You are on page 1of 14

‫مقدمة‪:‬‬

‫مع التطور التاريخي أصبح لمرفق القضاء ضرورة وجوده لحماية الحقوق والحريات للفصل ما بين‬

‫المتخاصمين ومنعهم من اقتصاص حقهم بأنفسهم‪ ،‬فالقضاء يختص دون غيره من سلطات الدولة‪ ،‬فقد حدد‬

‫الدستور الجزائري وظيفة السلطة القضائية المجتمع والحريات‪ ،‬وتضمن للجميع ولكل واحد المحافظة على‬

‫حقوقهم األساسية واالختصاص عموما أي سواء كان نوعي أو محلي يقصد به والية جهة قضائية معينة‬

‫للفصل في الدعوى دون غيرها وهذا األخير هو موضوع نقاشنا ومن هنا نطرح اإلشكال كالتالي‪:‬‬

‫فيما يتمثل االختصاص النوعي واالختصاص اإلقليمي؟‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع اتبعنا الخطة التالية‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االختصاص النوعي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم االختصاص اإلقليمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬

‫الخاتمة‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫وسنتناول في هذا الفصل ‪ :‬مفهوم اإلختصاص النوعي وذلك في المبحث األول ‪ ،‬حيث سنتطرق إلى تعريفه‬
‫في المطلب األول ‪ ،‬وبيان أهميته في المطلب الثاني ‪ ،‬على أن نخصص المطلب الثالث لطبيعته‬

‫أما المبحث الثاني ‪ :‬فسنتطرق فيه إلى تحديد اإلختصاص النوعي لمختلف جهات القضاء ‪ ،‬فنتناول بذلك ‪:‬‬
‫تحديد اإلختصاص النوعي للمحاكم في المطلب األول منه ‪ ،‬أما تحديد اإلختصاص النوعي للمجا لس‬
‫القضائية فسنتناوله في المطلب الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫إذا كان االختصاص الوظيفي أو الوالئي يعني توزيع وظيفة أو والية القضاء على مختلف جهتي القضاء‬
‫العادي و اإلداري ‪،‬و باقي الجهات في الدولة على اعتبار انه القسط من القضاء في الدولة الممنوح لكل‬
‫جهة قضائية من جهات قضائها ‪.‬‬

‫فإن المقصود من االختصاص النوعي أمر آخر ‪،‬و لكون توزيع العمل بين محاكم القضاء اإلداري له عالقة‬
‫بالقانون اإلداري ‪،‬فان ما يعنينا هنا هو االختصاص المتعلق بالقضاء العادي ‪،‬على أننا سنتطرق الختصاص‬
‫القضاء المدني و الذي يختلف عن القضاء الجنائي رغم انتمائهما لجهة قضاء واحدة و هي القضاء العادي‬
‫‪،‬فقد افرد المشرع للقضاء الجنائي تنظيما خاصا به ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫يقصد باالختصاص النوعي والية الجهة القضائية على اختالف درجاتها بالنظر في نوع محدد من الدعاوى‬
‫فهو توزيع القضايا بين الجهات القضائية المختلفة على أساس نوع الدعوى‬

‫و بعبارة أخرى توزيع العمل بين المحاكم المختلفة في داخل الجهة القضائية الواحد بحسب نوع القضية ‪.‬‬

‫و المعيار الذي لجأ إليه المشرع في هذا الصدد هو ما يسمى بالمعيار النوعي ‪ ،‬و يقصد بهذا المعيار أن‬
‫يتخذ من نوع النزاع أساس لحديد نوع المحكمة المختصة ‪ ،‬بحيث تختص كل محكمة بدعاوي محددة‬
‫بنوعها و بصرف النظر عن أي اعتبار أخر‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫تظهر أهمية قواعد االختصاص النوعي في توزيع االختصاص بين المحاكم و المجالس القضائية‪.‬‬

‫فبين هاتين الطبقتين يتوزع االختصاص بنظر القضايا تبعا لنوعها أو قيمتها ‪،‬أما اختصاص محاكم‬
‫االستئناف فال يثير أية صعوبة ‪ ،‬فهي تختص بنظر الطعون الموجهة ضد أحكام محاكم أول درجة ‪.‬‬

‫كذلك فان اختصاص محكمة النقض يقتصر على نظر الطعون ضد أحكام محاكم االستئناف ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬طبيعة االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 36‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على ما يلي ‪:‬‬

