You are on page 1of 30

‫التصميم ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار التشريعي للمنافسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬قانون المنافسة والمبادئ التي يقوم عليها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف قانون المنافسة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المبادئ التي يقوم عليها قانون المنافسة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور مجلس المنافسة في حماية هذا المبدأ‬

‫الفرع األول ‪ :‬تكوين مجلس المنافسة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬دور مجلس المنافسة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام المجلس‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تجليات المنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫المطلب األول الضمانات التنظيمية للمنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫الفرع األول ‪ :‬المبادئ المقررة إلبرام الصفقات العمومية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طرق إبرام الصفقات العمومية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬

‫الفرع األول ‪ :‬طبيعة المساطر االستثنائية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أثار المساطر االستثنائية على المنافسة‬

‫خاتمة‬
‫الضمانات القانونية‬
‫لمبدأ المنافسة‬
‫في الصفقات العمومية‪9‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ما من ريب في أن المنافسة كثقافة تلزم إشاعتها كمبدأ من المبادئ االقتصادية ‪،‬أصبحت‬
‫توجها عاما في كل الميادين ولعل ذلك هو مرده مدى االهتمام الذي جعل كل من المشرع‬
‫والقضاء يسعى لتكريس المنافسة الشريفة والنزيهة ما بين مختلف الفاعلين االقتصاديين في‬
‫إطار التقدم لنيل الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫لقد عمل المشرع على استصدار ترسانة قانونية شملت مجمل جوانب المنافسة من القانون‬
‫العام الى القانون الخاص ‪ ،‬هدفها هو تأطير النظام التنافسي في عالقة المقاوالت أو‬
‫األشخاص المتنافسة‪ ،‬وخصوصا مؤازرة النظام التنافسي على مستوى مراسيم الصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬وتكمن تجلياته في الوثيقة األسمى اال وهي الدستور الذي خصص في بعض‬
‫فصوله الحديث عن المنافسة الشريفة وضمانها كحق دستوري ‪.‬ثم من خالل التنصيص عليه‬
‫في القوانين المتعاقبة أخرها مرسوم المتعلق بالصفقات العمومية الصادر سنة ‪ .2013‬ثم‬
‫يأتي قانون حرية األسعار والمنافسة الذي يعتبر بمثابة التأصيل التشريعي للمنافسة ‪ ،‬في‬
‫عالقته بمدونة الصفقات العمومية التي تعتبر مجرد مراسيم تتطلب التفعيل واالنسجام مع‬
‫القانون‬

‫وبالتالي من خالل تناولنا لهذا الموضوع ‪ -‬الضمانات القانونية لمبدأ المنافسة في الصفقات‬
‫العمومية‪ -‬ارتأينا التركيز على‪:‬‬
‫ما هي أهم القوانين التي نصت على هذا المبدأ ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو دور الذي يلعبه قانون حرية األسعار المنافسة في تنظيم و تأصيل المنافسة ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو دور مجلس المنافسة كآلية من آليات المجسدة لهذا المبدأ والتي تضمن له‬ ‫‪-‬‬
‫الحماية؟‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار التشريعي للمنافسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬قانون المنافسة والمبادئ التي يقوم عليها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف قانون المنافسة‬

‫عموما فإن نظام حرية األسعار و المنافسة يؤطر‪ 9‬لنظام اقتصادي‪ 9‬يقتضي انعدام أي شكل من أشكال‬

‫التدخل من طرف‪ 9‬الدولة في مجال تحديد الحرية الصناعية و التجارية إال أن تعريفه بشكل دقيق ظلت‬

‫تعتريه صعوبات نظرا لإلشكاليات المحيطة به من تعدد و تنوع في األهداف و المجاالت ’ وبالرغم من‬

‫ذلك فقد حاول بعض الفقهاء في سبيل تعريفه أن يميزوا بين مفهومين ‪.‬‬

‫‪ _1‬مفهوم ضيق ‪ .‬هو مجموعة القواعد التي تهدف إلى منع الممارسات المقيدة للعبة المنافسة كاالتفاقات‬

