Professional Documents
Culture Documents
9.عرض شساعة المداخيل وإشكالية مردودية الرسوم المحلية (نسخة محينة) PDF
9.عرض شساعة المداخيل وإشكالية مردودية الرسوم المحلية (نسخة محينة) PDF
2021-2022
مقدمة:
تبنى المغرب منذ االستقالل خيار الالمركزية ،فأصبح دورها يتزايد يوما بعد آخر في
البناء الديمقراطي العام للدولة ،فقيام هذه األخيرة بإسناد جزء من مهامها ذات الطابع
المحلي لهيئات ترابية يتطلب تمكينها من موارد مالية ،والتي تتفرع بين موارد ذاتية
وغير ذاتية.
ولقد عرف النظام الجبائي المحلي منذ حصول المغرب على االستقالل وإلى يومنا
هذا ،ثالثة محطات إصالحية مهمة ،بحيث ثم اعتماد أول إصالح سنة ،1962وذلك
من خالل صدور التشريع الخاص باألداءات والرسوم البلدية ،والثاني سنة 1989
بموجب القانون رقم 130.89الذي تمخض عن توصيات القانون اإلطار لسنة 1984
الذي جاء إلصالح هندسة جبايات الدولة ومن بين توصياته إصالح الجبايات المحلية،
ثم إصالح ثالث تم اعتماده سنة ،2007وتمثل هذا اإلصالح في صدور القانون رقم
247.06المتعلق بالجبايات المحلية والذي جاء معه القانون رقم 39.073إلى حين تم
إصدار القانون 407.20الذي عدل وتمم القانون 47.06سنة ,2020فضال عن
صدور القانون اإلطار 5 69.19الناتج عن توصيات المناظرة الوطنية لسنة ،2019
إلى جانب توصيات تقرير 6للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي .2020-2019
- 1ظهير شريف رقم 1.89.187صادر في 21من ربيع االخر 21( 1410نوفمبر )1989بتنفيذ القانون رقم 30.89يحدد بموجبه
نظام للضرائب المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها الجريدة الرسمية عدد 4023بتاريخ ،1989-12-06الصفحة .1573
- 2القانون رقم 47,06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1,07.195بتاريخ 19من ذي القعدة
30( 1428نوفمبر )2007الجريدة الرسمية عدد 5583بتاريخ 22ذو القعدة3( 1428ديسمبر ،)2007ص .3734
- 3ظهير شريف رقم 1.07.2007صادر في 16من ذي الحجة 27( 1428ديسمبر)2007بتنفيذ القانون 39.07بسن أحكام انتقالية فيما
يتعلق ببعض الرسوم والحقوق والمساهمات واألتاوى المستحقة لفائدة الجماعات المحلية.
- 4القانون 07.20غير وتمم القانون 47.06الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.20.91بتاريخ 16جمادى األولى
31(1442ديسمبر)2020الجريدة الرسمية عدد ، 6948ص.8632
- 5ظهير شريف رقم 1.21.86صادر في 15من ذي الحجة 26( 1442يوليو ))2021بتنفيذ القانون -اإلطار 69.19الصادر بالجريدة
الرسمية السنة العاشرة بعد المائة -عدد .7007
- 6تقرير المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي 2019و 2020حول أنشطة المجلس ،الجريدة الرسمية عدد 7073مكرر 11شعبان
14( 1443مارس .) 2022
1
وألجل هذا الغرض ترتكز الجماعات على شساعة المداخيل کجهاز جبائي جماعي
يتكلف بتدبير الجباية المحلية ،وبذلك فإن دورها يتلخص في تحقيق المردودية
للجماعات ،من هذا المنطلق تمثل شساعة المداخيل الجماعية الجهاز اإلداري المسؤول
عن تحصيل مختلف الضرائب والواجبات المستحقة نقدا لصالح الجماعات المحلية،
فهي المصلحة األكثر أهمية وحساسية في الهياكل داخل تسيير الجماعات المحلية
ومحركها الذي يقوم بتدبير ماليتها خاصة على مستوى تنفيذ المداخيل ،أي أنها مصلحة
إدارية تقنية تقوم بالعمليات التقنية والحسابية الخاصة بالمداخيل عبر استخالص الرسوم
المحلية و الحقوق والواجبات المحلية المنظمة بموجب القوانين المعمول بها .7
وقـد كـانـت شساعة المداخيل قبـل سـنة 1976تسمى باســم مكتـب الجبايـات البلدية،
ثم أ طلق عليها بعد ذلك اسم وكالة المداخيل التي كانت منظمـة ضـمن قسم تنميـة
المـوارد الماليـة ،إلى أن أصبحت منذ سنة 2010شساعة المداخيل وذلك بموجب
المرسوم 441.09.02المتعلـق بسـن نظـام للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية
ومجموعاتهـا ،8كما حافظ مرسوم 2017هو الخر على نفس التسمية .9
تختص شساعة المداخيل بتنفيذ القوانين الجبائية من حيث تصفية المادة الجبائية
ومراقبتها وتحصيلها .واتخاذ جميع التدابير واإلجراءات التي تراها مناسبة لحماية
ديون الجماعة ،وفي هذا السياق تضطلع بمهام التحصيل الفوري لمختلف الرسوم
والحقوق والواجبات المنصوص عليها في القانون رقم 47.06المتعلق بالجبايات
المحلية ،وكذا الرسوم الواردة في القانون رقم 39.07الذي يحيل إلى القانون رقم
30.89المتعلق بالجبايات المحلية وذلك من أجل االستمرار في استخالص بعض
الحقوق والمساهمات واألتاوى التي ليست لها صبغة جبائية الواردة فيه على الرغم من
نسخ باقي مواده بالقانون رقم 47.06السالف الذكر.10
- 7محمد المودن ،تأهيل شساعة المداخيل الجماعية مدخل لتطوير اإلدارة الجبائية المحلية ،مقالة منشورة بمجلة القانون المغربي ،عدد 33
دجنبر.2016
- 8الجريدة الرسمية عدد 5811الصادرة بتاريخ 23صفر 8(1431فبراير ،)2010ص.400
- 9مرسوم رقم 2.17.451صادر في 4ربيع األول 23( 1439نوفمبر )2017بسن نظام عام للمحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات
التعاون بين الجماعات الجريدة الرسمية عدد ،6626ص .6787
- 10محمد المودن ،تأهيل شساعة المداخيل الجماعية مدخل لتطوير اإلدارة الجبائية المحلية ،م س ،ص.11
2
-شساعة المداخيل :المشرع لم يعطي تعريف واضحا لشساعة المداخيل ،اكتفى فقط
باإلشارة للمقصود من اإلدارة الجبائية في القانون 47.06بكونها تنقسم لكل من
المصالح التابع ة إلدارة الضرائب بالنسبة للرسم المهني ،والمصالح التابعة للخزينة
العامة بالنسبة لرسم السكن ورسم الخدمات الجماعية وكذا المصالح الجبائية التابعة
للجماعات الترابية بالنسبة لباقي الرسوم.
وعموما يمكن تعريف شساعة المداخيل بكونها المسطرة الخاصة باستخالص مداخيل
ا لجماعة أو المؤسسة العمومية المحلية التابعة لها هذه المداخيل ال يمكن إخضاعها
للمساطر القانونية العادية للتحصيل نظرا لطبيعتها ولصفتها غير التوقعية واالستعجالية
أو لطبيعة استعمالها التجاري والمحلي.11
-شسيع المداخيل :يعتبر الشسيع إطار إداري مكلف باإلشراف على تنظيم وتسيير
الشساعة ،يعين بقرار ،وكان في ظل مرسوم 2010يعتبر محاسبا عموميا إال أنه
وبصدور مرسوم 2017تم تعديل هذا المقتضى ولم ينص صراحة على كونه محاسبا
عموميا.
-الرسوم :هي المبالغ التي يدفعه الفرد في كل مرة تؤدى إليه خدمة معينة تعود عليه
بنفع خاص ينطوي في نفس الوقت على نفع عام.
إشكالية الموضوع:
سنحاول في هذا الموضوع رصد ومعرفة واقع شساعة المداخيل القانوني والتدبيري
وتأثيره على مردودية الجبايات المحلية.
❖ إلى أي حد استطاعت شساعة المداخيل تحقيق مردودية الرسوم المحلية ؟
تتفرع عن هاته اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية:
- 11محمد المودن ،تأهيل شساعة المداخيل الجماعية مدخل لتطوير اإلدارة الجبائية المحلية ،م س ،ص.2
3
فرضية العمل:
لمناقشة هذا الموضوع البد من وضع فرضية للعمل والتي يمكن إيجازها في كون
شساعة المداخيل رغم المجهودات واإلصالحات المتعاقبة إال أنها لم تستطيع تحقيق
مردودية الرسوم ألسباب داخلية بصفة خاصة وكذا أسباب خارجية بصفة عامة.
المناهج المعتمدة:
في محاولتنا لإلجابة عن موضوع البحث وفق الشكل األكاديمي المتعارف عليه قمنا
بتوظيف مجموعة من المناهج األساسية و هي كالتالي:
✓ المنهج الوظيفي :من خالل إظهار دور ووظيفة شساعة المداخيل .
✓ المنهج التحليلي :الذي مكننا باإلحاطة بمختلف الجوانب القانونية للموضوع.
التصميم المعتمد:
لإلجابة عن اإلشكالية اعتمدنا التصميم التالي:
➢ المبحث األول :واقع شساعة المداخيل
➢ المبحث الثاني :سبل تطوير شساعة المداخيل
4
المبحث األول :واقع شساعة المداخيل
سنتطرق في هذا المبحث لدراسة اختصاصات شساعة المداخيل وإستخالص
الرسوم في (المطلب األول) ،لننتقل لدراسة اإلكراهات التي تعيق عمل الشساعة
والشسيع ،خصوصا منه شسيع المداخيل ،وأثار هذه اإلكراهات على مردودية الرسوم
المحلية في (المطلب الثاني).
