمرارية‬
‫العمل‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تضع‬

‫خططا الستمرارية عمل أنظمتها وخدماتها يف حال وقوع حادث‪ ،‬أو تعطل العمل‪ ،‬ثم جاءت يف املحور‬
‫الخامس يف الحديث عن الضامن‪ ،‬بداية عن اطار الضامن‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تضع إطارا للضامن‬
‫الستخدامه يف كافة أعامل التدقيق واملراجعة والضامن ليك تتمكن من قياس عمل األنظمة وإعطائها‬
‫درجات‪ ،‬وليكون لديها معايري ناجحة للتحسني‪ ،‬مبينة ألفضل املامرسات من أجله وهي‪ :‬إطار أنظمة إدارة‬
‫الجودة‪ ،‬ونهج " التخطيط‪ ،‬الفعل‪ ،‬التحقق‪ ،‬اتخاذ اجراء"‪ ،‬ثم يف نهج التدقيق والضامن‪ ،‬فيجب عىل املؤسسة‬
‫نرش وإبالغ كافة األطراف املعنية بشأن الطريقة التي تخطط بها للتدقيق والضامن‪ ،‬وبالطرق التي تتبعها لقياس‬
‫الضوابط ومراجعتها‪ ،‬أي بقياس الضامن‪ ،‬ومراجعة الضوابط‪ ،‬كام تطرقت الوثيقة يف املحور السادس إىل‬
‫جداول التدقي ق وأمناطها‪ ،‬فيجب أن يكون هناك جدول للتدقيق محدد سلفا‪ ،‬يتضمن كافة أمناط التدقيق‬
‫التي تجرى‪ ،‬وكافة أعامل التدقيق والفرق التي تنفذها‪ ،‬وطريقة إعداد تقارير بالنتائج‪ ،‬وكيفية استيفاء املتطلبات‬
‫االلزامية‪ ،‬وتنقسم إىل‪ :‬وضع الجداول‪ ،‬وأمناط التدقيق‪ ،‬وإعداد تقرير بالنتائج‪ ،‬ووضع واجبات قانونية لعمليات‬

‫‪56‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 1‬ج) سياسة التدقيق والضامن‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التدقيق‪ ،‬وبينت الوثيقة يف املحور السابع‪ ،‬سجالت التدقيق‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تنشئ سجالت تدون‬
‫فيها كافة نتائج التدقيق‪ ،‬وادارتها وحفظها بشكل آمن مبا يتناسب مع حساسية تلك النتائج ونقاط الضعف التي‬
‫تكشف عنها‪ ،‬وباعتبارات أخرى عىل عملية التدقيق‪ ،‬مثل املساءلة واالستقاللية‪ ،‬واملسؤوليات‪ ،‬والصالحيات‪،‬‬
‫ومقاييس مامرسات التدقيق‪ ،‬ويف النهاية تضمنت الوثيقة يف املحور الثامن واألخري التخطيط للمراجعات‬
‫األمنية والتحسني املستمر‪ ،‬حيث يتعني عىل املؤسسة أن تضع الخطط إلجراء مراجعات أمنية منظمة وأعامل‬
‫تحسني مستمر‪ ،‬ليك تكسب النضج وتتطور مبا ينسجم مع غايات التحسني‪.‬‬

‫(د)‪ :‬المتثال الدويل‪ ،‬املعايري الالزمة للتعاون الدويل (‪ 57:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )15‬صفحة و‬
‫(‪ ) 4‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون‬
‫ب اقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات الالزمة ألجل االمتثال الدويل‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة‬
‫األردنية‪ ،‬وأن هذه السياسية صيغت بشكل مختلف لتوفر مصدرا واحدا للمعايري الدولية‪ ،‬وبيان اإليجابيات‬
‫والسلبيات عند اتباع املعيار الدويل‪ ،‬وتطرقت يف املحور الثاين إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها وهي‬
‫كل من‪،)ISO/IEC 19770-1:2017( ،)ISO 10007:2017) ،(ISO/IEC 9001):‬‬
‫معايري ‪ ISO/IEC‬وتضمنت ا‬
‫(‪ISO ( ،)ISO/IEC 28000( ،)ISO/IEC 27031( )ISO/IEC 27001-27002(،)ISO 22301(،)ISO/IEC 20000‬‬
‫كل من‪،)BS EN 1627( ،)BS EN 1300( ،)BS EN 1143( :‬‬
‫‪ ،)55000‬واملعايري الربيطانية‪/‬األوربية‪ ،‬وتضمنت ا‬
‫(‪ ،) PAS 24‬وتحدثت عن اعتامد األفراد‪ ،‬ومن األمثلة عىل السبل املحددة التي ميكن لألفراد اتباعها للحصول‬
‫عىل اعتامد مبجال مامرسة األمن‪ ،)SANS( ،)IISP( ،‬كام تحدثت الوثيقة يف محورها الثالث عن التوجيهات‬
‫واإلرشادات‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تكون منفتحة عىل تطبيق التوجيهات وعازمة عىل استيفاء املعايري‬
‫ومستويات االعتامد‪ ،‬فتنرش كافة األهداف وتدخلها يف سجالتها حتى يتمكن كافة العاملني من تحقيق تلك‬
‫األهداف من خالل درايتهم بها‪ ،‬واملعايري مثل معايري ومطبوعات املعهد الوطني للمعايري والتكنولوجيا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫)‪( (NIST SP 800-30‬املراجعة ‪- NIST SP 800-53A) ،)1‬تقييم الضوابط األمنية( (املراجعة ‪NIST SP 800- ،)2‬‬
‫)‪ -NIST SP 800-115) ،(NIST AES )،(NIST SP 800-175A and 800-175B) ،)60‬االختبار والتقييم(‪NIST ،‬‬
‫)‪ -SP 800-161‬سلسلة املوردين(‪ ،‬ومجموعة ضوابط أمن العاملني‪ ،‬وفيها‪ ،‬تدابري أمن العاملني‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 1‬د) سياسة المتثال الدويل‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتصنيف شاغيل املناصب‪ ،‬والتدقيق األمني يف العاملني‪ ،‬وإنهاء خدمات العاملني‪ ،‬واحتوى املحور الرابع‬
‫عىل تطبيق أطر العمل‪ ،‬لوضع تصور لكيفية دعم هذه السياسات لبعضها البعض‪ ،‬وعرض ألطر عمل أفضل‬
‫امل امرسات املعرتف بها دوليا‪ ،‬وهي‪ :‬إطار عمل املعهد الوطني للمعايري والتكنولوجيا(‪ )NIST‬بشأن إدارة املخاطر‪،‬‬
‫مكتبة البنية التحتية لتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬إطار مخاطر تكنولوجيا املعلومات‪-‬جمعية تدقيق أنظمة املعلومات‬
‫وضبطها‪ ،)ISACA( ،‬غايات ضوابط املعلومات والتكنولوجيا املصاحبة لها (‪ ،)COBIT‬وتشمل إطار العمل‪،‬‬
‫وتوصيف العمليات‪ ،‬وغايات الضوابط‪ ،‬والتوجيهات اإلرشادية لإلدارة‪ ،‬ومناذج النضوج‪ .‬ثم االعتبارات‬
‫األساسية‪.‬‬

‫املجال األسايس ‪ : 2‬العالمات الوقائية‪ ،‬وتوفري املوارد‪ ،‬وضبط األصول‪ ،‬والتي تكون من أربع وثائق‬
‫وهي‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬نظام العالما ت الوقائية‪ ،‬نظام التصنيف املتبع‪ ،‬مبا يف ذلك التعامل مع املعلومات بطريقة‬
‫خاصة ومعايري التطبيق(‪ 58:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )8‬صفحات ومحورين تضمنت يف محورها األول‬
‫الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات‬
‫األساسية لنظام العالمات الوقائية‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري‬
‫الدولية التي متت االستعانة بها مثل (‪ )ISO/IEC 27001-27002‬و (‪ ،)NIDT SP 800-60‬كام وتطرقت يف محورها‬
‫كل من‪ :‬االستخدام الصحيح للتصنيف‪،‬‬
‫الثاين إىل بيان تنفيذ نظام العالمات الوقائية‪ ،‬والذي ينقسم إىل ا‬
‫فيتعني عىل املؤسسة أن تحدد عالمات التنصيف الصحيحة‪ ،‬واألكرث مالمئة لكافة أصولها ومعلوماتها وبياناتها‬
‫حسب حساسيتها وأهميتها للمؤسسة‪ ،‬وحسب برنامج تصميم محدد مسبقا‪ ،‬لضامن توفري الحامية الدامئة‬
‫واملتناسبة مع أهمية تلك األصول‪ ،‬وبإدارة املخاطر‪ ،‬وذكرت الوثيقة مستويات التصنيف املستخدمة يف األردن‪،‬‬
‫مع رشوحات عن شدة التأثريات املصاحبة لألخطار‪ ،‬ث ام الضوابط األمنية‪ ،‬كوضع قواعد للدخول إىل األصول‪،‬‬
‫وحامية أمنية الزامية كالتشفري‪ ،‬ث ام الحامية اإلضافية‪ ،‬وتطبيق تصنيفات العالمات الوقائية ‪ ،‬فيجب أن تحمل‬
‫كافة األصول التي تعتمد عليها املؤسسة يف أداء عملها اليومي وتيسري مصالحها عالمات وقائية مالمئة تحدد‬

‫‪58‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 2‬أ) سياسة نظام العالمات الوقائية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تصنيفها وفق ما حدده الشخص املسؤول عن األصول‪ ،‬ث ام إزالة التصنيف‪ ،‬ويف نهاية الوثيقة االعتبارات‬
‫الرئيسية‪.‬‬

‫(‪59 )2‬‬
‫(ب)‪ :‬الحامية واإلفصاح‪ ،‬الضوابط املتعلقة باألصول واملعلومات وتصنيفها‪ ،‬واإلفصاح عنها ‪:‬‬
‫وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )10‬صفحات ومحورين تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله‬
‫وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات الالزمة للحامية واإلفصاح‪ ،‬وتبني أنها‬
‫تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها مثل‬
‫(‪ )ISO/IEC 27001-27002‬و (‪ ،)NIDT SP 800-60‬كام وتطرقت يف محورها الثاين إىل بيان تطبيق الحامية‬
‫واإلفصاح‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تحدد النهج الذي ستتبعه وطريقة تطبيق الحامية واإلفصاح‪ ،‬والذي ميكن‬
‫كل من‪ :‬سجالت األصول‪ ،‬ث ام من خالل تطبيق التصنيفات‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة‬
‫تحقيقه عن طريق استخدام ا‬
‫أن تحدد بشكل واضح الطرق واإلرشادات التي تتبعها لوضع معايري تطبيق تصنيف األصول‪ ،‬ث ام تقييم األثر‬
‫عىل كافة األصول‪ ،‬ث ام إعطاء عالمات وقائية لكافة األصول التي تخضع للتصنيف حسب‬

‫مستوى تصنيفها وإىل جانب متطلبات التعامل معها بطريقة خاصة‪ ،‬ث ام توعية املوظفني‪ ،‬فيتعني عىل‬
‫املؤسسة أن تطلع كافة املوظفني املعنيني بالتعامل مع األصول ونقلها وتخزينها ‪ ،‬ث ام املراجعات الدورية عىل‬
‫كميات األصول التي لدى املؤسسة والضوابط التي تم تأسيسها وتحتاج ملراجعات دورية للتأكد من صالحيتها‬
‫رصح به بالشكل املالئم‪ ،‬وفيها‬
‫وفاعليتها‪ ،‬ث ام اإلفصاح‪ ،‬بوضع قواعد وإرشادات لتسهيل اإلفصاح اآلمن وامل ا‬
‫يجب وضع تدابري تأديبية مالمئة وهي‪ :‬اتفاقيات عدم اإلفصاح‪ ،‬ومدد اإلفصاح‪ ،‬واعتبارات رئيسية‪ ،‬ويف نهاية‬
‫الوثيقة تم إلحاق منوذج لسجل األصول‪.‬‬

‫(ج)‪ :‬إدارة املوارد‪ ،‬ضامنات املوردين والعالقات معهم(‪ 60:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )11‬صفحة‬
‫وانقسمت إىل ثالث محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست‬
‫مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات الرئيسية إلدارة املوارد‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي‬
‫الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها مثل (‪ )ISO/IEC 27001 and 27002‬و‬

‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬ ‫‪59‬‬

‫السيرباين ‪( 2‬ب) سياسة الحامية واإلفصاح‪.‬‬


‫‪60‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 2‬ج) إدارة املوارد‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(‪ ،) ISO/IEC 9001( ،)ISO/IEC 28000( ،)NIDT SP 800-53‬كام تطرقت يف محورها الثاين إىل بيان إدارة‬
‫املوارد‪ ،‬والذي ينقسم إىل‪ :‬تطبيق إدارة املوارد‪ ،‬وعملية رشاء آمنة‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تحدد عملية للرشاء‬
‫لضامن رشاء السلع والخدمات بشكل آمن من املزودين‪ ،‬ويجب أن تشمل العملية إجراءات كفيلة بالحد من‬
‫املخاطر املحيطة بعملية الرشاء؛ ثم إدارة دورة حياة املوارد‪ ،‬بتعيني تطبيق إجراءات رسمية لتوحيد معايري إدارة‬
‫دورة حياة العالقة مع املزودين يف كافة قطاعات املؤسسة‪ ،‬ووضع رشح مفصل عن األنشطة املحددة‬
‫واملسؤوليات املتعلقة بها‪ ،‬ث ام ضامن سلسلة التوريد‪ ،‬بتحديد مجموعة من املعايري األمنية للمزودين من أجل‬
‫تقييم مالءمتهم‪ ،‬وهذا يوفر ضامنا أمن ًّيا عىل كافة مستويات سلسلة التوريد‪ ،‬كام جاءت الوثيقة يف محورها‬
‫الثالث يف بيان العالقات مع املزودين‪ ،‬من خالل‪ :‬املراجعة بشأن املزودين قبل الطلب‪ ،‬أي تجري مراجعة بشأن‬
‫أوضاع املزود قبل الدخول يف اتفاق تعاقدي معه‪ ،‬مبا يف ذلك تصميم السلع واختبارها وتسليمها‪ ،‬وتقييم تدرب‬
‫وخربات موظفي املزودين‪ ،‬وإجراء مراجعات فنية للسلع‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬وضامن أمن املزودين‪ ،‬بتسجيل‬
‫وحفظ كافة املعلومات واملتطلبات األمنية املتعلقة مبا تم االتفاق عليه‪ ،‬وتغيريات املزودين‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة‬
‫االتفاق عىل أية تغيريات ألحكام توفري الخدمات من جانب املزودين‪ ،‬وأن يتم تدوينها وادارتها‪ ،‬مع مراعاة‬
‫حساسية املعلومات التي تخص عمل املؤسسة‪ ،‬وإعادة تقييم كافة املخاطر‪ ،‬ث ام االمتثال واملراجعات بشأن‬
‫املزودين‪ ،‬أي مبراجعة دورية وعمليات تدقيق ألسلوب املزود يف تقديم الخدمات لضامن أن السلع والخدمات‬
‫والعقود كافية تفي بالغرض‪ ،‬ث ام تحديد أحكام إنهاء العقد‪ ،‬بوضع عملية واضحة إلنهاء العقود‪ ،‬وتطبيقها بشكل‬
‫ثابت عىل كافة العقود مع املزودين‪ ،‬ث ام االعتبارات الرئيسية‪.‬‬

‫املجال األسايس ‪ :3‬أمن األفراد‪ ،‬والذي تكون من وثيقتني وهام‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬معايري أمن األفراد‪ ،‬طرق التقديم عىل ترصيح أمني‪ ،‬والتدقيق به‪ ،‬وتجديده‪ ،‬ومراجعته‪،‬‬
‫وسحبه (‪ 61:)2‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )9‬صفحات و (‪ )4‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم‬
‫انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية ملعايري أمن‬
‫األفراد‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت‬
‫االستعانة بها مثل‪ NIST SP 800-53( :‬أمن األفراد)‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 3‬أ) سياسة معايري أمن األفراد‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتطرقت الوثيقة يف محورها الثاين إىل التعريف املسبق ألمن األفراد‪ ،‬بتحديد وتأسيس نهج مدروس‬
‫مقسمة إىل‬
‫ألمن األفراد‪ ،‬لضامن أمنهم‪ ،‬ثم تط ارقت الوثيقة يف محورها الثالث إىل بيان دورة التوظيف‪ ،‬ا‬
‫قسمني‪ :‬قبل التوظيف‪ ،‬أي بإجراء تحقيق وتدقيق أمني يف خلفية أي موظف قبل توظيفه‪ ،‬وعمليات التدقيق‬
‫تصنف إىل‪ :‬التدقيق األمني يف خلفيات األفراد‪ ،‬التدقيق األمني األسايس يف خلفيات املوظفني‪ ،‬التدقيق‬
‫األمني املتقدم يف خلفيات املوظفني‪ ،‬ث ام يأيت القسم الثاين وهو مراحل التوظيف‪ ،‬وفيه‪ ،‬توفري التدريب األوىل‬
‫للتوعية األمنية‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة توفري تدريب مناسب لضامن توعية املوظفني الجدد والعاملني أصال فيها‬
‫بشأن التدابري األمنية ومسؤولياتها حيالهم‪ ،‬واملراجعات الدورية للتدقيق األمني‪ ،‬فينبغي أن تجرى مراجعات يف‬
‫خلفيات املوظفني الحاليني يف املؤسسة‪ ،‬مبوجب جداول زمنية محددة‪ ،‬وتتناسب مع مستوى الترصيح األمني‬
‫للموظف‪ ،‬والتدريب والتواصل واملراقبة وإعداد التقارير باستمرار بشأن التوعية األمنية‪ ،‬ث ام اإلحاطة املتعلاقة‬
‫بانتهاء الخدمة أي العمل لدى املؤسسة‪ ،‬بعمل بلورة ميكن من خاللها إحاطة املوظف لدى انتهاء خدمته بها‪،‬‬
‫وتوعيته مبسؤولياته‪ ،‬أو التزاماته بعد خروجه منها‪ ،‬وجاءت يف محورها الرابع تتحدث عن االعتبارات األساسية‪.‬‬

‫‪ 62:‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪)8‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫(ب)‪ :‬الترصيح األمني‪ ،‬مستويات الترصيح األمني ومدته‬
‫صفحات و(‪ )3‬محاور و تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست‬
‫مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات الالزمة للحصول عىل ترصيح أمني‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل‬
‫جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها وهي (‪NIST SP 800-53‬‬
‫– أمن األفراد)‪ ،‬وتطرقت الوثيقة يف محورها الثاين إىل بيان إصدار التصاريح األمنية‪ ،‬من خالل تحديد‬
‫مستويات الترصيح األمني‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة أن تحدد بوضوح التسلسل الهرمي ملستويات الترصيح‪،‬‬
‫واعتامد عمليات التدقيق األمني يف خلفيات األفراد الواجب قيامهم بها‪ ،‬وينقسم إىل قسمني‪ :‬الترصيح‬
‫األمني‪ ،‬بوجوب إصدار ترصيح أمني مناسب لألفراد يتناسب مع أعىل مستوى من التصنيف األمني للمعلومات‪،‬‬
‫أو األصول األمنية التي ميكنهم االطالع عليها بال ضوابط‪ ،‬واألطراف الثالثة‪ ،‬بإجراء تدقيق أمني يف خلفيات‬
‫أطراف ثالثة‪ ،‬سواء من املزودين أو الزائرين‪ ،‬الذي ميكنهم االطالع عىل بيانات حساسة أو متلكها املؤسسة‪،‬‬
‫ث ام املراجعات الدورية للتصاريح األمنية‪ ،‬أي لألفراد الذين صدرت لهم تصاريح أمنية‪ ،‬وذلك لضامن أن يكون‬
‫مستوى الترصيح األمني الصادر لهم ما زال الزما ومالمئا‪ ،‬ث ام يف النهاية تحديد مدة صالحية الترصيح األمني‬

‫‪62‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 6‬ب) سياسة الترصيح األمني‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتجديده‪ ،‬ف يتعني عىل املؤسسة تحديد مدة صالحية للترصيح مناسبة لكل مستوى‪ ،‬ويلزم عىل األفراد تقديم‬
‫طلبات لتجديد تصاريحهم األمنية لدى انتهاء صالحيتها‪ ،‬وانتهت الوثيقة يف محورها الثالث للحديث عن‬
‫االعتبارات الرئيسية‪.‬‬

‫املجال األسايس ‪ :4‬أمن األفراد‪ ،‬والتي تكون من خمس وثائق وهي‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬أمن املعلومات‪ ،‬حامية املعلومات املتداولة واملنقولة والبيانات املحفوظة‪ ،‬مبا يف ذلك التخزين‬
‫مبنصات عرب النرتنت وعىل األجهزة‪ ،‬والستخدام املقبول (‪ 63:)2‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )15‬صفحة و‬
‫(‪ )4‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون‬
‫باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية ألمن املعلومات‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة‬
‫األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها‬

‫مثل‪ ،)NIST SP 800-175A – 800-175B( ،)ISO/IEC 27001-27002( :‬وتطرقت الوثيقة يف محورها‬


‫الثاين إىل نظام إدارة أمن املعلومات (‪ ،) ISMS‬من خالل وضع نظام إلدارة أمن املعلومات‪ ،‬بوضع نظام خاص‬
‫يحدد الضوابط الفنية وغري الفنية التي تعتزم تطبيقها ملعالجة املخاطر ولضامن استمرارية عملها وأمن معلوماتها‪،‬‬
‫ومن خالل نطاق حدود ونظام إدارة أمن املعلومات‪ ،‬الذي يجب أن يغطي الجوانب التالية‪ :‬كافة أصول‬
‫املعلومات املخزنة أو املعالجة عىل منصات املعلومات أو تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وكافة أصول املعلومات التي يعالجها‬
‫ويخزنها املوظفون لصالح املؤسسة‪ ،‬وأصول املعلومات املوكل بها للموظفني من قبل الرشكاء‪ ،‬واألطراف الثالثة‪،‬‬
‫كام جاءت يف محورها الثالث للحديث عن تطبيق نظام إلدارة املعلومات ولتحقيقه‪ ،‬ال ب اد من تحقيق حامية‬
‫البيانات الحية واملنقولة‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة وضع سياسات وإجراءات رسمية لنقل البيانات‪ ،‬وإرساء ضوابط‬
‫لحامية نقل املعلومات من خالل استخدام كافة أصناف وسائل نقلها‪ ،‬ث ام االستخدام اآلمن للربيد االلكرتوين‬
‫واالتصاالت‪ ،‬ث ام انشاء أنظمة لتخزين البيانات‪ ،‬بتخزينها عىل االنرتنت واألقراص الصلبة‪ ،‬لحامية البيانات‬
‫غري املتداولة‪ ،‬واسرتجاعها بطريقة واطار زمني مقبول‪ ،‬كالتخزين عىل منصة ‪ Cloud‬وعىل اإلنرتنت‪ ،‬والتخزين‬
‫محليًّا‪ ،‬والتخزين خارج نطاق االنرتنت وأجهزة التخزين املحمولة‪ ،‬ث ام تحديد استخدام ضوابط التشفري لحامية‬
‫املعلومات وتطويرها وتطبيقها وينقسم إىل‪ :‬تشفري البيانات‪ ،‬وإدارة املفاتيح‪ ،‬وأساليب أخرى‪ ،‬مثل خوارزمية دالة‬

‫‪63‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 4‬أ) سياسة أمن املعلومات‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫هاش (‪ ،)Hashing‬ث ام التحكم بالدخول إىل البيانات‪ ،‬من خالل حقوق ضوابط الدخول إىل البيانات‪ ،‬بوضع‬
‫قواعد فيام يخص انشاء سجل رسمي باألشخاص الذين يدخلون إىل البيانات‪ ،‬وشطب أسامء من مل يعد لهم‬
‫حق بذلك‪ ،‬ومن خالل تحديد قواعد كلمة الرس‪ ،‬بوضع ضوابط صارمة بشأن إنشاء واستخدام وتخزين كلامت‬
‫الرس للموظفني‪ ،‬ث ام االستعامل املقبول للبيانات واألصول‪ ،‬بوجوب إرساء قواعد محددة لالستخدام املقبول‬
‫للمعلومات‪ ،‬واألصول املتعلقة باملعلومات‪ ،‬ومرافق معالجة املعلومات‪ ،‬ث ام اتفاقيات الحفاظ عىل الرسية وعدم‬
‫اإلفشاء‪ ،‬التي تعكس احتياجات املؤسسة لحامية املعلومات‪ ،‬وتوثيق تلك املتطلبات ومراجعتها دوريا‪ ،‬ث ام تطرقت‬
‫الوثيقة يف محورها الرابع إىل االعتبارات الرئيسية‪ ،‬وت ام إلحاق دليل معيار (‪ )ISO27001‬ألفضل املامرسات‬
‫لنظام إدارة أمن املعلومات‪.‬‬

‫(ب)‪ :‬ضامن املعلومات‪ ،‬الحصول عىل اعتامد رسمي واستيفاء متطلبات التدقيق (‪ 64: )1‬وتكونت‬
‫هذه الوثيقة من (‪ )10‬صفحات و (‪ )4‬محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان‬
‫انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية لضبط املعلومات‪ ،‬وتبني أنها تنطبق‬
‫عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪ISO/IEC ( :‬‬
‫‪ ،) ISO/IEC 9001( ،)27001-27002‬وتطرقت الوثيقة يف محورها الثاين إىل الحديث عن تطبيق ضامن‬
‫املعلومات‪ ،‬من خالل التقييم والتطوير والتنفيذ والضبط‪ ،‬وينقسم إىل‪ :‬مبادئ ضامن املعلومات‪ ،‬فينبغي عىل‬
‫املؤسسة أن تضع خطة للتعامل مع أمن وضامن املعلومات‪ ،‬عىل أن يشمل ذلك كافة الضوابط املطلوبة لتحقيق‬
‫االلتزام والكفاءة‪ ،‬ث ام ضبط دورة حياة البيانات‪ ،‬بتطوير عمليات وإجراءات لحامية وضامن البيانات بالشكل‬
‫املالئم يف كافة مراحل دورة حياة البيانات منذ انشائها وحتى إتالفها‪ ،‬ث ام اختيار خط األساس فعىل املؤسسة‬
‫أن تختار خط أساس للجوانب األمنية ونظام اعتامد مناسب‪ ،‬ليك تتمكن من قياس ما تحققه من تقدم‬
‫وتحسن‪ ،‬ث ام القيم األساسية لضامن املعلومات‪ ،‬رسيتها‪ ،‬توافرها‪ ،‬سالمتها‪ ،‬التحقق منها‪ ،‬وعدم االنكار‪ ،‬ثم‬
‫تطرقت الوثيقة يف محورها الثالث للحديث عن توثيق املعلومات‪ ،‬فينبغي عىل املؤسسة أن تتأكد من وجود‬
‫ضوابط لضامن أن تكون‬

‫كافة االتصاالت قد جرى توثيقها‪ ،‬ويشمل ذلك نقل الوثائق والتغيريات يف وسائط نقلها‪ ،‬وتوليف أنظمة‬
‫املعلومات‪ ،‬كام جاءت يف محورها الرابع للحديث عن عدم القدرة عىل اإلنكار‪ ،‬فال ميكن ألي فرد أن ينفي‬

‫‪64‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 4‬ب) سياسة ضامن املعلومات‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقوع عمل ما‪ ،‬من خالل إنشاء جداول للتدقيق الداخيل والخارجي‪ ،‬تستند إليها آلية الضامن وعدم القدرة عىل‬
‫إنكار التغيري‪ ،‬ث ام النسخ االحتياطي عن البيانات‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة وضع جداول زمنية منتظمة لحفظ نسخ‬
‫كل من الوثائق والبيانات‪ ،‬وتوليف الربامج والشبكة‪ ،‬وال ب اد من االلتزام بتلك الجداول‪ ،‬ث ام‬
‫احتياطية عن ا‬
‫االعتبارات الرئيسية‪.‬‬

‫(ج)‪ :‬إدارة توليف الشبكات‪ ،‬توليف الشبكات والدخول فيها(‪ 65:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪)13‬‬
‫صفحة وانقسمت إىل خمسة محاور تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها‬
‫وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية إلدارة توليف الشبكات‪ ،‬وتبني أنها تنطبق‬
‫عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪ISO ( :‬‬
‫‪ ،)ISO/IEC 27001/2(،)ISO/IEC 20000( )ISO/IEC 19770-1:2017( ،)10007:2017‬مكتبة البنية التحية‬
‫لتكنولوجيا املعلومات(‪ ،) ITIL‬وتطرقت إىل األصول الحساسة للشبكة وإدارة توليف الشبكات‪ ،‬ثم جاءت الوثيقة‬
‫يف محورها الثاين للحديث عن تنفيذ إدارة توليف الشبكات‪ ،‬وذلك من خالل تحديد نطاق إدارة توليف‬
‫الشبكات‪ ،‬فعىل املؤسسة أن تحدد نطاق مصادر املعلومات املتعلقة بتوليف الشبكة ليتم تسجيلها‪ ،‬والحفاظ‬
‫عليها حسب منط كل أصل‪ ،‬وحساسيته لعمليات املؤسسة واستمراريتها‪ ،‬ومن خالل الربط بني الشبكة واألصول‬
‫كل من‪ :‬األصول الحساسة يف الشبكة‪ ،‬بتحديد أصول الشبكة والعمل عىل إعداد وحفظ‬
‫الذي ينقسم إىل ا‬
‫قامئة بها‪ ،‬وتحديد حساسية تلك األصول وقسم ترابط الشبكة‪ ،‬بعمل رسوم توضح بدقة ترابط الشبكة‪ ،‬وتحديد‬
‫األشخاص املسؤولني عنها‪ ،‬كام جاءت الوثيقة يف املحور الثالث تتحدث عن الحوكمة وإعداد التقارير‪ ،‬فيتعني‬
‫عىل املؤسسة وضع هياكل واضحة للحوكمة وإعداد التقارير‪ ،‬ووجوب إطالع كافة األفراد املعنيني عليها‪ ،‬مبن‬
‫فيهم املسؤولني مع تحديد املسؤوليات عن كافة األصول‪ ،‬بتنفيذ الهياكل وتحديد مسؤوليات املستخدمني‪،‬‬
‫والحرص عىل رشاء املنتجات والخدمات من قنوات مناسبة‪ ،‬ويف املحور الرابع جاءت للحديث عن ضبط توليف‬
‫الشبكات بتسجيل عمليات تغيري توليف أجهزة الشبكة أو أية أصول أخرى‪ ،‬مع شمول حيثيات التغري وأسبابه‪،‬‬
‫ث ام حفظ السجالت وتدقيقها باستمرار‪ ،‬إ اما يدويا أو باستخدام أنظمة إدارة توليف الشبكات(‪ ،)CMS‬ويتعني‬
‫مراجعتها بانتظام ومقارنتها مع التوليفات والنسخ الحالية لضامن أ ان هناك تسلسل واضح ألعامل التدقيق عىل‬
‫التغيريات املرصح بها التي تم اجراؤها‪ ،‬ويف نهاية الوثيقة يف آخر محور لها املحور الخامس‪ ،‬بينت وجوب إدارة‬

‫‪65‬‬
‫اململ كة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 4‬ج) إدارة توليف الشبكة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫نقاط الضعف‪ ،‬فيتعني عىل املؤسسة جم ع املعلومات عن نقاط الضعف التقنية واالبالغ عنها بالتوقيت املناسب‪،‬‬
‫وتقييم انكشاف املؤسسة عىل نقاط الضعف املعروفة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات للتصدي للمخاطر التي تنشأ عنها‪،‬‬
‫ويتم ذلك من خالل تقييم نقاط الضعف ث ام اعداد التقارير واملعلومات‪ ،‬واالستجابة لنقاط الضعف‪ ،‬ث ام تطوير‬
‫عملية تصحيح الربامج‪ ،‬بوضع جدوال زمنيا لتنزيل التصحيحات مبا يف ذلك عملية تقييم املخاطر‪ ،‬بتنزيل‬
‫تصحيح جديد عىل نظام ما‪ ،‬واتخاذ القرار بشأن ما إذا كان من املناسب تنزيله‪ ،‬ويف نهايتها االعتبارات‬
‫الرئيسية‪.‬‬

‫(د)‪ :‬األجهزة املحمولة‪ ،‬استخدام أجهزة تخزين املعلومات ونقلها وتدوينها(‪ 66:)1‬وتكونت هذه‬
‫الوثيقة من (‪ ) 9‬صفحات وانقسمت إىل محورين تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله‬
‫وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪،‬‬
‫وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪ ،) ISO/IEC 27001 and 27002( :‬وبينت يف‬
‫محورها الثاين اسرتاتيجية األجهزة املحمولة وذكرت أنه يجب عىل كل مؤسسة وضع سياسة وإجراءات أمنية‬
‫من أجل إدارة املخاطر التي تنشأ عن األجهزة املحمولة وتبني الحاالت التي ميكن أو التي ال ميكن من خاللها‬
‫استخدام األجهزة املحمولة وبينت أمثلة من أنواع األجهزة املحمولة‪ ،‬وبينت سياسة االستخدام املقبول واملناطق‬
‫األمنة والضوابط التقنية واملادية يف األجهزة املحمولة واإلدارة التقنية لتلك األجهزة ووضحت اآلليات املتبعة‬
‫يف استخدام األجهزة املحمولة اململوكة للم ؤسسة واألجهزة الخاصة التي يستخدمها املوظفون‪ ،‬وتحدثت عن‬
‫أدوات االحتواء ودورة حياة األجهزة املحمولة‪ ،‬ومن ثم ذكرت أهم االعتبارات األساسية يف هذا املوضوع‪.‬‬

‫(ه)‪ :‬املراقبة الوقائية‪ ،‬فرض تنفيذ السياسيات‪ ،‬كشف حالت الخرتاق(‪ 67:)2‬وتكونت هذه الوثيقة‬
‫من (‪ )13‬صفحه وا نقسمت إىل محورين تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وتحديد‬
‫أهم املتطلبات من أجل تطبيقها وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل‬
‫جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪ISO/IEC ( :‬‬
‫‪ ) 27001 and 27002‬و (‪ ، )ISO/IEC 27031‬وبينت يف محورها الثاين ألية تنفيذ املراقبة الوقائية وبيان الضوابط‬

‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬ ‫‪66‬‬

‫السيرباين ‪( 4‬د) سياسة األجهزة املحمولة‪.‬‬


‫‪67‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 4‬هـ) سياسة املراقبة الوقائية‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األساسية لتنفيذ املراقبة الوقائية مثل مراقبة النظام و مراقبة حركة الشبكة ومراقبة الفعاليات التي يقوم بها‬
‫املستخدم وأشارت إىل أنه البد من الرجوع إىل وثائق أخرى قدمية لكنها التزال معتمدة وبينت مجموعة من‬
‫الضوابط التي البد من التأكد منها كونها تعترب مفيدة للمؤسسات من أجل استخدام البنى التحتية بالشكل‬
‫األمثل‪ .‬ثم انتقلت للتحدث عن إدارة السجالت وبينت فيها أنه البد من اختيار وتدوين سجالت نشاط الشبكة‬
‫وأن هذه السجالت يتم تجميعها من خالل خدمات الشبكات والبنى التحتية للشبكات والبنى التحتية ألنظمة‬
‫التشغيل والتطبيقات ومن عمليات االتصال بالشبكة عن بعد‪ ،‬ثم تحدثت عن محتويات سجل نشاط الشبكة‬
‫وأهم التفاصيل الرضورية املمكن وضعها داخلها ومن ثم تحدثت عن تخزين وحامية السجالت‪ ،‬وتطرقت‬
‫السياسة إىل عملية تحليل السجالت وحاالت االستخدام وكيفية االستفادة منها يف التعرف عىل حاالت‬
‫االستخدام واالستعانة باملعلومات بشأن التهديد وكذلك تحدثت عن عملية تحليل السجالت وأهم الفوائد التي‬
‫يتم تحقيقها من خالل تحليل السجالت‪ ،‬وبينت السياسة بعد ذلك ألية مراقبة العمليات من خالل مراقبة‬
‫املوظفني اثناء استخدامهم ألنظمة املعلومات وهل تتم ضمن املعايري والضوابط املعتمدة وتوعية املوظفني حول‬
‫األخطار املتوقعة ومن ثم تحدثت عن مراقبة األصول و مراقبة األجهزة املتلقية للبيانات وأهم الوسائل املتبعة‬
‫لذلك ويف الختام تحدثت عن أهم االعتبارات األساسية لتطبيق هذه السياسة‪.‬‬

‫املجال األسايس ‪ :5‬األمن املادي‪ ،‬والذي تكون من ثالث وثائق وهي‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬الوسائل الدفاعية املتعمقة‪ ،‬تأمني محيط املوقع‪ ،‬وتطبيق مستويات من األمن(‪ 68:)1‬وتكونت‬
‫هذه الوثيقة من (‪ )16‬صفحه و (‪ )6‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله‬
‫وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية لتطبيقها‪ ،‬وتبني أنها تنطبق‬
‫عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪( :‬‬
‫‪27002‬و‪ ،) ISO/IEC 27001‬و (‪ )ISO 22301‬ويف محورها الثاين تحدثت عن تطبيق الوسائل الدفاعية املتعمقة‬
‫وأنه البد لكل مؤسسة من تطوير نهج للوسائل الدفاعية ضد الهجامت السيربانية خصوصا محاوالت اخرتاق‬
‫رسية وحساسية األصول املعلوماتية ويتم ذلك من خالل فهم مستويات الحامية مثل مستوى حامية اإلجراءات‬
‫ومستوى الحامية املادية ومستوى الحامية التقنية ومن خالل تقسيم الحامية إىل مستويات سيتذكر يف وثائق‬
‫أخرى وكذلك البد من وضع االستعدادات األمنية مثل املراقبة والتدريب والتوعية والتحليل وغريها‪ ،‬وبينت يف‬

‫‪68‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 5‬أ) سياسة الوسائل الدفاعية املتعمقة‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫محورها الثالث كيفية تقسيم الحامية اإلجرائية إىل مستويات مثل االمتثال للسياسة املتبعة وتأهيل الكفاءات‬
‫والتدريب‪ ،‬ويف محورها الرابع تحدثت عن تقسيم الحامية املادية إىل مستويات مثل محيط املوقع وكيفية‬
‫حاميته ومن ثم املداخل وكيفية حاميتها ومن ثم تشكيل فرق االستجابة للحوادث والتي تم تقسيمها إىل أكرث‬
‫من فريق مثل فريق االستجابة للحوادث السيربانية و الفرق األمنية‪ ،‬ويف محورها الخامس تحدثت عن تقسيم‬
‫الدفاعات التقنية إىل مستويات ومن أجل ذلك البد من فهم الشبكة واألصول املعلوماتية ومن ثم تحديد املحيط‬
‫الفعيل ل لشبكة وتحديد حركة البيانات وتحديد التهديدات وانتقاء املنتجات والخدمات وبيان طريقة اعداد‬
‫التقارير وطريقة االستجابة للحوادث وعملية املراقة والرد‪ ،‬وبعد تحديد وفهم الشبكات واألصول يتم العمل عىل‬
‫مستويات متعددة لحامية الشبكة مثل أمن املحيط و أمن الشبكة وأمن نقطة االستقبال وأمن التطبيقات وأمن‬
‫البيانات‪ ،‬ويف املحور السادس تحدثت الوثيقة عن االعتبارات األساسية لتطبيقها وتم الحاق منوذج لدورة‬
‫الهجوم السيرباين ‪.‬‬

‫(ب)‪ :‬الحاويات والتخزين‪ ،‬متطلبات أمن األثاث والحجرات والتخزين(‪ 69:)2‬وتكونت هذه الوثيقة‬
‫من (‪ )8‬صفحات و (‪ )3‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها‬
‫وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية إلدارة التغيري‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل‬
‫جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل امل عايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪( :‬‬
‫‪27002‬و‪ ،) ISO/IEC 27001‬و (‪ )1143 EN B‬و ( ‪1627 EN BS‬و‪ )24 PAS‬ويف محورها الثاين ضبط الحاويات‬
‫والتخزين والتي تضمنت التوجيهات واإلرشادات من أجل الحاويات والتخزين مثل املوقع األمن والتي تحدثت‬
‫عن األمن املادي للموقع وتحدثت عن إجراء دراسات من أجل تشييد املباين والغرف وااللتزام باملعايري الخاصة‬
‫بذلك والتأكد من استخدام األثاث األمن ومواصفات األثاث مثل الخزائن و والتمديدات الكهربائية وحوافظها‬
‫وغريه وتطرقت يف املحور الثالث إىل أهم االعتبارات الرئيسية من أجل هذه السياسة‪.‬‬

‫(ج)‪ :‬الدخول إىل املوقع‪ ،‬ضبط الدخول إىل املوقع‪ ،‬وضبط الزائرين(‪ 70:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من‬
‫(‪ )10‬صفحات و (‪ ) 3‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها‬

‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬ ‫‪69‬‬

‫السيرباين ‪( 5‬ب) سياسة الحاويات والتخزين‪.‬‬


‫‪ 70‬اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 5‬ج) سياسة الدخول إىل املوقع‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية إلدارة التغيري‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل‬
‫جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪( :‬‬
‫‪27002‬و‪ ،) ISO/IEC 27001‬ويف محورها الثاين تحدثت عن تطوير مستويات الدخول املادي مبا فيها من ضوابط‬
‫تقييد الدخول و تحديد الحدود األمنة للموقع واملستويات األمنة للدخول وكيفية ضامن تطبيق اإلجراءات‬
‫املتعلقة بذلك وتحديد الضوابط الداخلية ومسؤوليات املوظفني وسياسات إخالء سطح املكتب وتغطية لوحات‬
‫األرقام الرسية ومن ثم ألية تنظيم دخول الزائرين وحفظ سجالت الدخول وعملية مراقبة الزائرين وكيفية‬
‫التعام ل معهم وكذلك تحدثت عن ألية تنظيم املزودين وعمليات استالم السلع وعامية استالم الشحنات ووضع‬
‫وإدارة املتطلبات األمنية من اجل اتفاقيات التوريد والصيانة‪ ،‬ويف محورها الثالث تحدثت عن أهم االعتبارات‬
‫األساسية لتطبيق هذه السياسة‪.‬‬

‫املجال األسايس ‪ :6‬استمرارية العمل‪ ،‬والذي تكون من ثالث وثائق وهي‪:‬‬

‫(أ)‪ :‬إدارة التغيري‪ :‬التخطيط للتغيري‪ ،‬واإلعالنات بشأنه‪ ،‬وإحداثه‪ ،‬وتعميمه(‪ 71:)2‬وتكونت هذه‬
‫الوثيقة من (‪ )13‬صفحة و (‪ ) 7‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله‬
‫وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية إلدارة التغيري‪ ،‬وتبني أنها‬
‫تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪:‬‬
‫(‪ ،)ISO 9001‬و (‪ )ITIL‬مكتبة البنية التحتية لتكنولوجيا املعلومات و (‪ )NIST SP 115-800‬االختبار والتقييم ويف‬
‫محورها الثاين تحدثت عن تطبيق إدارة التغيري خصوصا مع ارتفاع حاالت اكتشاف نقاط الضعف يف الربمجيات‬
‫فعليه البد من إدارة التغيري بفعالية من أجل الحفاظ عىل سالمة املعلومات ورسيتها وأنه البد من تشكيل لجان‬
‫استشارية للتغيري يف كافة املؤسسات وبينت الهيكل التنظيمي لهذه اللجان ووترية عقدها لالجتامعات وأدوار‬
‫أعضائها وتحدثت يف محورها الثالث عن نطاق التغيري وأنه البد لكل مؤسسة من بيان النقاط التي ضمن أو‬
‫خارج نطاق التغيري وبيان ماهي هذه النقاط ويف محورها الرابع تحدثت عن طلب التغيري وأنه البد للمؤسسات‬
‫من استخد ام استامرات من اجل طلب التغيري تبني كافة املعلومات املطلوبة وعلية ستتم دراسة الطلبات وإعطاء‬
‫موافقة مبدئية ثم تتم عملية تقييم أثر التغيري وتحديد أولوية طلب التغيري ويف محورها الخامس تحدثت عن‬
‫التخطيط للتغيري وتنفيذه وبينت أنه توجد خطط للرتاجع عن التغيري وإعادة النظام إىل وضعه السابق وتحدثت‬

‫‪71‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬لربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 6‬أ) إدارة التغيري ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عن عملية اختبار التغيري واإلشعار بالتغيري‪ ،‬ومن ثم تحدثت عن التنفيذ ويف محورها السادس تحدثت عن‬
‫مراجعة مدى القبول بالتغيري ويف محورها األخري تحدثت عن اهم االعتبارات األساسية يف هذه العملية‪.‬‬

‫(ب)‪ :‬الستجابة لدى وقوع حادث‪ :‬تحليل الحوادث‪ ،‬وتصعيدها للمستوى املطلوب‪ ،‬والستجابة‬
‫بعد وقوعها(‪ 72:)1‬وتكونت هذه الوثيقة من (‪ )17‬صفحة و (‪ )6‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف‬
‫التي تم انشاؤها من أجله وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية ‪،‬‬
‫وتبني أنها تنطبق عىل جميع موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة‬
‫بها مثل‪ ،)ISO 22301( :‬و (‪27002‬و‪ ) ISO/IEC 27001‬و (‪ ، )ISO/IEC 9001‬وتحدثت يف محورها الثاين عن‬
‫التخطيط لالستجابة لوقوع الحوادث السيربانية وتنفيذها وبيان األخطار التي البد من وضع الخطط لها مثل‬
‫اإلرضار بالعمل أو العرقلة املستمرة أو عدم االمتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية بشأن اإلبالغ‪ ،‬وتحدثت يف‬
‫محورها الثالث عن املسؤوليات والقدرات وأنه البد لكل مؤسسة أن توجد إمكانات لالستجابة ملثل هذه الحوادث‬
‫سوآءا كانت داخلية أو خارجية وبيان األدوار واملسؤوليات للمعنيني باالستجابة و تدريب فريق االستجابة‬
‫للحوادث والتوعية عىل نطاق واسع يف املؤسسة لكافة املستويات ‪ ،‬وتحدثت يف محورها الرابع عن آلية التعامل‬
‫مع الحوادث من خالل استعادة البيانات و خطة إدارة الحادث واملراحل التي متر بها فرق االستجابة اثناء‬
‫الحوادث ورضورة إعداد التقارير وماذا يجب أن تحتوي هذه التقارير وكيفية صياغتها وكذلك عملية اختبار‬
‫االستجابة للحادث والدروس املستفادة من عملية تحليل الحادث‪ ،‬وتحدثت يف محورها الخامس عن إدارة‬
‫استمرارية العمل وأنه البد من وضع خطة الستمرارية العمل والتقليل من أثر الحادث والبد لتطبيق ذلك من‬
‫مجموعة نقاط وهي التزام اإلدارة ووضع برنامج لدورة إدارة استمرارية العمل وتقييم إدارة استمرارية العمل‬
‫والذي يتضمن تقييم األداء و املراقبة والقياس والتحليل والتقييم ومن ثم التدقيق الداخيل ومراجعة اإلدارة‬
‫والتواص ل مع األطراف املعنية وتحديد أهم املعايري إلجراء هذه الخطوات ويف محورها السادس تحدثت عن‬
‫أهم االعتبارات األساسية من أجل االستجابة لدى وقوع حادث‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 6‬ب) سياسة الستجابة لدى وقوع حادث‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(ج)‪ :‬التحسني املستمر‪ ،‬الدروس املستفادة‪ ،‬واملراجعات‪ ،‬والتحسني املستمر(‪ 73:)2‬وتكونت هذه‬
‫الوثيقة من (‪ )10‬صفحات و (‪ )4‬محاور أساسية تضمنت يف محورها األول الهدف التي تم انشاؤها من أجله‬
‫وبيان انها وثيقة ليست مستقلة دون باقي السياسات‪ ،‬وبيان املتطلبات األساسية ‪ ،‬وتبني أنها تنطبق عىل جميع‬
‫موظفي الحكومة األردنية‪ ،‬وتطرقت إىل املعايري واألطر الدولية التي متت االستعانة بها مثل‪ ،)ISO 9000( :‬و‬
‫(‪ )ISO 9001‬و (‪ )ISO 9004‬و (‪ ، ) ISO 19011‬وتحدثت يف محورها الثاين عن تطبيق التحسني املستمر‬
‫وتحديد فرص تحسني األداء ومشاركة أفضل املامرسات وبينت الهدف من التحسني املستمر وأهم املبادئ‬
‫األساسية للتحسني املستمر وأنه البد لإلدارة العليا من التواصل مع املعنيني ودعم كل ما يتعلق بالتحسني‬
‫املستمر ويتم ذلك أيضا من خالل التدريب والتعليم‪ ،‬وتحدثت يف شقها الثالث عن طرق التحسني املستمر‬
‫وذكرت أحد النامذج لذلك وهو منوذج التخطيط والفعل والتحقق واتخاذ اإلجراء ووضحت كل واحدة من هذه‬
‫العمليات وكيفية امتامها عىل أفضل وجه ‪ ،‬ومن ثم انتقلت للتحدث عن تحليل أسباب املشكلة والتعلم من‬
‫التجربة‪ ،‬وتحدثت يف محورها الرابع عن أهم االعتبارات األساسية من أجل تطبيق هذه السياسة‪.‬‬

‫الخامتة‬

‫يف السنوات القليلة املاضية زاد االنفتاح عىل األمن السيرباين يف اململكة األردنية الهاشمية بعد انتشار‬
‫هذا املصطلح وازدياد حاالت عمليات االخرتاقات اإللكرتونية والهجامت السيربانية ومن أهم الفئات التي ازداد‬
‫فيها االهتامم باألمن السيرباين الدوائر الحكومية وذلك بعد نرش سياسات األمن السيرباين التي يعنى بها كل‬
‫موظف يف القطاع العام ‪،‬وكذلك تك عقد العديد من املؤمترات والندوات حول املوضوع ‪ ،‬وقامت العديد من‬
‫الجامعات الحكومية والخاصة بفتح تخصص األمن السيرباين مثل جامعة الريموك وجامعة البلقاء التطبيقية‬
‫وجامعة األمرية سمية للتكنولوجيا وجامعة فيالدلفيا وتم انشاء العديد من املختربات الخاصة باألمن السيرباين‬
‫يف الجامعات مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا و جامعة عامن األهلية وجامعة الزيتونة وغريها وتم تشجيع‬
‫الطالب والدارسني للدخول يف هذا املجال وبيان أهميته ومدى استيعاب سوق العمل وافتقاره للوظائف التي‬
‫تتعلق بهذا التخصص ‪ ،‬وازداد انتشار األبحاث العلمية بهذا املجال وكذلك توسع هذا االنتشار ليشمل الرشكات‬

‫‪73‬‬
‫اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة التصالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة األمن‬
‫السيرباين ‪( 6‬ج) سياسة التحسني املستمر‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الخاصة وسوق العمل بحيث أصبح هنالك العديد من الرشكات العاملة يف هذا املجال وازدادت فرص العمل‬
‫املتعلقة به وكذلك ازداد عدد مراكز التدريب التي تعنى بالتدريب عىل مهارات األمن السيرباين املختلفة ‪.‬‬

‫ويرى الباحث كام تم توضيحه سابقا أن قانون األمن السيرباين يف عنوانه جاء مبخالفة نص قانون أخر‬
‫تم اقراره سابقا حيث نصت املادة (‪ )11‬من قانون حامية اللغة العربية رقم ‪ 35‬لعام ‪" 2015‬تصاغ جميع ترشيعات‬
‫الدولة باللغة العربية" ومبا أن كلمة (السيرباين) ليست كلمة عربية فإن عنوان قانون األمن السيرباين وبعض‬
‫املواد التي يتضمنها كانت مخالفة واضحة ألحد القوانني األردنية املنشورة سابقا‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن من أهم ما افتقرت إليه الترشيعات واالسرتاتيجيات والسياسات نرش أنظمة تبني‬
‫اإلجراءات التي سيتم تطبيقها عىل أرض الواقع خصوصا كون هذه الترشيعات واالسرتاتيجيات والسياسات‬
‫ت حدثت عن شمول كافة مؤسسات الدولة بها دون فعلية البد من اصدار أنظمة تبني كافة اإلجراءات الفنية‬
‫وامليدانية املتعلقة بعمل املجلس مع كافة مؤسسات الدولة وكافة أفرادها مبا يخص األمن السيرباين والتي نتطلع‬
‫إىل رؤيتها يف الفرتة القادمة إن شاء الله‪.‬‬

‫ويتطلع الباحث إىل نرش قوانني وأنظمة متعلقة بآليات تطبيق سياسات األمن السيرباين وأن تحتوي عىل‬
‫إجراءات ميدانية للعمل بها وعىل عقوبات واضحة كون القانون الحايل تنظيمي وأن يتم التوصل إىل صياغة‬
‫تتامىش مع كافة القوانني النافذة يف اململكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ ج‪ .‬صليبا‪ ،‬املعجم الفلسفي‪vol. ،‬الجزء األول صفحة ‪ ,682‬بريوت‪ :‬دار الكتاب اللبناين‪.2008 ,‬‬
‫يربناتية؛ علم الضبط؛ موسوعة املورد صفحة ‪ ,307‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪.1991 ,‬‬
‫الس َ‬
‫▪ م‪ .‬البعلبيك‪ِّ ،‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬قانــون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ - 2019‬قانون األمن السيربانـي‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪:‬‬
‫رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.2019 ,5595‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪" ،‬السياسة العامة للحكومة يف قطاعات االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬
‫والربيد ‪ ",2007‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪2007 ،‬‬
‫▪‬ ‫‪[Online]. Available:‬‬
‫‪.pdf.‬وثيقة‪20%‬السياسة‪20%‬لعام‪▪ trc.gov.jo/EchoBusV3.0/SystemAssets/202007%‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السياسات الوطنية ألمن وحامية املعلومات‪2008 "،‬‬
‫‪▪ . [Online]. Available: www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬‬
‫▪ السياسات_الوطنية_ألمن_وحامية_املعلومات_‪.pdf.2008‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬االسرتاتيجية الوطنية لضامن امن املعلومات‬
‫وامن الفضاء السيرباين‪ "،‬مركز تكنولوجيا املعلومات الوطني‪,‬‬
‫‪▪ 2012 . [Online]. Available‬‬
‫اإلسرتاتيجية‪20%‬الوطنية‪20%‬لضامن‪20%‬امن‪20%‬املعلومات‪▪ trc.gov.jo/EchoBusV3.0/SystemAssets/20%‬‬
‫‪.pdf.‬واألمن‪20%‬السيرباين‪202012%20%‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬وثيقة السياسة العامة للحكومة يف قطاعات‬
‫االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات والربيد للعام‪2012 "،‬‬
‫‪▪ [Online]. Available:‬‬
‫‪.pdf.‬وثيقة‪20%‬السياسة‪20%‬لعام‪▪ trc.gov.jo/EchoBusV3.0/SystemAssets/202012%‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬االسرتاتيجية الوطنية لألم _السيرباين ‪2018‬‬
‫‪2018 ",2023 -‬‬
‫‪▪ . [Online]. Available:‬‬
‫االسرتاتيجية_الوطنية_لألمن_السيرباين_‪▪ www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/20‬‬
‫‪2023_18.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬السياسة العامة لقطاعات االتصاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات والربيد ‪2018 ",2018‬‬

‫‪150‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪▪ [Online]. Available:‬‬
‫‪▪ trc.gov.jo/EchoBusV3.0/SystemAssets/About%20TRC/014da924b8084372b2a961a49d19e5eb_ICT‬‬
‫‪P_Policy_2018.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬قانون رقم (‪ )35‬لسنة ‪ -2015‬قــانـون حاميـة اللغــة العربيـــة‪ ،‬عامن‪،‬‬
‫األردن‪ :‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪. 2015 ،5347‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬نظام رقم (‪ )1‬لسنة ‪- 2020‬نظام املركز الوطني لألمن السيرباين‪ ،‬عامن‪،‬‬
‫األردن‪ :‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.2020 ,5614‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬رئاسة الوزراء‪ ،‬نظام رقم (‪ )25‬لسنة ‪ - 2021‬نظام التنظيم اإلداري للمركز الوطني لألمن‬
‫السيرباين‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪ :‬رئاسة الوزراء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.2021 ,5721‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫واملسؤوليات‪Available: ،‬‬ ‫واملسائلة‬ ‫األدوار‬ ‫(أ)‬ ‫‪1‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_األدوار_واملساءلة_واملسؤوليات‪.pdf‬‬
‫‪.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املخاطر‪Available: ،‬‬ ‫إدارة‬ ‫سياسة‬ ‫(ب)‬ ‫‪1‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_إدارة_املخاطر‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫والضامن‪Available: ،‬‬ ‫التدقيق‬ ‫سياسة‬ ‫(ج)‬ ‫‪1‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_التدقيق_والضامن‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫الدويل‪Available: ،‬‬ ‫االمتثال‬ ‫سياسة‬ ‫(د)‬ ‫‪1‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_االمتثال_الدويل‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫الوقائية‪Available: ،‬‬ ‫العالمات‬ ‫نظام‬ ‫سياسة‬ ‫(أ)‬ ‫‪2‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_نظام_العالمات_الوقائية‪.pdf.‬‬

‫‪151‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫واإلفصاح ‪Available:‬‬ ‫الحامية‬ ‫سياسة‬ ‫(ب)‬ ‫‪2‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_الحامية_واإلفصاح‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املوارد ‪Available:‬‬ ‫إدارة‬ ‫(ج)‬ ‫‪2‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_إدارة_املوارد‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫األفراد ‪Available:‬‬ ‫أمن‬ ‫معايري‬ ‫سياسة‬ ‫(أ)‬ ‫‪3‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_معايري_أمن_األفراد‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫األمني ‪Available:‬‬ ‫الترصيح‬ ‫سياسة‬ ‫(ب)‬ ‫‪6‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_الترصيح_األمني‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املعلومات‪Available: ،‬‬ ‫أمن‬ ‫سياسة‬ ‫(أ)‬ ‫‪4‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_أمن_املعلومات‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املعلومات‪Available: ،‬‬ ‫ضامن‬ ‫سياسة‬ ‫(ب)‬ ‫‪4‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_ضامن_املعلومات‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫الشبكة ‪Available:‬‬ ‫توليف‬ ‫إدارة‬ ‫(ج)‬ ‫‪4‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_إدارة_توليف_الشبكات‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املحمولة ‪Available:‬‬ ‫األجهزة‬ ‫سياسة‬ ‫(د)‬ ‫‪4‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_األجهزة_املحمولة‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫الوقائية ‪Available:‬‬ ‫املراقبة‬ ‫سياسة‬ ‫(هـ)‬ ‫‪4‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_املراقبة_الوقائية‪.pdf.‬‬

‫‪152‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املتعمقة ‪Available:‬‬ ‫الدفاعية‬ ‫الوسائل‬ ‫سياسة‬ ‫(أ)‬ ‫‪5‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_الوسائل_الدفاعية_املتعمقة‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫والتخزين ‪Available:‬‬ ‫الحاويات‬ ‫سياسة‬ ‫(ب)‬ ‫‪5‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_الحاويات_والتخزين‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫املوقع ‪Available:‬‬ ‫إىل‬ ‫الدخول‬ ‫سياسة‬ ‫(ج)‬ ‫‪5‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_الدخول_اىل_املوقع‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬لربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫"‪,‬‬ ‫‪[Online].‬‬ ‫التغيري ‪Available:‬‬ ‫إدارة‬ ‫(أ)‬ ‫‪6‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_إدارة_التغيري‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫األمن السيرباين ‪( 6‬ب) سياسة االستجابة لدى وقوع حادث ‪," [Online]. Available:‬‬
‫‪www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page/‬سياسة_االستجابة_لدى_وقوع_حادث‪.pdf.‬‬
‫▪ اململكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وزارة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪" ،‬الربنامج الوطني لألمن السيرباين إطار سياسة‬
‫‪[Online].‬‬ ‫‪Available:‬‬ ‫املستمر‪",‬‬ ‫التحسني‬ ‫سياسة‬ ‫(ج)‬ ‫‪6‬‬ ‫السيرباين‬ ‫األمن‬
‫‪/www.modee.gov.jo/ebv4.0/root_storage/ar/eb_list_page‬سياسة_التحسني_املستمر‪.pdf.‬‬

‫‪153‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫استراتيجيات األمن السيبراني في المغرب من خالل القانون ‪05.20‬‬

‫‪05.20‬‬

‫مستشار مبحكمة الستئناف مبراكش‪ ،‬وعضو‬


‫الودادية الودادية الحسنية للقضاة (املغرب)‬

‫تقديم‬
‫لعل التوجه إىل الرقمنة والعمل الذيك وااللكرتوين املعتمد أساسا عىل خدمات االنرتنت والوسائط‬
‫االلكرتونية الذي أصبح واقعا فارضا لنفسه عىل مؤسسات الدولة وإدارتها وجامعاتها الرتابية و قطاعها الخاص‬
‫من رشكات ومقاوالت ‪ ،‬بل وحتى عىل األفراد ‪ ،‬حتم رضورة تعزیز و تقوية الثقة الرقمية واالطمئنان إىل سالمة‬
‫وأمن نظم املعلومات والخدمات املقدمة بواسطة هذه التقنيات وداخل هذه البيئة الجديدة أو ما سمي بالفضاء‬
‫السيرباين الالمادي ‪ ،‬والتحول اىل االميان بجدوى هذه الخدمات وأهميتها وما توفره من فوائد جمة لبني‬
‫البرش ‪.‬‬

‫فتأمین نظم املعلومات أو ما يصطلح عليه باألمن السيرباين يعد الهاجس الذي يتملك كل األنظمة‪،‬‬
‫والدول تسعى إىل تحقيقه بكل اآلليات املتوفرة واملمكنة‪ .‬ولعل آلية الترشيع و وضع الضوابط القانونية و‬
‫املؤسساتية بالقانون لتحقيق أمن نظم املعلومات يعد حجر الزاوية والعمود الفقري الذي تتأسس عليه الحامية‬
‫املنشودة ‪.‬‬

‫و يف هذا السياق بدأ املغرب خاصة مع نهاية القرن املايض يؤسس لرتسانة ترشيعية رقمية تستهدف‬
‫تحقيق تحول رقمي آمن من خالل مجموعة من القوانني التي تدرجت يف األخذ بأحدث املقتضيات الترشيعية‬
‫واملؤسساتية العاملية وتكاملية يراعى فيها التوجه العاملي يف هذا الباب ومحاولة مجاراة إيقاع هذا التوجه‬
‫واالنخراط فيه وتنزيل مقتضياته وطنيا ‪ ،‬إذ تشكل املصادقة عىل العديد من االتفاقيات الدولية وإقرارها يف‬
‫القانون الداخيل مظهرا من مظاهر هذا التكامل والتعاون الدويل الذي ال مناص منه يف ظل البيئة الرقمية‬
‫التي ال تؤمن بالحدود وتعدد املخاطر والتهديدات السيربانية ذات املصادر و املنابع املتعددة مع رسم اهداف‬
‫ووضع اسرتاتيجيات وإنشاء هيئات لتنزيلها ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫ويف إطار هذه الحركية الترشيعية ويف سبيل تحقيق أمن سيرباين وتعزيز خدمات الثقة يف املعامالت‬
‫اإللكرتونية صدر القانون ‪05 .20‬بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 2020‬ونرش بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6904‬بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪2020‬‬
‫من أجل حامية نظم معلومات إدارات الدولة و الجامعات الرتابية واملؤسسات واملقاوالت العمومية وكل شخص‬
‫اعتباري آخر خاضع للقانون العام ‪ ،‬والتي أشار اليها املرشع بلفظ (الهيئة )ووضع قواعد ومقتضيات األمن‬
‫املطبقة عىل البنيات التحتية ذات األهمية الحيوية وقواعد ومقتضيات األمن املطبقة عىل مستغيل الشبكات‬
‫العامة للمواصالت ومزودي خدمة االنرتنت ومقدمي خدمات األمن السيرباين ‪ ،‬والخدمات الرقمية وهو ما أشار‬
‫إليه القانون بتسمية ( املتعهد ) ‪.‬‬
‫مع تحديد االطار الوطني لحكامة األمن السيرباين وتعزيز التعاون بني السلطة الوطنـــية ‪ ،‬مع تحديد‬
‫املساهامت التي تقدمها السلطة الوطنية لتعزيز الثقـــــة الرقمية وتطوير الخدمات املقـــدمة من طرف الدولة‬
‫‪،‬وكدا تحديد اختصاصات السلطة الوطنية و ما يتعلق بتطوير الخربة الوطنيــــة والتحسيس يف مجال األمن‬
‫السيرباين لفائدة الهيئات والفاعليـــن يف القطاع الخاص واألفراد وتقوية التعاون مع املؤسسات الوطنية و‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه هي الخطوط العريضة التي حاول القانون االشتغال عليها وتناولها من خالل ‪ 53‬فصال‬
‫فإنه يصعب ایراد م قتضياتها كاملة يف مجرد هذه الورقة ‪،‬لذلك فإين آثرت أن اتداول اشكاال يتريه املوضوع‬
‫متصال اتصاال جذريا بعنوان املداخلة وهو كاآليت‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي األهداف والهيئات التي أىت بها هذا القانون ‪ 05.20‬والتي تكرس لنا اسرتاتيجيات األمن‬
‫السيرباين يف املغرب من خالله ؟‬
‫وتحليل هذا اإلشكال سوف نتطرق إليه من خالل نقطتني أساسيتني ‪:‬‬
‫أوال األهداف التي ترمي إىل تحقيقها اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف القانون ‪05.20‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهيئات الداعمة لتنفيذ اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف إطار القانون ‪20.05‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪155‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الول‪ :‬األهداف التي ترمي اىل تحقيقها اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف‬
‫القانون‪20.05‬‬
‫تتجىل أهم األهداف التي يرمي إىل تحقيقها القانون من خالل الدراسة املتأنية ملواده وكدا من‬
‫خالل الطالع عىل النقاشات التي سبقت إقراره بقبة الربملان‪ 74‬يف ما ييل ‪:‬‬

‫‪ .1.‬تعزيز حامية وصمود نظم املعلومات ‪:‬‬

‫تتجىل األهداف األساسية لهذا القانون يف وضع قواعد قانونية بشأن وسائل الحامية الرامية إىل‬
‫تعزيز الثقة ودعم االقتصاد الرقمي ‪ ،‬وبشكل أعم ضامن استمرارية األنشطة االقتصادية واالجتامعية لبالدنا‪.‬‬

‫ولهذا الغرض ولتحقيق األهداف اإلسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين ‪ ،‬ال سيام التي تهم تعزيز حامية‬
‫وصمود نظم معلومات الدولة والجامعات الرتابية وكذا البنيات‬

‫التحتية ذات األهمية الحيوية ‪ ،‬يتضمن القانون تدابري أمنية تهدف إىل تقوية القدرات الوطنية يف هذا‬
‫املجال واملساهمة يف تأهيل عملية التحول الرقمي باملغرب وكذا تنسيق إجراءات الوقاية والحامية يف مواجهة‬
‫هجامت وحوادث األمن السيرباين ‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد ‪ ،‬يرمي القانون إىل وضع إطار قانوين يلزم إدارات الدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات‬
‫و املقاوالت العمومية و كل شخص اعتباري آخر خاضع للقانون العام ‪ ،‬املشار إليهم فيام بعد بالهيئات ‪ ،‬باحرتام‬
‫التوجيهات والقواعد واألنظمة واملراجع والتوصيات الصادرة عن السلطة الوطنية يف هذا املجال‪.‬‬

‫كام يفرض هذا القانون عىل هذه الهيئات تنفيذ التدابري التقنية والتنظيمية إلدارة املخاطر السيربانية‬
‫وتجنب الحوادث التي قد تؤثر عىل نظم املعلومات وااللتزام بإبالغ السلطة الوطنية لألمن السيرباين بأي حادث‬
‫يؤثر عىل أمن أو نظم املعلومات الخاصة بها و ذلك حتى يتسنى للسلطة الوطنية إيجاد الحلول الناجعة من أجل‬
‫تجاوز هذه الحوادث‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪-‬يراجع تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون اإلسالمية واملعارضة املقيمني بالخارج حول مرشوع قانون رقم ‪20/05‬‬
‫يتعلق بالمن السرباين ‪ ،‬مجلس النواب ‪ ،‬دورة ابريل ‪.2020‬‬

‫‪156‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويلزم هذا القانون كل هيئة بتعيني مسؤول عن أمن نظم املعلومات وإعداد مخططات ضامن استمرارية‬
‫واستئناف األنشطة يف أقرب اآلجال إلبطال مفعول انقطاعها‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل اإلجراءات األمنية التي تخضع لها تلك الهيئات والتي ترسي أيضا عىل البنيات التحتية‬
‫ذات األهمية الحيوية ‪ ،‬ينص القانون عىل أحكام إضافية خاصة بالبنيات التحتية ذات األهمية الحيوية التي‬
‫تتوفر عىل نظم معلومات حساسة‪ ،‬ال سيام تلك املتعلقة باملصادقة عىل نظم املعلومات الحساسة الخاصة بها ‪،‬‬
‫و إخضاع هذه النظم الفتحاصات أمنية وإلزامهام باإليواء الحرصي ملعطياتها الحساسة داخل الرتاب الوطني‪.‬‬

‫توسيع نطاق الحامية بدمج فئات فاعلة أخرى‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ينص قانون األمن السيرباين عىل اتخاذ التدابري التقنية والتنظيمية الالزمة املساهمة يف حامية‬
‫شبكات ونظم معلومات فئات فاعلة أخرى تشمل مستغيل الشبكات العامة للمواصالت ‪ ،‬ومزودي خدمات‬
‫االنرتنيت ‪ ،‬ومقدمي خدمات األمن السيرباين ‪ ،‬ومقدمي الخدمات الرقمية ونارشي منصات االنرتنيت‪.‬‬

‫وبالنظر للدور االسرتاتيجي الذي يلعبه هؤالء املتعهدون يف تعزيز أمن نظم معلومات الهيئات والبنيات‬
‫التحتية ذات األهمية الحيوية ومتعهدي القطاع الخاص واألفراد ‪ ،‬فقد نص القانون كذلك عىل رضورة‬
‫احتفاظهم باملعطيات التقنية الكفيلة بتحديد حوادث األمن السيرباين و التي تتضمن عىل الخصوص ‪ ،‬بيانات‬
‫الربط والنرشات املعلوماتية وآثار أحداث األمن املحصل عليها بواسطة نظم االستغالل والتطبيقات ومنتوجات‬
‫األمن وكذلك اإلبالغ عن أي حادث قد يؤثر عىل أمن نظم معلومات زبنائهم واتخاذ التدابري الوقائية الالزمة‬
‫ملنع وتخفيف وقع التهديدات أو املساس بهذه النظم ‪.‬‬

‫كام يويل القانون كذلك أهمية كبرية للوقاية والتحسيس بشأن تحديات األمن السيرباين ‪ ،‬حيث‬
‫يعيد للسلطة الوطنية بأن تنرش بانتظام عىل موقعها االلكرتوين النصائح والتوصيات الوقائية املتعلقة باألمن‬
‫السيرباين لفائدة إدارات الدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات واملقاوالت العمومية والبنيات التحتية ذات‬
‫األهمية الحيوية ومتعهدي القطاع الخاص واملواطنني‪.‬‬

‫مواجهة الهجامت السيربانية وتعزيز الرقمنة وحامية املعطيات الشخصية والحساسة‬ ‫‪-3‬‬
‫يشكل تبادل املعلومات و املعطيات بني املصالح املختصة للدولة محورا أساسيا وهاما يف مكافحة‬
‫الهجامت السيربانية ‪ .‬وألجل ذلك ‪ ،‬يضع القانون إطارا للتعاون وتبادل املعلومات بني السلطة الوطنية لألمن‬

‫‪157‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫السيرباين واملصالح املختصة يف الدولة املكلفة بالتصدي للجرائم التي تخل بسري نظم املعالجة اآللية‬
‫للمعطيات‪.‬‬

‫كام تسهم السلطة الوطنية وفقا لهذا القانون ‪ ،‬يف دعم الربامج التي تعدها الهيئات املختصة يف‬
‫الدولة من أجل تعزيز الثقة وتطوير رقمنة الخدمات وحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص ‪ .‬ويف هذا اإلطار‬
‫وجب التذكري بالدور املهم الذي قامت و تقوم به املديرية العامة ألمن نظم املعلومات يف ظل الظروف االستثنائية‬
‫التي تعيشها بالدنا ) و باء کوفيد ‪ ( 19‬حيث تم استصدار مذكرة حول األمن السيرباين تتعلق بالعمل عن بعد و‬
‫التي حددت املعايري الواجب االلتزام بها عند استخدام مختلف الوسائل التقنية كا فتحاص املنصات و األنظمة‬
‫املعلوماتية قبل توجيهها للعمل عن بعد وتجنب تقاسم املعلومات الحساسة خالل اجتامعات و جلسات الفيديو‬
‫) ‪ ( visioconférence‬وعدم تثبيت التطبيقات الغري املوثوقة املصدر و الربامج الخبيثة عىل الحاسوب أو الهاتف‬
‫املحمول وااللتزام بتوجيهات املسؤولني عن نظم املعلومات و أمنها باإلضافة إىل اخطارهم بأي طارئ أو حادث‬
‫يهم أمن نظم املعلومات ‪.‬‬

‫وقد تم العمل بهده التقنية يف محاكم اململكة خالل اعالن حالة الطوارئ الصحية والزال االمر قامئا‬
‫يف قضايا املعتقلني احتياطيا ضامن الستمرار خدمات العدالة باعتبارها من القطاعات الحيوية التي يصعب‬
‫توقف خدماتها وقد تم تامني التقنية بالتزام من وزارة العدل ورشكائها حفاظا عىل حقوق الدفاع واحرتاما‬
‫للخصوصية ومبادئ املحاكمة العادلة‪.‬‬

‫ومن أجل مضاعفة قدرات التصدي للهجامت السيربانية ‪ ،‬فإن مرشوع القانون يعطي أولوية هامة‬
‫لتنمية التعاون و تطوير تبادل التجارب والخربات مع املنظامت واملؤسسات األجنبية املامثلة‪ .‬ويف هذا اإلطار‬
‫‪ ،‬فقد تم إبرام العديد من اتفاقيات التعاون و التبادل التي تهدف إىل تشجيع الرفع من القدرات و مالءمة‬
‫الجهاز التنظيمي و الترشيعي يف مجال األمن السيرباين و تنمية تبادل الخربات بني املركز املغريب لليقظة و‬
‫الرصد والتصدي للهجامت املعلوماتية التابع للمدير العامة ألمن نظم املعلومات و نظرائه يف الخارج من خالل‬
‫تبادل املعلومات العلامنية التي تساهم يف معالجة الحوادث املتعلقة بأم طم املعلومات و تبادل تقارير التحاليل‬
‫و الخربات و املشورة بشأن قضايا األمن السيرباين باإلضافة إىل نقل الخربات يف مجال تحليل الربامج الخبيثة‬
‫و تقييم أنظمة حامية نطم املعلومات‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫‪ -4‬تخويل اللجنة السرتاتيجية و السلطة الوطنية صالحيات ووسائل الضطالع مبهمة حامية نظم‬
‫املعلومات‬

‫يويل هذا القانون أهم ية بالغة لحكامة األمن السيرباين من خالل تحديد املهام املوكلة إىل اللجنة‬
‫االسرتاتيجية لألمن السيرباين والسلطة الوطنية لألمن السيرباين ‪ ،‬كام ينص القانون عىل إمكانية إجراء‬
‫عمليات افتحاص وحامية نظم املعلومات ‪ .‬وتتم عمليات االفتحاص من قبل األعوان املعتمدين من طرف‬
‫السلطة الوطنية أو من قبل متعهدي االفتحاص املؤهلني من طرف السلطة الوطنية‪.‬‬

‫و يف هذا الصدد و سعيا منها لتطوير القدرات الالزمة لحامية املصالح الحيوية للدولة واالقتصاد‬
‫الوطني يف مجال أمن نظم املعلومات‪ ،‬قامت املديرية العامة بفضل كفاءاتها الداخلية عىل مدى السنوات‬
‫املاضية بتدقيق وافتحاص أمن نظم معلومات بعض الوزارات واملؤسسات العمومية والهيئات ذات الطابع‬
‫االسرتاتيجي ‪ ،‬وقد ساهمت التوصيات التي أصدرتها املديرية عقب هذه العمليات يف تحسيس هذه الهيئات‬
‫حول رضورة تطبيق بعض اإلجراءات االحرتازية من أجل تأمني أفضل لسالمة أمن نظم معلوماتها‪.‬‬

‫‪ -5‬تعزيز وتطوير البيئة الوطنية لألمن السيرباين‬


‫إضافة إىل التأثري املبارش عىل تأمني سري االقتصاد واملجتمع ‪ ،‬سيام وأن هذا القانون جاء من أجل‬
‫تعزيز البيئة الوطنية لألمن السيرباين ‪ ،‬وهو ما سيعطي دفعة لتطوير الخدمات يف مجال االستشارة واالفتحاص‬
‫والرصد ومعالجة حوادث األمن السيرباين وكذا املنتوجات التي تسمح بتأمني الشبكات ونظم املعلومات وتعزيز‬
‫خدمات الثقة بشأن املعامالت االلكرتونية‪.‬‬
‫ولضامن تطبيق وتنفيذ أحكام هذا القانون ‪ ،‬يتضمن هذا النص مقتضيات زجرية يف حالة اإلخالل ‪،‬‬
‫مثل عدم اإلبالغ عن الحوادث التي تؤثر عىل نظم املعلومات ‪ ،‬أو إيواء املعطيات الحساسة خارج الرتاب الوطني‬
‫‪ ،‬أو إعاقة إجراء عمليات افتحاص أمن نظم املعلومات ‪ ،‬أو عدم تنفيذ القرارات والتدابري األمنية الصادرة عن‬
‫السلطة الوطنية لألمن السيرباين‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬الهيئات الداعمة لتنفيذ اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف القانون ‪20.05‬‬
‫لقد أحدث املرشع املغريب مبقتىض املادة ‪ 35‬من القانون ‪ 05.20‬لجنة اسرتاتيجية لألمن السيرباين‬
‫والتي أوكل اليها تنزيل سياسة املغرب واسرتاتيجياته يف مجال األمن السيرباين‪ ،‬وسنتحدث عن تأليف و‬
‫كيفيات سري أعامل هذه اللجنة‬

‫‪159‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفقرة الوىل ‪ :‬اللجنة السرتاتيجية لالمن السرباين( التأليف واملهام) ‪.‬‬
‫‪ :1‬تأليف اللجنة السرتاتيجية لألمن السيرباين‬
‫كلنا يعلم أن املرشع املغريب أصدر القانون ‪ 20.05‬املتعلق باألمن السيرباين و هو عبارة عن مجموعة من‬
‫التدابري واإلجراءات ومفاهيم األمن وطرق إدارة املخاطر واألعامل والتكوينات وأفضل املامرسات التي تسمح‬
‫لنظام معلومات أن يقاوم أحداثا مرتبطة بالفضاء‬
‫السيرباين ‪ .‬وقد كلف املرشع بتنزيل مقتضيات هذا القانون للجنة االسرتاتيجية لألمن والتي تتألف من‬
‫مجموعة من األشخاص حسب املادة ‪ 2‬من املرسوم التطبيقي لقانون ‪ ،05.2075‬ويرتأس اللجنة االسرتاتيجية‬
‫لألمن السيرباين املنصوص عليها يف املادة ‪ 35‬من القانون السالف الذكر ‪،‬الوزير املنتدب لدى رئيس الحكومة‬
‫املكلف بإدارة الدفاع الوطني‪ ،‬وتتألف من مجموعة من األعضاء الساميني يف الدولة كام جاء يف املادة‬

‫‪ :2‬مهام اللجنة السرتاتيجية لألمن السيرباين‬

‫لقد حدد املرشع املغريب مهام اللجنة االسرتاتيجية لألمن السيرباين مبقتىض املادة ‪ 35‬من القانون ‪20.05‬‬
‫وهي كاآليت‪:‬‬
‫▪ إعداد التوجهات اإلسرتاتيجية للدولة يف مجال األمن السيرباين والسهر عىل ضامن صمود نظم‬
‫معلومات الهيئات والبنيات التحتية ذات األهمية الحيوية و املتعهدين املشار إليهم يف الفرع الثالث‬
‫من الفصل الثاين من هذا القانون‪.‬‬
‫▪ التقييم السنوي ألنشطة السلطة الوطنية‪.‬‬
‫▪ تقيم عمل اللجنة الوطنية إلدارة األزمات واألحداث السيربانية الجسيمة املنصوص عليها مبقتىض‬
‫املادة ‪ 36‬من القانون ‪.20.05‬‬
‫▪ ‪-‬حرص نطاق افتحاصات نظم املعلومات التي تنجزها السلطة الوطنية‪.‬‬
‫▪ تشجيع البحث والتطوير يف مجال األمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ تشجيع برامج وأنشطة التحسيس وتعزيز القدرات يف مجال األمن السيرباين لفائدة الهيئات والبنيات‬
‫التحتية ذات األهمية الحيوية‪.‬‬
‫▪ إبداء الرأي يف مشاريع القوانني و النصوص التنظيمية املتعلقة مبجال األمن السيرباين ‪.‬‬

‫‪- 75‬املرسوم رقم ‪ 2.21.406‬الصادر يف ‪ 4‬ذي الحجة ‪ 20 ( 1442‬يوليو ‪ ،)2021‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،7011‬ذو الحجة ‪9 ( 1442‬‬
‫أغسطس ‪ )2021‬ص‪ ،5979 ،‬والقايض بتطبيق القانون رقم ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين‬

‫‪160‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ولدى هذه اللجنة االسرتاتيجية لألمن السيرباين تحدث لجنة خاصة إلدارة األزمات واألحداث‬
‫السيربانية الجسيمة وهي محور املطلب الثاين من هذا املبحث‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬لجنة إدارة األزمات واألحداث السيربانية الجسيمة (التأليف والختصاصات) ‪.‬‬
‫لقد خصصنا الحديث يف هذا الفقرة عن تأليف لجنة إدارة األزمات و األحداث السيربانية الجسيمة‬
‫(اول) يف حني سنتحدث عىل مهام هذه اللجنة ( ثانيا) ‪.‬‬

‫‪ :1‬تأليف لجنة إدارة األزمات و األحداث السيربانية الجسيمة‬


‫كام سبق أن تحدثنا يف الفقرة اعاله‪ ،‬فالقانون السيرباين يتضمن قواعد ومقتضيات األمن املطبقة‬
‫عىل نظم معلومات إدارة الدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات واملقاوالت العمومية و ذلك يف إطار التعاون و‬
‫تبادل املعلومات بني السلطة الوطنية لألمن السيرباين و املصالح‬

‫املختصة للدولة املكلفة مبعالجة الجرائم املاسة بنظم املعالجة اآللية للمعطيات ‪ ,‬ومن أجل هذا كلف‬
‫املرشع املغريب بتنزيل هذه املقتضيات عىل أ رض الواقع لجنة اسرتاتيجية تحدث لديها لجنة خاصة بإدارة‬
‫األزمات و األحداث السيربانية الجسيمة والتي تتألف مبقتىض املادة ‪ 6‬من املرسوم التطبيقي لقانون ‪ 05.20‬من‬
‫مجموعة من السلطات وترتأسها املديرية العامة ألمن نظم املعلومات‪.‬‬

‫‪ :2‬مهام لجنة إدارة األزمات واألحداث السيربانية الجسيمة‬


‫بعودتنا إىل مقتضيات املادة ‪ 36‬من القانون السيرباين نجدها تنص عىل أن لجنة إدارة األزمات و‬
‫األحدا ث السيربانية الجسيمة تتكلف بضامن تدخل منسق يف مجال الوقاية وتدبري األزمات عىل اثر وقوع‬
‫حوادث امن سيرباين ‪ ,‬ولهذا الغرض يتعني عىل مستغيل الشبكات العامة للمواصالت ومزودي خدمات‬
‫االنرتنيت ومقدمي خدمات األمن السيرباين ومقدمي الخدمات الرقمية االمتثال لألوامر الصادرة عن لجنة إدارة‬
‫األزمات و األحداث السيربانية الجسيمة و االستجابة لطلباتها املتعلقة بالدعم واملساعدة التقنية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬السلطة الوطنية لألمن السيرباين‬


‫يف ظل التوجه الدويل للحد من التهديدات السيربانية أصبحت قضية األمن السيرباين من التحديات‬
‫الكربى عىل الصعيدين اإلقليمي والعاملي ‪ ،‬واملغرب بدوره يسعى اىل حامية منظومته املعلوماتية من خالل‬
‫العديد من األجهزة ‪ ،‬التي من بينها السلطة الوطنية موضوع الدراسة يف هذا البحث حيث سنتناول مهام السلطة‬

‫‪161‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الوطنية لألمن السيرباين وذلك من خالل الحديث عىل تنفيذ اسرتاتيجية الدولة يف مجال األمن السيرباين‪،‬‬
‫ثم دور السلطة الوطنية يف التعاون و التحسيس و معاينة املخالفات و العقوبات وذلك يف املطلب الثالث‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬تنفيذ إسرتاتيجية الدولة يف مجال األمن السيرباين‬


‫سنقسم هذا املطلب إىل قسمني حيت سنتطرق ملهمة تنفيذ إسرتاتيجية الدولة من جهتني‪ ,‬من حيت‬
‫تنفيذ إسرتاتيجية الدولة يف مجال األمن السيرباين من جهة (الفقرة األوىل) ‪ ,‬ثم من حيت تحديد قواعد األمن‬
‫الالزمة لحامية نظم املعلومات والتصدي للهجومات االلكرتونية التي تستهدفها من جهة ثانية ( الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬من حيت تنفيذ إسرتاتيجية الدولة يف مجال األمن السيرباين‬
‫بقراءتنا ملقتضيات املادة ‪ 38‬من القانون السيرباين نجدها تنص عىل أنه باإلضافة إىل تنفيذ إسرتاتيجية‬
‫الدولة يف مجال األمن السيرباين املسندة إىل السلطة الوطنية لألمن السيرباين فإن هذه األخرية تقوم باملهام‬
‫التالية ‪:‬‬
‫▪ تنسيق األعامل املتعلقة بإعداد وتنفيذ إسرتاتيجية الدولة يف مجال األمن السيرباين والسهر عىل‬
‫ضامن تطبيق توجيهات اللجنة االسرتاتيجية لألمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ تحديد تدابري نظم املعلومات و السهر عىل ضامن تطبيقها‪.‬‬
‫▪ تقديم اقرتاحات إىل اللجنة االسرتاتيجية لألمن السيرباين بخصوص تدابري التصدي الالزمات التي‬
‫متس او هدد امن نظم معلومات الهيئات و البنيات التحتية ذات األهمية الحيوية‪.‬‬
‫▪ تأهيل مقدمي خدمات افتحاص نظم املعلومات الحساسة للبنيات التحتية ذات األهمية الحيوية‬
‫ومقدمي خدمات األمن السيرباين‪.‬‬
‫▪ وضع تصور للوسائل الالزمة لضامن أمن االتصاالت االلكرتونية بني الوزارية وتنسيق تفعيلها ‪.‬‬
‫▪ القيام بأعامل املراقبة املنصوص عليها يف القانون ‪. 20.05‬‬
‫▪ السهر عىل ضامن إجراء عمليات افتحاص نظم معلومات الهيئات و البنيات التحتية ذات األهمية‬
‫الحيوية‬
‫▪ افتحاص متعهدي خدمات األمن السيرباين ومقدمي الخدمات الرقمية الذين يقدمون خدمات البنيات‬
‫التحتية ذات األهمية الحيوية املتوفرة عىل نظم معلومات حساسة‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ تقديم املساعدة و النصائح إىل الهيئات و البنيات التحتية ذات األهمية الحيوية قصد تعزيز أمن نظم‬
‫معلوماتها ‪.‬‬
‫▪ مساعدة ومواكبة الهيئات و البنيات التحتية ذات األهمية الحيوية لوضع أجهزة الرصد احداث سمت‬
‫أو قد متس بأمن نظم معلوماتها وكذا تنسيق إجراءات التصدي لهذه األحداث ‪.‬‬
‫▪ القيام بأنشطة البحث العلمي و التقني يف مجال األمن السيرباين وتشجيعها‪.‬‬
‫▪ هذا ويتعني عىل السلطة الوطنية ضامن رسية املعلومات الحساسة التي تجمعها يف اطار القانون‬
‫‪. 20.05‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬من حيث تحديد قواعد األمن الالزمة لحامية نظم املعلومات و التصدي للهجامت‬
‫اإللكرتونية التي تستهدفها‬

‫إىل جانب قيام السلطة الوطنية باملهام السالفة الذكر اعاله و بالعودة إىل مقتضيات املادة ‪ 40‬من‬
‫القانون السيرباين نجدها تنص عىل أن السلطة الوطنية تحدد قواعد األمن الالزمة لحامية نظم معلومات‬
‫الهيئات والبنيات التحتية ذات األهمية الحيوية ‪ ,‬كام تحدد قواعد امن خاصة بقطاع أنشطة ذي أهمية حيوية‪،‬‬
‫وتقوم بتبليغ هذه القواعد وكدا كيفيات واجل تطبيقها إىل مسؤويل البنيات التحتية ذات األهمية الحيوية‬
‫التابعني للقطاع املعني‪.‬‬

‫هذا وألجل التصدي ألي هجوم الكرتوين يستهدف نظم املعلومات وميس بالوظائف الحيوية‬
‫للمجتمع أو الصحة أو السالمة أو األمن أو التقدم االقتصادي أو االجتامعي ‪ ،‬يقوم أعوان السلطة الوطنية‬
‫بالتحريات التقنية الالزمة لتحديد خصائص الهجوم ويسهرون عىل‬

‫ضامن تنفيذ التدابري و التوصيات املتعلقة‪ ،‬ونجد املادة ‪ 41‬تنص عىل أنه تتعاون السلطة الوطنية مع‬
‫املصالح املختصة يف الدولة من خالل تبادل أي معطيات أو معلومات قد تساعدها عىل معالجة الجرائم التي‬
‫تخل بسري نظم املعالجة اآللية للمعطيات وذلك يف حالة تبني للسلطة الوطنية أثناء مامرستها ملهامها وجود‬
‫فعل يشتبه يف مخالفته‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خصوصية جريمة اإلرهاب السيبراني واليات مواجهته‬

‫أستاذ باحث بالكلية املتعددة التخصصات بالرشيدية‬


‫جامعة املويل إسامعيل (املغرب)‬

‫ملخص‬
‫لقد أحدث تطور املعلومات واالتصاالت ثورة شاملة يف جميع نواحي الحياة‪ ،‬وهو ما شكل إيذانا بربوز‬
‫بيئة جديدة للتفاعل بني األفراد واملجتمعات والدول‪ ،‬اصطلح عىل تسميتها بالفضاء السيرباين‪ ،‬هذا الفضاء‬
‫الذي يتميز بالتطور الرسيع‪ ،‬والغموض الشديد‪ ،‬قد ساهم بطرق مختلفة وأساليب متعددة‪ -‬منها املعقدة والسهلة‬
‫‪ -‬يف تطور أشكال اإلجرام عىل كافة املستويات االجتامعية واالقتصادية والثقافية والسياسية‪....‬‬

‫ومام عزز خطورة هذه التكنولوجيا‪ ،‬كونها عابرة للحدود الوطنية وانتشار شبكاتها عامليا‪ ،‬إذ ال تقترص‬
‫تهديدات الفضاء االلكرتوين عىل املستوى الوطني‪ ،‬بل تتعداه اليوم إىل تهديدات أمن وسالمة الدول‪.‬‬

‫وإن من أهم الجرائم التي تشكل الفضاء السيرباين إضافة ومنعرجا حاسام بالنسبة لها هي اإلرهاب‬
‫السيرباين‪ ،‬باعتباره من الجرائم التي تنعكس آثارها عىل املستويني الوطني والدويل‪.‬‬

‫لذلك تناقش هذه الورقة البحثية خصوصية وطبيعة مفهوم "اإلرهاب السيرباين" والجدال املثار حوله‪ ،‬ال‬
‫سيام تداخله مع مفاهيم أخرى‪ ،‬مثل " الحروب السيربانية" و"الجرمية املنظمة"‪ ،‬كام تقرتح إطارا منوذجيا‬
‫لتعزيز األمان يف الفضاء السيرباين وهو يشمل النواحي اإلسرتاتيجية والترشيعية والتقنية مبا يعزز الحفاظ عىل‬
‫السلم واألمن العامليني‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬الفضاء السيرباين‪ ،‬اإلرهاب السيرباين ‪ ،‬تحديات االمن السيرباين ‪ ،‬مخاطر‬
‫االرهاب السيرباين‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Abstract:

The development of information and communications has brought about a


comprehensive revolution in all aspects of life, which marked the emergence of a new
environment for interaction between individuals, societies and countries, termed as
cyberspace, this space characterized by rapid development, and extreme ambiguity, has
contributed in different ways and multiple ways - including complex And the easy one
- in the development of forms of crime on all social, economic, cultural and political
levels....

What has enhanced the danger of this technology, is that it transcends national
borders and the spread of its networks globally, as the threats of cyberspace are not
limited to the national level, but today extend to threats to the security and safety of
states.

One of the most important crimes that constitute the cyberspace as an addition and
a decisive turning point for it is cyber terrorism, as it is one of the crimes whose effects
are reflected at the national and international levels.

Therefore, this research paper discusses the specificity and nature of the concept
of "cyber terrorism" and the controversy surrounding it, especially with its overlap with
other concepts, such as "cyber wars" and "organized crime". In order to enhance the
maintenance of world peace and security.

Keywords: cyberspace, cyber terrorism, cyber security challenges, cyber terrorism


risks.

165
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املقدمة‬
‫يعترب اإلرهاب من الجرائم القدمية التي عانت منها جل الدول والتزال‪ ،‬حيث أنه يشكل تهديدا خطريا‬
‫عىل األمن الوطني والدويل عىل حد سواء‪ ،‬ويخلف آثارا كبرية عىل أمن املواطنني واستقرارهم‪ ،‬إذ ازدادت‬
‫خطورته مع مرور الزمن وتَط ُور العلم وتوايل االخرتاعات التي ابتكرها العقل البرشي‪ ،‬فبينام كان اإلرهابيون‬
‫يعتمدون سابقا عىل وسائل تقليدية من قنابل ومتفجرات وأسلحة لتحقيق أهدافهم‪ ،‬أصبحوا اليوم يعتمدون‬
‫عىل تقنيات حديثة أهمها شبكة اإلنرتنت‪ ،‬بحيث أصبحت خري وسيلة إعالمية لنرش أفكارهم وتسهيل االتصال‬
‫بينهم أو تنسيق عملياتهم‪ ،‬أو حتى بتوظيفها يف تنفيذ أنشطة إرهابية‪ ،‬وابتكار أساليب وطرق إجرامية متقدمة‪.‬‬

‫ونظرا ملا توفره هذه التقنيات الحديثة من خدمات‪ ،‬عجلت بربوز نوع جديد من اإلرهاب‪ :‬وهو اإلرهاب‬
‫السيرباين‪ ،‬والذي يعترب من أخطر أنواع الجرائم التي ترتكب عرب شبكة املعلومات الدولية‪ ،‬مبختلف أشكاله‬
‫وأنواعه‪ ،‬فضال عن تنوع األساليب املستخدمة من لدن مرتكبيه؛ مشكال بذلك بيئة اسرتاتيجية مالمئة‬
‫الستقطاب أشكال جديدة من الجرائم الرقمية وانتشاره عىل املستويني الداخيل والدويل؛ وهوما حتم عىل‬
‫األجهزة األمنية تنسيقا إلكرتونيا عايل املستوى إليجاد سبل ملكافحته والح اد من خطورته‪.‬‬

‫ويعترب اإلرهاب السيرباين النسخة االلكرتونية عن اإلرهاب التقليدي‪ ،‬فمن حيث التنظيم فهو عابر‬
‫للحدود اإلقليمية‪ ،‬متعدد الجنسيات ال تجمعه قضية وطنية أو قومية‪ ،‬بل إيديولوجية سياسية أو دينية‪ ،‬ويهدف‬
‫إىل تحقيق أكرب الخسائر املادية والبرشية‪ ،‬يف ظرف وجيز جدا وبرسعة الربق مستعمال يف ذلك أسلحة رقمية‬
‫جد متطورة‪.76‬‬
‫وتكمن أهمية دراسة هذا املوضوع يف إلقاء الضوء عىل جرمية اإلرهاب السيرباين من خالل تحديد‬
‫مفهومه‪ ،‬خصائصه‪ ،‬حجم املخاطر التي يخلفها وانعكاساته عىل املجتمعات‪ ،‬وتبيان اآلليات الكفيلة ملكافحته‬
‫والوقاية منه عىل الصعيد الدويل أو اإلقليمي‪.‬‬

‫وإذا كانت الشبكة الدولية للمعلومات تشكل بيئة خصبة الستقطاب كل أشكال التفاعالت عىل الصعيد‬
‫املعلومايت‪ ،‬فهي باملقابل بيئة مناسبة أيضا ملامرسة ونرش العمليات اإلرهابية عىل اختالف صورها‪ .‬ومن هنا‬
‫تح اددت مشكلة الدراسة يف الكشف عن ماهية هذا الوجه الجديد لإلرهاب "السيرباين" املعتمد عىل الهجامت‬

‫‪76‬‬
‫‪-3‬إميان بن سامل‪ ،‬جرمية التجنيد اللكرتوين لإلرهاب وفقا لقانون العقوبات الجزائري‪ ،‬ط‪ ، 1‬املركز الدميقراطي العريب‬
‫للدراسات السرتاتيجية والسياسية والقتصادية‪ ،‬برلني‪ ،‬أملانيا‪ ، 2018 ،‬ص ‪01‬‬

‫‪166‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫والجرائم االلكرتونية‪ ،‬وما هو الخطر الذي يشكله‪ ،‬وما هو التوظيف اإلرهايب للفضاء االلكرتوين‪ ،‬ليصبح أزمة‬
‫وتهديدا عامليا جديدا؟ وما هي أهم االسرتاتيجيات الوطنية والدولية ملواجهته؟‬

‫ولإلجابة عىل هذه اإلشكالية‪ ،‬سوف نتطرق إىل ماهية جرمية اإلرهاب السيرباين (املطلب األول) ثم‬
‫ملخاطر وآليات مواجهته (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬ماهية الرهاب السيرباين‬


‫عىل الرغم من أ ان جوهر اإلرهاب يظل واحدا من حيث استخدام العنف أو التهديد باستخدامه من أجل‬
‫إثارة الخوف والهلع يف املجتمع‪ ،‬فإ ان أشكال اإلرهاب وأدواته وأساليبه تختلف وتتطور مع مرور الزمن‪ ،‬فقد‬
‫أدى اتساع نطاق ثورة االتصاالت والتطور التكنولوجي املذهل الذي ألغى الحدود والفواصل الجغرافية بني‬
‫الدول وبسبب طبيعة شبكة معلومات اإلنرتنت وانفتاحها غري املحكوم أخالقيا وسياسيا وثقافيا وقانونيا وتجاريا‬
‫وصعوبة الرقابة واملساءلة عىل ما ينرش فيها‪ ،‬تبدل منط الحياة وتغريت معه أشكال األشياء وأمناطها ومنها وال‬
‫شك أمناط الجرمية والتي قد يحتفظ بعضها باسمها التقليدي مع تغيري جوهري أو بسيط يف طرق ارتكابها‪،‬‬
‫ومن هذه الجرائم الحديثة يف طرقها والقدمية يف اسمها جرمية اإلرهاب السيرباين والتي أخذت أشكال‬
‫حديثة تتامىش مع التطور التقني‪ ،‬لهذا كان لزاما علينا التطرق ملفهوم االرهاب السيرباين (الفقرة األوىل)‪ ،‬ثم‬
‫لخصائصه ودوافعه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬مفهوم اإلرهاب االسيرباين‬


‫تنوعت تعاريف "االرهاب السيرباين" إذ ليس هناك تعريف متفق عليه دوليا‪ ،‬بسبب تنوع وجهات النظر‬
‫(أول)‪ ،‬ثم تعدد أساليب وأشكال وأنواع هذا اإلرهاب املستحدث (ثانيا)‪.‬‬

‫أول ‪ :‬تعريف اإلرهاب‪ 77‬االسيرباين‬

‫كلمة اإلرهاب كلمة دخيلة عىل مصطلحات اللغة العربية "فقد أقر املجمع اللغوي كلمة اإلرهاب ككلمة حديثة يف اللغة العربية‬ ‫‪77‬‬

‫وأصلها "رهب " مبعنى خاف وإرهاب مصدر الفعل "أرهب" ويعني أخاف وأفزع ورهبه اي أخافه وراهب من الله تذل عىل خشيته‬
‫والخوف من عقابه‬
‫‪ -‬توفيق رشيخي‪ ،‬اإلرهاب اللكرتوين وتأثريه عىل أمن الدولة مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاسرت ‪ ،‬سنة ‪2018‬ـ‪ 2017‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -‬وقد أطلق مجمع اللغة العربية يف معجمه الوسيط عىل اإلرهابيني أنه وصف يطلق عىل الذين يسلكون سبيل العنف لتحقيق‬
‫أهدافهم ‪ ،‬فكلمة إرهاب تستخدم للخوف والرعب الذي يسببه فرد أو جامعة سواء كان ألغراض سياسية أو شخصية‪.‬‬
‫=‬

‫‪167‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يتألف مصطلح اإلرهاب السيرباين )‪ (cyberterrorisem‬من كلمتني كلمة)‪ (cyber‬تعني االنرتنت‬
‫و ) ‪ (terrorisme‬تعني اإلرهاب ‪ ،‬ولقد ظهر هذا املصطلح عقب التطورات الكبرية التي حققتها تكنولوجيا‬
‫املعلومات واستخدام الحواسب اآللية واالنرتنت يف إدارة معظم شؤون الحياة ‪.‬‬

‫حيث نجد أن الغرب أول من تفطن لهذا اإلرهاب السيرباين أو ما يسمى الرقمي أو املعلومايت أو الشبيك‬
‫حيث تعددت تسمياته‪ ،‬يف فرتة الثامنينات وأقر "‪ " Barry Collin‬فأول من استخدام كلمة االرهاب السيرباين‬
‫وعرفه أنه" هجمة الكرتونية غرضها تهديد الحكومات أو العدوان عليها سعيا لتحقيق أهداف سياسية أو دينية‬
‫أو ايدلوجية وان الهجمة يجب أن تكون ذات أثر مدمر وتخريبي مكافئ لألفعال املادية لإلرهاب" ‪.78‬‬

‫ولقد ظهر اإلرهاب السيرباين بشكل علني يف الواليات املتحدة األمريكية عندما قام الرئيس بيل‬
‫كلينتون سنة ‪ 1996‬بتشكيل لجنة حامية منشآت البنية التحتية‪ ،‬التي توصلت إىل أن مصادر الطاقة واالتصاالت‬

‫ول يختلف معنى اإلرهاب كثريا يف اللغة اإلنجليزية عن نظريه يف اللغة العربية تعني )‪ (terrorisme‬يعني الشعور بفزع أو الخوف‬
‫الشديد وكلمة )‪ (terrorize‬فافعل استعامل العنف من اجل تحقيق أهداف سياسية أو إرغام الحكومة بقيام بعمل ما ‪.‬وهي ترادفها‬
‫كلمة رعب )‪ (terreur‬حيث نجد يف اللغة العربية كلمة )‪ (terror‬مشتقة من كلمة ذعر أو رهبة كام ترادفها اصطالحا كلمة إرهاب‬
‫محمد حسن عمر برواري‪ ،‬غسيل األموال وعالقته باملصارف والبنوك‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار قنديل لنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬ط‪2013 ، 1‬‬
‫ص ‪.182‬‬
‫أما يف اللغة الفرنسية "وردت كلمة إرهاب يف قاموس لروس مبعنى مجموعة من أعامل العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية‬
‫أما يف اللغة اإلنجليزية فوردت كلمة إرهاب يف قاموس أكسفورد بأنه استخدام للعنف والتخويف بصفة خاصة ضد حكومات الدول‬
‫أو الشخصيات املهمة أو األشخاص اآلخرين التابعني للدولةـ محمد أقبيل وعابد العمراين ‪ :‬القانون الجنايئ املعمق يف رشوح ـ‬
‫الطبعة األوىل ‪، 2020‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -‬كام عرفه أيضا احمد جالل عز الدين بأنه" عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام املوجه إىل دولة أو جامعة‬
‫سياسية والذي ترتكبه املنظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية عبد القادر زهري النقوزي‪ ،‬مفهوم القانوين لجرائم اإلرهاب الداخيل‬
‫والدويل‪ ،‬منشورات حلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ، 1‬بريوت‪ ، 2008 ،‬ص‪2‬‬
‫بينام عرفه الدكتور محمد إبراهيم زياد عىل انه " اللجوء إىل العنف أو تهديد بالعنف من جانب جامعة ترمي إىل تحقيق هدف‬
‫يتعارض مع أهداف السلطة الترشيعية" محمد إبراهيم زيد‪ ،‬مقدمة يف علم الجرام وعلم العقاب‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ، 2008 ،‬ص‪2‬‬
‫كام أنه جاء يف املوسوعة السياسية أن اإلرهاب هو استخدام العنف الغري القانوين أو التهديد به بغية تحقيق هدف سيايس‬
‫ليندا بن طالب‪ ،‬غسيل األموال وعالقتها مبكافحة الرهاب‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لنرش‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪1‬‬
‫وعرفه ليمكن ‪ lemkin‬بأنه تخويف الناس مبساهمة أعامل العنف دون النظر للغرض والهدف من ذلك‪.‬‬
‫أما سوتيل ‪ SOTTIL‬فيعرف اإلرهاب أنه عمل إجرامي مصحوب بالرعب أو العنف بقصد تحقيق هدف محدد‪.‬‬
‫أما ولرت ‪ WELTER‬فقد عرف اإلرهاب بأنه عملية رعب تتألف من ثالث عنارص العنف والتهديد باستخدامه والخوف الناتج عن ذلك‬
‫للمزيد من التفصيل يرجى الطالع عىل ـ محمد أقبيل وعابد العمراين م ‪.‬س ‪ :‬ص ‪94‬‬
‫عادل عبد الصادق‪ ،‬استخدام اإلرهاب اللكرتوين يف الرصاع الدويل‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ 2015،‬ص‪104‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪168‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وكذا شبكات الكمبيوتر ستكون الهدف األول للهجامت اإلرهابية‪ ،‬ولكن هذه األخرية مل تعرفه واكتفت بدراسة‬
‫الظاهرة ومحاولة فهم سياسة تفكري اإلرهاب االلكرتوين والطرق التي يتخذها يف تنفيذ عامليته بحيث تظهر‬
‫الدراسة شغف اإلرهابيني يف استخدام شبكة االنرتنت يف عملياتهم اإلرهابية‪ ،‬مظهرين بذلك براعتهم يف‬
‫التفوق عىل أية تقنية مستخدمة ‪.79‬‬

‫ويف هذا الصدد قامت وكالة املخابرات املركزية األمريكية بتعريف اإلرهاب السيرباين عىل أنه" أي‬
‫هجوم تحضريي ذو دوافع سياسية موجهة ضد نظم املعلومات والتي تنتج عن العنف ضد األهداف املدنية عن‬
‫طريق جامعات دون قومية أو عمالء رسيني‪" 80‬‬

‫يف حني عرفه مركز حامية البنية التحتية القومية األمريكية" أنه عمل إجرامي يتم تحضريه عن طريق‬
‫استخدام أجهزة الكمبيوتر واالتصاالت السلكية وال السلكية ينتج عنه تدمري وتعطيل الخدمات لبث الخوف‬
‫بهدف إرباك وزرع الشك لدى السكان وذلك بهدف التأثري عىل الحكومة أو السكان لخدمة أجندة سياسية أو‬
‫اجتامعية أو ايدلوجية‪" 81‬‬
‫ويرى مجمع الفقه اإلسالمي أن اإلرهاب السيرباين هو " العدوان أو التخويف أو التهديد ماديا أو معنويا‬
‫باستخدام الوسائل اإللكرتونية ويكون صادرا عن الدول أو الجامعات أو األفراد عىل اإلنسان أو دينه أو نفسه‬
‫أو عرضه أو عقله أو ماله ‪ ،‬بغري حق بشتى صنوفه (العدوان) وصور اإلفساد يف األرض "‪.‬‬

‫أما عىل مستوى االتفاقيات الدولية فقد عرفته االتفاقية األوىل ملكافحة اإلجرام عرب اإلنرتنيت يف‬
‫بودابست عام ‪ " 2001‬بأنه هجامت غري مرشوعة أو تهديدات بهجامت ضد الحاسبات أو الشبكات أو املعلومات‬
‫املخزنة إلكرتونيا توجه من أجل االنتقام أو االبتزاز أو التأثري يف الحكومات أو الشعوب أو املجتمع الدويل بأرسه‬
‫لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتامعية معينة "‬

‫نجاري بن حاج عيل فايزة‪ ،‬الليات القانونية لإلرهاب اللكرتوين‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون الدويل إلعامل‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪79‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ، 2016 ،‬ص‪24‬‬


‫‪-‬عادل عبد الصادق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪106‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪81‬‬
‫توفيق مجاهد‪ ،‬طاهر عابسة‪ ،‬جرمية اإلرهاب يف ضوء احكام التفاقية العربية ملكافحة ج ا رئم التقنية املعلومات‪ ،‬لعام ‪2010‬‬
‫‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد ‪ ، 09‬العدد ‪ ، 03‬ديسمرب ‪ ، 2018‬ج ا زئر‪ ،‬ص‪82‬‬

‫‪169‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كام عرفه بعض الفقه‪ 82‬بأنه" يعني العدوان أو التخويف أو تهديد ماديا أو معنويا باستخدام الوسائل‬
‫االلكرتونية الصادرة من دول أو جامعات أو األفراد عرب الفضاء االلكرتوين أو أن يكون هدفا لذلك العدوان‬
‫مبا يؤثر عىل االستخدام السلمي له"‪.‬‬
‫وهناك من عرفه‪ 83‬بأنه " هجامت غري مرشوعة أو تهديدات بهجامت ضد الحاسبات أو الشبكات أو‬
‫املعلومات املخزنة الكرتونيا توجه من اجل االنتقام واالبتزاز أو اإلجبار أو التأثري عىل الحكومات أو الشعوب أو‬
‫املجتمع الدويل بأرسه لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتامعية معينة وبتايل ليك يلقب الشخص ما بأنه‬
‫إرهايب عىل االنرتنت وليس مخرتقا فقط فال بد من أن تؤدي الهجامت التي يشنها إيل عنف ضد األشخاص‬
‫أو عىل األقل تحدث أذى كافيا من اجل نرش الخوف والرعب"‪ .‬ولقد عرفه أخر‪ 84‬بأنه "خرق للقانون يقدم‬
‫عليه فرد من األفراد أو تنظيم جامعي بهدف إثارة اضطراب خطري يف نظام العام عن طريق شبكة املعلومات‬
‫العلمية االنرتنت"‪.‬‬
‫وتأسيسا عىل ما سبق ميكننا القول بأن اإلرهاب السيرباين هو إرهاب حديث أفرز لنا حربا من نوع جديد‬
‫تعرف بالحرب السيربانية‪ ،‬التي ال تتطلب سوى معرفة اخرتاق الحواجز اإللكرتونية ومن خاللها انتقلت املواجهة‬
‫مع املنظامت اإلرهابية من الصورة التقليدية إىل مواجهة إلكرتونية غري مبارشة باستخدام وسائل رقمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوظيفات اإللكرتونية للمنظامت اإلرهابية‬


‫تغريت وسائل االرهاب السيرباين بتغري صورته من التقليدية إىل الحديثة‪ ،‬فبعيدا عن وسائل اإلرهاب‬
‫التقليدي من قنابل ومتفجرات وأسلحة ‪ ،...‬أصبحنا أمام صورة جديدة إلرهاب سيرباين الذي يتم عرب الوسائل‬
‫التكنولوجية‪ ،‬إذ تعمد الجامعات والتنظيامت اإلرهابية إىل استخدام وسائل حديثة وغري مكلفة لتنفيذ‬
‫مخططاتهم وتكمن أهم وسائل اإلرهاب السيرباين يف ‪:‬‬
‫مواقع التواصل الجتامعي‪ :‬أصبحت مواقع التواصل االجتامعي من فيسبوك ‪ Facebook‬وتويرت‬
‫‪ twitter‬والربيد اإللكرتوين ‪ ،...‬من أهم وسائل اإلرهاب السيرباين‪ ،‬حيث أنها متكن األفراد من التواصل‬
‫والتعرف عىل البعض ومشاركة اآلراء واالهتاممات ‪ ،‬كام تستخدم لتفاعل والتنسيق أثناء العمليات اإلرهابية‪.‬‬

‫‪ 82‬عادل عبد الصادق‪ ،‬اإلرهاب اللكرتوين قوة يف العالقات الدولية منط جديد وتحديات جديدة‪ ،‬ط‪ ، 1‬مركز األهرام للدراسات‬
‫السياسية والسرتاتيجية ‪ ، , 2009‬ص‪109‬‬
‫عيل عدنان الفيل‪ ،‬الج ا رم اللكرتوين‪ ،‬مكتبة زين الحقوقية واألدبية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ، 2011 ، 1‬ص‪60‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪84‬‬
‫‪-‬ارساء طارق جواد‪ ،‬كاظم الجابري‪ ،‬جرمية اإلرهاب اللكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري يف القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ن جامعة البحرين‪ ،‬العراق‪ ، 2012 ،‬ص‪23‬‬

‫‪170‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التجسس اإللكرتوين ‪ :‬يقوم اإلرهابيون بالتجسس عىل األشخاص والدول واملنظامت والهيئات‬
‫واملؤسسات الدولية والوطنية الكرتونيا ويتم التجسس عىل املجاالت العسكرية واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬ففي‬
‫عرص املعلومات أصبحت حدود الدول مفتوحة للدول من خالل أقامر التجسس اإللكرتوين يف الحصول عىل‬
‫أرسار ومعلومات الدول واملنظامت األخرى ومن تم إفشاءها وتتم عملية إرسال نظم التجسس اإللكرتوين عن‬
‫طريق الربيد اإللكرتوين ‪.‬‬

‫الهاتف الخلوي ‪ :‬أصبح الهاتف أحد الوسائل االلكرتونية األكرث استخداما وذك من خالل امليزات‬
‫العديدة التي أصبح يتوفر عليها مام أسهم يف استخدامه ألغراض إرهابية فمن خالله ميكن أن تتم عملية‬
‫تفجري السيارات واملباين والعبوات الناسفة والتي تتم برمجتها مع أجهزة الهاتف النقال ‪.‬‬

‫أنظمة الهاكرز أو الخرتاق ‪:‬يقوم اإلرهابيون املربمجون الذين يسمون ب)الهاكرز أو قراصنة الحاسوب‬
‫(باخرتاق املواقع أو الحواسب اإللكرتونية‪ ،‬باستخدام برامج للتجسس عىل الشبكات واألنظمة اإللكرتونية‬
‫واالعتداء عىل البنية التحتية املعلوماتية للمؤسسات الحكومية والخاصة عىل حد سواء‪ ،‬ومن أشهر برامج الهاكرز‬
‫( ‪ )web cracker4‬و )‪ (buster net‬و )‪. 85 (net bus haxporf‬‬

‫ويع اد علم االخرتاق من الطرق الحديثة يف التجسس اإللكرتوين‪ ،‬إذ يعمل املتجسس اإلرهايب عىل‬
‫ترسيب املعلومات الرقمية الحساسة ونقلها عن طريق إخفائها‪ -‬يف بداية األمر ‪-‬يف وسيط إلكرتوين دون‬
‫إحداث أي تغيري أو تشويه بالرسالة املرسلة‪ ،‬بحيث ال ميكن اكتشافها والتفطن لها حتى لو تم ضبط الشخص‬
‫‪86‬‬
‫متلبسا بالجرمية‪ ،‬وتع اد من أخطر طرق التجسس والسيام عند استخدامها من قبل اإلرهابيني‬

‫الفريوسات لتدمري أنظمة املعلومات ‪ :‬تقوم التنظيامت االرهابية مبحاولة تخريب نقطة التصال او‬
‫النظام عرب شبكة االنرتنيت الخاصة باألفراد واملؤسسات العسكرية واملدنية الرشكات الخاصة ‪ ،‬عن طريق صنع‬
‫أنواع من الفريوسات الجديدة التي تسبب رضارا كبريا ألجهزة الحاسوب واملعلومات التي تم تخزينها عىل هذه‬
‫االجهزة وتعد الفريوسات والديدان من أخطر االسلحة التي تستخدمها املجاميع اإلرهابية يف شن هجوماتها‬
‫االلكرتونية ويزداد الخطر إذا دخلت عىل خط املواجهة واإلرهاب السيرباين دول بإمكانيات واسعة املثال عىل‬

‫مايا حسن مال خاطر‪ ،‬اإلطار القانوين لجرمية اإلرهاب اإللكرتوين‪ ،‬مجلة جامعة النارص‪ ،‬اليمن‪ ،‬العدد ‪ ،5‬سنة ‪ ،2015‬ص‪،‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪.135‬‬
‫عبادة الحارث خليل قمر‪ ،‬فن الختزال بني الحقيقة والخيال‪ ،‬جامعة الحسني بن طالل‪ ،‬األردن‪ ، 2015 ،‬ص‪: 5.‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪171‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ذلك الفريوسات (ستا كسنت ) التي طورتها الواليات املتحدة االمريكية وارسائيل للنيل من الربنامج النووي‬
‫االيراين وتعطيله‪.‬‬
‫املنتديات وغرف الدردشة ‪:‬عبارة عن مساحات معروفة يف الفضاء االلكرتوين تسمح لألعضاء‬
‫املشرتكني فيها بالتحدث مع بعضهم البعض‪ ،‬تعد من أهم وسائل االستقطاب لدى الجامعات اإلرهابية عن‬
‫طريق تخصيص مستخدمي االنرتن يت الذين يتقنون اللغة االجنبية لإلجابة عىل اسئلة الشباب الذين يسعون‬
‫للتعرف عىل خبايا التنظيم‪.87‬‬

‫القنابل املعلوماتية ‪:‬ميكن تقسيمها عىل نوعني ‪:‬القنابل املنطقية التي تعرف بأنها الربمجية التي يتم‬
‫تداولها بكرثة يف الربمجيات سواء املقتناة أو عرب اإلنرتنت‪ ،‬وهي عبارة عن جزء رسي من الربمجية ينفجر‬
‫معي يحدده صانعها‬
‫فيبطل عملها‪ ،‬والقنابل الزمنية وهي برمجية توضع يف النظام املعلومايت لتنفجر يف تأريخ ا‬
‫لتسبب أرضارا للنظام املعلومايت‪.88‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬خصائص اإلرهاب السيرباين ودوافعه‬


‫تتصف جرمية االرهاب السيرباين بخصائص متيزها عن غريها من الجرائم االلكرتونية‪( ،‬أول) وكذلك‬
‫تنوع دوافعه (ثانيا)‪.‬‬
‫أول‪ :‬خصائص الرهاب السيرباين‬
‫صعوبة الثبات ‪ :‬إن الجرائم اإللكرتونية صعبة من حيث إثباتها نظرا لرسعة غياب الدليل الرقمي‬
‫وسهولة إتالفه وتدمريه ‪.‬‬
‫صعوبة اكتشاف جرائم اإلرهاب السيرباين‪ :‬إن مرتكبوا هذه الجرائم لهم صفات مميزة من حيث‬
‫الثقافة والعلم التكنولوجي والخربة يف امليدان مام يصعب عىل بعض االجهزة األمنية والقضائية اكتشاف‬
‫الجرائم اإللكرتونية لوجود نقص كبري يف الخربات يف مثل هذه الجرائم املستحدثة دامئة التطور والتغري‪.‬‬
‫ل حدود جغرافية لها‪ :‬الغت شب كة االنرتنيت اي حدود جغرافية فيها بني الدول فهو ال يخضع ألي‬
‫نطاق جغرايف معني ألنه يتم يف بيئة إلكرتونية‪.‬‬

‫ـ بن صفية وداد‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاسرت األكادميي تأثري املتغري التكنولوجي عىل الفواعل الدولية الجديدة لإلرهاب‬ ‫‪87‬‬

‫اإللكرتوين ـ أمنوذجا ـ ‪ 2018‬ـ ‪ 2017‬ص ‪54‬‬


‫‪88‬‬
‫زين العابدين عواد كاظم الكردي‪ ،‬جرائم اإلرهاب اإللكرتوين) دراسة مقارنة(‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.120‬‬

‫‪172‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫البيئة الهادئة‪ :‬إن تحقق اإلرهاب اإللكرتوين يقتيض فقط وجود حاسب آيل متصل بالشبكة املعلوماتية‬
‫ومزود ببعض الربامج فاإلرهاب اإللكرتوين يحدث يف بيئة هادئة ال تحتاج اىل القوة والعنف واستعامل‬
‫األسلحة ولذلك يطلق عليه الجرائم الناعمة ‪ ،‬كل ما يحتاجه هو جهاز حاسب آيل وشبكة انرتنيت ‪ ،‬فنقل‬
‫البيانات من الحاسب اآليل او السطو اإللكرتوين ال تحتاج إىل عنف أو إطالق نار ‪.‬‬

‫جرمية حديثة ‪ :‬ظهرت الجرائم اإللكرتونية مع تطور وسائل التكنولوجيا حيث أنه قدميا مل يعرف هذا‬
‫النوع من اإلرهاب وال ميكننا اإلنكار بأن العامل البرشي هو املحرك االسايس لتفيش هذه الظاهرة ‪ ،‬إذ يتصف‬
‫مرتكبيها بالذكاء واملهارة و االحرتاف‪ ،‬يف مجال الحاسب اآليل وشبكة املعلوماتية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع اإلرهاب السيرباين‬


‫مع تطور وسائل التكنولوجيا‪ ،‬أقبل عليها املجتمع بشكل غري عادي نظرا ملا تقدمه من خدمات كبرية إال‬
‫أنه سعى اإلرهابيون إىل االستفادة منها لصالح الرش ونرش أفكار الكراهية والعدوان يف عقول املستخدمني مام‬
‫نتج عنه عدة جرائم من أبرزها جرمية اإلرهاب اإللكرتوين التي تعترب من أخطر أنواع الجرائم التي ترتكب عرب‬
‫شبكة املعلومات الدولية ‪ .‬بحيث تعددت دوافعه واختلفت يف درجة األهمية تبعا للظروف التي تساعد عىل‬
‫تحققه‪ ،‬إذ تنقسم إىل دوافع عامة وأخرى خاصة‪.‬‬

‫‪ : 1‬الدوافع العامة‬
‫أ‪ :‬الدوافع السياسية‬
‫يعترب العامل السيايس من أهم األسباب التي تدفع لإلرهاب السيرباين‪ ،‬ففي ظل غياب الدميقراطية‬
‫والحرية وتهميش املواطنني ومعاناتهم من الظلم واالضطهاد والسيطرة االستعامرية إضافة إىل سلب حقوقهم‬
‫وحرمانهم من حرية الرأي والتعبري وعدم املساواة يف توزيع الرثوة الوطنية والتفاوت يف توزيع الخدمات واملرافق‬
‫العامة والتقصري يف أمور الرعية كل هذا أدى إىل ظهور منظامت رسية وردود أفعال غاضبة انصبت يف شكل‬
‫اإلرهاب‪.‬‬

‫ب‪ :‬الدوافع الجتامعية‬

‫ي عد السلوك اإلجرامي سلوك مكتسب نتيجة لتفاعل عدة عوامل إذ أن التفكك األرسي واالجتامعي‬
‫والجهل والفراغ النفيس والعقيل‪ ،‬أدى إىل أمراض نفسية وتقبل كل أفكار التطرف‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ج‪ :‬الدوافع القتصادية‬
‫يلعب الدافع االقتصادي دورا مهام يف تفيش ظاهرة اإلرهاب نظرا للتفاوت الطبقي واالجتامعي وعدم‬
‫املساواة ومعاناة األفراد من الفقر والبطالة وأزمات السكن و التضخم يف أسعار املواد الغذائية والخدمات‬
‫األساسية كام أن التقدم يف األنظمة املرصفية الذي سهل تحويل األموال حول العامل عن طريق األنرتنيت‬
‫ساعد املنظامت اإلرهابية عىل استغالل الفرصة من أجل تحقيق أهدافها الغري املرشوعة ‪.‬‬

‫د‪ :‬دوافع إيديولوجية ‪:‬التعصب ملبدأ فكرى أو دينى قد يدفع اىل اللجوء اىل استعامل العنف ومامرسة‬
‫االرهاب من قبل فئة معينة تحاول فرض مبادئها عىل املجتمع‪.‬‬

‫‪ : 2‬الدوافع الخاصة‬
‫من الدوافع الخاصة التي تؤدي إىل انتشار ظاهرة اإلرهاب السيرباين ‪ ،‬نجد انخفاض التكلفة‪ ،‬وسهولة‬
‫االستخدام حيث أن الوسائل االلكرتونية تعرف انخفاضا يف الثمن مقارنة مع الوسائل التقليدية التي تتم بها‬
‫العمليات االرهابية فهي ال تستغرق وقتا طويال وال مجهودا كبريا مام مكن االرهابيني من تحقيق هدفهم‬
‫والوصول اىل مبتغاهم كام ‪ ،‬أن غياب الرقابة عىل األطفال والشباب يف املنزل واملدرسة نتج عنه االستخدام‬
‫غري املعقلن لوسائل التكنولوجيا‪ ،‬إضافة إىل الفراغ الذي يعاين منه الكثري من الشباب الذي يدفعهم إىل‬
‫استخدام التكنولوجيا والوقوع يف يدي اإلرهابيني عن طريق مواقع التواصل االجتامعي‪.‬‬

‫ويف نفس االطار نشري إىل أن إلغاء الحدود الجغرافية وتدين مستوى املخاطرة يعد فرصة بواسطتها‬
‫يستطيع محرتف الحاسوب أن يتخفى تحتها بشخصية وهمية ويقدم نفسه بالهوية والصفة ويطلق عىل نفسه‬
‫ألقاب وأسامء مستعارة ويؤديها بأدلة مادية ملموسة أو بعض املعلومات الصحيحة ليثبت مدى جديته ومن متة‬
‫يستطيع أن يشن هجومه اإللكرتوين دون تعريض نفسه ملخاطرة مبارشة ‪.‬‬

‫كام أن غياب الرقابة عىل الشبكات املعلوماتية يعد من األسباب الرئيسية يف انتشار اإلرهاب السيرباين‬
‫ففي الكثري من األحيان يصعب عىل اجهزة الرشطة مالحقة القامئني بعملية اإلرهاب السيرباين والتعرف عىل‬
‫هويتهم ‪. 89‬‬

‫ـ جبار حسن ـ زينب كاطع ناهض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪9 :‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪174‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مخاطر جرمية الرهاب السيرباين وآليات مواجهته‪.‬‬
‫يف ظل انتشار جرمية اإلرهاب السيرباين وما تشكله هذه الجرمية من مخاطر عىل كل القطاعات‬
‫الحيوية يف الدول وعىل كل الجوانب سواء االقتصادية أو السياسية أو السياسية أو األمنية (الفقرة األوىل)‪،‬‬
‫سعت الدول جاهدة من أجل التصدي لها‪ ،‬وذلك بوضع مختلف اإلجراءات للحد من انتشار هذه الجرمية‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬مخاطر اإلرهاب السيرباين ‪.‬‬


‫تكمن خطورة االرهاب السيرباين يف سهولة استعامل وسائل التكنولوجيا املتطورة‪ ،‬فهو يشكل خطر عىل‬
‫التجارة االلكرتونية (أول)‪ ،‬إضافة إىل شدة أثره ورضره عىل كل مجال الحياة والقطاعات الحيوية للدول‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أول املخاطر األمنية لإلرهاب السيرباين عىل التجارة اللكرتونية‬


‫تتفاقم يوما بعد يوم مخاطر اإلرهاب السيرباين نظرا الستعامله لتكنولوجيات الحالية بإضافة إىل الثغرات‬
‫األمنية املتعددة يف التعامالت التجارية االلكرتونية وتتجىل أهم هذه املخاطر يف‪:‬‬

‫‪ :1‬القرصنة أو تعطيل نظام املعلومات‪:‬‬


‫والقرصنة السيربانية تتمثل يف عملية نسخ الربمجيات غري املرصح به‪ ،‬أو إعادة إنتاجها‪ ،‬أو استخدامها‬
‫أو تصنيع نسخ بطريقة غري رشعية أو نرش وتوزيع املنتج الربمجي أو استغالله عىل نحو مادي أو تقليدها أو‬
‫محاكاتها واالنتفاع بها عىل نحو يخل بحقوق الدول واملؤسسات بدون الحصول عىل إذن أو تفويض‪.90‬‬
‫و تعترب الفريوسات وسيلة هجوم شائعة إلتالف معطيات التعامالت التجارية من قبل اإلرهابيني ولكن‬
‫هناك عدة مخاطر للقرصنة أو تعطيل نظام املعلومات تتبني فيام ييل‪:‬‬

‫أ‪ :‬خرق الحامية املادية‪ :‬ويتم ذلك عن طريق‬


‫‪ -‬التفتيش يف املخلفات التقنية ‪ :‬ويقصد بها بحث اإلرهابيني يف مخلفات املؤسسة عن يشء‬
‫يساعدهم يف اخرتاق نظام املعلومايت للمؤسسات التجارية واملالية مثل أوراق مكتوب عليها كلمة‬
‫الرس أو مخرجات الكمبيوتر أو األقراص الصلبة املرمية بعد استعاملها أو ما شابه ذلك‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الحامية القانونية لربامج الحاسب اآليل يف ضوء ‪ -‬قانون حامية امللكية الفكرية طبقا ألحدث التعديالت‪-‬‬
‫‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬بدون نارش‪ ،2005 ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪175‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -‬اللتقاط السليك ‪:‬هو توصيل السلك املادي مع شبكة توصيالت النظام لجهة اسرتاق السمع‬
‫بطريقة سهلة أو معقدة تبعا لنوع الشبكة أو طرق التواصل املادي ‪.91‬‬

‫ب‪ :‬خرق الحامية املتعلقة بأشخاص وشؤون املوظفون ‪:‬‬

‫‪ -‬التخفي بانتحال شخصية موظف ‪:‬وهو استخدام اإلرهايب لوسائل التعريف العائدة للموظف‬
‫املخول له هذا االستخدام كاستغالل أحد اإلرهابيني لكلمة رس أحد العامل‪ ،‬واستغالل صالحيات‬
‫مخولة للموظف من خالل اقتناص شخصيته‪. 92‬‬

‫‪ :2‬جرائم التجسس القتصادية والتجارية‬


‫وهي جرائم التجسس التي يكون الهدف منها الحصول عىل معلومات اقتصادية وتجارية‪ .‬ويعد‬
‫التجسس الصناعي نوعا من التجسس ينفذ ألغراض تجارية وتقوم به بعض الرشكات واملؤسسات التجارية‬
‫بهدف الحصول عىل أرسار صناعية من الرشكات املنافسة‪ ،‬وهذا النوع من التجسس غالبا ما يرتبط بالصناعات‬
‫التقنية‪ ،‬مثل الربمجيات والتقنية الحيوية‪ ،‬وتقنيات الفضاء واالتصاالت واملواد والطاقة‪.‬‬

‫وتسعى الجامعات اإلرهابية من خالل التجسس عىل املعلومات الصناعية واملالية والتجارية إىل رضب‬
‫مواقع القوى االقتصادية لدولة ما والضغط عليها من خالل ابتزازها بطلب فدية أو إطالق رساح الرهائن‪.93‬‬

‫كام تعترب الشبكة العنكبوتية سوق مفتوح لجميع الدول تتم من خاللها التعامالت مببالغ ضخمة تصل‬
‫إىل مليارات الدوالت مام يجعل الجانب االقتصادي لألنرتنت األكرث خطورة‪ ،‬ألن الهدف األسايس لإلرهاب‬
‫هو املال والثاين أن الهجامت املوجودة ضد نظم املعلومات االقتصادية لها تأثري كبري عىل الرأي العام‪.94‬‬

‫‪ :3‬اخرتاق اإلرهاب السيرباين ملوقع التجارة اللكرتونية‬


‫إن التهديدات التي تواجه التجارة االلكرتونية يف تزايد مستمر كلام تطورت التكنولوجيا نذكر منها‪:‬‬

‫نجاري بن حاج عيل فايزة‪ ،‬اآلليات القانونية لإلرهاب اللكرتوين‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون الدويل إلعامل‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪91‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2016 ،‬ص ‪.43‬‬
‫سعاد إكرام عوض‪ ،‬التزوير املعلومات‪ ،‬دراسة نقدية ملختلف القوانني الوضعية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008،‬ص‪1‬‬ ‫‪92‬‬

‫حكيم غريب‪ ،‬مكافحة الشكال الجديدة لإلرهاب الدويل‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬كلية العلوم السياسية و العالقات الدولية‪،‬‬ ‫‪93‬‬

‫جامعة الج ا زئر ‪ ، 03‬الجزائر ‪ ، 2014 ،‬ص ‪.840‬‬


‫‪-‬سهيلة خليل غازي‪ ،‬معوقات التجارة الرقمية يف الدول العربية‪ ،‬دار الوفاء لنرش‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ، 2003 ،‬ص ‪106‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪176‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أ‪ :‬انتهاك نظام الحامية الرسية للتجارة اللكرتونية‬
‫يقوم اإلرهاب السيرباين بالوصول إىل املعلومات املالية والشخصية واخرتاق الخصوصية ورسية‬
‫املعلومات بسهولة‪ ،‬ذلك راجع للتطور الهائل لجهاز الحاسوب‪ ،‬وخصوصية مرتكبو الجرمية املعلوماتية فهي‬
‫ترتكب بواسطة خرباء جهاز الحاسوب وليس أشخاص عاديني‪.95‬‬

‫ب‪ :‬إتالف مواقع التجارة اللكرتونية باستخدام الفريوسات‬


‫مبا أن التجارة االلكرتونية تعتمد يف ترصفاتها عىل نظام الحاسب اآليل املتصل بالشبكات املعلومات‬
‫كأحد اآلليات التي يتم من خاللها مامرسة مختلف النشاطات التجارية وااللكرتونية‪ ،‬فإن الفريوس املعلومايت‬
‫الذي ينشط هو األخر عىل نفس مستوى التجارة االلكرتونية‪ ،‬يتميز بخاصيتني يف غاية الخطورة أولها االنتقال‬
‫واالنتشار والثانية التدمري‪.‬‬

‫أما بخصوص انتقال وانتشار الفريوس‪ ،‬فهو ينتقل من جهاز إىل آخر برسعة يساعده يف ذلك وجود‬
‫وسائل اتصال حديثة‪ ،‬أما بخصوص اثر الفريوس يف التدمري فانه يرتبط بربنامج معني يدخل إليه املستخدم‬
‫وبعد تاريخ و ساعة معينة يبدأ الفريوس يف التدمري الذي يشمل مسح البيانات املخزنة‪ ،‬ومن أعراض اإلصابة‬
‫بالفريوس بطئ نظام التشغيل‪ ،‬ضيق سعة التخزينية كام يؤدي إيل تشويش املعلومات وكذا ادخال معلومات‬
‫غري صحيحة‪.96‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار اإلرهاب السيرباين‬


‫خلفت العمليات اإللكرتونية العديد من اآلثار تؤثر عىل أمن واستقرار الدولة واملواطنني وعىل اإلمكانيات‬
‫االقتصادية والهيبة السياسية للدولة بحيث أن اإلرهاب السيرباين ذو طابع دويل‪ ،‬وهو بذلك يشكل تهديدا عىل‬
‫أمن الدولة ومنشآتها املختلفة وعليه فهو امتداد للجرمية العابرة للقارات حيث اتخذت الجرائم اإلرهابية عرب‬
‫الوسائل اإللكرتونية أشكاال أنتجت آثارا ضارة عىل العالقات الدولية وأصبحت تهدد األمن والسلم الدوليني‪.‬‬

‫كام تظهر خطورة اإلرهاب السيرباين يف املجاالت االقتصادية السياسية والثقافية واالجتامعية والنفسية‬
‫واألمنية فمن الناحية االقتصادية فإن العمليات االرهابية تؤثر عىل التنمية االقتصادية للدولة نتيجة ملا تخلفه‬
‫من خسائر مام يؤدي إىل انخفاض حجم التبادالت الخارجية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫عالء الرصاط الغامدي‪ ،‬الحرب النفسية لإلرهاب الجديد‪ ،‬دار منشاة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪ ، 2006،‬ص ‪.50‬‬
‫نجاري بن حاج عيل فايزة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪177‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ انعدام األمن االقتصادي الذي يؤدي اىل تغيري العادات االستهالكية واالدخار االستثامر‪.‬‬
‫▪ إنخفاض تدفق رؤوس األموال واالستثامر املبارش األجنبي‬
‫▪ تعطيل املصارف واملعامالت املالية الدولية والبورصات إلفقاد الثقة يف النظام‬
‫▪ تغري مكونات صناعة األدوية عن بعد لدى رشكات األدوية‬
‫▪ تغيري الضغط يف خطوط الغاز مام يوقع انفجارات وحرائق مروعة‪.‬‬
‫▪ مهاجمة أنظمة التحكم يف الحركة الجوية وجعل الطائرتني مدنيتني تتصادمان عن طريق الولوج‬
‫إيل أجهزة استشعار يف قمرة القيادة الطائرة وهذا ممكن يف خطوط السكك الحديدية أيضا‪.‬‬

‫وأما من الناحية النفسية فإن عدم الشعور باألمن والطأمنينة وفقدان الثقة يؤدي إىل انتشار األمراض‬
‫النفسية وميكن تحديد أهم اآلثار النفسية التي يرتكبها اإلرهاب السيرباين زيادة األمراض النفسية عىل الفرد‬
‫نتيجة عيشه حالة قلق توتر واضطراب مستمر ورصاع نفيس دائم بسبب الوضع الناجم عن هذه األعامل‬
‫االرهابية واالعتداءات الوحشية العشوائية عىل الوسائل اإللكرتونية‬
‫▪ تأثر األطفال نفسيا مبا يشهدونه من أحداث ارهابية عرب الوسائل االلكرتونية خاصة اآلثار الدموية‬
‫التي يخلفها اإلرهاب وبشكل خاص إذا كان الضحايا من أرسة الطفل‪.‬‬
‫▪ التهديد بعدم االستقرار لدى األشخاص نتيجة االكتئاب والقلق مام ينعكس عىل سلوكياتهم‬
‫وتعاملهم مع اآلخرين‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل ضعف العالقات بني أفراد املجتمع القامئة عىل أساس‬
‫الثقة واالطمئنان الغري‪.97‬‬
‫أما من الناحية الثقافية فإن اإلرهاب اإللكرتوين يقلل من الدوائر الثقافية والعلمية فقد اغتيل رجال‬
‫ونساء كانت مهنتهم االبداع األديب والفني وظل البعض اآلخر يشد الرحال بعيدا عن الوطن هروبا من العنف‬
‫كام تهجم اإلرهاب ايضا عىل الرتاث املادي واملعنوي وكذلك البنى التحتية الثقافية ‪.‬‬

‫ومن آثار ا إلرهاب السيرباين عىل الناحية السياسية فإنه يهدد الوحدة الدولية بالتفكك فضال عىل النيل‬
‫من سمعة الدول وهيبتها أمام الرأي العام الدويل ويضعف أو ينعدم ثقلها السيايس‪ .‬ومن حيث الناحية‬
‫االجتامعية أثر اإلرهاب عىل الحقوق االجتامعية بحيث ساهم يف انتشار البطالة واستفحال ظاهرة التهرب‬
‫املدريس‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪-‬عبد الله عبد الكريم عبد الله‪ ،‬جرائم املعلوماتية النرتنت (الجرائم اللكرتونية)‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات حلبي الحقوقية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪. 32 ،‬‬

‫‪178‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أما اآلثار األمنية التي يخلفها اإلرهاب السيرباين فتتمثل يف ‪:‬‬
‫‪ -‬انعدام الشعور باألمن اإللكرتوين وعدم الطأمنينة والخوف يف مجال الحياة العادية نتيجة حالة القلق‬
‫الدائم الذي يعيشه الفرد حيث ال يدري متى سيصيبه الخطر الناتج عن االرهاب السيرباين‪. 98‬‬
‫‪ -‬تعمل املنظامت اإلرهابية عرب الوسائل االلكرتونية اىل التحكم باألنظمة األمنية من خالل فك‬
‫الشفرات الرسية للتحكم بتشغيل منصات إطالق الصواريخ االسرتاتيجية‪.99‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اإلجراءات املتخذة ملكافحة اإلرهاب السيبرباين ‪.‬‬


‫إن اإلرهاب السيرباين ظاهرة عابرة للحدود تتطلب اتخاذ إجراءات ملنع إساءة استعامل اإلرهابيني‬
‫واملتطرفني العنيفني للتطورات التكنولوجية والتصدي ملخططاتهم ويف هذا الشأن اتخذت املؤسسات الدولية‬
‫(أول ) والدول عىل عاتقها سن عدة اتفاقيات ملعالجة موضوع االرهاب السيرباين (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬جهود املؤسسات الدولية يف مجال مكافحة اإلرهاب السيرباين‬


‫‪ -‬قرارات ووثائق األمم املتحدة‪ :‬يف نطاق العمل األممي‪ ،‬أصدرت األمم املتحدة عدة قرارات بخصوص‬
‫الجرائم السيربانية أو املعلوماتية‪ ،‬أهمها القرار رقم ‪ 63-55‬بتاريخ ‪ 4‬ديسمرب ‪ 2000‬والقرار رقم ‪ 56-121‬بتاريخ ‪19‬‬
‫ديسمرب ‪ 2001‬حول محاربة سوء استخدام تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬وقد أوىص القرار ‪ 55-63‬بأن تضمن الدول يف‬
‫قوانينها ومامرساتها إلغاء أية مالذات آمنة لكل من ييسء استخدام تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬كام أقر بأن األنظمة‬
‫القانونية يجب أن تحمي رسية املعلومات وأنظمة الحاسوب وسالمتها من أي اعتداء غري مرشوع‪ ،‬وأن تضمن‬
‫معاقبة الترصف الجرمي‪ ،‬ويدعو القرار ‪ 121-56‬الدول عند صياغة قوانني وطنية أو سياسات أو مامرسات ملحاربة‬
‫سوء االستخدام الجزايئ لتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬أن تأخذ يف الحسبان أعامل وإنجازات لجنة الوقاية من الجرائم‬
‫والوقاية الجزائية‪.100‬‬

‫عمراين كامل الدين‪ ،‬السياسة الجنائية املنتهجة ضد الجرائم اللكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫‪98‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ، 2012،‬ص ‪.100‬‬


‫ـ شاشوة ياسمينة املرجع السابق‪ ،‬ص ‪63 ،‬‬ ‫‪99‬‬

‫نشري إىل هناك عدة اتفاقيات يف هذا الشأن؛ منها التفاقية الدولية ملكافحة اإلرهاب والجرمية اللكرتونية التي وقعتها عام‬ ‫‪100‬‬

‫‪ 1999‬أكرث من (‪ )26‬دولة وكذلك اتفاقية (بودابست ‪ )2001‬للجرائم اإللكرتونية التي تعكس الجهد الواسع واملميز لالتحاد األورويب‬
‫ومجلس أوروبا ‪.‬‬
‫وتبعها اتفاق الدول الصناعية الثامين الكربى يف مؤمترها السنوي بأملانيا عام ‪ 2007‬عىل خطة ملواجهة اإلرهاب اإللكرتوين عىل‬
‫مستوى العامل إىل جانب إصدار اإلعالنات الدولية وسن القوانني الوطنية‪.‬‬
‫=‬

‫‪179‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقد أصدرت الجمعية العامة لألمم املتحدة يف عام ‪ 2005‬القرار رقم ‪ 60-177‬الذي يشجع التعاون ملكافحة‬
‫الجرائم السيربانية وتقديم املساعدة للدول األعضاء يف هذا املجال‪ ،‬كام أصدرت األمم املتحدة عام ‪ 2010‬القرار‬
‫‪ 64-211‬الذي يدعو الدول إىل تحديث قوانينها يف مجال الجرائم السيربانية والخصوصية والبيانات الشخصية‬
‫والتجارة والتواقيع اإللكرتونية‪ ،‬وإىل اعتامد االتفاقيات والتجارب اإلقليمية يف هذه املراجعة‪.‬‬

‫جهود اإلتحاد الدويل لالتصالت‪ :‬أعلن األمني العام لالتحاد الدويل لالتصاالت عام ‪ 2007‬إطالق‬
‫مبادرة أجندة االتحاد الش املة حول األمن السيرباين‪ ،‬ويعمل اإلتحاد الدويل منذ ذلك العام عىل هذه األجندة‬
‫التي تهدف إىل إنشاء إطار أو بروتوكول للتنسيق بني جهود مكافحة الجرائم السيربانية‪ ،‬وهو يشمل تدابري‬
‫قانونية وتقنية وتدابري إجرائية وتنظيمية وتدابري تخص بناء القدرات والتعاون الدويل‪ ،‬وقد جرى يف عام ‪2008‬‬
‫نرش التقرير النهايئ الذي تم إعداده من قبل أكرث من ‪ 100‬خبري‪ ،‬ويعمل االتحاد الدويل لالتصاالت عىل تنفيذ‬
‫آلية لوضع إطار مشرتك لألمن السيرباين لألمم املتحدة يعالج األمن السيرباين عىل املستوى الوطني واإلقليمي‬
‫والدويل‪.‬‬

‫وتعترب اتفاقية مجلس أوروبا حول الجرائم السيربانية (اتفاقية بودابست التي دخلت حيز التنفيذ يف ‪)2004‬‬
‫من أهم االتفاقيات اإلقليمية‪ ،‬وتهدف هذه االتفاقية إىل تنسيق الترشيعات الوطنية حول الجرائم السيربانية‬
‫وتحسني القدرات الوطنية للتحقيق يف هذه الجرائم والتعاون يف هذا املجال‪ ،‬وهي تعنى بجمع األدلة‬
‫املعلوماتية يف مختلف أنواع الجرائم‪ ،‬وليس يف الجرائم السيربانية فقط‪ ،‬وتتضمن االتفاقية ثالثة أجزاء‪ :‬الجزء‬
‫األول حول القواعد املوضوعية للجرائم‪ ،‬والجزء الثاين حول إجراءات التحقيق‪ ،‬والجزء الثالث حول آليات‬
‫التعاون الدويل‪.‬‬

‫" فعىل مستوى اإلتحاد األورويب فقد توجهت جهوده يف اصدار اتفاقية شاملة تتعلق بجرائم الحاسب اآليل يف عام ‪ ، 2000‬أما‬
‫السويد فتعد أول دولة تسن ترشيعات خاصة بجرائم الحاسب اآليل إذ صدر قانون البيانات السويدي عام ‪ 1973‬الذي عالج‬
‫قضاي ا الحتيال عن طريق الحاسب اآليل فضال عن شموله فقرات عامة تشمل جرائم الدخول غري املرشوع عىل البيانات‬
‫الحاسوبية أو تزويرها أو تحويلها أو الحصول غري املرشوع عليها‪ ،‬تعد اململكة املتحدة الربيطانية هي أخرى من أوىل الدول التي‬
‫سارعت إىل محاربة اإلرهاب اإللكرتوين حيث قامت بتحقيقات أولية عىل يد لجنة القانون السكتلندي ضمنتها مذكرة استشارية‬
‫نرشت عام ‪ 1982‬ويف عام ‪ 1987‬ثم إعداد نشاط مامثل أعدته لجنة القانون عام ‪ 1988‬وقد أسفر عن هذه األنشطة توصيات‬
‫‪.‬‬
‫وضع بناء عليها قانون إساءة استخدام الحاسب اآليل الذي متت املوافقة عليه يف عام ‪1990‬‬

‫‪180‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ولتنسيق الترشيعات حول جرائم الحاسوب يف دول الكومنولث‪ ،‬أعدت مجموعة من الخرباء قانونا‬
‫منوذجيا يف عام ‪ 2002‬مستوحى من اتفاقية بودابست سمي "قانون الجرائم املتعلقة بالحاسوب"‪ ،‬كام أقر‬
‫االتحاد األورويب يف عام ‪ 2003‬إطارا قانونيا حول االعتداءات عىل األنظمة املعلوماتية ودخل حيز التنفيذ عام‬
‫‪ ،2005‬وقد كانت منظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي أول منظمة دولية أصدرت توجهات حول جرائم‬
‫الحاسوب وحول أمن أنظمة املعلومات والشبكات وكذلك اعتمدت عام ‪ 2014‬اتفاقية االتحاد اإلفريقي الخاصة‬
‫مبجال األمن السيرباين‪ ،‬وحامية البيانات الشخصية ‪.‬‬

‫وملكافحة ظاهرة استخدام اإلنرتنت من طرف املنظامت اإلرهابية‪ ،‬أصدر اإلنرتبول ومركز األمم املتحدة‬
‫ملكافحة اإلرهاب بشكل مشرتك دليال ملساعدة املحققني عىل جمع وتحليل وتبادل املعلومات التي يتم العثور‬
‫عليها عرب اإلنرتنت وال سيام عىل وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬ويعرض الدليل املعنون باستخدام اإلنرتنت‬
‫ووسائل التواصل االجتامعي للتحقيقات املتعلقة مبكافحة اإلرهاب عددا من املامرسات الجيدة يف املجاالت‬
‫التالية ويحرص بصورة شاملة أدوات شبكية عملية‪:‬‬

‫‪ -‬فهم الطريقة التي يكيف بها اإلرهابيون استخدام اإلنرتنت ووسائل التواصل االجتامعي ملواصلة‬
‫األنشطة عىل الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬املامرسات الجيدة املعتمدة يف إجراء التحقيقات عرب اإلنرتنت ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -‬الخطوات املتبعة لطلب حفظ األدلة اإللكرتونية وجمعها‪ ،‬مبا يف ذلك من املزودين بخدمات اإلنرتنت‪.‬‬

‫ويقدم اإلنرتبول املساعدة للبلدان األعضاء يف كشف التهديدات السيربانية وتصنيفها حسب األولوية‬
‫وتنسيق إجراءات التصدي لها املركز املتعدد االختصاصات املكافحة الجرمية السيربانية‪ ،‬حيث يضم املركز‬
‫املتعدد االختصاصات املكافحة الجرمية السيربانية خرباء يف شؤون اإلنرتنت من أجهزة إنفاذ القانون والقطاع‬
‫الخاص لجمع وتحليل جميع املعلومات املتاحة عن األنشطة اإلجرامية املرتكبة يف الفضاء السيرباين بهدف‬
‫تزويد البلدان مبعلومات استخباراتية متسقة ميكن ترجمتها إىل تحرك عميل‪ ،‬وينرش املركز تقارير لتنبيه البلدان‬
‫إىل تهديدات سيربانية جديدة وشيكة أو متطورة‪ ،‬وشملت التقارير السابقة التي قدمها املركز تهديدات محددة‪،‬‬
‫وال سيام برمجيات خبيثة‪ ،‬ورسائل تصيد احتيايل‪ ،‬ومواقع إلكرتونية حكومية مخرتقة‪ ،‬واحتيال باستخدام‬
‫أساليب الهندسة االجتامعية وغري ذلك‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويف املنطقة العربية تم وضع االتفاقية العربية يف ‪ 21‬دجنرب ‪ 2010‬ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ ،‬والتي‬
‫تضمنت خمسة فصول أساسية منها فصل خاص بالتجريم ويحدد أنواع الجرائم السيربانية‪ ،‬وفصل يتعلق‬
‫باألحكام اإلجرائية‪ ،‬وفصل خاص بالتعاون القانوين والقضايئ يف ما بني الدول العربية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عىل املستوى الوطني‬


‫نشري بداية إىل أن القانون ‪ 03‬ـ ‪ 03‬املتعلق باإلرهاب يعد أول ترشيع مغريب يشري بشكل رصيح لإلجرام‬
‫املعلومايت كوسيلة للقيام بأفعال إرهابية لها عالقة عمدية مبرشوع فردي أو جامعي يهدف إىل املساس الخطري‬
‫بالنظام العام بواسطة التخويف أو الرتهيب أو العنف فالفصل ‪ 1‬ـ ‪ 218‬حدد بعض األفعال املجملة عىل سبيل‬
‫الحرص ومن بينها الجرائم املتعلقة بنظم املعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬وذلك بعد محاولة تحديد مفهوم اإلرهاب‬
‫يف مستهل هذا الفصل ‪.‬‬

‫فقد نص املرشع يف بعض الحاالت عىل عقوبات األفعال اإلرهابية يف القانون ‪ 03 . 03‬ويف بعض‬
‫الحاالت األخرى يحيل إىل تطبيق العقوبات املنصوص عليها يف القانون الجنايئ وباقي النصوص الخاصة مع‬
‫تشديدها لذا فقد عمد املرشع بتشديد العقوبة عىل الجرمية اإلرهابية بحيث تحول عقوبة السجن املؤبد إىل‬
‫اإلعدام وتحول العقوبة السجنية ثالثون سنة إىل السجن املؤبد ويرفع الحد األقىص للعقوبات األخرى السالبة‬
‫للحرية إىل الضعف دون أن تتجاوز ثالثون سنة إذا كانت العقوبة كام هو منصوص عليه يف مجموعة القانون‬
‫الجنايئ وباقي النصوص الخاصة أما إذا كانت العقوبة املقررة للفعل غرامة فيضاعف الحد األقىص فقط دون‬
‫الحد األدىن للغرامة مئة مرة دون أن تقل عن ‪ 100.000‬درهم‪.‬‬

‫ويف هذا السياق نشري إىل أنه إذا كان اإلرهابيون قد استحدثوا العديد من الطرق الستخدام اإلنرتنت‬
‫يف أغراض غري مرشوعة‪ ،‬فإن استخدامهم لشبكة اإلنرتنت يتيح كذلك فرصا لجمع املعلومات االستخبارية‬
‫وغري ذلك من األنشطة الهادفة ملنع األعامل اإلرهابية ومكافحتها‪ ،‬فضال عن جمع األدلة من أجل املالحقة‬
‫القضائية عن هذه األعامل‪ ،‬فقدر كبري مام نعرف عن طريقة عمل التنظيامت اإلرهابية وأنشطتها وأحيانا‬
‫أهدافها يستمد من اتصاالت املواقع الشبكية ومنتديات الدردشة وغريها من االتصاالت عرب اإلنرتنت‪ ،‬وعالوة‬
‫عىل ذلك‪ ،‬فإن زيادة استخدام اإلنرتنت يف أغرا ض إرهابية يتيح زيادة مقابلة يف توافر البيانات اإللكرتونية‬
‫ال تي ميكن جمعها وتحليلها ألغراض مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وتقوم جهات إنفاذ القانون واملخابرات وغريها من‬
‫السلطات باستحداث أدوات تتطور باستمرار للمبادرة إىل منع األنشطة اإلرهابية التي تستخدم فيها شبكة‬