‫"عدم االختصاص النوعي من النظام العام ‪،‬تقضي به الجهة القضائية تلقائيا في أي مرحلة كانت عليها‬
‫الدعوى "‬

‫اعتمادا على نص م ‪ 36‬نجد أن المشرع قد فصل صراحة في طبيعة االختصاص النوعي ‪ ،‬إذ اعتبره من‬
‫النظام العام ‪ ،‬و على هذا األساس فال يمكن االتفاق على ما أتى به النص مع عدم جواز مخالفة أحكامه ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى انه لل جهة القضائية أن تقضي به تلقائيا و معنى ذلك أنها تقضي به من تلقاء نفسها و إن لم‬
‫يثره األطراف ‪ ،‬و ذلك في أي مرحلة كانت عليها الدعوى ‪.‬‬

‫و من ذلك قرار المحكمة العليا ‪:‬‬

‫‪ -‬غير انه يجب التمييز بين إثارة الدفع بعدم االختصاص و التراجع ‪ ،‬فإذا ما رأت جهة قضائية‬
‫باختصاصها و تصدت للموضوع ‪،‬ليس لذات الجهة أن تتراجع فيما بعد عن موقفها فتقضي بعدم‬
‫اختصاصها النوعي ‪ .‬إنما يجوز إثارة الدفع من جديد أمام جهات الطعن و تقضي فيه بناء على‬
‫قناعة مستقلة من قضاة هذه الجهات ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي لمختلف محاكم جهة القضاء العادي ‪:‬‬

‫إن المشرع عند وضعه لقواعد االختصاص النوعي ‪،‬قد استجاب لدوافع شتى اهمها ‪ :‬طبيعة الدعوى‬
‫(مدنية ‪،‬تجارية ‪،‬منازعات العمل ‪...‬الخ ) و اإلسراع في الفصل في النزاع (القسم االستعجالي )‬
‫‪3‬‬
‫لذلك فدور قواعد االختصاص النوعي يتمثل في تبيان المنازعات التي تدخل ضمن والية جهة قضائية‬
‫معينة و تحديد المنازعات التي تخرج من مجال اختصاصها‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي للمحاكم ‪:‬‬

‫المحاكم هي الجهات القضائية األساسية و تفصل في أول درجة ما لم ينص القانون على خالف ذلك‬
‫كما هو الشأن في بعض القضايا العمالية و في أحكام الطالق و هذا حسب المادة (‪ 1/32‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية ) و قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية حدد في المادتين (‪)33/32‬‬
‫االختصاص النوعي للمحاكم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اختصاص األقسام ‪:‬‬

‫حدد المشرع عدد األقسام المشكلة للمحكمة و نوعها وذكرها في ستة (‪ )06‬هي األقسام المدنية و‬
‫التجارية و البحرية و االجتماعية و العقارية و قضايا شؤون األسرة ‪.‬و تتم جدولة القضايا أمام هذه‬
‫األقسام بحسب طبيعة النزاع عمال بأحكام المواد (‪ )423‬إلى (‪ )536‬من القانون الجديد التي وردت‬
‫تحت عنوان اإلجراءات الخاصة بكل جهة قضائية ‪.‬أما المحاكم التي لم تنشا فيها األقسام على النحو‬
‫المبين أعاله ‪،‬يبقى القسم المدني هو الذي ينظر في جميع النزاعات باستثناء القضايا االجتماعية ‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى أحكام المادتين (‪ )33-32‬نجد المشرع و من خالل قانون اإلجراءات المدنية نص أن‬
‫المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام و تتشكل من أقسام وفق ما نص على ذلك القانون‬
‫رقم ‪ 11/05‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ 2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي ‪.‬‬

‫و نجد المشرع قد حدد للقضاء العادي الفاصل في المواد المدنية نوع القضايا التي يفصل فيها سواء‬
‫م ن حيث طبيعتها أو نوعها من حيث قيمتها و حتى من حيث تشكيلتها محددا في المادة (‪)800‬‬
‫االختصاص النوعي للجهات القضائية اإلدارية‬

‫‪4‬‬
‫لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو ما هي أهمية األقسام المتواجدة على مستوى كل محكمة وفق ما‬
‫نص على ذلك القانون رقم ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي المادة ‪ 13‬منه و التي تم التأكيد بالنص‬
‫عليها في المادة ‪ 32‬منة قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ؟‬