المطلب األول :اختصاصات شساعة المداخيل في استخالص الرسوم
تتكلف شساعة المداخيل بصفتها مصلحة جبائية جماعية باستخالص المداخيل
الجبائية ،وبالتالي تنمية الموارد المالية للجماعات المحلية في أفق السعي نحو تغطية
حاجيات اإلنفاق الجماعي ،ولتحقيق هذا الغرض تباشر الشساعة عمليات تحصيل
الحقوق النقدية والرسوم اإلقرارية (الفقرة األولى) ،وتعتبر عملية التحصيل هذه مادية
كونها تهتم بنقل األموال إلى صندوق اإلدارة الجبائية ،فالتحصيل يعني طريقة إخراج
األموال الضريبية من الملزم إلى صندوق اإلدارة الضريبية ،ومن هنا سنحاول الوقوف
عند طرق وأساليب التحصيل الجبري (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :شساعة المداخيل جهاز للتحصيل واإلثبات
تباشر شساعة المداخيل عملية تحصيل مستحقات الجماعات المحلية من األداءات
النقدية ،وموازاة مع عملية التحصيل المباشر تشرف كذلك على إعداد أوامر المداخيل،
وهي بذلك تعد استثناء من القاعدة التي تقضي بالفصل بين مهام األمر بالصرف ومهام
المحاسب العمومي ( ،)1كما أضاف القانون الجبائي الجديد لشساعة المداخيل مهمة
استخالص الرسوم االقرارية (.)2
.1دور شساعة المداخيل في تحصيل المداخيل المقبوضة نقدا :
إن عبارة المداخيل المقبوضة نقدا ""les recettes exigibles au comptant
يقصد بها تلك الرسوم والحقوق والوجبات التي تستخلص من قبل شسيع المداخيل على
وجه السرعة دون تتبع اإلجراءات التي يسلكها عادة القابض ،ويتعلق األمر برسوم
طلبية 12حيث ينتقل أعوان التحصيل التابعين لمصلحة شساعة المداخيل إلى الملزمين
قصد قبض مبالغها ،أما فيما يتعلق بالمحصوالت التي تتم على الفور ،فإنه ال يسمح بها
- 12المهدي بنمير " :الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب " ،سلسلة الالمركزية والجماعات المحلية ،المطبعة والوراقة الوطنية،
مراكش ، 1994ص .117
5
إال في حالة ما إذا كان الوعاء الذي فرضت عليه الضريبة أو الرسم قصير المدة ،إذ
يتحتم آنذاك القيام بتحصيلها فورا ،وذلك قبل زوال الوعاء الذي ترتبت عنه ،مثل الرسم
المفروض على البيع في أسواق البيع بالجملة أو أسواق السمك ،والرسوم المقبوضة في
األسواق وأماكن البيع العامة والرسوم المفروضة على الذبح في المجازر .فشساعة
المداخيل تكون بذلك استثناء لمسطرة تنفيذ المداخيل الجماعية.
.2تحصيل الرسوم اإلقرارية :
إن كانت شساعة المداخيل وفق النظام الجبائي القديم ( )30.89تقوم باستخالص
الرسوم التي تدفع فورا ،فالقانون الجديد للجبايات المحلية ( )47.06طبقا للمادة 127
أضاف إلى استخالص الحقوق النقدية العمل على استخالص الرسوم اإلقرارية بناء
على إقرارات الملزمين ،وبالتالي تتولى شساعة المداخيل إعداد الوثائق اإلقرارية.
-إعداد الوثائق اإلقرارية :
يرتكز التحصيل الجيد للمواد الجبائية المحلية على المعرفة التامة والدقيقة بالمادة
الضريبية من لدن شساعة المداخيل ،ومن هنا جاء اإلقرار لتجاوز كل هذا ،وذلك من
خالل تقديم الملزم الجبائي إلى مصالح اإلدارة الجبائية تصريحا بالمادة أو الشيء -ماال
او عمال -الذي يفرض عليه الرسم المحلي،13عن طريق تعبئته لنموذج مهيأ وفق بيانات
دقيقة ومضبوطة لتمكين اإلدارة الجبائية من معرفة المادة الخاضعة للرسوم المحلية
14
بكل دقة.
ويتخذ اإلقرار عدة صيغ ،فإما أن يكون مكتوبا ،صريحا أو ضمنيا وال يقتصر على
المعني باألمر مباشرة ،بل يطال غير المعني ( إقرار شخص آخر نيابة عن الملزم ).15
وقد اعتمد القانون 47.06الخاص بالجبايات المحلية على طريقة اإلقرار في تحصيل
الضرائب والرسوم ،ليس فقط من أجل إعداد األوامر بالمداخيل قبل مباشرة عملية
التحصيل كما هو الشأن في الرسم على محل او محالت بيع المشروبات بيع ،أو أثناء
- 13جواد الكبيري" :وكالة المداخيل الجماعية وتحصيل الجبايات المحلية نموذج الجماعة الحضرية بزاكورة" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر،
كلية الحقوق سطات ،السنة الجامعية ،2009-2008ص.52
- 14اد ريوش سفيان والصابري رشيدة ":تصحيح األساس الضريبي ،دراسة مقارنة" ،الطبعة األولى ،مطبعة دار القلم ،الرباط،2002 ،
ص.17
- 15أحمد حضراني" :النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي و المقارن" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية،
سلسلة مؤلفات جامعية ،العدد ،22س .2001ص.27
6
المراجعة أو تصحيح اإلقرار ،بل االعتماد عليها مباشرة (ودونما أوامر المداخيل ) كما
16
هو الحال في جبائية الرسم العقاري.
وقد نص القانون الجبائي 47.06على العديد من الرسوم االقرارية على اختالفها
وتمايز نوعيتها ،األمر الذي تطلب من المصالح التابعة لشساعة المداخيل العامل على
إعداد النماذج كي تكون عند حسن ظن الملزم ،وقد كلفها هذا العمل جهدا مضاعفا نظرا
لما تتطلبه هذه اإلقرارات من أمور تقنية تتعلق بكل الحيثيات التي تهم الملزم ،ويعتبر
هذا األخير سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا الوحيد الذي يملك صالحية تعبئة
اإلقرار ،بينما اإلدارة مطالبة بإعداده حتى يكون رهن إشارة من يهمه األمر ،وبناء
عليه يتسنى لها تحديد مبلغ الرسم الذي يجب استخالصه إال أن الجانب التقني الذي
يتميز به يطرح صعوبات على الملزمين بحكم أن أغلبيتهم يجهلون حيثياته ،إضافة إلى
عدم استيعاب إجراءاته في ظل إعالم محلي وتكوين جبائي ،وكذلك بالنسبة لإلدارة
الجبائية التي ال تملك الوسائل الكفيلة من محتوياته.
الفقرة الثانية :تقنيات التحصيل الجبائي والمحلي
نص المشرع المغربي على أنماط وأساليب التحصيل التي تعتبر سندات أو أموال
وقيم بالنسبة لشساعة المداخيل وأداة إبراء بالنسبة للملزم حيث يمكن االحتجاج بها عند
الضرورة ،كما أن طبيعة مهام المنوطة بشسيع المداخيل والتي تكتسي طابعا ماليا
محضا تتطلب منه أيضا مسك سجالت محاسبية سواء من طرفه أو من طرف أعوانه،
وذلك من أجل تحسين مأمورية الجهات المكلفة بالمراقبة ( ،)1كما يستلزم التحصيل
الجبائي المحلي السليم إتباع العديد من اإلجراءات التي نصت عليها مدونة تحصيل
الديون العمومية (.17)2
.1أساليب التحصيل الفورية والوثائق المحاسبية :
تشمل أساليب التحصيل الفورية الرسوم واألداءات التي يتطلب تحصيلها وتتبعها
والوقوف عليها في عين المكان ،إذ يمكن أن تختفي وتضيع إذا لم يتم تحصيلها في نفس
مكان وزمان الواقعة المنشئة وتتمثل هذه الطرق في المقتضيات والتذاكر والتصويرات
(أ) ،كما سنتطرق إلى مسك السجالت المحاسبية بنوعيها الرئيسية والثانوية (ب).
- 16نعيمة أمويني " :القابض الجماعي و محدودية الرقابة المحاسبية على تنفيذ ميزانية الجماعة الحضرية " ،أطروحة لنيل الدكتوراه في
القانون العام ،كلية الحقوق ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية ،2004-2003ص.63
- 17الصادر بتنفيذه بموجب الظهير الشريف رقم 1-00-175الصادر في 3ماي ،2000ج .ر .عدد .4800
7
أ -طرق التحصيل الفورية :
نص المشرع على أنماط عديدة للتحصيل ،تعتبر بمثابة سندات أو أموال وقيم بالنسبة
لإلدارة الجبائية ،وأداة إلثبات اإلبراء بالنسبة للملزم ،ويمكن االحتجاج بها عند
الضرورة ،وتتمثل هذه الطرق واألنماط في التذاكر والتصويرات.
▪ التذاكر)Les tickets( :
تعتبر التذاكر مجموعة من األوراق ذات حجم صغير مجتمعة في دفتر له أرومات
بحيث تكون مرقمة يتم اقتطاع كل تذكرة على حدة من قبل العون المستخلص بحضور
الطرف الدافع ،ومن المفروض أن تتضمن التذكرة المعلومات األتية:18
اسم المدينة. ✓
تعريف الرسم. ✓
مبلغ الرسم الواجب استخالصه. ✓
رقم مسجل بالتذكرة وفي نفس الوقت مسجل باألرومة. ✓
وعليه فإن هذه العملية يقوم بها المكلف بطبع التذاكر الذي يتم اختياره من طرف
اإلدارة الوصية طبقا للشروط القانونية المنصوص عليها في هذا القانون.