‫‪182‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اإلنرتنت وكشف هذه األنشطة وردعها‪ ،‬كام أن استخدام أساليب التحري التقليدية‪ ،‬مثل املوارد املخصصة‬
‫للرتجمة بغرض كشف التهديدات اإلرهابية املحتملة يف وقت مناسب‪ ،‬أخذ يف االزدياد بدوره‪.‬‬

‫وتتيح املناقشات التي تجرى عىل اإلنرتنت فرصة لطرح وجهات النظر املعارضة أو الدخول يف نقاش‬
‫بناء‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إىل ثني أنصار محتملني للتنظيامت اإلرهابية عن االنخراط يف أعاملها‪ ،‬ومن املمكن‬
‫طرح أفكار مضادة تقوم عىل أساس راسخ من الحقائق عرب منتديات النقاش والصور ورشائط الفيديو عىل‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬كذلك فمن املمكن ضامنا لفعالية األفكار املطروحة‪ ،‬إظهار التعاطف إزاء القضايا الدفينة التي تساهم‬
‫يف الدفع باتجاه التطرف‪ ،‬مثل الظروف السياسية واالجتامعية‪ ،‬وتسليط الضوء عىل بدائل التحقيق النتائج‬
‫املرجوة دون اللجوء للوسائل العنيفة ‪ ،‬كام ميكن بث رسائل اسرتاتيجية تحتوي عىل أفكار مضادة للدعاية‬
‫اإلرهابية عرب اإلنرتنت بلغات متعددة للوصول إىل جمهور عريض ومتنوع جغرافيا‪.‬‬

‫كام يلعب اإلعالم دورا مهام يف مكافحة اإلرهاب وذلك من خالل " تعظيم دور املواطنني يف التصدي‬
‫لجرائم اإلرهاب اإللكرتوين خاصة ‪،‬وأن الجامعات اإلرهابية تسعى الستدراجه وتجنيده لخدمة مصالحها‬
‫التكوين الثقايف للمواطنني من خالل متجيد الفضيلة ونبد كل أنواع االنحراف ورضورة بناء الخطط اإلعالمية‬
‫التي تتمىش مع الواقع اإلعالمي واألمني ‪.‬‬

‫ويقدم مركز االتصاالت االسرتاتيجية ملكافحة اإلرهاب‪ ،‬التابع لوزارة الخارجية يف الواليات املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬مثاال عىل مبادرة مشرتكة بني الوكاالت‪ ،‬بهدف الحد من التحول إىل التطرف والعنف‪ ،‬بدافع من‬
‫التطرف عرب الكشف يف الوقت املناسب عن أمور يف جملتها الدعاية املتطرفة عىل شبكة اإلنرتنت والرد الرسيع عليها‬
‫بخطاب مضاد محدد الهدف عرب مجموعة واسعة من تكنولوجيات االتصاالت‪ ،‬مبا يف ذلك األدوات الرقمية‪،‬‬
‫كام أن املركز يستخدم منصات إعالمية مثل فيسبوك ويوتيوب لبث رسائله املحتوية عىل خطابات مضادة‪.‬‬

‫نخلص مام سبق أن اإلرهاب السيرباين وليد التطور العلمي الهائل‪ ،‬ويعد من الجرائم املستحدثة‪ ،‬فهو‬
‫عاملي ال تربطه أي حدود جغرافية‪ ،‬وميتاز باستغالل التقدم التكنولوجي‪ -‬مبا فيه تكنولوجيا االتصاالت‬
‫واملعلومات وشبكة االنرتنت‪ -‬من قبل املنظامت اإلرهابية بدوافع سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬واجتامعية‪ ،‬من أجل‬
‫التخطيط‪ ،‬التدريب والتنظيم‪ ،‬لتسهيل ارتكاب الجرائم اإلرهابية‪ ،‬بحيث يتعاىل مؤرش مخاطره يوم بعد يوم ‪،‬‬
‫مام يستدعي تضافر الجهود الدولية واإلقليمية والوطنية لوضع اسرتاتيجية هادفة ملكافحة هذا الخطر الداهم‬
‫أو التقليل من حدة أثره و رضره‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لئحة املراجع‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬زين العابدين عواد كاظم الكردي‪ ،‬جرائم اإلرهاب اإللكرتوين ) دراسة مقارنة(‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪. 2018 ، 1‬‬
‫‪ -‬عبد الله عبد الكريم عبد الله‪ ،‬جرائم املعلوماتية االنرتنت (الجرائم االلكرتونية)‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات حلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بريوت‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الحامية القانونية لربامج الحاسب اآليل يف ضوء ‪ -‬قانون حامية امللكية الفكرية طبقا‬
‫ألحدث التعديالت‪ ،-‬دراسة مقارنة‪ ،‬بدون نارش‪.2005 ، ،‬‬
‫‪ -‬سعاد إكرام عوض‪ ،‬التزوير املعلومايت‪ ،‬دراسة نقدية ملختلف القوانني الوضعية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ -‬سهيلة خليل غازي‪ ،‬معوقات التجارة الرقمية يف الدول العربية‪ ،‬دار الوفاء لنرش‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -‬عادل عبد الصادق‪ ،‬استخدام اإلرهاب االلكرتوين يف الرصاع الدويل‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪. 2015 ،‬‬
‫‪ -‬عادل عبد الصادق‪ ،‬اإلرهاب االلكرتوين قوة يف العالقات الدولية منط جديد وتحديات جديدة‪ ،‬ط‪ ، 1‬مركز‬
‫األهرام للدراسات السياسية واالسرتاتيجية ‪. 2009‬‬
‫‪ -‬عالء الرصاط الغامدي‪ ،‬الحرب النفسية لإلرهاب الجديد‪ ،‬دار منشاة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪. 2006،‬‬
‫‪ -‬عبادة الحارث خليل قمر‪ ،‬فن االختزال بني الحقيقة والخيال‪ ،‬جامعة الحسني بن طالل‪ ،‬األردن‪. 2015 ،‬‬
‫‪ -‬عيل عدنان الفيل‪ ،‬االج ا رم االلكرتوين‪ ،‬مكتبة زين الحقوقية واألدبية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪. 2011 ، 1‬‬
‫‪ -‬ليندا بن طالب‪ ،‬غسيل األموال وعالقتها مبكافحة االرهاب‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لنرش‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬محمد إبراهيم زيد‪ ،‬مقدمة يف علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد أقبيل وعابد العمراين ‪ :‬القانون الجنايئ املعمق يف رشوح ـ الطبعة األوىل ‪.2020‬‬

‫الرسائل والطروحات‬
‫‪ -‬توفيق رشيخي‪ ،‬اإلرهاب االلكرتوين وتأثريه عىل أمن الدولة مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاسرت ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 2017/2018‬‬
‫ارساء طارق جواد‪ ،‬كاظم الجابري‪ ،‬جرمية اإلرهاب االلكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري يف القانون‬ ‫‪-‬‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق ن جامعة البحرين‪ ،‬العراق‪. 2012،‬‬

‫‪184‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -‬بن صفية وداد‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاسرت األكادميي تأثري املتغري التكنولوجي عىل الفواعل الدولية‬
‫الجديدة لإلرهاب اإللكرتوين ـ أمنوذجا ـ ‪ 2018‬ـ ‪. 2017‬‬
‫‪ -‬حكيم غريب‪ ،‬مكافحة االشكال الجديدة لإلرهاب الدويل‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬كلية العلوم السياسية و العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬جامعة الج ا زئر ‪ ، 03‬الجزائر ‪. 2014 ،‬‬
‫عمراين كامل الدين‪ ،‬السياسة الجنائية املنتهجة ضد الجرائم االلكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتورة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪. 2012،‬‬
‫‪ -‬نجاري بن حاج عيل فايزة‪ ،‬االليات القانونية لإلرهاب االلكرتوين‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون الدويل‬
‫إلعامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪. 2016 ،‬‬
‫‪ -‬نجاري بن حاج عيل فايزة‪ ،‬اآلليات القانونية لإلرهاب االلكرتوين‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون الدويل‬
‫إلعامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2016 ،‬‬

‫املقالت العلمية‬
‫‪ -‬توفيق مجاهد‪ ،‬طاهر عابسة‪ ،‬جرمية اإلرهاب يف ضوء احكام االتفاقية العربية ملكافحة جرائم التقنية‬
‫املعلومات‪ ،‬لعام ‪ ، 2010‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد ‪ ، 09‬العدد ‪ ، 03‬الجزائر‪ ،‬ديسمرب‪. 2018‬‬
‫‪ -‬مايا حسن مال خاطر‪ ،‬اإلطار القانوين لجرمية اإلرهاب اإللكرتوين‪ ،‬مجلة جامعة النارص‪ ،‬اليمن‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫سنة ‪.2015‬‬
‫‪ -‬مايا حسن مال خاطر‪ ،‬اإلطار القانوين لجرمية اإلرهاب اإللكرتوين‪ ،‬مجلة جامعة النارص‪ ،‬اليمن‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫سنة ‪.2015‬‬

‫‪185‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية الثالثة‬

‫الجلسة العلمية الثالثة‬


‫رئيس الجلسة‬
‫الدكتور عبد الرحيم بنبوعيدة‬
‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتامعية – جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫المسؤولية الجنائية الناشئة عن جريمة إذاعة الشائعات أو األخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل االجتماعي في التشريع الجنائي البحريني‬

‫أستاذ القانون الجنايئ املشارك بكلية الرشيعة والقانون‬


‫جامعة صنعاء رئيس قسم القانون الجنايئ بكلية الحقوق‬
‫جامعة اململكة (البحرين)‬
‫‪E-mail: a.hakimi@ku.edu.bh‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العاملني‪ ،‬خلق فسوى‪ ،‬وقدر فهدى‪ ،‬والصالة والسالم عىل نبينا محمد‪ ،‬خري من وطىء‬
‫الرثى‪ ،‬أرسله ربه رحمة للعاملني ‪ ،‬ففتح به أعينا عميا‪ ،‬وآذانا صام‪ ،‬وقلوبا غلفا‪ ،‬وأخرج به البرشية من ظالم‬
‫الجهل والرشك إىل نور العلم والتوحيد‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وصحبه ومن اقتفى أثره إىل يوم الدين‪.‬‬

‫وبعد‬
‫لقد برز يف اآلونة األخرية بعض األمناط االجرامية التي مل تكن معروفة يف املايض‪ ،‬وكان ظهور هذه‬
‫األمناط نتيجة التزاوج بني تكنولوجبا االتصاالت والحاسب اآلىل‪ ،‬ومن هذه األمناط االجرامية جرمية إذاعة‬
‫وترويج الشائعات أو األخبار الكاذبة‪ ،‬وما هذا النمط من االجرام إال انعكاس لذلك التزاوج‪ ،‬وتُعد االشائعة أو‬
‫األخبار الكاذبة مرضا اجتامعيا يتسم بآثار فتاكة‪ ،‬ألن الشائعة تشمل بآثارها الفرد واملجتمع‪ ،‬ومتثل الشائعة‬
‫املرتكبة إلكرتونيا عرب شبكات وسائل التواصل االجتامعي انتهاكا للقوانني النافذة يف أي بلد‪ ،‬ألن مستعميل‬
‫وسائل التواصل االجتامعي ليسوا جميعهم عىل خلق قويم‪ ،‬فمنهم من أساء استخدام هذه الوسائل يف إذاعة‬
‫ونرش وترويج سمومه واكاذيبه الهدامة مبا فيها ارتكاب الجرمية عرب هذا الوسائل االلكرتونية‪ ،‬وملا كانت‬
‫الشائعات واألخبار الكاذبة املتداولة عرب هذه الوسائل متعددة ومتزايدة‪ ،‬وتطال بآثارها األمن الوطني واالقتصاد‬
‫والصحة العامة والنظام العام والسلم االجتامعي‪ ،‬فقد اتجه املرشع يف الدول املختلفة إىل تجريم وعقاب هذا‬
‫النمط املستحدث من اإلجرام وسن الترشيعات الالزمة لذلك‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتُع ُد الشائعة واألخبار الكاذبة من أخطر الوسائل التي تستهدف أمن وسالمة وتآلف املجتمع‪ ،‬كام تستهدف‬
‫رضب األمن أو القطاع االقتصادي أو الصحي للدولة‪ ،‬فهي متثل شكال من أشكال الحرب النفسية التي تؤثر‬
‫عىل الروح املعنوية ألفراد املجتمع‪ ،‬وتكمن الخطورة الكبرية للشائعة يف الوقت الحارض يف رسعة إذاعتها‬
‫ونرشها وتداولها وسهولة ترويجها عرب وسائل التواصل االجتامعي رسيعة االنتشار والتي أصبحت ميدانا كبريا‬
‫إلطالق الشائعات واألخبار الكاذبة‪ ،‬بحيث أضحى من الصعوبة مبكان تحديد مصدرها ومن يقف ورائها‪ ،‬ولقد‬
‫ازداد تعاظم خطر الشائعة مع تفيش جائحة فريوس ‪ COVID 19‬وما صاحبها من إذاعة أوترويج للشائعات أو‬
‫األخبار الكاذبة ترتب عليها عرقلة السلطات املسؤولة عن مكافحة الجائحة والحد من آثارها املدمرة‪.‬‬

‫وبناءا عىل ذلك فقد وقع اختيارنا للبحث يف " املسؤولية الجنائية الناشئة عن إذاعة الشائعات أو األخبار‬
‫الكاذبة عرب وسائل التواصل االجتامعي يف الترشيع الجنايئ البحريني"‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إىل الوقوف عىل دراسة وتحليل مدى قدرة الوسائل التقليدية عىل مكافحة الشائعات‬
‫والتعامل معها ومدى قدرة الترشيعات الحالية عىل ذلك يف ظل التطور الهائل واملتسارع يف وسائل االتصاالت‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫تساؤلت الدراسة‪:‬‬
‫تثري هذه الدراسة العديد من التساؤالت لعل من أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما الشائعة؟ وما اآلثار السلبية الناتجة عنها؟‬
‫‪ -2‬هل تنهض املسؤولية الجنائية عن الشائعة؟ وما هذه املسؤولية وما حدودها؟‬
‫‪ -3‬ما املقصود بجرمية إذاعة الشائعة؟‬
‫‪ -4‬ما العقوبة املقررة لجرمية إذاعة الشائعة؟‬

‫اشكالية البحث‪:‬‬
‫يثري البحث إشكالية مهمة تتمثل يف أن العديد من األفراد ال يدركون ما يقرتفوه من جرم بسبب ما يقومون‬
‫بإذاعته ونرشه من أخبار كاذبة أو شائعات وما تسببه من آثار ونتائج سلبية عىل الوضع الداخيل والبيئة املحيطة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫‪188‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫سوف نعتمد عىل املنهج الوصفي والتحلييل يف موضوع الدراسة‪ ،‬حيث سنعمد إىل وصف جرمية إذاعة‬
‫الشائعة ومن ثم تحليل النصوص القانونية الجنائية واآلراء الفقهية للوقوف عىل تحديد اركان الجرمية‬
‫واملسؤولية الجنائية الناشئة عنها والعقوبة املقررة لها‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫سوف نتناول هذه الدراسة يف ثالثة مباحث هي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم الشائعة وعالقتها بوسائل التواصل الجتامعي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬العقوبة املقررة لجرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪.‬‬

‫الخامتة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم الشائعة وعالقتها بوسائل التواصل الجتامعي‬


‫متهيد وتقسيم‪ :‬الحديث عن مفهوم الشائعة ووسائل التواصل االجتامعي يقتيض منا تقسيم هذا املبحث‬
‫إىل مطلبني‪ ،‬نبني يف أولهام تعريف الشائعة‪ ،‬ونتناول يف املطلب الثاين عالقة وسائل التواصل االجتامعي‬
‫بالشائعة‪ ،‬وذلك عىل النحو اآليت‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف الشائعة لغة واصطال ًحا‪:‬‬


‫عىل الرغم من أن الشائعة قدمية قدم وجود اإلنسان عىل وجه األرض‪ ،‬وأستخدمت كسالح يف الحروب‬
‫النفسية وإثارة الفنت‪ ،‬إال أننا مل نقف عىل تعريف جامع مانع محدد ودقيق لها‪ ،‬كام أن الترشيع البحريني مل‬
‫يُ عرف الشائعة حاله حال الترشيعات كافة‪ ،‬إذ ال يعنى املرشع عادة بوضع التعريفات حيث يرتك هذه املهمة‬
‫للفقه والقضاء‪ ،‬وذلك حتى ال يقيد القايض بتعريف ثم تفيض التغيريات والتطورات إىل تجاوزه فيصبح معيقا‬
‫للقايض يف مواجهة الظواهر اإلجرامية‪.‬‬

‫وقد جاء يف معجم لسان العرب إلبن منظوربأن الشائعة‪ :‬مأخوذة من شاع واسم الفاعل شائع‪ ،‬فامدة‬
‫"شيع" فيقال‪ :‬شاع الشيب‪ :‬ا نترش‪ ،‬وشاع الخرب‪ :‬ذاع‪ ،‬والشاعة األخبار املنترشة‪ ،‬ورجل شياع‪ :‬أي ال يكتم‬
‫رسا‪ .101‬وشاع اليشء يشيع‪ ،‬وشع يش ُع شعا وشعاعا‪ ،‬إذا تفرق‪ .‬وشاع الشيب شعيا‪ ،‬وشيعا وشيوعا وشيوعة‬

‫‪ 101‬جامل الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ج ‪ ،1982 ،10‬ص‪.56‬‬

‫‪189‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ومشيعا‪ ،‬ظهر وتفرق‪ ،‬وشاعت القطرة من اللنب يف املاء‪ ،‬وتشيعت‪ ،‬تفرقت‪ .‬وأشعت به فشاع شيعا‪ :‬أي ظهر‪.‬‬
‫والشاعة‪ :‬األخبار املنترشة‪ .102‬والشائعة من شيع‪ :‬الذيوع واالنتشار‪ ،‬واشاعة الخرب‪ :‬ايصاله إىل سمع كل الناس‪،‬‬
‫وانتشار كالم ال أصل له‪.103‬‬
‫ولقد اختلفت وتعددت وتعريفات الشائعة يف االصطالح باختالف الزاوية التي يتناول منها الباحث الشائعة‪،‬‬
‫وقد عرفت من الزاوية النفسية بأنها" الرتويج لخرب مختلق‪ ،‬ال أساس له من الواقع‪ ،‬أو تعمد املبالغة أو التهويل‬
‫أو التشويه يف رسد خرب فيه جانب ضئيل من الحقيقة‪ ،‬وذلك بهدف التأثري يف الرأي العام املحيل أو االقليمي‬
‫أو العاملي أو النوعي‪ ،‬تحقيقا الهداف سياسية أو اقتصادية أو حربية عىل نطاق دولة واحدة أو عدة دول‪ ،‬أو‬
‫النطاق العاملي بأجمعه"‪ .104‬كام عرفت بأنها" معلومات واخبار مغلوطة قابلة لالنتشار عرب الشبكات‪ ،‬لها تأثريات‬
‫صادمة"‪.105‬‬
‫وميكننا تعريف الشائعة اإللكرتونية بأنها إذاعة وترويج األخبار الكاذبة أو املضللة عن دولة أو شخص أو‬
‫حدث ما بأية وسيلة الكرتونية بهدف التأثري يف جمهور املتلقني والحاق الرضر بأمن الدولة أو جيشها أو‬
‫اقتصادها أو نظامها الصحي‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬عالقة وسائل التواصل الجتامعي بالشائعة‪:‬‬


‫تتعدد الوسائل اإلكرتونية التي تقرتف جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة عربها‪ ،‬وهي ما اصطلح عىل‬
‫تسميتها شبكات ومواقع التواصل االجتامعي‪ .‬وتعرف وسائل التواصل االجتامعي بأنها" الوسائل التقنية‬
‫الحديثة التي يستخدمها األشخاص فيام بينهم لتحقيق التواصل االجتامعي املشاع عرب شبكة االنرتنت‬
‫كالفيسبوك‪ ،‬تويرت‪ ،‬اليوتيوب‪ ،‬وغريها"‪ ،106‬كام عرف املرشع الفرنيس يف املادة (‪ )4‬من القانون رقم ‪2004 – 555‬‬
‫التواصل االجتامعي عرب شبكة اإلنرتنت بأنه بروتوكول اتصال مفتوح‪ ،‬أو ربط بيانات وتبادلها بأي شكل يصل‬

‫‪ 102‬محمد مرتىض الحسيني الزبيدي‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تحقيق مجموعة من املحققني‪ ،‬دار الهداية‪ ،‬باب العني‬
‫املهملة‪ ،‬مادة شيع‪.)5356/1( ،‬‬
‫‪ 103‬د‪ .‬محمد روا قلعه جي ود‪ .‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنرش بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ص‪.68‬‬
‫‪ 104‬د‪ .‬عباس الحسني‪ ،‬علم النفس العسكري‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة الرشاد‪ ،‬بغداد‪ ،1968 ،‬ص‪.155‬‬
‫‪105‬‬
‫‪Rudat,A. Twitter Spreads Rumors: Influencing Factors on Twitter’s Role in Rumor Spread Among University Students,‬‬
‫‪PhD Thesis, Tubingen: Tubingen> 2015, p 2 .‬‬
‫‪ 106‬د‪ .‬سلامن بن عبدالله بن حمود أبا الخيل‪ ،‬مقومات املواطنة الصالحة‪ ،‬نص محارضة القاها يف جامع المام تريك بن عبدالله بالرياض‪.‬‬
‫منشورة عىل موقع‪.http://islamancient.com/ressources/docs/366.pdf :‬‬
‫تاريخ الولوج ‪.2021/7/4‬‬

‫‪190‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إىل الجمهور دون قيد عىل أي محتوى تباديل من قبل مقدمي الخدمات التقنية‪ ،107‬بينام عرف املرشع اإلمارايت‬
‫املوقع اإللكرتوين بأنه " مكان إتاحة املعلومات اإللكرتونية عىل الشبكة املعلوماتية‪ ،‬ومنها مواقع التواصل‬
‫االجتامعي‪ ،‬والصفحات الشخصية واملدونات"‪.108‬‬

‫وأبرز وسائل التواصل االجتامعي تتمثل يف الفيسبوك‪ ،‬تويرت‪ ،‬الواتس أب‪ ،‬اليوتيوب‪ ،‬وغريها‪ ،‬وسوف‬
‫نقرص التعريف عىل أهم مواقع التواصل االجتامعي يف اآليت‪.‬‬

‫‪ -1‬الفيسبوك (‪:)Facebook‬‬
‫الفيسبوك هو عبارة عن شبكة تواصل اجتامعي يتم الدخول إليها واستعاملها بصورة مجانية‪ ،‬وتدار من‬
‫قبل رشكة فيسبوك ذات املسؤولية املحدودة‪ ،‬وبامكان املستخدمني اإلنضامم إىل صفحات خاصة بجهات العمل‬
‫أو الجامعة أو النادي أو النقابة مبا يحقق التواصل مع اآلخرين والتفاعل معهم‪ ،‬كام ميكن ملن لديه صفحة يف‬
‫الفيسبوك إضافة أصدقاء وإرسال طلبات الصداقة أو الرسائل إليهم‪ .‬وقد أطلق املوقع االلكرتوين فيسبوك يف‬
‫شباط فرياير ‪ 2004‬واتيح لطلبة جامعة هارفرد نرش صورهم الخاصة باالضافة إىل نرش تفاصيل أخرى متعددة‬
‫عن الطالب مثل جداولهم الدراسية والنوادي الت ي ينتمون إليها‪ ،‬وبشكل رسيع انترشت شعبية املوقع وسمح‬
‫لطالب جامعات أخرى مثل جامعة ييل وستانفورد االنضامم إىل املنصة الجديدة‪ ،‬ويف عام ‪ 2006‬فتحت املنصة‬
‫أبوابها أمام الجمهور ممن يبلغ ‪ 13‬عاما فأكرث‪ ،‬ممن لديهم عنوان بريد الكرتوين‪ ،‬ويرتاد املوقع حاليا أكرث من‬
‫مليار شخص سنويا‪،109‬‬
‫وتُعد هذه الشبكة من أكرث الشبكات االلكرتونية إستخداما وفيها تنترش الشائعات واألخبار الكاذبة واملضللة‬
‫عىل نطاق واسع‪ ،‬وتستهدف تلك الشائعات مهاجمة دول أو أفراد وتؤثر بشكل كبري عىل الناس الذين قد‬
‫يستجيبون ملا يذاع عربها من شائعات وأكاذيب تل حق األرضار باألمن الوطني أو االقتصاد الوطني أو القوات‬
‫العسكرية للدول أو النظام الصحي لها‪.‬‬

‫‪ 107‬صدر هذا القانون يف ‪ 21‬يونيو ‪.2004‬‬


‫‪ 108‬املادة (ا) من املرسوم بقانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات‪.‬‬
‫‪109‬محمد مروان ‪ ،‬تعريف الفيسبوك‪ ،‬منشور عىل موقع الويب ‪.‬‬
‫تاريخ الولوج ‪https://mawdoo3.com/.2021/7/4‬‬
‫‪ /‬تاريخ الولوج ‪https://www.statista.com/statistics/264810/number-of-monthly-active-facebook-users-worldwide2021/7/4‬‬
‫وينظر كذلك د‪ .‬دنيا عبدالعزيز فهمي‪ ،‬الحامية الجنائية من إساءة استخدام مواقع التواصل الجتامعي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.26 ،2018 ،‬‬

‫‪191‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -2‬تويرت (‪:)Twitter‬‬
‫يعترب تويرت من أهم مواقع شبكة التواصل االجتامعي‪ ،‬وتم انشاؤه يف ‪ 2006‬وهو يقدم خدمة تدوين مصغر‬
‫يسمح ملستخدميه نرش تغريدات قصرية بحد أقىص ‪ 140‬حرف يف التغريدة الواحدة‪ .110‬وشبكة تويرت تُعد من‬
‫الشبكات واسعة االنتشار يف وقتنا الحارض وتنرش فيها األخبار والتغريدات التي قد تتضمن إذاعة شائعات أو‬
‫أخبار كاذبة تؤثر عىل نفسيات الناس وضعف من معنوياتهم أو ثقتهم يف األمن أو االقتصاد أو جيشهم أو‬
‫نظامهم الصحي‪.‬‬

‫‪ -3‬يوتيوب ( ‪:)YouTube‬‬
‫تأسس موقع يوتيوب يف ‪ 2005‬ويعترب من مواقع شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬وهو من أشهر املواقع العاملية‬
‫واألكرث استخداما‪ ،‬ويتبع رشكة جوجل‪ ،‬وهو موقع متخصص مبقاطع الفيديو املجانية‪ ،‬والتي يقوم املستخدمني‬
‫بنرشها ومشاهدتها‪.111‬‬

‫ومن القواعد امللزمة للنرش عىل هذا املوقع أنه ال يسمح للمستخدمني للموقع نرش أي فيديو أو مشاركة‬
‫أفالم لها حقوق نرش محفوظة وكذلك نرش أفالم ذات محتوى إباحي أو التي تيسء لشخصية معينة أو االفالم‬
‫التي تشجع عىل االرهاب أو االجرام‪ .112‬وكثريا ما يستخدم اليوتيوب يف إذاعة الشائعات أو األخبار الكاذبة عرب‬
‫الفيديوهات التي يقوم املستخدمون بنرشها عرب هذا املوقع‪ ،‬وقد الحظنا كيف تبث الكثري من الفيديوهات‬
‫السلبية والتي يذاع عربها أخبار كاذبة أو شائعات حول فريوس كورونا املستجد‪ ،‬وكيف أدت تلك الشائعات إىل‬
‫تأخري وعرقلة جهود السلطات املختصة مبكافحة الفريوس‪ ،‬وكذلك ما يبث عرب هذا املوقع من فيديوهات‬
‫تتضمن أخبار كاذبة وشائعات حول أوضاع البلد وهو ما يؤثر سلبا عىل سمعته يف الخارج‪ ،‬وما يبث عربه ايضا‬
‫من أخبار كاذبة أو شائعات عن شخصيات معينة تؤدي إىل الحط من اعتبارهم بني جمهور املتلقني‪.‬‬

‫‪ 110‬تسنيم معابرة ‪ ،‬أهم مواقع التواصل الجتامعي‪ ،‬منشمر عىل موقع الويب ‪.‬‬
‫تاريخ الولوج ‪ .2021/7/4‬وينظر د‪.‬دنيا عبدالعزيز فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪https://mawdoo3.com/.27‬‬
‫املرجع السابق ذاته ‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫تاريخ الولوج ‪https://mawdoo3.com/.2021/7/4‬‬


‫‪ 112‬املرجع السابق ذاته ‪.‬‬
‫تاريخ الولوج ‪https://mawdoo3.com.2021/7/4‬‬

‫‪192‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‬
‫الكرتون ًيا‬

‫متهيد وتقسيم‪ :‬سوف نخصص هذا املبحث لدراسة املسؤولية الجنائية من حيث تعريفها وعنارصها ثم‬
‫نعرج عىل أركان جرمية الشائعة االلكرتونية‪ ،‬وهو ما يقتيض تقسيم املبحث إىل ثالثة مطالب‪ ،‬نتناول يف األول‬
‫تعريف املسؤولية الجنائية‪ ،‬ونبني يف الثاين أساس املسؤولية الجنائية وعنارصها ‪ ،‬ونفرد الثالث لدراسة أركان‬
‫جرمية إذاعة الشائعة الكرتونيا‪..‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪:‬‬
‫عرفت املسؤولية الجنائية لغة بأنها املطلوب الوفاء به‪ ،‬وتعني املحاسبة عنه وهي تطلق بصفة عامة عىل‬
‫حال أو صفة من يسأل عن أمر تقع عليه تبعته‪ ،‬يقال أنا برى ٌء من مسؤولية هذا العمل‪ ،‬وتطلق أخالقيا عىل ‪:‬‬
‫التزام الشخص عام يصدر عنه قوال أو عمال‪ ،‬كام تطلق قانونا عىل االلتزام بالخطأ الواقع عىل الغري طبقا‬
‫للقانون‪.113‬‬
‫أما يف الفقه فقد تعددت التعريفات حيث عرفها بعضهم بأنها صالحية الشخص لتحمل العقوبة التي يقررها‬
‫القانون كأثر للجرمية التي ارتكبها‪ .114‬غري أن هذا التعريف أغفل بيان العالقة بني الفرد والسلطة يف حني تلك‬
‫العالقة تعد جوهر املسؤولية الجنائية‪ .‬فاملسؤولية هي أهلية الشخص لتحمل الجزاء الذي يقرره قانون العقوبات‪.‬‬
‫وعرفها آخر بأنها "االلتزام بتحمل النتائج القانونية املرتتبة عىل توافر أركان الجرمية‪ ،‬وموضوع هذا االلتزام هو‬
‫العقوبة أو التدبري االحرتازي الذي ينزله القانون باملسؤول عن الجرمية"‪.115‬‬

‫وميكننا تعريف املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة وترويج الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب وسائل‬
‫التواصل االجتامعي ‪ ،‬بأنها تحمل النارش أو املروج النتائج القانونية املرتتبة عن الشائعة التي أذاعها أو روجها يف‬
‫أحد مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬وخضوعه للعقاب املقرر لها قانونا‪ .‬فارتكاب الشخص لجرمية إذاعة الشائعة‬
‫الكرتونيا يثري فكرة املسؤولية الجنائية‪ ،‬وتوقيع الجزاء الجنايئ عليه مبقتىض حكم قضايئ‪ ،‬يعني ثبوت املسؤولية‬
‫الجنائية قبله‪.‬‬

‫‪ 113‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مرص‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الرشوق الدولية ج‪،1‬ط‪ ،4‬باب السني‪.2004،411،‬‬
‫د‪ .‬محمد أبو زهرة‪ ،‬الجرمية والعقوبة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‪ ،‬ص‪.110‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ 115‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام اللبناين‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬مشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،3‬بدون‬
‫سنة نرش‪.463،‬‬

‫‪193‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أساس املسؤولية الجنائية وعنارصها‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أساس املسؤولية الجنائية‪:‬‬
‫ال شك أن املسؤولية الجنائية الناشئة عن اقرتاف الشخص لجرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‬
‫الكرتونيا عرب وسائل التواصل االجتامعي تعني تحــمل الجاين تبعة اآلثار الجرمية الناتجة عن سلوكه‬
‫اإلجرامي‪ ،‬وليك يكون الشخص أهال لتحمل تبعة إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة البد أن يكون متمتعا‬
‫باألهلية الجنائية عند اقرتاف ذلك السلوك‪ ،‬أي أن يكـــ ون مدركا مختارا له عند إتيانه‪ ،‬ولذلك يوصف القصد‬
‫الجنايئ كصورة من صور الركن املعنوي للجرمية العمدية بأنه ركن املسؤولية الجنائية‪ ،‬ويربر ذلك بأن القصد‬
‫الجنايئ يفرتض توافر الركنني الرشعي واملادي للجرمية‪ ،‬ومــــن ثم إذا توافر دل ذلك عىل إجتامع كل اركان‬
‫الجرمية العمدية‪ ،‬مام يقتيض القول بقيام املسؤولية الجنائية‪ ،‬كام يــــربر ذلك بأن توافر القصد الجنايئ‬
‫يفرتض توافر األهلية الجنائية‪ ،‬إي األهلية للمسؤولية الجنائية العمدية‪ ،‬ولكن هذه األهلية تنهض عىل‬
‫املسؤولية الجنائية‪.116‬‬

‫وقد تنازع تحديد أساس املسؤولية الجنائية مذهبان‪ ،‬أحدهام يقوم عىل أساس حرية االختيار‪ ،‬وهي القدرة‬
‫عىل املفاضلة بني الدوافع املختلفة ومن ثم توجيه اإلرادة وفقا ألحدها‪ ،‬فهي قدرة الجاين عىل سلوك الطريق‬
‫الذي يتفق مع القانون أو الطريق املخالف له وتفضيله الطريق األخري‪ .‬وتقاس هذه القدرة عىل أساس استطاعة‬
‫مقاومة الدوافع التي تغري بسلوك طريق الجرمية‪ ،‬فإن توافرت هذه االستطاعة لدى الجاين‪ ،‬غري أنه أراد عدم‬
‫استعاملها فانقاد لهذه الدوافع فهو حر يف اختياره ومسؤول عام اختار‪ ،‬وبقدر ما تنقص هذه االستطاعة يقل‬
‫نصيبه من الحرية وحظه من املسؤولية تبعا لذلك‪.117‬‬

‫بينام ثانيهام وهو مذهب الجربية‪ ،‬ويرى أنصاره أن أفعال اإلنسان‪ ،‬بوصفها ظواهر طبيعية نفسية‪،‬‬
‫خاضعة لجملة من القوانني التي تحكم ظواهر الكون عىل نحو الزم‪ ،‬فهي عىل هـــذا النحو نتيجة حتمية‬
‫ألسباب مؤدية إليها‪ .‬فالجرمية ليست مثرة حرية االختيار ولكنها مثرة نوعني من العوامل‪ ،‬داخلية تكوينية‬
‫وخارجية بيئية اجتامعية‪ ،‬مام يعني أن حرية االختيار ال وجود لها‪ ،‬وامنا هي وليدة الجهل بأسباب الجرمية‬
‫الحقيقية‪.118‬‬

‫‪ 116‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1989 ،‬ص‪.504‬‬
‫‪ 117‬د‪.‬محمد مصطفي القليل‪ ،‬يف املسؤولية الجنائية‪ ،‬مطبعة عبدالله وهبة‪ ،‬مرص‪ ،1945 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 118‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108 ، 107‬‬

‫‪194‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقد أخذ املرشع البحريني باملذهب األول مؤسسا املسؤولية الجنائية عىل أساس حرية االختيار‪ ،119‬ولذلك‬
‫فاملسؤول جنائيا عن جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة هو الشخص الذي يتمتع مبلكتي االدراك وحرية‬
‫االختيار عند اقرتاف الجرمية‪ ،‬ومن ثم فالجاين الذي يتعمد إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب وسائل‬
‫التواصل االجتامعي تقوم مسؤوليته الجنائية عن كافة النتائج املرتتبة عن سلوكه اإلجرامي الذي اقرتفه طاملا‬
‫أنه كان متمتع بحرية االختيار واالدراك عند اقرتافه‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬عنارص املسؤولية الجنائية‪:‬‬


‫ليك تنهض املسؤولية الجنائية قبل مرتكب جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب وسائل التواصل‬
‫االجتامعي البد من توافر عنرصين أولهام اإلدراك وثانيهام اإلرادة‪.‬‬

‫أ‪ -‬االدراك‪ :‬ويقصد به قدرة الشخص عىل فهم ماهية السلوك وطبيعته وتوقع اآلثار املرتتبة عليه‪،‬‬
‫وتنرصف هذه القدرة إىل ماهية الفعل وطبيعته وتوقع آثاره‪ ،‬كام أنها تتصل بعنارص الفعل وخصائصه‬
‫وتنرصف ايضا إىل خطورته عىل املصلحة أو الحق الذي يحميه القانون وما توحي به من اعتداء‬
‫عىل ذلك الحق‪ ،120‬وال تنرصف القدرة عىل الفهم إىل التكييف القانوين للفعل‪ ،‬فالتمييز يع ُد متوافرا‬
‫ولو ثبت أنه مل يكن يف استطاعة املتهم العلم بهذا التكييف‪ ،‬فالعلم بقانون العقوبات والتكييف‬
‫املستخلص منه مفرتض يف حق الكافة‪ .121‬وبناء عليه يتعني لقيام املسؤولية الجنائية ملن يرتكب‬
‫جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب وسائل التواصل االجتامعي أن يكون مدركا ملاهية‬
‫السلوك الذي اقدم عليه وخالف به النصوص التجرميية املقررة يف قانون العقوبات وترتبت عىل‬
‫سلوكه النتائج التي حددها املرشع يف نصوص القانون العقايب‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلرادة‪ :‬ويقصد بها حرية االختيار‪ ،‬وهي صفة تخصص املمكن فهي نشاط نفيس يستند إليها‬
‫اإلنسان يف التأثري عىل ما حوله من أشخاص وأشياء‪ ،‬ومن ثم فهي توجه القوى العصبية إلتيان‬
‫أفعال تفيض إىل آثار مادية مام يشبع بها اإلنسان حاجاته‪ ،‬واإلرادة بهذا املعنى تفرتض العلم وتستند‬
‫إليه‪ ،‬فهي لذلك نشاط يتولد عن وعي‪ ، 122‬واإلرادة هي مقدرة الجاين عىل تحديد الوجهة التي‬

‫تنص املادة (‪":)31‬ل مسؤولية عىل من ارتكب الفعل املكون للجرمية من غري إدراك أو اختيار"‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪ 120‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬القسم العام اللبناين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.662‬‬
‫‪ 121‬تنص املادة (‪ )29‬من قانون العقوبات البحريني عىل أنه‪ " :‬ل يقبل الحتجاج بجهل أحكام هذا القانون‪.".....‬‬
‫‪ 122‬د‪ .‬فخري عبدالرزاق الحديثي‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬مكتبة السنهوري‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،2018 ،‬ص ‪.305‬‬

‫‪195‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تتخذها إرادته‪ ،‬أي مقدرته عىل دفع إرادته يف وجهة بعينها من الوجهات املتعددة التي ميكنه أن‬
‫يتخذها‪ ،‬ولكن هذه الحرية مقيدة بعوامل ال ميكن للجاين السيطرة عليها‪ ،‬وهناك مجال يتمتع يف‬
‫داخله بحرية االختيار‪ ،‬والقانون هو من يحدد هذا املجال‪ ،‬فإن انتفى أو ضاق عىل نحو معترب انتفت‬
‫حريته يف االختيار‪ ،123‬وامتنعت مسؤوليته الجنائية‪ .‬والعوامل التي تقيد حرية االختيار قد تكون‬
‫خارجية مثل اإلكراه والرضورة وقد تكون داخلية نفسية أو عقلية‪.124‬‬

‫ولذلك ال يكفي أن يكون اإلنسان قادرا عىل أن يعلم الوجهات املختلفة التي ميكن أن تتخذها إرادته‬
‫وامنا يجب أن تكون املقدرة عىل انتفاء الوجهة التي ميكن أن تتخذها إرادته‪ ،‬ولذا يفرتض لوجودها أن يكون‬
‫الجاين حرا يف ترصفاته غري مكره عليها ويف وضع جسدي ونفيس وعقيل يساعده عىل اتخاذ الترصفات التي‬
‫يريدها‪.‬‬
‫وتأسيسا عىل ما سبق تنهض املسؤولية الجنائية ملرتكب جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة إذا كان‬
‫قد ارتكب الجرمية وهو مدرك ملاهية السلوك الذي أقدم عليه وكان حرا مختارا لحظة اقرتافه‪ ،‬أي خاليا من‬
‫عيوب اإلدراك و اإلرادة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اركان جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪:‬‬


‫ان جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة أو ترويجها تنهض عىل ثالثة أركان هي‪ :‬الركن الرشعي‪،‬‬
‫الركن املادي‪ ،‬والركن املعنوي‪ .‬وإذا كان الفقه متفق عىل الركنني املادي واملعنوي‪ ،‬إال أنهم أختلفوا حول الركن‬
‫الرشعي‪ ،‬فالبعض يقول بالركن الرشعي والبعض ينكر ذلك عىل أساس أن النص الجنايئ هو من خلق الجرمية‬
‫عمال مببدأ الرشعية املوضوعية" ال جرمية وال عقوبة وال تدبري إال بناء عىل قانون"‪ ،‬ومن ثم ال يجوز أن يكون‬
‫الخالق عنرصا فيام خلق‪ .‬ولكن طاملا وأن بحثنا يتعلق بجرمية إذاعة وترويج الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب‬
‫مواقع التواصل االجتامعي فحري بنا أن نشري إىل النصوص القانونية التي جرمت هذه الجرمية وقررت العقاب‬
‫عليها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الركن الرشعي لجرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪:‬‬
‫يتمثل الركن الرشعي يف النصوص التي مبوجبها جرم املرشع إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة سواء يف‬
‫قانون العقوبات األسايس أم يف قانون العقوبات التكمييل‪ .‬وحيث أن املرشع البحريني أورد نصوصا يف قانون‬

‫‪ 123‬د‪.‬محمود نجيب حسني‪ ،‬اللبناين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.663-262‬‬


‫‪ 124‬راجع عىل سبيل املثال املواد (‪ )35 ،33 ،31‬من قانون العقوبات البحريني‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫العقوبات جرم مبوجبها إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة وأحال يف املادة (‪ )23‬من قانون جرائم تقنية املعلومات‬
‫رقم (‪ )60‬لسنة ‪ 2014‬إىل القوانني األخرى بالنسبة للجرائم املنصوص عليها فيها إذا ارتكبت بواسطة نظام‪ 125‬أو‬
‫أية وسيلة تقنية معلومات‪ 126‬يعاقب بالعقوبة املقررة لتلك الجرمية فإننا سوف نتناول هذه الجرمية يف قانون‬
‫العقوبات ويف نطاق قانون الصحافة البحريني‪.‬‬

‫ً‬
‫اول‪ :‬يف نطاق قانون العقوبات البحريني رقم (‪ )15‬لسنة ‪ :1976‬وردت العديد من النصوص التي‬
‫جرمت إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة‪ ،‬ولعل من أهم تلك النصوص يف هذا القانون‪ ،‬نص املادة (‪ )168‬والتي‬
‫قررت بأنه‪":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عىل سنتني وبالغرامة التي ال تتجاوز مائتي دينار أو بإحدى هاتني‬
‫العقوبتني من أذاع عمدا أخبارا كاذبة مع علمه بأنها من املمكن أن تحدث رضرا باألمن الوطني أو بالنظام العام‬
‫أو بالصحة العام‪ ،‬متى ترتب عىل ذلك حدوث الرضر‪ .‬ويشرتط يف األخبار الكاذبة واملتعلقة بإحداث الرضر‬
‫باألمن الوطني املنصوص عليها يف الفقرة السابقة أن تكون تحريضا عىل العنف‪ ،‬أو من شأنها أن تحرض عىل‬
‫العنف‪ ،‬وعىل أن يكون بينها وبني حدوث ذلك العنف أو احتاملية حدوثه رابط مبارش"‪ .‬من خالل هذا النص‬
‫نالحظ أن املرشع مل يرش بشكل رصيح إىل لفظ الشائعة ولكن الشائعة كام ذكرنا سابقا ما هي إال أخبار كاذبة‬
‫يتم نرشها وترويجها ويرتتب عليها رضر باألمن أو بالنظام العام أو بالصحة العامة‪ ،‬مثل إذاعة وترويج الشائعات‬
‫عن لقاح فريوس كورونا املستجد وما يرتتب عليها من رضر بالغ بالصحة العامة ملا توقعه يف نفوس الناس من‬
‫مخاوف ال أساس لها من اللقاح مام يفيض إىل عزوف الناس عن التطعيم‪ ،‬ومن ثم انتشار الفريوس وما ينجم‬
‫عن ذلك من مخاطر وأرضار صحية وخسائر اقتصادية جسيمة‪ ،‬وهذه الجرمية ال تقع اال عمدية‪ ،‬ويشرتط‬
‫الستحقاق العقاب عىل جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة املتعلقة بإحداث الرضر باألمن الوطني أن تكون‬
‫االخبار الكاذبة والشائعات تتضمن يف طياتها تحريضا عىل العنف أو من شأنها أن تحرض عىل العنف‪ ،‬وأن‬
‫تقوم الرابطة السببية املبارشة بني تلك االخبار الكاذبة وبني ذلك العنف أو احتاملية حدوثه‪.‬‬

‫بينام تحدثت املادة (‪ ) 133‬عقوبات عن جرمية إذاعة أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو‬
‫دعاية مثرية يف زمن الحرب‪ ،‬وكان من شأنها إلحاق الرضر باالستعدادات الحربية للدفاع عن دولة البحرين أو‬

‫‪ 125‬عرفت املادة (‪ ) 1‬من قانون جرائم تقنية املعلومات نظام تقنية املعلومات بأنه‪":‬أداة أو مجموعة أدوات متصلة أو ذات صلة‬
‫ببعضها‪ ،‬ويقوم وأحد منها أو أكرث مبعالجة آلية لبيانات وسيلة تقنية املعلومات وفقًا لربنامج"‪.‬‬
‫‪ 126‬عرفت املادة (‪ )1‬من قانون جرائم تقنية املعلومات وسيلة تقنية املعلومات بأنها‪":‬أي أداة أو وسيلة إلكرتونية أو مغناطيسية أو‬
‫برصية أو كهروكيميائية أو أية أداة تدمج بني تقنيات التصال والحوسبة أو أية أداة أخرى لديها القدرة عىل استقبال أو إرسال‬
‫البيانات ومعالجتها وتخزينها واسرتجاعها برسعة فائقة"‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بالعمليات الحربية للقوات املسلحة أو أثار الفزع بني الناس أو إضعاف الجلد يف األمة‪ ،‬حيث نصت هذه املادة‬
‫عىل أنه‪":‬يعاقب بالسجن مدة ال تزيد عىل عرش سنوات من أذاع عمدا يف زمن الحرب أخبار أو بيانات أو‬
‫إشاعات كاذبة أو مغرضة أو عمد إىل دعاية مثرية وكان من شأن ذلك إلحاق الرضر باالستعدادات الحربية‬
‫للدفاع عن دولة البحرين أو بالعمليات الحربية للقوات املسلحة أو أثار الفزع بني الناس أو إضعاف الجلد يف‬
‫األمة‪.‬‬
‫وتكون العقوبة السجن إذا ارتكبت الجرمية نتيجة التخابر مع دولة أجنبية‪.‬‬
‫وتكون العقوبة السجن املؤبد إذا ارتكبت الجرمية نتيجة للتخابر مع دولة معادية"‪.‬‬

‫ويالحظ عىل هذا النص أنه اشرتط أن تكون إذاعة االخبار أو البيانات أو اإلشاعات الكاذبة قد ارتكبت‬
‫يف الداخل أو يف الخارج ويف زمن الحرب‪ ،‬وأن يرتتب عليها احتاملية الحاق الرضر باالستعدادات الحربية أو‬
‫بالعمليات الحربية أو إثارة الفزع بني الناس أو إضعاف معنويات األمة‪ ،‬كام أن العقوبة تشدد لتصبح السجن‬
‫بحد أقيص ال يزيد عىل ‪ 15‬سنة إذا وقعت الجرمية نتيجة التخابر مع دولة أجنبية‪ ،‬وتشدد العقوبة إىل السجن‬
‫املؤبد إذا ارتكبت الجرمية نتيجة التخابر مع دولة معادية للبحرين‪.‬‬

‫يف حني نصت املادة (‪ )134‬عقوبات بحريني عىل أنه‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر‬
‫وبالغرامة التي ال تقل عن مائة دينار أو بإحدى هاتني العقوبتني كل مواطن أذاع عمدا يف الخارج أخبارا أو‬
‫بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول األوضاع الداخلية للدولة وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة املالية‬
‫بالدولة أو النيل من هيبتها أو اعتبارها‪ ،‬أو بارش بأية طريقة كانت نشاطا من شأنه اإلرضار باملصالح القومية‪.‬‬

‫وتكون العقوبة السجن مدة ال تزيد عىل عرش سنوات إذا وقعت الجرمية يف زمن الحرب"‪.‬‬

‫وقد شددت املادة (‪ )142‬من قانون العقوبات البحريني عقوبة هذه الجرمية بحيث أجازت الحكم باإلعدام‬
‫متى كان قصد الجاين من الجرمية إعانة العدو أو اإلرضار بالعمليات الحربية للقوات املسلحة وكان من شأنها‬
‫تحقيق الغرض املذكور‪ ،‬وهنا نالحظ أن املرشع اشرتط وقوع الرضر الفعيل‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬يف نطاق قانون الصحافة والطباعة والنرشالبحريني رقم (‪ )47‬لسنة ‪ :2002‬عرف قانون‬
‫الصحافة املطبوعات يف املادة (‪ )3‬منه بقوله‪ ":‬الكتابات أو الرسوم أو املؤلفات املغناة أو الصور أو وعاء املنتجات‬
‫السمعية أو السمعية البرصية أو غريها من وسائل التعبري مام هو مطبوع أو مرسوم أو مصور أو مسجل بأية‬

‫‪198‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫طريقة من الطرق مبا فيها الطرق اإللكرتونية أو الرقمية‪ ،‬أو مام هو قابل للثبوت عىل دعامة‪ ،‬أو محفوظ يف‬
‫أوعية حافظة ممغنطة‪ ،‬أو إلكرتونية‪ ،‬أو أية وسيلة تقنية جديدة متى كانت معدة وقابلة للتداول"‪.‬‬

‫كام جرم القانون ذاته نرش األخبار الكاذبة وعاقب عليها بعقوبة الغرامة التي ال تزيد عىل الفي دينار يف‬
‫املادة (‪ ) 70‬التي تنص عىل أنه‪ ":‬مع عدم اإلخالل بأية عقوبة أشد ينص عليها قانون العقوبات أو أي قانون‬
‫آخر‪ ،‬يعاقب بالعقوبة املنصوص عليها يف املادة السابقة عىل نرش ما يتضمن‪:‬‬

‫أ ) عيبا يف حق ملك أو رئيس دولة عربية أو إسالمية‪ ،‬أو أية دولة أخرى تتبادل مع مملكة البحرين‬
‫التمثيل الدبلومايس‪.‬‬
‫ب ) إهانة أو تحقريا ألي مجلس ترشيعي أو املحاكم أو غريها من الهيئات النظامية‪.‬‬
‫ج ) نرش أخبار كاذبة أو أوراق مصطنعة أو مزورة مسندة بسوء نية إىل الغري متى كان من شأن هذا النرش‬
‫تكدير األمن العام أو إلحاق رضر مبصلحة عامة‪.‬‬
‫د ) نرش أنباء عن اإلتصاالت الرسمية الرسية‪ ،‬أو بيانات خاصة بقوة الدفاع يرتتب عىل إذاعتها رضر‬
‫للصالح العام‪ ،‬أو إذا كانت الحكومة قد حظرت نرشها‪ ،‬وتضاعف العقوبة إذا ارتكبت الجرمية يف وقت الحرب‬
‫أو أثناء تعبئة عامة أو جزئية لقوة دفاع البحرين‪ .‬وال يجوز اتخاذ اإلجراءات الجنائية يف الحاالت املنصوص‬
‫عليها يف البند (ب) من هذه املادة إال بناء عىل طلب رئيس الهيئة أو الجهة ذات الشأن"‪.‬‬

‫من خالل النصني السابقني نجد أن املرشع البحريني قد جرم نرش األخبار الكاذبة (الشائعات) أو أوراق‬
‫مصطنعة أو مزورة مسندة بسوء نية إىل الغري إدا كان من شأن النرش تكدير األمن العام أو إلحاق رضر مبصلحة‬
‫عامة‪ ،‬وسواء وقع النرش بوسيلة ورقية أم بوسيلة إلكرتونية عرب مواقع التواصل االجتامعي‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬يف نطاق قانون جرائم تقنية املعلومات رقم (‪ )60‬لسنة ‪ :2018‬مل ينص هذا القانون بشكل رصيح‬
‫عن جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة‪ ،‬ولكن إذا ارتكبت هذه الجرائم الكرتونيا بواسطة مواقع التواصل‬
‫االجتامعي فقد أحالت املادة (‪ )23‬من هذا ال قانون إىل الجرائم املنصوص عليها يف القوانني األخرى إذا ارتكبت‬
‫بواسطة نظام أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬إذ نصت هذه املادة عىل أنه‪ ":‬فيام عد ما وردر بشأنه نص خاص يف‬
‫هذا القانون‪ ،‬من قام بارتكاب جرمية منصوص عليها يف قانون آخر بواسطة نظام أو أية وسيلة تقنية معلومات‪،‬‬
‫يعاقب بالعقوبة املقررة لتلك الجرمية"‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫من خالل نص هذه املادة إذا ارتكبت جرمية إذاعة الشائعات أو األخبار الكاذبة الكرتونيا عرب وسيلة من‬
‫وسائل التواصل االجتامعي فإنه يعاقب بالعقوبة املقررة للجرمية يف القانون الذي ورد النص عليها فيه‪ .‬وهكذا‬
‫يتضح لنا أن اقرتاف جرمية الشائعة عرب وسائل التواصل االجتامعي تخضع ملبدأ الرشعية‪ ،‬ويتحقق بذلك الركن‬
‫الرشعي للجرمية‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الركن املادي‬
‫يتمثل الركن املادي يف جرمية إذاعة وترويج الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب مواقع التواصل االجتامعي‬
‫يف املظهر الخارجي لها‪ ،‬وهو السلوك االيجايب الصادرعن إنسان سواء باليد كالكتابة أو بالرسم أو االشارة أو‬
‫بالفم عىل شكل قول أو صوت أو تسجيل ونحو ذلك‪ 127‬إذا ما تم هذا السلوك االجرامي عرب موقع التواصل‬
‫اجتامعي املختلفة‪ ،‬أو السلوك السلبي عندما ميتنع الجاين عن القيام بعمل يستطيع القيام به ملنع إذاعة أو نرش‬
‫الشائعات واألخبار الكاذبة برشط أن يكون هناك واجب قانوين يلزمه بالقيام بذلك العمل الذي أمتنع عن القيام‬
‫به ووقوع النتيجة املرتتبة عىل ذلك االمتناع‪ ،‬فهو قوام الجرمية املادي املتمثل بالسلوك الحقيقي الذي ترتتب‬
‫عليه نتيجة إجرامية‪.128‬‬
‫إذن الركن املادي هو سلوك سلبي أو إيجايب ونتيجة إجرامية مرتتبة عىل السلوك والتي قد تتمثل بالرضر‬
‫الذي لحق الحق أو املصلحة التي يحميها القانون أو إحتامل إلحاق الرضر بها‪ ،‬والبد من قيام عالقة سببية‬
‫مبارشة بني السلوك والنتيجة اإلجرامية‪ .‬وسوف نتحدث هنا عن السلوك االجرامي والنتيجة االجرامية والرشوع‬
‫يف الجرمية‪.‬‬
‫ً‬
‫اول‪ :‬السلوك الجرامي‬
‫فالسلوك قد يتمثل يف إذاعة إشاعات أو أخبار أو بيانات كاذبة أو مغرضة أو دعاية مثرية واإلذاعة تشمل‬
‫الرتويج ألن الرتويج وسيلة إلذاعة الشائعات واألخبار الكاذبة أو املغرضة‪ ،‬فام هو املقصود باإلذاعة والرتويج؟‬
‫‪ :1‬إذاعة أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة‪ :‬ويقصد بإذاعة األخبار أو البيانات أو اإلشاعات‬
‫الكاذبة نرش األخبار املغايرة للحقيقة وإظهار األشياء عىل غري حقيقتها‪ ،‬فالجاين هنا يقوم باستخدام وسائل‬
‫التواصل االجتامعي لنرش وإعالن وبث وإفشاء وإظهار األخبار أو البيانات خالفا للحقيقة بغرض التأثري‬
‫باملستهدف من تلك األخبار أو البيانات الكاذبة وغري الحقيقية‪.‬‬

‫د‪.‬عيل حسن ال رشيف‪ ،‬أحكام الشائعات يف القانون العقايب املقارن‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر أساليب مواجهة الشائعات‪،‬‬ ‫‪127‬‬

‫أكادميية نايف للعلوم األمنية – الرياض‪ ،2001 -‬ص‪.141‬‬


‫‪ 128‬د‪.‬محمود نجيب حسني‪ ،‬القسم العام ‪ ،1989-‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.280‬‬

‫‪200‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ولذلك فالخرب الكاذب أو املغرض يكون كاذبا أو مغرضا عندما ال يطابق الحقيقة كلها أو جزء منها سواء‬
‫كان عن طريق الحذف أو اإلضافة أو سوى ذلك من الوسائل التي تناقض الحقيقة يف أية صورة من صورها‪.‬‬

‫واإلشاعة الكاذبة أو املغرضة تكون كذلك عندما تكون هناك رواية عن وقائع بأسلوب يشعر املتلقي بأن ما‬
‫يذاع أو ينرش عرب وسائل التواصل االجتامعي هو علم عام معروف للجمهور‪ ،‬أي هي رواية عن أمر أو حدث أو‬
‫شخص بأسلوب يشعر بالذيوع واالنتشار ملا ينرش أو يذاع‪ ،‬فهي نوع من الخرب غري املؤكد‪ ،‬ويريد قائله أو نارشه‬
‫أو مذيعه إلفات النظر إىل تأكيده وعلم الناس به‪.129‬‬

‫‪ :2‬إذاعة دعاية مثرية أو أخبار مغرضة‪ :‬يقصد بالدعاية املثرية تلك الحمالت املدبرة إلثارة الشعور بالهلع‬
‫وبث الخوف والذعر بني الناس‪ ،‬والتي هي يف جوهرها معلومات تثري يف النفس نوعا من القلق أو االضطراب‪،‬‬
‫يفسد عىل صاحبه ملكة الحكم عىل األشياء أو األشخاص أو األحداث‪ ،‬وهي أخبار مبالغ فيها ومكررة‪.‬‬

‫أما األخبار املغرضة يف تلك التي تنطوي عىل بعض الحقيقة ولكنها تذاع وتنرش بيشء من التحريف أو‬
‫الخوف مبا يجعلها يف حكم األخبار الكاذبة‪ ،‬فالخرب املحرف الذي فيه يل للحقيقة مع وجه يشوهها هو خرب‬
‫مغرض‪ .130‬وأما إثارة الفزع فهي استيالء الهلع والرعب بني الناس‪ ،‬فال يشعرون باألمان يف سريهم وغدوهم‬
‫وتجولهم وإقامتهم‪ ،‬ويتوجسون الخوف والفزع من احتامل حدوث ما يعكر صفو حياتهم ويهدد العيش يف‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫وأما تكدير السلم العام‪ ،‬فالسلم العام هو اإلحساس باألمن والطأمنينة ونفي الخوف عن املواطنني‬
‫واالستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي‪ ،‬فأي خرب أو بيان أو إشاعة كاذبة أو إشارة مغرضة أو مثرية‪ ،‬تستهدف منع‬
‫الناس من إداء أعاملهم أو كفهم عن مامرسة حياتهم الطبيعية املرشوعة‪ ،‬ميثل تكديرا للسلم العام‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬النتيجة الجرامية‪:‬‬


‫بني املرشع البحريني النتيجة اإلجرامية التي يسعى الجاين إىل تحقيقها عرب إذاعة األخبار أو البيانات أو‬
‫اإلشاعات الكاذبة أو املغرضة أو إذاعة دعاية مثرية عرب مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬وهذه النتيجة قد تتمثل يف‬
‫أن ميون من شأن سلوك الجاين إلحاق الرضر باالستعدادات الحربية للدفاع عن دولة البحرين أو بالعمليات‬

‫د‪ .‬عبدالحميد الشواريب‪ ،‬الجرائم التعبريية‪ ،‬جرائم الصحافة والنرش‪ ،‬دار الكتب والدراسات العربية‪ ،‬السكندرية‪،2018 ،‬‬ ‫‪129‬‬

‫ص‪.149‬‬
‫‪ 130‬د‪ .‬عبدالحميد الشواريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.194‬‬

‫‪201‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الحربية للقوات املسلحة أو إثارة الفزع بني الناس أو إضعاف الجلد يف األمة وتثبيط عزميتها‪ ،‬أو إضعاف الثقة‬
‫املالية بالدولة أو النيل من هيبتها أو اعتبارها‪ ،‬أو اإلرضار باملصالح القومية‪ ،‬أو من املمكن أن تحدث رضرا باألمن‬
‫الوطني أو بالنظام العام أو بالصحة العامة متى ترتب عىل ذلك حدوث الرضر‪ ،‬أو تكدير السلم العام أو الحاق‬
‫الرضر مبصلحة عامة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الرشوع يف الجرمية‪:‬‬


‫الرشوع يف هذه الجرمية كصورة من صور الركن املادي متصور‪ ،‬كام لو قام الجاين مبحاولة إذاعة إشاعة‬
‫أو خرب كاذب ولكن الجهاز الذي أستخدمه مل يسعفه يف اإلذاعة والنرش‪ ،‬أو تم ضبط الجاين عندما بدأ باإلذاعة‬
‫أو النرش للبيان أو الخرب الكاذب أو اإلشاعة الكاذبة أو املغرضة‪ .‬فأغلب صور هذه الجرمية من جرائم الرضر‪،‬‬
‫أي الجرائ م املادية ذات النتيجة التي يتحقق فيها الرشوع املعاقب عليه يف الجنايات وأما الجنح فال يعاقب‬
‫املرشع البحريني عىل الرشوع فيها‪.131‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الركن املعنوي‪:‬‬


‫الركن املعنوي لجرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة يتمثل بالقصد الجنايئ‪ ،‬وهو توجيه الفاعل إرادته‬
‫نحو اقرتاف سلوك إجرامي إيجاين أو سلبي وهو يدرك متاما أنه ينتهك به النصوص التجرميية‪.132‬‬

‫فالقصد الجنايئ لجرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة هو علم الجاين بعنارص الجرمية كام حددها‬
‫النموذج القانوين للجرمية واتجاه إرادته إىل تحقيق هذه العنارص أو قبوله لها‪.133‬‬

‫ويف جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة تتجه إرادة الفاعل إىل القيام بإذاعة الشائعة واألخبار‬
‫الكاذبة أو ترويجها عرب وسائل التواصل االجتامعي وهو يعلم بأن فعله هذا مجرم قانونا وأنه سوف ترتتب عليه‬
‫إلحاق الرضر باألمن الوطني أو بالقوات املسلحة أو خطط الدفاع والعمليات العسكرية أو اإلرضار باالقتصاد‬
‫الوطني أو بالصحة العامة أو تعريضها للخطر‪ ،‬وإرادة تلك النتائج أاملرتتبة عىل ذلك أوقبوله لها‪.‬‬

‫‪ 131‬تنص املادة (‪ ) 38‬من قانون العقوبات البحريني عىل أنه " ل يعاقب عىل الرشوع يف الجنح إل يف الحالت التي ينص عليها‬
‫القانون"‪.‬‬
‫‪ 132‬د‪.‬عبد الوهاب حومد‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون الجزاء الكويتي‪ ،‬منشورات جامعة الكويت‪ ،1987 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ 133‬محمد منصور البابا‪ ،‬تجريم الشائعة يف الترشيع األردين – دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة إىل كلية الحقوق بجامعة‬
‫الرشق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،2020 ،‬ص‪.78‬‬
‫تاريخ الولوج ‪https://meu.edu.jo/libraryTheses/A.pdf.2021/7/6‬‬

‫‪202‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فالعلم يجب أن ينرصف إىل طبيعة فعل الشائعة ونتيجته االجرامية وإىل موضوع الحق املعتدى عليه‬
‫والظروف الداخلة يف تكوين الجرمية وزمان إرتكابها‪ ،‬ورضورة إقرتان العلم باإلرادة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬عقوبة جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة‬


‫متهيد وتقسيم‪ :‬سوف نتناول يف هذا املبحث العقوبات املقررة لجرمية إذاعة وترويج الشائعات واألخبار‬
‫الكاذبة‪ ،‬وهذه العقوبات إما أن تكون عقوبات أصلية وإما أن تكون عقوبات فرعية‪ ،‬وهذا يقتيض منا تقسيم‬
‫هذا املبحث إىل مطلبني‪ ،‬أولهام‪ :‬العقوبات األصلية‪ ،‬وثانيهام‪ :‬العقوبات الفرعية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬العقوبة األصلية املقررة لجرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة‪:‬‬
‫تعرف العقوبة بأنها "جزاء مقرر بنص القانون ويوقعه القايض عىل من تثبت مسؤوليته عن فعل يعد‬
‫جرمية ليصيب به املتهم يف شخصه أو ماله أو رشفه"‪ ،134‬وقد ربط املرشع البحريني بشكل دقيق نوع العقوبة‬
‫ومقدارها بتكييف الجرمية القانوين الذي يستند إىل طبيعة املصلحة أو الحق الذي تستهدف الجرمية الحاق‬
‫الرضر به أو تعريضه للخطر‪ ،‬وسوف نتناول العقوبات األصلية املقررة لجرمية إذاعة الشائعات واألخبار الكاذبة‬
‫يف الترشيع الجنايئ البحريني تباعا‪:‬‬

‫ً‬
‫اول‪ :‬عقوبة الحبس والغرامة أو أحدهام‪ :‬لقد قرر املرشع البحريني عقوبة الحبس مدة ال تقل عن ثالثة‬
‫أشهر والغرامة التي ال تقل عن مائة دينار أو بإحدى العقوبتني يف املادة (‪ )134‬من قانون العقوبات‪ ،‬كعقوبة‬
‫مقررة لجرمية قيام املواطن يف الخارج بتعمد إذاعة أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول األوضاع‬
‫الداخلية للدولة إذا كان من شأن ذلك إضعاف الثقة املالية بالدولة أو النيل من هيبتها أو اعتبارها‪ ،‬أو بارش بأية‬
‫طريقة نشاطا من شأنه اإلرضار باملصالح القومية‪ ،‬وهنا يتضح بأن الجرمية يف صورتها البسيطة جنحة ‪ .‬فإذا‬
‫وقعت الجرمية يف زمن الحرب تشدد العقوبة إىل السجن مدة ال تزيد عىل عرش سنوات‪ ،‬وهنا تتحول الجرمية‬
‫إىل جناية إذا توافر ظرف التشديد وهو وقوع الجرمية يف زمن الحرب‪.‬‬

‫ونالحظ أن املرشع قرر العقوبة املذكورة إذا ارتكب املتهم فعال من أفعال إذاعة أخبار أو بيانات أو‬
‫إشاعات كاذبة أو مغرضة عىل ما هو موصوف بالنص دون أن ينتظر تحقق النتائج الضارة‪ ،‬حيث يكفي حصول‬
‫الفعل املتجه بحسب طبيعته وقصد الفاعل إىل إحداث نتيجة ضارة‪ ،‬وهو بهذا يساوى بني وقوع نتيجة ضارة‬

‫‪ 134‬د‪ .‬محمد زيك أبو عامر‪ ،‬مبادئ علم الجرام وعلم العقاب‪ ،‬الدار الجامعة للنرش‪ ،‬السكندرية‪ ،1992،‬ص‪.435‬‬

‫‪203‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبني عدم وقوعها‪ ،‬مام يعني أن جرائم إذاعة األخبار أو البيانات أو اإلشاعات الكاذبة هي من جرائم الخطر‪،‬‬
‫ألن املرشع استخدم عبارة "‪ ....‬من شأنه إضعاف‪ .....‬من شأنه اإلرضار‪."..‬‬

‫كام قرر املرشع البحريني يف املادة (‪ ) 168‬من قانون العقوبات‪ ،‬عقوبة الحبس مدة ال تزيد عىل سنتني‬
‫وبالغرامة التي ال تتجاوز مائتي دينار أو بإحدى العقوبتني ملن يرتكب جرمية تعمد إذاعة أخبار كاذبة مع علمه‬
‫بأنها من املمكن أن تحدث رضرا باألمن الوطني أو بالنظام العام أو بالصحة العامة متى ترتب عىل ذلك حدوث‬
‫الرضر‪ .‬وقد اشرتط املرشع يف األخبار الكاذبة املتعلقة بإحداث الرضر باألمن الوطني أن تكون تحريضا عىل‬
‫العنف أو من شأنها أن تحرض عليه‪ ،‬وأن يكون بني تلك األخبار الكاذبة وبني حدوث العنف أو احتاملية حدوثه‬
‫رابط مبارش‪.‬‬

‫وحسنا فعل املرشع البحريني حيث جعل العقاب شامال الجرمية إذا كان من شأنها أن تحدث رضرا‬
‫بالصحة العامة‪ ،‬إذ كرثت الشائعات واألخبار الكاذبة التي أنترشت مؤخرا يف وسائل التواصل االجتامعي عن‬
‫اللقاحات الخاصة بجائحة كورونا‪ ،‬مام ترتب عليها إثارة الفزع والخوف يف أوساط الناس وأدت إىل إلحاق‬
‫أرضار بالغة باالقتصاد الوطني والصحة العامة وعرقلة الجهود التي تقوم بها السلطات املختصة مبكافحة‬
‫الجائحة‪ ،‬حيث أدت تلك الشائعات إىل عزوف الناس وخوفهم من تلقي اللقاحات التي وفرتها الدولة ملواجهة‬
‫فريوس كورونا‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل إزدياد اإلصابات بني املواطنني واملقيمني ومن ثم زيادة األعباء املالية عىل‬
‫كاهل الدولة ملواجهة تلك الزيادات من توفري العالجات وتعطل املصابني واملخالطني عن العمل خالل تلقي‬
‫العالج أو الحجر وكذلك إضطرار السلطات إىل إغالق املحالت التجارية وكذلك تحمل الخزينة العامة للدولة‬
‫دفع مساعدات مالية كبرية للكثري من الرشكات الخاصة وأصحاب املرشوعات الصغرية التي تأثرت بالجائحة‪،‬‬
‫وهو ما يلحق خسائر كبرية باالقتصاد الوطني‪ ،‬فضال عن الوفيات وهي بال شك خسائر جسيمة‪.‬‬

‫األعذار املخففة للعقاب واإلعفاء منه‪ :‬وإذا تعدد املساهمون يف الجرمية املصوص عليها يف املادة (‪)134‬‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬فإنه طبقا للامدة (‪ ) 144‬من القانون ذاته إذا بادر أحدهم إىل إبالغ السلطات القضائية أو‬
‫اإلدارية عن الجرمية قبل البدء يف التحقيق‪ ،‬فإن العقوبة تخفف عنه بإعتبار االبالغ عذر قانوين مخفف‪ ،‬كام‬
‫أجاز املرشع للقايض يف هذه الحالة إعفا ء الجاين الذي بادر باالبالغ من العقوبة إذا رأى محال لذلك‪ ،‬فاالمر‬
‫يف هذه الحالة األخرية مرتوك أمر تقرير اإلعفاء لسلطة القايض التقديرية‪ ،‬وهو ما يعرف بالعفو القضايئ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وترسي األحكام ذاتها بالنسبة للمساهم الذي ميكن السلطات أثناء التحقيق من القبض عىل مرتكبي الجرمية‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫إذا تعدد املساهمون يف إقرتاف جرمية تعمد إذاعة أخبار كاذبة فإنه طبقا للامدة (‪ )177‬من القانون ذاته‬
‫إذا بادر أحد املساهمني فيها بإبالغ السلطات القضائية أو اإلدارية عن وقوع الجرمية قبل البدء يف التحقيق‬
‫االبتدايئ‪ ،‬فإن ذلك اإلبالغ يع ُد عذرا قانونيا مخففا للعقوبة عنه‪ .‬كام يجوز للقايض وفقا لسلطته التقديرية إعفاء‬
‫املبلغ من العقوبة إذا رأى محال لذلك‪ .‬وترسي األحكام السابقة بالنسبة للجاين الذي ميكن السلطات أثناء‬
‫التحقيق من القبض عىل املساهمني اآلخرين يف ارتكاب الجرمية‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬عقوبة السجن‪ :‬قرر املرشع البحريني عقوبة السجن املؤقت مدة ال تزيد عىل عرش سنوات يف املادة‬
‫(‪ ) 133‬من قانون العقوبات‪ ،‬كجزاء مقرر لجرمية قيام الجاين بتعمد إذاعة أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو‬
‫مغرضة أو عمد إىل دعاية مثرية يف زمن الحرب‪ ،‬وكان من شأن الجرمية إلحاق الرضر باالستعدادات الحربية‬
‫للدفاع عن مملكة البحرين أو بالعمليات الحربية لقواتها املسلحة أو أثار الفزع بني الناس أو إضعاف معنويات‬
‫األمة‪ .‬وتشدد العقوبة إذا ارتكبت الجرمية نتيجة للتخابر مع دولة أجنبية إىل السجن من ثالث سنوات إىل‬
‫خمس عرشة سنة‪ .‬وتشدد العقوبة إىل السجن املؤبد إذا ارتكبت الجرمية نتيجة للتخابر مع دولة معادية للمملكة‪.‬‬

‫وهنا نالحظ أن الجرمية يف كل أوصافها البسيطة واملشددة تعد جناية‪ ،‬واملرشع أعترب هذه الجرمية جرمية‬
‫خطر‪ ،‬حيث أستخدم عبارة "‪ .......‬وكان من شأن الجرمية إلحاق الرضر ‪ ،".....‬مام يعني أن املرشع ال‬
‫ينتظر وقو ع النتيجة الضارة للعقاب بل يعاقب الجاين ولو مل تحصل النتيجة الضارة ويكتفي بإمكانية حدوثها‪،‬‬
‫أي أنه ساوى يف العقوبة بني تحقق النتيجة الضارة وبني عدم تحققها طاملا أن قصد الجاين كان متجها ابتداء‬
‫إىل تحقيقها‪.‬‬

‫األعذار املخففة للعقاب واإلعفاء منه‪ :‬وفقا للامدة (‪ )144‬من القانون ذاته إذا تعدد املساهمني يف‬
‫الجرمية املنصوص عليها يف املادة (‪ )133‬من قانون العقوبات وبادر أحدهم إىل إبالغ السلطات القضائية أو‬
‫اإلدارية عن الجرمية قبل البدء يف التحقيق‪ ،‬فإن العقوبة تخفف عنه بإعتبار االبالغ عذر قانوين مخفف‪ ،‬كام‬
‫أجاز املرشع للق ايض يف هذه الحالة إعفاء الجاين الذي بادر باالبالغ من العقوبة إذا رأى محال لذلك‪ ،‬فاالمر‬
‫يف هذه الحالة األخرية مرتوك أمر تقرير اإلعفاء لسلطة القايض التقديرية‪ ،‬وهو ما يعرف بالعفو القضايئ‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وترسي األحكام ذاتها بالنسبة للمساهم الذي ميكن السلطات أثناء التحقيق من القبض عىل مرتكبي الجرمية‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬عقوبة اإلعدام‪ :‬أجازت املادة (‪ ) 142‬من القانون ذاته للمحكمة الحكم باإلعدام عن هذه الجرمية‬
‫متى كان قصد الجاين منها إعانة العدو أو اإلرضار بالعمليات الحربية للقوات املسلحة وكان من شأن الجرمية‬
‫تحقيق الغرض املذكور‪ ،‬حي ث نصت هذه املادة عىل أنه‪ " :‬يجوز الحكم باإلعدام يف الجنايات الواردة يف هذا‬
‫الفصل‪ 135‬متى قصد الجاين منها إعانة العدو أو اإلرضار بالعمليات الحربية للقوات املسلحة وكان من شأنها‬
‫تحقيق الغرض املذكور"‪.‬‬

‫ويف حالة تعدد املساهمني يف اقرتاف الجرمية فإنه وفقا للامدة (‪ )144‬من قانون العقوبات إذا بادر أحدهم‬
‫إىل إبالغ السلطات القضائية أو اإلدارية عن الجرمية قبل البدء يف التحقيق‪ ،‬فإن العقوبة تخفف عنه بإعتبار‬
‫االبالغ عذر قانوين مخفف‪ ،‬كام أجاز املرشع للقايض يف هذه الحالة إعفاء الجاين الذي بادر باالبالغ من‬
‫العقوبة إذا رأى محال لذلك‪ ،‬فاالمر يف هذه الحالة األخرية مرتوك أمر تقرير اإلعفاء لسلطة القايض التقديرية‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬عقوبة الغرامة‪ :‬قرر املرشع البحريني يف املادة ( ‪ ) 134‬من قانون العقوبات عقوبة الغرامة التي ال‬
‫تقل عن مائة دينار عىل كل مواطن أذاع عمدا يف الخارج أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة حول‬
‫األوضاع الداخلية للدولة إذا كان من شأنها إضعاف الثقة املالية بالدولة أو النيل من هيبتها أو اعتبارها‪ ،‬أو بارش‬
‫بأية طريقة كانت نشاطا من شأنه اإلرضار باملصالح القومية‪ .‬كام فرض عقوبة الغرامة التي ال تتجاوز مائتي‬
‫دينار عىل من أذاع عمدا أخبار كاذبة مع علمه بأنها من املمكن أن تحدث رضرا باألمن الوطني أو بالنظام العام‬
‫أو بالصحة العامة‪ ،‬متى ترتب عىل ذلك حدوث الرضر‪.‬‬
‫كام عاقبت املادة (‪ ) 70‬من قانون الصحافة جرمية نرش األخبار الكاذبة بالعقوبة املنصوص عليها يف املادة‬
‫(‪ )69‬منه‪ ،‬وهي عقوبة الغرامة التي ال تزيد عىل الفي دينار‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬العقوبات الفرعية املقررة لجرمية إذاعة الشائعات واألخبار الكاذبة‪:‬‬
‫من العقوبات الفرعية التي قررها املرشع البحريني لجرمية إذاعة الشائعات واألخبار الكاذبة ‪ ،‬عقوبة‬
‫املصادرة وعقوبة الحرمان من بعض الحقوق واملزايا وعقوبة الحجر القانوين وعقوبة العزل من الوظيفة أو الخدمة‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪ 135‬هذا الفصل خاص بجرائم أمن الدولة الخارجي‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ً‬
‫اول‪ :‬عقوبة املصادرة‪ :‬نص املرشع البحريني يف قانون العقوبات عىل أنه‪ ":‬يجوز للقايض إذا حكم بعقوبة‬
‫لجرمية أن يحكم مبصادرة األشياء املضبوطة التي تحصلت منها أو التي استعملت فيها أو كان من شأنها أن‬
‫تستعمل فيها‪.‬‬
‫ويحكم القايض مبصادرة األشياء املذكورة مام يعد صنعها أو حيازتها أو إحرازها أو استعاملها أو التعامل‬
‫فيها جرمية ولو مل تكن مملوكة للمتهم أو مل يكن قد صدر يف الدعوى حكم باإلدانة‪.‬‬
‫وعىل القايض أن يحكم مبصادرة األشياء التي جعلت أجرا الرتكاب الجرمية‪.‬‬
‫وهذا كله بدون إخالل بالحقوق العينية التي للغري الحسن النية"‪.136‬‬
‫وعقوبة املصادرة هنا مقررة سواء كانت الجرمية جناية أو جنحة‪ ،‬ولكن ال ميكن الحكم بها إال إذا كان قد‬
‫سبقها إجراء الضبط والتحريز‪ ،‬ألن الحكم مبصادرة األشياء التي تحصلت من جرمية بث الشائعات الكاذبة أو‬
‫استعملت فيها أو كانت معدة ل الستعامل فيها ال ميكن مامل تكن تلك األشياء قد ضبطت‪ ،‬فالنص جاء بصيغة‬
‫" ‪ ...‬األشياء الضبوطة‪ "....‬وهذا أمر منطقي‪ .‬فمثال لو تم إذاعة أخبار أو بيانات كاذبة عرب وسائل التواصل‬
‫االجتامعي وكان ذلك نظري مقابل مادي مودع يف البنك مثال يجوز الحكم مبصادرته‪ ،‬فاملرشع أجاز مصادرة‬
‫األشياء التي جعلت أجرا الرتكاب الجرمية‪ ،‬كام يحكم بأجهزة الحاسب اآليل أو الهواتف النقالة التي استعملت‬
‫يف ارتكاب الجرمية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عقوبة الحرمان من الحقوق واملزايا املنصوص عليها يف املادة (‪ :137 )53‬قرر املرشع البحريني‬
‫عقوبة الحرمان من الحقوق واملزايا يف قانون العقوبات بقوله‪ ":‬الحكم بالسجن يستتبع الحرمان من كل‬
‫الحقوق واملزايا املنصوص عليها يف املادة ‪ 53‬وذلك من يوم الحكم حتى نهاية تنفيذ العقوبة أو انقضائها بأي‬

‫‪ 136‬املادة (‪ )64‬من قانون العقوبات البحريني‪.‬‬


‫‪ 137‬تنص املادة (‪ )53‬من قانون العقوبات البحريني ‪ ":‬التجريد املدين هو حرمان املحكوم عليه من كل أو بعض الحقوق واملزايا‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحق يف تويل الوظائف والخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬الحق يف أن يكون ناخبا أو منتخبا يف املجالس العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق يف أن يكون ناخبا أو منتخبا يف الهيئات املهنية والنقابية‪.‬‬
‫‪ -4‬الصالحية ألن يكون عض ًوا يف مجلس إدارة رشكة مساهمة أو مديرا لها‪.‬‬
‫‪ -5‬الصالحية ألن يكون خبريا‪.‬‬
‫‪ -6‬الصالحية ألن يكون مديرا أو نارشا إلحدى الصحف‪.‬‬
‫‪ -7‬الصالحية لتويل إدارة مدرسة أو معهد‪.‬‬
‫‪ -8‬حمل أوسمة وطنية أو أجنبية"‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫سبب أخر‪ ."...........‬ويالحظ أن عقوبة الحرمان من الحقوق املقررة يف النص السابق هي عقوبة فرعية‬
‫تبعية وجوبية يف الجنايات املعاقب عليها بالسجن‪.‬‬

‫أما املادة (‪ ) 61‬من قانون العقوبات فقد قررت عقوبة الحرمان من الحقوق واملزايا كعقوبة فرعية تكميلة‬
‫يف الجنايات بقولها ‪ ":‬للقايض عند الحكم باإلدانة يف جناية أن تأمر بحرمان املحكوم عليه من حق أو مزية‬
‫أو أكرث مام نص عليه يف املادة ‪ 53‬وذلك ملدة ال تقل عن سنة وال تزيد عىل عرش سنوات تبدأ من نهاية تنفيذ‬
‫العقوبة أو انقضائها ألي سبب أخر‪.‬‬

‫وإذا كانت العقوبة املحكوم بها هي الحبس امتد الحرمان املقيض به إىل فرتة وجود املحكوم عليه‬
‫بالسجن"‪.‬‬

‫من النصني السابق نجد أن عقوبة الحرمان من الحقوق واملزايا عقوبة فرعية تكميلية جوازية يف‬
‫الجنايات حتى ولو حكم فيها القايض بعقوبة الحبس بدال عن السجن عند توافر ظرف قضايئ أو عذر قانوين‬
‫مخفف‪ ،‬ولكن مدة الحرمان تختلف ففي حالة الحكم بالسجن تكون مدة الحرمان ال تقل عن سنة وال تزيد‬
‫عىل عرش سنوات تبدأ من نهاية تنفيذ عقوبة السجن أو انقضائها ألي سبب‪ ،‬بينام إذا كان حكم اإلدانة يف‬
‫الجناية كان عقوبة الحبس أمتد الحرمان املقيض به إىل فرتة وجود املحكوم عليه بالسجن فقط‪ .،‬ولذا يحكم‬
‫بعقوبة الحرمان من الحقوق واملزايا إذا ارتكبت جناية أو جنحة إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة عرب وسائل‬
‫التواصل االجتامعي كعقوبة فرعية تبعية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬عقوبة الحجر القانوين‪ :‬لقد قرر املرشع البحريني عقوبة الحجر القانوين كعقوبة فرعية تبعية للعقوبة‬
‫األصلية يف الجرائم الصادر فيها حكم باإلعدام أو السجن املؤبد أو املؤقت‪ ،‬إلذ نصت املادة (‪ )58‬من قانون‬
‫العقوبات عىل أنه‪ ":‬كل حكم صادر باإلعدام يستتبع بقوة القانون بطالن كل أعامل الترصف واإلدارة التي‬
‫تصدر عن املحكوم عليه عدا الوصية‪.‬‬

‫ويعني عىل أموال املحكوم عليه قيم تتبع يف إجراءات تعيينه وتحديد سلطاته األحكام املعمول بها يف‬
‫شأن القوامة عىل املحجور عليهم"‪.‬‬

‫كام نصت املادة (‪ ) 59‬من قانون العقوبات البحريني عىل أنه ‪ ":‬الحكم بالسجن يستتبع الحرمان من كل‬
‫الحقوق واملزايا ‪...................‬‬

‫‪208‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويقع باطال كل عمل من أعامل الترصف أو اإلدارة إذا صدر من املحكوم عليه بالسجن خالل مدة سجنه‪.‬‬

‫ويعني عىل أمواله قيم تتبع يف إجراءات تعيينه وتحديد سلطاته األحكام املعمول بها يف شأن القوامة عىل‬
‫املحجور عليهم"‪.‬‬

‫ومن خالل النصني السابقني نجد أن عقوبة الحجر القانوين تقع بقوة القانون يف الجنايات املعاقب عليها‬
‫باإلعدام أو بالسجن املؤبد أو املؤقت‪ ،‬وحيث أن جرمية إذاعة الشائعات واألخبار الكاذبة كام رأينا قد يحكم فيها‬
‫بالسجن املؤقت أو املؤبد وفقا للامدة (‪ )333‬عقوبات ويجوز الحكم فيها باإلعدام وفقا للامدة (‪ )142‬من قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬فإن الحكم باإلعدام أو بالسجن يف هذه الجرمية يستتبع بقوة القانون فرض عقوبة الحجر القانوين‬
‫عليه‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬عقوبة العزل من الوظيفة أو الخدمة العامة‪ :‬هذه العقوبة قررها املرشع البحريني كعقوبة فرعية‬
‫تبعية يف املادة (‪ )60‬من قانون العقوبات التي تنص عىل أنه ‪:‬‬

‫" إذا كان املحكوم عليه موظفا عاما أو مكلفا بخدمة ترتب عىل حرمانه من الحق يف تويل الوظائف أو‬
‫الخدمات العامة عزله م نها"‪ .‬وفقا لهذا النص إذا كان مقرتف جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة موظف‬
‫عام أو مكلف بخدمة عامة وحكم بحرمانه من تويل الوظائف أو الخدمات العامة‪ ،‬فإن ذلك الحكم يستتبع بقوة‬
‫القانون عزله من الوظيفة‪.‬‬

‫وهذه العقوبة تفرض عىل املوظف بقوة القانون عىل املوظف العام سواء كانت الجرمية جنحة أم جناية‪.‬‬

‫الخامتة‬

‫بعد أن انتهينا من دراسة موضوع املسؤولية الجنائية الناشئة عن جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة عرب‬
‫وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬توصلنا إىل جملة من النتائج والتوصيات وكام ييل‪:‬‬

‫ً‬
‫اول‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫خلصت الدراسة إىل أن وسائل التواصل االجتامعي املختلفة تُع ُد من أخطر وسائل إذاعة ونرش‬ ‫‪-1‬‬
‫الشائعة أو االخبار الكاذبة يف الوقت الراهن واملستقبل املنظور‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خلصت الدراسة إىل أن نرش الشائعة أو األخبار الكاذبة عرب مواقع التواصل االجتامعي تنهض بها‬ ‫‪-2‬‬
‫املسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إىل أن الشائعة وإن كانت نشاط ميارس منذ القدم إال أننا مل نجد لها تعريفا لدى‬ ‫‪-3‬‬
‫فقهاء القانون القدماء‪ ،‬إذ من خالل الكتب الفقهية التي أطلعنا عليها مل نلق فيها تعريف الشائعة‪،‬‬
‫وإن كانت كتب علم النفس االجتامعي أو الحرب النفسية والرأي العام قد عرفت الشائعة‪ ،‬ولذا‬
‫ميكننا عد الشائعة لدى فقهاء القانون من املصطلحات الحديثة وخاصة حال ارتكابها عرب وسائل‬
‫التواصل االجتامعي يف هذا العرص‪ .‬وقد عرفنا الشائعة اإللكرتونية بأنها‪ ،‬إذاعة وترويج األخبار‬
‫الكاذبة أو املضللة عن دولة أو شخص أو حدث ما بأي وسيلة الكرتونية بهدف التأثري يف جمهور‬
‫املتلقني والحاق الرضر بأمن الدولة أو جيشها أو اقتصادها أو نظامها الصحي‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إىل أن جرمية إذاعة الشائعة واألخبار الكاذبة بأنها قد تكون جرمية رضر وقد‬ ‫‪-4‬‬
‫تكون جرمية خطر‪ ،‬إذ توصلنا إىل أن املرشع البحريني يساوي يف العقوبة سواء تخلف عن‬
‫الجرمية رضر فعيل باملصلحة املحمية أو مل يتخلف عنها ذلك الرضر ويكفي للععقاب مجرد‬
‫تعريض تلك املصلحة للخطر‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إىل أن جرمية إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة تعد من الجرائم العمدية التي‬ ‫‪-5‬‬
‫يقوم ركنها املعنوي عىل القصد الجنايئ وال تقوم الجرمية عىل الخطأ غري العمدي‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إىل أن املرشع البحريني قد جرم إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة التي تقرتف‬ ‫‪-6‬‬
‫عرب وسائل التواصل االجتامعي وذلك يف املادة (‪ )23‬من قانون جرائم تقنية املعلومات التي أحالت‬
‫إىل الجرائم املنصوص عليها يف القوانني األخرى يف كل ما مل يرد به نص يف هذا القانون إذا‬
‫ارتكبت بوسيلة تقنية معلومات ويعاقب مرتكبها بالعقوبة املقررة للجرمية‪ ،‬وبهذا النص تحقق مبدأ‬
‫رشعية الجرائم االلكرتونية‪.‬‬

‫خلصت الدراسة أن جرمية إذاعة الشائعة قد تكون جناية يعاقب فاعلها بالسجن املؤقت أو املؤبد‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ويجوز أن تصل العقوبة إىل اإلعدام وفقا املادة (‪ )142‬عقوبات‪ ،‬وقد تكون جنحة يعاقب عليها‬
‫بالحبس والغرامة معا أو بإحدى العقوبتني‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫نويص املرشع البحريني بإضافة نصوص إىل قانون العقوبات تتضمن تجريم إذاعة الشائعة أو البيانات أو‬ ‫‪-1‬‬
‫األخبار الكاذبة إذا ارتكبت الجرمية الكرتونيا عرب وسائل التواصل االجتامعي أو غريها من وسائل تقنية‬
‫االتصاالت واملعلومات‪.‬‬
‫نويص املرشع البحريني تجريم إذاعة الشائعة أو البيانات أو األخبار الكاذبة عرب وسائل التواصل االجتامعي‬ ‫‪-2‬‬
‫إذا كان من شأنها إضعاف الثقة بالنظام االلكرتوين للدولة‪.‬‬
‫نويص املرشع البحريني تجريم إذاعة أو نرش شائعة أو بيانات أو أخبار كاذبة عرب وسائل التواصل االجتامعي‬ ‫‪-3‬‬
‫من شأنها إضعاف الثقة بالنظام املايل االلكرتوين أو األوراق املالية االلكرتونية وما يف حكمها أو الحاق‬
‫الرضر باالقتصاد الوطني أو زعزعة الثقة بالدولة‪.‬‬
‫نويص املرشع البحريني تجريم إذاعة أو نرش شائعة أو بيانات أو أخبار كاذبة أو مضللة عرب وسائل التواصل‬ ‫‪-4‬‬
‫االجتامعي إذا كان من شأنها إثارة النعرات الطائفية أو املذهبية أو الكراهية أو تكدير األمن والنظام العام‬
‫أو اإلساءة للدولة أو رموزها‪.‬‬
‫نويص بقيام حملة إعالمية مكثفة للتوعية مبخاطر إذاعة الشائعة أو األخبار الكاذبة واآلثار املرتتبة عىل‬ ‫‪-5‬‬
‫ذلك عىل مستوى الفرد واملجتمع وبيان املسؤولية القانونية الناشئة عنها‪.‬‬
‫نويص املرشع البحريني بتجريم كل نرش ألخبار أو صور متس الحياة الخاصة لألفراد أو التقاط صور أو‬ ‫‪-6‬‬
‫مقاطع فيديو لهم دون رضاهم أو نقل سجالت املحادثات الخاصة إىل العلن أو الفضاء العام دون رضا‬
‫املشاركني فيها أو نقل أو تسجيل محادثة يف مكان خاص أو القيام بإعداد أو نقل محادثة صورة أو فيلم‬
‫لشخص يف وضع خاص أو غري الئق وإن كان ما تم إعداده أو نقله مزيفا وغري حقيقي‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قامئة املصادر‬

‫ً‬
‫اول‪ :‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب والبحوث واملعاجم‪:‬‬
‫‪ -1‬جامل الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ج ‪.1982 ،10‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬دنيا عبدالعزيز فهمي‪ ،‬الحامية الجنائية من إساءة استخدام مواقع التواصل االجتامعي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪.2018 ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عباس الحسني‪ ،‬علم النفس العسكري‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة الرشاد‪ ،‬بغداد‪.1968 ،‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬عبدالحميد الشواريب‪ ،‬الجرائم التعبريية‪ ،‬جرائم الصحافة والنرش‪ ،‬دار الكتب والدراسات العربية‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2018 ،‬‬
‫‪ -5‬د‪.‬عبد الوهاب حومد‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون الجزاء الكويتي‪ ،‬منشورات جامعة الكويت‪.1987 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬عيل حسن الرشيف‪ ،‬أحكام الشائعات يف القانون العقايب املقارن‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر أساليب مواجهة‬
‫الشائعات‪ ،‬أكادميية نايف للعلوم األمنية – الرياض‪.2001 -‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬فخري عبدالرزاق الحديثي‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬مكتبة السنهوري‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.2018 ،‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬محمد روا قلعه جي ود‪ .‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنرش بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ -9‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مرص‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الرشوق الدولية ج‪،1‬ط‪ ،4‬باب السني‪.2004،‬‬
‫‪ -10‬د‪ .‬محمد أبو زهرة‪ ،‬الجرمية والعقوبة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‪.‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬محمد زيك أبو عامر‪ ،‬مبادئ علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬الدار الجامعة للنرش‪ ،‬االسكندرية‪.1992،‬‬
‫‪ -12‬محمد مرتىض الحسيني الزبيدي‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تحقيق مجموعة من املحققني‪ ،‬دار‬
‫الهداية‪ ،‬باب العني املهملة‪ ،‬مادة شيع‪.)5356/1( ،‬‬
‫‪ -13‬د‪.‬محمد مصطفي القليل‪ ،‬يف املسؤولية الجنائية‪ ،‬مطبعة عبدالله وهبة‪ ،‬مرص‪.1945 ،‬‬
‫‪ -14‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام اللبناين‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬مشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،3‬بدون سنة نرش‪.‬‬
‫‪ -15‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬رشح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫ب‪ -‬مواقع الكرتونية‪:‬‬
‫‪ -1‬تسنيم معابرة ‪ ،‬أهم مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬منشمر عىل موقع الويب ‪.‬‬
‫‪2- https://mawdoo3.com/‬‬

‫‪212‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬سلامن بن عبدالله بن حمود أبا الخيل‪ ،‬مقومات املواطنة الصالحة‪ ،‬نص محارضة القاها يف جامع االمام‬
‫تريك بن عبدالله بالرياض‪.‬‬
‫‪http://islamancient.com/ressources/docs/366.pdf.‬‬
‫‪ -4‬محمد منصور البابا‪ ،‬تجريم الشائعة يف الترشيع األردين – دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة إىل كلية‬
‫الحقوق بجامعة الرشق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،2020 ،‬ص‪ .78‬منشور عىل موقع‪.‬‬
‫‪https://meu.edu.jo/‬‬

‫ثانيًا‪ :‬املراجع باللغة النجليزية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Rudat,A. Twitter Spreads Rumors: Influencing Factors on Twitter’s Role in Rumor Spread‬‬
‫‪Among University Students, PhD Thesis, Tubingen: Tubingen. 2015.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬القوانني‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون العقوبات البحريني رقم (‪ )15‬لسنة ‪.1976‬‬
‫‪ -2‬قانون جرائم تقنية املعلومات رقم (‪ )60‬لسنة ‪.2014‬‬
‫‪ -3‬املرسوم بقانون رقم (‪ )5‬لسنة‪ 2012‬نشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات اإلمارايت‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الجرائم الرقمية بين‪ :‬الرقابة المعالجة‬

‫مدير مجلة القانون واألعامل الدولية (املغرب)‬

‫الجرمية اإللكرتونية هي فعل يتسبب برضر جسيم لألفراد أو الجامعات واملؤسسات‪ ،‬بهدف ابتزاز الضحية‬
‫وتشويه سمعتها من أجل تحقيق مكاسب مادية أو خدمة أهداف سياسية باستخدام الحاسوب ووسائل اإلتصال‬
‫الحديثة مثل اإلنرتنت‪.‬‬

‫فتكون الجرائم املعلوماتية بهدف رسقة معلومات واستخدامها من أجل التسبب بأذى نفيس ومادي جسيم‬
‫للضحية‪ ،‬أو إفشاء أرسار أمنية هامة تخص مؤسسات هامة بالدولة أو بيانات وحسابات خاصة بالبنوك‬
‫واألشخاص‪،‬‬

‫تتشابه الجرمية اإللكرتونية مع الجرمية العادية يف عنارصها من حيث وجود الجاين والضحية وفعل‬
‫الجرمية‪،‬‬

‫ولك ن تختلف عن الجرمية العادية باختالف البيئات والوسائل املستخدمة‪ ،‬فالجرمية اإللكرتونية ميكن‬
‫أن تتم دون وجود الشخص مرتكب الجرمية يف مكان الحدث‪ ،‬كام أن الوسيلة املستخدمة هي التكنولوجيا‬
‫الحديثة ووسائل اإلتصال الحديثة والشبكات املعلوماتية‪.‬‬

‫إضافة إىل تنامي ظاهرة الغزو السايرباين وما أفرزته من مظاهر التثاقف واإلنكشافية اإلعالمية التي جعلت‬
‫الفضاء الداخيل منفتحا عىل جميع املؤثرات الخارجية‪ ،‬مع عدم القدرة عىل التحكم يف سعة وحجم التدفقات‬
‫املعرفية وقوتها التأثريية عىل عقول وسلوك املتلقني بسبب الرتابط الشبيك املعقد بني األشخاص‪ ،‬ولهذا أصبحت‬
‫األحداث الواقعة يف أقايص األرض تلقي بظاللها وآثارها عىل الجانب اآلخر‪ ،‬فظهرت التنظيامت والرتابطات‬
‫الشبكية العابرة للحدود‪ ،‬وهو ما شكل تحديا كبريا عىل املؤسسات األمنية والتعليمية واإلجتامعية واألمن‬
‫املجتمعي والفكري عموما‪.‬‬

‫فكام تعلمون ان الت طور التقني والرقمي الحديث أنتج تطبيقات ومظاهر جديدة اجتاحت مختلف مناحي‬
‫الحياة‪ ،‬وبرزت إزاءها أشكال متنوعة لجرائم مرتبطة بسوء استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ومنها ‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ميكن تقسيم أنواع الجرائم االلكرتونية اىل جرائم تسبب األذى للفرد‬
‫ثانيا‪ :‬جرائم تسبب األذى للمؤسسات‬
‫ثالثا‪ :‬جرائم األموال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الجرائم التي تستهدف أمن الدولة‪.‬‬

‫اول‪ :‬جرائم تسبب األذى لألفراد‪.‬‬


‫ومن خاللها يتم استهداف فئة من األفراد أو فرد بعينه من أجل الحصول عىل معلومات هامة تخص‬
‫حساباته سواء البنكية أو عىل اإلنرتنت‪ ،‬وتتمثل هذه الجرائم يف‪:‬‬

‫▪ انتحال الشخصية ‪ :‬وفيها يستدرج املجرم الضحية ويستخلص منها املعلومات بطرق غري مبارشة‪،‬‬
‫ويستهدف فيها معلومات خاصة من أجل اإلستفادة منها واستغاللها لتحقيق مكاسب مادية أو التشهري‬
‫بسمعة أشاص بعينهم وقلب الوسط رأسا عىل عقب‪ ،‬وإفساد العالقات سواء اإلجتامعية أو عالقات‬
‫العمل‪.‬‬
‫▪ تهديد األفراد‪ :‬يصل املجرم من خالل القرصنة ورسقة املعلومات إىل معلومات شخصية وخاصة جدا‬
‫بالنسبة للضحية‪ ،‬ثم يقوم بابتزازه من أجل كسب األموال وتحريضه للقيام بأفعال غري مرشوعة قد يصاب‬
‫فيها بأذى‪.‬‬
‫▪ تشويه السمعة‪ :‬يقوم املجرم باستخدام املعلومات املرسوقة وإضافة بعض املعلومات املغلوطة‪ ،‬ثم يقوم‬
‫بارسالها عرب الوسائط اإلجتامعية أو عرب الربيد اإللكرتوين للعديد من األفراد بغرض تشويه سمعة‬
‫الضحية وتدمريهم نفسيا‪.‬‬
‫▪ تحريض عىل أعامل غري مرشوعة‪ :‬يقوم املجرم باستخدام املعلومات املرسوقة عن أفراد بعينهم‬
‫واستغاللها يف ابتزاز الضحايا بالقيام بأعامل غري مرشوعة تتعلق بالدعارة وتجارة املخدرات وغسيل‬
‫األموال والعديد من الجرائم اإللكرتونية األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جرائم تسبب األذى للمؤسسات‪.‬‬


‫اخرتاق األنظمة‪:‬‬
‫▪ وتتسبب الجرائم اإللكرتونية بخسائر كبرية للمؤسسات والرشكات املتمثلة يف الخسائر املادية والخسائر‬
‫يف النظم‪ ،‬بحيث يقوم املجرم باخرتاق أنظمة الشبكات الخاصة باملؤسسات والرشكات والحصول عىل‬

‫‪215‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫معلومات قيمة وخاصة بأنظمة الرشكات‪ ،‬ومن ثم يقوم باستخدام املعلومات من أجل خدمة مصالحه‬
‫الشخصية والتي تتمثل يف رسقة األموال وتدمري أنظمة الرشكة الداعمة يف عملية اإلدارة مام يسبب‬
‫خسائر جسيمة للرشكة أو املؤسسة‪.‬‬
‫▪ اخرتاق املواقع اإللكرتونية والسيطرة عليها‪ ،‬ومن ثم توظيفها لتخدم مصالح كيانات خطرية تهدف‬
‫لزعزعة األمن بالبالد والسيطرة عىل عقول الشباب وتحريضهم للقيام بأعامل غري مرشوعة‪.‬‬

‫تدمري النظم‪:‬‬
‫▪ يكون هذا النوع من التدمري باستخدام الطرق الشائعة وهي الفريوسات اإللكرتونية والتي تنترش يف‬
‫النظام وتسبب الفوىض والتدمري‪ ،‬ويتسبب ذلك يف العديد من الخسائر املرتبطة بامللفات املدمرة ومدى‬
‫أهميتها يف إدارة وتنظيم الرشكات واملؤسسات‪.‬‬
‫▪ او تدمري الخادم الرئييس الذي يستخدمه جميع من باملؤسسة من أجل تسهيل األعامل‪ ،‬ويتم ذلك من‬
‫خالل اخرتاق حسابات املوظفني باملؤسسة الخاصة بالشبكة املعلوماتية للمؤسسة والدخول عىل‬
‫الحسابات جميعا يف نفس ذات الوقت‪ ،‬ويتسبب ذلك يف عطل تام للخادم مام يؤدي إىل تدمريه‬
‫وبالتايل تعطل األعامل بالرشكات واملؤسسات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جرائم األموال‪.‬‬

‫▪ اإلستيالء عىل حسابات البنوك‪ :‬وهي اخرتاق الحسابات البنكية والحسابات املتعلقة مبؤسسات الدولة‬
‫وغريها من املؤسسات الخاصة‪ ،‬كام يتم أيضا رسقة البطاقات اإلئتامنية‪ ،‬ومن ثم اإلستيالء عليها ورسقة‬
‫ما بها من أموال‪.‬‬
‫▪ انتهاك حقوق امللكية الفكرية واألدبية‪ :‬وهي صناعة نسخ غري أصلية من الربامج وملفات املالتيميديا‬
‫ونرشها من خالل اإلنرتنت‪ ،‬ويتسبب ذلك يف خسائر فادحة يف مؤسسات صناعة الربامج والصوتيات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجرائم التي تستهدف أمن الدولة‪.‬‬


‫▪ برامج التجسس‪ :‬تنترش العديد من برامج التجسس واملستخدمة يف أسباب سياسية والتي تهدد أمن‬
‫وسالمة الدولة‪ ،‬ويقوم املجرم بزرع برنامج التجسس داخل األنظمة اإللكرتونية للمؤسسات‪ ،‬فيقوم أعداء‬
‫الوطن بهدم أنظمة النظام واإلطالع عىل مخططات عسكرية تخص أمن البالد‪ ،‬لذلك فهي تعترب من‬
‫أخطر الجرائم املعلوماتية‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ استخدام املنظامت اإلرهابية ألسلوب التضليل‪ :‬ويعتمد اإلرهابيون عىل استخدام وسائل اإلتصال‬
‫الحديثة وشبكة اإلنرتنت من أجل بث ونرش معلومات مغلوطة‪ ،‬والتي قد تؤدي لزعزعة اإلستقرار يف البالد‬
‫وإحداث الفوىض من أجل تنفيذ مصالح سياسية ومخططات إرهابية‪ ،‬وتضليل عقول الشباب من أجل‬
‫اإلنتفاع مبصالح شخصية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الجرائم الرقمية‬


‫لتحقيق األمن الفكري يف ظل الثورة الرقمية الحديثة‪ ،‬البد من اتخاذ مجموعة من التدابري االستباقية‬
‫واالستشافية التي تشكل متكاملة‪" :‬اسرتاتيجية لتحقيق األمن الفكري واملجتمعي واملعلومايت"‬

‫أهم خصائص الجزائم الرقمية يف ما ييل‪:‬‬

‫‪- 1‬خفاء الجرمية ورسعة التطور يف ارتكابها‪.‬‬


‫‪- 2‬اعتبارها األقل عنفا يف التنفيذ‪.‬‬
‫‪- 3‬جرمية عابرة للحدود السياسية والجغرافية‪.‬‬
‫‪- 4‬رسعة محو الدليل وتغييب الجناة‪.‬‬
‫‪- 5‬صعوبة الوصول إىل الدليل‪ :‬بسبب برامج الحامية القوية وأساليب التمويه وتقنيات التشفري‪.‬‬
‫‪ - 6‬صعوبة ضبط جرائم املعلوماتية وتوصيفها قانونيا‪ :‬ألنها تقع يف فضاء إلكرتوين يتسم بالتغيري‬
‫والديناميكية واالنتشار الجغرايف العابر للحدود‪.‬‬
‫‪- 7‬فكرة اإلختصاص والطبيعة الدولية للجرائم املعلوماتية‪ :‬بسبب وقوع الجرائم من أطراف خارج الحدود‪،‬‬
‫وهو ما يطرح اإلشكال حول االختصاص القضايئ وما يتبع ذلك من إجراءات املالحقة والتحري مع رضورة‬
‫احرتام سيادة الدول‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اسرتاتيجية الوقاية من الجرائم الرقمية‬


‫ويف هذا الصدد يستوجب عىل املجتمعات والدول إعادة النظر فـــي السياسات األمنية والتعليمية‬
‫وتحديثها مبا يجعلــــها قادرة عىل استيعاب كافة املتغيـــــرات الحديثة‪ ،‬وذات كفاءة عاليـــة يف مجابهة‬
‫األمناط الجديدة لإلنحرافات والجرائــــم اإللكرتونية التي تتسم بخصائص أكثــــر دقة وذكاء وخفاء وســــرعة‬
‫وتأثيـــــرا عىل نفوس وعقول فئة الشباب خصوصا‪ ،‬الذين هم أكرث ضحايا هــــذه الوسائط الجديــــدة ومن‬
‫أشد املتفاعلني معها ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لذلك نقرتح‬
‫‪ - 1‬تحديث اكرب للمنظومة القانونية املتعلقة بالجرائم والجنح والجنايات وتكييفها مع مستجدات الواقع‬
‫التكنولوجي الجديد و املتجدد باستمرار‪.‬‬

‫‪- 2‬تكثيف برامج التكوين للهيئات التعليمية واألمنية والقضائية يف مجال التكنولوجيا املعلوماتية والرقمية‬
‫وتزويدهم باملهارات الالزمة قصد التحيني الدوري ملعارفهم ومتكينهم من معالجة الوضعيات التي تعرتضهم‬
‫بكفاءة أكرث‪.‬‬

‫‪ -3‬ترقية الثقافة الرقمية لدى املجتمع من خالل تكثيف الحصص والربامج التي ترشح مخاطر التوظيف‬
‫السيئ للتكنولوجيا عىل األفراد واألطفال خصوصا‪ ،‬وأساليب التحايل الرقمي يف شتى امليادين‪:‬‬

‫التجارة واألموال‪ ،‬اإلبتزاز‪ ،‬انتحال الشخصية‪ ،‬التشهري‪ ،‬القرصنة‪ ،‬االخرتاق‪ ،‬األلعاب‪ ،‬املواقع الجهادية‬
‫واإلباحية…الخ‪ ،‬مع تقديم إرشادات هامة حول اإلجراءات الالزم اتخاذها للوقاية منها أو تدابري الحامية حال‬
‫التعرض ملثل هذه الحاالت‪.‬‬

‫‪ - 4‬تكييف الربامج الدراسية مع تطور البيئة الرقمية خاصة يف املراحل االبتدائية بإحالل مواد تُعنى بالوعي‬
‫الرقمي والرتبية التكنولوجية وتعليم التالميذ االستعامالت الجيدة والسليمة للتكنولوجيا وتحذيرهم من عواقب‬
‫وخطورة التوظيف الخاطئ‪.‬‬

‫‪ - 5‬رضورة الرتكيز عىل التكوين املتخصص يف "اإلعالم األمني" وترقية مهارات رجال األمن يف مجال‬
‫التكنولوجيات بشكل مستمر ملواكبة التحديثات املستجدة‪.‬‬

‫‪- 6‬وضع إطار تعريفي شامل للجرائم الحديثة واملتعلقة مبخاطر اإلنرتنت وتوعية اآلباء مبدى خطورتها‬
‫وعواقبها وطبيعتها وآثارها النفسية واالجتامعية واألخالقية واألمنية عىل أبنائهم‪.‬‬

‫‪ - 7‬تنقيح وتهذيب املحتوى اإلعالمي املقدم سواء عىل التلفزيون أو شبكات التواصل واإلنرتنت كحجب‬
‫املواقع غري االخالقية‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪- 9‬رضورة االنتقال من االسرتاتيجية الدفاعية إىل االسرتاتيجية الوقائية االستباقية‪ ،‬ومن األمن‬
‫االجتامعي التقليدي إىل التفكري يف األمن الفكري واملعلومايت والسايرباين‪ ،‬فمنطلق كل جرمية هو انحراف‬
‫عىل مستوى الفكر‪.‬‬

‫‪ - 10‬التسويق اإلعالمي للقيم الوطنية وتشجيع الجمعيات الشبابية التي تعنى بقضايا الشباب وتطلعاتهم‬
‫وإنشاء خاليا االستامع والتوجيه والنصح للشباب مبا فيهم املنحرف‪ ،‬وذلك لالنتقال من دور املتلقي واملتأثر إىل‬
‫دور املؤثر‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫جريمة الدخول للمواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية المعلومات‬

‫استاذة القانون الدويل العام الزائر جامعة الحسن‬


‫األول سطات (مرص)‬

‫ملخص الدراسة‬
‫حاولت الدراسة توضيح ماهية الجرمية املتعلقة بالدخول واالعتداء عىل املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل‬
‫تقنية املعلومات بالقيام بإلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو إعادة نرش أية‬
‫بيانات أو معلومات متثل صورا من صور االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات‬
‫اإللكرتونية سواء كان الدخول بترصيح مرشوع وتم فيه تجاوز حد الدخول لتحقيق أغراض غري املرصح بها يف‬
‫واجباته الوظيفة حسبام تقرره القوانني واألنظمة والتعليامت أو الدخول غري املرشوع بالدخول وامتام الجرمية‬
‫وصوال إىل رضورة تشدد الرقابة والحامية السيربانية والقانونية واإلدارية عىل النظام اإللكرتوين والوسائل‬
‫املستحدثة يف كافة الهيئات الحكومية والخاصة باعتبار أن الجرائم اإللكرتونية مرتبطة بالتطور التكنولوجي‬
‫الذي يستهدف من القائم بها حامية املصلحة العامة وخدمة املواطنني يف ضوء القواعد القانونية النافذة‬

‫أوضحت الدراسة صوريت جرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات‬
‫اإللكرتون ية وأركان الجرمية مع العقوبة التي أقرها املرشع اإلمارايت‪ ،‬وفقا لقانون الجرائم اإللكرتونية رقم (‪)5‬‬
‫لعام ‪ 2012‬واملعدل بقانون اتحادي رقم (‪ )12‬لعام ‪ 2016‬ملكافحة جرائم تقنية املعلومات ومجموعة املواد التي‬
‫تتحدث بشكل مفصل عن الجرمية املتعلقة بالدخول واالعتداء عىل املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية‬
‫املعلومات بقانون تقنية املعلومات والجرائم اإللكرتونية وقوانني األمن السيرباين وعقوباتها يف دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪.‬‬
‫استخدمت الباحثة املنهج الوصفي التحلييل لرشح وتحليل النصوص القانونية محل التجريم يف صورتيهام‬
‫مب ناسبة قيام املوظف أو بسبب تأدية عمله وتوصلت الدراسة إىل رضورة تشدد الرقابة والحامية السيربانية عىل‬
‫األنظمة اإللكرتونية يف كافة الهيئات الحكومية والخاصة باعتبار أن التحول الرقمي رضورة حتمية مستمرة‬
‫لتقنيات العمل اإللكرتوين‪ ،‬واإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬والحكومة اإللكرتونية يف كافة مجاالت األعامل الحكومية‬
‫والخاصة أختتمت الدراسة بالنتائج والتوصيات‬

‫‪220‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
‫ الرقابة – األمن‬-‫ وسائل تقنية املعلومات‬- ‫ الشبكات‬- ‫ األنظمة التقنية‬- ‫ الحامية‬:‫الكلامت املفتاحية‬
.‫ املوظف‬-‫ التجريم – العقاب‬-‫ الجرائم اإللكرتونية‬-‫السيرباين‬

Abstract
The study attempted to clarify; the nature of the crime related to accessing and
attacking websites, systems, networks, and information technology means. by doing; By
canceling, deleting, destroying, disclosing, destroying, altering, copying, publishing or
re-publishing, any data or information, which constitute forms of attacking websites,
systems, networks, or technical means Electronic information, whether the entry was
with a legitimate permit, and the entry limit was exceeded, to achieve unauthorized
purposes in his job duties, as determined by laws, regulations, and instructions, or illegal
entry, by entering and completing the crime, up to the necessity of strict control and
cyber protection, The legal, and administrative aspects of the electronic system, and the
means developed in all governmental and private bodies, given that electronic crimes
are linked to technological development, which aims to protect the public interest and
serve citizens in light of the legal rules in force.

The study explained; Crimes of assault on websites, systems, networks, or electronic


information technology means, and the elements of the crime with the penalty approved
by the UAE legislator, in accordance with the Cybercrime Law No. (5) Of 2012 and
amended by Federal Law No. (12) of 2016 to combat technical crimes Information, and
a set of materials that talk in detail about the crime related to accessing and attacking
websites, systems, networks, and information technology means, in the Information
Technology and Cybercrime Law, and cybersecurity laws, and their penalties in the
United Arab Emirates.

The researcher used; The analytical descriptive approach, to explain and analyze the
legal texts subject to incrimination, in their two forms, on the occasion of the employee
performing his work, or because of the performance of his work. The study found; to
the need to tighten control and cyber protection on electronic systems, in all
governmental and private agencies. Considering that digital transformation; imperative;
ongoing e-work techniques, e-management, and e-government, in all fields of
government and private business. The study concluded with results and
recommendations.

Keywords: protection - technical systems - networks - means of information


technology - control - cyber security - electronic crimes - criminalization - punishment
– employee

221
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املقدمة‬
‫مع استحداث أنظمة العمل واالعتامد عىل األجهزة اإللكرتونية ووسائل تقنية املعلومات واستخدام‬
‫الكمبيوتر وشبكات اإلنرتنت يف كافة األعامل الحكومية والخاصة يف الهيئات والوزرات واملدارس والجامعات‬
‫وكافة مجاالت األعامل التجارية واملؤسساتية قد يقوم بعض األفراد بأعامل غري مرشوعة ينتج عنها جرائم‬
‫مستحدثة يف املجال الجنايئ‪ ،‬فالجرائم اإللكرتونية ارتبطت بالتطور التكنولوجي وأصبحت من أخطر الجرائم‬
‫التي تواجهها الدولة وهي نوع من الجرائم مثل باقي الجرائم األخرى قد توقع عىل شخص طبيعي أو اعتباري‬
‫بل تنوعت وأصبح استخدام وسائل التكنلوجيا خطر عىل أمن الحكومات واملؤسسات واألفراد سواء كان محليا‬
‫أو دوليا حيث يقومون باستخدام التكنولوجيا الخرتاق ونقل املعلومات لإلرضار باألشخاص وغريهم‪.‬‬

‫فقد استلزمت نوعية الجرائم اإللكرتونية اهتامم الدولة ومواجهتها بإصدار أحدث الترشيعات يف مجال‬
‫(‪)138‬‬
‫تقنية املعلومات وذلك باملرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬واملعدل بالقانون رقم (‪ )12‬لسنة ‪2016‬‬
‫باإلضافة إىل وضع الضوابط الضامنة لالستخدام اآلمن والسليم للذكاء االصطناعي واملواقع الحكومية واألنظمة‬
‫والشبكات ووسائل تقنية املعلومات سواء كان الدخول بترصيح مرشوع وتم فيه تجاوز حد الدخول لتحقيق‬
‫أغراض غري املرصح بها يف واجباته الوظيفة حسبام تقرره القوانني واألنظمة والتعليامت أو الدخول غري املرشوع‬
‫بقيام املوظف بعمل مخالفا للقوانني واألنظمة مبا يعرضه للمساءلة الجزائية وفقا لقانون ملكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات االتحادي ومجموعة املواد التي تتحدث بشكل مفصل عن إساءة استخدام الدخول بعد تحديد هوية‬
‫املوظف واالعتدا ء عىل املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية املعلومات وعقوباتها والجزاءات التأديبية‬
‫للموظف وفقا لقانون املوارد البرشية رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2008‬لدولة اإلمارات العربية املتحدة وذلك إلحداث التوازن‬
‫بني مصلحتني متضاربتني هي حامية مصلحة املوظف العام وبني حامية املصلحة العامة التي متس كيان‬
‫الدولة وخاصة يف مامرسة املوظف لتطبيقات ومامرسات األنظمة الذكية بالعمل الحكومي أو الخاص‪.‬‬

‫لذلك سعت الباحثة لتوضيح ماهية الجرائم املتعلقة بدخول املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية‬
‫املعلومات باعتبار أن النظام االلكرتوين يهم اغلبية الفئات ومصالح املجتمع والدولة اعتامدا عىل املنهج الوصفي‬

‫‪ ))138‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات نرش بالجريدة الرسمية العدد ‪ 540‬ملحق السنة الثانية‬
‫واألربعون ‪-‬بتاريخ ‪ ،2012-8-26‬واملعدل بالقانون التحادي رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2016‬الصادر بتعديل املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪)5‬‬
‫لسنة ‪ 2012‬يف شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات بتاريخ ‪ 2016/5/23‬واملعدل باملرسوم رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2018‬واملنشور بالجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 633‬السنة الثامنة واألربعون بتاريخ ‪.2018/7/31‬‬

‫‪222‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التحلييل من خالل تحليل بعض من نصوص مواد الترشيعات االتحادية يف مجال تقنية املعلومات‪ ،‬وقانون‬
‫العقوبات‪ ،‬وتوضيح أركان الجرمية بعنرصيها املادي واملعنوي والعقوبات املقررة عليها وذلك من أجل الوصول‬
‫إىل الخلل ومحاوله عالجه بطريقه سليمه وتحديد صور االعتداء ومصادرهم للتوصل إىل كيفية حامية بياناتهم‬
‫من مثل هؤالء األشخاص وقسمت الدراسة يف مبحثني نستعرض املبحث األول يوضح ماهية جرمية تقنيه‬
‫املعلومات ويوضح املبحث الثاين مواجهة جرمية تقنية املعلومات يف االمارات‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬

‫تربز أهمية الدراسة يف توضيح ماهية الجرائم املتعلقة بدخول املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية‬
‫املعلومات يف قانون تقنية املعلومات االتحادي وقانون العقوبات باعتبار أن النظام االلكرتوين يهم اغلبية الفئات‬
‫ومصالح املجتمع والدولة باإلضافة إىل األهمية التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إن برامج املعلومات لها خصائص متميزة نظرا لطبيعتها الخاصة فتحتاج الحامية القانونية الالزمة‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ .2‬فعل الدخول للمواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات سواء كان الدخول بقصد‬
‫الحصول عىل بيانات حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو تجارية أو اقتصادية أو‬
‫شخصية قد يكون مرشوعا وقد يكون غري مرشوعا‪.‬‬
‫‪ .3‬تتوافر املرشوعية يف الدخول لألشخاص املرصح لهم قانونا‪ ،‬أما عدم املرشوعية يف حالة دخول‬
‫األشخاص املخرتقني للمعلومات وهنا تتجه إرادة الجاين إىل فعل الدخول وهو يعلم بأنه ليس له‬
‫الحق يف الدخول إىل النظام والبقاء به‪.‬‬
‫‪ .4‬أن املرسوم بقانون بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات اإلمارايت مل يعرف املقصود بالدخول‪ ،‬ولكنه‬
‫قصد به الوصول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة‬
‫تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطرة عىل املعطيات التي توجد بها أو الخدمات التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ .5‬إن املعنى املادي لكلمة الدخول هو نشاط ذهني يقوم به الجاين للدخول‪ ،‬فالدخول هنا ذو طبيعة‬
‫معنوية ويأخذ النشاط اإلجرامي يف هذه الجرمية صورة السلوك اإليجايب فإن الدخول غري املرصح‬
‫به ال يتضمن الحاالت التي تحدث صدفه‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .6‬جرم املرشع البقاء واالستمرار بصورة غري مرشوعة داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري املرصح به لحق الدخول املواقع‬
‫واألنظمة والشبكات‪ ،‬ويقصد بالبقاء بصورة غري مرشوعة‪ ،‬التواجد داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة‬
‫املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري إرادة مالكها أو صاحب‬
‫الحق يف السيطرة عليها‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫اختلفت االحكام القانونية لجرائم االعتداء عىل املواقع بني الصورة البسيطة يف دخول موقع إلكرتوين أو‬
‫نظام معلومايت إلكرتوين‪ ،‬أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬بدون ترصيح وبني الصورة غري البسيطة‬
‫يف إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو إعادة نرش أية بيانات أو معلومات‪ ،‬مام‬
‫يتضح إشكالية الدراسة بطرح السؤال الرئييس التايل‪:‬‬

‫ما هي القواعد القانونية التي تحقق فعل تجريم الدخول إىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو‬
‫وسائل تقنية املعلومات بترصيح تجاوز حد الدخول أو بدون ترصيح؟‬

‫تساؤلت الدراسة‬
‫‪ .1‬ماهية جرمية الدخول للمواقع يف صورتها املجردة؟‬
‫‪ .2‬ما هي أركان جرمية الدخول بدون ترصيح؟‬
‫‪ .3‬ما هي الصورة البسيطة لجرائم االعتداء عىل املواقع بني الصورة البسيطة يف دخول موقع إلكرتوين‪،‬‬
‫أو نظام معلومايت إلكرتوين‪ ،‬أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬بدون ترصيح؟‬
‫‪ .4‬ما هي الصورة غري البسيطة يف إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو‬
‫إعادة نرش أية بيانات أو معلومات؟‬

‫‪ .5‬ما هي الرشوط الواجب توافرها لتوافر جرمية االعتداء عىل املواقع بصورها البسيطة وغري البسيطة؟‬
‫‪ .6‬كيف فرق املرشع االتحادي بني جرمية الدخول بدون ترصيح وبني جرمية تجاوز حدود ترصيح‬
‫الدخول؟‬

‫‪ .7‬ما هي املواجهة الترشيعية والقضائية يف جرمية تقنية املعلومات؟‬

‫‪224‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫يكمن الهدف الرئييس للدراسة يف بيان الجرائم املتعلقة بدخول املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية‬
‫املعلومات واركانها واملواجهة الترشيعية والقضائية لها باإلضافة إىل تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن جرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات اإللكرتونية تأخذ‬
‫صورتني منها البسيطة وغري البسيطة مع توضيح الفرق بني جرمية الدخول بدون ترصيح جرمية‬
‫تجاوز حدود ترصيح الدخول‪.‬‬
‫‪ .2‬أن إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو إعادة نرش أية بيانات أو معلومات‬
‫متثل صورا من صور االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ .3‬التعرف عىل جرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات اإللكرتونية‬
‫صورتني‪ ،‬صورة بسيطة وصورة غري بسيطة‪ ،‬مع بيان الركن املعنوي يف مختلف االعتداءات املاسة‬
‫باألنظمة املعلوماتية والذي يتخذ صورة القصد الجنايئ‪ ،‬إضافة إىل نية االعتداء من قبل الجاين وما‬
‫يرتتب عليه من عدم توافر أركان الجرمية إذا وقع الجاين يف الخطأ سواء كان يتعلق مببدأ الحق‬
‫يف الدخول أو يف البقاء يف نطاق هذا الحق‪ ،‬كأن يجهل بوجود حظر للدخول أو البقاء‪ ،‬أو كان‬
‫يعتقد خطأ أنه مسموح له بالدخول‪.‬‬
‫‪ .4‬التعرف عىل الرشوط الواجب توافرها لجرمية االعتداء عىل املواقع بصورها البسيطة وغري البسيطة‬
‫يف أن تكون هذه البيانات أو املعلومات شخصية‪ ،‬وأن يرتكبها الجاين يف صورتيها مبناسبة أو بسبب‬
‫تأدية عمله توضيح الفرق االحكام القانونية‪ ،‬وأن تكون هذه البيانات أو املعلومات شخصية‪ ،‬وأن‬
‫يرتكبها الجاين يف صورتيها مبناسبة أو بسبب تأدية عمله‪.‬‬
‫‪ .5‬التعرف عىل مواجهة جرمية تقنية املعلومات يف االمارات واهتامم املرشع بالحيلولة دون قيام الجاين‬
‫بهذا الفعل‪ ،‬وجرم نشاط الجاين الذي يتمثل يف الدخول فيها بدون ترصيح وذلك لتوفري الحامية‬
‫الجنائية‪ ،‬وبهذا فإنه يستلزم لجرمية الدخول عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية‬
‫ا ملعلومات بدون ترصيح‪ ،‬أن يقوم الجاين بها مستخدما حاسب آيل وشبكة معلوماتية‪ ،‬أو موقع‬
‫إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‪ ،‬بالدخول إليها بدون الحصول عىل الترصيح الالزم للدخول وبذلك‬
‫يتحقق فعل الدخول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو‬
‫وسيلة تقنية املعلومات‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منهجية الدراسة‬
‫استخدمت الباحثة املنهج الوصفي والتحلييل‬

‫(‪)1‬املنهج الوصفي ‪:‬‬


‫يف عرض صوريت جرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات‬
‫اإللكرتونية مع العقوبة التي أقرها املرشع‪ ،‬وفقا لنصوص مكافحة جرائم تقنية املعلومات والقانون االتحادي‬
‫رقم (‪ )12‬لسنة ‪ ،2016‬الصادر بتعديل املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2012‬يف شأن مكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات‪ ،‬قانون اتحادي رقم (‪ )1‬لسنة ‪2006‬م يف شأن املعامالت والتجارة اإللكرتونية‪ ،‬وبالقانون رقم (‪)5‬‬
‫لسنة ‪ 2017‬بشأن تقنية االتصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬والقرار الوزاري رقم (‪ )259‬لسنة ‪ ،2019‬يف‬
‫شأن الدليل اإلجرايئ لتنظ يم التقايض باستخدام الوسائل اإللكرتونية واالتصال عن بعد يف اإلجراءات‬
‫الجزائية ‪ ،‬والقرار الوزاري رقم (‪ )220‬لسنة ‪ 2017‬بشأن إنشاء نيابة جرائم تقنية املعلومات والصادر يف ‪ 12‬مارس‬
‫‪2017‬‬

‫(‪ )2‬املنهج التحلييل‪:‬‬


‫لرشح وتوضيح النصوص القانونية محل التجريم باالعتداء عىل املعلومات اإللكرتونية املخزنة املواقع أو‬
‫األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات اإللكرتونية يف صورتيهام مبناسبة أو بسبب تأدية عمله الي‬
‫معلومات ميكن تخزينها ومعالجتها وتوليدها ونقلها بوسائل تقنية املعلومات وبوجه خاص الكتابة والصور‬
‫والصوت واالرقام والحروف والرموز واالشارات وغريها‬

‫خطة الدراسة‬
‫مدخل متهيدي‪ :‬مفهوم الوظيفة يف العمل اإللكرتوين‬
‫املبحث الول‪ :‬ماهية جرمية الدخول للمواقع يف صورتها املجردة‬
‫املطلب االول‪ :‬جرمية الدخول بدون ترصيح وأركانها‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جرمية تجاوز حدود ترصيح الدخول‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مواجهة جرمية تقنية املعلومات يف المارات‪.‬‬


‫املطلب االول‪ :‬املواجهة الترشيعية يف جرمية تقنيه املعلومات‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املواجهة القضائية يف جرمية تقنية املعلومات‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مدخل متهيدي‪ :‬مفهوم الوظيفة يف العمل اإللكرتوين‬
‫تعد الوظيفة العامة من املواضيع الهامة يف القانون كونها وسيلة من وسائل اإلدارة العامة والتي تبارش‬
‫مهامها وأنشطتها بواسطة أشخاص طبيعيني ميثلونها ويعملون لحسابها‪ ،‬وقد نظم القانون مركز األشخاص‬
‫القوانني واألنظمة املتعلقة بالوظيفة العامة وأعطى أهمية كبرية للموظف العام ألن نجاح اإلدارة يف القيام‬
‫بواجباتها يعتمد عىل كفاءة موظفيها وإحساسهم باملسؤولية ورضورة تحقيق املصلحة العامة وقد نظم قانون‬
‫العمل االتحادي ومرسوم املوارد البرشية وتعديالته (‪.)139‬‬

‫الوظائف ىف الوزارات ومصالحها واألجهزة الحكومية ووحـدات اإلدارة املحلية‪ ،‬والهيئات العامة‪ ،‬واملبادئ‬
‫واألصول العامة الحاكمة للسياسات والترشيعات املتعلقة باملوارد البرشية عىل مستوى الحكومة وغايتها عىل‬
‫وجه القطع واليقني والتأكيد عىل تحقيق االرتقاء باملستوى الوظيفي ليكون مستهدفا العمل عىل تأكيد قيم‬
‫املجتمع ومساهام يف تنمية املهارات الوظيفية ألي من املوظفني ولضامن سري ونجاح ودميومة الوظيفة العامة‬
‫وأنظمة العمل‪ ،‬وتضافر الجهود الداخلية للدولة وضامن تطبيق قانون إدارة املوارد البرشية عىل الدوائر الحكومة‬
‫وأخالقيات الوظيفة العامة وااللتزام مبجموعة اآلداب والقيم أو القواعد القانونية واألخالقية للوظيفة العامة‬
‫وتنظيم القواعد التي تحكم القيم األساسية للموارد البرشية الحكومية بالدولة من حيث االلتزام باملحافظة عىل‬
‫الكرامة املهنية للوظائف العامة وعدم استغالل املنصب واستخدام املوارد بطريقة أصولية وعدم القيام بأي نشاط‬
‫يؤثر عىل واجباته ومهامه الوظيفية وتجنب حدوث تضارب مصالح وفقا لقانون املوارد البرشية االتحادي (‪.)140‬‬

‫ومع ثورة التقنية املعتمدة عىل الخدمات اإللكرتونية والربيد اإللكرتوين واألرشيف اإللكرتوين والرسائل‬
‫الصوتية واألدلة واملفكرات اإللكرتونية ونظم املتابعة اإللكرتونية واإلدارة اإللكرتونية واملؤمترات اإللكرتونية‬
‫واستخدام التليفون املحمول أصبحت الخدمات الحكومية اإللكرتونية تقدم بأسلوب جديد برسية وأمن‬

‫‪ ))139‬قانون العمل التحادي رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 1980‬وتعديالته لعام ‪ ،2012‬واملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 2008‬بشأن املوارد‬
‫البرشية يف الحكومة التحادية وتعديالته باملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )9‬لسنة ‪ ،2011‬واملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪)17‬‬
‫لسنة ‪2016‬‬
‫‪ ))140‬وفقاً للقانون التحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬بشأن تقنية التصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬القرار الوزاري رقم (‪)220‬‬
‫لسنة ‪ 2017‬بشأن إنشاء نيابة جرائم تقنية املعلومات والصادر يف ‪ 12‬مارس ‪ 2017‬أن الجهات املختصة الجهات التحادية أو املحلیة‬
‫املعنية بشؤون األمن اإللكرتوين يف الدولة ‪ ،‬منى كامل تريك‪ :‬النظام القانوين لإلجازات يف الوظيفة العامة‪ ،‬يف الترشيعات‬
‫التحادية لدولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2019 ،‬ص ‪ ،19-18‬إعاد حمود ‪ :‬الوجيز يف القانون اإلداري‪،‬‬
‫ديب‪ ،‬أكادميية رشطة ديب‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص‪ 205‬خليفة خالد مر يس السليامن‪ ،‬التأديب يف الوظيفة العامة وعالقتها يف قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬األردن‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪ ،2010‬ص ‪152‬‬

‫‪227‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املعلومات املتداولة يف ظل التحول الرقمي وشملت العديد من األعامل التي يقوم بها املوظف العام حسب‬
‫القسم الذي يعمل به وحسب الدائرة الحكوم ية التي ينتمي إليها فألزم املرشع االتحادي الجهات املختصة‬
‫بالعمل بتقنية االتصال عن بعد كإحدى الوسائل الفعالة التي تضمن االستمرارية واالرتقاء بالعمل اإللكرتوين‬
‫بتهيئة املوظفني بأنظمة الحاسب اآليل وتشغلها ورسعة الترصف بشأن أي مشكلة تواجه املوظف أثناء استخدام‬
‫النظام املعلومايت من حيث كشفها وضبط األدوات التي استخدمت والتحفظ عىل البيانات أو األجهزة التي‬
‫استخدمت يف ارتكابها أو تلك التي تكون محال للجرمية عىل نحو يستدعى إعداد برامج تدريب وتأهيل لهذه‬
‫(‪)141‬‬
‫الكوادر من الناحية الفنية بالكفاءة املطلوبة ملواجهة األرضار باألجهزة أو امللفات‪ ،‬أو املستندات اإللكرتونية‬
‫لذلك أقتضت التعامالت يف العامل االفرتايض بالتطبيقات الذكية إىل رضورة إيجاد إطار ترشيعي يحكمها‬
‫وينظمها وقد متثل ذلك يف قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات لدولة اإلمارات العربية املتحدة رقم (‪ )5‬لسنة‬
‫‪ 2012‬واملعدل بالقانون رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2018‬وقانون العقوبات االتحادي رقم (‪ )4‬لسنة ‪ ،2019‬والقانون رقم (‪)5‬‬
‫(‪)142‬‬
‫لسنة ‪ 2017‬بشأن استخدام تقنية االتصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‬

‫فيكون املوظف أو املستخدم مسؤوال مسؤولية كاملة عن العلم والعمل بالقوانني واألنظمة والقواعد‬
‫واألحكام املتعلقة باستخدام النظام والتقييد باآلداب العامة والنظام العام وفقا ألحكام وقوانني الدولة ويتعهد‬
‫املوظف أو املستخدم بعدم انتحال أي صفة عند استخدام النظام‪ ،‬وعدم إدخال أو نرش أي محتويات غري قانونية‬
‫تتضمن متييزا أو تشهريا أو إساءة أو قذف أو رسقة االفكار أو سب أو فاحشة أو مواد إباحية أو محتويات متس‬
‫بالدين وبأحكام الرشيعة اإلسالمية أو الرموز أو السياسة العامة للدولة‪ ،‬عدم استخدام النظام لتحميل أي مادة‬
‫فيها برامج تحتوي عىل فريوسات‪ ،‬أو ملفات أو برامج أو أجهزة قد تعمل عىل تغيري أو إتالف أو إعاقة عمل‬
‫النظام‪ ،‬عدم تغيري أو إتالف أو شطب أي محتوى من محتويات املوقع أو التشجيع أو املشاركة بذلك‪ ،‬عدم خرق‬
‫أو نرش أي مادة تتناىف أو تتعارض مع حقوق امللكية الفكرية للنظام االلكرتوين وبحقوق األخرين أو تخزين‬
‫املعلومات الشخصية عن اآلخرين ويتعهد املوظف أو املستخدم بالتزامه مبسؤوليته املسؤولية الكاملة عن جهاز‬

‫‪ ))141‬ومثالً لذلك وجدت أجهزة الرشطة والتحقيق بالوليات املتحدة األمريكية بعض الصعوبات هذا النوع املستحدث من التقنية‬
‫سواء يف كشف غم وضها أو اجراء التفتيش والضبط الالزمني‪ ،‬أو التحقيق فيها عىل نحو استدعى إعداد برامج تدريب وتأهيل‬
‫لهذه الكوادر من الناحية الفنية عىل نحو ميكنها من تحقيق املهمة املطلوبة منها وبالكفاءة املطلوبة هذه الخطاء جسيمة ادت إىل‬
‫اإلرضار باألجهزة او امللفات‪ ،‬أو األدلة الخاصة بإثبات الجرمية‬
‫‪ ) )142‬منى كامل تريك‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن ووضع كامريات املراقبة‪،‬‬
‫وضوابط التوازن بني الحق يف الخصوصية والرضورات األمنية وفقاً لقوانني دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬ط‪ ،2018 ،1‬ص ‪12-11‬‬

‫‪228‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الحاسب اآليل املخصص له للدخول عىل املواقع واألنظمة اإللكرتونية‪ ،‬فقد جـــرم املرشع البقاء واالستمرار‬
‫بصورة غري مرشوعة داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونيـــــة أو شبكة املعلومات أو وسيلة‬
‫تقنية معلومات عىل غري املرصح به لحق الدخول املواقع واألنظمة والشبـــكات‪ ،‬ويقصد بالبقاء بصورة غري‬
‫مرشوعة‪ ،‬التواجد داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمـــــة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة‬
‫تقنية معلومات عىل غري إرادة مالكها أو صاحب الحق يف السيطــــرة عليها وسوف نوضح تلك الجرائم تفصيال‬
‫يف الدراسة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية جرمية الدخول للمواقع يف صورتها املجردة‬

‫متهيد وتقسيم‬
‫تعترب تكنولوجيا املعلومات واملعرفة الركيزة األساسية للتقدم والنمو فأصبحت العوملة حقيقة مؤكدة تتضمن‬
‫شبكات مرتابطة مرتامية األطراف تابعة ملؤسسات وهيئات متعددة الجنسيات‪ ،‬وشبكات إقليمية ودولية مرتبطة‬
‫بالشبكة العاملية اإلنرتنت ويدار داخل الشبكات كافة العمليات اإلدارية من مفاوضات وتخطيط وصفقات وبيع‬
‫ورشاء وتبادل خربات وبحوث ويف ضوء العوملة انترش االقتصاد الشبيك واملنافسة وتزايد الضغوط عىل منظامت‬
‫(‪)143‬‬
‫األعامل لتحسني األمناط اإلدارية واألنظمة التي تستخدمها‬

‫واتخذت جرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات اإللكرتونية صورتني‬
‫صورة بسيطة وصورة غري بسيطة‪ ،‬فالصورة البسيطة تتمثل يف دخول موقع إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‬
‫إلكرتوين‪ ،‬أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬بدون ترصيح أو بتجاوز حدود الترصيح‪ ،‬أو بالبقاء فيه‬
‫بصورة غري مرشوعة‪ ،‬أما الصورة غري البسيطة تتمثل يف إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو‬
‫نسخ أو نرش أو إعادة نرش أية بيانات أو معلومات‪ ،‬وأن تكون هذه البيانات أو املعلومات شخصية‪ ،‬وأن يرتكبها‬
‫الفاعل يف صورتيها مبناسبة أو بسبب تأدية عمله ووفقا لنصوص املادتني ‪ 3 ،2‬من قانون جرائم تقنية املعلومات‬
‫ميكن تقسيم االحكام ال قانونية لجرائم االعتداء عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات‬
‫عىل النحو املبني يف تقسيمنا للمطالب التالية‪:‬‬

‫‪ ))143‬عيل عبد القادر القهوجي‪ :‬الحامية الجنائية للبيانات املعالجة إلكرتونياً‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنرش‪ ،‬ط‪2006 ،1‬‬
‫ص ‪ 54‬وما بعدها نائلة عادل محمد فريد قوره ‪ :‬جرائم الحاسب اآليل القتصادية‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقه‪ ،‬بريوت‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص ‪ 325‬وما بعدها‬

‫‪229‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الول‪ :‬جرمية الدخول بدون ترصيح وأركانها‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جرمية تجاوز حدود ترصيح الدخول‬

‫املطلب األول‪ :‬جرمية الدخول بدون ترصيح وأركانها‬


‫حددت الالئحة التنفيذية الصادرة وفقا ألحكام القانون باملرسوم االتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2012‬توفري‬
‫الحامية الكافية فيام يتعلق بحقوق ومصالح املستفيدين من خدمات االتصاالت وتشـــمل حامية البيانات‬
‫وحامية الخصوصية عىل أن تكون مؤسسة االتـــصاالت واألشخاص االعتبارية الذين لهم الرتخيص من قبل‬
‫الهيئة وفقا ألحكام القانون والئحته التنفيذية وأن شبكة االتصاالت هي منظــــومة تحتوي عىل جهاز أو وسيلة‬
‫اتصال أو أكرث بهدف نقل أو بث أو تحويل أو استقبال أي خدمة من خدمات االتصاالت فإن فعل الدخول‬
‫للمواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات سواء كان الدخـــول بقصد الحصول عىل بيانات‬
‫حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو تجارية أو اقتصادية أو شخصية قد يكون مرشوعا وقد يكون‬
‫غري مرشوعا (‪.)144‬‬

‫وتقع عىل املوظف مسؤوليته عن اسم املستخدم الخاص به وجهازه املستخدم للدخول عىل النظام فيلتزم‬
‫بعدم ترك الجهاز مفتوحا عىل النظام يف حالة قيامه من مكتبه‪ ،‬وااللتزام بإغالق النظام مجرد انهاء الغرض‬
‫الذي فتح من أجله وعدم البقاء يف النظام لغري الغرض املرصح به‪ ،‬وعدم تجاوز حد الدخول املرصح له وعدم‬
‫الدخول عىل أقسام أخرى لالطالع أو البحث عن غري املرصح له بالقيام به فالوصول إىل املواقع اإللكرتونية‬
‫أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطرة عىل‬
‫املعطيات التي توجد بها أو الخدمات التي تقوم بها لكل نشاط ذهني يقوم به املوظف أو املستخدم لدخول موقع‬
‫الكرتوين أو نظام معلومات الكرتوين أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات بدون ترصيح وفقا للامدة‬
‫(‪)145‬‬
‫(‪/2‬تقنية املعلومات)‬

‫‪ ))144‬املادة(‪ )1‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2003‬بشأن تنظيم التصالت املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة‬
‫‪ ،2003‬والخاص بشأن تنظيم قطاع التصالت واملنشور بالجريدة الرسمية العدد ‪ 411‬السنة ‪ 34‬بتاريخ ‪ 2004/4/14‬واملادة(‪ )1‬من‬
‫املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2012‬والخاص بإنشاء الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين واملنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫‪2012/8/13‬‬
‫‪ ))145‬املادة(‪ ) 2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بأن يعاقب بالحبس والغرامة التي ل تقل عن مائة ألف درهم ول تزيد عىل‬
‫ثالمثائة ألف درهم أو بأحدي العقوبتني كل من دخل موقعاً إلكرتونياً أو نظاماً معلوماتياً أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات‬
‫=‬

‫‪230‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فإن مرشوعية الدخول عىل األنظمة إن كان الدخول لألشخاص املرصح لهم قانونا وهم املوظفني بصفة‬
‫عامة أو القامئني بال عمل يف األنظمة املعلوماتية أما عدم املرشوعية يف حالة دخول األشخاص املخرتقني‬
‫للمعلومات وهنا تتجه إرادة الفاعل إىل فعل الدخول وهو يعلم بأنه ليس له الحق يف الدخول إىل النظام والبقاء‬
‫به وعىل ذلك اهتم املرشع بالحيلولة دون قيام الفاعل بهذا الفعل فقد جرم نشاط الجاين الذي يتمثل يف‬
‫الدخول فيها بدون ترصيح وذلك لتوفري الحامية الجنائية ‪ ،‬وهنا حدد لجرمية الدخول بدون ترصيح للدخول‬
‫عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات أن يقوم الجاين بها مستخدما حاسب آيل وشبكة‬
‫معلوماتية‪ ،‬أو موقع إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‪ ،‬بالدخول إليها بدون الحصول عىل الترصيح الالزم للدخول‬
‫وبذلك يتحقق فعل دخول األشخاص املخرتقني للمعلومات إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات (‪ )146‬ونوضح أركان جرمية الدخول بدون ترصيح كام‬
‫ييل‪:‬‬

‫أركان جرمية الدخول بدون ترصيح وتتمثل أركان جرمية الدخول بدون ترصيح ألي من املواقع أو‬
‫األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات بتوافر محل الجرمية وهو املواقع أو األنظمة أو الشبكات والركن‬
‫املادي ويتحقق بفعل الدخول بدون ترصيح والركن املعنوي يتحقق بتوافر القصد الجنايئ ونوردها تفصيال كام ييل‪:‬‬

‫أولً‪ :‬محل الجرمية‪ :‬حدد املرشع اإلمارايت محل الجرمية يف الفقرة األوىل من املادة(‪ )2‬من قانون‬
‫تقنية املعلومات‪ ،‬بأنها املواقع اإللكرتونية أو األنظمة املعلوماتية أو شبكة املعلومات أو وسائل تقنية املعلومات‪،‬‬
‫وأوردت املادة تفصيال مجمال لتعريف كل منها عىل حدة‪ ،‬ونوضح محل جرمية الدخول بدون ترصيح يف‬
‫املحل التايل (‪ )1‬املواقع اإللكرتونية (‪)2‬نظام املعلومات اإللكرتوين ‪ )3( ،‬الشبكة املعلوماتية‪ )4( ،‬وسيلة تقنية‬
‫املعلومات كام ييل‪:‬‬
‫(‪ )1‬املواقع اإللكرتونية بأنها مكان إتاحة املعلومات اإللكرتونية عىل شبكة املعلومات ومنها مواقع‬
‫(‪)147‬‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬والصفحات الشخصية واملدونات‬

‫أو تجاوز حدود الترصيح‪ ،‬فالعتداء عىل املواقع أو األنظمة اإللكرتونية أو شبكة املعلومات فعل مجرم‪ ،‬وتجرميه عىل حالة عدم‬
‫وجود ترصيح بالدخول‪ ،‬ولكن الشخص الذي تم الترصيح له قد يتجاوز حدود الترصيح‬
‫‪ ))146‬منى كامل تريك ‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن‪ ،‬مرجع سابق ص‪ 218‬وما‬
‫بعدها‬
‫‪ ))147‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات مرجع سابق‬

‫‪231‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(‪ )2‬نظام املعلومات اإللكرتوين‪ :‬ويقصد به مجموعة برامج معلوماتية ووسائل تقنية املعلومات املعدة‬
‫ملعالجة وإدارة وتخزين املعلومات اإللكرتونية أو ما شابه ذلك‬

‫(‪ )3‬الشبكة املعلوماتية‪ :‬ويقصد بها ارتباط بني مجموعتني أو أكرث من الربامج املعلوماتية ووسائل تقنية‬
‫املعلومات التي تتيح للمستخدمني الدخول وتبادل املعلومات‬

‫(‪ )4‬وسيلة تقنية املعلومات‪ :‬يقصد بها أي أداة إلكرتونية مغناطيسية‪ ،‬برصية كهروكيميائية‪ ،‬أو أي أداة‬
‫أخرى تستخدم ملعالجة البيانات اإللكرتونية‪ ،‬وأداء العمليات املنطقية والحسابية‪ ،‬أو الوظائف التخزينية‪،‬‬
‫ويشمل أي وسيلة موصلة أو مرتبطة بشكل مبارش‪ ،‬تتيح لهذه الوسيلة تخزين املعلومات اإللكرتونية أو إيصالها‬
‫لألخرين وبالتايل تقوم الجرمية عندما ينصب السلوك اإلجرامي للجاين عىل املحل‪ ،‬وال يلزم أن يقع السلوك‬
‫(‪)148‬‬
‫عىل كل صور املحل‪ ،‬بل يكفي أن ينصب عىل إحداها فقط لقيام الجرمية‬

‫ثانياً‪ :‬الركن املادي للجرمية‪ :‬يتجسد الركن املادي يف جرمية الدخول بدون ترصيح إىل املواقع‬
‫اإللكرتوين أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬بوقوع فعل الدخول‬
‫من الجاين أو الشخص مخرتق الدخول بغري وجه حق إىل املواقع والقيام بكل سلوك غري مرشوع أو مناف‬
‫لألخالق أو غري مسموح به يرتبط بامل عالجة اآللية للبيانات أو بنقلها ويتصف بعدم املرشوعية املتمثلة يف عدم‬
‫الحصول عىل حق ترصيح الدخول للمواقع فالسلوك اإلجرامي للجرمية الذي يقوم به الفاعل من القيام بفعل‬
‫الدخول والقيام بالدخول بدون ترصيح(‪ )149‬ونوردها تفصيال كام ييل‪:‬‬

‫(‪ )1‬فعل الدخول‪ :‬ويقصد به ال وصول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة‬
‫املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطرة عىل املعطيات التي توجد بها أو الخدمات التي‬
‫تقوم بها‪ ،‬والقيام بنشاط ذهني يقوم به الجاين للدخول وليس نشاط مادي محض ولذلك يكون الدخول هنا ذو‬
‫طبيعة معنوية ويأخذ النشاط اإلجرامي يف هذه الجرمية صورة السلوك اإليجايب‪ ،‬ويتضح من عبارات الفقرة‬

‫‪ ))148‬مادة (‪ )1‬التعريفات من مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات مرجع سابق ‪ ،‬منى كامل تريك‪:‬‬
‫تقنية التصال عن بعد يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2019 ،1‬ص ‪،43-42‬‬
‫عمر محمد أبو بكر بن يونس ‪ :‬الجرائم الناشئة عن استخدام النرتنت‪ ،‬األحكام املوضوعية والجوانب اإلجرائية‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ص ‪ 325‬وما بعدها‬
‫‪ ))149‬أحمد فتحي رسور‪ :‬الوسيط يف قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2018 ،16‬ص ‪ ،468‬منى كامل‬
‫تريك‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن‪ ،‬مرجع سابق ص‪219‬‬

‫‪232‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األوىل من املادة(‪ ) 2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بقولها (كل من دخل ‪ ،)....‬وبناء عىل ذلك ميكن أن‬
‫يقع فعل الدخول من أي شخص سواء كان يعمل يف الجهة التي وقع فيها الدخول أو ال يعمل فيها وسواء‬
‫كان محرتفا أم غري محرتف‪ ،‬وال يشرتط أن يكون الدخول بطريقة معينة سواء حدث بالسطو عىل كلمة الرس‬
‫أو بفك الشفرة حيث جاءت عبارة نص املادة كعبارة مطلقة‪ ،‬دون تحديد طريقة بعينها وبالتايل فإن الدخول غري‬
‫املرصح به ال يتضمن الحاالت التي تحدث صدفه وال يشرتط توافر صفة معينة يف الجاين الذي يقوم بفعل‬
‫(‪)150‬‬
‫الدخول‬