‫نظريا يتبادر إلى الذهن أن كل قسم يختص بنوع معين من القضايا و في حالة جدولة قضية من طبيعة‬
‫معينة أمام قسم آخر فانه يجوز الدفع لعدم االختصاص النوعي ‪.‬‬

‫و من ثم فأساس التقسيم المعتمد قانونا بالنسبة للمحاكم المدنية هو لحسن سير مرفق العدالة و حتى يتم‬
‫الفصل في الدعاوي على أكمل وجه و من قبل قضاة متخصصين‬

‫و قد قضت المحكمة العليا ‪ :‬متى كان مقررا قانونا أن المحاكم هي الجهات القضائية الخاصة بالقانون‬
‫العام و هي تفصل في جميع القضايا المدنية و التجارية أو دعاوى الشركات التي تختص بها محليا فان‬
‫إنشاء بعض الفروع لدى المحاكم ال يعد اختصاصا نوعيا لهذه الفروع بل هي تنظيم إداري بحت ‪،‬و‬
‫من ثم فإن الدفع بالقرار بدعوى خرق قواعد االختصاص النوعي غير سليم يتعين رفضه‪ .‬حسب‬
‫(الملف رقم ‪ ) 54288‬قرار بتاريخ ‪. 1989/02/19‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستثناء األول عن القاعدة العامة ‪ :‬اختصاص القسم االجتماعي ‪:‬‬

‫و الذي يعتبر اختصاصا من النظام العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه و ال يجوز للخصوم االتفاق على‬
‫خالفه و هو ما أكدته أيضا (م ‪500‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) التي نصت على (يختص القسم االجتماعي اختصاصا‬
‫مانعا‪ )...‬و قد جاءت المادة تحت عنوان (في االختصاص النوعي للقسم االجتماعي و هذا يعود للتشكيلة‬
‫الخاصة للقسم االجتماعي أي من قاض رئيس و مساعدين و طبقا لنص (م‪ )500‬يختص القسم‬
‫االجتماعي دون سواه بمعنى انه اختصاص نوعي من النظام العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه أو‬
‫األطراف و في أي مرحلة كانت عليها الدعوى في الدعاوي التالية (إثبات عقود العمل و التكوين و‬
‫التمهين ‪/‬تنفيذ و تعليق و إنهاء عقود العمل و التكوين و التمهين ‪ /‬منازعات انتخاب مندوبي العمال‬
‫‪/‬المنازعات المتعلقة بممارسة الحق النقابي ‪/‬المنازعات المتعلقة بممارسة حق اإلضراب ‪/‬منازعات‬
‫الضمان االجتماعي و التقاعد ‪/‬المنازعات المتعلقة باالتفاقات و االتفاقيات الجماعية للعمل )‬

‫‪5‬‬
‫ثالثا‪:‬االستثناء الثاني عن القاعدة العامة‪ :‬األقطاب المتخصصة‪.‬‬

‫تنص الفقرة ‪ 7‬من المادة ‪ 32‬على ان تختص األقطاب المتخصصة المنعقدة في بعض المحاكم بالنظر دون‬
‫سواها في المنازعات المتعلقة بالتجارة الدولية واإلفالس والتسوية القضائية في المنازعات المتعلقة بالبنوك‬
‫ومنازعات الملكية الفكرية والمنازعات البحرية والنقل الجوي ومنازعات التأمينات‪.‬‬

‫ومهما يكن فانه طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فان اختصاص األقطاب المتخصصة اختصاص‬
‫فرعي من النظام العام عكس األقسام المكونة للمحكمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلحالة ما بين األقسام ‪:‬‬

‫الحكمة من اإلحالة هي االقتصاد في الوقت وفي اإلجراءات والنفقات حتى ال يتحمل المدعي أعباء رفع‬
‫دعوى جديدة ‪ .‬واإلحالة التي اقرها المشرع بموجب المادة ‪ 320‬من (ق إ م إ) بين األقسام المشكلة لنفس‬
‫المحكمة فهي تخص حالة جدولة قضية أمام قسم غير القسم المعني بالنظر فيها فيحال الملف الى القسم‬
‫المعني عن طريق أمانة الضبط بعد إخبار رئيس المحكمة مسبقا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد االختصاص النوعي للمجالس القضائية ‪:‬‬

‫لم يحدد القانون العضوي عدد المجالس القضائية بل يجب الرجوع إلى عددها المحدد بثمانية وأربعون‬
‫(‪ )48‬المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختصاص المجالس القضائية كجهات استئنافية ‪:‬‬