وتحمل التذاكر أنواعا مغايرة حسب قيمتها ونوعية الرسم تفاديا لكل خلط وتسهيال
لعمل المحصلين ،وتختلف التذاكر من حيث السعر إذ نجد تذاكر خاصة لسوق الخضر،
وتذاكر سوق المواد الغذائية ،ويقوم العون المكلف باالستخالص بتصنيف مختلف هذه
التذاكر حسب نوع الرسم المراد تأديته.
وتكون جميع التذاكر موضوع طلبات يتقدم بها شسيع المداخيل إلى القابض الجماعي
بعد أن يؤشر عليها األمر بالصرف ويجب أن ال تتجاوز كل كمية مطلوبة حاجيات
الوكالة لمدة شهرين،19و لتتبع حركة التذاكر و تداولها ،يمسك الشسيع سجلين مختلفين
هما:
✓ السجل األول ويخص تداول التذاكر بينه وبين القابض ،ويبين فيه الكميات التي
تسلمها منه والمبالغ التي دفعها الى الصندوق وما بقي لديه.
- 18بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش " :النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون ،"47.06الطبعة األولى ،2008ص.148
- 19عبد الهادي افريجة" :تسيير ومراقبة وكالة المداخيل الجماعة الحضرية أنفا نموذجا" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون
العام ،كلية الحقوق الدار البيضاء ،السنة الجامعية ،97-96ص.322
8
✓ السجل الثاني ويخص تداول التذاكر بين شسيع المداخيل و أنواعه.
إن الدقة في هذه العمليات بين الشسيع والقابض ،من جهة ،وبين الشسيع وأعوانه من
جهة أخرى ،تجعل شسيع المداخيل في وضعية تمكنه من تفادي الوقوع في أخطاء
متعلقة بضبط حركات التذاكر.20
▪ التصويرات)Les vignettes( :
التصويرات هي مطبوعات مربعة صغيرة الحجم ذات لون أخضر ،تشبه الطوابع
البريدية يتم االستخالص بواسطتها وتؤدى أثناء الحصول على الخدمات االتية:
طلب نسخ لعقد االزدياد.
تصحيح اإلمضاءات.
المصادقة على النسخ المصورة.
يعتبر القابض المسؤول عن تزويد الشساعة بما تحتاجه من التصويرات ،وذلك بعد أن
يوجه شسيع المداخيل إلى القابض الجماعي طلبا يوضح فيه حاجيات شساعة المداخيل،
على أن ال يتعدى العدد المطلوب حاجيات الجماعة لمدة شهرين .21
و كيفما كانت الوسيلة المتبعة في قبض األداءات ،وحسب ما تقتضيه سالمة السير
العادي للشساعة ،يلتزم شسيع المداخيل بمسك المحاسبة والسجالت لعمليات تتبع حركة
القيم بينه وبين األعوان المكلفين بالتحصيل ،وكذا بينه وبين القابض الجماعي ،حتى يتم
ضبط عمليات االستخالص وتسهيل عملية المراقبة.
ب -مسك السجالت المحاسبية :
إن الهدف من وجوب مسك السجالت المحاسبية من طرف شسيع المداخيل وأعوانه،
التأكد من معرفة عملياته المحاسبية الجارية ،لكي تسهل مراقبتها من طرف الجهات
المعنية بذلك ،وتنقسم هذه السجالت إلى سجالت محاسبية رئيسية وسجالت محاسبية
ثانوية.
▪ السجالت المحاسبية الرئيسية.
- 20نعيمة أمويني " :القابض الجماعي و محدودية الرقابة المحاسبية على تنفيذ ميزانية الجماعة الحضرية " ،مرجع سابق ،ص .124
- 21بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش " :النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون ،"47.06مرجع سابق ،ص .154
9
تعتبر هذه السجالت بمثابة السجل الجامع للعمليات المالية التي يقوم بها شسيع
المداخيل ،وبالتالي تمثل أيضا المرجع األساسي الذي يرتكز عليه مراقبو المالية المحلية
في كل تحقيق وتفتيش ،وتشمل السجالت المحاسبية الرئيسية السجالت التية:
✓ سجل حركات التذاكر.
✓ سجل حركات المقتطعات.
✓ سجل الحساب الجاري للقابض.
✓ سجل الحساب الجاري للمحصلين.
✓ سجل الصندوق.
▪ السجالت المحاسبية الثانوية:
إضافة إلى السجالت المحاسبية الرئيسية السابق ذكرها ،يلتزم شسيع المداخيل أيضا
بمسك سجالت أخرى ثانوية ،ورغم اعتبارها سجالت ثانوية فهي تلعب دورا مهما في
تسيير شساعة المداخيل الجماعية.
سجل مداخيل المحجز. ✓
سجل حقوق الطريق. ✓
سجل بيع المشروبات. ✓
سجل األمالك الجماعية. ✓
10
تباشر اإلدارة الجبائية المحلية عملية التحصيل الودي بإخبار جميع الملزمين بالرسوم
المحلية ،وذلك بواسطة إشعارات بالرسم تستدعيهم فيها ألداء المبالغ المدينين بها 22أي
أن المحاسب المكلف بالتحصيل يرسل إشعارا للمدين يتضمن بيان نوع الدين والمبلغ
الواجب أداؤه وتاريخي اإلصدار واالستحقاق ،وتستحق الديون العمومية غير التي تمت
اإلشارة إليها في المواد 13و14و15من مدونة تحصيل الديون العمومية ،23منذ
انصرام أجل ثالثين يوما من تاريخ إصدارها ،أما فيما يخص الغرامات واإلدانات
النقدية والصوائر والمصاريف القضائية فإنها تستحق بمجرد أن يكتسب قرار اإلدانة
قوة الشيء المقضي به.24
ب -األداء باألقساط :
يمكن للقابض الجماعي القيام بمصارفة مع الملزم الذي يبين عن حسن النية والرغبة
في األداء ،لوال بعض الظروف الخاصة التي تجعله غير قادر على أداء رسومه في
الجال القانونية المحددة ،25وتؤدى هذه الديون العمومية إما نقدا أو بواسطة شيك أو
عن طريق التحويل أو الدفع لفائدة حساب مفتوح باسم المحاسب المكلف بالتحصيل ،أو
بأي وسيلة أخرى لألداء منصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل.26
إال أن استخالص الديون عن طريق الشيك غالبا ما يؤدي إلى خلق بعض اإلشكاليات
المحاسبية ،كحالة التأخير الحاصل في تحويل المبالغ إلى حساب المحاسب ،حيث
يفرض عليه تقييده في حسابات مداخيل شهر إصداره ،حيث ينتج عن تأخير تحويله
لحسابه إدراجه في حساب شهر آخر غير المقيد بالسجالت ،كما أنه في حالة انعدام
الرصيد ،قد يلجأ وكيل الحسابات إلى المساطر الجاري بها العمل والتي أشار إليها
المشرع في الكتاب الثالث من قانون 15.95المتعلق بمدونة التجارة الجديدة ،خاصة
القسم الثالث المتعلق بالشيك في الباب الحادي عشر ،الذي جاء تحت عنوان أحكام عامة
وزجرية وذلك من خالل المادة 316التي جرمت مجموعة من األفعال التي تصدر
- 22بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش " :النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون ،"47.06مرجع سابق ،ص .154
- 23تنص المادة 13من مدونة تحصيل الديون العمومية ":تستحق الضرائب والرسوم المدرجة في الجداول عند انصرام الشهر الثاني
الموالي لشهر الشروع في تحصيلها".
-وتنص المادة 14من مدونة تحصيل الديون العمومية ":تستحق الضرائب والرسوم القابلة لألداء تلقائيا بناء على تصريح ،والحقوق
والرسوم الجمركية ،وحقوق التسجيل والتمبر وكذا الضرائب والرسوم المحلية والديون األخرى لفائدة الجماعات المحية وهيئاتها ،وفق
الشروط المحددة في النصوص او االتفاقات المتعلقة بها".
- 24انظر المواد من 131إلى 139من مدونة تحصيل الديون العمومية.
- 25بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش ":النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون ،"47.06مرجع سابق ،ص .156
- 26المادة 20من مدونة تحصيل الديون العمومية.
11
من الساحب باعتبارها تنطوي على إخالل بالثقة الواجب توافرها في الشيك ،ولهذا فإن
مسؤولية المكلفين بتحصيل الديون العمومية تكون مسؤولية جسيمة.
ت -الشكايات واإللغاءات :
بالنسبة للشيكات وطلبات التخفيض أو اإللغاء التي يتقدم بها الملزمون فيقرر فيها
ويعمل على تنفيذها المرون بالصرف بعد تأشيرة سلطات الوصاية بطلب من الملزمين
باألداء ،أو القابض الجماعي أو تلقائيا عندما يتعلق األمر بتزوير أو استعمال مزدوج
فيما يخص ديون الجماعات المحلية و هيئاتها.27
بالرجوع إلى مقتضيات مدونة تحصيل الديون العمومية ،يكون تحصيل الرسوم
المحلية حبيا خالل الفترة الممتدة بين تاريخ الشروع في التحصيل الجبائي المحلي على
جداول الرسم المحلي وتاريخ استحقاقه.