‫(‪ )2‬عدم الترصيح بالدخول‪ :‬إن عدم وجود ترصيح الدخول يعني عدم مرشوعية دخول الجاين لعدم‬
‫متتعه بسلطة متكنه وتعطيه حق الدخول فقيام الفاعل بالدخول وهو عاملا بأنه ليس له حق الدخول لألنظمة‬
‫اإللكرتونية وينصب السلوك اإلجرامي لفعل عدم الترصيح بالدخول أن يكون الجاين ليس له الحق يف الدخول‬
‫إال بترصيح أي أنه شخص قام بالدخول عىل األنظمة اإللكرتونية إخرتاقا لها دون أن يكون له حق الدخول‬
‫(‪)151‬‬
‫أو ال ميلك الترصيح بالدخول الرسمى لألنظمة اإللكرتونية مع علمه بذلك وقام بالفعل بإرادة تامة‬
‫ثالثاً الركن املعنوي‪ :‬يتكون الركن املعنوي للجرمية من مقومات بعضها نفيس وبعضها األخر ذهني وتعترب‬
‫هذه املقومات املعنوية انعكاسا ملاديات الجرمية يف نفس الفاعل وتقوم من خاللها املساءلة الجنائية بعد أن‬
‫تتوافر فيه أهليه العقوبة املقررة‬
‫القصد الجنايئ‪ :‬بإحاطة الجاين بعنارص الجرمية املادية كام حددها القانون مع اتجاه هذه اإلرادة اآلمثة‬
‫لتحقيق عنارص الجرمية وحتى يتوافر القصد الجنايئ يجب أن تتجه إرادته ونيته اإلجرامية إىل الفعل وإىل‬
‫النتيجة اإلجرامية املرتتبة عليه والعلم مبقومات الواقعة املنشئة للجرمية وذلك بعلم الفاعل بجميع املقومات‬
‫املتعلقة بنشاطه اإلجرامي واملقومات املادية املتصلة بسلوكه اإلجرامي وما يحيط بسلوكه من ظروف مشددة من‬
‫شأنها تغيري وصف الجرمية فاألصل عدم جواز االعتذار بجهل القانون وبالتايل ال يجوز للجاين أن يدفع التهمه‬
‫بعدم علمه بالقاعدة القانونية ويتطلب القانون العلم بكل املقومات التي تدخل يف بنية الواقعة املكونة للجرمية‬
‫كام حددها النص القانوين في كفي بشأنها الدخول املجرد ليك تقع الجرمية‪ ،‬ويعد فعل الدخول من األفعال‬

‫‪ ))150‬مل يعرف املرسوم بقانون بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات اإلمارات املقصود بالدخول‪ ،‬ول يقصد به املعنى املادي لكلمة‬
‫الدخول‪ ،‬كأن يدخل الجاين املكان الذي يوجد به الحاسب اآليل بطريقة غري مرشوعة ‪ ،‬منى كامل تريك‪ :‬تقنية التصال عن بعد‬
‫يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.118‬‬
‫‪ ))151‬فإن القصد ب كلمة ترصيح الدخول أن يكون الشخص الذي دخل املوقع أو األنظمة اإللكرتونية لديه صالحية الدخول باسم‬
‫املستخدم وكلمة املرور التي يحصل عليها بصفته موظف أو بصفته قائم عىل األعامل يف األنظمة اإللكرتونية‬

‫‪233‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اإليجابية فإن قيام الجرمية يتوقف عىل إرادة الشخص القائم باألعامل يف األنظمة اإللكرتونية أو الجهة‬
‫املنظمة للشبكة ألنهام ميلكان السلطة والسيطرة عىل املواقع أو األنظمة املعلوماتية وعىل ذلك تعد جرمية‬
‫الدخول بدون ترصيح إىل املواقع أو األنظمة املعلوماتية من جرائم النشاط املجرد التي تقوم مبجرد ارتكاب فعل‬
‫(‪)152‬‬
‫الدخول‪ ،‬دون النظر إىل تحقيق نتيجة معينة‬
‫وقد يكون من املمكن أال يعاقب عيل فعل الدخول عندما يكون سلوك الشخص القائم باألعامل يف‬
‫األنظمة اإللكرتونية أو الجهة املنظمة للشبكة سلوك مرشوع حيث يكون سلوك مباح فال تقوم املسؤولية الجنائية‬
‫عن فعل مباح مثل حاالت الدخول بترصيح من ماليك املواقع اإللكرتونية أو األنظمة املعلوماتية أو الشبكات‬
‫فهي ال تحتاج إىل ترصيح إذا كان سبب الدخول عىل املواقع واألنظمة للغرض املحدد مسبقا ويف خالل مدة‬
‫زمنية محددة إلمتام العمل دون تجاوز البقاء يف املواقع واألنظمة وكذلك دون القيام بأي ترصف يتجاوز حد‬
‫الدخول وحد العمل املرصح له به‪ ،‬وقد ال تتوافر أركان الجرمية إذا وقع الجاين يف الخطأ سواء كان يتعلق‬
‫مببدأ الحق يف الدخول بصفة وظيفت ه أو يف البقاء يف نطاق هذا الحق كأن يجهل بوجود حظر للدخول أو‬
‫البقاء أو كان يعتقد بالخطأ أنه مسموح له بالدخول وفقا لطبيعة الوظيفة القائم عليها‪ ،‬فالركن املعنوي يف مختلف‬
‫(‪)153‬‬
‫االعتداءات املاسة باألنظمة املعلوماتية يتخذ صورة القصد الجنايئ إضافة إىل نية االعتداء من قبل الجاين‬

‫العقوبة املقررة‪ :‬تضمنت املادة (‪ ) 2‬من املرسوم بقانون اتحادي بشأن تقنية املعلومات ثالثة صور لجرائم‬
‫اإلعتداء يف صورتها البسيطة وهي جرمية الدخول بدون ترصيح إىل مواقع أو أنظمة أو شبكات أو وسائل تقنية‬
‫معلومات‪ ،‬وجرمية تجاوز حدود ترصيح الدخول إىل مواقع أو أنظمة أو شبكات أو وسائل تقنية معلومات‪ ،‬جرمية‬
‫البقاء بصورة غري مرشوعة يف مواقع أو أنظمة أو شبكات أو وسائل تقنية معلومات فقد قرر املرشع اإلمارايت‬
‫عقوبة الحبس والغرامة لكل من دخل موقع الكرتوين أو نظام معلومات الكرتوين أو شبكة معلومات ‪ ،‬أو وسيلة‬
‫(‪)154‬‬
‫تقنية معلومات ‪ ،‬بدون ترصيح أو بتجاوز حدود الترصيح ‪ ،‬أو بالبقاء فيه بصورة غري مرشوعة‬

‫‪ ))152‬نائلة عادل محمد فريد قوره ‪ :‬جرائم الحاسب اآليل القتصادية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 325‬وما بعدها عمر محمد أبو بكر بن‬
‫يونس‪ :‬الجرائم الناشئة عن استخدام النرتنت‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 326‬وما بعدها‬
‫‪ ))153‬املادة (‪ ) 7‬تعديل أو اتالف أو افشاء معلومات أو بيانات متعلقة بفحوصات طبية أو تشخيص طبي أو عالج بغري ترصيح ‪:‬‬
‫يعاقب بالسجن املؤقت كل من حصل أو استحوذ أو عدل أو اتلف أو افىش بغري ترصيح بيانات اي مستند الكرتوين أو معلومات‬
‫الكرتونية عن طريق الشبكة املعلوماتية أو موقع الكرتوين أو نظام املعلومات اللكرتوين أو وسيلة تقنية معلومات وكانت هذه‬
‫البيانات أو املعلومات تتعلق بفحوصات طبية او تشخيص طبي أو عالج أو رعاية طبية أو سجالت طبية ‪.‬‬
‫‪ ))154‬املادة (‪ )2‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ :‬دخول موقع الكرتوين او نظام معلومات‬
‫الكرتوين او شبكة معلومات او وسيلة تقنية معلومات بدون ترصيح‬

‫‪234‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جرمية تجاوز حدود ترصيح الدخول‬
‫إن االعتداء عىل املواقع أو األنظمة اإللكرتونية أو شبكة املعلومات فعل مجرم‪ ،‬وتجرميه عىل حالة عدم‬
‫وجود ترصيح بالدخول‪ ،‬ولكن الشخص الذي تم الترصيح له قد يتجاوز حدود الترصيح وهو ما نصت عليه‬
‫املادة(‪ )2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بأن يعاقب بالحبس والغرامة التي ال تقل عن مائة ألف درهم وال‬
‫تزيد عىل ثالمثائة ألف درهم أو بأحدي العقوبتني كل من دخل موقعا إلكرتونيا أو نظاما معلوماتيا أو شبكة‬
‫معلومات أو وسيلة تقنية معلومات أو تجاوز حدود الترصيح ونوضح الجرمية كام ييل‪:‬‬

‫أولً‪ :‬أركان جرمية تجاوز مجال الترصيح‪ :‬اخرتاق املواقع أو النظام املعلومايت بارتكاب الفاعل الجرمية‬
‫أثناء أو بسبب تأديته عمله أو تسهيل ذلك للغري حيث يفرتض ذلك أن الفاعل ليس مالكا وليس له سلطة عىل‬
‫املوقع أو وسيلة تقنية املعلومات وتم الترصيح له بالدخول يف مجاالت محددة والقيام بأغراض معينة ولكنه‬
‫ت جاوز هذه الحدود بدخوله يف غري املجاالت املرخص له بدخولها قامئا بأغراض أخرى غري األغراض التي كانت‬
‫سبب الترصيح فال يقترص االعتداء عىل املواقع أو األنظمة اإللكرتونية أو شبكة املعلومات عىل عدم وجود‬
‫الترصيح بالدخول فقط ولكن قد يكون الشخص أو القائم باألعامل مرصح له الدخول الفعيل للمواقع واألنظمة‬
‫ولكن ترصيحه للقيام بالعمل املكلف به فقط ولكنه تجاوزه باخرتاق املواقع أثناء أو بسبب تأدية عمله وعليه‬
‫تتكون أركان الجرمية كام ييل‪:‬‬
‫الركن املادي للجرمية‪ :‬يتجسد الركن املادي يف جرمية تجاوز مجال الترصيح إىل املواقع اإللكرتوين أو‬
‫أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات بوقوع فعل التجاوز من الفاعل وهو‬
‫الشخص املرصح له بالدخول وتجاوز مجال ترصيح الدخول بالبقاء فيه بصورة غري مرشوعة أثناء أو بسبب‬
‫تأدية عمله وأن يرتكبها القائم باألعامل عىل األنظمة اإللكرتونية مبناسبة أو بسبب تأدية عمله‪ .‬ووفقا لنصوص‬
‫املادتني ‪ 3 ،2‬من قانون جرائم تقنية املعلومات وهو السلوك اإلجرامي يف الجرمية‪.‬‬

‫فالشخص الذي صدر له ترصيح الدخول ليس ترصيح عام وإمنا اقترص عىل مجال محدد دون غريه‬
‫حسب املهام الوظيفية التي يقوم بها بالتايل يكون دخول املجال املختص به يف وظيفته مباح ال جرمية فيه‪،‬‬
‫أما املجال غري املرصح بشأنه يف دخوله يكون غري مرشوع وذلك ألن كل موظف مكلف بتخصص مهني محدد‬
‫فإن قام بدخول مجال غري املخصص له بوظيفته فيكون تجاوز حدود الترصيح املتاح له ويحدث ذلك من‬
‫العاملني يف هذه املواقع أو األنظمة أو الشبكة املعلوماتية ألنهم رصح لهم بالدخول فيها وقد يكون الدخول من‬
‫أشخاص غري العاملني ومن أمثلة ذلك األشخاص الذين يقومون بتصميم الربامج لتأدية مهام ومزودي خدمات‬

‫‪235‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الشبكة فدخول هؤالء األشخاص عىل املواقع يعد جرمية ووفقا للفقرة األوىل من املادة(‪ /2‬تقنية املعلومات)‬
‫وميكن أن يقع الدخول من أي شخص سواء كان يعمل يف الجهة التي وقع فيها الدخول أو ال يعمل فيها‬
‫وسواء أكان محرتفا أم غري محرتف‪ ،‬وال يشرتط أن يكون الدخول بطريقة معينة فالنص مطلق دون تحديد‬
‫(‪)155‬‬
‫طريقة بعينها‬
‫فعل تجاوز غرض الترصيح‪ :‬فإن الفاعل لديه ترصيح بالدخول ولكنه يستخــــدم الترصيح يف غــــرض‬
‫غري الغرض الذي أعطى من أجله فالحق يف الدخــــول الذي يتاج من الحصــــول عىل الترصيـــح يجب أن‬
‫يكون مقيدا بالغرض الوظيفي املحدد له فإذا تعارض الدخول مع غرض الترصيــــح فإن الدخول يكون غري‬
‫مرشوع‪ ،‬ومثال ذلك الترصيح لشخص بالدخول والحصول عىل معلومات عن حسابات مؤسسة معيــــنة فإذا‬
‫به يحصل عىل معلومات تتعلق مبؤسسة أخرى أو بقســــم أخر أو مبعلومة أخرى عن متعامل أخر وهكذا وبذلك‬
‫يكــــ ون قد تجاوز الغرض األسايس املحدد له يف مجال وظيفتــــه أو مجال عمله املحدد له مــــن الجهة‬
‫املختصة‪.‬‬

‫وقد يرجع قيام الفاعل بالدخول غري املرشوع إىل موقع إلكرتوين بنظام معلومات الكرتوين أو شبكة‬
‫معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات إلرتكاب فعل إجرامي معني عاملا به وبإرادته التامة بالقيام سواء كان الدخول‬
‫بقصد الحصول عىل بيانات حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو تجارية أو اقتصادية أو الدخول‬
‫إىل موقع إكرتوين لتغيري تصاميم هذا املوقع‪ ،‬أو تالفه‪ ،‬أو تعديله‪ ،‬أو شغل عنوانه بالغاء أو حذف أو تدمري أو‬
‫إفشاء أو اتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو اعادة نرش اي بيانات أو معلومات ويف هذه الحالة يكون الدخول‬
‫من األشخاص الذين يقومون بتصميم املواقع والربامج لتأدية مهام معينة أو املستخدمون من األفراد املسجلني‬
‫(‪)156‬‬
‫باملواقع واملرصح لهم بالدخول باسم مستخدم وكلمة مرور‬

‫فعل البقاء بصورة غري مرشوعة‪ :‬جرم املرشع البقاء واالستمرار بصورة غري مرشوعة داخل املواقع‬
‫اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري إرادة املالك أو‬
‫من له الحق يف السيطرة عىل هذه املواقع واألنظمة والشبكات‪ ،‬ويقصد بالبقاء بصورة غري مرشوعة‪ ،‬التواجد‬

‫‪ ))155‬محمود نجيب حسني ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2017 ،8‬ص ‪ 645‬وما بعدها‪،‬‬
‫منى كامل تريك‪ :‬تقنية التصال عن بعد يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ ،118‬عمر محمد أبو‬
‫بكر بن يونس‪ :‬الجرائم الناشئة عن استخدام النرتنت‪ ،‬األحكام املوضوعية والجوانب اإلجرائية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 326‬وما بعدها‬
‫‪ ))156‬محمد حسني منصور ‪ :‬الثبات التقليدي واللكرتوين‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬ط‪ 2010 ،1‬ص‪ .21‬نائلة عادل محمد‬
‫فريد قوره ‪ :‬جرائم الحاسب اآليل القتصادية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 325‬وما بعدها‬

‫‪236‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري‬
‫إرادة مالكها أو صاحب الحق يف السيطرة عليها فالبقاء يعني استمرار وعدم خروج الجاين وعدم قطع تواجده‬
‫عند علمه أن وجوده غري مرصح به‪ ،‬وبالتايل غري مرشوع فهذه الجرمية تقع منذ بداية الوقت الذي كان يجب‬
‫فيه عىل الفاعل أن يخرج وهو وقت العلم‪ ،‬ومثال البقاء غري املرصح به كأن يكون قد تم الترصيح لشخص ما‬
‫بالدخول إىل موقع إلكرتوين واالستفادة من خدماته خالل فرتة زمنية معينة أو بعدد معني من الخدمات فإذا به‬
‫(‪)157‬‬
‫يظل داخل املوقع بعد فوات الفرتة الزمنية املحددة أو االستفادة بأكرث من العدد املرصح به‬

‫وكذلك أن يجد الفاعل نفسه داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات‬
‫أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات دون قصد الدخول‪ ،‬وإمنا عن طريق الصدفة وبدون إرادة منه ولكنه‬
‫بعد اكتشافه أنه يف الداخل يستمر ويظل يف الوقت الذي كان يجب عليه الخروج‪ ،‬وباستمراره يف البقاء عىل‬
‫الرغم من معرفته أنه غري مرصح له بذلك يقع الفعل املجرم وتقوم مسؤوليته عن هذا الفعل وفعل البقاء يتصف‬
‫(‪)158‬‬
‫بأنه ذو طبيعة مستمرة وهذا عىل خالف فعل الدخول غري املرصح به فإنه فعل ذو طبيعة وقتية‬

‫الركن املعنوي لجرائم الدخول يف صورته املجردة‪ :‬إن الركن املعنوي رضوري لقيام الجرمية لوجود‬
‫العالقة التي تربط بني شخصية الفاعل ومادية الجرمية ولتحديد ماهية العالقـــة واملسؤولية يجب تحديد ماهية‬
‫الركن املعنوي للجرمية هل كانت جرمية قصديه أو غري قصديــــه الن هذه املاديات واألفعال يسبغ عليها‬
‫املقنن الصفة الغري مرشوعه لقيام الفاعل بإرادته فيحدد القانون النـــشاط يف صورتيه أن تكون اإلرادة متجهة‬
‫إىل عنارص الركن املادي وهي الفعل والنتيجة وتسمى هنا بالقصد الجنائــي وأن تكون اإلرادة متجهـــة إىل‬
‫السلوك اإلجرامي دون النتيجة وهنا تسمى بالخطأ فاإل رادة عنرص مشرتك بني صوريت الركن املعنوي وهام‬
‫العمد والخطأ غري العمدي وبالتايل فأن الركن املعنوي للجرمية ال يعدو كونه محض عالقة نفسية أو إرادية بني‬

‫‪ ))157‬املادة (‪ )2‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ :‬دخول موقع الكرتوين أو نظام معلومات‬
‫الكرتوين او شبكة معلومات او وسيلة تقنية معلومات بدون ترصيح يعاقب بالحبس والغرامة التي ل تقل عن مائة ألف درهم ول‬
‫تزيد عىل ثالمثائة ألف درهم أو بإحدى هاتني العقوبتني كل من دخل موقع إلكرتوين أو نظام معلومات إلكرتوين أو شبكة‬
‫معلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات ‪ ،‬بدون ترصيح أو بتجاوز حدود الترصيح ‪ ،‬أو بالبقاء فيه بصورة غري مرشوعة‬
‫‪ ))158‬إبراهيم محمود نجيب ‪ :‬أصول دراسات األمن القومي‪ ،‬وأصول إدارة الدولة‪ ،‬األردن‪ ،‬أكادميية اإلدارة والسياسات والدراسات‪،‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسالمية للبحوث والدراسات اإلنسانية‪ ،‬املجلد العرشون‪ ،‬العدد ‪ ،2‬يونيو ‪ ،2012‬ص ‪ ،530 -529‬عيل عبد القادر‬
‫القهوجي‪ :‬الحامية الجنائية للبيانات املعالجة إلكرتونياً‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 58‬وما بعدها محمد حسني منصور ‪ :‬الثبات التقليدي‬
‫واللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 35‬وما بعدها‬

‫‪237‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفاعل والسلوك اإلجرامي الذي قام به وحرص اتــــجاه إرادة الفاعل إىل تحقيــق الواقعة القانونية املنشئة‬
‫(‪)159‬‬
‫للجرمية‬
‫فلم يحدد املرسوم بقانون لتقنية املعلومات صورة الركن املعنوي للجرائم التي تقع عىل موقع إلكرتوين أو‬
‫نظام معلومات إلكرتوين أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات يف صورتها البسيطة املنصوص عليها يف‬
‫املادة(‪ )2‬من املرسوم بقانون وحيث أن املرشع مل يحدد الركن املعنوي يف الجرمية الدخول إال إنه وضع قاعدة‬
‫عامة ملعالجة هذه الحالة بنص رصيح يف املادة (‪ )43‬من قانون العقوبات التي تنص عىل أنه يسأل الجاين عن‬
‫الجرمية سواء ارتكبها عمدا أم خطأ ما مل يشرتط القانون العمد رصاحة وبالتايل يعاقب الجاين عىل الجرائم‬
‫الواقعة عىل موقع إلكرتوين أو نظام معلومايت إلكرتوين أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية معلومات يف صورتها‬
‫(‪)160‬‬
‫البسيطة سواء وقعت عمدا أم بطريق الخطأ‬

‫القصد الجنايئ‪ :‬فإن فعل الدخول للمواقع اإللكرتونية أو األنظمة املعلوماتية أو الشبكات واالستمرار‬
‫بالبقاء فيه دون القيام بأغراض الوظيفة املطلوبة فيتحقق القصد الجنايئ للجرمية باالستمرار بالبقاء باملواقع‬
‫دون وجه حق واستخدام املوقع من أجل ارتكاب جرم أو التورط بأي ترصف ينطوي عليه املسؤولية الجزائية وفقا‬
‫إلحكام وقوانني الدولة مثل إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف أو تغيري أو نسخ أو نرش أو إعادة نرش أية‬
‫بيانات أو معلومات‪ ،‬أو معلومات شخصية‪ ،‬وأن يرتكبها الجاين بسبب تأدية عمله‪ .‬ووفقا لنصوص املادتني ‪3 ،2‬‬
‫من قانون جرائم تقنية املعلومات ف الوصول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة‬
‫املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطرة عىل املعطيات التي توجد بها أو الخدمات التي‬
‫(‪)161‬‬
‫تقوم بها لكل نشاط ذهني يقوم به املوظف أو املستخدم للدخول‬

‫‪ ))159‬محمود محمود مصطفى السعيد ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مطبعه جامعه القاهرة ‪،‬ط‪ ،1974 ، 9‬ص ‪ ،424‬محمود‬
‫نجيب حسني ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 648‬وما بعدها ‪ ،‬رمسيس بهنام‪ :‬رشح قانون العقوبات العام‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬منشاة املعارف‪ ،‬ط‪1971 ،1‬ص ‪ 880‬وما بعدها‬
‫‪ ))160‬مادة (‪ ) 43‬يسأل الجاين عن الجرمية سواء ارتكبها عمدا أم خطأ ما مل يشرتط القانون العمد رصاحة‪ ،‬من قانون العقوبات‬
‫التحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1987‬وفقاً ألحدث تعديالته تم نرشه يف العدد رقم (‪ )182‬من الجريدة الرسمية نرش بالجريدة الرسمية‬
‫يف ‪ 02‬ديسمرب ‪ 1987‬م العدد ‪ - 281‬الجزء ‪ 14‬ص ‪ ،56371‬واملعدل مبوجب القانون رقم (‪ )34‬لسنة ‪ ،2005‬واملعدل مبوجب القانون‬
‫رقم (‪ )7‬لسنة ‪ ،2016‬واملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )24‬لسنة ‪.2018‬‬
‫‪ ))161‬نصت املادة(‪ ) 2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بأن يعاقب بالحبس والغرامة التي ل تقل عن مائة ألف درهم ول تزيد‬
‫عىل ثالمثائة ألف درهم أو بأحدي العقوبتني كل من دخل موقعاً إلكرتونياً أو نظاماً معلوماتياً أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية‬
‫=‬

‫‪238‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فاملوظف أثناء مامرسة العمل باألنظمة الذكية يلتزم بتنفيذ الواجبات العامة بدقة وبشكل جدير بالثقة‬
‫وااللتزام بتشغيل النظام واستخراج البيانات املطلوبة منه بنية حسنة وتقديم البيانات املطلوبة حسب الطريقة‬
‫التي تريدها الجهة الحكومية التي يعمل بها املوظف فقد تورد البيانات واملعلومات مسجلة عىل دسك أو عىل‬
‫سيد يروم (‪ ) C-DROM‬أو عىل األقراص املمغنطة‪ ،‬أو عىل ورق‪ ،‬وعليه كقائم بالعمل عىل األنظمة اإللكرتونية‬
‫االلتزام باملحافظة عليها خوفا من إتالفها‪ ،‬أو محوها أو تعديلها وميكن أن تثور مسؤوليته الجنائية إذا رفض‬
‫القيام باملهمة املكلف بها‪ ،‬أو أتلف عمدا البيانات املطلوب منه التعامل معها‪ ،‬أو أساء استخدام مكان حفظها أو‬
‫قام بالتعديل فيها فضال عن التزام املوظف بأداء مهمته التي حددتها له الجهة الحكومية التي يعمل بها يف‬
‫الوقت املحدد دون تجاوز حد الدخول املرصح به كام يلتزم باملحافظة عىل رس املهنة ويف حالة إفشائه الرس‬
‫يعاقب بالعقوبة املقررة لهذه الجرمية يف خدمة املتعاملني من الجمهور يف مكان عمله خالل ساعات العمل‬
‫الرسمية وذلك بغرض استمرارية الخدمة العامة ولتحقيق املصلحة العامة (‪.)162‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مواجهة جرمية تقنية املعلومات يف المارات‪.‬‬


‫متهيد وتقسيم‬
‫أدركت حكومة دولة اإلمارات رضورة توفري بنية ذات مواصفات عاملية إلنجاح جهود التنمية االقتصادية‬
‫وضامن معدالت النمو املنشودة لالقتصاد املحيل‪ ،‬وذلك ملا يتمتع به قطاع االتصاالت من أهمية كأحد الروافد‬
‫الداعمة لبقية القطاعات االقتصادية‪ ،‬وما ميثله كدافع رئييس لجهود التنمية الوطنية‪ ،‬فقطاع االتصاالت ميثل‬
‫العمود الفقري للعديد من املجاالت االقتصادية وانطالقا لذلك سعت الدولة إىل توفري حامية أمنية متطورة‪،‬‬
‫فأنشأت الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين ونظم املعلومات لتوفري الحامية الكافية فيام يتعلق بحقوق ومصالح‬
‫املستفيدين من خدما ت االتصاالت‪ ،‬ومع شيوع استخدام الكمبيوتر واالنرتنت والتطورات املتسارعة نتج عنها‬
‫األعامل غري املرشوعة وخلق جرائم مستحدثة يف املجال الجنايئ‪ ،‬وعىل صعيد تطور الترشيعات والقوانني‬
‫التي من شأنها مواكبة التطورات اهتمت الدولة مبواجهتها بإصدار أحدث الترشيعات يف مجال تقنية املعلومات‪،‬‬
‫وقد ارتأت الباحثة توضيح ذلك من خالل املطالب التالية‪:‬‬

‫معلومات أو تجاوز حدود الترصيح‪ ،‬فالعتداء عىل املواقع أو األنظمة اإللكرتونية أو شبكة املعلومات فعل مجرم‪ ،‬وتجرميه عىل‬
‫حالة عدم وجود ترصيح بالدخول‪ ،‬ولكن الشخص الذي تم الترصيح له قد يتجاوز حدود الترصيح‬
‫‪(162) James E. Macmillan, J. Douglas Walker, Lawrence P. Webster : A Guidebook for Electronique Court Filing, Copyright‬‬
‫‪1998 West Group, Inc. National Center for State Courts staff‬‬

‫‪239‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الول‪ :‬املواجهة الترشيعية يف جرمية تقنيه املعلومات‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املواجهة القضائية يف جرمية تقنية املعلومات‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املواجهة الترشيعية يف جرمية تقنيه املعلومات‬


‫حرصا من ا ملرشع اإلمارايت عىل توفري الحامية األمنية لألفراد وخصوصياتهم وحامية أمن الدولة من أي‬
‫انتهاكات للربامج املعلوماتية ووسائل تقنية املعلومات املعدة ملعالجة وإدارة وتخزين املعلومات اإللكرتونية فقد‬
‫سن الترشيعات االتحادية التي تناولت الضامنات القانونية لضبط التوازن بني الحق يف الخصوصية والرضورات‬
‫األمنية والحق يف املعلومات الشخصية وخصوصية البيانات اإللكرتونية‪ ،‬والجرائم املاسة بأمن الدولة ومصالحها‬
‫ملواجهة الخطر املاس بالنظام العام بصفة عامة باستخدام شبكة املعلومات أو وسائل تقنية املعلومات (‪ )163‬وسوف‬
‫نوضح ذلك يف أوال مكافحة جرائم تقنية املعلومات بإصدار الترشيعات والقوانني ‪ ،‬وثانيا‪ :‬تخصيص نيابة جرائم‬
‫تقنية املعلومات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تنظيم قطاع االتصاالت والهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين ‪ ،‬رابعا‪ :‬استحداث استخدام الكامريات‬
‫التليفزيونية كام ييل‪:‬‬

‫أولً‪ :‬مكافحة جرائم تقنية املعلومات بإصدار الترشيعات والقوانونني ‪ :‬اهتمت دولة اإلمارات العربية‬
‫املتحدة مبواجهة ومكافحة جرائم تقنية املعلومات من الناحية الترشيعية وذلك بإصدار ترشيعاتها مثل‪:‬‬

‫▪ القانون االتحادي رقم (‪ )12‬لسنة ‪ ،2016‬الصادر بتعديل املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2012‬يف‬
‫شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫▪ قانون اتحادي رقم (‪ )1‬لسنة ‪2006‬م يف شأن املعامالت والتجارة اإللكرتونية‬
‫▪ القانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬بشأن تقنية االتصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‬
‫▪ القرار الوزاري رقم (‪ )259‬لسنة ‪ 2019‬يف شأن الدليل اإلجرايئ لتنظيم التقايض باستخدام الوسائل‬
‫اإللكرتونية واالتصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‬
‫▪ القرار الوزاري رقم (‪ )220‬لسنة ‪ 2017‬بشأن إنشاء نيابة جرائم تقنية املعلومات والصادر يف ‪ 12‬مارس ‪2017‬‬
‫▪ وتنفيذا للمبادئ العامة التي جاء بها دستور دولة اإلمارات والتي جاء بها قانون العقوبات االتحادي رقم (‪)3‬‬
‫وتعديالته يف عام ‪ ،2016‬وعام ‪ ،2018‬وما جاء باملادة (‪ )43 /378‬عقوبات اتحادي واملواد املتعلقة بحامية‬

‫‪ ))163‬منى كامل تريك ‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن‪ ،‬مرجع سابق ص ‪168‬‬

‫‪240‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حق املواطن والدولة يف األمان ومبدأ رشعية الجرائم والعقوبات‪ ،‬ومبدأ شخصية العقوبة‪ ،‬واحرتام‬
‫اإلجراءات القضائية‬
‫فقد رشعت الدولة يف املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ ،2012‬واملعدل بالقانون االتحادي رقم (‪)12‬‬
‫لسنة ‪ ، 2016‬بعقوبات الحبس والغرامة يف الجرائم املتعلقة بدخول املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية‬
‫املعلومات وذلك يف املادة (‪ ) 2‬من ذات القانون‪ ،‬عىل أن تكون العقوبة الحبس مدة ال تقل عن ستة أشهر‬
‫والغرامة ا لتي ال تقل عن مائة وخمسون ألف درهم وال تجاوز سبعامئة ألف درهم أو بأحدي العقوبتني‪ ،‬إذا ترتب‬
‫عىل أي فعل من األفعال املنصوص عليها بالفقرة (‪ )1‬من املادة(‪ ) 2‬إلغاء أو حذف أو تدمري أو إفشاء أو إتالف‬
‫أو تغيري أو نسخ أو نرش أو إعادة نرش أي بيانات أو معلومات باإلضافة إىل أن تكون العقوبة الحبس مدة ال تقل‬
‫عن سنة واحدة والغرامة التي ال تقل عن مائتني وخمسني ألف درهم وال تجاوز مليون درهم أو بأحدي هاتني‬
‫العقوبتني إذا كانت البيانات أو املعلومات محل األفعال الواردة بها أفعال شخصية‪ ،‬وقرر املرشع االتحادي‬
‫عقوبة الحبس والغرامة ا لتي ال تقل عن مائتني وخمسون ألف درهم لكل من اعتدى عىل املواقع أو األنظمة‬
‫اإللكرتونية أو الشبكة املعلوماتية أو وسائل تقنية املعلومات بأي صورة من صور الدخول بها سواء كانت صورة‬
‫(‪)164‬‬
‫مجردة أو صورة مصحوبة باالعتداء‬

‫ثانياً‪ :‬تخصيص نيابة جرائم تقنية املعلومات‪ :‬خصصت نيابة جرائم تقنية املعلومات للتحقيق والترصف‬
‫ومبارشة الدعوى الجزائية يف جرائم استعامل الشبكة املعلوماتية واالتجار بالبرش والرتويج غري القانوين لألسلحة‬
‫والذخرية واملتفجرات واألموال الغري مرشوعة‪ ،‬وما تقتيض مصلحة العمل إحالته إليها من جرائم تقنية‬
‫املعلومات‪ ،‬وحرصت الدولة بقوانينها وترشيعاتها عىل الجمع بني الشق الجنايئ لهذه الجرائم والتطبيقات‬
‫القضائية وشق الحامية القانونية والرضورات األمنية والحق يف املعلومات الشخصية وخصوصية البيانات‬
‫(‪)165‬‬
‫اإللكرتونية‬

‫ثالثاً‪ :‬تنظيم قطاع التصالت والهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين ‪ :‬فقد حدد املرشع قطاع لتنظيم‬
‫الشبكات واالتصاالت والهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين وسائل استخدام أي جهاز أو وسيلة اتصال أو أكرث‬
‫بهدف نقل أو بث أو تحويل أو استقبال أي من خدمات االتصاالت وذلك بواسطة أي طاقة كهربائية أو‬
‫مغناطيسية أو اليكرتومغناطيس ية أو إلكرتو كيميائية أو إلكرتوميكانيكية وإنها تشغل بصورة حرصية ملصلحة‬

‫‪ ))164‬املادة(‪ )2‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ ،2012‬بشأن جرائم تقنية املعلومات‬
‫‪ ))165‬منى كامل تريك‪ :‬تقنية التصال عن بعد يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬مرجع سابق ص‪99‬‬

‫‪241‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫شخص واحد أو مجموعة واحدة من األشخاص تجمعهم ملكية مشرتكة لخدمة حاجاتهم الخاصة فإن عملية‬
‫ربط شبكات االتصاالت بأي وسيلة لتمكني مستخدميها من االتصال مع مستخدمي ذات الجهة أو أي جهة‬
‫(‪)166‬‬
‫أخرى أو لتمكينهم من االستفادة من خدمات االتصاالت التي تقوم بتقدميها جهة أخرى‬

‫رابعاً‪ :‬استحداث استخدام الكامريات التليفزيونية ‪ :‬وقد اتجهت وزارة الداخلية يف الدولة إىل‬
‫استحداث استخدام الكامريات التليفزيونية واملثبتة يف الكثري من األماكن كبوابات الخروج والدخول لقسم‬
‫الجوازات يف جميع مطارات الدولة‪ ،‬والكثري من مراكز التسوق الكربى والصغرى بالدولة وبعض الشوارع مكتظة‬
‫الحركة بتطبيق نظام بصمة العني وبصمة الوجه‪ ،‬إلظهار هوية الشخص وذلك بالنظر إليها من خالل قاعدة‬
‫بيانات مرتبطة مع بعضها بوسائط وروابط اتصاالت كاأللياف الضوئية والكوابل واألسالك وغريها من املعدات‬
‫امللحقة بها كاملكرات وأجهزة التقوية ومجمعات التوصيل ومسارات الربط والجسور وغري ذلك من املسميات‬
‫(‪)167‬‬
‫التي تحتاجها شبكات املعلومات‬

‫ومع تطور استخدام الكمبيوتر واالنرتنت تطورت أساليب ارتكاب الجرائم اإللكرتونية نتج عنها األعامل‬
‫غري املرشوعة وخلق جرائم مستحدثة يف املجال الجنايئ‪ ،‬مام أصبح من الرضورة استخدام سالح العلم‬
‫والتكنولوجيا املتطورة للكشف عن الجناة الخارقني لهذه املعلومات أو املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات وكان ذلك باستخدام كامريات املراقبة لألماكن العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬حرصا بالدرجة األوىل عىل الحامية األمنية وتأمني املمتلكات العامة والخاصة والطرق والشوارع‬
‫واملباين الحكومية وغري الحكومية وتأمني حركة سري املرور والطرقات وتأمني العامل يف أماكن العمل‪ ،‬وحامية‬
‫حقوق العاملني وعدم اخرتاق خصوصيتهم إال وفق ما تنص عليه اللوائح التنظيمية كنوع من األمن الوقايئ‬
‫ألنها تساعد عىل كشف املخالفات‪ ،‬وقد تستخدم املراقبة األمنية بالدوائر التليفزيونية املغلقة كدليل إثبات يف‬
‫(‪)168‬‬
‫بعض القضايا‬

‫فالتقنية املتقدمة التي اتاحت للخارجني عن القانون خرق منظومات الحاسب اآليل بهدف الرسقة أو‬
‫تخريب املعلومات أو تدمري أجهزة الحاسوب وكان البد من مواجهتها املواجهة القضائية والترشيعية لتحديد‬
‫اإلجراءات الدفاعية والوقائية ل حاميتها من أية اخرتاقات وخلق أجواء أمنية للمعلومات تضمن الحفاظ عليها‪،‬‬

‫‪ ))166‬املادة (‪ )1‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪2003‬‬


‫‪ ))167‬منى كامل تريك‪ :‬تقنية التصال عن بعد يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪223‬‬
‫‪ ))168‬منى كامل تريك‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن‪ ،‬مرجع سابق ص ‪136‬‬

‫‪242‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فضال عن حامية أمن الدولة الداخيل والخارجي‪ ،‬وضبط التوازن بني حق املجتمع اإلمارايت يف كشف الحقيقة‬
‫بشأن الجرائم وتقرير املسؤولية الجنائية واملدنية عىل الجناة يف وسائل اإلثبات الجنايئ للوصول إىل اليقني‬
‫القضايئ بتطابق النموذج القانوين للجرمية وبني الوقائع الحقيقية يف إقامة الدليل الجنايئ ونسبته إىل فاعل‬
‫(‪)169‬‬
‫معني‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املواجهة القضائية يف جرمية تقنية املعلومات‬


‫اعتنق املرشع االتحادي معيار الخصوصية يف حامية الحياة الخاصة بصفة عامة أو حامية للمعلومات‬
‫والبيانات الشخصية والخاصة لدخول أشخاص أخرين بغري وجه حق يف املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات بدون ترصيح‪ ،‬بتوفري حامية أمنية متطورة‪ ،‬فأنشأت‬
‫الدولة الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين ونظم املعلومات لتوفري الحامية الكافية فيام يتعلق بحقوق ومصالح‬
‫املستفيدين من خدمات االتصاالت‪ ،‬وعىل صعيد تطور الترشيعات والقوانني التي من شأنها مواكبة التطورات‬
‫(‪)170‬‬
‫اهتمت الدولة مبواجهتها بإصدار أحدث الترشيعات يف مجال تقنية املعلومات‬

‫وبهذا فإنه يستلزم لجرمية الدخول عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات بدون‬
‫ترصيح‪ ،‬أن يقوم الفاعل بها مستخدما حاسب آيل وشبكة معلوماتية‪ ،‬أو موقع إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‪،‬‬
‫بالدخول إليها بدون الحصول عىل الترصيح الالزم للدخول وبذلك يتحقق فعل الدخول إىل املواقع اإللكرتونية‬
‫أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات فإلزم القامئون باألعامل اإللكرتونية‬
‫يف جميع الجهات الحكومية والخاصة بالحفاظ عىل رسية العمل‪ ،‬والتزام املوظف بالدخول للموقع كمستخدم‬
‫للنظام‪ ،‬و مسؤولية املوظف عن استخدام أنظمة االتصال الحكومي‪ ،‬إدخال البيانات واملعلومات‪ ،‬وعدم إساءة‬
‫استخدام النظام بأي شكل من األشكال الخضوع لرقابة املوقع‪ ،‬وااللتزام برسية املعلومات والبيانات املسجلة‬
‫بالنظام‪ ،‬وحامية املعلومات والبيانات املسجلة بالنظام‪ ،‬ومسؤولية املوظف عن جهازه‪ ،‬والتزام املوظف بسياسة‬
‫خصوصية النظام وجرم النشاط الذي يتمثل يف الدخول لشبكات االتصاالت بدون ترصيح وذلك لتوفري الحامية‬
‫الجنائية‪ ،‬وعىل ذلك يفرتض ذلك أن الجاين ليس مالكا وليس له سلطة عىل املوقع أو وسيلة تقنية املعلومات‬

‫‪ ) )169‬لؤي عبد الله نوح‪ :‬مدى مرشوعية املراقبة اإللكرتونية يف اإلثبات الجنايئ‪ ،‬وحجية مرشوعية الدليل اإللكرتوين املستمد‬
‫من التفتيش الجنايئ‪ ،‬وعوامل حجية الصورة والصوت يف اإلثبات الجنايئ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنرش‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2018 ،1‬ص ‪ 11‬عيل عبد القادر القهوجي‪ :‬الحامية الجنائية للبيانات املعالجة إلكرتونياً‪ ،‬مرجع سابق ص ‪61‬‬
‫‪ ))170‬منى كامل تريك ‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن‪ ،‬مرجع سابق ص ‪168‬‬

‫‪243‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتم الترصيح له بالدخول‪ ،‬يف مجاالت محددة‪ ،‬وتحقيقا ألغراض معينة‪ ،‬ولكنه تجاوز هذه الحدود بدخوله يف‬
‫غري املجاالت املرخص له بدخولها‪ ،‬تحقيقا ألغراض أخرى غري األغراض التي كانت سبب الترصيح (‪ )171‬ونوضح‬
‫ذاك كام ييل‪:‬‬

‫(‪ )1‬الحفاظ عىل رسية العمل‪ :‬يلتزم املوظف باحرتام والتقيد مببادئ الخصوصية والرسية فيام يتعلق‬
‫باملعلومات العامة واملعلومات الشخصية‪ ،‬وعدم الكشف عنها أو استخدامها أو نسخها أو نقلها أو إزالتها إال يف‬
‫سياق مامرسته لواجباته الوظيفية أو كام هو مسموح به مبوجب القانون أو بترصيح خطي مسبق أو يف حالة‬
‫كأن الهدف من الكشف عنها الكشف عن جرمية تعرض مصلحة الجهة الحكومية التي يعمل بها للخطر أو‬
‫الرضر وذلك باإلبالغ عنها اىل السلطة الرسمية املختصة‪ ،‬باتخاذ الخطوات الالزمة‪ ،‬إن وجدت وضامن معرفة‬
‫الشخص املعني بالغرض الذي جمعت املعلومات ألجله‪ ،‬وبأسامء األشخاص املطلوب تقديم تلك املعلومات إليهم‬
‫واتخاذ الخطوات الكافية لضامن حامية املعلومات الشخصية عن طريق االجراءات االحرتازية األمنية كام هو‬
‫مطلوب اتخاذها وفق الظروف وذلك ضد فقدان املعلومات أو الدخول إليها أو استخدامها أو تعديلها أو الكشف‬
‫عنها إال بتفويض من مسئويل جهة عمله املختصني‪ ،‬وأي سوء استخدام أخر لها واالحتفاظ باملعلومات‬
‫الشخصية بطريقة ميكن اسرتدادها يف الحال‪ ،‬وميكن للشخص املعنى الحصول عىل نسخة من تلك املعلومات‬
‫وميكن تعديل تلك املعلومات إذا كانت غري صحيحة ويلتزم املوظف حتى بعد تركه الخدمة‪ ،‬بالحفاظ عىل رسية‬
‫أية معلومات رسمية أو شخصية كان قد اطلع عليها بحكم وظيفته‪ ،‬ما مل يكن الكشف عنها مسموحا به ص‬
‫ارحة مبوجب القانون أو العرف الوظيفي كام يلتزم املوظف بتسليم أية ممتلكات تخص الجهة الحكومية التي‬
‫يعمل بها وثائق‪ ،‬ملفات‪ ،‬ارشطة‪ ،‬أقراص‪ ،‬وغريها اليها عند انتهاء خدمته ويرتتب عىل مخالفه املوظف لهذا‬
‫الواجب تعرضه للمسؤولية التأديبية واملسؤولية الجنائية إذا يشكل إفشاء أرسار الوظيفة جرمية بنص قانون‬
‫(‪)172‬‬
‫العقوبات االتحادي وفقا للامدة (‪/4‬تقنية معلومات)‬

‫‪ ))171‬محمود نجيب حسني ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 645‬وما بعدها‪ ،‬إبراهيم محمود نجيب‪ :‬أصول دراسات‬
‫األمن القومي‪ ،‬وأصول إدارة الدولة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 533‬نائلة عادل محمد فريد قوره‪ :‬جرائم الحاسب اآليل القتصادية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ص ‪ 328‬وما بعدها‬
‫‪ ))172‬املادة (‪ )4‬دخول املواقع اللكرتونية ووسيلة تقنية املعلومات للحصول عىل بيانات حكومية ومعلومات رسية مبنشأة ‪ :‬يعاقب‬
‫بالسجن املؤقت والغرامة التي ل تقل عن مائتني وخمسني الف درهم ول تجاوز مليون وخمسامئة الف درهم كل من دخل بدون‬
‫ترصيح اىل موقع الكرتوين ‪ ،‬أو نظام معلومات الكرتوين‪ ،‬أو شبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬سواء كان الدخول‪ ،‬بقصد‬
‫الحصول عىل بيانات حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو تجارية أو اقتصادية وتكون العقوبة السجن مدة ل تقل‬
‫=‬

‫‪244‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(‪ )2‬التزام املوظف بالدخول للموقع كمستخدم للنظام‪ :‬يستخدم النظام من خالل املوقع االلكرتوين‬
‫وفقا ألحكام ورشوط النظام بصفة مستخدم أو متعامل أو موظف وهو املعني مبوضوع تسجيل الدخول للموقع‬
‫ويتعهد املستخدم أو املتعامل أو موظف باستعامل النظام ألغراض مرشوعة وللغاية التي وضع من أجلها فقط‬
‫ووفقا لألحكام والرشوط مبا اليتعارض مع الترشيعات السارية ويكون املستخدم مسؤوال مسؤولية كاملة عن‬
‫العلم والعمل بكل القوانني واألنظمة والقواعد واألحكام املتعلقة باستخدام النظام ويلتزم بالتقييد باآلداب العامة‬
‫(‪)173‬‬
‫والنظام العام وفقا إلحكام وقوانني الدولة وفقا للامدة (‪/22‬تقنية معلومات)‬

‫(‪ )3‬مسؤولية املوظف عن استخدام أنظمة التصال الحكومي‪ :‬يلتزم املوظف مبسؤولية استخدام أنظمة‬
‫االتصال الحكومي مبا يف ذلك الربيد االلكرتوين وأجهزة الكمبيوتر واالنرتنت والهاتف فقط ملا هو رضوري‬
‫ألداء واجباته الوظيفية ووفقا لسياسة جهة العمل ووفقا للقانون والتقيد بكافة القوانني والقرارات وأية قواعد‬
‫واجراءات تصدر ع ن الجهة الحكومية التي يعمل بها بخصوص رشاء البضائع والخدمات واألعامل من قبل‬
‫جهة عمله لضامن االستخدام األمثل للموارد املتاحة واإللتزام باملحاسبية والقانونية واإلنصاف والنزاهة يف‬
‫(‪)174‬‬
‫عملية الرشاء التقيد التام بسياسة أمن املعلومات وفقا للامدة (‪/3‬تقنية معلومات)‬

‫(‪ )4‬إدخال البيانات واملعلومات ‪ :‬يلتزم املوظف مبسؤولية بادخال البيانات واملعلومات حسب القسم الذي‬
‫يعمل به للجهة الحكومية فال يجوز أن يقوم بإدخال بيانات ومعلومات بالنظام نيابة عن موظف أخر أو مستخدم‬
‫أخر إلدخال البيانات واملعلومات فكل موظف مسؤول عن جهازه املستخدم واسمه كمستخدم بالوقت والساعة‬
‫والتاريخ‪ ،‬فاستخدام املوقع االلكرتوين أو استعامل النظام من خالل املوقع أو الربيد االلكرتوين من قبل‬

‫عن خمس ‪ 5‬سنوات والغرامة التي ل تقل عن خمسامئة الف درهم ول تجاوز ‪ 2‬مليون درهم ‪ ،‬اذا تعرضت هذه البيانات أو املعلومات‬
‫لاللغاء أو الحذف أو التالف أو التدمري أو الفشاء أو التغيري أو النسخ أو النرش أو اعادة النرش‪ ،‬من مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪2012‬‬
‫بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫‪ ))173‬املادة (‪ )22‬يعاقب بالحبس مدة ل تقل عن ستة أشهر والغرامة التي ل تقل عن خمسامئة ألف درهم ول تجاوز مليون درهم‬
‫أو بإحدى هاتني العقوبتني كل من استخدم ‪ ،‬بدون ترصيح ‪ ،‬أي شبكة معلوماتية ‪ ،‬أو موقعا إلكرتونيا ‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‬
‫لكشف معلومات رسية حصل عليها مبناسبة عمله أو بسببه ‪.‬‬
‫‪ ))174‬املادة (‪ )3‬مرتكب الجرائم يف البندين ‪ 1‬و ‪ 2‬من املادة ‪ 2‬من هذا املرسوم بقانون اتحادي مبناسبة تأدية عمله ‪ :‬يعاقب بالحبس‬
‫مدة ل تقل عن سنة واحدة والغرامة التي ل تقل عن مائتني وخمسني الف درهم ول تجاوز مليون درهم أو بإحدى هاتني العقوبتني‬
‫كل من ارتكب اي من الجرائم املنصوص عليها يف البندين ‪ 1‬و ‪ 2‬من املادة ‪ 2‬من هذا املرسوم بقانون مبناسبة أو بسبب تأدية‬
‫عمله ‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مستخدم النظام أو املوظف هو استعامل شخيص للنظام فيحظر عىل املستخدم أو املوظف السامح ألي شخص‬
‫(‪)175‬‬
‫ثالث باستعامل بيانات التعريف الخاص به وفقا للامدة (‪/22‬تقنية معلومات)‬

‫(‪ )5‬عدم إساءة استخدام النظام بأي شكل من األشكال‪ :‬يكون املوظف أو املستخدم مسؤوال مسؤولية‬
‫كاملة عن العلم والعمل بالقوانني واألنظمة والقواعد واألحكام املتعلقة باستخدام النظام والتقييد باآلداب العامة‬
‫والنظام العام وفقا ألحكام وقوانني الدولة ويتعهد املوظف أو املستخدم بعدم انتحال أي صفة عند استخدام‬
‫النظام‪ ،‬عدم استخدام املوقع من أجل ارتكاب جرم أو تشجيع اآلخرين عىل التورط يف أي ترصف قد يعد جرمية‬
‫أو ينطوي عىل مسؤولية مدنية أو مسؤولية جزائية وفقا إلحكام وقوانني الدولة‪ ،‬عدم إدخال أو نرش أي محتويات‬
‫غري قانونية تتضمن متييزا أو تشهريا أو إساءة أو قذف أو رسقة االفكار أو سب أو فاحشة أو مواد إباحية أو‬
‫محتويات متس بالدين وبأحكام الرشيعة اإلسالمية أو الرموز أو السياسة العامة للدولة‪ ،‬عدم استخدام النظام‬
‫لتحميل أي مادة فيها برامج تحتوي عىل فريوسات‪ ،‬أو ملفات أو برامج أو أجهزة قد تعمل عىل تغيري أو إتالف‬
‫أو إعاقة عمل النظام‪ ،‬عدم تغيري أو إتالف أو شطب أي محتوى من محتويات املوقع أو التشجيع أو املشاركة‬
‫بذلك‪ ،‬عدم خرق أو نرش أي مادة تتناىف أو تتعارض مع حقوق امللكية الفكرية للنظام االلكرتوين وبحقوق‬
‫األخرين أو تخزين املعلومات الشخصية عن اآلخرين وفقا للامدة (‪/22‬تقنية معلومات)‬

‫(‪ )6‬الخضوع لرقابة املوقع‪ :‬يلتزم املوظف باملسؤولية التامة عن استخدامه للموقع مع علمه بخضوع‬
‫استعامل النظام للرقابة التقنية والرقابة األمنية‪ ،‬حيث يتم إدارة املوقع من قبل الوزارة ويرتتب عىل استعامل‬
‫النظام من خالل املوقع أو الربيد االلكرتوين املسؤولية املدنية والجنائية لضامن إمكانية الدخول بشكل آمن إىل‬
‫املوقع االلكرتوين إذ أن النظام ال يهدف سوى لتطوير الخدمات املقدمة من الجهات الحكومية املختلفة‬
‫والتواصل مع املتعاملني واملوظفني وتتحمل إدارة املوقع والقامئني عليه املسؤولية‪ ،‬املادية أو املعنوية‪ ،‬عن أي‬
‫(‪)176‬‬
‫انقطاع أو تأخري أو خلل يف املوقع االلكرتوين أو الخدمات االلكرتونية املقدمة من خالله‬

‫(‪)7‬اللتزام برسية املعلومات والبيانات املسجلة بالنظام‪ :‬يتعهد املوظف أو املستخدم بعدم إفشاء أو‬
‫استخدام أو سوء إستخدام أية معلومات رسية تتعلق بالجهة الحكومية التي يعمل بها أو أي جهة حكومية علم‬

‫‪ ))175‬املادة (‪ ) 22‬يعاقب بالحبس مدة ل تقل عن ستة أشهر والغرامة التي ل تقل عن خمسامئة ألف درهم ول تجاوز مليون درهم‬
‫أو بإحدى هاتني العقوبتني كل من استخدم ‪ ،‬بدون ترصيح ‪ ،‬أي شبكة معلوماتية ‪ ،‬أو موقعا إلكرتونيا ‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‬
‫لكشف معلومات رسية حصل عليها مبناسبة عمله أو بسببه ‪.‬‬
‫‪ ))176‬عيل عبد القادر القهوجي‪ :‬الحامية الجنائية للبيانات املعالجة إلكرتونياً‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 66‬وما بعدها‬

‫‪246‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بها من خالل استخدامه النظام أو من خالل تعامله مع أي من الجهات الحكومية إضافة لذلك التعهد بعدم‬
‫اإلعالن بوسائل اإلعالم املختلفة سواء داخل الدولة أو خارجها عن السجالت املقدمة من خالل النظام مامل‬
‫يتم أخذ املوافقة الخطية املسبقة من قبل الجهة الحكومية االتحادية التي يعمل بها أو الوزارة التابعة لها الجهة‬
‫الحكومية واملعنية ويف حال اإلخالل يف اإللتزامات الواردة يحق إلدارة الجهة الحكومية املعنية إتخاذ‬
‫اإلجراءات املناسبة بحق املخل بالتزاماتة منها سواء بعدم إستمراره يف نفس القسم أو منع إستخدام والدخول‬
‫للنظام كام شدد القانون عىل رسية املعلومات‪،‬إذ ألزم املوظف خالل فرتة خدمته وبعد انتهائها‪ ،‬باملحافظة عىل‬
‫رسية املعلومات التي اطلع عليها بحكم وظيفته أو بسببها‪ ،‬وعدم اإلفصاح عنها‪ ،‬مكتوبة كانت أو شفهية‪ ،‬وسواء‬
‫كانت تتعلق بعمل الحكومة أو الدائرة التي يعمل لديها‪ ،‬أو بأي دائرة أخرى‪ ،‬ما مل يحصل عىل إذن خطاي‬
‫مسبق من املدير العام‪ ،‬أو بناء عىل طلب جهة قضائية‪ ،‬أو أي جهة حكومية توجب ترشيعاتها الحصول عىل‬
‫(‪)177‬‬
‫تلك املعلومات وفقا للامدة ( ‪ /4‬تقنية معلومات)‬

‫(‪ )8‬حامية املعلومات والبيانات املسجلة بالنظام‪ :‬يتعهد املوظف أو املستخدم بحامية أي أداة إلكرتونية‬
‫مغناطيسية‪ ،‬برصية كهروكيميائية‪ ،‬أو أي أداة أخرى تستخدم ملعالجة البيانات اإللكرتونية‪ ،‬وأداء العمليات‬
‫املنطقية والحسابية‪ ،‬أو الوظائف التخزينية‪ ،‬ويشمل أي وسيلة موصلة أو مرتبطة بشكل مبارش‪ ،‬تتيح لهذه‬
‫الوسيلة تخزين املعلومات اإللكرتونية أو إيصالها لألخرين وحددت الالئحة التنفيذية الصادرة وفقا ألحكام‬
‫القانون باملرسوم االتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2012‬توفري الحامية الكافية فيام يتعلق بحقوق ومصالح املستفيدين‬
‫وحامية البيانات‪ ،‬حامية الخصوصية‪ ،‬وفقا ألحكام القانون والئحته التنفيذية وحامية الدخول من أي شخص‬
‫سواء كان يعمل يف الج هة التي وقع فيها الدخول أو ال يعمل فيها وسواء أكان محرتفا أم غري محرتف سواء‬
‫(‪)178‬‬
‫حدث بالسطو عىل كلمة الرس أو بفك الشفرة‬

‫‪ ))177‬املادة (‪ )4‬دخول املواقع اللكرتونية ووسيلة تقنية املعلومات للحصول عىل بيانات حكومية ومعلومات رسية مبنشأة ‪ :‬يعاقب‬
‫بالسجن املؤقت والغرامة التي ل تقل عن مائتني وخمسني الف درهم ول تجاوز مليون وخمسامئة الف درهم كل من دخل بدون‬
‫ترصيح اىل موقع الكرتوين ‪ ،‬أو نظام معلومات الكرتوين‪ ،‬أو شبكة معلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬سواء كان الدخول‪ ،‬بقصد‬
‫الحصول عىل بيانات حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو تجارية أو اقتصادية وتكون العقوبة السجن مدة ل تقل‬
‫عن خمس ‪ 5‬سنوات والغرامة التي ل تقل عن خمسامئة الف درهم ول تجاوز ‪ 2‬مليون درهم ‪ ،‬اذا تعرضت هذه البيانات أو املعلومات‬
‫لاللغاء أو الحذف أو التالف أو التدمري أو الفشاء أو التغيري أو النسخ أو النرش أو اعادة النرش ‪.‬‬
‫‪ ))178‬املادة(‪ )2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بقولها (كل من دخل ‪ )....‬املادة(‪ )1‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة‬
‫‪ ،2012‬بشأن إنشاء الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين مؤسسة التصالت واألشخاص العتبارية الذين لهم الرتخيص من قبل‬
‫=‬

‫‪247‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫(‪ )9‬مسؤولية املوظف عن جهازه‪ :‬يتعهد املوظف أو املستخدم بالتزامه مبسؤوليته املسؤولية الكاملة عن‬
‫جهاز الحاسب اآليل املخصص له للدخول عىل املواقع واألنظمة اإللكرتونية‪ ،‬تقع عىل املوظف مسؤوليتـــــه‬
‫عن اسم املستخدم الخاص به وجهازه املستخدم للدخول عىل النظام فيلتزم بعـــــدم ترك الجهاز مفتوحا عىل‬
‫النظام يف حالة قيامه من مكتبه‪ ،‬وااللتزام بإغالق النظام مجرد انهاء الغرض الـــــذي فتح من أجله وعدم‬
‫البقاء يف النظام لغري الغرض املرصح به‪ ،‬وعدم تجاوز حد الدخول املصـــرح له وعدم الدخول عىل أقسام أخرى‬
‫لالطالع أو البحث عن غري املرصح له بالقيام به فالوصول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطــــرة عىل املعطيات التي‬
‫توجد بها أو الخدمات التي تقوم بها لكل نشاط ذهني يقوم به املوظف أو املستخــــدم للدخول وفقا للامدة ( ‪/2‬‬
‫(‪)179‬‬
‫تقنية معلومات)‬

‫فقد جرم املرشع البقاء واالستمرار بصورة غري مرشوعة داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات‬
‫اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري املرصح به لحق الدخول املواقع واألنظمة‬
‫والشبكات‪ ،‬ويقصد بالبقاء بصورة غري مرشوعة‪ ،‬التواجد داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‬
‫أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري إرادة مالكها أو صاحب الحق يف السيطرة عليها وألزم‬
‫بعدم إدخال أو نرش أي محتويات غري قانونية تتضمن متييزا أو تشهريا أو إساءة أو قذف أو رسقة االفكار أو‬
‫سب أو فاحشة أو مواد إباحية أو محتويات متس بالدين وبأحكام الرشيعة اإلسالمية أو الرموز أو السياسة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬وعدم استخدام النظام لتحميل أي مادة فيها برامج تحتوي عىل فريوسات‪ ،‬أو ملفات أو برامج أو أجهزة‬
‫قد تعمل عىل تغيري أو إتالف أو إعاقة عمل النظام‪ ،‬وعدم تغيري أو إتالف أو شطب أي محتوى من محتويات‬
‫املوقع أو التشجيع أو املشاركة بذلك‪ ،‬وعدم خرق أو نرش أي مادة تتناىف أو تتعارض مع حقوق امللكية الفكرية‬
‫للنظام االلكرتوين وبحقوق األخرين أو تخزين املعلومات الشخصية عن اآلخرين وأن يتعهد املوظف أو‬
‫املستخدم بالتزامه مبسؤوليته املسؤولي ة الكاملة عن جهاز الحاسب اآليل املخصص له للدخول عىل املواقع‬

‫الهيئة وفقاً ألحكام القانون ولئحته التنفيذيةاملادة(‪ )1‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2003‬بشأن تنظيم التصالت‬
‫وأن شبكة التصالت هي منظومة تحتوي عىل جهاز أو وسيلة اتصال أو أكرث بهدف نقل أو بث أو تحويل أو استقبال أي خدمة‬
‫من خدمات التصالت‬
‫‪ ))179‬نصت املادة(‪ ) 2‬من املرسوم بقانون لتقنية املعلومات بأن يعاقب بالحبس والغرامة التي ل تقل عن مائة ألف درهم ول تزيد‬
‫عىل ثالمثائة ألف درهم أو بأحدي العقوبتني كل من دخل موقعاً إلكرتونياً أو نظاماً معلوماتياً أو شبكة معلومات أو وسيلة تقنية‬
‫معلومات أو تجاوز حدود الترصيح‪ ،‬فالعتداء عىل املواقع أو األنظمة اإللكرتونية أو شبكة املعلومات فعل مجرم‪ ،‬وتجرميه عىل‬
‫حالة عدم وجود ترصيح بالدخول‪ ،‬ولكن الشخص الذي تم الترصيح له قد يتجاوز حدود الترصيح‬

‫‪248‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واألنظمة اإللكرتونية‪ ،‬وتقع عىل املوظف مسؤوليته عن اسم املستخدم الخاص به وجهازه املستخدم للدخول‬
‫عىل النظام فيلتزم بعدم ترك الجهاز مفتوحا عىل النظام يف حالة قيامه من مكتبه‪ ،‬وااللتزام بإغالق النظام‬
‫مجرد انهاء الغرض الذي فتح من أجله وعدم البقاء يف النظام لغري الغرض املرصح به‪ ،‬وعدم تجاوز حد الدخول‬
‫املرصح له وعدم الدخول عىل أقسام أخرى لالطالع أو البحث عن غري املرصح له بالقيام به‬

‫(‪ )10‬التزام املوظف بسياسة خصوصية النظام‪ :‬يتعهد املوظف أو املستخدم بااللتزام بإحرتام خصوصية‬
‫معلومات وبيانات املستخدمني واملتعاملني من الجمهور يف النظام اإللكرتوين مثل اسم املستخدم أو املتعامل‬
‫وعنوانه مسكنه وتاريخ ميالده ونوعه ورقم هاتفه والفاكس الخاصة به وبريده اإللكرتوين وغري ذلك من‬
‫املعلومات التي يتم جمعها عند التسجيل لدخول النظام من املتعاملني من الجمهور أو استخدام أي من أدوات‬
‫املوقع اإللكرتوين فاملعلومات الشخصية املقدمة من املتعاملني من الجمهور الهدف منها التحقق من هويتهم‬
‫وعالقتهم بالخدمة التي يوفرها املوقع مبوجب النظام اإللكرتوين وأنظمة الجهة الحكومية صاحبة املوقع‬
‫اإللكرتوين وربطها بهويته اإلماراتية والهوية الرقمية للوثوق يف معلومة املتعاملني من الجمهور وللتوقيع عىل‬
‫املستند اإللكرتوين املقدم من طرفهم‪ ،‬ويلتزم املوظف أو املستخدم بعدم اإلفصاح عن املعلومات والبيانات‬
‫املسجلة أو نرش معلومات خاصة باملتعاملني للعامة أو لزمالئه املوظفني يف أقسام أخرى بنفس الجهة الحكومية‬
‫التي يعمل فيها بطريقة تحدد هوية املتعامل الخاصة دون تفويض خطي من قبل املتعامل بشخصه عىل جواز‬
‫اإلفصاح عن معلوماته من الجهة الحكومية نفسها‬

‫وقد سن املرشع االتحادي يف قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات عقوبات الحبس والغرامة عىل من‬
‫دخل يف نظام شبكات املعلومات اإللكرتونية أو أي وسيلة تقنية معلومات بدون ترصيح يخول له ذلك أو بأي‬
‫صورة غري مرشوعة يف املواد (‪ )17 ،16 ،15 ،14 ،13 ،12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2‬وتناول هذه الجرمية‬
‫( ‪)180‬‬
‫من حيث محلها والسلوك الذي يقوم عليه الركن املادي وركنها املعنوي والعقوبة املنصوص عليها‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك قضت املحكمة االتحادية العليا يف الطعن رقم (‪ )64‬لسنة ‪ 27‬قضائية بتغريم كل من‬
‫املتهمني خمسني ألف درهم ومصادرة األجهزة املضبوطة عن استغاللهم بغري وجه حق لخدمة من خدمات‬
‫االتصاالت ويف الطعن رقم (‪ )71‬جزايئ لسنة (‪ )27‬قضائية‪ ،‬قضت بتغريم املتهم خمسني ألف درهم عن‬
‫استخدامه أجهزة اتصاالت بدون ترخيص من الهيئة واستعامل محطة إرسال السليك وتركيب واستعامل جهاز‬

‫‪ ))180‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات ‪2018‬‬

‫‪249‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إرسال السليك مخالفا ألحكام املادة(‪ )50‬ومبصادرة األجهزة السلكية والالسلكية (املادة ‪ )76‬وغريها من املعدات‬
‫واالدوات املستخدمة باملخالفات للمرسوم بقانون أو الئحة التنفيذية أو األنظمة أو القرارات أو التعليامت أو‬
‫(‪)181‬‬
‫القواعد الصادرة مبوجبهام‬

‫الخامتة‬
‫حاولت الدراسة بيان الجرائم املتعلقة بدخول املواقع واألنظمة والشبكات ووسائل تقنية املعلومات واركانها‬
‫واملواجهة الترشيعية والقضائية لها باإلضافة إىل توضيح الفرق بني جرمية الدخول بدون ترصيح جرمية تجاوز‬
‫حدود ترصيح الدخول مع بيان الركن املعنوي يف مختلف االعتداءات املاسة باألنظمة املعلوماتية والذي يتخذ‬
‫صورة القصد الجنايئ‪ ،‬إضافة إىل نية االعتداء من قبل الجاين وما يرتتب عليه من عدم توافر أركان الجرمية‬
‫إذا وقع الجاين يف الخطأ سواء كان يتعلق مببدأ الحق يف الدخول أو يف البقاء يف نطاق هذا الحق‪ ،‬كأن‬
‫يجهل بوجود حظر للدخول أو البقاء‪ ،‬أو كان يعتقد خطأ أنه مسموح له بالدخول‬

‫وأوضحت الدراسة كيفية التعرف عىل الرشوط الواجب توافرها لجرمية االعتداء عىل املواقع بصورها‬
‫البسيطة وغري البسيطة يف أن تكون هذه البيانات أو املعلومات شخصية‪ ،‬وأن يرتكبها الجاين يف صورتيها‬
‫مبناسبة أو بسبب تأدية عمله توضيح الفرق االحكام القانونية‪ ،‬وأن تكون هذه البيانات أو املعلومات شخصية‪،‬‬
‫وأن ي رتكبها الجاين يف صورتيها مبناسبة أو بسبب تأدية عمله لذا سعت دولة اإلمارات إىل سن ترشيع قانون‬
‫مكافحة الجرائم اإللكرتونية‪ ،‬وقد سلطنا الضوء يف هذا املوضوع عىل قانون الجرائم االلكرتونية رقم (‪ )5‬لعام‬
‫‪ 2012‬واملعدل بقانون اتحادي رقم (‪ )12‬لعام ‪ ،2016‬مجموعة من املواد التي تتحدث بشكل مفصل عن ماهية‬
‫الجرائم االلكرتونية وعقوباتها يف اإلمارات‬

‫يستلزم لجرمية الدخول عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات بدون ترصيح‪ ،‬أن‬
‫يقوم الفاعل بها مستخدما حاسب آيل وشبكة معلوماتية‪ ،‬أو موقع إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‪ ،‬والدخول إليها‬
‫بدون الحصول عىل الترصيح الالزم للدخول وبذلك يتحقق فعل الدخول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة‬
‫املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات أو الدخول بترصيح ثم تجاوز حد الدخول‪،‬‬
‫فقد جرم املرشع البقاء واالستمرار بصورة غري مرشوعة داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‬
‫أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري املرصح به لحق الدخول املواقع واألنظمة والشبكات‪،‬‬

‫‪ ))181‬التحادية العليا أبوظبي مجموعة األحكام الجزائية عن السنة ‪ 27‬قضائية الصادرة يف يونيو ‪2014‬‬

‫‪250‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقصد بالبقاء بصورة غري مرشوعة التواجد داخل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة‬
‫املعلومات أو وسيلة تقنية معلومات عىل غري إرادة مالكها أو صاحب الحق يف السيطرة عليها‬

‫وهنا تقتيض الحاجة أن يكون القامئني باألعامل اإللكرتونية وموظفي الجهات الحكومية عىل درجة‬
‫كبرية من املعرفة بأنظمة الحاسب اآليل‪ ،‬ورسعة الترصف بشأن أي مشكلة تواجه املوظف أثناء استخدام النظام‬
‫املعلومايت من حيث كشف االخرتاقات وضبط األدوات التي استخدمت والتحفظ عىل البيانات أو األجهزة التي‬
‫استخدمت يف ارتكاب اإلخرتاق التي تكون محال للجرمية عىل نحو يستدعى إعداد برامج تدريب وتأهيل‬
‫لهذه الكوادر من الناحية الفنية عىل نحو ميكنها من تحقيق املهمة املطلوبة منها وبكفاءة ملواجهة األرضار‬
‫باألجهزة أو امللفات أو املعلومات أو البيانات املسجلة أو املستندات اإللكرتونية ملواجهة الصعوبات التي ميكن‬
‫أن تحدث جراء هذا النوع املستحدث من التقنية سواء يف كشف األخطاء التي يرتكبها املوظفني أو بإجراء‬
‫التفتيش والضبط الالزمني عىل األنظمة اإللكرتونية بشكل يومي أو التأخري يف تسجيل البيانات املطلوبة‬
‫إلكرتونيا‬

‫النتائج والتوصيات‪ :‬توصلت الباحثة إىل النتائج التالية‬

‫‪ .1‬أن املرشع االتحادي حدد فعل الدخول للمواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات‬
‫سواء كان الدخول بقصد الحصول عىل بيانات حكومية أو معلومات رسية خاصة مبنشأة مالية أو‬
‫تجارية أو اقتصادية أو شخصية قد يكون مرشوعا وقد يكون غري مرشوعا‬
‫‪ .2‬لتوافر املرشوعية يف الدخول لألشخاص املرصح لهم قانونا‪ ،‬أما عدم املرشوعية يف حالة دخول‬
‫األشخاص املخرتقني للمعلوما ت وهنا تتجه إرادة الجاين إىل فعل الدخول وهو يعلم بأنه ليس له‬
‫الحق يف الدخول إىل النظام والبقاء به‬
‫‪ .3‬أن املرسوم بقانون بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات اإلمارايت مل يعرف املقصود بالدخول‪ ،‬ولكنه‬
‫قصد به الوصول إىل املواقع اإللكرتونية أو أنظمة املعلومات اإللكرتونية‪ ،‬أو شبكة املعلومات‪ ،‬أو وسيلة‬
‫تقنية معلومات‪ ،‬والعلم مبحتواها والسيطرة عىل املعطيات التي توجد بها أو الخدمات التي تقوم بها‬
‫‪ .4‬إن املعنى املادي لكلمة الدخول هو نشاط ذهني يقوم به الجاين للدخول‪ ،‬فالدخول هنا ذو طبيعة‬
‫معنوية ويأخذ النشاط اإلجرامي يف هذه الجرمية صورة السلوك اإليجايب فإن الدخول غري املرصح‬
‫به ال يتضمن الحاالت التي تحدث صدفه‬

‫‪251‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .5‬أن تجريم الدخول فيها بدون ترصيح وذلك لتوفري الحامية الجنائية‪ ،‬وبهذا فإنه يستلزم لجرمية‬
‫الدخول عىل املواقع أو األنظمة أو الشبكات أو وسائل تقنية املعلومات بدون ترصيح‪ ،‬أن يقوم الجاين‬
‫بها مستخدما حاسب آيل وشبكة معلوماتية‪ ،‬أو موقع إلكرتوين‪ ،‬أو نظام معلومايت‪ ،‬بالدخول إليها‬
‫بدون الحصول عىل الترصيح الالزم للدخول وبذلك يتحقق فعل الدخول إىل املواقع اإللكرتونية أو‬
‫أنظمة املعلومات اإللكرتونية أو شبكة املعلومات أو وسيلة تقنية املعلومات‬
‫‪ .6‬تقتيض الحاجة أن يكون القامئني باألعامل اإللكرتونية وموظفي الجهات الحكومية عىل درجة‬
‫كبرية من املعرفة بأنظمة الحاسب اآليل‪ ،‬ورسعة الترصف بشأن أي مشكلة تواجه املوظف أثناء‬
‫استخدام النظام املعلومايت من حيث كشف االخرتاقات وضبط األدوات التي استخدمت والتحفظ‬
‫عىل البيانات أو األجهزة التي استخدمت يف ارتكاب اإلخرتاق التي تكون محال للجرمية‬

‫التوصيات‬
‫‪ .1‬رضورة تشدد الرقابة والحامية السيربانية عىل األنظمة اإللكرتونية يف كافة الهيئات الحكومية‬
‫والخاصة باعتبار أن التحول الرقمي رضورة حتمية مستمرة لتقنيات العمل اإللكرتوين‪ ،‬واإلدارة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬والحكومة اإللكرتونية يف كافة مجاالت األعامل الحكومية والخاصة‬
‫‪ .2‬مراجعة املرشع االمارايت للسياسات الترشيعية بصورة دامئة للتعديل عليها يف حالة ظهور أي موضوع‬
‫جديد يتعلق بهذه الجرمية‪.‬‬
‫‪ .3‬تنمية قدرات املوظفني مبجال استخدام الذكاء االصطناعي ورفع مهارات جميع الوظائف املتصلة‬
‫بالتكنولوجيا ملعرفهم حقوقهم وواجباتهم يف مامرسة العمل باألنظمة الذكية وتنظيم دورات تدريبية‬
‫للموظفني الحكوميني وإصدار قانون حكومي بشأن االستخدام اآلمن للذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب نرش الوعي لدى االفراد ملعرفة كيفية التعامل مع هذه الجرمية‬
‫‪ .5‬إعداد برامج تدريب وتأهيل للكوادر العاملة من الناحية الفنية عىل نحو ميكنها من تحقيق املهمة‬
‫املطلوبة منها وبكفاءة ملواجهة األرضار باألجهزة أو امللفات أو املعلومات أو البيانات املسجلة أو‬
‫املستندات اإللكرتونية ملواجهة الصعوبات التي ميكن أن تحدث جراء هذا النوع املستحدث من‬
‫التقنية سواء يف كشف األخطاء التي يرتكبها املوظفني أو بإجراء التفتيش والضبط الالزمني عىل‬
‫األنظمة اإللكرتونية بشكل يومي أو التأخري يف تسجيل البيانات املطلوبة إلكرتونيا‬
‫‪ .6‬يجب التعاون بني الدول واملؤسسات ملعرفة السياسة الترشيعية املتبعة ملواجهة هذه الجرمية‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املراجع واملصادر‬
‫أولً‪ :‬الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد فتحي رسور‪ :‬الوسيط يف قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،2018 ،16‬‬
‫‪ .2‬إعاد حمود ‪ :‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬ديب‪ ،‬أكادميية رشطة ديب‪ ،‬ط‪،2004 ،1‬‬
‫‪ .3‬خليفة خالد مريس السليامن‪ ،‬التأديب يف الوظيفة العامة وعالقتها يف قانون العقوبات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫الجامعة األردنية‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪2010‬‬
‫‪ .4‬رمسيس بهنام‪ :‬رشح قانون العقوبات العام‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬منشاة املعارف‪ ،‬ط‪1971 ،1‬‬
‫‪ .5‬عيل عبد القادر القهوجي‪ :‬الحامية الجنائية للبيانات املعالجة إلكرتونيا‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنرش‪ ،‬ط‪2006 ،1‬‬
‫‪ .6‬عمر محمد أبو بكر بن يونس‪ :‬الجرائم الناشئة عن استخدام االنرتنت‪ ،‬األحكام املوضوعية والجوانب اإلجرائية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪2004 ،1‬‬
‫‪ .7‬لؤي عبد الله نوح‪ :‬مدى مرشوعية املراقبة اإللكرتونية يف اإلثبات الجنايئ‪ ،‬وحجية مرشوعية الدليل اإللكرتوين‬
‫املستمد من التفتيش الجنايئ‪ ،‬وعوامل حجية الصورة والصوت يف اإلثبات الجنايئ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات العربية للنرش والتوزيع‪ ،‬ط‪2018 ،1‬‬
‫‪ .8‬محمد حسني منصور ‪ :‬االثبات التقليدي وااللكرتوين‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬ط‪2010 ،1‬‬
‫‪ .9‬محمود محمود مصطفى السعيد ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مطبعه جامعه القاهرة ‪،‬ط‪1974 ، 9‬‬
‫‪ .10‬محمود نجيب حسني ‪ :‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪2017 ،8‬‬
‫‪ .11‬منى كامل تريك‪ :‬تقنية االتصال عن بعد يف إجراءات التحقيق الجنايئ والتقايض عن بعد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬ط‪2019 ،1‬‬
‫‪ .12‬منى كامل تريك‪ :‬الحامية الجنائية لحق الخصوصية يف جرائم التصوير والتسجيل بدون إذن ووضع كامريات‬
‫املراقبة‪ ،‬وضوابط التوازن بني الحق يف الخصوصية والرضورات األمنية وفقا لقوانني دولة اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪2018 ،1‬‬
‫‪ .13‬منى كامل تريك‪ :‬النظام القانوين لإلجازات يف الوظيفة العامة‪ ،‬يف الترشيعات االتحادية لدولة اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪2019 ،‬‬
‫‪ .14‬نائلة عادل محمد فريد قوره ‪ :‬جرائم الحاسب اآليل االقتصادية‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقه‪ ،‬بريوت‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬ط‪2005 ،1‬‬

‫ثانياً‪ :‬املجلدات‬

‫‪253‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم محمود نجيب ‪ :‬أصول دراسات األمن القومي‪ ،‬وأصول إدارة الدولة‪ ،‬األردن‪ ،‬أكادميية اإلدارة‬
‫والسياسات والدراسات‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للبحوث والدراسات اإلنسانية‪ ،‬املجلد العرشون‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫يونيو ‪ ،2012‬ص ‪530 -529‬‬

‫ثالثاً‪ :‬القوانني والترشيعات‬


‫‪ .1‬مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات نرش بالجريدة الرسمية العدد ‪ 540‬ملحق‬
‫السنة الثانية واألربعون ‪-‬بتاريخ ‪ ،2012-8-26‬واملعدل بالقانون االتحادي رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2016‬الصادر بتعديل‬
‫املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2012‬يف شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات بتاريخ ‪2016/5/23‬‬
‫واملعدل باملرسوم رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2018‬واملنشور بالجريدة الرسمية العدد ‪ 633‬السنة ‪ 48‬بتاريخ ‪.2018/7/31‬‬
‫‪ .2‬املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2012‬بشأن إنشاء الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين‬
‫‪ .3‬املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2003‬بشأن تنظيم االتصاالت‬
‫‪ .4‬قانون العمل االتحادي رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 1980‬وتعديالته لعام ‪ ،2012‬واملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )11‬لسنة‬
‫‪ 2008‬بشأن امل وارد البرشية يف الحكومة االتحادية وتعديالته باملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )9‬لسنة ‪،2011‬‬
‫واملرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )17‬لسنة ‪2016‬‬
‫‪ .5‬القانون رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2017‬بشأن تقنية االتصال عن بعد يف اإلجراءات الجزائية‬
‫‪ .6‬القرار الوزاري رقم (‪ )220‬لسنة ‪ 2017‬بشأن إنشاء نيابة جرائم تقنية املعلومات والصادر يف ‪ 12‬مارس ‪2017‬‬
‫‪ .7‬املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2003‬والخاص بشأن تنظيم قطاع االتصاالت واملنشور بالجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 411‬السنة ‪ 34‬بتاريخ ‪ 2004/4/14‬واملادة(‪ )1‬من املرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪2012‬‬
‫والخاص بإنشاء الهيئة الوطنية لألمن اإللكرتوين واملنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪2012/8/13‬‬
‫‪ .8‬قانون العقوبات االتحادي رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1987‬وفقا ألحدث تعديالته تم نرشه يف العدد رقم (‪ )182‬من‬
‫الجريدة الرسمية نرش بالجريدة الرسمية يف ‪ 02‬ديسمرب ‪1987‬م العدد ‪ - 281‬الجزء ‪ 14‬ص ‪ ،56371‬واملعدل‬
‫مبوجب القانون رقم (‪ )34‬لسنة ‪ ،2005‬واملعدل مبوجب القانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪ ،2016‬واملرسوم بقانون اتحادي‬
‫رقم (‪ )24‬لسنة ‪.2018‬‬
‫‪ .9‬االتحادية العليا أبوظبي مجموعة األحكام الجزائية عن السنة ‪ 27‬قضائية الصادرة يف يونيو ‪2014‬‬
‫رابعاً‪ :‬املراجع األجنبية‬
‫‪1. James E. Macmillan, J. Douglas Walker, Lawrence P. Webster : A Guidebook for Electronique‬‬
‫‪Court Filing, Copyright 1998 West Group, Inc. National Center for State Courts staff‬‬

‫‪254‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية الرابعة‬

‫الجلسة العلمية الرابعة‬


‫رئيس الجلسة‬
‫األستاذ عمر ابو الزهور‬
‫نقيب سابق بهئية املحامني مبراكش‬

‫‪255‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ربيع التحول الرقمي في دولة قطر بين التنمية االقتصادية وتحديات األمن السيبراني‬

‫محام‪ ،‬عضو جمعية املحامني (قطر)‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يف ظل التحول الرقمي الذي تشهده دولة قطر يف اآلونة االخرية‪ ،‬و االعتامد املتزايد عىل تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت وشبكة اإلنرتنت ‪ ،‬مثل تطبيقات الهاتف النقال‪ ،‬واستخدم التكنولوجيا الرقمية يف شتى‬
‫مناحي الحياة اليومية‪ ،‬وتقديم الخدمات الحكومية عرب املنصات و التطبيقات الذكية إىل كافة املواطنني‬
‫واملقيمني عىل أرض دولة قطر‪ ،‬األمر الذي ولد العديد من الفرص للتطوير واالبتكار‪ ،‬مام ينعكس عىل توفري‬
‫العديد من الفرص االستثامرية يف العديد من القطاعات الحيوية السيام القطاع املايل وقطاعات الطاقة لتقديم‬
‫خدمات فعالة وعالية الجودة والكفاءة‬

‫وعىل الرغم من ان التقدم امللحوظ يف استخدام تكنولوجيا املعلومات وااالتصاالت مبا يحقق منافع‬
‫اقتصادية هائلة للدولة‪ ،‬إال انه يفرض يف الوقت ذاته العديد من املخاطر والتي نتجت عن تعدد وتنوع‬
‫االتهديدات االلكرتونية التي تواجها الدولة يف اآلونة االخرية سواء عىل مستوى املؤسسات او الرشكات او حتى‬
‫االفراد‪ ،‬واصبحت الحاجة ماسة إىل أمن وامان فضائنا االلكرتوين اكرث من اي وقت مىض‪ ،‬السيام مع‬
‫تحديات انتشار جائحة كورونا‪ ،‬ومتطلبات االتصال والتواصل بشكل آمن عىل شبكة االنرتنت‪ .‬وهو ما يستلزم‬
‫تضافر وتعاون كافة مؤسسات الدولة وكافة الرشكاء والفاعلني يف وضع سياسة فاعلة لألمن السيرباين وحامية‬
‫البنية التحتية املعلوماتية للدولة‪.‬‬

‫ويف إطار جهود دولة قطر ملواجهة هذه التحديات ومجابهة املخاطر والتهديدات الحالية والناشئة‪ ،‬وانطالقا‬
‫من أهداف االسرتاتيجية الوطنية لالتصاالت وتكنولوجيا املعلومات ‪ 2015‬الرامية إىل حامية البنية التحتية‬
‫للمعلومات الحيوية الوطنية وتوفري بيئة آمنة ملختلف القطاعات لتقديم خدمات إلكرتونية متكاملة‪ ،‬فقد تم وضع‬
‫"االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين" من قبل "اللجنة الوطنية ألمن املعلومات" التي أنشئت مبوجب قرار‬

‫‪256‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫رئيس مجلس الوزراء رقم (‪ )18‬لسنة ‪ 2013‬لتوفري هيكل حوكمة للتعامل مع قضايا األمن السيرباين بشكل‬
‫جامعي عىل أعىل املستويات الحكومية‪.‬‬

‫لقد اهتمت العديد من دول العامل عىل اختالف أنظمتها القانونية التي تنتهجها بصياغة ترشيعات قانونية‬
‫ولوائح تعالج العديد من الجوانب التي تتصل باألمن السيرباين ‪ ..‬عىل سبيل املثال‪ :‬حامية البيانات‬
‫رصح به للمواقع االلكرتونية ‪ ،‬واالستحواذ غري املرشوع عىل‬
‫والخصوصية عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬والدخول الغري م ا‬
‫البيانات‪.‬‬

‫وتقوم اسرتاتيجية األمن السيرباين والتي تم إنشاؤها من قِ َبل اللجنة الوطنية ألمن املعلومات مبوجب قرار‬
‫رئيس مجلس الوزراء رقم (‪ )18‬لسنة ‪ 2013‬لتوفري هيكل حوكمة للتعامل مع قضايا األمن السيرباين بشكل‬
‫جامعي عىل أعىل املستويات الحكومية والعمل عىل تحقيق رؤية موحدة ومتكاملة تتمثل يف تعزيز فضاء‬
‫الكرتوين آمن لحامية املصالح الوطنية لدولة قطر‪ ،‬والحفاظ عىل الحقوق والقيم االساسية ملجتمعنا‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬


‫وتهدف هذه الورقة البحثية إىل إلقاء الضوء عىل أبرز مالمح التط اور الترشيعي والتنظيمي يف مجال‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف ضوء االسترياتيجية الوطنية التي اعتمدتها الدولة‪ ..‬والوقوف عىل وضع‬
‫اسرتاتيجيات وسياسات وترشيعات ُمضافا إليها مجموعة من القواعد واإلرشادات الخاصة باألمن السيرباين‬
‫لضامن تأمني أصول املعلومات‪ ،‬والتي تغطي كافة معامالت التجارة اإللكرتونية‪ ،‬وأمن البنية التحتية لشبكة‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬وحامية البنية التحتية للمعلومات الحيوية هذا من جانب‪ ،‬ثم نعرض مدى قدرة الترشيعات الوطنية‬
‫املطبقة بالدولة عىل مواجهة تعدد وتشعب الجرائم االلكرتونية يف اآلونة االخرية‪ ،‬واالنتهاكات املتزايدة ألمن‬
‫املعلومات وخصوصية البيانات الشخصية‪ ،‬ومظاهر الفراغ الترشيعي يف مواجهة الجرمية االلكرتونية ‪ ،‬باالضافة‬
‫إىل كيفية استفادة دولة قطر من هذه التجارب يف العديد من األنظمة القانونية املقارنة يف ضوء أفضل‬
‫املامرسات الدولية من جانب آخر‪.‬‬

‫اشكالية البحث ‪:‬‬


‫يعالج البحث العديد من االشكاليات والتي ترتبط باالطار القانوين والتنظيمي يف مجال األمن السيرباين‪،‬‬
‫ومدى قدرة الترشيعات املطبقة والسياسات التي انتهجتها دولة قطر عىل مواجهة التحديات يفرضها التحول‬

‫‪257‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الرقمي يف السنوات االخرية‪ ،‬السيام يف ظل تعظيم االستفادة من التطور التكنولوجي يف مجال االتصاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات والذي تشهده الدولة يف العديد من القطاعات الحيوية يف ظل أفضل املامرسات الدولية‪.‬‬

‫اسرتاتيجية األمن السيرباين ومخاطر التجارة اللكرتونية‬


‫لوحظ يف اآلونة األخرية ازدياد اعتامد الدول العربية عىل التجارة االلكرتونية‪ ،‬يف تقديم العديد من‬
‫الخدمات عرب وسائل االنرتنت والتي لها دور ف اعال يف االرتقاء بكفاءة األعامل وزيادة فرص االستثامر‪ ،‬مام‬
‫ينعكس باإليجاب عىل االقتصاد الوطني لتلك الدول‪.‬‬

‫ومع ظهور جائحة كورونا ‪ -Covid 19-‬فقد اتجهت العديد من الرشكات إىل تقديم خدماتها عن طريق‬
‫منصات التواصل االجتامعي والتطبيقات الذكية‪ ،‬األمر الذي فرض العديد من التح اديات القانونية فيام يتعلق‬
‫ا‬
‫التوسع‬
‫ا‬ ‫بكيفية حامية بيانات املستهلكني والرشكاء وتأمني معامالتهم يف الفضاء االلكرتوين‪ .‬وهو ما تزامن مع‬
‫امللحوظ لدولة قطر يف اآلونة االخرية نحو استخدام التكنولوجيا الرقمية يف العديد من الخدمات املالية‬
‫واملرصفية‪ ،‬وهو يفرض التح اديات بشأن استخدام املحفظة االلكرتونية وبوابات الدفع الرقمية يف ارتكاب جرائم‬
‫انتحال الهوية عرب الربيد االلكرتوين‪ ،‬والنصب واالحتيال االلكرتوين‪ ،‬باالضافة إىل جرائم غسل األموال‪،‬‬
‫والتي انترشت بشكل ملحوظ يف اآلونة األخرية حسب تقارير وحدة الرقابة املالية‪.‬‬

‫وقد قطعت دولة قطر شوطا كبريا عىل الصعيد الترشيعي والتنظيمي يف مجال حامية االمن السيرباين‬
‫للمستهلكني والتجار واملؤسسات امل الية وكافة األطراف ذات العالقة‪ ،‬فعىل الصعيد الترشيعي فقد نص قانون‬
‫حامية خصوصية البيانات الشخصية عىل العديد من الضوابط القانونية التي يجب مراعاتها عند القيام‬
‫باالتصاالت االلكرتونية بغرض التسويق املبارش‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 22‬من القانون عىل أنه " يُحظر إرسال أي‬
‫اتصال إلكرتوين بغرض التسويق املبارش إىل الفرد‪ ،‬إال بعد الحصول عىل موافقته املسبقة‪ .‬ويجب أن يتضمن‬
‫االتصال اإللكرتوين هوية ُمنشئه‪ ،‬وما يفيد بأنه مرسل ألغراض التسويق املبارش‪ ،‬كام يجب أن يتضمن عنوانا‬
‫صحيحا يسهل الوصول إليه‪ ،‬ويستطيع الفرد من خالله أن يرسل طلبا إىل املنشئ بإيقاف تلك االتصاالت أو‬
‫الرجوع يف حال موافقته عىل إرسالها‪".‬‬

‫وقد تبنات وزارة املواصالت واالتصاالت ‪-‬بوصفها الجهة املنوط بها تنظيم قطاع االتصاالت‪ -‬املبادئ‬
‫التوجيهية للتجارة اإللكرتونية ‪ ،‬والتي تع اد األوىل من نوعها بدولة قطر ‪ ،‬والتي هي نقلة نوعية تساعد التجار‬
‫عىل املشاركة يف بدء وتنفيذ أعامل التجارة اإللكرتونية الناجحة‪ .‬تأيت هذه املبادئ التوجيهية نتيجة تعاون‬

‫‪258‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مشرتك مع أصحاب املصلحة املحليني واإلقليميني والدوليني عرب عمليات التجارة اإللكرتونية بأكملها –بدءا‬
‫من إنشاء املنتج وحتى استالمه من قِ َبل املستهلك‪ .‬ويعتمد التنفيذ الناجح عىل التعاون والتنسيق القوي بني‬
‫مختلف كافة الرشكاء وأصحاب املصلحة‪.‬‬

‫كام تضمنت تلك املبادئ العديد من القواعد التي يجب عىل الرشكات واملؤسسات اتباعها عند القيام بأي‬
‫معامالت الكرتونية ‪ ،‬والتي من بينها ادارة أصول املعلومات وتصنيفها واتخاذ التدابري املالمئة ملنع إساءة‬
‫استخدامها من جهة والحفاظ عىل رس ايتها وسالمتها وتوفرها بشكل مناسب‪ ،‬والعمل عىل تحقيق املتطلبات‬
‫األمنية ألنظمة املعلومات من جهة أخرى‪.‬‬

‫واستنادا إىل نص املادة ‪ ،4‬واملادة ‪ 5‬من قانون االتصاالت رقم ‪ 34‬لسنة ‪ 2006‬والذي يخ اول املجلس‬
‫األعىل لالتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪ -‬بوصفه الجهة العليا املنوط بها تنظيم قطاع االتصاالت وتكنولوجيا‬
‫املعلومات بدولة قطر – إصدار السياسات والتوجيهات الخاصة بهذا الشأن‪.‬‬

‫وانطالقا من أهمية األمن السيرباين ملستخدمي خدمات االنرتنت ‪،‬فقد قام املجلس األعىل لالتصاالت‬
‫وتكنولوجيا املعلومات يف عام ‪ 2013‬بوضع األحكام التي تعزز البنية التحتية لشبكات االنرتنت بشكل تتسم‬
‫باملرونة والسالمة واألمن‪ ،‬وقامت بنرش إرشادات ألمن البنية التحتية لشبكة االنرتنت عىل املوقع الرسمي لوزارة‬
‫املواصالت واالتصاالت‪ ..‬والتي تهدف إىل حامية مستخدمي املنصات االفرتاضية واملواقع االليكرتونية عند‬
‫القيام مبعامالتهم‪ ،‬باإلضافة إىل دعم ومساعدة مز اودي الخدمة ومقدمي خدمات االستضافة عىل تقديم‬
‫خدمات االنرتنت داخل دولة قطر بشكل آمن‪ ،‬وطبقا للمتطلبات املعتمدة ملستوى الخدمة‪.‬‬

‫كام أدرك املجلس األعىل لالتصاالت وتكنولوجيا املعلومات أهمية حامية املستهلك من الرسائل‬
‫االلكرتونية التج ارية والحد من مخاطر الرسائل االلكرتونية الغري مرغوب فيها التي يتم انشاؤها أو استقبالها‬
‫داخل دولة قطر ‪ ،‬ومن ثم فقد أصدر املجلس إرشادات بشأن مكافحة الرسائل الغري مرغوب فيها يف عام‬
‫‪ 2013‬والتي تشمل ‪ :‬رسائل الربيد االليكرتوين‪ ،‬الرسائل النصية القصرية ‪ ،SMS‬والتسويق الصويت عرب الهاتف‪،‬‬
‫كام نص عىل رشوط ومتطلبات إرسال الرسائل االلكرتونية لألغراض التجارية داخل دولة قطر‪.‬‬

‫األمن السيرباين وتحديات سالمة البيانات واملعلومات‬


‫مع تطور تكنولوجيا االتصاالت بدولة قطر‪ ،‬وتدفق البيانات عرب الحدود والذي يأيت مواكبا لتنظيم الدولة‬
‫للعديد من األحداث الرياضية الهامة وعىل رأسها بطولة كأس العامل لكرة القدم ‪ 2022‬والذي أدى إىل تح اول‬

‫‪259‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ي يف مناخ االقتصاد وزيادة حركة التجارة واالستثامرات بالدولة‪ ،‬وقد تضمن قانون خصوصية البيانات‬
‫جذر ا‬
‫الشخصية رقم‪ 13‬لسنة ‪ 2016‬العديد من االلتزامات عىل عاتق الجهات واملؤسسات املخاطبة بأحكام هذا القانون‬
‫عند معالجة البيانات الشخصية‪ ،‬وفرض عقوبات جنائية عىل مز اودي الخدمة وكافة األطراف املعن اية عند مخالفة‬
‫االلتزامات املنصوص عليها يف هذا القانون‪ ،‬إىل جانب املسئولية الجنائية للمسئولني عن إدارة األشخاص‬
‫املعنوية‪.‬‬

‫وتأيت حامية النظم والبنية األساسية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت عىل رأس أولويات الحكومة‬
‫القطرية‪ ،‬فالفوائد العظيمة التي يقدمها لنا الفضاء اإللكرتوين محفوفة بالعديد من التحديات التي قد تهدد‬
‫البنية التحتية الحيوية‪ ،‬ومن أهم أهداف االسترياتيجية الوطنية لألمن السيرباين هو الحفاظ عىل البنية التحتية‬
‫الحيوية للدولة منها سبيل املثال‪ :‬مرافق الكهرباء‪ ،‬والنقل‪ ،‬واستمرارية تشغيلها بشكل مستمر‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يعزز من قدرتنا عىل االستخدام اآلمن لإلنرتنت‪.‬‬

‫وسعيا منها ملواجهة هذه التحديات‪ ،‬تواصل دولة قطر بذل املزيد من الجهود الرامية إىل تعزيز األمن‬
‫السيرباين‪ ،‬فضال عن التعاون مع نظرائها حول العامل لخلق فضاء إلكرتوين مفتوح وآمن‪ .‬ومن أجل تحقيق‬
‫هذه الغاية‪ ،‬فقد انشأت الوزارة "الفريق القطري لالستجابة لطوارئ الحاسب"‪ ،‬املعروف باسم "كيورست"‪،‬‬
‫بالتعاون مع جامعة كارنيجي ميلون‪.‬‬

‫ويعمل قطاع األمن السيرباين من خالل إداريت "كيورست" و"حامية البنية التحتية للمعلومات الحيوية"‬
‫مع الهيئات الحكومية وهيئات القطاعني العام والخاص واالفراد عىل وضع آلية الرصد اإللكرتوين لتفعيل‬
‫وسائل الحامية االستباقية وتطوير تطبيقات تحليل الربامج الخبيثة‪ ،‬كام يعمل القطاع عىل حامية املعلومات‬
‫الحيوية عىل شبكة اإلنرتنت وضامن تأمينها من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ إطار االستجابة الحتواء‬
‫ودعم تعايف األجهزة الحكومية وغري الحكومية من األنشطة السيربانية الضارة‪ ،‬بالتنسيق مع الجهات املختصة‪.‬‬

‫وطبقا ألحدث احصائية صادرة عن االتحاد الدويل لالتصاالت ‪ ITU‬فإن ‪ %95‬من مستخدمي شبكات‬
‫االنرتنت يتواجدون يف دول لديها فريق وطني بشأن االستجابة الرسيعة للهجامت االلكرتونية ‪ ،CIRT‬باالضافة‬
‫إىل اعتامدها اسرتاتيجية وطنية لألمن السيرباين‪ ،‬وهو ما يدلل اهمية الجوانب الترشيعية والتنفيذية معا الي‬
‫دولة يف حامية فضائها االلكرتوين‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويعد إصدار حزمة من السياسات واالجراءات الف اعالة لتأمني املعلومات الوطنية من أهم الخطوات اإليجابية‬
‫التي اتخذتها وزارة االتصاالت‪ ،‬والتي تتضمن القواعد واألدوات ذات الصلة لتطبيق نظام آمن وف اعال إلدارة‬
‫املعلومات الوطنية‪ .‬وقد أصدرت وزارة املواصالت واالتصاالت يف اكتوبر من عام ‪ 2015‬اسرتاتيجية شاملة‬
‫لتصنيف املعلومات الوطنية والتي تشمل سياسة تأمني املعلومات الوطنية وسياسة حامية البنية التحتية‬
‫للمعلومات الحرجة‪.‬‬

‫وتتضمن هذه السياسة كت ايب عن االجراءات الواجب اتباعها من كافة الجهات الحكومية واملؤسسات‬
‫الخاصة بشأن تأمني املعلومات الوطنية‪ ،‬وتشمل بصفة رئيسية‪ ،‬الضوابط التي يجب مراعاتها من جانب كافة‬
‫املؤسسات وتتمثل يف متطلبات أمن االتصاالت و أمن الشبكات ‪ ،‬وضوابط تبادل املعلومات بني الجهات‬
‫الحكومية وأمن النفاذ إىل بوابات االتصاالت‪ ،‬باالضافة إىل القواعد التي يجب اتباعها يف تكنولوجيا التشفري‬
‫من أجل الحفاظ عىل سالمة ورسية املعلومات الخاصة والحساسة‪.‬‬

‫التكنولوجيا الرقمية يف تقديم الخدمات املالية ومخاطر األمن السيرباين‬


‫تعد قضايا األمن السيرباين ومخاطر خرق البيانات وإفشاء رسية املعلومات‪ ،‬وغسيل األموال من أبرز‬
‫التحديات التي تواجه املؤسسات املالية واملرصفية‪ ،‬وهو ما قد يوثر عىل النظام املايل حسب ما أشارت إليه قمة‬
‫العرشين التي عقدت بطوكيو‪ ،‬حيث بلغت خسائر خرق البيانات عىل مستوى القطاعات املالية حوايل ‪ 5.9‬مليون‬
‫دوالر مقارنة ‪ 5.1‬مليون دوالر يف عام ‪2015.‬‬

‫وحسب آخر احصائية صادرة عن رشكة ‪ IBM‬والتي اظهرت أن ‪ %56‬من االخرتاقات االمنية يف القطاع‬
‫املايل كانت بسبب هجامت احتيالية‪ ،‬وطبقا آلخر احصائية صادرة عن ‪ Deloitte‬بأن البنوك واملؤسسات املالية‬
‫الكربى قد انفقت ما يقارب من ‪%15‬من ميزانيتها عىل تطوير سياسات ومنظومات األمن السيرباين لديها‪ .‬كام‬
‫بلغت تكلفة برامج االمتثال ومواجهة الجرائم يف القطاع املايل يف اوروبا والرشق االوسط وشامل افريقيا يف‬
‫عام ‪ 2020‬حوايل ‪ 117.5$‬بليون دوالر بزيادة مبعدل ‪ %21‬عن العام السابق‪.‬‬

‫و مع زيادة استثامرات تكنولوجيا املعلومات يف كافة الخدمات املالية واملرصفية‪ ،‬مع توقعات بزيادة مخاطر‬
‫الهجامت االلكرتونية ومخاطر خرق البيانات‪ ،‬وجرائم غسيل األموال‪ ،‬يستعد مرصف قطر املركزي ‪-‬بالتعاون‬
‫مع مركز قطر للامل وكربى املؤسسات املالية بالدولة‪ -‬لنرش سياسة شاملة بشأن التكنولوجيا املالية ) وذلك لتعظيم‬

‫‪261‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫استفادة القطاع املايل واملرصيف من التكنولوجيا الرقمية من جانب‪ ،‬ووضع إطار تنظيمي لهذه الخدمات املبتكرة‪،‬‬
‫االمر الذي يسهم يف تجنب مخاطر األمن السيرباين املرتبطة بها من جانب آخر‪.‬‬

‫وقد وضا ح قانون الجرائم االلكرتونية ع قوبات خاصة عىل مرتكبي هذه النوع من الجرائم ‪ ،‬وذلك بنصه‬
‫يف املادة ‪ 12‬عىل أن" يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز ثالث سنوات‪ ،‬وبالغرامة التي ال تزيد عىل (‪)200,000‬‬
‫مائتي ألف ريال‪ ،‬أو بإحدى هاتني العقوبتني‪ ،‬كل من ارتكب فعال من األفعال التالية‪:‬‬

‫‪ 1-‬استخدام أو حصل أو س هل الحصول دون وجه حق عىل أرقام أو بيانات بطاقة تعامل إلكرتوين عن‬
‫طريق الشبكة املعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية املعلومات‪.‬‬

‫‪2-‬زور بطاقة تعامل إلكرتوين بأي وسيلة كانت‪.‬‬

‫‪ 3-‬صنع أو حاز بدون ترخيص أجهزة أو مواد تستخدم يف إصدار أو تزوير بطاقات التعامل اإللكرتوين‪.‬‬

‫‪ 4-‬استخدم أو سهال استخدام بطاقة تعامل إلكرتوين مزورة مع علمه بذلك‪.‬‬

‫‪ 5-‬قبول بطاقات تعامل إلكرتوين غري سارية أو مزورة أو مرسوقة مع علمه بذلك‪.‬‬

‫تحديات األمن السيرباين يف مجال العدالة الجنائية‬


‫تواجه الترشيعات الخاصة مبكافحة الجرائم االلكرتونية صعوبات عملية من ناحية ضعف الجوانب‬
‫االجرائية املتصلة بسلطات البحث واالستدالل‪ ،‬واجراءات التحقيقات التي تجريها النيابة العامة للحفاظ عىل‬
‫الدليل الرقمي وكيفية إثباته وتقدميه للمحكمة الجنائية املختصة‪.‬حيث تقوم الجرمية االلكرتونية عىل الدليل‬
‫الرقمي والذي يختلف يف شكله ومضمونه عن الدليل املادي يف الجرائم مبفهومها التقليدي‪.‬‬

‫كام أن طبيعة الفضاء اإللكرتوين‪ -‬مرتامية االطراف‪ -‬تتيح لبعض الجهات املغرضة فرصا الخرتاق بيانات‬
‫الجهات الحكومية والخاصة افرادا او رشكات وإلحاق الرضر بهم‪ ،‬لذا أصبح الحفاظ عىل سالمة أفراد املجتمع‬
‫وشبكات البنية التحت ية أحد أكرب التحديات العاملية التي تواجه جميع الدول‪ ،‬واصبح التعاون الدويل احد ابرز‬
‫الحلول الناجحة ملواجهة مخاطر األمن السيرباين والتصدي ملواجهة الجرمية االلكرتونية عابرة للحدود‬

‫‪262‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تع اد مسألة التعاون الدويل بني الدول يف مرحلة التحري وجمع االستدالالت ومرحلة‬
‫التحقيقات من املسائل التي تحتاج املزيد من الجهود عىل صعيد الترشيعات العربية‪ ،‬والذي بات اليوم رضوريا‬
‫يف الكشف عن سرت الجرائم االلكرتونية وتقديم مرتكبيها للعدالة‪.‬‬

‫وحسب آخر احصائية صادرة عن االتحاد الدويل لالتصاالت بلغ اجاميل عدد الدول املوقعة عىل اتفاقيات‬
‫ثنائية فيام يخص األمن السيرباين ‪ 90‬دولة بنسبة ‪ %46‬من اجاميل دول العامل ‪ ،‬بينام بلغت النسبة املئوية للدول‬
‫املوقعة اتفاقيات متعددة االطراف بني الحكومات واملنظامت االقليمية نسبة ‪ %57‬من اجاميل الدول من بينها‪11‬‬
‫دولة عربية‪.‬‬

‫وعىل الرغم من عدم إنضامم قطر التفاقية بودابست ملكافحة اإلجرام السيبريي ‪ ،‬إال ان املرشع القطري‬
‫قد استحرض روح االتفاقية يف نصوص قانون مستقل) قانون رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2014‬بشأن مكافحة الجرمية‬
‫االلكرتونية(‪ ،‬وقد عالج املرشع القطري كافة انواع الجرائم االلكرتونية التي تضمنتها اتفاقية بودابست‪ ،‬وقام‬
‫بتقسيم طوائف الجرائم االلكرتونية إىل خمس طوائف رئيسية ‪ ،‬وقام بفرض عقوبات مغلاظة تشمل الحبس‬
‫عىل مرتكبيها عند مخالفة االحكام املنصوص عليها يف هذا القانون ‪.‬‬

‫وعىل سبيل املثال ‪ ،‬فقد فرض املرشع القطري عقوبة قد تصل إىل الحبس ملدة قد تصل إىل ثالثة سنوات‬
‫باإلضافة إىل الغرامة املالية يف جرائم التعدي عىل انظمة وبرامج وشبكات املعلومات واملواقع االلكرتونية‪ ،‬كام‬
‫فرض عقوبات مغلاظة عىل كل من استغل الشبكة املعلوماتية او أحد وسائل تقنية املعلومات يف نرش او بث او‬
‫انتاج املحتوى الرقمي الغري مرشوع ‪ ،‬والذي من شأنه تعريض سالمة وأمن الدولة للخطر‪ ،‬او يخالف القيم‬
‫االجتامعية واالخالقية للدولة‪ ،‬باالضافة إىل العقوبات التكميلية والتي تتمثل يف حجب املواقع االلكرتونية‬
‫التي ارتكبت فيها او بواسطتها تلك الجرائم‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى ‪ ،‬فقد فرض القانون التزامات صارمة عىل مزودي الخدمة‪ ،‬ومن أهمها ‪ :‬تزويد الجهات‬
‫املختصة‪ ،‬وجهات البحث والتحقيق واملحاكمة بجميع املعلومات والبيانات التي تساعده يف كشف سرت الجرائم‬
‫االلكرتونية‪ ،‬واالحتفاظ املؤقت والعاجل ببيانات تقنية املعلومات أو بيانات املرور أو معلومات املحتوى ملدة تسعني‬
‫يوما قابلة للتجديد‪ ،‬بناء عىل طلب الجهة املختصة أو جهات التحقيق واملحاكمة‪ ،‬باالضافة إىل اتخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة لحجب روابط الشبكة املعلوماتية‪ ،‬بناء عىل األوامر الصادرة إليه من الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وانطالقا من أن طبيعة الجرائم االلكرتونية بوصفها جرمية عابرة للحدود‪ ،‬فقد عالج قانون الجرائم‬
‫االلكرتونية – بشكل عام‪ -‬العديد من الجوانب الهامة املرتبطة بالجرمية االلكرتونية السيام فيام يخص‬
‫اجراءات التحقيق‪ ،‬والتعاون الدويل بشأن مكافحة الجرمية االلكرتونية‪ ، ،‬والتي يف مجملها تتفق مع نصوص‬
‫معاهدة بودابست لإلجرام السيبريي‪ ،‬والتي تطرقت بشئ من التفصيل إىل االجراءات الواجب اتباعها من جانب‬
‫سلطات تنفيذ القانون يف البحث واالستدالل ‪ ،‬وكيفية اثبات الدليل الرقمي و تقدميه للعدالة الجنائية‪،‬‬
‫واالجراءات الرضورية للحفاظ عىل املعلومات وبيانات املرور‪ ،‬باالضافة إىل آلية التعاون الدويل واملساعدة‬
‫القضائية بني الدول ملكافحة اإلجرام السيبريي‪.‬‬

‫فمن ناحية‪ :‬فقد وضع القانون القطري قسم منفصل عن االجراءات التي تقوم بها النيابة العامة يف مرحلة‬
‫التحقيقات ‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فقد تطرق القانون إىل االجراءات الخاصة بالتعاون الدويل واملساعدة القانونية‬
‫املتبادلة‪ ،‬وقواعد تسليم املجرمني‪ ،‬والتي يف مجملها ال تختلف عن تلك القواعد املنصوص عليها يف قانون‬
‫االجراءات الجنائية‪.‬‬

‫ملخص البحث‬
‫لقد استعرض الباحث من خالل هذه الورقة أبرز مالمح التط اور الترشيعي والتنظيمي يف مجال تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت يف ضوء االسرتاتيجية الوطنية لألمن السيرباين و التي اعتمدتها دولة قطر لضامن‬
‫تأمني أصول املعلومات‪ ،‬والوقوف عىل وضع القواعد واإلرشادات ألمن املعلومات‪ ،‬والتي تغطي كافة معامالت‬
‫التجارة اإللكرتونية‪ ،‬وأمن البنية التحتية لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬وحامية البنية التحتية للمعلومات الحيوية‪ ،‬والصادرة‬
‫عن وزارة املواصالت واالتصاالت‪ .‬ثم تناول الضوابط القانونية التي نص عليها قانون خصوصية البيانات‬
‫الشخصية لحامية املعلومات والبيانات الشخصية لألفراد‪.‬‬

‫ثم تناول الدور الذي يقوم به مرصف قطر املركزي يف وضع قواعد خاصة وإطار تنظيمي بشأن خدمات‬
‫التكنولوجيا املالية( الفنتك)‪ ،‬االمر الذي من شأنه أن يسهم يف تعظيم استفادة القطاع املايل من التكنولوجيا‬
‫الرقمية من جانب‪ ،‬وحامية املؤسسات املرصفية من مخاطر التهديدات االلكرتونية وخرق البيانات‪.‬‬

‫وقد عالج الباحث الطبيعة الخاصة للجرمية االلكرتونية بوصفها جرمية عابرة للحدود من خالل العديد من‬
‫الجوانب التي تعرض لها قانون الجرائم االلكرتونية السيام فيام يخص طوائف هذه الجرائم ‪ ،‬وأهم العقوبات‬
‫املفروضة عىل مرتكبيها‪ ،‬واجراءات ا لتحقيق وجمع االستالالت ‪ ،‬والتي يف مجملها تتفق مع نصوص معاهدة‬

‫‪264‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بودابست لإلجرام السيبريي‪ .‬كام شدد يف الوقت نفسه عىل أهمية اثبات الدليل الرقمي و تقدميه للعدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬واالجراءات الرضورية للحفاظ عىل املعلومات وبيانات املرور‪ ،‬باالضافة إىل آلية التعاون الدويل‬
‫واملساعدة القضائية بني الدول ملكافحة اإلجرام السيبريي‪.‬‬

‫الخامتة والتوصيات ‪:‬‬


‫الشك أن األمن السيرباين اصبح رضورة ملحة يف الوقت الحايل‪ ،‬خاصة مع التطور الهائل تكنولوجيا‬
‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬واالستفادة منها يف كافة القطاعات الحيوية بالدولة‪ ،‬مام يتطلب تكاتف كافة الجهود‬
‫واملبادرات بني كافة الرشكاء حكومات و مؤسسات‪ ،‬وأفراد ورشكات يف إطار تنظيمي وترشيعي واضح يتوافق‬
‫مع التطور الرسيع للهجامت االلكرتونية ووسائل التعدي عىل انظمة وشبكات االتصاالت وامن املعلومات‪.‬‬

‫وقد حققت دولة قطر تقدما ملحوظا يف وضع إطار قانوين وطني يوفر حوكمة متطورة لألمن السيرباين‪،‬‬
‫ويحمي خصوصية البيانات واألفراد ‪ ،‬ويعزز مرونة البنية التحتية للمعلومات الحيوية‪ .‬ويعد التعاون الدويل‬
‫واتفاقيات املساعدة القضائية هو كلمة الرس يف مواجهة االشكاليات التي تواجه سلطات انفاذ القانون يف‬
‫مواجهة الجرائم االلكرتونية‪ ،‬ومالحقة مرتكبيها عرب الحدود ‪.‬‬

‫ومن جامع ما تقدم ميكننا أن نوجز توصياتنا يف النقاط التالية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬االستثامر بشكل فعال يف املوارد البرشية ووضع السياسات واالجراءات التي تكفل تعزيز األمن‬
‫السيرباين للجهات الحكومية والخاصة واالفراد بشكل فعال‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يف إط ار تنفيذها للسياسة الجنائية‪ ،‬مطالبة بالحرص عىل تحقيق الردع العام والخاص‪ ،‬لتحقيق‬
‫األمن املعلومايت و حامية أمان املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬والحياة الخاصة لألفراد‪ .‬وكل ذلك يف حرص تام عىل‬
‫تحقيق التوازن بني ردع الجرمية املعلوماتية واحرتام الحقوق والحريات األساسية لألفراد وعىل رأسها الحق‬
‫يف املعلومة وحرية التعبري والرأي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بناء منظومة قانونية متكاملة توازن بني التحول الرقمي الذي تشهده دولة قطر وبني وتوسيعِ نطاق‬
‫كل املامرسات التي تهدد سالمة‬
‫املعامالت اإللكرتونية من جهة‪ ،‬وبني حامية البنية التحتية املعلوماتية من َ‬
‫األنظمة املعلوماتية مبا يتناسب مع االطار العام لقانون االجراءات الجنائية القطري رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 2004‬من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫رابعا‪ :‬العمل عىل تطوير قدرات واثقال املهارات سلطات انفاذ القانون يف مجال االدلة الجنائية‪ ،‬مبا يدعم‬
‫قدرتها عىل التحقيق يف الجرائم االلكرتونية والحفاظ عىل املعلومات وبيانات املرور‪ ،‬مبا يتامىش مع الطبيعة‬
‫الخاصة للدليل الرقمي والذي يحتاج تقنيات خاصة يف اثباته واملحافظة عليه‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تبني نظام رسيع وفعال بشأن التعاون الدويل يف مكافحة الجرمية االلكرتونية‪ ،‬والتصدي‬
‫لالنتهاكات أمن ورسية املعلومات عن طريق تفعيل االتفاقيات الثنائية أو الجامعية املربمة بني دولة قطر وغريها‬
‫الدول عىل املستوى االقليمي و الدويل‪ ،‬واالنضامم إىل اتفاقيات ومعاهدات جديدة عىل سبيل املثال معاهدة‬
‫بودايست بشأن االجرام السيربي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬االستفادة من التجارب الترشيعية للدول‪ ،‬واملنظامت الدولية والتي قطعت شوطا يف مجال األمن‬
‫السيرباين‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ :‬االجراءات والقواعد التي تبنتها ااألمم املتحدة ‪ ،‬ومفوضية االتحاد االورويب يف‬
‫مجال مكافحة االجرام السيبريي‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
‫قامئة املراجع واملصادر‬

1.National Cyber Security Strategy, November 2014.Published on the website:


https://www.motc.gov.qa/en/documents/document/national-cyber-security-strategy
2..Internet Infrastructure Security Guidelines, Supreme Council of Information &
Communication Technology, Published on the website:
https://www.motc.gov.qa/en/documents/document/internet-infrastructure-security-
guidelines
3..Anti-Spam Guidelines, Supreme Council of Information & Communication
Technology, published on : https://www.motc.gov.qa/en/documents/document/anti-
spam-guidelines
4.. Convention on Cybercrime Budapest, 23.XI.2001
Published on official website https://www.coe.int/en/web/conventions/full-
list//conventions/treaty/185?module=treaty-detail&treatynum=185.
5.Capacity Building on Cybercrime Country profiles of support provided by the
Cybercrime Programm Office of the Council of Europe (C-PROC)
Published on : https://eucyberdirect.eu/wp-content/uploads/2020/06/compendium-
capacity-building.pdf.
6.-International Cooperation against Cybercrime, European Council,
published on: https://www.coe.int/en/web/cybercrime/international-cooperation
7..Aigul Nukusheva, Roza Zhamiyeva, Viktor Shestak & Dinara, Formation of a
legislative framework in the field of combating cybercrime and strategic directions of
its development, Security Journal,2021
Published on: https://link.springer.com/article/10.1057/s41284-021-00304-3
8. Bill law, Gulf State Analytics Cybercrime laws and the GCC,
Published on : https://gulfstateanalytics.com/cybercrime-laws-and-the-gcc/
9.. Cybercrime Report Global Infographic July-December 2019.
Published on: https://risk.lexisnexis.com/global/en/insights-
resources/infographic/cybercrime-report-infographic-july-december-2019.
10.International Telecommunication Union Development Sector, ITU Publications,
Global Cybersecurity Index 2020 Published on:
https://www.itu.int/en/publications/Pages/default.aspx

267
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫دور الحماية الجزائية للمعلوماتية في تحقيق األمن السيبيراني‬

‫أستاذة بكلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬


‫عضو يف مخرب ترشيعات حامية النظام البيئي‪-‬جامعة‬
‫ابن خلدون – تيارت (الجزائر)‬
‫‪Gmail: abdelsadokkheira@yahoo.fr‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫إن ظاهرة جرائم الكمبيوتر و االنرتنت ‪ ،‬أو جرائم التقنية العالية ‪ ،‬أو الجرمية االلكرتونية‪ ،‬ظاهرة إجرامية‬
‫مستجدة نسبيا بحيث تعاين املجتمعات يف اآلونة األخرية من انتهاك للحقوق و الخصوصيات االلكرتونية ‪،‬‬
‫وذلك يف ظل انتشار الجرمية االلكرتونية و املعلوماتية ‪ ،‬وجاء تطور هذا النوع من الجرائم بالتزامن مع‬
‫التطورات التي تطرا عىل التقنيات و التكنولوجيا التي يرست سبل التواصل و انتقال املعلومات بني مختلف‬
‫الشعوب و الحضارات و سهلت حركة املعلومات‪ ،‬فهي جرمية تقنية تنشأ يف الخفاء و توجه للنيل من الحق‬
‫يف املعلومات املنقولة عرب نظم و شبكات املعلومات‪ ،‬ويف مقدمتها االنرتنت‪ ،‬وتظهر مدى خطورتها يف‬
‫االعتداءات التي متس الحياة الخاصة لألفراد وتهدد األمن بكل أنواعه والسيادة الوطنيني و تشيع فقدان‬
‫الثقة بتقنية وتهدد إبداع العقل البرشي ‪.‬‬

‫األمر الذي دفع بالدول إىل العمل مليا للحد من هذه الجرائم من خالل التوعية و الوسائل الوقائية‬
‫األمنية و غريها‪ ،‬بحيث بات لزاما أن يواكب تطور الجرمية و أساليبها تطورا يف مجال السياسة الترشيعية‬
‫عموما و السياسة الجنائية عىل وجه الخصوص‪ ،‬لهذا االعتبار تكاثفت الجهود الدولية ملواجهة اآلثار السلبية‬
‫املرتتبة عىل إساءة استخدام تقنية االتصاالت و املعلومات‪ ،‬لذا وجبة علينا اإلملام باألحكام العامة لهاته الجرائم‬
‫بتبيان مفهومها ثم التطرق إىل الحامية التي خصصها املرشع للحامية الجزائية للمعلوماتية يف سبيل تحقيق‬
‫األمن السيبرياين‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪268‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
The phenomenon of computer and Internet crimes, or high-tech crimes, or
cybercrime, is a relatively emerging criminal phenomenon so that societies have
recently suffered from a violation of electronic rights and privacy, in light of the
spread of electronic and information crime, and the development of this type of
crime came in conjunction with The developments in techniques and technology
that facilitated the means of communication and the transmission of information
between different peoples and civilizations and facilitated the movement of
information. It is transmitted through information systems and networks,
foremost of which is the Internet, and shows the extent of its seriousness in
attacks that affect the private lives of individuals and threaten security of all kinds
and national sovereignty, and spread the loss of confidence in technology and
threaten the creativity of the human mind.

Which prompted countries to work carefully to reduce these crimes through


awareness and preventive security and other means, so that it became necessary
to keep pace with the development of crime and its methods, a development in
the field of legislative policy in general and criminal policy in particular, for this
consideration intensified international efforts to confront the effects The negative
consequences of the misuse of communication and information technology, so
we have to be familiar with the general provisions of these crimes by clarifying
their concept and then addressing the protection allocated by the legislator to the
criminal protection of information in order to achieve cyber security.

269
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫يعترب األمن السيبرياين من أهم القضايا التي يجب أن تحتل األهمية البالغة للمحافظة عل املجتمعات ملا‬
‫يشكله من خطر عىل جميع األصعدة‪ ،‬حيث يعد الكمبيوتر من أبرز املستجدات التي أنتجتها التقنية يف القرن‬
‫املايض ‪ .‬وهي متر بثورة تعتمد عىل العلم والتقنية لتؤثر يف جميع ميادين الحياة والتي ستقودنا إىل تطورات‬
‫متعددة ومختلفة يف شتى املجاالت ‪ .‬فظهور الحاسب فرض كثريا من املتغريات يف جميع النواحي املعرفية‬
‫والعلمية حتى أصبحت بصمة الحاسب اآليل واضحة املعامل يف جميع امليادين لتشكل أداة قوية لحفظ‬
‫املعلومات ومعالجتها ونقلها و أن تقنيات معالجة املعلومات تتضمن ثالثة محاور رئيسة هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬انتشار محطات العمل أو الحاسب اآليل الكبري ‪.‬‬


‫‪ -2‬ظهور الحاسب الشخيص ‪.‬‬
‫‪ -3‬شبكات الحاسب اآليل ‪.‬‬

‫حيث أن شبكات الحاسب اآليل شكلت قفزة نوعية يف مجال جمع املعلومات وتوزيعها وأصبح الحاسب‬
‫اآليل وعمليات االتصاالت األداتني الرئيستني لتقنية املعلومات ونتج من دمجهام معا األداة القوية يف التعامل‬
‫مع تقنية املعلومات عن طريق شبكة اإلنرتنت ‪.‬‬

‫فلم يعد الحاسب اآليل اليوم محصورا يف قدرته عىل تخزين كم هائل من املعلومات وال بقدرته عىل‬
‫تصنيفها وتنظيمها أو رسعة اسرتجاعها ‪ ،‬وإمنا وقبل ذلك كله ‪ ،‬قدرته عىل االتصال مبصادر املعلومات األخرى‬
‫والتفاعل معها وال سيام يف إرسال املعلومات واستقبالها‪.‬‬

‫ومع إطاللة القرن الحادي والعرشين أصبح من الصعوبة االستغناء عن أجهزة الحاسب اآليل يف مواكبة‬
‫التطورات الحديثة يف جميع مجاالت الحياة ‪ ،‬حيث أنه ال يوجد مجال من مجاالت الحياة مل يدخله الحاسب‬
‫اآليل كام أشار سالمة (‪ )1996‬و مهدي عيل (‪ )1998‬إىل ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرسعة العالية يف املعالجة والحصول عىل النتائج (أي رسعة تنفيذ ماليني العمليات)‬
‫‪ -2‬الدقة العالية ( أي دقة الحصول عىل نتائج دقيقة) ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوثوقية ( أي إمكانية الحاسب اآليل للعمل بصورة متواصلة ولفرتات طويلة دون كلل أو ملل‬
‫والحصول عىل نتائج صحيحة) ‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -4‬إمكانية هائلة يف التخزين ( أي تخزين كميات هائلة من البيانات واملعلومات والحصول عليها بالرسعة‬
‫الفائقة عند طلبها من الجهاز يف وقت يشاء) ‪.‬‬
‫‪ -5‬تنسيق النصوص وعمل الرسوم بألوان دقيقة وجذابة وتحريكها وتسجيل األصوات وإذاعتها وتبادل‬
‫املخاطبة مع مستخدمها بواسطة النصوص املقروءة عىل الشاشة أو املسموعة من خالل أجهزة مرتبطة‬
‫بالحاسب اآليل مع إمكانية عرض الفيديو) ‪.‬‬
‫‪ -6‬إجراء االتصاالت ( أي إمكانية االتصال مع أجهزة الحاسب اآليل يف جميع دول العامل من خالل‬
‫شبكة العاملية ‪ ،‬ومراكز املعلومات يف دول العامل لتشمل عىل النصوص املقروءة والوسائط املتعددة التي‬
‫تتضمن الرسوم والصور واألشكال واألصوات والفيديو وغريها ‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق فإن الباحث يعرف الحاسب اآليل بأنه جهاز إلكرتوين يعمل وفق برنامج مخزون ‪،‬‬
‫حيث يستقبل املدخالت ويعالجها وفق قواعد محددة ويعطي نتائج تسمى مخرجات ومبعنى آخر هو عبارة عن‬
‫جهاز معالج للمعلومات وليس لحل املسائل الحسابية وحسب ‪ ،‬كام أن الحاسب ميلك رسعة خارقة يف تنفيذ‬
‫األوامر املوكلة إليه ‪ ،‬إذ يقوم بإجراء ماليني العمليات بسهولة كبرية ووقت زمني قصري ‪.‬‬

‫املحور األول‪ :‬حجم الخسائر املادية الناجمة عن الجرمية املعلوما تية‬


‫إن مل تكن الجرائم املعلوماتية معرفة بشكل كبري فإنها بدأت تتسم ببعض املرونة و الرسعة و التهكري‬
‫الناعم و الصامت و العابر للحدود خاصة الجرائم التي تستهدف املؤسسات اإلسرتاتيجية‪ ،‬لذلك وجب علينا‬
‫التعريج عىل ماجاء به املرشع الجزائري من خالل تعريفاته للجرمية املعلوماتية و كذا انواع الفريوسات لتهكري‬
‫و قرصنة االنظمة املعلوماتية‪.‬‬

‫إن تحول االقتصاد العاملي من مرحلة االقتصاد التقليدي إىل مرحت االقتصاد الرقمي وتحول التعامالت‬
‫التجارية واملالية إىل شكل الكرتوين زاد من خطورة الجرمية اإللكرتونية والتي أصبحت يف تصاعد مستمر‬
‫ومن املتوقع أن يتزايد حجم الخسائر التي يتكبدها العامل بسبب الجرمية اإللكرتونية يف العقود القليلة املقبلة ’‬
‫‪1‬‬
‫نتيجة تزايد عدد الرشيكات التي تعتمد عىل األنرتنت يف مامرسة نشاطاتها‪.‬‬

‫وقد أشارة توقعات أن الجرائم اإللكرتونية قد تتسبب بخسارة دول املجلس الخليجي بني ‪ 550‬مليون‬
‫و‪ 735‬مليون دوالر أمرييك سنويا’كام أكد اقتصادي متخصص أن معدل نسبة الجرائم اإللكرتونية يف العامل‬
‫‪2‬‬
‫يصل إىل ‪ %57,6‬حيث يكلف االقتصاد العاملي ما يقارب ‪ 12,950‬مليار دوالر سنويا‬

‫‪271‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ـ ووفقا لتقرير صادر عام ‪2013‬م عن معهد املحاسبة العامة ‪ cpas‬يف الواليا املتحدة األمريكية ‪ ,‬كانت‬
‫الخسائر التي لحقت الرشكة التجارية نتيجة للجرائم املعلوماتية بإجاميل مبلغ ‪ 7,2‬مليار دوالر عام‪2010‬م‪ ,‬وقد‬
‫ذكر التقرير قامئة بأعىل الجرائم املعلوماتية األكرث ارتكبا ‪ ,‬وهي خمسة أنواع من الرسقات املعلوماتية وهي عىل‬
‫النحو التايل‪ )1:‬ـ رسقة املبالغ املعادة من الرضائب ‪ )2 .‬ـ رسقة البيانات الشخصية‪ )3 .‬ـ رسقة املمتلكات‬
‫واملنتجات الفكرية‬

‫ـ ويف تقرير أصدره بنك يف أمسرتدام انه تم تحويل مبلغ ‪ 8,4‬مليون دوالر اىل بنك يف سويرسا من قبل‬
‫شاب يبلغ من العمر ‪ 26‬سنة ’ ويف عام ‪ 2000‬م جر السطو عىل ‪ 33‬ألف جهاز رصف آيل ‪ ATM‬يف بريطانيا ‪ ,‬وقد‬
‫‪182‬‬
‫كانت الخسائر املالية كبرية قدرت ب ‪15‬مليون إسرتليني‪.‬‬

‫ـ كام ورد يف التقرير السنوي الثامن ملكتب التحقيقات الفدرايل األمرييك الصادر عام‪ 1832003‬بعنوان‬
‫جرائم الحاسب بأن خسائر املؤسسات بواليات املتحدة األمريكية ‪ 184‬أىت من استيالء عىل املعلومات و التى‬
‫كبدتها خالل هذا العام خسائر تتعدى ‪ 70‬مليون دوالر أمرييك وبأيت يف املركز الثاين نشاط تعطيل نظم‬
‫‪3‬‬
‫املعومات محققا خسائر تتجاوز ‪ 65,5‬مليون دوالر‪.‬‬

‫أول‪ :‬موقف املرشع الجزائري من الجرمية املعلوماتية‬


‫عىل خالف املرشع الفرنيس الذي مل يعط تعريفا للجرمية املعلوماتية فإن املرشع الجزائري قد اصطلح‬
‫عىل تسميتها مبصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪ ،‬وعرفها مبوجب املادة الثانية من القانون‬
‫‪ 04-09‬عىل أنها "جرائم املساس بأنظمة املعالجة اآللية للمعلومات املحددة يف قانون العقوبات أو أية جرمية‬
‫ترتكب أو يسهل ارتكابها عن طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت االلكرتونية‪.‬‬

‫ميكن استنتاج النقاط التالية من خالل هذا التعريف‪:‬‬

‫‪ 182‬زيبـحة زيدان ‪ ,‬الجرمية املعلوماتية يف الترشيع الجزائري والدويل‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنرش والتوزيع ‪ ,‬مليلة الجزائر ‪,2011.‬‬
‫ص ‪, 11‬‬
‫أنظر مقال بشأن تأثري الجرمية املعلوماتية عىل النواحي اإلقتصادية‪,http// kenanaonline .com/ ahmedkordy ,‬‬ ‫‪183‬‬

‫اطلع علية ‪. 2020/ 07/15‬‬


‫‪184‬‬
‫أحمد محمد عبد الرؤف املنفي ‪ ,‬الرسقة اإللكرتونية وحكمها يف اإلسالم‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ , E_Kutub Ltd ,‬رشكة يف بريطانيا‬
‫مسجلة يف انجلرتا برقم ‪ , 7513024‬لندن ‪ ,‬يونيو ‪ , 2018‬ص‪13‬ـ ‪14‬‬

‫‪272‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪: 1‬أن املرشع الجزائري قد اعتمد عىل معيار الجمع بني عدة معايري لتعريف الجرمية االلكرتونية أولها‬
‫معيار وسيلة الجرمية وهو نظام االتصاالت االلكرتوين‪ ،‬و ثانيها معيار موضوع الجرمية املساس بأنظمة املعالجة‬
‫اآللية للمعطيات‪ ،‬وثالثهام معيار القانون الواجب التطبيق أو الركن الرشعي للجرمية املنصوص عليها يف قانون‬
‫العقوبات‪.‬‬

‫‪ : 2‬كام اعتمد املرشع الجزائري عىل معيار رابع يف تحديد نطاق الجرمية االلكرتونية‪ ،‬كونه أقر أن‬
‫الجرمية االلكرتونية ترتكب يف نظام معلومايت أو يسهل ارتكابها عليه‪ ،‬و هذا ما يوسع من نطاق مجال الجرائم‬
‫االلكرتونية يف القانون الجزائري‪.185‬‬

‫وترتيبا عىل كل هذه التعاريف الفقهية و الترشيعية‪ ،‬ميكننا تعريف الجرميةاملعلوماتية بأنها "كل سلوك‬
‫غري مرشوع ميس بالنظام املعلومايت املادي أو املعنوي " أو كل سلوك غري مرشوع يقع عىل النظام املعلومايت‬
‫أو بواسطته وميس باألشخاص أو األموال أو أمن الدولة‪ .‬أي أن الجرمية املعلوماتية عىل سبيل الجرائم‬
‫التقليدية تعرف من خالل أركانها أي توفر القصد الجنايئ الرتكاب هذه الجرمية و الركن املادي للجرمية و‬
‫ركنها القانوين‪.‬‬
‫يف ضل شيوع شبكات املعلومات ويف ظل التوسع والنامء الكبري ألنظمة الحواسب املفتوحة ونقل وتدفق‬
‫املعلومات ’ إضافة إىل التشديد عىل أهمية مكافحة كافة األنشطة التي تستهدف العنارص الثالثة ألمن‬
‫املعلومات ونظم الكمبيوتر وهي الرسية وسالمة املحتوى ’ و توفر املعلومات برزت عىل املستوي اإلقليمي عدة‬
‫جهود ملكافحة هذا النوع من الجرائم‬

‫من أهمها جهود املجلس األوريب الذي يحاول تكريس وجوب التعاون بني أعضاء اإلتحاد ملواجهة هذا‬
‫النمط املستحدث من اإلجرام سواء فيام بينهم أو بالتنسيق مع هيئات ومنظامت دولية أخرى‪ ،‬ففي عام ‪1981‬‬
‫تم التوقيع عىل اتفاقية الخاصة بحامية األفراد من إساءة استخدام البيانات املعالجة الكرتونيا‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫إقراره العديد من التوصيات الخاصة لحامية البيانات ذات الصبغة الشخصية من سوء االستخدام وحامية تدافق‬
‫‪186‬‬
‫املعلومات‬

‫‪185‬مندييل رحيمة‪ ،‬خصوصية الجرمية اللكرتونية يف القانون الجزائري و القوانني املقارنة‪ ،‬أعامل املؤمتر الدويل الرابع عرش‪:‬‬
‫الجرائم اللكرتونية‪ ،‬طرابلس ‪ 25-24‬مارس ‪ ،2017‬ص‪.95‬‬
‫‪ 186‬رصاع كرمية‪ ,‬دقيـش جامل ‪,‬األبعاد اإلقتصادية للجرمية اإللكرتونية ‪ ,‬مجلة الدراسات التسويقية وادارة األعامل‪ ,‬املجلد‪,02‬‬
‫اعدد‪ ,01‬جانفي‪ , 2018‬ص‪48/47‬‬

‫‪273‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ـ يف عام ‪ 1992‬وأثناء الحملة اإلنتخابية للرئيس األمرييك "بيل كلينتون" حيث اعلن انه يعد أن يجعل‬
‫من طريق املعلومات الرسيع حجر زاوية جديد يف البنية األساسية القومية يشابه يف أهميته نظام الطرق الرسيعة‬
‫بني أرجاء الواليات املتحدة األمريكية أي أنه يعد أحد املرافق األساسية العامة ‪ ,‬وبذلك انتقلت الفكرة اىل املجال‬
‫اإلداري ليمنح اآللة الحكومية الضخمة فرصا للتغري من خال ل أساليب عمليها وخدمة عمالئها الجامهري‬
‫العريضة‪ ,‬تم أخذت دول أروبية عديدة بتطبيق نظام الحكومة اإللكرتونية مثل هولنداا و كندا ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وقد تضمن تلك اإلتفاقية عدة مبادئ متثلت يف الحد األدىن من اإلحتياطات التى يجب أ‪ ،‬تتضمنها‬
‫الترشيعات الداخلية لدول أطراف ‪ ,‬املعاهدة لحامية األفراد من اساءة استخدام البيانات املعالجة الكرتونيا‪,‬‬
‫ورضورة الحصول عىل البيانات الشخصية من مصادر مرشوعة ‪ ,‬وأن تكون البيانات صحيحة ومتفق مع الغض‬
‫الذي وضعت من أجله ‪ ,‬و أن تكون املعلومات حديثة ‪ ,‬وأن تراعى القواعد الشكلية الالزم اتباعها للحيلولة دون‬
‫اساءة استخدام البيانات الشخصية ‪.‬‬
‫‪-‬وقد تم كذلك بنرش دراسة تضمنت توصيات تفعيل دور القانون ملواجهة األفعال الغري مرشوعة عرب‬
‫الحاسب سنة‪ 1989‬وهي التوصيات التي لحقتها دراسات أخرى ‪ ’ 1‬منها التوصية رقم ‪13195‬يف سبتمرب ‪ 1995‬م‬
‫يف شأن مشاكل اإلجراءات الجنائية املتعلقة بتكنولوجيا املعلومات وذلك تحث الدول األعضاء ملواجهة القوانني‬
‫الجنائية الوطنية لتالئم التطور يف هذا املجال ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقنيات املستخدمة يف تدمري النظام املعلومات‪:‬‬


‫املقصود بالتقنيات هي الت ي من شأنها إتالف أو محو تعليامت الربامج أو البيانات التي يتم معالجتها آليا‬
‫والهدف من وراء التدمري ينجر من وراءه تحقيق منافع شخصية سواء االستيالء عىل النقود أو مجرد االطالع‬
‫عرب شبكة األنرتنيت وقد تصل الرغبة أحيانا إىل إصابة الحاسب اآليل بالشلل التام وإعاقته عن القيام بأداء‬
‫وظائفه الطبيعية‪ ،‬هناك عدة وسائل وطرق لتدمري النظام املعلومايت‪:‬‬
‫*‪.‬الفريوسات‪ :‬ميكن تعريف الفريوسات عىل أنها مجموعة من العمليات التي تتكاثر مبعدل رسيع‬
‫وتصيب النظام املعلومايت بشلل تام‪ ،‬هناك عدة تعريفات للفريوس منها‪:‬‬
‫*عبارة عن خلية مغناطيسية نامئة ومربمجة‪ ،‬تنشط يف وقت محدد لتخريب الربنامج األصيل ومنترشة يف‬
‫األجهزة األخرى التي تضمها الشبك بحيث تفرس ما تحويه من معلومات(محمد س‪ ،1993 ،.‬صفحة ‪)45‬البعض‬
‫األخر يعرفه عىل أنه " برنامج يصممه بعض املختصني بهدف تخريبي مع إعطاءه القدرة عىل ربط نفسه بربامج‬
‫أخرى ثم يتكاثر وينترش داخل النظام حتى يتسبب يف تدمريه متاما‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫من بني خصائص الفريوسات‪ ،‬أنها تضع من طرف فئة مريضة من خرباء الربامج‪ ،‬أما إلثبات الذات أو‬
‫مجرد الدعاية‪ ،‬أو إلحاق الرضر واألذى‪ ،‬فهاته الفريوسات تتمتع بقدرة فائقة يف مهاجمة الربامج وأجهزة‬
‫الحاسبات‪ ،‬املعطيات‪ ،‬البيانات‪ ،‬واملعلومات وكأن الفريوس الحاسويب يتشابه مع الفريوس العضوي(فريوس يف‬
‫اللغة الالتينية‪" ،‬سم" عرف هذا املصطلح يف مادة العلوم البيولوجية) من حيث عدم جدواه إال أن األول ميكن‬
‫له أن ينترش عرب الشبكات ويعرب الدول والقارات وهذه سمة أساسية للجرائم املعلوماتية‪.‬‬

‫*‪.‬أنواع الفريوسات‪ :‬هناك عدة تسميات لهاته الفريوسات أهمها‪:‬‬


‫▪ بوت سكتور"‪ "boot sector‬يصيب هذا الفريوس جزء من قسم الربنامج‪ ،‬الذي يحتوي عىل نظام‬
‫التشغيل وامللفات واملعلومات ويتميز باإلنتشار الرسيع‪.‬‬
‫▪ ‪-‬فايل "‪ :"file‬يصيب هذا الفريوس ملفات ‪ ،com ،Eve‬ثم يقوم بنسخ نفسه كلام جرى تشغيل الربنامج‬
‫املصاب‪.‬‬
‫▪ فريوس حصان طروادة ‪ :‬هذا الفريوس بالذات حصل نرصا عسكريا وأسطوريا(إبراهيم ‪ ،1949 ،‬صفحة‬
‫‪ )125‬فيالعصور الوسطى هاته األخرية‪ ،‬متكنت من إخرتاق أجهزة الحاسبات يف أرع دول أوروبية هي‬
‫إنجلرتا‪ ،‬السويد الدامنارك‪ ،‬الرنويج‪.‬‬
‫▪ فريوس الكريسامس‪ :‬يظهر هذا الفريوس يف شكل رسالة بريدية إلكرتونية تعرض فيها بطاقة تهنئة‬
‫للكريسامس عىل شاشة الحاسب اآليل ومام يرتتب عن قبول التهنئة‪ ،‬توقف النظام كليا‪.187‬‬

‫املحور الثاين‪ :‬الحامية الجزائية للنظام أملعلومات‪:‬‬


‫إن قضية األمن أملعلومايت أصبحت تشغل الكثري من الدول ‪ ،‬ألهميته األمني والستقرار البلدان عىل برامج‬
‫معلوماتية ذات ثقة وجودة عالية‪ .‬يتسع مفهوم أمن املعلومات ليشمل اإلجراءات والتدابري املستخدمة يف‬
‫املجالني اإلداري والفني لحامية املصادر البيانية من أجهزة وبرمجيات وبيانات وأفراد‪ ،‬من التجاوزات‬
‫والتداخالت غري املرشوعة(نادر عبدالكريم ‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)25‬التي تقع عن طريق الصنعة أو عمدا عن طريق‬
‫التسلل أو نتيجة إلجراءات خاطئة أو غري الواقعية املستخدمة من إدارة هذه املصادر فاألمن املعلومايت ميكن‬
‫عرقلته عن طريق الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ 187‬صـيـقـع سيد أحمد ‪ ,‬اإلطار القانوين للجرمية املعلوماتية يف القانون الجنايئ الجزائري وطرق مكافحتها ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الليسانس ‪ ,‬جامعة ابن خلدون ـ تيارت ‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ,‬قسم العلوم القانونية واإلدارية ‪, 2007/2006 ,‬ص‪. 39‬‬

‫‪275‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ األخطاء العفوية غري املتعمدة أثناء تجهيز البيانات إلداخلها عىل الحاسبة‪.‬‬
‫▪ حوادث فقدان أو تغري املعلومات بسبب تعطيل األجهزة أو حصول خلل يف الربامج‪.‬‬

‫‪ -‬رسقة املعلومات أو التقاطها وتغيريها بشكل غري مأذون وما ينتج عن هذا من سوء استخدام هذه املصادر‬

‫أول‪ :‬الجزاءات املقررة لالعتداءات املاسة بأنظمة املعالجة للمعطيات‬


‫طبقا ألحكام املادة األوىل من االتفاقية الدولية يف الجرائم ملعلوماتية التي صادقت عليها الجزائر ’إن‬
‫العقوبات يجب أن تكون رادعة وهذا ما انتهجه املرشع الجزائري يف تحديد هذه العقوبات املطبقة عىل‬
‫الشخص الطبيعي واملعنوي نذكر من خاللها ما ييل ‪:‬‬
‫أ ـ العقوبات األصلية‬
‫إذ نجد هناك تدرج للعقوبات املقررة يف الشخص الطبيعي يف حالة جرمية الدخول أو البقاء الغري مرشوع‬
‫يف صورتها البسيطة ‪ ,‬ويف الدرجة الثانية عقوبة مقررة لنفس الجرمية املشددة ’ ويف الدرجة الثالثة عقوبة مقرر‬
‫للج رمية الخاصة باملساس العمدي للمعطيات ’ وهي عقوبات يجمع فيها احبس والغرامات حسب الدرجات‬

‫ب ـ العقوبات التكملية وتتمثل يف ‪:‬‬


‫ـ املصادرة التي ميكن أن تنصب عىل األجهزة والربامج والوسائل املستعملة يف ارتكاب جرمية من هذه‬
‫الجرائم‬
‫ـ إغالق املواقع التي تكون محل للجرمية من الجرائم املاسة بأنظمة املعالجة اآللية للمعطيات‬
‫ـ إغالق املحل أو املكان االستغالل الذي ارتكبي عىل مستواه الجرمية رشيطة علم املالك‬

‫ج ـ حالت الشخص املعنوي‬


‫تجدر اإلشارة أن الشخص املعنوي يسأل عن هذه الجرمية بصفته فاعل أصيل أو رشيك برشط أن يرتكب‬
‫الجرمية بواسطة أحد أعضائه أو ممثله مع العلم أن املسؤولية الجزائية للشخص املعنوي ال تتحقق دون قيام‬
‫مسؤولية األشخاص الطبعييـن بصفة الفاعلني يف الجرمية ‪ 188‬مل يقف العامل موقف املتفرج حيال رسعة تطور‬
‫الجرمية املعلوماتية اذ المس خطورتها منذ البداية‬

‫‪ 188‬ـ بن دعاس فيصل ‪ ,‬اشكالت الجرمية املعلوماتية يف الترشيع الجزائري‪ ,‬محارضة يف اطار التكوين املحيل املستمر للقضاء‪,‬‬
‫مجلس قضاء قسنطينة’‪ , 2011/2010 ,‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 2‬ـ نصت عليها املادة ‪ 12‬من التفاقية الدولية األجرام املعلومات الجهود الدولية يف مجال مكافحة الجرمية املعلوماتية‬

‫‪276‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حيث أصبح هذا النوع من الجرائم يعرب الحدود ليلحق الرضر بعدة دول ومجمعات ومل يعد يتمركز يف‬
‫دولة معينة وال يوجه ملجتمع بعينه نتيجة التطور الكبري لوسائل التقنية الحديثة يف االتصاالت ودخول جميع‬
‫فئات املجتمع إىل قامئة مستخدميها’ فل يرتدد املنحرفون منهم يف استغاللها ألغراض دنيئة‪ 2‬ومن أجل ذلك‬
‫كان من الرضوري أن تتضافر جهود الدول سواء عىل املستوى الداخيل أو الخارجي ملواجهتها ’ وذلك من خالل‬
‫إصدار القوانني وإبرام اتفاقيات بهذا الخصوص وعليه فان هذا املطلب يتناول بالدراسة عىل أربع فروع هي‪:189‬‬

‫▪ أهم اال تفاقيات الدولية يف مكافحة الجرمية املعلوماتية‬


‫▪ جهود األمم املتحدة من خال منظمة اليونسكو كمنظمة تابع لها‬
‫▪ الجهود املبذولة عىل املستوى اإلقليمي‬
‫▪ الجهود املبذولة عىل املستوى الوطني‬

‫ثانيا‪ :‬أهم التفاقيات الدولية يف مكافحة الجرمية املعلوماتية‬


‫إن من باب التذكري باملجهود الدويل يف مجابهة اإلجرام اإللكرتوين ين القول بأن بعض االتفاقيات‬
‫الدولية ال تزال تتخذ كمرجع لصياغة النصوص املتعلقة بوضع اإلطار القانوين لحامية النظام املعلومايت بشكل‬
‫عام والتجارة اإللكرتونية ومنها االتفاقية املتعلق بالتجارة ‪,GATT‬االتفاقية العامة لتعويضات والتجارة‪ .‬والتي‬
‫تم إقرارها يف ‪ 1947/10/30‬بعد الحرب العاملية الثانية‪.‬ونتيجة ملا ملسه الحلفاء من كساد اقتصادي وقد تم التوقيع‬
‫النهايئ عىل الوثيقة الختامية املتضمنة لنتائج جولة أورقواي للمفاوضات التجارية املتعدد األطراف والتي خلصت‬
‫إىل إنشاء منظمة التجارة العاملية ‪ WTO‬والتي ألحقت بيها فيام بعد اتفاقيات أ خرى ومنها الخاصة بالحقوق‬
‫امللكية لفكرية واملعروفة باتفاقية الرتبيس ـ اتفاقية أوجه التجارة املتعلقة بامللكية الفكرية يف‪ 73‬مادة ‪ ,‬وهنالك‬
‫اتفاقية برن يف ‪ 1886/09/09 :‬الخاصة بحقوق املؤلف والتي خضعت إىل عدة تعديالت كان أخرها تعديل باريس‬
‫يف‪ 1971/07/24 :‬و‪ 1979/09/28‬وقد انضمت إليها الجزائر بتحفظ مبوجب املرسوم الرئايس رقم‪34/97:‬‬
‫يف‪ 1997/09/13‬ويندرج يف مضامر ذلك اتفاقية باريس الخاصة بحقوق امللكية الصناعية والتي أبرمت يف ‪:‬‬
‫‪190‬‬
‫‪1883/04/20‬‬

‫رصاع كرمية ‪.‬دقيـش جامل‪ ,‬األبعاد القانونية للجرمية اإللكرتونية‪,‬مجلة الدرسات التسويقية وادارة األعامل ‪ ,‬املجلد‪ 02‬العدد‬ ‫‪189‬‬

‫‪ , 01‬جانفي ‪ 2018‬ص‪. 47‬‬


‫‪ 190‬سيد طـنطـاوي محمد سـيد ‪ ,‬الجرمية املعلوماتية" الصعوبات التي تواجه التعاون الوطني والدويل وكيفية مكافحتها "‪ ,‬مجلة‬
‫املركز الدمقراطي العريب للدراسات اإلسرتاتيجية واإلقتصادي والسياسية ‪, 2018/01/17 ,‬ص ‪. 15‬‬

‫‪277‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويبدو أن اتفاقية القات ‪ g.a .t.t‬لتحرير التجارة والتي تولدت عنها منظمة التجارة العاملية كام أسلفنا وكذا‬
‫االتفاقية الخاصة بحقوق امللكية الفكرية املسامة ‪ trips‬تضالن من أهم األطر القانونية القامئة كآلية دولية‬
‫لفرض الحامية القانونية املطلوبة والتي ضلت تدفع يف اتجاه خلق ضوابط أخرا إذ تجدر اإلشارة إىل معاهدة‬
‫جنيف الخاصة بقانون العالمات التجارية والئحات التنفيذية والتي ابرزتها اىل جهود املنظمة العاملية للملكية‬
‫الفكرية ‪ ,wipo‬ومن املعلوم أنها متتلك مركز متخصص يف تسوية املنازعات املتعلقة بامللكية الفكرية والتي تطرأ‬
‫بني األفراد والرشكات ومام يجب التنويه بيه هنا أن هيئة األنرتنت املتخصصة بأسامء واألرقام أو ما يعرف‬
‫بالحقل أو الدومني‪ DOMEN‬أعمدت هذا للتصدي للقضايا والنزاعات املثارة‪.‬‬

‫ومعلوم أن الحقل أو الدومني يؤدي وضيفة مثل دليل الهاتف يحدد املوقع اإللكرتوين لشخص‬
‫مامستخدم لجهاز الحاسوب ويتم تبادل املعلومات معه دون االختالط مع صاحب املوقع األخر غري أن ‪ ،‬الالفت‬
‫‪1‬‬
‫لالنتباه أن هذا املوقع أصبح يصطلح عليه باإلرهاب اإللكرتوين ‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬جهود اآلمم املتحدة من خال منظمة اليونسكو كمنظمة تابع لها‬
‫تتعترب األمم املتحدة هيئة ذات إرادة مستقلة‪ ,‬تتمتع ال شخصية قانونية دولية قامئة عىل أساس اتفاق‬
‫بني مجمعة من الدول ذات السيادة وتعترب العضوية فيها مفتوحة لكل دولة تتمتع بالسيادة ويبلغ عدد الدول‬
‫األعضاء فيها ‪ 192‬دولة‪ 191‬ولعل من مبادئها و أهدفها نجد املساواة بني الدول يف السيادة ‪ ,‬وحفظ األمن والسلم‬
‫الدوليني ‪.‬‬

‫اكدت جهود أمم ملتحدة يف مكافحة أو منع الجرمية معاملة املجرمني املتعلق بجرائم التقنية أو جرائم‬
‫املعلوماتية’ حيث عملت هذه األخرية منذ نشأتها عىل رسم سياسة ناجعة يف مجال منع الجرمية وتحقيق عدالة‬
‫الجنائية ’ عرب إقرار العديد من التوصيات لعل من أبرزها التوصيات األممية بشأن مجتمع املعلومايت‬

‫مام أنشاء اللجنة املتخصصة مثل اللجنة االستشارية لخرباء من الجرمية ومعاملة املجرمني ’الذي عهد‬
‫إليها مهمة مكافحة الجرمية وتقدي م املنشورة لألمني العام ’ و إيجاد الربامج ووضع الخطط ’ ورسم سياسات‬
‫لتدابري دولية يف مجال مكافة الجرمية ’ وهي تعقد مؤمترات دولية كل‪ 05‬سنوات ن أجل تعزيز التبادل بني‬
‫مختلف الدول من أجل تدعيم التعاون الدويل واإلقليمي يف هذا املجال ‪ ,‬ومن بني هذه املؤمترات نجد مؤمتر‬

‫‪191‬‬
‫أنظر مقال بعنوان الجهود الدولية يف مجال مكافحة جرائم األنرتنت ‪ , http://www. Startimes .com.‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪.2020/07/16‬‬

‫‪278‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمم املتحدة السابع ملنع الجرمية ومعاملة املجرمني والذي تم انعقاده يف مدينة ميالنو بايطاليا سنة ‪1985‬م‬
‫’والذي انبثق عنه من القوعد التوجهية والتي توجت باملصادقة عىل هذه املبادئ يف هافانا بكوبا عام‪1990‬م فقد‬
‫أكد هذا األخري عىل رضورة االستفادة من التطورات العلمية والتكنولوجيا يف جرائم الحاسب آيل ‪ ,‬كام أكدا‬
‫عىل رضورة اعتامد ضامنات لصون رسية البيانات الشخصية املخزنة يف الحاسب آيل وأهم مبادئ مؤمتر‬
‫هافانا (‪1990‬م)‪:‬‬

‫▪ &‪-‬تحديث القوانني الجنائية الوطنية مبا يف ذلك التدابري املؤسساتية ‪.‬‬


‫▪ &‪-‬تحسني أمن الحاسب اآليل والتدابري الفنية ‪.‬‬
‫▪ &اعتامد إجراءات تدريب كافية للموظفني والوكاالت املسؤولية عن منع الجرمية االقتصادية والجرائم‬
‫املتعلقة بالحاسب اآليل والتحري واإلدعاء فيها‪.‬‬
‫▪ &‪-‬تلقني آداب الحاسب اآليل كجزء من مفردات مقررات االتصاالت واملعلومات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫▪ &‪-‬اعتامد سياسات تعالج االشكالت املتعلقة باملجني عليهم يف تلك الجرائم‬

‫ويبدو أن جهود األمم املتحدة مل تقف فقط يف هذا املجل بل عقدة العديد من االتفاقيات غفي سبيل‬
‫مكافحة كل أنواع الجرائم والجرمية املستحدثة و فقد عقدة اتفاقية خاصة سنة ‪2000‬ملكافحة إساءة استخدام‬
‫تكنولوجيا املعلومات إلغراض إجرامية ’ وعقب ذلك عقد مؤمتر بالربازيل يف أفريل سنة ‪ 2010‬م بحيث تناولت‬
‫أعامل تحليل الظاهرة وإحصائيات املتعلقة بالجرمية اإللكرتونية‪’ 192‬‬

‫إجراءات التحقيق’ األدلة اإللكرتونية ’ املساعدة التقنية الدولية’ خدمات األنرتنت ’التعاون الدويل للتصدي‬
‫للجرمية اإللكرتونية ’ بإضافة إىل أعامل الجنة االقتصادية و االجتامعية لغريب أسيا التابعة للمجلس‬
‫‪193‬‬
‫االقتصادي و االجتامعي تحت غطاء منظمة األم املتحدة سنة‪2008‬م ’ ومن ثم أفريل ‪2015‬م‬

‫معوان مصطفى ‪ ,‬اإلثبات يف املعامالت اإللكرتونية يف الترشيعات الدولية "التوقيعات والتوصيات اإللكرتونية " ‪ ,‬الطبعة‪,01‬‬ ‫‪192‬‬

‫منشورات دار الكتاب الحديث’ القاهرة ‪ ,2008,‬ص ‪. 147/112‬‬


‫ـأنظر مقال بعنوان الجهود الدولية يف مجال مكافحة جرائم األنرتنت ‪ , http://www. Startimes .com.‬اطلع عليه بتاريخ‬ ‫‪193‬‬

‫‪.2020/07/16‬وقد جاء ت جهود اإلسكوا ‪ ESCWA‬الرامية إيل تطوير الترشيعات اإللكرتونية ومواءمتها ’وكذا إنشاء مجتمع املعرفة يف‬
‫املنظمة العربية ’ مع الرتكيز عىل األطر التنظيمية واإلجرامية ملكافحة الجرمية اإللكرتونية وظامن سالمته‪ ،‬وتجدر بنا اإلشارة أن‬
‫الوليات املتحدة األمريكية هي أول من ندى بإنشاء الحكومة األلكرتونية ففي عام ‪ 1981‬تم التوقيع عىل اتفاقية الخاصة بحامية‬
‫األفراد من إساءة استخدام البيانات املعالجة الكرتونيا‬

‫‪279‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إن أهم ما ورد يف توصية املجلس األورويب هو ‪-:‬‬
‫▪ أن توضح القوانني إجراءات تفتيش أجهزة الكمبيوتر وضبط املعلومات التي تحويها املعلومات أثناء انتقالها‪.‬‬
‫▪ أن تسمح اإلجراءات الجنائية لجهة التفتيش بضبط برامج الكمبيوتر و املعلومات املوجودة باألجهزة وفقا‬
‫لذات الرشوط الخاصة بالتفتيش العادي ‪.194‬‬
‫▪ تطبق إجراءات املراقبة والتسجيل يف مجال التحقيق الجنايئ يف حالة الرضورة يف مجال تكنولوجيا‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫▪ يجب إلزام العاملني باملؤسسات الحكومية والخاصة التي توفر خدمات االتصال بالتعاون مع سلطات‬
‫التحقيق إلجراء املراقبة والتسجيل‪.‬‬
‫▪ يتعني تعديل القوانني اإلجرائية بإصدار أوامر ملن يحوز معلومات ( برامج – بيانات) تتعلق بأجهزة الكمبيوتر‬
‫وتسليمها‪.‬‬
‫▪ يجب أن تكون هناك إجراءات رسيعة ومناسبة ونظام اتصال يسمح للجهات القامئة عىل التحقيق‬
‫باالتصال بجهات أجنبية لجمع أدلة معينة‪ .195‬يتعني عندئذ أن تسمح السلطة األخرية بإجراء التفتيش‬
‫والضبط‬
‫▪ ولعل من أهم ما قام به املجلس األورويب هو وضع اتفاقيت بودابيست الصادرة يف ‪ 2001/11/23‬حيث‬
‫تشكل نصوصها منظومة تعاون دويل تتسم با ملرونة الفعالية وتعمل عىل إحداث تقارب الترشيعات‬
‫‪1‬‬
‫الجنائية الخصة بهذه الجرائم وتكفل استخدام الوسائل الفعالة يف البحث والتحقق ومالحقة مرتكبيها ‪.‬‬

‫والتي وقعت عليها ‪ 26‬دولة من أعضاء اإلتحاد األورويب إضافة إىل كندا واليابان‪ ,‬وجنوب إفريقيا ’‬
‫والواليات املتحدة ا ألمريكية’ وأسرتاليا ’ نتاج مفوضات استغرقت ـكرث من أعوام حتى تم التوصل إىل الصيغة‬
‫‪2‬‬
‫النهائية املناسبة لهذه االتفاقية‬

‫وقد تضمن هذه االتفاقية ‪ 48‬مادة غطت يف مضمونها ثالثة أقسام كربى‪:‬‬

‫‪ 194‬فهد دحني العدواين ‪ ,‬األنرتنت والجرمية اإللكرتونية وطرق التغلب عليها ‪ ,‬مجلة الدولية للتعليم باألنرتنت ’ دسمرب ‪, 2016 ,‬‬
‫ص ‪.73‬‬
‫سعـيداين نعيم ‪ ,‬آليات البحث والتحري عن الجرمية املعلوماتية يف القانون الجزائري‪ ,‬مذكرة لنيل املاجيستري يف العلوم‬ ‫‪195‬‬

‫القانونية‪ ,‬جامعة الحاج لخرضـ باتنة‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ,‬قسم حقوق ‪ , 2013/2012,‬ص‪. 85‬‬

‫‪280‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ـ القسم األول ‪ :‬تناول مجموعة الجرائم التي ميكن أن تتعرض لها النظم املعلوماتية‬

‫ـ القسم الثاين ‪ :‬تناول مجموعة اإلجراءات الجنائية التي ميكن أن تتحد يف مواجهة هذا النوع من‬
‫الجرائم خصوصا تفتيش وضبط البيانات الخزنة يف الحاسوب‬

‫‪3‬‬
‫ـ القسم الثالث ‪ :‬تناول موضوع التعاون الدويل بني الدول األعضاء املوقع عىل االتفاقية‪.‬‬

‫وعالوة عال ذلك اعتمد اإلتحاد األورويب يف عام ‪ 2003‬إطار قانونيا بشأن نظام املعلومات والتي دخلت‬
‫‪4‬‬
‫حيز التنفيذ يف سنة ‪.2005‬‬

‫الخامتة‬
‫ي ختام هذه الدراسة الخاصة بالجرمية اإللكرتونية استخلصنا أن هذه الجرمية تختلف من حيث طبيعتها‬
‫و تعريفها عن باقي الجرائم التي عهدناها باإلضافة إىل صعوبة وضع تعريف جامع و موحد لها و ذلك مام أدى‬
‫إىل اختالف املفاهيم و تعاريف حولها فهناك من عرفها عىل أساس وسيلة ارتكاب الجرمية و هناك من عرفها‬
‫عىل أساس محل أو موضوع الجرمية‪ ،‬و البعض اآلخر عىل أساس شخصية الجاين‪ ،‬و اآلخر جمع بني عدة‬
‫تعاريف‪.‬‬

‫كام أن طبيعتها الخاصة تجسدت يف خصائصها املتميزة و املتمثلة يف أنها جرمية عابرة للحدود و لكونها‬
‫ترتكب بواسطة الحاسوب و يف مجال الحاسب اآليل‪ ،‬كام أنها تتميز بالرسعة يف التنفيذ و يغلب عليها التطور‬
‫املستمر و متسارع من حيث ارتكابها و إىل جانب هذا هناك الخصوصية التي يتميز بها املجرم املعلومايت و‬
‫صفاته‪ ،‬باعتباره ال يلجأ إىل العنف كام هو الحال يف املجرم التقليدي‪ ،‬بل يتميز بالذكاء و املهارة و املعرفة و‬
‫هذا ما جعل القوانني الحالية عاجزة عن مكافحة هذا النوع من الجرائم نظرا للتطور الحاصل مبجال تقنية‬
‫املعلومات‪ ،‬إال أنه نجد يف املقابل الهيئة الترشيعية الجزائرية تحاول جاهدة مواكبة هذا التطور اإلجرامي و‬
‫مكافحته من خالل العديد من اإلجراءات املنصوص عليها يف القانون العام ونقصد بذلك قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية و قانون العقوبات الجزائري أو يف قوانني و هياكل خاصة منها القانون رقم ‪ 04-09‬و الهيئة الوطنية‬
‫للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪.‬‬

‫و يف األخري ميكن القول أن املرشع الجزائري أحدث سبل قانونية للتصدي لهذه الجرائم الخطرية و‬
‫متاشيا مع النظام العاملي الدويل املبني عىل التطور التكنولوجي و الرسعة يف االتصال و يهدف ذلك لتطوير‬

‫‪281‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منظومته القضائية للتصدي لهذه الجرمية‪ ،‬ما تبقى سوى تفعيل حقيقي و مادي للنصوص القانونية و تكوين‬
‫متخصصني يف مجال اإللكرتوين بشكل جدي الذين يقومون بالتحري و التحقيق و اكتساب مهارات الدول‬
‫التي قطعت شوطا يف مكافحة هذه الجرمية‪.‬‬

‫و من خالل ما سبق نقدم االقرتاحات التالية‪:‬‬

‫‪ . 1‬رسم اسرتاتيجية متكاملة لألمن اإللكرتوين و مكافحة الجرائم اإللكرتونية بارشاك جميع القطاعات‬
‫الحكومية‪ ،‬و خاصة املعنية‪ ،‬و توفري التغطية التقنية و املالية لتنفيذها‪.‬‬

‫‪ . 2‬سد الفراغ الترشيعي يف مجاالت البيئة الرقمية بتشعباتها كافة مع إصدار املذكرات التوضيحية‬
‫للترشيعات‪ ،‬السيام يف مجال مكافحة الجرمية اإللكرتونية‪ ،‬عىل أن يكون شامال للقواعد املوضوعية و‬
‫اإلجرائية‪ ،‬مع الحرص عىل أن تكون هذه الترشيعات منبثقة من املجتمع املحيل و عدم استريادها جاهزة حرصا‬
‫فعاليتها‪.‬‬

‫‪ . 3‬إنشاء هياكل متخصصة يف مكافحة هذا النوع من اإلجرام املستحدث‪ ،‬و هذا ما تم تجسيده و العمل‬
‫به من قبل املرشع الجزائري كإنشاء الهيئة الوطنية ملكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم و‬
‫االتصال‪...‬إلخ‪ ،‬لكن هذا ال يزال يحتاج لتفعيل حقيقي لعمل الهيئة و املراكز املتخصصة األخرى و إعطائها‬
‫كامل الحرية و االستقاللية يف إنجاز مهامها برشط عدم تعارض ذلك مع الحريات الخاصة‪...‬إلخ‪ ،‬و حبذا لو‬
‫تم وضع هذه الهيئات تحت يد القضاء الذي يستطيع أن يوازن بني املصالح العامة و الخاصة‪...‬‬

‫‪ . 4‬تشجيع عىل خدمة تلقي الشكاوى و البالغات إلكرتونيا و العمل بها و نرش ثقافتها‪ ...‬من خالل‬
‫تحسيس األشخاص بصفة عامة و الضحايا بصفة خاصة عىل التبليغ عىل مثل هذه الجرائم برسعة من أجل‬
‫ضامن سهولة الكشف عن الجرمية اإللكرتونية و رسعة اتخاذ اإلجراءات بشأنها‪.‬‬

‫‪ . 5‬العمل عىل إعادة النظر يف املناهج الدراسية يف كليات القانون‪ ،‬و رضورة تضمينها مادة عامة عن‬
‫الحاسب اآليل و الشبكات املعلوماتية‪ ،‬باإلضافة إىل رضورة إدراج الجانب املعلومايت لكل مادة قانونية‪.‬‬

‫‪ .6‬تعزيز املساعدة الفنية ملختلف هيئات العدالة‪ ،‬و أجهزة النيابة العامة و السلطات القضائية يف مجال‬
‫منع الجرمية املعلوماتية و مكافحتها‪ ،‬و تأمني الوسائل التقنية و املكننة الالزمتني لذلك‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ . 7‬إنشاء جهاز خاص داخل الرشطة يختص بالبحث و التحري عن هذا النوع من الجرائم و وضع سياسة‬
‫تكوينية و تدريبية تتامىش و التطورات التكنولوجية الهائلة‪.‬‬

‫‪ . 8‬رضورة تكثيف الجهود الوطنية لنرش املعرفة و زيادة الوعي بالجرائم اإللكرتونية و مدى خطورتها و‬
‫وسائل الوقاية منها و سبل مواجهتها‪.‬‬

‫‪ . 9‬رضورة إيجاد الوسائل املناسبة للتعاون الدويل ملكافحة هذه الجرمية من الناحية اإلجرائية بهدف‬
‫التوفيق بني الترشيعات الخاصة بهذه الجرائم كالتعاون الدويل عىل تبادل املعلومات و تسليم املجرمني و قبوا‬
‫أي دولة لألدلة املجوعة يف دول أخرى لضامن الحامية العاملية الفعالة لربامج املعطيات اآللية و الكمبيوتر و‬
‫شبكة األنرتنت ككل‪.‬‬

‫‪ .10‬رضورة إبرام اتفاقيات عر بية و دولية يف مجال مكافحة الجرائم اإللكرتونية‪ ،‬و ذلك لتحديد إطار‬
‫االختصاص القضايئ الدويل و التعاون يف كشف و إثبات الجرمية اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪ -‬إن الدول العربية مستهدفه بشكل كبري بحكم االلتزام بتعاليم الرشيعة اإلسالمية ‪ ،‬وبحكم موقعها‬
‫الجغرايف ‪ ،‬وبحكم مالديها من ثروات طبيعية وبرشية ‪ ،‬لذلك البُد من التفكري والتالحم يف مستقبلنا املعلومايت‬
‫والتكنولوجي‪.‬‬

‫وإذا كانت الدول املتقدمة علميا تراهن عىل طالبها الجامعيني يف صناعة مستقبلها والحفاظ عىل تقدمها‪،‬‬
‫فإن الدول العربية لذلك أحوج ‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الحرب السيبرانية من منظور القانون الدولي‬

‫أستاذ القانون الدويل العام يف كلية الحقوق جامعة‬


‫تكريت (العراق)‬

‫امللخص‪:‬‬
‫شهد املجال الحريب طفرة كبرية مع التحول التكنولوجي والرقمي الذي يعيشه العامل اليوم‪ ،‬إذ‬
‫تطورت وسائل الحروب بفضل هذا التحول يف جزء مهم منها من معارك مبارشة‪ ،‬إىل أخرى تدار من‬
‫خالل عامل افرتايض إلكرتوين‪ ،‬قد تتجاوز خطورته األشكال السابقة للحرب‪.‬‬

‫ووفقا لذلك‪ ،‬باتت الحرب اإللكرتونية والسيربانية‪ ،‬متثل أنواعا جديدة من األسلحة يف العرص‬
‫الحايل‪ ،‬قادرة عىل إحداث أرضار جسيمة وواسعة النطاق للبنية التحتية الحيوية لدولة ما‪ ،‬ومتثل وجها‬
‫آخر للقوة قد تلجأ إليها الدول يف معاركها‪ ،‬بعد أن خضعت الوسائل التقليدية الستعامل القوة إىل‬
‫التغيري‪ ،‬بفضل التطورات الحاصلة‪ .‬األمر الذي يتطلب من املجتمع الدويل التوصل إىل بعض اإلجامع‬
‫حول معنى الحرب السيربانية‪ ،‬وإىل اتفاق دويل يحكمها‪.‬‬

‫يف هذه الورقة التحليلية‪ ،‬سنبحث يف مسألة ما إذا كان ميكن اعتبار الهجامت السيربانية‪ ،‬ترقى‬
‫إىل املستوى الحقيقي للحرب‪ ،‬ومرشوعية اللجوء إليها يف إطار القانون الدويل فيام يتعلق بحق‬
‫استخدام القوة يف إطار القواعد القانونية املؤطـــرة لهذا الحق " ‪ "Jus ad Bellum‬وكذا إمكانيـــة‬
‫اعتبارها نزاعا مسلحا وإمكانية أن تشملها قواعد القانون الدويل اإلنساين يف ظل القواعد القانونية‬
‫املؤطــرة لـ" ‪."Jus in Bello‬‬

‫‪284‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Résumé:

The war field has witnessed a great leap with the technological and digital
transformation that the world is experiencing today, as the means of war have developed
thanks to this transformation in an important part from direct battles, to others managed
through an electronic virtual world, the danger of which may exceed previous forms of
war.