‫تكرس المادة (‪ )34‬من ق إ م) مبدأ التقاضي على درجتين بحيث يجوز الطعن باالستئناف في جميع األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد حتى ولو كان وصفها خاطئا والمادة الجديدة‬
‫هي عبارة عن تصحيح في الصياغة للمادة (‪ 5‬من ق ا م ) و المراد من تمديد الطعن ليشمل األحكام التي‬
‫كان وصفها خاطئا تمكين المجلس من بسط واليته على األحكام الصادرة من أول درجة لمنع التعسف‬
‫ومراقبة التكييف القانوني‪ ،‬فقد يأتي وصف الحكم على انه نهائي بينما هو ابتدائي‪ ،‬في مثل هذه الحالة‬

‫‪6‬‬
‫يجوز للمجلس أن ينظر في االستئناف وال يتوقف عند الوصف الخاطئ له‪ ،‬ومعنى ذلك ان الوصف القانوني‬
‫هو الذي يحدد طرق الطعن وليس الوصف القضائي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاص المجالس القضائية في طلبات رد القضاة‪:‬‬

‫إن الثقة في القاضي وحكمه اسمى األهداف التي تطمح إلى تحقيقها األنظمة القانونية المعاصرة وال يسوغ‬
‫لها ذلك إذا لم تتوفر للمتقاضي الوسائل القانونية والمادية التي تجعله يطمئن ألحكام القضاء‪ ،‬من بينها نظام‬
‫رد وتنحي القاضي الذي يهدف إلى توفير اكبر قدر من الضمان واالطمئنان إلى ما يصدره القاضي‪ ،‬وكذلك‬
‫لحماية القاضي من نفسه‪ .‬وقد حدد المشرع الجزائري جملة من األسباب التي يجوز إذا توفرت أن يتنحى‬
‫القاضي من تلقاء نفسه أو بموجب أمر بالتنحي بعد رفع طلب الرد أمام الجهة المختصة‪ .‬وبقراءة (م ‪241‬‬
‫ق ا م ) نجدها جاءت بصيغة الجواز وهذا أمر مؤسف ألنه على عكس بعض األنظمة القضائية المقارنة‬
‫جعلت نظام الرد والتنحي من النظام العام يجعل الحكم الصادر من القاضي باطال وقد حصرت (م ‪241‬‬
‫ق ا م ا) األسباب لتي يمكن أن يؤسس عليها طلب الرد أو التي يمكن أن يتنحى القاضي اختياريا عن الحكم‬
‫في القضية المعروضة أمامه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختصاص المجالس القضائية في تنازع االختصاص بين القضاة ‪:‬‬

‫يكون ثمة تنازع في االختصاص بين القضاة عندما تقضي جهتان قضائيتان و أكثر في نفس النزاع‬
‫باالختصاص او عدم االختصاص‪.‬‬

‫إذا كانت المحاكم تابعة لنفس المجلس القضائي تقدم عريضة الفصل في التنازع أمام الجهة التي تحدد الجهة‬
‫القضائية المختصة وتحيل القضية عليها لتفصل فيها طبقا للقانون‪ ،‬وإذا كانت هذه المحاكم تابعة لمجالس‬
‫قضائية مختلفة تقدم العريضة أمام الغرفة المدنية للمحكمة العليا‪.‬‬

‫إذا قضى مجلسان قضائيان باختصاصهما أو بعدم اختصاصهما أو إذا وقع تنازع بين محكمة ومجلس‬
‫قضائي تقدم العريضة أمام الغرفة المدنية للمحكمة العليا‪ ،‬تعين المحكمة العليا الجهة القضائية المختصة‬
‫وال يجوز لهذه األخيرة التصريح بعدم االختصاص‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تقدم عريضة الفصل في تنازع االختصاص بين القضاة أمام الجهة القضائية المختصة في اجل شهرين‬
‫ويسري ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي ألخر حكم الى الخصم المحكوم عليه تقدم عريضة الفصل في‬
‫التنازع االختصاص بين القضاة أمام المجلس القضائي وفقا للقواعد المقررة لرفع عريضة االستئناف‬
‫وتخضع العريضة التي تقدم أمام المحكمة العليا للقواعد المقررة لعريضة الطعن بالنقض‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم االختصاص اإلقليمي‬

‫لقد حددت المواد من ‪ 37‬إلى ‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية االختصاص اإلقليمي للجهات‬
‫القضائية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص اإلقليمي‬