- 27بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش ":النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون ،"47.06مرجع سابق ،ص .151
12
المطلب الثاني :اكراهات الشساعة وأثارها على مردودية الرسوم المحلية
سنتناول في هذا المطلب إكراهات الممارسة المالية لشساعة المداخيل ،ضمن
(الفقرة األولى) ،على أن نتطرق ألثار اإلكراهات هاته على مردودية الرسوم المحلية
(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :إكراهات الممارسة المالية لشساعة المداخيل
تعـرف شسـاعة المداخيل علـى غـرار بـاقي مكونات اإلدارة الجبائيـة المحليـة
مجموعـة من االكراهـات تحـد مـن قيامهـا بأعمالهـا والمسؤوليات الملقاة على عاتقهـا
وهـذه االكراهـات تحـد مـن قدرتها على تحصيل الواجبات والرسوم في أحسن
الظروف ،فمنها مـا يتعلـق بالجانـب القـانونـي المـنظم للشسـاعة ( ،)1وأخـرى تتعلـق
بالجانـب التنظيمـي الهيكلي (. )2
13
اقتصـار صـالحيات الشــيع على استنفاذ اإلجراءات الحبيـة للتحصيل الجبـائي
المحلي ،دون إمكانيـة لجوئـه إلى اإلكراه البـدنـي فـي مواجهـة المكلفين الممتنعين عن
األداء ،بحيث يكتفي بإعداد أوامـر المـداخيل وتوجيههـا إلى الخـازن المكلف باألداء.
صعوبة ممارسة المحاسب المكلف لمهامـه الرقابية عالقـة بشــيـع المـداخيل،
خصوصا إذا نظرنا إلى كثرة المهام التي يضطلع بها ،ممـا يجـعـل أمـر قيامـه بالتنقـل
فـي إطار المراقبة المكانيـة لـتفحص حسابات و سجالت الشسيع غير متاح دائمـا ،إما
بالنسبة للمراقبـة فـي إطار المـادة 153مـن المرسوم المتعلـق بنظـام محاسبة
الجماعات الترابية ومجموعاتهـا فيشير تقرير المجلس األعلـى للحسابات خضوع فقط
68%من الجماعات لهذا النوع من المراقبة. 28
تبعيـة الشـسـيع لألمر بالصـرف فـي إطار التسلسل اإلداري تجعلـه معرضـا لبعض
الضغوطات التي قد تمـارس عليـه لمحاباة بعـض المـدينين ممـا يـؤثر سلبا على
مردودية النظام الجبائي المحلي.
.2االكراهات التنظيمية :
رغم محاولة القانون 47.06المتعلق بالجبايات المحليـة وضـع تنظيم هيكلـي
لشساعة المداخيل ،وذلك بتقسيمها إلى ثالث مصالح (مصلحة الوعاء ،مصلحة
التحصيل ،مصلحة المراقبة والمنازعات) ،إال انه على المستوى العملـي بقـي بعـض
الشسيعين يجمعون بين مهام إحصاء وحصـر الوعاء الضريبي والتصفية والتحصيل
ومسـك السجالت ،فـي خـرق واضح لمبـدأ الفصل بين مهام األمر بالصرف والمحاسب
العمومي ،29اذ علـى صـعيد 60%مـن الجماعات ال يتم الفصـل بـين مـهـام تحديد
والمصالح األخـرى مثـل الشـرطة اإلداريـة مـمـا يـحـول دون تحيين المعطيات المتعلقة
بالملزمين بـأداء الرسـوم الشـيء الـذي يـؤدي إلى ضـيـاع مـداخيل على خزينـة
الجماعـة الترابية.30
فرغم تعـدد العمليـات التـي تقـوم بـهـا شـسـاعة المـداخيل مـن تحديـد للوعـاء وتصفية
وتحصيل ومسك للسجالت إال أنهـا تفتقر في غالب األحيـان إلى الوسائل الضرورية
لممارسة هذه المهـام مـن مكاتـب مالئمـة ،صناديق حديديـة وأجـهـزة حواسيب
- 28تقرير المجلس األعلى للحسابات حول الجبايات المحلية لسنة 2015ص .54
- 29تقرير المجلس األعلى للحسابات ،مرجع سابق ،ص .53
- 30محمد المودن ،تأهيل شساعة المداخيل الجماعية مدخل لتطوير اإلدارة الجبائية المحلية ،مجلة
القانون المغربي ،عدد ،22دجنبر ،2020ص .62
14
ووسائل تنقـل مـن مراكز التحصيل إلى مقر الشساعة ،31باإلضافة إلى غيـاب أي نـوع
مـن التشجيع للمكلفين بالشساعة نظـرا لهزالـة التعويضـات التـي يتقاضونها ومـا يزيـد
األمر تعقيدا هو غياب التامين عن المخاطر الذي يضمن خـالل مزاولتهم لمهامهم
مسؤوليتهم الشخصية والمالية.
الفقرة الثانية :أثار االكراهات على مردودية الرسوم المحلية
كانت للصعوبات والعوائق التي اعترضت شساعة المداخيل اثارا على عملها و سيرها،
فقد نتج عن عالقات الشساعة باالمر بالصرف والقابض الجماعي اثارا كان لها
انعكاسات على مردودية الشساعة ( ،)1إضافة إلى أن ضعف المردودية المحلية جاءت
نتيجة عدم تخويل الشساعة وسائل الجبر في التحصيل التي نتج عنه تراكم الباقي
استخالصه ( )2مما يؤدي الى غياب العدالة الجبائية ( ،)3والتهرب الضريبي (.)4
.1ضعف التحصيل الجبائي :
يرجع القصور الذي تعرفه اإلمكانيات المالية للجماعات المحلية إلى عدة أسباب منها ما
يتعلق بالقانون الجبائي المحلي ،ومنها ما يعود للوسائل العملية المادية والبشرية
والهيكلية وهامشية شساعة المداخيل نتيجة تعدد المتدخلين ،حيث تبرز محدودية
الشساعة في تحصيل الجبايات المحلية لكونها الجهاز الجماعي المسؤول عن تنفيذ
المداخيل الجماعية .وتنحصر أبرز مظاهر شساعة المداخيل في هذا اإلطار على
مستوى إحصاء الملزمين ،وتقدير األساس الضريبي ،حيث يتميز هذا المجال بنوع من
االرتجالية وعدم المثابرة والبحث في عين المكان عن المكلفين الفعليين ،بحيث يتم غالبا
االعتماد على إحصائيات السنوات الفارطة لربط و تصفية الضرائب والرسوم خالل
32
السنة الجديدة .
باالضافة إلى أن أغلب الموظفين بالشساعة يناسقون نحو توجيهات وأوامر رؤساء
المجالس الجماعية وباقي المستشارين من أجل التغاضي عن بعض المداخيل ،وبالتالي
عدم تحصيلها والتخلي عنها العتبارات شخصية وانتخابية ،إضافة إلى سلوكات بعض
موظفي الشساعة التي تتراوح ما بين عمليات االرتشاء التي يقوم بها الموظفون
الصغار كاألعوان المكلفين بإحصاء الضرائب والرسوم المحلية ،أو السكوت عن خطأ
15
في البيانات أثناء اإلقرارات أو إغفال بعض األوعية محاباة في بعض الملزمين ،33
دون أن نغفل إهمال جانب نوعية الملزم.