Accordingly, electronic and cyber warfare have become new types of weapons in
the current era, capable of causing massive and large-scale damage to the vital
infrastructure of a country, and represent another facet of force that countries may resort
to in their battles, after the traditional means of using force have undergone change.
Thanks to the developments. This requires the international community to reach some
consensus on the meaning of cyber war, and an international agreement to govern it.

In this analytical paper, we will examine the question of whether cyber-attacks can
be considered, amounting to the real level of war, and the legality of resorting to them
within the framework of international law with regard to the right to use force within
the framework of the legal rules framing this right “Jus ad Bellum” as well as the
possibility of considering it a conflict armed and the possibility of being covered by the
rules of international humanitarian law in light of the legal rules framing Jus in Bello.

‫املقدمة‬

،‫ ماجعله يربز كفضاء جديد للحرب‬،‫أصبح الفضاء السيرباين اليوم مجاال جديدا لتتبع العمليات العسكرية‬
‫ وشن‬،‫ نقلة نوعية األسلحة والوسائل املستعملة يف الحروب‬،‫بعد أن أحدث التطور اإللكرتوين والرقمي املتسارع‬
.‫ ونقل العمليات الحربية إىل الفضاء االفرتايض اإللكرتوين‬،‫الهجامت عىل دول أخرى‬

‫ اهتاممهم بالحرب السيربانية‬،‫ ومنذ منتصف التسعينيات‬،‫وقد أبدى متخصصو الشؤون األمنية الدولية‬
.‫ سبتمرب عىل الواليات املتحدة‬11 ‫ لكن املوضوع استبعد من األجندة األمنية عقب هجامت‬،‫كحرب قامئة بذاتها‬
‫ من هجامت سيربانية‬،‫ الدولة العضو يف حلف الناتو‬،‫ عندما عانت إستونيا‬،2007 ‫ليعود ويطرح من جديد عام‬
‫ واحتلت بعدها العمليات السيربانية يف العامل‬،‫ من جهات فاعلة غري دولية من أصل رويس‬،‫واسعة النطاق‬
196
.‫ مكانة بارزة يف النزاع املسلح الدويل بني روسيا وجورجيا‬،‫املوايل‬

196
Michael N. Schmitt: The law of cyber warfare: Quo Vadis?. Stanford Law & Policy Review. Vol. 25:269. 2014. P: 269.

285
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ونظرا لحداثة هذا النوع‪ ،‬من األسلحة واالثار املأساوية التي أصابت ومتس اإلنسانية جراء استخدامه‪،‬‬
‫استوجب معه البحث يف مرشوعيتها‪ ،‬ومدى مطابقتها لقواعد القانون الدويل‪ ،‬السيام مع عدم وجود اتفاق‬
‫دويل يحظر أو يقيد استخدامها‪ ،‬والبحث من جهة أخرى عن مكانة الحرب السيربانية يف القانون الدويل‬
‫اإلنساين تحديدا‪ ،‬ومدى إمكانية رسيان قواعده عليها‪.‬‬

‫وعىل هذا األساس‪ ،‬سنبحث يف الحرب السيربانية من زاويتني يف القانون الدويل‪ :‬القانون الذي يحكم‬
‫اللجوء إىل القوة بني الدول (‪ ،)Jus ad Bellum‬والقانون الدويل اإلنساين فيام يتعلق بالنزاعات املسلحة ( ‪Jus‬‬
‫‪ ،) in Bello‬وبالتايل سيتم تقسيم هذا املوضوع إىل محورين‪ :‬األول حول مدى مرشوعية االسلحة السيربانية‬
‫يف نطاق القواعد القانونية الدولية‪ ،‬وسيعالج الثاين إمكانية تطبيق القانون الدويل االنساين عىل الحرب‬
‫السيربانية‪.‬‬

‫املحور األول‪ :‬األسلحة السيربانية ومدى مرشوعيتها يف نطاق قواعد القانون الدويل‬
‫تتميز الحرب السیربانیة عن غیرها من الحروب التقلیدیة‪ ،‬باعتامدهاعىل فضاء افرتايض غیر مادي وهو‬
‫الفضاء السیرباين‪ ،‬لتنفيذ العملیات العدائیة والهجامت‪ .‬وهو فضاء يتشابك ويلتقي بعاملنا املادي‪ ،‬ويتفاعل معه‬
‫بشكل يف غاية التعقيد‪ ،‬مع تحقيق درجة تكامل كبرية بينهام‪ .‬كام يتميز الفضاء السيرباين‪ ،‬بغیاب الحدود‬
‫‪197‬‬
‫الجغرافیة وغیاب عنرص الزمن‪ ،‬وهو مايزيد من خطورته‪.‬‬

‫وكتعريف للفضاء السیرباين فيقصد به‪" :‬البیانات والشبكات االلكرتونیة املتصلة‪ ،‬واألشخاص الذین‬
‫یستخدمونها‪ ،‬حیث تعد هذه العنارص العامل املشرتك يف جمیع محاور استخدام الفضاء السیرباين‪ 198 .‬كام‬
‫وميكن وصف "الفضاء السيرباين" بأنه شبكة مرتابطة عامليا من املعلومات الرقمية والبنى التحتية لالتصاالت‪،‬‬
‫‪199‬‬
‫مبا يف ذلك اإلنرتنت وشبكات االتصاالت وأنظمة الكمبيوتر واملعلومات املقيمة فيها‪.‬‬

‫ختال هاجر‪ :‬الوضع القانوين للحرب السیربانیة عىل ضوء قواعد القانون الدويل‪ .‬مجلة التواصل يف القتصاد واإلدارة والقانون‪.‬‬ ‫‪197‬‬

‫جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ .‬املجلد ‪- 25‬العدد ‪ - 03‬سبتمرب ‪ .2019‬ص‪.159 :‬‬
‫ختال هاجر‪ :‬نفس املرجع‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫‪199‬‬
‫)‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. United Nations Institute for Disarmament Research(UNIDIR‬‬
‫‪RESOURCES. 2011. P :4.‬‬

‫‪286‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أما بالنسبة لتعریف الحرب السیربانیة فال یوجد تعریف عاملي متفق علیه حول هذا النوع من الحرب‪ .‬فوفقا‬
‫ملؤسسة "‪ "RAND‬األمريكية‪ ،‬فالحرب السيربانية‪" :‬تتضمن اإلجراءات التي تتخذها دولة قومية أو منظمة دولية‬
‫‪200‬‬
‫للهجوم ومحاولة إتالف أجهزة الحاسوب أو شبكات املعلومات الخاصة بدولة أخرى"‪.‬‬

‫وتوصف الع ملیات السیربانیة بوجه عام بأنها عملیات تشن ضد أو عرب حاسوب أو نظام حاسويب بواسطة‬
‫تیار البیانات‪ .‬وقد تهدف هذه البیانات إىل تحقیق أغراض مختلفة تضم عىل سبیل املثال اخرتاق نظام معین‬
‫وجمع أو نقل أو تدمیر أو تغییر أو تشفیر البیانات‪ ،‬أو إجراء تعدیل العملیات التي یتحكم فیها الجهاز الحاسويب‬
‫املخرتق أو التالعب بهذه العملیات‪ .‬ویمكن عىل هذا النحو استخدام هذه الوسائل لتدمیر أو تعدیل أو تعطیل‬
‫مجموعة متنوعة من األهداف يف العامل الحقیقي‪ ،‬كالبنى األساسیة‪ ،‬حیث تثیر النتائج املحتملة لهذه العملیات‬
‫‪201‬‬
‫مخاوف كبیرة عىل الصعید اإلنساين‪.‬‬

‫فالحرب السيربانية تعتمد عىل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬واالعتامد عىل الشبكات الذكية وغريها‬
‫من أنظمة املراقبة والرصد عن طريق األنرتنيت‪ .‬ومفهومها يشمل استهداف القدرات واألنظمة العسكرية‬
‫واستهداف البنية التحتية الحيوية للمجتمع‪ ،‬مبا يف ذلك الشبكات الذكية وشبكات املراقبة االرشافية وحيازة‬
‫البيانات التي تسمح لها بالعمل والدفاع عن أمنها‪ 202 .‬وبالتايل‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬فإن إصابة شبكة حاسوب‬
‫الخصم املحارب بفريوس ضار من شأنه أن تشكل عمال من أعامل الحرب السيربانية‪ ،‬يف حني أن القصف‬
‫‪203‬‬
‫الجوي لقيادة عسكرية إلكرتونية لن يكون كذلك‪.‬‬
‫من جهته‪ ،‬يرى "‪ – "Paul N Cornish‬وهو مدير سابق للمركز العاملي لقدرات األمن السيرباين بجامعة‬
‫أكسفورد‪ -‬يف تقريره حول الحرب السيربانية أنه ميكن أن تكون الحرب السيربانية رصاعا بني الدول‪ ،‬كام‬
‫وميكنها أن تشمل أيضا جهات فاعلة غري حكومية بطرق مختلفة‪ .‬وعىل مستوى أهداف هذه الحرب‪ ،‬فيمكن‬
‫‪204‬‬
‫أن تكون عسكرية أو صناعية أو مدنية‪ ،‬كام وتصعب القدرة عىل التنبؤ يف الحرب السيربانية‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫‪Zain Dar: Cyber Warfare and International Law. Jacobs University Bremen;International Law. Spring 2019. P: 2.‬‬
‫‪ 201‬ختال هاجر‪ :‬الوضع القانوين للحرب السیربانیة عىل ضوء قواعد القانون الدويل‪ .‬ص‪.160 :‬‬
‫بن تغري موىس‪ :‬الحرب السريانية والقانون الدويل النساين‪ .‬مجلة الجتهاد القضايئ‪ .‬املجلد ‪ -12‬عدد خاص ( العدد‬ ‫‪202‬‬

‫التسلسيل ‪ )22‬أبريل ‪ .2020‬مخترب أثر الجتهاد القضايئ عىل حركة الترشيع‪ -‬جامعة محمد خيرض بسكرة‪ -‬الجزائر‪ .‬ص‪.200 :‬‬
‫‪203‬‬
‫‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. Op,cit . P :4.‬‬
‫‪204‬‬
‫‪Zain Dar: Cyber Warfare and International Law. Op,cit. P: 3/4.‬‬

‫‪287‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واستنادا إىل طريقة ‪ ، Action-Action‬ميكن تعريف الحرب السيربانية عىل أنها‪" :‬استخدام الهجامت‬
‫اإللكرتونية بقصد شبيه بالحرب"‪ .‬وسبب استخدام مصطلح الحرب‪ ،‬وليس أي مصطلحات أخرى يرجع إىل‬
‫حقيقة أن هذه الهجامت لها نفس الركائز التي تتحقق بها الحرب مثل النية (املنفعة الشخصية أو النفسية)‪،‬‬
‫‪205‬‬
‫لذلك فإن كلمة "الحرب" تظل ثابتة‪.‬‬
‫والبحث يف مجمل التعريفات الخاصة بالحرب السيربانية‪ ،‬يتبني أنه ال يوجد تعريف واحد يدعم مفهوم‬
‫هذه الحرب بشكل كامل‪ .‬فبعض التعريفات واسعة للغاية‪ ،‬والبعض اآلخر يفتقر إىل الجهات الفاعلة املعنية‪،‬‬
‫للوصول إىل منوذج محدد للحرب السيربانية ميكن تطبيق القوانني الدولية عليه‪.‬‬

‫بالنسبة ألشكال الحرب السیربانیة‪ ،‬فال یتوفر الیوم بصورة رسمیة نظام لتصنیف أنواع العملیات ضمن وعرب‬
‫الفضاء االلكرتوين‪ .‬فقد دفع التطور يف مجال الفضاء االلكرتوين إىل بروز ترسانة غیر تقلیدیة ألسلحة‬
‫الكرتونیة متعددة؛ كالفیروسات‪ ،‬واالخرتاق‪ ،‬ورسقة املعلومات‪ ،‬والتشویش‪ ،‬الحرب عن طریق التحكم عن بعد‬
‫بأسلحة سواء جویة أو بریة أو بحریة‪ ...‬وتعد الطائرات بال طیار(‪ )drones‬مثاال بارزا عىل منظومات األسلحة‬
‫التي یتم التحكم بها عن بعد‪ ،‬وهي نظام املركبة الهوائیة املوجهة التي یتم السیطرة علیها‪ ،‬وعىل ما تحمله من‬
‫‪206‬‬
‫معدات‪ ،‬وعىل سطوح التحكم يف أدائها من بعد‪.‬‬

‫وميكن للهجامت السيربانية أن تعطل املنشآت الحكومية والبنية التحتية املدنية مثل شبكات الكهرباء‬
‫والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط ورشكات الطريان وأنظمة النقل واألسواق املالية وما إىل ذلك‪ ،‬وبالتايل‬
‫تهدد حياة الدولة‪ 207 .‬يف الوقت الحارض‪ ،‬نظرا ألهمية هذه القضية‪ ،‬زعمت أجهزة االستخبارات يف الواليات‬
‫املتحدة رسميا أن مايقرب من ‪ 20‬إىل ‪ 30‬دولة تقوم بتشكيل وحدات خاصة للحرب السيربانية‪ ،‬وأيضا يضع حلف‬
‫‪208‬‬
‫الناتو الحرب السيربانية كأولويات جديدة عىل جدول أعامله‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫‪Zain Dar: Ibid. P: 5.‬‬
‫ختال هاجر‪ :‬الوضع القانوين للحرب السیربانیة عىل ضوء قواعد القانون الدويل‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.161/160 :‬‬ ‫‪206‬‬

‫‪207‬‬
‫‪Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the Perspective of‬‬
‫;‪International Law. Journal of Politics and Law; Published by Canadian Center of Science and Education. Vol. 10, No. 4‬‬
‫‪2017. P: 40.‬‬
‫‪208‬‬
‫‪Ibid. P: 41.‬‬

‫‪288‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫باالنتقال إىل بحث مرشوعية الحرب السيربانية من وجهة القانون الدويل يف إطار "‪،" Jus ad Bellum‬‬
‫فإن هذه القواعد القانونية‪ ،‬تنظم الحق يف استخدام القوة يف العالقات بني الدول‪ ،‬ويعد ميثاق األمم املتحدة‬
‫مصدر مهم لـ "‪ "Jus ad Bellum‬يف العرص الحديث‪.‬‬

‫ومنذ ظهور العمليات السيربانية‪ ،‬سعت الدول وجانب من الفقه الدويل‪ ،‬إىل تحديد العتبة التي يصبح عندها‬
‫الفعل "استخداما للقوة"‪ ،‬عىل اعتبار أن العمليات السيربانية‪ ،‬قد تسبب هي األخرى شأنها شأن عمليات الحرب‬
‫‪209‬‬
‫التقليدية‪ ،‬الرضر أو اإلصابات املادية والجسدية‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية موضوع هذه القضية يف النقاش امليداين حول الحق يف استعامل (القوة) يف الحرب‪ ،‬فإن‬
‫مبدأ عدم اللجوء إىل القوة كأحد أهم مبادئ ميثاق األمم املتحدة تعتربه املادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 4‬من امليثاق‪ ،‬قوة‬
‫عسكرية فقط‪ ،‬وال يشمل الحظر الوارد فيها استخدامها فحسب‪ ،‬بل يشمل أيضا التهديد باستخدامها‪ .‬والسؤال‬
‫الذي يطرح نف سه يف إطار هذا القانون هو ما إذا كان ميكن أيضا اعتباره استخدام الفضاء السيرباين لشن‬
‫هجامت إلكرتونية‪ ،‬استخداما للقوة‪ .‬فامليثاق األممي ينص عىل أنه ال ينبغي التسامح مع األعامل التي‬
‫تستخدم "القوة"‪ ،‬مع اإلشارة إىل استعامله ملصطلح القوة بشكل فضفاض‪ ،‬وهذه إحدى االشكاليات التي يثريها‬
‫هذا امليثاق‪.‬‬

‫إىل جانب ذلك‪ ،‬تربز قضية أخرى وهي أنه طاملا ليست هناك إصابات جسدية‪ ،‬فإن مثل هذه العمليات‬
‫يصعب اإلشارة إليها عىل أنها "قوة"‪ .‬لكن مع ذلك فإن العمليات السيربانية ميكن أن تؤدي أيضا إىل نزاعات‬
‫مسلحة‪ .‬وميكن يف هذا الباب فقط طرح مسألة عدم رشعية مثل هذه العمليات‪ .‬اليشء نفسه ينطبق عىل‬
‫كلمة "هجوم مسلح"‪ ،‬نظرا لعدم وجود حدود محددة تُعترب عندها العملية السيربانية قوة أو هجوما مسلحا‪ ،‬فال‬
‫‪210‬‬
‫ميكن ألحد التأكد من ذلك‪.‬‬

‫باملقابل‪ ،‬فإنه يف ظل عدم وجود تعريف دقيق ملا هو استخدام القوة‪ ،‬إال أن بعض العوامل راسخة‪ ،‬عىل‬
‫سبيل املثال‪ ،‬تأيت الهجامت باألسلحة التقليدية يف سياق الفقرة ‪ 4‬من هذه املادة‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬فإن‬
‫الهجامت السيربانية‪ ،‬التي تُستخدم لغرض اإلرضار املبارش باملمتلكات املادية أو التسبب يف أرضار برشية أو‬
‫وفاة‪ ،‬يتم تصنيفها بشكل معقول عىل أنه ا استخدام للقوة‪ .‬وبالتايل إذا كانت النتائج مشابهة لتأثريات هجوم‬

‫‪209‬‬
‫‪Michael N. Schmitt: The law of cyber warfare: Quo Vadis? Op,cit. P:279.‬‬
‫‪210‬‬
‫‪Zain Dar: Cyber Warfare and International Law. Op,cit. P: 6.‬‬

‫‪289‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مسلح‪ ،‬فإن تطوير مفهوم القوة لهذه التدابري يكون معقوال‪ ،‬وإال حدث فعل غري مرشوع وفقا للقانون الدويل‪،‬‬
‫والذي ينبغي اللجوء إليه إىل أحكام القانون الدويل األخرى بخالف حظر استخدام القوة‪ .‬لكن مع هذا‪ ،‬الزالت‬
‫إمكانية تنفيذ الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 2‬من امليثاق يف الحرب السيربانية تخلق مشاكل جدية يف تفسري الفرق بني‬
‫‪211‬‬
‫القوة واإلكراه‪.‬‬

‫هذا املبدأ املتعلق باستخدام القوة‪ ،‬مصحوب ببعض االستثناءات التي أنشأها القانون الدويل العريف‪ ،‬إىل‬
‫جانب قرارات مجلس األمن يف إطار ال فصل السابع‪ ،‬وحالة الدفاع عن النفس عىل النحو املنصوص عليه يف‬
‫املادة (‪ ) 51‬من امليثاق‪ ،‬حيث أنه بالنسبة للدولة الضحية توفر لها هذه املادة الحق يف الدفاع املرشوع عن‬
‫النفس‪ ،‬رشط أن يصل استخدام القوة إىل عتبة "هجوم مسلح"‪ .‬لذا يطرح السؤال حول ما إذا كانت آثار الهجوم‬
‫السيرباين وحدها تجعل حق الدفاع عن النفس يف غياب الرضر البرشي واملادي كافيا؟ إن القضايا الواردة يف‬
‫هذه املادة من امليثاق‪ ،‬والقانون الدويل العريف تنص عىل الدفاع عن النفس‪ .‬لكنهام يتفقان عىل أن ما يُنشئ‬
‫حق الدفاع عن النفس هو الهجوم املسلح عليهام‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن تحديد الهجامت السيربانية عىل أنها هجوم‬
‫‪212‬‬
‫مسلح هو مسألة قانونية يجب دراستها والتحقيق فيها‪.‬‬

‫لهذا‪ ،‬يتوجب عىل املجتمع الدويل التوصل إىل توافق يف اآلراء حول معنى هذه األنشطة مبوجب امليثاق‪،‬‬
‫وال سيام املادة (‪ 2‬ف ‪ )4‬التي تنظم استخدام القوة‪ ،‬واملادة (‪ )51‬التي تنص عىل الحق يف الدفاع عن النفس‪.‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬إذا كان عمل الدولة يعترب استخداما للقوة‪ ،‬وفقا للمفهوم املنصوص عليه يف فقرة املادة األوىل‪ ،‬فهو‬
‫‪213‬‬
‫غري قانوين ما مل يكن ذلك من أجل تنفيذ حق بلد يف إطار حق الدفاع الرشعي‪.‬‬

‫سؤال معقد ومشكلة أخرى هو أن الهجامت عىل البنية التحتية الحيوية للدولة‪ ،‬والتي تسبب دمارا أساسيا‬
‫ولكنها مل تسبب رضرا برشيا أو ماديا ‪ ،‬هل ميكن اعتبارها هجوما مسلحا ومنح حق الدفاع عن النفس؟ تتطلب‬
‫اإلجابة عىل هذا السؤال أن نقول ما هي البنية التحتية الحيوية؟‪ .‬فعىل الرغم من عدم وجود تعريف مقبول‬
‫عامليا‪ ،‬إال أن معظم التعاريف متفق عليها يف هذه الحاالت التي تعترب فيها بعض الخدمات املعينة مثل األمن‪،‬‬

‫‪211‬‬
‫‪Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the Perspective of‬‬
‫‪International Law. Op,cit. P: 41/42.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the Perspective of‬‬
‫‪International Law. Op,cit. P: 41/42.‬‬
‫‪213‬‬
‫‪Ibid. P: 41.‬‬

‫‪290‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الغذاء‪ ،‬املياه‪ ،‬النقل‪ ،‬املصارف والتمويل‪ ،‬الصحة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬والخدمات العامة والحكومية‪ ،‬مبثابة بنى تحتية بالغة‬
‫األهمية‪ .‬ومن هذا املنطلق ‪ ،‬ميكن القول إن الهجوم السيرباين عىل البنية التحتية الحيوية والذي يشل‬
‫اإلدارات الحكومية أو يتسبب يف تدمري واسع النطاق فيها‪ ،‬يجب اعتباره هجوما مسلحا‪ ،‬حتى لو مل يتسبب‬
‫يف أرضار مادية أو وفيات‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬يجب اعتبار أي هجوم عىل النظام املايل الحكومي من خالل‬
‫تغيري أو إتالف املعلومات التي تسبب خطرا عىل الحياة االقتصادية للدولة‪ ،‬هجوما مسلحا‪ ،‬وهذا ليس بسبب‬
‫التدمري املادي‪ ،‬وإمنا لكون هذه الهجامت تتسبب يف تعطيل البنية التحتية للدولة وجعلها غري قادرة عىل‬
‫‪214‬‬
‫الوصول إىل األهداف التي تم إنشاؤها بسببها‪ .‬لذلك يجب اعتبار مثل هذه الهجامت مبثابة هجوم مسلح‪.‬‬

‫من زاوية أخرى‪ ،‬ميكن طرح سؤال عام إذا كان الهجوم اإللكرتوين عىل البنية التحتية العسكرية لبلد ما‬
‫هو هجوم مسلح؟‬

‫بالنظر إىل أثار هذا الهجوم ومدى تسببه يف أرضار جسيمة‪ ،‬فسيكون لديه املعايري الالزمة للدفاع عن‬
‫النفس‪ ،‬وليس من الرضوري أن تكون هذه األرضار خسائر مادية أو برشية‪ ،‬ولكن تعطيل الخدمات الحكومية‬
‫عىل نطاق واسع من شأنه أن يتسبب يف إضعاف الحكومة وضعفها‪ ،‬سيكون كافيا أيضا‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬يف‬
‫كثري من الحاالت ‪ ،‬ميكن أن يكون مثل هذا الهجوم مبثابة مقدمة ملتفجرات والهجوم الحريك‪ ،‬يف مثل هذه‬
‫‪215‬‬
‫الحالة سيخلق حق الدفاع الوقايئ عن النفس‪.‬‬

‫لإلشارة‪ ،‬فإن الهجامت السيربانية‪ ،‬غالبا ما تكون متعددة الطبقات‪ ،‬وفيها التأثري املدمر الذي يحدث يف‬
‫األنظمة‪ ،‬وتنفيذ التحميل‪ ،‬وإنتاج اآلثار الضارة‪ ،‬وهذا قد يحدث يف فرتات زمنية مختلفة‪ .‬فإذا تم تحديد‬
‫الهجوم من خالل آثاره الضارة التي تشمل أيضا التأثريات الضعيفة للهجوم‪ ،‬يكون الهجوم متاحا مبجرد تحقيق‬
‫آثاره الضارة‪ ،‬بغض النظر عن وقت اخرتاق النظام أو تنفيذ الحمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا أدركت الدولة أن أنظمتها‬
‫تالفة‪ ،‬فيمكنها اعتامد تدابري إلكرتونية دفاعية نشطة أو سلبية لتحييد التهديدات‪ .‬قد تعترب الدولة أيضا هذا‬

‫‪214‬‬
‫‪Ibid. P: 42/43.‬‬
‫‪215‬‬
‫‪Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the Perspective of‬‬
‫‪International Law. Op,cit. P: 43.‬‬

‫‪291‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التأثري يف األنظمة مبثابة مقدمة لهجوم إلكرتوين أو انفجار‪ ،‬إذا كانت املعلومات املتاحة تشري إىل أن هذا‬
‫‪216‬‬
‫الهجوم جزء من هجوم عام‪.‬‬

‫ومن أجل اللجوء إىل استخدام القوة‪ ،‬أو الدفاع عن النفس‪ ،‬يتوجب احرتام معياري الرضورة والتناسب يف‬
‫القانون الدويل‪ ،‬إذ أن استخدام القوة من قبل الدولة من أجل تتنفيذ حقها يف الدفاع عن النفس‪ ،‬الذي يخضع‬
‫أيضا لعمليات سيربانية‪ ،‬يجب أن يكون رضوريا ومتناسبا‪ ،‬أي أن تدابري الدفاع عن النفس يجب أن تفي بهذين‬
‫‪217‬‬
‫املعيارين‪.‬‬

‫النقطة األساسية يف تحليل الرضورة يف مجال الهجامت السيربانية‪ ،‬هو وجود أو عدم وجود تدابري بديلة‬
‫ال تصل إىل عتبة "استخدام القوة"‪ .‬فإذا كانت اإلجراءات الدفاعية السيربانية السلبية (التي تختلف عن التدابري‬
‫الدفاعية النشطة) إلحباط الهجوم السيرباين بشكل موثوق وكامل عن طريق اإلنرتنت كافية‪ ،‬فإن اإلجراءات‬
‫األخرى‪ ،‬سواء اإللكرتونية أو الحركية‪ ،‬واملتفجرة‪ ،‬تعترب استخداما غري قانوين للقوة‪ .‬وباملثل‪ ،‬إذا كانت العمليات‬
‫السيربانية النشطة التي مل تصل إىل استخدام القوة‪ ،‬كافية لصدهجوم إلكرتوين‪ ،‬يتم حظر التدابري القرسية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬أو إجراءات التفجري البديلة‪ ،‬حيث يتم حظر املعايري الرضورية وعدم القيام بها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما‬
‫تكون التدابري التي تعترب استخداما مقيدا للقوة غري قادرة عىل هزمية هجوم سيرباين‪ ،‬أو منع هجامت مستقبلية‬
‫مبفردها‪ ،‬يتم تضمني العمليات اإللكرتونية والحركية باعتبارها استخداما للقوة عىل أساس الحق املسموح به‬
‫‪218‬‬
‫يف الدفاع عن النفس‪.‬‬

‫يقي م مبدأ التناسب مسألة مقدار القوة التي تتضمن أيضا القوة اإللكرتونية املسموح بها‪ ،‬عندما تكون هناك‬
‫رضورة للدفاع‪ .‬تحد هذه املعايري من النطاق‪ ،‬واملجال‪ ،‬والفاصل الزمني‪ ،‬وشدة رد الفعل الدفاعي‪ .‬لكن هذه‬
‫املعايري التحد من رد الفعل كمقدار القوة املستخدمة يف الهجوم‪ ،‬نظرا لكون مقدار ومستوى القوة الالزمة لصد‬
‫‪219‬‬
‫الهجوم بنجاح‪ ،‬يعتمد عىل املوقف‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫‪Ibid. P: 43.‬‬
‫‪217‬‬
‫‪Ibid. P: 44.‬‬
‫‪218‬‬
‫‪Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the Perspective of‬‬
‫‪International Law. Op,cit. P: 44.‬‬
‫‪219‬‬
‫‪Ibid. P: 44.‬‬

‫‪292‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫باإلضافة إىل القواعد القانونية املشار إليها سابقا‪ ،‬أشارت محكمة العدل الدولية يف ست قضايا إىل قواعد‬
‫مهمة من القانون الدويل العريف واملبادئ العامة ذات الصلة باللجوء القانوين إىل استخدام القوة‪ .‬فال يجب أن‬
‫يكون هناك هجوم مسلح أو هجوم مسلح مكافئ‪ ،‬فقط لتربير استخدام القوة العسكرية للدفاع عن النفس‪،‬‬
‫ولكن يجب أن يكون الهجوم كبريا؛ وأن يُنسب إىل الدولة التي يتم فيها الدفاع عن النفس؛ وأن يكون‬
‫استخدام القوة هو املالذ األخري‪ ،‬وأن ينجح عىل األرجح يف تحقيق الدفاع؛ ويكون متناسبا مع الرضر الذي‬
‫‪220‬‬
‫لحق به‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وتشري مامرسات الدول إىل أن قضية اإلسناد يجب أن تقدم بأدلة واضحة ومقنعة‪ .‬يف حالة الهجامت‬
‫اإللكرتونية بشكل عام‪ ،‬يصعب العثور عىل أدلة مقنعة‪ ،‬نظرا لعدم الكشف عن هوية التكنولوجيا املعنية‪ ،‬وقد‬
‫يكون من الصعب للغاية إسناد هجوم إلكرتوين إىل دولة معينة‪ .‬يف حني أن الدولة الضحية قد تنجح يف نهاية‬
‫املطاف يف تتبع هجوم إلكرتوين إىل خادم معني يف دولة أخرى‪ ،‬لكن قد تستغرق عملية وقتا طويال‪ ،‬وحتى‬
‫يف هذه الحالة قد يكون من املستحيل تحديد الكيان أو الفرد الذي يوجه الهجوم بشكل نهايئ‪ .‬وبالتايل هناك‬
‫‪221‬‬
‫مشكلة يف إثبات أن الهجوم املضاد ميكن أن يحقق هدفا دفاعيا‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن الهجوم السيرباين أو التجسس اإللكرتوين حتى وإن كان ال يرقى إىل مستوى‬
‫الهجوم املسلح‪ ،‬فهذا ال يعني أن القانون الدويل يبيح هذه األفعال‪ .‬فهو يحظر التدخل يف املجال االقتصادي‬
‫للدولة‪ ،‬أو املجال الجوي أو الفضاء البحري أو الفضاء اإلقليمي‪ ،‬حتى لو مل يكن محظورا مبوجب املادة (‪2‬‬
‫ف‪ ) 4‬من ميثاق األمم املتحدة‪ ،‬وذلك مبوجب املبدأ العام لعدم التدخل‪ .‬تتجىل هذه الحقيقة يف عدد من‬
‫املعاهدات وقرارات األمم املتحدة‪ ،‬وقرارات محكمة العدل الدولية‪ ،‬التي تدين اإلكراه أو التدخل الذي ال يرقى‬
‫إىل مستوى استخدام القوة‪ .‬فقد أشارت محكمة العدل الدولية إىل بعض هذا السلوكات عىل أنها "أشكال أقل‬
‫خطورة" للقوة‪ ،‬تنتهك مبدأ عدم التدخل مع عدم املساس بحقوق الضحية مبوجب املادة (‪ .)51‬ودعام لذلك ‪،‬‬
‫أشارت املحكمة إىل إعالن الجمعية العامة لألمم املتحدة بشأن العالقات الودية‪ ،‬واتفاقية منظمة الدول‬

‫‪220‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. International Law: Meeting Summary. Chatham House.‬‬
‫‪London. 29 May 2012. P: 6.‬‬
‫‪221‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Ibid. P: 7.‬‬

‫‪293‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمريكية بشأن حقوق وواجبات الدول يف حالة نشوب حرب أهلية‪ ،‬ومصادر موثوقة أخرى ملحتوى مبدأ عدم‬
‫‪222‬‬
‫التدخل‪.‬‬

‫ما الذي ميكن فعله للرد عىل انتهاكات مبدأ عدم التدخل؟ ما هي التدابري املتاحة للرد عليها بشكل قانوين‬
‫إذا كان القانون الدويل يثري حواجز كبرية أمام استخدام األسلحة السيربانية والدفاع عن الفضاء السيرباين من‬
‫الهجامت اإللكرتونية من خالل استخدام القوة؟‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬يدعم القانون الدويل تنظيم الفضاء السيرباين كمجال اقتصادي واتصاالت‪ ،‬ويحتوي عىل‬
‫وسائل قرسية للرد بشكل قانوين عىل االستفزازات السيربانية بجميع أنواعها‪ .‬ونفس هذه التدابري القرسية التي‬
‫يسمح باستخدامها ضد االنتهاكات االقتصادية وانتهاكات معاهدات الحد من األسلحة‪ ،‬سيكون قانونيا بشكل‬
‫‪223‬‬
‫عام‪ ،‬لالستخدام يف حالة وقوع هجوم سيرباين‪.‬‬

‫زيادة عىل ذلك‪ ،‬فإنه ومبوجب قانون الحياد‪ ،‬الزالت تطرح األسئلة حول ما إذا كان بإمكان املتحاربني‬
‫استخدام البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية للدول املحايدة بشكل قانوين بغرض شن هجامت‬
‫سيربانية‪ ،‬وما هي مسؤوليات الدول "املحايدة" فيام يتعلق باألطراف غري الحكومية التي تشن هجامت من‬
‫‪224‬‬
‫الداخل أو عرب أراضيها أو بنيتها التحتية‪.‬‬

‫لإلشارة‪ ،‬فقد روجت روسيا ملعاهدة عىل غرار اتفاقية األسلحة الكيميائية لتنظيم الفضاء السيرباين لعدد‬
‫من السنوات‪ .‬يف خطاب ألقاه يف ‪ 18‬مارس ‪ ، 2012‬أوضح "فالديسالف ب‪ .‬شريستيوك"‪ ،‬نائب سكرتري مجلس‬
‫األمن الرويس‪ ،‬ما وصفه مبواقف روسيا األساسية بشأن نزع السالح يف الفضاء اإللكرتوين‪ .‬ستحظر املعاهدة‬
‫املقرتحة لروسيا أي بلد من تضمني رموز أو دوائر خبيثة رسا ميكن تفعيلها الحقا من بعيد يف حالة نشوب حرب‪.‬‬
‫‪ 225‬لكن مل يكتب لهذه املبادرة النجاح‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. Op,cit. P: 7.‬‬
‫‪223‬‬
‫‪Ibid. P: 7/8.‬‬
‫‪224‬‬
‫‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. Op,cit. P :3.‬‬
‫‪225‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Ibid. P: 9.‬‬

‫‪294‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مام سبق ميكن القول أنه مبوجب القانون املنظم للجوء إىل القوة بني الدول (‪ ،)jus ad bellum‬سيتعني‬
‫‪226‬‬
‫تحديد الظروف‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬التي ميكن أن ترقى فيها العمليات السيربانية إىل‪:‬‬

‫(أ) تهديد غري مرشوع دوليا أو استخدام "القوة"؛‬


‫(ب) "هجوم مسلح" يربر اللجوء إىل القوة الرضورية واملتناسبة دفاعا عن النفس؛‬
‫(ج) "تهديد للسلم واألمن الدوليني" أو "خرق للسالم" رهنا بتدخل مجلس األمن التابع لألمم املتحدة‪.‬‬

‫املحور الثاين‪ :‬إمكانية تطبيق القانون الدويل النساين عىل الحرب السيربانية‬
‫مبوجب قانون النزاع املسلح (‪ ،)jus in bello‬املشار إليه هنا بالقانون الدويل اإلنساين (‪ ،)IHL‬يجب التمييز‬
‫بني "الحرب السيربانية" والظواهر التي ال يحكمها القانون الدويل اإلنساين بالرضورة‪ ،‬مثل "الجرمية‬
‫اإللكرتونية"‪ 227‬ومن املصادر املهمة لـه اتفاقيات جنيف األربع‪ ،‬وبروتكوليها‪ ،‬واللوائح التي أدخلت يف اتفاقية‬
‫الهاي الرابعة وسلسلة من املعاهدات األخرى‪.‬‬
‫وارتباطا بهذا القانون‪ ،‬تثري مسألة ما إذا كانت العمليات اإللكرتونية ميكن أن ترقى إىل مستوى لحرب أو‬
‫النزاع املسلح أو العدوان‪ ،‬أسئلة أولية عن التعريف واملصطلحات‪.‬‬
‫يف الوقت الحايل‪ ،‬وكام متت االشارة سلفا‪ ،‬هناك صعوبة يف تحديد مفاهيم "الحرب السيربانية"‬
‫و"األعامل العدائية السيربانية" و"النزاع السيرباين" بشكل رسمي ألغراض القانون الدويل‪ .‬التعريف القانوين‬
‫الوحيد املوجود‪ ،‬ماجاءت به معاهدة صادرة عن منظمة شنغهاي للتعاون اإلقليمية‪ ،‬يتعلق باملفهوم األوسع لـ‬
‫"حرب املعلومات"‪ ،‬والتي يتم تعريفها عىل أنها‪ :‬املواجهة بني دولتني أو أكرث يف فضاء املعلومات تهدف إىل‬
‫إتالف أنظمة املعلومات والعمليات واملوارد والهياكل الحرجة وغريها‪ ،‬وتقويض النظم السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتامعية‪ ،‬وغسيل الدماغ النفيس الجامعي لزعزعة استقرار املجتمع والدولة‪ ،‬وكذلك إلجبار الدولة عىل‬
‫‪228‬‬
‫اتخاذ قرارات لصالح طرف معارض‪.‬‬

‫ونظرا لكون مصطلح "حرب املعلومات" غالبا ما يستخدم بشكل غري دقيق كمرادف لـ "عمليات‬
‫املعلومات"‪ ،‬يف حني أن هذه األخرية ميكن أن تحدث يف زمني السلم والحرب‪ ،‬أما األوىل فتشري حرصيا إىل‬
‫العمليات اإلعالمية التي يتم إجراؤها يف حاالت النزاع املسلح‪ ،‬ويستبعد العمليات اإلعالمية التي تحدث يف‬

‫‪226‬‬
‫‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. Op,cit. P :3.‬‬
‫‪227‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪228‬‬
‫‪Ibid. P :22.‬‬

‫‪295‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أوقات السلم‪ .‬وبالتايل عند تطبيقه عىل السياق األكرث تحديدا للعمليات السيربانية‪ ،‬فإن هذا يعني أن استخدام‬
‫مصطلح "الحرب السيربانية" و"األعامل العدائية السيربانية" و"النزاع السيرباين" يجب أن يقترص عىل‬
‫‪229‬‬
‫النزاعات املسلحة باملعنى املقصود يف القانون الدويل اإلنساين‪.‬‬

‫مام له أهمية خاصة حقيقة‪ ،‬أن القانون الدويل اإلنساين يف شقه الذي يحكم سري األعامل العدائية‪،‬‬
‫يقوم عىل منوذج تكون فيه معظم العواقب الوخيمة التي يسعى إىل التخفيف من أرضارها‪ ،‬مدمرة أو ضارة‬
‫جسديا‪ ،‬ووفقا لذلك تنحرف العمليات السيربانية عن هذا النموذج األسايس‪ .‬فقد يتم إطالقها بعيدا عن ساحة‬
‫املعركة النشطة‪ ،‬مام يثري مخاوف بشأن الحدود العملية واملعيارية للنزاع املسلح‪ .‬السيام وأن هذه العمليات‬
‫تصاحبها القدرة عىل إخفاء أو انتحال أصل العملية اإللكرتونية‪ ،‬مايتسبب يف تعقيد خيارات االستجابة املتاحة‬
‫ألولئك املستهدفني‪ .‬وميكن أن تؤدي آثارها إىل عواقب وخيمة عىل الدولة‪ ،‬وإن كانت غري مدمرة أو ضارة‬
‫‪230‬‬
‫عىل السكان املدنيني‪ .‬وبالتايل يصعب مع هذا الوضع التوصيف القانوين للنزاع‪ ،‬والقانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫فعندما يؤدي استخدام األجهزة الرقمية الهجومية إىل اإلصابة أو الوفاة أو التلف أو التدمري‪ ،‬يصبح القانون‬
‫الذي يحكم النزاع املسلح ذا صلة‪ .‬لكن عندما يتم نرش أو زرع سالح إلكرتوين مثال‪ ،‬فهل هذا يشء مختلف‬
‫متاما عن السالح الحريك؟ دافع فقهاء القانون الدويل عن مفاهيم مثل "النزاع املسلح" و"الهجوم املسلح"‬
‫عىل مر السنني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك إجامع عام عىل أننا بحاجة إىل النظر يف العواقب‪ ،‬أو يف السياق السيرباين‪،‬‬
‫‪231‬‬
‫العواقب غري املبارشة لنرش الربامج الضارة التي ينظمها القانون الدويل‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ ،‬إذا قامت الدولة "أ" بنرش الربامج الضارة يف البلد "ب" بهدف تدمري البنية التحتية‬
‫الحيوية مثل التحكم يف الطريان املدين والشبكات الوطنية ‪ -‬فسوف تتحطم الطائرات وتؤدي إىل الوفاة‬
‫واإلصابة واألرضار‪ .‬إذا كان هذا ناتجا عن برامج ضارة رقمية وتسبب يف رضر إىل حد يعادل هجوما مسلحا‬
‫بإلقاء قنبلة عىل نفس ا ألهداف ‪ ،‬فال يبدو أن هناك أي سبب للتمييز بني الربامج الضارة واألسلحة التقليدية‪.‬‬
‫إىل هذا الحد‪ ،‬هناك إمكانية لتطبيق قانون النزاعات املسلحة‪ .‬وعىل أساس ذلك‪ ،‬فإذا فهمنا كيف ينطبق هذا‬
‫‪232‬‬
‫القانون عىل الحرب السيربانية املحتملة‪ ،‬فيمكننا تطبيقه‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. Op,cit. P :22.‬‬
‫‪230‬‬
‫‪Michael N. Schmitt: The law of cyber warfare: QUO VADIS?. Op,cit. P:289.‬‬
‫‪231‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. Op,cit. P: 10.‬‬
‫‪232‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. Op,cit. P: 11.‬‬

‫‪296‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬ميكن وصف التهديدات األمنية املنبثقة من الفضاء السيرباين‪ ،‬والتي ال تصل إىل عتبة النزاع‬
‫املسلح عىل أنها "جرمية إلكرتونية" أو "عمليات إلكرتونية"‪ ،‬أو عند االقتضاء "إرهاب إلكرتوين" أو "قرصنة‬
‫إلكرتونية"‪ ،‬ولكن ال ينبغي اإلشارة إليها مبصطلحات تثري الشك وعدم اليقني بشأن انطباق قانون النزاعات‬
‫املسلحة‪ .‬وبالتايل فاليوم‪ ،‬يبدو أنه ال جدال يف أن القانون الدويل اإلنساين ينطبق عىل العمليات السيربانية‬
‫التي يتم تنفيذها يف سياق نزاع مسلح دويل أو غري دويل موجود مسبقا‪ 233 .‬لهذا يتوقع القانون الدويل اإلنساين‬
‫بوضوح‪ ،‬تطبيق قواعده ومبادئه عىل أساليب ووسائل الحرب املطورة حديثا‪ ،‬وإن كان تعامله مع طبيعة هذه‬
‫األساليب والوسائل غري دقيق‪ ،‬لكنه يركز عىل السياق الذي تستخدم فيه‪ ،‬وهو الذي تخضع مبوجبه لقواعد‬
‫هذا القانون ومبادئه‪ .‬فاعتبار العملية السيربانية عىل أنها نُفاذت يف سياق نزاع مسلح‪ ،‬ال يعتمد بالرضورة عىل‬
‫االرتباط اإلقليمي لهذه العملية‪ ،‬وإمنا عىل ما إذا كانت تُنفَّذ ألسباب تتعلق بنزاع مسلح‪ ،‬أو حسب املحكمة‬
‫الجنائية الدولية ليوغوسالفيا السابقة (‪ ،)ICTY‬كان لها "صلة" بنزاع مسلح مستمر‪ .‬وهذا يعني أيضا أن‬
‫العمليات السيربانية التي يتم إجراؤها ألسباب ال عالقة لها بنزاع مسلح (عدم وجود رابط)‪ ،‬قد تعترب جرمية‬
‫إلكرتونية وما إىل ذلك‪ ،‬وال تخضع وفقا لذلك للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬حتى لو تم تنفيذها من قبل طرف‬
‫‪234‬‬
‫محارب‪ ،‬أو داخل إقليم املترضرة من نزاع مسلح‪.‬‬

‫وبالتايل يشرتط لتطبيق القانون الدويل االنساين عىل هذه النزاع والعمليات السيربانبة أن تنفذ العمليات‬
‫يف سياق نزاع مسلح وكانت مرتبطة به‪ .‬أي إذا قام أحد أطراف النزاع بالتزامن مع القصف املدفعي وغريه‪ ،‬قامت‬
‫أيضا بإطالق هجوم إلكرتوين عىل النظم الحاسوبية لخصمه‪ ،‬فهنا الهجوم السيرباين يوصف بهجوم يف إطار‬
‫نزاع مسلح وبالتايل تنطبق عليه قواعد القانون الدويل االنساين‪ ،‬كمبدأ التمييز وتحريم رضب املدنيني واألعيان‬
‫‪235‬‬
‫املدنية ومنع األرضار غري املربرة وغريها‪.‬‬

‫وبناء عىل ذلك‪ ،‬فإن وسائل وأساليب الحرب التي تتكون من عمليات سيربانية‪ ،‬قد ترقى إىل مستوى نزاع‬
‫مسلح أو تُجرى يف سياق نزاع مسلح ‪ ،‬باملعنى املقصود يف القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬خاصة يف ظل التكلفة‬
‫اإلنسانية املحتملة لهذه الهجامت‪ .‬فعندما تتعرض أجهزة الكمبيوتر أو الشبكات التابعة لدولة ما للهجوم أو‬
‫التسلل أو حجبها‪ ،‬فقد يكون هناك خطر حرمان املدنيني من الرضوريات األساسية مثل مياه الرشب والرعاية‬

‫‪233‬‬
‫‪Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. Op,cit. P :22.‬‬
‫‪234‬‬
‫‪Ibid. P :23.‬‬
‫‪ 235‬بن تغري موىس‪ :‬الحرب السريانية والقانون الدويل النساين‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.203 :‬‬

‫‪297‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الطبية والكهرباء‪ ...‬كام أنه إذا كانت أنظمة ‪ GPS‬مشلولة ‪ ،‬فقد يكون هناك خطر وقوع إصابات بني املدنيني ‪-‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ ،‬من خالل تعطيل عمليات طريان مروحيات اإلنقاذ التي تنقذ األرواح‪ .‬السدود واملحطات‬
‫النووية وأنظمة التحكم يف الطائرات‪ ،‬بسبب اعتامدها عىل أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬هي أيضا عرضة للهجامت‬
‫‪236‬‬
‫السيربانية‪.‬‬

‫من جهة أخرى فإن االهداف العسكرية والتي قد تكون لها تأثريات تلحق بالبنية األساسية املدنية‪ ،‬يجب‬
‫‪237‬‬
‫أن تأخذ يف االعتبار مبدأ التناسب‪ ،‬حتى الترتك مثل هذه الحروب بال قواعد وال نظم‪.‬‬

‫عىل مستوى إمكانية إدراج الحرب السيربانية ضمن مفهوم العدوان‪ ،‬فبالقیاس إىل استخدام أسلحة‬
‫الفضاء السيرباين‪ ،‬نجد أنها متثل نوعا من استخدام القوة ذات الطابع املرن أو اإللكرتوين التي ینتج عنها نفس‬
‫نتائج استخدام القوة مبفهومها التقلیدي‪ .‬مايسمح بإدراج الحرب الفیروسیة املعلوماتیة التي تتم يف الفضاء‬
‫السیرباين ضمن مفهوم العدوان‪ ،‬العتبارات عدیدة أهمها أن التطور الحاصل الیوم يف التكنولوجیا العسكریة‪،‬‬
‫أدى إىل تجاوز املفهوم التقلیدي والجامد لجرمية العدوان كام حددها نظام روما املنشئ للمحكمة الجنائية‬
‫الدولية يف مادته ‪ 8‬مكرر‪238 .‬وعىل هذا األساس ارتقى به بعض املختصني يف القانون الدويل ومنهم الدكتور‬
‫محمد سعادي إىل العدوان مسلح‪ ،‬قياساعىل استعامل الفیروسات املعلوماتیة بالفیروسات الجرثومیة املستعملة‬
‫كسالح بیولوجي ضد الدول‪ .‬وبذلك عد الفیروس االلكرتوين كالفیروس البیولوجي سالحا جدیدا یستخدم يف‬
‫‪239‬‬
‫معركة مفتوحة ومیدان معركة غیر معروفة املعامل‪ ،‬وتكون أثاره عشوائیة‪.‬‬
‫لكن تبقى هناك مشكلة تتعلق مبسألة إسناد هذا الهجوم السيرباين‪ ،‬حتى يحق للدولة الترصف دفاعا عن‬
‫النفس فيام يتعلق بهجوم مسلح (حريك أو غري ذلك)‪240 ،‬مثل الهجوم االلكرتوين عىل انتخابات ‪2016‬‬
‫األمريكية والذي كان يعترب عمال من أعامل روسيا وكيف كان من الصعب إلقاء اللوم عىل أي طرف أو اتخاذه‬
‫اي فعل‪ 241.‬وترتيب املسؤولية الدولية والجنائية عن الهجوم‪ .‬فمشكلة اإلسناد هذه‪ ،‬تسبب صعوبات من قبيل‪:‬‬
‫من يهاجم وعىل أي أساس؟‬

‫‪236‬‬
‫‪ICRC : Cyberwarfare and international humanitarian law: the ICRC's position. 06/2013. P : 1.‬‬
‫‪ 237‬بن تغري موىس‪ :‬الحرب السريانية والقانون الدويل النساين‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.207 :‬‬
‫‪ 238‬ختال هاجر‪ :‬الوضع القانوين للحرب السیربانیة عىل ضوء قواعد القانون الدويل‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.164 :‬‬
‫‪ 239‬نفس املرجع‪ .‬ص‪.165 :‬‬
‫‪240‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. Op,cit. P: 11.‬‬
‫‪241‬‬
‫‪Zain Dar: Cyber Warfare and International Law. Op,cit. P: 8.‬‬

‫‪298‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إذا كان الهجوم من قبل جهات غري حكومية‪ ،‬فهل يحصلون عىل أي دعم من الدولة؟؛ وإذا كان األمر‬
‫كذلك‪ ،‬فام درجة املشاركة؟ ‪ .‬هذه األسئلة مهمة حتى نتمكن من تطوير قواعد قانونية قوية‪ ،‬واالستعداد إذا‬
‫‪242‬‬
‫حدث ذلك يف مرحلة ما يف املستقبل‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫ويف محاولة منه لتحديد معامل الحرب السيربانية‪ ،‬أصدر حلف الناتو‪ ،‬دليل تالني "‪"Tallinn Manuel‬‬
‫الخاص بتطبيق القانون الدويل عىل الحرب السيربانية‪ ،‬الذي رصد مختلف جوانب هذه الحرب واملبادئ‬
‫الحاكمة لها يف ظل املتغريات الجديدة‪ 244.‬كام ويوضح كيفية تطبيق قواعد القانون الدويل اإلنساين يف هذا‬
‫املجال‪ 245.‬لهذا فهو يعد خطوة مهمة نحو التأكيد عىل أهمية القانون الدويل اإلنساين يف مثل هذا النوع من‬
‫‪246‬‬
‫النزاعات‪ ،‬طاملا تندرج ضمن النزاعات املسلحة‪.‬‬
‫ونأمل أن يساهم هذا الدليل بشكل مفيد يف مزيد من املناقشة بني الدول حول هذه القضايا الصعبة‪ ،‬وأن‬
‫تضمن الدول والجامعات املسلحة من غري الدول أن تكون العمليات السيربانية‪ ،‬يف النزاع املسلح متوافقة مع‬
‫‪247‬‬
‫التزاماتها الدولية‪.‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬فخضوع أو عدم خضوع الهجامت السیربانیة للقانون الدويل اإلنساين إمنا یعتمد عىل طبیعتها‬
‫وعىل النتائج املتوقعة منها‪ ،‬فالوسائل التي تستخدم إلحداث األذى أو القتل أو الدمار هي أعامل غیر إنسانیة‬
‫بغض النظر عن الوسیلة أو الطریقة التي استخدمت‪ ،‬وهو مايجعلها خاضعة ألحكام القانون الدويل اإلنساين‪.‬‬

‫الخامتة‬
‫يتبني مام سبق‪ ،‬أنه ونظرا لتطور أساليب الحرب السيربانية بشكل متزايد مع تقدم القدرات التكنولوجية‬
‫يف مختلف البلدان‪ ،‬فهذا يستدعي رضورة مواكبة القانون الدويل لهذه املستجدات‪ ،‬من خالل تنظيم قوانني‬
‫محددة يف هذا املجال جنبا إىل جنب مع التطورات الحاصلة‪ ،‬السيام وأنه يف الوقت الراهن ويف غياب نص‬

‫‪242‬‬
‫‪Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. Op,cit. P: 11.‬‬
‫‪ 243‬أطلق مركز التميز للدفاع اإللكرتوين التعاوين التابع لحلف الناتو مرشو ًعا بحثيًا كبريًا يف أواخر عام ‪ 2009‬لفحص القانون‬
‫الدويل العام الذي يحكم الحرب اإللكرتونية‪ .‬أمىض عرشون من األكادمييني واملامرسني القانونيني من الطراز العاملي ("مجموعة‬
‫الخرباء الدولية") السنوات الثالث التالية يف صياغة دليل تالني للقانون الدويل املطبق عىل الحرب اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪(Michael N. Schmitt: The law of cyber warfare: QUO VADIS?. Op,cit. P:270).‬‬
‫‪ 244‬بن تغري موىس‪ :‬الحرب السريانية والقانون الدويل النساين‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.210 :‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ICRC : Cyberwarfare and international humanitarian law.Op,cit. P : 2.‬‬
‫‪246‬‬
‫‪Ibid. P : 1.‬‬
‫‪247‬‬
‫‪Ibid. P : 2.‬‬

‫‪299‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قانوين يؤطر هذا املجال‪ ،‬تنشأ العديد من األسئلة والقضايا التي قد يكون من الصعب التعامل معها مثل كيف‬
‫ميكن للمصطلحات الحالية العمل مع النظام السيرباين‪ ،‬ومدى قابليتها للتطبيق‪ ،‬وكيف تؤثر عىل مختلف‬
‫الجهات الفاعلة‪ ،‬وغريها من األسئلة املختلفة‪.‬‬

‫لهذا تقرتح هذه الورقة مجموعة من التوصيات تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -1‬رضورة إدراج حرب الفريوسات املعلوماتية التي تتم يف الفضاء السيرباين ضمن مفهوم العدوان ‪ ،‬وان‬
‫للدول املترضرة من هذا العدوان حق الدفاع الرشعي املنصوص عليه يف املادة ‪ 51‬من ميثاق االمم املتحدة‬

‫‪ -2‬تطوير اتفاقيات القانون الدويل االنساين القامئة وجعلها أكرث قابلية لتشمل ‪ ،‬يف التنظيم‪ ،‬كل انواع‬
‫الهجامت السيربانية وكل انواع املخاطر واالرضار الناتجة عن هذه الهجامت‪.‬‬

‫‪ -3‬تنظيم الدول العربية صفوفها‪ ،‬مبساهمة من الجهات الفاعلة‪ ،‬لعقد االتفاقية العربية لألمن السيرباين‬
‫والدفاع االلكرتوين املشرتك يف مواجهة الحروب والهجامت السيربانية مبختلف اشكالها‪ ،‬مبا يضمن الحفاظ‬
‫عىل الحدود االلكرتونية والسيادة االلكرتونية للدول العربية كافة‪ ،‬والتعاون العريب لضامن االمن يف الفضاء‬
‫السيرباين‪ ،‬واالسرتشاد بهذا الشأن بدليل " تالني" للقانون الدويل املنطبق عىل الحرب السيربانية ‪.‬‬

‫‪ -4‬ينبغي عىل الدول التي تسعى لتطوير قدراتها الدفاعية يف نطاق الحرب السيربانية ان تراعي الحدود‬
‫املوضوعية لحامية ضحايا ال نزاعات والحرب السيربانية من خالل االعرتاف بوجود مستوى جديد من "الحد‬
‫االدىن االسايس من الخدمات " التي يجب ان تحظى بالحامية من النزاع السيرباين ‪.‬‬

‫‪ -5‬ينبغي احداث تعديل جوهري عىل اتفاقات الهاي الخاصة بتنظيم وسائل وطرق الحرب من اجل‬
‫تحريم استخدام القوات غري النظامية يف القتال السيرباين وحظر نقل الهجامت السيربانية عرب شبكات البلدان‬
‫املحايدة تحت اي ظرف كان ‪.‬‬

‫‪ -6‬ينبغي تعديل اتفاقيات جنيف لعام ‪ 1949‬بغرض تحريم الهجامت عىل البنية التحتية الحيوية التي ميكن‬
‫ان تعطل االتصاالت االساسية وتعرض السكان املدنيني للخطر‪ ،‬السيام ان تدمري االتصاالت قد ميس‬
‫االنظمة الصحية ومعالجة املياه وغريها ‪ ،...‬وهي مجاالت رضورية لبقاء السكان املدنيني احياء‪ ،‬وبالتايل‬
‫يشملها الحامية وفقا للقانون الدويل االنساين‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -7‬التزام كل بلد باال يكون الطرف الذي يبدأ بشن هجوم سيرباين عىل غريه من الدول اال يف الحدود‬
‫الضيقة واملسموح بها دفاعا عن النفس‪ ،‬منعا النتشار هذه الهجامت لدول ومنظامت ومجاالت يكون من‬
‫الصعب التحكم يف آثارها ‪.‬‬

‫‪ -8‬التزام كل دولة بالتعاون مع غريها من الدول ضمن اطار تعاوين دويل لضامن األمن السيرباين ‪ ،‬وتطوير‬
‫نظام االمم املتحدة وقوات حفظ السالم من أجل استيعاب مثل هذه الهجامت والحروب السيربانية يف‬
‫املستقبل‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
‫قامئة املراجع املعتمدة‬

‫▪ املراجع العربية‬
‫ عدد خاص‬-12 ‫ املجلد‬.‫ مجلة االجتهاد القضايئ‬.‫ الحرب السريانية والقانون الدويل االنساين‬:‫▪ بن تغري موىس‬
‫ جامعة محمد خيرض‬-‫ مخترب أثر االجتهاد القضايئ عىل حركة الترشيع‬.2020 ‫) أبريل‬22 ‫( العدد التسلسيل‬
.‫ الجزائر‬-‫بسكرة‬
‫ مجلة التواصل يف االقتصاد‬.‫ الوضع القانوين للحرب السیربانیة عىل ضوء قواعد القانون الدويل‬:‫▪ ختال هاجر‬
.2019 ‫ سبتمرب‬- 03 ‫العدد‬- 25 ‫ املجلد‬.‫ الجزائر‬،‫ عنابة‬،‫ جامعة باجي مختار‬.‫واإلدارة والقانون‬

‫▪ املراجع األجنبية‬
- ICRC: Cyberwarfare and international humanitarian law: the ICRC's position. 06/2013
- Mary Ellen O’Connell: Cyber Security and International Law. International Law:
Meeting Summary. Chatham House. London. 29 May 2012
- Michael N. Schmitt: The law of cyber warfare: Quo Vadis?. Stanford Law & Policy
Review. Vol. 25:269. 2014
- Nazanin Baradaran & Homayoun Habibi: Cyber Warfare and Self - Defense from the
Perspective of
- International Law. Journal of Politics and Law; Published by Canadian Center of Science
and Education. Vol. 10, No. 4; 2017.
- Nils Melzer : Cyberwarfare and International Law. United Nations Institute for
Disarmament Research(UNIDIR) RESOURCES. 2011.
- Zain Dar: Cyber Warfare and International Law. Jacobs University Bremen;International
Law. Spring 2019.

302
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمن السيبراني في اإلنفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات‬

‫محام بهيئة املحامني مبراكش (املغرب)‬

‫سبق لنا من خالل التقديم املقرتح للموضوع ان ثم طرح اشكالية مدى توفق اإلتفاقية العربية ملكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات ‪ ,‬وهو األمر الذي يقتيض تحليل نصوص هاته اإلتفاقية من خالل الجانب املوضوعي ومن خالل‬
‫الجانب الشكيل كام ييل ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬بنود التفاقية من حيث الشكل ‪:‬‬


‫تناولت هذه االتفاقية العربية مجموعة من املواد من حيث الشكل وميكن إجاملها يف الفصلني األول والثاين ‪.‬‬

‫‪1‬ـ تطرق الفصل األول يف مواده من األوىل حتى الرابعة إىل الحديث عن الهدف من االتفاقية ( املادة‪ ) 1‬ثم‬
‫تحديد املصطلحات ( يف املادة ‪ ) 2‬ثم مجاالت تطبيق االتفاقية ( املادة ‪ ) 3‬مع اإلشارةإىل صون السيادة ( املادة ‪. ) 4‬‬

‫بحيث انه ‪ ،‬متت اإلشارةإىل أن الهدف من هذه االتفاقية هو تعزيز التعاون وتدعيمه بني الدول العربية يف‬
‫مجال مكافحة جرائم تقنية املعلومات لرسد أخطار هذه الجرائم حفاظا عىل امن هذه الدول ومصالحها وسالمة‬
‫مجتمعاتها و أفرادها ‪.‬‬

‫ثم تم التطرق إىل التعريف باملصطلحات املستعملة يف هذه االتفاقية وهي املصطلحات التالية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تقنية املعلومات ‪.‬‬
‫‪2‬ـ مزود الخدمة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ البيانات ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الربنامج املعلومايت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ النظام املعلومايت ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الشبكة املعلوماتية ‪.‬‬
‫‪7‬ـ املوقع ‪.‬‬
‫‪8‬ـ االلتقاط ‪.‬‬
‫‪9‬ـ معلومات املشرتك ‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ليتم التطرق يف املادة الثالثة إىل مجاالت تطبيق هذه االتفاقية ومتت اإلشارةبشأنهاإىل ‪ 4‬حاالت وختم الفصل‬
‫األول باملادة الرابعة التي أشارت إىل ما يسمى بصون السيادة ومبدأي املساواة يف السيادة اإلقليمية للدول وعدم التدخل‬
‫يف الشؤون الداخلية للدول األخرى مبا يف ذلك عدم التدخل يف مامرسة الوالية القضائية وأداءالوظائف الخاصة‬
‫بسلطات كل دولة مبقتىض قانونها الداخيل ‪.‬‬

‫‪2‬ـ تطرق الفصل الثاين إىل التجريم وعدد مجموعة من األفعال التي تلتزم هذه الدول بتجرميها وفقا لترشيعاتها‬
‫وأنظمتها الداخلية ‪.‬‬

‫وتم تحديد هذه الجرائم فيام ييل ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ جرمية الدخول غري املرشوع ( املادة ‪. ) 6‬‬


‫‪2‬ـ جرمية االعرتاض غري املرشوع ( املادة ‪. ) 7‬‬
‫‪3‬ـ االعتداء عىل سالمة البيانات ( املادة ‪. ) 8‬‬
‫‪4‬ـ جرمية إساءة استخدام وسائل تقنية املعلومات( املادة ‪. ) 9‬‬
‫‪5‬ـ جرمية التزوير ( املادة ‪. ) 10‬‬
‫‪6‬ـ جرمية االحتيال ( املادة ‪. ) 11‬‬
‫‪7‬ـ جرمية اإلباحية ( املادة ‪. ) 12‬‬
‫‪8‬ـ الجرائم األخرى املرتبطة باإلباحية( املادة ‪ ( ) 13‬املقامرة واالستغالل الجنيس ) ‪.‬‬
‫‪9‬ـ جرمية االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة ( املادة ‪. ) 14‬‬
‫‪10‬ـ الجرائم املتعلقة باإلرهاب واملرتكبة بواسطة تقنية املعلومات ( املادة ‪ ( ) 15‬محددة يف ‪ 4‬جرائم )‪.‬‬
‫‪11‬ـ الجرائم املتعلقة بالجرائم املنظمة واملرتكبة بواسطة تقنية املعلومات ( املادة ‪ (. ) 16‬محددة يف ‪ 5‬جرائم )‬
‫‪12‬ـ الجرائم املتعلقة بانتهاك حق املؤلف والحقوق املجاورة ( املادة ‪. )17‬‬
‫‪13‬ـ االستخدام غري املرشوع ألدوات الدفع االلكرتونية( املادة ‪. ) 18‬‬
‫‪ 14‬ـ الرشوع واالشرتاك يف ارتكاب الجرائم ( املادة ‪. ) 19‬‬
‫‪15‬ـ املسؤولية الجنائية لألشخاص الطبيعية واملعنوية ( املادة ‪. ) 20‬‬
‫‪16‬ـ تشديد العقوبات عىل الجرائم التقليدية املرتكبة بواسطة تقنية املعلومات ( املادة ‪. ) 21‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بنود التفاقية من حيث املوضوع ‪:‬‬


‫تناولت بنود هذه االتفاقية مجموعة من النصوص من حيث املوضوع وذلك يف الفصول الثالث والرابع والخامس‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪1‬ـ بخصوص الفصل الثالث ( املواد من ‪ 22‬إىل ‪.) 29‬‬

‫تناول الفصل الثالث مجموعة من املعطيات نجملها فيام ييل ‪:‬‬

‫أـاملادة الثانية والعرشون ‪ :‬نطاق تطبيق األحكاماإلجرائية ‪:‬‬


‫تناولت هذه املادة نطاق تطبيق األحكام اإلجرائية وهو ما يخص رضورة التزام الدول بان تتبنى يف قانونها‬
‫الداخيل ال ترشيعات واإلجراءات الرضورية املنصوص عليها يف هذه االتفاقية من خالل تطبيق القانون عىل‪:‬‬

‫▪ ـ الجرائم التي تطرقت لها املادة ‪ 6‬إىل املادة ‪. 19‬‬


‫▪ ـ أية جرائم ترتكب بواسطة تقنية املعلومات ‪.‬‬
‫▪ ـ جمع األدلة بشكل الكرتوين عن الجرائم ‪.‬‬

‫ب ـ املادتني ‪ 23‬و ‪: 24‬‬


‫املالحظ أن هذه االتفاقية وان وسعت من نطاق تطبيق األحكام اإلجرامية فقد أعطت أيضا ما سمي بواجب‬
‫التحفظ رشيطة أن يزيد عدد الجرائم التي تطبق عليها اإلجراءات املذكورة يف املادة ‪ 30‬وكلام كانت غري قادرة عىل‬
‫تطبيقها بسبب محدودية الترشيع لديها ‪.‬‬

‫ونالحظ أن االتفاقية ميزت بني التحفظ العاجل عىل البيانات املخزنة يف تقنية املعلومات وهو املشار اللتزام الدول‬
‫بتبني اإلجراءات الرضورية لتمكني السلطات املختصة من إصداراألمرأو الحصول عىل الحفظ العاجل للمعلومات‬
‫املخزنة أو بواسطة إصدارأمرإىل شخص من اجل حفظ معلومات تقنية موجودة بحيازته أواللزام الشخص املسؤول عن‬
‫حفظ تقنية معلومات لإلبقاء عىل رسية اإلجراءات طوال الفرتة القانونية املنصوص عليها يف القانون الداخيل ‪.‬‬

‫ثم التحفظ العاجل والكشف الجزيئ ملعلومات تتبع املستخدمني ‪ ،‬حيث تلتزم كل دولة بتجيل اإلجراءات الرضورية‬
‫يف هذا الباب ألجل ضامن توفر الحفظ العاجل ملعلومات تتبع املستخدمني وضامن الكشف العاجل للسلطات املختصة‬
‫لدى الدولة الطرف حتى يتم تحديد مزودي الخدمة ومسار بث االتصاالت ‪.‬‬

‫ج ـ املواد من ‪ 25‬إىل ‪: 29‬‬


‫انه وبعد ضامن الرسية يف حفظ وصون املعلومات بدأت املادة ‪ 25‬يف الحديث عن أمر تسليم تلك املعلومات سواء‬
‫بالنسبة إلىاألشخاص الذاتية أو بالنسبة ملزودي تلك الخدمة ثم مسألة ضبط املعلومات املخزنة وتأمينها قصد الوصول‬
‫إليها وذلك من خالل إجراءات جوهرية تطرقت لها املادة ‪ 27‬من االتفاقية ‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تم جاءت االتفاقية انطالقا من املادة ‪ 28‬إىل الحديث عن الجمع الفوري ملعلومات تتبع املستخدمني وذلك من‬
‫خالل متكني السلطات املختصة من جمع أو تسجيل بواسطة الوسائل الفنية عىل إقليم تلك الدولة الطرف وإلزام مزود‬
‫الخدمة بان يجمع أو يسجل عىل إقليم تلك الدولة الطرف ويتعاون ويساعد السلطات املختصة يف جمع وتسجيل تلك‬
‫املعلومات بشكل فوري وذلك يف نطاق الرسية ‪.‬‬

‫كام تطرقت املادة ‪ 29‬إىل مجموعة من اإلجراءات الجوهرية املتعلقة باعرتاض معلومات املحتوى من خالل جمع‬
‫وتسجيل معلومات املحتوى بشكل فوري والتي تبث بواسطة تقنية املعلومات يف إقليم معني ‪ ،‬مع اإلشارةإىل انه يف‬
‫حالة عدم استطاعة الدولة الطرف بسبب النظام القانوين الداخيل تبني هذه اإلجراءات فيمكنها تبني إجراءاتأخرى‬
‫بالشكل الرضوري لضامن الجمع والتسجيل الفوري للمعلومات يف إقليمها ‪.‬‬

‫‪2‬ـ بخصوص الفصل الرابع ‪:‬‬


‫لقد تناول الفصل الرابع مجموعة من اإلجراءات الخاصة أوالباالختصاص ثم تسليم املجرمني ثم املساعدة‬
‫املتبادلة والتعاون بخصوص املعلومات العرضية املتلقات وذلك يف املواد من ‪ 30‬إىل ‪. 33‬‬

‫ليتم التطرق إىل اإلجراءات املتعلقة بطلبات التعاون واملساعدة املتبادلة يف املادة ‪ 34‬ولرفض املساعدة يف املادة‬
‫‪ 35‬ليتحدث عن الرسية وحدود االستخدام والحفظ العاجل للمعلومات املخزنة عىل أنظمة املعلومات يف املادتني ‪ 36‬و‬
‫‪ 37‬يف حني متت اإلشارةإىل التعاون يف الكشف العاجل للمعلومات املخزنة والوصول إليها والجمع الفوري وذلك من‬
‫املواد ‪ 38‬إىل ‪. 43‬‬

‫وبشكل مخترص ميكن أن نتحدث عن االختصاص ملا تم الحديث عن تبني اإلجراءات الرضورية لهذا االختصاص‬
‫يف الجرائم املنصوص عليها يف هذه االتفاقية وحددها يف تلك التي وقعت إمايف إقليم الدولة الطرف أو عىل منت‬
‫سفينة أو طائرة األوىل تحمل علمها الوطني والثانية مسجلة تحت قوانينها ‪.‬‬

‫وبخصوص تسليم املجرمني فان االتفاقية حددت الحاالت واإلجراءات الخاصة بتبادل املجرمني بني الدول‬
‫األطراف و لتقديم املساعدة يف التحقيق بجرائم املعلومات أو لجمع األدلة االلكرتونية يف الجرائم يف حدود إمكانية‬
‫رفض هذه املساعدة يف حالة اعتبار تلك الجرمية سياسية أو يف حالة إمكانية انتهاك لسيادة الدولة أو مصالحها‬
‫األساسية حني تنفيذ الطلب ‪.‬‬

‫غري أن هذه االتفاقية الزمت الدول األطراف بوجود جهاز متخصص تتحدد مهمته يف ضامن توفري املساعدة‬
‫الفورية لغايات التحقيق وان تكون له القدرة عىل االتصاالت مع الجهاز املامثل يف دولة طرف ‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪3‬ـ بخصوص الفصل الخامس ‪:‬‬

‫تطرق الفصل الخامس لألحكام الختامية وذلك من خالل النص عىل وجوب اتخاذ اإلجراءات الداخلية الالزمة‬
‫ملالمئتها مع بنود هذه االتفاقية وتحديد مسطرة التصديق واإلشارةإىل اقرتاح التعديالت أو لالنسحاب من هذه‬
‫االتفاقية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة اىل ان ‪ 18‬دولة عربية قامت بالتوقيع عىل هذه اإلتفاقية بتاريخ ‪ 21‬دجنرب ‪ 2010‬باستثناء سلطنة‬
‫عامن والتي مل توقع عليها اال بتارخ ‪ 15‬فرباير ‪ , 2012‬يف حني فإن ‪ 8‬دول عربية فقط هي من أقرت وصادقت عليها ‪.‬‬

‫مالحظات حول اإلتفاقية‬


‫العديد من مواد االتفاقية تستخدم مصطلحات فضفاضة‪ ،‬سواء كان ما يتعلق بالتجريم أو بجمع البيانات‬
‫واملعلومات عن املستخدمني أو حتى يف املبادئ العامة التي استندت عليها‪ ،‬وبالتايل فإن موادها القانونية ستؤثر سلبا‬
‫عىل مجموعة من الحقوق والحريات والتي تتصل بحرية التعبري والحق يف الخصوصية ‪.‬‬

‫مبدأ وضوح النص القانوين هو حق أصيل للناس‪ ،‬فال يجب أن تحتوي نصوص االتفاقية عىل ألفاظ غري ُمحكمة‬
‫وغري ُمحددة ‪.‬فمواد االتفاقية تحتوي عىل العديد من األلفاظ والعبارات الفضفاضة والغري ُمحددة يقينا وتحتمل التأويل‬
‫يف جوانبها ‪.‬وكان عىل االتفاقية أن تستخدم ألفاظ واضحة الداللة والتأويل والتفسري وأن ال يُرتك تفسريها وتأويلها‬
‫إىل لألجهزة القضائية والتنفيذية بالدول أطراف االتفاقية‪ ،‬بل أنه من املفرتض أن يقترص دور أجهزة تطبيق القانون‬
‫عىل التحقق والتأكد من ارتكاب الجرم من عدمه‪.‬‬

‫أول ‪ :‬نصوص غامضة ومصطلحات فضفاضة ‪:‬‬


‫‪.‬عىل سبيل املثال يف املادة ‪ ،9‬تُج َّرم إساءة استخدام وسائل تقنية املعلومات‪ ،‬حيث تعترب االتفاقية أن إنتاج أو‬
‫بيع أو رشاء أو استرياد أو توزيع أو توفري أية أدوات أو برامج مصممة أو مكيفة لغايات ارتكاب الجرائم املبينة يف‬

‫املادة السادسة إىل املادة الثامنة هذا التجريم واسع جدا‪ ،‬وميكنه أن يشمل العديد من التطبيقات والربمجيات‬
‫التي يتم استخدامها يف اختبارات أمن وحامية الشبكات والربمجيات واألنظمة املعلوماتية وتستخدم باألساس لكشف‬
‫الثغرات األمنية لألنظمة وشبكات االتصاالت والربمجيات ‪ ،‬ما يعني أن حيازة هذه التطبيقات أو برمجتها يُعترب جرمية‪،‬‬
‫وهو ما يعكس عدم تناسب املادة مع واقع املعطيات التقنية فيام يتعلق باألمن الرقمي‪.‬‬

‫ويف املادة ‪ 12‬تتناول جرمية اإلباحية حيث تُشدد العقوبة يف الجرائم املتعلقة بإباحية األطفال والقارصين ويشمل‬
‫هذا التشديد حيازة مواد إباحية األطفال والقرص أو مخلة بالحياء لألطفال والقرص عىل تقنية املعلومات أو وسيط تخزين‬

‫‪307‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تلك التقنيات‪ ،‬ورغم أهمية هذه املادة وتناسبها مع املعايري الحقوقية واألعراف اإلنسانية واملواثيق الدولية‪ ،‬إال أنها ترتك‬
‫بابا مفتوحا أمام الحكومات العربية لتفسريها طبقا ملعايري غري معروفة وليست ُمحددة يف االتفاقية وال يوجد أي تعريف‬
‫واضح ملاهية املواد املخلة بالحياء وعليه فإنه ميكن استخدامها فعليا لتجريم العديد من أنواع املحتوى املنشور عىل‬
‫اإلنرتنت سواء كانت نصوصا أدبية أو أعامل فنية أو أي من أنشطة النرش عىل الرقمي‪ ،‬خاصة أن هذه األلفاظ الفضفاضة‬
‫استُخدمت سابقا بالفعل لتقييد حرية التعبري وتجريم أعامل أدبية وفنية ‪.‬‬

‫ويف املادة ‪ 15‬حيث تتناول الجرائم املتعلقة باإلرهاب واملرتكبة بواسطة تقنية املعلومات‪ ،‬وتنص يف النقطة الرابعة‬
‫منها عىل تجريم نرش النعرات والفنت واالعتداء عىل األديان واملعتقدات ‪ .‬هذه املادة ميكن استخدامها لتجريم أي‬
‫رأي أو تعبري ميكنه أن ُيشكال اختالفا مع املعتقدات الدينية واالجتامعية السائدة ‪.‬يف أي من الدول األعضاء مثال‬
‫هناك العديد من القضايا املتعلقة بازدراء األديان وضحايا ُحكموا بسبب تعبريهم عن معتقداتهم واعتبار آرائهم اتجاه‬
‫الدين كنوع من أنواع االعتداء عىل األديان‪ ،‬سواء كان ذلك برأي مبارش اتجاه معتقدات دينية أو من خالل أعامل‬
‫فنية وأدبية ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أحكام إجرائية تنتهك رسية البيانات والحق الخصوصية‬


‫مل تنص االتفاقية بشكل واضح عىل مواد من شأنها أن تُحافظ عىل خصوصية امل ُستخدمني وبياناتهم وحقوقهم‬
‫بل عىل العكس‪ ،‬احتوى فصل اإلجراءات عىل نصوص عديدة ال تُراعي أي مبادئ أو معايري حقوقية يف الجمع أو‬
‫االحتفاظ بالبيانات ‪.‬وكان املفرتض أن يكون صيانة الحقوق والحريات واحدة املبادئ التي تُعتَ َمد يف صياغة االتفاقية‪،‬‬
‫خاصة ما يتعلق بالحق يف الخصوصية ورسية البيانات الشخصية وحرية التعبري‪ ،‬وعدم ترك مساحة للتفسريات والتأويل‬
‫القانوين بالشكل الذي يوفار القدر األقىص من حامية الحقوق والحريات‪ ،‬ووضع حدود قانونية للجمع واالحتفاظ‬
‫بالبيانات ‪.‬‬

‫عىل سبيل املثال املادة ‪ 23‬من االتفاقية تُلزم كل دولة بتبني اإلجراءات الرضورية لتمكني السلطات املختصة من‬
‫إصدار األمر أو الحصول عىل الحفظ العاجل للمعلومات املخزنة‪ ،‬وتذكر املادة مبا يف ذلك معلومات تتبع‬
‫املستخدمني ومل تضع املادة أي ضوابط قانونية للحصول عىل هذه املعلومات (كاستصدار أمر قضايئ بذلك) وأيضا مل‬
‫تضع حدا للمدة الزمنية التي يجب أن يتم االحتفاظ بها بالبيانات بل نصت عىل أن هذه البيانات يُحتفظ بها عن طريق‬
‫شخص مسؤول بحفظها وصيانة سالمتها ملدة أقصاها ‪ 90‬يوما قابلة للتجديد ومل يتم تحديد مرات التجديد أو رشوطه‬
‫أو إجراءاته أو مدى رضورته يف أي من بنود االتفاقية‪.‬‬

‫وهذا ما تسري عليه املادة ‪ 28‬أيضا والتي تتناول الجمع الفوري ملعلومات تتبع املستخدمني وتُلزم الدول‬
‫بتبني اإلجراءات الرضورية لتمكني السلطات املختصة من جمع أو تسجيل املعلومات‪ ،‬وتُعطي للحكومات إمكانية“ تبني‬

‫‪308‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إجراءات أخرى بالشكل الرضوري لضامن الجمع أو التسجيل الفوري ملعلومات تتبع املستخدمني املرافقة لالتصاالت‬
‫املعنية يف إقليمها باستخدام الوسائل الفنية ومل تذكر املادة أي حدود أو ضوابط قانونية للجمع الفوري للمعلومات‪ ،‬فقط‬
‫تم إلزام الدولة بالحفاظ عىل رسية املعلومات دون وجود أي إشارة ملدة االحتفاظ باملعلومات ‪.‬‬

‫ثم تأيت املادة ‪ 29‬وتتوسع يف إجازة تبني إجراءات مل تُذكر يف االتفاقية لجمع وتسجيل املعلومات‪ ،‬إذا مل تستطع‬
‫الدولة الطرف بسبب نظامها القانوين الداخيل من اتخاذ إجراءات الجمع والتسجيل للمعلومات‪ ،‬امل ُعرتَضة‪ ،‬وأرشت املادة‬
‫لهذه اإلجراءات بجملة تبني إجراءات أخرى دون أي تحديد لضوابط قانونية وحدود حقوقية‪.‬‬

‫ويف املادتني ‪ 24‬و ‪ 25‬والتي تُلزم الدول بتبني اإلجراءات الرضورية لتمكني السلطات املختصة من إصدار األوامر‬
‫إىل أي شخص ”أو“ أي مزود خدمة بتسليم املعلومات‪ ،‬دون تحديد أي ضوابط قانونية رضورية لوضع حدود مالمئة‬
‫ومناسبة من شأنها أن تحمي الحق يف الخصوصية وحامية املعلومات الشخصية ‪.‬وعىل نفس املنوال تسري املادة ‪28‬‬
‫والتي تتناول“ ضبط املعلومات املخزنة ” حيث تُلزم املادة يف فقرتها الثانية كل دولة أن تتبنى اإلجراءات‬
‫الرضورية لتمكني السلطات املختصة من إصدار األوامر إىل أي شخص لديه معرفة بوظيفة تقنية املعلومات لتقديم‬
‫املعلومات الرضورية إلمتام إجراءات نسخ معلومات تقنية املعلومات واالحتفاظ بها والحفاظ عىل سالمتها وإزالة أو منع‬
‫الوصول لها‪ ،‬ما يعني أن املادة تُجيز للسلطات املختصة االستعانة بعنارص من خارج القطاعات الحكومية وهو ما يُشكال‬
‫انتهاكا لخصوصية املواطنني‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مشاركة البيانات بني الدول األطراف والخصوصية‬


‫الفصل الرابع من االتفاقية يُنظم التعاون القانوين والقضايئ بني الدول أطراف االتفاقية‪ ،‬واستمرارا الستخدام‬
‫امل ُصطلحات الغري ُمحكمة والفضفاضة فقد تم استخدام مصطلحي“ املصالح العليا للدولة ”و“الجرائم السياسية ”وهي‬
‫فعليا مل يتم وضع تعريف واضح لها ضمن الوثيقة‪ ،‬كام أن الفصل مل يشرتط عىل رضورة حامية البيانات يف حالة‬
‫مشاركة البيانات بني الدول‪.‬‬

‫يف املادة ‪ 30‬تُلزم االتفاقية كل دولة بتبني ا إلجراءات الرضورية ملد اختصاصها عىل أي من الجرائم املنصوص‬
‫عليها يف الفصل الثاين(فصل الجرائم) وذلك إذا ارتكبت الجرمية وكانت متس أحد املصالح العليا للدولة و فعليا مل‬
‫يتم تحديد ماهية“ املصالح العليا للدولة ” وهو مصطلح سيئ السمعة ان صح التعبري و كثريا ما يستخدم ضد نشطاء‬
‫اإلنرتنت والساعني إلحداث تغريات اجتامعية وسياسية‪ ،‬ما يعطي الدول األعضاء صالحية لتفسريه طبقا لرؤيتهم أو‬
‫مصالحهم والتي رمبا يروا فيها“ املصالح العليا للدولة‪“.‬‬

‫‪309‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وتتناول املادة ‪ 33‬املعلومات العرضية املتلقاة والتي تُجيز للدولة مشاركة املعلومات التي تم الحصول عليها من‬
‫خالل تحقيقاتها مع دول أخرى‪ ،‬دون طلب مسبق‪ ،‬إذا كانت هذه املعلومات ميكن أن تساعد الدولة الطرف املرسلة‬
‫إليها يف إجراء الرشوع أو القيام بتحقيقات يف الجرائم املنصوص عليها يف هذه االتفاقية وتُجيز الفقرة الثانية من‬
‫نفس املادة للدولة املزودة باملعلومات أن تطلب الحفاظ عىل رسية املعلومات‪ ،‬وإذا مل تستطع الدولة الطرف املستقبلة‬
‫االلتزام بهذا الطلب يجب عليها إبالغ الدولة الطرف املزودة بذلك والتي تقرر بدورها مدى إمكانية التزويد باملعلومات ‪،‬‬
‫فالنص ُيجيز مشاركة املعلومات دون اشرتاط الرسية‪ ،‬بل تُرك ا ملوضوع اختياريا للدولة املزودة باملعلومات ومل يتم تحديد‬
‫ما إذا كانت معلومات شخصية أم ال ‪.‬وكان عىل االتفاقية أن تُلزم الطرفني برسية املعلومات يف حالة أن كانت تحتوي‬
‫أي معلومات أو بيانات شخصية ومنع تشارك املعلومات مع دول ال تلتزم مبعايري واضحة للرسية‪.‬وهذا ما تسري عليه‬
‫أيضا املادة‪. 36‬‬

‫وتناولت املادة‪ 37‬الحفظ العاجل للمعلومات املخزنة عىل أنظمة املعلومات وأعطت الحق ألي دولة طرف أن تطلب‬
‫من أي دولة طرف أخرى الحصول عىل الحفظ العاجل للمعلومات املخزنة عىل تقنية املعلومات تقع ضمن إقليمها‬
‫بخصوص ما تود الدولة الطرف الطا لبة للمساعدة أن تقدم طلبا بشأنه للمساعدة املتبادلة للبحث وضبط وتأمني وكشف‬
‫املعلومات ثم نصت املادة يف فقرتها السادسة عىل أن أي حفظ يجب أن يكون لفرتة ال تقل عن )‪ (60‬يوما من أجل‬
‫متكني الدولة الطرف الطالبة من تسليم البحث أو الوصول أو الضبط أو التأمني أو الكشف للمعلومات ‪ .‬وبعد استالم‬
‫مثل هذا الطلب يجب االستمرار بحفظ املعلومات حسب القرار الخاص بالطلب و مرة أخرى ال تذكر االتفاقية بشكل‬
‫واضح مدة حفظ املعلومات‪ ،‬بل ألزمت الدول باالستمرار يف الحفظ دون تحديد ألي مدة وال اشرتاطات واضحة ملد‬
‫مدة الحفظ‪.‬‬

‫وعىل نفس شاكلة استخدام مصطلحات غري ُمع ارفة بشكل واضح يف االتفاقية‪ ،‬فقد أجازت املواد ‪ 35‬و‪ 36‬و‪38‬‬
‫للدول األطراف رفض أو تعليق االستجابة ملشاركة املعلومات مع دول أخرى إذا كانت تتعلق بجرمية تُعترب جرمية‬
‫سياسية أو انتهاكات ملصالحة األساسية ومل يتم تعريف الجرمية السياسية يف أي من بنود الوثيقة متاما ‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫أن االتفاقية تحتوي عىل العديد من الثغرات التي ميكن استخدامها للتضييق عىل حرية الرأي والتعبري والحق‬
‫يف الخصوصية عىل اإلنرتنت‪ ،‬وبشكل عام ميكن أن يتم تلخيص ُمجمل التحفظات عىل االتفاقية كاآليت‪:‬‬

‫▪ استخدمت االتفاقية مج موعة من املصطلحات واأللفاظ‪ ،‬تم تكرارها يف أكرث من موضوع‪ ،‬دون وجود‬
‫تعريف ُمحكم ومنضبط لها يف أي مكان باالتفاقية‪.‬‬
‫▪ مل يتم وضع قواعد قانونية ُمحددة عىل اإلجراءات املتبعة لجمع البيانات واملعلومات يف فصل اإلجراءات‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ مل يتم النص بشكل مبارش يف اإلتفاقية عىل مبادئ م ن شأنها أن تضع حدودا بحيث ال يتم تطبيق بنود‬
‫الوثيقة بالشكل والطريقة التي تحد من حرية التعبري أو تنتهك الحق يف الخصوصية‪.‬‬
‫▪ بنود االتفاقية مل تراعي تناسب التجريم مع التطور التكنولوجي يف مجال االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫توصيات ‪:‬‬
‫▪ توصية ‪ : 1‬يجب تقديم طلب لإلعادة صياغة بعض املصطلحات باإلتفاقية مع اعطاء تعاريف محكمة‬
‫ملجموعة من التعابري بشكل واضح ودقيق منعا ألي تأويل ‪.‬‬
‫▪ توصية ‪ : 2‬يجب اإلشارة ملأل مجموعة من األجاالت املضمنة باإلتفاقية يف حالة فوات املدة دون القيام‬
‫باملطلوب احرتاما للحق يف الخصوصية وضامنا لكل محاكمة عادلة ‪.‬‬
‫▪ توصية ‪ : 3‬فتح الباب أمام الدول األعضاء لتقديم مقرتحات جديدة لها عالقة بالتطور التكنولوجي يف مجال‬
‫اإلتصاالت وتكنولوجيا املعلومات ‪.‬‬
‫▪ توصية ‪ : 4‬يجب أن يتم اضافة دول عربية أخرى لإلتفاقية أو اقناع بعضها باملصادقة حتى تعمم ويتحقق‬
‫التبادل والتعاون يف محاربة الجرائم العابرة للقارات ‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االمن السيبراني و سالمة المعطيات ذات الطابع الشخصيي على ضوء قانون ‪08.09‬‬

‫‪08.09‬‬

‫محامية بهيئة املحامني مبراكش (املغرب)‬

‫يعترب أمن البيانات الشخصية املنشأة عىل دعامة إلكرتونية جزء ال يتجزأ مام يعرف باألمن السيرباين الذي‬
‫يعنى بأمن الحاسوب أو أمن املعلومات والتي من بينها البيانات املؤسسة للمعطيات الشخصية لألفراد ذلك أن‬
‫لكل شخص حق دستوري يف حامية حياته الخاصة طبقا ملقتضيات لفصل ‪ 24‬من الدستور املغريب‪. 248‬‬

‫وعليه فإنه مينع معالجة املعطيات الشخصية لألفراد أو الحصول عليها إال استثناء كام هو منصوص عليه‬
‫يف الفصل ‪ 27‬من الدستور املغريب‪ . 249‬ولكون املرشع املغريب جرم كل األفعال الهادفة إىل الوصول أو التالعب‬
‫أو الحصول عىل املعطيات الشخصية لألفراد بقصد اإلساءة إىل أصحابها أو ابتزازهم‪ ،‬فقد أعترب األمن السيرباين‬
‫بهذا الخصوص أهم مستند قانوين ميكن أن يحقق الحامية الالزمة لهذه املعطيات انسجاما مع مقتضيات‬
‫قانون ‪ 08.09‬املتعلق بحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص‪.‬‬

‫ولألمن السيرباين عدة أجهزة وآليات تتجه نحو إيجاد السبل الكفيلة لرد الهجوم االلكرتوين و أخص‬
‫بالذكر الهجوم عىل املعطيات ذات الطابع الشخيص وهي إما آليات ترشيعية أو أمنية وإما آليات قضائية وهي‬
‫االليات التي سنعمل الىى التطرق اليها بصدد هذا البحث قصد االجابة عىل اشكال املوضوع املتمثل يف‪:‬‬

‫مدى فعالية المن السيرباين يف حامية املعطيات الشخصية من خالل قانون ‪ 08.09‬؟ ‪.‬‬
‫وكذا االسئلة املتفرعة عنه واملتمثلة يف مدى نجاعة قانون االمن السيرباين وكذا قانون حامية املعطيات‬
‫الشخصية يف حامية املعطيات الشخصية لألفراد؟ ثم ما العالقة بني قانون ‪ 05.20‬وقانون ‪08.09‬؟‬

‫ينص الفصل األول من الدستور املغريب عىل ما ييل ‪ " :‬لكل شخص الحق يف حامية حياته الخاصة"‪.‬‬ ‫‪248‬‬

‫ينص الفصل الثاين من الدستور املغريب عىل ما ييل‪ ... " :‬ل ميكن تقييد الحق يف املعلومة ال مبقتىض القانون بهدف حامية‬ ‫‪249‬‬

‫كل ما يتعلق بالدفاع الوطني وحامية امن الدولة الداخيل والخارجي والحياة الخاصة لالفراد وكذا الوقاية من املس بالحريات‬
‫والحقوق األساسية املنصوص عليها يف هذا الدستور‪."...‬‬

‫‪312‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وذلك من خالل تقسيم املوضوع اىل محورين اساسيني يتضمن املحور الول املظاهر الحامئية لألمن‬
‫السيرباين وعالقته بقانون ‪ 08.09‬يف حني يتضمن املحور الثاين اهم االليات الحامئية لألمن السيرباين يف‬
‫حامية املعطيات ذات الطابع الشخيص‪.‬‬

‫املحور األول‪ :‬املظاهر الحامئية لألمن السيربانــي للمعطيات ذات الطابع الشخيص عىل ضوء قانون ‪08.09‬‬
‫تهم حامية املعطيان الشخصية كل ما يتعلق بالحياة الشخصية لالفراد من بياناته واتصالته ومواصالته‬
‫وعالقاته الشخصية التي تندرج يف اطار الحياة الشخصية له كفرد من افراد املجتمع والتي ال يحق للغري‬
‫معرفتها او الوصول اليها اال عن طريقه او باذنه‪ ،‬وعليه فان كل محاولة للحصول عىل هذه املعلومات يعترب‬
‫جرما يستوجب العقاب كون الحياة الخاصة تعترب حرمة محظور االعتداء عليها‪ .‬ولذلك كان الزما عىل املرشع‬
‫ان يصدر قوانني من شانها ان تكفل هذه الحامية استجابة للتطورات الترشيعية التي تعرفها حامية الحياة‬
‫الخاصة لالفراد من الهجامت االلكرتونية عىل الخصوص‬

‫وهو ما اسفر عن اصدار عدة قوانني بشأن املوضوع عرب خط زمني متدرج لتغطية الجرائم املاسة باملعطيات‬
‫الشخصية لالفراد (الفقرة الوىل) وصوال اىل اصدار قانون ‪ 05.20‬املتعلق باالمن السيرباين الذي يعترب املرجع‬
‫االساس يف هذا النوع من الجرائم بدء من دخوله حيز التطبيق ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الوىل‪ :‬التطور التاريخي للترشيع املغريب يف مجال األمن السيرباين الخاص باملعطيات‬
‫الشخصية ونشأته‪.‬‬
‫من املعلوم أن القوانني ليست وليدة اللحظة وإمنا هي تراكامت للعديد من الترشيعات واملراسيم والنصوص‬
‫املتفرقة التي تؤدي يف نهاية املطاف إىل إيجاد قانون إطار يجمع شتات الترشيع فيام يخص ظاهرة جديدة‬
‫كام هو الشأن بالنسبة لألمن السيرباين‪ ،‬هذا األخري الذي عرف جدوال زمنيا كانت بدايته ما قبل سنة ‪2000‬‬
‫وذلك بسن القانون رقم ‪ 24.96‬املتعلق بالربيد واالتصاالت لسنة ‪.1998‬‬
‫و ليكون بعد ذلك أول قانون يدخل يف اطار االمن السيرباين هو القانون رقم ‪ 07.03‬املتمـم للقانون‬
‫الجنايئ واملتعلق بالجرائم املتعلقة باملعالجة االلية للمعطيات الصادر سنـة ‪ 2502003‬ليعقبه بعد ذلك القانون رقم‬

‫ولالشارة فقد سبق للقضاء ان بت يف مثل هذه القضايا كام هو الشأن لحكم املحكمة البتدائية بالبيضاء بني السيد وكيل‬ ‫‪250‬‬

‫امللك والصحفيان نور الدين مفتاح ومريم مكريم عن جريدة اليام التي قامت بنرش مقال تحت عنوان (ثورة الحريم بني ثالثة‬
‫=‬

‫‪313‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ 53.05‬املتعلق بالتبادل االلكرتوين للمعطيات القانونيـــة والصادر سنة ‪ 2007‬وصوال إىل القانون ‪ 08.09‬املتعلق‬
‫بحامية األشخاص الذاتييـن اتجاه معالجة املعطيات ذات الطابع الشخيص‪ ،‬هذا األخري الذي يعـد أحد األجهزة‬
‫أو اآلليات التي ينهض عليها األمـن السيرباين فيام يخص املس باملعطــــيات ذات الطابع الشخيص‪ ،‬تم أخريا‬
‫صدر قانون ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين الذي فرضه التطور التكنولوجي الذي عرفه العامل بصفة عامة ‪.‬‬

‫هذا االخري الذي أنشأ من اجل تعزيز امن نظم املعلومات سواء يف ادارات الدولة ومؤسساتها او يف‬
‫املقاوالت العمومية واملقاوالت التجارية والرشكات التجارية خاصة املتعقلة مبجال الخدمات وبصفة عامة كل‬
‫شخص يدخل يف إطار القانون العام او القانون الخاص والذي يتعلق مجال عملهم بقطاع الخدمات التي‬
‫تستلزم معالجة املعطيات ذات الطابع الشخيص‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املظاهر الحامئية للمعطيات الشخصية عىل ضوء قانون ‪05.20‬‬
‫اول‪ :‬قانون ‪ 05.20‬املتعلق بالمن السيرباين‪. 251‬‬
‫أعد قانون ‪ 05.20‬من طرف ادارة الدفاع الوطني مع احداث مجموعة من االجهزة التي تعنى مبهمة الدفاع‬
‫واالمن املعلومايت من بينها املجلس الوطني لألمن السيرباين واملركز الوطني لألمن السيرباين بشخصية اعتبارية‬
‫ذات استقالل مايل و إداري هدفهام األسايس حامية االمن االقتصادي والقومي واملنظومة املعلوماتية بصفة‬
‫عامة عىل رأسها حامية الحياة الخاصة لألشخاص‪.‬‬

‫كام يهم االمر احداث لجنة اسرتاتيجية لألمن السيرباين ولجنة تابعة لها إلدارة االزمات واالحداث‬
‫السيربانية الجسيمة ثم السلطة الوطنية لألمن السيرباين مبا يشكل هيئات متكاملة فيام بينها من أجل رد‬
‫الهجامت االمنية االلكرتونية‪ .‬وبالرجوع إىل املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 05.20‬نجد ان املشـرع عرف األمن السيرباين‬
‫بكونه مجموعة من التدابري واإلجراءات ومفاهيم األمن وطرق إدارة املخاطر واألعامل والتكويـــــنات وأفضل‬
‫املامرسات والتكنولوجيات التي تسمح لنظام معلومات أن يقاوم أحداثا مرتبطة بالفضاء السيرباين من شأنها أن‬

‫ملوك) يهم معلومات عىل أساس انه ا الحياة الخاصة للقرص املليك ونرش صور الرسة امللكية دون الحصول عىل اذن من الديوان‬
‫املليك المر الذي قضت عىل اثره املحكمة باذانة التهامن باملنسوب اليهام بأربعة اشهر حبسا موقوف التنفيذ‪.‬‬
‫حكم عدد‪ 06/5141 :‬بتاريخ ‪ 13/02/06‬ملف جنحي رقم‪ 2006/153 :‬منشور مبجلة املنرب القانوين العدد ‪ 9‬سنة ‪ 2015‬ص ‪ 42‬وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫ظهري رشيف رقم ‪ 1.20.96‬صادر يف ‪ 4‬ذي الحجة ‪25 ( 1441‬يوليوز ‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 05.20‬املتعلق بالمن السيرباين‬
‫املنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9-6904‬ذو الحجة ‪ 30 ( 1441‬يوليوز ‪.)2020‬‬

‫‪314‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫متس بتوافر وسالمة ورسية املعطيات املخزنة أو املعالجة أو املرسلة والخدمات ذات الصلة التي يقدمها هذا‬
‫النظام أو تسمح بالولوج إليه‪.‬‬

‫من هذا التعريف نجد أن املرشع املغريب استعمل مجموعة من املصطلحات الفضفاضة والشاسعة والتي‬
‫ميكن ان تقبل أكرث من معنى‪ ،‬مبعنى ان التعريف الذي اىت به املرشع املغريب وبالرغم من غموضه فهو تعريف‬
‫مرن بإمكانه االستجابة ملا قد يأيت من مظاهر مستحدثة يف مجال االجرام االلكرتوين‪.‬‬

‫وانطالقا من القراءة األولية للتعريف الذي أعطاه املرشع املغريب لألمن السيرباين نجد أن هذا األمن‬
‫يتحقق عرب هيئات تسهر عىل ذلك كل بحسب اختصاصها والتي لها الحق أن تتخذ كل اإلجراءات التقنية‬
‫والتنظيمية ملواجهة مخاطر الفضاء السيرباين‪ .‬ويجب عىل كل هيئة وبحسب املادة ‪252 5‬من القانون ‪ 05.20‬أن‬
‫تحدد إجراءات تأهيل األشخاص الذين ميكنهم الولوج إىل املعلومات املصنفة ورشوط معالجة هذه املعلومات‬
‫أو تبادلها أو تخزينها أو نقلها مع العلم أن هذا القانون ال يهم فقط املعلومات املصنفة وإمنا حتى املعطيات‬
‫الشخصية‪،‬‬

‫هذه األخرية التي أثارت نقاش حول ماهيتها وهل تشمل الصوت و الصور الخاصة باألفراد؟‬

‫‪253‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون ‪ 08.09‬املتعلق بحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص‬
‫سبق القول سلفا ان قانون ‪ 08.09‬يعترب جزءا ال يتجزأ من قانون ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين ذلك ان‬
‫امن املعطيات الشخصية جزء من االمن املعلومايت بصفة عامة وسالمتها يدخل يف اولويات االمن السيرباين‬
‫وعليه فقد خص ألمن املعطيات الشخصية قانونا خاصا به قانون ‪ 08.09‬جاء سابقا عىل قانون االمن السيرباين‬
‫هذا االخري الذي يعترب االطار العام لهذه الحامية‪ ،‬وتبدوا اهمية هذا القانون يف كونه سيساهم يف تقوية ثقة‬

‫تنص املادة ‪ 5‬من قانون ‪ 20.05‬عىل ما ييل‪ :‬يجب عىل كل هيئة ان تقوم بتصنيف أصولها املعلوماتية ونظم معلوماتها‬ ‫‪252‬‬

‫حسب مستوى حساسيتها من حيث الرسية والتاممية والتوافر‪ .‬كام يتعني ان تكون تداتبري حامية األصول املعلوماتية‬
‫ونظم املعلومات متناسبة مع مستوى التصنيف املخصص لها‪.‬‬
‫يجب عىل كل هيئة ان تحدد إجراءات تاهيل األشخاص الذين ميكنهم الولوج اىل املعلومات املصنفة ورشوط معالجة‬
‫هذه املعلومات او تبادلها او تخزينها او نقلها‪.‬‬
‫يحدد بنص تنظيمي الدليل املرجعي لتصنيف أصول املعلومات ونظم املعلومات"‪.‬‬
‫الظهري الرشيف رقم ‪ 1.09.15‬صادر يف ‪ 22‬من صفر ‪ 18 ( 1430‬فرباير ‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 09.08‬املتعلق بحامية‬ ‫‪253‬‬

‫األشخاص الذاتيني تجاه معالجة املعطيات ذات الطابع الشخيص الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فرباير‬
‫‪.)2009‬‬

‫‪315‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املستهلك املغريب يف مجال املعلوميات و املعاملة االلكرتونية وتتجىل اهمية موضوع حامية املعطيات ذات‬
‫الطابع الشخيص يف رصد مدى تأثري الواقع املعلومايت الجديد عىل الحق يف الخصوصية ؟‪.‬‬

‫حاميةاملعطيات ذات الطابع الشخيص التعني الحد من تداولها كام جاء عىل لسان رئيس اللجنة‬
‫الوطنية ملراقبة حامية املعطيات ذات الطابع الشخيص بل تعني تقنني معالجتها مبا يحفظ مصالح املواطنني‬
‫وحقوقهم‪ ،‬خاصة وان جل دول العامل تتجه اىل رقمنة املعطيات الشخصية لألفراد بكل جوانبها من صحية‬
‫واقتصادية وعدلية وامنية ملا سيساعد ذلك يف سهولة ورسعة تقديم الخدمات االدارية للمواطنني بشكل امن‬
‫وهو ما قد يفرس ما تعرفه كل ادارات املغرب من رقمنة اجراءاتها فنجد املحكمة الرقمية وتعديل قانون الحالة‬
‫املدنية ومتكني املواطنني من الحصول عىل وثائقهم االدارية بشكل الكرتوين يقرص املسافات والزمن للحصول‬
‫عليها وهذا ما يستوجب احداث فضاء الكرتوين يعالج هذه املعطيات بشكل امن واالمن هنا يتحقق عن طريق‬
‫االمن السيرباين‪.‬‬

‫ويهدف قانون ‪ 08.09‬اىل فرض اجراءات قانونية صارمة ضد اساءة استخدام هذه البيانات وأحدث لذلك‬
‫اللجنة الوطنية ملراقبة املعطيات ذات الطابع الشخيص والسهر عىل تنفيذ مقتضيات هذا القانون‪ ،254‬كام احدثت‬
‫املديرية العامة ألمن املعلومات‪ 255‬و التي تعد الهيئة املسؤولة عن امن االنرتنت باملغرب‪.‬‬

‫وميكن تعريف املعطيات الشخصية بكونها كل معلومة من شانها ان تعرف بشخص طبيعي او تسهل ذلك‬
‫اما بصفة مبارشة او غري مبارشة‪256‬وما يدخل يف اطارها الصوت والصورة‪.‬‬

‫كام عرفها املرشع مبقتىض املادة ‪ 1/1‬من قانون ‪" 08.09‬بكونها كل معلومة كيفام كان نوعها بغض‬
‫النظر عن دعامتها مبا يف ذلك الصوت والصورة واملتعلقة بشخص ذات معرف او قابل للتعرف عليه‬

‫تتشكل هذه اللجنة من شخصيات ذات مستوى عال من النزاهة والكفاءة يف املجال القانوين والقضايئ واملعلومات وتتكون‬ ‫‪254‬‬

‫من رئيس يعينه امللك وستة أعضاء يعينهم امللك بناء عىل اقرتاح من الوزير األول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس‬
‫املستشارين بنسبة لعضوين لكل واحد منهم ‪ .‬تاسسست بتاريخ ‪ 18‬فرباير ‪ 2009‬مبقرها الرئيس الرباط‬
‫موقعها الرسمي ‪ http://www.cndp.ma‬من بني اهم اختصاصاتها اىل جانب الستشارة والقرتاح معالجة الشكايات والتحري‬
‫واملراقبة‪.‬‬
‫‪255‬حنان اسويكت‪ ،‬الحامية الجنائية للمعطيات ذات الطابع الشخيص عىل ضوء القانون ‪ ،08.09‬مجلة العلوم الجنائية العدد الرابع‬
‫سنة ‪ 2017‬ص ‪.246‬‬
‫‪256‬حنان اسويكت م س ص ‪ .246‬وما يليها‬

‫‪316‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واملسمى بعده "الشخص املعني" ويكون الشخص قابال للتعرف عليه اذا كان باإلمكان التعرف عليه بصفة‬
‫مبارشة او غري مبارشة ولسيام من خالل الرجوع اىل رقم تعريف او عنرص او عدة عنارص مميزة لهويته‬
‫البدنية او الفيزيولوجية او الجينية او النفسية او القتصادية او الثقافية او الجتامعية"‬

‫ومن خالل هذا التعريف نجد انه جاء شامال لكل ما ميكن ان يدخل يف إطار التعريف باألشخاص وتحديد‬
‫هويتهم االمر الذي يجعل مصطلح املعطيات الشخصية مصطلحا شامال سيمكن فيام بعد من استقطاب عنارص‬
‫اخرى تدخل يف إطار املعطيات الشخصية ولعل هذا من حسنات التعريف الواسع الذي تبناه املرشع املغريب‪.‬‬

‫املحور الثاين‪ :‬املقاربة األمنية والزجرية لألمن السيرباين يف حامية املعطيات ذات الطابع الشخيص‪:‬‬
‫ان مجرد املس باملعلومات الشخصية داخل الفضاء االلكرتوين يعترب جرمية الكرتونية بل ان اقتحام‬
‫املجال االلكرتوين والبقاء فيه يعرب جرمية معاقب عليها‪ 257‬ناهيك عن معالجة هذه املعطيات واالرضار بأصحابها‪.‬‬

‫ومن املعلوم ان معطيات االفراد معرضة يف أي زمان ومكان للقرصنة وللمعالجة بل وللتحايل واستعاملها‬
‫يف ارتكاب جرائم ومثل هذه القضايا ليست غريبة عىل القضاء وعىل اهل االختصاص‪.‬‬

‫وعليه فان احداث االجهزة االمنية الكفيلة بتتبع املخرتقني للمعطيات الشخصية وارتكاب الجرائم خاصة‬
‫الجرائم االلكرتونية منها كان الزما (الفقرة الوىل) وهو ما سيمكن القضاء يف انصاف املترضرين ممن‬
‫استغلت معطياتهم ومعلوماتهم الشخصية يف ارتكاب هذه الجرائم و االرضار بهم ماديا ومعنويا (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرةالوىل‪ :‬املقاربة األمنية لحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص‪:‬‬


‫وتهم أساسا األجهزة االمنية املستحدثة من طرف املرشع يف هذا الخصوص والتي تهدف باألساس اىل‬
‫الوصول اىل املعالجني للمعطيات الشخصية سواء كانوا اشخاصا طبعيني او اشخاصا معنويني مبا فيهم السلطة‬
‫العامة‪ ،‬حيث ان املعالجة بحد ذاتها التي تدخل يف إطار تنظيمي أو صحي أو اداري أو حتى تربوي ال تعترب‬
‫بحد ذاتها جرما وامنا املعالجة بطريقة مغلوطة او غري امنة و التي سهلت للغري من قراصنة االنرتنيت الوصول‬
‫اليها واالساءة اىل اصحابها هي التي تعترب جرما تصدى لها القضاء يف العديد من احكامه وايدته محكمة‬
‫النقض والتي جاء يف حيثياتها " ح يث ان القرار املطعون فيه سامل من كل عيب شكيل وان االحداث التي‬

‫‪ 257‬صليحة حاجي‪ ،‬الليات القانونية لتكريس المن املعلومات‪ ،‬مقال منشور مبجلة العلوم الجنائية العدد الثاين سنة ‪ 2015‬ص ‪9‬‬
‫وما يليها‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫رصحت امحكمة بثبوتها مبا لها من سلطان ينطبق عليها الوصف القانوين املأخوذ به كام انها تربر العقوبة‬
‫املحكوم بها" ‪ ،258‬و تهدف كذلك هذه الهيئات الوصول اىل املعالجني ممن ليس لهم الحق يف اخذ واستعامل‬
‫املعطيات الشخصية لألفراد ومعالجتها الكرتونيا او توظيفها يف انشاء مواقع بقصد االبتزاز او بقصد االخرتاق‬
‫االمني ملؤسسة ما‪ ،‬سواء تواجد هؤالء املعالجني عىل ارض املغرب او خارجه‪ ،‬وهنا يطرح اشكال تنازع‬
‫االختصاص ‪.‬‬
‫وكام تم إحداث مخترب للتحليل الجنايئ للجرائم املتعلقة باملعالجة اآللية للمعطيات الشخصية سنة‬
‫‪ 2003‬وكذا اللجنة الوطنية ملراقبة وحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص والتي تعنى بتنفيذ مقتضيات‬
‫قانون ‪ 08.09‬وتعنى كذلك بتلقي شكايات املتعلقة باملس باملعطيات الشخصية ‪،‬واالشكال املطروخ يف هذا‬
‫الصدد عىل املستوى ا لعميل ‪ :‬هل هذه اللجنة الوطنية املعنية بحامية املعطيات ذات الطابع الشخيص تقوم‬
‫فعال باملهام املنوطة بها و هل لها تنسيق مع النيابة العامة كجهة مختصة يف تحريك الدعاوى العمومية وهل‬
‫املواطن كمستهلك للتكنولوجيا عىل علم بوجود هذه اللجنة من األساس‪.‬‬

‫ويف نفس السيا ق ويف إطار التحديث وإنشاء اآلليات الكفيلة للحد من مخاطر الفضاء السيرباين‬
‫انخرط املغرب يف مسار التوعية والتحسيس مبخاطر الجرائم االلكرتونية وتكوين خرباء متخصصني يف مجال‬
‫الرصد والتحليل يف مجال األمن السيرباين واالنضامم إىل دورات تكوينية أطر العدالة يف مجال األمن ونظم‬
‫املعلومات ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬املقاربة الزجرية والقضائية‬
‫نقصد باملقاربة الزجرية تلك املقتضيات القانونية التي نص عليها املرشع مبقتىض القانون الجنايئ أو قانون‬
‫‪ 08.09‬وكذا قانون ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين والتي تنصب يف جزر املخالفات والجرائم التي متس‬
‫املعطيات الشخصية‪.‬‬
‫أول‪ :‬عىل مستوى العقوبــــة‪:‬‬
‫فعىل مستوى القانون الجنايئ نجد املرشع املغريب نص عىل تجريم كل فعل وتغرميه كلام كان الغرض‬
‫من هذا الفعل املس باملعطيات الشخصية لألفراد كام هو منصوص عليه مبقتىض الباب العارشمن القانون‬

‫وتهم الجرائم املتابع من اجلها املتهمون باملس بنظم املعالجة اللية للمعطيات حيث متت الدانة بثالث سنوات حبسا نافذا ‪.‬‬ ‫‪258‬‬

‫قرار غرفة الجنايات الستئنافية مبحكمة استئناف تطوان‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 2012/2/8‬تحت عدد ‪ 2012/92‬يف القضية الجنائية‬
‫عدد ‪ 2011/575‬منشور بكتاب الجرائم املعلوماتية يف ضوء الترشيع والقضاء املغريب واليمني‬
‫عز الدين بن امية الموي‪ ،‬مكتبية دار السالم الطبعة الوىل ‪2021‬ص ‪ 93‬وما ييليها‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الجنايئ تحت عنوان املس بنظم املعالجة االلية للمعطيات والذي جاء بأقىص عقوبة سجنية ميكن أن يحكم‬
‫بها هي ‪ 5‬سنوات حبسا‪.‬‬

‫كام أنه من املالحظ عىل ان املرشع املغريب استعمل مصطلح حبسا وليس سجنا االمر الذي يوضح أن‬
‫املرشع مل يعطي لهذه الجرائم صفة الجناية رغم خطورتها واحتفظ بوصفها كجنحة فقط‪.‬‬

‫اما عىل مستوى قانون ‪ 08.09‬فان اقىص عقوبة حبسية حددها املرشع هي سنتني حبسا وغرامة التتجاوز‬
‫مبلغ ‪ 300.000‬درهم‪ ،‬مام تكون هذه العقوبات ال تحقق ال الردع العام وال الخاص بخصوص الجرائم‬
‫االلكرتونية‪.‬‬

‫وفيام يهم املقتضيات الزجرية التي جاء بها القانون ‪ 05.20‬املتعلق باألمن السيرباين فمن خالل استقرائنا‬
‫ملقتضيات هذا القانون نالحظ انه مل يأيت بالعقوبات الحبسية سواء النافذة او املوقوفة وامنا جاء بعقوبات عىل‬
‫شكل غرامات مرتفعة وعيا منه ان العقوبة السالبة الحرية مل تعد تحقق الردع العام وال الخاص‪ ،‬مع مالحظة‬
‫ان املرشع املغريب من خالل سنه للقانون املتعلق باألمن السيرباين اهتم بالجاين الشخص املعنوي أكرث من‬
‫الشخص الذايت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عىل مستوى العمل القضايئ‬


‫نظرا لخطورة الجرائم االلكرتونية بصفة عامة و املاسة باملعطيات الشخصية بصفة خاصة فالقضاء املغريب‬
‫كان دائم التصدي ملثل هذه الجرائم التي تهم املس باملعطيات ذات الطابع الشخيص فنجده يقيض إما‬
‫بالتعويض أو اإلدانة ملن ترضر من هذه الجرائم وكمثال عىل ذلك قضت محكمة النقض يف قرار لها عدد‬
‫‪ 372/1‬مبا يلـي‪( :‬أي زبون ألي بنك تم اخرتاق أو قرصنة القن الرسي لبطاقته البنكية فمن حقه رفع‬
‫دعوى التعويض ضد البن ك املعني باألمر ألنه يعد مسؤول عن عدم توفره عىل نظم معلوماتية مؤمنة ضد‬
‫جرائم الخرتاق وقرصنة القن الرسي) هذا قرار صادر بتاريخ ‪ 2017/07/27‬يف امللف التجاري عدد‬
‫‪.1356/1/2016‬‬

‫ويف حكم أخر صادر عن املحكمة التجارية مبراكش قضت من خالله بالتعويض للمدعية التي‬
‫ترضرت من استعامل رشكة لالتصالت لبياناتها الشخصية بصورة مغلوطة حيث جاء يف ادعاءات املدعية‬
‫أن رشكة التصالت قد أعطت لرجال الرشطة القضائية معلومات مغلوطة تفيد أنها قد اشرتت منهم‬
‫الخط الهاتفي الذي كان رجال الرشطة القضائية يف إطار البحث عن صاحبه املتورط يف قضية ما وهو‬

‫‪319‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ما جعل العارضة تدخل يف دوامة الستدعاء والستامع إليها من طرف الرشطة خاصة و أنه مل يسبق لها‬
‫أن اشرتت الخط الهاتفي من رشكة التصالت وأن هذه الخرية استعملت املعلومات الشخصية‬
‫والبيانات التي لديها بطريقة خاطئة وهو ما سبب رضرا لها فقضت املحكمة التجارية مبا يلــي‪( :‬بتشطيب‬
‫املدعى عليها من سجالتها عىل بيان متلك املدعية لرقم النداء الهاتفي رقم ‪ ..‬وبأدائها لفائدتها تعويضا‬
‫قدره ‪ 50.000‬درهام) حكم عدد ‪ 537‬بتاريخ ‪ 2021/2/18‬ملف رقم ‪2020/8207/2074‬‬

‫حيث تعترب هذه القضية صورة من صور املس باملعطيات الشخصية فمن الرغم انه كان من‬
‫الواجب عىل رشكة التصالت تزويد عنارص الرشطة باملعلومات الرضورية لبحثهم القضايئ فإن ذلك‬
‫رهني بصحة تلك املعلومات ل أن تكون معلومات مغلوطة ل متس للواقع بصلة وعليه مجرد قيام رشكة‬
‫التصالت بتضمينها يف سجالتها للبيانات الشخصية للمدعية من غري إذن هذه األخرية يوجب‬
‫مسؤوليتها بحسب قانون ‪ 08.09‬املتعلق باملس باملعطيات الشخصية‪.‬‬

‫و كمالحظة مهمة يف هذا السياق نالحظ مع األسف الشديد ان القضاء املغريب لزال وفيا يف‬
‫تطبيق املقتضيات القانونية للجرائم التقليدية عىل الجرائم اللكرتونية ذلك انه من خالل استقرايئ‬
‫للحكم املشار اليه أعاله لحظنا ان تعليل املحكمة التجارية لهذة القضية جاء يف سياق التعويض عن‬
‫الرضر يف اطار املسؤولية دون اإلشارة لمن بعيد ولمن قريب اىل ان وقائع النازلة موضوع الحكم تتعلق‬
‫باملس باملعطيات الشخصية للمدعية‪.‬‬

‫كام جاء يف قرار اخر ملحكمة النقض والذي يخص نفس السياق قضت مبقتضاه ما يلـي ‪(:‬أي شخص‬
‫نرش صورتك بدون إذن منك من حقك اللجوء إىل القضاء من أجل املطالبة بالتعويض جربا للرضر الناجم‬
‫عن الفعل الضار‪ ،‬كام أن شخص نرش صورة الغري يف مكان خاص دون موافقته يعد مرتكبا لجرمية‬
‫يعاقب عليها بالحبس من سنة إىل ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2000‬درهم إىل ‪ 20.000‬درهم) قرار محكمة‬
‫النقض عدد ‪.3127‬‬

‫خــــامتــــــــــــــــــة‬
‫يظهر جليا من خالل دراستنا لالمن السرياين يف حامية املعطيات الشخصية عىل ضوء قانون ‪ 08.09‬ان‬
‫املرشع املعرفيحقق قفزوة نوعية يف مجال حامية املعطيات الخاصة لالفراد خصوصا مع تنامي االستعامل‬
‫املكثف كام ونوعا للتكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واملالحظ أيضا ضعف الطابع الزجري بقخصوص املقتضيات املتعلقة بحامية املعطيات الشخصية سواء عىل‬
‫‪.‬‬ ‫مستوى القانةن‪ 05.20‬او عىل مستوى قانون ‪08.09‬‬

‫كام ان عدم وضوح الركن املعنوي للجرائم املاسة باملعالجة يجعل هذه االخرية جرائم مادية محضة وهوما‬
‫ميكن ايطرح عدة اشكاالت تفعيل مقتضيات لبقانون‪ 08.09‬امام القضاء‪ .‬واملالحظ ايضا ان حامية املعطيات‬
‫ذات الطابع الشخيص ليست مرادفا للحد من تداولها بل ترتكز عىل معالجة هذه املعطيات عىل نحو يضمن‬
‫صون مصلحة املواطن‪.‬‬

‫ان حامية املعطيات الشخصية تستلزم ضامن موثوقية االشخاص اللذين يعالجونها و تطوير النصوص‬
‫القانونية الحالية و تحسي س املواطنني بنطاق وسريورة الحامية و التوفر عىل رؤية استباقيىة تكفل استعاب‬
‫التطور الرقمي الهائل‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية اخلامسة‬

‫الجلسة العلمية الخامسة‬


‫رئيس الجلسة‬
‫الدكتور طارق مصدق‬
‫أستاذ التعليم العايل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والسياسية – جامعة الحسن األول سطات‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمن السيبراني وحرية التعبير عن الرأي في وسائل التواصل االجتماعي وفق القانون العماني‬

‫مستشار قانوين (سلطنة عامن )‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تتعرض مجتمعاتنا العربية النتهاكات صارخة لقيمها الدينية ومبادئها وموروثاتها من العادات والتقاليد من‬
‫قبل بعض مستخدمي وسائل التواصل االجتامعي الذين يسعون إىل الوصول إىل الشهرة من خالل عرض‬
‫وإنتاج مقاطع إما أن تكون غري أخالقية أو أنها تعرب عن أفكار واعتقادات متس بقيم املجتمع الدينية واألخالقية‬
‫وكذلك النظام العام‪ ،‬املشكلة أن غالبية أولئك األفراد يتمسكون عند الحديث عن قيمة املحتوى والنتائج السلبية‬
‫التي ترتتب عليها بالحرية الشخصية والتعبري عن الرأي ‪ ،‬فكثري من رواد ومستخدمي وسائل التواصل‬
‫االجتامعي ال يستطيعون الفصل بني ما يعترب يف حدود التعبري عن الرأي وبني ما يعترب مساسا بالنظام العام أو‬
‫حقوق االخرين‪.‬‬

‫صدر قانون األمن السيرباين العامين باملرسوم السلطاين رقم (‪ )2011/12‬مبسمى قانون مكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات ليتحد مع باقي القوانني العقابية بالسلطنة مشكال هيكلة املعالجة القانونية لذلك النوع من‬
‫الجرائم لذلك تأيت هذه الورقة البحثية لبيان الحدود الفاصلة بني ما يعترب من قبيل الحرية الشخصية والتعبري‬
‫عن الرأي‪ ،‬وبني ما يعد مساسا بالنظام العام للمجتمع العامين أو األفراد يف محاولة إلظهار تلك الحدود وإبرازها‬
‫عىل النحو الذي يسهل معه التفريق بني األمرين ‪ ،‬مع تسليط الضوء عىل أبرز تلك املسلكيات واملعالجة‬
‫الترشيعية العامنية لها‪ ،‬وسيتبع الباحث املنهج الوصفي التحلييل لنصوص مواد القانون حيث قسمت هذه الورقة‬
‫إىل مبحثني األول منهام خصص للحديث عن الحرية الشخصية والرأي والتعبري ‪ ،‬أما املبحث الثاين فقد‬
‫خصص ليتناول جرائم التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل االجتامعي ‪ ،‬وذلك يف مطلبني األول منهام‬
‫سيسلط الضوء ع ىل جرائم االعتداء عىل النظام العام ‪ ،‬أما املطلب الثاين فسيتناول جرائم االعتداء عىل األفراد‪،‬‬
‫للوصول إىل الخامتة‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Résumé:

Our Arab societies are exposed to flagrant violations of their religious


values, principles and legacies of customs and traditions by some users of social
media who seek to reach reputation by displaying and producing clips which is
either immoral or express ideas and beliefs that affect the religious and moral
values of the community as well as public order. The problem is that most of
these individuals are cling of personal freedom and expression of opinion when
talking about the value of content and the negative consequences that it entails,
as many pioneers and users of social media cannot separate what is considered
within the limits of expression of opinion and what is considered a violation of
public order or the rights of others.

The Omani Cyber Security Law was issued by Royal Decree No. (12/2011)
named cybercrime law to unite with the rest of the punitive laws in the Sultanate,
forming the structure of the legal treatment for this type of crime. Therefore, this
research paper comes to clarify the boundaries between what is considered as
personal freedom and the expression of opinion, and what is considered a
violation of the general order of the Omani society or individuals to show those
limits and highlight them in a way that facilitates the differentiation between the
two matters, highlighting the most prominent of these behaviors and the Omani
legislative treatment of them. The paper is divided into two sections, the first of
which is devoted to talking about personal freedom, opinion, and expression. In
it, the researcher dealt with a statement of what freedom of opinion and
expression is in a first demand, while the second requirement dealt with
restrictions on freedom of opinion and expression. As for the second topic, it was
devoted to dealing with the crimes of expressing opinion in social media, in two
demands, the first of which will shed light on Crimes of assault on public order,
and the second requirement will deal with crimes of assault on individuals, to
reach the conclusion.