‫أو االستغالل التعسفي للوضع المهيمن‪.‬‬

‫‪ _2‬مفهوم واسع ‪ .‬ويعني‪ 9‬مجموعة القواعد القانونية التي تتولى‪ 9‬تنظيم المنافسة بين الشركاء االقتصاديين‬

‫بشأن البحث والحفاظ على الزبناء ‪.‬والمالحظ من خالل المفهومين أنهما يتحدان في المنطق باإلضافة إلى‬

‫انه يشكل اليوم مصدر‪ 9‬اهتمام الحتوائه على مواضيع تمس الفرد بشكل مباشر ‪.‬‬

‫والهدف‪ 9‬هو السهر على تكافؤ الفرص ما بين جميع الفاعلين ‪.‬و بالرجوع إلى المشرع المغربي نالحظ‬

‫انه قد نظم المنافسة منذ ‪ 1989‬و قد تعاقبت بعد ذلك صيغ عدة ‪ ،‬توجت بمرسوم‪ 20 9‬مارس ‪2013‬‬

‫المتعلق بالصفقات العمومية والذي ينص في مادته األولى في الباب األول على المبادئ التالية ‪:‬‬

‫حرية الولوج الى الصفقات العمومية‬ ‫‪-‬‬

‫المساواة في التعامل مع المتنافسين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشفافية في اختيار صاحب المشروع‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ضمان حقوق المتنافسين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل هذه المبادئ يتبن أن المشرع المغربي فتح المجال لألشخاص الطبيعية والمعنوية الذين تتحقق‬

‫فيهم الشروط المطلوبة للتقدم بعروضهم امام الهيئات المؤهلة قانونيا إلبرام الصفقات العمومية ‪.‬بمعنى أن‬

‫تقف المصلحة المتعاقدة موقفا حياديا إزاء المتنافسين وال يمنحها القانون الحرية في إستخدام‪ 9‬سلطتها‬

‫التقديرية لتقرير الفئات التي تدعوها وتلك التي تستبعدها‪.1 9‬‬

‫وهذا فإن قانون المنافسة هو مجموعة من القواعد التي تحكم تصرفات‪ 9‬الفاعلين في إطار المنافسة‬

‫االقتصادية وكما رأينا فهو‪ 9‬ال يتوجه الى األشخاص الخاضعين للقانون الخاص بقدر ما يتوجه إلى اإلدارة‬

‫ليلزمها باحترام‪ 9‬مجموعة من قواعد المنافسة الخاصة بها والخاضعة للقانون اإلداري‪ ، 9‬كما أنه أيضا‬

‫يمنعها من عرقلة المنافسة بين المقاوالت ويحاول تضييق‪ 9‬هامش المصلحة العامة التي تتدخل باسمها‬

‫السلطات العمومية ‪.‬إذ أن قانون المنافسة أصبح يشكل رافدا‪ 9‬مهما من روافد المشروعية سيمكن القاضي‬

‫من بسط رقابته كل ما رأى ذلك ضروري‪.‬األمر‪ 9‬الذي يدعونا لمعرفة أهم المبادئ والقواعد التي ينطوي‬

‫عليها هذا القانون ؟‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المبادئ التي يقوم عليها قانون المنافسة‬

‫إن قانون حرية األسعار المنافسة – كما سبقت اإلشارة – يسعى للشفافية واإلنصاف داخل عالم‬

‫األعمال ‪ ،‬لذلك فهو يجسد حرية المنافسة عبر مجموعة من المبادئ والتقنيات ‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبدأ حرية األسعار‬

‫أصبح المبدأ السائد هو حصر آليات تحديد أسعار السلع والمنتجات‪ 9‬والخدمات في المنافسة الحرة إذ أن‬

‫السوق‪ 9‬فقط هو الذي يتحكم في تحديد األسعار ‪ ،‬من دون أي تدخل من طرف الدولة ‪ .‬وهذا ما كرسه‬

‫المشرع المغربي‪ 9‬من خالل المادة ‪ 2‬من القانون ‪ . 104.12‬كما نصت المادة ‪ 3‬من نفس المرسوم "‬