‫يقصد باالختصاص اإلقليمي والية الجهة القضائية بالنظر في الدعاوى المرفوعة أمامها إستنادا إلى معيار‬
‫جغرافي يخضع للتقسيم القضائي‪.‬‬

‫وبمعنى آخر الحيز الجغرافي الذي تختص كل محكمة النظر والفصل في المنازعات التي تثار فيه والذي‬
‫يتم تحديده عن طريق التنظيم‪ ،‬فدور قواعد االختصاص اإلقليمي إذن هي تحديد محكمة معينة يمكن أن‬
‫تقدم إليها الدعوى‪.‬‬

‫ونشير هنا إلى أن ما يالحظ على النص الجديد هو اعتماد المشرع على مصطلح اإلقليمي بدال من المحلي‬
‫وذلك لالنسجام مع أحكام الدستور من الناحية االصطالحية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية االختصاص اإلقليمي‬

‫ويستلزم تسيير التقاضي و سرعة فض النزاعات تعدد المحاكم وانتشارها‪ ،‬لتكون بقدر من اإلمكان قريبة‬
‫من موطن الخصوم أو من محل تواجد موضوع النزاع القائم بينهم‪.‬‬

‫وهذه القواعد تخص المحاكم والمجالس القضائية فحسب‪ ،‬ألنه ال توجد سوى محكمة عليا واحدة لها‬
‫اختصاص يشمل كامل التراب الوطني ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬طبيعة االختصاص اإلقليمي‬

‫على خالف االختصاص النوعي‪ ،‬ال يعتبر االختصاص اإلقليمي من النظام العام وبالتالي يجوز لألطراف‬
‫االتفاق على خالفه إال في حاالت استثنائية وردت على سبيل الحصر وقد تضمنتها المادة ‪ 40‬من القانون‬
‫الجديد والتي تنص‪ " :‬ترفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المبينة أدناه دون سواها ‪"....‬‬

‫فقد حددت المادة جملة من الدعاوى التي ال يمكن رفعها إال أمام جهات قضائية محددة ومن بين هذه‬
‫الدعاوى مثال نذكر‪:‬‬

‫‪ .1‬في المواد العقارية أو األشغال المتعلقة بالعقار‪ ،‬أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية المتعلقة‬
‫بالعقارات‪ ،‬و الدعاوى المتعلقة باإلشغال العمومية‪ ،‬حيث ال يجوز رفعها إال أمام المحكمة التي يقع‬
‫في دائرة اختصاصها العقار‪ ،‬أو المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬

‫‪ . 2‬في مواد الميراث‪ ،‬دعاوى الطالق أو الرجوع‪ ،‬الحضانة‪ ،‬النفقة الغذائية والسكن على التوالي‪،‬‬
‫أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المتوفى‪ ،‬مسكن الزوجية‪ ،‬مكان ممارسة‬
‫الحضانة‪ ،‬موطن الدائن بالنفقة‪ ،‬مكان وجود السكن‪.‬‬

‫‪ -‬هذا باإلضافة إلى دعاوى أخرى كمواد اإلفالس أو التسوية القضائية للشركات ومواد الملكية الفكرية‬
‫والمواد المتعلقة بالخدمات الطبية وغيرها من المواد التي ذكرتها المادة ‪ 40‬من هذا القانون‪.‬‬

‫و يترتب على كون االختصاص اإلقليمي ليس من النظام العام عدة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يجوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫‪ .2‬يجوز للخصوم الحضور باختيارهم أمام القاضي‪ ،‬حتى ولو لم يكن مختصا إقليميا وهو ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 46‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ . 3‬انه يجب إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي قبل أي دفاع في الموضوع أو دفع بعدم القبول‬
‫وإسقاط الحق في ذلك‪ ،‬ويترتب على هذا االستثناء الوارد على جواز اتفاق األطراف على خالف ما‬
‫ينص عليه قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية فيما يتعلق باالختصاص اإلقليمي ما دام ليس من‬
‫النظام العام‪ -‬وهو االستثناء الذي جاءت به المادة ‪ 40‬بأنه ال يجوز رفع بعض الدعاوى أمام جهات‬
‫قضائية أخرى غير المنصوص عليها في المادة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أنه يعتبر الغيا وعديم األثر‪ ،‬كل شرط يمنع االختصاص اإلقليمي لجهة قضائية غير مختصة إال إذا تم‬
‫بين التجار‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪.45‬‬