.2انعدام وسائل الجبر في التحصيل :
تنص المادة من الميثاق الجماعي الجديد 34على أنه "يجوز للرئيس أن يطلب عند
االقتضاء ،من السلطة اإلدارية المحلية المختصة العمل على استخدام القوة العمومية
طبقا للتشريع المعمول به قصد ضمان احترام قراراته ومقرراته" ،وتفيد هذه المادة
إمكانية استعانة المجلس الجماعي في شخص الرئيس بأعوان السلطة من أجل فرض
احترام قراراته ومن ضمنها مقتضيات القرار الجبائي ،فإصدار القرار بتحصيل
الجبايات المحلية يصطدم أثناء الممارسة بتردد الملزمين على تأدية مستحقات الجماعة،
ويكون تدخل السلطة لزجر المتملصين أمرا مبررا ،وقد قصد المشرع من كل ذلك
إشراك جميع المسؤولين الجماعيين(سلطة محلية-مجلس جماعي) في خدمة التنمية
المحلية ،وتجسيد مرحلة االنتقال من الوصاية إلى التعايش ،ومن ثم يستشف أن عملية
االستخالص مالزمة في غالب األحيان لحضور السلطة العمومية ،إال أنه إذا كانت
الجماعات المحلية تعرف جماعات محلية غيابا لهذا النوع من التنسيق و االلتقائية بين
السلطة المحلية والمجلس الجماعي ،فإن هناك وأخرى خالفا لسابقاتها قد عرفت تعاونا
ما بين هؤالء المسؤولين .بحيث يوضع عون السلطة رهن إشارة شسيع كوسيلة لجبر
المتملصين من أداء الواجبات الجماعية .ومادام هناك انعدام لوسائل الجبر في
التحصيل ،وما دامت" اليد الواحدة ال تصفق" فال يستطيع المجلس الجماعي في ظل
هذه المعطيات تحصيل مجموعة من الرسوم ،مما ينتج عنه عدم استفادة الجماعة من
مداخيل هذه الجبايات إال بشكل ضعيف ،بل قد ال تستغل موارد بعض الجماعات
بالمرة .وقد يتكرس التنافر و انعدام التعاون بين السلطات المنتخبة والسلطات المعينة
من خالل التباعد في مقرات العمل .بحيث ال يتم تجميعها في سقف واحد ،35على غرار
ما يالحظ بالنسبة لمجموعة من الجماعات التي تتضمن في هيكلتها مكتبا للباشا كممثل
للسلطة المحلية ،الذي يتولى وضع القوة العمومية تحت تصرف شسيع المداخيل لفرض
احترام حقوق الجماعة إزاء الخواص .وتمثل هذه اإلشكالية عقبة أمام الجماعات
المحلية في الرفع من المستحقات لفائدة ميزانياتها ،فقد تظل العديد من الرسوم كما سبق
- 33احمد حضراني " النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي و المقارن" ،م س ،ص .412-413
- 34قانون رقم 17.08صادر االمر بتنفيذه الطهير الشريف رقم 1.08.153بتاريخ 18فبراير .2008ج ر عدد .5711
- 35جمال اللمطي الخمسي " :وضعية الموارد الذاتية بالجماعات المحلية نموذج بلدية واد لو" ،م س ،ص.73
16
القول بدون تحصيل ،نظرا لعدم قدرة المجلس الجماعي على إكراه هؤالء المتهربين
من تسديد ديونهم للجماعة .ولتجاوز هذه المعوقات ،عمدت األنظمة اإلدارية المقارنة
على تمكين الجماعات الحضرية من وسيلة إجبار مهمة و المتمثلة في وجود شرطي
بلدي ،36يخضع من حيث وضعيته القانونية إلى الجماعة ،إذ يعتبر بمثابة موظف
جماعي يسهر على تنفيذ مقررات المجلس الجماعي .و مما ال شك فيه أن تبني هذا
النم وذج من قبل الجماعات المحلية المغربية ،سيكون حافزا حقيقيا لها لمباشرة مهامها
بشكل أكثر فعالية .وفي انتظار هذا المبتغى أصبحت الجماعات المحلية مطالبة أكثر من
أي وقت مضى بتبني جميع الوسائل القانونية لضمان استيفاء حقوقها ،و في مقدمتها
الحرص على التنسيق والتعاون مع بغض النظر عن طبيعة الخالفات التي قد تكون
قائمة بينهما ،ألن من شان شعار المصلحة العامة انصهار كل الخالفات وتقريب
المسافات بين السلطتين .بأعوان السلطة كوسيلة إكراه ضد من يرفضون تسديد
واجباتهم بالوسائل الحبية .كما ستترك و ذلك ألهمية االستعانة هذه االستعانة انطباعا
إيجابيا لدى المكلفين باالستخالص ،كما من شأنها أن تولد في نفس الوقت أثرا نفسيا
على الملزمين ذوي النوايا السيئة لكي يلتزموا بالدفع بمحض إرادتهم مستقبال .ومن ثم
يمكن القول إن طبيعة الرسوم كواجبات على المواطنين إزاء الجماعة غالبا ما تفرز
ردود فعل سلب ية ،ال يمكن تجاوزها أو ضبطها إال بوضع قوة عمومية رهن إشارة
الموظف المكلف بالتحصيل.
.3غياب عدالة جبائية :
ينص الدستور المغربي في المادة الخامسه على أن "جميع المغاربة سواء أمام القانون"،
كما جاء في المادة 17أنه " :على الجميع أن يتحمل ،كل على قدر استطاعته التكاليف
العمومية التي للقانون وحده الصالحية الحداثها وتوزيعها حسب اإلجراءات المنصوص
عليها في الدستور" ومن ثم فمفهوم المساواة الجبائية يعتبر أحد المكونات الجوهرية
لمفهوم العدالة التي تنطلق من مراعاة التناسب الدقيق بين حجم دخل المكلف ومقدار ما
يتحمله من عبء ضريبي 37.فباسم العدالة تم إعالن مبدأ مساواة المواطنين أمام
الضريبة ،إال أن غياب العدالة الجبائية ينتج ردود فعل سلبية من طرف الملزمين
كالتملص الضريبي وذلك بسبب إحساسه بعدم شرعية ومصداقية هذه الرسوم في ظل
وجود كثرة االعفاءات الجبائية.
17
.4التهرب الضريبي :
تعتبر ظاهرة التهرب الضريبي إشكالية تعرفها مختلف البلدان سواء المتقدمة أو
المتخلفة ،وهو نوع من التملص أو التخلص من أداء الضريبة أو الرسم ،38كما يعتبر
من أهم وأبرز العوامل المؤدية إلى تفاقم وارتفاع الباقي استخالصه ،فمنذ أن عرفت
النظم السياسية المختلفة نظام الضرائب والرسوم وظاهرة التهرب الضريبي تتزايد
باستمرار ،لكون الضريبة أو الرسم تمثل عبئا إضافيا على كاهل أي مكلف خاصة في
ظل غياب الوعي الجبائي ،وإجماال يمكن التمييز بين شكلين من التهرب الضريبي :
-تهرب ضريبي دون انتهاك القانون الضريبي وهو ما يعرف بالتجنب الضريبي.
-وتهرب ضريبي بانتهاك القانون الضريبي وهو ما يعرف بالغش الضريبي.
.5الباقي استخالصه وآثاره السلبية :
يمكن تعريف الباقي استخالصه ( )Reste a recouvrerبأنه مجموع المبالغ
المالية المستحقة لفائدة الجماعات المحلية وهيئاتها ،والتي لم يتم استيفاؤها في وقتها
المحدد لسبب األسباب ،وتدرج في حسابات فصول الميزانية والحساب اإلداري سنة
بعد أخرى ،كديون عالقة بذمة الملزمين .وبعبارة أخرى هو الفرق بين المبلغ األصلي
للتحمالت المسجلة في حسابات القابض الجماعي والمبلغ الفعلي لالستخالصات خالل
سنة مالية معينة يعتبر الباقي استخالصه المعضلة الكبرى التي تواجه مالية الجماعات
المحلية ،لكونه يؤثر سلبا على التقديرات السنوية للميزانية المحلية ،وعلى برمجة
الفائض التقديري ،ويحرمها من تبني سياسة مالية محلية تدخلية وهادفة .وتتمظهر
انعكاسات الباقي استخالصه على التقديرات السنوية للميزانية في عدم تحصيل المداخيل
المتهرب بها ،مما يتسبب في التخلي عن إنجاز العديد من المشاريع المقررة برسم السنة
المالية المعنية ،وفي أحيان كثيرة قد تتوقف الجماعة عن القيام ببعض النفقات اإلجبارية
كأجور الموظفين والتعويضات المستحقة لهم بسبب ترقياتهم وإجراء النفقات المتعلقة
بالتدبير اليومي لدواليب اإلدارة الجماعية كتسديد دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد
الجبائية المحلية نفقات استهالك الماء والكهرباء والهاتف.
إضافة إلى ما سبق فظاهرة الباقي استخالصه لم تعد إشكالية مالية فقط بل أصبحت
قضية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية تؤثر على حركة التنمية والنمو
- 38يحيى الصافي و آخرون" :الغش الضريبي" ،الهالل العربية للطباعة والنشر ،س .1996ص .18
18
االقتصادي فهي تخلف آثارا سلبية على المجتمع منها - :تفاقم االختالالت االجتماعية
و أهمها البطالة ،فالتغلب على هاته المعضلة يتطلب تحقيق نمو مضطرد في االستثمار
وتنفيذ ذلك يستوجب البحث عن الموارد المالية الالزمة للتمويل - .الركود االقتصادي
يؤدي إلى بروز ظواهر مرضية كالرشوة والزبونية والمماطلة والتهرب الضريبي،
باإلضافة إلى غياب حس المسؤولية تجاه الجماعة وطغيان النظرة السلبية للملزم تجاه
اإلدارة الجبائية المحلية.39
- 39سعيد الفريجي :كتاب "دور وكالة المداخيل في تدبير الجبايات المحلية" ،ص.68
19
المبحث الثاني :سبل تطوير شساعة المداخيل
تتطلب منا دراسة سبل تطوير شساعة المداخيل ،تقسيمه لمطلبين ،نتطرق في أولهم
لتأهيل شساعة المداخيل وتعزيز مبدأ المراقبة (المطلب األول) ،وفي الثاني إصالح
النظام الجبائي المحلي وتعزيز عالقة الشسيع بالخاضع للضريبة المحلية (المطلب
الثاني).
المطلب االول :تأهيل شساعة المداخيل وتعزيز مبدأ المراقبة
إن الرفع من مردودية شساعة المداخيل يتعين العناية بظروف اشتغالها وذلك بدعمها
بتنظيم هيكلي وبوسائل العمل ( الفقرة األولى ) مع تعزيز عنصر الرقابة ( الفقرة
الثانية).
الفقرة االولى :تأهيل شساعة المداخيل
لتنمية القدرات التدبيرية لشساعة المداخيل البد من االهتمام بداية بتنظيمها الهيكلي،
فتنظيم اإلدارة الجبائية يلعب دورا فعاال في ضبط ميكانيزمات التحصيل والرفع من
المردودية وذلك عبر التحديد العقالني للمسؤوليات مع عدم الوقوع في تداخل
االختصاصات بين كل المصالح المعنية بالتحصيل بغية تحقيق المصداقية والشفافية في
40
عمل اإلدارة الجبائية المحلية وتسهيل عمليات المراقبة.
وفي هذا اإلطار ،لقد أكد تقرير المجلس األعلى للحسابات للجبايات المحلية على أن
المبادئ الرئيسية الموجهة لإلصالحات يجب أن تتوخى التبسيط وتحقيق االنسجام
والتركيز أكثر على النجاعة والعدالة والشفافية .ويمر تحديث هذا النظام ،بالضرورة،
عبر بذل مجهود كبير في مجال توضيح الرؤى ،األمر الذي من شأنه تسهيل انخراط
41
الملزمين وتقوية تقبلهم للجبايات المحلية .