324
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن أر ر‬
‫ساء رف رعلر ْي رها ثُ َّم إِ ر‬
‫ىل رر ِّبكُ ْم تُ ْر رج ُعونر }‬ ‫ْس ِه رو رم ْ‬
‫حا رفلِ رنف ِ‬
‫ن رع ِم رل رصالِ ً‬
‫{ رم ْ‬
‫صدق الله العظيم‪[ .‬الجاثية اآلية ‪.]15‬‬

‫مقدمة‬
‫شهد العامل تغريا كبريا يف األمناط االجتامعية املكونة لعاداته وتقاليده بعد أن أتسع استخدام وسائل‬
‫التواصل االجتامعي وظهرت تطبيقات سهلة االستخدام وواسعة االنتشار تهتم بتحقيق أكرب عدد ممكن من‬
‫املشرتكني بغض النظر عن قيمة املحتوى املنشور‪.‬‬

‫لذلك تتعرض مجتمعاتنا العربية النتهاكات صارخة لقيمها الدينية ومبادئها وموروثاتها من العادات والتقاليد‬
‫من قبل بعض مستخدمي وسائل التواصل االجتامعي الذين يسعون إىل الوصول إىل الشهرة من خالل عرض‬
‫وإنتاج مقاطع إما أن تكون غري أخالقية أو أنها تعرب عن أفكار واعتقادات متس بقيم املجتمع الدينية واألخالقية‬
‫وكذلك النظام العام‪ ،‬املشكلة أن غالبية أولئك األفراد يتمسكون عند الحديث عن قيمة املحتوى والنتائج السلبية‬
‫التي ترتتب عليها بالحرية الشخصية والتعبري عن الرأي‪.‬‬

‫وهنا تكمن املشكلة فكثري من رواد ومستـــــخدمي وسائل التواصل االجتـــــامعي يعجزون عن التميز‬
‫بني حدي املعادلة‪ ،‬وال يستطيعون الفصل بني ما يعترب يف حدود التعبري عـــن الرأي وبيـــــن ما يعترب مساسا‬
‫بالنظام العام‪ ،‬فيخرج بسلوكه ذاك عن حدود التعبــــري عن الرأي‪ ،‬ليقع يف املحظور الذي يجعله عرضة‬
‫للمساءلة القانونية‪.‬‬

‫ولخطورة جرائم تقنية املعلومات عىل الدولة والنظام العام من جهة وعىل األفراد من جهة أخرى‪ ،‬فقد‬
‫تصدى املرشع العامين لتلك الجرائم وأصدر قانون األمن السيرباين باملرسوم السلطاين رقم ( ‪) 2011/12‬‬
‫ويحمل مسمى قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ليتحد مع باقي القوانني العقابية بالسلطنة مشكال هيكلة‬
‫املعالجة القانونية لذلك النوع من الجرائم غالق الباب أمام كل من تسول له نفسه املساس بالنظام العام أو‬
‫االعتداء عىل األفراد ‪ ،‬وقد أعتمد املرشع العامين عند إصدار هذا القانون عىل اتفاقية بودابست وعىل الترشيعات‬
‫املحلية وا إلقليمية والدولية إدراكا منه بأهمية أن ينعم كل مواطن بحقه يف االستخدام األمن ألجهزة الحاسب‬
‫األيل وشبكة املعلومات الدولية ‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لذلك تأيت هذه الورقة البحثية لبيان الحدود الفاصلة بني ما يعترب من قبيل الحرية الشخصية والتعبري عن‬
‫الرأي يف وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬وبني ما يعد مساسا بالنظام العام للمجتمع العامين يف محاولة إلظهار‬
‫تلك الحدود وإبرازها عىل النحو الذي يسهل معه التفريق بني األمرين‪ ،‬مع تسليط الضوء عىل أبرز تلك‬
‫املسلكيات واملعالجة الترشيعية العامنية لها وذلك من خالل اآليت‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬الحرية الشخصية والتعبري عن الرأي يف وسائل التواصل الجتامعي‬


‫املطلب األول ‪ :‬ما هيه الحق يف التعبري عن الرأي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مظاهر حرية التعبري عن الرأي‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬القيود عىل حرية التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل الجتامعي‬
‫املطلب األول ‪ :‬حامية النظام العام‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬حامية حقوق وحريات األفراد‬

‫الخامتة‬

‫املبحث األول‪ :‬الحرية الشخصية والتعبري عن الرأي يف وسائل التواصل الجتامعي‬


‫حرصت أغلب الترشيعات العربية عىل االهتامم بالحرية الشخصية لإلنسان متاشيا من مبادي الدين‬
‫اإلسالمي الحنيف‪ ،‬وما نصت عليه املعاهدات واملواثيق الدولية التي تعنى بحقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬فقد احيطت‬
‫تلك الحقوق بالضامنات القانونية التي متنع املساس بها‪ ،‬ومن أبرز الحقوق الشخصية املقرر حاميتها الحق‬
‫يف التعبري عن الرأي ‪ ،‬أي حرية األشخاص يف تكوين أفكارهم والتعبري عنها بالطرق التي يرونها مناسبة‬
‫وبالكيفية التي يختارونها ‪،‬‬

‫إال أن ذلك ال يعني أنهم يف ذلك أحرار بشكل مطلقة وبال حـــدود وإال تحولت إىل فوىض وحمــــلت‬
‫الكثري من اإلساءة واالعتداء عىل الدولة وعىل حقـــــوق األخرين ‪ ،‬لذلك سنتـــــناول يف هذا املبحـــــث‬
‫مطلبني األول منهام خصص لبيان ما هيه حرية الرأي والتعــــــــبري عنه ‪ ،‬أما الثاين فيتناول مظاهــــــر حرية‬
‫الرأي والتعبري ‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ما هيه الحق يف التعبري عن الرأي‬
‫الحق يف حرية الرأي والتعبري يف حقيقته هو شكلني متالزمني من أشكال الحرية الشخصية ال ميكن‬
‫الفصل بينهام وال يتصور قيام أحدهام دون قيام األخر ‪ ،‬وهام حرية الرأي ‪ ،‬وحرية التعبري ‪ ،259‬فال ميكن أن‬
‫يظهر الرأي إىل العامل الخارجي إال عن طريق التعبري عنه ويستوي بعد ذلك الوسيلة املستخدمة لذلك التعبري‬
‫‪ ،‬سواء كان بالقول أو بالكتابة أو باإلشارة الدالة عليه أو تناقلته وسائل تقنية املعلومات عىل شكل صور أو مقاطع‬
‫مرئية أو غريه من أساليب التعبري ‪ ،‬وقد نص النظام األسايس للدولة‪ 260‬يف املادة (‪ )35‬منه عىل أن (حرية‬
‫الرأي والتعبري عنه بالقول و الكتابة وسائر وسائل التعبري مكفولة يف حدود القانون)‪.‬‬

‫إال أنه ورغم أن املرشع العامين نص رصاحة عىل حرية الرأي والتعبري يف النظام األسايس للدولة إال أنه‬
‫مل يتطرق ألي تعريف عن ذلك الحق ‪ ،‬وقد أختلف الفقهاء يف التعريف به فمنهم من قال بأنه( قدرة اإلنسان‬
‫عىل التعبري عن وجهة نظره مبختلف وسائل التعبري ‪ ،‬وأن يبينوا رأيهم يف سياسة الحاكم التي تعود بالنفع‬
‫عليهم )‪ ،261‬كام عرفه أخرون بأنه (حرية املواطن يف أن يفكر ويعرب عن تفكريه باألساليب املرشوعة وحريته‬
‫يف نقد األوضاع ‪ ،‬واألنظمة واالتجاهات والترصفات دون أن يخىش عىل نفسه )‪ ،262‬وأجد أنه من املمكن‬
‫تعريف حرية الرأي والتعبري بأنها قدرة الشخص عىل تكوين عقيدته يف موضوع ما وإظهارها للغري بالطريقة‬
‫التي يرى فاعليتها إلعالن رأيه‪،‬‬

‫ومن التعريف السابق ميكن القول أن هذه الحرية حقني األول منهام حق اإلنسان يف حرية الرأي ويقصد‬
‫بها مقدرة الشخص عىل تكوين رأيه بتفكريه الشخيص دون تدخل من أحد أو أن يكون مكره عىل اعتناق فكرا‬
‫ما أو خائفا من أحد ‪ ،‬وأن يتمتع ذلك الشخص بالحرية الكاملة يف اختيار الوسيلة التي يراها مناسبة إلعالن‬
‫رأيه وباألسلوب الذي يناسبه‪ ،263‬وبالتايل ال يجوز محاسبة ذلك الشخص عام يتخذه من رأي أو اإلرضار به‬
‫فلكل شخص الحق يف تبني ما يشاء من أفكار ‪ ،‬وقد أقرت غالبية املعاهدات واملواثيق الدولية ذلك فاملادة (‬
‫‪ ) 19‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان نص عىل (حرية اعتناق رأي ما هي حرية مطلقة ال يجوز تقييدها‬

‫‪ .259‬نزار أيوب ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري يف مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ‪ ،‬دراسة مقارنة يف ضوء املواثيق الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان والترشيعات الفلسطينية ‪ ،‬رام الله مؤسسة الحق ‪ ،2001 ،‬ص‪2‬‬
‫‪ . 260‬النظام األسايس للدولة الصادر باملرسوم السلطاين (‪ ، )2021/6‬الجريدة الرسمية رقم ‪1374‬‬
‫‪ . 261‬محمد الزجييل ‪ ،‬حقوق اإلنسان يف اإلسالم ‪ ،‬دار الكلم الطيب ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪ ،2003 ،3‬ص‪186‬‬
‫‪ . 262‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬الحلول املستوردة وكيف جنت عىل أمتنا ‪ ،‬دار البعث للطباعة والنرش ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬ط‪ ،1984 ،1‬ص‪212-211‬‬
‫‪ 263‬خالد مصطفى فهمي ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ط‪،2009 ،1‬ص‪19‬‬

‫‪327‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مبوجب القوانني أو من جانب أي سلطة أخرى) ‪ ،‬وتكوين الرأي وفق هذا املعني يشري إىل الحالة الذهنية‬
‫لإلنسان بحيث يفكر يف يشء ما ويصل بشأنه إىل فكرة معينة ‪ ،‬وبالتايل فإن الرأي هو يش داخيل وخفي إال‬
‫إذا ظهر إىل العام الخارجي عن طريق التعبري عنه ‪ ،‬وبالتايل ال ميكن معاقبة األشخاص عام يدور يف أذهانهم‬
‫من أفكار وقناعات حتى لو كانت تلك الفكرة تتعلق بارتكاب جرمية‪ ،‬فالجرمية متر بعدة مراحل حتى تربز إىل‬
‫حيز الوجود ‪ ،‬املرحلة األوىل منها هي مرحلة التفكري والتصميم ‪،‬فالجرمية تبدأ بفكرة يف ذهن الجاين ومن ثم‬
‫التصميم والعزم عىل ارتكابها ‪ ،‬وهذه املرحلة ال يتخذ فيها ذلك التفكري أي مظهر خارجي وبالتايل ال يتدخل‬
‫القانون للمعاقبة عنها ‪ ،‬وقد عرب املرشع العامين عن ذلك رصاحة يف املادة (‪ )29‬من قانون الجزاء العامين ( ال‬
‫يعد رشوعا مجرد العزم عىل ارتكابها ‪ ) ...‬إال أن املرشع العامين تشدد يف تجريم بعض األفعال بالرغم من‬
‫أن الجاين مل يدخل إىل مرحلة تنفيذ الجرمية وهي ما نصت عليه املادة (‪264 )91‬من قانون الجزاء العامين إذ‬
‫أعترب القانون االتفاق عىل ارتكاب جرمية من جرائم أمن الدولة جرمية قامئة حتى لو مل يبدأ الجاين يف تنفيذ‬
‫الفعل املكون للسلوك املادي للجرمية‪.265‬‬

‫أما الحق الثاين فهو حرية التعبري ويقصد بها اختيار الشخص الوسيلة املناسبة للتعبري عن رأيه فهو حر يف‬
‫اختيار ما يراه مناسبا من طريقة أو وسيلة للتعبري عن أفكاره ومعتقداته وقناعاته‪ ،‬وال يجوز أن يتدخل أي‬
‫شخص إلرغام غريه عىل التعبري عن رأيه ‪ ،‬فإي تدخل يف ذلك يعد إكراه ومساسا مبارشا بهذه الحرية ‪ ،‬وإذا‬
‫كان الرأي هو أمر داخيل يدور يف ذهن اإلنسان فالتعبري هو املظهر الخارجي لذلك الرأي فعندما يعرب الشخص‬
‫عن أرائه وأفكاره يكون بذلك قد تجاوز املرحلة السابقة عىل ارتكاب الجرمية وهي مرحلة التفكري والتصميم‬
‫وبالتايل أي تعبري عن الرأي فيه مساس بالنظام العام يعد جرمية يعاقب عليها القانون ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬مظاهر حرية الرأي والتعبري‬


‫مامرسة الحق يف الرأي والتعبري كغريها من الحقوق األخرى لها مظاهر معينة تظهر بها للعامل الخارجي‪،‬‬
‫فهي ترتبط بحقوق أخرى كارتباط حق التعبري عن الرأي بحرية األعالم بكافة أشكاله وأنواعه ‪ -‬ومنها اإلعالم‬
‫االلكرتوين‪ - 266‬وحرية الحصول عىل املعلومات وحرية التجمع السلمي‪ ،‬بل أن مامرسة تلك الحقوق هو يف‬

‫‪ 264‬نصت املادة (‪ )91‬عىل أنه ( يعاقب بالسجن مدة ل تقل عن ‪ 3‬سنوات ول تزيد عىل ‪ 7‬سنوات كل من ‪ :‬أشرتك يف اتفاق‬
‫جرمي بغرض ارتكاب إحدى الجنايات املنصوص عليها يف هذا الباب‪)....‬‬
‫‪ 265‬د ‪ .‬عادل عبد إبراهيم العاين ‪ ،‬رشح قانون الجزاء القسم العام ‪ ،‬مكتبة األجيال ‪،‬ط ‪ 2018، 1‬م ‪ ،‬ص‪134‬‬
‫‪ 266‬أحمد نهاد أحمد الغول ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري يف املواثيق الدولية والترشيعات املحلية ‪ ،‬سلسلة تقارير قانونية (‪.)65‬‬

‫‪328‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حقيقته الجانب العميل ملام رسة االفراد لحقهم يف حرية الرأي والتعبري‪ ،‬وفيام ييل أبرز مظاهر حرية الرأي‬
‫والتعبري‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬حرية الطباعة والنرش‬


‫منذ القدم عرفت الكتابة كأهم وسائل التعبري عن الرأي ‪ ،‬فكانت من أوائل الوسائل التي استخدمها‬
‫اإلنسان لنقل ما يفكر فيه وما يدور يف مخيلته من أفكار ومعلومات وكذلك العلوم واملعارف وكانت يف بداية‬
‫األمر متارس بشكل يدوي ‪ ،‬بعدها تطور األمر عندما ظهرت اآلت الطباعة اليدوية ومن ثم الحواسيب الحديثة‬
‫‪ ،‬والتي صاحبها ظهور املطبوعات الورقية بأنواعها – املجالت والصحف وغريها ‪ -‬وأخريا املطبوعات االلكرتونية‬
‫التي نالت اهتامم الجميع بعد أن أصبحت من أهم أشكال الطباعة والنرش ‪ ،‬فخالل السنتني األخريتني ومع‬
‫انتشار جائحة كوفد ‪ 19‬يف العامل بدأت مؤسسات الصحافة والنرش التقليدية ابتكار وسائل حديثة لتحافظ عىل‬
‫مكانتها من تلك الوسائل الصحف االلكرتونية ‪ ،‬بل أن بعض الصحف التي كانت تصدر بشكلها الكالسييك‬
‫املعروف ‪ -‬من الورق والحرب‪ -‬لجأت إىل التحول الرقمي إثر هذه الجائحة‪ ،‬حرية الطباعة والنرش كأحد مظاهر‬
‫التعبري عن الرأي نظمها قانون املطبوعات والنرش العامين‪، 267‬‬

‫فعندما يبدأ اإلنسان يف نقل أفكاره وآراءه لغريه فهو بذلك ميارس حقه يف حرية التعبري املقررة مبوجب‬
‫املادة (‪ ) 35‬من النظام األسايس للدولة بالوسيلة التي رأى أنها األنسب لتحقيق ذلك ‪ ،‬وهذه الوسيلة ال تقل‬
‫خطورة عن خريها من وسائل التعبري عن الرأي لذلك فهي تخضع لذات القيود املفروضة عىل حرية الرأي‬
‫والتعبري‪ ، 268‬ففي الفصل الرابع من قانون املطبوعات والنرش تحت عنوان يف املسائل املحظور نرشها حدد املرشع‬
‫العامين القيود عىل الطباعة والنرش ‪ ،‬وهي املسائل التي من شأنها النيل من قائد البالد وأفراد األرسة املالكة‬
‫الكرمية وكذلك النظام العام ‪ ،‬كام ال يجوز نرش كل ما من شأنه املساس باألخالق واألدب العامة والديانات‬
‫الساموية ‪،‬كذلك ال يجوز نرش األخبار أو الصور والتعليقات التي تتصل بأرسار الحية الخاصة أو العائلية لألفراد‬
‫إال إذا كان ذلك النرش تنفيذا لحكم قضايئ أو قرار إداري تقتضيه املصلحة العامة وغريها من القيود األخرى‬
‫املنصوص عليها يف هذا القانون‪.‬‬

‫‪ 267‬قانون املطبوعات والنرش رقم ‪ ، 84/49‬الجريدة الرسمية رقم ‪، 289‬الصادر يف ‪1984/6/2‬م‬


‫‪ . 268‬عبدالله خليل ‪ ،‬الحامية القانونية للصحفيني وأخالقيات العمل الصحفي ‪ ،‬منشور عىل الصفحة اإللكرتونية ‪www.cdfj.org‬‬

‫‪329‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حرية النرش اللكرتوين‬
‫مع التطور التكنولوجي الذي شهده العام إثر ظهور شبكة املعلومات الدولية بدأ النرش اإللكرتوين يأخذ‬
‫طريقة يف االنتشار ليحتل مكانة متقدمة بني باقي وسائل النرش املعروفة ‪ ،‬فأصبحت الشبكة املعلوماتية وسيلة‬
‫منافسة لوسائل التعبري التقليدية ‪ ،‬حيث أن االنرتنت أتاح الفرصة للجميع أن ميارسوا حقهم يف حرية والتعبري‬
‫عن آراءهم ‪ ،‬فقد ورد يف إعالن املبادئ الذي اعتمدته القمة العاملية ملجتمع املعلومات بجنيف يف العام ‪2003‬‬
‫بأن حرية التعبري وحرية تدفق املعلومات واملعارف واألفكار والعلم رضورية ملجتمع اإلعالم وتعود بالنفع عىل‬
‫التنمية‪ ،‬وتطبيقا لذلك فقد تقدم مراسلون بال حدود مبجموعة من التوصيات تتعلق بحرية التعبري عىل الشبكة‬
‫املعلوماتية منها أن مستخدمو االنرتنت وحدهم من يقررون املادة التي ميكنهم ويريدون الدخول عليها عرب‬
‫االنرتنت ومن غري املقبول أن تقوم الحكومات أو الرشكات الخاصة‪ ،‬بالتنقية او التدقيق التلقايئ عىل املواد‬
‫املوجودة يف االنرتنت ‪ ،‬كذلك ال يجوز أن يتخذ قرار بإغالق موقع اإللكرتوين حتى وان كان ذلك املوقع غري‬
‫قانوين من قبل املوقع املستضيف أو مقدم الخدمة التقنية‪ ،‬إال من قبل القايض ‪،269‬وقد اصدرا ملحاكم العامنية‬
‫خالل العام الجاري حكام قضائيا يعد سابقة من نوعها قضاء بإغالق حسابات االلكرتونية ملراءتني قامتا بنرش‬
‫مقاطع مرئية وصور تخل باألدب العامة ‪.270‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حرية التجمع السلمي‬


‫يعد هذا املظهر من أقدم مظاهر التعبري املعروفة حيث وهو حق مكفول وفق القوانني كام أقرته املعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية ‪ ،‬حيث أكد عليه اإلعالن العاملي لحقوق االنسان عام ‪ ،1948‬وكذلك املادة (‪ )21‬من العهد‬
‫الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والتي نصت عىل أن ( يكون الحق يف التجمع السلمي معرتفا به وال يجوز‬
‫أن يوضع من القيود عىل مامرسة هذا الحق إال التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابري رضورية يف مجتمع‬
‫دميقراطي ‪ ،‬لصيانة األمن القومي أو السالمة أو النظام العام أو حامية الصحة العامة أو األدب العامة أو حامية‬
‫حقوق األحرين وحرياتهم ‪ ،271‬وبالرغم من أن التعبري عن الرأي مكفول وفق النظام األسايس للدولة وبالتايل‬
‫فأي وسيلة من تلك الوسائل تكون مرشوعة رشيطة أنها ال متس بأمن املجتمع والنظام العام ـ لذلك فقد نص‬

‫‪ 269‬أنظر املوقع اللكرتوين ‪WWW.radionongrata.og‬‬


‫‪ 270‬انظر املوقع اللكرتوين ‪www.atheer.om‬‬
‫‪ 271‬أحمد نهاد محمد الغول ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري يف املواثيق والترشيعات املحلية ‪ ،‬سلسلة تقارير قانونية (‪ )65‬إنظر‬
‫‪C:/Users/User/Downloads/legal65%20(2).pdf‬‬

‫‪330‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املرشع عىل تجريم أي تجمع يهدف إىل اإلخالل بالنظام العام وخلق فوىض وفقا للامدة ‪ 137‬من قانون الجزاء‬
‫العامين ‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬القيود التي ترد عىل حرية التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل الجتامعي يف‬
‫القانون العامين‬
‫كفالة الحق يف حرية الرأي والتعبري التي نص عليها النظام األسايس للدولة كأحد املبادي األساسية‬
‫للحقوق والحريات ‪،‬أخذها البعض – لألسف الشديد ‪ -‬عىل إطالقها فتجاوز بأفعاله ومسلكياته قصد الشارع‬
‫ليتعدى عىل الغري بصور شتى ‪ ،‬فبوجود املحفزات التي توفرها وسائل التواصل االجتامعي أصبح من الصعب ‪-‬‬
‫عىل البعض ‪ -‬االلتزام بالحدود التي رسمها القانون للتعبري عن آرائهم ‪ ،‬فوسائل التواصل االجتامعي تشكل‬
‫بيئة خصبة ومناسبة النتهاك حرمة الحياة الشخصية للغري‪ ،‬وكذلك زعزعة الثقة مبؤسسات الدولة والحكومة ‪،‬‬
‫واملساس مبكونات النظام العام من القيم واملبادئ الدينية واألخالقية الراسخة ‪ ،‬فاملادة (‪ )35‬من النظام‬
‫األسايس للدولة نصت عىل أن(حرية الرأي والتعبري عنه بالقول و الكتابة وسائر وسائل التعبري مكفولة يف حدود‬
‫القانون ) ‪ ،‬وبالتايل فأن حرية الرأي مكفولة وفق هذه املادة إال إذا خرج ذلك التعبري عن الرأي عام حدده‬
‫القانون فإنه يعد جرمية تستوجب العقاب‪.‬‬

‫وكام بينا سابقا بأن وسائل التواصل االجتامعي يف وقتنا الحايل متثل أهم وسائل التعبري عن الرأي‪،‬‬
‫وبالتايل ال بد من ظهور بعض املسلكيات التي تخرج عن حدود التعبري املرشوع عن الرأي لتمس بالنظام العام‬
‫أو حقوق األخرين وحرياتهم‪ ،‬وفيام ييل بيان للقيود التي تحكم حرية الرأي والتعبري يف وسائل التواصل‬
‫االجتامعي وذلك وفق اآليت‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حامية النظام العام‬


‫ميثل النظام العام أحد أهم ركائز قيام الدول العربية لذلك نجد أن تلك الدول حريصة عىل فرض الحامية‬
‫القانونية عليه ‪ ،‬وحظر املساس به أو االعتداء عليه ‪ ،‬واعتربت ذلك جرمية يعاقب عليها القانون ‪ ،‬وملا كانت‬
‫وسائل التواصل االجتامعي متثل إحدى الوسائل التي يستخدمها األشخاص يف النيل من النظام العام‬
‫والتعدي عليه وانتهاك مبادئه فقد حرص املرشع العامين عىل تجريم بعض املسلكيات التي قد تصدر من‬
‫األشخاص يف وسائل التواصل االجتامعي ‪ -‬عىل اعتبار أنها مظهر من مظاهر حرية التعبري عن الرأي املكفولة‬

‫‪331‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قانونا ‪ -‬بحق النظام العام ‪ ،‬وقبل الحديث عن تلك الجرائم ال بد من التطرق لتعريف النظام العام وبعدها‬
‫سنتناول املسؤولية الجزائية التي ترتتب عىل ذلك املساس وذلك وفق اآليت ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى النظام العام وعنارصه‬


‫مصطلح النظام العام بشكله الذي هو عليه ليس مجرد فكرة ظهرت من العدم أو أوجدتها القوانني املعارصة‪،‬‬
‫وإمنا تكونت هذه الفكرة إثر ما كان سائد يف العصور املاضية من مظاهر القسوة والسيطرة التي ميارسها البعض‬
‫ضد فئات محددة من العامة‪ ،‬فهي فكرة قامت إثر رغبة املجتمعات يف التطور من خالل تصور ما هو مفيد لها‬
‫ومرغوب فيها من مبادئ التنظيم االجتامعي مبا يحقق مصالح العامة‪ ،‬فكانت كل خطوة نحو ذلك تتبعها خطوة‬
‫مامثلة يف القانون الذي يحكم املجتمع بهدف تحقيق التوازن بني نصوص القانون وما يطمح إليه األفراد يف‬
‫املجتمع لبناء كيانهم االجتامعي ‪.272‬‬

‫وبالرغم من الحرص الكبري الذي توليه الترشيعات العربية للنظام العام‪ ،‬إال أنها مل تتعرض لهذه الفكرة‬
‫بالتعريف وهذا أمر طبيعي‪ ،‬فالنظام العام فكرة مرنة تتغري وفقا للزمان واملكان ووفقا لطبيعة الدولة وترشيعاتها‬
‫الداخلية وما تحتويه تلك الدولة من العادات والتقاليد واألعراف‪ ،‬فاالختالف يف تلك الفكرة قائم عىل أساس‬
‫تغري تلك األسس من دولة اىل أخرى‪ ،‬فام يعد مباحا وجائز يف بلد ال يعد كذلك يف بلد أخر فهو مستهجن‬
‫ومحظور‪.‬‬

‫املرشع العامين جرم أي اعتداء أو مساس بالنظام العام إال أنه مل يتطرق ‪-‬كذلك ‪ -‬ألي تعريف له‪ ،‬تاركا‬
‫املجال للمشتغلني يف القانون واملهتمني به األخذ مبا توصل إليه فقها القانون من تعريف لهذه الفكرة ‪ ،‬حيث‬
‫عرفة البعض قائال بأن قواعد النظام العام هي تلك القواعد املوضوعة لحامية املصالح حتى الفردية منها والتي‬
‫تعترب أساسية للمحافظة عىل سالم وازدهار املجتمع االجتامعية موضوع االهتامم ‪ ،273‬كام عرفة أخرون بأنه‬
‫مجموع املصالح األساسية للجامعة أي مجموع األسس والدعامات التي يقوم عليها بناء الجامعة وكيانها بحيث‬
‫ال يتصور بقاء هذا الكيان سليام دون استقراره عليه‪ ،274‬وقد عرف العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية‬
‫والسياسية النظام العام عىل أنه مجموعة القواعد التي تؤمن السري العادي للمجتمع أو التي تشكل األساس‬
‫التي يقوم عليها املجتمع ‪ ،‬واحرتام حقوق االنسان جزء من النظام العام‪ ،‬يف حني أن الفقيه (شارل ديباش)‬

‫‪ 272‬عبدالله محمد محمود ‪ ،‬املدخل إىل علم القانون أو النظرية العامة للقانون‪ ،‬ط‪ ، 7‬مطبوعات جامعة دمشق ‪ ،1996 ،‬ص‪51‬‬
‫‪ 273‬عبد القادر عودة ‪ ،‬الترشيع الجنايئ اإلسالمي مقارن بالقانون الوضعي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة بريوت سوريا‪ ،‬ط‪ ،1994 ، 3‬ص‪152‬‬
‫‪ 274‬زهدي يكن ‪ ،‬القانون اإلداري منشورات املكتبة العرصية ‪ ،‬صيد بريوت ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪78-77‬‬

‫‪332‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عرف النظام العام عىل أنه ( مفهوم متغري يلخص روح الحضارة وحقبة من الزمن وينطوي عىل مجموعة من‬
‫املتطلبات التي تعد أساسية لحامية الحياة االجتامعية ‪ ،)275‬وأجد أنه من املمكن تعريف النظام العام بإنه‬
‫مجموعة من املبادئ األساسية امللزمة التي تحكم سلوك األفراد والدولة يف أي مجتمع ‪ ،‬والنظام العام عىل‬
‫النحو السابق بيانه يتكون من عدة عنارص وهي‪:‬‬

‫أولً‪ :‬األمن العام‪.‬‬


‫يعد األمن العام العنرص األول من عنارص النظام العام ويقصد به حامية األرواح واألموال من كل خطر‬
‫يهددها سواء كان مصدر هذا الخطر يرجع إىل فعل اإلنسان أو فعل الطبيعة أي تأمني األفراد يف مالهم‬
‫وأنفسهم ‪ ،276‬كام كل ما يطأمن اإلنسان عىل مالة ونفسه وذلك مبنع وقوع الحوادث أو احتامل وقوعها والتي‬
‫من شأنها إلحاق األرضار باألشخاص واألموال وعليه فأن مفهوم األمن العام من جهة الدولة يعني املحافظة‬
‫عىل السالمة العامة بالعمل عىل درء ومنع املخاطر التي تهدد األفراد بطريقة وقائية قبل وقوعها وبالتايل‬
‫لسلطات األمن العام اتخاذ كافة ال تدابري واإلجراءات من أجل منع ارتكاب أي جرمية أو منع وقوع أي خطر‬
‫يؤثر عىل أمن أفراد املجتمع‪ ،277‬وبالتايل فإن االستخدام اليسء لوسائل التواصل االجتامعي بنرش ما يؤثر عىل‬
‫األمن العام يعد مساسا بالنظام العام ولو كان تعبريا عن الرأي ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الصحة العامة‪.‬‬


‫وتع ني األوضاع الصحية للشعب بأكمله أو الجامعة ككل وانعدام األمراض واألوبئة وأسباب الوفاة أي‬
‫سالمة األوضاع الصحية للمجتمع ‪ ،278‬وبالتايل فهي كام عرفت منظمة الصحة العاملية الصحة العامة عىل أنها‬
‫حالة اكتامل السالمة جسديا وعقليا واجتامعيا ال مجرد انعدام املرض والعجز‪ ،279‬وأكرب مثال ملفهوم الصحة‬
‫العامة ما نراه من إجراءات وتدابري وما يصدر من قرارات وتوجيهات وما يرسم من سياسات ملواجهة االنتشار‬
‫الواسع للوباء ‪ Covid 19‬بهدف تحقيق الصحة العامة للمجتمع ويأيت قانون مكافحة األمراض املعدية الصادر‬

‫‪ 275‬د ‪ .‬سليامن الطاموي ‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري ‪ ،‬دار الرشوق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1967 ،‬ص ‪491‬‬
‫‪ 276‬د‪ .‬أحمد عبدالرحمن رشف الدين – مبادي القانون اإلداري – دار الفكر املعارص – ‪ -2002‬ص‪108‬‬
‫‪ 277‬فيصل نسيغة ‪ ،‬النظام العام ‪ ،‬بحث منشور يف مجلة املنتدى القانوين العدد الخامس‪ ،‬جامعة محمد خيرض بسكرة‪ ،‬ص‪173‬‬
‫‪http://archives.univ-biskra.dz‬‬
‫‪ 278‬محمد الغمري ص‪9‬‬
‫‪ 279‬تعريف منظمة الصحة العاملية‬
‫‪HTTP://WWW.PHRMOVMENT.ORG/PDF/CHARTER‬‬

‫‪333‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫باملرسوم السلطاين رقم ‪ 92/73‬كأحد القوانني التي تنظم تدابري الصحة العامة يف السلطنة ‪ ،‬لذلك فقيام أي‬
‫شخص بالتعبري عن رأيه يف وسائل التواصل االجتامعي مبا يخالف تدابري الصحة العامة أو انتقادها عىل النحو‬
‫الذي يشكك يف فاعليتها يف املحافظة عىل الصحة العامة أو تحسينها ‪ ،‬يعد مخالفا للنظام العام ومعتديا عليه‪،‬‬
‫وهناك ارتباط وثيق بني الصحة العامة واألمن العام ‪ ،‬ألن املحافظة عىل الصحة العامة من شأنه زيادة اإلنتاج‬
‫الذي يرتتب عليه زيادة الدخل وبالتايل نقصان يف نسبة ارتكاب الجرائم‪. 280‬‬

‫ثالثاً‪ :‬السكينة العامة‪.‬‬


‫هي العنرص الثالث من عنارص النظام العام ‪ ،‬ويقصد بها اتخاذ اإلجراءات الكفيلة لضامن الهدوء العام‬
‫وحظر كافة مظاهر اإلزعاج واملضايقات رشيطة أن ال تتجاوز تلك املضايقات الحد املألوف الذي تفرضه الحياة‬
‫داخل املجتمع ويشرتط أن تصل إىل حد من الجسامة يستدعي تدخل السلطات املختصة ‪ ،281‬كمن يستخدم‬
‫مكربات الصوت يف حفالت الزفاف ويف ساعات متأخرة من الليل للدرجة التي تزعج األخرين من سكان الحي‬
‫‪ ،‬وكمن يستخدم بوق املركبة بشكل مزعج أو كلعب كرة القدم يف املناطق السكنية ويف غري األماكن املخصصة‬
‫‪ ،‬وألهمية السكينة العامة ذهب بعض الفقهاء إىل أنه نتيجة للتقدم التكنولوجي أصبحت محاربة الضوضاء‬
‫تتجاوز مفهوم السكينة العامة وأصبحن تتالقى مع فكرة الصحة العامة واألمن العام‪ ،282‬ومن تدابري السكينة‬
‫العامة قيام الحكومة بتخصيص أماكن محددة للمناطق الصناعية تكون مستقلة وبعيدة عن مناطق سكنى‬
‫األفراد وذلك لضامن الهدوء والسكينة يف املناطق السكنية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬املسؤولية الجزائية الناتجة عن املساس بالنظام العام‬


‫تناول القانون العامين املسؤولية الجزائية الناتجة عن استخدام وسائل تقنية املعلومات أو شبكة املعلومات‬
‫الدولية يف التعبري عن الرأي بشكل ميس بالنظام العام يف املادة ‪ 19‬من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫‪ ،‬حيث أن هذه املادة بينت بدقة حدود حرية التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل االجتامعي إذ نصت عىل‬
‫أن ( يعاقب بالسجن مدة ال تقل عن شهر وال تزيد عىل ثالث سنوات وبغرامة ال تقل عن ألف ريال وال تزيد‬
‫عىل ثالثة آالف ريال عامين أو بإحدى هاتني العق وبتني كل من استخدم الشبكة املعلوماتية أو وسائل تقنية‬

‫‪ 280‬د محمود أبو السعود حبيب ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار الثقافة الجامعية ‪ ، 1999 ،‬ص‪188‬‬
‫‪ 281‬د‪.‬داود الباز ‪ ،‬حامية السكينة العامة معالجة ملشكلة العرص يف فرنسا ومرص الضوضاء – دار الفكر العريب ‪ ، - 2004-‬ص‪135- 128‬‬
‫‪ 282‬د‪ .‬محمد احمد فتح الباب السيد ‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري يف مجال مامرسة حرية الجتامعات العامة – رسالة دكتوراة جامعة‬
‫عني شمس ‪ ، 1993 ،‬ص‪96‬‬

‫‪334‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املعلومات يف إنتاج أو نرش وأو توزيع أو رشاء أو حيازة كل ما من شأنه أو ينطوي عىل املساس بالقيم الدينية أو‬
‫النظام العام )‪ .283‬ولقيام املسؤولية الجنائية وفقا لهذه املادة ال بد من توافر رشوط معينة وهي ‪:‬‬

‫أولً‪ :‬استخدام الشبكة املعلوماتية أو وسائل تقنية املعلومات يف ارتكاب الفعل ‪.‬‬
‫نظرا إىل أن هذه الجرمية من جرائم املحتوى االلكرتوين‪ ،‬التي نص عليها املرشع يف الفصل الخامس‬
‫من قانون األمن السيرباين العامين املسمى بقانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات فال بد لقيامها أن يكون‬
‫باستخدام الشبكة املعلوماتية أو وسائل تقنية املعلومات وقد عرف قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫املصطلحني يف الفصل األول منه ‪،‬حيث عرف الشبكة املعلوماتية عىل أنها ارتباط بني أكرث من وسيلة لتقنية‬
‫املعلومات للحصوص عىل البيانات واملعلومات االلكرتونية وتبادلها ‪ ،‬يف حني عرف وسائل تقنية املعلومات عىل‬
‫أنها جهاز الكرتوين يستخدم ملعالجة البيانات واملعلومات االلكرتونية أو تخزينها أو إرسالها أو استقبالها كأجهزة‬
‫الحاسب األيل وأجهزة االتصال‪ ،‬وبالتايل ال يتصور قيام هذه الجرمية بغري ذلك فقيام الشخص بنرش أوراق‬
‫ومنشورات مكتوبة تنطوي عىل مساس بالنظام العام ال يعد من الجرائم اإللكرتونية التي ينطبق عليها هذا‬
‫القانون‪ 284‬وإن كان ميثل جرمية عادية وفق قانون الجزاء العامين‪ ،‬بعد ذلك يستوي يف قيام املسؤولية الجزائية‬
‫وفق هذا القانون كافة الربامج والتطبيقات واملواقع واملنتديات وغريها من الوسائل التي تستخدم شبكة املعلومات‬
‫الدولية أو وسائل تقنية املعلومات ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أن يتخذ الفعل املادي املكون للسلوك الجرمي أحد الصور املبينة يف املادة ‪.‬‬
‫ال بد لقيام أي جرمي ة من توافر الفعل املادي من بني العنارص األساسية التي يتألف منها الركن املادي‬
‫لتلك الجرمية ‪ ،‬ويتعذر الحكم بأية عقوبة إذا انتفاء ذلك الفعل‪ ،‬ويعرف الفعل املادي بأنه املظهر الخارجي‬
‫لإلرادة االمثة ويتحقق بترصف معني ‪ ،285‬وقد بينت املادة (‪ )19‬من القانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫حرصا صور الفعل املادي املجرم وهو إنتاج‪ ،‬أو نرش أو توزيع أو رشاء أو حيازة‪ ،‬وبالتايل فإن السلوك املكون لهذه‬
‫الجرمية ال يخرج عن تلك األفعال ‪ ،‬وكام هو واضح أنه يتخذ صورة العمل اإليجايب الذي يعرب عن حركة‬
‫عضوية إرادية أي أن لذلك الفعل كيان مادي محسوس يتمثل مبا يصدر من مرتكب الفعل من حركات ألعضاء‬

‫‪ 283‬قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ‪ ،‬صدر باملرسوم السلطاين رقم ‪2011/12‬م‪ ،‬املنشور يف الجريدة الرسمية رقم (‪،)929‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2011 /2/15‬‬
‫‪ 284‬عرفت الفقرة ج من املادة ‪ 1‬من الفصل األول من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات جرمية تقنية املعلومات بأنها الجرائم‬
‫املنصوص عليها يف هذا القانون ‪.‬‬
‫‪ 285‬د ‪ .‬عادل عبد إبراهيم العاين ‪ ،‬رشج قانون الجزاء العامين القسم العام ‪ ،‬مكتبة األجيال ‪ ،‬ط‪2018 ،1‬م ‪،‬ص ‪115‬‬

‫‪335‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫جسمه من أجل تحقيق أثر مادي معني ‪ ،286‬وال يتصور أن يقوم هذا الفعل بحركة عضوية فقط – أيا كان هذا‬
‫الفعل – بل أنه يقوم بحركة عضوية ناتجة عن إرادة صادرة عن الجاين‪ ، 287‬فال تقوم هذ الجرمية بالسلوك‬
‫ال سلبي أي االمتناع عن القيام بعمل يفرضه القانون‪ ،‬فقيام شخص باستخدام وسائل التواصل االجتامعي يف‬
‫نرش أخبار وإشاعات تتعلق بالنظام العام يعد جرمية وفق تلك املادة ‪ ،‬ومن املالحظ يف هذه املادة أن املرشع‬
‫كان دقيقا يف تحديد الفعل املادي املكون للسلوك الجرمي من خالل بيان صور ذلك السلوك ‪ ،‬ويف هذه الحالة‬
‫ال يتصور قيام الجرمية املنصوص عليها يف هذه الجرمية دون توافر إحدى تلك الصور‪ ،‬واملالحظ أن تلك‬
‫األفعال من حيث األصل هي أفعال مباحة غري مجرمة ‪ ،‬وال يعني توافرها قيام الجرمية اإللكرتونية‪ ،‬إال إذا‬
‫شكلت تلك األفعال اعتداء عىل النظام العام أو مبادي الدين الحنيف أو مست بحقوق األخرين وحرياتهم‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أن يكون فعل الجاين من شأنه أو ينطوي عىل مساس بالقيم الدينية أو النظام العام‪.‬‬
‫ال يكفي لقيام أحد الجرائم املنصوص عليها يف هذه املادة استخدام الجاين لوسائل تقنية املعلومات أو‬
‫الشبكة املعلوماتية كام ال يكفي أن يقوم بأحد صور الفعل املادي املكون للسلوك الجرمي ‪ ،‬وإمنا يجب أن يكون‬
‫املحتوى الذي قام بإنتاجه أو نرشه أو توزيعة أو رشاءه أو حيازته من شأنه أو ينطوي عىل مساس بالقيم الدينية‬
‫أو النظام العام ‪ ،‬والقيم الدينية هي تلك القيم التي مصدرها الدين اإلسالمي الحنيف كالعدل واملساواة بني‬
‫أفراد املجتمع وحقوق اإلنسان وكرامته ‪ ،‬والتسامح بني أفراد املجتمع بعضهم البعض ومع األخرين ‪ ،‬والسلم‪،288‬‬
‫أما النظام العام فقد تم بيان ما هيته ومكوناته فيام سبق‪ ،‬وبتايل يندرج تحت هذا التجريم كل فعل من األفعال‬
‫املنصوص ع ليها يف هذه املادة إن مس بالنظام العام ومكوناته أو بالقيم الدينية‪ ،‬وبالتايل تدخل يف دائرة هذا‬
‫التجريم العديد من الجرائم املنصوص عليها يف باقي القوانني العقابية مثال ذلك أن يقوم أحد األفراد بالتعبري‬
‫عن استياءه من السياسة الداخلية أو الخارجية للبلد ونرشها عرب مختلف وسائل التواصل االجتامعي ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يدخله يف دائرة جرائم أمن الدولة التي نص عليها املرشع العامين يف الباب األول تحت عنوان الجرائم املاسة‬
‫بأمن الدولة يف املواد من ‪ 145 – 87‬من قانون الجزاء العامين وكذلك مخالفة قانون مكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات ‪.‬‬

‫‪ 286‬د ‪ .‬عادل عبد إبراهيم العاين ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪116‬‬


‫‪ 287‬د‪ .‬مجمود نجيب حسني ‪ ،‬رشح قانون العقوبات القسم العام ‪،‬ط‪ ،6‬دار النهضة العربية ‪،1989،5،1982‬ص ‪272-270‬‬
‫‪ 288‬فاطمة طاهري ‪ ،‬القيم الدينية للثورة التحريرية الجزائرية كفكر ومامرسة ‪ ،‬ملخص رسالة دكتوراه منشور عىل املوقع‬
‫اللكرتوين ‪https://www.pnst.cerist.dz‬‬

‫‪336‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عليه ال يجوز بأي شكل من األشكال استخدام وسائل التواصل االجتامعي يف املساس بالنظام العام‬
‫ويجرم أي فعل يقوم به الشخص يتضمن تعبريا عن الرأي بشكل يقلل من شأن مؤسسات الدولة أو يضعف‬
‫من مكانتها أو يحقر أداءها‪ ،‬كام يجرم أيضا أي رأي عرب عنه صاحبة بأحد وسائل التواصل االجتامعي وانطواء‬
‫عىل مساس بالصحة العامة للمجتمع كمن يعرب عن رأيه يف فاعلية لقاح ما أو دواء ما أو الطعن يف مؤسسة‬
‫صحية أو نرش شائعات تتعلق بانتشار وباء جديد يف بلد ما‪ ،‬وكذلك من قام بالتشكيك يف القرارات واإلجراءات‬
‫والقوانني التي تنظم تدابري الصحة العامة يف املجتمع‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬حامية حقوق وحريات األخرين‬


‫مل يقرص املرشع العامين عنايته عىل حق الرأي والتعبري ‪ -‬فقط ‪ -‬بل كان حريصا عىل أن يقرر الحامية‬
‫واالحرتام لكافة الحقوق اللصيقة باإلنسان فجرم املساس بها أو االعتداء عليها بأي شكل من األشكال‪ ،‬حيث‬
‫جعلها حقوق دستورية مقررة وفق الباب الثالث من النظام األسايس للدولة تحت عنوان الحقوق والواجبات‬
‫العامة‪ ،‬وبالتايل فإن أي مساس بتلك الحقوق يعد جرمية يعاقب عليها القانون‪ ،‬أيا ما كان شكل هذا املساس‬
‫وأيا ما كانت الوسيلة املستخدمة ‪ ،‬فكام أن الجرمية من املمكن أن ترتكب بالطريق العادي الكالسييك أي‬
‫االعتداء املبارش عىل الحق محل الحامية القانونية ‪ ،‬كرضب املجني عليه أو شتمه أو قذفة أو انتهاك حرمة‬
‫حياته الخاصة بشكل مبارش ووجه لوجه ‪ ،‬من املمكن كذلك ارتكابها بشكل الكرتوين عرب وسائل تقنية املعلومات‬
‫وعرب الشبكة املعلوماتية ‪ ،‬كمن يشتم غريه يف أحد برامج التواصل االجتامعي أو يلتقط الصور له أو أفراد أرسته‬
‫يف وضع ال يقبل به ودون علمه وبدون موافقته ‪ ،‬هنا كان القانون العامين حريصا عىل أن تقوم املسؤولية‬
‫الجزائية بحق من يستخدم وسائل تقنية املعلومات يف املساس بتلك الحقوق الدستورية‪ ،‬وقبل الخوض يف‬
‫املسؤولية الجزائية الناتجة عن التعبري عن الرأي عرب وسائل التواصل االجتامعي بشكل ييسء إىل األخرين‬
‫وميس بحقوقهم وحرياتهم نتناول بإيجاز بعض تلك الحقوق والحريات الشخصية التي قررها املرشع العامين‬
‫يف النظام األسايس للدولة وذلك وفق اآليت ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق األفراد يف املجتمع‬

‫نص النظام األسايس للدولة عىل جملة من الحقوق والحريات لألفراد والتي ال يجوز املساس بها أو‬
‫االعتداء عليها إال وفق ما يحدده القانون ‪ ،‬وبالتايل املساس املسموح به يف مجال الحقوق والحريات هو‬
‫املساس الذي ينظمه القانون أو يسمح به‪ ،‬وتلك الحقوق والحريات املكفولة بالنظام األسايس للدولة هي حقوق‬

‫‪337‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وحريات مهمة ليعيش األفراد يف املجتمع دون خوف أمنني مطمئنني عىل أنفسهم‪ ،‬ونظرا إىل تعدد تلك‬
‫الحقوق وتنوعها فال يستوعب موضوعنا هذا تناولها بشكل تفصييل لذلك سنكتفي بالتطرق إىل بعض تلك‬
‫الحقوق بيشء من اإليجاز وذلك وفق اآليت‪:‬‬

‫أولً‪ :‬حق اإلنسان يف الحياة والكرامة‪.‬‬


‫تناول النظام األسايس للدولة حق اإلنسان يف الحياة يف املادة ( ‪ ) 18‬منه حيث نص عىل أن ( الحياة‬
‫والكرامة حق لكل إنسان وتلتزم الدولة باحرتامها وحاميتها وفقا للقانون ) كام أن هذا الحق له أسس دينية ‪،‬‬
‫حيث أعترب اإلسالم الحق يف الحياة مكفول للجميع فال يجوز االعتداء عىل حياة األخرين‪ ،‬فحرم قتل الغري‬
‫ح ِّق) ‪289‬وقال تعاىل ((‪َ ..‬والَ تَ ْقتُلُوا أَنْف َُسكُ ْم‬
‫ْس الَّتِي َح َّر َم اللَّ ُه ِإالَّ بِالْ َ‬
‫وكذلك قتل النفس قال تعاىل ( َوال تَ ْقتُلُوا النَّف َ‬
‫ِإ َّن اللَّ َه كَا َن بِكُ ْم َر ِحيام )‪،290‬‬

‫ولضامن حامية أنفس األخرين فقد عاقب اإلسالم كل من يعتدى عىل حياة الغري بالقصاص وهو أشد‬
‫ص ِ‬
‫اص َح َيا ٌة‬ ‫يف الْ ِق َ‬
‫يف الْ َقتْ َىل)‪ ،291‬وقال ( َولَكُ ْم ِ‬
‫اص ِ‬
‫ص ُ‬‫أنواع العقوبات يف اإلسالم‪ ،‬قال تعاىل( كُتِ َب َعلَ ْيكُ ُم الْ ِق َ‬
‫يَا أُ ِ‬
‫ويل األَلْبَ ِ‬
‫اب )‪، 292‬‬

‫كام أن هذا الحق حظى باهتامم املواثيق واالتفاقيات الدولة التي تعنى بحقوق اإلنسان فقد نصت املادة‬
‫الثالثة من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان عىل ( لكل فرد الحق يف الحياة والحرية وسالمة شخصه‪ ،‬كام‬
‫نصت املادة ‪ 1/6‬من االتفاق الدويل للحقوق املدنية والسياسية عىل أن( كل كائن برشي يتمتع بحق الحياة‬
‫املتأصل فيه ‪ ،‬وهذا الحق يحميه القانون‪ ،‬وال يحرم أحدا من هذا الحق بطريقة تعسفية )‪،293‬‬

‫أما املرشع العامين فقد كان حريصا عىل حامية حق اإلنسان يف الحياة فبعد أن نص عىل هذا الحق‬
‫عىل اعتباره أحد الحقوق الدستورية جرم أي اعتداء عىل حياة األخرين ‪ ،‬حيث نصت املادة (‪ )301‬من قانون‬
‫الجزاء العامين عىل أن (يعاقب بالسجن املطلق كل من قتل إنسان عمدا ) كام تضمنت املواد الالحقة عليه‬

‫‪ 289‬سورة اإلرساء اآلية ‪33‬‬


‫‪ 290‬سورة النساء اآلية ‪29‬‬
‫‪ 291‬سورة البقرة اآلية ‪178‬‬
‫‪ 292‬سورة البقرة اآلية ‪179‬‬
‫‪ 293‬د ‪ .‬غازي حسن صباريني ‪،‬الوجيز يف حقوق النسان وحرياته األساسية ‪ ،‬دار الثقافة للنرش والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪،2015 ،4‬‬
‫ص‪117‬‬

‫‪338‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أشكال ذلك االعتداء عىل حياة األخرين يف صوره املشددة وكذلك املخففة ‪ ،‬وطبعا ال يكفي أن يتمتع اإلنسان‬
‫بحقه يف الحياة بل يجب أن تكون تلك الحياة كرمية وفق ما يقرره القانون من حقوق وواجبات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حق األفراد يف سالمة جسدهم‪.‬‬


‫يقصد بحق األفراد يف سالمة جسدهم أي حقهم يف الحامية القانونية التي تحول دون االعتداء عليهم‬
‫من قبل األخرين ‪ ،‬فأي إيذاء يقع بحق جسم اإلنسان يعد جرمية وفق النظام األسايس للدولة وما قرره قانون‬
‫الجزاء العامين من عقوبات لجرائم اإليذاء‪ ،‬ويقصد بجرائم اإليذاء ‪ ،‬االعتداء غري املرشوع عىل حق املجني‬
‫عليه يف سالمة جسمه أو الوظائف الطبيعية ألعضائه‪ ،‬وهذه املصلحة يحميها القانون وتشرتك هذه الجرائم‬
‫يف محل االعتداء مع جرائم القتل فمحلها اإلنسان الحي ‪ ،‬وتختلف عنها أن األوىل يهدف إىل إزهاق روح‬
‫اإلنسان يف حني أن هذه الجرائم تهدف إىل إصابة اإلنسان برضر جسدي أو صحي‪،294‬‬

‫وقد حرص املرشع العامين عىل تقرير الحامية الجزائية لهذا الحق فبعد أن نص عىل هذا الحق يف النظام‬
‫األسايس للدولة كأحد الحقوق الدستورية قرر إنزال العقوبة عىل كل من يعتدي عىل حق األفراد يف سالمة‬
‫جسمهم حيث تناول يف املواد (‪ 307‬وحتى ‪ )309‬من قانون الجزاء صور االعتداء الذي يقع عىل جسم اإلنسان‬
‫وتفاوت العقوبة نزوال وارتفاعا وفق ما يرتبه ذلك االعتداء من رضر يف جسم املجني عليه‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حامية حق األفراد يف حرمة املساكن‬


‫أراد املرشع العامين أن يحافظ عىل مكانة مسكن األفراد عىل اعتبار أنه املكان الذي يعد مقرا لسكينة‬
‫االفراد ومخزن أرسارهم ومستودع الحياة الخاصة التي ال يجب املساس بها أو االعتداء عليها ‪ ،‬فنص يف النظام‬
‫األسايس للدولة يف املادة ( ‪ ) 33‬عىل ( للمساكن حرمه فال يجوز دخولها بغري إذن أهلها إال يف األحوال‬
‫التي بينها القانون وبالكيفية املنصوص عليها يف القانون )‬

‫وبالتايل فإن ملسكن األفراد حرمة يجب أن تحرتم وأن تحمى مخافة أن تنتهك من قبل البعض ‪ ،‬ولحامية‬
‫هذا الحق جرم قانون الجزاء العامين أي اعتداء عىل ذلك الحق بالدخول بغري إذن من له الحق يف أن يأذن‬
‫بذلك ويف غري األحوال التي يجيز فيها القانون ذلك‪ ،‬ففي املادة ‪ 371‬من قانون الجزاء العامين ( يعاقب بالسجن‬
‫مدة ال تقل عن ‪ 3‬أشهر وال تزيد عن سنتني كل من دخل مكانا مسكنا و معدا للسكنى أو أحد ملحقاته بغري‬

‫‪ 294‬د عادل عبد إبراهيم العاين‪ ،‬رشح قانون الجزاء العامين القسم الخاص الجرائم الواقعة عىل األشخاص واألموال ‪،‬رشكة‬
‫مطابع الباطنة ومكتباتها للطباعة التكنولوجية الحديثة ‪ ،‬ط‪ ، 2021 ، 1‬ص‪125‬‬

‫‪339‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫رىض من له الحق يف منعه من الدخول ‪ ،‬ويف غري األحوال التي يجيزها القانون ‪ ،‬وتكون العقوبة السجن مدة‬
‫ال تقل عن سنة وال تزيد عىل ‪ 3‬سنوات وإذا وقع الفعل ليال أو بواسطة الكرس أو التسور أو التسلق أو كان‬
‫الجاين ح امال سالحا أو ارتكب من شخصني فأكرث ‪ ،‬أو من شخص انتحل صفة عامة ‪ ،‬أو ادعى قيامه بوظيفة‬
‫عامة )‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حرمة الحياة الخاصة لألفراد‪.‬‬


‫نصت املادة (‪ ) 12‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان عىل أنه ( ال يجوز أن يتعرض أحد لتدخل تعسفي‬
‫يف حياته الخاصة أو مسكنة أو مراسالته أو لحمالت عىل رشفه وسمعته ‪ ،‬ولكل شخص الحق يف حامية‬
‫القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحمالت )‪ ،295‬كام أن حرمة الحياة الخاصة متتد ملسكنة فيمنع دخولها‬
‫دون إذن منه إال وفق ما يقرره القانون من حاالت وإجراءات‪ ،296‬كذلك الحال بالنسبة للمراسالت فتعد من‬
‫الحي اة الخاصة التي ال يجوز االطالع عليها أو نرشها أو اخرتاقها إن كانت الكرتونية عىل النحو والذي ميس‬
‫من حرمتها ‪ ،‬وقد أكدت املادة (‪ ) 36‬من النظام األسايس للدولة بأن ( للحياة الخاصة حرمة ‪ ،‬وهي مصونة ال‬
‫متس وللمراسالت االلكرتونية بكافة أنواعها واملراسالت الهاتفية والربقية والربيدية من وسائل االتصال حرمة‬
‫ورسيتها مكفولة فال يجوز مراقبتها أو تفتيشها أو االطالع عليها أو افشاء رسيتها أو تأخريها أو مصادرتها إال‬
‫يف األحوال التي يبينها القانون ووفق اإلجراءات املحددة فيه)‪،‬‬

‫وللحياة الخاصة وفق هذه املادة مفهوم معني مضمونه حرية اإلنسان يف اختيار أســــلوب حياته بعيدا‬
‫عن التدخل وبدون أن يطلع عىل تفاصيل حياته أي شخـــص ودون أن ينـــقل يش منها إىل خارج محيط من‬
‫يشاركه تلك الحياة الخاصة ‪ ،‬ويدخل تحت مضمون الحــــياة الخاصة كل ما يتعلق بالشخص من أمــــور‬
‫تتعلق بحياته األرسية أو العائلية أو املهنية أو ما يخـــص أرساره التي ال يحق لألخرين االطـــــالع عليها‬
‫كعالقاته العاطفية أو أوضاعه الصحية أو وغريها ‪ ،‬وأي اعتدا عىل حرمـــة تلك الحياة يشكل جرمية يعاقب‬
‫عليها القانون ‪.‬‬

‫‪ 295‬أنظر املواد (‪ )17‬من الدويل للحقوق املدنية والسياسية ‪ ،‬واملادة (‪ )8‬من التفاقية األوربية لحقوق اإلنسان واملادة (‪ )11‬من‬
‫التفاقية المريكية لحقوق األنسان‬
‫‪ 296‬د‪ .‬عثامن عبد امللك صالح ‪ ،‬حقوق األمن الفردي يف اإلسالم ‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون الوضعي ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪.‬ع‪/3‬س‪،7‬‬
‫‪ ، 1983‬ص‪26‬‬

‫‪340‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املسؤولية الجزائية الناتجة عن العتداء عىل حرمة الحياة الخاصة باستخدام وسائل‬
‫التواصل الجتامعي‬
‫تناول املرشع العامين املسؤولية الجزائية الناتجة عن استخدام وسائل تقنية املعلومات أو شبكة املعلومات‬
‫الدولية يف التعبري عن الرأي بشكل ميس بحرمة الحياة الخاصة يف املادة ‪ 16‬من قانون مكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات والتي نصت عىل أن ( يعاقب بالسجن مدة ال تقل عن سنة وال تزيد عىل ثالث سنوات وبغرامة ال‬
‫تقل عن ألف ريال وال تزيد عىل خمسة أالف ريال عامين أو بإحدى هاتني العقوبتني كل من استخدم الشبكة‬
‫املعلوماتية أو وسائل تقنية املعلومات كالهواتف النقالة املزودة بألة تصوير يف االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة‬
‫أو العائلية لألفراد وذلك بالتقاط صور أو نرش أخبار أو تسجيالت صوتية أو مرئية تتصل بها ولو كانت صحيحة‬
‫أو يف التعدي عىل الغري بالسب أو القذف)‪ ،‬من ذلك ميكن القول أن هذه املادة ترتب املسؤولية الجزائية تجاه‬
‫من يستخدم وسائل تقنية املعلومات أو شبكة املعلومات الدولية يف التعبري عن الرأي بشكل ميس بحرمة الحياة‬
‫الخاصة لألفراد‪ ،‬وهذه املساس ال يخرج عن الصورتني اآلتيتني‪:‬‬

‫أولً‪ :‬التشهري وإساءة سمعة الغري‬


‫التشهري وإساءة السمعة تعني إشاعة السوء عن إنسان بني الناس ‪ ،297‬أما اإلساءة للسمعة فيقصد بها قيام‬
‫شخص بنرش معلومات غري صحيحه تيسء لرشف شخص أخر أو أرسته‪ ،298‬وهناك فرق بني التشهري وإلساءة‬
‫للسمعة فاألوىل ال تكون إال بإظهاره للناس وإعالنه لهم بأي وسيلة ‪ ،‬وقد يكون هذه التشهري ميس العرض‬
‫والرشف والنسب وغريها من األمور الخاصة بالشخص ‪ ،‬أما اإلساءة للسمعة فهي متس بشكل أسايس بالعرض‬
‫والرشف‪ ،299‬وقد بني املرشع العامين يف املادة ‪ 16‬من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات صور التعدي املؤثم‬
‫عىل حرمة الحياة الخاصة لألفراد‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ .1‬التقاط الصور باستخدام الهواتف النقالة التي تحتوي عىل كامريات منتهكا حرمة الحياة الخاصة‬
‫لألفراد كمن يلتقط صور أفراد عائلة أحد األشخاص أو منزله أو مركبته الشخصية أو أجزاء مخفية من‬

‫‪ 297‬املقدم ‪.‬د‪.‬مسفر بن حسن مسفر القحطاين ‪ ،‬الحامية املدنية للمعلومات الحاسوبية الشخصية( التعويض ) يف الفقه اإلسالمي‬
‫وأنظمة اململكة العربية السعودية ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات بكلية امللك فهد األمنية ‪ ،2005،‬ص‪74‬‬
‫‪ 298‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬رشح قانون العقوبات ‪ ،‬القسم الخاص ـ جرائم العتداء عىل األشخاص ‪1981 ،‬م ص‪ ، 660‬وفوزية‬
‫عبد الستار ‪ ،‬رشح قانون العقوبات القسم الخاص ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪1982،‬م ‪ ،‬ص ‪.567‬‬
‫‪ 299‬عبد الواحد كرم ‪ ،‬معجم مصطلحات الرشيعة والقانون ‪ ،‬دار املناهج ‪ ،‬األردن ‪،‬ط‪1998 ،2‬م‪ ،‬ص‪.231‬‬

‫‪341‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منزله‪ ،‬ومن املالحظ أن املرشع يف هذه الصورة أعترب مجرد التصوير اعتداء يستوجب العقاب حتى لو‬
‫مل يتبعه أي نرش‪.‬‬

‫‪ .2‬أما الصورة الثانية من صور هذا االعتداء فتتمثل يف نرش األخبار املتعلقة بحرمة الحياة الخاصة‪ ،‬كمن‬
‫يتحدث عن خالفات عائلية واقعة يف إحدى األرس وينرش تفاصيلها‪ ،‬أو أنه يبدي رأيه فيها ‪ ،‬وال يكفي‬
‫أن يقوم الشخص بكتابة خرب ما وحفظه فال بد أن يقوم بنرشه لتقوم هذه الجرمية ‪ ،‬فالتعبري عن الرأي‬
‫يف هذه الصورة م ن صور املسؤولية الجزائية هي أساس التجريم فال تقوم الجرمية إال إذا عرب عنها‬
‫بالنرش يف إحدى وسائل تقنية املعلومات أو شبكة املعلومات الدولية‪.‬‬

‫‪ .3‬أما الصورة الثالثة من صور االعتداء فهي التسجيل الصويت أو املريئ‪ ،‬فالقانون ال يجيز تسجيل‬
‫املحادثات أو ما يدور بني األشخاص من حديث سواء أكان ذلك الحديث عرب وسائل االتصال أو كان‬
‫بشكل مبارش أثناء تواجد الشخص يف نفس املكان فقد نصت املادة (‪ )90‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫عىل أنه ( ال يجوز ضبط املراسالت والربقيات أو االطالع عليها أو ضبط الجرائد واملطبوعات والطرود‬
‫أو تسجيل األحاديث التي نجرى يف مكان خاص أو مراقبة الهاتف أو تسجيل املكاملات بغري إذن من‬
‫االدعاء العام ) حتى لو كان ذلك بغرض كشف جرمية ما‪ ،‬بل رتب املرشع جزاء إجرائيا عىل مخالفة‬
‫ذلك وهو البطالن يف الدليل املتحصل من ذلك حيث نصت املادة (‪ )208‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫عىل أنه( يرتتب البطالن عىل عدم مراعات أحكام القانون املتعلقة بأي إجراء جوهري )‪ ،‬ومن املالحظ‬
‫عىل املادة (‪ ) 16‬من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات اشرتطت لقيام املسؤولية الجزائية يف هذه‬
‫الصورة من صور االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة قيام الجاين بنرش املقطع الصويت أو املريئ الذي‬
‫قام بتصويرة ‪ ،‬فال تقوم الجرمية إال بنرش تلك املقاطع ‪ ،‬أما إن ثبت عدم نرشها فال مجال ملعاقبة‬
‫الجاين عن تلك الجرمية ‪.‬‬

‫ثانياُ‪ :‬التعدي عىل الغري بالسب أو القذف‬


‫ميثل السب والقذف أحد صور االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة لآلخرين التي نصت عليها املادة (‪)16‬‬
‫من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ‪ ،‬والسب والقذف كال منهام ميثل جرمية مستقله ‪ ،‬فالقذف هو إسناد‬
‫واقعة محددة تستوجب عقاب من تنسب إليه أو احتقاره إسنادا علنيا عمدا‪ ،300‬عىل ذلك فإن القذف يقوم عىل‬

‫‪ 300‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪517‬‬

‫‪342‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قيام الجاين بإسناد فعل إىل املجني عليه ينصب عىل واقعة محددة تؤدي إىل عقاب املجني عليه أو احتقاره‬
‫واألصل أن يكون القذف علنيا وفقا ملا جاء يف املادة ‪ 326‬من قانون الجزاء العامين إال أن املرشع عاقب عىل‬
‫القذف غري العلني وفقا للامدة ‪ 328‬من ذات القانون‪.‬‬

‫أما السب فهو خدش رشف الشخص واعتباره عمدا دون أن يتضمن إسناد واقعة معينه إليه‪،301‬وتقوم جرمية‬
‫القذف والسب وفق هذا املفهوم بأي وسيلة من وسائل التعبري املختلفة ‪ ،‬قولية أو كتابية أو باإلشارة الدالة عليه‪،‬‬
‫إال أن املرشع العامين خصص القذف والسب الذي ينرش عرب وسائل تقنية املعلومات أو شبكة املعلومات الدولية‬
‫فجرمه وفقا للامدة ‪ 16‬من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات وهذا التخصيص تبعه تشديد يف العقوبة حيث‬
‫أن القذف وفق أحكام املادة (‪ ) 326‬من قانون الجزاء العامين جرمية عقوبتها السجن مدة ال تقل عن شهر وال‬
‫تزيد عن سنة ‪ ،‬يف حني أن السب عقوبته وفقا للامدة (‪ )327‬من ذات القانون وهي السجن ال تقل عن عرشة‬
‫أيام وال تزيد عىل سته أشهر‪ ،‬أما املادة ‪ 16‬فقد شددت العقوبة الحبسية يف حديها األدىن واألعىل لتصل إىل‬
‫السجن الذي ال يقل عن سنة وال يزيد عن ثالث سنوات‪.‬‬

‫الخامتة ‪:‬‬
‫تناولت هذه الورقة البحثية موضوع األمن السيرباين وحرية الرأي والتعبري يف وسائل التواصل االجتامعي‬
‫وفق القانون العامين ‪ ،‬بهدف بيان الحدود الفاصلة بني حرية التعبري عن الرأي يف وسائل التواصل االجتامعي‬
‫والقيود الواردة عليها ‪ ،‬وتحديد املسؤولية الجزائية املرتتبة عىل تجاوز تلك الحدود ‪ ،‬وخلصت هذه الورقة إىل‬
‫اآليت ‪:‬‬
‫‪ .1‬حرية الرأي والتعبري حق دستوري كفله املرشع العامين للجميع ‪ ،‬وحرم املساس به وجرم أي اعتداء عليه‪،‬‬
‫ولكل شخص الحق يف التعبري عن رأيه بالوسيلة املناسبة‪ ،‬ومن تلك الوسائل مواقع التواصل االجتامعي‪،‬‬
‫واملنتديات الحوا رية التي تستخدم شبكة املعلومات الدولية أو وسائل تقنية املعلومات ‪.‬‬
‫‪ .2‬حرية الرأي والتعبري املكفولة دستوريا مبوجب النظام األسايس للدولة ليست حرية مطلقة بل هي حرية‬
‫مقيدة ‪ ،‬تقيدها حقوق األخرين وحرياتهم والنظام العام للدولة ‪ ،‬فتقف حرية الرأي والتعبري عندما متس‬
‫بالنظام العام أو حريات األخرين وحقوقهم ‪.‬‬

‫‪ 301‬د‪ .‬عادل عبد إبراهيم العاين ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪313‬‬

‫‪343‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .3‬تجاوز حدود حرية الرأي والتعبري يف وسائل التواصل االجتامعي من الجرائم السيربانية املعاقب عليها‬
‫وفق قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات كونها من جرائم املحتوى الرقمي ‪.‬‬
‫‪ .4‬هناك ارتباط وثيق بني األمن السيرباين وحرية الرأي والتعبري‪ ،‬فكلام كان األمن السيرباين مرتفع من‬
‫خالل فاعلية القوانني وفاعلية السلطات املنفذة ( تنفيذية ‪ ،‬وقضائية) كلام شكل ذلك ضامنة لحرية‬
‫التعبري عن الرأي فتكون يف إطار الحدود املكفولة دستوريا‪.‬‬
‫‪ .5‬ال يعاقب القانون العامين عن الرأي املجرد الذي مل يخرج إىل العامل الخارجي بأحد وسائل التعبري عن‬
‫الرأي ولو كان مضمون ذلك الرأي يتعلق بارتكاب جرمية من الجرائم املعاقب عليها وفق أحد القوانني‬
‫العقابية بالسلطنة‪.‬‬
‫‪ .6‬هناك التزم وتوازن ترشيعي يف القوانني العامنية فام نص عليه النظام األسايس للدولة كحقوق دستورية‬
‫ترجمته القوانني ال عقابية عىل شكل جرائم بهدف ضامن حامية تلك الحقوق من االعتداء عليها ‪.‬‬
‫‪ .7‬شدد املرشع العامين العقوبة عندما ترتكب باستخدام شبكة املعلومات الدولية أو وسائل تقنية املعلومات ‪،‬‬
‫ملا تشكله تلك الوسائل من خطورة بالغة تتمثل يف الوصول الرسيع والواسع للبيانات واملعلومات التي تنرش‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املراجع‬

‫أولً‪ :‬املراجع القانونية‬

‫‪ .1‬د‪ .‬أحمد عبدالرحمن رشف الدين ‪ ،‬مبادي القانون اإلداري ‪ ،‬دار الفكر املعارص ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2002 ،‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬أحمد نهاد محمد الغول ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري يف املواثيق والترشيعات املحلية ‪ ،‬سلسلة تقارير قانونية (‪)65‬‬
‫انظر ‪C:/Users/User/Downloads/legal65%20(2).pdf‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬خالد مصطفى فهمي ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬داود الباز ‪ ،‬حامية السكينة العامة معالجة ملشكلة العرص يف فرنسا ومرص الضوضاء ‪،‬دار الفكر العريب ‪2004 ،‬‬
‫‪ .5‬زهدي يكن ‪ ،‬القانون اإلداري منشورات املكتبة العرصية ‪ ،‬صيد بريوت ‪ ،‬ط‪. 1973 ، 1‬‬
‫‪ .6‬د ‪ .‬سليامن الطاموي ‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري ‪ ،‬دار الرشوق ‪ ،‬القاهرة ‪.1967 ،‬‬
‫‪ .7‬عبدالله محمد محمود ‪ ،‬املدخل إىل علم القانون أو النظرية العامة للقانون‪ ،‬ط‪ ، 7‬مطبوعات جامعة دمشق ‪.1996 ،‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬عبدالله خليل ‪ ،‬الحامية القانونية للصحفيني وأخالقيات العمل الصحفي ‪ ،‬منشور عىل الصفحة اإللكرتونية‬
‫‪www.cdfj.org‬‬
‫‪ .9‬عبد القادر عودة ‪ ،‬الترشيع الجنايئ اإلسالمي مقارن بالقانون الوضعي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة بريوت سوريا‪ ،‬ط‪.1994 ، 3‬‬
‫‪ .10‬د ‪ .‬عادل عبد إبراهيم العاين ‪ ،‬رشج قانون الجزاء العامين القسم العام ‪ ،‬مكتبة األجيال ‪ ،‬ط‪2018 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪ .11‬د عادل عبد إبراهيم العاين‪ ،‬رشح قانون الجزاء العامين القسم الخاص الجرائم الواقعة عىل األشخاص و األموال‬
‫‪ ،‬رشكة مطابع الباطنة ومكتباتها للطباعة التكنولوجية الحديثة ‪ ،‬ط‪.، 2021 ، 1‬‬
‫‪ .12‬د‪ .‬عثامن عبد امللك صالح ‪ ،‬حقوق األمن الفردي يف اإلسالم ‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون الوضعي ‪ ،‬مجلة الحقوق‬
‫‪.‬ع‪/3‬س‪. 1983 ،7‬‬
‫‪ .13‬عبد الواحد كرم ‪ ،‬معجم مصطلحات الرشيعة والقانون ‪ ،‬دار املناهج ‪ ،‬األردن ‪،‬ط‪1998 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬د ‪ .‬غازي حسن صباريني ‪،‬الوجيز يف حقوق االنسان وحرياته األساسية ‪ ،‬دار الثقافة للنرش والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫ط‪. 2015 ،4‬‬
‫‪ .15‬محمد الزجييل ‪ ،‬حقوق اإلنسان يف اإلسالم ‪ ،‬دار الكلم الطيب ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪.2003 ،3‬‬
‫‪ .16‬فيصل نسيغة ‪ ،‬النظام العام ‪ ،‬بحث منشور يف مجلة املنتدى القانوين العدد الخامس‪ ،‬جامعة محمد خيرض‬
‫بسكرة‪ ، ،‬أنظر ‪http://archives.univ-biskra.dz‬‬
‫‪ .17‬د ‪ .‬محمود أبو السعود حبيب ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار الثقافة الجامعية ‪،‬ط‪. 1999 ، 1‬‬

‫‪345‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .18‬د‪ .‬محمد احمد فتح الباب السيد ‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري يف مجال مامرسة حرية االجتامعات العامة – رسالة‬
‫دكتوراة جامعة عني شمس ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .19‬د‪ .‬مجمود نجيب حسني ‪ ،‬رشح قانون العقوبات القسم العام ‪،‬ط‪ ،6‬دار النهضة العربية ‪،1989،5،1982‬ص ‪-270‬‬
‫‪272‬‬
‫‪ .20‬فاطمة طاهري ‪ ،‬القيم الدينية للثورة التحريرية الجزائرية كفكر ومامرسة ‪ ،‬ملخص رسالة دكتوراه منشور عىل‬
‫املوقع االلكرتوين ‪https://www.pnst.cerist.dz‬‬
‫‪ .21‬د‪ .‬مسفر بن حسن مسفر القحطاين ‪ ،‬الحامية املدنية للمعلومات الحاسوبية الشخصية( التعويض ) يف الفقه‬
‫اإلسالمي وأنظمة اململكة العربية السعودية ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات بكلية امللك فهد األمنية ‪.2005،‬‬
‫‪ .22‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬رشح قانون العقوبات ‪ ،‬القسم الخاص ـ جرائم االعتداء عىل األشخاص ‪1981 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .23‬د‪ .‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬رشح قانون العقوبات القسم الخاص ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪1982،‬م ‪.‬‬
‫‪ .24‬نزار أيوب ‪ ،‬حرية الرأي والتعبري يف مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ‪ ،‬دراسة مقارنة يف ضوء املواثيق الدولية‬
‫لحقوق اإلنسان والترشيعات الفلسطينية ‪ ،‬رام الله مؤسسة الحق ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .25‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬الحلول املستوردة وكيف جنت عىل أمتنا ‪ ،‬دار البعث للطباعة والنرش ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬ط‪.1984 ،1‬‬

‫ثانياً ‪ :‬القوانني‬

‫‪ .1‬النظام األسايس للدولة الصادر باملرسوم السلطاين رقم (‪، )2021/6‬منشور يف الجريدة الرسمية رقم ‪. 1374‬‬
‫‪ .2‬قانون املطبوعات والنرش رقم( ‪ ،) 84/49‬منشور يف الجريدة الرسمية رقم ‪ ، 289‬الصادر بتاريخ ‪1984/6/2‬م‬
‫‪ .3‬قانون اإلجراءات الجزائية رقم (‪.)99/97‬‬
‫‪ .4‬قانون الجزاء العامين رقم(‪. )2018/7‬‬
‫‪ .5‬قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات رقم(‪ ،)2011/12‬منشور يف الجريدة الرسمية رقم (‪ ، )929‬الصادر بتاريخ‬
‫‪2011 /2/15‬‬

‫ثالثاً‪ :‬املواقع اللكرتونية‬


‫‪ .1‬أنظر املوقع االلكرتوين ‪WWW.radionongrata.og‬‬
‫‪ .2‬انظر املوقع االلكرتوين ‪www.atheer.om‬‬
‫‪ .3‬انظر املوقع االلكرتوين ‪HTTP://WWW.PHRMOVMENT.ORG/PDF/CHARTER‬‬

‫‪346‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االمن السيبراني والتحديات ال ُمستقبلية‬

‫خبري ومحارض دويل يف البتكار واسترشاف املستقبل‬


‫مدير عام مركز البتكار العايل بدولة اإلمارات (بريطانيا)‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يستمر التهديد السيرباين العاملي يف التطور بوترية رسيعة‪ ،‬مع ارتفاع عدد انتهاكات البيانات كل عام فيام‬
‫يخص األمن السيرباين‪ ،‬وقد كشف تقرير صادر عن مؤسسة األمن القائم عىل املخاطر عن تعرض ‪ ٧.٩‬مليار‬
‫سجل النتهاكات البيانات يف األشهر التسعة األوىل من عام ‪٢٠١٩‬م وحده‪ .‬هذا الرقم هو أكرث من ضعف عدد‬
‫السجالت التي تم الكشف عنها يف نفس الفرتة من عام ‪ ٢٠١٨‬م‬

‫وكانت جلسة عام ‪ ١٩٦٧‬م التي نظمها ويليس وير يف مؤمتر الربيع املشرتك للحاسوب والنرش الالحق‬
‫لتقرير املؤمتر لحظات تأسيسية هامة يف تاريخ مجال األمن السيرباين امتد عمل ويليس وير إىل تقاطع‬
‫االهتاممات السياسية واملادية والثقافية واالجتامعية‬

‫ويف عامل يعتمد عىل التكنولوجيا أكرث من أي وقت مىض ينتهج األمن السيرباين الناجح نهجا معينا يتكون‬
‫عادة من طبقات متعددة للحامية تنترش يف أجهزة الكمبيوتر أو الشبكات أو الربامج أو البيانات التي ينوي املرء‬
‫الحفاظ عىل سالمتها‪ ،‬ويف أي دولة يجب عىل املستخدمني والعمليات والتكنولوجيا أن يكملوا بعضهم بعضا‪،‬‬
‫ويتكاتفوا إلنشاء دفاع فعال من الهجامت السيربانية‪(( .‬من خالل تعاوننا معا‪ ،‬سنتمكن من تحقيق التوازن‬
‫بني األمن والتنمية يف عامل يزداد فيه االعتامد عىل التقنيات الرقمية)) كني هو ‪ -‬رئيس مجلس اإلدارة لرشكة‬
‫هواوي‬

‫املشكلة‪:‬‬
‫استهدا ف األنظمة والشبكات والربامج واملواقع بهجامت إلكرتونية والوصول إىل املعلومات الحساسة‬
‫بهدف تغيريها أو إتالفها أو ابتزاز األموال من املستخدمني‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التعريف‪:‬‬
‫يعرف األمن السيرباين بأنه حامية األنظمة والشبكات والربامج واملوقع الجغرايف من الهجامت الرقمية‬
‫ومن أي مشكلة أو عائق أو هجامت إلكرتونية تحول دون أداء عملها‬

‫ايضا هو حامية أجهزة الحاسوب وأنظمتها والخوادم واألجهزة املحمولة واألنظمة اإللكرتونية والشبكات‬
‫والبيانات من الهجامت الضارة‪ ،‬ومن رسقة أو تلف برامجها أو بيانتها اإللكرتونية‪.‬‬
‫ُيعرف أيضا باسم أمن تكنولوجيا املعلومات أو أمن املعلومات اإللكرتونية أو أمن الحاسوب‪.‬‬

‫ويعترب مفهوم األمن السيرباين أوسع من أمن املعلومات‪ ،‬حيث يتضمن تأمني البيانات واملعلومات التي‬
‫تتداول عرب الشبكات الداخلية أو الخارجية والتي يتم تخزينها يف خوادم داخل أو خارج املنظامت من‬
‫االخرتاقات‬

‫وقد بات األمن السيرباين سالح اسرتاتيجي بيد الحكومات واألفراد‪ ،‬ويف عرص التكنولوجيا أصبح لألمن‬
‫السيرباين الدور األكرب يف صد ومنع أي هجوم إلكرتوين قد تتعرض له أنظمة الدول املختلفة‬

‫فئات األمن السيرباين‪:‬‬

‫✓ أمن الشبكات‪ :‬هو مامرسة تأمني شبكات الحاسوب من املتطفلني سواء كانوا مهاجمني مستهدفني‬
‫أو برامج ضارة‪.‬‬

‫✓ أمن التطبيقات‪ :‬يركز عىل إبقاء الربامج و األجهزة خالية من التهديدات‪ .‬ميكن أن يوفر التطبيق‬
‫املخرتق الوصول إىل البيانات املصممة لحاميتها‪ .‬يبدأ األمان الناجح يف مرحلة التصميم قبل نرش‬
‫الربنامج أو الجهاز‪.‬‬

‫✓ األمن التشغييل‪ :‬يشمل العمليات و القرارات الخاصة مبعالجة أصول البيانات و حاميتها‪ .‬األدوات‬
‫التي ميتلكها املستخدمون عند الوصول إىل شبكة و االجراءات التي تحدد كيف و أين ميكن تخزين‬
‫البيانات أو مشاركتها كلها تندرج تحت هذه املظلة‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫هجوم سيرباين‪:‬‬
‫تعرضت رشكة «كاسيا» األمريكية التي تزود العديد من الرشكات بخدمة إدارة تكنولوجيا املعلومات والتي‬
‫لديها أكرث من أربعني ألف عميل لهجوم إلكرتوين تضمن مطالبة ما قد يزيد عىل ألف رشكة تستخدم نظامها‬
‫بدفع فدية‪ ،‬ما اضطُر سلسلة مخازن شهرية يف السويد إىل إغالق مؤقت لجميع متاجرها يف البالد والبالغ‬
‫عددها نحو ‪.800‬‬

‫وأعلنت رشكة «كوب سويدن» السويدية أن الهجوم اإللكرتوين شل أنشطتها التي متثل نحو ‪ %20‬من‬
‫القطاع يف البالد ويناهز حجم مبيعاتها ‪ 1.5‬مليار يورو‪ .‬حبث انه يستغل هذا النوع من الربامج الثغرات األمنية‬
‫املوجودة لدى الرشكات أو األفراد ويقوم بتشفري أنظمة الكمبيوتر ويطلب فدية إلعادة تشغيلها‪.‬‬

‫وبالرغم ان الرشكة اعلنت أن الهجوم اقترص عىل «أقل من ‪ 40‬من عمالئها» يف العامل‪ ،‬إال أن هؤالء‬
‫العمالء يوفرون بدورهم خدمات لرشكات أخرى ‪ ،‬وطال الهجوم «أكرث من ألف رشكة» بحسب رشكة‬
‫«هانرتيس البز» املتخصصة باألمن السيرباين‪.‬‬

‫مؤرش األمن السيرباين العاملي‪:‬‬


‫تبوأت دولة اإلمارات املركز الخامس عامليا مبؤرش األمن السيرباين ‪ 2020‬الصادر عن االتحاد الدويل‬
‫لالتصاالت التابع لألمم املتحدة الذي يرصد التحسن يف مستويات الوعي بأهمية األمن السيرباين يف ‪193‬‬
‫دولة حول العامل‪.‬‬

‫يقيس التقرير البنية التحتية يف األمن السيرباين لحوايل ‪ 194‬دولة حول العامل بناء عىل خمسة محاور‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلجراءات القانونية‬
‫‪ .2‬اإلجراءات الفنية‪/‬التقنية‬
‫‪ .3‬اإلجراءات التنظيمية‬
‫‪ .4‬إجراءات تطوير القدرات‬
‫‪ .5‬إجراءات التعاون‬

‫‪349‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويقيس كل محور من املحاور الخمسة ‪ 20‬نقطة‪ ،‬حيث حققت دولة الدرجة كاملة يف ‪ 3‬محاور هي‬
‫اإلجراءات القانونية وتطوير القدرات وإجراءات التعاون‪ ،‬وحققت درجة إجاملية ‪ 98.06‬من ‪.100‬‬

‫تقرير‪:‬‬
‫ظهر تقرير جديد أصدرته مؤسسة ديب للمستقبل بعنوان “الحياة بعد كوفيد‪ :19-‬مستقبل األمن السيرباين”‪،‬‬
‫تزايدا ملحوظا يف الهجامت السيربانية والجرائم اإللكرتونية خالل الفرتة املاضية‪ ،‬مع ظهور ثغرات أمنية يف‬
‫أنظمة البنى التحتية القامئة يف ظل تفيش فريوس كورونا املستجد يف مختلف دول العامل‪.‬‬

‫وأرجع التقرير الذي يأيت ضمن سلسلة التقارير التي تنرشها املؤسسة السترشاف مستقبل القطاعات‬
‫الحيوية‪ ،‬الزيادة يف حجم التهديدات السيربانية إىل سعي املخرتقني املتواصل للوصول إىل املعلومات التي‬
‫تجمعها الدول والحكومات لتتبع املصابني والحد من انتشار الفريوس‪ ،‬وتوظيفها يف الهجامت اإللكرتونية التي‬
‫ينفذونها ما يضع أمن املعلومات أمام تحديات كبرية‪.‬‬

‫واستعرض مجموعة من تقارير رشكات متخصصة بأمن املعلومات كشفت عن تصاعد الجرائم الرقمية‬
‫بنسب عالية‪ ،‬مبا يف ذلك تقرير صادر عن رشكة مايم كاست‪ ،‬بعنوان «‪ 100‬يوم من فريوس كورونا» ذكر أن‬
‫عدد الجرائم اإللكرتونية ارتفع بنسبة ‪ % 33‬منذ مطلع العام الحايل حتى نهاية مارس املايض‪ ،‬مع ازدياد عدد‬
‫زيارات الروابط غري اآلمنة أكرث مام كان قبل تفيش الوباء‪.‬‬

‫وأشار إىل أن رسائل الربيد اإللكرتوين املخادعة زادت أكرث من ‪ %600‬منذ شهر فرباير املايض‪ ،‬حيث‬
‫استهدف املخرتقون األشخاص واملؤسسات من خالل الروابط املشبوهة واخرتاق الربيد اإللكرتوين للحصول‬
‫عىل بيانات الدخول إىل الحسابات املالية‪ ،‬وأنشأوا أكرث من ‪ 100‬ألف نطاق جديد ملواقع إلكرتونية عن كوفيد‪-‬‬
‫‪ 19‬يف محاولة لخداع األفراد يك يسجلوا بياناتهم‪.‬‬

‫زيادة الربمجيات الخبيثة يف املنطقة‬


‫ورصدت “مايم كاست” زيادة ملموسة يف الربمجيات الخبيثة والربيد “اإلغراقي” يف الدول العربية‪ ،‬وذكر‬
‫أحد مسؤوليها أن الرشكة رصدت حدوث ارتفاع بنسبة ‪ %751‬يف زيارة الروابط غري اآلمنة خالل األشهر الثالثة‬
‫األوىل من تفيش الفريوس‪ ،‬ما يعني تخيل الناس عن حذرهم مقابل رغبتهم يف معرفة معلومات إضافية عن‬
‫الفريوس سواء كانت حقيقية أم زائفة‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ملاذا تراجع مستوى األمن السيرباين؟‬
‫وأشار التقرير إىل أن التوجه العاملي العتامد األنظمة التعليمية والصحية والحكومية والخاصة عىل الحلول‬
‫الرقمية أتاح للمخرتقني أعدادا هائلة من األهداف التي أصبحت تحت رحمة هجامتهم‪ ،‬خاصة أن معظمها مل‬
‫يخطط مسبقا للتحول الرقمي بهذه الرسعة‪ ،‬ومل يخترب مستوى أمن نظمه الرقمية‪.‬‬

‫أهم القطاعات املستهدفة‬


‫والحظ التقــــرير أن قطاع الرعايــــــة الصحية يأيت عىل رأس القطاعات التي تعرضت للهــــجامت‬
‫السيربانية من خالل هجامت برامج الفدية‪ ،‬خصوصا أن مرتكبـــــي الهجامت اإللكرتونية كانـــوا يعتقدون‬
‫أن املؤسسات الصحية ستضطر إىل دفع األمــــ وال “الفدية” الستعادة أنظمتها التي تعتمد عليها يف مواجهة‬
‫انتشار الفريوس‪.‬‬

‫وبني التقرير أن أعدادا كبرية من املخرتقني يستغلون أزمة الفريوس لبيع األدوات الطبية املزيفة‪ ،‬وانتحال‬
‫شخصيات ملسؤولني حكوميني ونرش ادعاءات بالتوصل إىل عالجات جديدة للفريوس والرتويج ملنتجات طبية‬
‫وهمية مباليني الدوالرات‪.‬‬

‫وكان القطاع املايل والنفطي يف املرتبة الثانية لألهداف املفضلة للمخرتقني‪ ،‬وأشار التقرير إىل تحذير‬
‫املصارف املركزية من املحتالني الذين يسعون الخرتاق الحسابات املرصفية‪ ،‬فيام يعد قطاع النفط من األكرث‬
‫تأثرا يف منطقة الرشق األوسط وشامل إفريقيا‪ ،‬إذ تعرضت رشكاتٌ عديدة لرسائل بريد إلكرتوين مخادعة‪،‬‬
‫بهدف الحصول عىل تفاصيل ومعلومات عن األفراد وعمليات إنتاج النفط‪ ،‬يك يبيعوها بعد ذلك عىل “اإلنرتنت‬
‫املظلم‪”.‬‬

‫منصات الفيديو واأللعاب اإللكرتونية‬


‫كام تعد منصات مؤمترات الفيديو من أهم األهداف املفضلة للمخرتقني‪ ،‬إذ ظهرت فيها بعض الثغرات‬
‫األمنية‪ ،‬مثل منصة “زوم” التي شهدت انضامم بعض األشخاص عشوائيا إىل اجتامعات الفيديو وتعطيله‬
‫مبحتوى غري مرغوب به‪ ،‬أو نرش فيديوهات مسجلة مل يتم حفظها يف مساحات تخزين سحابية آمنة‪ ،‬وتم‬
‫ٍ‬
‫عائالت‬ ‫نرشها بعد ذلك عىل شبكة اإلنرتنت وشمل ذلك اجتامعات عمل خاصة‪ ،‬ومحادثات شخصية بني‬
‫ٍ‬
‫هجامت سيربانية بهدف اخرتاق‬ ‫وأصدقاء‪ ،‬وتعرضت أيضا منصاتٌ أخرى مثل منصات األلعاب عرب اإلنرتنت إىل‬
‫شبكة “نينتندو” للحصول عىل معلومات مالية شخصية‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إعادة تقييم السرتاتيجيات والنظم األمنية‬
‫وأشار التقرير إىل رضورة مبادرة الجهات الحكومية والرشكات الخاصة إلعادة تقييم اسرتاتيجيات األمن‬
‫السيرباين وسياسات أمن شبكة اإلنرتنت ملواجهة هذه املخاطر‪ ،‬حيث عملت بعض الرشكات عىل تعزيز أنظمتها‬
‫الحالية‪ ،‬حيث أصدرت “جوجل” و”آبل” بيانا تؤكد فيه للمستخدمني أن نظامهم لتتبع االتصال سيُشفر‪ ،‬وأن‬
‫اتصال بلوتوث املستخدم لتتبع املوقع سيكون قويا إىل درجة كافية يك ال ُيخرتق لتحديد املوقع والحصول عىل‬
‫تفاصيل الجهاز‪.‬‬

‫وتطرق التقرير إىل استخدام تقنيات جديدة لتطوير منصات األمن السيرباين الحالية‪ ،‬إذ تبحث العديد من‬
‫املراكز العاملي ة يف كيفية استخدام الذكاء االصطناعي ملواجهة التهديدات السيربانية‪ .‬ومنها تعلم اآللة لتحليل‬
‫مجموعات البيانات وتحديد األمناط والصالت الخاصة بالهجامت برسعة أكرب مام ميكن أن يفعله املحققون‬
‫باستخدام الوسائل التقليدية‪.‬‬

‫توقعات وتوصيات يف التقرير‬

‫وخلص التقرير إىل ع دد من الرؤى والتوصيات بشأن مستقبل حامية املعلومات الرقمية من الهجامت‬
‫اإللكرتونية الخبيثة لتعزيز األمن السيرباين‪ ،‬وضامن أمن املعلومات والبيانات‪ ،‬ومواجهة تحديات قراصنة‬
‫املعلومات لفضاء إلكرتوين أكرث أمنا‪.‬‬

‫ورأى أن عمل موظفي أمن تقنية املعلومات عن ُبعد‪ ،‬وانخفاض قدرتهم عىل اكتشاف الهجامت‬
‫اإللكرتونية بكفاءة قد يتطلب تطبيق تدابري جديدة‪ ،‬ولتفادي هذه املخاطر ستبدأ الهيئات الحكومية دراسة‬
‫استخدام أنظمة األمن اإللكرتوين التي تعتمد عىل الذكاء االصطناعي لتوفري التحليل املستمر للتهديدات‬
‫السيربانية والهجامت املحتملة‪ ،‬فيام سيصبح التطبيب عن بعد أحد أساليب الرعاية الصحية‪ ،‬لكن ال بد من‬
‫إقرار إرشادات موحدة لكيفية إعداد األجهزة الطبية وتشغيلها‪.‬‬

‫وتوقع التقرير أن يزداد ذكاء الهجامت اإللكرتونية من املخرتقني مع الزمن وأن تزداد صعوبة مكافحتها‬
‫كلام تطورت التقنية‪ ،‬وأوضح أنه مع زيادة تبن ي استخدام األمتتة يف املستقبل سرياقب املربمجون ومطورو‬
‫املنتجات‪ ،‬األنظمة وهي تعمل وتقاوم الهجامت دون تدخ ٍل منهم‪ ،‬وسيؤدي هذا إىل وجود قطاع أمن إلكرتوين‬
‫عاملي يقوده الذكاء االصطناعي‬

‫‪352‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منوذج من أوروبا‪:‬‬
‫وضعت املفوضية األوروبية ما أسمته بــ" البوصلة الرقمية"‪ ،‬وهي مصفوفة أهداف خاضعة للتقييم بحلول‬
‫العام ‪ ،2030‬والتي تقوم عىل مجموعة أهداف مرحلية‪ ،‬هي‪:‬‬

‫التحول الرقمي لألعامل ‪:‬يجب أن تستخدم ثالث رشكات من أصل أربع خدمات الحوسبة السحابية‬ ‫•‬

‫والبيانات الضخمة والذكاء االصطناعي‪ ،‬وأن تصل أكرث من ‪ %90‬من الرشكات الصغرية واملتوسطة‬
‫األوروبية إىل مستوى أسايس عىل األقل من الكثافة الرقمية‪ ،‬مقارنة بـ ‪ %61‬يف عام ‪ .2019‬كام يجب‬
‫أن يكون هناك حوايل ‪ 250‬رشكة يونيكورن (رشكات ناشئة بقيمة مليار دوالر) يف االتحاد األورويب‪،‬‬
‫بزيادة ‪ %100‬مقارنة بعام ‪.2021‬‬

‫بُنى تحتية رقمية مستدامة وآمنة وفعالة ‪:‬يجب أن يكون لدى جميع األرس األوروبية اتصال رسيع‬ ‫•‬

‫عىل اإلنرتنت مقارنة بـ ‪ %59‬يف عام ‪ ،2020‬وسيتم تغطية جميع املناطق املأهولة بواسطة الـ‪ ، G5‬بزيادة‬
‫من ‪ %14‬يف عام ‪ ، 2021‬وأن ميثل إنتاج أشباه املوصالت املتطورة واملستدامة يف أوروبا‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫املعالجات‪ %20 ،‬عىل األقل من قيمة اإلنتاج العاملي‪ ،‬وأن يتضاعف من ‪ %10‬يف عام ‪ .2020‬كام يجب‬
‫نرش ‪ 10000‬عقدة حافة محايدة مناخيا عالية األمان (والتي ستسمح مبعالجة البيانات عىل حافة‬
‫الشبكة) يف االتحاد األورويب‪ ،‬وتوزيعها بطريقة تضمن الوصول إىل البيانات بزمن انتقال منخفض‪.‬‬
‫كام يجب أن يكون لدى أوروبا أول حاسوب كمومي )‪(Quantum computing‬بحلول العام ‪.2025‬‬

‫الخدمات العامة للرقمنة ‪ :‬يجب أن تكون جميع الخدمات العامة الرئيسة متاحة عىل اإلنرتنت‪،‬‬ ‫•‬

‫ومتكني جميع املواطنني من الوصول إىل سجالتهم الطبية اإللكرتونية‪ ،‬فيام يجب أن يستخدم ‪%80‬‬
‫من املواطنني حلول الهوية الرقمية‪.‬‬

‫السكان ذوو املهارات الرقمية‪ ،‬واملهنيون الرقميون ذوو املهارات العالية ‪:‬يجب أن يتمتع ‪%80‬‬ ‫•‬

‫عىل األقل من جميع البالغني باملهارات الرقمية األساسية‪ .‬كام يجب أن يكون هناك ‪ 20‬مليون‬
‫متخصص يف تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف االتحاد األورويب مع تقارب بني النساء والرجال‪،‬‬
‫مقارنة بـ ‪ 7.8‬مليون يف عام ‪.[3]2019‬‬

‫‪353‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منوذج من دولة اإلمارات العربية املُتحدة‪:‬‬
‫اتخذت دولة اإلمارات العديد من اإلجراءات والتدابري واملبادرات لتعزيز أمنها السيرباين بتويل فريق الشبكة‬
‫اإللكرتونية االتحادية مهمة رصد ومراقبة وقائع ومجريات البنية التحتية للشبكة اإللكرتونية االتحادية عىل‬
‫مدار الساعة‪ ،‬مبا يضمن اتخاذ اإلجراءات الالزمة يف حال حدوث أخطاء أو انتهاكات‬

‫وتعمل دولة اإلمارات عىل تعزيز األمن الرقمي ألفراد املجتمع من مواطنني ومقيمني من خالل عدة‬
‫مبادرات تشمل بطاقة الهوية الصادرة من دولة اإلمارات‪ ،‬وإطالق تطبيق الهوية الرقمية (تطبيق الهوية‬
‫الرقمية ) ‪ UAE Pass app‬تعد الهوية الرقيمة أول هوية وطنية رقمية لجميع املواطنني واملقيمني والزوار‪ ،‬وتسمح‬
‫بوصول املستخدمني إىل خدمات الهيئات الحكومية املحلية واالتحادية‪ ،‬ومزودي الخدمات اآلخرين‪ .‬تقدم‬
‫الهوية الرقمية أيضا حلوال سهلة للدخول إىل الخدمات عرب الهواتف الذكية دون الحاجة إىل كلمة رس أو اسم‬
‫مستخدم‪ ،‬فضال عن إمكانية التوقيع عىل املستندات رقميا‪ ،‬والتحقق من صحتها دون الحاجة لزيارة مراكز‬
‫الخدمة‪.‬‬

‫إطالق مؤرش ديب لألمن اإللكرتوين األول من نوعه عىل مستوى العامل‪ ،‬والذي يدعم األداء العام لألمن‬
‫اإللكرتوين يف مختلف الجهات الحكومية عىل مستوى اإلمارة‪ ،‬مبا يرسخ مكانتها بوصفها املدينة األكرث أمانا‬
‫يف الفضاء اإللكرتوين‪ ،‬يأيت إطالق املؤرش يف إطار مستهدفات اسرتاتيجية ديب لألمن االلكرتوين لحامية‬
‫إمارة ديب من مخاطر الفضاء االلكرتوين‪ ،‬ودعم االبتكار والنمو االقتصادي لإلمارة يف ظل التقدم التكنولوجي‬
‫والتحول الذيك الذي تشهده ‪ ،‬حيث يتيح املؤرش تعزيز املنافسة بني الجهات الحكومية يف مجال األمن‬
‫اإللكرتوين وتطوير مقدراتها وتقدمها يف هذا املجال‪.‬‬

‫ومبوجب اإلحصائيات‪ %87 ،‬من األطفال يقضون اوقاتهم عىل اإلنرتنت و ‪ 34‬من األباء واألمهات يرتكون‬
‫أبنائهم يتصفحون دون اإلرشاف عليهم و ‪ %31‬من األباء واألمهات يعانون من التنمر عىل أبنائهم و ‪ %66‬من‬
‫االباء واألمهات ال يقومون بتحديد الصالحيات ألجهزة أبنائهم أطلقت وزارة الداخلية والربنامج الوطني للسعادة‬
‫وجودة الحياة املبادرة املشرتكة "السالمة الرقمية للطفل" الهادفة إىل توعية األطفال وطالب املدارس بتحديات‬
‫العامل الرقمي وتشجيعهم عىل استخدام اإلنرتنت بشكل إيجايب وآمن‪ ،‬وتوعية وتأهيل املعلمني واألهايل‬
‫بأساليب مواجهة هذه التحديات مبا يحقق السالمة الرقمية ألطفالهم‪ ،‬وتشمل مبادرة "السالمة الرقمية للطفل"‬

‫‪354‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تطوير موارد تعليمية حول السالمة الرقمية‪ ،‬ومتكني األطفال من أفضل املامرسات العاملية يف هذا املجال‪،‬‬
‫وتعريف اآلباء واملعلمني بآليات تعزيز السالمة الرقمية لألطفال يف املنازل واملجتمع املدريس‪.‬‬

‫إطالق منصة ص انف لتقييم محتوى األلعاب اإللكرتونية تتيح منصة صنف ألولياء األمور التعرف إىل‬
‫األلعاب اإللكرتونية ومحتواها وطبيعتها‪ ،‬قبل عرضها عىل األطفال‪ ،‬حيث تقدم املنصة إمكانية البحث عن أي‬
‫لعبة إلكرتونية‪ ،‬وإظهار املخاطر التي قد تحتوي عليها‪ ،‬ما يساعد ويل األمر عىل اختيار األلعاب األنسب ألبنائه‪.‬‬

‫إطالق املنصة املعرفية لجودة الحياة الرقمية والتي تشكل بوابة إلكرتونية تشتمل عىل محتوى توعوي‬
‫لبناء القدرات الرقمية خصوصا الطلبة وأولياء األمور واملعلمني‪ ،‬وأصحاب الهمم وكبار املواطنني‪.‬‬

‫تنفيذ وإطالق شبكة إلكرتونية اتحادية )‪ (FEDNET‬تسمح بالتوصيل البيني‪ ،‬وتبادل البيانات بني جميع‬
‫الجهات املحلية واالتحادية يف الدولة‪ ،‬وتعزز قنوات التواصل فيام بينها باستخدام بنية تكنولوجية موحدة وآمنة‪.‬‬

‫توفر الشبكة بيئة أمن متعددة الطبقات تضمن أعىل مستويات األمان يف البنية التحتية اعتامدا عىل‬
‫الرتميز متعدد الربوتوكوالت )‪ (MPLS‬وتتيح ربطا آمنا باإلنرتنت لكافة الجهات الحكومية االتحادية عرب مزود‬
‫مزدوج لخدمة اإلنرتنت‪ ،‬ما يسمح بتحقيق إنتاجية أعىل‪ .‬كام توفر هذه الخدمة اتصاال موحدا باإلنرتنت يف‬
‫الجهات االتحادية‪ ،‬مام يقلل إمكانية التعرض لهجامت الدخالء عن طريق الحد من الثغرات‪ ،‬كام يتوىل‬
‫فريق الشبكة اإللكرتونية االتحادية مهمة رصد ومراقبة وقائع ومجريات البنية التحتية للشبكة اإللكرتونية‬
‫االتحادية عىل مدار الساعة‪ ،‬مبا يضمن اتخاذ اإلجراءات الالزمة يف حال حدوث أخطاء أو انتهاكات بغض‬
‫النظر عن مستواها‪.‬‬

‫تحديات يجب الستعداد لها‪:‬‬


‫األمان والخصوصية‪ :‬تواجه مشاريع التحول الرقمي يف العامل – معضلتي األمان والخصوصية‪ ،‬حيث‬ ‫•‬

‫ستعتمد معظم األنشطة اليومية عىل الخدمات عرب اإلنرتنت‪ :‬من إدارة املستشفيات إىل شبكات‬
‫الكهرباء والخدمات املالية إىل تخزين املعلومات الخاصة‪ .‬وميكن أن تؤدي الهجامت اإللكرتونية‬
‫والربمجيات الخبيثة والحوادث العرضية (مثل قطْع الكابالت يف أعامق البحار أو حمالت التشويه‬
‫عىل وسائل التواصل االجتامعي) إىل تعريض أداء بلدان بأكملها للخطر‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫صعود القتصاد غري الحقيقي‪ :‬سيؤدي التحول الرقمي العاملي إىل صعود االقتصاد الرقمي مقابل‬ ‫•‬

‫انخفاض االقتصاد الحقيقي‪ ،‬بسبب إقبال الرشكات عىل العمل يف القطاع الرقمي بحثا عن الحوافز‪،‬‬
‫التوسع بشكل أرسع مقارنة‬
‫ُّ‬ ‫فاالقتصاد الرقمي يحتاج إىل رأس مال أقل بكثري للتطور‪ ،‬وبالتايل ميكنه‬
‫بالصناعات التقليدية‪ .‬كام أن العرص الرقمي يجعل األسواق متعددة الجوانب هي القاعدة‪ ،‬وليس‬
‫االستثناء‪ ،‬حيث "العملة" يف املعامالت ليست املال بل البيانات‪ ،‬البيانات التي ميكن تحويلها إىل‬
‫معلومات‪ ،‬والتي أصبحت تسمى ''نفط القرن الحادي والعرشين‪ ،‬مام قد يؤثر عىل قطاع اإلنتاج‬
‫التقليدي الصناعي والزراعي والخدمي‪ ،‬وميكن أن يجعل كثري من الدول يف تبعية اقتصادية للقوى‬
‫املنتجة عامليا‪ ،‬وخاصة الصني الباحثة عن أسواق جديدة لفوائض إنتاجها‪.‬‬

‫تحديات صناعة الطريان‪ :‬تعتمد صناعة الطريان بشكل كبري عىل سلسلة من األنظمة املعقدة التي‬ ‫•‬

‫ميكن مهاجمتها‪ .‬ميكن أن يتسبب انقطاع التيار الكهربايئ البسيط يف أحد املطارات بحدوث تداعيات‬
‫يف جميع أنحاء العامل‪ ،‬ويعتمد جزء كبري من النظام عىل عمليات اإلرسال الالسليك التي ميكن أن‬
‫تتعطل‪ ،‬كام أ َّن التحكم يف الطائرات فوق املحيطات أمر خطري بشكل خاص ألن مراقبة الرادار متتد‬
‫فقط من ‪ ٢٨٠‬إىل ‪ ٣٦٠‬كيلومرت يف الخارج‪ .‬هناك أيضا إمكانية للهجوم من داخل الطائرة وبالتايل‬
‫مخاطر أعىل لألمن السيرباين كنظام متكامل‪.‬‬

‫القطاع الحكومي‪ :‬عادة ما تتعرض أنظمة الحاسوب الحكومية و العسكرية للهجوم من قبل املخربني‬ ‫•‬

‫و القوى األجنبية أو املحلية‪ .‬البنية التحتية الحكومية املحلية و اإلقليمية مثل ضوابط إشارات املرور‪ ،‬و‬
‫اتصاالت الرشطة‪ ،‬و وكاالت االستخبارات‪ ،‬و سجالت املوظفني‪ ،‬و األنظمة املالية هي أيضا أهداف‬
‫محتملة ألنها أصبحت اآلن جميعها محوسبة إىل حد كبري‪ .‬ميكن أن تكون جوازات السفر و بطاقات‬
‫الهوية الحكومية التي تتحكم يف الوصول إىل املرافق عرضة لالستنساخ أيضا من خالل تهديد األمن‬
‫السيرباين للدولة أكملها ممثلة بحكوماتها‪.‬‬

‫وغريها من التحديات يف املجال البيئي واملجال الصناعي واملعدات واملحركات وغريها‬

‫نصائح حول األمن السيرباين‪:‬‬


‫تحديث الربامج و أنظمة التشغيل الخاصة وذلك لالستفادة من أحدث تصحيحات األمان املتوفرة ‪،‬‬
‫استخدام برامج مكافحة الفريوسات وذلك الستكشاف الحلول األمنية و التهديدات و إزالتها من خالل النظام‬

‫‪356‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املعمول به ‪ ،‬املحافظة عىل تحديث الربامج للحصول عىل أفضل مستوى من الحامية ‪ ،‬استخدام كلامت‬
‫مرور قوية والتأكد من عدم سهولة تخمني كلامت املرور ‪ ،‬عدم النقر عىل الروابط املوجودة يف رسائل الربيد‬
‫اإللكرتوين من مرسلني غري معروفني أو مواقع غري مألوفة ‪،‬عدم فتح مرفقات الربيد اإللكرتوين من مرسلني‬
‫غري معروفني وذلك ألنها قد تكون مصابة بربامج ضارة‪ ،‬تجنُب استخدام شبكات الواي فاي غري اآلمنة يف‬
‫األماكن العامة ألنها قد تكون عرضة للهجوم عىل مستوى الهجامت املتوسطة و رمبا األكرث رضرا أيضا‪.....‬‬

‫ختاما نسأل الله ان ُيجنبكم و ُيجنب جميع الدول من األرضار واإلخرتاقات وكل ما ُيقلق امنها‬
‫وإستقراراها‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كيفية مساهمة شركات التقنية في تسهيل عمليات االختراق االلكتروني‬

‫باحث وأكادميي يف تقنية املعلومات والجرمية‬


‫اللكرتونية (اإلمارات)‬

‫امللخص‪:‬‬
‫ان التطور الكبري واملتسارع يف تقنيات املعلومات واالتصال سمة من سامت هذا العرص وال ميكن وقف‬
‫هذا التطور او االختباء او رفضه‪ ،‬فاألمن السيرباين يعرف بأنه حامية كل الكيانات الوطنية االلكرتونية‬
‫واملعلوماتية من االعتداء او التغيري او التعديل‪ ،‬وما نحاول ان نربزه يف هذه الورقة ان التوسع الكبري يف‬
‫استخدام هذه التقنيات ودخوله يف كل املجاالت وسهولة جمع البيانات الدقيقة عن سلوك البرش واملجتمعات‬
‫وخضعها للدراسة والتحليل ودمجها يف مشاريع دون علم الدول او حتى االشخاص اصحاب هذه البيانات‪،‬‬
‫فتتكشف لنا جوانب سلبية لها تأثري قد يكون مدمرا ويهدد كيان الدول واستقرارها وحتى السلم واالمن العاملي‪،‬‬
‫فيجب حرص جوانب االختالل التي قد تعصف بهذا الكيان االفرتايض فهنا يجب االلتفات لهذه الكيانات‬
‫الوسطية والتي متارس االعامل الخارجة عن نطاق القانون والتي وفرتها هذه التقنيات وتتحكم بها وتديرها‬
‫وتعد جوانبها االمنية والقانونية‪ ،‬فهي مسؤولة مبا يدور يف هذا الفضاء االلكرتوين سواء من عوامل ايجابية او‬
‫سلبية‪ ،‬وما تعرضنا له من توصيات تصب يف مصلحة اعادة سيطرة مؤسسات وطنية واممية عىل هذه‬
‫التطبيقات وايجاد كيان يهتم باملحافظة عىل البيانات البرشية ومنع وصول أي جهات اخرى لها ومحاسبة هذه‬
‫الكيانات الوسطية عن أي خلل او تعدي‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Summary:

The great and accelerating development in information and communication


technologies is a feature of this era and this development cannot be stopped, hidden or
rejected. Cyber security is defined as protecting all national electronic and informational
entities from attack, change or modification. In the use of these technologies and its
entry into all fields, and the ease of collecting accurate data on the behavior of humans
and societies, subjecting them to study and analysis, and integrating them into projects
without the knowledge of countries or even the people who own this data, then we
discover negative aspects that have an impact that may be devastating and threaten the
entity and stability of countries and even global peace and security. The aspects of
disruption that may afflict this virtual entity must be limited. Here, attention must be
paid to these intermediate entities that engage in activities outside the scope of the law,
which these technologies provide, control and manage, and consider their security and
legal aspects, The recommendations we have presented are in the interest of restoring
the control of national and international institutions over these applications and finding
an entity concerned with preserving human data, preventing access to it by any other
parties, and holding these intermediate entities accountable for any defect or
infringement.

359
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املقدمة‬
‫ان التطور الكبري واملتسارع يف تقنيات املعلومات واالتصال سمة من سامت هذا العرص حيث اضحت هذه‬
‫التقنيات هي مفتاح الحلول للكثري من املشكالت املزمنة والعالجات لكثري من االمراض واصبحت هي افضل‬
‫الحلول للتصدي لألوبئة وضامن استمرارية االعامل وال يستطيع أي احد ان ينكر فضل االنرتنت للمساهمة‬
‫يف التخفيف من اثار جائحة كورونا فهي كانت خيل السبق الفائز لكل دولة استثمرت يف البنية التحية واتسعت‬
‫يف استخدام الخدمات الحكومية اإللكرتونية والذكية والعمل والدراسة عن بعد‪ ،‬يف املقابل نجد يف الجانب‬
‫املقابل تفيش ظاهرة االستخدام غري الرشعي للفضاء الرقمي يف ظل معادلة تُزاوج غري رشعي بني تكنولوجيا‬
‫املعلومات واإلرهاب حيث امىس امتالك ارسار هذه التقنيات هي ميزة وسالح اسرتاتيجي بالغة األهمية‪ ،‬وبدأت‬
‫بعض من امناط االرهاب الدويل بالتكشف ممثلة يف االرهاب االلكرتوين او السيرباين حيث يعرف بانه عبارة‬
‫عن عدوان او تخويف او تهديد مادي أو معنوي عىل اإلنسان‪ ،‬يف دينه‪ ،‬أو نفسه‪ ،‬أو عرضه‪ ،‬أو عقله‪ ،‬أو ماله‬
‫بغري حق‪ ،‬باستخدام الوسائل التقنية‪ ،‬وكان البد املجتمع الدويل التصدي لهذا النوع من االفساد واالرضار‬
‫بإنشاء وحدات وهيئات تحد من وصول هذا االرهاب او تأثرياته وذلك باستخدام مجموع الوسائل التقنية‬
‫والتنظيمية واإلدارية التي يتم استخدامها ملنع الوصول غري املرصح به‪ ،‬بهدف حامية وحفظ وضامن توافر‬
‫واستمرارية عمل نظُم املعلومات‪ ،‬وتعزيز حامية ورسية وخصوصية البيانات الشخصية‪ ،‬واتخاذ جميع التدابري‬
‫الالزمة لحامية املواطنني واملستهلكني من املخاطر يف الفضاء السيرباين‪.‬‬

‫تشري االحصائيات العاملية اىل انتشار االنرتنت لدى سكان البرشية حيث ان هناك اكرث من ‪ %50‬من‬
‫البرش يستخدمون االنرتنت وان ‪ % 42‬منهم متواجدون يف برامج التواصل االجتامعي وهناك اكرث من ‪ 2‬مليار‬
‫العب يف الفضاء االلكرتوين ومع زيادة مستمرة وان فضاءات التواصل االجتامعي هي افضل مكان لاليقاع‬
‫بضحايا جدد‪ ،‬مام اعطى الجامعات املخربة ميزة كانت مستحيلة قبل انتشار االنرتنت وهي الوصول لجميع‬
‫فئات املجتمع يف أي وقت يريدون ونرش افكارهم وايجاد اتباع والتخفي وجمع االموال وكذلك التخطيط‬
‫لعمليات تروع املجتمع بدون خوف او حذر من اإليقاع بهم من أجهزة الضبط القضايئ‪ ،‬ومن خالل تحليل‬
‫الهجامت االلكرتونية سواء عىل الدول او املؤسسات او االفراد نجد ان هناك مساهمة من الرشكات املصنعة‬
‫لهذه الربامج واملرشفة عليها يف اهامل اغالق بعض الثغرات األمنية مع اثبات اخطارها العديد من املرات مثلام‬
‫حدث يف الهجوم الشاسع يف ‪ 2017‬الونكراي حيث تسببت ثغرة يف نظام التشغيل ويندوز يف تسهيل وصول‬
‫املخرتقني لألجهزة واملطالبة بفدية مقابل االفراج عن بياناتهم املؤسسية والشخصية‪،‬‬

‫‪360‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫كلام تطورت التكنولوجيا وتوسع املستخدمون من دول ومؤسسات وافــــراد يف استخداماتها واالعتامد‬
‫عليها يف كل مفاصل الحياة حيث اصبحت هذه التقنيات بكل ما تقدمـــه من حلول هيه الحامي والحارس‬
‫للمنظومة االلكرتونية وبني فرتة واخرى يتم االعالن عن ثغرات امنيــــة تسببت يف هجـــــامت الكرتونية‬
‫تسببت يف خسائر فادحة‪ ،‬ما نريد ان نوضحه يف هذه الورقة ان نضــــــع هذه الشــــركات التقنـــــية كطرف‬
‫ثالث يف هذه الهجامت وحول املسؤولية الجنائية يف اهامل االغالق التام لهذه الثغرات وبيـــــن ما تجمعه‬
‫من بيانات وتسهل لطرف آخر الحصول عليه تساهم يف ارتكاب جرائم سيربانية من تهديد وابتزاز وانتهاك‬
‫امللكية الفكرية‪.‬‬

‫أول مفهوم المن السيرباين‪:‬‬


‫عرف ريشارد كمرر )‪ (Richara A.Kemmerer‬االمن السيرباين بأنه‪:‬‬

‫"عبارة عن وسائل دفاعية من شأنها كشف وإحباط املحاوالت التي يقوم بها القراصنة"‪ ،‬اما إدوارد أمورسو‬
‫)‪ (Edward Amoroso‬عرف االمن السيرباين بأنه" وسائل من شأنها الحد من خطر الهجـــوم عىل الربمجيات‬
‫او أجهزة الحاسوب او الشبكات‪ ،‬وتشمل تلك الوسائل املستخدمة يف مواجهة القرصنة وكشف الفريوسات‬
‫ووقفها وتوفري االتصاالت املشفرة‪.302‬‬

‫ووضحت وزارة الدفاع االمريكية تعريفا لالمن السيرباين بأنه "جميع االجراءات التنظيمية الالزمة لضامن‬
‫حامية املعلومات بجميع اشكالها املادية وااللكرتونية من مختلف الجرائم والهجامت والتخريب والتجسس‬
‫والحوادث‪.303‬‬
‫تعرف دولة االمارات االمن السيرباين بأنه " بأنه حامية األنظمة والشبكات والربامج واملوقع الجغرايف من‬
‫الهجامت الرقمية‪ ،‬ومن أي مشكلة أو عائق أو هجامت إلكرتونية تحول دون أداء عملها‪ .‬وتهدف الهجامت‬
‫اإللكرتونية عادة إىل الوصول إىل امل علومات الحساسة بهدف تغيريها أو إتالفها أو ابتزاز األموال من‬
‫املستخدمني‪ .‬ويعترب مفهوم األمن السيرباين أوسع من أمن املعلومات‪ ،‬حيث يتضمن تأمني البيانات واملعلومات‬

‫‪ 302‬عنرتة بن مرزوق‪ ،‬محي الدين حرشاوي‪ ,‬المن السيرباين كبعد جديد يف السياسة الدفاعية الجزائرية‪ ،‬جامعة القاصدي مرباح‬
‫الجزائر‪،‬‬
‫‪https://www.univ-ouargla.dz/index.php‬‬
‫‪303‬‬
‫‪Cybercrime Laws of the United States, https://www.oas.org/juridico/spanish/us_cyb_laws.pdf‬‬

‫‪361‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التي تتداول عرب الشبكات الداخلية أو الخارجية‪ ،‬والتي يتم تخزينها يف خوادم داخل أو خارج املنظامت من‬
‫االخرتاقات‪.304‬‬

‫ثانيا صور الجرائم السيربانية‪:‬‬


‫تختلف الجرمية االعتيادية والتي تقلصت بشكل كبري لتحل محلها الجرمية السيربانية ولكن بشكل‬
‫جديد ومميزات جديدة ومن صور الجرمية السيربانية‪:305‬‬

‫‪ .1‬االعتداء عىل اجهزة الحاسب االيل‬


‫‪ .2‬االعتداء عىل حرمة الحياة الخاصة‬
‫‪ .3‬االعتداء عىل حقوق امللكية الفكرية‬
‫‪ .4‬االستيالء والنصب واالحتيال السيرباين‬
‫‪ .5‬االنتحال والتغرير السيرباين‬
‫‪ .6‬االبتزاز والتهديد السيرباين‬
‫‪ .7‬التنصت السيرباين‬
‫‪ .8‬السطو االلكرتوين عىل اموال البنوك‬
‫‪ .9‬االعتداء السيرباين عىل االخالق واالتجار بالبرش واملخدرات‬
‫‪ .10‬االعتداء السيرباين عىل االمن‬
‫‪ .11‬تعطيل املصالح الحكومية‬

‫ثالثا تقنيات ساهمت يف شيوع الجرمية السيربانية‬


‫االنرتنت مع بداية ظهوره اخذ بالتطور واالنتشار بشكل كبري ولكن مازال االنرتنت يخفي به جانب كبري‬
‫من الظل والخفاء فالجزء الواضح من االنرتنت والذي يحرك التجارة ووتتم فيه عمليات االتصال والتواصل‬
‫بني مختلف البرش واملؤسسات ومحركات البحث التي تجيب عن استفساراتنا ال ميثل سوى جزء ضئيل من‬

‫‪ 304‬فاطمة عبدالله الدريب‪ ,‬مقالة بعنوان ما هو المن السيرباين منشورة بجريدة البيان الماراتية بتاريخ ‪ 13‬يناير ‪،2021‬‬
‫‪https://www.albayan.ae/opinions/by-the-way/2021-01-13-1.4064590‬‬
‫‪305‬‬
‫روان بنت عطية الله الصحفي دراسة منشورة بعنوان الجرائم السيربانية منشورة باملجلة اللكرتونية الشاملة متعددة‬
‫التخصصات‪ ،‬العدد الرابع والعرشون لشهر ‪ ،2020 5‬عامن‪ ،‬األردن ‪ ،2020‬ص‪-17‬ص‪21‬‬

‫‪362‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حجم االنرتنت الكبري وهناك جزء كبري من االنرتنت ال تصله عني العدالة وال يخضع الي قوانني سوى‬
‫املصلحة‪ ،‬فيقسم االنرتنت اىل‪:‬‬

‫‪ )1‬انرتنت السطحي ‪ Surface Web‬بدء من اول صفحة الكرتونية أنشأت يف عام ‪ 1991‬اىل ان اصبح‬
‫اليوم هناك ما يقارب ‪ 1.8‬مليار موقع الكرتوين مبختلف لغات واهتامم الناس حول العامل تؤدي‬
‫مختلف من الخدمات منها التواصل بني البرش والربيد اإللكرتوين والبيع والرشاء والتعليم ومواقع‬
‫املكتبات واملراكز البحثية ومراكز االخبار ووكاالت االنباء وموقع الوكاالت املتخصصة وكذلك‬
‫الصفحات الشخصية‪ .306‬االنرتنت العميق ‪ Deep Web‬والدارك نت ‪ DarkNet‬وتستخدم فيه عملة‬
‫رقمية خاصة تسمى البتكوين ‪.Bitcoin‬‬

‫‪ )2‬االنرتنت العميق ‪ Deep Web‬هو مجموعة من املواقع املوجودة عىل شبكة األنرتنت ال يتم أرشفتها‬
‫يف جوجل ولن تجدها يف نتائج البحث ألنها غري معروفة ا ميكن الوصول إليها بواسطة محركات‬
‫البحث التقليدية‪ ،‬والبعض يقول انه ميكن تصل مساحة الـ ‪ Deep Web‬من اجاميل اإلنرتنت ما‬
‫تعادل ‪ %85‬يف حني أن بعض التقديرات تضع حجم ‪ Deep Web‬بحجم ‪ 5000-4000‬مرة أكرب من‬
‫الويب السطحي وأن شبكة الويب العميقة تنمو بشكل كبري مام يشكل خطرا عىل النظام والسلم‬
‫العاملي‪ ،307‬من خصائص صفحات مواقع الويب العميق‪:‬‬

‫▪ الصفحات اليتيمة‪ :‬هي الصفحات التي ال توجد روابط إليها يف صفحات أخرى‬
‫▪ صفحات ذات الوصول املحدود‪ :‬هي الصفحات التي متنع عناكب البحث من الوصول للمحتوى‬
‫بربامج التحقق من الروبوتات مثل الكابتشا‪.‬‬
‫▪ الصفحات غري النصية‪ :‬هى الصفحات الغري قابلة للفهرسة والتى تحتوى عىل صيغ ملفات غري‬
‫نصية مثل الفيديو والصور والـ ‪ pdf‬وغريها من الصيغ الغري قابلة لألرشفة‪.‬‬
‫▪ امللفات املستضافة عىل بروتوكوالت أخرى‪ :‬مثل ‪ ftp‬وهى مواقع متواجدة لكنها تستخدم‬
‫بروتوكوالت خاصة ونطاقات خاصة ومتواجدة بشكل كبري ويصعب تعقبها أو التجسس عليها‪.‬‬

‫‪ 306‬موقع ‪ /https://www.internetlivestats.com‬يختص بتقديم احصائيات لحظية عن النرتنت حول العامل‪.‬‬


‫‪Bright Planet, Deep Web: A Primer, http://www.brightplanet.com/deep-web-university-2/deep-web-a-primer/.307‬‬

‫‪363‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ )3‬االنرتنت املظلم ‪ Dark web‬أو الـ ‪ :Net Dark‬هي شبكة داخلية من شبكة ‪ ،Web Deep‬وسميت‬
‫بهذا األسم لكونها تحتوي عىل أنشطة غري قانونية مثل تجارة املخدرات والسالح والتجارة يف البرش‪،‬‬
‫والرشط األسايس الستخدام اإلنرتنت امل ُظلم هو تشفري الهوية وعدم معرفة الشخص الذي يتصفح‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬وتصل مساحتها إىل ‪ %3‬عىل شبكة األنرتنت‪.308‬‬

‫‪ )4‬عملة البيتكوين ‪ Bitcoin‬ويرمز لها ‪ BTC‬وهي عملة رقمية إلكرتونية يتم تداولها عرباإلنرتنت فقط‪،‬‬
‫أسسها شخص مجهول عام ‪ ، 2007‬وبدأ التعامل بها يف عام ‪ ،2009‬تعمل دون وجود فيزيايئ لها‬
‫مشفرة ال مركزية ‪ ،‬أي تعمل دون مستودع مركزي او هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها وتتم‬
‫املعامالت بشبكة الند للند بني املستخدمني مبارشة دون وسيط دون رقابة حكومية عىل طبيعة‬
‫االنشطة او املواد املشرتاة واملباعة فهي تستغلها اغلب العصابات يف االنرتنت املظلم يف اخفاء‬
‫انشطتها وحجم املبالغ املتحصل عليها مقابل انشطتها غري املرشوعة ‪.309‬‬

‫‪ )5‬الخري والرش تحدي منذ خلق الله االنسان وتتضح فجوة يستغلها املخربون مبا تقدمه التقنية من‬
‫تسهيالت وما تستطيع املؤسسات واالفراد استخدامه وتطويعه لالستخدام فكلام استطاع املخربون‬
‫الوصول اىل منافع التقنية قبل األجهزة املسؤولة عن التأمني عم الخراب التقني وزادت الهجامت‬
‫السيربانية ولو استطاع املختصني بالتأمني من الوصول اىل منافع التقنية قبل املخربون واغلقوا كل‬
‫الفرص امام كل مخرب ومن هذه الفرص التي ميكن املنافسه بني من يقوم بالتأمني واملخربني‪:‬‬

‫▪ تطور األجهزة الحاسوبية (األجهزة الكمية) فهي االالف االضعاف من الرسعات وبالتايل تستطيع‬
‫فكر الشفرات القدمية املكونة من حروف وارقام‬
‫▪ تطور رسعات االنرتنت الجيل السادس ‪G6‬‬
‫▪ انتشار االنرتنت والتواصل االجتامعي ‪ %40‬من ضحايا االنرتنت يتم اإليقاع بهم يف منصات التواصل‬
‫االجتامعي فهي البيئة الخصبة لاليقاع بالضحايا‪ ،‬وهنا يلعب عامل الوعي دورا أساسيا يف وقف طرق‬
‫االستهداف واالحتيال‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫‪Michael Chertoff (2017) A public policy perspective of the Dark Web, Journal of Cyber Policy, 2:1, 26-38‬‬
‫موقع ‪ /https://bitcoin.org/ar‬البتكوين الرسمي تاريخ الزيارة ‪2021/07/22‬‬ ‫‪309‬‬

‫‪364‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ التساهل األمني يف سبيل التميز املؤسيس وكسب رضا العمالء وهنا يأيت دور الفرق املتجانسه يف‬
‫املؤسسات الحديثة بحيث فرق تخترب التقنيات وأخرى تكيفها ملا فيه مصلحة العميل‪.‬‬
‫▪ تأخر العامل يف انشاء املصارف االفرتاضية والعمالت املشفرة وهنا نجد الكثري من لجأ اىل البتكوين‬
‫سواء يف االستثامر او رشاء احتياجاته وهذه سوق بدون رقيب والكثري من سقطو ضحايا لهذا‬
‫التالعب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من هم املخربون‬
‫مل يعد املخربون يجازفون بأنفسهم يف تنفيذ الهجامت السيربانية وامنا قاموا بابتكار أساليب فعالة تغنيهم‬
‫عن املواجهة املبارشة مع أهدافهم سواء كانت دول كام يف اإلرهاب السيرباين او اإلرهاب املؤسيس والذي‬
‫يطال مؤسسات بعينها او حتى اشخاص لعدة أسباب من أهمها‪:‬‬
‫▪ تطور برامج امن املعلومات والتي تسعى دامئا اىل اغالق الثغرات واالبالغ عنها‬
‫▪ سهولة تعقب أجهزة املخربني من قبل أجهزة االمن وبالتايل اإليقاع بهم‪.‬‬
‫▪ املالحقة الدولية بالتعاون املعلومايت ملا تشكله هذه الجرمية من خسائر فادحة لالقتصاد العاملي‬
‫▪ تطور وسائل التحريات االلكرتونية وأساليب تحليل املعلومات‬
‫▪ تعاون رشكات التواصل االجتامعي مع الحكومات يف تقديم األدلة حول املتورطني‬

‫حتى نحدد فئة املخربني فهم ليسوا فئة واحدة كام يظن الشخص العادي وامنا هناك اشخاص متعاونني‬
‫معهم او حتى غافلني قد يقعوا تحت املسائلة القانونية الدولية نتيجة اهاملهم يف تأمني اجهزتهم الشخصية او‬
‫هواتفهم او حتى مقتنياتهم والتي تقد تلعب دور بار وتساهم يف تنفيذ الهجامت بدون علم وإرادة ماليك هذه‬
‫األجهزة ومن هؤالء األشخاص‪:310‬‬
‫▪ املخرتقني ‪:‬هو افراد اصليني تابعني للوكالة ويقومون بعمليات اخرتاق االنظمة املحددة ويعملون‬
‫تحت امرة القيادة ويتقاضون رواتبهم مبارشة من الجهة التي يعملون بها‪.‬‬
‫▪ املأجورين ‪:‬هم من القراصنة الذي يعملون نظري مقابل مادي وال ميلكون اي اهداف خاصة وميكن‬
‫التواصل معهم عن طريق الدارك نت‬
‫▪ املتعاطفني ‪:‬هم من املتعاطفون سياسيا وايدلوجيا مع قضية معينة ويعملون بدون اجر وامنا نكاية‬
‫بالطرف االخر‪.‬‬

‫‪ 310‬روان بنت عطية الله الصحفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪14‬‬

‫‪365‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ املجربني ‪:‬هم من املبتدؤون بعامل االخرتاق ويرغبون بتجربة ما تعلموه عن طريق االخرين او من‬
‫صفحات االنرتنت املنترشة‪.‬‬
‫▪ الغافلني ‪ :‬هم من وقعوا ضحية االصطياد يف وقت سابق وتم تثبيت برنامج خبيث بالجهاز الذي‬
‫ميلكونه وهو يعمل تحت ترصف املخرتقني االصلني‪.‬‬

‫خامسا بعض الساليب وفرتها التقنيات اللكرتونية العاملية املنترشة سهلت للجامعات املخربة يف‬
‫التحضري او تنفيذ عمليات الرهاب السيرباين‪:‬‬
‫‪ )1‬احتواء بعض التطبيقات العاملية والتي يتطلب توفرها بكل جهاز الكرتوين من ثغرات امنية تم رصدها‬
‫بواسطة املخربني ساهمت بشكل كبري من تنفيذ بعض الهجامت عىل مستوى كبري مثل الون كراي‬
‫‪.3112017‬‬
‫‪ )2‬انتشار العاب القتل االفرتايض وتسلل الجامعات املخربة والوصول اىل رشيحة الشباب فهي متثل‬
‫ساحات للتدريب عىل فنون القتال ومحاكاة لجميع العمليات التي تنوي الجامعات تنفيذها‪.312‬‬
‫‪ )3‬احتواء جميع تطبيقات التواصل االجتامعي عىل خاصية النقل املبارش بدون ضوابط كافية لبث جرائم‬
‫عنف وقتل او جرائم أخالقية‪.‬‬
‫‪ )4‬سهولة الحصول عىل حساب الكرتوين بشكل رسيع مام يشكل عبء كبري عىل أجهزة االمن يف‬
‫مالحقة املجرمني‪.‬‬
‫‪ )5‬سهولة الحصول عىل البيانات من التطبيقات العاملية وتحليلها واستهداف االشخاص بواسطة علوم‬
‫اجتامعية حديثة كالهندسة االجتامعية يف التجنيد وتأليب االفراد ضد الحكومات وتنفيذ االجندات‬
‫الخاصة بهم‪.‬‬
‫‪ )6‬استمرار بعض التطبيقات العاملية مثل فيسبوك يف العمل مع وجود احكام قضائية بالضلوع يف التأثري‬
‫يف الراي العام عن طريق التحكم يف مخرجات البحث او تعمد اشخاص معينني باإلعالنات‬
‫والنرشات مثل خروج بريطانيا من االتحاد األورويب او التأثري باالنتخابات االمريكية‬

‫‪311‬‬
‫‪https://www.zdnet.com/‬‬
‫‪ 312‬عياش فاطمة و بودفع عيل‪ ،‬دراسة بعنوان "تأثري اإلرهاب اللكرتوين عىل األطفال وطرق الوقاية" منه منشورة مبجلة الحقوق‬
‫والحريات املجلد ‪ 09‬العدد ‪ 01‬سنة ‪ ،2021‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة سكيكدة الجزائر‪ ،‬ص‪138‬‬

‫‪366‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ )7‬استمرار وجود طبقات من االنرتنت مثل االنرتنت املظلم بالعمل بعيد عن نظر أجهزة االمن والرقابة‬
‫العاملية‬
‫‪ )8‬دعم بعض الحكومات للعمالت الرقمية والتي ليس لها أي أسس قانونية او غطاء مقابل وعدم وجود‬
‫بدائل لتحل محلها‬
‫‪ )9‬التحيز من بعض وسائل التواصل االجتامعي يف القضايا الحساسة مثل تويرت والقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫سادسا التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬احكام عمل التطبيقات االلكرتونية والعمل عىل اختبارات األمان من طرف ثالث معتمد من جهات‬
‫دولية‬
‫‪ -2‬وضع ضوابط أكرث لبيع واستخدام األلعاب االلكرتونية‬
‫‪ -3‬تحييد خاصية البث املبارش لبعض الحسابات املوثقة واملعتمدة والقدمية ومنع الحسابات الجديدة من‬
‫أي نشاطات قد تشكل خطر‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام بطاقات تعريف الهوية يف فتح الحسابات االلكرتونية مهام كان الهدف منها‪.‬‬
‫‪ -5‬إيجاد منظومة عاملية لالحتفاظ بالبيانات وسهولة التخلص منها من قبل االفراد ملنع استغاللها مثل‬
‫‪ GDPR‬األورويب‬
‫‪ -6‬تطبيق احكام أكرث رصامة يف تجاوزات تطبيقات التواصل االجتامعي وعدم االكتفاء بالغرامة مهام‬
‫كان حجمها مثل تحديد عدد املستخدمني ومنع الوصول للتطبيق من بعض الدول وغريها‬
‫‪ -7‬تنمية مهارات مأموري الضبط القضايئ للوصول لخبايا االنرتنت ومتابعة ما يدور فيه من تجاوزات‬
‫بحق اإلنسانية والقانون‬
‫‪ -8‬الترسيع بإيجاد بدائل محلية وإقليمية للعمالت الرقمية تحت ترصف وتحكم جهات منظمة لها‪.‬‬
‫‪ -9‬تعديل رشوط اتاحة أي برنامج من برامج التواصل االجتامعي عدم التحيز الي جهة او فئة‪ ،‬واالكتفاء‬
‫بإدارة الربنامج فقط‬

‫‪367‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املراجع‬

‫‪ -1‬عنرتة بن مرزوق‪ ،‬محي الدين حرشاوي‪ ,‬االمن السيرباين كبعد جديد يف السياسة الدفاعية الجزائرية‪ ،‬جامعة‬
‫القاصدي مرباح الجزائر‪https://www.univ-ouargla.dz/index.php ،‬‬
‫‪ -2‬روان بنت عطية الله الصحفي دراسة منشورة بعنوان الجرائم السيربانية منشورة باملجلة االلكرتونية الشاملة‬
‫متعددة التخصصات‪ ،‬العدد الرابع والعرشون لشهر ‪ ،2020 5‬عامن‪ ،‬األردن ‪ ،2020‬ص‪-17‬ص‪21‬‬
‫‪ -3‬عياش فاطمة و بودفع عيل‪ ،‬دراسة بعنوان "تأثري اإلرهاب االلكرتوين عىل األطفال وطرق الوقاية" منه‬
‫منشورة مبجلة الحقوق والحريات املجلد ‪ 09‬العدد ‪ 01‬سنة ‪ ،2021‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة‬
‫سكيكدة الجزائر‪ ،‬ص‪138‬‬
‫‪ -4‬فاطمة عبدالله الدريب‪ ,‬مقالة بعنوان ما هو االمن السيرباين منشورة بجريدة البيان االماراتية بتاريخ ‪ 13‬يناير‬
‫‪https://www.albayan.ae/opinions/by-the-way/2021-01-13-1.4064590 ،2021‬‬
‫‪ -5‬موقع ‪ /https://bitcoin.org/ar‬البتكوين الرسمي تاريخ الزيارة ‪2021/07/22‬‬
‫‪ -6‬موقع ‪ /https://www.internetlivestats.com‬يختص بتقديم احصائيات لحظية عن االنرتنت حول العامل‪.‬‬

‫‪7- Michael Chertoff (2017) A public policy perspective of the Dark Web, Journal of Cyber‬‬
‫‪Policy, 2:1, 26-38‬‬
‫‪8- Cybercrime Laws of the United States,‬‬
‫‪https://www.oas.org/juridico/spanish/us_cyb_laws.pdf‬‬
‫‪9- https://www.zdnet.com/article/leaked-nsa-hacking-exploit-used-in-wannacry-ransomware-‬‬
‫‪is-now-powering-trojan-malware/‬‬
‫‪10- Bright Planet, Deep Web: A Primer, http://www.brightplanet.com/deep-web-university-‬‬
‫‪2/deep-web-a-primer/.‬‬

‫‪368‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫اجللسة العلمية السابعة‬

‫الجلسة العلمية السادسة‬


‫رئيس الجلسة‬
‫الدكتورة الهام العلمي‬
‫أستاذة التعليم العايل‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتامعية – جامعة القايض عياض مراكش‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األمن السيبراني ودوره في حماية أنظمة الدفع االلكتروني‬

‫خبري التجارة اللكرتونية‪ ،‬عضو هيئة الرقابة اإلدارية ليبيا‬


‫الربيد اللكرتوين‪rawadsagar2013@gmail.com :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تتخذ أنظمة الدفع اإللكرتونية عدة أشكال (البطاقات االئتامنية والنقود اإللكرتونية واألوراق التجارية‬
‫اإللكرتونية) كلها تعتمد اعتامدا كليا عىل معامالت املؤسسات املالية والبنكية التي تتم عرب اإلنرتنت‪.‬‬

‫فلقد تنوعت أعامل البنوك وتغريت طرق تقدميها لخدماتها‪ ،‬فتولدت فئة جديدة من العمالء تطلبت عملية‬
‫تداول ذات طاقات استيعابية تتناسب مع األحجام الكبرية للمدفوعات بني الرشكات وتحقق البيع املبارش‬
‫للمستهلك عرب اإلنرتنت‪ ،‬وتولدت بالتايل فرص للتعامل املبارش بني املستهلك والرشكات‪ ،‬وبدأت هموم هذه‬
‫الرشكات تتوجه إىل عمليات مالية أكرث تفاعله مع الشبكة واملشاركة يف التطورات املستقبلية يف إدارة النقد‬
‫بواسطة الربمجيات‪ ،‬ويف نفس الوقت احتاجت هذه الربمجيات إىل ضامنات عالية جدا من األمن يف تبادل‬
‫امللفات البنكية عرب الشبكة‪ ،‬خشية العبث بها أثناء عملية املرور من بنك آلخر‪ ،‬ونظرا لعدم توفر هذه الضامنات‬
‫لجأت أغلب البنوك إىل تكنولوجيا التشفري‪ ،‬لكل ذلك يتم اللجوء لوسائل أمان فنية لتوفري الثقة بني املتعاملني‬
‫وضامن فعالية تلك الوسيلة يف الوفاء لتيسري وازدهار التجارة اإللكرتونية ولتضمن الوفاء والدفع الرسيع واآلمان‬
‫خاللها‪.‬‬

‫وتتوىل الجهة التي تقدم خدمة الوفاء اإللكرتوين هذه املهمة‪ ،‬حيث يتم تحديد الدائن واملدين أطراف‬
‫العملية التي تتم بطريقة مشفرة من خالل برنامج معد لهذا الغرض‪ ،‬بحيث ال يظهر الرقم البنيك عىل الشبكة‪،‬‬
‫ويتم عمل أرشيف يسهل الرجوع إليه للمبالغ التي يتم السحب عليها بهذه البطاقة‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه نظام‬
‫املعامالت اإللكرتونية اآلمنة (‪ ،) Set‬باعتبار أن هذا النظام يحقق عدة ضامنات أساسية أهمها التكاملية‪ ،‬أي‬
‫ضامن أن الرسالة املرسلة هي الرسالة املستقبلة عن طريق البصمة الرقمية ورسية املعاملة من خالل تشفري‬

‫‪370‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫محتوى الرسالة والتحقق من شخصية صاحب بطاقة االئتامن البنكية وشخصية البائع‪ ،‬حيث يقوم البنك باتخاذ‬
‫اإلجراءات املالية وإخطار الطرفني بإمتام املعامالت‪.‬‬

‫وبالتايل يبقى استعامل أنظمة الدفع اإللكرتونية مرهون بتوفري قدر من الحامية التقنية التي يضمنها‬
‫املتعاملون بها؛ كمقدمي الخدمات عىل الخط والبنوك يف مجال استعامل التكنولوجيا الحديثة لالتصاالت التي‬
‫تعتمد أساسا عىل برامج الحواسيب وقواعد البيانات املشفرة لحاميتها من االخرتاق والرسقة(‪ ،)313‬فالغوص يف‬
‫العامل االفرتايض للدفع اإللكرتوين الذي يتبلور من خالل شبكة االنرتنت سيؤدي إىل التعرض لبعض‬
‫اإلشكاالت التي منها عدم االستقرار يف التعامالت نتيجة لعدم إمكانية توفري األمن الذي يؤدي بدوره إىل عدم‬
‫الثقة يف استخدام أنظمة الدفع اإللكرتونية‪ ،‬مام استوجب معه رضورة العمل عىل إيجاد وسائل وتقنيات وضعت‬
‫تحت ترصف املتعاملني بها يك تضمن قدر ممكن من الثقة واالطمئنان ملستعميل هذه األنظمة والتي يطلق‬
‫عليها مصطلح االمن السبريي‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق جرى الرتكيز والتشدد عند إنشاء أنظمة الدفع اإللكرتونية عىل سياسات وإجراءات‬
‫الحامية الواجب اتباعها يف تصميم النظم والربمجيات التي تقدم هذه الخدمات‪ ،‬وكذلك يف متابعة ومراقبة‬
‫حسن تنفيذها من قبل املتعاملني بها‪ ،‬إضافة إىل اإلجراءات الوقائية الواجب اتخاذها‪ ،‬وذلك للتخفيف من‬
‫األذى القابل الحدوث يف حال اخرتاق هذه األنظمة من قبل بعض الجهات العابثة بهدف مقصود أو بسوء‬
‫نية‪ ،‬يف الوقت الذي تعترب فيه املؤسسات املالية واملرصفية املصدرة ألنظمة الدفع هاته من املؤسسات االقتصادية‬
‫الهامة يف أي دولة من دول العامل‪ ،‬لعل هذا ما جعل معه الحاجة ملحة إىل رضورة اتخاذ العديد من اإلجراءات‬
‫املشددة من الحيطة والحذر والحامية واملراقبة عند تقديم هذه املؤسسات خدماتها الكرتونيا‪.‬‬

‫ومتاشيا مع التطور الهائل الذي شمل قطاع تقنية املعلومات عىل مختلف األصعدة وانفجار ثورة التكنولوجيا‬
‫املرصفية والتي حققت نتائج إيجابية من اختصار الوقت والجهد وتأمني رسعة التعامل بأنظمة الدفع اإللكرتوين‪،‬‬

‫(‪ )313‬إن حامية قواعد البيانات من الخرتاق والرسقة تعترب من أكرث املسائل أهمية وأولوية بالنسبة للمربمج اإللكرتوين‪ ،‬ويوجد‬
‫هناك وجهان رئيسيان لحامية قواعد البيانات‪ ،‬األول يتعلق بحقوق املربمج املتمثلة يف حقوقه الفكرية‪ ،‬والثاين يتعلق بالعمالء‬
‫املستخدمني للربامج وكيفية منح الصالحيات للمستخدمني‪ .‬راجع‪ :‬أمجد جاميل‪ ،‬حامية قواعد البيانات وصالحيات املستخدمني‪،‬‬
‫مقال منشور عىل الرابط اللكرتوين التايل‪ :‬مجلة الفريق العريب‪ 2 ،‬أبريل ‪ ،2002‬ص ‪.1‬‬
‫‪-www.arabteam2000.farum.com.‬‬

‫‪371‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فإنه يجب توفري الضامن والثقة الالزمني إلنجاح استعامل هذه األنظمة من جهة‪ ،‬واعتامد الكثري من التقنيات‬
‫لتأمني حامية معامالت الدفع اإللكرتوين من جهة أخرى‪.‬‬

‫ولتوفري األمن يجب استخدام أحد الوسائل التي تم إيجادها للوصول الستقرار يف التعامالت املالية‬
‫اإللكرتونية ومن هذه الوسائل نهج بعض الربامج اآلمنة للمعامالت املالية والتي يطلق عليها اسم الربتوكوالت‬
‫املؤمنة (املبحث األول)‪ ،‬وإذا كانت مهمة حامية أنظمة الدفع اإللكرتونية تقع عىل أصحاب االختصاص‬
‫والتقنيني ملعرفتهم بتلك املهارة وكيفية ردع االعتداءات مبناسبة استعامل البيانات اإللكرتونية وانتقالها‪ ،‬فإن‬
‫هذه الحامية ال تكفي وحدها إذا مل تكن مدعمة بحامية قانونية تتمثل يف سن مجموعة من النصوص التي‬
‫تنظم وتحكم معامالت الدفع االلكرتوين‪ ،‬التي تتطلب بدورها تكثيفا للجهود عىل املستويني الداخيل والخارجي‬
‫واتباع إجراءات املصادقة اإللكرتونية (املبحث الثاين)‬

‫املبحث األول‪ :‬بروتوكولت المن السيرباين‬


‫تستخدم الربوتوكوالت يف مجاالت االتصاالت بني الحواسيب‪ ،‬ويقصد بها مجموعة القواعد واألسس‬
‫التي تحدد طريقة إرسال البيانات وانتقالها عرب خطوط االتصاالت من جهاز حاسوب آلخر وكيفية استقبال هذه‬
‫البيانات عندما تصل إىل محطتها األخرية(‪ ، )314‬فالربوتوكول بهذا املعنى هو مجموعة من القوانني التي تحدد‬
‫وتفصل كيف لحاسبات آلية أن تتصال ببعضها البعض عرب شبكة ما‪ .‬ومن أهم خصائص بروتوكوالت اإلنرتنت‬
‫أنها قادرة عىل العمل عىل عدة محاور أي أن النظام يدعم برمجيات وحواسب آلية مصنعة من رشكات مختلفة‬
‫وهذا (بالنسبة أنظمة الدفع اإللكرتونية)‬

‫يعني بأن الزبائن وأصحاب العمل لن يضطروا أن يشرتوا أنظمة معينة من أجل تسيري التجارة‪ ،‬أضف إىل‬
‫ذلك أن جميع الربوتوكوالت تعمل يف طبقات‪ ،‬بحيث أن كل طبقة تبدأ عملها بعد أن تنتهي الطبقة التي تحتها‬
‫أو فوقها وكل طبقة تستخدم البيانات الناتجة من الطبقة التي فوقها أو تحتها وكل طبقة يف البناء مسؤولة عن‬
‫بعض من العمليات واملهام‪ ،‬إضافة إىل أنها قادرة عىل تفسري وقراءة البيانات التي تحدث فقط يف طبقة التطبيق‬
‫وليس يف طبقات الشبكة‪ ،‬وتتعدد الربوتوكوالت وتتنوع من أجل تسهيل انتقال البيانات واملعلومات بني‬
‫املحطات اإللكرتونية‪ ،‬وتحمل مستويات متعددة‪ ،‬رغم أن الربوتوكوالت الداعمة للعملية األساسية لشبكة‬

‫(‪ )314‬طارق عبد العال حامد‪ ،‬التجارة اإللكرتونية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬الدار الجامعية للنرش والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مرص‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.736-732‬‬

‫‪372‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االنرتنت هام )‪ )315( (IP-TCP‬بروتوكول مراقبة البث أو الحكم باإلرسال وبروتوكول االنرتنت‪ ،‬ويشمالن قواعد‬
‫أساسية حول كيفية نقل البيانات عرب الشبكة وكرسها‪ ،‬ويقدمان حلوال يف مجال االتصال ما بني الشبكات‬
‫العاملية‪.‬‬
‫فربوتوكول )‪ ) TCP‬يراقب تجميع الرسالة يف رزم متامثلة قبل بثها عىل الشبكة العنكبوتية كام يراقب إعادة‬
‫تجميع رزم حتى تصل إىل وجهتها بعد أن يتأكد بأن الحاسبني اآلليني يستطيعان االتصال ببعضهام البعض‬
‫بطريقة يعول عليها‪ ،‬وكل اتصال لربوتوكول التحكم باإلرسال يجب أن يقابله أشعار باستالم البيانات فإذا مل‬
‫يتم الحصول عىل هذا األشعار بعد فرتة معينة فإن الجهاز املرسل يقوم بإعادة إرسال البيانات‪ ،‬وليك تتم عملية‬
‫اإلرسال أو عملية إجابة لطلب فإ ن املرسل يجب عليه تقسيم هذا الطلب إىل عدة رزم صغرية كل رزمة تحوي‬
‫عنوان الجهاز املرسل والجهاز املستقبل‪ ،‬وهنا يتدخل بروتوكول االنرتنت لينسق الرزم ويوزع العناوين‪.‬‬

‫ويعترب بروتوكول (‪ ) IP‬أحد أهم الربوتوكوالت األساسية وهو عبارة عن رقم مكون من أربعة أجزاء يعرف‬
‫ال جزء األول من الرقم بدءا من اليسار املنطقة الجغرافية والجزء الثاين يحدد املنظمة أو الحاسب املزود أما‬
‫املجموعة الثالثة من األرقام فتحدد مجموعة الكمبيوترات التي ينتمي إليها الجهاز واملجموعة الرابعة تحدد‬
‫الجهاز املستخدم وميكن اعتبار الـ (‪ )IP‬نوع من الخرائط الخاصة باإلنرتنت حيث ميكن االتصال بأي موقع‬
‫من خالل نقطة معينة عىل هذه الخريطة‪،‬‬

‫وتفسري ذلك أن كل مستضيف عىل أي شبكة يكون له رقم هوية منطقي يسمى بعنوان بروتوكول اإلنرتنت‬
‫وهو نفسه العنوان املنطقي‪ ،‬وبروتوكول اإلنرتنت يحصل عىل األجزاء من طبقة املضيف ويكرسها إيل رزم‪،‬‬
‫وبروتوكول اإلنرتنت يف الجهاز املستقبل يقوم بإعادة جمع تلك الرزم ويحولها إىل أجزاء‪ ،‬وكل رزمة تحوي‬
‫عنوان بروتوكول اإلنرتنت للجهاز املرسل وللجهاز املستقبل‪ ،‬وعندما تصل الرزمة إىل املوجه فإنها تقوم بقراءة‬
‫عنوان بروتوكول االنرتنت املوجود يف الرزمة ومن ثم يقوم بعملية التوجيه الصحيحة‪ ،‬وتضم الربوتوكوالت ‪(IP-‬‬
‫)‪ TCP‬العديد من التطبيقات املتنوعة التي تقدم الخدمات للمستخدمني وأحيانا تعرف بأنها خدمات التطبيق‬

‫(‪ )315‬بروتوكول )‪ :Internet Protocol(IP‬يستخدم هذا الربتوكول يف إيجاد عنوان لشبكات النرتنت أي أنه يتحكم ويضع القواعد‬
‫إلرسال واستقبال امللفات باستخدام عناوين النرتنت الرقمية وتوفر الطبعة األخرية من بروتوكول النرتنت خيارات أكرث متعددة‬
‫الوسائط وأمنا إضافيا وعناوين أكرث ألجهزة الشبكة‪.‬‬
‫بروتوكول ‪ : Transmission contralprotocol‬يستخدم هذا الربوتوكول يف تبادل الرسائل بني مواقع النرتنت املختلفة‬ ‫‪-‬‬
‫عىل مستوى أجزاء امللفات الصغرية والتي يطلق عليها الحزم » ‪.« Packets‬‬

‫‪373‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وهي تشمل عرض صفحة الويب وتسهيالت إدارة الشبكة ونسخ امللفات والربيد اإللكرتوين وخدمات‬
‫الدليل(‪.)316‬‬
‫وأمام وسائل االخرتاق التي يقوم بها قراصنة الشبكة العنكبوتية التي تحاول الرتكيز عىل معرفة رقم‬
‫بروتوكول االنرتنت الخاص باملستخدم‪ ،‬قام العديد من مؤيدي تطوير التجارة اإللكرتونية عموما والدفع‬
‫اإللكرتوين عىل وجه الخصوص إىل وضع العديد من برامج أمن املراسالت عند استخدام أنظمة الدفع‬
‫اإللكرتونية وذلك بهدف ضامن الثقة يف هذه املعامالت مام يساعد عىل تطويرها وترقيتها‪ ،‬والتي تسمى‬
‫اصطالحا بالربوتوكوالت‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬بروتوكولت تأمني البيانات املالية‬


‫تشمل بروتوكوالت تأمني البيانات املالية كل من بروتوكول الطبقات اآلمنة وبرتوكول الحركات املالية‬
‫اآلمنة‪ ،‬ويعتربان من أهم بروتوكوالت أمن املعامالت اإللكرتونية لتحقيقها غاية ضامن الحفاظ عىل أمن‬
‫البيانات (خصوصيتها وسالمتها والتحقق من وصولها إىل الجهة املطلوبة) أثناء إجراء الحركات املالية عرب شبكة‬
‫مفتوحة مثل االنرتنت‪ .‬ويشار لربوتوكول (الحركات املالية) التحويالت اإللكرتونية اآلمنة اختصارا بـ )‪،)317( (Set‬‬
‫وهو من تطوير رشكتي فيزا وماسرتكارد‪ ،‬وذلك لتأمني انجاز التحويالت املالية بواسطة البطاقات املرصفية عرب‬
‫الشبكات املفتوحة‪ ،‬أما بروتوكول طبقة املقاييس اآلمنة (الطبقات األمنية لتأمني) فيشار إليه اختصارا )‪(SSL‬‬
‫(‪ ،)318‬وقد طور مبعرفة رشكة نت سكيب لتأمني نقل آمن للمعلومات بني خادم الويب ومستعرضات الويب وليك‬
‫يضمن الخصوصية خالل عمليات التبادل عرب شبكة االنرتنت‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬بروتوكول الطبقات اآلمنة )‪(SSL‬‬


‫هو برنامج به بروتوكول تشفري متخصص لنقل البيانات واملعلومات املشفرة بني جهازين عرب شبكة االنرتنت‬
‫بطريقة آمنة‪ ،‬بحيث ال ميكن لشخص قراءتها غري املرسل واملستقبل‪ ،‬وتكون قوة التشفري فيها قوية ويصعب‬
‫فكها‪ ،‬وسمي هذا الربتوكول بالطبقة اآلمنة ألن الربنامج الذي يستخدم من خالله يعمل كطبقة وسيطة تربط‬
‫بني بروتوكول التحكم بالنقل وبروتوكول (‪ )http://(hypertext.transfer.protocal‬وقد طور هذا الربتوكول‬

‫(‪ )316‬طارق طه‪ ،‬التسويق بالنرتنت والتجارة اللكرتونية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مرص‪ ،2006 ،‬ص ‪.61‬‬
‫)‪(317‬‬
‫‪(Set): Secure electronic transaction.‬‬
‫)‪(318‬‬
‫‪(SSL): secure sockets dayer.‬‬

‫‪374‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫من طرف رشكة نت سكيب(‪ ، )319‬لتأمني نقل أمن املعلومات بني خادم الويب ومستعرضات الويب‪ ،‬ويعتمد هذا‬
‫الربوتوكول عىل خوارزمية املفتاح العام واملفتاح الخاص‪ ،‬إذ يزود الخادم املستفيد باملفاتيح العامة‪ ،‬وتستخدم‬
‫هذه األخرية يف تشفري الرسائل املتجهة إىل الخادم‪ ،‬وال ميكن استخدام املفتاح العام لفك شيفرة الرسالة التي‬
‫شفرها‪ ،‬إذ يتفرد املفتاح الخاص (لدى الخادم) بالقدرة عىل فك شيفرة الرسالة التي شفرها املفتاح العام‪ ،‬وبذلك‬
‫فهو يختلف عن بقية طرق التشفري يف يشء واحد‪ ،‬أال وهو عدم الطلب من مرسل البيانات اتخاذ خطوات‬
‫لتشفري املعلومات املراد حاميتها‪ ،‬وكل ما ي فعله املستخدم هو التأكيد من استخدام هذا الربوتوكول بالقوة‬
‫املطلوبة‪ ،‬وبذلك يستطيع املستفيد بالطريقة ذاتها إنشاء زوج من املفاتيح العامة والخاصة إلرسال املعلومات إىل‬
‫الخادم‪ .‬ومتنع هذه الطريقة ظهور مشاكل االتصال مثل التجسس أو التنصت عند كشف املعلومات الحساسة‬
‫( مثل البيانات الشخصية أو أرقام بطاقات االئتامن ضمن أحد مواقع الويب)‬

‫ويساعد بروتوكول الطبقات األمنية )‪ (SSL‬يف التحقق من املفتاح العام الذي أصدره الخادم‪ ،‬ويتأكد من‬
‫عدم تغري املعلومات أثناء التحويل‪ ،‬وذلك باستخدام الشهادات الرقمية التي تصدر من تغري املعلومات أثناء‬
‫التحويل والتي تعطيها الجهات املانحة(‪ ،)320‬املوثوق بها التي توقع عليها‪ ،‬وتستخدم هذه الشهادات للتحقق من‬
‫موثوقية املفاتيح العامة التي أصدرت‪ .‬عليه سنتناول كال من برنامج تشغيل الطبقات اآلمنة (أوال) ثم آلية عمل‬
‫هذا الربتوكول (ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬برنامج تشغيل بروتوكول الطبقات اآلمنة‬


‫يقوم برنامج تشغيل بروتوكول املقاييس اآلمنة بربط املتصفح املوجود عىل جهاز املستخدم (املشرتى) بجهاز‬
‫الخادم الخاص باملوقع املراد الرشاء منه‪ ،‬ويجب أن يكون والحالة هذه الخادم مزودا بهذه التقنية‪ ،‬ثم يقوم هذا‬
‫الربنامج بتشفري أي معلومة صادرة من ذلك املتصفح وصوال إىل جهاز الخادم الخاص للموقع‪ ،‬باستخدام‬
‫بروتوكول التحكم باإلرسال وبروتوكول االنرتنت )‪ (TCP/IP‬السابق اإلشارة إليهام‪ ،‬إذ يزود الخادم املستفيد‬
‫باملفاتيح العامة‪ ،‬وتستخدم هذه املفاتيح العامة يف تشفري الرسائل املتجهة إىل الخادم‪ ،‬وال ميكن استخدام‬
‫املفتاح العام لفك شفرة الرسالة إىل شفرها‪ ،‬إذ يتفرد املفتاح الخاص (لدى الخادم) بالقدرة عىل فك شفرة الرسالة‬
‫التي شفرها املفتاح العام‪ ،‬ويستطيع املستفيد بالطريقة ذاتها إنشاء زوجا من املفاتيح العامة والخاصة إلرسال‬
‫املعلومات إىل الخادم‪.‬‬

‫)‪(319‬‬
‫‪http://www.retscape.com.‬‬
‫)‪(320‬‬
‫‪CA : certificate authorities.‬‬