‫‪ 1‬بحث لنيل الدبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام "تطبيقات مبدأ المنافسة في اختيار المتعاقد مع اإلدارة في القانون المغربي‬
‫والموريتاني – الصفقات العمومية نموذجا‪ ."9-‬من إعداد الطالب محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006.2007‬‬
‫يمكن ‪ ،‬فيما يتعلق بالقطاعات أو المناطق‪ 9‬الجغرافية التي تكون فيها المنافسة باألسعار محدودة إما بسبب‬

‫حاالت احتكار قانوني وإما بفعل دعم اإلدارة لبعض القطاعات أو المواد عند اإلنتاج او التسويق‪ 9‬أو بفعل‬

‫صعوبات‪ 9‬دائمة في التموين وإما نتيجة أحكام تشريعية أو تنظيمية ‪ ،‬أن تنظم األسعار‪ 9‬من لدن اإلدارة بعد‬

‫استشارة مجلس المنافسة "‪ .‬وتحدد كيفية تنظيم هذه األسعار‪ 9‬بنص تنظيمي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫إن مبدأ الشفافية في ولوج األسعار ستمكن جميع الفاعلين االقتصاديين من االضطالع‪ 9‬والدراية بمجمل‬

‫الشروط‪ 9‬واألساليب المتبعة من قبل منافسيهم أو المتعاملين معهم وقد راعى المشرع ذلك عندما ألزم‬

‫المتنافسين‪ 9‬بوضع‪ 9‬جداول األسعار‪ 9‬في متناول كل معني وكذا إصدار فواتير‪ 9‬عن األعمال التي قيم بها‬

‫وهو ما نصت عليه المادة ‪61‬من قانون ‪.104.12‬‬

‫وهكذا فإن الشفافية في دخول االسواق‪ 9‬في غاية األهمية نظرا للدور‪ 9‬الذي تلعبه في إضعاف البنيات التي‬

‫تسيء إلى عملية التنافس من تراض وتركيز اقتصادي‪ 9‬واستغالل للنفوذ ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مبدأ منع الممارسات المنافية أو المقيدة للمنافسة‬

‫يقوم هذا المبدأ على حظر كل الممارسات‪ 9‬التي من شأنها أن تؤثر في المسار التنافسي‪ 9‬سواء تعلق األمر‬

‫باالتفاقات التي يمكن أن تبرم بين المقاوالت بهدف منع أو تقييد المنافسة ‪ 1‬أو باإلستغالل التعسفي‬

‫لوضع مهيمن لمنشأة معينة ‪ 2‬وأخيرا الممارسات المقيدة للمنافسة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬االتفاقيات المنافية لقواعد المنافسة ‪:‬‬

‫لقد حدد المشرع المغربي هذه االتفاقات والتي هي عبارة عن كل التواطؤات‪ 9‬التي تعرقل سير المنافسة‬

‫مهما كانت صورتها مباشرة كانت أم ضمنية ‪.‬‬


‫هكذا فقد نص المشرع المغربي في المادة ‪ 6‬فب الفقرة األولى من قانون ‪ 104.12‬على أنه "تحضر‬

‫األعمال المدبرة أو االتفاقيات أو اإلتفاقات أو التحالفات الصريحة أو الضمنية كيف ما كان شكلها وأي‬

‫كان سببها ‪ ،‬عندما يكون الغرض منها أو يمكن أن تترتب عليها عرقلة المنافسة أو الحد منها أو تحريف‬

‫سيرها في سوق ما ‪"...‬‬

‫‪ 2‬اإلستغالل التعسفي‬

‫لقد أستقر مجلس المنافسة في تقاريره السنوية على تحديد مفهوم اإلستغالل التعسفي في القيام بممارسات‬

‫تهدف أو يمكن أن تترتب عنها إقصاء المتنافسين أو منع ولوج مقاوالت خديدة الى السوق المهيمن عليه‬

‫أو بالقيام بتصرفات يصعب على أي مقاولة أن تقوم بها دون أن تتعرض مصلحتها في السوق للمخاطر‬