وبالرغم من أن القانون 47.06حاول تحديد مصطلح اإلدارة الجبائية المحلية بشكل
محتشم من خالل المادة 167التي أقرت بازدواجية في الهياكل واالختصاصات بين كل
المصالح العمومية ( مديرية الضرائب ) والمصالح الجماعية ،فإنه لم يستطع إعطاء
- 40نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م .س -ص136
- 41تقرير حول الجبايات المحلية ،المجلس األعلى للحسابات ،م ،س ،ص .164
20
هيكل تنظيمي خاص بها ،وذلك من أجل تحديد اختصاصات كل مصلحة على حدى،
42
لكي تتحمل مسؤوليتها في تدبير الجبايات المحلية.
فالتنظيم الهيكلي لشساعة المداخيل يتضمن مصلحة الوعاء الجبائي التي تلعب دورا
رئيسيا في تحقيق انسجام أكبر داخل هذه المصلحة من خالل المبادرات التي تقوم بها
عند التفسير والتأويل واتخاذ المواقف ،والتحكم أكثر في المادة الخاضعة للرسم ،43إلى
جانب هذه المصلحة نجد مصلحة المراقبة والنزاعات التي تسهر على تسوية
المنازعات التي تنشأ بين الملزم و اإلدارة الجبائية حول الرسوم إال أنه ،من الناحية
العملية ال يعقل وجود مصلحة خاصة بالمراقبة والمنازعات ،فهو يطرح أكثر من سؤال
حول اعتبار هذه المصلحة خصما وحكما في نفس الوقت ،وبالتالي يشكل هذا المزج
44
عائقا أساسيا يحد من تطوير عالقة الملزم باإلدارة الجبائية المحلية.
وفي هذا الصدد يوصي المجلس األعلى للحسابات في تقريره بدراسة إمكانية وضع
بنيات مالئمة إلدارة جبائية محلية وفق نموذج يأخذ بعين االعتبار حجم الجماعات
الترابية المعنية وإمكانياتها الجبائية .ومما تجدر اإلشارة إليه أن غياب إدارة جبائية
يشكل في حد ذاته عائقا حقيقيا لفرض وتحصيل الرسوم المحلية بشكل فعال.45
عالوة على ذلك يوصي المجلس أيضا بتدعيم الموارد البشرية والمادية واللوجيستيكية
المخصصة للمديرية العامة للضرائب وكذا تحسين آليات تحفيز شسيعي المداخيل
وتطوير اإلطار القانوني المتعلق بسير وكاالت المداخيل.46
ولتحقيق هذه الغاية ،البد من دعم شساعة المداخيل كذلك بوسائل عمل تليق بصورة
إدارة جبائية محلية حديثة من خالل تزويدها بالتهوية وإنارة جيدة ،مصاعد لتسهيل
الولوج ،وكذا تزويدها بدفاتر مقتطعات صغيرة الحجم ،دون أن ننسى وسائل النقل
47
داخل تراب الجماعة.
- 42نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .137
- 43جواد الصادقي ،أزمة التواصل بين اإلدارة الجبائية المحلية والملزم ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية ،جامعة الحسن الثاني 2008-2007 ،ص .75
- 44سعيد جفري ،جبايات الجماعات المحلية على ضوء القانون ،47.06مطبعة طوب بريس ،الطبعة األولى ،نونبر ،2008
ص .170
- 45تقرير حول الجبايات المحلية ،المجلس األعلى للحسابات ،م ،س ،ص 171
- 46تقرير حول الجبايات المحلية ،المجلس األعلى للحسابات ،م ،س ،ص .172
- 47نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .140-141
21
هذا باإلضافة لضرورة توفير التجهيزات كوسيلة عمل من مكاتب ولوازم مكتبية
وحواسيب ،نظرا لما لها من أهمية في إطار تنزيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد
الذي اتجه نحو رقمنة اإلدارة والذي أكد في نفس السياق على ضرورة تكوين الكفـاءات
بأعـداد كافيـة تكـون قـادرة علـى إنجـاز التحـول الرقمـي وتنفيـذه علـى أرض
48
الواقـع.
وهذا ما أكد عليه كذلك القانون اإلطار 69.19والذي أورد مجموعة من المقتضيات
الرامية إلى ذلك ،من خالل التنصيص في المادة 16على ضرورة حرص الدولة على
مواصلة ورش تحديث ورقمنة خدمات اإلدارة ودعم قدرات الموارد البشرية المكلفة
بالوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والرفع من مستوى مهنيتها .49
إذن ،فما يمكن القول هو أن تعزيز القدرات التدبيرية للجماعات الترابية ذات أهمية
قصوى لنجاح الجهوية المتقدمة .وبالفعل ،فإن تعزيز الموارد البشرية للجهات يعني
تقوية التأطير على المستوى الجهوي ذات أهمية قصوى لنجاح الجهوية المتقدمة.
ولتحقيق هذه الغاية يجب أن تكون احتياجات المهارات والتدريب المستمر والجاذبية
االجتماعية من بين المحاور الرئيسية لسياسة الموارد البشرية على المستوى الترابي.50
الفقرة الثانية :تعزيز مبدأ المراقبة
تعتبر الرقابة على المالية المحلية ذات أهمية قصور ،اعتبارا للتأثير المباشر وغير
المباشر الذي تحدثه على النشاط المالي المحلي .لذلك عمل المشرع المغربي على
حماية المال العام من خالل العديد من الليات ،والتي تشكل أحد الركائز األساسية التي
ينبني عليها صرح الحكامة الجيدة للشأن العام الترابي على الخصوص بكل تجلياته
اإلدارية واالقتصادية والمالية والقضائية والثقافية.
وفي هذا اإلطار ،يخضع شسيع المداخيل من الناحية القانونية ،لرقابة الخـازن
المكلـف المالية والمحاسبية ،أمـا مـن الوجهـة اإلداريـة فهـو يخضـع لسلطة رئيسـه
- 48تقرير النموذج التنموي الجديد ،تحرير الطاقات واستعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم وتحقيق الرفاه للجميع ،أبريل ،2021
ص .136
- 49ظهير شريف رقم 1.21.86صادر في 15من ذي الحجة 26( 1442يوليو )2021بتنفيذ القانون -اإلطار 69.19الصادر بالجريدة
الرسمية السنة العاشرة بعد المائة -عدد .7007
- 50عبد العالي اجناح ،الجبايات الترابية بالمغرب وإشكالية التنمية المحلية ،قراءات متقاطعة في القانون والسياسة واالقتصاد
والمجتمع ،مطبعة تيسير -الدار البيضاء ،العدد األول ،نونبر ،2019ص .74
22
التسلسلي أي المر بالصـرف ،51كمـا يخضـع لرقابـة الهيئات المكلفة بالرقابـة علـى
تـدبير المـال العـام مثل مفتشية وزارة المالية والمجالس الجهوية للحسابات.
وعلى هذا األساس ،فالمراقبة تعتبر ضرورة ملحة للرفع من المردودية وتحسين
األداء اإلداري ،األمر الذي يستدعي ضرورة تعزيز هذه الرقابة وتكتيفها .
وه ذا ما أكد عليه المجلس األعلى للحسابات في تقريره بحيث نجده يدعو إلى ضرورة
تعزيز اهتمام كافة الفاعلين المحليين المعنيين بالمسلسل الجبائي قصد تأمين القيادة
والتتبع الالزمين للعمليات المرتبطة بالوعاء ،وكذا القيام بتكثيف آليات المراقبة و إيالء
أهمية أكبر للمنازعات ذات الصلة في اتجاه الحفاظ على العدالة الجبائية ،خاصة وأن
مجال الجبايات يجب أن يحظى بالعناية التي يستحقها في تراتبية االختصاصات
الموكولة للجماعات الترابية.52
كما أكدت المادة 16كذلك من القانون اإلطار 69.19على ضرورة دعم الموارد
البشرية والمادية المكلفة بالمراقبة.
وما ينبغي اإلشارة إليه في هذا الصدد ،هو ضرورة تعزيز كل من الرقابة الداخلية
وكذا الخارجية تحقيقا للمردودية :
-الرقابة الداخلية:
تتجلى الرقابة الداخلية في مراقبة سلطة عليا للشساعة عن طريق اإلشراف والفحص
والمراجعة ،وعلى أساسها تستطيع السلطة العليا التعرف على كيفية سير العمل والتأكد
من استخدام األموال العامة في األغراض المخصصة لها وحماية األموال العامة من
53
الهدر واإلسراف.
كما تمكن الرقابة الفعالة من الحد من الهدر الذي تعرفه الجبايات المحلية ،وبالتالي
الرفع من مستوى مردودية الرسوم ،وتتحقق هذه الرقابة من خالل وضع منظومة من
المساطر البسيطة والوسائل وإجراءات األمان القادرة على االرتقاء والتقييم.
بناء على هذا يجب التأكيد على ضرورة تضافر الجهود بين جميع األطراف المعنية
بتنفيذ الميزانية خاصة الجزء األول المتعلق بالمداخيل ،حيث يجب على كل واحد
- 51نعيمة امويني ،القابض واشكالية الرقابة على تنفيذ الميزانية الجماعية بالمغرب ،م ،س ،ص .113
- 52تقرير المجلس األعلى للحسابات حول الجبايات المحلية -م ,س ،ص .171
- 53جواد الكبيري ،وكالة المداخيل الجماعية وتحصيل الجبايات المحلية :نموذج الجماعة الحضرية لزاكورة ،م ،س ،ص .118
23
انطالقا من مركزه أن يعمل على تعزيز المراقبة الداخلية باعتبارها وسيلة للرفع من
اإلنتاجية من جهة وتحسين صورة اإلدارة الجبائية المحلية من جهة أخرى ،وهو مطلب
لن يتحقق إال بخلق جو من التعاون بين جل الفاعلين سواء تعلق األمر بالمنتخبون
54
المحليون أو الكاتب العام إضافة للموارد البشرية العامة بشساعة المداخيل.