‫‪375‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبالتايل يقوم الشخص أو املؤسسة يف ظل هذا الربنامج التشغييل للربوتوكول بتوليد زوج من املفاتيح‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬ثم يرسل املفتاح العام إىل الجهة مانحة للشهادة لتضيف الجهة املانحة بعض املعلومات‬
‫املتعلقة بالشهادة (كاالسم ورقم التعريف‪ ،‬وعنوان الربيد اإللكرتوين‪ ،‬وتاريخ االنتهاء والرقم التسلسيل) وتوقيع‬
‫عل يها باملفتاح العام لطالب الشهادة وباملفتاح الخاص للجهة املانحة للشهادة‪ ،‬ويصادق توقيع الجهة املانحة‬
‫للشهادة عىل املعلومات املضافة إىل الشهادة وعىل املفتاح العام املوجود ضمن الشهادة‪ .‬وميكن أن ترسل الجهة‬
‫املانحة الشهادة إىل طالبها أو تنرشها للعموم‪ ،‬أو تحتفظ بها يف خادم الشهادات كقاعدة بيانات تسمح بتسليم‬
‫واسرتجاع الشهادات الرقمية‪ ،‬وعند فك شفرة الوثيقة املصدقة رقميا‪ ،‬تستخدم الربمجيات من الطرف املستقبل‬
‫املفتاح العام للجهة املانحة للشهادة‪ ،‬فإن نجحت عملية فك شيفرة الشهادة‪،‬‬

‫فإن ذلك يعني أن الجهة املانحة التي وقعت الوثيقة هي التي أنشأتها بالفعل‪ ،‬وتستطيع الربمجيات من‬
‫الطرف املستقبل فحص جميع معلومات الشهادة املتعلقة مبالكها‪ ،‬مام ميكن املستقبل من الحصول عىل املفتاح‬
‫العام للاملك (من الشهادة) للتحقق من توقيع املرسل‪ ،‬فإن متكن هذا املفتاح العام املصدق من فك شفرة توقيع‬
‫املرسل‪ ،‬يصبح املستقبل عىل ثقة بأن التوقيع أنشئ باستخدام املفتاح الخاص للاملك(‪.)321‬‬

‫ثانيا‪ :‬آلية عمل بروتوكول الطبقات األمنية‬


‫ينشئ املستفيد املشرتي (زائر املوقع) اتصاال بخادم آمن‪ ،‬ومييز الخادم اآلمن بإلحاق حرف "د" بنهاية‬
‫اسم الربوتوكول ضمن عنوان محدد املصدر ‪( URL‬مثال ‪ ،)http://server.com‬وبعد إنشاء االتصال‪ ،‬يبدأ‬
‫املستفيد جلسة املصافحة وذلك بإرسال رسالة أو عبارة ترحيب تستفرس عن هوية الخادم وتخريه بقدرات التشفري‬
‫لدى املستفيد‪ ،‬ويرد الخادم برسالة أو عبارة ترحيب‪ ،‬وإرسال شهادته الرقمية وبعض قوائم خوارزميات التشفري‪،‬‬
‫ويقوم املستفيد بفحص الشهادة الرقمية للخادم كأن يبحث عن مصدرها وتاريخ انتهائها‪،‬‬

‫وكذلك تتم املقارنة بني اسم املوقع عىل الشهادة مع اسم املوقع يف جهاز الخادم واملقارنة بني الرقم العام‬
‫املرسل من الجهاز الخادم إىل املتصفح مع التوقيع اإللكرتوين للمؤسسة‪ ،‬وذلك للتحقق من أنها قد صدرت عن‬
‫جهة مانحة معتمدة‪ ،‬وبعد تحقق كل طرف من الطرف اآلخر‪ ،‬يتفق الخادم واملستفيد عىل معيار التشفري الذي‬
‫يستخدم يف جلسة تبادل البيانات وفقا لربوتوكول الطبقات األمنية‪.‬‬

‫(‪ )321‬عبد الرحامن بن نارص العمري‪ ،‬اإلنرتنت ودورها يف التجارة اإللكرتونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪376‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبعد االنتهاء من جلسة املصافحة يف بروتوكول الطبقات األمنية‪ ،‬يولد املستفيد مفتاحا رسيا للجلسة‪،‬‬
‫ويشفره ب استخدام املفتاح العام للخادم‪ ،‬ثم يفك الخادم شفرة مفتاح الجلسة باستخدام مفتاحه الخاص‪،‬‬
‫ويستخدم كل من الخادم واملستفيد هذا املفتاح الفريد لتبادل املعلومات الحساسة يف جلسة بروتوكول الطبقات‬
‫األمنية وال يصلح هذا املفتاح الفريد إال لجلسة واحدة‪ ،‬وكل هذه الخطوات تتم للتأكيد من مصداقية املوقع‬
‫وحامية املستهلكني من املؤسسات الوهمية‪ ،‬علام بأن جميع هذه الخطوات تتم بواسطة املتصفح لدى الزبون‬
‫دون علمه أو تدخله‪ ،‬ويف حالة عدم املطابقة أو االلتباس أو إذا كانت هناك مالحظات‪ ،‬يقوم املتصفح بإعالمه‬
‫بالنتيجة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بروتوكول الحركات املالية اآلمنة )‪(SET‬‬


‫طورت مجموعة من الرشكات العاملية الرائدة كاميكروسوفت )‪ (Microsoft‬وآي يب إم )‪ (IBM‬ونتسكيب‬
‫بروتوكوال لعمليات الدفع أطلقت عليه اسم‬ ‫(‪)322‬‬
‫)‪ (Netscape‬وفيزا )‪ (VISA‬وماسرتكارد )‪(Master card‬‬
‫بروتوكول الحركات املالية اآلمنة )‪ ، (SET‬والغاية من هذا الربوتوكول ضامن الحفاظ عىل أمن البيانات أثناء‬
‫إجراء الحركات املالية عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬ويشبه هذا الربوتوكول‪ ،‬بروتوكول الطبقات اآلمنة )‪ (SSL‬يف استناده‬
‫إىل التشفري والتوقيعات الرقمية‪ ،‬وللحفاظ عىل خصوصية وسالمة املعلومات املنقولة عرب االنرتنت بني حاميل‬
‫البطاقات والتجار‪ ،‬ويختلف معه يف كونه )‪ (SET‬برمجيات تدعى برمجيات املحفظة اإللكرتونية تحتوي عىل‬
‫رقم حامل البطاقة والشهادة الرقمية التابعة له‪ ،‬يضاف إليها يف حالة التاجر شهادة رقمية صادرة عن أحد البنوك‬
‫املعتمدة ويستخدم كل من حامل البطاقة والتاجر الشهادة الرقمية التابعة له‪ ،‬مام يتيح لكل منهام التحقق من‬
‫هوية اآلخر عند إجراء الحركات املالية عرب االنرتنت(‪ ،)323‬وال ميكن للتاجر مشاهدة رقم البطاقة االئتامنية أثناء‬
‫جلسة بروتوكول الحركات املالية اآلمنة حيث ترسل الصيغة املشفرة لهذا الرقم إىل مصدر هذه البطاقة للموافقة‬
‫عىل إجراء الحركة املالية مع التاجر وتضمن هذه الطريقة عدم عرض الرقم كام متنع أي تعديل غري مرخص به‬
‫أثناء إرسال البيانات( ‪.)324‬‬

‫(‪ )322‬لقد تم التعاون بني أكرب مؤسسات إلصدار بطاقات البنكية يف العامل وهو مؤسسة الفيزا وماسرتكارد‪ ،‬وانضمت إليها أمريكان‬
‫إكسربس‪ :‬وذلك يف عام ‪ 1996‬إلصدار نظام جديد مشرتك للمعامالت اللكرتونية اآلمنة وهو برتوكول الحركات املالية اآلمنة‬
‫‪(SET) secureelectronic transactions .‬‬
‫(‪ )323‬منري الجنيهي وآخرون‪ ،‬البنوك اإللكرتونية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مرص‪ ،2006 ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ )324‬نادر شبعان إبراهيم السواج‪ ،‬النقود البالستيكية وأثر املعامالت اللكرتونية عىل املراجعة الداخلية يف البنوك التجارية‪ ،‬بدون‬
‫ذكر الطبعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مكان النرش مجهول ‪ ،2006‬ص ‪.124‬‬

‫‪377‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نظم تأمني وحامية الحسابات املالية‬
‫بهدف تطوير الدفع اإللكرتوين قامت مؤسسة فيزا كرد بتطوير نظام يسمى بـ )‪ (3Ds‬ألجل تعزيز عمليات‬
‫الوفاء بواسطة البطاقات االئتامنية‪ ،‬فهذا النظام يوفر أعىل مستويات الحامية لعمليات الدفع عرب االنرتنت‪،‬‬
‫حيث يساهم يف تخفيض نسبة األخطار أو املشاكل التي تحدث خالل عملية الرشاء عرب االنرتنت من خالل‬
‫متكني البنوك املتخصصة يف إصدار البطاقات والت حقق من هوية الشخص الذي قام بإجراء املعاملة التجارية‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬وتوفر تقنية (‪ 3‬دي أس) حامية إضافية حيث تتم العمليات اإللكرتونية أمام الشخص مبارشة‪،‬‬
‫كام يعتمد عىل نظام التشفري )‪ (SSL‬لتمرير املعلومات والتأكد من هوية حامل البطاقة خالل عمليات الرشاء‬
‫التي تتم ع ىل الخط‪ ،‬ويجمع هذا النظام بني السهولة ومرونة التطبيق‪ ،‬ويوفر االنتقال اآلمن لتفاصيل الحساب‬
‫وتخفيض نسبة األخطاء(‪.)325‬‬

‫أما فيام يتعلق بعامل الحسابات املركزية الكبرية ال يوجد الكثري من نظم التي توفر األمن فيها‪ ،‬ورمبا‬
‫السبب هو سيطرة بعض الرشكات الكربى عىل سوق الحسابات املركزية‪ ،‬وتتميز هذه السوق بضخامة اإلنتاج‬
‫حيث يجب أن تكون نظم األمن فيها شاملة ومتناغمة مع نظام التشغيل الرئييس ومع العديد من نظم التشغيل‬
‫املساعدة ولذلك تحجم رشكات نظم أمن املعلومات الصغرية عىل الدخول إىل هذه األسواق وتنفرد به رشكات‬
‫(‪)326‬‬
‫مثل )‪ (IBM‬لذلك نجد عىل رأس نظم أمن الحسابات املركزية الشهرية نظامني هام نظام "راكف‪"RHSC-‬‬
‫ونظام "‪ .)327("ACF‬وإىل جانب تقنية )‪ ،(3Ds‬ونظام أمن الحسابات املركزية‪ ،‬يوجد نظام آخر يسمى بنظام أمن‬
‫الحسابات الشخصية وهو الذي يهمنا هنا‪ ،‬الذي يحتوي عىل العديد من الربامج كربنامج يب يس سيف ‪(PC‬‬

‫)‪(325‬‬
‫‪Steven J. Murdoch t Ross Anderson, Vérifiré par et Master carde Secure code, étude du laborative informatique,‬‬
‫‪université de Cambridge. Royaume uni, in : http://www.cl.com.uk/users/.p.2. Voir aussi : tout système de paiement‬‬
‫‪électronique sur internet passe par emploi du protocole SSL (Secure socket layer) qui chiffre les données pour que SSL‬‬
‫‪fonctionne, un certificat (document électronique qui certifie sui vous êtes) est émis par une autorité de certificat, c’est une‬‬
‫‪organisation dont le rôle consiste à prouvé l’identité des entreprises. Voir : Brenda Kieman, -commerce stratégie a solutions,‬‬
‫‪Microsoft presse, Paris, 2001, p. 250. Il est important pour le commerçant d’y joindre un système de vérification d’adresse.‬‬
‫‪Malgré tout, les petites et moyenne entreprises ont l’avantage a utiliser SSL qui leur offre un mécanisme de paiement efficace.‬‬
‫‪Voir aussi : Pierre- Paul Lemyre, Le guide juridique du commerçant électronique, in : www.juristint.org.‬‬
‫)‪(326‬‬
‫‪RACF: Ressource Access ContralFacility.‬‬
‫)‪(327‬‬
‫‪ACF: Access control facility.‬‬
‫وهي أنظمة تتميز مبحدودية الستعامل فهي أنظمة قليلة النتشار برضورة توافقها مع أنظمة منتجيها كرشكة ‪ .IBM‬انظر محمد‬
‫دباس الحميد‪ ،‬ماركو إبراهيم نينو‪ ،‬حامية أنظمة املعلومات‪ ،‬ط ا‪ ،‬دار الحامد للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ /‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ‪.106-105‬‬

‫‪378‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫)‪ safe‬وبرنامج إيزاك ‪ ،(ISCA 2200) 2200‬إضافة إىل برنامج ديسك ووترش)‪ (Watchr Disk‬وبرنامج ميل سيف‬
‫)‪ (Mail Safe‬التي سنتناولها يف (الفقرة األوىل) ونخصص الفقرة الثانية لوسائل التأمني عن طريق التحكم‬
‫يف عملية الدخول أو الخروج (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مناذج لبعض برنامج تأمني الحسابات البنكية‬


‫أول‪ :‬برنامج يب يس سيف )‪(PC. Safe‬‬
‫يعترب برنامج (يب يس سيف) أسلوبا للتحكم يف استخدام البيانات‪ ،‬فهو يستخدم كلمة مرور ملرة واحدة‬
‫لتنظيم استخدام الحاسب‪ ،‬ويعترب هذا الربنامج من انتاج رشكة "اينجام لوجيك" إذ أحدثوا من خالله كلمة‬
‫مرور تستخدم ملرة واحدة‪ ،‬وال يشرتط أن يكون ذلك من خالل نظام التشغيل الذي تم من خالله تشفري‬
‫البيانات بل من خالل أي نظام تشغيل آخر‪ ،‬ويتطلب ذلك وسائل خاصة تتيح استخدام كلمة املرور التي‬
‫تستعمل فقط ملرة واحدة( ‪ .)328‬كام يسمح برنامج )‪ (PC- Safe‬بتشفري البيانات بواسطة املستخدم واالحتفاظ به‬
‫يف الصورة املشفرة وال مينع ذلك من استخدامه من قبل مستخدمني آخرين بافرتاض أنهم مرصح لهم بذلك‪،‬‬
‫فعند طلبها من املستخدم الجديد يتم تشفري إجراء البيانات التي يحتاج إليها‪ .‬فيقاوم هذا الربنامج محاولة‬
‫اكتشاف كلمة املرور عن طريق التجربة والخطأ؛ ألنه يتوقع كلمة مرور مختلفة يف كل مرة‪ ،‬وبذلك فإذا متكن‬
‫أحد املستخدمني من اكتشاف كلمة املرور الخاصة مبستخدم أخر لن تنفعه إذا أراد الدخول بها بعد خروج‬
‫املستخدم الحقيقي؛ ألن يف هذه الحالة سيتوقع كلمة مرور جديدة‪ ،‬وهذا يدل عىل أن برنامج (‪)PC. Safe‬‬
‫الذي يتم فيه استعامل البطاقة الذكية )‪(Smart card‬‬ ‫(‪)329‬‬
‫ذات أهمية كربى كونه نظريا لألمن اإلعتيادي‬
‫الخاصة باملستهلك‪ ،‬فعندما يقوم هذا األخري بعملية الرشاء يدخل بطاقته بقارئ خاص يسمى )‪ (Pin pad‬ثم‬
‫يكتب عليه مبلغ الرشاء ورمزه الرسي‪ ،‬وتتم عملية التأكد من الرمز محليا‪ ،‬أي أن الرمز الرسي يرتجم مبارشة‬
‫من قبل القارئ وال يرسل عرب الشبكة لتتم مراقبته عن بعد(‪،)330‬‬

‫(‪ )328‬واقد يوسف‪ ،‬النظام القانوين للدفع اإللكرتوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫)‪(329‬‬
‫‪Sécurité Hardware, Reboul P Xardel D, 1997, p. 145.‬‬
‫(‪ )330‬لعل من أهم املزايا التي يوفرها هذا الحل األمني‪ :‬قراءة الرمز محليا‪ ،‬والوقاية من أي عملية قرصنة‪ ،‬صعوبة نسخ البطاقة‬
‫الذكية‪ ،‬أو أن ينسخ رقمها‪ ،‬والرمز الرسي ل يعرفه إل حاملها الذي ميكن التعرف عليه بإجراءات أمنية بسيطة‪ ،‬بحيث أصبحت‬
‫عملية إدخال وإفراج البطاقة سهلة باملقارنة مع تحويل برنامج التشفري إىل الحاسب ومنه أصبح استعامل وسيلة الدفع بصفة‬
‫مستقلة عن الحاسب النهايئ‪ ،‬كام تعترب البطاقة الذكية وسيلة اعتيادية ل تتطلب تعليم معقد للمستعمل؛ يعترب تقديم الرمز‬
‫الرسي أثناء قراءة البطاقة مبثابة إمضاء الكرتوين وتصبح إرادة الرشاء غري مشكوك فيها وإمكانية نقض املعاملة مستحيلة‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ولعل هذا ما جعله يصبح يف الوقت الراهن أحد أهم الربامج املجهزة داخل الحاسب اآليل املزود بقارئ‬
‫البطاقات املرصفية‪ ،‬التي تعترب أكرث فعالية من حيث األمن يف املعامالت‪ ،‬التي جعلت البطاقات الذكية تغزو‬
‫العامل تدريجيا بفضل مرشوع البطاقات الذكية الدولية(‪.)331‬‬

‫ثانيا‪ :‬برنامج إيزاك ‪(ISAC 2200) 2200‬‬


‫يقوم برنامج ايزاك ‪ 2200‬بتصنيف املستخدمني الذين يحق لهم استخدام كل برنامج ويفتح حق االستخدام‬
‫للمستخدمني الذين تنطبق عليهم رشوط الصالحية املحددة بالسجل‪ ،‬فهو يفرض استخدام مواصفات قياسية‬
‫خاصة حتى يحتفظ بسجل لكل ملف‪ ،‬ويعترب هذا الربنامج من إنتاج إيزولشن سيستمز)‪(Isolation systems‬‬
‫الكندية الذي يعد وهو امتدادا لنظام التشغيل ‪.)332(Dos‬‬

‫ويف هذا اإلطار وليك يتم حفظ سالمة املعلومات ذات القيمة املالية‪ ،‬يجب حامية عمليتي نقل هذه‬
‫املعلومات وتخزينها‪ ،‬وذلك ملنع أي تغيري للمحتوى بشكل معتمد‪ ،‬بشكل يؤدي إىل الحفاظ عىل محتوى مفيد‬
‫وموثوق به‪ ،‬ويف الغالب تكون األخطاء البرشية وعمليات العبث املقصودة هي السبب يف تلف أو تشويه‬
‫البيانات‪ ،‬ولتفادي ذلك (تشويه أو تلف البيانات) ميكن استخدام تقنيات مثل البصمة االلكرتونية للرسالة‬
‫واستحضار تقنية التشفري‪ ،‬ومن املفيد استخدام برمجيات مضادة للفريوسات لحامية التخزين من انتهاكات‬
‫الفريوسات التي تتسبب يف تلف أو تشويه البيانات‪ ،‬ومن املهم أيضا االحتفاظ بنسخ احتياطية السرتداد البيانات‬
‫املفقودة يف حال تعرضها للرضر‪ ،‬أو يف حالة تعطل الشبكة أثناء عملية النقل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬برنامج ديسك ووترش وبرنامج ميل سيف‬


‫يعترب برنامج ديسك ووترش)‪ (Watcher Disk‬هو احد من املجموعة التي صممت لحامية البيانات ولضامن‬
‫عدم محوها عن طريق خطأ غري مقصود من جانب املستخدم(‪ ،)333‬عىل عكس برنامج ميل سيف )‪(Mail Safe‬‬
‫الذي تم وضعه من طرف رشكة )‪ ،(RSA Security Data‬ويعتمد هذا الربنامج عىل تشفري امللفات من أجل‬
‫تأمني االتصاالت وحاالت التشارك يف البيانات وهو أكرب الربامج انتشارا ونفعا وجاذبية يف حاالت الربيد‬
‫االلكرتوين كونه يتيح ما نطلق عليه باألغلفة الرقمية والتوقيعات الرقمية‪ ،‬فبينام تخفي األغلفة الرقمية‬

‫(‪ )331‬يحمل مرشوع البطاقات الذكية الدولية رمز )‪EMV (Eurocard. Master card Visa‬‬
‫(‪ )332‬واقد يوسف‪ ،‬النظام القانوين للدفع اإللكرتوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫(‪ )333‬برنامج ‪ Watcher Disk‬يقوم عىل سبيل املثال باستبدال األمر ‪ format‬ويصبح مكانه أمر آخر يتطلب تأكيداً من املستخدم عند‬
‫استخدامه‪ ،‬انظر‪ :‬محمد دباس الحميد‪ ،‬ماركو إبراهيم نينو‪ ،‬حامية أنظمة املعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪380‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املعلومات عن الجميع ما عدا الجهة املقصود وصول الرسالة إليها‪ ،‬نجد أن التوقيعات الرقمية تنسب الرسالة إىل‬
‫مرسلها الحقيقي ومتنع من إحداث أي تغريات من غري املرخص بها الرسالة(‪.)334‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التأمني عن طريق التحكم يف عملية الدخول والخروج‬


‫إضافة إىل جميع الربوتوكوالت واألنظمة الخاصة بالتأمني والحامية التي تم استعراضها سلفا توجد بعض‬
‫األنظمة التأمينية األخرى التي تتحكم يف عمليات دخول وخروج البيانات أو األشخاص‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫األساليب التأمينية وأشهرها‪ ،‬اسم املستخدم وكلمة الرس والبصمة اإللكرتونية (أوال) والخادم املفوض أو املوكل‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أول‪ :‬اسم املستخدم وكلمة الرس والبصمة اللكرتونية‬


‫تساعد هذه الطريقة التأمينية يف عملية التحكم يف إمكانية دخول بعض األشخاص عىل أنظمة معينة أو‬
‫عىل شبكات معينة أو حتى اطالعهم عىل مواقع معينة أو بيانات تشتمل عليها تلك املواقع ويتم ذلك عن طريق‬
‫حمل الشخص املسموح له بالدخول عىل النظام أو االطالع عىل البيانات السم خاص به الستخدامه يف عملية‬
‫الدخول‪ ،‬وكذلك كلمة رس معينة ال يعرفها سواه أو رقم رسي(‪.)335‬‬

‫ورغم أن التشفري مينع املتخصصني من االطالع عىل محتويات الرسالة إال أنه ال مينع املخربني من العبث‬
‫بها‪ ،‬أي أن التشفري ال يضمن سالمة البيانات‪ ،‬ومن هنا ظهرت الحاجة إىل البصمة االلكرتونية للبيانات‪ ،‬وهي‬
‫بصمة رقمية يتم اشتقاقها وفقا لخوارزميات معينة‪ ،‬تدعي (دوال أو اقرتانات التقوية) إذ تطبق هذه الخوارزميات‬
‫حسابات رياضية عىل الرسالة لتوليد بصمة متثل ملفا كامال أو رسالة وتدعى البيانات الناتجة بالبصمة‬
‫االلكرتونية للبيانات التي تتكون من بيانات لها طول ثابت يرتاوح ما بني ‪ 128‬و‪ 160‬بث وتؤخذ من الرسالة‬
‫املحولة ذات الطول املتغري‪ ،‬وتستطيع هذه البصمة متييز الرسالة األصلية (البيانات) والتعرف عليها بدقة‪ ،‬حتى‬
‫إن أي تغيري يف الرسالة ولو كان "بث" واحدا سيفيض إىل بصمة مختلفة متاما‪ .‬كام تتميز البصامت‬
‫اإللكرتونية (التي ال ميكن اشتقاقها دامئا من رسالتني مختلفتني) عن بعضها البعض بحسب املفاتيح الخاصة‬

‫(‪ )334‬واقد يوسف‪ ،‬النظام القانوين للدفع اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )335‬عبد الرزاق نرص العجييل‪ ،‬التجارة اإللكرتونية عرب نظم املعلومات وآفاق تطورها يف تونس ومدى إمكانية تطبيقها يف ليبيا‪،‬‬
‫دراسة مقارنة بني بعض املؤسسات الليبية وبعض املؤسسات التونسية‪ ،‬رسالة لنيل درجة املاجستري من أكادميية الدراسات العليا‪،‬‬
‫مدرسة العلوم اإلدارية واملالية‪ ،‬قسم إدارة األعامل‪ ،‬طرابلس‪/‬ليبيا‪ ،‬خريف ‪ ،2005‬ص ‪.64‬‬

‫‪381‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التي أنشأتها وال ميكن فك شفرتها إال باستخدام املفتاح العام العائد إليها ولهذا يطلق عىل اقرتان التمويه‬
‫املستخدم يف إنشاء البصمة االلكرتونية اسم آخر وهو اقرتان التمويه األحادي االتجاه (‪.)336‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخادم املفوض أو املوكل‬


‫يحتوي جهاز الخادم امل فوض عىل كافة الربامج والبيانات التي تحتاجها األجهزة الفرعية عىل الشبكة‪،‬‬
‫حيث يقوم الخادم املفوض بدور الوسيط بني الشبكات املؤمنة والشبكات غري املؤمنة‪ ،‬وذلك لنقل ونسخ امللفات‬
‫بني األجهزة الفرعية أو العلمية‪ ،‬فعن طريقه يستطيع صاحب املنشأة رصد حركة موظفيه عىل شبكة املعلومات‬
‫الدولية‪ ،‬وميكن عن طريقه التحكم يف عملية الدخول عىل مواقع معينة عن طريق إعطائه أمرا بعدم الدخول‬
‫عىل مواقع معينة بذاتها‪ ،‬فعندما يحاول أحد العاملني الدخول عىل موقع من هذه املواقع مينع الخادم املفوض‬
‫تحقيق هذا املطلب‪ ،‬وغالبا ما يتم اقرتان الحوائط النارية مع الخادم املفوض لضامن التحكم الكامل يف‬
‫عمليات الدخول والخروج وتحقيق التأمني الكامل للشبكات املؤمنة‪ ،‬فعندما يريد أحد العمالء إرسال ملف معني‬
‫إىل عميل آخر يتم إرسال هذا امللف بداية للجهاز الخادم الذي يقوم بدوره إرساله إىل العميل اآلخر(‪ .)337‬وهو‬
‫الخاد م املفوض الذي تتعدد وظيفته يف التحكم بعملية الدخول عىل املواقع املوجودة بالشبكات الخارجية من‬
‫قبل العاملني بالشبكة الداخلية(‪.)338‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬توثيق معامالت الدفع اإللكرتوين‬


‫تعتمد عمليات الدفع يف التجارة اإللكرتونية يف إجراءاتها عىل شبكة اتصال مفتوحة‪ ،‬كام أن غالبية‬
‫العقود التي تتم بني أطراف العالقة تعد من العقود املربمة بني غائبني‪ ،‬وذلك بسبب اختالف مكان وزمان‬
‫التعاقد وغياب التالقي املبارش بينهم‪ ،‬عليه فإن توافر عنرصي األمان والثقة يف الحالة هاته ليس مطلوبا‬
‫فحسب‪ ،‬بل رضوريا لتطوير أنظمة الدفع يف التجارة اإللكرتونية وتنمية املبادالت االقتصادية‪ ،339‬لذلك ارتأت‬
‫الترشيعات الدولية واإلقليمية والوطنية إيجاد وسيط (طرف ثالث) وظيفته توطيد العالقات وتوثيقها بني‬
‫األشخاص الذين يعتمدون عىل الوسائط اإللكرتونية (خاصة الذين يقومون بعمليات الدفع عرب شبكة اإلنرتنت)‬
‫يف إبرام ترصفاتهم‪ .‬وبالتايل فإن رؤية املرشعني برضورة إيجاد طرف محايد يؤكد أن التوقيع اإللكرتوين‬

‫(‪ )336‬عبد الرزاق نرص العجييل‪ ،‬التجارة اإللكرتونية عرب نظم املعلومات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ )337‬طارق عبد العال حامد‪ ،‬التجارة اللكرتونية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مرص‪ ،‬ص ‪.756‬‬
‫(‪ )338‬عبد الرزاق نرص العجييل‪ ،‬التجارة اإللكرتونية عرب نظم املعلومات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ )339‬أشارت العديد من الدراسات وكام سرنى يف الباب املوايل إىل أن عدد حالت الغش والحتيال التي تتم عرب شبكة اإلنرتنت‬
‫يف تزايد مرضد‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الخاص بعملية الدفع صادر عن صاحبه وأنه صحيح وأن البيانات املوقعة مل تُحور أثناء إرسالها‪ ،‬تعد خطوة‬
‫ناجحة وأساسية يف تطوير وانتشار التجارة اإللكرتونية‪ ،‬إذ يربط هذا الوسيط هوية مرسل املحرر اإللكرتوين‬
‫باملفتاح العام املقابل للمفتاح الخاص الذي به يوقع املحرر اإللكرتوين‪ ،‬وذلك من خالل شهادة إلكرتونية‬
‫تحتوي مجموعة من البيانات من ضمنها املفتاح العام(‪.)340‬‬

‫وهذا الوسيط يدعى مبزود خدمة التصديق اإللكرتوين‪ ،‬تقوم مهمته عىل إصدار شهادات إلكرتونية تعطي‬
‫لتوقيع اإللكرتوين وملعامالت الدفع اإللكرتوين مزيدا من املصداقية‪ ،‬وتكتسب خدمة املصادقة اإللكرتونية‬
‫أهمية كبرية عندما ترتبط الشهادات التي تتعامل بها مبسائل دقيقة كاألموال‪ ،‬يطمنئ كافة األطراف املتعاملة‬
‫إىل أن البيانات املتداولة والتوقيعات الواردة عليها صحيحة؛ فمثال البائع (وبناء عىل صحة توقيع املشرتى)‬
‫سوف يرسل البضاعة للمشرتي الذي بدوره (وبناء عىل صحة توقيع البائع) سوف يقوم بتسديد مثن البضاعة‬
‫املشرتاة‪ ،‬كذلك فإن النظام املحاسبي اإللكرتوين يف البنوك وبناء عىل صحة توقيع حامل البطاقة أو صاحب‬
‫الحساب سوف يتوىل الدفع بالطريق اإللكرتوين وتسوية الحسابات إلكرتونيا دون تدخل حامل البطاقة أو‬
‫موظف البنك(‪.)341‬‬
‫وبالتايل يجب أن تتوفر الثقة واملصداقية يف البيانات املتداولة خصوصا تلك التي يكون موضوعها دفعا‬
‫ماليا وذلك عن طريق وسيط محايد يعطي شهادة رقمية أو وثيقة إلكرتونية تشهد بصحة هذه البيانات‪ ،‬وهذا‬
‫الوس يط هو شخص طبيعي أو معنوي مرخص له مبامرسة هذه املهنة‪ ،‬ولهذه الغاية فقد شهدت السنوات األخرية‬
‫زيادة يف خدمات التصديق اإللكرتوين عىل شبكة االنرتنت من خالل عدة رشكات تجارية نذكر منها ‪(Web‬‬
‫)‪ Trust‬و)‪ (Verisign‬و)‪ .)342((Trust‬إذ تقوم بإصدار شهادات رقمية تحقق توفيق معامالت الدفع اإللكرتوين‬
‫وكذا املعلومات األخرى التي تتعلق بالتاجر‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ومن أجل توثيق معامالت التجارة اإللكرتونية عموما والدفع اإللكرتوين خاصة فإننا نحتاج إىل‬
‫طرف ثالث مؤمتن وموثوق للتحقق من املعلومات التي يعتمد عليها كل نظام‪ ،‬باعتباره طرف حيادي (مزود‬

‫(‪ )340‬عيىس غسان ربيض‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكرتوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫(‪ )341‬جروج نهاد أبو جريش وخشان يوسف رشوان‪ ،‬املدخل إىل مصارف النرتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )342‬ويف أسرتاليا طور معهد املحاسبني القانونيني نظاماً يستطيع من خالله املحاسب القانوين أن يطلب تقييم موقع ويب لضامن‬
‫التزامه ببعض املبادئ واملعايري‪ ،‬وهو نظام يسمح للموقع بأن يقدم تأكيد ضامن إحدى الرشكات املعرتف بها يف أسرتاليا كام‬
‫يسمح للمستهلكني اإلطالع إىل تقرير املحاسب القانوين‪ ،‬راجع سعيد أحمد إسامعيل‪ ،‬أساليب الحامية القانونية‪ ،‬ملعامالت التجارة‬
‫اللكرتونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪383‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خدمة التصديق االلكرتوين) يصدر عديد من الشهادات التي تتضمن قاعدة بيانات إلكرتونية توفر جميع‬
‫املعلومات الرضورية للموقع والغري‪ ،‬وبالتايل سنبحث عن اإلطار القانوين ملزود لخدمة التصديق اإللكرتوين‬
‫(املطلب األول) ومن ثم نتطرق ملاهية الشهادات اإللكرتونية التي تصدر عن هذا املزود (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬هيئات املصادقة اإللكرتونية‬


‫طرحت عملية تبادل املعلومات املتعلقة بعمليات الدفع اإللكرتوين عرب شبكة االنرتنت مسألة املصادقة عىل‬
‫التواقيع اإللكرتونية‪ ،‬لدورها الواسع يف نرش اآلمان واملوثوقية يف مثل هذه التبادالت‪ ،‬األمر الذي ينعكس‬
‫إيجابيا عىل نسبة املتعاملني عرب شبكة االنرتنت وأدى إىل تنامي العمليات املالية من خالل وسائل الدفع‬
‫املختلفة‪ ،‬بشكل جعل معه العديد من الترشيعات والقوانني تهتم بعملية تنظيم عمل الشخص الثالث أو مزود‬
‫خدمة التصديق‪ ،‬ووضعت لها رشوطا ملزاولتها‪،‬‬

‫حيث هذه فرضت الترشيعات التي نظمت عمل الجهة املختصة بإصدار شهادات التصديق اإللكرتونية‬
‫رشوطا مهنية يجب أن تتوفر يف كل من يتقدم بطلب لرتخيص مؤسسة أو رشكة للعمل مبجال إصدار شهادات‬
‫التصديق اإللكرتونية‪ ،‬كام فرضت عليه واجبات يجب أن يلتزم بها خالل مدة صالحية الرتخيص‪ ،‬ويف حالة‬
‫فقد املرخص له إحدى هذه الرشوط أو أخل بإحدى الواجبات امللقاة عىل عاتقه فمن حق الجهة املانحة‬
‫للتلخيص تعليق عمله أو إلغاء التلخيص املمنوح له(‪ .)343‬كام نظمت هذه الترشيعات شهادات التصديق‬
‫اإللكرتونية من حيث البيانات التي يجب أن تحتويها ومدى مصداقيتها‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬التنظيم القانوين لهيئات خدمة التصديق‬


‫يتجىل التنظيم القانوين ملزود خدمة التصديق اإللكرتوين من خالل عدة تعريفات قانونية للجهة املختصة‬
‫بإصدار شهادات تصديق اإللكرتونية‪ ،‬فقد عرفها قانون "األونيسرتال" النموذجي بشأن التوقيعات اإللكرتونية‬
‫وفق املادة الثانية فقرة (هـ) بأنها "شخص يصدر شهادات ويجوز أن يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات‬
‫اإللكرتونية"‪ ،‬كام يعرف التوجيه األورويب رقم ‪ 1999/93‬للتوقيعات االلكرتونية مزود خدمات التصديق وفقا‬
‫للامدة الثانية فقرة (‪ ) 11‬بأنها "الشخص الطبيعي أو الكيان القانوين الذي يصدر الشهادات أو يوفر الخدمات‬

‫(‪ )343‬نصت املادة الثالثة من التوجيه األورويب بشأن التوقيعات اإللكرتونية (الخاصة برسيان تطبيق التوجيه) عىل ما ييل‪:‬‬
‫" أ‪ -‬عىل الدول األعضاء أل تخضع توريد خدمات التوثيق ألي ترخيص مسبق ‪.‬‬
‫تحسني مستوى خدمة التوثيق املقدمة‪ ،‬عىل أن تكون املعايري جميعها املتعلقة بهذه النظم موضوعية وشفافة وتناسبية‬ ‫ب‪-‬‬
‫وغري متيزية‪ .‬كام أنه ل ميكن للدول األعضاء أن تقيد عدد املكلفني بخدمة التوثيق ألسباب تتعلق مبجال تطبيق هذا التوجيه"‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األخرى املتعلقة بالتوقيعات االلكرتونية(‪ ،)344‬أما الفصل الثاين من قانون املعامالت والتجارة اإللكرتونية التونيس‬
‫فقد عرفها بأنها "كل شخص طبيعي أو معنوي يحدث ويسلم ويترصف يف شهادات املصادقة ويسدي خدمات‬
‫أخرى ذات عالقة باإلمضاء اإللكرتوين"‪ ،‬أما قانون التجارة اإللكرتوين البحريني فقد ميز بني مزود خدمات‬
‫الشهادات ومزود خدمات شهادات املعتمد‪ ،‬وقصد باألول من خالل مقتضيات املادة األوىل منه "الشخص‬
‫الذي يصدر شهادات إثبات الهوية ألغراض التوقيعات اإللكرتونية أو الذي يقدم خدمات أخرى تتعلق بهذه‬
‫التوقيعات"‪ ،‬أما املقصود مبزود خدمات شهادات املعتمد فهو "مزود خدمة شهادات يتم اعتامده إلصدار‬
‫شهادات معتمدة طبقا ألحكام املادتني (‪ )16‬و(‪ )17‬من هذا القانون"‪ .‬وقد عرفتها الالئحة التنفيذية لقانون‬
‫التوقيع اإللكرتوين املرصي من خالل املادة األوىل فقرة (‪ )6‬بأنها "الجهات املرخص لها بإصدار شهادة‬
‫التصديق اإللكرتوين وتقديم خدمات تتعلق بالتوقيع اإللكرتوين‪ .‬أما قانون املعامالت اإللكرتونية األردين فلم‬
‫يورد أي تعريف للجهة امل ختصة بإصدار شهادات التصديق اإللكرتونية‪ ،‬ويعزي ذلك إىل أن املرشع األردين‬
‫ترك تنظيم األحكام الخاصة بعمل تلك الجهة لالئحة تصدر الحقا (املادة ‪/40‬ب من قانون املعامالت‬
‫اإللكرتونية)‪.‬‬

‫أما الفقه فقد عرف الجهة املختصة بإصدار شهادات التصديق اإللكرتونية بأنها "هيئة (أم مؤسسة) يتوىل‬
‫إدارتها شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬تعمل برتخيص من إحدى مؤسسات الدولة‪ ،‬وظيفتها إصدار شهادات تصديق‬
‫إلكرتوين تربط بني شخص (طبيعي أو معنوي) ومفتاحه العام‪ ،‬أو أية مهمة أخرى تتعلق بالتوقيع اإللكرتوين"‪،‬‬
‫ويعرفها أيضا بأنها كل هيئة أو شخص طبيعي أو معنوي يصدر شهادات ويسلمها ويديرها أو يقدم أية خدمة‬
‫أخرى لها عالقة باستعامل التوقيع االلكرتوين(‪ ،)345‬وقد شبه الفقيه الفرنيس ‪ Bensoussan‬وظيفة الشخص‬
‫الثالث بوظيفة كاتب العدل مام دفع البعض لتسمية الشخص الثالث املصادق بكاتب العدل اإللكرتوين نظرا‬
‫لنوع العمل الذي يؤديه‪ ،‬غري أن الفقيه ‪ Caprioli‬عارض الرأي السابق بقوله أن الشخص الثالث ليس مكانا‬
‫إلبداع العمل القانوين أو العقد املربم بل للتأكد فقط من كون مفتاح التشفري العمومي أو التوقيع اإللكرتوين‬
‫يعود إىل من يجيزه فعال (أي حائز املفتاح الخصويص ذاته)‪ .‬وهي اختالفات جعلت بعض الترشيعات تذهب‬
‫إىل وضع تعريف واضح ملزود خدمة التصديق اإللكرتوين كام هو الحال بخصوص املرشع التونيس الذي وضح‬

‫)‪(344‬‬
‫‪Article 2-11 : certification- service- provider, imeans an entity or alegal or natual person who issues certificates or‬‬
‫‪provides other services related to electronic signatures.‬‬
‫(‪ )345‬جورج نهاد أبو جريش وخشان يوسف رشوان‪ ،‬املدخل إىل مصارف النرتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪385‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ما املقصود مبزود خدمة التصديق اإللكرتوين من خالل املواد (‪ )10-8‬من القانون املتعلق بالتجارة اإللكرتونية‬
‫(املشار إليه أعاله) بأنه الطرف الذي يسمى بالوكالة الوطنية للمصادقة اإللكرتونية ويتمتع بالشخصية االعتبارية‬
‫واالستقالل املايل اإلداري(‪.)346‬‬

‫أما املرشع املغريب فقد أناط للوكالة الوطنية مهام السلطة الوطنية املكلفة باملصادقة االلكرتونية ومراقبة‬
‫طرق التشفري من خالل املادة ‪ 15‬من قانون ‪ 53-05‬املتعلق بتبادل املعطيات القانونية‪ ،‬إال أن املادة ‪ 43‬من نفس‬
‫القانون تنص عىل أنه "استثناء من أحكام الفقرة األوىل من املادة ‪ 21‬أعاله ميكن للحكومة باقرتاح من السلطة‬
‫الوطنية املشار إليها يف املادة ‪ ، 15‬وأخذ يف االعتبار مصلحة املرفق العام‪ ،‬اعتامد األشخاص املعنوية للقانون‬
‫العام من أجل إصدار شهادات إلكرتونية مؤمنة‪ ،‬وتسليمها وتدبري الخدمات املتعلقة بها‪ ،‬وفق الرشوط املنصوص‬
‫عليها يف هذا القانون والنصوص املتخذة لتطبيقه"‪ ،‬وهي مقتضيات يتضح من خاللها أن املرشع املغريب قد‬
‫أعطى الحق للوكالة الوطنية بإصدار شهادات إلكرتونية أو أشخاص تحددهم الحكومة باقرتاح من الوكالة‬
‫الوطنية نفسها‪ ،‬عىل أن يقع يف املقابل عىل عاتق الشخص املصادق واجبات نصت عليها املادة (‪ ،)6‬وهذه‬
‫الواجبات نص عليها امللحق الثاين من اإلرشاد األورويب وتتمثل يف تأكيد املعلومات‪ ،‬وتسليم الشهادات وحفظ‬
‫سجل معلومايت‪ ،‬باإلضافة إىل املحافظة عىل رسية البيانات ذات الطابع الشخيص وحاميتها واستعامل وسائل‬
‫تقنية آمنة وأنظمة موثوقة للتعريف بهوية املوقع(‪.)347‬‬

‫كام يفرتض بكل شخص مصادق يرغب بإصدار شهادات موصوفة يف ظل الترشيع األورويب أن يراعى‬
‫عند إصداره هذه الشهادات‪ ،‬أحكام امللحق الثالث من اإلرشاد األورويب وكذلك امللحق الرابع التي تصب جميعها‬
‫يف تأمني درجة آمان عالية آللية املصادقة‪ ،‬وكل هذه الواجبات تشكل ركائز أساسية لتعزيز الثقة يف البيئة‬
‫املعلوماتية السيام فيام يتعلق مبعامالت الدفع اإللكرتوين حيث يطمنئ املتعاملون لهوية بعضهم وإىل‬
‫خصوصية أعاملهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬رشوط وواجبات مزودي خدمات التصديق اإللكرتوين‬


‫نظرا الختالف أحكام الترشيعات املنظمة ملزودي خدمات التصديق اإللكرتوين‪ ،‬فإنه سوف نبحث الحد‬
‫املعقول من الرشوط والواجبات التي يجب عىل كل مزود االلتزام بها‪ ،‬ذلك ألن الهدف الرئييس من إنشاء‬

‫(‪ )346‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مقدمة يف التجارة اإللكرتونية العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ )347‬جورج نهاد أبو جريش وخشان يوسف رشوان‪ ،‬املدخل إىل مصارف النرتنت‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪386‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫جهات مختصة بإصدار شهادات تصديق إلكرتونية هو متكني املرسل إليه من التأكيد من هوية املرسل‬
‫وصالحية توقيعه الرقمي‪ ،‬فهذا األخري يتكون من مفتاحني عام وخاص ال يرتبطان ماديا بشخصية صاحبهام‪،‬‬
‫فكيف يطمنئ املرسل إليه إىل أن املفتاح العام الذي بحوزته تعود ملكيته للمرسل وليس لشخص آخر؟‬

‫يف الواقع العميل عندما يرسل شخص محررا إلكرتونيا إىل شخص آخر يرفق به ما يعرف بهويته‪ ،‬وغالبا‬
‫(ومبا أن االتصال يتم إلكرتونيا) ما يبعث شهادة إلكرتونية تحتوي مجموعة من البيانات من ضمنها ما يحدد‬
‫للمرسل إليه هوية املرسل وسلطاته يف التوقيع‪ ،‬وبعد أن يتأكد املرسل إليه من صالحية الشهادة اإللكرتونية‬
‫املرسلة له (من خالل الجهة التي أصدرتها) يعول عىل املحرر اإللكرتوين‪ ،‬وهكذا يتم التبادل بني املرسل‬
‫واملرسل إليه إىل أن يتوصال إىل اتفاق نهايئ‪.‬‬

‫إذن من واجبات الجهة املختصة بإصدار شهادات التصديق اإللكرتونية‪ ،‬إصدار شهادة إلكرتونية تحدد‬
‫هوية املوقع (املرسل) وصالحية توقيعه‪ ،‬ولكن ليك تقوم جهة اإلصدار بهذا الواجب يجب أن تكون حاصلة‬
‫عىل ترخيص مسبق من إحدى مؤسسات الدولة‪ ،‬وحسب كل من املرشع املغريب (طبقا مبا جاء به القانون ‪-05‬‬
‫‪ 53‬املتعلق بتبادل البيانات) وقانون تنظيم التوقيع اإللكرتوين املرصي‪ ،‬ال يجوز ألي شخص طبيعي أو معنوي‬
‫مزاولة مهنة مزودي خدمة املصادقة وإصدار شهادات التصديق اإللكرتوين (داخل البالد أو خارجها) أو حتى‬
‫العمل يف مجال الخدمات الوسيطة يف التجارة اإللكرتونية‪ ،‬رشط الحصول عىل ترخيص من الجهة املختصة‬
‫بذلك (الوكالة الوط نية بالنسبة للمملكة املغربية وهيئة صناعة تكنولوجيا املعلومات بالنسب لجمهورية مرص)‪،‬‬
‫وقد أحسن كل من املرشوعني املغريب واملرصي عمال عندما أقرا لهاته الجهات املختصة مبتابعة ومراقبة أعامل‬
‫املرخص لهم بإصدار شهادات التصديق أو تعليقه إذا خالفت الجهة املرخص لها إصدار شهادات التصديق‬
‫رشوط الرتخيص‪ .‬أما املادة (‪/40‬ه) من قانون املعامالت اإللكرتونية األردين فقد أناطت مبجلس الوزراء إصدار‬
‫اإلجراءات املتعلقة بأعامل الجهة املختصة بإصدار شهادات التصديق‪ .‬ويضاف لرشط الحصول عىل ترخيص‬
‫مسبق‪ ،‬رشوط أخرى تناولته التوجيهة األوروبية يف ملحقها الثاين(‪( ،)348‬الخاص مبزودي خدمة التصديق الذين‬
‫يصدرون شهادات مصادقة إلكرتونية) ميكن إجاملها يف وجوب منح الثقة الرضورية لتزويد خدمات التصديق‪،‬‬
‫إذ ال ميكن ألي شخص طبيعي أو اعتباري أن ميارس نشاط مزودي خدمات املصادقة اإللكرتونية دون‬
‫الحصول عىل الثقة الرضورية والرتخيص ملزاولتها‪ ،‬ويضمن عملية تقديم املعلومات الفورية مبارشة وبشكل آمن‪،‬‬

‫)‪(348‬‬
‫‪En Ocialjoumal of the European communities, 19-1-2000, L13/20.‬‬

‫‪387‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وخدمة إلغاء آمنة وفورية‪ ،‬وكذا يضمن بأن التاريخ والوقت لصدور الشهادة أو إلغائها ميكن أن يحدد بالضبط‪،‬‬
‫كام يقع عىل عاتقه القيام بالتحقق من الهوية الشخصية بالوسائل املالمئة طبقا للقانون الوطني‪ ،‬واملزايا الخاصة‬
‫بالشخص الذي ستصدر له الشهادة‪ ،‬إذا كانت قابلة للتطبيق‪ ،‬لذلك يجب أن ميتلك املوظفون املستخدمون‬
‫لخدمة التصديق املعرفة التخصصية والتجربة واملؤهالت الرضورية‪ ،‬وبشكل خاص الكفاءة يف املجاالت‬
‫اإلدارية والخربة يف تقنية التوقيع اإللكرتوين وإجراءات األمن الصحيحة واملألوفة‪ ،‬ويجب أن يطبقوا اإلجراءات‬
‫اإلدارية املطابقة واملالمئة للمعايري القياسية(‪.)349‬‬

‫ومن واجبات مزودي التصديق واملختص بإصدار شهادات التصديق اإللكرتونية‪ ،‬االلتزام بالبيانات املقدمة‬
‫له من أصحاب الشأن‪ ،‬حيث يحرض عليه حذف أو تعديل أو إضافة أي بيان من البيانات املقدمة إليه‪ ،350‬وهذا‬
‫ما يعرف مبعالجة البيانات اإللكرتونية‪ ،‬وقد منعت الترشيعات املختلفة الجهة املختصة بإصدار شهادة التصديق‬
‫اإللكرتونية من إجراء هذه املعالجة من تلقاء نفسها‪ ،‬ويشرتط عليها أيضا استعامل أنظمة ومنتجات جديرة بالثقة‬
‫ملنع إدخ ال أي تعديل وتضمني عملية التشفري التقني املزودة من قبلهم‪ ،‬وتوفري املعايري الرضورية للحامية من‬
‫تزوير الشهادات‪ ،‬وعندما ينتج مزود خدمة التصديق توقيع مبتكر للبيانات يجب أن يضمن الرسية أثناء عملية‬
‫إنشاء مثل هذه البيانات‪ ،‬ويستلزم عىل مزودي خدمات التصديق تسجيل كل املعلومات ذات الصلة بشهادة‬
‫املصادقة اإللكرتونية ولفرتة زمنية مناسبة‪ ،‬وبشكل خاص لغرض اإلثبات وتزويد الشهادة بالدليل طبقا‬
‫لإلجراءات القانونية ألن مثل هذا التسجيل قد يتم بشكل إلكرتوين‪ ،‬إضافة إىل عدم تخزين أو نسخ بيانات‬
‫إنشاء توقيع الشخص الذي يزود من قبل مقدم خدمة التصديق مبفتاح الخدمات اإلدارية‪.‬‬

‫وكذلك يلتزم مزود خدمات التصديق واملختص بإصدار شهادات املصادقة اإللكرتونية باملبادئ والسياسات‬
‫التي أعلن عنها يف مواثيقه أو نرشاته إلدارة نشاطه‪ ،351‬ومن واجبات هذا املزود أيضا أن يوفر ملن يعول عىل‬
‫الشهادة اإللكرتونية‪ ،‬ا لوسائل التي تؤكد له أن املوقع محدد الهوية يف الشهادة‪ ،‬وكان لديه (وقت التوقيع)‬
‫السيطرة عىل األداة الفنية الالزمة للتوقيع وأنها كانت وقت التوقيع سارية املفعول‪ ،‬وقد طبق قانون املبادالت‬
‫والتجارة اإللكرتونية التونيس ذلك بأن ألزم كل مزود لخدمات التصديق اإللكرتوين مبسك سجل إلكرتوين‬

‫(‪ )349‬محمد سعيد أحمد إسامعيل‪ ،‬أساليب الحامية القانونية ملعامالت التجارة اللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(‪ )350‬املادة (‪/1/24‬أ) من قانون املعامالت والتجارة اإللكرتونية إلمارة ديب‪.‬‬
‫(‪ )351‬املادة (‪/9‬أ) من قانون "األونيسرتال" النموذجي بشأن التوقيعات اإللكرتونية‪ ،‬واملادة (‪/24‬أ‪/1/‬أ) من قانون املعامالت والتجارة‬
‫اإللكرتونية إلمارة ديب‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يدون به الشهادات التي يصدرها‪ ،‬ومتكني األشخاص من االطالع إلكرتونيا وبصفة مستمرة عىل البيانات‬
‫املدونة به‪ ،‬وأيضا من الوجبات املفروضة عىل مزود خدمات التصديق واملختص بإصدار شهادات املصادقة‬
‫اإللكرتونية حفظ الهوية الحقيقية للشخص الذي تقدم بطلب إلصدار شهادة تصديق إلكرتونية‪ ،‬إذا رغب‬
‫بإصدارها باسم مستعار(‪،)352‬‬

‫وقبل الدخول يف عالقة تعاقدية مع هذا شخص الذي يطلب تزويده بشهادة توقيع الكرتوين‪ ،‬يبلغ بأنه‬
‫سيتحمل الرشوط والتعابري الدقيقة لوسائل االتصال بخصوص استعامل الشهادة‪ ،‬ويتضمن ذلك أي تقييدات‬
‫عىل استعاملها ميكن أن ترسل الكرتونيا مع وجوب أن تكون مكتوبة بلغة سهلة ومفهومة(‪.)353‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬شهادات املصادقة اإللكرتونية‬


‫تصدر جهات التصديق اإللكرتوين شهادة إلكرتونية وظيفتها الربط بني املوقع ومفتاحه العام‪ ،‬وهي سجل‬
‫إلكرتوين يتكون من بيانات أو معلومات إلكرتونية تنشأ وتعالج بواسطة وسيط إلكرتوين‪ ،‬وتحتوي كل شهادة‬
‫بيانات خاصة بص احبها كاسمه (سواء الحقيقي أم املستعار) وسلطته يف التوقيع وأهليته ومهنته(‪ ،...)354‬لذلك‬
‫تعد شهادة املصادقة اإللكرتونية واجبة ملامرسة التجارة اإللكرتونية عموما والوفاء عرب شبكة االنرتنت خاصة‪،‬‬
‫كونها تعترب مبثابة جواز سفر وعن طريقها يتحدد شخصية طرفا التعاقد ويأمن كالهام أن التوقيع الوارد عىل‬
‫املستند يخص املتعاقد اآلخر‪ ،‬وتبدو أهمية هذه الشهادة يف أنها تسمح ملواقع الشبكة بالتعرف عىل املستخدم‬
‫الذي ميتلكها (شهادة املصادقة اإللكرتونية)‪،‬‬

‫إذ ميكن ملزودات هذه املواقع من الوصول إىل املعلومات الخاصة واملحمية التي تتضمنها‪ ،‬وقد يكون‬
‫مثالها العمليات البنكية التي تحتاج لشهادات رقمية عالية يف درجة اآلمان‪ ،‬ولعل أكرث مثال توضيحي التطبيق‬
‫هو عميل البنك الذي ميكن له من خالل شهادة التعريف الرقمية النفاذ إىل حساباته وبياناته املالية‪ ،‬والقيام‬
‫بالعمليات املمكنة يف بيئة آمنة ومضمونة وال تحتاج صالحية استخدامها يف مجال التسوق االلكرتوين بقدر‬

‫(‪ )352‬وقد أجازت املادة (‪/7‬أ) من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكرتوين املرصي‪ ،‬استخدام اسم مستعار أو اسم الشهرة عند‬
‫تقديم طلب استخراج شهادة تصديق إلكرتونية‪.‬‬
‫(‪ )353‬محمد سعيد أحمد إسامعيل‪ ،‬أساليب الحامية القانونية ملعامالت التجارة اللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫(‪ )354‬إن الشهادة اإللكرتونية محددة مبوجب التوصية (‪ )x.509‬الصادرة عن التحاد الدويل لالتصالت الالسلكية (‪ ،)ITU‬وتكرر‬
‫األخذ بهذه التوصية من جانب التنظيم الخاص بعامل اإلنرتنت تحت عنوان ‪ Internet Engineering Task Force‬الذي طوع املعيار‬
‫الخاص بالشهادات اإللكرتونية يف سبيل تطبيقه عىل تكنولوجيا التوقيع اإللكرتوين‪ .‬راجع يف هذا‪ :‬عيىس غسان ربيض‪،‬‬
‫القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكرتوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.126‬‬

‫‪389‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ما تحتاج إىل املستوى األدىن الخاص بشهادة التعريف الشخصية وبيان الدور الذي تقوم به‪ ،‬إذ أنها تساعد‬
‫يف تشفري الرسائل االلكرتونية وفك تشفريها(‪.)355‬‬

‫وتعددت التعريفات اإليضاحية لشهادة التصديق اإللكرتونية‪ ،‬كام تعددت تسمياتها‪ ،‬وذلك لتعدد‬
‫الترشيعات والقوانني التي نظمت التجارة اإللكرتونية ومعامالت الدفع اإللكرتوين‪ .‬فلام لشهادة املصادقة من‬
‫دور فعال يف إبرام الترصفات عرب الوسائط اإللكرتونية خاصة يف مجال اإلثبات‪ ،‬اعتنى املرشعون بأهميتها‪،‬‬
‫ولذلك ارتأوا أنه من الرضوري إيضاح املقصود بشهادة املصادقة اإللكرتونية خوفا من حدوث اللبس يف تحديد‬
‫املقصود بها أو يف وظيفتها‪ ،‬فلقد عرفت املادة (‪/2‬ب) من قانون "األنيسرتال" النموذجي بشأن التوقيعات‬
‫اإللكرتون ية شهادة التصديق اإللكرتونية بأنها "رسالة بيانات أو سجل يؤكدان االرتباط بني املوقع وبيانات إنشاء‬
‫التوقيع"‪ ،‬أما املادة (‪ )2‬من التوجيه األورويب بشأن التوقيعات اإللكرتونية الصادر يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ 1999‬فقد‬
‫ميزت يف الفقرتني التاسعة والعارشة بني الشهادة اإللكرتونية البسيطة والشهادة اإللكرتونية املوصوفة‪ ،‬وعرفت‬
‫األوىل بأنها "الشهادة اإللكرتونية التي تربط البيانات الخاصة بفحص التوقيع اإللكرتوين وشخص معني وتؤكد‬
‫هوية هذا الشخص"‪ ،‬أما الشهادة الثانية فقد عرفتها بأنها "شهادة تستويف املتطلبات املنصوص عليها يف‬
‫امللحق األول‪ ،‬وا لتي يقدمها املكلف بخدمة التوثيق املستويف للمتطلبات املنصوص عليها يف امللحق‬
‫الثاين"(‪.)356‬‬
‫ولقد عرف القانون التونيس الخاص باملبادالت والتجارة اإللكرتونية من خالل الفصل الثاين‪ ،‬شهادة‬
‫املصادقة اإللكرتونية بأنها "الوثيقة اإللكرتونية املؤمنة بواسطة اإلمضاء اإللكرتوين للشخص الذي أصدرها‬
‫والذي يشهد من خاللها أثر املعاينة عىل صحة البيانات التي تتضمنها"‪ ،‬وعرفها قانون إمارة ديب الخاص‬
‫باملعامالت والتجارة اإللكرتونية يف املادة الثانية بأنها "شهادة يصدرها مزود خدمات التصديق يفيد فيها تأكيد‬
‫هوية الشخص أو الجهة الحائزة عىل أداة توقيع معينة ويشار إليها يف هذا القانون (بالشهادة)‪ ،‬وإذا أمعنا النظر‬
‫يف هذه التعريفات نجد أنها اتكأت جميعها يف تعريفها لشهادة املصادقة اإللكرتونية عىل الجانب الوظيفي‬
‫(‪)357‬‬
‫لهذه الشهادة‪ ،‬وهذا راجع يف نظري للدور الذي تقوم به يف مجال معامالت التجارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫(‪ )355‬عدنان الحسيني‪ ،‬شهادات التعريف الرقمية والتجارة اإللكرتونية‪ ،‬بحث منشور لدى مجلة انرتنت العامل العريب‪ :‬عدد فرباير‬
‫‪ 1999‬عىل موقع الكرتوين ‪www.jawmg.ca.ae.‬‬
‫(‪ )356‬وقد أورد املرسوم الفرنيس رقم ‪ 272-2001‬يف ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬الباب ‪ 3‬والقانون األملاين للتوقيعات الرقمية ذات التعريف‪.‬‬
‫(‪)357‬‬
‫للمزيد من التعريفات أنظر املادة (‪/1‬و) من قانون تنظيم التوقيع اإللكرتوين املرصي‪ ،‬واملادة (‪ )2‬من قانون املعامالت‬
‫اإللكرتونية األردين‪ ،‬واملادة (‪ )2‬من قانون التجارة اإللكرتونية البحريني‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مضمون شهادة املصادقة اإللكرتونية‬
‫أقرت بعض الترشيعات منوذجني للشهادات اإللكرتونية هام الشهادة اإللكرتونية البسيطة والشهادة‬
‫اإللكرتونية املوصوفة‪ ،‬وهذه األخرية (ليك تكتسب صفة الشهادة املوصوفة) يجب أن تستجيب لسلسلة من‬
‫املعايري‪ ،‬مثل أن ت صدر من جهة خاصة بإصدار شهادات التصديق وأن تحوي مجموعة من البيانات التي‬
‫حددتها الترشيعات التي نظمت التجارة اإللكرتونية أو الدفع اإللكرتوين‪ ،‬أما شهادة التصديق البسيطة فهي‬
‫حسب التوصية (‪ )X.509‬الصادرة عن االتحاد الدويل لالتصاالت (‪ )ITU‬فتشتمل عىل نوعني من البيانات وهي‬
‫البيانات اإللزامية (التي يجب عىل كل شهادة أن تحتويها) والبيانات االختيارية التي ترك لكل جهة مختصة‬
‫بإصدار شهادات إلكرتونية حرية االلتزام بها‪ ،‬فيحب أن تحتوي شهادة املصادقة اإللكرتونية املوصوفة واملعرتف‬
‫بها يف مختلف القوانني والجديرة بالثقة والتعامل بها‪ ،‬عىل بعض املعلومات الخاصة باملوقع‪ ،‬فتزايد عدد العمالء‬
‫عىل شبكة االنرتنت برسعة وقيامهم بإدخال أسامء أو ألقاب خاصة بكل شخص ستؤدي إىل االلتباس فيام‬
‫بينهم‪ ،‬لذلك يجب أن تتضمن هذه الشهادة بيان يفيد هوية صحبها (ببيان اسمه ولقبه وعمله ومحل إقامته‬
‫والبيانات األخرى التي تشري إىل أنه صاحب هذه الشهادة)‪ ،‬وهوية الشخص الذي أصدرها وإمضائه‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬وأضاف التوجيه األورويب والالئحة التنفيذية املرصية إىل هذا البيان البلد الذي تقيم به هذه‬
‫الجهة(‪ ، )358‬ويوفر هذا البيان الطأمنينة للطرف الذي يعتمد عىل الشهادة اإللكرتونية خاصة وأن الجهة املصدرة‬
‫مسؤولة عن األرضار التي تلحق باملعتمدين عىل الشهادة‪ ،‬كل ذلك حتى ميكن تحديد املسؤولية القانونية‬
‫للشخص املصدر وما إذا كان مرخصا له أم ال‪ ،‬وكذلك فقد يسأل قانونا يف حالة ترسيب منظومة فك الشفرة‬
‫الخاصة ببيانات الشهادة‪ ،‬ولهذا ال بد من أن يكون اسمه معلوما حتى ميكن تحديد مسؤوليته القانونية إذا‬
‫اقتىض األمر ذلك(‪.)359‬‬

‫كام يقع عىل عاتقه توضيح مجاالت استعامل شهادة املصادقة والغرض الذي ألجله صدرت‪ ،‬سواء كانت‬
‫تصديقا عىل توقيع إلكرتوين أو عىل منظومة إحداثه‪ ،‬فالشهادات الصادرة عن مزود الخدمة كثرية ومتنوعة‬
‫وذلك حسب أغراضها ويجب أن تتوفر عىل نظام فني يحكم رشوط إصدارها‪ ،‬وهو منظم من خالل عنارص‬
‫التدقيق يف توقيع صاحب الشهادة التي يتم الرجوع إليها لتأكد من ضامن صحة التواقيع اإللكرتونية لصاحب‬
‫هذه الشهادة‪ ،‬كام يجب اإلشارة إىل بيان يحدد بداية ونهاية صالحية الشهادة اإللكرتونية‪ ،‬وهذا البيان يحدد‬

‫(‪ )358‬املادة (ب) من امللحق األول‪ ،‬واملادة (‪ )3/20‬من الالئحة‪.‬‬


‫(‪ )359‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مقدمة يف التجارة اإللكرتونية العربية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬

‫‪391‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫النطاق الزمني ملسؤولية الجهة التي أصدرت الشهادة‪ ،‬فتحسبا لتغري البيانات التي يقدمها األشخاص لجهة‬
‫التصديق تعمد هذه األخرية إىل تحديد نطاق زمني تضمن به صحة البيانات الواردة يف الشهادة حتى يكون‬
‫املتعاملون مع صاحب الشهادة يف مأمن من التعامل مع شخص ليسوا متأكدين من صحة البيانات الخاصة به‪،‬‬
‫وهي بيانات تتعلق بعمليات تجارية ترتب آثارا مالية وقانونية كبرية يف حق األطراف‪ ،‬ولذلك فرسيان الشهادة‬
‫هو بيان لألطراف املتعاملة سيام لو تعلق األمر باملركز املايل للشخص أو رشكة أو أصول هذه الرشكات ونشاطها‬
‫وغريها من البيانات التي يعول عليها‪ ،‬لذلك يجب عىل صاحب الشهادة بأن يقوم بتزويد مزود الخدمة‪ ،‬وبصفة‬
‫دامئة أي تغيري يطرأ عىل بياناته املدونة يف الشهادة‪ ،‬حتى يقوم (مزود الخدمة) بتغيري بيانات الشهادة وإخطار‬
‫ذوي الشأن بذلك التغيري‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد جاء املرش ع املغريب يف املادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 53-05‬املتعلق بالتبادل االلكرتوين‬
‫للمعطيات القانونية مبجموعة من البيانات التي يجب أن تتضمنها شهادات املصادقة اإللكرتونية وهي عىل‬
‫النحو التايل‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلشارة إىل هذه الشهادة مسلمة باعتبارها شهادة إلكرتونية مؤمنة‪.‬‬
‫ب‪ .‬هوية مقدم خدمات املصادقة اإللكرتونية وكذا اسم الدولة التي يوجد مقره بها‪.‬‬
‫ج‪ .‬اسم املوقع صاحب الشهادة اإللكرتونية املؤمنة أو اسمه املستعار عند وجوده‪ ،‬ويف هذه الحالة‬
‫األخرية يتعني التعريف بهذه الصفة‪.‬‬
‫د‪ .‬املعطيات التي متكن من التحقق من التوقيع االلكرتوين املؤمن‪.‬‬
‫ه‪ .‬تحديد بداية ونهاية مدة صالحية الشهادة اإللكرتونية‪.‬‬
‫و‪ .‬الرقم الرسي للشهادة اإللكرتونية‪.‬‬
‫ز‪ .‬التوقيع اإللكرتوين املؤمن ملقدم خدمات املصادقة اإللكرتونية الذي يسلم الشهادة اإللكرتونية‪.‬‬
‫ح‪ .‬عند االقتضاء‪ ،‬رشوط استخدام الشهادة اإللكرتونية وال سيام املبلغ األقىص للمعامالت التي ميكن‬
‫أن تستخدم فيها الشهادة املذكورة‪.‬‬

‫يتضح من خالل مقتضيات هذه املادة أنها قد تضمنت جل البيانات الواجب توفرها يف الشهادة‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬مبا فيها تحديد قيمة استخدام الشهادة اإللكرتونية ونوع التعامالت(‪ ،)360‬أما فيام يزيد عىل‬

‫(‪)360‬‬
‫املادة (و) من امللحق األول للتوجيهية األورويب‪ ،‬واملادة (‪/6‬ز) من مرسوم ‪ 30‬مارس ‪ ،2001‬واملادة (‪ )3-10/20‬من الالئحة‬
‫التنفيذية املرصية‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫النصاب املذكور بالشهادة أو التعدي عن نوع الترصف الذي من أجله صدرت الشهادة‪ ،‬ال تسأل عنه الجهة التي‬
‫أصدرت الشهادة ويعد إهامال وتقصريا من الشخص الذي اعتمد عىل الشهادة‪ ،‬وأخريا أشارت إىل بيان تحقيق‬
‫التوقيع اإللكرتوين املقابل لبيان إنشائه(‪ ،)361‬ويتمثل هذا البيان باملفتاح العام لصاحب الشهادة‪.‬‬

‫وإىل جانب هذه البيانات اإللزامية التي نصت عليها هذه املادة ومعظم الترشيعات التي نظمت أحكامها‬
‫نشاط مزودي خدمات املصادقة اإللكرتونية‪ ،‬هناك العديد من البيانات اعتادت بعض الجهات إضافتها إىل‬
‫البيانات األساسية كرقم إصدار الشهادة اإللكرتونية ورقم مزاولة نشاط تقديم خدمة التصديق اإللكرتوين واسم‬
‫الجهة املانحة للرتخيص‪ ،‬ومينع غري ذوي الصفة القانونية من إجراء أي تعديل أو إلغاء أي من البيانات األساسية‬
‫أو التي تضيفها الجهات املذكورة أعاله‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية شهادات املصادقة اإللكرتونية يف إثبات الدعوى املرصفية‬


‫تصدر جهات التصديق اإللكرتوين شهادة إلكرتونية وظيفتها الربط بني املوقع ومفتاحه العام‪ ،‬وهي (كام‬
‫سبقت اإلشارة) سجل إلكرتوين يتكون من بيانات أو معلومات إلكرتونية تنشأ وتعالج بواسطة وسيط إلكرتوين‪،‬‬
‫وتحتوي كل شهادة عىل بيانات خاصة بصاحبها كاسمه وسلطته يف التوقيع وأهليته ومهنته‪ ،‬ومبا أن الشهادة‬
‫اإللكرتونية متاحة للجميع فإنها تتمتع بحجية كاملة داخل حدود الدولة التي صدرت فيها وذلك باالستناد إىل‬
‫مبدأ التكافؤ الوظيفي إذ تقوم هذه الشهادة بالتصديق عىل املستندات الورقية والتوقيعات الخطية(‪ )362‬هذا من‬
‫ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن ال جهات الحكومية املختصة ستتوىل مهمة اإلرشاف والرقابة عىل سلطات‬
‫التصديق‪ ،‬وهي الرقابة التي قد تتم مبارشة أو مبناسبة كل منازعة تتعلق بنشاط املكلف بالتوثيق سواء من طرف‬
‫السلطة العامة بالتصديق أو من خالل تخصيصها لجهات حكومية للقيام بوظائف سلطات التصديق وإصدار‬
‫شهادات مصادقة إلكرتونية‪.‬‬

‫أما فيام يتعلق بحجية شهادة املصادقة اإللكرتونية عىل املستوى الدويل‪ ،‬فقد نظم القانون النموذجي‬
‫بشأن التوقيعات اإللكرتونية مسألة االعرتاف بالشهادات والتوقيعات اإللكرتونية األجنبية‪ ،‬إذ جاء يف الفقرة‬

‫(‪ )361‬املادة (ز) من امللحق الثاين من التوجيهية األورويب‪ ،‬واملادة (‪/6‬م) من مرسوم ‪ 30‬مارس ‪ ،2001‬واملادة (‪ )6/20‬من الالئحة التنفيذية‪.‬‬
‫(‪ )362‬أن الشهادة اللكرتونية محددة مبوجب التوصية (‪ )x.509‬الصادرة عن التحاد الدويل لالتصالت الالسلكية (‪ )ITU‬وتكرر‬
‫األخذ بهذه التوصية من جانب التنظيم الخاص بعامل (النرتنت) تحت عنوان (‪ )Internet Engineering task force‬الذي طوع املعيار‬
‫الخاص بالشهادات ال لكرتونية يف سبيل تطبيقه عىل تكنولوجيا التوقيع الرقمي‪ ،‬راجع يف هذا عيىس غسان ربطي‪ :‬القواعد‬
‫الخاصة بالتوقيع اللكرتوين‪ ،‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪-‬عامن‪/‬األردن لسنة ‪ 2012‬ص ‪.126‬‬

‫‪393‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الثانية من هذا القانون لتنص عىل الحد األدىن للتكافؤ التقني للشهادات األجنبية الذي يستند إىل اختبار‬
‫املوثوقية عىل أساس الرشوط التي تضعها الدولة املشرتعة للتوثيق عمال بالقانون النموذجي‪ ،‬وهو معيار ينبغي‬
‫أن يطبق دون اعتبار ملتطلبات التصديق املطبقة يف الدولة التي صدرت فيها الشهادة أو التوقيع اإللكرتوين‪،‬‬
‫وهذا ما قد نجده مختلفا يف املامرسة العملية التي نجد فيها أن سلطات التصديق تصدر شهادات ذات مستويات‬
‫متفاوتة من املوثوقية‪ ،‬وفقا للغرض الذي يقصد الزبائن أن يستخدموا الشهادات فيه‪ ،‬وطبقا ملستوى موثوقية‬
‫كل شهادة عىل حدة‪ ،‬ليست كل الشهادات جديرة بإحداث مفعول قانوين سواء داخليا أم يف الخارج‪ ،‬وأن‬
‫التكافؤ الذي يلزم إثباته هو التكافؤ بني الشهادات التي من نفس النوع(‪ ،)363‬ويف هذا الصدد نصت املادة (‪)12‬‬
‫من القانون النموذجي املتعلق بالتوقيعات اإللكرتونية عىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬لدى تقرير ما إذا كانت الشهادة أو التوقيع اإللكرتوين ساري املفعول قانونيا أو مدى كونهام كذلك‪،‬‬
‫ال يوىل أي اعتبار إىل‪:‬‬
‫أ‪ .‬املوقع الجغرايف الذي تصدر فيه الشهادات أو ينشا آو يستخدم يف التوقيع اإللكرتوين‬
‫ب‪ .‬املوقع الجغرايف ملكان عمل املصدر أو املوقع‪.‬‬
‫‪ .2‬يكون للشهادة التي تصدر خارج الدولة املشرتعة نفس املفعول القانوين يف الدولة املشرتعة الذي‬
‫للشهادة التي تصدر يف الدولة املشرتعة إذا كانت تتيح مستوى مكافئا جوهريا من املوثوقية‪.‬‬
‫‪ .3‬يكون للتوقيع اإللكرتوين الذي ينشأ أو يستخدم خارج الدولة املشرتعة نفس املفعول القانوين يف‬
‫الدولة املشرتعة الذي للتوقيع اإللكرتوين الذي ينشا أو يستخدم يف الدولة املشرتعة إذا كان يتيح‬
‫مستوى مكافئا جوهريا من املوثوقية‪.‬‬
‫‪ .4‬لدى تقرير ما إذا كانت الشهادة أو التوقيع اإللكرتوين يتيحان مستوى مكافئا جوهريا من املوثوقية‬
‫ألغراض الفقرتني(‪ )2‬أو(‪ )3‬يوىل االعتبار للمعايري الدولية املعرتف بها وإىل أي عوامل أخرى ذات‬
‫الصلة‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا اتفقا األطراف فيام بينهم‪ ،‬برغم ما ورد يف الفقرات (‪ )2‬و(‪ )3‬و(‪ )4‬عىل استخدام أنواع معينة من‬
‫التوقيعات اإللكرتونية أو الشهادات‪ ،‬يتعني االعرتاف بذلك االتفاق باعتباره كافيا ألغراض االعرتاف‬
‫عرب الحدود‪ ،‬ما مل يكن من شأن ذلك االتفاق أن يكون غري صحيح أو غري ساري املفعول مبقتىض‬
‫القانون الذي يتم تطبيقه يف هده الحالة‪.‬‬

‫(‪ )363‬محمد سعيد احمد إسامعيل‪ ،‬أساليب الحامية القانونية ملعامالت التجارة اللكرتونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.294‬‬

‫‪394‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يتضح من خالل قراءة مقتضيات هذه املادة أنها أعطت الحجية القانونية لشهادات التصديق اإللكرتوين‬
‫بتبنيها قاعدة عدم التمييز التي مفاده ا أن مكان املنشأ للشهادة يجب أن ال يكون عامال يحدد إىل أي مدى‬
‫ينبغي االعرتاف بالشهادات أو التوقيعات اإللكرتونية األجنبية باعتبارها سارية املفعول قانونا‪ ،‬كام ال ينبغي‬
‫تحديد ما إذا كانت الشهادة سارية املفعول قانونا وال إيالء أهمية للمكان الذي صدرت فيه بل عىل موثقيتها‬
‫التقنية‪.‬‬

‫وبقي لنا أن نشري بأنه توجد بعض املشاكل العملية املثارة بشأن اإلثبات اإللكرتوين يف الدعوى املرصفية‬
‫وما يتصل بها من مسائل إجرائية تتعلق بأمن املعلومات‪ ،‬فلقد جاء يف لقاء مجموعة الخرباء األوروبيني‬
‫القانونيني (املناط بهم وضع التصور للدليل اإلرشادي حول حجية سجالت الكمبيوتر والرسائل اإللكرتونية‬
‫املنعقد عام ‪ ) 1997‬أن الحلول اإللكرتونية يف بيئة العمل البنيك ال يتعني أن تكون عبئا إضافيا للحلول الورقية‬
‫القامئة‪ ،‬إذ أن اعتامد العمل املرصيف عىل التقنيات الحديثة املتعددة املحتوى واألداء والغرض‪ ،‬ال يجب أن‬
‫يكون بحال من األحوال وسيلة مضافة لألمناط التقليدية للعمل‪ ،‬تسري معها لتكون يف الحقيقة أمام آليتني‬
‫إلدارة العمل وتوثيقه‪ ،‬إحداها تعتمد التقنية مبا تتميز به رسعة يف األداء وكفاءة يف املخرجات ورمبا تكاليف‬
‫اقل‪ ،‬وثانيهام استمرار االعتامد عىل الورق وعىل وسائل العمل التقليدية غري املؤمتتة‪ ،‬ليبقى مخزون الورق‬
‫هو املخزون االسرتاتيجي للعمليات البنكية تنفيذا وإثباتا وتقييام‪ .‬وهذه الحقيقة تضعنا أمام أهم مشكالت‬
‫اإلثبات بالوسائل التقنية‪ ،‬إال وهي مشكلة مدى قبول هذه الوسائل من قبل القطاعات املتعاملة باألنشطة‬
‫التجارية واملالية سواء األفراد (الزبائن) أو مؤسسات األعامل‪ ،‬فالقاعدة األساسية التي ميكن االنطالق منها‬
‫تكمن يف مدى االطمئنان لسالمة الوسائل اإللكرتونية يف التعاقد واإلثبات‪ ،‬وهذا يعتمد بشكل رئيس عىل‬
‫ثالثة عنارص أساسية األول هو املكانيزم املستخدم ومحتوى التقنية والقدرة عىل تبسيط الفكرة وإيصالها‬
‫للمتعاملني‪ ،‬والثاين يكمن يف مدى كفاءة نظام الرتاسل اإللكرتوين والثالث يتعلق بالثقافة والتأهيل للتعامل‬
‫مع مشكالت هذا الرتاسل‪ .‬ويضاف إىل هذا إن النظم التقنية املؤهلة يجب أن تكون قادرة عىل بناء الثقة‬
‫بالوسائل اإللكرتونية الحديثة لل تعاقد واإلثبات يف الحقل البنيك أو يف غريه من حقول النشاط التجاري‬
‫واملايل‪ ،‬إذ يجب أن تكون بسيطة البناء محصنة من االعتداء عىل املحتوى املعلومايت سواء من داخل املنشاة‬
‫أو خارجها‪ ،‬املنسجمة من حيث طريقة األداء واملخرجات مع املستقر والسائد من معايري ومواصفات تقنية‪ ،‬املؤهلة‬
‫لالستمرار يف العمل دامئا دون انقطاع أو خلل‪ ،‬وإذا كان مثة اهتامم لدى املؤسسات املالية بحداثة النظم‬
‫ودقتها وكفاءتها من حيث الرسعة وسعات التخزين فام كان بأمن النظم وأمن املعلومات أن يسري بالقدر ذاته‪،‬‬

‫‪395‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫نظرا ملا يشهده قطاع أمن املعلومات من تطوير بالغ وتغريات متتالية‪ ،‬ليس يف الوسائل املعتمدة لتوفري أمن‬
‫املعلومات فحسب بل حتى يف النظريات التي يرتكز عليها أمن املعلومات‪.‬‬

‫الخامتة‬

‫ان تجربتنا البحثية املتواضعة مرت عىل حاالت عملية (خاصة املؤسسات العاملة يف ليبيا) أظهرت غياب‬
‫اسرتاتيجيات شاملة ودقيقة للتعامل مع أمن نظم املعلومات والبيانات املتبادلة‪ ،‬إذ تنطلق كثري من خطط حامية‬
‫البيانات ووسائل تبادلها من مناذج مستوردة قد ال تراعي خصوصيات املؤسسة وخصوصيات القواعد املعلوماتية‬
‫فيها وخصوصيات التوظيف ومحدداته والثقافة السائدة‪ ،‬لهذا كانت انجح االسرتاتيجيات تلك القامئة عىل‬
‫تطوير وسائل األمن الداخلية املراعية لالعتبارات املذكورة‪ ،‬وال نبالغ أن أحد أهم أسباب فشل وسائل حامية‬
‫نظم وأمن املعلومات حتى يف املؤسسات الكربى يرجع إىل عدم إدراك االحتياجات الواقعية للمؤسسة وعدم‬
‫مراعاة تباين النامذج الجاهزة مع الواقع الفعيل للمؤسسة‪ ،‬ويرتبط بكفاءة النظم كفاءة املتعاملني معها وكفاءة‬
‫مزودي الخدمات املتصلة بها داخليني كانوا أم خارجيني عن املنشأة‪ ،‬ومن هنا تكمن أهمية وظائف مستشاري‬
‫النظم ومراقبي األداء ووظائف مطوري النظم املناط بهم التواصل مع كل جديد واالنفتاح عىل احتامالت الفشل‬
‫واإلخفاق بنفس القدر من االنفتاح عىل احتامالت النجاح والتميز‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االمن السيبراني ضرورة حتمية الزدهار التجارة االلكترونية‬

‫اختصاص عقود مدنية و تجارية‪ ،‬جامعة ابن خلدون‬


‫تيارت ‪،‬الجزائر‬
‫‪Gmail :imanekhelillabotiaret@gmail.com‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يف عرص العامل الرقمي ‪ ،‬متثل التجارة االلكرتونية أحد أهم مكونات األعامل االقتصادية عرب اإلنرتنت‬
‫و التي تستوجب خلق بيئة موثوق بها حيث ميكن للعمالء الشعور بالثقة عند إجراء عمليات الرشاء‪ ،‬أين تتم‬
‫مشاركة بيانات املاليني من األشخاص ‪ ،‬خاصة أثناء املعامالت عرب اإلنرتنت ‪ ،‬حيث يتضمن ذلك معلومات‬
‫حساسة مثل أرقام بطاقات االئتامن وأرقام التعريف الشخصية وبيانات اعتامد تسجيل الدخول التي يجب أن‬
‫تكون آمنة ما يستدعي رضورة تطبيق األمن السيرباين فالرتابط الوثيق بني التجارة االلكرتونية واالمن‬
‫السيرباين؛ يتضح جل ًّيا يف الهجامت السيربانية‪ .‬حيث من خاللها ميكن رسقة بيانات بطاقات االئتامن من‬
‫مواقع التجارة اإللكرتونية‪ .‬ناهيك عن تقويض ثقة الرشكات واملستهلكني يف ذلك النوع من التجارة ‪.‬‬

‫تتمثل أهمية املوضوع يف أن هناك عالقة وطيدة بني االمن السيرباين و التجارة االلكرتونية فرتاجع‬
‫فعالية األمن السيرباين يزيد من التكلفة املتكبدة إىل حد تقويض ثقة املستهلكني والرشكات يف التجارة‬
‫الرقمية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تتطلب تدابري الحامية تعاونا دول ًّيا بني القطاعني العام والخاص‪ ،‬نظرا العتامد الشبكات‪،‬‬
‫واملؤسسات‪ ،‬وسالسل التوريد العاملية ع ىل نفس األنظمة والربامج التي توفر الرشكات معظمها‪ ،‬وهو ما يعني‬
‫وجود مخاطر مشرتكة‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬االمن السرباين ‪،‬العقد االلكرتوين ‪،‬التجارة االلكرتونية ‪،‬القانون الدويل ‪،‬الجرمية‬
‫السربانية ‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
Summary :

In the era of the digital world, electronic commerce represents one of the most important
components of economic business via the Internet, which requires the creation of a trusted
environment where customers can feel confident when making purchases, where the data of
millions of people are shared, especially during online transactions, as this includes information
Sensitive such as credit card numbers, personal identification numbers and login credentials,
which must be secure, which calls for the need to implement cybersecurity. The close
interrelationship between electronic commerce and cybersecurity; This is evident in cyber
attacks. Where credit card data can be stolen from e-commerce sites. Not to mention
undermining business and consumer confidence in that kind of trade.

The importance of the topic is that there is a strong relationship between cybersecurity and
electronic commerce, as the decline in the effectiveness of cybersecurity increases the cost
incurred to the point of undermining the confidence of consumers and companies in digital
commerce. Hence, protection measures require international cooperation between the public
and private sectors, since networks, institutions, and global supply chains rely on the same
systems and programs that companies mostly provide, which means that there are shared risks.

Keywords: cyber security, electronic contract, electronic commerce, international law,


cyber crime.

: ‫مقدمة‬
‫ بحيث أن‬، ‫تبذل بشأنها مكافحات و جهود عظمى دولية و وطنية‬، ‫تعترب الجرائم السربانية جرائم حديثة‬
‫وعليه ركز املجتمع الدويل البحث‬، ‫لها األثر الكبري عىل املصلحة االقتصادية و االجتامعية و السياسية للدول‬
‫السيام ما حدث يف العامل جراء وباء كورونا جعل من‬، ‫و وضع اتفاقيات و معاهدات دولية و قوانني وطنية‬
‫حجم التعامالت اإللكرتونية تكرث و يعود تطور التقنيات وتنامي استعامل الحاسوب واإلنرتنت وانتشار ثقافة‬
‫ عند بداية الثامنينيات من القرن العرشين الذي بدأ باستعامل الحاسوب من قبل‬،‫املعلوماتية لدى الجمهور‬
‫ إال أن استعامله يف املعامالت اقترص عىل إدخال البيانات واستخراجها وطباعة املستندات آليا‬،‫القطاع الخاص‬
. ‫مام شكل نقلة نوعية عن الطباعة عىل اآللة الكاتبة أو عن حفظ امللفات ورقيا وبواسطة أنظمة أرشفة تقليدية‬
‫ إىل ظهور أنواع‬،‫أدى السامح للجمهور باستعامل شبكة اإلنرتنت يف بدايات التسعينيات من القرن املايض‬
‫ وقد أدى بالتايل إىل إمكانية تبادل املعلومات يف بداية األمر‬،‫جديدة من إمكانيات االتصال والتعامل والتعاقد‬
‫ثم إىل تبادل الرسائل واملعامالت يف وقت الحق واستعمل كوسيلة لتسليم بعض املنتجات ذات الطابع‬
،‫ وهو ما أصبح يعرف باملعامالت اإللكرتونية‬،‫اإللكرتوين‬

398
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫هذا وميكن للنهج املشرتك أن يُعزز األمن السيرباين‪ ،‬ويحمي التجارة الرقمية‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فقد تسفر‬
‫املعايري األحادية عن اإلفراط يف حامية األمن القومي‪ ،‬وانتهاك التزامات منظمة التجارة العاملية‪ ،‬واتفاقيات‬
‫التجارة الحرة‪.‬‬

‫و لعل أحسن مثال هو ا فريوس الفدية‪- WannaCry‬الذي ينسب إىل كوريا الشاملية‪ -‬الذي تسبب يف‬
‫إصابة أكرث من ‪ 200‬ألف جهاز كمبيوتر يف ‪ 153‬دولة‪ ،‬وخسائر قدرت مباليني الدوالرات‪ .‬حيث أهمية األمن‬
‫السيرباين دفعت الكثري عددا من الدول إىل التعاون الدويل‪ ،‬إذ يشري أحد التقديرات إىل تبني ‪ 50‬دولة عىل‬
‫األقل سياسات ولوائح األمن السيرباين‪ ،‬كام أكد االتحاد األورويب رضورة التعاون العاملي الوثيق لتبنى نهجٍ‬
‫عاملي مشرتك تجاه قضايا أمن الشبكات واملعلومات‪ .‬كام أكدت اسرتاتيجي ُة األمن السيرباين األمريكية الحاج َة‬
‫ٍ‬
‫إىل تعزيز قدرة الحلفاء والرشكاء يف مواجهة التهديدات املشرتكة‪.‬‬

‫تعترب التجارة اإللكرتونية بعدا مزدهرا للنمو االقتصادي الحديث والتنمية ‪ ،‬حيث توفر العديد من الوظائف‬
‫يف جميع أنحاء العامل‪ .‬و األمن السيرباين يساعد عىل تعزيز وضامن األسواق عىل التطور بشكل أفضل‬
‫وأقوى وأكرث استدامة لكن يف املقابل هذا الربط بينهام يثري مجموعة معقدة من القضايا؛فتنامي الرشكات‬
‫والحكومات واألفراد عىل التكنولوجيا‪ .‬الرقمية ومن ناحية أخرى‪ ،‬ال بد من االهتامم بظاهرة تقييد التدفق الحر‬
‫للبيانات من قبل الحكومات‪ ،‬ملا لها من عواقب وخيمة عىل التجارة الرقمية‪ .‬ومن ناحية ثالثة‪ ،‬قد تقوض‬
‫سياسات األمن السيرباين الثقة يف االقتصاد الرقمي‪ .‬ولذا‪ ،‬تتزايد أهمية القواعد التجارية الجديدة التي ميكنها‬
‫تعزيز األمن السيرباين‪ ،‬وتقليل الحواجز التجارية يف الوقت عني‪،‬فاالشكالية املطروحة هنا ‪:‬كيف لألمن‬
‫السيرباين أن يكون وسيلة حامئية للتعامالت التجارية االكرتونية ؟‬

‫ملعالجة هذه االشكالية قمنا بوضع الخطة االتية‪:‬‬

‫املحور األول‪ :‬تحديات المن السرباين عىل صعيد التجارة اللكرتونية الدولية‬
‫املحور الثاين‪ :‬تحديات المن السرباين عيل صعيد التجارة اللكرتونية الداخلية‬
‫املحور األول‪ :‬تحديات المن السرباين عىل صعيد التجارة اللكرتونية الدولية‬

‫متثل املبيعات اإللكرتونية ‪ %14‬من إجاميل املبيعات يف العامل‪ ،‬وتستمر التجارة اإللكرتونية بالنمو مبعدل‬
‫رسيع عىل الرغم من عدم االستقرار االقتصادي العاملي‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبحسب تقرير نرشه موقع“‪ ، “EcommerceGuide‬من املتوقع استمرار هذه األرقام باالزدياد لتصل إىل‬
‫‪ %22‬يف عام ‪ .2023‬وبحسب إحصائيات التجارة اإللكرتونية العامة بالنسبة لـ‪ 99‬رشكة لعام ‪ ،2020‬من املتوقع‬
‫أن تجرى ‪ %95‬من عمليات الرشاء إلكرتونيا بحلول عام ‪ ،2040‬إذ تصدرت منطقة آسيا واملحيط الهادئ وأمريكا‬
‫الشاملية التجارة اإللكرتونية ومبيعاتها‪ ،‬وتليها أوروبا الغربية‪.‬‬

‫واكتسبت منطقة آسيا واملحيط الهادئ زيادة يف التجارة اإللكرتونية مبعدل ‪ ،%62‬بحسب تقرير أعده‬
‫موقع“‪ ، “BusinessInsider‬يف ‪ 30‬من كانون األول ‪.2020‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬من املتوقع أن تجلب مبيعات التجارة اإللكرتونية لعام ‪ 2021‬ثالثة تريليونات دوالر‪ ،‬وأثار منو‬
‫بعض املناطق بالتجارة اإللكرتونية عىل تجارة التجزئة العاملية يف عام ‪ ،2020‬إذ ُعدلت تقديرات التجارة بالتجزئة‬
‫بعد انتشار فريوس “كورونا املستجد” (كوفيد‪ )19 -‬يف العامل بنسبة ‪ ،%.16.5‬وشهدت منصات إلكرتونية رائدة‪،‬‬
‫مثل “أمازون”‪ ،‬ارتفاعا طفيفا يف مبيعات التجارة اإللكرتونية يف أثناء تفيش جائحة “كورونا‪”.‬‬

‫وزادت املبيعات عرب اإلنرتنت عىل عام ‪ 2019‬بنسبة ‪ %15‬يف عام ‪ ،2020‬وأنفق املستهلكون حول العامل‬
‫رقام قياسيا بالرشاء عرب اإلنرتنت قدره ‪ 10.8‬مليار دوالر‪ ،‬إذ ابتعد الناس عن املتاجر خوفا من العدوى بالفريوس‪،‬‬
‫واختاروا الخدمات اإللكرتونية‪ ،‬بحسب موقع‪“DigitalCommerce360“.364‬‬

‫يعرف االمن السرباين بأنه "النشاط الذي يؤمن حامية املوارد البرشية واملالية املرتبطة بتقنيات االتصاالت‬
‫واملعلومات‪ ،‬ويضمن إمكانات الحد من الخسائر واألرضار التي ترتتب يف حال تحقق املخاطر والتهديدات‪،‬‬
‫كام يتيح إعادة الوضع إىل ما كان عليه بأرسع وقت ممكن‪ ،‬بحيث ال تتوقف عجلة اإلنتاج‪ ،‬وبحيث ال تتحول‬
‫األرضار إىل خسائر دامئة‪".‬‬

‫أول ‪:‬قانون الونسيرتال النموذجي‬


‫‪:1‬بشأن التجارة اللكرتونية ‪1996‬‬
‫يعترب القانون النموذجي‪ ،‬القانون الذي يهدف اىل مامرسة التجارة الكرتونيا مبعنى باستعامل الوسائل‬
‫االلكرتونية و كان هو أول قانون يحتذى به دوليا من خالله تم االقتباس منه يف الترشيعات الوطنية ‪،‬فالقواعد‬
‫التي أىت بها تهدف اىل تذليل العقبات القانونية و حتى أنه جاءت يف طياته التنبؤات عن التطورات القانونية‬

‫‪364‬‬
‫‪https://www.enabbaladi.net/archives/444744#ixzz70nbjWA9c‬‬

‫‪400‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫فيام يخص مجال التجارة االلكرتونية تعاقديا و جعل االمر متساوي بني التعاقد ورقيا و التعاقد الكرتونيا ‪،‬ما‬
‫يعزز من التجارة الدولية و يبسطها‪.‬‬

‫حيث أنه اعتمد عىل املبادئ التي تعترب أسس التجارة االلكرتونية الحديثة‪ ،‬و التي تخص الحياد‬
‫التكنولوجي و التكافؤ الوظيفي‪ ،‬وأن هذا القانون كفل مبدا أسايس و هو مبدأ التكافؤ أو ما يسمى بعدم التمييز‬
‫ألاي اثر قانوين ألي وثيقة الكرتونية ‪،‬أما مبدأ الحياد التكنولوجي فيلزم باعتامد أحكام محايدة بشأن‬
‫التكنولوجيا املستخدمة‪ ،‬ويح ادد مبدأ التكافؤ الوظيفي معايري ميكن مبوجبها اعتبار الخطابات اإللكرتونية‬
‫مكافئة للخطابات الورقية‪ .365‬فهو يبني الرشوط التي يجب أن تستوفيها الخطابات االلكرتونية‪.‬‬

‫كام أننا نجد يف هذا القانون القواعد التي تحدد ابرام العقود بالوسائل االلكرتونية و طرق إسنادها و‬
‫االقرار باستالمها و طرق إثباتها من مكان االرسال و التلقي أيضا ‪. .366‬‬

‫‪:2‬القانون الونسيرتال النموذجي بشأن التوقيع اللكرتوين ‪2001‬‬


‫أو ما يسمى بقانون التوقيعات ‪،‬ظهر بغرض توضيح ما شاب الترصفات التجارية االلكرتونية من تساؤالت‬
‫و منازعات فيام يخص التوقيع االلكرتوين ‪ ،‬فهناك من عرف التوقيع االلكرتوين بانه ذلك التوقيع الناتج عن‬
‫اتباع اجراءات محددة تؤدي يف النهاية اىل نتيجة معينة معروفة مقدما و يكون مجموع هته االجراءات هو‬
‫البديل الحديث للتوقيع التقليدي او ما يسميه البعض التوقيع االجرايئ‪. 367‬‬

‫و يعرفه فقه القانون الفرنيس بانه مجموعة من االجراءات التقنية التي تسمح بتحديد من تصدر منه هذه‬
‫االجراءات و قبوله مبضمون الترصف الذي يصدر التوقيع مبناسبته‪ . 368‬وعليه نجد يف هذا القانون النموذجي‬
‫مواد تبني كيفية استخدام التوقيعات االلكرتونية و تيسري استخدامها‬

‫قد أصبح هذا النوع من الصكوك رضوريا بسبب النمو الكبري الذي تشهده العمليات التجارية التي تنطوي عىل استعامل‬ ‫‪365‬‬

‫التكنولوجيا العرصية و انتشار استخدام الخطابات اللكرتونية يف العقود الدولية‪.‬‬


‫قانون األونسيرتال النموذجي بشأن التجارة اإللكرتونية (‪)1996‬املوقع اللكرتوين لالمم املتحدة باللغة العربية ‪،‬‬ ‫‪366‬‬

‫‪ https://uncitral.un.org‬شوهد ‪،‬تاريخ ‪ .2021/05/16‬بتوقيت‪.16.00‬‬


‫د‪ :‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوين لتوقيع اإللكرتوين يف ضوء الترشيعات العربیة والتفاقات الدولیة ‪،‬دار الجامعة‬ ‫‪367‬‬

‫الجدیدة‪ ،‬اسكندریة‪، 2007 ،‬ص ‪.45،44‬‬


‫‪ 368‬د‪.‬امين سعد سليم ‪ ،‬التوقيع ا ٕ‬
‫للكرتوين دراسة مقارنة ‪ ،‬دار انهضة العربیة‪،‬القاهرة ‪، 2004 ،‬ص‪.27‬‬

‫‪401‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حيث أنه وضع معايري يتم اتباعها فيام يخص التوقيعات االلكرتونية و وضع قوة ثبوتية لها تعادل قوة‬
‫ثبوتية التوقيع الخطي ‪،‬االمر الذي ساعد الدول بوضع قوانني للتوقيعات االلكرتونية و يعزز من قوة ثبوتية هذا‬
‫التوقيع‬

‫كام اننا نجد أن قواعده موافقة ملا جاء به قانون التجارة االلكرتونية النموذجي و هو مبدا الحياد التكنولوجي‬
‫و نص أيضا عىل كل من حقوق وواجبات املتعاقدين املوقعني و حت عىل الغري الذي يتدخل يف عملية التوقيع‪.‬‬

‫و نجد أن املرشع الجزائري قد عرفه و نظمه ضمن القانون الخاص باملواصالت السلكية و الالسلكية حيث‬
‫نص يف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-123‬املتعلق بالخدمات املواصالت السلكية والالسلكية املعدل و املتمم‬
‫باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-162‬حيث نجد املادة ‪ 03‬مكرر‪ 01‬الخاصة بالتعريف التوقيع االلكرتوين تنص عىل انه‬
‫معطى ينجم عىل استخدام اسلوب عمل يستجيب للرشوط املحددة يف املادتني ‪323‬مكرر و‪ 323‬مكرر‪ 01‬من‬
‫االمر رقم ‪ 58/ 75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب و ينص عىل نوع ثاين من التوقيع االلكرتوين املسمى بالتوقيع االلكرتوين‬
‫املؤمن يف الفقرة الثانية من نفس املادة و هو ذلك التوقيع الذي يفي باملتطلبات االتية ‪،‬يكون خاصا باملوقع و‬
‫يتم انشاؤه بالوسائل ميكن االحتفاظ بها تحت رقابته الحرصية ‪،‬يكون قابال للكشف عن أي تعديل يلحق‬
‫بالفعل املرتبط به ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتفاقية األمم املتحدة بشأن استخدام الخطابات اإللكرتونية يف العقود الدولية (نيويورك‪،‬‬
‫‪)2005‬‬
‫ان الهد ف من وضع هذه االتفاقية هو تسهيل استخدام الخطابات االلكرتونية يف مجال التجارة الدويل‬
‫و ذلك برشط التأكد من صحة ابرام العقود و غريها من الخطابات االلكرتونية يف نفس صحة العقود الورقية‪،‬‬
‫فاتفاقية الخطابات اإللكرتونية هي عبارة عن معاهدة متكينية يتمثل أثرها يف تذليل تلك العقبات الرسمية من‬
‫خالل تحقيق التكافؤ بني شكيل الخطابات اإللكرتوين واملكتوب‪.‬‬

‫وأيضا ما جاء يف هذه االتفاقية هو تذليل املنازعات الحاصلة يف هذا املجال و يسهل استخدامها فالقصد‬
‫من االتفاقية هو تعزيز القواعد املتعلقة بالتجارة اإللكرتونية و التوحيد يف اشرتاع قوانني األونسيرتال النموذجية‬
‫عىل الصعيد الوطني فيام يتعلق بالتجارة اإللكرتونية‪ ،‬وكذلك تحديث واستكامل بعض أحكام تلك القوانني‬
‫النموذجية يف ضوء املامرسات األخرية‪ .‬ووضع قواعد موحدة دوليا ‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ان القواعد التي اتت بها هذه االتفاقية أساسا جاء بها قانون األونسيرتال النموذجي بشأن التجارة‬
‫اإللكرتونية وقانون األونسيرتال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكرتونية‪..‬‬

‫وتنطبق االتفاقية عىل جميع الخطابات اإللكرتونية املتبادلة بني طرفني يقع مقرا عملهام يف دولتني‬
‫مختلفتني‪ ،‬عىل أن يكون مقر عمل أحدهام عىل األقل موجودا يف دولة متعاقدة ما جاءت به املادة االوىل‪.‬‬
‫وميكن أيضا تطبيق االتفاقية باختيار الطرفني‪ .‬وتُستبعد من نطاق انطباق االتفاقية العقود املربمة ألغراض‬
‫شخصية أو عائلية أو منـزلية‪ ،‬كاملتعلق منها بقانون األرسة وقانون الخالفة‪ ،‬وكذلك بعض املعامالت املالية‪،‬‬
‫والصكوك القابلة للتداول‪ ،‬ومستندات امللكية وهذا ما جاء يف نص املادة الثانية ‪..‬‬

‫كام انا نجد يف نص املادة ‪ 09‬أنه يوجد تكافؤ بني العقد الورقي والعقد االلكرتوين و ايضا فيام يخص قوة‬
‫االثبات‪ ،‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن االتفاقية تنص عىل املبدأ العام القائل بعدم جواز إنكار صحة الخطاب من‬
‫الناحية القانونية ملجرد كونه يف شكل إلكرتوين (املادة ‪ .)8‬ونظرا النتشار نظم الرسائل اآللية عىل وجه التحديد‪،‬‬
‫فإن االتفاقية تتيح إمكانية إنفاذ العقود امل ُربمة بواسطة هذه النظم‪ ،‬و ما جاءت به املادة ‪ 03‬فان هذه االتفاقية‬
‫تجيز لألطراف التعاقدية استبعاد تطبيق هذه االتفاقية أو تغيري رشوطها ضمن الحدود التي تسمح بها األحكام‬
‫الترشيعية املعمول بها يف خالف هذه الحالة‬

‫‪-‬ثالثا‪ :‬اتفاقية الجوانب املتصلة بالتجارة من حقوق امللكية الفكررية ‪:‬‬


‫تم التوقيع عليها من قبل الدول االعضاء لسنة ‪،1994‬تم فيها ذكر و دراسة التعريفات ملصطلحات التجارة‬
‫و حقوق امللكية الفكرية و تضمنت العديد من االجراءات املهمة و الفعالة لردع االعتداء عىل حقوق امللكية‬
‫اللفكرية ‪،‬و أيضا تفرض عىل الدول اتخاذ العديد من التدابري املهمة ملعالجة الوضع ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬جهود منظمة المم املتحدة يف ميدان حامية الحياة الخاصة ‪،‬‬
‫و ذلك يف مواجهة التقدم االلكرتوين و حامية حياة االفراد و حرياتهم من خطر التعدي عليها يف املؤمتر‬
‫الدويل االول لحقوق االنسان الخاص بأثر التقدم التكنولوجي عىل حقوق االنسان يف مؤمتر طهران ‪.1968‬‬

‫و جاء يف توصياته أن الحاسبات االلكرتونية متثل اكرب تهديد للحياة الخاصة بالحرية الشخصية عىل‬
‫الحاسب االيل و تحليلها مام يكشف عىل أمناط التعامل و العالقات‪.369‬‬

‫‪ 369‬عيل جبار الحسناوي ‪،‬جرائم الحاسوب و النرتنت ‪،‬دار اليازوري ‪،‬للنرش والتوزيع‪،2009،‬الردن ‪،‬ص‪.149‬‬

‫‪403‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املحور الول ‪:‬تحديات المن السرباين عيل صعيد التجارة اللكرتونية الداخلية ‪.‬‬
‫ان مكا فحة جرائم االنرتنت عىل املستوى الوطني تقتيض توثيق روح التعاون بني االنظمة القانونية‬
‫الداخلية و تظهر معامل هذا التقارب يف قبول حاالت تفويض االختصاص ‪،‬و يف اتخاذ اجراءات التحقيق و‬
‫جمع االدلة و تسليم املجرمني و االعرتاف باالحكام الجنائية‪،‬سنتطرق اىل قانون التجارة االلكرتوين الجزائري‬
‫و قانون االجراءات الجزائية و قانون العقوبات‬
‫أول ‪:‬القانون ‪05-18‬‬
‫إن املستهلك عرب اإلنرتنت ليس مجرد متسوق ولكنه أيضا مستخدم لتقنية املعلومات‪، 370‬فقد أصبح يطلق‬
‫عىل املستهلك أو املشرتي الذي ميارس عمليات الرشاء عرب شبكة األنرتنت باملشرتي عرب األنرتنت‪ ،‬فهو يختلف‬
‫يف صفاته وخصائصه وطبيعة طلباته عن (املستهلك‪/‬املشرتي) العادي‪ ،‬ويتوقع من البائعني عىل شبكة االنرتنت‬
‫خدمات أفضل بكثري مام هو سائد يف عمليات البيع التقليدية‪ ،‬كام يتوقع أيضا أسعارا أقل ونظم تسليم أرسع‬
‫وأفضل مع توفري جميع البيانات واملعلومات ذات العالقة باملنتج (سلعة أو خدمة)‪ ،..‬ويتوقع أيضا أن متر أساليب‬
‫دفع أمثان املنتجات يف قنوات آمنة مع القضاء عىل عمليات االخرتاق االلكرتوين التي تتسبب يف الرسقات‬
‫من حسابات املشرتين‪ ،‬فقد باتت مسالة أمن البينات واملعلومات عرب الشبكة العاملية هي جوهر القضايا املهمة‬
‫التي يضعها املشرتي عرب االنرتنت ضمن األولويات األوىل عند التسوق االلكرتوين‪.371‬‬

‫افرز معه توجه املستهلك نحو املواقع التجارية االلكرتونية لتعدد الخدمات املعروضة مع املزايا املتعددة يف‬
‫العرض و االسعار فأهمية الخدمات االلكرتونية عىل شبكة االنرتنت زادت من اقبال املستهلكني عىل هذه‬
‫الخدمات و جعلت منها محور طلب للكثري منهم ‪،‬فيام يخص الحامية الجنائية فهناك اربعة جرائم شايعة فيام‬
‫يخص املعامالت االلكرتونية التجارية و هي ‪ :‬جرمية الرسقة يف مجال املعامالت االلكرتونية ‪،‬جرمية‬
‫االحتيال ‪،‬جرمية خيانة االمانة و جرمية التزوير‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬طرق تسوية منازعات عقود التجارة الدولية اللكرتونية‪ ،‬وحامية الطرف املترضر‬
‫ان تعدد املعامالت املربمة الكرتونيا أدت اىل تكوين مجال خصب للمنازعات تنشأ بني االطراف املتعاقدة‬
‫‪،‬ونظرا لطابعها الدويل ادى اىل البحث عن ما هو القانون الواجب التطبيق ‪ .‬نظرا الرتباط العالقة القانونية بأكرث‬

‫‪370‬‬
‫‪Efthymios Constantinides, nfluencing the onlineconsumer’s behavior:the Web experience, Internet Research, Volume 14‬‬
‫‪· Number 2, Emerald Group Publishing Limited,UK, 2004, p111.‬‬
‫‪ 371‬يوسف أحمد أبو فارة‪ ،‬التسويق اللكرتوين‪ -‬عنارص املزيج التسويقي عرب األنرتنت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائل للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫عامن‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.416‬‬

‫‪404‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫من نظام قانوين واحد ‪ ،‬تحيلنا مثل هذه العالقة إىل قواعد القانون الدويل الخاص ومبدأ تنازع القوانني لتحديد‬
‫القانون الواجب التطبيق من بني القوانني املتصلة بالعقد‪ .‬وإن كان مبدئيا وكام أشارت إليه أغلب القوانني‬
‫الوطنية والدولية هو تطبيق قانون اإلرادة وبالتايل فالقانون الواجب التطبيق ‪،‬هو القانون الذي اختاره األطراف‬
‫رصاحة أو ضمنيا‪،372‬‬
‫لكن مجال التنازعات هو مجال معقد ليس بهذه السهولة ففي الكثري من االحيان ال يتم تحديد القانون‬
‫الواجب التطبيق مسبقا ‪ ،‬األمر الذي يطرح مسالة تنازع القوانني لدول األطراف املتعاقدة ‪،‬و أيضا مسألة تحديد‬
‫املحكمة املختصة و هذه االمور كلها متتاز بالتعقيد ‪،‬فتعترب فكرة تنازع القوانني النتيجة الحتمية للتزاحم يف‬
‫ماهو القانون الواجب التطبيق و عليه تتم عملية الخيار أو املفاضلة بني القوانني االنسب يف حل املنازعة العقدية‬
‫بني األطراف‪ ،‬فالقانون الدويل الخاص أعد ملهمة حل مسألة تعدد األنظمة القانونية التي تحكم عالقة قانونية‬
‫واحدة عن طريق نظرية تنازع القوانني املعتمدة أصال عىل قواعد قانونية محايدة تسمى بقواعد اإلسناد التي‬
‫تحدد القانون املطبق ع ىل العالقة املتضمنة لعنرص أجنبي‪ ،‬وذلك باالرتكاز عىل ضوابط تكون يف أغلب األحيان‬
‫مكانية‪ ،‬أي يف إقليم جغرايف محدد‪ ،‬مام يتناىف مع طبيعة عقود التجارة اإللكرتونية التي تربم عرب شبكة‬
‫مفتوحة عىل العامل‪.373‬‬

‫‪-1‬حامية املترضر يف عقود التجارة اللكرتونية من قاعدة السناد الشخيص‪: 374‬‬


‫ما يسمى مببدأ سلطان االرادة يف اختيار القانون الواجب التطبيق يف حالة حدوث منازعة ‪،‬و يجب توفر‬
‫رشوط لوضع هذه االرادة تتمثل يف‬
‫أ‪ -‬وجوب ارتباط القانون بعالقة حقيقية باألطراف أو املعامالت التجارية‪ ،‬وأن يطفى املنطق عىل اختيار‬
‫األطراف ‪.‬‬

‫‪ 372‬هشام عيل صادق‪ ،‬القانون الواجب التطبيق عىل عقود التجارة الدولية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1995 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 373‬خليفي سمري ‪،‬حل النزاعات يف عقود التجارة اللكرتونية مذكرة ماجستري يف القانون الدويل ‪،‬جامعة مولود معمري تيزي‪-‬‬
‫وزو‪ 2010/10/28‬ص‪.17‬‬
‫املادة ‪ 01/301‬من القانون التجاري املوحد للوليات املتحدة األمريكية‪ ،‬عىل أن "‪ :‬األطراف يف املعامالت الدولية يجوز لهم‬ ‫‪374‬‬

‫التفا ق وفقا لقانون أية ولية أو دولة أخرى‪ ،‬سواء كانت هذه املعاملة ذات صلة بهذه الدولة أو الولية أم ل"‪ ،‬وتضيف الفقرة ‪ 2‬من‬
‫نفس املادة عىل أن‪" :‬األطراف يف املعامالت الدولية أيا كانت حقوقهم والتزاماتهم لهم الحرية األساسية يف اختيار القانون‬
‫الواجب التطبيق عىل عقودهم‪ ،‬سواء كانت املعاملة ذات صلة بالدولة أو الولية املعنية‪،‬إبراهيم أحمد سعيد زمزمي‪ ،‬القانون الواجب‬
‫التطبيق يف منازعات عقود التجارة اللكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة للحصول عىل درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عني الشمس‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم الدراسات العليا‪ ،‬مرص‪ ، 2006 ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪405‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتعارض القانون املختار مع أية سياسة جوهرية لدولة القايض أو الدولة التي سوف يكون قانونها‬
‫هو الواجب التطبيق عىل العقد‪.375‬‬

‫وهذا ما أكدته جل االتفا قات الدولية نذكر منها ‪،‬االتفاقية األوربية الخاصة بالتحكيم التجاري الدويل‬
‫املربمة يف جنيف يف ‪12‬أفريل ‪ 1961‬ودخلت حيز التنفيذ يف سبتمرب ‪، 1964‬يف املادة ‪ 7‬منها عىل أن "األطراف‬
‫أحرار يف تحديد القانون الواجب التطبيق عىل النزاع "‪ ،...‬باإلضافة إىل اتفاقية واشنطن املنشأة للمركز الدويل‬
‫لفض منازعات االستثامر بني الدول ورعايا الدول األخرى‪ ،‬فتنص املادة ‪ 42‬من االتفاقية "" ‪ :‬تفصل املحكمة‬
‫يف النزاع طبقا للقواعد التي يقررها األطراف‪." (376‬‬

‫و ايضا اتفاقية مكسيكو لعام ‪ 1994‬املربمة بني دول االتحاد األمرييك‪ ،‬والخاصة بالقانون الواجب التطبيق‬
‫عىل العقود الدولية‪ ،‬يف املادة ‪ 7‬عىل أن "‪ :‬العقد يخضع ألحكام القانون الذي اختاره األطراف‪ ،‬وأن اختيار‬
‫األطراف عىل هذا االختيار يجب أن يكون واضحا وجليا‪ ،‬ويف حالة عدم وضوح هذا االتفاق يستخلص ضمنيا‬
‫من سلوك األطراف ومن بنود العقد‪"377‬‬

‫وايضا الهيئة الدولية لتوحيد القانون الخاص ‪ UNIDROIT‬أعطت لألطراف الحق يف إبرام العقد وتحديد‬
‫مضمونه‪ ،‬كام أقرت االتفاقيات وقوانني ولوائح التحكيم عىل قانون اإلرادة‪ ،‬فمنها لجنة األمم املتحدة لقانون‬
‫التجارة الدولية التي سنات قواعد التحكيم ‪،CNUDC‬فتنص املادة ‪ 1/33‬منها عىل أن ""‪ :‬تطبق هيئة التحكيم‬
‫عىل موضوع النزاع القانون الذي عينه األطراف‪.378‬‬

‫‪-2‬اشكاليات تطبيق هذا املبدأ ‪:‬‬


‫تربم العقود اإللكرتونية التجارية عىل العموم بني مورد للسلع أو الخدمات من جهة‪ ،‬ومستهلك من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬و يكون املستهلك هو الطرف املترضر يف الكثري من االحيان لذلك سعت القوانني لحاميته حيث أنه‬

‫‪375‬‬
‫‪Julien le claiche, La détermination de la loi et le juge compétent, disponible sur le site – www.droit-ntic.com p 06.‬‬
‫‪ 376‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكرتوين يف عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي للنرش‪ ،‬اإلسكندرية‪. 301 ،‬ص‪2008 ،‬‬
‫و ‪ -‬قباييل الطيب‪ ،‬نظام تسوية املنازعات يف إطار املركز الدويل لفض منازعات الستثامر بني الدول ورعايا الدول األخرى ‪CRDI‬‬
‫‪،‬مذكرة لنيل درجة املاجستري‪ ،‬فرع قانون األعامل‪ ،‬جامعة مولود معمري‪، 2001/2000 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪377‬‬
‫‪- VERBIEST Thibault, Commerce électronique : loi applicable et juridiction compétente, sur le site :‬‬
‫‪www.journaldunet.com. p. 03.‬‬
‫‪378‬‬
‫‪CHATILLON Stéphane, Le contrat international, 3ème édition, Vuibert, Paris, 2007, p.268.‬‬

‫‪406‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يكون غري قادر عىل رؤية املنتج يف أغلب األحيان‪ ،‬أو التأكد من طبيعة الخدمة املوقعة قبل توقيع العقد‪ ،‬عمل‬
‫التوجيه األوريب رقم ‪، EEC‬وذهب أيضا التوجيه رقم ‪ EC/ 7/97‬الخاص بحامية املستهلكني فيام يتعلق بالعقود‬
‫عن بعد ‪ ،‬ففي حالة اختيار املنتج لقانون معني ليك يحكم النزاع‪ ،‬فإن املستهلك لن يكون أمامه سوى الدفع‬
‫بعدم رشعية رشوط املنتج يف اختيار قانون ما لحكم النزاع‪ ،‬ودعم حامية املستهلك الفقرة األوىل من ملحق‬
‫التوجيه األوريب لعام ‪، 1993‬الذي اعترب إلزام املستهلك ببنود أدرج فيها رشط تعسفي‪ ،‬يجيز له املطالبة بعدم‬
‫تطبيق القانون املتفق عليه‪.‬‬

‫أكدت كذلك اتفاقية روما لعام ‪ 1980‬املتعلقة بااللتزامات التعاقدية يف املادة ‪ 2/5‬منها عىل أن قانون اإلرادة‬
‫ميكن استبعاده إذا كان من شأنه أن يحرم املستهلك من الحامية التي يوفرها قانون الدولة التي بها محل‬
‫إقامته العادية‪ ،‬وهذا ما يجعل من قانون اإلرادة كأنه مركز خطورة يف العملية التعاقدية‪.379‬‬

‫تلجأ إرادة األطراف يف بعض الحاالت إىل تجزئة العقد واختيار أكرث من قانون لحكم الرابطة العقدية‪،‬‬
‫كاالعتامد عىل قانون يقبل التوقيع اإللكرتوين ويقر بصحة املستندات املحررة عن طريق شاشات الحواسب‬
‫اآللية‪ ،‬ويثبت صفتها بأنها محررات رسمية يقبل اإلثبات بها‪ ،‬وقانون ال يقبل مبثل هذه املعامالت وال يقرر‬
‫برسميتها‪ ،‬مام يحدث تباعد بني قانونني متضاربني اختارهام األطراف للتطبيق عىل واقعة قانونية ما يجعل‬
‫من مبدا قانون االرادة غري مالئم و غري صالح للتطبيق عىل النزاعات املرتتبة عن عقود التجارة اإللكرتونية‪،‬‬
‫من دون أن ننىس ان ميدان التجارة االلكرتونية فرضت عىل املبدأ العديد من الحدود امللزمة للتطبيق عىل‬
‫مثل هذه العقود‬
‫كام أن تدخل القايض يف تحديد القانون الواجب التطبيق يف النزاع يعترب حامية للطرف الضعيف يف‬
‫العالقة‪ ،‬ما أخذ به القانون املدين الجزائري بعد التعديل األخري ‪ 10/05‬فحسب املادة ‪ 18‬التي اشرتطت وجود‬
‫صلة حقيقية بني العقد والقانون املختار ‪.‬‬
‫تقيد إرادة املتعاقدين يف اختيار القانون الذي يطبق عىل عقود التجارة اإللكرتوين ة من أجل عدم إطالق‬
‫ال حرية الكاملة لألطراف‪ ،‬فال بد أن تكون هناك رابطة حقيقية وجادة بني العقد والقانون املختار‪ ،‬فال ميكن‬
‫اختيار قانون أجنبي منعدم الصلة بالعقد‪ ،‬فيكون القانون املختار غري قانون أي من املتعاقدين وال قانون مكان‬
‫إبرام العقد أو تنفيذه ‪.‬‬

‫سمري خليفي ‪،‬حل املنازعات يف عقود التجارة اللكرتونية ‪،‬املرجع السابق صفحة ‪.32‬‬ ‫‪379‬‬

‫‪407‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حامية الطرف املترضر من عيب الغش يف القانون ‪:‬‬
‫قد يلجأ املتعاقدين اىل االتفاق عىل وضع قانون دولة ما ارادوا تطبيق قانونها و ذلك للتحايل و تحقيق‬
‫مصالح ماكان قانون دولتيهام أن يحققها لهام‪ ،‬فتلعب اإلرادة فيها دورا جوهريا يف تغيري ضابط اإلسناد‪،‬‬
‫واإلفالت من تطبيق أحكام القانون الواجب التطبيق عىل العقد ‪ .‬تحديد أثر الدفع بالغش نحو القانون يف‬
‫حالة التأكد والتيقان من توافر نية الغش‪ ،‬يعود إىل عدم االعتداد بالتغيري الذي أجراه األطراف‪ ،‬باعتبار أن‬
‫ا لقصد من التحايل هو الهروب من أحكام القانون املرتبط بالعالقة التعاقدية‪ ،‬ومن ثم يكون الجزاء بتطبيق‬
‫أحكام القانون املختص الذي سعت إرادة األطراف إىل تجنبه باتفاقهم‪.380‬‬

‫فكرة النظام العام و احرتامه الية للحامية القانونية للطرف املترضر ‪:‬‬
‫يؤكد غالبية الفقهاء عىل أهمية النظام العام كأداة الستبعاد القانون األجنبي الذي تم اختياره من األطراف‬
‫للتطبيق عىل العقد‪ ،‬إذا تعارض مضمون هذا القانون مع األسس الجوهرية يف املجتمع ‪ ،‬وتتجىل فكرة النظام‬
‫العام يف مجال التجارة اإللكرتونية من خالل النصوص التي تحظر مامرسة األنشطة غري املرشوعة يف هذا‬
‫املجال‪ ،‬وكمثال املقدم من طرف األستاذ ‪ HUET‬فيام يخص تحديد السعر يف البورصة‪ ،‬حيث يتم تنظيمه‬
‫بشكل دقيق ومينع نرشه عىل شبكة اإلنرتنت ‪.‬يجب أن يكون اختيار القانون الواجب التطبيق لدولة معينة‪ ،‬ال‬
‫ميس بأية حال النظام العام الساري يف الدولة األجنبية التي تم اختيار قانونها لحكم العالقة التعاقدية‪ ،‬وإال‬
‫فالقايض يقوم بجهل القانون املختار ليعني القانون األقرب للعالقة القانونية محل النزاع‪ ،‬ومن بني االتفاقيات‬
‫الدولية التي أخذت بهذه الفكرة نجد اتفاقية الهاي عام ‪ 1955‬التي نصت عىل استبعاد القانون املنصوص عليه‬
‫يف االتفاقية إذا كان ميس بالنظام العام ‪.381‬‬

‫‪-3‬الوساطة اللكرتونية ‪:‬‬


‫تعرف الوساطة اإللكرتونية بأنها من أهم الوسائل البديلة لحل النزاعات الناشئة عن العقود املربمة بالوسائل‬
‫اإللكرتون ةي ‪ ،‬وذلك باستعانة أطراف النزاع بوسيط يعمل عىل تقديم النصح واإلرشاد وربط االتصال بني‬
‫األطراف‪ ،‬كام يطرح بعض االحتامالت ولألطراف الحرية التامة يف قبولها دون ضغط أو إكراه لحل النزاع‬

‫‪ 380‬ونصت املادة ‪ 24‬من القانون املدين الجزائري عىل أن‪ ":‬ل يجوز تطبيق القانون األجنبي مبوجب النصوص السابقة إذا كان‬
‫مخالفا للنظام العام‪ ،‬أو اآلداب يف الج زائر‪ ،‬أو أثبت له الختصاص بواسطة الغش نحو القانون‪ ،‬فيطبق القانون الجزائري محل‬
‫القانون األجنبي املخالف للنظام العام أو اآلداب العامة"‪ ،‬راجع نص املادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 10-05‬املؤرخ يف ‪ 20‬يونيو ‪2005‬‬
‫‪381‬‬
‫‪Selon L’article 06 de la convention de la Haye de 1986 : « L’application de la loi déterminée par la présente convention‬‬
‫‪peut être écartée pour un motif d’ordre public », voir : - FROMENT Camille ,op.cit, p. 24‬‬

‫‪408‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫القائم بينهام‪ ،‬كام لألطراف مكنة العدول يف كل لحظة عن السري قدما يف هذا الطريق ليختاروا الطريق‬
‫التقليدي يف التقايض ‪ .‬يعترب الوسيط عامل محايد وتطوعي رشط موافقة األطراف العمل معه للوصول إىل‬
‫نتيجة عىس أن تكون حال وسطا للنزاع‪.382‬‬

‫ولقد عرفتها املادة ‪ 03/01‬من قانون األونيسرتال النموذجي للتوفيق التجاري الدويل بأنها‪ " :‬عملية يتم‬
‫من خاللها حل النزاع وديا‪ ،‬سواء بالوساطة أو التوفيق‪ ،‬مع محاولة الوسيط الوصول لحل ودي للنزاع العقدي‬
‫أو القانوين دون أن ميلك سلطة إجبار املتنازعني عىل قبول الحل "‪ ،‬ويتم اإلرشاف عىل العملية مراكز الوساطة‬
‫اإللكرتونية التي متنح كل الوسائل املادية والبرشية إلنجاح العملية قصد الوصول إىل حل يريض الطرفني‪،‬‬
‫وتضع تحت ترصفهم املواقع اإللكرتونية التابعة للمركز قصد حسن سري العملية ‪.383‬‬

‫‪-4‬التوفيق اللكرتوين ‪:‬‬


‫وهو يشبه تقريبا الوساطة االلكرتونية ‪،‬عرفته املادة ‪ 1/3‬من قانون األ يسنو ترال النموذجي للتوفيق‬
‫التجاري الدويل أنه‪ " :‬أي عملية سواء أشري إليها بتعبري التوفيق أو املصالحة أو الوساطة‪ ،‬وهو الطلب املقدم‬
‫من الطرفني إىل شخص أو عدة أشخاص آخرين قصد مساعدتهام يف سعيهام إىل التوصل لتسوية ودية‬
‫لنزاعهام الناشئ عن عالقة تعاقدية أو قانونية مهام كان نوعها‪ ،‬وعالقة متصلة بالعقد‪ ،‬وال يكون للموفق أية‬
‫صالحية يف فرض حل للنزاع عىل الطرفني"‪ ،‬ليبقى التوفيق أنه محاولة لتقريب وجها النظر بني الطرفني‬
‫املتنازعني قصد الوصول إىل حل يريض الطرفني ‪.384‬‬

‫‪-5‬التحكيم اللكرتوين ‪:‬‬


‫فآلية التحكيم وطاملا أصبح أسلوبا حضاريا ومتقدما لتسوية النزاعات‪ ،‬واللجوء إليه أصبح اليوم ظاهرة عاملية‬
‫نظرا ملا يتيحه من خيارات نوعية التحكيم وحتى املحكمني وكذا القانون الواجب التطبيق ‪.‬وجد املتعاملون يف‬
‫مجال التجارة اإللكرتونية غايتهم يف التحكيم التجاري اإللكرتوين ‪ ،‬والذي ال يقف عند حد تسوية املنازعات‬
‫اإللكرتونية فقط‪ ،‬بل ميكن اللجوء لتسوية املنازعات التجارية العادية‪ ،‬مثل‪ :‬عقود االستهالك‪ ،‬التأمني‪ ،‬امللكية‬

‫‪ 382‬إبراهيم أحمد سعيد زمزمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬


‫‪383‬‬
‫‪I. Verougstraete, Le Juge et La Médiation, revue de la cour suprême, numéro spécial, Mode Alternatifs de Règlement des‬‬
‫‪litiges : Médiation, conciliation et Arbitrage, le 15-16 juin 2008, Tome 2, Alger, 2008, p.54.‬‬
‫‪ 384‬قانون األونسيرتال النموذجي للتوفيق التجاري الدويل مع دليل اشرتاعه واستعامله‪ ،‬منشورات األمم املتحدة‪ ،‬بناء عىل قرار‬
‫الجمعية العامة رقم ‪، 57/562‬املؤرخ يف ‪.2000/11/19‬‬

‫‪409‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفكرية‪ ،‬مبا يحقق مزايا تتشابه مع التجارة اإللكرتونية من توفري النفقات واالنجاز الرسيع للتسوية (وتوفري‬
‫الوقت الذي له بالغ التأثري يف املعامالت التجارية‪.385‬‬

‫قانون العقوبات املعدل و املتمم بالقانون ‪ 05-04‬املؤرخ يف ‪ 2004‬املساس بأنظمة املعالجة االلية للمعطيات‬
‫و ذلك يف املواد ‪ 394‬مكرر اىل ‪ 394‬مكرر‪.7‬‬

‫أ‪-‬جرمية الدخول أو البقاء غري املرشوع ‪:‬‬


‫ان عقوبة الدخول أو البقاء داخل نظام املعالجة االلية للمعطيات ال يتطلبان حدوث نتيجة معينة كالوصول‬
‫اىل املعطيات و الربامج و التالعب بها فإذا مل ينجم عن الدخول او البقاء الغري املرشوع الغري املرصح به بهام‬
‫اعاقة او افساد للنظام املعالجة االلية او ازالة او تعديل ملعطيات التي يحتويها النظام و اما عدم صالحية النظام‬
‫الداء وظائفه هي الحبس من ثالث أشهر اىل سنة و الغرامة من ‪ 50000‬اىل ‪ 100000‬دج ‪ ،‬و اذا تم التعديل او‬
‫ازالة فانه ترتفع العقوبة اىل ضعف عقوبة الدخول فقط ‪.‬‬

‫من ثالث اشهر اىل ستة اشهر اىل من سنة اىل سنتني و الغرامة ‪100.000‬دج اىل ‪ 200000‬دج‪.‬‬
‫ب‪ -‬جرمية التالعب مبعطيات الحاسب االيل ‪:‬املادة ‪ 394‬مكرر‪ 1‬هي الحبس من ستة أشهر اىل ثالث‬
‫سنوات و غرامة ‪ 500.000‬دجاىل ‪ 2000.000‬دج‪.‬‬
‫ت‪ -‬جرمية التعامل يف معطيات غري مرشوعة املادة ‪ 394‬مكرر‪ 2‬قانون عقوبات هي الحبس من شهرين‬
‫اىل ثالث سنوات و غرامة من ‪ 1000.000‬دج اىل ‪ 5000.000‬دج‪.‬‬
‫وعقوبات تكميلية تشرتك فيها مع سائر جرائم املعطيات و تتعلق هذه الجرائم يف العقاب عىل االتفاق‬
‫الجنايئ املجسد بأعامل مادية او العقاب عىل الرشوع‪.‬‬

‫الخامتة ‪:‬‬
‫لقد نتج عىل التغيريات التي احدثتها نظم املعلومات يف مجال الجرمية عدة مشكالت فيام يخص التجارة‬
‫االلكرتونية االمر الذي أدى باملجتمع الدويل اىل وضع النقاط عىل الحروف كون أن التجارة االلكرتونية هي‬
‫اساس االقتصاد الدويل اليوم‪.‬‬

‫‪ 385‬حابت آمال‪ ،‬التحكيم عرب اإلنرتنت‪ ،‬امللتقى الدويل‪ " ،‬التحكيم التجاري الدويل بني التكريس الترشيعي واملامرسة التحكيمي‪،‬‬
‫بجاية أيام ‪ 15-14‬جوان ‪، 2006‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.255‬‬

‫‪410‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ان السياسة الجنائية هدفها الحد من الجرائم السربانية بواسطة نظام عقايب مالئم و قانون اجرايئ يوفر‬
‫الضوابط‬

‫استحدث املرشع الجزائري نصوصا قانونية خاصة بالقواعد االجرائية قصد مكافحة الجرائم املعلوماتية‬
‫سواءا يف قانون االجراءات الجزائية أو قانون الخاص بالرقابة من الجرائم املتصلة بالتكنولوجيا االعالم و‬
‫االتصال و مكافحتها‪،‬فيجب ان تكون االتفاقات الدولية تراعي خصوصية القوانني الدولية ايضا و عىل القوانني‬
‫الداخلية ايضا يجب ان تتوفر عىل رشط التطابق مع االتفاقات الدولية‬

‫وعليه من هذه الورقة البحثية نستنتج ماييل ‪:‬‬

‫▪ ان املكافحة الدولية للجرمية السربانية فيام يخص موضوع التجارة االلكرتونية قارصة جدا‬
‫▪ غياب سياسات وطنية تواجه مخاطر جرائم االنرتنت التي تستهدف التجارة االلكرتونية ‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪-1‬رضورة تخصيص غرف يف املحاكم بالجرميمة السربانية و تكوين قضاة مختصني يف االمن السرباين‬

‫‪2-‬رضورة تعزيز االمن الرقمي التجاري يف الدولة عن طريق استعامل الذكاء االصطناعي و ادخال تطبيق‬
‫الهوية الرقمية‪pass-app‬‬

‫‪-3‬رضورة تسهيل عملية التبليغ و الرسعة يف اجراء التحقيق و ذلك لطبيعة الجرمية السربانية الرسيعة‬

‫‪-4‬وجوب تحسني االدوات التقنية يف جمع االدلة يف مجال التعاون الدويل‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قامئة املراجع ‪:‬‬

‫▪ القوانني ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون النموذجي الصادر عن األمم املتحدة بشأن التجارة اإللكرتونية‪.01 ،‬لسنة ‪ .1996‬در هذا القانون يف ‪12‬‬
‫جوان ‪ 1996‬عن لجنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل‪ ،‬وتم إقراره بناء عىل التوصية الصادرة عن‬
‫الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم ‪ 662 51 -‬يف ‪ 16‬ديسمرب ‪1996‬‬
‫‪ -‬قانون التوجيه األورويب ‪7-97‬‬
‫‪ -‬قانون التجارة االلكرتونية ‪ 05-18‬املتعلق بالتجارة االلكرتونية املؤرخ يف ‪ 24‬شعبان ‪1439‬املوافق ل‪ 10‬ماي ‪2018‬‬
‫‪ -‬قانون األونسيرتال النموذجي للتوفيق التجاري الدويل مع دليل اشرتاعه واستعامله‪ ،‬منشورات األمم املتحدة‪،‬‬
‫بناء عىل قرار الجمعية العامة رقم ‪، 57/562‬املؤرخ يف ‪.2000/11/19‬‬
‫‪ -‬القانون املدين الجزائري القانون رقم ‪ 10-05‬املؤرخ يف ‪ 20‬يونيو ‪2005‬‬
‫▪ الكتب و الرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوين لتوقيع اإللكرتوين يف ضوء الترشيعات العربیة واالتفاقات الدولیة ‪،‬دار‬
‫الجامعة الجدیدة‪ ،‬اسكندریة‪2007 ،‬‬
‫‪ -‬د‪.‬امين سعد سليم ‪ ،‬التوقيع االٕلكرتوين دراسة مقارنة ‪ ،‬دار انهضة العربیة‪،‬القاهرة ‪2004 ،‬‬
‫‪ -‬يوسف أحمد أبو فارة‪ ،‬التسويق االلكرتوين‪ -‬عنارص املزيج التسويقي عرب األنرتنت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائل‬
‫للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪،2009 ،‬‬
‫‪ -‬هشام عيل صادق‪ ،‬القانون الواجب التطبيق عىل عقود التجارة الدولية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1995 ،‬‬
‫‪ -‬خليفي سمري ‪،‬حل النزاعات يف عقود التجارة االلكرتونية مذكرة ماجستري يف القانون الدويل ‪،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي‪-‬وزو‪2010/10/28‬‬
‫‪ -‬إبراهيم أحمد سعيد زمزمي‪ ،‬القانون الواجب التطبيق يف منازعات عقود التجارة االلكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫رسالة للحصول عىل درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عني الشمس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم الدراسات العليا‪ ،‬مرص‪2006 ،‬‬
‫‪ -‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكرتوين يف عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي للنرش‪ ،‬اإلسكندرية‪2008 ،‬‬
‫‪ -‬قباييل الطيب‪ ،‬نظام تسوية املنازعات يف إطار املركز الدويل لفض منازعات االستثامر بني الدول ورعايا الدول‬
‫األخرى ‪، CRDI‬مذكرة لنيل درجة املاجستري‪ ،‬فرع قانون األعامل‪ ،‬جامعة مولود معمري‪2001/2000 ،‬‬
‫‪ -‬حابت آمال‪ ،‬التحكيم عرب اإلنرتنت‪ ،‬امللتقى الدويل‪ " ،‬التحكيم التجاري الدويل بني التكريس الترشيعي‬
‫واملامرسة التحكيمي‪ ،‬بجاية أيام ‪ 15-14‬جوان ‪، 2006‬الجزء األول‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ :‫عددخاص‬
: ‫▪ املراجع باللغة الجنبية‬
-Julien le claiche, La détermination de la loi et le juge compétent, disponible sur le site –
www.droit-ntic.com.

-VERBIEST Thibault, Commerce électronique : loi applicable et juridiction compétente,


sur le site : www.journaldunet.com.

-CHATILLON Stéphane, Le contrat international, 3ème édition, Vuibert, Paris, 2007.

-Selon L’article 06 de la convention de la Haye de 1986 : « L’application de la loi


déterminée par la présente convention peut être écartée pour un motif d’ordre public », voir : -
FROMENT Camille .

-I. Verougstraete, Le Juge et La Médiation, revue de la cour suprême, numéro spécial,


Mode Alternatifs de Règlement des litiges : Médiation, conciliation et Arbitrage, le 15-16 juin
2008, Tome 2, Alger, 2008.