‫‪9‬‬
‫وترمي المادة من وراء ذلك أساسا إلى حماية األطراف الضعيفة في العقود السيما في عقود اإلذعان حيث‬
‫يفرض الطرف القوي في العقد شروطا مسبقة بما فيها مسالة انعقاد االختصاص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬

‫الفرع األول‪ :‬القاعدة العامة في االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪:‬‬

‫" يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن له موطن معروف‪ ،‬فيعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها آخر موطن له‪ ،‬وفي حالة اختيار‬
‫موطن‪ ،‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫ومن خالل هذا النص نالحظ أن القاعدة العامة في االختصاص اإلقليمي هي موطن المدعي عليه أو مقامه‬
‫كما يطلق عليه البعض‪ ،‬والموطن معناه المحل الذي يوجد فيه السكن الرئيسي للشخص‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫وجوده يحل محلها مكان اإلقامة العادي‪ ،‬ويعتبر المكان الذي يمارس فيه الشخص تجارة أو حرفة موطنا‬
‫خاصة بالنسبة إلى المعامالت المتعلقة بهذه التجارة أو المهنة وموطن القاصر والمحجور عليه والمفقود و‬
‫الغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا‪.‬‬

‫و ذلك طبقا للمواد‪ 38 ،37 ،36 :‬من القانون المدني‪:‬‬

‫ويتمثل الفرق بين الموطن ومحل اإلقامة في أن األول هو المحل الذي يحتمل فيه إقامة الشخص قانونا (‬
‫الموطن الحكمي )‪ ،‬أما الثاني فهو محل اإلقامة الفعلية‪ ،‬ونظرا الحتمال أن يكون الموطن مختلفا و بعيدا‬
‫عن محل اإلقامة‪ ،‬فمصلحة المدعى عليه تتطلب رفع الدعوى إلى المحكمة التي يقع في دائرتها محل إقامته‪.‬‬

‫مبررات القاعدة‪:‬‬

‫تكاد تجمع تشريعات دول العالم على عقد االختصاص المكاني لمحكمة مقام المدعي عليه كقاعدة عامة‪،‬‬
‫يرجع ذلك إلى أن األصل هو براءة الذمة ومن ثم فعلى من يطالب خصمه بشيء أن يسعى إلى أقرب‬
‫محكمة إليه‪.‬‬

‫ثم إن المدعي هو الذي أخذ زمام المبادرة فرفع الدعوى في الوقت الذي يناسبه هو‪ ،‬فيجب أن يكون هناك‬
‫توازن فال يختار أيضا المحكمة التي تناسبه وهي عادة الواقع في دائرتها مقامه‪ ،‬وإنما تلك التي يقع بها‬
‫مقام المدعى عليه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد كان نص المادة ‪ 8‬الوارد في القانون و التي أوردت استثناءا على ذلك بالنسبة لمجموعة من الطلبات‬
‫تقدم خصيصا أمام الجهات القضائية التي حددتها وقد كان نص م‪ 8‬الوارد في القانون القديم ينص على ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫"يكون االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه بالنسبة للدعاوى الخاصة‬
‫باألموال المنقولة و دعاوى الحقوق الشخصية العقارية‪،‬وكذلك جميع الدعاوى التي لم ينص فيها على‬
‫اختصاص محلي خاص‪ ،‬فإن لم يكن للمدعى عليه موطن معروف يعود الختصاص للجهة القضائية التي‬
‫يقع في دائرتها محل إقامته‪ ،‬و إن لم يكن له محل إقامة معروف‪ ،‬فيكون االختصاص للجهة القضائية الواقع‬
‫بدائرتها أخر موطن له ‪.‬‬

‫غير أنه‪"....‬‬

‫و لقد أخذ المشرع الجزائري بقاعدة اختصاص محكمة موطن المدعى عليه في الحقوق الشخصية و‬
‫العينية على أساس ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬في الحقوق الشخصية تفترض براءة الذمة فال يكون أي شخص مدينا لألخر‪.‬‬

‫‪ -2‬في الحقوق العينية يجب حماية الوضع الظاهر بافتراض شرعيته إلى غاية إثبات العكس‪ ،‬فمن‬
‫يحوز ماال يفترض كونه مالكا له‪.‬‬