-الرقابة الخارجية:
عند الحديث على الرقابة الخارجية فهنا استحضار بالضرورة كل من مراقبة وزارة
الداخلية ومراقبة الوزارة المكلفة بالمالية وكذا المجالس الجهوية للحسابات.
✓ مراقبة وزارة الداخلية:
ففي ما يخص هذه المراقبة البد من ضرورة استمرار ممارستها للسهر على تطبيق
القانون وحماية الصالح العام.
✓ مراقبة الوزارة المكلفة بالمالية:
يتعين على القابض الجماعي تكثيف الزيارات التفقدية ذات الصبغة الفجائية التي ال
تترك لشسيع المداخيل وأعوان التحصيل الفرصة إلخفاء الخروقات المرتكبة من لدنهم،
وهنا من شأنه أن يطبع عمل شساعة المداخيل بالفعالية والنجاعة.
✓ تعزيز دور المجالس الجهوية للحسابات:
يقوم كل مجلس جهوي داخل نفوذه الترابي بمراقبة تسيير الجماعات المحلية وهيئاتها
والمؤسسات العمومية التابعة لوصاية تلك الجماعات وكذا ضبط حساباتها ،كما يمارس
مهمة قضائية في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية بالنسبة تكل موظف
أو دون تابع للجماعات المحلية وهيئاتها وعموما تقوم المجالس الجهوية للحسابات بمهام
ادارية وقضائية إال أن ما نود اإلشارة إليه هو ضرورة خروج تفعيل المجالس للصرامة
الالزمة لحماية المال العام.55
فالرقابة إذن تعد ذات أهمية بالغة في الرفع من مردودية رسوم الجماعات الترابية
والحد من هدر األموال العمومية والحد كذلك من إشكالية الباقي استخالصه بحيث أكد
المجلس األعلى للحسابات في تقريره على ضرورة تدعيم عمليات تحصيل الرسوم
- 54نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .142
- 55نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .143
24
المحلية ،خاصة من خالل الحد من إشكالية الباقي استخالصه التي تستنفد جزء مهما من
الموارد البشرية والمادية لإلدارة على حساب االستخالص العادي برسم إصدارات
السنة الجارية .ومن ثم ،يتعين القيام بتقييم دقيق وشامل في هذا اإلطار من أجل رصد
المبالغ غير ممكنة التحصيل واتخاذ القرار بشأن قبول إلغاء الديون غير القابلة
56
للتحصيل المترتبة عن ذلك.
المطلب الثاني :إصالح النظام الجبائي المحلي وتعزيز عالقة الشسيع بالخاضع
للضريبة
ان تحسين دور الجهاز الجبائي المحلي المتمثل أساسا في الشسيع او الشساعة،
خصوصا منها شسيع المداخيل ،الرتباطه بموضوعنا ،يستوجب بداية إصالح النظام
الجبائي على ضوء المادة 9و 10من القانون اإلطار (الفقرة األولى) .تم تكريس
وتجويد العالقة القائمة بين شسيع المداخيل والخاضع للضريبة المحلية (الفقرة الثانية)،
وهو ما سيساعد في تكريس الثقافة الجبائية المحلية سعيا لتكريس الثقافة الجبائية
الوطنية – إذ األصل أن مسلسل اإلصالح الجبائي ال يمكن أن يتحقق ما دمنا نوجه
السياسات الجبائية بشكل عمودي من األعلى لألسفل وهو عكس ما يجب أن يقام –.
الفقرة األولى :إصالح النظام الجبائي على ضوء المادة 9و 10من القانون اإلطار
وعيا ً منه بأهمية جبايات الجماعات الترابية ،وبدورها األساسي في التنمية المحلية،
نص القانون اإلطار رقم 69.1957على أن تتم مراجعة القواعد المتعلقة بجبايات
الجماعات الترابية أي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية،
وذلك لكي تتالءم مع أحكام الضرائب الموضوعة لفائدة الدولة السيما من خالل
مراجعة قواعد التحصيل والمراقبة ،وتحديث مساطر المنازعات واستمرار إقرار
الخدمات اإللكترونية.
نظرا لطبيعتها الخاصة ،فإنه سيتم وضع تدابير جديدة تهم جبايات الجماعات الترابية
وذلك من خالل مراجعة النصوص القانونية المنظمة للجبايات المحلية ،السيما القانون
رقم 47.06المتعلق بجبايات الجماعات المحلية كما تم تغييره بمقتضى القانون رقم
،07.20وذلك لوضع نمط حكامة مناسب للجماعات الترابية عن طريق ترشيد
- 56تقرير المجلس األعلى للحسابات حول الجبايات المحلية -م ،س ،ص .171
- 57ظهير شريف رقم 1.21.86صادر في 15من ذي الحجة 26( 1442يوليو )2021بتنفيذ القانون -اإلطار ،69.19م ،س.
25
وتوضيح وعاء وأسعار جبايات الجماعات الترابية وتنظيمها من أجل القيام بدورها في
التنمية المحلية.
الفقرة الثانية :تجويد العالقة بين شساعة المداخيل والخاضع للضريبة المحلية
تعتبر العالقة بين كل من الشسيع والخاضع للضريبة المحلية الحلقة الثانية من مسلسل
اإلصالح الواجب التطبيق لدعم دور شساعة المداخيل والشسيع وتعزيز مكانته ،فهاته
العالقة التي ال شك من دونها ال يمكن الحديث أساسا عن أي دور لجهاز الشساعة معه.
وهي أي العالقة هاته في واقع األمر يجب ان يحكمها جو من الثقة ،ذلك أنه من ناحية،
اإلصالح الحقيقي للنظام الجبائي المحلي يبدأ بتوفير أجواء الثقة بين الملزمين واإلدارة
الجبائية ،58ومن ناحية أخرى يجب أن يسود هذه العالقة دافع الواجب األخالقي _في
نظرنا الخاص_ ،على اعتبار أنه ومن دون واجب يحرك الملزم بالضريبة المحلية
للتصريح بإقراراته الضريبية من جهة ،وواجب أخالقي في التفاني في العمل من قبل
الشسيع بشكل خاص واإلدارة العامل بها بشكل عام .فبدون كل ما سبق ذكره ال يحتمل
تحقق المرجو من وراء تجويد العالقة بين الشسيع والخاضع للضريبة .كما ال يسوغ
تحققه دون إشراك الملزم في عملية الفرض الجبائي حتى يساهم الكل في خدمة
جماعته ،وهو ما يتطلب ضرورة انفتاح اإلدارة الجبائية هاته _أي شسيع المداخيل_
على ملزميها بالتواصل معهم وضمان حقوقهم وتقديم المساعدة واالستشارة لهم ،59من
منطلق أن الملزم يعد المعني النهائي بالجباية المحلية ،ليس فقط بإعتباره الممول
القانوني للجباية المحلية وموضوعها ،بل باعتباره الهدف المفترض من استعمالها.60
وعليه فمن الضروري:
-أوال وبداية ،خلق نوع من الحوار الجبائي ،أي خلق حلقة التواصل بين اإلدارة
الجبائية في شخص الشسيع وبين الملزم أو الخاضع الضريبي المحلي ،لتجاوز
أزمة التنافر القائمة بين اإلدارة الجبائية المحلية والملزم.61
-ثم وثانيا اشراك الملزم في عملية الفرض الضريبي ،حيت يجب خلق خلية
االستقبال داخل مصلحة شساعة المداخيل الجماعية يشرف عليها موظفون
يتوفرون على تكوين عالي وعلى كفاءة عالية وملمين بإختصاصات مختلف
- 58اليوسي عبد هللا ،ظاهرة التهرب الضريبي بين المقترب القانوني والسوسيولوجي ،م ،س ،ص.99
- 59نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص.150
- 60بشرى الزيدي ،النظام الجبائي المحلي الجديد ،م ،س ،ص.84
- 61سناء حمرالراس ،وكالة المداخيل الجماعية قسم تنمية الموارد المالية للدار البيضاء كنموذج ،م ،س ،ص.74
26
مصالح الشساعة ويتصفون باللباقة وحسن التعامل ،تكون مهمتهم توجيه
الملزمين تفاديا لكل خطاء أو تضييع للوقت .ويجب على هذه الخلية أن تخلق
جوا من الحوار والتفاوض لحل أية مشاكل قد تعيق عملية الفرض
الضريبي .62ويجدر القول هنا أن احتفاظ المشرع المغربي في القانون رقم
47.06المتعلق بالجبايات المحلية على تقنية اإلقرار تشكل أبرز سمات
إشراك اإلدارة للملزم في عملية الفرض الضريبي.63
-ثالثا من شأن التواصل والحوار الجبائي ذاك أن يساهم في إرساء الثقافة
الجبائية لدى الخاضع للضريبة المحلية ،فال يمكن إنكار ضعف الفهم
واالستيعاب بالشكل السليم للنصوص القانونية الجبائية محليا أو حتى وطنيا
لدى المواطن ،وقيمة أي نص قانوني في مجال الضريبة ال يمكن أن تكون له
أية فعالية ما دام الموجه إليهم ال يتوفرون على الوسائل والشروط التي تمكنهم
من فهمه واستيعابه كما قلنا بالشكل السليم.64
عموما ال يمكن أن يتم هذا التواصل والتثقيف في المجال الضريبي المحلي ،بمعزل
عن استخدام وسائل االعالم ،وعمل حمالت تحسسية للتعريف بأهمية الضريبة عموما
والجباية المحلية خصوصا سواء للفئة الصغرى أي األطفال لترسيخ الثقافة الجبائية
لديهم في المراحل الدراسية األولى ،65أو حتى للفئات العمرية األخرى الشابة مثال
وذلك من خالل إستعمال وسائل التواصل االجتماعي على اعتبارها أداة لها دور مهم
اليوم في إيصال المعلومة وترسيخها في عقل المتلقي .مع ضرورة التفكير في إصدار
ميثاق للملزم المحلي يتسم بالدقة والوضوح في تعريفه بحقوقه وواجباته.