-Efthymios Constantinides, nfluencing the onlineconsumer’s behavior:the Web


experience, Internet Research, Volume 14 · Number 2, Emerald Group Publishing Limited,UK,
2004.

https://uncitral.un.org :‫املوقع اللكرتوين‬

413
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫استراتيجيات األمن السيبراني في حماية التجارة اإللكترونية في القانون الموريتاني‬

‫محام‪ ،‬عضو باملكتب التنفيذي مبنظمة شباب املحامني‬


‫العرب (موريتانيا)‬

‫ملخص باللغة العربية‪:‬‬


‫قدمت هذه الورقة عيل هامش املؤمتر العلمي الدويل تحت عنوان ‪ :‬األمن السيرباين يف ترشيعات الدول‬
‫العربية املنعقد يومي الجمعة و السبت ‪ 16‬و ‪ 17‬يوليو ‪ 2021‬بنادي املحامني تاركة مراكش‪ -‬باململكة املغربية تحت‬
‫عنوان ‪ :‬اسرتاتيجيات األمن السيرباين يف حامية التجارة اإللكرتونية يف القانون املوريتاين‪.‬‬

‫و هي تتحدث بشكل مفصل عن االسرتاتيجية املوريتانية ألمن السيرباين و عن قانون التجارة اإللكرتونية‬
‫املوريتاين املعروف بقانون املبادالت اإللكرتونية ‪.‬‬

‫ترجمة امللخص باللغة النجليزية ‪:‬‬


‫‪This paper was presented on the sidelines of the International Scientific‬‬
‫‪Conference under the title: Cyber Security in the Legislation of Arab‬‬
‫‪Countries, held on Friday and Saturday 16 and 17 July 2021 at the Lawyers‬‬
‫‪Club, leaving Marrakesh - Kingdom of Morocco under the title:‬‬
‫‪Cybersecurity Strategies in the Protection of E-Commerce in Mauritanian‬‬
‫‪Law.‬‬
‫‪It talks in detail about the Mauritanian cyber security strategy and the‬‬
‫‪Mauritanian e-commerce law known as the electronic exchanges law.‬‬

‫‪414‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املقدمة‬
‫تعد اسرتاتيجية األمن السيرباين عنرصا مهام يف اسرتاتيجيات األمن الوطني و االجتامعي و االقتصادي‬
‫ألي بلد ‪ .‬إن التهديدات السيربانية ذات طابع عاملي ‪ ،‬و لذلك فإن ضامن األمن السيرباين له أهمية كبرية عيل‬
‫‪386‬‬
‫املستويني الوطني و الدويل ‪.‬‬
‫و قد أصبحت االسرتاتيجيات الوطنية لألمن السيرباين أكرث أهمية بالنسبة ألي بلد ‪ .‬و يف هذا اإلطار‬
‫يالحظ أن دول العامل تسري ببطء يف عملية تطوير و تنفيذ اسرتاتيجياتها لألمن السيرباين عيل الرغم من‬
‫التهديدات ألمنها و منها موريتانيا‪ .‬و هذا ما أدركته الدولة املوريتانية حيث كانت سابقة يف ذلك حيث وضعت‬
‫اسرتاتيجية ألمن السيرباين وسنتحدث عنها بالتفصيل من خالل هذه الورقة املتواضعة ‪ 387.‬كام أننا سنسلط‬
‫‪388‬‬
‫الضوء عيل قانون حامية التجارة اإللكرتونية املوريتاين املعروف بقانون املبادالت اإللكرتونية‪.‬‬

‫أهداف الدارسة‬
‫حيث أن الهدف من هذه الورقة تقديم دارسة مفصلة تسلط الضوء عيل االسرتاتيجية املوريتانية ألمن‬
‫السيرباين يف حامية التجارة االلكرتونية يف القانون املوريتاين و ذلك من خالل أهدافها ووسائل تحقيقها و‬
‫هل سيمكن ذلك موريتانيا من حامية أمنها السيرباين ؟‪.‬‬
‫أهمية الدارسة‬
‫تكمن أهمية هذه الورقة يف تزايد االهتامم الوطني و الدويل ألمن السيرباين و محورية التجارة االلكرتونية‬
‫التي أصبحت مهمة جدا و خاصة بعد ظهور و باء كورونا الذي توقفت بسببه املبادالت التجارية التقليدية ‪.‬‬

‫إشكالية الدارسة‬
‫أن اإلشكالية املطروحة من خالل الورقة هي ‪ :‬هل استطاعت املنظومة القانونية املوريتانية مواكبة‬
‫التحوالت و التغريات العاملية و التي أصبح محورها األسايس األمن السيرباين ؟‪.‬‬

‫‪ -1‬اسرتاتيجية المن السيرباين ‪ :‬دارسة حالة املغرب إعداد ‪ :‬د‪ .‬عبد الواحد البيديري – دكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبد الله‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب – باحث يف العالقات الدولية والعلوم السياسية‪ -‬مجلة الدراسات السرتاتيجية والعسكرية ‪:‬‬
‫العدد الحادي عرش يونيو – حزيران ‪2021 ,‬املجلد ‪ 3‬وهي مجلة ثالثية دولية محكّمة تصدر من أملانيا – برلني عن “املركز‬
‫الدميقراطي العريب”‬
‫‪ -‬األجندة الرقمية العربية و السرتاتيجية العربية لتكنولوجيا املعلومات و التصالت‪ -‬املرشوع املشرتك للتعاون الفني بني‬ ‫‪387‬‬

‫اإلسكوا وجامعة الدول العربية‪2017-‬‬


‫‪ - 388‬القانون رقم ‪ 2018 /022 :‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 2018‬املتضمن املبادلت اإللكرتونية‬

‫‪415‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم سنقوم بتقسيم هذه الورقة من خالل العناوين التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬املبحث األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي و املؤسيس و القانوين لالسرتاتيجية املوريتانية ألمن السيرباين‬
‫‪ -‬املبحث الثاين ‪ :‬قانون املبادالت االلكرتونية املوريتاين‬

‫‪ -‬الخامتة‬

‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي و املؤسيس و القانوين لالسرتاتيجية املوريتانية ألمن السيرباين‬
‫سنتطرق من خالل املبحث هذا املبحث إلطار التنظيمي و املؤسيس و القانوين لالسرتاتيجية املوريتانية‬
‫ألمن السيرباين و ذلك من خالل مطلبني هام ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي و املؤسيس و املطلب الثاين ‪ :‬اإلطار القانوين‬
‫املطلب األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي و املؤسيس‬
‫حيث انه يعرف األمن السيرباين بأنه عملية حامية األنظمة والشبكات و الربامج ضد الهجامت الرقمية‬
‫تهدف هذه الهجامت السيربانية عادة إىل الوصول إىل املعلومات الحساسة أو تغريها أو تدمريها بغرض‬
‫‪389‬‬
‫االستيالء عيل املال من املستخدمني أو مقاطعة عمليات األعامل العادية ‪.‬‬

‫ميثل تنفيذ األمن السيرباين تحديا كبريا اليوم نظرا لوجود عدد أجهزة يفوق أعداد األشخاص كام أصبح‬
‫املهاجمون أكرث ابتكار‪.‬‬
‫و يعترب األمن السيرباين تحديا كبريا بالنسبة للعامل وموريتانيا ليست مبنأى عن مواجهة تحدياته‪ .‬و عيا‬
‫منها بأهمية األمن السيرباين يف البلد و الحاجة إىل تأمني الفضاء الرقمي قررت الحكومة املوريتانية وضع‬
‫‪390‬‬
‫اسرتاتيجية أمنية إلكرتونية ‪.‬‬

‫كام وضعت خطة عمل وطنية لتحقيق أهداف هذه االسرتاتيجية و أنشئت وزارة للتحول الرقمي و االبتكار‬
‫و عرصنة اإلدارة‪ .‬و قد قامت الدولة املوريتانية بوضع اسرتاتيجية ألمن السيرباين وقد تم تحديدها ضمن خمسة‬
‫مجاالت عمل سرتكز فيها جهود الدولة و مختلف الجهات املعنية عىل تجسيد هذه التوجيهات االسرتاتيجية‬
‫حتى العام ‪.2022‬‬

‫‪389‬‬
‫‪ -https://www.cisco.com/c/ar_ae/products/security/what-is-cybersecurity.htm‬موقع‬
‫‪390‬‬
‫‪ -‬األجندة الرقمية العربية و السرتاتيجية العربية لتكنولوجيا املعلومات و التصالت‪ -‬املرشوع املشرتك للتعاون الفني بني‬
‫اإلسكوا وجامعة الدول العربية‪2017-‬‬

‫‪416‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫و تغطي هذه االسرتاتيجية هذه املحاور ‪:‬‬
‫‪ -1‬حامية أنظمة املعلومات الوطنية والحكومية‬
‫‪ -2‬حامية البنى التحية الحيوية‬
‫‪ -3‬تطوير املهارات و الوعي‬
‫‪ -4‬تطوير اإلطار القانوين و التنظيمي‬
‫‪ -5‬تطوير الرشاكة بني القطاعني العام والخاص حول األمن السيرباين و التعاون الدويل‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اإلطار القانوين‬


‫لقد وضعت الدولة املوريتانية ترسانة قانونية متكاملة ألمن السيرباين متثلت يف املنظومات القانونية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 2016 /006 :‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2016‬املتضمن القانون التوجيهي ملجتمع املعلومات‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 2016 /007 :‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2016‬املتضمن الجرمية السيربانية‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 2017 / 020 :‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬يوليو ‪ 2017‬املتضمن حامية البيانات ذات الطابع الشخيص‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 2018 /022 :‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 2018‬املتضمن املبادالت اإللكرتونية‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 2013 /025 :‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪ 2013‬املتضمن قانون االتصاالت اإللكرتونية‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 2020 /015 :‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ 2020‬املتضمن قانون مكافحة التالعب باملعلومات‬
‫‪ - -7‬القانون رقم ‪ 2021 / 014 :‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يوليو ‪ 2021‬املتعلق بخدمات وسائل الدفع اإللكرتوين‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬قانون املبادلت اإللكرتونية املوريتاين‬


‫لقد اصدرت الدولة املوريتانية القانون املتضمن املبادالت االلكرتونية و هو يتعلق بحامية التجارة‬
‫‪391‬‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬

‫و قد عرف التجارة اإللكرتونية بأنها نشاط اقتصادي بواسطته يقرتح شخص طبيعي أو معنوي و ‪ /‬أو يؤمن‬
‫عن بعد و بوسيلة إلكرتونية توريد سلع و ‪ /‬أو توفري خدمات و يتكون القانون املذكور من مائة و ثالثة مواد‬
‫(‪ )103‬و تسعة فصول (‪ )9‬و هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أحكام عامة‬

‫‪ - 391‬القانون رقم ‪ 2018 /022 :‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 2018‬املتضمن املبادلت اإللكرتونية‬

‫‪417‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -2‬املكتوب يف شكل إلكرتوين‬
‫‪ -3‬مسؤولية موردي خدمات النفاذ و استضافة املواقع و البيانات‬
‫‪ -4‬مسؤولية نارشي خدمات اتصال للجمهور عيل االنرتنت‬
‫‪ -5‬التجارة اإللكرتونية‬
‫‪ -6‬اإلشهار بطريقة إلكرتونية‬
‫‪ -7‬العقد بطريقة إلكرتونية‬
‫‪ -8‬تأمني املبادالت اإللكرتونية‬
‫‪ -9‬أحكام نهائية‬

‫و حيث أن املادة ‪ 2‬منه نصت عيل انه ينظم املبادالت اإللكرتونية و الخدمات من خالل الوسائل‬
‫اإللكرتونية يف الجمهورية اإلسالمية املوريتانية و يطبق خصوصا عيل ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخدمات بالطريقة اإللكرتونية التي تؤدي إىل إبرام عقود القتناء سلعة أو تقديم خدمة أو توفر معلومات‬
‫أو اشهارات أو أدوات متكن من البحث عن البيانات أو النفاذ إليها أو اسرتجاعها أو تلك التي تتمثل يف إرسال‬
‫البيانات بواسطة شبكة اتصال إلكرتوين أو توفري نفاذ إىل أي شبكة أو ضامن تخزين البيانات و لو كانت تلك‬
‫الخدمات غري معوضة من قبل الذين يستلمونها‪.‬‬

‫ب‪ -‬إزالة الطابع املادي لإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬


‫و حيث أن املجاالت التي ال تدخل يف ميدان تطبيقه نصت عليها املادة ‪ 3‬منه و هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنشطة التمثيل و املساعدة أمام العدالة‬
‫ب‪ -‬األنشطة التي ميارسها املوثقون طبقا للنصوص املعمول بها‬
‫و حيث أننا سنتطرق للقانون املذكور من خالل مطلبني هام ‪:‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬أحكام عامة و الشكل اللكرتوين و مسؤولية موردي الخدمات و نارشي الخدمات‬
‫أ‪ -‬أحكام عامة و املكتوب يف الشكل اإللكرتوين‬
‫حيث أن فصل األحكام العامة لقانون املبادالت االلكرتونية هو الفصل األول ومنظم باملواد من ‪ 1‬إىل ‪ 3‬و‬
‫يتكون من قسمني هام ‪:‬‬

‫‪ -1-‬التعريفات ‪ -2-‬هدف و مجال تطبيقه ‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أما الفصل املتعلق باملكتوب يف شكل إلكرتوين فمنظم من املواد ‪ 4‬إيل ‪ 24‬ويتكون من قسمني هام ‪:‬‬

‫‪ -1 -‬الشكل بالطريقة اإللكرتونية ‪ -2 -‬اإلدارة اإللكرتونية ‪.‬‬

‫و قد نصت املادة ‪ 4‬منه عيل انه ‪:‬‬

‫ما مل تنص أحكام ترشيعية عيل خالف ذلك ال ميكن إجبار أي شخص عيل تقديم عقد قانوين عن‬
‫طريق إلكرتوين ‪ .‬تكون املوافقة عيل إرسال أو استقبال اتصاالت بالطريق االلكرتوين رصيحة يف غياب ذلك‬
‫‪ ،‬ميكن استنتاج موافقة الشخص من خالل سلوكه الظريف‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 5‬عيل أنه ‪:‬‬

‫إذا كانت هناك أحكام قانونية أو تنظيمية تنص عيل وجوب شكل خاص لوضع عقد قانوين خاص إلغراض‬
‫الصالحية أو اإلثبات أو اإلشهار أو الحامية أو اإلعالم ‪ ،‬فإن ذلك الرشط ميكن استيفاؤه بالطريق اإللكرتوين‬
‫حسب الفرضيات و الرشوط املنصوص عليها يف – النظائر الوظيفية – املوجودة يف األحكام التالية من هذا‬
‫القسم‪ .‬وحيث أن املادة ‪ 6‬نصت عيل االستثناء من خالل ما ييل ‪:‬‬

‫تستثنى من أحكام املادة السابقة من هذا القانون ‪:‬‬


‫أ‪ -‬العقود العرفية املتعلق بقانون األرسة و املرياث‬
‫ب‪ -‬العقود العرفية املتعلقة بالضامنات الشخصية أو العينية ذات الطابع املدين أو التجاري ‪ ،‬إال إذا كانت‬
‫مربمة من قبل شخص ألغراض مهنته ‪.‬‬
‫ج‪ -‬العقود التي تنشئ أو تحول حقوقا عينية عىل ممتلكات ثابتة ‪.‬‬
‫د‪ -‬العقود القانونية التي يطلب القانون مبوجبها تدخل املحاكم ‪.‬‬
‫ه‪ -‬اإلجراءات القضائية‪.‬‬

‫إذا كانت هناك أحكام قانونية أو تنظيمية تنص عيل وجوب شكل خاص لوضع عقد قانوين خاص إلغراض‬
‫الصالحية أو اإلثبات أو اإلشهار أو الحامية أو اإلعالم ‪ ،‬فإن ذلك الرشط ميكن استيفاؤه بالطريق اإللكرتوين‬
‫حسب الفرضيات و الرشوط املنصوص عليها يف – النظائر الوظيفية – املوجودة يف األحكام التالية من هذا‬
‫القسم‪ .‬أما املادة ‪ 7‬من قانون املبادالت اإللكرتونية فقد نصت عيل انه ‪:‬‬

‫‪419‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ينتج املكتوب عيل سلسلة من الحروف أو عالمات أو األرقام أو أية إشارات أو رموز ذات معنى مفهوم ‪،‬‬
‫مهام كانت دعامتها أو طرق إرسالها‪.‬‬

‫أما اإلدارة اإللكرتونية فقد نصت املادة ‪ 16‬عيل انه ‪ :‬يقبل املكتوب اإللكرتوين يف جميع مبادالت‬
‫املعلومات أو الوثائق أو العقود اإلدارية و ميكن القيام بإرساله بطريقة إلكرتونية ‪ .‬ولهذا الغرض تقوم كل إدارة‬
‫بتبليغ العناوين اإللكرتونية التي متكن من االتصال بها ‪ .‬و عالوة عىل ذلك ‪ ،‬فإن أي شخص طبيعي أو معنوي‬
‫يرغب يف االتصال به من قبل اإلدارة بواسطة الربيد اإللكرتوين ‪ ،‬يبلغنا العناوين الرضورية لذلك و يسهر عيل‬
‫املراجعة املنتظمة لربيده اإللكرتوين ‪ ،‬و يشعر اإلدارة بكل تغيري يف العناوين‪.‬‬

‫ب‪ -‬مسؤولية موردي خدمات النفاذ و استضافة املواقع و البيانات و مسؤولية نارشي خدمات اتصال‬
‫للجمهور عيل اإلنرتنت‬

‫لقد نظم قانون املبادالت اإللكرتونية مسؤولية موردي خدمات النفاذ و استضافة املواقع و البيانات ومسؤولية‬
‫نارشي خدمات اتصال للجمهور عيل اإلنرتنت من املواد ‪ 25‬إىل ‪ . 39‬يتكون الفصل املتعلق مبسؤولية موردي‬
‫خدمات النفاذ و استضافة املواقع و البيانات من ثالثة أقسام و هي‪:‬‬

‫‪ -1-‬مسؤولية و التزامات موردي خدمات النفاذ املشعلون يف مجال االتصاالت اإللكرتونية ‪.‬‬

‫‪ -2-‬مسؤولية و التزامات املضفني ‪ -3-‬املسؤولية و االلتزامات املطبقة عيل جميع موردي الخدمات ‪.‬‬

‫أما الفصل املتعلق مبسؤولية نارشي خدمات اتصال للجمهور عيل اإلنرتنت فقد نظمته املواد من ‪ 37‬إىل‬
‫‪ 39‬من قانون املبادالت اإللكرتونية‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬التجارة اإللكرتونية واإلشهار و العقد بطرق إلكرتونية و تأمني املبادلت اإللكرتونية‬

‫الفصول املتعلقة بالتجارة اإللكرتونية واإلشهار و العقد بطرق إلكرتونية و تأمني املبادالت اإللكرتونية‬
‫منظمة من املادة ‪ 40‬إىل ‪ 101‬بقانون املبادالت اإللكرتونية سنقوم بالتطرق له من خالل ما ييل ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التجارة اإللكرتونية واإلشهار بطريقة إلكرتونية‬


‫حيث أن الفصل املتعلق بالتجارة اإللكرتونية من ثالثة أقسام و هي ‪:‬‬

‫‪ -1-‬مجال التطبيق – ‪ -2‬مدى حرية التجارة اإللكرتونية ‪ –3-‬مبدأ الشفافية ‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫و لقد نصت املادة ‪ 40‬من قانون املبادالت اإللكرتونية عيل أن ‪:‬‬

‫تطبق أحكام هذا القسم عيل التجارة اإللكرتونية كام هى محددة يف النقطة ‪ 3‬من املادة األوىل من هذا‬
‫القانون و التي متارس فوق الجمهورية اإلسالمية املوريتانية‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 41‬عيل انه ‪:‬‬


‫ميارس نشاط التجارة اإللكرتونية بحرية فوق الرتاب الوطني باستثناء املجاالت املذكورة يف املادة ‪ 3‬من‬
‫هذا القانون ‪ .‬تخضع األنشطة التي تدخل ضمن التجارة اإللكرتونية لقانون الدولة التي يقيم فيها الشخص‬
‫الذي ميارسها ‪ ،‬مع مراعاة الرغبة املشرتكة لهذا الشخص و كذا الشخص امللتقى للسلع و الخدمات‪.‬‬

‫أما يف ما يخص تعريف اإلشهار بطريقة إلكرتونية فقد نصت عليه املادة ‪ 46‬عيل أنه ‪:‬‬

‫كل إشهار ‪ ،‬مهام كان شكله ‪ ،‬ميكن النفاذ إليه بواسطة خدمة اتصال للجمهور عيل اإلنرتنت ‪ ،‬يجب أن‬
‫ميكن من التعرف عليه بشكل واضح بأنه كذلك و يجب أن ميكن بوضوح من معرفة الشخص الطبيعي أو‬
‫املعنوي الذي تم إنجازه لحسابه ‪ .‬يجب أن متكن أشكال اإلشهار ‪ ،‬وخاصة العروض الرتويجية املوجهة بواسطة‬
‫الربيد اإللكرتوين أو بأية طريقة تقنية أخرى ‪ ،‬من التعرف عليها بشكل واضح و بدون التباس حول موضوع‬
‫الرسالة فور استالمها من قبل املرسل إليه ‪ ،‬أو يف حالة االستحالة التقنية ‪ ،‬يف مضمون الرسالة ‪ .‬تفرس أحكام‬
‫هذه املادة دون املساس بالقوانني و النظم املعمول بها التي تعاقب املامرسات التجارية الخادعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬العقد بطريقة إلكرتونية وتأمني املبادلت اإللكرتونية‬


‫لقد نظم قانون املبادالت اإللكرتونية من املواد ‪ 52‬إىل ‪ 75‬العقد بطريقة إلكرتونية وتأمني املبادالت‬
‫اإللكرتونية‪ .‬و يتكون الفصل املتعلق بالعقد بطريقة إلكرتونية من خمسة أقسام وهي ‪:‬‬

‫‪ -1-‬املبدأ – تبادل املعلومات يف العقود بالطريقة اإللكرتونية ‪ –2-‬إبرام العقود بالطريقة اإللكرتونية –‪ -3‬حق‬
‫الرتاجع ‪ –4-‬تنفيذ العقود املربمة بالطريقة اإللكرتونية‪.‬‬

‫حيث نصت املادة ‪ 52‬عيل انه ‪:‬‬


‫يقبل العقد املربم بطريقة إلكرتونية مثل العقد املخطوط عيل ورق إال أن العقد اإللكرتوين ال ميكن أن‬
‫يخص مبادالت تتعلق ب‪:‬‬

‫‪421‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشاء أو تحويل املمتلكات الثابتة باستثناء اإليجار‬
‫‪ -2‬أي مجال أخر ينص القانون عيل صيغة تعاقدية خاصة له‬
‫‪ -3‬األنشطة املستبعدة يف املادة ‪ 3‬من هذا القانون‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 53‬من قانون املبادالت اإللكرتونية املتعلقة بتبادل املعلومات يف العقود بالطريقة‬
‫اإللكرتونية عيل ما ييل ‪:‬‬
‫إن املعلومات املطلوبة من أجل إبرام عقد أو تلك املوجهة خالل تنفيذه ميكن إرسالها بواسطة الربيد‬
‫اإللكرتوين إذا كان مستقبلها قد قبل استخدام تلك الوسيلة ‪ .‬إن املعلومات املوجهة ملهني ميكن إرسالها إليه‬
‫بواسطة الربيد اإللكرتوين مادام قد أبلغ عنوانه اإللكرتوين املهني ‪.‬‬

‫إذا كان يجب وضع هذه املعلومات يف شكلية ‪ ،‬فإن هذه الشكلية توضع ـ بطريقة إلكرتونية ‪ ،‬تحت ترصف‬
‫الشخص الذي تجب عليه تعبئتها‪ .‬و قد نصت املادة ‪ 56‬عيل إبرام العقود بالطريقة اإللكرتونية حيث نصت عيل‬
‫انه ‪:‬‬
‫ال يحتج بالرشوط التعاقدية ملورد السلع أو الخدمات عيل رشيكه يف التعاقد إال إذا كان هذا األخري قد‬
‫توفر عيل إمكانية االطالع عليها قبل إبرام العقد و كان قبوله رصيحا و تبلغ له كتابيا بطريقة متكنه من حفظها‬
‫و استنساخها‪.‬‬

‫كام بينت املادة ‪ 57‬إبرام العقد عيل انه ‪:‬‬


‫ليك يكون العقد مربما بشكل صحيح ‪ ،‬يجب أن يتوفر مستقبل العرض عيل إمكانية التأكد من تفاصيله‬
‫طلبيته و سعرها اإلجاميل و كذلك إمكانية فرض تصحيح األخطاء املحتملة ‪ ،‬قبل تأكيد الطلبية للتعبري عن عن‬
‫قبوله ‪.‬يجب عىل صاحب العرض تقديم إفادة باالستالم دون تأخري غري مربر و بالطريقة اإللكرتونية ‪ ،‬للطلبية‬
‫التي أرسلت إليه بهذه الطريقة ‪ .‬و تشمل إفادة االستالم هذه املعلومات ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الهوية و العنوان الجغرايف ملورد السلع أو الخدمات ‪.‬‬


‫ب‪ -‬املواصفات األساسية للسلعة أو الخدمة املطلوبة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬سعر السلعة أو الخدمة مبا فيه جميع الرسوم ‪.‬‬
‫د‪ -‬و عند االقتضاء مصاريف التسليم‬
‫ه‪ -‬طرق التسديد أو التسليم أو التنفيذ ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫و‪ -‬عند االقتضاء رشوط و طرق مامرسة حق الرتاجع ‪.‬‬
‫ز‪ -‬املعلومات التي متكن مستقبل السلعة أو الخدمة من تقديم مطالباته وخاصة رقم هاتف و عنوان‬
‫إلكرتوين و عنوان جغرايف‪.‬‬
‫ح – املعلومات املتعلقة بالضامنات بخدمة ما بعد البيع التجارية املوجودة ‪.‬‬
‫ط – رشوط فسخ العقد إذا كانت مدته غري محدودة أو تتجاوز سنة ‪.‬‬

‫تعترب الطلبية و تأكيد قبول العرض و إفادة االستالم قد استلمت عندما تستطيع األطراف املرسلة إليهم‬
‫النفاذ إليها ‪ .‬تقدم املعلومات املوجودة يف إفادة االستالم بطريقة متكن من حفظها و استنساخها‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 58‬من قانون املبادالت اإللكرتونية عيل انه يتم الخروج عىل أحكام املادة السابقة عندما يتم‬
‫إبرام العقد حرصيا بالطريقة اإللكرتونية من خالل استخدام الهاتف الجوال و يف هذه الحالة ال تشمل إفادة‬
‫االستالم إال البيانات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬هوية املرسل إليه‬


‫ب‪ -‬وصف السلعة أو الخدمة املطلوبة‬
‫ج‪ -‬السعر اإلجاميل للسلعة أو الخدمة ‪ ،‬مبا فيه جميع الرسوم و األعباء و تكاليف التسليم و العموالت و‬
‫النفقات املتعلقة به ‪.‬‬
‫د‪ -‬وجود أو غياب حق الرتاجع ‪.‬‬
‫ه‪ -‬العناوين التي متكن مستلم الخدمة أو السلعة من الحصول عىل مزيد من املعلومات و خاصة تلك املبينة‬
‫يف املادة السابقة ‪.‬‬

‫ونصت ايضا املادة ‪ 59‬عيل انه يجب عيل البائع ‪ ،‬قبل إبرام العقد متكني املستهلك من التلخيص النهايئ‬
‫ملجموع خياراته و تأكيد الطلبية أو تعديلها حسب إرادته و مراجعة اإلفادة اإللكرتونية املتعلقة بتوقيعه ‪.‬‬

‫أما حق الرتاجع فقد نصت عليه املادة ‪ 63‬حيث نصت عيل انه و من دون املساس بأحكام قانون االلتزامات‬
‫و العقود وكافة األحكام األخرى املعمول بها ‪ ،‬يستطيع أن يرتاجع خالل أجل مدته عرشة (‪ )10‬أيام عمل تبدأ‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبارا من تاريخ استالمها بالنسبة للمنتجات ‪.‬‬


‫‪ -‬اعتبارا من تاريخ إبرام العقد بالنسبة للخدمات ‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يتم إبالغ الرتاجع بواسطة أي وسيلة منصوص عليها مسبقا يف العقد و يف هذه الحالة ‪ ،‬يلزم البائع بتعويض‬
‫املبلغ الذي دفعه املستهلك خالل عرشة (‪ )10‬أيام عمل اعتبارا من تاريخ إرجاع املنتج أو الرتاجع عن الخدمة و‬
‫يتحمل املستهلك مصاريف إعادة املنتج ‪.‬‬

‫و يف ما يتعلق بتنفيذ العقود املربمة بالطريقة اإللكرتونية نصت املادة ‪ 69‬من قانون املبادالت اإللكرتونية‬
‫يحظر عيل البائع تسليم منتج غري مطلوب من قبل املستهلك إذا كان مرفقا بطلب التسديد ‪.‬يف حالة تسليم‬
‫منتج غري مطلوب من قبل املستهلك ‪ ،‬ال ميكن أن يطالب هذا األخري بدفع سعره أو تكلفة تسليمه ‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 70‬بغض النظر عن تعويض الرضر لفائدة املستهلك ‪ ،‬يستطيع هذا األخري إعادة املنتج‬
‫بحالته إذا كان غري مطابق للطلبية أو إذا كان البائع مل يحرتم آجال التسليم ‪.‬‬

‫أما الفصل الثامن املعنون بتأمني املبادالت اإللكرتونية فيتكون من أربعة أقسام هي ‪:‬‬

‫‪ -1-‬الدليل اإللكرتوين ‪ –2-‬التوقيع اإللكرتوين ‪ –3-‬اإلفادة اإللكرتونية ‪ –4-‬مقدمي خدمات التصديق‬


‫اإللكرتوين ‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 76‬منه عيل انه يثبت الدليل الكتايب أو الدليل الحريف طبقا ألحكام املادة ‪ 7‬من هذا القانون‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 77‬عيل انه يقبل املكتوب بالطريقة اإللكرتونية دليال بنفس درجة املكتوب عىل دعامة‬
‫ورقية و ميتلك نفس القوة املثبتة ‪ ،‬رشيطة متكينه من التعرف القانوين عىل الشخص الصادر عنه ‪ ،‬و أن يكون‬
‫تم إعداده و حفظه ضمن الرشوط الكفيلة بضامن سالمته ‪.‬‬

‫و نصت املادة ‪ 82‬عيل انه ال ميكن إجبار أحد عيل التوقيع الكرتونيا و مع ذلك ميكن أن يكون عقود‬
‫السلطات اإلدارية موضوع توقيع إلكرتوين حسب الرشوط املنصوص عليها يف الرتتيبات التنظيمية ‪.‬‬

‫و نصت املادة ‪ 83‬بانه يعرف التوقيع الرضوري الكتامل عقد قانوين صاحب التوقيع ‪ .‬و يربز موافقة األطراف‬
‫عىل االلتزامات الناتجة عنه ‪ .‬و عندما يتم و ضعه من قبل مأمور عمومي فإنه يضفي عيل العقد الطابع الرسمي‪.‬‬

‫إذا كان التوقيع إلكرتونيا‪ ،‬فإنه يتمثل يف استخدام طريقة ذات مصداقية للتعريف تضمن عالقته بالعقد‬
‫الذي يرتبط به ‪ .‬تفرتض مصداقية هذه الطريقة ‪ ،‬حتي يثبت العكس ‪ ،‬عندما يتم إنشاء التوقيع اإللكرتوين ‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ميكن إعداد العقد الرسمي عيل دعامة إلكرتونية إذا كان معدا و محفوظا حسب الرشوط املحددة بالطرق‬
‫التنظيمية ‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 84‬عيل انه دون املساس باألحكام املعمول بها ‪ ،‬فإن التوقيع اإللكرتوين املؤمن املنشأ‬
‫بواسطة نظام إلنشاء التوقيع اآلمن و الذي يستطيع املوقع حفظه تحت رقابته الحرصية و الذي يعتمد تدقيقه‬
‫عيل إفادة مؤهلة يقبل كتوقيع مثل التوقيع اليدوي ‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 88‬عيل اإلفادة اإللكرتونية عيل انه ال ميكن اعتبار اإلفادة اإللكرتونية مؤهلة إال كانت صادرة‬
‫عن مقدم خدمات تصديق مؤهل و إذا كانت تشمل البيانات الواردة يف املادة التالية من هذا القانون‪.‬يعترب‬
‫مؤهال مقدم التصديق خدمة التصديق الذي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ميتثل ألحكام املادة ‪ 92‬من هذا القانون‬


‫ب‪ -‬يكون موضوع اعتامد ‪ ،‬حسب الرشوط التنظيمية ‪.‬‬
‫املادة ‪ 89‬نصت عيل انه تشمل اإلفادة اإللكرتونية املؤهلة البيانات التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬بيانا يشري إىل أن هذه اإلفادة تم تسليمها بصفتها إفادة إلكرتونية مؤهلة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬هوية مقدم خدمات التصديق اإللكرتوين و كذا الدولة التي يقيم فيها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اسم املوقع و عند االقتضاء صفته ‪.‬‬
‫د‪ -‬بيانات تدقيق التوقيع اإللكرتوين املطابقة لبيانات إنشائه ‪.‬‬
‫ه‪ -‬تحديد بداية و نهاية فرتة صالحية اإلفادة اإللكرتونية و كذا رمز تعريفها ‪.‬‬
‫و‪ -‬التوقيع اإللكرتوين املؤمن ملقدم خدمات التصديق الذي سلم اإلفادة اإللكرتونية ‪.‬‬
‫ز‪ -‬رشوط استخدام اإلفادة اإللكرتونية ‪ ،‬و خاصة املبلغ األقىص للمبادالت التي ميكن استخدام هذه‬
‫اإلفادة لها ‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 92‬من قانون املبادالت اإللكرتونية عيل أنه ‪:‬‬

‫يستويف مقدم خدمات التصديق اإللكرتوين الرشوط التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إثبات مصداقية خدمات التصديق اإللكرتوين التي يوردها ‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ب‪ -‬ضامن تسيري سجل اإلفادات اإللكرتونية رسيع و مؤمن لفائدة األشخاص الذين يطلبون ذلك و الذين‬
‫تسلم لهم إفادة إلكرتونية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ضامن سري عمل خدمة ميكن النفاذ إليها يف أي وقت و متكن الشخص الذي سلمت له اإلفادة‬
‫اإللكرتونية من أن يلغي هذه اإلفادة بدون تأخري و بشكل مؤكد ‪.‬‬

‫د‪ -‬السهر عيل أن يكون تاريخ و ساعة تسليم و إلغاء اإلفادة اإللكرتونية مبني بشكل واضح‬

‫ه‪ -‬تطبيق إجراءات السالمة املناسبة و استخدام النظم و املنتجات التي تضمن األمن التقني و التشفريي‬
‫للوظائف التي يقدمونها ‪.‬‬

‫و‪ -‬اتخاذ أي إجراء كفيل بتفادي تزوير اإلفادات اإللكرتونية‪.‬‬

‫ز‪ -‬ضامن رسية بيانات إنشاء التوقيع اإللكرتوين خالل عملية إنشاء تلك البيانات واالمتناع عن حفظ أو‬
‫استنساخ تلك البيانات يف الحالة التي يقدمها للموقع ‪.‬‬

‫ح – السهر يف حالة القيام معا بتوفري بيانات إنشاء و بيانات تدقيق التوقيع اإللكرتوين عيل أن تكون‬
‫بيانات اإلنشاء مطابقة لبيانات التدقيق‪.‬‬

‫ط‪ -‬الحفظ بطريقة إلكرتونية ‪ ،‬لكامل املعلومات املتعلقة باإلفادة اإللكرتونية والتي قد تكون رضورية‬
‫إلثبات التصديق اإللكرتوين أمام القضاء ‪.‬‬

‫ي‪ -‬استخدام نظم لحفظ اإلفادات اإللكرتونية تضمن أن ‪:‬‬

‫‪ -1‬يخصص إدخال و تعديل البيانات فقط لألشخاص املرخص لهم لذلك الغرض من قبل مقدم الخدمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال ميكن أن يتم نفاذ الجمهور إىل إفادة إلكرتونية بدون املوافقة املسبقة لصاحب اإلفادة‬

‫‪ -3‬ميكن اكتشاف أي تعديل من شأنه اإلخالل بأمن النظام‪.‬‬

‫ك‪ -‬تدقيق هوية الشخص الذي سلمت له إفادة إلكرتونية من خالل مطالبته بتقديم وثيقة هوية رسمية ‪،‬‬
‫من جهة و الصفة التي يدعيها هذا الشخص من جهة أخرى ‪ ،‬و حفظ مواصفات و مراجع الوثائق املقدمة إلثبات‬
‫تلك الهوية و تلك الصفة ‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ل‪ -‬التأكد عند تسليم اإلفادة اإللكرتونية بأن املعلومات التي تحتوي عليها صحيحة و أن املوقع املعرف‬
‫فيها ميتلك بيانات إنشاء التوقيع اإللكرتوين املطابقة لبيانات تدقيق التوقيع اإللكرتوين املوجود يف اإلفادة‬

‫م‪ -‬التقديم كتابيا للشخص الذي يطلب إصدار إفادة ‪ ،‬قبل إبرام عقد خدمات التصديق اإللكرتوين بلغة‬
‫سهلة الفهم ‪ ،‬املعلومات املتعلقة بإجراءات و رشوط استخدام اإلفادة و تلك املتعلقة بإجراءات االعرتاض و‬
‫تسوية النزاعات ‪.‬‬

‫ن‪ -‬توفري املعلومات املنصوص عليها يف النقطة السابقة لألشخاص الذين يعتمدون عىل إفادة إلكرتونية ‪.‬‬

‫حيث انه و باختصار شديد تم التطرق لقانون املبادالت اإللكرتونية املوريتاين‪.‬‬

‫الخامتة‬

‫يتضح مام تقدم أن األمن السيرباين أصبح رضورة عاملية حتمية وأن إسرتاتيجية األمن املعتمدة مبوريتانيا‬
‫مازالت يف البداية أي بعبارة أدق دون املستوى املطلوب ‪.‬‬

‫وقد اتضح ذلك من خالل ترتيب موريتانيا يف املؤرش العاملي لألمن السيرباين الصادر عن االتحاد الدويل‬
‫لالتصاالت من خالل التقرير األخري ‪.‬‬

‫حيث وصلت إىل رقم ‪ 133‬من الترتيب العاملي مام يحتم عليها مزيدا من العمل و التنسيق مع الدول‬
‫الصديقة من أجل االستفادة من تجاربها‪.‬‬

‫و أما يف ما يخص قانون املبادالت االلكرتونية فانه بحاجة إيل التطبيق و املامرسة ومواكبة التطورات‬
‫العاملية و كذلك إصدار مراسيم تطبيقية له ‪.‬‬

‫انطالقا مام تقدم أتقدم إليكم باملقرتحات و التوصيات التالية ‪:‬‬


‫‪ -1‬نرش الوعي بخطورة الجرمية السريانية‬
‫‪ -2‬عدم الخلط بني حرية التعبري و الجرمية السيربانية‬
‫‪ -3‬تفعيل منتدى األمن الرقمي العريب‬
‫‪ -4‬إنشاء وزارة مختصة باألمن السيرباين‬
‫‪ -5‬إدماج تخصص األمن السيرباين بالجامعة‬

‫‪427‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -6‬إنشاء معهد متخصص باألمن السيرباين‬
‫‪ -7‬إنشاء مفوضية رشطة خاصة يف مكافحة الجرمية السيربانية‬
‫‪ -8‬إنشاء نيابة عامة و قضاء تحقيق و محكمة مختصة للنظر يف قضايا الجرمية السيربانية‬
‫‪ -9‬تفعيل قانون املبادالت اإللكرتونية و إصدار مراسيم تطبيقية له‬
‫‪ -10‬إنشاء محكمة عربية مختصة للنظر يف قضايا الجرمية السيربانية‬
‫‪ -11‬إنشاء رشطة عربية مختصة يف محاربة الجرمية السيربانية‬
‫‪ -12‬القيام بندوات و مؤمترات حول األمن السيرباين‬

‫و يف نهاية مداخلتي هذه املتواضعة أشكر القامئني عيل هذا املؤمتر العلمي الهام واملفيد و بالخصوص‬
‫الدكتور ضياء نعامن و أميل كبري يف أن أكون قد تقدمت مبا يفيد‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قامئة املراجع و املصادر‬

‫أ‪ -‬القوانني‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 2016 /006 :‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2016‬املتضمن القانون التوجيهي ملجتمع املعلومات‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 2016 /007 :‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2016‬املتضمن الجرمية السيربانية‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 2017 / 020 :‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬يوليو ‪ 2017‬املتضمن حامية البيانات ذات الطابع الشخيص‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 2018 /022 :‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 2018‬املتضمن املبادالت اإللكرتونية‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 2013 /025 :‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪ 2013‬املتضمن قانون االتصاالت اإللكرتونية‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 2020 /015 :‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ 2020‬املتضمن قانون مكافحة التالعب باملعلومات‬
‫‪ -7‬القانون رقم ‪ 2021 / 014 :‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يوليو ‪ 2021‬املتعلق بخدمات وسائل الدفع اإللكرتوين‬

‫ب‪ -‬الكتب و التقارير و الدوريات و املواقع اإللكرتونية‬

‫‪ -1‬األجندة الرقمية العربية و االسرتاتيجية العربية لتكنولوجيا املعلومات و االتصاالت‪ -‬املرشوع املشرتك‬
‫للتعاون الفني بني اإلسكوا وجامعة الدول العربية‪2017-‬‬
‫‪ -2‬تقرير مؤرش األمن السيرباين الصادر عن االتحاد الدويل لالتصاالت‬
‫‪ -3‬اسرتاتيجية االمن السيرباين ‪ :‬دارسة حالة املغرب إعداد ‪ :‬د‪ .‬عبد الواحد البيديري – دكتوراه يف القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب – باحث يف العالقات الدولية والعلوم السياسية‪-‬‬
‫مجلة الدراسات االسرتاتيجية والعسكرية ‪ :‬العدد الحادي عرش يونيو – حزيران ‪ , 2021‬املجلد ‪ 3‬وهي‬
‫مجلة ثالثية دولية محكامة تصدر من أملانيا – برلني عن “املركز الدميقراطي العريب‪.‬‬
‫‪ -‬موقع ‪https://www.cisco.com/c/ar_ae/products/security/what-is-cybersecurity.htm‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪429‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫حماية المستهلك اإللكتروني من اإلعالنات المضللة عبر اإلنترنت‬

‫باحث قانوين بديوان عام املحافظة كفر الشيخ‪ -‬مرص‬

‫املقدمة‬
‫الحمد لله الذي جل عن األنداد وتنزه عن أن يكون له نظري من العباد‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال‬
‫رشيك له‪ .‬شهادة من عرف املعنى منها واملراد‪ ،‬وا َعتقد ما دلت عليه حقيقة االعتقاد‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬الهادي إىل سبل الرشاد‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وأصحابه وسلم تسليام كثريا‪.‬‬

‫ىف ضوء النظرية التقليدية لاللتزامات والقواعد العامة ىف اإلحكام العقابية ىف حامية املستهلك‬
‫االلكرتوين‪ ،‬والتطور التقني الحديث أدى كالهام اىل صدور العديد من الترشيعات الخاصــــة بحامية‬
‫املستهلك‪ ،‬فاملتغريات الجنائية التي نتجت عن استخدام التكنولوجيا الحديثة ىف اإللكتـــرونية‪ ،‬وخصوصا يف‬
‫السنوات القليلة املاضية أسهمت ىف ظهور العديد من املشكالت العملية التي تواجه املستهلك عند التعاقد‬
‫االلكرتوين‪.‬‬

‫من املعلوم ان املستهلك يبدأ عملية الرشاء باختيار السلعة أو الخدمة التي ميكن لها أن تشبع حاجته‪،‬‬
‫وب التايل فإنه يبحث عن تلك السلع أو الخدمات التي يكون يف حاجة لها‪ ،‬ومع انتشار اإلنرتنت واستخدامه يف‬
‫التجارة اإللكرتونية من خالل عرض السلع عرب شبكة اإلنرتنت‪ ،‬ظهرت العديد من الصفحات والتبويبات‬
‫اإلعالنية الكاذبة واملضللة التي تجذب املستهلك إليها‪ ،‬ولكنها يف النهاية تكون إما مزيفة أو وهمية أو ألي‬
‫غرض غري مرشوع أخر‪.‬‬

‫فقد أيقن الصناع واملنتجون يف شتى املجاالت ما لإلعالن من أهمية يف العصور الحديثة مام له من‬
‫وظيفة تسويقية فاإلعالن من أهم وسائل إثارة الطلب عىل السلع والخدمات‪ ،‬فاإلعالن جزءا أساسيا من حياتنا‬
‫اليومية نظرا ألن العملية التجارية اإللكرتونية تتكون من مستهلك إلكرتوين منتج وتاجر وصانع ووسيط‪ ،‬فهو‬
‫وسيلة إعالم وجمع املستهلكني مبا تشتمل عليه املنتجات والخدمات التي يرغب التجار واملنتجون يف تقدميها‬

‫‪430‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لهم‪ ،‬ويتنوع اإلعالن بشتى الصور فمنها مثال اإلعالن عرب االنرتنت والراديو والتلفزيون واملجالت والجرائد‬
‫)‪(392‬‬
‫واألجهزة اللوحية وجميع وسائل االتصال الحديثة‪.‬‬

‫أهمية املوضوع‪:‬‬
‫وتتجىل اهمية موضوع الحامية الجنائية للمستهلك من االعالنات املضللة يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬إن موضوع الحامية الجنائية للمستهلك يف مجال االعالنات يستمد أهميته باألساس من املكانة التى‬
‫يحتلها الفرد يف الدولة‪ ،‬والذي يتعرض للكثري من هذه الجرائم يف حياته اليومية‪ ،‬والتى تتعلق بأسمي حقوقة‪،‬‬
‫وبلك تزداد الحاجة اىل حاجة املستهلك اىل ترشيع جنايئ يحمية من هذا التهديد‪.‬‬
‫‪ -‬تربز أهمية املوضوع ايضا ىف انه موضوع املجتمع بأرسه باعتبارنا جميعا مستهلكون‪ ،‬فاالعالنات التجارية‬
‫يف عرصنا أصبحت املتحدث الرسمي عن نشاط الرشكات واألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬أصبحت اإلعالنات التجارية أيضا وسيلة املستهلكني للتعرف عىل السلع الخدمات املعروضة الكرتونيا‪،‬‬
‫فهو اداة استشارية عند اتخاذ القرارات االستهالكية‪ ،‬لذا يجب ان يجدها من مصدر موثوق وصادق وليس‬
‫مصدر كاذب ومضلل‪ ،‬هدفه سلب أموال املستهلك اإللكرتوين‪.‬‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬


‫تتمثل أسباب إختيار املوضوع يف أسباب موضوعية وأخرى ذاتية‪ ،‬ومن أهم األسباب املوضوعية ما ييل‪:‬‬

‫▪ التوجه االقتصادي الحايل ملرص وما تشهده من حرية حركة السلع والخدمات والتنوع املوجود يف‬
‫السوق من منتجات مستوردة ومحلية‪ ،‬مام قد يؤدي بفئة من التجار وسعيا للربح الرسيع إىل إستخدام‬
‫وسائل غري مرشوعة والتي تتمثل يف إصدارهم إعالنات كاذبة ومضللة للسيطرة عىل نفسية املستهلك‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬
‫▪ ارتفاع نسبة قضايا جرمية اإلعالنات الكاذبة والخادعة يف العامل وهذا يرجع ملا نشهده يوميا من‬
‫إكتشاف للسلع املغشوشة عىل مستوى اإلنتاج أو عىل مستوى التسويق‪.‬‬
‫▪ قصور الحامية املدنية للمستهلك وعدم كفايتها ألن هذه الحامية تفرتض وجود عقد ينب املنتج أو‬
‫الناقل أو املوزع واملستهلك وهي قارصة عىل طريف العقد فقط دون باقي جمهور املستهلكني‪.‬‬

‫)‪(392‬د‪ /‬محمد أحمد محمود ابو الهنا‪ ،‬حامية املستهلك يف مرحلة ما قبل إبرام العقد‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عني شمس‪،2019 ،‬‬
‫ص‪.65‬‬

‫‪431‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أما بالنسبة لألسباب الذاتية فتتمثل فيام ييل‪ :‬الرغبة واإلهتامم مبوضوع حامية املستهلك فهو موضوع‬
‫حيوي ميس جميع مستهليك العامل‪ ،‬وايضا االنتشار الكبري للخداع والكذب يف الحياة االستهالكية ومن‬
‫خاللها كرثة الجرائم املاسة باملستهلك‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إىل‪:‬‬
‫▪ تبيان القانون الذي يحمي املستهلك من اإلعالنات التجارية الكاذبة واملضللة‪ ،‬وما تلحقه من أرضار‬
‫وأيضا تنوير املستهلك باإلجراءات املتبعة عندما يقع يف إشهار كاذب ومضلل‪.‬‬
‫▪ توعية املستهلكني بأن هناك قانون يحميهم من خطر اإلعالنات الكاذبة واملضللة‪.‬‬
‫▪ تحديد الجزاءات الجنائية لكل مرتكب لجرمية اإلعالن الكاذب واملضلل‪.‬‬
‫▪ تحديد الحاالت التي يعترب فيها اإلعالن كاذب ومضلل‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫يتعني علينا يف إطار هذا البحث والذي يتمحور موضوعه يف الحامية الجزائية للمستهلك من اإلعالن‬
‫الكاذب واملضلل طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫▪ ما مدى فاعلية النصوص الواردة ىف القوانني يف حامية املستهلك من اإلعالنات التجارية الكاذبة‬
‫واملضللة؟‬
‫▪ ولإلجابة عىل عن هذه االشكالية نطرح بعض التساؤالت الفرعية واملتمثلة يف‪:‬‬
‫▪ ما مفهوم جرمية اإلعالن الكاذب واملضلل‪ ،‬وما هي أركانها؟‬
‫▪ وما هي املسؤولية الجنائية املطبقة عىل األشخاص الذين يرتكبونها وفيام تتمثل العقوبة املقررة لها؟‬
‫▪ وماهي الهيئات التي عينها املرشع لحامية املستهلك منها؟‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫يف سبيل البحث عن االجابة لهذه اإلشكالية اتبعنا املنهج التحلييل واملقارن وذلك من خالل تحليل‬
‫ومقارنة بعض النصوص القانونية التي تعالج هذا املوضوع‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫وعيل إثر ذلك نقسم دراستنا يف هذا البحث إيل‪( :‬املبحث األول) ماهية اإلعالنات املضللة‪ ،‬بينام (املبحث‬
‫الثاين) وسائل حامية املستهلك اإللكرتوين من اإلعالنات املضللة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية اإلعالنات املضللة‬


‫تُسبق العملية التجارية التي تتم عرب اإلنرتنت ‪-‬غالبا‪ -‬بصورة من صور الدعاية واإلعالن عرب شبكة‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬ومام ال شك فيه أن الدعاية واإلعالن أصبحت من أهم آليات النظام التجاري التي ال ميكن‬
‫االستغناء عنها يف املنافسة وتحقيق الربح والعرض عرب الشبكات اإللكرتونية)‪ ،(393‬لذلك سأتناول يف هذا املبحث‬
‫مفهوم اإلعالن اإللكرتوين (املطلب األول)‪ .‬وطبيعته القانونية (املطلب الثاين)‪ ،‬حامية املستهلك اإللكرتوين‬
‫جنائيا من اإلعالن املضلل (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم اإلعالن اإللكرتوين‬


‫بصفة عامة يكون اإلعالن موجه للمستهلك‪ ،‬بينام اإلعالن املوجه للمستهلك اإللكرتوين يكون نتاج عقد‬
‫محل أبرامه اإلنرتنت أو أي وسيلة إلكرتونية أخرى استخدمت يف إمتام العقد‪ ،‬فالعقد املربم هنا ينشأ مثله مثل‬
‫سائر العقود بإيجاب يطابق قبول بني طريف العقد امل ُعلن ووكالة اإلعالن‪ ،‬وهو من العقود الرضائية التي ليس‬
‫لها شكل محدد‪ ،‬وال يشرتط شكل إجرايئ معني إلبرامها‪ ،‬كام مل تضع الترشيعات املقارنة تنظيام خاصا لها‪،‬‬
‫لذلك فإن أغلب الفقه يرى أنها من العقود غري املسامة )‪.(394‬‬

‫لهذا فإن مثل تلك العقود قد تثري مجموعة من الصور اإلجرامية التي سوف نقوم بتوضيحها بعد ذلك‪ ،‬إال‬
‫أننا يف هدى ما سبق سوف نقسم هذا املطلب إيل فرعني‪ ،‬ندرس يف األول تعريف اإلعالن اإللكرتوين‬
‫املضلل‪ ،‬ثم نخصص الثاين لبحث وسائل اإلعالن اإللكرتوين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلعالن اإللكرتوين املضلل‬


‫مل يضع املرشع تعريفا محددا لإلعالن‪ ،‬إال أن بعض الفقه قد عرف اإلعالن بأنه " كل وسيلة تهدف إىل‬
‫التأثري نفسيا عىل الجمهور لتحقيق غايات تجاري)‪ ،(395‬ويعرف كذلك بأنه "عبارة عن مجموعة من الجهود غري‬

‫د‪ /‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.79‬‬ ‫)‪(393‬‬

‫‪))394‬‬
‫د‪ /‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ ))395‬د‪ /‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪433‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الشخصية التي تهدف إيل توجيه انتباه أفراد املجتمع إيل سلعة ما‪ ،‬أو خدمة محددة لحثهم عيل رشائها‪ ،‬أو‬
‫طلبها‪ ،‬كام يعرف أيضا بأنه عبارة عن أنواع األنشطة املختلفة التي يتم من خاللها نرش‪ ،‬أو إذاعة الرسائل‬
‫اإلعالنية املرئية أو املسموعة عيل أفراد املجتمع بهدف حثهم عيل رشاء السلعة‪ ،‬أو الخدمة املعلن عنها")‪.(396‬‬

‫كام يعرف أيضا بأنه" فن تعريف الجمهور مبنتج لبيعه بشكل أوسع"‪ .‬أيضا عرفه الفقه الفرنيس بأنه‬
‫"مجموعة الوسائل الوسائل الفنية ذات األثر الجامعي املستخدمة ملصلحة منشأة أو مجموعة منشآت بغرض‬
‫اكتساب أو زيادة أو االبقاء عىل عميل" )‪.(397‬‬
‫يتضح من التعريفات السابقة عىل الرغم من قصورها يف وضع تعريف جامع مانع يشمل كل جوانب‬
‫اإلعالن اإللكرتوين بينام أهتم املرشع والفقه الفرنيس بتعريف االعالن تعريفا جامعا ومانعا يشمل كل عنارص‬
‫الخداع أو التضليل اإلعالين عىل عكس املرشع املرصي قبل عام ‪ ،2018‬فمن املعروف أن اإلعالن هو الوسيلة‬
‫التي تستخدم لجذب أكرب عدد من املستهلكني‪ ،‬كام أن الهدف من اإلعالن هو إقناع املستهلك مبا تحققه‬
‫تلك السلعة أو الخدمة له من مزايا أو ما ميكن أن تحققه له من فوائد‪ ،‬أيا كانت الوسيلة املستخدمة يف ذلك‪،‬‬
‫فام جاء به القانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ ، 2018‬مل يزد اال اإلعالن بالوسائل الرقمية حيث جعل اإلعالن بكافة الطرق‬
‫بكافة األساليب منها اإلعالن عن طريق الوسائل الرقمية حيث جاء عام عكس القانون ‪ 66‬لسنة ‪.1956‬‬

‫ولهذا فإننا نرى أن اإلعالن اإللكرتوين ال يختلف عن اإلعالن يف صورته التقليدية إال يف وسيلة نرش‬
‫هذا اإلعالن‪ ،‬فاإلعالن التقليدي يكون وسيلة نرشة تقليدية مثل الصحف واملجالت‪ ،‬بينام اإلعالن اإللكرتوين‬
‫تكون وسيلة نرشه شبكة اإلنرتنت أو غريها من الوسائل اإللكرتونية الحديثة‪.‬‬

‫هذا وقد وجدنا التشابه واضحا بني كال من الترشيعني العربية يف تحديد مفهوم امل ُعلن إال أنهام مل يحددوا‬
‫بشكل واضح وسائل ا إلعالن‪ ،‬مام قد يرتتب عليه القول بان كال من املرشع الفلسطيني‪ ،‬واليمني‪ ،‬كذلك‬
‫القطري‪ ،‬مل يضعوا النظام اإللكرتوين كوسيلة من الوسائل املستخدمة حديثا للدعاية واإلعالن‪ ،‬مام يجعلهم‬
‫غري مدركني ملدى الخطورة التي قد يتعرض لها املستهلك اإللكرتوين جراء تلك اإلعالنات والوسائل الدعائية‪،‬‬
‫وبخاصة إن كان الغرض منها ليس الربح وإمنا كان غرض إجرامي‪.‬‬

‫‪ ))396‬د‪ /‬نائل عبد الرحمن صالح‪ ،‬حامية املستهلك يف الترشيع األردين‪ ،‬الطبعة األويل‪ ،‬األردن‪ ،‬مؤسسة زهران للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،1991‬ص ‪ .57‬املزيد انظر‪ :‬د‪ /‬هدى حامد قشقوش‪ ،‬اإلعالنات غري املرشوعة يف نطاق القانون الجنايئ‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫مرص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،1998‬ص ‪.7‬‬
‫‪ ))397‬د‪ /‬هدى حامد قشقوش‪ ،‬اإلعالنات غري املرشوعة يف نطاق القانون الجنايئ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5-4‬‬

‫‪434‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عند النظر جليا يف التعريفات السابقة لل ُمعلن يف قوانني حامية املستهلك‪ ،‬نجد أن هذه التعريفات جاءت‬
‫مشابه إيل حد كبري للتعريف الوارد لل ُمعلن يف قانون حامية املستهلك املرصي رقم "‪ "181‬لسنة ‪ ،2018‬إال أن‬
‫هناك اختالف واضح بني تلك الترشيعات فقد حرص املرشع املرصي جعل الوسائل التي يستخدمها املعلن‬
‫لإلعالن عن السلع والخدمات غري محددة وقد ذكر رصاحة عيل الوسائل اإللكرتونية‪ ،‬بهذا يكون قد شمل كل‬
‫وسائل الدعاية واإلعالن‪ ،‬حيث قد جاء بالالئحة التنفيذية للقانون املشار إليه سابقا‪ ،‬والتي قد جاءت واضحة‬
‫يف تحديد مفهوم امل ُعلن بأنه" كل شخص طبيعي أو اعتباري يقوم باإلعالن عن سلعة أو خدمة أو الرتويج لها‬
‫بذاته أو بواسطة غريه باستخدام أية وسيلة من الوسائل مبا يف ذلك الوسائل اإللكرتونية وغري ذلك من وسائل‬
‫التقنية الحديثة‪ .‬ويعد معلنا طالب اإلعالن‪ ،‬والوسيط اإلعالين‪ ،‬والوكالة اإلعالنية‪ ،‬ووسيلة اإلعالن‪ ،‬وذلك‬
‫وفقا للمواصفات القياسية املرصية الخاصة باشرتاطات اإلعالن عن السلع والخدمات" كام ألزمت املعلن تجنب‬
‫)‪(398‬‬
‫أى سلوك خادع ىف اإلعالن ذاته‪.‬‬

‫وبالتايل فإن النص السابق يكون قد فتح املجال لدخول العديد من الطرق واألدوات الحديثة النابعة من‬
‫التطور التكنولوجي ضمن وسائل اإلعالن الواردة يف نص قانون حامية املستهلك املرصي‪.‬‬

‫بينام عرف املرشع املرصي التسويق االلكرتوين رصاحة ىف القانون رقم ‪ 151‬لسنة ‪ 2020‬عىل أنه" إرسال‬
‫أي رسالة أو بيان أو محتوى إعالين أو تسويقي بأي وسيلة تقنية أيا كانت طبيعتها أو صورتها تستهدف بشكل‬
‫مبارش أو غري مبارش ترويج سلع أو خدمات أو التامسات أو طلبات تجارية أو سياسية أو اجتامعية أو خريية‬
‫موجهة اىل أشخاص بعينهم‪.‬‬

‫هذا وتنقسم اإلعالنات إىل أنواع مختلفة)‪ ،(399‬منها إعالنات موجهة للمستهلك حسب الهدف منها أو حسب‬
‫املنطقة الجغرافية املراد التوزيع فيها‪ ،‬أو حسب نوعية النشاط الذي ميارسه امل ُعلن‪ ،‬أو حسب األدوات املستخدمة‪،‬‬
‫أو حسب السلع والخدمات محل اإلعالن‪.‬‬

‫من التطبيقات الواقعية والعملية لإلعالنات اإللكرتونية‪ ،‬اإلعالنات املنترشة عرب اإلنرتنت‪ ،‬فعند القيام بفتح‬
‫صفحة اإلنرتنت من خالل شاشة الكمبيوتر‪ ،‬تظهر بعض التبويبات للعديد من املواقع التجارية عىل صفحة‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬حيث يتم الدخول إىل أي عنوان من العناوين املعروضة بشكل مبارش‪ ،‬وتظهر هذه اإلعالنات أعيل‬

‫‪ ))398‬مادة ‪ 8 ،6،7 ،5 ،4‬من الالئحة التنفيذية للقانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ 2018‬بشأن حامية املستهلك اإللكرتوين‪.‬‬
‫د‪ /‬أسامه بدر‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150‬‬ ‫‪))399‬‬

‫‪435‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫صفحة محركات البحث ( ‪ )Yahoo, Google‬بشكل عشوايئ أو مبظهر ثابت‪ ،‬ومن اإلعالنات اإللكرتونية أيضا‬
‫الرسائل القصرية التي ترسل إيل الهواتف املحمولة للمستهلك أو إيل الربيد اإللكرتوين الخاص به ‪ ،‬وقد تكون‬
‫الرسائل مصحوبة بالصوت والصورة‪.‬‬

‫وقد تناولت محكمة النقض الفرنسية اإلعالن اإللكرتوين حيث حددته بأنه "كل وسيلة معلوماتية تدفع العميل‬
‫)‪(400‬‬
‫إيل تكوين عقيدة مقصودة من النتائج التي ستعود عليه من املال الذي سيشرتيه أو الخدمة التي ستقدم له"‪.‬‬

‫واملالحظ من مقتضيات القانون التجاري و الجنايئ املرصي أنها مل تعط تعريفا لإلعالنات اإللكرتونية‬
‫الخادعة واملضللة‪ ،‬بل عرفته الالئحة التنفيذية لقانون حامية املستهلك املرصي رقم ‪ 181‬لسنة ‪ ،2018‬نستخلص‬
‫أن اإلعالن الخادع هو ما اشتمل مضمونه عىل إدعاء أو بيان أو عرض كاذب أو يهدف إىل إيقاع املتعاقد يف‬
‫غلط‪ ،‬فاإلعالن الذي يشتمل عىل إدعاء كاذب يعني استعامل ما من شأنه أن يجعل مضمونه إدعاءات مجردة‬
‫عن الصحة‪ ،‬غايتها إيقاع املقصود باإلعالن يف الغلط و إغرائه عن طريق ذلك من أجل استعامل السلعة أو‬
‫الخدمة أو اقتنائها)‪.(401‬‬

‫أما اإلعالن الذي يشتمل عىل بيان كاذب يعني احتواء البيانات التي يرتكز عليها بشأن أحد العنارص‬
‫املحددة عىل الكذب بغاية دفع املوجه إليه –املستهلك‪ -‬إىل استهالك السلع أو الخدمات أو اقتنائها‪ ،‬أما اإلعالن‬
‫الذي يشتمل عىل عرض كاذب يعني احتواء اإلعالن عىل عرض السلع أو الخدمات ال ميت إىل الحقيقة بصلة‬
‫يف أي عنرص من العنارص الحقيقية الخاصة به‪ .‬كام وقد حاول الفقه أن يقدم تعريفا للمصطلح فمنهم من ركز‬
‫فقط عىل تعريف كلمة الخداع معتربا بأنه إلباس أمر من األمور مظهر يخالف حقيقة ما هو عليه‪ ،‬ومنهم من‬
‫ركز عىل أشكال اإلعالن الخادع كذلك الذي يحتوي عىل معلومات كاذبة‪ ،‬أو يتصف بالصدق والكذب الذي‬
‫يتضمن معلومات غري كافية وباملقابل هناك إحدى اآلراء التي تعترب بأن اإلعالنات الخادعة هي التي يكون‬
‫الغرض منها خداع املستهلك حتى و لو مل تكن يف مضمونها كاذبة متاما)‪.(402‬‬

‫)‪(400‬‬
‫‪V,Cass. Crim. 12 november 1986, bull. Crim.p 261.‬‬
‫‪ -‬مشار إليه لدى‪ :‬د‪/‬أسامة أحمد بدر‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ ))401‬وفاء مصطفى محمد عثامن‪ ،‬توازن املصالح يف تكوين عقد البيع الدويل للبضائع وفقا لتفاقية فيينا لعام ‪ ،1980‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 26‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (402‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مجلة الفكر الرشطي‪ ،‬مركز بحوث الرشطة‪ ،‬الشارقة‪،‬‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬املجلد رقم ‪ ،26‬العدد ‪ ،2017 ،101‬ص ‪ 224‬وما بعدها‪ .‬كذلك أنظر د‪ /‬أنطوان الناشف‪ ،‬اإلعالنات‬
‫والعالمات التجارية ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بريوت‪،1999 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪436‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وعبارة اإلعالن الخادع)‪(403‬تفرض تفكيكها ليك يفهم معناها بكيفية واضحة ذلك أن اإلعالن أو اإلشهار‬
‫له معاين متعددة تتباين بحسب مجاله نقرصه فقط عىل املجال التجاري الذي يقصد به لغة بأنه ” النشاط أو‬
‫الفن الذي يستهدف إحداث تأثري نفيس عىل املستهلك تحقيقا لغايات تجارية‪ ،‬ووفقا لذلك يراد به الوسيلة‬
‫الفنية التي يستخدمها املعلن للتأثري النفيس و الذهني عىل املستهلك بقصد تحفيزه عىل رشاء املنتج املعروض‬
‫عىل احدى الصفحات اإلعالنية عىل شبكة اإلنرتنت‪.‬‬

‫أما كلمة الخداع)‪ (404‬فتتجه إىل تضليل املستهلك بإخفاء يشء هام عنه يتعلق باملنتج سواء كان عمدا أو‬
‫بطريقة الرتك‪ ،‬و أيضا ا لكذب عليه و بهذا يكون خداع املستهلك مبنيا الكذب بتضمني بيانات أو ادعاءات‬
‫مخالفة للحقيقة‪ ،‬ولذلك فإن الكذب هو أحد صور هذا الخداع عىل اعتبار أن األساس يف التعامالت اإللكرتونية‬
‫هو الثقة و الصدق و كلها صفات تتناىف مع الكذب الذي ميثل إدعاء وزعم مخالف للحقيقة رشط أن يرد كام‬
‫جاء باملادة ‪ 17‬من الالئحة الخاصة بقانون حامية املستهلك املتعلقة بالسلعة أو الخدمة)‪.(405‬‬

‫كام قد يكون خداع املستهلك مبنيا عىل التضليل و ذلك بصياغة عبارات تؤدي إىل خداعه أو بإخفاء يشء‬
‫ما عنه و بهذا يقع اإلعالن املضلل بني اإلعالن الصادق و اإلعالن الكاذب كونه ال يذكر بيانات كاذبة ولكنه‬
‫يصاغ يف عبارات تؤدي إىل خداع املتلقي‪ ،‬ومن ثم يستقيم مدلول اإلعالن الخادع بكونه إخبار أو إعالن تجاري‬
‫مظلل أو كاذب يسعى من ورائه املعلن إىل التعريف مبنتج ما يك يدفع باملستهلك اإللكرتوين إىل اقتنائه‪.‬‬

‫كل نشاط من شأنه أن يستخدم لرتويج‬


‫مام تقدم فإنه ميكننا لنا تعريف اإلعالن اإللكرتوين املضلل بأنه ا‬
‫السلع والخدمات بأي وسيلة من وسائل االتصال الحديثة بطريقة من شأنها تحفيز املستهلك اإللكرتوين ودفعه‬
‫إىل التعاقد لتحقيق مكسب مادي أو معنوي ‪.‬‬

‫وما يؤيدنا يف ذلك التعريف هو ما أولت به الترشيعات القانونية اهتاممها يف وضع تعريف لإلعالن‬
‫اإللكرتوين املضلل ولعل القانون الفرنيس يعد يف طليعة تلك القوانني‪ ،‬فقد عرفت املادة سالفة الذكر ‪ 121‬من‬
‫مدونة االستهالك الفرنيس رقم ‪ 939‬لسنة ‪1993‬م اإلعالن املضلل بأنه ( كل إعالن يتضمن بأي شكل من‬

‫‪ ))403‬د‪/‬عبد الله ذيب محمود‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عامن‪ ،2012 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ ))404‬وفاء مصطفى محمد عثامن‪ ،‬توازن املصالح يف تكوين عقد البيع الدويل للبضائع وفقا لتفاقية فيينا لعام ‪ ،1980‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪ 26‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (405‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 235‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬فتيحة محمد‬
‫قوراري‪ ،‬الحامية الجنائية للمستهلك من اإلعالنات املضللة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت ‪.2008 ،‬‬

‫‪437‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫اإلشكال إدعاءات‪ ،‬أو إشارات أو تقديم خاطئ أو ذات طبيعة تؤدي إىل الوقوع يف الخطأ عندما يتعلق االمر‬
‫بواحد أو أكرث من العنارص اآلتية ‪ ,‬الوجود ‪ ,‬الطبيعة ‪ ,‬الصفات ‪ ,‬التكوين ‪ ,‬النوعية ‪ ,‬العنارص الجوهرية‪ ,‬املصدر‪,‬‬
‫الكمية‪ ,‬الطريقة وتاريخ الصنع ‪ ,‬الثمن ‪ ،‬رشوط البيع للسلع أو الخدمات‪ ,‬موضوع اإلعالن‪ ,‬رشوط االستعامل‬
‫النتائج املرتتبة نتيجة االستعامل ‪ ,‬ودافع أو طرق البيع أو تقديم الخدمات ومضمون التعهد الذي يقوم به املعلن‬
‫أو صفات أو قدرات املصنع ‪,‬البائع ‪ ,‬املعلن أو مقدم الخدمات)‪.‬‬

‫وبعد بيان موقف املرشع املرصي فيام سبق فإننا نستنتج أن اإلعالن الخادع ميكن تعريفة عىل أنه (كل‬
‫سلوكا خادعا يتمثل يف الفعل أو االمتناع عن فعل من جانب املورد أو امل ُعلن الذي يؤدي إىل خلق انطباع غري‬
‫حقيقي أو مضلل لدى املستهلك أو يؤدي إىل وقوعه يف غلط متى انصب السلوك عىل أي عنرص من العنارص‬
‫)‪(406‬‬
‫املبينة يف املادة (‪ )18‬من الالئحة )‪.‬‬

‫إال أنه هناك من العيوب التي اقرتنت باإلعالن اإللكرتوين مام جعل اثاره تأيت بالسلب ال باإليجاب عىل‬
‫املستهلك اإللكرتوين ومن هذه العيوب‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم دقة بيانات الصالحية للسلع‪.‬‬


‫‪ -2‬عدم املقدرة عىل الحصول عىل تعويض يف حال اكتشاف عيوب يف السلعة خاصة إذا كان املنتج صنع‬
‫يف بلد آخر‪.‬‬
‫‪ -3‬انعدام الصلة بني املصنع واملنتج واملستهلك وهذا األمر يصعب عىل املستهلك إمكانية الرجوع يف العقد‬
‫أو املطالبة بالتعويض ال سيام يف العقود ذات الطابع الدويل‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم وجود تباين يف اللغات املستخدمة‪.‬‬
‫‪ -5‬صعوبة قياس حجم السوق وذلك نتيجة عدم وضوح أدوات قياس واستنتاج عدد املستخدمني‪.‬‬
‫إال ان ذلك ال يجعلنا ننكر الدور الهام والفعال لإلعالن اإللكرتوين الذي قد سهل الكثري من الوقت‬
‫والجهد عىل املستهلكني عرب اإلنرتنت يف الحص ول عىل غالبية إن مل يكن كل السلع أو الخدمات التى‬
‫يحتاجها املستهلك اإللكرتوين‪ ،‬ولهذا يجب عىل الفقه والقانون والقـــضاء‪ ،‬وبجانبهم العاملني يف مجال‬
‫حامية التقنية‪ ،‬أن يزيدوا من جهودهم املجدية يف حامية املستهلك اإللكرتوين من اإلعالن املضلل وأشكاله‬
‫وأساليبه‪.‬‬

‫)‪(406‬‬
‫‪Cass .crim , 6 Mai 1998 , 26 Janv 1998 , 21mai 1984.‬‬

‫‪438‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬شكل اإلعالن اإللكرتوين املضلل‬
‫إن بداية عرض السلع والخدمات عرب شبكة اإلنرتنت يكون عن طريق اإلعالن عنها‪ ،‬فاإلعالن هو من‬
‫أهم الوسائل لجذب املستهلكني عرب شبكة اإلنرتنت وحمله عىل رشاء السلع املعروضة و طلب الخدمات املختلفة‬
‫عرب اإلنرتنت‪ .‬وكام أوضحنا سابقا أن املقصود باإلعالن كل بيانات موجهة للجمهور من امل ُعلن بهدف جذبهم‬
‫لطلب السلعة أو الخدمة املعروضة إلكرتونيا‪ (407).‬وعليه فإن اإلعالنات اإللكرتونية التي تتم عرب شبكة اإلنرتنت‬
‫لها وسائل متنوعة‪ ،‬منها ما يتم عرضة عىل صفحات الويب(‪ ،)Web‬أو ما يتم عرضه برسائل موجهة للربيد‬
‫اإللكرتوين للمستهلك‪ ،‬أو ما يتم من خالل ندوات االتصال أو ما يسمى مبجالس النقاش أو‬
‫بواسطة( ‪.(408)(Ftb‬‬

‫ولعل أكرث هذه الوسائل مشكالت قانونيــــة‪ ،‬اإلعالنات املوجهــــة عرب الربيد اإللكرتوين‪ .‬ففي هذا‬
‫النطاق‪ ،‬فإن املادة العارشة من اإلرشاد األورويب الصادر بتاريخ ‪ 20‬مايو ‪ ،1997‬املتعلــــق بالعقود املنشأة عن‬
‫بعد‪ ،‬فيام يخص الربيد اإللكرتوين‪ ،‬بأنه ال ميكن استعامل تقنـــــيات االتصال عن بعد باتجاه املستهلك‪ ،‬إال‬
‫إذا غاب االعرتاض الواضح والرصيح من جانبه من خالل رفض هذه اإلعالنات‪ ،‬وخاصة عرب الربيد‬
‫)‪(409‬‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬

‫وقد استقرت محكمة النقض املرصية مؤخرا عىل حجية املحررات اإللكرتونية‪ ،‬وحجية الربيد اإللكرتوين‪،‬‬
‫فاملرشع يف املواد ‪ 18 15 ،1‬من القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ ،2004‬بشأن تنظيم التوقيع اإللكرتوين‪ ،...‬كان حريصا‬
‫عىل أن تتحقق حجية اإلثبات املقررة للكتابة االلكرتونية واملحررات اإللكرتونية الرسمية او العرفية‪ ،‬من خالل‬
‫حفظ الكرتوين مستقل وغري خاضع لسيطرة منشئ هذه الكتابة او تلك املحررات‪ ،‬أو لسيطرة املعني بها‪...‬‬

‫وهو ما يدل عىل أن املرشع ارتأى مواكبة التطور التكنولوجي العاملي يف املعامالت املدنية والتجارية‬
‫)‪(410‬‬
‫واإلدارية عن طريق تنظيمها ووضع ضوابط لها من أجل ترتيب آثارها القانونية‪......‬‬

‫)‪(407‬‬
‫‪J.Calais - Auloy, Frank Steinmetz: droit de La consommation, DALLOZ, 6ème, édition, 2003, p 132 n"125.‬‬
‫) )‪408‬‬
‫)‪ File Transfer Protocol‬ختصار لـ‪FTB( :‬‬
‫)‪ (409‬د‪ /‬فريد منعم جبور‪ ،‬حامية املستهلك عرب اإلنرتنت‪ ،‬ومكافحة الجرائم اإللكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،2010،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ ))410‬الطعن رقم ‪ 17689‬لسنة ‪ 89‬ق ‪ ،‬املستحدث‪ ،‬مكتب فني‪ ،‬جلسة ‪.2020/3/ 10‬‬

‫‪439‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫لهذا فقد تم تفعيل نظام (‪ )L`opt-Out‬الذي يلزم املستهلك باالعرتاض عىل الرسائل اإللكرتونية التي ال‬
‫يرغب فيها بعد وصولها إليه‪ ،‬وعىل عكس هذا النظام يوجد نظام آخر هو (‪ )L`opt - In‬الذي يقتيض مبوجبه‬
‫الحصول عيل رضاء املستهلك املسبق قبل إرسال الرسالة اإللكرتونية إليه‪.‬‬

‫إال أن اإلرشاد األورويب السالف الذكر‪ ،‬قد أتاح للدول األعضاء حرية وضــــع األحكام القانونية األكرث‬
‫حامية للمستهلك‪ ،‬وقد استفادت بعض الدول األوروبية من ذلك مـــثل ( النمسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬الدمنارك‪ ،‬فنلندا‪،‬‬
‫إيطاليا) ولجأت إيل إقرار نظام (‪ )L’opt - In‬عىل أراضيها‪ ،‬إال أن املرشع الفرنيس قد تبنـــى نظام ‪L’opt -‬‬
‫)‪. (411))Out‬‬

‫هذا بجانب‪ ،‬أن بعض امل ُعلنني قد وضعوا مناذج للعقود والتي تتضمن نص يقيض بعدم اللجوء إيل إرسال‬
‫اإلعالنات الغري املرغوب بها من املستهلك‪ ،‬هذا وإن دل فإنه يدل عىل أنهم تبنوا نظام(‪ ،)L’op-In‬والجدير‬
‫بالذكر أن كل نظام من األنظمة السابقة له مربراته التي تدعمه‪.‬‬

‫فنظام (‪ (Out- L’opt‬يهدف إىل تفضيل مبدأ حرية التجارة وهو ما يسمح لل ُمعلن نرش إعالنه التجاري‬
‫دون سبق موافقة من املستهلك أو املتلقي عن طريق هذا النظام يقوم املعلن بإرسال اإلعالن الخاص به إىل‬
‫الجمهور دون حاجة إىل موافقة مسبقة منهم‪ ،‬ومن مزايا هذا النظام أنه يساعد عىل ازدهار وتوسيع النشاط‬
‫التجاري لل ُمعلن ملا فيها من عرض السلعة بصورة مبارشة دون أي قيود متنعه من إرسالها للجمهور‪ ،‬كام أن‬
‫اعرتاض املستهلك يأيت يف مرحلة الحقه إلرسال اإلعالن وهذا يضمن لل ُمعلن التأكد من إطالع املستهلك‬
‫عليه مام قد يدفعه لرشاء السلعة أو الخدمة املعروضة عرب شبكة اإلنرتنت‪.‬‬

‫أما نظام(‪ ) in- L’opt‬أكرث تشددا من النظام السابق عرضة‪ ،‬كام يعترب قيد عىل مبدأ حرية التجارة‪ ،‬وأنه‬
‫يدعم مبدأ تقيد التجارة ملا فيه من جعل حامية املستهلك هي األولوية القصوى عىل حرية التجارة‪ ،‬فيقوم هذا‬
‫النظام عىل منع وصول اإلعالنات إىل املستهلك دون موافقة مسبقة منه )‪.(412‬‬

‫فاإلعالن هنا يعد وسيلة ملساعدة املستهلك للحصول عىل السلع والخدمات املعروضة‪ ،‬كام يحقق له‬
‫فرصة االستعالم وحرية االختيار من تلك السلع والخدمات املعروضة عليه عرب شبكة اإلنرتنت‪ ،‬عىل الرغم من‬

‫‪ ))411‬املادة ‪ 205-121L‬من قانون الستهالك الفرنيس‪.‬‬


‫)‪(412‬‬
‫‪Mireille Antoine Et Co.: «Le Commerce Électronique Européen Sur Les Rails Cahiers Du Centre De Recherche‬‬
‫‪Informatique Et Droits, Bruylant, Bruxelle, 2001).‬‬

‫‪440‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ذلك فقد يكون اإلعالن خطر عىل حقوق املستهلك املحمية مبوجب الترشيعات املختلفة)‪ ،(413‬فقد يكون‬
‫اإلعالن خادعا أو كاذبا‪ ،‬أو أنه ال يهدف إيل إيصال املعلومة الصحيحة وبصورة موضوعية وجدية إيل املستهلك‪.‬‬

‫وتعددت الطرق التي يستخدمها املعلنون لتضليل املستهلك اإللكرتوين‪ ،‬سواء كان بوسيلة إيجابية أو‬
‫بالرتك وان كانت هي األكرث شيوعا‪ ،‬فيعمد خاللها املعلن اىل اغفال بعض البيانات الجوهرية ىف التعاقد يف‬
‫التعاقد التى يرغب ىف حث املستهلك عليها‪ ،‬فيضخم من مزايا التعاقد أو يخفي بعض التزاماته‪ ،‬ويف النهاية‬
‫نجد ان التضليل له العديد من الصور واألشكال‪ ،‬فأي كانت هذه الطرق فإن الهدف منها تضليل املستهلك‬
‫اإللكرتوين واإلعتداء عىل حقوقه)‪.(414‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬محل التضليل العالين وضوابط حامية املستهلك اإللكرتوين منه‬
‫بداية يعترب اإلعالن املوجة إىل املستهلك عرب شبكة اإلنرتنت دعوة للتعاقد أو دعوة للتفاوض‪ ،‬فال ميكن‬
‫اعتبار مجرد اإلعالن إيجابا يلزم امل ُعلن مبجرد صدوره‪ .‬عليه فإننا سوف نقسم هذا املطلب لفرعني أساسيني‬
‫ندرس يف الفرع األول محل التضليل ‪ ،‬بينام نخصص الفرع الثاين لدراسة الضوابط القانونية لحامية املستهلك‬
‫اإللكرتوين من اإلعالن املضلل يف الترشيع املقارن‪ ،‬وذلك متهيدا لبحث أسس حامية املستهلك اإللكرتوين‬
‫من اإلعالنات املضللة والخادعة بعد ذلك‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬محل التضليل اإلعالين‬


‫إن أساليب التضليل االعالين ال ميكن حرصها‪ ،‬وإن كل محاولة لحرصها لهو أمر ىف غري محله‪ ،‬ولكن‬
‫ذلك مل مينع الكثري من األنظمة القانونية من تجريم اإلعالنات املضللة لحامية املستهلك بصورة عامة سواء‬
‫كان مستهلك تقليدي أو مستهلك إلكرتوين‪ ،‬ولعل أول من سعى لتحديد هذه األساليب هو املرشع الفرنيس‬
‫ىف املادة ‪ 121-1 L‬من قانون االستهالك الفرنيس‪ ،‬ونذكر من هذه األساليب اآليت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الخداع والتضليل الواقع عىل العنارص الذاتية للسلعة او الخدمة‪ :‬فقد يرد االعالن املضلل والكاذب‬
‫عىل أحد العنارص الذاتية للسلعة أو الخدمة‪ ،‬فنجد أن الكذب هنا قد يقع عىل وجود السلعة او الخدمة نفسها‪،‬‬
‫سواء كان يف انها غري موجودة أصال‪ ،‬أو أنها موجودة ولكن غري مطابقة ملا تم االعالن عنه‪ ،‬او انها غري معدة‬

‫)‪ (413‬د‪ /‬فريد منعم جبور‪،‬حامية املستهلك عرب اإلنرتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫) ‪ (414‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 240‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫للتسليم‪ ،‬كام قد يرد اإلعالن املضلل عىل وجود الخدمة سواء ان املعلن غري قادر عىل تقدميها بالكيفية املعلن‬
‫)‪(415‬‬
‫عنها إلكرتونيا ‪.‬‬

‫وينكشف عن ذلك االدعاء وجود سلعة أو تقديم خدمة غري متوفرة عيل اإلطالق‪ ،‬أو موجودة ولكن بصورة‬
‫غري امل ُعلن عنها أو املوجودة‪ ،‬ولكن بشكل غري معد للتسليم‪ ،‬فهناك ثالث أشكال تتعلق باإلعـــالم الكاذب‬
‫واملضلل يف وصفه‪:‬‬

‫‪ -1‬الشكل األول‪ :‬أن يعلن املنتج أو البائع عن وجود سلعة من ماركة معروفة)‪ ،(416‬وهي غري موجودة أصال‬
‫)‪(417‬‬
‫أو موجودة ولكن من نوعية أقل‪.‬‬
‫‪ -2‬الشكل الثاين‪ :‬قيام أحد التجار عن بيع محمول من نوع غايل الثمن مع قرين بالحجز يف أحد الغرف‬
‫يف فندق بقرية سياحية ‪ ،‬ويتضح أن هذه القرية يف مرحلة اإلنشاء ومل تنتهي بعد‪.‬‬
‫‪ -3‬الشكل الثالث‪ :‬أن يقوم أحد التجار باإلعالن عن بيع أرايض يتم تسليمها فور التوقيع عىل العقد‪ ،‬بينام‬
‫احتوت املستندات عىل العديد من الرشوط مل تكن وقت الرسالة اإلعالنية قد تحققت)‪. (418‬‬

‫وقد قضت محكمة شامل القاهرة االقتصادية حكام بتغريم رشكة راية مبلغ ‪ 5000‬جنيها‪ ،‬مع إلزام الرئيسة‬
‫التنفيذية للرشكة بنرش الحكم يف جريدتني واسعة االنتشار بسبب إعالن الرشكة عن رشاء هاتف محمول مع‬
‫الحصول عىل أربع ليايل بأحد الفنادق‪ ،‬ولكنها لن تنفذ العرض الذي تضمنه اإلعالن)‪.(419‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخداع اإلعالين ىف طبيعة السلعة أو الخدمة‪ :‬تظهر خطورة هذه الطريقة ىف ان التغري ال ينصب‬
‫عىل االعالن ذاته او الخدمة ذاته وامنا ينصب الخداع هنا عىل جوهر الخدمة أو السلعة املعروضة إلكرتونيا)‪.(420‬‬

‫) ‪ (415‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.260 - 259‬‬
‫)‪(416‬‬
‫‪Appel, Lyon 5 Mai 1983 : J.C.P. 1989 11970 Note Bidag (J.J).‬‬
‫)‪(417‬‬
‫‪Cass. Crim. 3 Janu. 1984 : J.C.P 1984 Ivp. 772 Juin 1982 : Revu. Trim. Dr. com 1983. P 292 Obs. Bosât.‬‬
‫)‪(418‬‬
‫‪Crime, 8 nov. 1983, (D. 1984 I.R.P. 59.‬‬
‫‪ ))419‬تم إنشاء املحاكم القتصادية بالقانون رقم ‪ 120‬لسنة ‪ 2008‬وتم نرشه بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 22‬مايو ‪ 2008‬يتكون من ‪6‬‬
‫مواد إصدار ويليها مادة وعمل بها يف أكتوبر ‪ " 2008‬واملالحظ أن اختصاص املحكمة القتصادية أخضع يف تطبيقات العقوبات‬
‫للمحكمة القتصادية دون غريها ولكن مل يخضع حامية املستهلك يف شقها املدين‪ .‬وهذا تناقض غريب ألنه يجب أن تكون‬
‫حامية املستهلك جزء واحد ل يتجزأ‪.‬‬
‫‪ ))420‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .261‬د‪ /‬فتيحة محمد قوراري‪،‬‬
‫الحامية الجنائية للمستهلك من اإلعالنات املضللة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ويتعلق الخداع يف هذه الصورة بطبيعة املنتج أو الخدمة محل اإلعالن‪ ،‬األمر الذي يجعله يتحول إيل‬
‫يشء ذي طبيعة أخرى‪ ،‬وتكمن خطورة اإلعالن التـــجاري الكاذب يف هذه الحالة أن إقـــبال املستهلك عيل‬
‫التعاقد بشأن السلعة أو الخدمة محل اإلعالن إمنا يرد عيل سلعة أو خدمة مخالفة للحقيقة‪ ،‬األمر الذي قد‬
‫يرض املستهلك بأرضارا بالغة)‪. (421‬‬

‫وأكد القضاء الفرنيس عيل هذا يف أحكامه حيث ذهب إيل أن الخداع يف طبيعة املنتج أو الخدمة يشكل‬
‫منافسة غري مرشوعة من جانب املعلن‪ ،‬فإذا ما فقدت السلعة أو الخدمة طبيعتها الحقيقة التي تكسبها جوهرها‬
‫الحقيقي يعد ذلك تضليال للمستهلك وخداعا له‪ .‬ومثال عىل ذلك ‪:‬‬

‫إذا قيض يف جنحة إعالن خادع بالحكم عىل املعلن إلعالنه عن تحفة من الربونز مع إنها من معدن أقل‬
‫قيمة واإلعالن عن قامش من القطن مع أنها من ألياف صناعية أقل جودة‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقوع الخداع عىل أصل املنتج او الخدمة او املصدر‪ :‬هذه الصورة من الخداع تؤثر عىل القناعة‬
‫الشخصية للمستهلك اإللكرتوين‪ ،‬وهذا ما يربز خطورتها‪ ،‬يف أنها متثل تغري يف األصل أو املصدر الحقيقي‬
‫للمنتج نفسه‪ ،‬فمن يعلن عن كلب رومي صغري يف حني أنه ليس كذلك‪ ،‬فإن ذلك يعد من قبيل اإلعالن‬
‫الخادع)‪.(422‬‬

‫فالعديد من املستهلكني يرتبط يف أذهانهم عنارص الجودة بأصل املنتج أو الخدمة‪ ،‬لذلك عرب القضاء‬
‫الفرنيس أن اإلعالن يكون خادع وبشكل منافسة غري مرشوعة عندما يشري إيل أصل املنتج أو الخدمة محل‬
‫اإلعالن عيل خالف الحقيقة ؛ ألنه عندما يتخذ املستهلك قرار برشاء سلعة أو الحصول عيل الخدمة‪ ،‬فإنه‬
‫يكون مدفوعا إيل أصل السلعة ومصدرها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وقوع الخداع عىل الخصائص الجوهرية للسلعة او الخدمة‪ :‬الخداع والتضليل يف هذه الحالة يتعلق‬
‫بالصفات الجوهرية للمنتج أو الخدمة محل اإلعالن‪ ،‬وهي التي يضعها الشخص يف االعتبار عند التعاقد عيل‬

‫(‪ )421‬د‪ /‬سيد محمد سيد شعراوي‪ ،‬الحامية املدنية للمستهلك يف عقود البيع اإللكرتونية‪ ،‬جامعة عني شمس‪ ،2010 ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ ))422‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 262‬وما بعدها‪ .‬كام أنظر يف ذلك د‪/‬‬
‫محمد ابراهيم السحيباين‪ ،‬السلع املعلوماتية‪ ،‬مؤمتر القانون والكمبيوتر واإلنرتنت‪ ،‬كلية الرشيعة والقانون بجامعة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة يف الفرتة ‪ ،2000 /5 / 1:3‬املجلد األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2004 ،‬ص ‪ 263‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املنتج أو الخدمة‪ ،‬وهي مسألة تقديرية تختلف بإختالف األشخاص والعقود واألشياء الدافعة للتعاقد)‪ ،(423‬وقد‬
‫جاء ذلك مطابقا للتوجيهات األوربية بشأن اإلعالن الكاذب واملضلل عام ‪ ، 2006 ،2005 ،1997 ،1984‬وقد تركت‬
‫تلك التوجيهات للدول األعضاء تحديد العقوبة‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك حكمت الدائرة الجنائية ملحكمة النقض الفرنسية بجلسة ‪ 2‬أكتوبر ‪ 1996‬يف سند الدعوى‬
‫املقامة من رشك ة تعمل يف مستشفيات صمغ الصنوبر‪ ،‬وتتلخص وقائع القضية يف قيام رشكة سان مارك‬
‫باإلعالن عن بيع سائل منظف أطلقت عليه أسم (صنوبر الند)‪ ،‬وذلك نسبة إيل أنه داخل يف تكوينه مادة فعالة‬
‫من مستخلصات نبات الصنوبر سبق زراعته يف منطقة رملية كانت قد زودتها بها رشكة ملشتقات صمغ الصنوبر‪،‬‬
‫وقد تتضمن اإلعالن أن جودة هذا املنتج يف رائحته وعطرة الطبيعي بإعتبار أن ذلك ميثل إحدى الصفات‬
‫الجوهرية للمنتج‪.‬‬

‫وعقب ذلك أعلنت رشكة ‪ Benkiser‬عن وجود منتج مامثل‪ ،‬وأطلقت عليه نفس االسم التجاري له إال أنها‬
‫اكتفت يف مجال التفرقة بينهام إيل أنه عامل معطر فقط‪ ،‬فتقدمت الرشكة األويل بشكوى وادعت بالحق‬
‫املدين أمام قايض التحقيق منددة بإستخدام إسم صنوبر الند‪ ،‬حيث أحيل مديرو الرشكة الثانية إيل محكمة‬
‫الجنح التهامهم بنرش إعالن من شأنه التضليل فبام يتعلق بالصفات الجوهرية للمنتج‪ ،‬وقد متسك املدعي‬
‫عليهم بأن الفعل املجرم ليس خاطئا‪ ،‬إذ أنه ليس من شأنه تضليل املستهلك بخصوص أحد العنارص املشار إليها‬
‫يف املادة (‪ )1-121-L‬من قانون االستهالك الفرنيس عام ‪.1993‬‬

‫ويف هذا الصدد ميكن القول أن الجمهور يستطيــــع أن يستشعر اإلعالن الكاذب للسلعــــة أو الخدمة‬
‫كونها صفة جوهرية عند القيام بالشــــ راء‪ ،‬وقد أكدت محكمة النقض الفرنسية ذلك حيث أشارت إيل أن‬
‫جوهـــر الشـــيء ال يقترص عىل ما ينسبه إليه املستهلك كصفــــة‪ ،‬بل هو أمر متعلق بتكويــــن املنتج نفسه‪،‬‬
‫وأن املستهلكني الذين كانوا يستخدمـــون منتــــج الرشكة األويل كانوا يعرفــــون أن الرائحة تُعـــرب عن‬
‫تركيب حقيقي أو طبيعي‪ ،‬يف حني أن الرشكة الثانية تقدم لهم رائحة دون أن يتوافر لها طبيعة الرتكيب‬
‫)‪(424‬‬
‫نفسها‪.‬‬

‫‪ ))423‬د‪ /‬عبد الفضيل محمد احمد‪ ،‬اإلعالن عن املنتجات والخدمات من الوجهة القانونية‪ ،‬مكتبة الجالء الجديدة‪ ،‬املنصورة‪،1992 ،‬‬
‫بند ‪ ،4‬ص ‪ .35‬محمد احمد ابو الهنا‪ ،‬مرجع سابق‪.173 ،‬‬
‫)‪(424‬‬
‫‪Cass Crim. 15 Mai 2001 : J.C.P 2001, ed E.P. 136 : Cass Crime 19 Nov. 1991. Desponsible. Sur.www.legifrnce.com‬‬

‫‪444‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫خامسا‪ :‬مقدار البضاعة ‪ :‬إذا انطوى اإلعالن التجاري عيل خداع أو تضليل حول الكمية أو املقدار الحقيقي‬
‫للمنتج أو الخدمة محل اإلعالن يعد كاذبا‪ ،‬وهنا يجب عيل املحكمة أن توازن بني الكمية أو العدد أو الوزن أو‬
‫املقاس الوارد يف الرسالة اإلعالنية‪ ،‬وما تم تسليمه بالفعل للمستهلك‪ ،‬فإذا كان الفارق بينهام مام ال يجري‬
‫العرف أو العادة عيل التسامح فيه كنا بصدد إعالن تجاري كاذب ومثال عيل ذلك‪ :‬قيض بأن اإلعالن يكون‬
‫خادعا إذا كانت هناك مبالغة كبرية يف مساحة الشقة املعروضة للبيع‪ ،‬وكذلك ُيعد إعالنا خادعا قيام وكالة للتأجري‬
‫العقاري بنرش قوائم لشقق مع العلم بحظر الترصف فيها‪.‬‬

‫ويُعد أيضا إعالنا كذابا وخادعا إذا عرض سلعة عىل أن وزنها ‪ 350‬جرام‪ ،‬ولكنها يف الحقيقة ال تتعدى ‪250‬‬
‫جرام‪ ،‬وأيضا إعالنا أحدي الوكاالت العقارية عن بيع أرض فضاء صالحة للبناء‪ ،‬مساحتها ‪ 3000‬مرت مربع‪،‬‬
‫والحقيقة أنها ‪ 2556‬مرت مربع فقط‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬مكونات املنتج أو الخدمة ‪ :‬يأخذ الكذب يف اإلعالن التجاري فيام يتعلق بهذا العنرص إحدى‬
‫الصورتني‪ :‬األويل اإلعالن عن مكونات السلعة غري موجودة عىل اإلطالق‪ ،‬والثانية اإلعالن عن مكونات لسلعة‬
‫موجودة بالفعل ولكن بنسبة غري املعلن عنها‪.‬‬

‫ولذلك قيض بأن اإلعالن عن منتج ملعالجة سقوط الشعر زعم املعلن كذبا بأنه يحتوي عيل بروتينات‬
‫ومستخرجات للغدد يعد إعالنا خادعا‪.‬‬

‫أيضا يُعد إعالنا خادعا ذلك الذي يعلن عن معجون أسنان يحتوي عىل نوع من الفيتامينات‪ ،‬وينصح أنه‬
‫عىل خالف الحقيقة‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬الخداع الوارد ىف عنارص السلعة او الخدمة الخارجية‪ :‬إن الكذب بشأن العنارص الخارجية عن املنتج‬
‫أو الخدمة يعد غري مرشوع‪ ،‬ألن هذه العنارص متثل إعتبارات معينة تحيط باملنتج محل اإلعالن دون أن تتعلق‬
‫بذاتية أو خصائص املنتج الداخلية‪ ،‬وهذه العنارص كام ورد النص عليها يف القانون الفرنيس املادة ‪ 44‬من القانون‬
‫رقم ‪ 73-1193‬الصادر ىف ‪ 27‬ديسمرب ‪ 1973‬بشأن التجارة والصناعة التقليدية هي طريقة ‪ ،‬وتاريخ اإلنتاج ‪،‬‬
‫ومثن البضاعة‪ ،‬ورشوط البيع‪ ،‬واألثر الفعال للسلعة‪ ،‬والنتائج املتوقع الحصول عليها من السلعة‪ ،‬والباعث‬
‫)‪(425‬‬
‫وإجراءات البيع‪ ،‬والصفات الجوهرية‪.‬‬

‫)‪(425‬‬
‫‪Loi n°( 73-1193) du 27 décembre 1973 d'orientation du commerce et de l'artisanat Titre III : Dispositions économiques‬‬
‫‪Chapitre III : Amélioration des conditions de la concurrence.‬‬

‫‪445‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -1‬الكذب بشأن طريقة الصنع وتاريخ اإلنتاج‪ :‬يُعد اإلعالن غري مرشوع عندما يتضمن تضليال أو خداعا‬
‫للمستهلك حول طريقة تصنيع املنتج محل اإلعالن‪ ،‬كأن يذكر يف الرسالة اإلعالنية أن الفطائر املعروضة للبيع‬
‫مصنوعة باملنزل مع أنها مصنعة آليا‪ ،‬األغذية التي تقدم عادة يف اإلعالنات عىل أنها طازجة‪ ،‬بينام الحقيقة‬
‫عىل خالف ذلك كام هو الحال يف الشعارات اإلعالنية الخاصة بالخبز الناضج عيل نار من الخشب مثال‪.‬‬

‫‪ -2‬الكذب بشأن مثـن البضاعة‪ :‬إن الكذب والتضليل فيام يتعلق بسعر السلعة أو الخدمة يتميز عن باقي‬
‫صفوف الكذب‪،‬ألن مبقتىض السعر غالبا يحدد املستهلك قراره بالرشاء‪.‬‬

‫ولذلك ُيعد اإلعالن غري مرشوع عندما يتضمن تضليال أو خداعا للمستهلك حول السعر‪ ،‬ألنه يؤدي إيل‬
‫جذب املستهلكني إيل مكان البيع مدفوعني بالوهم الذي أمناه يف داخلهم‪ ،‬ويف هذه اللحظة يتفاجأ املستهلك‬
‫أن الثمن الذي أ ُعلن عنه غري حقيقي‪.‬‬

‫وقد أوردت املادة (‪ )1-121-L‬من مدونة االستهالك الفرنيس الصادرة عام ‪ 1993‬أن الثمن من ضمن العنارص‬
‫التي يقع عليها الكذب والتضليل‪.‬‬

‫مام هو جدير بالذكر أيضا أن الكذب والخداع يتحقق عندما يشري اإلعالن إيل وجود تخفيضات يف األسعار‬
‫عىل املنتجات بنسبة ‪ ،٪25‬يف حني أن هذا التخفيض ال يشمل إال جزءا من املنتجات التي ال تتعدى نسبة‬
‫التخفيض فيها ‪ ،٪ 20‬وعىل ذلك استقر القضاء الفرنيس عيل أن أي كذب أو تضليل للمستهلك يف اإلعالن‬
‫عن أمثان املنتجات أو الخدمات يعد عمال غري مرشوع‪،‬ألنه ينطوي عيل خداع املستهلك‪.‬‬

‫وقد استقر القضاء الفرنيس عىل أن كل تاجر من حقه أن يضع األسعار التي يراها مبا ال يعد خروجا عىل‬
‫قواعد املنافسة املرشوعة‪ ،‬وله أن يتبع وسائل املضاربة املرشوعة يف تسعري منتجاته وخدماته‪ ،‬ولكن عليه أن‬
‫‪.‬‬
‫يلتزم مبا أعلن عنه من أسعار سواء أكان يف إعالناته خارجية أو داخل املحل أو عىل املنتجات‬

‫‪ :3‬الكذب بشأن شـــروط البيع ‪ :‬أضيفت صورة الكذب والخداع إيل نص املادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪-73‬‬
‫‪ 1193‬الصادر ىف ‪ 27‬ديسمرب ‪ ، 1973‬وذلك ملواجهة الفروض التي يعمل فيها املعلن عىل جذب العمالء باإلعالن‬
‫كذبا عن رشوط ميرسة للبيع ‪ ،‬فالخداع والتضليل حول رشوط البيع يُعترب عمال غري مرشوع‪ .‬واإلعالن عن‬

‫‪446‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ضامن املبيع ملدة عرش سنوات بينام الحقيقة أنه مضمونا ملدة ‪ 3‬سنوات فقط‪ ،‬واإلعالن عن البيع بالتقسيط‪،‬‬
‫بينام الحقيقة أنه يشرتط سداد ثلث الثمن أو ‪ ٪30‬من الثمن قبل التسليم)‪.(426‬‬

‫‪ : 4‬الكذب بشأن األثر الفعال "للسلعة أو املنتج"‪ :‬األثر الفعال للمنتج هو أن تحتوي السلعة عىل خاصية‬
‫ما أو عىل أثر ما وهو كام عرب عنه البعض)‪ (427‬يكتنفه الغموض‪ ،‬وذلك ألن األثر إما يتعلق بالخصائص الجوهرية‬
‫للمنتج أو أن يدخل ضمن مكونات املنتج‪ ،‬وهو الذي نص عليه املرشع عندما أشار إيل العنارص الذاتية للمنتج‬
‫أو الخدمة وتكرار ذلك‪ .‬والسؤال الذي يضع نفسه هو ما مغزي إضافة هذه الحالة ضمن محل الكذب والتضليل‬
‫يف اإلعالنات التجارية؟‬
‫والواقع أن املرشع مل يقصد عندما نص عىل تحريم الرسالة اإلعالنية التي تحتوي عىل وقائع كاذبة أو‬
‫مضللة‪ ،‬خاصة باألثر الفعال للمنتج وإمنا أراد أن يواجه الحالة التي ينصب فيها الكذب والتضليل عىل األثر‬
‫الفعال ملنتجات معينة كاملنتجات الصيدالنية أو منتجات التجميل أو النظافة ملا لها من أثر خطري عيل صحة‬
‫املستهلك‪ .‬لذلك حكمت محكمة استئناف بحكمها الصادر يف ‪ 5‬ديسمرب ‪ (428)1997‬أن اإلعالنات التجارية التي‬
‫تعلن عن إنقاص الوزن ا لزائد يف منطقتي البطن واألرداف‪ ،‬وذلك ومن إتباع أي حمية أو نظام غذايئ أو عالجي‬
‫فقط ارتداء حذاء يستخدم أثناء السري رغم اإلشارة من بعض األطباء بفاعلية وصالحية املنتج يف إنقاص الوزن‬
‫الزائد‪ ،‬إال أن املحكمة اعتربت هذا هو الصحيح أن هذا التقرير ليس له صفة رسمية‪.‬‬

‫وكرثت هذه األنواع من اإلعالنات مثل األقراص والكرميات التي تقوم بالتحصني وأدانت املحكمة هذه‬
‫األنواع من اإلعالنات أيضا‪ .‬ولكن يف بعض البالد مل تصل إيل تجريم هذا النوع حتى اآلن‪ ،‬وتكرث فيها‬
‫الكذب والتضليل يف إعالناتها التجارية نظرا لعدم وجود نص خاص ورصيح يحرم الدعاية الكاذبة واملضللة‪،‬‬
‫إذا انصبت عيل األثر الفعال للسلعة أو املنتج‪ ،‬وختمت املحكمة وأنهته إيل أنه يجب عىل املعلن إثبات صحة‬
‫االدعاءات التي تضمنتها الرسالة اإلعالنية‪ ،‬فضال عن رضورة مساندة أقــوال املعلن برباهني علمية وأختبارات‬
‫صادقة)‪.(429‬‬

‫‪ ))426‬د‪ /‬خالد عبد املنعم إبراهيم مصطفى‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫(‪ )427‬د‪ /‬محمد أحمد أبو الهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .179‬وقد أشار اىل‪ ،‬د‪ /‬أحمد السعيد الزقرد‪ ،‬الحاميه املدنيه من الدعاية التجارية‬
‫الكاذبة واملضللة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪ )428‬محمد احمد ابو الهنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫)‪(429‬‬
‫‪C.A Paris 5 Déc, 1997, Conçu. On cède. Juris la sseeur. N 11 Nov. 1998 com. Ment A n° 154. Publicité Trompeuse,‬‬
‫‪P2012.‬‬

‫‪447‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -5‬الكذب بشأن النت ائج املتوقع الحصول عليها من السلعة أو املنتج ‪ :‬أعتربت املحاكم الفرنسية من قبيل‬
‫اإلعالن الكاذب والخادع إعالن صاحب محل تصوير انه يكرب الصور الفوتوغرافية إيل حجم ‪ 2.25‬مرت وأكرث‬
‫خالفا للحقيقة)‪ ، (430‬أيضا اإلعالن كذبا عن نوع من العقاقري الذي يسبب النحافة‪ .‬واإلعالن كذبا عن نوع من‬
‫املرشوبات التي يدعي أنها تتضمن عيل عنارص تضمن للشخص حيوية دامئة غري عادية‪ ،‬وغريها من اإلعالنات‬
‫التي تتضمن عىل كذب يقع عيل النتائج املتوقعة من السلعة أو املنتج‪.‬‬

‫‪ -6‬الخداع الذي يؤثر عىل دافع املستهلك اإللكرتوين وإجراءات البيع‪ :‬يف هذا السياق أدانت محكمة‬
‫استئناف (بواتييه) بجلستها املنعقدة يف ‪ 15‬نوفمرب ‪ 1990‬املعلن عن بيع مالبس يف مقر رشكــة تعمل يف مجال‬
‫التصفيات الفضائية بتهمة اإلعالن الكاذب‪ ،‬حيث أفسح املجال لإلعتقاد بأن البضاعة املعروضة واردة من‬
‫مخزن هذه الرشكة‪ ،‬وذلك أن املستهلكني يكونوا أكرث حساسية بالنسبة للعروض الخاصة بالتخفيضات بصفة‬
‫)‪(431‬‬
‫عامة‪ ،‬وتخفيضات أسعار املالبس بصفة خاصة‪.‬‬

‫وعيل نفس النهج قيام صاحب محل تجاري باإلعالن أنه‪ (:‬بعد ‪ 75‬سنة من العمل يقرر املحل إغالق‬
‫أبوابه مضطرا وتصفية كل مخزونه من املالبس مضحيا بها بأسعار منخفضة لظروف االستعجال)‪ ،(432‬ورغم ذلك‬
‫حكم عليه بالرباءة‪ ،‬رغم أنه أوهم جمهور املستهلكني بوجود صفقة وفرصة لن تتكرر وهي التصفية بأسعار‬
‫مخفضة)‪.(433‬‬

‫فاإلعالن إذا كان غري واضح وغري محدد فيام يتعلق بالدافع من وراء عرض السلعة أو الخدمة فإنه يكون‬
‫خادع ومضلل وكاذب‪ ،‬وبالتايل يعترب عمال غري مرشوع وإعالن تجاري غري نزيه يسأل عنه املعلن الذي يشري‬
‫عيل غري الحقيقة‪.‬‬

‫‪ - 7‬خداع امل ُعلن املستهلك اإللكرتوين ضامنات ما بعد البيع ‪ :‬قد تكون تعهدات املعلن التي قطعها عيل‬
‫نفسه أو أعلن عنها التي دفعت املستهلك بإتخاذ قراره برشاء سلعة أو التعاقد عيل خدمة مدفوعة بهذا التعهد‪،‬‬
‫وإذا اثبت فيام بعد عدم صدق هذه التعهدات‪ ،‬فإن ذلك ميثل خداعا وغشا للمستهلك‪ ،‬لذا رصحت معظم‬

‫)‪(430‬‬
‫‪T.G.I. Seine . 4 Juillet 1968. "Grossit des photos jusqu'à une hauteur de 2.50m. du plancher et Jusqú au plafond si‬‬
‫‪vous le désirez".‬‬
‫)‪(431‬‬
‫‪C.A Poitiers, 15 Juin 1990, Rev. Dr. Pén. 10 année hors série déc 1998, P. 91.‬‬
‫)‪(432‬‬
‫‪Rouen 14 février 1975: D. 1975. 363 : Zomai 1975. D. 1976 52:R.T.D Comme 1976 - P.426, N °.‬‬
‫)‪ (433‬د‪ /‬أحمد السعيد الزقرد‪ ،‬الحاميه املدنيه من الدعاية التجارية الكاذبة واملضللة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪448‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫النصوص القانونية عيل تحريم الرسالة اإلعالنية التي ينصب فيها الكذب أو التضليل عىل مضمون مغزى‬
‫متعهدات املعلن‪.‬‬

‫ويتضح هذا بشكل أسايس يف اإلعالنات عن خدمات ما بعد البيع أو ضامن قطع الغيار للامكينات أو‬
‫األجهزة املعلن عنها‪ .‬وهكذا فإن البائع الذي يعلن كذبا أن كل مبيعاته ميكن تغيريها أو استبدالها بغريها برشط‬
‫أن تكون بحالة جيدة ويخل بهذه التعهدات يقع تحت طائلة القانون)‪.(434‬‬

‫فأي خداع أو تضليل للمستهلك بشأن تلك التعهدات يؤدي إيل إنعقاد املسئولية عن األرضار التي تلحق‬
‫باملستهلك‪ ،‬ويحدث هذا الخداع عندما يتعهد املعلن بالتزامات يف رسالة إعالنية ال يستطيع اإللتزام بها وتنفيذها‬
‫أو يقوم بتنفيذ إلتزامات أخري بديلة عنها‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الضوابط القانونية لحامية املستهلك اإللكرتوين من اإلعالن املضلل يف الترشيع‬
‫املقارن‬
‫بعد عرض الطبيعة القانونية لإلعالن اإللكرتوين‪ ،‬يجب أن نوضـح مدى خطورة اإلعالن عىل حقـــوق‬
‫املستهلك اإللكتـروين بصفة خاصـة‪ ،‬وهذا ما دعي املشــــرع يف الكثــري من الدول إىل التدخـــل ووضع‬
‫ضوابط قانونيـــة ملزمة ومقرتنة بجـزاءات جنائية قد تكون رادعــة‪ ،‬ملنع اإلعـــالنات الخادعة والكاذبة‪،‬‬
‫ومحاربة صـور التضليل اإللكرتوين التي قد بقـــع املستهلك فريسة لها سواء كان ذلك عىل املستوى الوطني‬
‫أو املستــوى الدويل‪.‬‬

‫حتى أنه لتفادى مخاطر اإلعالنات اإللكرتونية املخادعة‪ ،‬وليك ال تتزعزع املستهلك اإللكرتوين بامل ُعلن‬
‫والسلع والخدمات التي يعرضها‪ ،‬قد وضع امل ُعلنني يف بعض الدول مجموعة من الضوابط للتنظيم الذايت‬
‫لإلعالن وألزموا أنفسهم بها‪ ،‬جاعلني الهدف األسايس من هذا التنظيم هو طأمنينة املستهلك اإللكرتوين‪،‬‬
‫وح تى يؤدي اإلعالن هدفه ووظيفته يف جذب وإعالم املستهلك بالسلعة أو الخدمة املعروضة‪ ،‬وهو أمر لجأت‬
‫إليه أيضا غرفة التجارة الدولية بباريس‪ ،‬واضعة تنظيام للسلوك املحيل مبادة اإلعالن‪ ،‬أوضحت فيه املبادئ‬
‫األخالقية ملهنة اإلعالن التي يجب عىل امل ُعلنني االلتزام بها‪ ،‬كام ذهب املحرتفون يف بعض البلدان مثل‬
‫فرنسا إيل إيجاد مكتب للتحقق اإلعالين(‪ ، (435))BVP‬وقد جاء تنظيم أخالقيات مهنه اإلعالن‪ ،‬مطابقا للغاية‬

‫)‪(434‬‬
‫‪C.A. Aix – en Provence, 16 Juin. 1965, cite par. P.et.F. greffe. N 1109. P.339.‬‬
‫‪ BVP ))435‬اختصار لـ ‪)le bureau de verification de la publicité( :‬‬

‫‪449‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫التي تبنتها غرفة التجارة الدولية بباريس السابق ذكرها‪ ،‬حيث كان الهدف من وضع تلك األخالقيات هو ضامن‬
‫التزام واحرتام األعضاء واملنتسبني الجدد لها بتلك األخالقيات املتبناة من قبلها)‪.(436‬‬

‫إال أن ذلك يحل محل تدخل املرشع واملحاكم يف وضع الضوابط القانونية والنصوص الترشيعية امللزمة‬
‫واملقرتنة بجزاءات جناية تضمن االلتزام بها وتوقع عىل من يخالفها‪ ،‬ملواجهة خطورة ما يتعرض له املستهلك‬
‫اإللكرتوين من اإلعالنات‪ ،‬ويبقى السؤال املطروح هنا ما هو محتوى الضوابط واألحكام التي يجب عىل املعلن‬
‫االلتزام بها حتى يكون إعالنه داخل إطار قانوين صحيح؟‬

‫إن اإلجابة عىل هذا التساؤل تستلزم منا عرض مضمون هذه األحكام عىل املستوى األوريب‪ ،‬كام عىل‬
‫مستوى الترشيع الفرنيس باعتباره كان سباقا يف التنبه لهذه املعضلة‪ ،‬ثم نوضح ما تضمنته بعض الترشيعات‬
‫العربية من ضوابط وأحكام ونختمها مبوقف املرشع املرصي من تلك الترشيعات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موضوع اإلعالن عىل املستوى األورويب‪ :‬نجد يف هذا االتجاه العديد من التوجيهات واإلرشادات‬
‫األورويب والتي تبنت موضوع اإلعالن ومواجهة اإلعالن الكاذب والخادع‪ ،‬ومنها اإلرشاد األورويب املتعلق‬
‫باإلعالن الخادع واإلعالن املقارن لعام ‪.(437)1997‬‬

‫كام أن اإلرشاد األورويب الخاص بالتجارة اإللكرتونية عام ‪( 2000‬رقم ‪ 31/2000‬تاريخ ‪ 8‬يونيو ‪،)2000‬‬
‫وأيضا ما يسمى بالكتاب األخرض (‪ )LIVRE VERT‬الصادر عن اللجنة األوروبية منذ عام ‪ .(438)1996‬وملحقه‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪ .1998‬هذه النصوص ذات التوجه العام‪ ،‬التي تطبق بصورة أويل عىل اإلعالن الخادع‬
‫املنشور عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬قد حددت مفهوم اإلعالن بأنه يشمل أي شكل من أشكال االتصال يف إطار‬
‫النشاط التجاري والصناعي والحريف واملهن الحرة‪ ,‬وذلك بغاية تسويق البضائع والخدمات مبا فيه األموال غري‬
‫املنقولة‪ ،‬والحقوق‪ ،‬والواجبات)‪.(439‬‬

‫)‪ (436‬د‪ /‬فريد منعم جبور‪ ،‬حامية املستهلك اإللكرتوين عرب اإلنرتنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .16‬د‪ /‬محمد نرص محمد القطرى‪ ،‬الحامية‬
‫الجنائية من الخداع اإلعالين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 246‬وما بعدها‪ .‬د‪ /‬فتيحة محمد قوراري‪ ،‬الحامية الجنائية للمستهلك من‬
‫اإلعالنات املضللة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫) ‪(437‬‬
‫‪(Cons. Ue, dir. n’’ 97 / 55 / CE, 6 Oct. 1997, mod. Dir n’’ 84 / 450 / CEE).‬‬
‫)‪(438‬‬
‫‪(Livre vert de la commission européenne: «les communications commerciales dans le marché intérieur». 8 mai 1996:‬‬
‫‪Doc. Com (1996), 192 final).‬‬
‫) ‪ (439‬د‪ /‬هدى حامد قشقوش‪ ،‬اإلعالنات غري املرشوعة يف نطاق القانون الجنايئ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪450‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬موضوع اإلعالن يف الترشيع الفرنيس ‪ :‬مل يضع الترشيع الفرنيس تحديدا معينا لإلعالن بصورة‬
‫مبارشة‪ ،‬بل منع يف املادة‪ ) 1-121(440)(L‬وما يليها من قانون االستهالك‪ ،‬اإلعالن الخادع الذي يتم بأي شكل‬
‫من األشكال‪ ،‬ويشتمل عىل‪ :‬بيانات أو عروض كاذبة أو تلك التي من شأنها أن تؤدي إيل الخداع أو التضليل‪،‬‬
‫ويقع عيل عنرص أو أكرث من عنارص السلعة أو الخدمة وخاصة منها التالية‪ :‬الوجود (‪ ،)l’existence‬الطبيعة‪،‬‬
‫الرتكيب‪ ،‬الصفات الجوهرية‪ ،‬املصدر‪ ،‬النوعية‪ ،‬الكمية‪ ،‬الشكل وتاريخ الصنع‪ ،‬الخواص‪ ،‬السعر‪ ،‬رشوط‬
‫االستعامل ومحاذيره‪ ،‬رشوط البيع‪ ،‬الفوائد‪ ،‬مدى التزامات املعلن‪ ...‬الخ‪ .‬كام أن نص املواد ‪ 2-121L‬إيل ‪-121L‬‬
‫‪ 7‬من قانون االستهالك الفرنيس تفرتض وجود ثالث رشوط مجتمعة حتى ميكن اعتبار اإلعالن اإللكرتوين‬
‫جرمية هي ‪:‬‬

‫الرشط األول‪ :‬أن يكون هنا إعالن فعيل مهام اختلفت وسيلة نرشة (شبكة اإلنرتنيت – راديو – لوحة إعالن‬
‫– تلفزيون‪ ) ..‬أو مهام اختلف شكل اإلعالن (كلامت – صور – حديث – بيانات‪ )..‬أو تنوعت السلعة أو الخدمة‬
‫أموال غري منقولة – منقوالت – خدمات‪ )...‬أو أيا كانت صفة امل ُعلن فقد يكون محرتفا أو غري محرتف وقد يكون‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬
‫الرشط الثاين‪ :‬أن يكون هناك خداع حتى ولو مل يؤد فعال إيل إيقاع املستهلك اإللكرتوين يف الخطأ)‪.(441‬‬
‫الرشط الثالث‪ :‬أن يكون الخداع عىل أحد العنارص املذكورة يف نـص املادة( ‪ )1-121L‬املذكورة سابقا )‪.(442‬‬

‫نستخلص من ذلك أن جرمية اإلعالن الخادع كام جاءت يف قانون االستهالك تقع حتى وإذا مل يكن‬
‫هناك سوء نية من جانب امل ُعلن‪ ،‬حيث أن جرمية اإلعالن الخادع هي جرمية مادية ‪ ،‬تقوم عىل مجرد اإلهامل‬
‫أو عدم االحرتاز عند نرش اإلعالن عىل شبكة اإلنرتنت أو عىل أي وسيط إلكرتوين أخر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موضوع اإلعالن املضلل يف القضاء الفرنيس‪ -:‬أقر القضاء الفرنيس بأن اإلعالن املضلل هو كل ما‬
‫يوقع املستهلك يف غلط)‪ ،(443‬فإن هذه التوليفة‪ ،‬املتعلقة بالجنحة املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني‬

‫)‪(440‬‬
‫‪(Art L122-1 (code de consommation) «est interdite toute publicité comportant, sous quelque forme que ce soit, des‬‬
‫‪allégations, indications ou présentations fausses ou de nature à induire en erreur, lorsque celles-ci porte sur un ou plusieurs‬‬
‫‪des éléments ci après:‬‬
‫)‪(441‬‬
‫‪J. Calais - Auloy et F. Steinmetz: “ droit de la consommation" op. cit. P 140.‬‬
‫)‪(442‬‬
‫‪Y. Picod et H. Davo: “ droit de la consommation", éd DALLOZ, 2005, P 72.‬‬
‫)‪(443‬‬
‫‪A. Giudicelli, Chroniques, Rev. Sc. Crim., 1999, P.115‬‬

‫‪451‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االستهالك‪ ،‬ترتكز عىل ما يزيد عن الثالثني حكام قضائيا صادر بطريق محكمة النقض‪ ،‬واملحاكم األدىن‬
‫درجة‪ ،‬خالل الفرتة التي متتد من أكتوبر ‪ 1997‬وحتى سبتمرب ‪ .1998‬ومن خالل هذه األحكام املتنوعة سوف‬
‫نرصد عىل وجه الخصوص‪ ،‬تلك التي صدرت يف شأن اإلعالن املضلل‪.‬‬

‫بداية‪ ،‬وفيام يتعلق بالجانب النفيس ملرتكب الجرمية‪ ،‬فقد أكد العديد من األحكام القضائية عىل أن‬
‫الخطأ‪ ،‬أو اإلهامل يكفي إلسناد التهمة‪" ،‬وسوء نية املعلن ال يعترب ركن يف جنحة اإلعالن الكاذب‪ ،‬أو الذي‬
‫يؤدي بطبيعته إيل الوقوع يف الخطأ)‪ ."(444‬وعىل الرغم من أن بعض األحكام مل تألوا جهدا يف سبيل متييز‬
‫القصد الجنايئ)‪ ، (445‬إال أن خطأ الفاعل ميكن استنباطه من مجرد املعرفة البسيطة بعدم صحة البيانات الواردة‬
‫يف اإلعالن‪ ،‬وعدم تحري الدقة والسالمة يف املعلومات التي ينقلها إيل الجمهور)‪.(446‬‬

‫وعىل نحو ما سبق وأن أرشنا أنفا‪ ،‬إن جنحة اإلعالن الكاذب‪ ،‬أو الذي يؤدي بطبيعته إيل الوقوع يف‬
‫الخطأ تبدو كام لو كانت جنحة متلونة ‪ ،un délit caméléon‬إذ من املمكن أن يتنوع الجانب النفيس لها‪ ،‬عىل‬
‫الرغم من رضورة‪ ،‬وكفاية يف ذات الوقت إثبات اإلهامل‪ ،‬أو الخطأ‪.‬‬

‫بينام وفيام يتعلق بالركن املادي للجرمية‪ ،‬فإن العديد من األحكام القضائية تشهد عىل اتجاه القضاء نحو‬
‫األخذ بالتفسري الواسع لفكرة اإلعالن‪ ،‬املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-1121‬من تقنني االستهالك‪ .‬ولقد جري‬
‫الحال عىل تعريف اإلعالن بأنه وسيلة للتبصري تسمح للعميل االفرتايض الخيار والرأي بشأن‪ ،‬أو الخدمة‬
‫املقرتحة)‪ .(447‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ميكن نرش اإلعالن بواسطة أية دعامة‪ ،‬أو من خالل املنشور الذي يوزع يف‬
‫الطريق العام)‪.(448‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن اإلعالن ميكن أن يتم بطريق فرد عادي‪ ،‬وقد يتم عن طريق شخص محرتف‪.‬‬
‫ذهبت الدائرة الجنائية مبحكمة النقض ألبعد من ذلك يف حكمها الصادر يف ‪ 6‬مايو ‪ ،1998‬حيث قضت بعدم‬
‫أهمية أن يكون اإلعالن قد تم نرشه لغاية الربح‪ ،‬وأال ينطوي عىل الطابع التجاري‪ .‬وبحسب موضوع ذلك‬
‫الحكم‪ ،‬قام املتهم بتوزيع منشورات باسم جمعية الدفاع عن ضحايا الجرائم ودعي القارئ إىل تحريك دعوى‬

‫) ‪(444‬‬
‫‪Crim., 12 nov. 1997, Droit pénal, févr. 1998, p. 17‬‬
‫) ‪(445‬‬
‫; ‪Aix-en-Provence, 15 janv. 1998, Jurisdata, n° 041502‬‬
‫) ‪(446‬‬
‫‪Crim., 12 nov. 1997, préc. ; Paris, 16 juin 1998, Jurisdata, n° 022182‬‬
‫) ‪(447‬‬
‫‪Agen, 15 janv. 1998, Jurisdata, n° 040689 ; crim., 6 mai 1998, n° 97-83.203, Jurisdata, n°003317‬‬
‫) ‪(448‬‬
‫‪A. Giudicelli, Chroniques, Rev. Sc. Crim., op.cit, P.116.‬‬

‫‪452‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املسئولية ضد بعض النواب بالجمعية الوطنية‪ ،‬أو بعض املحرتفني ومشاورة الجمعية يف هذا األمر‪ ،‬بينام كانت‬
‫الجمعية خاضعة إلجراءات التصفية القضائية‪ ،‬ومن ثم فلم يكن يف استطاعتها تقديم الخدمة املقرتحة‪.‬‬

‫أخذت املحكمة باملفهوم الواسع لإلعالن من حيث دعامته والباعث عليه‪ ،‬وقدرت طابع الغش الذي ينطوي‬
‫عليه هذا اإلعالن من خالل اإلحالة عىل معيار املستهلك املتوسط‪ ،‬أو عىل القارئ املتوسط)‪ .(449‬أما عن اإلعالن‬
‫املبالغ فيه فإن العقاب ال ميتد إليه‪ ،‬بحيث أن الطابع الصاخب املستخدم يف الرسالة اإلعالنية ميكن أن يدفع‬
‫بالقضاة إيل الحكم بعدم تحقق الجرمية‪.‬‬

‫بيد أن محكمة استئناف باريس قضت رصاحة بأنه وإذا كان من املقبول تضمني اإلعالن بعض صور‬
‫املبالغة يف الوص ف‪ ،‬ولكن ال يجب أن تصل هذه املبالغات إيل حد التحريف الجسيم يف التصوير مبا يجايف‬
‫الحقيقة‪ .‬وعىل هذا النحو‪ ،‬فقد قدرت املحكمة‪ "( ،‬إن القيام بإجراء اإلعالن من خالل الحملة اإلعالنية بشأن‬
‫عدم قابلية املادة املطروحة للبيع لالستخدام‪ ،‬يشكل جرمية إعالن كاذب طاملا مل يثبت الدليل عىل أن هذه‬
‫املادة غري قابلة لالستخدام‪.‬‬

‫يف الواقع‪ ،‬إن املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك تكشف بجالء عن عناية املرشع وضع قامئة من العنارص‪،‬‬
‫التي ميكن أن تحمل البيانات‪ ،‬أو املعطيات والعروض املضللة‪ ،‬أو التي ميكن أن توقع‪ ،‬بطبيعتها يف الغلط‪.‬‬
‫وبالنظر إىل هذه الخطوة التكاملية التي يخطوها املرشع‪ ،‬فال ميكن القول بوجود جرمية اإلعالن املضلل إال‬
‫متى كان موضوع الغش‪ ،‬أو التضليل أحد البيانات الواردة يف القامئة القانونية)‪.(450‬‬

‫وبالنظر إيل تنوع العنارص املنصوص عليها يف رصيح املادة ‪ ،1-121‬فقد تم وضع فئتني من اإلعالن‬
‫املضلل‪ ،‬عىل الرغم مام نجد من تداخل بني كال الفئتني يف الواقع العميل ‪ :‬فهناك الفئة املتعلقة بوجود‪،‬‬
‫وطبيعة‪ ،‬وخصائص املال أو الخدمة املقرتحة‪ ،‬أما عن الفئة الثانية‪ ،‬فإنها تتعلق بهوية‪ ،‬وجودة‪ ،‬وقدرات املعلن‬
‫(فقد يكون املعلن صانع‪ ،‬أو بائع‪ ،‬أو مستثمر‪ ،‬أو ملتزم بعمل)‪.‬‬

‫عىل أية حال‪ ،‬وخالل فرتتنا هذه‪ ،‬صدر العديد من القرارات بشأن موضوع الوقائع‪ ،‬التي ارتبطت بأويل‬
‫الفئتني املشار إليهام‪ .‬تقع جنحة اإلعالن الكاذب حينام يستخدم يف اإلعالن الخاص بعمل رحالت حول‬

‫) ‪(449‬‬
‫‪Axe-en-Provence, 18 mars 1998, Jurisdata, n° 040966‬‬
‫) ‪ (450‬أنظــــــــــــــر ‪:‬‬
‫‪G. Giudicelli-Delage, Droit pénal des affaires, 3e éd., Mémento, Dalloz, 1996, p. 154.‬‬

‫‪453‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫العامل عبارات الغرض منها إقناع العميل االفرتايض الطابع الرتفيهي الراقي للطريان املقرتح‪ ،‬بينام الخدمة‬
‫املقدمة أقل من ذلك)‪.(451‬‬

‫كذلك الحال‪ ،‬حينام يتضمن اإلعالن املنشور يف الصحف‪ ،‬والخاص مبجموعة عقارية اإلشارة إيل وجود‬
‫حامم سباحة‪ ،‬وملعب تنس بينام ومن حيث الواقع العميل مل يتم إنشاء هذه األشغال‪ ،‬ومل يكن من املمكن‬
‫إنشائها لعدم وجود األرض والتمويل)‪ .(452‬كام تقع هذه الجرمية ذاتها يف حالة املطالبة بتربعات خالل حملة‬
‫الدعاية لصالح منظامت خريية محددة‪ ،‬طاملا أن هذه املنظامت مل تحصل عىل أية مبالغ مالية من املطلوبة‬
‫للتربع )‪.(453‬‬

‫وتقع هذه الجرمية يف حالة تضمني التكيت املوضوع عىل زجاجة النبيذ)‪ ،(454‬وعىل الكارتون عبارة صنع‬
‫يف فرنسا‪ ،‬بينام تم إعداد النبيذ فقط يف فرنسا‪ ،‬ولكنه من الخارج)‪ .(455‬كذلك يف حالة قيام مدير رشكة‬
‫متخصصة يف صناعة الزجاج بنرش عبارة عىل الزجاجة " بدون صبغات‪ ،‬وبدون مواد كياموية "‪ ،‬بينام ثبت‬
‫استخدام هذه امل واد يف تصنيع الزجاج امللون‪ ،‬والجلرسين‪ ،‬حيث تم العثور عىل هذه املواد يف ورشة‬
‫التصنيع)‪.(456‬‬

‫باإلضافة إيل ذلك‪ ،‬تقع جنحة اإلعالن املضلل يف حالة قيام مكتب طلبات بضاعة املصحوبة بإذن‬
‫تخصيص مجموعات منوه عليها بعبارة‪ ،‬فرصة للحصول عىل ساعة هدية عالية القيمة‪ ،‬أو قطعة مجوهرات‬
‫فريدة ‪ ،‬مبا يدفع العميل إيل االعتقاد بأن األمر يتعلق مبزية شخصـــية‪ .‬بينام ومن حيث الواقع العميل كانت‬
‫الساعة الهدية متواضعة للغاية‪ ،‬وزهيدة القيمة‪ ،‬وقد تم إرسال مستندات مامثلة إيل ما ال يقل عن ‪250،000‬‬
‫شخص )‪.(457‬‬

‫)‪(451‬‬
‫‪Crim., 15 oct. 1997, Bull. crim., n° 337.‬‬
‫)‪(452‬‬
‫‪Crim., 14 janv. 1998, n° 97-81. 690, Jurisdata, n° 001518‬‬
‫) ‪(453‬‬
‫‪Aix En-Provence, 4 juin 1998, Jurisdata, n° 042121‬‬
‫) ‪(454‬‬
‫‪A. Giudicelli, Chroniques, Rev. Sc. Crim., op.cit, P.117.‬‬
‫) ‪(455‬‬
‫‪Bordeaux, 10 févr. 1998, préc.‬‬
‫) ‪(456‬‬
‫‪Paris, 7 janv. 1998, Jurisdata, n° 020128‬‬
‫) ‪(457‬‬
‫‪Paris, 4 mai 1998, Jurisdata, n° 021309‬‬

‫‪454‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫واإلعالن عىل لفافات الورد املتضمنة طباعة ملونة بعبارة أن ألوان الزهور مضمونة‪ ،‬بينام مل تكن الزهور‬
‫تتضمن األلوان املعلنة بهذا الوصف‪ ،‬حيث مل يتم عمل الفحص عىل مجموع األصناف التي تم بيعها)‪.(458‬‬
‫كذلك الشأن يف حالة تضمني صحيفة اإلعالنات إعالن لبيع شقة والتنويه عن أن مساحتها ‪ 50‬مرت مربع بدال‬
‫من ‪ 45‬مرت مربع)‪.(459‬‬

‫يف الواقع‪ ،‬وبالنظر إيل الفئة األويل‪ ،‬يجدر بنا أن نشري إيل عنرص هام وهو الذي يكون يف الغالب املوضوع‬
‫الجوهري لإلعالن املضلل‪ :‬مثن املال‪ ،‬أو الخدمة املقرتحة‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬تقع جنحة اإلعالن املضلل‪ ،‬أو الذي‬
‫يؤدي بطبيعته إيل الوقوع يف الغلط‪ ،‬يف األمثلة التالية ‪:‬‬

‫حالة مدير رشكة توزيع‪ ،‬الذي يقرتح‪ ،‬يف إطار حملة الدعاية‪ ،‬مواد عالية الجودة بأمثان مغرية لفرتة‬
‫محددة‪ ،‬بينام مل يكن بعض املنتجات مهيأة خالل هذه الفرتة بسبب عدم وجود بضاعة يف املخازن)‪ .(460‬وكذلك‬
‫حالة اإلعالن امل سبوق بالنرشة التمهيدية عن حالة تصفية كاملة‪ ،‬والبيع بأمثان منخفضة ألجهزة كهربائية‬
‫منزلية‪ ،‬بينام ال يشمل الثمن املنخفض سوى جزء صغري من هذه البضاعة‪.‬‬

‫وحالة بيع لوت من األدوات الصحية بثمن أقل من الثمن املعروض يف املحل واملنتج املباع بالثمن املعلن‬
‫املشتمل عىل بعض القيود من حيث الكيف مل ينوه عنه يف اإلعالن)‪ .(461‬واإلعالن عن تخفيضات هامة يف‬
‫الروائح املعروضة للبيع بينام مل تختلف األمثان‪ ،‬عن تلك التي تحددت خالل الشهرين السابقني‪ ،‬ومل يتم‬
‫االلتزام بالقواعد املتعلقة بسعر األساس)‪.(462‬‬

‫ويف حالة اإلعالن الحائطي للبيع االستثامري ملجوهرات لصالح حاميل بطاقات التحويل‪ ،‬حيث تتحقق‬
‫واقعة الكذب يف حقيقة التخفيض املقرتح حيث قام املتهم بتضخيم األمثان العامة بصورة تتجاىف‬
‫والحقيقة)‪ . (463‬والقيام بإصدار كوبونات رحالت حيث وبحسب اإلعالن فإن هذه الكوبونات تعطي حق اإلقامة‬
‫برشط أن ترسل هذه الكوبونات لرشكة معينة باالسم بغية رشاء تذاكر الطريان‪ ،‬وبينام ومن حيث الواقع العميل‪،‬‬

‫) ‪(458‬‬
‫‪Paris, 5 mai 1998, Jurisdata, n° 021307‬‬
‫) ‪(459‬‬
‫‪Paris, 16 juin 1998, Jurisdata, n° 022182‬‬
‫) ‪(460‬‬
‫‪Aix-en-Provence, 15 janv. 1998, préc.‬‬
‫) ‪(461‬‬
‫‪Grenoble, 9 janv. 1998, Jurisdata, n° 040080‬‬
‫) ‪(462‬‬
‫‪Paris, 10 mars 1998, Jurisdata, n° 020745‬‬
‫) ‪(463‬‬
‫‪Paris, 30 avr. 1998, Jurisdata, n° 021321‬‬

‫‪455‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫يتضمن مثن بيع التذاكر‪ ،‬املعلن باعتباره يتضمن إقامة مقدمة‪ ،‬أو مجانية ال يشمل فقط مثن النقل الجوي‪،‬‬
‫ولكن أيضا مثن اإلقامة)‪.(464‬‬

‫بالنظر إيل هذه البانوراما‪ ،‬وعىل وجه الخصوص القرار األخري املشار إليه‪ ،‬نستطيع القول بأن حكم الدائرة‬
‫الجنائية مبحكمة النقض الصادر يف ‪ 29‬أكتوبر ‪ 1997‬مثري للدهشة)‪ .(465‬ففي إطار عملية استثامرية اقرتحت‬
‫الرشكة عىل الجمهور‪ ،‬ومن خالل اإلعالن الحائطي والنرشة التمهيدية موكيت وتلبيسات له مع الرتكيب‬
‫املجاين‪ .‬تم استدعاء الرشكة أمام محكمة الجنح ملواجهتها بتهمة اإلعالن املضلل عىل النحو الذي يدع‬
‫الجمهور من املستهلكني يعتقد بأن الرتكيب كان مجاين بينام تم متويل مثن هذه الخدمة من خالل الزيادة‬
‫يف هامش الربح التجاري‪ ،‬وقد صدر حكم قضاة أول درجة ضد رئيس مجلس إدارة الرشكة)‪.(466‬‬

‫ويف سبيل إبطال هذا الحكم‪ ،‬فقد قضت محكمة استئناف ‪ ،Douai‬من جانب مل يثبت أن كافة السلع‬
‫املنتجات املعروضة للبيع بالرتكيب املجاين قد طبقت معامل متنوع أعىل من املنتجات األخرى‪ ،‬ومل يتم زيادة‬
‫مثنها قبل العملية االستثامرية‪ ،‬ومن جانب أخر‪ ،‬فقد تم تعيني الخدمة املقدمة وتوريدها‪ ،‬ومل يتضمن اإلعالن‬
‫أي بيان غري صحيح‪ ،‬أو يؤدي بطبيعته إىل الوقوع يف الغلط‪ .‬وحيث أن هذا التسبيب كان كافيا‪ ،‬فقد كان من‬
‫الواجب‪-‬بحسب محكمة االستئناف‪ ،-‬فقد رفضت محكمة النقض الطعون املقدمة من النائب العام لدى محكمة‬
‫االستئ ناف‪ ،‬وكذلك املدعي بالحق املدين‪ ،‬وقد أكدت محكمة النقض يف حكمها‪( :‬إن اإلعالن عن خدمات‬
‫باعتبارها مجانية بينام تم تضمني مثنها يف الثمن الخاص ببيع البضائع‪ ،‬وهو املوضوع األسايس لإلعالن‪ ،‬ال‬
‫يشكل الجنحة املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك‪ ،‬طاملا أن املشرتي قد تم تبصريه بالثمن‬
‫الشامل‪ ،‬الذي قام بدفعه‪ ،‬ومل يثبت إيقاعه يف الغلط بشأن أحد العنارص الواردة يف النص)‪.‬‬

‫وعىل الرغم من أن الحكم الصادر يف ‪ 29‬أكتوبر ‪ 1997‬ليس سوى حكم عادي‪ ،‬إال أن العبارات التي‬
‫استخدمتها الدائرة الجنائية مبحكمة النقض تنقل من الخاص إيل العام‪ ،‬ولكن عىل نحو غري مالئم‪ .‬فنحن‬
‫نشك يف مالمئة الصياغة التي متت بطريق محكمة النقض‪ ،‬وذلك بالنظر إيل نص القانون والغايات التي‬
‫يسعى إىل إدراكها‪.‬‬

‫) ‪(464‬‬
‫‪Aix-en-Provence, 25 mars 1998, Jurisdata, n° 041494‬‬
‫) ‪(465‬‬
‫‪Bull. crim., n° 362 ; JCP 1998.11.10138, obs. Critiques J. Casey‬‬
‫) ‪(466‬‬
‫‪A. Giudicelli, Chroniques, Rev. Sc. Crim., op.cit, P.116.‬‬

‫‪456‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبرغم ما جاء يف حكم محكمة النقض‪ ،‬إال أننا نتساءل عام إذا كان من املمكن القول بأن الخدمة كانت‬
‫مجانية‪ ،‬بينام تم تضمني مثنها يف مثن البيع؟‪ ،‬أال يخاطر املستهلك املتوسط يف االعتقاد‪ ،‬بطريق الخطأ بأن‬
‫املعلن يتحمل مثن الخدمة‪ ،‬بينام هو الذي يدفعه يف النهاية ؟‬

‫نحن ندرك بأنه ومتى كان الثمن موضوع العملية االستثامرية مل يتم بعد زيادته ففي هذه الحالة يعن لنا‬
‫أن نتساءل عام إذا كانت الخدمة املقدمة يف حالة الرشاء قد قدمت بالفعل من عدمه‪ .‬بيد أننا ال نشايع من‬
‫جانبنا هذا الحل‪ ،‬الذي يدفع إىل االعتقاد‪ -‬يف عبارات عىل قدر كبري من التعميم‪ ،-‬ويف مثل هذه الحالة‬
‫للمستهلك املبرص بالثمن املدفوع‪ ،‬أن اإلعالن مل يؤدي إيل الوقوع يف الغلط بشأن أحد العنارص الواردة يف‬
‫رصيح نص القانون‪ ،‬بينام يحرم نص القانون العروض التي تؤدي إىل الوقوع يف الغلط حينام تنصب عىل مثن‬
‫ورشوط بيع األموال‪ ،‬أو الخدمات‪ ،‬موضوع اإلعالن)‪.(467‬‬

‫إن الفئة األخرى لإلعالن املضلل‪ ،‬وهي تلك التي تتعلق بهوية‪ ،‬وجودة‪ ،‬وقدرات املعلن‪ .‬هنا ميكننا الرجوع‬
‫إيل العديد من األحكام القضائية التي صدرت بشأن هذه الفئة من اإلعالن املضلل عىل وجه الخصوص‪ .‬وعىل‬
‫هذا النحو‪ ،‬يتحقق وصف جنحة اإلعالن املضلل املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك عىل‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫حالة املعلن الذي يقدم خدمة عقارية عىل النحو الذي يدعو إىل االعتقاد بأنه موكل من عمالء أجانب‬
‫للقيام برشاء عقارات‪ ،‬بينام ومن حيث الواقع العميل ينحرص دوره يف مجرد إرسال امللفات إيل الوكاالت العقارية‬
‫األجنبية)‪ .(468‬كذلك الحال‪ ،‬حينام يستخدم موزع الخمور صفة املالك الحاصد للكروم بينام ويف املجال الزراعي‪ ،‬نجد‬
‫أن لفظ املالك يعني امللكية العقارية ولفظ الحاصد‪ ،‬هو الشخص الذي يقوم بالزرع والحصاد لثمرة إنتاجه)‪.(469‬‬

‫كذلك يف حالة قيام مدير رشكة تبديل املنزل باإلعالن يف الصفحات الصفراء بحولية فربانس تيليكوم‪،‬‬
‫حيث نوه يف اإلعالن عن أن رشكته استفادت من العالمة "‪ ،"NF Service‬بينام ومن حيث الواقع العميل مل‬
‫يكن ميلك شهادة مطابقة)‪.(470‬‬

‫) ‪(467‬‬
‫‪A. Giudicelli, Chroniques, Rev. Sc. Crim., op.cit, P.118.‬‬
‫)‪(468‬‬
‫‪Agen, 8 juill. 1998, Jurisdata, n° 043571.‬‬
‫)‪(469‬‬
‫‪Bordeaux, 15 janv. 1998, préc.‬‬
‫)‪(470‬‬
‫‪Susan W. Brenner, Law in an Era of “Smart” Technology, ibid, P 87.‬‬

‫‪457‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عىل ذات املنوال‪ ،‬نشري إيل حالة مدير مدرسة الفنون بنرش إعالن يف صحيفة اإلعالنات يبني فيه أن‬
‫املدرسة تصدر دبلومات معتمدة من الدولة‪ ،‬بينام مل تحصل املدرسة عىل هذا االعتامد من الدولة يف الواقع‬
‫العميل)‪ . (471‬والتنويه يف الربيد الذي يقرتح تقديم مساعدة للمحرتفني يف حالة التعرث املايل‪ ،‬عىل أنه صادر‬
‫عن املفوضية العليا للرشكات املتعرثة‪ ،‬بينام تخصص وظيفة املفوضية العليا لألعضاء النيابة العامة‪ ،‬وهو ما ميكن‬
‫)‪(472‬‬
‫أن يوجد حالة من الخلط مع املنظمة العامة ‪.‬‬

‫كذلك يتحقق وصف اإلعالن املضلل يف حالة كتيب االستقبال الخاص بدار املسنني‪ ،‬متى تضمن‬
‫اإلعالن بيان بأن الدار بها تجهيزات طبية وصيدلية بخالف الواقع‪ ،‬حيث تتم العناية الطبية من خالل مامرسني‬
‫خارجيني)‪.(473‬‬

‫صفوة القول‪ ،‬يف مجال اإلعالن املضلل‪ ،‬وعىل غرار الحال بالنسبة للمجاالت األخرى‪ ،‬يجوز إعفاء مدير‬
‫الرشكة من املسئولية ـ متى برهن عىل أنه فوض سلطاته لتابعه‪ .‬وهناك العديد من القرارات التي تؤكد أن صحة‬
‫التفويض رهن بأن يتم للشخص الذي ميلك االختصاص‪ ،‬والسلطة‪ ،‬والوسائل الرضورية)‪ ،(474‬والتفويض يكون‬
‫مقبوال يف ذات الرشوط‪.‬‬

‫باإلضافة إيل ذلك‪ ،‬فقد أيدت الدائرة الجنائية مبحكمة النقض حكم محكمة استئناف ‪Aix-en-‬‬
‫‪ ، Provence‬حيث قضت بأن املستند املعنون بتفويض سلطات والذي قدم ألول مرة أمام محكمة االستئناف‪،‬‬
‫ومل يتضمن وصف املفوض إليه‪ ،‬ولكن فقط مجرد توقيع مختلف عن التوقيع املوضوع عىل محرضه الرسمي‬
‫املحرر باالستامع لدى البوليس‪ ،‬ال يعفي املدير العام للرشكة من املسئولية الجنائية عن اإلعالن املضلل‪ ،‬الذي‬
‫جرى استخدامه‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬موضوع اإلعالن يف القانون املرصي‪ :‬بالنظر إيل قانون حامية املستهلك رقم "‪ "181‬لسنة ‪2018‬‬
‫والئحته التنفيذية‪ ،‬يتضح أن الضوابط القانونية وااللتزامات التي وضعها املرشع عىل عاتق املورد وامل ُعلن كل‬

‫)‪(471‬‬
‫‪Paris, 27 janv. 1998, Jurisdata, n° 020169.‬‬
‫)‪(472‬‬
‫&‪Paris, 25 févr. 1998, préc.‬‬
‫)‪(473‬‬
‫‪Paris, 3 juin 1998, Jurisdata, n° 021960‬‬
‫)‪(474‬‬
‫‪Aix-en-Provence, 15 janv. 1998, préc.‬‬

‫‪458‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫االلتزامات التي من شأنها أن تؤدي إىل وصول السلعة إىل املستهلك دون أي مخاطر)‪ .(475‬بينام كانت الالئحة‬
‫التنفيذية محددة لصور اإلعالن الخادع والذي قد يؤدي إىل وقوع املستهلك يف لغط أو غلط نعرض لها يف‬
‫املبحث التايل‪.‬‬

‫ومام تقدم‪ ،‬يتبني أن اإلعالن كوسيلة لعرض السلع والخدمات عيل املستهلك عرب شبكة اإلنرتنت‪ ،‬يشكل‬
‫بشتى صوره وأشكاله وأساليبه أخطارا هامة‪ ،‬تستوجب حامية املستهلك يف هذه املرحلة من التعامل االقتصادي‪،‬‬
‫إال أن املرشع املرصي تشابه مع موقف املرشع اللبناين يف التوسع يف النص عىل أيا كانت وسيلة نرش اإلعالن‪،‬‬
‫ومل يشابه موقف املرشع الفرنيس يف إقرار نصوص عقابية مستقلة توضح جرائم اإلعالن الخادع عرب شبكة‬
‫اإلنرتنت وهذا ما سوف نتطرق له الحقا يف بحثنا‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬وسائل حامية املستهلك يف مواجهة اإلعالنات اإللكرتونية الكاذبة‬


‫يكون اإلعالن اإللكرتوين املضلل جرمية إذا توافر فيه عنرصين األول مادي والذي يتكون من وسيلة‬
‫دعائية‪ ،‬وهي عبارة عن شبكة اإلنرتنت‪ ،‬أو بعض الوسائط اإللكرتونية األخرى كالهواتف املحمولة والتلفزيون‬
‫حيث ميكن أن تستخدم هذا الوسائل بطريقة احتيالية تضلل املستهلك وتوقعه يف الخطأ )‪(476‬الذي يبنى عليه‬
‫عقيدته يف رشاء السلع والخدمات املعروضة عرب اإلنرتنت‪ ،‬كذلك يجب أن يتضمن العنرص األول وجود‬
‫معلومات مضللة أو كاذبة من ِشأنها إيقاع املستهلك يف الغلط‪ ،‬وأن تكون املعلومات املضللة التي توقع يف الغلط‬
‫أحد العنارص األساسية املكونة للسلعة أو الخدمة‪.‬‬

‫أما العنرص الثاين من عنارص جرمية اإلعالن التجاري اإللكرتوين املضلل فهو القصد الجنايئ الذي هو‬
‫أساس قيام املسؤولية الجنائية‪ ،‬لذلك سوف نتعرض إيل قواعد حامية املستهلك يف مواجهة اإلعالنات‬
‫اإللكرتونية يف املطلب األول‪ ،‬واملسؤولية الجنائية عن اإلعالنات الخادعة يف املطلب الثاين‪.‬‬

‫‪ ))475‬أنظر املواد من ‪ 3‬إىل ‪ 7‬من نصوص قانون حامية املستهلك املرصي رقم ‪ 181‬لسنة ‪ .2018‬كام انظر املواد رقم ‪ 2‬اىل ‪ 8‬من‬
‫الالئحة التنفيذية لذات القانون‪ ،‬وقد تناول بعض الفقهاء حامية املستهلك يف مرحلة التفاوض‪ ،‬فهناك التزامات متبادلة تقع‬
‫عىل عاتق األطراف يف التفاوض ومن هذه اللتزامات‪ :‬اللتزام مببدأ حسن النية‪ ،‬واللتزام باإلعالم واللتزام بالتعاون‪،‬‬
‫واللتزام بعدم إفشاء املعلومات الرسية‪ ،‬وهنا يالحظ عدم التكافؤ ما بني الطرفني" املزود واملستهلك"‪ .‬انظر يف ذلك د‪/‬أسامة‬
‫أحمد بدر‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.180،181‬‬
‫د‪/‬أحمد إبراهيم عطية‪ ،‬النظام القانوين لإلعالن يف القانون املدين‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2006 ،‬ص ‪.384‬‬ ‫)‪(476‬‬

‫‪459‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬قواعد حامية املستهلك يف مواجهة اإلعالنات اإللكرتونية‬
‫تقوم حامية املستهلك يف مواجهة اإلعالنات اإللكرتونية املضللة عىل قاعدتني أساسيتني‪ ،‬األوىل تتعلق باشرتاط‬
‫وضوح اإلعالن اإللكرتوين الفرع األول‪ ،‬أما الثانية‪ ،‬فتتحدث عن منع اإلعالن اإللكرتوين املضلل الفرع الثاين ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اشرتاط وضوح اإلعالن اإللكرتوين‬
‫واضحا وهذا يعني أن يتضمن اإلعالن البيانات الكافية عن‬ ‫)‪(477‬‬
‫يجب أن يكون اإلعالن اإللكرتوين‬
‫السلعة أو الخدمة املقدمة وهذا ما أوضحته يف موقف الترشيع الفرنيس سابقا‪ ،‬فوضوح اإلعالن اإللكرتوين من‬
‫شأنه أن يخلق لدى املستهلك تفكري واعي وأن يبرصه بالسلعة أو الخدمة املعروضة عليه‪ ،‬مام يكون لدية إرادة‬
‫واعية مستنرية لدي وهو بصدد اإلقبال عيل رشاء السلعة أو الخدمة)‪.(478‬‬

‫فاإلعالن اإللكرتوين يجب أن يكون متميزا بوضوحه وال يوجد به غموض)‪ ،(479‬بحيث يتم تزويد املستهلك‬
‫مبعلومات كافية وواضحة عن السلعة أو الخدمة املعروضة مبا يسمح للمستهلك املوافقة أو رفض قيام التعاقد‬
‫بناء عىل وعى وإدراك كاملني)‪.(480‬‬
‫األمر أن الترشيع املرصي‪ ،‬يف قانون حامية املستهلك رقم "‪ "181‬لسنة ‪ 2018‬قضت املادة "‪ "4‬منه بأنه‬
‫عىل كل مورد ومعلن إمداد املستهلك باملعلومات الصحيحة عن طبيعة املنتج وخصائصه وتجنب ما قد يؤدى إىل‬
‫خلق انطباع غري حقيقي أو مضلل لدى املستهلك أو وقوعه ىف خلط أو غلط‪ .‬ويعفى املعلن من املسؤولية متى‬
‫كانت املعلومات التي تضمنها اإلعالن فنية يتعذر عىل املعلن املعتاد التأكد من صحتها‪ ،‬وكان املورد قد أمده‬
‫بها‪ ،‬كام يجب أن تكون تلك املعلومات والبيانات باللغة العربية‪.‬‬
‫ويالحظ من النصوص السابقة أن املرشع املرصي اهتم بحامية املستهلك من خالل إلزام املزود بإعالمه‬
‫وتبصريه مبعلومات واضحة عن املنتج أو الخدمة املعروضة‪ ،‬بحيث ال يكون هناك خداع أو تغرير‪ ،‬كام ألزم‬
‫املرشع أيضا املزود بأن ميتنع عن اإلعالن أو التسويق للمنتجات والخدمات التي تلحق رضرا بحقوق املستهلك‪،‬‬
‫وهذا ما أخذ به املرشع الفرنيس يف املادة ‪ 121‬من قانون االستهالك‪.‬‬

‫أنظر املادة ‪ 3‬من الالئحة التنفيذية لقانون حامية املستهلك املرصي رقم ‪ 181‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪))477‬‬

‫د‪ /‬ممدوح خالد إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .89 .‬كام انظر لذات املؤلف‪ ،‬أمن‬ ‫‪))478‬‬

‫الجرمية اإللكرتونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،2010 ،‬ص ‪.126‬‬


‫د‪ /‬محمد أحمد أبو سيد أحمد‪ ،‬حامية املستهلك يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،2004 ،‬ص ‪.286‬‬ ‫)‪(479‬‬

‫‪ ))480‬تلعب اإلعالنات اإللكرتونية دورا بالغ األهمية يف التجارة اإللكرتونية‪ ،‬حيث ازدادت نفقات اإلعالن اإللكرتوين يف الوليات‬
‫املتحدة بشكل طردي يف األعوام األخرية‪.‬‬

‫‪460‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬منع اإلعالن اإللكرتوين املضلل‬
‫يعترب اإلعالن التجاري مظهر من مظاهر املنافسة املرشوعة‪ ،‬وعامل من عوامل التسويق وأداة من أدوات‬
‫إعالم الجمهور باملنتجات والخدمات‪ .‬وكام علمنا سابقا بأن اإلعالن املضلل هو " اإلعالن الذي يكون من‬
‫شأنه خداع املستهلك‪ ،‬أو ميكن أن يؤدي إيل ذلك )‪ ،(481‬كام عرف أيضا بأنه " اإلعالن املتضمن معلومات‬
‫)‪(482‬‬
‫تهدف إيل الوقوع يف خلط وخداع فيام يتعلق بعنارص وأوصاف جوهرية للمنتج ‪.‬‬

‫فاإلعالن التجاري املضلل هو الذي يؤدي إىل خداع املستهلك من خالل تضمنه معلومات مغلوطة بعنارص‬
‫وأوصاف جوهرية خاطئة يف السلعة أو الخدمة املعروضة‪ ،‬وبالتايل يجب أن تكون له ضوابط تحكم مرشوعيته‪،‬‬
‫من خالل مرشوعية محل االعالن‪ ،‬والبيانات التي يجب أن يتضمنها اإلعالن‪ ،‬وأن يكون موافق الضوابط‬
‫الشكلية لإلعالن اإللكرتوين‪ ،‬كام يجب أن تكون هناك رقابة سابقة والحقة عىل نرش االعالنات)‪.(483‬‬

‫هذا وتحدث توجيه املجلس األورويب الصادر يف ‪ 15‬سبتمرب ‪ 1984‬باملادة الثانية منه عن اإلعالن املضلل‬
‫أو الخادع بأنه أي إعالن بأي طريقة كانت‪ ،‬يحتوي يف طريقة تقدميه عيل أي تضليل لهؤالء الذين يوجه‬
‫إليهم اإلعالن‪ ،‬كام نصت املادة الثالثة من التوجيه األورويب السابق عيل أن اإلعالن املضلل يقــع عــن‬
‫)‪(484‬‬
‫طريـق إغفال إحدى الخصائص الجوهرية للسلعة املعلن عنها ‪.‬‬

‫كام تناول قانون حامية املستهلــــك املرصي والالئحة التنفيذيــــة للقانون يف بعض مواده رضورة‬
‫وضـــوح اإلعالن‪ ،‬وأن تكون املعلومات غري مغلوطة)‪ ،(485‬وعاقـــب عيل االدعاء أو اإليهام بأن السلعة تتمتع‬
‫بشهادة الجودة‪ ،‬أو إخفاء أية مادة أو سلعة مخزونة لدى املنتج عن أي شخص يريد رشاءها دون سبــــب‬
‫مرشوع‪.‬‬

‫‪ ))481‬د‪ /‬أبو العال عيل النمر‪ ،‬املشكالت العملية والقانونية يف التجارة اإللكرتونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2004 ،‬ص‪209‬؛ د‪ /‬ممدوح‬
‫خالد إبراهيم‪ :‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .92‬كام انظر لذات املؤلف‪ ،‬أمن الجرمية‬
‫اإللكرتونية‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫د‪ /‬سميحة القليويب‪ ،‬غش األغذية وحامية املستهلك‪ ،‬مؤمتر حامية املستهلك يف القانون والرشيعة‪ ،‬جامعة عني‬ ‫)‪(482‬‬

‫شمس‪ .1995،‬ص ‪.135‬‬


‫د‪ /‬هدى حامد قشقوش‪ ،‬اإلعالنات غري املرشوعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 43‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪))483‬‬

‫‪ ))484‬د‪/‬إبراهيم ممدوح خالد‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ ))485‬انظر نصوص كل من املادة ‪ 9‬من قانون حامية املستهلك املرصي رقم ‪ 181‬لسنة ‪ ،2018‬أنظر أيضا املادة ‪ 8‬من الالئحة التنفيذية‬
‫لذات القانون بشأن كيفية تحديد اإلعالن الخادع‪.‬‬

‫‪461‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبالتايل فإننا نرى برضورة حامية املستهلك االلكرتوين من الوقوع يف الخطأ ‪ ،‬فقد أوجبت املادة الرابعة‬
‫والخامسة من ذلك القانون عىل‪ " :‬كل مورد ومعلن إمداد املستهلك باملعلومات الصحيحة عن طبيــــعة املنتج‬
‫وخصائصه‪ ،‬وتجنب ما قد يؤدي إيل خلق انطباع غري حقيقي أو مضلل لدى املستهلك‪ ،‬أو وقوعه يف خلط أو‬
‫غلط"‪ ،‬ويستفــــاد من هذا النص أن املرشع املرصي أوجد التزاما عىل املعلن واملورد بإعالم املستهلك باملعلومات‬
‫الصحيحة عــــ ن طبيعة السلعة‪ ،‬وخصائصها مبا يحمي املستهلك من تكوين اعتقاد غيـر صحيـح أو مضلل‪،‬‬
‫كمــا وضــع املرشع املرصي عقوبة جنائية)‪ ،(486‬عيل املعلن يف حالة قيامه بتضليل املستهلك‪ ،‬أو ارتكاب أفعال‬
‫تؤدي إيل الوقوع يف خلط أو غلط‪.‬‬
‫إىل جانب ذلك فإنن ا نرى أنه عندما يكون اإلعالن التجاري واضحا فإن ذلك يؤثر إيجابيا عىل املستهلك‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬حيث أنه يكون عىل بينة من كل ما يتعلق به السلعة أو الخدمة املرغوبة‪ ،‬ليس هذا فقط وإمنا‬
‫يكون امل ُعلن يف مأمن من أي إدعاء من جانب املستهلك بعد ذلك تتعلق بهذا األمر‪ ،‬كام أن امل ُعلن يتجنب‬
‫بذلك ما قد يؤدي إيل خلق انطباع غري حقيقي أو مضلل لدى املستهلك بعد إمتام التعاقد‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رضورة أن يكون اإلعالن باللغة العربية او مرتجم اىل اللغة العربية‬
‫مل يدخر املرشع الفرنيس جهدا يف حامية املستهلك وحامية اللغة الفرنسية‪ ،‬فلقد قام بإصدار قانون ‪31‬‬
‫ديسمرب ‪ 1975‬الذي جعل استخدام اللغة الفرنسية يف اإلعالنات املكتوبة والشفوية عن املنتجات والخدمات أمر‬
‫إلزاميا‪ ،‬إال أن هذا القانون السابق ذكره مل يكن شامال لإلحاطة بكافة أنواع الحامية للمستهلك من اإلعالن‬
‫واإلعالنات إذا أصدر القانون رقم ‪ 4‬أغسطس ‪ 1994‬والذي ُعرف باسم قانون ‪ Loi Toublon‬والذي عالج املوضوع‬
‫من جديد بعد إلغاء القانون رقم ‪ 31‬ديسمرب ‪.1975‬‬

‫وتناول القانون الجديد مسألة استخدام اللغة الفرنسية يف اإلعالنات وأكد عيل رضورة اإللتزام بها)‪ (487‬يف‬
‫كافة اإلعالنات التي تخاطب جمهور املستهلكني وهو ما فرضته املادة ‪ 1/2‬من القانون من استخدام اللغة‬
‫الفرنسية يف تسمية وعرض طريقة استخدام األموال والخدمات ورشوط ضامنها يف تحديد القوانني وإيصاالت‬
‫املخالصات‪.‬‬

‫‪ ))486‬انظر نص املادة ‪ 64‬من قانون حامية املستهلك املرصي رقم ‪ 181‬لسنة ‪.2018‬‬
‫)‪(487‬‬
‫‪Ch. Gavalda, et Plaskowski (N.), Droit de l'audiovisuel, cinéma, Télévision, vidéo, multimédia, 3ème éd., Lamy,. 3ème‬‬
‫‪éd., S. 1995, n° 837, P.715.‬‬

‫‪462‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫كام نصت املادة ‪ 3/2‬من القان ون عىل أن تطبق نفس األحكام عىل كل اإلعالنات املكتوبة واملنطوقة‬
‫واملرئية واملسموعة‪ .‬ومن ذات القانون أيضا نصت املادة الثالثة عيل إلزام استخدام اللغة الفرنسية يف كل‬
‫اإلعالنات التي تتم يف الطرق العامة أو يف األماكن املفتوحة للجمهور أو يف وسائل النقل الجامعي وتكون‬
‫مخصصة إلعالم الجمهور ومل يستثنى من أحكام القانون إال أسامء املنتجات املسامة بأسامء أجنبية‪.‬‬

‫وعىل ذلك قضت محكمة النقض الفرنسية مبخالفة اإلعالن للقانون عندما استخدم اللغة االنجليزية ومل‬
‫يصحبها برتجمة باللغة الفرنسية‪ ،‬كام قىض استخدام اإلعالن أسامء مستوحاة من اللغة االنجليزية باملخالفة‬
‫ألحكام القانون الذي يفرض عىل املعلنني استخدام اللغة الفرنسية)‪ (488‬فالقانون الفرنيس مل يحظر كام سبق‬
‫وأن ذكر بصفة مطلقة اإلعالنات باللغة األجنبية‪ ،‬وإمنا تطلب يف حالة استخدامها برضورة مصاحبته برتجمة‬
‫)‪(489‬‬
‫باللغة الفرنسية عىل أن تكون واضحة مسموعة أو مقروءة أكرث من اللغة األجنبية‪.‬‬

‫وبالنسبة ملرص فقد نصت املادة ‪ 64‬عقوبات من القانون ‪ 181‬لسنة ‪ 2018‬كاالىت" يعاقب بغرامة ال تقل‬
‫عن عرشة آالف جنيه وال تجاوز خمسامئة ألف جنيه أو مثل قيمة املنتج محل املخالفة أيهام أكرب‪ ،‬نل مورد‬
‫خالف أحكام أي من املواد ‪ /40 ،38 ،35 ،21 ،18 ،16 ،14 ،12 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3( :‬فقرة أوىل وثانية‪ /56 ،55 ،‬فقرة‬
‫أوىل‪ /62 ،‬فقرة أخرية) من هذا القانون‪.‬‬

‫ويعاقب بذات العقوبة كل من خالف القرارات الصادرة نفاذا لحكم املادة (‪ /33‬فقرة أوىل) من هذا القانون‪،‬‬
‫وللمحكمة أن تحكم بغلق مركز الخدمة والصيانة املخالف ملدة ال تجاوز ستة أشهر‪.‬‬

‫وإذا نظرنا أيضا يف بعض املنتجات خاصة املنتجات اإللكرتونية ذات التقنية العالية‪ ،‬وجدنا الكتالوج‬
‫الخاص برشح كيفية استخدامها يتكون من عديد من اللغات إال اللغة العربية‪ ،‬رغم أنها تشتمل عيل لغات‬
‫أكرث انتشارا وأقل تح دثا عىل املستوى الرقعة الجغرافية ورغم ذلك نجدها من ضمن اللغات التي ترشح كيفية‬
‫استخدام وتشغيل املنتج‪.‬‬

‫ويعاب عىل املسئولني عن منافذ دخول هذه املنتجات وعيل مستورد السلعة‪ ،‬وأخريا واألكرث مساءلة هو‬
‫جهاز حامية املستهلك الذي مل يتدخل لحل هذه املشكلة وهي إما باملنع من تداول هذه السلعة أو إلزام املنتج‬

‫)‪(488‬‬
‫‪Cass. Crim 25 Avril 1989, P. 472. Responsible sur . see.‬‬
‫‪www.courtcassation.com‬‬
‫‪ ))489‬د‪ /‬سيد محمد سيد شعراوي‪ ،‬الحامية املدنية للمستهلك يف عقود البيع اإللكرتوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪463‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بإعادة ترجمة الكتالوج إيل اللغة العربية عيل حسابه‪ ،‬ويأيت هذا ألن املنتج واملستورد ال يجد من يحاسبه أو‬
‫يوجهه إليه مسئولية مخالفة ذلك والعقاب عليها‪.‬‬

‫وهناك من القرارات والقوانني تعالج هذه املسألة بصورة جزئية‪ ،‬ومن ثم فإنها غري فعالة يف بعض األحيان‬
‫فهناك قرارات استلزمت أن يكون هناك إعالم عن السلعة أو الخدمة باللغة العربية‪ ،‬كام هو الشأن يف قرارات‬
‫وزير الصناعة والرثوة املعدنية رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1980‬الذي ينص يف مادته األويل عيل أن " تلتزم املنشآت الصناعية‬
‫املحلية املنتجة للمواد ال غذائية بأن تضع عىل عبواتها الغذائية بطاقة تشمل البيانات التالية ‪ "...‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب أن تكتب البيانات باللغة العربية وبخط واضح غري قابل للمحو‪ ،‬ويجوز كتابتها بلغة أخرى أو أكرث‬
‫إيل جانب ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬قرار وزير الصناعة رقم ‪ 266‬لسنة ‪ 1981‬الذي ينص يف مادته الثانية عىل أنه يجب أن تكتب هذه‬
‫البيانات باللغة العربية بخط واضح غري قابل للمحو وتكتب أما مبارشة عيل العبوة أو عيل بطاقة تثبت عيل‬
‫العبوة‪ ،‬ويجوز أن تكتب هذه البيانات بلغة أجنبية أخرى أو أكرث إيل جانب اللغة العربية‪.‬‬

‫ويف نفس السياق صدرت قرارات أخرى مثل قرار وزير االقتصاد رقم ‪ 263‬لسنة ‪ 1981‬بالرقابة عيل املستورد‬
‫من املنظفات الصناعية املنزلية غري السائلة‪.‬‬

‫فهذه القرارات متعددة املصادر‪ ،‬فبعضها صادر عن وزير التجارة)‪ ،(490‬وبعضها صادر من وزير التموين)‪،(491‬‬
‫وبعضها صادر عن وزير الصحة)‪ ،(492‬والبعض اآلخر صادر عن وزير الصناعة والرثوة املعدنية)‪.(493‬‬

‫وهذا النوع يف القرارات يؤدي إيل صعوبة تحديد من لهم صفة مأموري الضبط القضايئ فيام يتعلق‬
‫بتطبيق هذه القرارات هذا بالطبع يؤدي أيضا إيل صعوبة الوقوف عىل الجزاءات املقررة‪ .‬باإلضافة إيل أن هذه‬
‫الجزاءات تختلف من قرار آلخر‪.‬‬

‫‪ ))490‬قرار رقم ‪ 225‬لسنة ‪ 1978‬الرقابة عىل املستورد من األلبان املجففة والقرار رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 1978‬الخاص بالرقابة عىل املستورد‬
‫من الجنب‪.‬‬
‫(‪ (491‬القرار رقم ‪ 252‬لسنة ‪ 1961‬يف شأن تنظيم وتعبئة وتجارة الشاي والنب‪.‬‬
‫)‪ (492‬القرار رقم ‪ 381‬لسنة ‪ 1982‬بشأن املواد الغذائية املسموح بإضافة مواد ملونة إليها واملعدل بالقرار رقم ‪ 136‬لسنة ‪ 1983‬والقرار‬
‫الوزاري ‪ 389‬لسنة ‪ 1984‬و‪ 17‬لسنة ‪.1985‬‬
‫)‪ (493‬القرار رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1980‬الصادر يف ‪.1980/11/24‬‬

‫‪464‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وال شك أن هذه السياسة الترشيعية سياسة معيبة‪ ،‬فال يتصور أن تظل السلعة متداولة وال يصدر القرار إال‬
‫بعد تواجد السلع والخدمات بالسوق وبها مخالفة قانونية وتبدأ حني ذلك املعالجة‪.‬‬