‫لذا من الطبيعي عند إرادة نقض إحدى القاعدتين أن يلتزم المدعى بتقديم دليله كقاعدة عامة أمام المحكمة‬
‫التي تقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه إذ ال يعقل أن يستدعي المدعى خصمه إلى موطنه‬
‫ليدافع عن نفسه في دعوة قد يتبين في النهاية عدم تأسيسها فضال عن أنه لو تترك للمدعى حرية اختيار‬
‫المحكمة المختصة يمكن ان يتعسف في ذلك ان كان سيئ النية فيختار محكمة بعيدة جدا عن موطن المدعى‬
‫عليه‪.‬‬

‫و قد ميز المشرع الجزائري بين حالتين في القاعدة العامة موطن المدعى عليه " لالختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫‪ .1‬عند وجود مدعى عليه واحد‪.‬‬

‫‪ .2‬عند تعدد المدعى عليه‪.‬‬

‫فعندما يكون المدعى عليه شخصا واحدا‪ ،‬يتم إعمال القاعدة العامة إذ ترفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع‬
‫في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه وفق المادة ‪.37‬‬

‫أما إذا تعدد المدعى عليهم‪ ،‬فللمدعي االختيار بأن يرفع الدعوى أمام المحكمة الواقع في دائرتها أي منهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المادة ‪:38‬‬

‫" في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ،‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫موطن أحدهم"‪.‬‬

‫و الهدف من تقرير هذه القاعدة هو تفادي رفع قضايا متعددة دون مبرر‪ ،‬و للمدعي الحق في اختيار‬
‫موطن أحد المدعى عليهم وتطبق هذه القاعدة حتى و لو كان أحد المدعى عليهم شخص معنوي‪.‬‬

‫لكن يجب إحترام بعض الشروط‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون هناك أكثر من مدعى عليه واحد ( تعدد المدعى عليهم )‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون الجهة القضائية المرفوع النزاع أمامها مختصة نوعيا للنظر في النزاع المرفوع ضد جميع‬
‫المدعى عليهم ثم أن تكون هذه الجهة مختصة إقليميا بنظر المرفوع ضد أحدهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد الخاصة لالختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫لقد رأينا أن المحكمة المختصة إقليميا هي مبدئيا المحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه ولكن‬
‫أدخل القانون على هذا المبدأ استثناءات كثيرة فبعد أن أخضع بعض المواد لمحكمة غير التي يقع بها موطن‬
‫المدعى عليه أجاز خيار االختصاص في بعض الحاالت ونظرا للتداخل بين االختصاص اإلقليمي والنوعي‬
‫الذي يتميز به تشريعنا فيجب في بعض الحاالت التنسيق بين هذين االختصاصين لتحديد المحكمة المختصة‬
‫محليا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين محكمة محددة‬

‫حددت المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المحكمة المختصة إقليميا للنظر في بعض الدعاوى‬
‫بغض النظر عن موطن المدعى عليه وهذه الدعاوى قد تكون مدنية أو تجارية أو اجتماعية أو متعلقة‬
‫باألحوال الشخصية أو باالستعجال‪.‬‬

‫أ‪ -‬القضايا المدنية‪ :‬فيما يخص الدعاوى العقارية تكون المحكمة التي يقع العقار في دائرة اختصاصها هي‬
‫المختصة كلما تعلق األمر بدعوى عقارية‪.‬‬

‫ب‪ -‬القضايا التجارية‪ :‬في الدعاوى المتعلقة بالشركات بالنسبة لمنازعات الشركاء يرفع الطلب إلى المحكمة‬
‫التي يقع في دائرة اختصاصها المركز الرئيسي للشركة ومادام المشرع لم يحدد نوع الشركة فتطبق القاعدة‬
‫سواء تعلق األمر بشركة تجارية أو مدنية‪.‬‬

‫ت‪ -‬القضايا االجتماعية‪ :‬النزاعات الفردية في العمل والمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ال تطبق‬
‫أمام المحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية قاعدة اختصاص موطن المدعى عليه قد يكون موطن صاحب‬
‫‪12‬‬
‫العمل أو صاحب األجرة بعيدا عن مكان العمل والمحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية أنشئت لتطبق‬
‫على المتقاضين العادات المتداولة محليا في المهنة وهذا االهتمام هو الذي دفع المشرع إلى إقرار قواعد‬
‫خاصة طرأت عليها بعض التعديالت فيها بعد‪.‬‬