- 62نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .151
- 63أنظر نوال رامي ،دور وكالة المداخيل في تنمية الموارد الجبائية المحلية ،م ،س ،ص .151و بشرى الزيدي ،النظام الجبائي المحلي
الجديد ،م ،س ،ص .88-87
- 64سناء حمرالراس ،وكالة المداخيل الجماعية قسم تنمية الموارد المالية للدار البيضاء كنموذج ،م ،س ،ص.76
- 65بشرى الزيدي ،النظام الجبائي المحلي الجديد ،م ،س ،ص.86
27
خاتمة:
إن الحديث عن شساعة المداخيل الجماعية ،كجهاز يعتبر القلب النابض لعمل
الجماعات ،إذ تقوم بمجموعة من المهام المالية على مستوى التحصيل الجبائي ،يعطي
االنطباع بوجود سلطة جبائية جماعية على األقل على مستوى التحصيل ،لكن واقع
األمر ال يعكس ذلك بالنظر لما تعاني منه من إكراهات تنظيمية وقانونية وبشرية
ولوجيستيكية تحد من تطوير اإلدارة الجبائية المحلية ،إلى جانب تعدد األجهزة المتدخلة
في الجبايات المحلية وهو ما يطرح سؤال عريض حول نية المشرع المغربي تجاه
اإلدارة الجبائية المحلية ،هل يريد إدارة ضريبية محلية أم مجموعة من اإلدارات تدبر
الضرائب المحلية ؟
وأمام هذه الوضعية ،أصبح من الالزم التفكير في حلول لتجاوز مختلف هاته
اإلكراهات .ومن هذا المنطلق تبدو راهنية تأهيل وتحديث شساعة المداخيل كمطلب
أساسي وضروري ،لكونه السبيل الوحيد لتطويرها وتنمية مداخيلها ،ومن ثم تحسين
مداخيل الجماعة وتعزيز استقاللها المالي ،ويقتضي مطلب التأهيل القيام بإصالح يشمل
النواحي القانونية واإلدارية والمالية المحاسباتية.
وتحتاج شساعة المداخيل لتحقيق دورها في الرفع من مردودية الجباية المحلية ،إلى
مراجعة الوضعية القانونية للعناصر البشرية وتوفير العدد الكافي منها كما ونوعا ،وإلى
وسائل مادية كافية تروم تحسين ظروف العمل وتوفير الحوافز المادية والمعنوية
ومعايير التأمين والسالمة ،إضافة إلى إقحام التكنولوجيا الحديثة في التسيير
واالستخالص ،مع وضع دليل للمساطر ،يسمح بولوجه إلكترونيا ،يحدد اختصاصات
شسيع المداخيل وحدود تدخله مع توضيح العالقة التي تربطه مع كل من رئيس المجلس
الجماعي والخازن المكلف باألداء .وإن التفاعل بين هذه العناصر وتلك الوسائل لمن
شأنه أن يساعد على تنظيم هذا الجهاز تنظيما محكما يؤدي به إلى سير أمثل يتالءم مع
وظيفته اإلدارية والمالية.
28
المراجع :
الكتب :
المهدي بنمير " :الجماعات المحلية و الممارسة المالية بالمغرب " ،سلسلة -
الالمركزية والجماعات المحلية ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش .1994
ادريوش سفيان والصابري رشيدة " :تصحيح األساس الضريبي ،دراسة -
مقارنة" ،الطبعة األولى ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،س .2002
بلقاسم بوطيب ،كريم الحرش " :النظام الجبائي المحلي على ضوء القانون -
،"47.06الطبعة األولى .2008
يحيى الصافي وآخرون" :الغش الضريبي" ،الهالل العربية للطباعة والنشر، -
س .1996
سعيد جفري ،جبايات الجماعات المحلية على ضوء القانون ،47.06مطبعة -
طوب بريس ،الطبعة األولى ،نونبر .2008
نعيمة أمويني " :القابض الجماعي و محدودية الرقابة المحاسبية على تنفيذ -
ميزانية الجماعة الحضرية " ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية
الحقوق ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية .2004-2003
حميد أبوالس ،تدبير الموارد البشرية نموذج اإلدارة الجماعية ،أطروحة لنيل -
الدكتورة ،كلية الحقوق أكدال بالرباط ،س .2003
البوسي عبد هللا " :ظاهرة التهرب الضريبي بين المقترب القانوني -
والسوسيولوجي .رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام،
كلية الحقوق الرباط ،السنة الجامعية .2002-2003
عبد الهادي افريجة " :تسيير ومراقبة وكالة المداخيل الجماعة الحضرية أنفا -
نموذجا" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ،كلية الحقوق
الدار البيضاء ،السنة الجامعية .97-96
عالل بوركبة ،الموارد الجبائية المستخلصة مباشرة من طرف الجماعات -
الحضرية والقروية بالمغرب ،رسالة لنيل شهادة الدراسات العليا في القانون
العام ،كلية الحقوق الدار البيضاء ،س .2002
29
إبراهيم بنزيت ،الجباية المحلية من الجماعة إلى الجهة ،رسالة لنيل دبلوم -
الدراسات العليا في القانون العام ،كلية الحقوق بالدار البيضاء ،س-1997
.1998
جمال اللمطي الخمسي ،في رسالته لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون -
العام ،في موضع وضعية الموارد الذاتية بالجماعات المحلية :نموذج بلدية
وادي لو ،كلية الحقوق الرباط ،سنة .2002
جواد الكبيري" :وكالة المداخيل الجماعية وتحصيل الجبايات المحلية نموذج -
الجماعة الحضرية بزاك ورة" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،كلية الحقوق سطات،
السنة الجامعية .2009-2008
جواد الصادقي ،أزمة التواصل بين اإلدارة الجبائية المحلية والملزم ،رسالة -
لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية المحمدية ،جامعة الحسن الثاني ،س .2008-2007
سناء حمرالراس ،وكالة المداخيل الجماعية قسم تنمية الموارد المالية للدار -
البيضاء كنموذج ،رسالة قدمت لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالمحمدية ،س .2008-2007
بشرى الزيدي ،النظام الجبائي المحلي الجديد ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في -
القانون العام ،بكلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية بالمحمدية،
س.2012-2011
المجالت والمقاالت:
30
-محمد المودن ،تأهيل شساعة المداخيل الجماعية مدخل لتطوير اإلدارة الجبائية
المحلية ،مقالة منشورة بمجلة القانون المغربي ،عدد 33دجنبر.2016
ظهير شريف رقم 1.89.187صادر في 21من ربيع االخر 21( 1410 -
نوفمبر )1989بتنفيذ القانون رقم 30.89يحدد بموجبه نظام للضرائب
المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها الجريدة الرسمية عدد 4023بتاريخ
.1989-12-06
ظهير شريف رقم 1.07.2007صادر في 16من ذي الحجة 27( 1428 -
ديسمبر )2007بتنفيذ القانون 39.07بسن أحكام انتقالية فيما يتعلق ببعض
الرسوم والحقوق والمساهمات واألتاوى المستحقة لفائدة الجماعات المحلية.
ظهير شريف رقم 1.21.86صادر في 15من ذي الحجة 26( 1442 -
يوليو ))2021بتنفيذ القانون -اإلطار 69.19الصادر بالجريدة الرسمية
السنة العاشرة بعد المائة -عدد .7007
القانون رقم 47.06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذه -
الظهير الشريف رقم 1.07.195بتاريخ 19من ذي القعدة 30( 1428
نوفمبر )2007الجريدة الرسمية عدد 5583بتاريخ 22ذو القعدة 1428
(3ديسمبر.)2007
القانون 07.20غير وتمم القانون 47.06الصادر بتنفيذه الظهير الشريف -
رقم 1.20.91بتاريخ 16جمادى األولى 31( 1442ديسمبر)2020
الجريدة الرسمية عدد .6948
قانون رقم 17.08الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.08.153بتاريخ -
18فبراير .2008ج ر عدد .5711
القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية الصادر بشأن -
تنفيذه ظهير شريف رقم 1.00.175صادر في 28من محرم 3 ( 1421
ماي .)2000بالجريدة الرسمية عدد ،4800بتاريخ 28صفر ( 1421فاتح
يونيو .)2000
31
-المرسوم 441.09.02المتعلـق بسـن نظـام للمحاسبة العمومية للجماعات
المحلية ومجموعاتها ،صادر بالجريدة الرسمية عدد 5811الصادرة بتاريخ
23صفر 8( 1431فبراير .)2010
-مرسوم رقم 2.17.451صادر في 4ربيع األول 23( 1439نوفمبر
)2017بسن نظام عام للمحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بين
الجماعات الجريدة الرسمية عدد .6626
تقارير:
-تقرير النموذج التنموي الجديد ،تحرير الطاقات واستعادة الثقة لتسريع وثيرة
التقدم وتحقيق الرفاه للجميع ،أبريل .2021
-تقرير المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي 2019و ،2020الجريدة
الرسمية عدد 7073مكرر 11شعبان 14( 1443مارس .) 2022
-تقرير المجلس األعلى للحسابات حول الجبايات المحلية لسنة .2015
32
الفهرس :
33