‫فليس هناك رؤية ملبدأ الوقاية خريا من العالج‪ ،‬كام أنه من الصعب أن يصدر قرار وزاري بقدر عدد السلع‬
‫والخدمات املتداولة‪.‬‬

‫وال يختلف أمر القوانني كثريا عن القرارات الوزارية‪ ،‬فهي أيضا ليست حاسمة يف هذا الشأن فبعضها‬
‫ينصب عيل سلعة معينة دون غريها‪ ،‬كام هو الشأن بالنسبة للقانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1966‬بشأن مراقبة األغذية‬
‫وتنظيم تداولها املعدل بالقانون رقم ‪ 30‬لسنة ‪ 1976‬والقانون رقم ‪ 106‬لسنة ‪ ،1980‬والقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪1994‬‬
‫بشأن الوزن والقياس والكيل والقانون رقم ‪ 68‬لسنة ‪ 1976‬بشأن املراقبة عىل املعادن الثمينة املعدل بالقانون رقم‬
‫‪ 3‬لسنة ‪.1994‬‬

‫أما القوانني ذات الطابع العام فإنها تتمثل يف القانون رقم ‪ 48‬لسنة ‪ 1941‬الخاص بقمع الغش والتدليس‬
‫والثاين قانون رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 1939‬الخاص بالبيانات والعالمات التجارية املعدل بالقانون رقم ‪ 143‬لسنة ‪،1949‬‬
‫)‪( 494‬‬
‫‪ 513‬لسنة ‪ 569 ،1953‬لسنة ‪ ،1954‬ورقم ‪ 205‬لسنة ‪ ،1956‬و ‪ 65‬لسنة ‪.1959‬‬

‫والثابت هو القانون رقم ‪ 115‬لسنة ‪ 1958‬الخاص باستعامل اللغة العربية‪ ،‬وأخريا فإن املنتج ألي سلعة سواء‬
‫كانت محلية الصنع أم مستوردة من الخارج ويكون مسئوال عام تحدثه هذه السلعة من أرضار‪ ،‬طاملا أنها ال‬
‫تحمل تحذيرا واضحا من مخاطر باللغة العربية‪ ،‬وال يغني عن ذلك أن يكون هذا التحذير مكتوبا بكل لغات‬
‫العامل األخرى‪ ،‬ألن التحذير بلغة أجنبية يعد تحذيرا غري واضح وغري مفهوم)‪.(495‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الجوانب التطبيقية لجرمية اإلعالن املضلل‬


‫لعل اإلعالنات التي يتخذ املعلن اإلنرتنت كوسيلة للرتويج عن السلع والخدمات التي يحرتف التجارة بها‪،‬‬
‫وللتوسع التكنولوجي امللحوظ فإن جرائم اإلعالن اإللكرتوين تتخذ صور كثرية واملسؤولية الجنائية عنها أيضا‬
‫تستوجب تحديد دقيقا ليك نواجهه تلك الجرائم‪.‬‬

‫)‪ (494‬د‪ /‬يارس أحمد كامل الصرييف‪ ،‬حامية املستهلك ورضورة اإلعالم عن السلع والخدمات باللغة القومية‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‬
‫والقتصادية‪ -‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة املنصورة‪ ،‬العدد ‪ 43‬طبعة ‪ ،2008‬ص ‪.27‬‬
‫)‪ (495‬د‪ /‬يارس أحمد كامل الصرييف‪ ،‬حامية املستهلك ورضورة اإلعالم عن السلع والخدمات باللغة القومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪465‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وقبل الخوض يف الحديث عن األساس القانوين لقيام املسؤولية الجنائية‪ ،‬ال بد من التساؤل أوال عن‬
‫املسؤول جنائيا عن اإلعالن الخادع‪ ،‬وتجنبا ألي تفسري أو اجتهاد فقد اعترب القانون أن املعلن الذي يبارش‬
‫اإلعالن لحسابه الخاص مسئول بصفة أصلية عن املخالفة‪ ،‬مبعنى أن صاحب البضاعة الذي أنجز اإلعالن‬
‫لحسابه هو املسئول األصيل عن املخالفة‪ ،‬أما القامئون باإلعالن كانوا شخصا ذاتيا أو رشكة يسألون كمساهمني‬
‫أو مشاركني بحسب الظروف وىف هذه النقطة قد أوضحنا سابقا موقف املرشع الفرنيس من مسئولية من بث‬
‫اإلعالن ومعاقبته بنفس عقوبة الفاعل األصيل‪.‬‬

‫وبالنظر إىل خطورة تلك اإلعالنات وما قد تحتويه من خداع قد يؤدي إىل اإلرضار باملستهلك سواء يف‬
‫صحته أو حياته أو ماله فقد كان من الالزم البحث عن األساس القانوين لقيام املسؤولية الجنائية للخادع حتى‬
‫تكون املعامالت التجارية و سالمة املستهلك يف مأمن‪ .‬ويف هذا الصدد ميكن االستناد إىل إمكانيتني‪:‬‬

‫أول‪ -‬إمكانية الستناد إىل جرمية النصب‪ :‬إن جرمية النصب تقوم عىل أساس االستيالء عىل أموال‬
‫املجني عليه (املستهلك يف موضوعنا) برضاه وذلك باستعامل الحيلة و الخداع و املكر‪ .‬كام أكدت ذلك املادة‬
‫‪ 336‬من قانون العقوبات املرصي‪ ،‬هذه الجرمية التي تفرض عرض ركنيها املادي و املعنوي‪.‬‬

‫‪:1‬الركن املادي ‪ :‬و يتمثل يف استعامل االحتيال‪ ،‬و املساس مبصالح املجني عليه‪ ،‬بخصوص استعامل‬
‫االحتيال فإنه يتم بتأكيدات خادعة‪ ،‬و إخفاء وقائع صحيحة‪ ،‬أو باستغالل ماكر لخطأ وقع فيه الغري‪ .‬و تحتوي‬
‫التأكيدات الخادعة عىل كل وسائل ال كذب املؤيدة بوقائع خارجية من شأنها خداع املستهلك و تضليله يف‬
‫اإلعالن املقدم له‪ .‬أما مجرد الكذب فال يكفي لوحده لقيام جرمية النصب ألن أقىص ما يشكله هو التدليس‬
‫املدين الذي ال يقع تحت تأثري الحامية الجنائية‪.‬‬

‫ويتحقق ذلك بذكر أمر مخالف للحقيقة سواء كان هذا األمر مختلفا برمته أو كان ُمحرفا يف بعض جوانبه‬
‫من خالل الوسائل السمعية و البرصية أو ما هو مكتوب فقط فاإلعالن عن السلعة يف الصحافة إذا كان مضلال‬
‫عد نصبا إذا تم تدعيمه مبظاهر خارجية مؤثرة عىل املستهلك كاستخدام املستخدمني لدى الصحافة‪.‬‬

‫أما فيام يتعلق باالستغالل املاكر لخطأ وقع فيه الغري‪ ،‬فاملقصود به وقوع املستهلك من تلقاء نفسه أو بفعل‬
‫شخص آخر‪.‬أي توهمه للواقع عىل غري حقيقته و مثاله أن يعتقد املستهلك غلطا أن الفاعل ( القائم باإلعالن)‬
‫مازال ممثال للرشكة التي يتعامل معها فيعمد الجاين الذي انتهت مهمته كممثل للرشكة امل ُعلنة و التي يشهد‬
‫لها بالجودة إىل إيهام الضحية و إضالله‪ ،‬مبنتجات خادعة بغية االستيالء عىل ماله‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وبخصوص املساس مبصالح الضحية‪ ،‬فإن جرمية النصب تتم باالستيالء عىل ماله بعد تسليمه‪ .‬لكن هذا‬
‫ال يؤثر عىل قيام هذه الجرمية حتى و لو مل يقع االستيالء متى أىت الجاين ترصفا ميس مبصالحه أو مصالح‬
‫غريه نتيجة نشاط املحتال‪ ،‬ومثاله اإلعالن الخادع الذي يود املعلن من خالله أن يوقع املستهلك يف شباك‬
‫النصب و تم اكتشافه‪ .‬وهذا ما يستفاد من املادة ‪ 336‬من القانون الجنايئ التي تجعل من النصب جرمية شكلية‬
‫يكتفي فيها بإتيان الفعل‪.‬‬
‫‪ :2‬الركن املعنوي‪ :‬يف جرمية النصب يتطلب لقيامه توفر القصد الجنايئ الخاص)‪ (496‬بحيث أن هذه‬
‫الجرمية تصنف ضمن الجرائم العمدية أي أن تكون للجاين يف إعالنه الخادع النية اإلجرامية يف اإلرضار‬
‫مبصالح الضحية‪ ،‬عن طريق وسائله االحتيالية بهدف تحقيق فائدة مالية‪ .‬كان املرشع واضحا ملا استعمل‬
‫العبارة التالية (بقصد الحصول عىل منفعة مالية له أو لشخص آخر) أما إذا استعمل الجاين هذه الوسائل‬
‫االحتيالية نتيجة غلط أو جهل فان القصد الجنايئ ينتفي هنا‪ ،‬وبالتايل ال وجود لجرمية النصب‪ .‬ويرجع األمر‬
‫يف تقديره للقايض الذي يقيض من خالل الوقائع املعروضة أمامه مدى توفر هذا القصد من عدمه‪ ،‬و له أن‬
‫يستعني يف ذلك بكل وس ائل اإلثبات القانونية مع إلزامه بتبيان تلك الوقائع يف الحكم ألن ذلك يدخل يف‬
‫التعليل الواجب لألحكام‪ .‬إضافة إىل جرمية النصب ميكن االستناد أيضا إىل جرمية الغش‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى إمكانية الستناد إىل جرمية الغش‪ :‬إذا كان الخداع واملغالطة املكون لجرمية النصب‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 336‬من القانون العقوبات يتم بواسطة تأكيدات خادعة أو كتامن وقائع صحيحة‪،‬‬
‫فإن اإلعالنات الخادعة املكونة لجرمية الغش يتم بأفعال تقع عىل البضاعة نفسها ليقع املشرتي يف الغلط‬
‫املطلوب و يتوهم بأن بضاعة ما هي من جنس أو طبيعة بضاعة أخرى هي املطلوبة‪ ،‬وبالتايل فالغش بهذا املعنى‬
‫يؤدي إىل التداخل بني أفعال خداع املستهلك و بني أفعال غش يف البضاعة ذاتها)‪.(497‬‬
‫و باالستناد إىل قانون قمع الغش والتدليس رقم "‪"48‬لسنة ‪ 1941‬املعدل بالقانون رقم "‪ "281‬لسنة ‪1994‬‬
‫يتبني أن هذا القانون ينص عىل مجموعة من الجرائم اعتربتها جرائم غش غري أنه العتبارها كذلك ال بد من‬
‫التطرق إىل ركنيها املادي و املعنوي أيضا)‪.(498‬‬

‫راجع يف ذات املعنى‪ :‬د‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬النظرية العامة للقصد الجنايئ‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة للركن املعنوي يف‬ ‫‪)496‬‬

‫الجرائم العمدية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1988 ،‬ص ‪.131‬‬


‫الطعن رقم ‪ 539‬لسنة ‪ 13‬ق‪ ،‬جلسة ‪ ،1943/2/15‬مكتب فني‪ ،‬سنه ‪ ،6‬قاعدة رقم ‪ ،112‬ص ‪.162‬‬ ‫) ‪(497‬‬

‫)‪(498‬‬
‫املستشار‪ /‬معوض عبد التواب‪ ،‬الوسيط يف رشح جرائم الغش والتدليس وتقليد العالمات التجارية‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،1998 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪467‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بشأن الركن املادي لجرمية الغش)‪ ،(499‬وبالنظر إىل املادتني األوىل و الثانية من القانون املذكور يعد مرتكبا‬
‫الغش عن طريق الخداع أو التزييف كل من غالط املتعاقد بوسيلة ما‪ ،‬وذلك عن طريق إنجاز الفعل املمنوع‬
‫قانونا بشكل تتحقق معه عنارصه سواء بتزييف البضاعة أو عدم وصف حقيقتها أو كميتها أو عددها ‪ ،‬ويتحقق‬
‫بإضافة مادة غريبة إىل السلعة أو بانتزاع يشء من عنارصها النافعة أو بإخفاء البضاعة تحت مظهر خادع من‬
‫شأنه غش املشرتي أو بالغلط أو بإضافة مادة مغايرة لطبيعة البضاعة و إظهارها يف صورة أجود مام هي عليه يف‬
‫الحقيقة‪ .‬وبالتايل وضعها محل إعالن تجاري معروض للتسويق من طرف املستهلك)‪ .(500‬عىل أن يرتتب عن‬
‫الفعل الصادر من الجاين نتيجة إجرامية‪ ،‬و إىل جانب ذلك يجب أن تتحقق العالقة السببية بني الفعل و‬
‫النتيجة و هي الرابطة التي تسمح بإسناد النتيجة إىل سلوك إجرامي معني فتقوم بذلك املسؤولية الجنائية للجاين‬
‫( والتي تخضع للسلطة التقديرية للقايض الجنايئ الذي يبقى ملزما ببيان الوقائع التي اعتمد عليها للقول بوجود‬
‫تلك العالقة أو عدم وجودها‪ ،‬وبالتايل تحقق الجرمية‪.‬‬

‫ولعل ما يستوقفنا هنا قبل الدخول يف الركن املعنوي لهذه الجرمية هو أن املرشع املرصي قد أغفل النص‬
‫عن اإلعالن عن السلع املغشوشة يف قانون قمع الغش والتدليس‪ ،‬ولكنه نص عليها يف موضع آخر بعد ذلك‬
‫مدة طويلة‪ ،‬ولكن هذا عىل عكس املرشع الفرنيس الذي كان واضحا يف البداية وجرم اإلعالن الكاذب بقانون‬
‫‪ 27‬ديسمرب ‪ ،1973‬والذي أعيد صياغته بعد ذلك يف املادة ‪ 121‬سالفة الذكر من مدونة االستهالك الفرنسية‬
‫الصادرة يف ‪ 26‬يوليو ‪ ، 1993‬رغم أن جرمية اإلعالن الكاذب جرمية عمدية‪ ،‬والدافع وراء ذكر ذلك هو أن موقف‬
‫املرشع الفرنيس دامئا استباقي يف النظر واستقرار الواقع ومواجهة املشكالت حتى وإن مل تقع ‪ ،‬وهذا ما نرجوه‬
‫من املرشع املرصي يف أن يحذو حذوه‪.‬‬

‫أما فيام يتعلق بالركن املعنوي لجرمية الغش‪ ،‬فتقوم جرائم الغش عىل القصد الجنايئ أي أنها جرائم‬
‫عمدية حيث يتوافر القصد الجنايئ يف جرمية الغش مبجرد علم الجاين بأن الوسيلة التي يتبعها من شأنها أن‬
‫تؤدي إىل خداع املستهلك‪ ،‬وأنه يريد من ورائها الوصول إىل تلك النتيجة يف إحدى صورها األربعة و التي‬
‫تكون محل اإلعالنات التجارية الخادعة‪ .‬توافر القصد الجنايئ يخضع يف تقديره إىل سلطة قايض املوضوع‬
‫و الذي يقدم باإلضافة إىل ذلك الدليل عليه‪.‬‬

‫د‪ /‬أحمد محمد محمود خلف‪ ،‬الحامية الجنائية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫‪))499‬‬

‫‪ ))500‬املستشار‪ /‬معوض عبد التواب‪ ،‬الوسيط يف رشح جرائم الغش والتدليس وتقليد العالمات التجارية‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،1998 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪468‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف املرشع الفرنيس من جرمية اإلعالن املضلل‪ :‬قد تم تجريم اإلعالن الكاذب واملضلل يف‬
‫فرنسا بالقانون ‪ 2‬قانون يوليو ‪ ،1962‬وقام بتنظيم القانون ‪ 1973/12/27‬املعدل بالقانون ‪ 10‬يناير ‪ 1978‬ووسع‬
‫مضمون جرمية اإلعالن الكاذب أو املضلل‪ ،‬وكذلك حدد تقنني االستهالك الفرنيس الصادر يف ‪1993/7/26‬‬
‫مفهوم اإلعالن الكاذب والخادع والعقوبات التي تطبق عليه‪ ،‬فكل إعالن من شأنه أن يؤدي إيل الوقوع يف‬
‫غلط أو خداع بشأن األموال والخدمات يكون محظورا طبقا لهذا القانون "والحق أن هذه الجرمية التي جرى‬
‫تضمينها يف املادة ‪ 121-1‬من تقنني االستهالك قد تحولت إيل جنحة املامرسات التجارية املضللة‪ ،‬مبوجب‬
‫)‪(501‬‬
‫القانون الصادر يف ‪ 3‬يناير ‪.2008‬‬

‫وأيدت محكمة النقض القرار الصادر عن قضاة االستئناف باآليت (ارتكب املتهمون الجنح املنصوص عليها‬
‫‪ 18-121 ،1-121‬و‪ 9-121‬من تقنني االستهالك‪ ،‬الواجبة التطبيق من تاريخ حدوث الواقعة وتشكل مامرسات‬
‫تجارية بعضها غري نزيه‪ ،‬والبعض جسيم باملعنى الوارد يف املادة ‪ 1-120‬من تقنني االستهالك يف الصياغة التي‬
‫متت مبوجب قانون ‪ 4‬أغسطس ‪ ، 2008‬وذلك بفعل إيقاعها للمستهلكني يف الغلط بشأن الخصائص الجوهرية‬
‫)‪(502‬‬
‫للخدمات املقرتحة‪.‬‬

‫ويف الواقع أن املادة ‪ ، 1-120‬التي جاء بها قانون ‪ 3‬يناير ‪ ، 2008‬والتي جرى تعديلها يف ‪ 4‬أغسطس التايل‬
‫مبوجب قانون ‪ IME‬ـ تعترب نص عام ‪ ،‬يكرس ملجموعة من املبادئ املوجهة غري املشمولة بأي جزاء جنايئ ثم أن‬
‫هذه املادة ذاتها املنصوص عليها يف تقنني االستهالك تعترب مادة استهاللية يف تقنني اإلجراءات الجنائية ‪.(503‬‬

‫اإلعالن التجاري الخادع أو املضلل له صور عديدة يصل بها إيل املستهلك مبا فيها النرش عرب اإلنرتنت‪،‬‬
‫من ذلك حجب املعلومات الكافية عن املستهلك عيل نحو يخل بحقه يف اإلعالم‪ .‬مثل استخدام بعض املفردات‬
‫التي تجذب املستهلك مثل األقوى‪ ،‬األوحد‪ ،‬املعجزة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫فبالنظر إيل تنوع العنارص املنصوص عليها يف املادة ‪ 121-1‬من تقنني االستهالك نجد أن املرشع ‪ ،‬وضع‬
‫فئتني لإلعالن املضلل‪ ،‬عىل الرغم مام يوجد بينهام من تداخل يف الواقع العميل‪ ،‬فالفئة األوىل‪ ،‬وهي املتعلقة‬

‫)‪(501‬‬
‫‪C. Ambroise- Castérot,, Droit pénal de la consommation, Chron.Juris., RSC, 2010, P. 147.‬‬
‫)‪(502‬‬
‫‪C. Ambroise - Castérot, - Castérot, Chron.,op. cit. P. 147.‬‬
‫)‪(503‬‬
‫‪C. Ambroise - Castérot, Chron., op. cit. P. 148.‬‬

‫‪469‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بوجود طبيعة وخصائص املال أو الخدمة املقرتحة‪ ،‬أما عن الفئة الثانية‪ ،‬فإنها تتعلق بهوية‪ ،‬وجودة‪ ،‬وقدرات‬
‫املعلن (فقد يكون املعلن صانع‪ ،‬أو بائع‪ ،‬أو مستثمر‪ ،‬أو ملتزم بعمل)‪.‬‬

‫‪ -‬ففي الفئة األوىل‪ :‬يجدر اإلشارة إىل عنرص هام‪ ،‬وهي مثن السلعة أو الخدمة املقرتحة ‪ ،‬وبناء عليه تقع‬
‫جنحة اإلعالن املضلل أو الذي يؤدي بطبيعته إىل الوقوع يف الغلط )‪ ،(504‬كام يف األمثلة اآلتية‪:‬‬

‫▪ حالة مدير رشكة توزيع‪ ،‬الذي يقرتح يف إطار حملة دعائية‪ ،‬مواد عالية الجودة بأمثان مغرية لفرتة‬
‫محدودة‪ ،‬بينام مل يكن بعض املنتجات مهيأة خالل هذه الفرتة بسبب عدم وجود بضاعة يف‬
‫املخازن)‪.(505‬‬
‫▪ حالة اإلعالن املسبوق بالنرشة التمهيدية عن تصفية كاملة والبيع بأمثان منخفضة ألجهزة كهربائية‬
‫منزلية‪ ،‬بينام ال يشمل الثمن املنخفض سوى جزء صغري من هذه البضاعة‪.‬‬
‫▪ ونرى هنا أن القانون يجرم العروض التي تؤدي إىل الوقوع يف الغلط حينام تنصب عيل مثن ورشوط‬
‫بيع األموال‪ ،‬أو الخدمات‪ ،‬موضوع اإلعالن ‪.‬‬

‫‪ -‬الفئة الثانية ‪ :‬أما عن الفئة الثانية لإلعالن املضلل طبقا للعنارص املنصوص عليها يف رصيح املادة ‪-121‬‬
‫‪ 1‬فهي تلك التي تتعلق بهوية وجودة وقدرات املعلن‪ ،‬وميكن الرجوع إيل األحكام القضائية التي صدرت بشأن‬
‫هذه الفئة من اإلعالن عىل وجه الخصوص‪ ،‬وعىل هذا النحو يتحقق بتحقق وصف جنحة اإلعالن املضلل‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 121-1‬من تقنني االستهالك عىل الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة املعلن الذي يقدم خدمة عقارية عىل النحو الذي يدعو إىل االعتقاد بأنه موكل من عمالء أجانب للقيام‬
‫برشاء عقارات‪ ،‬ومن حيث الواقع العميل ينحرص دوره يف مجرد إرسال امللفات إيل الوكاالت العقارية‬
‫)‪(506‬‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة موزع الخمور عندما يستخدم صفة املالك الحاصد للكروم‪ ،‬بينام ويف مجاله الزراعي نجد أن لفظ‬
‫)‪(507‬‬
‫املالك يعني امللكية العقارية ولفظ الحاصد تعني الشخص الذي يقوم بالزرع والحصاد لثمرة إنتاجه‪.‬‬

‫)‪(504‬‬
‫‪A Giudicelli, chroniques précite, op, cit. p. 117.‬‬
‫)‪(505‬‬
‫‪Aix-en- provence, 15 jan , 1998, préc.‬‬
‫)‪(506‬‬
‫‪Reim, 8 Jull, 1998, Juridata'm 43571.‬‬
‫)‪(507‬‬
‫‪Bordeaut, 15 Janu, 1998, Préc.‬‬

‫‪470‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -3‬كذلك يف حالة قيام مدير رشكة تبديل املنزل باإلعالن يف الصفحات الصفراء ‪ -‬فرانس تيلكوم‪ ،‬حيث نوه‬
‫يف اإلعالن أن رشكته استفادت من العالمة "‪ "NF Service‬بينام ومن الواقع العميل مل يكن ميلك شهادة‬
‫)‪(508‬‬
‫مطابقة‪.‬‬

‫يضاف اىل ذلك حالة أخرى يف مجال اإلعالن املضلل‪ ،‬وعىل غرار الحال بالنسبة للمجاالت األخرى‪،‬‬
‫يجوز إعفاء مدير الرشكة من املسؤولية متى يراهن عىل أنه فوض سلطاته لتابعه‪ ،‬وهناك العديد من القرارات‬
‫التي تؤكد أن صحة التفويض رهن بأن سيتم للشخص الذي ميلك االختصاص‪ ،‬والسلطة‪ ،‬والوسائل الرضورية‬
‫والتفويض يكون مقبوال يف ذات الرشوط‪.‬‬

‫وقد أيدت محكمة النقض حكم محكمة استئناف ‪ ،Aix-en-provence‬حيث قضت أن املستند املعنون‬
‫بتفويض سلطات والذي قدم ألول مرة أمام محكمة االستئناف ومل يتضمن وصف املفوض إليه‪ ،‬ولكن فقط‬
‫مجرد توقيع مختلف عن التوقيع املوضوع عىل محرضه الرسمي املصدر باالستامع لدى البوليس ال يعفي املدير‬
‫العام للرشكة من املسؤولية الجنائية عن اإلعالن املضلل)‪ (509‬اعتربت محكمة النقض الفرنسية)‪ (510‬إعالن املهني‬
‫عن ال نقل والتسليم خالل مدة قصرية عىل الرغم من متام ذلك خالل أسابيع متعددة مبثابة إعالن مضلل‬
‫ويخضع نطاق التجريم‪.‬‬

‫ويف مجال التعاقد عن ُبعد قيض بأن دور "إمداد املستهلك مبعلومات كاذبة أو غري صحيحة يف كتالوج‬
‫)‪( 511‬‬
‫الرشاء عن بُعد أمر يدخل ضمن اإلعالن املضلل‪.‬‬

‫وقد أيدت محكمة النقض الفرنسية هذا اإلتجاه معتربة أن إمداد املستهلك مبعلومات كاذبة أو غري‬
‫)‪(512‬‬
‫صحيحة‪ ،‬يخفى عيل مسلك املهني القيام باإلعالن املضلل عن منتجاته‪.‬‬

‫كام نجد انه قد افرد نصوص جنائية واضحة تواجه اإلعالن املضلل‪ ،‬فقد اهتم املرشع الفرنيس بالنص‬
‫عىل جزاءات رادعة لهذه الجرمية وذلك يف نص املادة ‪ 6/121‬التي قررت تطبيق العقوبات الواردة يف املادة‬

‫)‪(508‬‬
‫‪Grenoble, 11 férr, 1998, Jurisdata'n o40886.‬‬
‫)‪(509‬‬
‫‪Aix- en- provece, 15 Janu. 1998, Préc.‬‬
‫)‪(510‬‬
‫‪Cass-Crim., 11 Déc 2007, ccc 2008, Comm. 125, Note : G. Raymond.‬‬
‫)‪(511‬‬
‫‪Cass Crim., 17 Sept. 1997 ccc 1998. Comm. 125. Note : G. Raynnomd.‬‬
‫)‪(512‬‬
‫‪Cass. Crim., 11 Déc. 2007 ccc 2008, Comm. 120. Note : G Raynnomd.‬‬

‫‪471‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪( 1/213‬عقوبة الحبس سنتني و الغرامة ‪ 250‬فرنك أو إحدى هاتني العقوبتني))‪ ، (513‬لعقاب املسئول عن جرمية‬
‫الخداع اإلعالين سواء كان طرفا يف العقد أو ليس طرفا فيه وسواء حدثت الجرمية تامة أو جاءت يف صورة‬
‫املرشع فقط أيا كانت الصورة التي مارس من خاللها خداعه حتى و إن كانت عن طريق وسيط القضاء الفرنيس‬
‫أعطى أهمية بالغة للمستهلك وحاميته من أي فعل يشكل خداع إعالين فقد ساوى بني الرشوع والجرمية‬
‫التامة يف العقاب لتشديد الخناق عىل الجاين‪.‬‬

‫‪ :1‬حظر اإلعالن )‪ : (514‬يف الواقع‪ ،‬وحتى عام ‪ ،1963‬مل تكن املحاكم تعاقب عىل اإلعالن الكاذب‪ ،‬أو‬
‫املضلل إال مع النصوص الخاصة والتي نذكر منها‪ ،‬املادة ‪ 405‬من القانون العقايب القديم املتعلقة بالنصب‪،‬‬
‫واملادة األويل من قانون األول من أغسطس ‪ 1905‬بشأن الغش‪ .‬ولعل قانون ‪ 2‬يوليو ‪ 1963‬هو الذي عاقب بدوره‬
‫عىل اإلعالن املضلل‪ ،‬باعتباره أول قانون تناول هذه املسألة‪ .‬ولكن مل يكن هناك بد من تغيري هذا النص‪،‬‬
‫الذي كشف عن عدم جدواه وعليه فقد تناولت املادة ‪ 44‬من قانون ‪ 27‬ديسمرب ‪ 1973‬الصادر تحت اسم قانون‬
‫‪ Royer‬هذه املسألة حيث نص عىل عقاب كل إعالن مضلل‪ ،‬وهنا نجد أن فكرة اإلعالن املضلل أوسع من فكرة‬
‫اإلعالن الكاذب‪.‬‬
‫عىل هذا الحال‪ ،‬ومنذ عام ‪ 1973‬أضحي لدينا جنحة اإلعالن املضلل ‪ .publicité trompeuse‬ومن نافلة‬
‫القول‪ ،‬أن قوانني بعض الدول األخرى باإلتحاد األورويب‪ ،‬قد سارت عىل هدي فرنسا من حيث فرض عقوبات‬
‫ضد اإلعالن املضلل أو الكاذب‪ .‬بيد أن التعريفات والرشوط‪ ،‬وكذلك الجزاءات تختلف من بلد إيل أخر‪.‬‬
‫وباملقابل‪ ،‬هناك بلدان أخرى ليس لديها مثة ترشيع بخصوص هذه املسألة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فال غني عن تحقيق‬
‫التناغم بني القوانني املختلفة لبلدان االتحاد األورويب بشأن هذه املسألة‪ .‬وهو ما تحقق من خالل التوجيه‬
‫األورويب الصادر يف ‪ 10‬سبتمرب ‪ . (515)1984‬واألمر هنا يتعلق بتوجيه أورويب يف الحدود الدونية له‪ :‬فالدول مل‬
‫تقدم القدر الكايف من الحامية للمستهلكني‪ ،‬فقد كان من الواجب عليهم منح املستهلكني قدر أكرب من‬
‫الحامية يف مواجهة اإلعالن املضلل‪ .‬ومن ناحية فرنسا‪ ،‬فإنها مل تبادر من جانبها بتعديل املادة ‪ 44‬من قانون‬
‫‪ ، 1973‬فهذا النص يكفل حامية مكافئة الحامية التي يتطلبها التوجيه األورويب‪.‬‬

‫) ‪(513‬‬
‫‪J.-C. Auloy, F. Steinmetz, Droit de la consommation, 4e éd., Dalloz, 1996, P. 109.‬‬
‫) ‪(514‬‬
‫‪Buil, Sept ans de publicité mensongère, Cahiers de droit de l'entreprise 3-1981 ; Fabre, Publicité mensongère ou‬‬
‫‪trompeuse, évolution récente de la jurisprudence, Cahiers de droit de l'entreprise 3-1983.‬‬
‫)‪(515‬‬
‫‪Renaudiere, La directive 84/405 CEE sur la publicité trompeuse : la situation en Belgique, en France, au Royaume-Uni,‬‬
‫‪en Irlande et aux Pays-Bas", RED consom. 1989.3.‬‬

‫‪472‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عىل أية حال‪ ،‬فقد تم إدخال املادة ‪ 44‬من قانون ‪ 1973‬يف تقنني االستهالك حيث املواد من ‪ 1-121‬إىل‬
‫‪ .7-121‬وسوف نتناول بالرشح والتحليل هذه املواد من خالل دراسة الركن املادي لها‪ ،‬فضال عن ركنها املعنوي‬
‫والعقوبة واجبة التطبيق‪ .‬وسوف يتضح لنا فيام بعد كيف أن هناك نصوص أخرى واجبة التطبيق عىل موضوع‬
‫اإلعالن املضلل‪.‬‬

‫‪ :2‬الركن املادي لجنحة اإلعالن املضلل‪ :‬تنص املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك عىل ‪ "( :‬ال يجوز‬
‫عمل اإلعالن املتضمن‪ ،‬بأي شكل من األشكال‪ ،‬إلدعاءات‪ ،‬أو بيانات‪ ،‬أو مزاعم‪ ،‬أو عروض غري صحيحة‪،‬‬
‫أو تؤدي بدورها إيل الوقوع يف الغلط‪ ،‬متى كانت تتعلق بواحد‪ ،‬أو أكرث من العنارص التالية ‪:‬‬

‫وجود‪ ،‬وطبيعة‪ ،‬ومحتوى‪ ،‬والصفات الجوهرية‪ ،‬واملضمون‪ ،‬وكذلك الصـــنف‪ ،‬واألصل‪ ،‬والكمية‪،‬‬
‫والطريقة‪ ،‬وتاريخ التصنيع‪ ،‬وامللكية‪ ،‬ومثن ورشوط البيع لألموال‪ ،‬أو الخدمات‪ ،‬التي تشكل موضوع هذا‬
‫اإلعالن‪ ،‬ورشوط استخدامها والنتائج املتوقعة من استخدام هذه األموال‪ ،‬أو الخدمات‪ ،‬وأسباب‪ ،‬أو طرق البيع‪،‬‬
‫أو االلتزام بالخدمات‪ .)...،‬يف الواقع‪ ،‬إن هذا النص يكشف بدوره عن رشوط ثالثة يجب استيفائها حتى‬
‫ميكن القول بوجود الجنحة ‪:(516‬‬

‫‪ :1-2‬بداية‪ ،‬يجب أن يكون هناك إعالن ‪ .publicité‬واإلعالن باملعنى الضيق للكلمة يعني الرسالة املوجهة‬
‫إيل الجمهور يف سبيل إنعاش الطلب عىل األموال‪ ،‬أو الخدمات‪ .‬ومن ناحية القضاء الفرنيس‪ ،‬فإنه مل يقرص‬
‫عن تطبيق املادة ‪ 44‬من قانون ‪( 1973‬املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك)‪ ،‬حيث تبني تفسري واسع للفظ‬
‫اإلعالن‪ ،‬وبحسبه أن اإلعالن يعني كل رسالة يقوم من خاللها أحد األفراد بتعريف الجمهور باألموال‪ ،‬أو‬
‫الخدمات‪ ،‬التي يقرتحها‪.‬‬

‫بيد أن األمر يتعلق مبعلومة بسيطة دون أن ترتبط بغاية‪ ،‬أو هدف الحث عىل الرشاء)‪ .(517‬ولقد جرى توجيه‬
‫النقد لهذا القضاء الواسع من جانب بعض الفقهاء)‪ . (518‬ومن وجهة نظري‪ ،‬فإنني أري بوجوب تأييد هذا القضاء‬

‫) ‪(516‬‬
‫‪J.-C. Auloy, F. Steinmetz, Droit de la consommation, op. cit., p. 110.‬‬
‫‪ ) )517‬عىل هذا النحو‪ ،‬فإن الكذب يف البيان اإللزامي عىل التكيت يستوجب عقاب اإلعالن املضلل‪،‬‬
‫‪- Crime., 25 juin 1984, D. 1985.J.80, note Fourgoux‬‬
‫كذلك فإن الكذب يف اإلعالنات الحائطية له طابع بياين خالص‪:‬‬
‫‪Crim. 2 oct. 1985, RTD com. 1986. 541, obs. Hèmard et Bouloc.‬‬
‫)‪ (518‬انظر التعليق السابق السيد‪Fourgeoux‬‬

‫‪473‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ذاته‪ .‬فأيا ك ان محتوى الرسالة اإليضاحية البسيطة‪ ،‬فإن النتيجة التي ترتتب عىل الغش تكمن يف جذب نظر‬
‫املشرتين‪ .‬وطابع الغش‪ ،‬الذي تصطبغ به الرسالة البيانية‪ ،‬أو اإليضاحية يأخذ إذن طابع اإلعالن‪.‬‬

‫عىل هذا النحو‪ ،‬ميكن تعريف اإلعالن من حيث كونه يأخذ العديد من األشكال املتباينة‪ ،‬التي تدخل يف‬
‫مجموعها يف مجال تطبيق املادة ‪: 1-121‬‬

‫‪ -‬تقع جنحة اإلعالن املضلل‪ ،‬دون النظر إىل الدعامة التي تم نقل اإلعالن من خاللها‪ ،‬حيث الصحف‪،‬‬
‫أو اإلذاعة والتلفاز‪ ،‬واإلعالنات الحائطية‪ ،‬والتيكيت‪ ،‬إىل آخره‪.....،‬‬

‫‪ -‬تقع الجنحة‪ ،‬أيا كان شكل اإلعالن‪ ،‬سواء أخذ صورة املحررات‪ ،‬أو األقوال‪ ،‬أو الصور‪.‬‬

‫‪ -‬ال أهمية ملا إذا كان اإلعالن يتعلق باملنقوالت‪ ،‬أو العقارات‪ ،‬أو الخدمات)‪.(519‬‬

‫‪ -‬ليس لصفة املعلن مثة أثر‪ ،‬فاإلعالن يصدر بصورة عامة عن التاجر‪ ،‬أو الرشكة التجارية‪ ،‬ولكن من‬
‫املمكن أن تقع هذه الجنحة بطريق شخص غري تاجر ومن ثم ميكن أن تقع كذلك بطريق شخص غري‬
‫محرتف)‪.(520‬‬

‫‪ -‬ألهمية كذلك لألشخاص املعنيني بهذا اإلعالن‪ :‬املستهلكون‪ ،‬أو املحرتفون وكافة اللذين يتمتعون‬
‫بالحامية يف مواجهة اإلعالن املضلل)‪.(521‬‬

‫يف الواقع‪ ،‬إن اإلعالن يشكل إذن عنرص رضوري حتى ميكن القول بوجود جنحة إعالن مضلل‪ .‬ويجب‬
‫أن تصدر الرسالة عن الشخص‪ ،‬الذي يسعى إىل إطالع الجمهور عىل األموال‪ ،‬أو الخدمات التي يقرتحه (‪.)522‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يجب أن توجه الرسالة إىل جمهور املستهلكني‪:‬‬

‫وفيام يتعلق بالتطبيق عىل العقارات‪ ،‬أنظر عىل سبيل املثال ‪:‬‬ ‫) ‪(519‬‬

‫‪. Paris, 24 mai 1982 D. 1983.J.11, note Pradel et Paire‬‬


‫‪ ))520‬تطبق محكمة النقض املادة ‪ 44‬من قانون ‪( 1973‬املادة ‪ 1-121‬من تقنني الستهالك) عىل اإلعالن املضلل الصادر عن فرد‬
‫عادي (‪ .)Crim., 24 mars 1987, JCP, éd. E, 1988.II.15321, note Heidsick‬ومل يرد لفظ املحرتف يف نص املادة ‪ 1-121‬ولعلنا‬
‫نتساءل أل يتعارض التساع يف مجال تطبيق املادة بحيث تشمل األشخاص غري املحرتفني مع روح النص‪.‬‬
‫) ‪(521‬‬
‫‪Crim., 2 oct. 1980 (D. 1981.IR.292 ; RTD com. 1981.619, obs. Bouzat.‬‬
‫)‪(522‬‬
‫‪Aix, 13 févr. 1980 (D. 1980.J. 618, note Endréo.‬‬

‫‪474‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫عىل أي الحال‪ ،‬فإن املستند املقدم لشخص ال يعترب يف جوهره إعالن‪ ،‬ويجب أن يكون الغاية من الرسالة‬
‫اإلعالنية الحث عىل إبرام عقود يف املستقبل بشأنها‪ .‬واملستند املستخدم عقب إبرام العقد‪ ،‬ال يعترب يف جوهره‬
‫إعالن‪.))523‬‬

‫‪ : 2-2‬إن طابع الغش يف اإلعالن يشكل إذن عنرص جوهري يف الجرمية‪ .‬ووجد هذا العنرص ال يثري مثة‬
‫شك حينام تنطوي الرسالة عىل غش ظاهر بطريق الكتابة‪ .‬وعىل هذا الحال‪ ،‬فإن العقاب يطال اإلعالن الذي‬
‫يبلغ عن منتج بدون صبغة‪ ،‬بينام يتضمن املنتج صبغة‪.‬‬

‫ولكن املادة ‪ 1-121‬مل يأخذ ذلك يف االعتبار‪ .‬حيث تعاقب هذه املادة كل إعالن يؤدي بطبيعته إىل اإليقاع‬
‫يف الغلط(‪ .)524‬فاألمر إذن يتعلق باإلعالن اإليحايئ ‪ la publicité suggestive‬الذي يهدف إىل إيقاع جمهور‬
‫العمالء يف الغلط‪ .‬كام هو الحال عىل سبيل املثال يف حالة املرشوب الذي يحتوي عىل مواد كيميائية‪ ،‬ويقدم‬
‫للجمهور عىل أنه مرشوب بطعم الفواكه‪ ،‬ففي هذه الحالة نجد أن املعلومة صحيحة يف حد ذاتها‪ ،‬ولكن متى‬
‫صاحب عرض املنتج صورة للفواكه الطازجة‪ ،‬فإنها قد تدفع باملستهلكني إيل االعتقاد بأن املرشوب مصنوع من‬
‫الفواكه الطازجة‪ ،‬وهو غري صحيح)‪.(525‬‬

‫عىل هذا الحال‪ ،‬يتحتم منع الغش بطريق اإليحاء‪ ،‬حيث يكرث اللجوء إليه وال جرم يف أنه أكرث خطورة‬
‫من الغش بطريق الكتابة‪.‬‬

‫ومن ناحية القضاء‪ ،‬فقد وضع بدوره حدود عىل العقاب‪ ،‬عىل نحو ما يبني املثال التايل‪ .‬ففي سبيل التدليل‬
‫عىل متانة حقيبة‪ ،‬عرض اإلعالن عرب التلفاز جزء من الكرة الحديدية للبلدوزر لإليحاء بقوة الحقيقة ومتانتها‪.‬‬
‫وقد تم مترير هذا اإلعالن مرات عديدة يف مناذج البلدوزرات‪.‬‬

‫‪ )) 523‬عىل هذا النحو‪ ،‬فإن الخطاب املرسل إيل مشرتي بطريق البائع لوصف املال املبيع‪ ،‬ولكن الخطاب جرى تحريره من خالل‬
‫نسخ عديدة‪ ،‬وجرى إرساله إىل سلسلة من العمالء الحتاملني‪ ،‬مام يعني أنه أخذ طابع اإلعالن ‪:‬‬
‫‪-Crim., 21 mai 1974, D. 1974.J.579, rapport Robert.‬‬
‫هناك صيغة مامثلة يف التوجيه الصادر بتاريخ ‪ "( : 1984‬اإلعالن الذي يوقع يف الغلط‪ ،‬أو الذي ميكن أن يؤدي إيل الوقوع‬ ‫) ‪(524‬‬

‫يف الغلط ")‪.‬‬


‫)‪(525‬‬
‫)‪Affaire Tang : Crim., 13 mars 1979 (JCP, éd. Cl, 1979.I.13104‬‬
‫نستطيع الستشهاد بقضية ‪ : News‬حيث يتحقق وصف اإلعالن املضلل‪ ،‬الذي يوقع يف الغلط‪ ،‬عىل استخدام اللغة اإلنجليزية‬
‫لتقديم سجائر يف علب للسجائر بفرنسا‬

‫‪475‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫هنا تم رفع دعوى الغش بطريق اإلعالن املضلل ضد املعلن)‪ .(526‬ولكن من املستحيل بطبيعة الحال‪ ،‬أن‬
‫يكون للحقيبة متانة وقوة الكرة الحديدية للبلدوزر‪ ،‬ومن ثم فقد قضت محكمة أول درجة لصالح املعلن بالرباءة‪،‬‬
‫ألن اإلعالن مل يكن ليؤدي بطبيعته إيل إيقاع العميل يف الغلط‪ .‬ونقصد هنا عىل األخص املستهلك العادي‬
‫القادر عىل فهم املغذي من الرسالة اإلعالنية)‪.(527‬‬

‫وهنا يعن لنا أن نتساءل عن فئة األشخاص‪ ،‬الذين ميكن أن تحيل عليهم املحاكم ملعرفة ما إذا كان‬
‫اإلعالن يؤدي من عدمه إيل اإليقاع يف الغلط ؟‬

‫هنا ميكن الوقوف عند منوذج الشخص العادي يف القانون املدين‪ .‬ولكن متى أخذنا مبثل هذه املرجعية‬
‫يف القانون املدين‪ ،‬فال جرم يف أن ذلك سوف يؤدي بدوره إيل تجريد املادة ‪ 121‬من تقنني االستهالك من‬
‫فعاليتها‪.‬‬

‫والتطبيق لهذا املبدأ املستقر يف القانون املدين‪ ،‬أن املعول عليه هو املستهلك العادي‪ ،‬أو املتوسط‪ .‬ولكنه‬
‫أقل قوة من الحال بالنسبة للشخص العادي يف القانون املدين‪ ،‬مام يعني تراجع مستوى الحامية‪ .‬ومن‬
‫املالحظ‪ ،‬أن بعض اإلعالنات توجه إيل مجموع املستهلكني‪ ،‬وهناك فئة خاصة من املستهلكني‪ ،‬وفئة أخرى‬
‫من املحرتفني‪ .‬ومثل هذه الرسالة اإلعالنية‪ ،‬التي ال توقع املحرتف يف الغلط‪ ،‬لن توقع كذلك املستهلك العادي‬
‫املعني بالحامية‪.‬‬

‫ويبدو أن هذه الرسالة تقع تحت طائلة املادة‪ ، 1-121‬فليس من الرضوري أن يكون اإلعالن ذاته قد أدي‬
‫إيل الوقوع يف الغلط‪ .‬ولكن يكفي أن يؤدي بطبيعته إيل ترتيب مثل هذا األثر)‪ .(528‬واملعلن الذي قام بنرش‬
‫إعالن كاذب‪ ،‬أو أدي إيل الوقوع يف الغلط‪ ،‬ال ميكن أن يؤدي إيل اإلفالت من العقاب ملجرد قيام املعلن‬
‫بنرش معلومات حقيقية)‪ .(529‬والجنحة املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-121‬تعترب إذن جنحة وقتية‪:‬‬
‫‪Le délit instantané.‬‬

‫) ‪(526‬‬
‫‪J.-C. Auloy, F. Steinmetz, Droit de la consommation, op. cit., p. 111.‬‬
‫) ‪(527‬‬
‫‪Affaire Samsonitté : Crim., 21 mai 1984 (D. 1985.J.105, note Marguery ; RTD com., 1985.379, obs Bouzat.‬‬
‫) ‪(528‬‬
‫‪Crim., 8 déc. 1987 (D. 1988.IR.43).‬‬
‫) ‪(529‬‬
‫‪Crim., 30 mai 1989 (D. 1989.IR. 226 et 246.‬‬

‫‪476‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫بينام وفيام يتعلق مبقدار العقوبة‪ ،‬ميكن للقضاة أن يأخذوا يف االعتبار الجهود املبذولة من املعلن يف‬
‫سبيل محو اآلثار املرتتبة عىل الرسالة املنطوية عىل الغش‪.‬‬

‫‪ :3-2‬أما عن الرشط الثالث‪ ،‬فإنه يتمثل يف اآلن اإلعالن املضلل ال يستوجب العقاب إال متى انصب عىل‬
‫احد العنارص املنصوص عليها يف املادة ‪ . (530)1-121‬والحق أن هذا الرشط يكفي عىل غرار مستوى العنارص‬
‫السابقة‪ .‬ومن املتصور أن اإلعالن يستوجب الجزاء ملجرد كونه مضلال‪ .‬والحق أن العنارص السابقة متعددة‪،‬‬
‫وعليه فسوف نحاول تصنيفها عىل النحو التايل‪:‬‬

‫▪ إن اإلعالن املضلل يستوجب العقاب متى تعلق مبال‪ ،‬أو بخدمة‪ ،‬وهو ما تواتر عليه الحال)‪.(531‬‬
‫▪ كام أن اإلعالن يستوجب الجزاء حينام ينصب بدوره عىل رشوط البيع‪ ،‬أو الخدمة املقرتحة‪ ،‬وعىل‬
‫وجه الخصوص عىل مثنه)‪.(532‬‬
‫▪ كذلك يلزم العقاب ضد اإلعالن الذي يرتتب عليه الوقوع يف الغلط بشأن شخص الصانع‪ ،‬أو البائع‪،‬‬
‫أو متعهد الخدمة)‪.(533‬‬

‫صفوة القول‪ ،‬إن العنارص التي يعتمد عليها اإلعالن املضلل‪ ،‬والتي يكون عىل أساسها مستوجب للعقاب‪،‬‬
‫من التعدد بحيث أن من الصعوبة مبكان اإلحاطة بها‪ .‬ولقد متسك املرشع بالرشطي األول والثاين‪ .‬ومن ثم‬
‫فإنه مل يجد مثة بد من السري يف هذا الطريق‪.‬‬

‫عىل هذا الحال‪ ،‬تنص املادة ‪ 3‬من التوجيه األورويب الصادر يف ‪ 10‬سبتمرب ‪ 1984‬عىل‪ "( :‬إن اإلعالن‬
‫املضلل يرتكز عىل مجموعة من العنارص")‪ .‬ومن ناحية املرشع‪ ،‬فإنه مل يقرص من جانبه عن محو الطابع‬
‫الحرصي‪.‬‬

‫‪))530‬‬
‫إن حكم محكمة الستئناف‪ ،‬الذي مل يبني أن اإلعالن املضلل واقع عىل أحد العنارص املنصوص عليها يف املادة ‪1-121‬‬
‫يستوجب نقضه‪.‬‬
‫‪- Crim., 28 mars 1984, D. 1984.IR. 390.‬‬
‫‪ ) )531‬عىل سبيل املثال اإلعالن‪ ،‬الذي يقدم مرشوب يحتوي عىل مواد كيميائية عىل أنه مرشوب طبيعي‬
‫‪Crim., 13 mars 1979, JCP, éd. Cl, 1979.I.13104, Chron. Guinchard‬‬
‫كذلك الحال‪ ،‬بالنسبة لإلعالن الذي يدفع إيل العتقاد بأن الفعالية العالجية للمنتج مضمونة بالتصديق الرسمي عىل ذلك‪.‬‬
‫)‪(532‬‬
‫‪Crim., 3 sept. 1992, JCP, éd. E, 1992.Pan.1237.‬‬
‫)‪(533‬‬
‫‪CRim., 15 févr. 1982, D. 1983.J.275, note Mayer et Pizzio.‬‬

‫‪477‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ : 3‬الخطأ‪ ،‬أو اإلهامل‪ ،‬باعتباره عنرص يف جنحة اإلعالن املضلل‪ :‬إن القانون األول املتعلق باإلعالن‬
‫الكاذب يتمثل يف قانون ‪ 2‬يوليو ‪ ، 1963‬الذي جعل من سوء النية ركن يف الجرمية‪ .‬فالفاعل ال يستوجب‬
‫العقاب‪ ،‬إال متى قصد إيقاع املستهلك يف الغلط‪ .‬بينام ألغي قانون ‪ 27‬ديسمرب ‪ 1973‬يف مادته ‪ 44‬اإلحالة عىل‬
‫سوء النية‪ .‬وخالل اليوم التايل‪ ،‬إلعالن هذا القانون‪ ،‬استند البعض من الفقهاء عىل أن صمت القانون ال يكفي‬
‫الستبعاد مقتىض الركن املعنوي)‪.(534‬‬

‫والحق إن محكمة النقض مل تقبل بهذا التفسري‪ ،‬حيث قضت بأن سوء النية ال يعترب ركن يف جرمية‬
‫اإلعالن الكاذب)‪ . (535‬ومنذ اللحظة التي يتكون فيها الركن املادي للجرمية‪ ،‬فإن املعلن يستوجب العقاب‪ ،‬حتى‬
‫وإن مل يثبت لديه سوء نية‪ .‬ويف عام ‪ ،1073‬جرى استبدال جنحة اإلعالن الكاذب بجنحة أوسع‪ ،‬وهي اإلعالن‬
‫املضلل‪.‬‬

‫ومن املالحظ‪ ،‬أن قضاء محكمة النقض مل يخرج عن مقاصد املرشع يف عام ‪ .1973‬ويف ظل قانون ‪،1963‬‬
‫مل يكن عقاب اإلعالن الكاذب يكفي لكون املعلنني اللذين نرشوا إعالن كاذب كانوا يف الغالب يدعون بأنهم‬
‫مل يكونوا سيئ النية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬كان من املستحيل التدليل عىل سوء النية‪ .‬بينام جاء قانون ‪1973‬‬
‫ليوسع بدوره من التجريم‪ .‬ومن ثم فلم يكن يف إمكان املعلنني التخفي وراء اإلهامل والتذرع بالخطأ‪.‬‬

‫وميكن أن ُيحكم عىل الشخص املعنوي مثل الشخص الطبيعي جنائيا إلعالن كاذب أو قد يؤدي اىل‬
‫غلط‪ ،‬إذا مل يت حقق من صحة ما ذكر‪ ،‬وجنحة اإلعالن الكاذب ما هي مثرة سياسة وتجارية مرغوبة ومنظمة‬
‫من قبل الشخص املعنوي‪ ،‬ميكن إدانته حتى ولو مل يكن هناك إمكانية لنسب الجنحة لهيئة أو ملمثل قانوين‬
‫معني‪ ،‬يف النهاية قضت محكمة النقض الفرنسية بالحكم عىل املتهم بغرامة قدرها ‪ 70‬ألف يورو‪ ،‬فأن محكمة‬
‫االستئناف قضت وفق مقتضيات املادة ‪ 6 – 121‬من قانون االستهالك‪ ،‬وكذا املادة ‪ 38 – 131‬من القانون الجنايئ‪،‬‬
‫والتي مبقتضاها الحد األقىص للغرامة املطبقة عىل األشخاص املعنوية تساوي خمس مرات الغرامة املطبقة عىل‬
‫الشخص الطبيعي)‪.(536‬‬

‫)‪(534‬‬
‫‪Fourgoux, " La publicité mensongère, délit intentionnel ", Gaz. Pal. 1977.I. Doct. 76.‬‬
‫)‪(535‬‬
‫‪Crim., 4 déc. 1978 (D. 1979.IR. 180, obs. Roujou de Boubée.‬‬
‫) ‪(536‬‬
‫‪Crim. 24 mars 2009, n° 08-86530, CCC 2009, comm. 235, obs. Raymond ; Dr. pénal 2009, comm. 84, obs. Robert.‬‬

‫‪478‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة أن هناك قرار آخر يف آخر نفس السنة (‪ 15‬ديسمرب ‪ )2009‬قىض بأن فعل الخداع يقتيض‬
‫جنايئ‪ ،‬وعاد بذلك لرصيح نص مقتضيات املادة ‪ 3 - 121‬من مدونة القانون الجنايئ الفرنيس‪.‬‬

‫‪ :4‬الركن املعنوي لجنح اإلعالن املضلل‪ ،‬والتي أضحت تحمل وصف املامرسة التجارية املضللة ‪l'élément‬‬
‫‪moral du délit de publicité trompeuse, devenu pratique commercial trompeuse.‬‬

‫إن املشكلة الثانية التي أثارها هذا الحكم تكمن يف معرفة طبيعة الركن املعنوي للجرمية املنصوص عليها‬
‫يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك‪ .‬وباملقابل‪ ،‬فإن الجواب الذي جاءت به الدائرة الجنائية مبحكمة النقض‬
‫ينطوي عىل يشء من االبتكار‪ .‬ويف عام ‪ ، 1963‬اقتضت هذه الجنحة توافر حسن النية‪ ،‬وهو املقتىض الذي‬
‫ظل مطبقا خالل ما يزيد عىل العرشة أعوام‪ ،‬حتى مع قانون ‪ 27‬ديسمرب ‪ .1973‬حيث كان السؤال يف البداية‬
‫يثور حول حسن‪ ،‬أو سوء نية املعلن‪ ،‬ثم أصبح هذا السؤال بعد ذلك خارج املوضوع‪ ،‬ومن ثم فقد استقر الحال‬
‫)‪(537‬‬
‫عىل الحكم ضد املحرتف ‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬أضحت هذه الجنحة غري متعمدة‪ ،‬وعقب صدور التقنني العقايب الجديد (الساري التطبيق يف‬
‫األول من مارس ‪ ،)1994‬ثم ما لبثت محكمة النقض أن عاودت تأييد هذا الحل‪ ،‬وقد استندت يف ذلك عىل‬
‫أحكام املادة ‪ 339‬من القانون رقم ‪ 1336-92‬الصادر يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ ،1992‬الذي يحمل اسم " قانون تكييف‬
‫)‪(538‬‬
‫التقنني العقايب الجديد" ‪.‬‬

‫عىل هذا النحو‪ ،‬يكفي الخطأ البسيط الناجم عن الرعونة‪ ،‬أو اإلهامل)‪ .(539‬ومن ثم فلم تنفك الدائرة‬
‫الجنائية مبحكمة النقض عن الحكم بأن‪ "( ،‬إن إهامل املعلن‪ ،‬الذي مل يتحرى الصدق والحقيقة يف الرسالة‬
‫اإلعالنية املجرمة قبل نرشها‪ ،‬مييز الركن املعنوي لجنحة اإلعالن املضلل"))‪. (540‬‬

‫إن هذه الجنحة الشكلية)‪ -(541‬بحسب القضاء‪ ،-‬تعترب غري متعمدة‪ .‬فالرعونة‪ ،‬أو اإلهامل‪ ،‬أو عدم التبرص‪،‬‬
‫كلها صفات متيز الركن املعنوي للجرمية‪ .‬ومن ثم فإن منطق قضاة املوضوع يرتكز يف األساس عىل املحرتف‬

‫) ‪(537‬‬
‫‪Crim. 4 déc. 1978, D. 1979. IR. 180, obs. G. Roujou de Boubée.‬‬
‫) ‪(538‬‬
‫‪Crim. 14 déc. 1994, Bull. crim. N° 415.‬‬
‫) ‪(539‬‬
‫‪Crim. 19 oct. 2004, Bull. crim. N° 245.‬‬
‫) ‪(540‬‬
‫‪Crim. 12 nov. 1997, Dr. Pénal 1998, comm. 24, obs. Robert.‬‬
‫) ‪(541‬‬
‫‪Ph. Cont, note sous Crim. 14 oct. 1998, JCP 1999.‬‬

‫‪479‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الصالح‪ ،‬أو الرشيف الذي ال يرتكب مثل هذه الترصفات اإليجابية‪ ،‬أو السلبية‪ ،‬وهو ما كان يعطي املربر للحكم‬
‫ضدهم‪.‬‬

‫وباملقابل‪ ،‬متى تع مقنا النظر يف اإلرادة العقابية‪ ،‬ومن منظور الرشعية‪ ،‬فإن التسبيب قد ال يكون كامال‪.‬‬
‫وبحسب املبدأ املنصوص عليه يف املادة ‪ 3-121‬الفقرة األويل من التقنني العقايب‪ " ،‬ال جناية‪ ،‬أو جنحة ما مل‬
‫تثبت نية ارتكابها "‪ .‬والقول بوجود جرمية الخطأ‪ ،‬أو اإلهامل‪ ،‬يقتيض أن يكون القانون قد نص رصاحة عىل‬
‫هذا املضمون الخاص للركن املعنوي‪ .‬ففي جرمية اإلعالن املضلل‪ ،‬والتي أضحت املامرسة التجارية املضللة‪،‬‬
‫مل يتم عمل أي تنويه بشأن الركن املعنوي لهذه الجرمية يف رصيح نص املادة‪.‬‬

‫بناء عليه‪ ،‬وبحسب املادة ‪ 3-121‬من التقنني العقايب‪ ،‬التي كانت موضوع للعديد من التفسريات املركبة‪ ،‬إن‬
‫الجرمية املنصوص عليها يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك يجب أن تنضوي تحت وصف الجنح‬
‫املتعمدة‪ ...،‬وهو ما قضت به رصاحة الدائرة الجنائية مبحكمة النقض يف ‪ 15‬ديسمرب ‪.2009‬‬

‫ويف سبيل الحكم ضد املتهم بجنحة اإلعالن‪ ،‬الذي يوقع بطبيعته يف الغلط استندت محكمة االستئناف‬
‫يف قرارها عىل أن رئيس الرشكة‪ ،‬ومنذ إنشائها مل يكن ليجهل االلتزام بتبصري املستهلك الواقع عىل كاهله‬
‫بشأن تعريفات الخدمات املقرتحة وال بالطابع الكاذب للدعاية التي تنرشها رشكته الخاصة‪.‬‬

‫عىل أية حال‪ ،‬فقد حاول املتهم النعي بالالمئة عىل مثل هذا التسبيب مدعيا بأن هذا التسبيب يعود يف‬
‫الواقع إيل قلب عبء الدليل‪ ،‬حيث الجدل الكالسييك بشأن الركن املعنوي للجرمية)‪ .(542‬والجواب الذي جاءت‬
‫به محكمة النقض مل يكن متوقع‪ .‬ومع تأييدها لحكم قضاة املوضوع‪ ،‬فقد استندت يف تسببيها عىل الفقرة‬
‫األويل من املادة ‪ 3-121‬من التقنني العقايب املتعلقة بالجرائم املتعمدة‪ ،‬ومام جاء يف حيثيات الحكم‪ ،‬نذكر ما‬
‫ييل‪ "( ،‬وحيث أنه‪ ،‬وبالنظر إيل موضوع القضية‪ ،‬فإننا نستنتج‪ ،‬أن املتهم مل يكن قد اتخذ كافة االحتياطيات‬
‫الخاصة التي تضمن صحة الرسائل اإلعالنية‪ ،‬وعندئذ ومع ثبوت املخالفة للضوابط القانونية والالئحية مع تحقق‬

‫‪ )542‬أنظــر تعليق ‪:‬‬


‫‪R. Saint-Esteben et J.-D. Bretzner, La charge de la preuve en matière de publicité trompeuse ou de nature à induire en‬‬
‫‪erreur, D. 2006. 1610.‬‬
‫‪ -‬كام انظر الجديد يف جرمية النصب يف قانون العقوبات الفرنيس الجديد لدى د‪ /‬محمد أبو العال عقيدة‪ ،‬التجاهات الحديثة‬
‫يف قانون العقوبات الفرنيس الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 127‬‬

‫‪480‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫العلم بذلك‪ ،‬فقد توافر القصد الجنايئ لدى الفاعل‪ ،‬وهو املنصوص عليه يف املادة ‪ 3-121‬الفقرة األويل من‬
‫التقنني العقايب‪ ،‬وعليه فإن محكمة االستئناف تكون بذلك قد بررت حكمها")‪.‬‬

‫ألول مرة‪ ،‬بحسب علمنا تطبق الدائرة الجنائية مبحكمة النقض جنحة اإلعالن املضلل املنصوص عليها‬
‫يف املادة ‪ 1-121‬من تقنني االستهالك‪ ،‬والتي أضحت املامرسة التجارية املضللة‪ ،‬حيث اقتضت إثبات القصد‬
‫الجنايئ‪ .‬والحق أن هذا الحكم واضح وال ينطوي عىل أي غموض‪.‬‬

‫عىل أية حال‪ ،‬فقد آخذ عىل املتهم قصده الجنايئ‪ ،‬والنص الذي كرس لهذا الحل يتمثل يف الفقرة األويل‬
‫من املادة ‪ 3-121‬من التقنني العقايب‪ .‬والحق إن هذا الخيار منطقي‪ ،‬وعقالين ومن ثم يجب أن يحظى بالتأييد‬
‫‪ :‬املامرسة املنطوية عىل الغش‪ ،‬عىل غرار الحال بالنسبة لجرائم الغش (املادة ‪ 1-213‬من تقنني االستهالك) أو‬
‫النصب (املادة ‪ 1-313‬من التقنني العقايب)‪ ،‬التي ترتكز عىل إرادة الجاين‪ .‬والحق أن هذا املنطق يوافق الفكرة‬
‫العامة للنزاهة التي يجب أن تتوافر يف الشخص املحرتف‪.‬‬

‫عىل أية حال‪ ،‬فقد أدخلت محكمة النقض‪ ،‬منذ بداية العام جنحة اإلعالن املضلل يف فئة الجنح غري‬
‫املتعمدة‪ ،‬دون النظر إيل التعديل املزدوج الذي تم يف عام ‪ .2008‬بينام وفيام يتعلق باملامرسة التجارية املضللة‪،‬‬
‫فقد أكدت الدائرة الجنائية مبحكمة الجنايات عىل أنه ال يوجد مثة تغيري يف تفسري وتقدير الركن املعنوي‬
‫للجرمية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتوجيه األورويب‪:‬‬


‫فقد عرفت اإلعالن الكاذب واملضلل يف املادة الثانية من التوجيه األوريب رقم ‪ 450‬الصادر ‪1984/09/10‬‬
‫والتوجيه الصادر رقم ‪ 114‬يف تاريخ ‪ 2006/12/17‬بأنه " إعالن بأي وسيلة من وسائل اإلعالن يتضمن تضليله‬
‫يف بيان يؤدي إيل إيهام الشخص املوجه له اإلعالن وذلك مبدة ببيانات خاطئة وتؤثر عىل سلوكه االقتصادي‬
‫بدفعه إىل التعاقد‪ ،‬والتي تؤدي إيل اإلخالل بقواعد املنافسة ومل تضع املنظمة الدولية للتعاون االقتصادي‬
‫تعريفا محددا لإلعالن التجاري‪ ،‬ولكنها عرفته يف إطار املامرسات‪ ،‬وقد حددت بأن تكون تلك املامرسات‬
‫التجارية مضللة عندما تؤدي إيل إيذاء املستهلك عن طريق تضليله بخصائص السلعة أو الخدمة أو طبيعتها أو‬
‫رشوط التعاقد )‪.(543‬‬

‫‪ ))543‬القواعد اإلرشادية للمنظمة الدولية للتعاون القتصادي ‪ Oecd‬لسنة ‪ ،2003‬واملنشورة عىل موقعها اللكرتوين‪:‬‬
‫‪www.oecd.com‬‬

‫‪481‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الخامتة‬
‫ىف النهاية ال ميكننا أن ننكر بعد كل ما سبق‪ ،‬أن املستهلك االلكرتوين ليس فرد او عدد محدود من‬
‫الناس بل أصبح العامل كله مستهلك‪ ،‬وبالتطور التكنولوجي أصبح الغالبية العظمى من األشخاص الطبيعيني‬
‫واألشخاص االعتبارية مستهلك إلكرتوين‪ ،‬يستخدم الوسائل التقنية ىف الحصول عىل كل ما يشبع حاجاته‬
‫الشخصية والعائلية‪ ،‬ولهذا كان البد من مواجهه او صوره من صور االعتداء املستهلك‪ ،‬أال وهي اإلعالن‬
‫اإللكرتوين الخادع واملضلل للمستهلك والذي دامئا ما يكون غرضة االعتداء عىل حق من حقوق املستهلك‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬

‫وقد خلصنا من هذة الدراسة اىل نتائج‪ ،‬و توصيات نربزها فيام يىل‪-:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫▪ نتج من هذه الدراسة إىل أن مرص قد عرفت حامية املستهلك التقليدى منذ القدم‪،‬فكان لحامية‬
‫املستهلك نظاما قانونيا عىل مر العصور‪ ،‬إال أنها أصبحت عىل بداية الطريق نحو حامية املستهلك‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬ذلك بعد صدور القانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ 2018‬بشأن حامية املستهلك املرصي‪.‬‬
‫▪ عىل الرغم من حداثة الترشيعات ىف مواجهة جرائم اإلعتداء عىل املستهلك اإللكرتوين إال أنها تحاول‬
‫ساعية ملواجهة تلك الجرائم‪ ،‬والدليل عىل ذلك هو صدور القانون رقم ‪ 175‬لسنة ‪ 2018‬بشأن مكافحة‬
‫جرائم تقنية املعلومات‪.‬‬
‫▪ إن جرائم اإلعتداء عىل املستهلك اإللكرتوين هي كل نشاط إجرامي يستخدم اإلنرتنت يف ارتكابه‪،‬‬
‫يكون الهدف من هذا اإلجرام إستهداف حقوق املستهلك اإللكرتوين‪ ،‬يلعب اإلنرتنت دور الوسيط يف‬
‫حصول املستهلك عىل ما يرغب به‪ ،‬كام يلعب دور الوسيط يف الجرمية املعلوماتية ‪.‬‬
‫▪ من الخطأ القانوين والتقني‪ ،‬قرص جرائم اإلعتداء عىل املستهلك اإللكرتوين يف صورة واحدة أو شكل‬
‫إجرامي واحد‪ ،‬فكلام تطورت النظم اإللكرتونية‪ ،‬فكلام تطورت أشكال وصور جرائم اإلعتداء عىل‬
‫املستهلك اإللكرتوين‪ ،‬فالعالقة التي تجمع التجارة اإللكرتونية والجرائم املعلوماتية هي عالقة طردية‬
‫عىل الدوام‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ تتسم جرائم اإلعتداء عىل املستهلك اإللكرتوين بخصائص تقنية خاصة‪ ،‬متثلت يف صعوبة‬
‫اإلكتشاف‪ ،‬كام صعوبة اإلثبات‪ ،‬كام الرسعة الفائقة يف ارتكاب هذا النوع من اإلجرام‪ ،‬كام سهولة‬
‫ارتكابها وطمس معاملها وأدلتها ومحو أثارها بسهولة ورسعة‪ ،‬دون ترك أثر ملموس‪.‬‬
‫▪ توصلنا يف هذه الدراسة إىل أنه البد أن تتسم قوانني مكافحة الجرمية املعلوماتية وحامية املستهلك‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬باملرونة والتقدمية ملواكبة التطورات التقنية والتكنولوجية املستمرة كل يوم‪ ،‬فالتكنولوجيا‬
‫كل يوم يف جديد‪ ،‬البد أن يعادل ذلك تطور ترشيعي هو كل يوم يف جديد ايضا‪ .‬فال يوجد خبري قادر‬
‫عىل التعامل مع كافة أمناط جرائم اإلعتداء عىل املستهلك اإللكرتوين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التـــــوصــيات‪:‬‬
‫يف سبيل وضع أسس وركائز الحامية الجنائية للمستهلك اإللكرتوين للوصول ألقىص درجات الحامية‬
‫املوضوعية واإلجرائية للمستهلك اإللكرتوين‪ ،‬وبث الثقة يف نفوس املستهلكني واملتعاملني عرب الشبكة‬
‫العنكبوتية لتؤدي دورها املنشود عىل أكمل وجه نويص بجملة من التوصيات عىل النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬نويص برضورة التنسيق بني الكيانات التي تتناول قضايا حامية املستهلك اإللكرتوين‪ ،‬فتتجىل أهمية‬
‫ورضورة التنسيق بني هذه األطراف يف بيئة تعددية تتداخل فيها املامرسات وتتطور يف املنطقة نفسها‪ .‬وتختلف‬
‫أساليب تحقيق هذا التنسيق باختالف البلدان‪ .‬ومن املهم تحليلها وتحديد تلك التي تعمل عىل أفضل وجه‬
‫لتوجيه البلدان األخرى يف االتجاه الصحيح‪.‬‬

‫‪ -‬نويص بتفعيل دور الهيئات التنظيمية الوطنية القامئة عىل حامية املستهلك اإللكرتوىن‪ ،‬فتنطوي‬
‫مسؤولية هذه الهيئات‪ ،‬عىل وضع إجراءات مناسبة لتلقي الشكاوى وتوجيه مطالبات املستهلكني‪ ،‬وتعريفهم‬
‫بحقوقهم وحاميتهم يف حالة حدوث خلل يف السوق اإللكرتوين‪ .‬ففي غالبية البلدان‪ ،‬تتحمل الهيئات‬
‫التنظيمية مسؤولية التعامل مع الشكاوى املقدمة من املستهلكني‪.‬‬

‫‪ -‬نويص بإنشاء كيانات مستقلة متخصصة تتعامل مع شكاوي املستهلك‪ ،‬ففي الربازيل هنالك ثالثة كيانات‬
‫تعمل مع الهيئة ‪ ANATEL‬للتعامل مع شكاوى املستهلكني‪ .‬ويتلقى املكتب شكاوى املستهلكني من املشغلني‬
‫أو من‪ .ANATEL‬وترسل الشكاوى بشأن املشغلني يف بادئ األمر إىل الخدمة املختصة (املشغل) الذي عليه‬
‫أن يتصل باملستهلك خالل خمسة أيام‪ ،‬وترسل الشكاوى بشأن الهيئة ‪ ANATEL‬إىل اإلدارة املعنية موضوع‬
‫الشكوى‪ .‬ويوفر املجلس قناة اتصال بني ‪ ANATEL‬والجمهور ويقدم املعلومات ذات الصلة بأنشطة‬

‫‪483‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ .ANATEL‬وتتألف لجنة حامية مستعميل خدمات اإلنرتنت من ممثلني عن ‪ ANATEL‬والوزارة واملشغلني‬
‫واملستهلكني‪ ،‬وتقدم املشورة إىل مجلس اإلدارة بشأن حامية املستهلك‪ .‬وقد وضعت‪ ANATEL‬أيضا مؤرش‬
‫االهتامم باملستهلك (‪ ) IDA‬الذي يحتوي عىل مزايا من حيث أنه أداة تطبيقية لتحسني حامية املستهلك‬
‫يف بيئة دولية متقاربة‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫قامئة بأهم املراجع القانونية العربية‬

‫‪ )1‬د‪ /‬أبو العال النمر‪ ،‬املشكالت العملية والقانونية يف التجارة اإللكرتونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2004 ،‬‬
‫‪ )2‬د‪ /‬أحمد محمد محمود الرفاعى ‪ ،‬الحامية املدنية للمستهلك إزاء املضمون العقدي‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.1994،‬‬
‫‪ )3‬د‪ /‬أسامة أحمد بدر ‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد اإللكرتوين‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنرش‪.2005 ،‬‬
‫‪ )4‬د‪ /‬السيد محمد السيد عمران‪ ،‬حامية املستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬دراسة تحليلية وتطبيقية للنصوص‬
‫الخاصة بحامية املستهلك‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1986 ،‬‬
‫‪ )5‬د‪ /‬أمنية خبابة‪ ،‬التحكيم االلكرتوين يف التجارة االلكرتونية‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬املنصورة ‪.2010‬‬
‫‪ )6‬د‪ /‬جميل عبد الباقي الصغري‪:‬‬
‫اإلنرتنت والقانون الجنايئ‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2002 ،‬‬ ‫▪‬
‫▪ القانون الجنايئ والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2012 ،‬‬
‫‪ )7‬د‪ /‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك يف املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ )8‬د‪ /‬سيد أحمد محمود‪ ،‬دور الحاسب اإللكرتوين أمام القضاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪.2008 ،‬‬
‫‪ )9‬د‪ /‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪:‬‬
‫▪ النظام القانوين لحامية التجارة االلكرتونية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪2002. ،‬‬
‫حامية املستهلك عرب شبكة اإلنرتنت‪ ،‬الطبعة األويل‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.2006 ،‬‬ ‫▪‬
‫‪ )10‬عبد الله ذيب محمود ‪ ،‬حامية املستهلك يف التعاقد االلكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عامن‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪.2012 ،‬‬
‫‪ )11‬د‪ /‬عبد املنعم زمزم‪ ،‬قانون التحكم اإللكرتوين‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2009 ،‬‬
‫‪ )12‬عبد املنعم موىس إبراهيم‪ ،‬حامية املستهلك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪2007 ،‬‬
‫‪ )13‬د‪ /‬عالء عبد الباسط خالف‪ ،‬الحامية الجنائية لوسائل االتصال الحديثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2002 ،‬‬
‫‪ )50 )14‬د‪ /‬عمر محمد أبو بكر يونس ‪ ،‬الجرائم الناشئة عن استخدام اإلنرتنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪2004.،‬‬

‫‪485‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ )15‬د‪ /‬فريد منعم جبور‪ ،‬حامية املستهلك عرب االنرتنت ومكافحة الجرائم اإللكرتونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل‪2010.،‬‬
‫‪ )16‬د‪ /‬محمد الحسني‪ ،‬حامية املستهلك االلكرتوين يف القانون الدويل الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2013 ،‬‬
‫‪ )17‬د‪ /‬محمد طارق عبد الرؤوف الخن‪ ،‬جرمية اإلحتيال عرب اإلنرتنت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪.2011 ،‬‬
‫‪ )18‬د‪ /‬مدحت عبد الحليم رمضان‪ ،‬الحامية الجنائية للتجارة اإللكرتونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ )19‬د‪ /‬هدى حامد قشقوش‪:‬‬
‫▪ جرائم الحاسب اإللكرتوين يف الترشيع املقارن‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1993 ،‬‬
‫▪ اإلعالنات غري املرشوعة يف نطاق القانون الجنايئ‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مرص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.1998‬‬

‫‪486‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ظاهرة التحرش والتنمر الرقمي‬

‫باحثة يف الشؤون القانونية واألمنية‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يف عاملنا املعارص يوجد العديد من الضحايا للجرائم التي يتم ارتكابها من خالل شبكة اإلنرتنيت ووسائل‬
‫التواصل االجتامعي املرتبطة بها والتي ُيطلق عليها عادة الجرائم اإلليكرتونية أو السيربانية‪ ،‬أو غري ذلك من‬
‫املسميات‪ .‬وتهدف هذه الدراسة إىل الرتكيز عىل توعني من تلك الجرائم أال وهام‪ :‬التحرش الجنيس‬
‫اإلليكرتوين والتنمر اإلليكرتوين‪ .‬وبالرغم من أن هذه الجرائم وجدت من قبل فإنه تم استنساخها يف عرص‬
‫اإلنرتنيت‪ .‬ويف واقع األمر قامت العديد من الدول بسن قوانني للتعامل مع جرائم تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك التحرش والتنمر اإلليكرتوين‪ ،‬فإن األمر يستلزم اتخاذ املزيد من الخطوات عىل مستويات مختلفة‬
‫للتخلص من هذه اآلفات اإلليكرتونية التي أضحت تحارص العديد من األشخاص‪ ،‬خاصة النساء والفتيات‪،‬‬
‫يف عرصنا الحايل‪ .‬ومن ثم فإن هناك حادة إىل نرش الوعي االجتامعي مبخاطر هذه الجرائم وطرق تجبنها‪،‬‬
‫كام يلزم أن تقوم املدارس بدور هام يف متابعة هذه الترصفات‪ ،‬أما بالنسبة للعائلة فيقع عليها عب التوجيه‬
‫والنصح واإلرشاد‪ .‬وتهدف كافة هذه اإلجراءات إىل مكافحة هذه الجرائم وتجنب تبعاتها السلبية الخطرية‬
‫ليس فقط عىل ضحاياها ولكن أيضا عىل املجتمع ككل‪.‬‬

‫‪Résumé:‬‬

‫‪Cyber sexual harassment and Cyberbullying phenomena‬‬

‫‪In today’s society, there are several ways in which people are victimized due to the‬‬
‫‪use of the Internet and social media. This study focus on two bad methods of using the‬‬
‫‪Internet namely: Cyber sexual harassment and Cyberbullying. These two forms of‬‬
‫‪crimes already existed in our physical world. However, the advent of the Internet era‬‬
‫‪has created a modern form of both of them. In fact, we are dealing with full crimes and‬‬
‫‪many countries adopted laws to deal with the internet crimes including the‬‬
‫‪abovementioned two. But this action, per se, is not enough to get rid of such crimes.‬‬
‫‪Social awareness, school follow up, and family control should be encouraged to combat‬‬
‫‪such crimes and to avoid its huge negative impact not only on the victims but also the‬‬
‫‪society as a whole.‬‬

‫‪487‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫شهد العامل من قيام الثورة الصناعية‪ ،‬مبختلف مراحلها‪ ،‬تقدما وتطورا ضخام يف كافة القطاعات ومجاالت‬
‫الحياة‪ ،‬فقد نتج عن التطور املستمر يف التكنولوجيا ظهور املزيد من االخرتاعات واالكتشافات التي رسعان ما‬
‫حولت العامل إىل قرية صغرية يسهل التواصل بني مكوناتها بشكل فوري دون الحاجة إىل االنتقال امللموس‬
‫أو الحصول عىل تأشريات دخول أو اظهار جوزات السفر أو بطاقات التطعيم الصحية أو غريها‪ .‬وقد تبلور هذا‬
‫التطور عىل وجه التحديد مع املرحلة الثالثة للثورة الصناعية‪ ،‬التي أطلق عليها مصطلح تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫عىل الرغم مام قدمه هذه التطور من مزايا ال حرص لها فإنه حمل يف طياته أيضا جانبا مظلام فتح الطريق‬
‫أمام العنارص اإلجرامية الستخدامه يف ارتكاب العديد من الجرائم التي اتسمت بطابع الحداثة وإن وجد مثيلها‬
‫يف الواقع الفعيل‪ ،‬وهكذا ظهرت مصطلحات جديدة من قبيل الجرمية اإلليكرتونية أو الجرمية الرقمية والتي‬
‫تتخذ من الفضاء االفرتاض مرسحا لها‪ ،‬ويكون كل من الجاين والضحية من األشخاص الطبيعيني ولكن ذو‬
‫صفة رقمية متكنهم من استخدام املنصات االليكرتونية‪ .‬يف ضوء صعوبة تناول كافة أنواع الجرائم الرقمية يف‬
‫ورقة بحثية محددة‪ ،‬فإننا سنقترص فقط عىل تناول كل من ظاهريت التحرش الجنيس والتنمر اإلليكرتوين‪.‬‬

‫تلزم اإلشارة‪ ،‬يف البداية‪ ،‬إىل أن الجرمية كواقع مجتمعي تتطور بتطور الزمان واملكان‪ ،‬فهي ظاهرة‬
‫اجتامعية قدمية ومستمرة‪ ،‬ومع التطور التقني ظهرت الجرمية اإلليكرتونية؛ التي تُعترب ظاهرة إجرامية‬
‫ُمستحدثة تستهدف املعطيات بدالالتها التقنية الواسعة‪ ،‬سواء تعلق األمر ببيانات أو معلومات أو برامج‪ ،‬وكذلك‬
‫القيم التي عرفتها املجتمعات مبختلف أنواعها‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬تعددت أبعاد وصور ا لجرمية اإلليكرتونية‪.‬‬
‫ويُشا ر يف هذا الخصوص إىل أنه نتيجة لالستخدام املستمر واملتزايد لوسائل التكنولوجيا بأشكالها املتعددة‪:‬‬

‫كالهاتف النقال‪ ،‬والربيد اإلليكرتوين‪ ،‬واملواقع اإلليكرتونية‪ ،‬فضال عن خاصية البلوتوث ومواقع التواصل‬
‫االجتامعي واملنتديات التي يرتادها بشكل دائم ومستمر الشباب والفتيات يف عرصنا الحايل‪ ،‬أضحت هذه‬
‫املواقع مجاال خصبا النتشار عدد من أشكال الجرائم اإلليكرتونية يف مقدمتها التحرش الجنيس اإلليكرتوين‬
‫والذي يُعترب امتداد للتحرش الجسدي الذي سبقه يف االنتشار عىل أرض الواقع بشكل يدق ناقوس الخطر‪.‬‬

‫ومتثلت املحصلة النهائية لذلك يف معاناة الكثريين من مستخدمي األجهزة االليكرتونية املتصلة بشبكة‬
‫اإلنرتنيت من العديد من الجرائم اإلليكرتونية بشكل عام‪ ،‬والتحرش الجنيس بشكل خاص من خالل تعرضهم‬

‫‪488‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫للمضايقات بأشكال مختلفة‪ ،‬من قبيل املالحقة مبختلف مستوياتها‪ ،‬كام أن البعض قد يتعرض لظاهرة التنمر‬
‫االليكرتوين‪ ،‬مبا تعنيه كل من الظاهرتني من آثار سلبية عىل شخص املجني عليه‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتسم هذه الدارسة باألهمية الكبرية عىل املستويني العميل والنظري‪ .‬فهي تتناول من الناحية العملية‬
‫مجموعة من النقاط الجوهرية يف آن واحد‪ ،‬فمن جانب يتصل األمر بتدهور القيم االجتامعية يف املجتمعات‬
‫وشيوع ظاهرة االنحالل التي ما فتأت تنترش حول العامل لتصل إىل مجتمعاتنا الرشقية‪ ،‬ومن جانب آخر تهدف‬
‫الدراسة إىل توضيح األركان القانونية لجرائم مستحدثة بدأت تشكل هاجس لعدد كبري من مستخدمي شبكة‬
‫اإلنرتنيت ووسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬خاصة النساء‪ ،‬من قبيل التحرش الجنيس اإلليكرتوين والتنمر‪ ،‬يف‬
‫وقت سعي فيه املجتمع الدويل عىل مدار العقود إىل تكريس حقوق املرأة والدفاع عنها وخصص لها اتفاقية‬
‫دولية خاصة وبرتوكوالت ملحقه‪ .‬أما عىل املستوي النظري فإن الباحثة تأمل يف أن متثل هذه الدراسة إثراء‬
‫للمكتبة القانونية‪ ،‬خاصة يف البعد الخاص بالجرائم اإلليكرتونية والسيربانيية‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل إشكالية الدراسة يف أنها تتعلق بجرائم ُمستحدثة‪ ،‬مام يتطلب البحث عن الدوافع الكامنة واألسباب‬
‫امللموسة التي ساعدت عىل ظهورها‪ ،‬واستكشاف السبل املناسبة للتعامل معها‪ .‬ويف ضوء توجه الدول العربية‬
‫إىل اصدار قوانني خاصة بجرائم تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬تحاول الدراسة توضيح األهمية التي يجب أن تحظي‬
‫بها هذه الجرائم التي تحظي حاليا باهتامم واضح ويتم بحثها يف مؤمترات دولية بهدف التوصل إىل توصيات‬
‫مشرتكة حول افضل طرق التعامل معها مبا يحفظ الكرامة اإلنسانية‪ ،‬ويحاسب املخالفني للقانون‪ ،‬ويتيح‬
‫لإلنسان حقه يف استخدام تكنولوجيا املعلومات يف أغراض وأهداف تساعد عىل تقدم ورقي الجنس البرشى‪،‬‬
‫وليس اإلرضار به واقحامه يف مجال جديد من مجاالت الجرمية يتسم بالغموض وتكرث فيه العقبات‬
‫والتحديات‪.‬‬

‫وفضال عام تقدم‪ ،‬نشري إىل أنه من بـني اإلشكاليات التي تحاول الدراسة التـعامل معها تحديد طبيعـة‬
‫الدوافع الكامنة وراء ظهور وتزايد جرائم التحرش الجنيس والتنـمر االليكرتوين يف العامل العريب كمجتمع‬
‫رشقي له تقاليده وعاداته وهو األمر الذي أصبح واقعا ملموسا ال ميكن انكاره بل يلزم البحث عن توصيفه وطرح‬
‫توصيات حتى سبل التعامل معه يف إطار التعامل مع الجرائم االليكرتونية التي تعددت وتنوعـت وفرضت نفسها‬
‫عىل اإلنسان املعارص‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫سوف تتبع الدراسة الحالية املنهج الوصفي التحلييل الذي يتعلق‪ ،‬من بني أشياء أخري‪ ،‬بوصف وتعريف‬
‫الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬مع الحرص عىل تحليليها من حيث معرفة أسبابها وتبعاتها عىل األشخاص املعنية‪،‬‬
‫خاصة وأن األمر يتعلق بظاهرة متعددة األبعاد‪ ،‬فهي ظاهرة نفسية اجتامعية‪ ،‬كام أنها متثل جرمية قانونية‬
‫تخضع لقانون العقوبات العادي أو قوانني تقنيات املعلومات عندما تتخذ الطابع اإللكرتوين من خالل استخدام‬
‫احدى وسائله كالهاتف النقال ومواقع التواصل االجتامعي والربيد اإلليكرتوين وغريها‪.‬‬
‫خطة الدارسة‪:‬‬
‫▪ مقدمة‪.‬‬
‫▪ املبحث األول‪ :‬التحرش الجنيس الرقمي‬
‫• املطلب األول‪ :‬املاهية واألركان‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬التعريف‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاين‪ :‬األركان‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬التنمر الرقمي‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬التنمر من املنظورين التقليدي واإلليكرتوين‬
‫‪ -‬الفرع الثاين‪ :‬أركان الجرمية‬

‫▪ املبحث الثاين‪ :‬الدوافع والتبعات‬


‫• املطلب األول‪ :‬الدوافع واالمناط‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬التحرش الجنيس اإلليكرتوين‬
‫‪ -‬الفرع الثاين‪ :‬التنمر اإلليكرتوين‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬نظرة عامة عىل تبعات الجرميتني‬
‫▪ الخامتة‬
‫▪ النتائج‬
‫▪ التوصيات‬
‫▪ قامئة املراجع‬

‫‪490‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬جرمية التحرش الجنيس الرقمي‬
‫املطلب األول‪ :‬املاهية واألركان‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف‬

‫تجدر اإلشارة إىل أن الجرمية ذاتها أُطلق عليها العديد من املسميات ومن ذلك‪ :‬التحرش عرب االنرتنيت‪،‬‬
‫التحرش االليكرتوين‪ ،‬التحرش عن بعد‪ ،‬التحرش االفرتايض‪ ،‬التحرش الرقمي‪ ،‬التحرش السيرباين‪ ،‬غري ذلك‬
‫من املسميات التي تشري إىل استخدام شبكة اإلنرتنيت والعامل االفرتايض‪.‬‬

‫بصفة عامة ميكن القول إن التحرش الجنيس الرقمي ما هو إال صورة مطورة أو معدلة من التحرش‬
‫الجنيس الواقعي جاء كنتاج للتطور التكنولوجي مام جعل املتحرش‪ -‬الذي ميلك القدرة عىل استخدام شبكة‬
‫اإلنرتنيت‪ -‬إىل االنتقال من العامل الواقعي‪ ،‬مبا قد يتضمنه من صعوبات أو عقبات أو مشاكل‪ ،‬إىل العامل‬
‫االفرتايض ا لذي يتمتع فيه بحرية أكرب ومساحة أوسع للمامرسة هذا الفعل املؤثم بشكل متكرر غري محدود‬
‫دون خشية الرقابة أو املراجعة أو خوف من عقاب سواء أكان مجتمعي أو قانوين‪ .‬ومن ثم فإنه مل تعد ظاهرة‬
‫التحرش الجنيس قارصة عىل املامرسات التي تتعرض لها الفتيات يف الشوارع أو يف األعياد واملناسبات‬
‫والزحام‪ ،‬وإمنا أضحت تعدد النساء يف منازلهن وأماكن عملهن من خالل شبكات التواصل االجتامعي‪.‬‬

‫وفيام يخص التحرش الجنيس الواقعي فقد عرفته املادة (‪ )306‬مكرر (أ) من قانون العقوبات املرصي عيل‬
‫أنها "‪ ...‬كل تعرض للغري يف مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو ايحاءات أو تلميحات جنسية أو‬
‫اباحية سواء باإلشارة أو بالقول او بالفعل بأية وسيلة مبا يف ذلك وسائل االتصاالت السلكية والسلكية‪ ..‬إذا‬
‫ارتكبت بقصد حصول الجاين من املجني عليه عىل منفعة ذات طبيع جنسية‪."...‬‬

‫وقد حرصت املادة عىل النص عىل تشديد العقوبة إذا كانت للجاين سلطة وظيفية أو أرسية أو دراسية عىل‬
‫املجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف مبامرسته عليه أو ارتكبت الجرمية من شخصني فكرث‬
‫أو كان أحدهم عىل األقل يحمل سالحا‪."...‬‬

‫من هذا املنطلق‪ ،‬يُعرف البعض التحرش الجنيس االليكرتوين بأنه‪:‬‬

‫‪491‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫"استخدام شبك ة االنرتنيت يف التواصل مع املرأة بقصد إيذائها واإلرضار بها جنسيا وابتزازها مجتمعيا"‪،‬‬
‫وبناء عىل ذلك تتم التفرقة بني التحرش يف املجتمع الواقعي وذلك االليكرتوين‪ ،‬حيث أن األول مادي والثاين‬
‫‪544‬‬
‫رمزي ال يحدث فيه انتهاك مبارش للجسد‪.‬‬
‫يف املقابل‪ ،‬يعرفه البعض عىل أنه‪ :‬استخدام للوسائل االليكرتونية والتواصل يف توجيه الرسائل التي‬
‫تحتوي عىل مواد تسبب اإلزعاج للمتلقي ألهداف جنسية‪ ،‬أم كانت تحتوي عىل عبارات أو شتائم جنسية أو‬
‫صور أو مشاهد فيديو جنسية أو التهديد واالبتزاز باستخدام صور الضحية‪ ،‬أو استخدامها فعال من جون موافقة‬
‫‪545‬‬
‫صاحبها أو من دون علمه‪ ،‬ومشاركتها عرب وسائل االليكرتوين املختلفة‪.‬‬

‫وبالنظر إىل أن التحرش الجنيس عرب شبكة اإلنرتنيت ذو طبيعة خاصة تجعله يختلف عن ذلك‬
‫الواقعي‪ ،‬فقد سعي الباحثون إىل تحديد أمناطه عىل النحو التايل‪:‬‬

‫‪ )1‬التحرش اللفظي‪ :‬والذي يتضمن ارسال كلامت خادشه للحياء أو التلفظ بكلامت ذات طبيعة جنسية‬
‫يف مكاملات صوتية أو وضع تعليقات تتضمن إيحاءات جنسية فجة‪.‬‬
‫‪ )2‬التحرش البرصي‪ :‬ويتم من خالل ا رسال صور أو مقاطع جنسية‪ ،‬أو حتى الطلب من الشخصية‬
‫املستهدفة الكشف عن أجزاء من جسدها‪ ،‬وقد يصل األمر إىل أن يقدم املتحرش عىل إرسال صور أو‬
‫مقاطع فيديو له يف أوضاع مخلة باآلداب يتفاخر بها‪.‬‬
‫‪ )3‬التحرش باإلكراه‪ :‬ويف هذه النمط يقوم املتحرش باخرتاق جـــــهاز االتصال الخاصة بالشخصية‬
‫املستهدفة‪ ،‬والحصول عىل ما قد يتضمنه من صور خاصة أو معلومات شخصـــية‪ ،‬واستخدامها يف‬
‫الضغط عليها للقائه يف العامل الواقعي إم عن طريق االبتزاز بنرش صور معينــة أو التشهري من خالل‬
‫استخدام الوسائل االليكرتونية أو غري ذلك من الوسائل الفنية التي تتوقف عىل مدى متكن املتحرش‬
‫‪546‬‬
‫من استخدام تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫محمود عبد العليم محمد سليامن‪" ،‬التحرش الجنيس اإلليكرتوين‪ :‬دراسة يف األمناط والدافع"‪ ،‬شبكة النبأ املعلوماتية‪،‬‬ ‫‪544‬‬

‫‪ ،2018/12/11‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://annabaa.org/arabic/studies/13835‬‬
‫عمرو عبد العاطي‪" ،‬التحرش الليكرتوين من الشارع إىل شبكات التواصل الجتامعي"‪ ،2015/4/28 ،‬الرابط‪:‬‬ ‫‪545‬‬

‫‪https://mustaqila.com‬‬
‫‪ 546‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬األركان‬
‫‪ )1‬الركن املادي‪:‬‬
‫تتكون جرمية التحرش االليكرتوين‪ ،‬شانها يف ذلك شأن باقي الجرائم‪ ،‬من ركن مادي يتمثل يف نشاط‬
‫إجرامي يقوم به الجاين‪ ،‬ونتيجة إجرامية‪ ،‬وعالقة سببية تربط بني النشاط والنتيجة‪.‬‬

‫أ) السلوك اإلجرامي‪ :‬ويُقصد بذلك النشاط املادي امللموس الذي يقوم به الجاين أو يتقاعس فيه عن‬
‫تنفيذ واجب قانوين مفروض عليه مبا يوقعه تحت طائلة العقاب‪ .‬وحيث هذا السلوك قد يكون إيجايب‬
‫أو سلبي فإنه يلزم توضيح ذلك عىل النحو التايل‪:‬‬
‫▪ السلوك اإليجايب ‪ :‬وقد يتمثل يف حركة إرادية يقوم بها الجاين لتنفيذ الجرمية املنسوبة إليه‪،‬‬
‫ويف هذه الحالة قيام املتحرش بإرسال رسالة تحتوى عىل كلامت إباحية أو الفاظ جنسية عىل‬
‫‪547‬‬
‫الصفحات الخاصة بصحيات التحرش االليكرتوين أو عرب الربيد االليكرتوين الخاص بهم‪.‬‬
‫▪ السلوك السلبي‪ :‬و ُيقصد به اإلحجام أو التقاعس عن إتيان سلوك إيجايب محدد كان من الواجب‬
‫اتخاذه حال توافر ظرف ما‪ 548.‬ومام ال شك فيه أنه يف ظل التطور التقني الحايل يعترب السلوك‬
‫السلبي ركن له أهميته يف جرائم التحرش الجنيس بوجه عام والتحرش اإلليكرتوين بوجه خاص‪،‬‬
‫فاالمتناع أو التقاعس املتمثل يف االمتناع عن اتخاذ االحتياطيات الالزمة يؤدى إىل وقوع حاالت‬
‫التحرش والتي قد تذهب إىل مدي أبعد من ذلك‪.‬‬

‫ب) النتيجة اإلجرامية‪:‬‬


‫تتمثل النتيجة اإلجرامية يف حالة التحرش اإلليكرتوين يف األثر الذي يرتتب عىل السلوك اإلجرامي‬
‫الذي ُيحدد له القانون حامية جنائية‪ 549.‬وبطبيعة الحال تقوم الترشيعات الجنائية بتحديد النتيجة اإلجرامية‬
‫بالنظر إىل طبيعة املصلحة املراد حاميتها بنصوص وخاصة بالتجريم والعقاب‪ ،‬ومن ثم فتوجد مصالح تحتاج إىل‬
‫حامية مل ُجرد تهديدها بالخطر‪ ،‬حتى ولو مل يرتتب عىل ذلك آثار مادية‪ ،‬وهناك مصالح وحقوق ال يكفي‬
‫‪550‬‬
‫لحاميتها مجرد التهديد بالخطر وإمنا يلزم أن يرتتب عىل ذلك آثار مادية محددة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد عوض بالل‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات املرصي‪ :‬القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،1999 ،‬ص‪.255 .‬‬ ‫‪547‬‬

‫د‪ .‬محمود نجيب حسن‪ ،‬قانون العقوبات‪ :‬القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪ 1998 ،‬ص‪.375-374 .‬‬ ‫‪548‬‬

‫‪549‬‬
‫د‪ .‬أحمد شوقي أبو خطوة‪ ،‬رشح األحكام العامة لقانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ 550‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.228 .‬‬

‫‪493‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫ومام ال شك فيه أن عنرص النتيجة (باملدلول املادي أو القانوين) يُعترب من املسائل الشائكة التي يصعب‬
‫اثباتها يف جرمية التحرش اإلليكرتوين‪ ،‬ويعود ذلك إىل الطبيعة الخاصة لهذه الجرمية وما يرتتب عليها من‬
‫نتائج‪ ،‬فهناك نتائج قد ال تتحقق يف الحال ولكن تحتاج إىل وقت‪ ،‬قد يطول أو يقرص‪ ،‬كام أنها قد تتحقق‬
‫يف مكان حدوث الفعل أو يف مكان آخر‪ .‬كام يالحظ أن يف جرمية التحرش االليكرتوين قد يتطلب امل ُرشع‬
‫الجنايئ حدوث نتيجة مادية معية تتمثل يف الرضر الذي أدي إليه النشاط اإلجرامي الذي ارتكبه الجاين‪،‬‬
‫ليُقرر معاقبته‪ ،‬وأحيانا أخرى قد ال يتطلب املرشع تحقق نتيجة إجرامية معينة‪ ،‬ويف هذه الحالة ينصب التجريم‬
‫عىل ذات النشاط االجرامي للجاين بغض النظر عن أية نتائج مستقلة أخري يؤدى إليها‪ .‬وإنه كانت السمة‬
‫الغالبة يف جرائم التحرش االليكرتوين هي ان يتطلب املرشع تحقق نتيجة معينة حتى يقرر اكتامل أركانها‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ج) النطاق الزماين واملكاين‪:‬‬
‫فيام يخص النطاق الزماين ‪ ،‬تُعترب غالبية جرائم التحرش اإلليكرتوين من الجرائم الوقتية ألن مناط‬
‫ذلك هو السلوك اإلجرامي ومدى استمرار وقت ارتكابه‪ ،‬فالنتيجة يف جرمية التحرش االليكرتوين قد ترتاخي‬
‫للتحقق يف زمان الحق عىل ارتكاب النشاط اإلجرامي‪ .‬أما بالنسبة للنطاق املكاين فإن ما مييز جرمية التحرش‬
‫اإلليكرتوين عن غريها من الجرائم أنه قد يرتكب السلوك اإلجرامي يف مكان معني (الفضاء االفرتايض)‪،‬‬
‫‪551‬‬
‫وتتحقق النتيجة اإلجرامية يف مكان آخر (العامل الواقعي)‪.‬‬

‫د) عالقة السببية يف جرمية التحرش اإلليكرتوين‬


‫تكمن األهمية القانونية للعالقة السببية يف أنها تربط ما بني عنرصي الركن املادي (السلوك والنتيجة)‬
‫فتقيم بذلك وحدته وكيانه وتجعل منه ظاهرة قانونية متامسكة العنارص والبنيان‪ 552.‬ووفقا ملا ذهب إليه املرشع‬
‫املرصي فإن جرمية التحرش اإلليكرتوين تُعد من الجرائم البسيطة حيث يكفي لقيامها مامرسة األنشطة‬
‫والوظائف املنصوص عليها قانونا ولو ملرة واحدة لقيام الجرمية يف حق مرتكبها وال يتطلب لتاممها اعتياد ايتان‬
‫الفعل وتكراره‪ ،‬وجاء ذلك عىل خالف ما ذهب إليه املرشع الفرنيس‪ .‬كذلك تُعترب جرمية التحرش الجنيس‬
‫اإلليكرتوين من الجرائ م التي ال رشوع فيها‪ ،‬بل تتم مبجرد القيام بقامئة أعامل تدخل يف نطاق ما يرد من‬

‫د‪ .‬محمود سيد أحمد عبد القادر عامر‪ ،‬إشكالية تحديد املسئولية الجنائية للتحرش اإلليكرتوين كجرمية اليكرتونية والجهود‬ ‫‪551‬‬

‫الدولية ملكافحته‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والجتامعية‪ ،‬جامعة مدينة لسادات‪ ،‬مرص‪ ،‬املجلد (‪ ،)7‬العدد (‪ ،2021 )1‬ص‪.48-1 .‬‬
‫د‪ .‬محمود نجيب حسنى‪" ،‬عالقة السببية يف قانون العقوبات"‪ ،‬طبعة نادي القضاة‪ ،‬مرص ‪ ،1984‬ص‪.5 .‬‬ ‫‪552‬‬

‫‪494‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أنشطة‪ ،‬ويف املقابل فغنها ال تقوم مبجرد التحضري لهذه األنشطة أو التمهيد لها أو محاولة اإلتيان بها دون أن‬
‫تقع بالفعل‪ 553.‬ومن ناحية أخرى تُعد هذه الجرمية من الجرائم الشكلية التي يكفي لقيامها مجرد القيام بالنشاط‬
‫املادي امل ُجرم ‪،‬ومل يشرتط املرشع املرصي تحقيق نتائج معنية أو وقوع أرضار نتيجة الرتكاب هذا النشاط‪،‬‬
‫وأخريا‪ ،‬تُعد جرمية التحرش اإلليكرتوين من الجرائم اإليجابية واملستمرة‪.‬‬

‫‪ )2‬الركن املعنوي‬
‫يف تقدمية للركن املعنوي أوضح األستاذ الدكتور محمود نجيب حسني أن هذا الركن يدور حول العالقة‬
‫التي تربط بني شخصية الجاين وماديات الجرمية‪ ،‬حيث يتمثل أساس هذا الركن يف العالقة النفسية التي‬
‫تربط بني شخصية الجاين من جانب‪ ،‬وماديات ارتكاب الجرمية من جانب آخر‪ .‬وأصل هذه العالقة هو اإلرادة‪،‬‬
‫حيث ال يستطيع القانون تحديد املسئولية عن الجرم املحظور إال بعد قيان عالقة بني ذلك الفعل وشخص من‬
‫األشخاص يٌفرتض توجه ارادته نحو ماديات الجرمية‪ .‬وتتبلور إرادة الجاين يف صورة القصد الجنايئ وعىل‬
‫أساسه‪ :‬تكون الجرمية عمدية‪ ،‬أما الصورة الثانية فتكون الخطأ غري العمدي ومن ثم نكون بصدد جرمية غري‬
‫عمدية‪ 554.‬ويف هذا السياق تجدر اإلشارة إىل أن الكثري من جرائم التحرش اإلليكرتوين التي نصت امل ُرشع‬
‫عىل تجرميها قد خلت من تحديد صورة الركن املعنوي الواجب توافره فيها؛ حيث توجد صعوبات عديدة تواجه‬
‫اثبات هذا الركن‪ ،‬ومن ثم قد تعجز النيابة العامة عن اثبات توافر القصد الجنايئ أم تعلق األمر بخطأ‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التنمر الرقمي‬


‫الفرع األول‪ :‬التنمر من املنظورين التقليدي واإلليكرتوين‬
‫يُرجع الكثري من الباحثني ظهور مفهوم التنمر إىل طالب املدارس‪ ،‬األمر الذي جعل معظمهم يربط‬
‫بينه وبني البيئة املدرسية‪ ،‬باعتبارها أكرث األماكن صالحية لظهور ونشأة هذا السلوك ومامرسته‪ .‬ومع تزايد‬
‫استخدام طالب املدارس والشباب لوسائل التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات اإلنرتنيت‪ ،‬تم استنساخ ظاهرة التنمر‬
‫ونقلها إىل الفضاء اإلليكرتوين فيام ٌيطلق عليه التنمر االليكرتوين‪.‬‬

‫يُقصد بالتنمر مبعناه العام حالة من السلوكيات السلبية املتكررة القصد منها اإليذاء أو املضايقة‪ ،‬تصدر‬
‫من شخص قوي ضد شخص أقل قوة‪ .‬كذلك يتم تقدميه عىل أنه‪ :‬أفعال سالبة من جانب تلميذ أو أكرث تُلحق‬

‫‪ 553‬املرجع السابق‪.‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.525-524 .‬‬ ‫‪554‬‬

‫‪495‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األذى بتلميذ آخر‪ ،‬تتم بصورة متكررة وطوال القت‪ ،‬ويكن أن تكون هذه األفعال السالبة بالكلامت (مثل‬
‫التهديد‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬اإلغاظة‪ ،‬الشتائم) كام ميكن أن تكون باالحتكاك الجسدي (كالتكشري بالوجه‪ ،‬أو القيام‬
‫بإشارات غري الئقة) بقصد عزله من املجموعة أو رفض االستجابة لرغبته‪.‬‬

‫وأيضا تم تعريف التنمر عىل أنه‪ :‬شكل من أشكال العدوان‪ ،‬ال يوجد فيه توازن للقوي بني املتنمر‬
‫‪555‬‬
‫والضحية ودامئا ما يكون األول أقوي من الثاين‪.‬‬

‫يتسم التنمر التقليدي‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬بثالث سامت رئيسية‪:‬‬


‫‪ )1‬فعل عدواين بواسطة شخص ما (املتنمر) موجه ضد شخص آخر (الضحية)‪ ،‬بهدف إيقاع الرضر‬
‫باألخري‪.‬‬
‫‪ )2‬التفاوت يف القوة بني املتنمر والضحية‪ ،‬مبا يعنيه ذلك من عدم قدرة األخرية عىل الدفاع عن نفسها‬
‫بسهولة‪ .‬وقد يتعلق هذا التفاوت بالقوة الجسدية‪ ،‬أو العمر الزمنى‪ ،‬أو الحالة املادية‪ ،‬أو املستوي‬
‫االجتامعي‪.‬‬
‫‪ )3‬تكرار الفعل عرب الوقت والسياقات‪.‬‬

‫ويف واقع األمر تم تصنيف التنمر التقليدي إىل أربعة أمناط رئيسية‪:‬‬

‫‪ )1‬التنمر النفعايل‪ :‬حيث يسعي امل ُتنمر إىل التقليل من شأن الضحية من خالل التجاهل‪ ،‬العزلة‪،‬‬
‫السخرية‪ ،‬االحتقار املتكرر‪ ،‬أو ردود األفعال العدوانية تجاه الضحية‪.‬‬
‫‪ )2‬التنمر البدين ‪ :‬مبعنى إلحاق األذى بالضحية بطرق مختلفة‪ ،‬وفقا للجنس فمن الترصفات الشائعة‬
‫بني الذكور‪ :‬الدفع‪ ،‬الرضب‪ ،‬الركل‪ ،‬افساد ممتلكات الضحية‪ ،‬أما فيام بني اإلناث فإنهن‬
‫يستخدمن التلسني‪ ،‬وإثارة الفنت والشائعات حول الضحية‪.‬‬
‫‪ )3‬التنمر الجتامعي‪ :‬ويُقصد بذلك خلق حالة من العزلة حول الضحية وانتقاد ترصفاتها االجتامعية‬
‫بصفة مستمرة‪ ،‬ورفض صداقتها أو مشاركتها يف أي يشء وتجاهلها بشكل متعمد‪.‬‬

‫‪ 555‬د‪ .‬ثناء هاشم محمد‪" ،‬واقع ظاهرة التنمر اإلليكرتوين لدي طالب املرحلة الثانوية يف محافظة الفيوم وسبل مواجهتها‪ :‬دراسة‬
‫ميدانية"‪ ،‬مجلة جامعة الفيوم للعلوم والرتبية النفسية‪ ،‬العدد الثاين عرش‪ ،‬الجزء الثاين‪ ،‬مرص‪ ،2019 ،‬ص‪ 180 .‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ )4‬التنمر اللفظي ‪ :‬ويتسم هذه النمط بقيام املتنمر بتهديد الضحية أمام مجموعة من األقران بقصد‬
‫السخرية واالستهزاء والتشهري‪ ،‬كام تهدف االلفاظ والكلامت املستخدمة إىل الحاق األذى‬
‫النفيس بالضحية ومضايقتها بصورة متكررة‪.‬‬

‫ويف هذا السياق‪ ،‬يأيت التنمر اإلليكرتوين ليمثل أحدث وسائل التنمر‪ ،‬حيث أنه يستخدم الوسائل‬
‫والتقنيات الحديثة كاإلنرتنيت والهاتف املحمل‪ ،‬إلرسال الرسائل غري املرغوبة‪ ،‬أو نرش الشائعات‪ ...‬وبعبارة‬
‫أخري إللحاق الرضر املتعمد واملتكرر الذي يستهدف فرد معني أو مجموعة من األفراد‪ 556.‬ف ُيعد التنمر‬
‫اإلليكرتون ان تهاك للحياة الخاصة لآلخرين عن طريق املطاردة اإلليكرتونية والتي هي امتداد للمطاردة‬
‫الجسدية أو ما يُسمي التنمر التقليدي‪.‬‬

‫ومن جانبها‪ ،‬تُعرف منظمة األمم املتحدة للطفولة (اليونيسف) التنمر اإلليكرتوين بأنه‪ :‬التنمر باستخدام‬
‫التقنيات الرقمية‪ ،‬وميكن أن يحدث عىل وسائل التواصل االجتامعي ومنصات املراسلة واأللعاب والهواتف‬
‫املحمولة‪ ،‬وهو سلوك متكرر يهدف إىل إخافة أو استفزاز املستهدفني به أو تشويه سمعتهم‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫▪ نرش األكاذيب عن شخص ما أو نرش صور محرجه له عىل وسائل التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫▪ إرسال رسائل أو تهديدات مؤدية عرب منصات املراسلة‪.‬‬
‫‪557‬‬
‫▪ انتحال شخصية شخص ما وإرسال رسائل جارحة لآلخرين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إىل أن التنمر اإلليكرتوين ُيعد أكرث خطورة من ذلك التقليدي ملجموعة من األسباب أبرزها‬
‫ما ييل‪:‬‬

‫▪ يعتمد عىل درجة معينة من الخربة التكنولوجية متكن امل ُتنمر من إرسال رسائله اإلليكرتونية أو‬
‫النصية‪ ،‬ثم التخفي لنفي الهجامت عن نفسه واالدعاء بقيام شخص آخر بتشوية سمعة الضحية‪.‬‬
‫▪ عدم قدرة الضحية عىل االختباء لصعوبة الهروب من التنمر اإلليكرتوين الذي يتابعها أينام كانت‬
‫من خالل الرسائل املرسلة عرب الهاتف أو الكمبيوتر أو التعليقات املسيئة عرب مواقع اإلنرتنيت‪.‬‬

‫املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪556‬‬

‫كلري ماكفيري‪" ،‬التنمر اإلليكرتوين‪ :‬ما هو وكيف ميكن إيقافه"‪ ،‬موقع منظمة األمم املتحدة للطفل‪ ،‬اليونيسيف‪ 11 ،‬فرباير‬ ‫‪557‬‬

‫‪ ،2020‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.unicef.org/jordan/ar‬‬

‫‪497‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ إمكانية وصول املتنمر اإلليكرتوين إىل جمهور أكرب (من خالل اإلنرتنيت) مام هو موجود يف‬
‫املجال املدريس‪.‬‬
‫▪ متتع املتنمر من مضايقة الضحية يف أي وقت‪ ،‬مع التقليل من فرص محاسبته عىل فعلته عام هو‬
‫يف التنمر التقليدي نظرا إلمكانية التخفي يف غياهب شبكة اإلنرتنيت‪.‬‬
‫▪ عدم املواجهة املبارشة‪ ،‬كام هو يف حاالت التنمر التقليدي‪ ،‬نتيجة لعدم وجود الطرفني وجها لوجه‪،‬‬
‫األمر الذي يتيح فرصة أكرب للمتنمر لعدم الكشف عن هويته والتقليل من املخاطر التي قد يتعرض‬
‫لها إذا مت تم التعرف عليه من قبل الضحية‪.‬‬
‫▪ كرثة انتشاره يف حياة الضحية‪ ،‬فهو ال يتقيد بالتواجد يف مكان بعينه معها (مبنى املدرسة) بل‬
‫يستطيع يصل إليها يف أي مكان من خالل الهاتف النقال أو الربيد االليكرتوين أو أي من وسائل‬
‫التواصل االجتامعي‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أركان الجرمية‬


‫تتكون جرمية التنمر االليكرتوين‪ ،‬شانها يف ذلك شأن التحرش الجنيس اإلليكرتوين‪ ،‬من ركن مادي‬
‫يتمثل يف نشاط إجرامي يقوم به الجاين‪ ،‬ونتيجة إجرامية‪ ،‬وعالقة سببية تربط بني النشاط والنتيجة‪.‬‬

‫‪ )1‬الركن املادي‪:‬‬
‫كام سبق ايضاحه‪ُ ،‬ميثل الركن املادي للجرمية وجهها الذ يبدو يف الخارج متمثال يف الواقعة املادية التي‬
‫صدرت من مرتكبها معربة عن إرادته اآلمثة‪ ،‬فال يعتد القانون مبجرد التفكر او النوايا‪ ،‬أو مجرد املعتقدات التي‬
‫ال تتجسد يف عمل خارجي‪ .‬ويتمثل مضمون الركن املادي يف ثالثة عنارص هي‪ :‬السلوك اإلجرامي‪ ،‬والنتيجة‪،‬‬
‫‪558‬‬
‫وعالقة السببية‪.‬‬

‫▪ النشاط اإلجرامي اإليجايب‪ :‬ويتخذ شكل قيام الجاين املنسوب إليه الجرمية‪ ،‬ويف هذه الحالة‬
‫قيام امل ُتنمر بإرسال رسالة أو مشاركة مقاطع فيديو لشخص بصور تجعله عرضة لالستخفاف‬
‫واإلهانة واإلحراج‪ .‬وقد يكون من شأن ذلك العمل عىل اغتيال الشخصية من خالل ارسال‬
‫معلومات مزيفة وغري صحيحة‪ ،‬واختالف األكاذيب واالفرتاءات التي تهدف عىل تسوية الحقائق‬

‫‪ 558‬د‪ .‬أحمد فتحي رسور‪ ،‬الوسيط يف قانون العقوبات‪ :‬القسم العام (قانون العقوبات ونطاق تطبيقه‪ -‬التجريم واإلباحة‪ -‬الجرمية‪-‬‬
‫املجرم‪ -‬العقوبة) مطورة ومحدثة‪ ،‬دار األهرام للنرش التوزيع واإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ ،2014 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ 527‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪498‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫والسخرية ونرش الشائعات حوله‪ .‬كذلك قد يتمثل النشاط اإلجرامي يف انتخال الهوية من خالل‬
‫اخرتاق حساب شخيص لشخص ما وانتحال شخصيته إلرسال معلومات وأمور محرجة عن‬
‫‪559‬‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫▪ النتيجة اإلجرامية‪ُ :‬يعد التنمر اإلليكرتوين انتهاكا للحياة الخاصة لآلخرين عن طريق املطاردة‬
‫اإلليكرتونية وتتعدد النتائج التي قد ترتتب عىل هذا السلوك وتتنوع يف االستجابات العاطفية‬
‫كالخوف الدائم واإلحباط‪ ،‬والغضب‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والعزلة عن الناس واملجتمع‪ ،‬وقد ينتهي املطاف‬
‫‪560‬‬
‫إىل االنتحار‪.‬‬

‫▪ عالقة السببية‪ :‬من املسلم به أن السلوك اإلجرامي يف الجرمية التامة ال ينفصل عن النتيجة‬
‫املادية‪ ،‬فكالهام فكرتان متالزمتان ال غنى إلحداهام عن األخرى‪ ،‬وال تقوم الجرمية إال إذا‬
‫كانت النتيجة بناء عىل السلوك اإلجرامي‪ ،‬و ُيحقق هذا التالزم القانوين بني السلوك اإلجرامي‬
‫والنتيجة رباطا ماديا بينهام لقيام الركن املادي‪ .‬ومن حيث إثبات الجريم إىل شخص معني يجب‬
‫‪561‬‬
‫أن يثبت أن مساهمته الجنائية هي التي أدت إىل النتيجة املادية‪.‬‬

‫ويف هذا الخصوص تجدر اإلشارة إىل أن جرمية التنمر اإلليكرتوين شأنها شأن تلك الخاصة‬
‫بالتحرش الجنيس اإلليكرتوين تخضع لنفس القواعد يف القانون املرصي‪ ،‬من حيث اتصافها‬
‫بالشكلية‪.‬‬

‫▪ الركن املعنوي‪ :‬كام سبق ايضاحه فإنه ال يكفي لوقوع الجريم توافر مادياتها الظاهرة والواضحة‬
‫أمام العيان‪ ،‬وإمنا يجب باإلضافة إىل ذلك أن تتعارص مع هذه املاديات إرادة إجرامية تبعث هذه‬
‫املاديات إىل الوجود‪ ،‬و ُيعرب عن هذه اإلرادة اإلجرامية بالركن املعنوي‪ .‬ويفرتض الركن املعنوي‬
‫بوصفه اتجاها إراديا آمثا‪ ،‬أن يكون معارصا للركن املادي متمثال يف السلوك اإلجرامي الذي‬

‫‪ 559‬روعة نضال الشقران‪ ،‬التنمر اإلليكرتوين وآثاره القانونية والجتامعية‪ ،‬وكالة أنباء عمون‪ ،‬األردن‪ 15 ،‬أكتوبر ‪ ،2020‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ammonnews.net/article/568376‬‬
‫‪560‬‬
‫املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 561‬د‪ .‬أحمد فتحي رسور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.615 .‬‬

‫‪499‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫أفيض إىل النتيجة‪ .‬فإذا توافر يف لحظة الحقة عىل السلوك اإلجرامي‪ ،‬فإنه ال يكون كافيا لوقوع‬
‫‪562‬‬
‫الجرمية‪.‬‬

‫وكام الحال بالنسبة للتحرش الجنيس اإلليكرتوين فإنه الكثري من جرائم التنمر اإلليكرتوين التي‬
‫نص املرشع عىل تجرميها قد خلت من تحديد صورة الركن املعنوي الواجـــب توافره فيها‪ ،‬وإن‬
‫كان يف كافة األحوال تتوافر النية واإلرادة يف احداث الرضر بالضحية عىل النحو السابق‬
‫إيضاحه‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الدوافع والتبعات‬


‫املطلب األول‪ :‬الدوافع واألمناط‬
‫الفرع األول‪ :‬التحرش الجنيس اإلليكرتوين‬

‫يتنوع ويتزايد عدد الذين يقدمون عىل ارتكاب جرمية التحرش الجنيس اإلليكرتوين‪ 563‬من حيث الدوافع‬
‫والطبيعة الشخصية‪ ،‬وقد قام البعض بتصنيفهم إىل ثالثة أمناط‪:‬‬

‫النمط األول ‪ :‬اشخاصا يخشون مواجهة اآلخر‪ ،‬فيتحرشون بأشخاص ال يعرفونهم للبعد عام يخشونه‪،‬‬
‫وينترش هذا النمط بني الشخصيات املنغلقة املحرومة من الحريات‪ ،‬حيث يجد املتحرش يف هذا النمط يف‬
‫األحاديث عرب اإلنرتنيت متنفسا له‪ ،‬بل املتنفس الوحيد‪.‬‬

‫النمط الثاين ‪ :‬ويضم األشخاص الذين يشعرون بالسعادة لقيامهم النصب عىل اآلخرين أو استغفالهم أو‬
‫مضايقتهم‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن األمر يتعلق يف هذا النمط بشخصيات غري سوية لها دوافعها املتصلة بطبيعة‬
‫تركيبها النفيس‪.‬‬

‫‪ 562‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.643‬‬


‫يف هذا السياق نشري إىل النتيجة التي توصل إىل تم اعدادها بناء عىل طلب من صحيفة الوطن السعودية عىل عينة من‬ ‫‪563‬‬

‫الجنسني من مختف املناطق من فئة الشباب من عمر ‪ 13‬إىل ‪ ،26‬بهدف استقصاء ظاهرة التحرش اإلليكرتوين يف السنوات‬
‫األخرية‪ ،‬فقد أوضحت ارتفاع نسبة التحرش اإلليكرتوين يف اململكة العربية السعودية ‪ ،%70‬فضالً عن أنه يبدأ من عمر ‪ 11‬عاماً‪،‬‬
‫ويرتكز يف الفئة العمرية محل الدراسة‪ ،‬ومن املفارقات أن الدراسة أشارت إىل ارتفاع هذه الظاهرة بني الفتيات عرب مواقع التواصل‬
‫الجتامعي‪ ،‬مستغالت يف ذلك األسامء املستعارة‪ .‬الرابط‪:‬‬
‫عالية الرشيف‪" ،‬ارتفاع التحرش اإلليكرتوين عند الشباب بنسبة ‪ ،"%70‬جريدة الوطن السعودية‪ 25 ،‬مارس ‪ ،2016‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alwatan.com.sa/article/295316‬‬

‫‪500‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫النمط الثالث ‪ :‬ويشمل أولئك الذي يشعرون بسعادة جنسية بالغة وإثارة ملجرد نطقهم كلامت تتضمن‬
‫إيحاءات جنسية خالل محادثاتهم عىل شبكة اإلنرتنيت‪ ،‬ومن املفارقات هذه السعادة قد تزداد عندما تقابل‬
‫‪564‬‬
‫أحاديثهم بالرفض أو اإلهانة‪ ،‬مام يدفعهم إىل معاودة الكرة‪.‬‬

‫يتناول هذا الب حث جرميتني يتم ارتكابهام يف الفضاء اإلليكرتوين تتصالن‪ ،‬بشكل رئييس‪ ،‬بالنساء‬
‫والفتيات كضحايا سواء تعلق األمر بالتحرش الجنيس اإلليكرتوين أو التنمر‪ ،‬وإن كانت هناك حاالت متس‬
‫الشباب من الذكور بدرجة أقل‪ .‬وفيام يتعلق بالتحرش الجنيس عىل وجه الخصوص‪ ،‬تلزم اإلشارة إىل ما ميكن‬
‫تسميته بإشكاليات الفهم الذكوري لسيكولوجيا الرغبة الجنسية لدي األنثى‪ ،‬والتي ميكن تلخيصها يف األفكار‬
‫الخاطئة السائدة يف هذا الخصوص وأبرزها‪:‬‬

‫‪ )1‬األنثى كائن مرتدد ال يعي حاجته ورغبته‪ ،‬كام أن املقولة التي يلزم تطبيقها عىل إطالقها هي تلك‬
‫القائلة "تتمنعن وهن راغبات"‪.‬‬
‫‪ )2‬األنثى طالبة للتحرش‪ :‬وتنطوي هذه الفكرة عىل خلط كبري بني الرغبة البرشية يف االستامع إىل‬
‫اإلطراء الجسدي والروحي مبا يُشبع الحاجة للشعر بالثقة والتميز‪ ،‬وهو ما ينطبق ليس فقط عىل اإلناث‬
‫ولكن أيضا عىل الذكور‪.‬‬
‫‪ )3‬األنثى راغبة يف االغتصاب دون ترصيح‪ ،‬وهو عىل العكس متاما مام يشاهده الذكور يف مقاطع‬
‫التحرش واالغتصاب اإلباحية التي ما هي إال مجرد مقاطع تم تصويرها ألغراض معينة وال عالقة لها‬
‫بالواقع أو الحقائق النفسية لطريف العالقة‪.‬‬
‫‪565‬‬
‫‪ )4‬األنثى البعيدة عن املامرسة الجنسية مختلة نفسيا أو متلهفة لهذه املامرسة‪.‬‬

‫محمود عبد العظيم محمد سليامن‪" ،‬التحرش الجنيس اإلليكرتوين‪ :‬دراسة يف األمناط والدوافع"‪ ،‬شبكة النبأ املعلوماتية‪،‬‬ ‫‪564‬‬

‫‪ 11‬ديسمرب ‪ ،2018‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://annabaa.org/arabic/studies/13835‬‬

‫‪565‬‬
‫تامر البطراوي‪" ،‬ظاهرة التحرش‪ :‬تحليل سيكولوجي سوسيولوجي‪ ،‬موقع شبكة الحوار املتمدن‪ 16 ،‬مارس ‪ ،2018‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592462‬‬

‫‪501‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫وفضال عام تقدم فإن ظاهرة التحرش الجنيس (يف العامل الواقعي أو االفرتايض) ليس لها منوذج واحد‪،‬‬
‫حيث يقوم بها أطراف كثريون كاملتزوج‪ ،‬واملدير‪ ،‬والزميل‪ ،‬والجار‪ ،‬والفقري‪ ،‬والغنى‪ ،‬والطفل الصغري‪ ،‬والشاب‪،‬‬
‫‪566‬‬
‫وكبري السن‪ ،‬كام أنها متتد لتشمل الدول النامية واملتقدمة عىل حد سواء‪.‬‬

‫ويف ضوء ما تقدم‪ ،‬فإنه يلزم اإلشارة إىل الدوافع وراء هذه الظاهرة التي ال ترتبط بالسن أو الوضع‬
‫االجتامعي أو درجة التقدم والتحرض‪ ،‬ومن بني هذه األسباب نشري إىل ما ييل‪:‬‬

‫أولً‪ -‬الرتاجع الذي أصاب منظومة القيم االجتامعية يف املجتمع العريب‪ ،‬وما تبعه من بروز منظومة قيمية‬
‫جديدة كانت نتاج للتغري االجتامعي الرسيع يف املجتمع‪ ،‬ومن أبرز مالمحها تراجع املعني السليم للتدين‪،‬‬
‫وانفصال السلوك الواقعي عن السلوك الديني‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬النظر إىل املرأة باعتبارها جسدا‪ :‬و ُيقصد بذلك أن املنظومة القيمية الجديدة اختزلت املرأة يف مجرد‬
‫كونها جسد فاتن‪ ،‬يف حني توارت صورة املرأة ككائن اجتامعي واع يسهم‪ ،‬كام هو الحال بالنسبة للرجل‪ ،‬يف‬
‫نهضة األمة وتطورها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬عدم نجاعة أساليب الرتبية والرقابة األرسية‪ :‬فقد أثبتت كثري من الدراسات تقصل دور الرقابة‬
‫األرسية‪ ،‬ونقص القدرة عىل الوعي والتوجيه‪ ،‬فضال عن عدم توفري اإلشباع العاطفي لألبناء وحتى البالغني‬
‫منهم‪ .‬ويضاف إىل ذلك عدم اتباع أساليب الحوار الجاد وإمنا الرتبية باملنع والعقاب عوضا عن التوعية واإلشباع‬
‫النفيس‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬القناع الرقمي أو سهولة إخفاء الهوية‪ :‬ويرتتب عىل ذلك املساهمة يف املزيد من املتحرشني الذين‬
‫متكنهم هذه الصفة من التغلب عىل ما قد يعانون من خجل‪ ،‬ليتحولوا إىل ذئاب بعيدا عن رقابة املجتمع‬
‫لترصفاتهم التي قد تسفر يف الواقع العميل عن نظرة سلبية وعزلة يف املجتمع‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬الرغبة يف االنتقام من عدم القدرة عىل املواجهة‪ :‬يف هذا الخصوص تذهب بعض الدراسات إىل‬
‫أن من يلجئون إىل التحرش اإلليكرتوين‪ ،‬باعتباره وسيلة إلزعاج ضحاياهم‪ ،‬يعانون من تقدير متدن للذات‪،‬‬
‫كام أن لديهم اضطراب يف الشخصية يقلل من قدرتهم عىل تقدير نتائج أفعالهم‪ ،‬ومن ثم فإنهم يقدمون عىل‬
‫مثل هذه األفعال التي تجعلهم يف منأى عن العقاب‪ ،‬كوسيلة لتعويض الضعف واالنتقام والشعور بالقوة‬
‫والسيطرة‪.‬‬

‫‪ 566‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫سادساً‪ -‬الحرمان الجنيس‪ :‬وميثل هذا انعكاسا لتأخر سن الزواج مام يسهم يف تزايد الشعور بالحرمان‪،‬‬
‫ويؤدى إىل سعي الشباب إىل التخلص من هذا الشعور من خالل التحرش اإلليكرتوين الذي قد يؤدي يف‬
‫بعض الحاالت إىل اإلشباع الجسدي الحقيقي لهذه الرغبات‪.‬‬
‫سابعاً‪ -‬االنفتاح االجتامعي الناتج عن سهولة االتصال اإلليكرتوين‪ :‬وقد ترتب عىل ذلك صدمة ثقافية‬
‫عاىن البعض‪ ،‬يف ظلها‪ ،‬من عصوبة يف إدارة عالقاته مع اآلخرين بشكل صحيح ويف إطار عالقات الصداقة‬
‫املجردة‪.‬‬
‫ثامناً‪ -‬الرتويج املس تمر عرب وسائل اإلعالم للعالقات الجنسية باملفهوم الغريب من خالل ترجمة وعرض‬
‫األفالم واملسلسالت األجنبية التي تخترص العالقة بني الرجل واملرأة يف االتصال الجنيس بشكل مبارش دون‬
‫القيام بتقنني هذه العالقة بشكل مسبق‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التنمر اإلليكرتوين‬


‫أصدرت الهيئة الوطنية لتنظيم االتصاالت يف مملكة البحرين بالتعاون مع برنامج "كن حرا" التابع‬
‫للجمعية البحرين النسائية للتنمية اإلنسانية كتيبا حول التنمر االليكرتوين‪ 567‬رصد منطني رئيسيني له هام‪:‬‬

‫▪ التنمر املبارش‪ :‬و ُيقصد به أن يقوم امل ُتنمر بإرسال ما يؤذى الضحية بشكل مبارش‪.‬‬

‫▪ التنمر غري املبارش‪ :‬ويكون يف الحالة التي ُيرسل فيها املتنمر ما يؤدى إىل إيذاء الضحية أو اآلخرين‬
‫يف موقع يشرتك فيه آخرون‪ ،‬مام يجعل من هذه النمط األكرث خطورة نظرا ملا يرتتب عليه من انشار‬
‫عىل نطاق واسع‪ ،‬وعادة ما تكون تبعاته متشعبة وغري قابلة للسيطرة عليها‪.‬‬

‫تشري الدراسات واألبحاث إىل أن أهم أسباب التنمر اإلليكرتوين تتمحور حول ما ييل‪:‬‬
‫▪ العامل النفيس ‪ :‬وهو الذي يدفع الفرد إىل التنمر؛ لغرض تأكيد ذاته من خالل استهزائه واعتدائه‬
‫عىل اآلخرين‪ .‬ففي واقع األمر‪ ،‬شأنه شأن بعض املتحرشني جنسيا عرب اإلنرتنيت‪ ،‬املتنمر هو إنسان‬
‫ضعيف ال يستطيع املواجهة‪ ،‬ويعتقد أنه بتخفيه خلف القناع اإلليكرتوين سيشعر بالقوة والسيطرة‬
‫والتملك‪.‬‬

‫"قل ل ‪ ...‬للتنمر اإلليكرتوين‪ :‬أحمي نفسك من التنمر اإللكرتوين‪ ...‬وساهم يف حامية اآلخرين"‪ .‬كتيب صادر عن هيئة‬ ‫‪567‬‬

‫تنظيم التصالت‪ ،‬جمعية البحرين النسائية‪ ،‬مملكة البحرين‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://bahrainws.org/‬‬

‫‪503‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ العامل األرسي‪ :‬ويُقصد بذلك طبيعة العالقات االجتامعية داخل األرسة‪ ،‬فعندما يالحظ الطفل أن‬
‫األب يستعمل أسلوب القوة والعقاب والتنمر وغريها من األساليب السلبية‪ ،‬فإن من شأن ذلك أن‬
‫‪568‬‬
‫يسعي الطفل إىل اتباع نفس األساليب حتى يشبع رغبته يف الشعور بالقوة‪.‬‬

‫▪ أسباب ذاتية ‪ :‬يسعي املتنمر إىل تغطية ضعفه وعدم قدرته عىل تغيري شخصيته وحياته بوضعها القائم‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه يقنع نفسه بأن يف استطاعته أن يغري من حياة اآلخرين والتأثري عىل وضعهم وحالهم‬
‫حني يشاء‪ .‬فعيل سبيل املثال يري أنه ميكنه أن يجعل شخصا ما يحزن أو يغضب أو يتأثر بشكل‬
‫سلبي‪ ،‬وكلها مشاعر وأحول مير بها املتنمر ذاته ويشعر بها‪ ،‬وال يعرف كيف يتعامل معها ومن ثم يريد‬
‫أن ينقلها إىل اآلخرين‪.‬‬

‫▪ أسباب تتعلق باآلخرين‪ :‬قد يهدف املتنمر بسلوكه إىل نرش الشعور لدي اآلخرين بأن لديه قوة‬
‫وشجاعة وأن عليهم أن يخافوا منه ويحسبون له حسابا‪ ،‬فهو شخص قادر عىل اإليذاء‪ ،‬وبالتايل يلزم‬
‫‪569‬‬
‫عليهم الحصول عىل رضاه يك ال يقدم عىل إيذائهم‪.‬‬

‫▪ أسباب تتعلق بطبيعة شبكة اإلنرتنيت‪ :‬ومن ذلك قدرته عىل اإلفالت من العقاب نتيجة لضعف‬
‫القوانني املتصلة بذلك‪ ،‬ورمبا لعدم وجود أدلة كافية‪ ،‬أو توافر إمكانية استخدام حسابات مزيفة مام‬
‫يصعب من عملية التوصل إىل الفاعل‪.‬‬

‫▪ أسباب تتعلق مبرحلة املراهقة ومن بني هذه األسباب نشري إىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ )1‬يوفر التنمر اإلليكرتوين مساحة واسعة للمراهق إلشباع رغبته يف التجربة وما يتميز به يف سنه‬
‫من حب لإلثارة‪.‬‬
‫‪ )2‬يحاول املراهق أن يثبت لنفسه أنه قد تخطي مرحلة الطفولة وأن أفضل السبل إىل ذلك هو القيام‬
‫بكل ما من شأنه املساهمة يف ترسيخ شعور السيطرة لديه‪ ،‬ومن ذلك القدرة عىل السيطرة عىل‬
‫مشاعر اآلخرين وإدخال الخوف والرعب إىل قلوبهم‪.‬‬

‫‪ 568‬محمد حسون‪" ،‬التنمر اإلليكرتوين بني األسباب والعالج‪ ،‬موقع العطاء الرقمي‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://attaa.sa/library/view/385‬‬
‫"قل ل ‪ ...‬للتنمر اإلليكرتوين‪ :‬أحمي نفسك من التنمر اإللكرتوين‪ ...‬وساهم يف حامية اآلخرين"‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬ ‫‪569‬‬

‫‪504‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ )3‬ميل املراهق إىل جذب االنتباه لنفسه‪ ،‬وأن يكون مصدرا لإلثارة‪ ،‬وهو األمر الذي قد يتصور‬
‫‪570‬‬
‫إمكانية تحقيقه من خالل مامرسة التنمر اإلليكرتوين‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬نظرة عامة عىل تبعات التحرش الجنيس والتنمر اإلليكرتوين‬
‫مام ال شك فيه أن كل من التحرش الجنيس والتنمر اإلليكرتوين يرتتب عليه تبعات سلبية عىل الضحية‬
‫أو الشخص املستهدف‪ ،‬فبالنسبة للتحرش الجنيس ينتهي األمر بالعديد ممن يتعرضن هل إىل االنعزال عن‬
‫محيطهم والهور من املجتمع‪ ،‬كذلك فإنه هناك مضاعفات نفسية كثرية يعانون منها لفرتات طويلة متتد‬
‫لسنوات‪.‬‬

‫يف هذا الخصوص أوضحت إحدى الدراسات الحديثة يف دورية طبية أمريكية‪ 571‬أن هؤالء الضحايا‬
‫يصبحن أكرث عرضة من غريهن لإلصابة بالقلق واالكتئاب والرهاب والقلق‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتنمر اإلليكرتوين فإن هناك العديد من اآلثار املدمرة من قبيل‪:‬‬
‫▪ صعوبة الثقة باآلخرين والنظر إليهم بعني الشك‪.‬‬
‫▪ ضعف الثقة بالنفس والنظرة الدونية للذات‪.‬‬
‫▪ تشتت الذهن وتدين املستوي الدرايس‪.‬‬
‫▪ الخوف والقلق والرتقب‪.‬‬
‫▪ التعرض ألمراض نفسية وجسدية‪.‬‬
‫▪ املعاناة من اضطرابات يف النوم وتناول الطعام‪.‬‬
‫‪572‬‬
‫▪ عدم الرغبة يف الذهاب إىل املدرسة أو التواجد يف أماكن التجمع‪.‬‬

‫الخامتة‬
‫فتح التطور الهائل التي شهدته تكنولوجيا املعلومات آفاقا واسعة أمام اإلنسان لتحقيق العديد من األهداف‬
‫التي كان من الصعب تصور إمكانية تحقيقها‪ ،‬فعيل سبيل املثال مل يعد الباحث يف حاجة إىل التنقل بني‬
‫املكتبات الجامعية بحثا عن مراجع حول موضوع معني‪ ،‬بل أصبح يف مقدورة عمل اشرتاك يسمح له بالدخول‬

‫‪ 570‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪571‬‬
‫محمود عبد العظيم محمد سليامن‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬
‫‪" 572‬قل ل ‪ ...‬للتنمر اإلليكرتوين‪ :‬أحمي نفسك من التنمر اإللكرتوين‪ ...‬وساهم يف حامية اآلخرين"‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫إىل هذه املكتبات أو أغلبها والحصول عىل ما يريد من معلومات بسهولة ورسعة‪ .‬كذلك أصبح من السهل نقل‬
‫املعلومات مبارشة من كافة بقاع العامل وقت حدوثها‪ ،‬بل وساعدت يف كثري من األحيان عىل التعرف عىل الجناة‬
‫يف العديد من الجرائم‪ .‬ويف املقابل تم رصد تحرك موازي من قبل األفراد واملجموعات ومنظامت الجرمية إىل‬
‫االستفادة بدرورها من هذا التطور لتحقيق أغراضها اإلجرامية‪ ،‬فهناك من األفراد من سخرها ملامرسة التحرش‬
‫الجنيس اإلليكرتوين‪ ،‬وهناك من استخدمها للتنمر اإلليكرتوين‪ ،‬إىل غري ذلك مام أصبح ُيطلق عليه الجرائم‬
‫اإلليكرتونية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإنه يف عرص الساموات املفتوحة مل تعد ظاهرة التحرش الجنيس أو التنمر قارصة عىل‬
‫املامرسات يف العامل الواقعي‪ ،‬ولكن أصبح من املمكن مامرستها يف العامل االفرتايض وبشكل مستمر ويف أي‬
‫وقت أو مكان من خالل استخدام وسائل التواصل االجتامعي املرتبطة بشبكة اإلنرتنيت‪ ،‬ويف ظل تنامي‬
‫وتزايد عدد هذه الحاالت التي يتخفى فيها الجاين يف الفضاء االفرتايض‪ ،‬بات من الرضوري وضع آليات‬
‫للتعامل معها‪.‬‬

‫موقف بعض القوانني (القانون املرصي) النتائج والتوصيات‬

‫النتائج‪:‬‬
‫تلقي الدراسة الضوء عىل األركان الواجب توافرها قانونا يف جرائم اإلنرتنيت والتي وان متاثلت مع تلك‬
‫الخاصة بالجرائم الواقعية فإنها تتسم بطابع خاص‪ ،‬ويف هذا الصدد نشري إىل ما ييل‪:‬‬

‫▪ يتطلب الركن املادي يف جرائم اإلنرتنيت وجود بيئة رقمية واتصال باإلنرتنيت‪ ،‬وكذلك معرفة بداية‬
‫هذا النشاط والرشوع فيه ونتيجته‪ .‬ويُالحظ يف هذا الخصوص أنه ليس كل جرمية اليكرتونية تستلزم‬
‫وجود أعامل تحضريية‪ ،‬بل أن يصعب الفصل بني العمل التحضريي والبدء يف النشاط اإلجرامي‪.‬‬
‫وإذا كان القانون الجنايئ ال يعاقب عىل األعامل التحضريية يف الجرائم الواقعية إال أن األمر يختلف‬
‫فيام يتعلق بتكنولوجيا امل علومات‪ ،‬فعيل سبيل املثال رشاء معدا لفك الشفرات ولكامت املرور وبرامج‬
‫‪573‬‬
‫اخرتاق‪ ،‬وحيازة صورة دعارة لألطفال متثل جرائم يف حد ذاتها‪.‬‬

‫‪ 573‬اللواء د‪ .‬فؤاد جامل‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دار النرش الحديثة‪ ،‬مرص‪ ،2011 ،‬ص ‪.13-12‬‬

‫‪506‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫▪ صعوبة تحديد الركن املعنوي‪ ،‬واملتمثل يف الحالة النفسية للجاين والعالقة التي تربط بني شخصيته‬
‫وماديات الجرمية‪ ،‬يف الجرائم االليكرتونية‪ ،‬فقد تنقل امل ُرشع يف تحديد هذا الركن بني مبدأ اإلرادة‬
‫ومبدأ العلم‪ ،‬أما بالنسبة للقضاء الفرنيس فإنه يسود منطق سوء النية؛ حيث يشرتط املرشع وجود سوء‬
‫‪574‬‬
‫نية يف االعتداء عىل بريد إليكرتوين خاص بأحد األشخاص‪.‬‬

‫▪ يف بعض األحيان توجد صعوبة يف مواجهة هذه األنواع من الجرائم امل ُستحدثة‪ ،‬ترجع إىل أن العيد‬
‫من الحسابات التي يتم استخدامها لذلك هي يف حقيق األمر حسابات ُمزيفة يتم أقفالها بعد فرتة من‬
‫استخدامها من قبل مرتكب مثل هذه الجرائم‪ ،‬ليقوم بفتح حسابات أخري يستخدمها لنفس الغاية‬
‫أيضا لفرتة محدودة‪ ،‬األمر الذي يشكل عقبة فنية أمام كشف حقيقته والوصول إليه ملقاضاته‪.‬‬

‫▪ ارتبط انتشار جرميتي التحرش الجنيس والتنمر اإلليكرتوين بعرص أصبح من املعتاد فيه استخدام شبكة‬
‫اإلنرتنيت ووسائل التواصل االجتامعي بشكل يومي مستمر‪ ،‬والدخول يف العديد من العالقات‬
‫االفرتاضية‪ ،‬غري أن البعض عمد إىل تسخري اإلمكانيات التكنولوجية الحديثة لتحقيق غري أخالقية‬
‫وإشباع غرائز غري سوية مام فتح الباب أمام الحديث عن جرائم اإلنرتنيت بشكل عام والتحرش‬
‫الجنيس والتنمر اإلليكرتوين بشكل خاص‪.‬‬

‫▪ يتطلب األمر اصدار قوانني تتضمن عقوبات رادعة يتم تطبيقها عىل الجناة لحامية الضحايا من‬
‫التبعات السلبية من جانب‪ ،‬والقضاء عىل الظواهر االجتامعية السيئة التي تيسء إىل املرأة أو الفتاة‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬واملجتمع بصفة عامة‪ ،‬خاصة عندما نتحدث عن مجتمع رشقي عريق له عاداته وتقاليده‬
‫املستمدة من حضارات قدمية وأديان ساموية تحض عىل مكارم األخالق وتحرم ارتكاب االفعال‬
‫املشينة بكافة أنواعها وصورها‪.‬‬

‫▪ مل تعد احتاملية تعرض الشخص‪ -‬خاصة النساء والفتيات‪ -‬للتحرش الجنيس أو التنمر مقترصة فقط‬
‫عىل لقاء مبارش يف الطريق العام بني مرتكب الجرمية والضحية املامرس يف حقها الفعل‪ ،‬بل أصبح‬
‫من اليسري الوصول إىل الضحية بطريقة ليست فقط تتميز بالسهولة وإمنا تصبع عىل الجاين صفة‬
‫الرسية حيث ميكنه تقديم نفسه باسم مختلف وبربيد اليكرتوين تم خلقه خصيصا الستخدامه يف هذه‬

‫‪ 574‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪507‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫األغراض‪ ،‬مام يبعد الشبهات عن الجاين ويُصعب من عملية الوصول إليه استنادا إىل املعلومات الواردة‬
‫عن مستخدم الحساب‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫▪ أهمية التوصل إىل اتفاق شامل عىل املستوي العريب ملكافحة جرائم تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬يتضمن‬
‫النص الرصيح عىل جرميتي التحرش الجنيس والتنمر اإلليكرتوين ويضع تعريفا متفق عليه لكلتا‬
‫الجرميتني‪ ،‬وأسس للتعاون بني الدول يف تبادل املعلومات حول مصدر الرسائل املتضمنة أركان‬
‫الجرمية يف كلتا الحالتني‪ ،‬خاصة مع ما توفره الشبكة العنكبوتية من إمكانية ارسال الرسائل من‬
‫شخص يقيم يف دولة أخري إىل ضحيته‪ ،‬وقيامه يف مرحلة أخري بنقل تفاصيل ذلك إىل شخص‬
‫ثالث يقيم يف الدولة التي تتواجد فيه الضحية ليستكمل العالقة يف حالة تطورها‪.‬‬

‫▪ التأكيد عىل الدور الوقايئ الذي يلزم أن تعلبه األرسة ملواجهة مثل هذه الجرائم وذلك من خالل توعية‬
‫الفتات باملخاطر التي تحتويها شبكة اإلنرتنيت‪ ،‬ومواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬فضال عن تقديم النصائح‬
‫املتصلة بالطرق اآلمنة الستخدام الشبكة العنكبوتية من حيث عدم عرض بيانات شخصية‪ ،‬وعدم قبول‬
‫طلبات صداقة من أشخاص غري معلومني بشكل شخيص‪ ،‬واستخدام كافة أدوات األمان التي توفرها‬
‫املواقع اإلليكرتونية لحامية املعلومات الشخصية‪.‬‬

‫▪ رضورة قيام جمعيات املجتمع املدين بدور يف نرش التوعية بخطورة هذه الجرائم وتبعاتها‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل خلق قنوات اتصال مع النساء والفتيات وتوعيتهم بالظاهرة‪ ،‬واالستامع إىل تجاربهم‪ ،‬والعمل‬
‫املشرتك لفضح من ميارسها من خالل تأسيس مواقع خاصة لذلك‪ ،‬واإلبالغ عمن ميكن التعرف عىل‬
‫شخصيته‪ ،‬نيابة عن الضحية وبتوكيل منها‪ ،‬حتى يتم الحفاظ عىل رسية شخصيتها مبا ال يعرضها‬
‫ألي أذى عىل املستوي االجتامعي‪.‬‬

‫▪ يف مجال البحث عن آليات التعامل يلزم الرتكيز عيل يف البداية عىل املواجهة املجتمعية من خالل‬
‫وضع برامج توعية للضحايا املحتملني من جانب‪ ،‬ومحاولة تقويم الجاين املفرتض من جنب آخر‪ .‬عىل‬
‫أن يسري ذلك جنبا إىل جنب مع املواجهة القانونية للحاالت التي ميكن فيها التوصل إىل الجاين‪،‬‬
‫وايقاع العقاب الرادع عليه مبا يؤدى إىل الحد من هذه املامرسات اآلمثة‪ .‬ويف هذا الخصوص يلزم‬
‫تدشني حملة إعالمية من قبل الجهات الرسمية املتخصصة (مجالس املرأة‪ ،‬ومجالس حقوق اإلنسان)‬

‫‪508‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫للتوعية مبا تتضمنه القوانني من عقوبات عىل مثل هذه الجرائم وطرق اإلبالغ عنها‪ ،‬مع تقديم كافة‬
‫سبل املساعدة الالزمة للحفاظ عىل رسية شخصية الضحية‪.‬‬

‫▪ تشجيع االتجاه الذاهب إىل فتح صفحات عىل مواقع التواصل االجتامعي تقوم من خالله النساء‬
‫والفتيات بنرش كل ما قد يتوفر لديهم من معلومات عن املتحرشني ومحتوى رسائلهم‪ ،‬ومن األمثلة‬
‫العملية عىل ذلك صفحات من قبيل‪" :‬ال للتحرش"‪" ،‬شفت تحرش"‪" ،‬العريب املريض"‪.‬‬

‫▪ التشجيع عىل استخدام اعدادات إليكرتونية تحقق أعىل مستوي من الخصوصية عىل شبكة اإلنرتنيت‬
‫تضمن تحقيق أعىل مستوي من الخصوصية والحد من االتصاالت غري املرغوب فيها‪ ،‬مع وضع نظام‬
‫فلرت جيد للربيد اإلليكرتوين يضمن تحول الرسائل أو الكلامت البذيئة إىل قامة الرسائل غري املرغوب‬
‫فيها أو املجهولة املصدر‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫قامئة املراجع‬

‫أولً‪-‬الكتب‬
‫‪ -‬د‪ .‬أحمد عوض بالل‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات املرصي‪ :‬القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أحمد شوقي أبو خطوة‪ ،‬رشح األحكام العامة لقانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أحمد فتحي رسور‪ ،‬الوسيط يف قانون العقوبات‪ :‬القسم العام (قانون العقوبات ونطاق تطبيقه‪ -‬التجريم‬
‫واإلباحة‪ -‬الجرمية‪ -‬املجرم‪ -‬العقوبة) مطورة ومحدثة‪ ،‬دار األهرام للنرش التوزيع واإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬اللواء د‪ .‬فؤاد جامل‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دار النرش الحديثة‪ ،‬مرص‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمود نجيب حسنى‪" ،‬عالقة السببية يف قانون العقوبات"‪ ،‬طبعة نادي القضاة‪ ،‬مرص ‪.1984‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمود نجيب حسن‪ ،‬قانون العقوبات‪ :‬القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مرص‪.1998 ،‬‬
‫ثانياً‪ -‬الدراسات واملقالت‬
‫‪ -‬تامر البطراوي‪" ،‬ظاهرة التحرش‪ :‬تحليل سيكولوجي سوسيولوجي‪ ،‬موقع شبكة الحوار املتمدن‪ 16 ،‬مارس‬
‫‪ ،2018‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592462‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ثناء هاشم محمد‪" ،‬واقع ظاهرة التنمر اإلليكرتوين لدي طالب املرحلة الثانوية يف محافظة الفيوم وسبل‬
‫مواجهتها‪ :‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مجلة جامعة الفيوم للعلوم والرتبية النفسية‪ ،‬العدد الثاين عرش‪ ،‬الجزء الثاين‪،‬‬
‫مرص‪.2019. ،‬‬
‫‪ -‬روعة نضال الشقران‪ ،‬التنمر اإلليكرتوين وآثاره القانونية واالجتامعية‪ ،‬وكالة أنباء عمون‪ ،‬األردن‪ 15 ،‬أكتوبر‬
‫‪.2020‬‬
‫‪https://www.ammonnews.net/article/568376‬‬

‫‪ -‬عالية الرشيف‪" ،‬ارتفاع التحرش اإلليكرتوين عند الشباب بنسبة ‪ ،"%70‬جريدة الوطن السعودية‪ 25 ،‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪https://www.alwatan.com.sa/article/295316‬‬

‫‪ -‬عمرو عبد العاطي‪" ،‬التحرش االليكرتوين من الشارع إىل شبكات التواصل االجتامعي"‪.2015/4/28 ،‬‬
‫‪https://mustaqila.com‬‬

‫‪510‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬
‫‪ -‬محمد حسون‪" ،‬التنمر اإلليكرتوين بني األسباب والعالج‪ ،‬موقع العطاء الرقمي‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://attaa.sa/library/view/385‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمود سيد أحمد عبد القاد ر عامر‪ ،‬إشكالية تحديد املسئولية الجنائية للتحرش اإلليكرتوين كجرمية‬
‫اليكرتونية والجهود الدولية ملكافحته‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واالجتامعية‪ ،‬جامعة مدينة لسادات‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)7‬العدد (‪.2021 )1‬‬
‫‪ -‬محمود عبد العظيم محمد سليامن‪" ،‬التحرش الجنيس اإلليكرتوين‪ :‬دراسة يف األمناط والدوافع"‪ ،‬شبكة‬
‫النبأ املعلوماتية‪ 11 ،‬ديسمرب ‪ ،2018‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://annabaa.org/arabic/studies/13835‬‬

‫‪ -‬كلري ماكفيري‪" ،‬التنمر اإلليكرتوين‪ :‬ما هو وكيف ميكن إيقافه"‪ ،‬موقع منظمة األمم املتحدة للطفل‪،‬‬
‫اليونيسيف‪ 11 ،‬فرباير ‪ ،2020‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.unicef.org/jordan/ar‬‬

‫ثالثاُ‪ -‬كتيبات‬
‫‪" -‬قل ال ‪ ...‬للتنمر اإلليكرتوين‪ :‬أحمي نفسك من التنمر اإللكرتوين‪ ...‬وساهم يف حامية اآلخرين"‪ .‬كتيب‬
‫صادر عن هيئة تنظيم االتصاالت‪ ،‬جمعية البحرين النسائية‪ ،‬مملكة البحرين‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪https://bahrainws.org/‬‬

‫‪511‬‬
‫األمنالسيربانيفيتشريعاتالدولالعربية‬ ‫عددخاص‪:‬‬

‫‪512‬‬

You might also like