‫ث‪ -‬قضايا األحوال الشخصية‪ :‬في دعاوى الطالق ترفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مسكن الزوجية‪ .‬وفي دعاوى الحضانة تختص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان‬
‫ممارسة الحضانة وأما الدعاوى المتعلقة بالنفقة فيجب أن يرفع الطلب أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها موطن أو مسكن الدائن بقيمة النفقة‪ .‬وفي مواد الميراث يرفع الطلب أمام المحكمة التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها مكان التركة‪.‬‬

‫ج‪ -‬القضايا المستعجلة‪ :‬تخفيف قواعد االختصاص المحلي في مواد االستعجال للحصول على أمر‬
‫استعجالي من المفروض أن ترفع القضية لرئيس المحكمة التي يكون مختصا محليا للفصل في موضوع‬
‫اإلشكال ولكن باعتبار ضرورة تدخل القاضي بصفة مستعجلة فإن المشرع أقر قواعد خاصة إذا أوجب‬
‫رفع الدعوى أمام المحكمة الواقعة في دائرة اختصاصها (مكان الشكل التنفيذي) أو (التدبير المطلوب)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خيار االختصاص‬

‫أجاز المشرع للمدعي في بعض المواد أن يختار بين محكمتين أو أكثر عند تقديم طلبه وهذا الخيار قد‬
‫يكون على محكمتين بمعنى أنه يمكن للمدعي أن يرفع طلبه أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫موطن المدعى عليه وإما أمام محكمة أخرى كما قد يكون هذا االختيار متعددا أي يكون االختصاص‬
‫المحلي موزعا على أكثر من محكمتين وفي بعض الحاالت االستثنائية قد يكون االختصاص وطني يجيز‬
‫رفع الدعوى أمام أي محكمة من محاكم الجزائر‪.‬‬

‫أ‪ -‬الحاالت التي تختص فيها محكمتين مختلفتين‪:‬‬

‫‪-‬الدعاوى المختلطة‪ :‬يجوز في مثل هذا النوع من الدعاوى أن يرفع الطلب إما إلى المحكمة التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه أو مسكنه وإما أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫مقر األموال‪.‬‬

‫‪-‬دعاوى تعويض الضرر الناشئ من جريمة‪ :‬إذا كانت متعلقة بتعويض الضرر الناشئ من جناية أو جنحة‬
‫أو مخالفة‪ ،‬يجوز أن يرفع الطلب إما إلى محكمة موطن المدعى عليه وإما أمام الجهة القضائية التي وقع‬
‫في دائرة اختصاصها الفعل الضار‪ .‬في حالة اختيار الموطن فإن المحكمة المختصة إقليميا إلى جانب‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه هي الجهة القضائية للموطن المختار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ -‬الحاالت التي تختص فيها عدة محاكم ‪:‬‬

‫تختص عدة محاكم في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ،‬المنازعات المتعلقة بالتوريدات واألشغال وأجور العمال‬
‫أو الصناع‪ ،‬الدعاوى التجارية‪ ،‬الدعوى المرفوعة ضد شركة‪.‬‬

‫ت‪ -‬القضايا التي تختص فيها أي محكمة من المحاكم ‪:‬‬

‫إذا لم يكن للمدعى عليه موطن أو مسكن في الجزائر يجوز رفع الدعوى أمام المحكمة التي يختارها المدعي‬
‫وتطبق هذه القاعدة خاصة في المنازعات المتعلقة بتنفيذ العقود التي أبرمها أجنبي في بلد أجنبي مع جزائري‬
‫أو المنازعات الناشئة عن تنفيذ التزامات تعاقد عليها جزائري في بلد أجنبي‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن من الحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين هو حق اللجوء إلى القضاء و ضمانا لحسن سير العدالة و‬

‫لتقريب العدالة من المتقاضين أقر المشرع مبدأ التقاضي على درجات ( اختصاص نوعي ) و هذا يؤدي‬

‫إلى تحديد درجة المحكمة المختصة ( محكمة‪ ،‬مجلس قضائي‪ ،‬محكمة عليا ) و أقر تعدد المحاكم ذات‬

‫الدرجة الواحدة مما يؤدي إلى وضع قواعد تبين أية محكمة من محاكم الدرجة الواحدة تختص بالفصل في‬

‫النزاع و هذا كله يؤدي إلى نتيجة حتمية و هي األهمية البالغة للقواعد التي تبين نصيب كل محكمة من‬

‫المنازعات نوعيا أو إقليميا‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like