‫وهو ما حظره المشرع المغربي في المادة ‪ 7‬من قانون ‪. 104.12‬‬

‫‪ 3‬الممارسات المقيدة للمنافسة ‪:‬‬

‫بخالف الممارسات المنافية التي قد تبطل المنافسة فإن الممارسات‪ 9‬المقيدة ال تؤدي‪ 9‬الى إبطالها وإنما‬

‫تقليصها ‪ ،‬كنعدام الشفافية في العالقات التجارية واستخدام‪ 9‬المعايير التمييزية فيما بين الفاعلين أو التعتيم‬

‫في عالقة المقاوالت مع المستهلكين ‪...‬كل هذه المسلكيات تشكل خطرا كبيرا على المنافسة لذلك فهي‬

‫ممارسات‪ 9‬ممنوعة يلزم تفاديها ‪ .‬المادة ‪ 61‬القسم ‪.6‬‬

‫إذا كانت هذه هي المبادئ التي تحكم المنافسة ؟ فما هي األليات المجسدة لها ؟‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور مجلس المنافسة في حماية مبدأ المنافسة‬

‫إن وضع قانون لحرية المنافسة واألسعار كما رأينا من األهمية بمكان ‪ ،‬في إطار شفافية المعامالت‬

‫اإلقتصادية وكذا تقوية حرية المبادرات الخاصة لكن كل هذه األهمية ستبقى رهينة لمستوى ووسائل‪9‬‬
‫التطبيق‪ 9‬مما يقتضي بالضرورة إحداث هيئة مستقلة تناط بها مهمة السهر على احترام سير المنافسة في‬

‫كافة المستويات ‪.‬‬

‫لعل هذا ما جعل المشرع ينص على إنشاء مجلس المنافسة يقوم بأدوار مهمة إنطالقا من اإلختصاصات‪9‬‬

‫الممنوحة له وكذا عملية البحث واإلحالة التي يقوم بها كل ما اقتضى االمر ذلك ‪ ،‬سعيا وراء تحقيق‬

‫المنافسة الشريفة وتحقيق العدالة ‪.‬‬

‫وهذا ما يجرنا الى معرفة أكثر عن هذه المؤسسة من خالل اإلحاطة ب تشكيلتها ثم المهام المنوطة بها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تكوين مجلس المنافسة‬

‫طبقا للفصل ‪ 166‬من الدستور‪ 9‬يعتبر مجلس المنافسة هيأة مستقلة مكلفة ن في اطار تنظيم منافسة حرة‬

‫ومشروعة بضمان الشفافية والغنصاف‪ 9‬في العالقات االقتصادية ‪ ،‬خاصة من خالل تحليل وضبط‬

‫وضعية المنافسة في االسواق ‪ ،‬ومراقبة الممارسات المنافية لها والممارسات التجارية الغير مشروعة‬

‫وعمليات التركيز االقتصادي‪ 9‬واالحتكار‪. 9‬ويتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‬

‫وحسب المادة الثانية من قانون ‪ 20.13‬يتم إحداث مجلس المنافسة ويتمتع بسلطة تقريرية في ميدان‬

‫محاربة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة ومراقبة عمليات التركيز‪ 9‬االقتصادي‪ 9‬كما هي معروفة في‬

‫القانون المتعلق بحرية االسعار والمنافسة ‪ .‬كما له أيضا إبداء أرائه بشأن طلبات اإلستشارة وإصدار‪9‬‬

‫دراسات بشأن المناخ العام للمنافسة ‪.‬‬

‫ويتألف‪ 9‬هذا المجلس من ‪:‬‬

‫رئيس يعين بطهير شريف‪ 9‬لمدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 12‬عضوا يتم تعيينهم بمرسوم‪ ، 9‬عضوان من القضاة نائبان للرئيس ‪ 4 .‬أعضاء يختارون‬ ‫‪-‬‬

‫بالنظر‪ 9‬الى كفائتهم في الميدان االقتصادي‪ 9‬أو المنافسة ‪،‬أحدهم نائب للرئيس ‪ .‬عضوان يختاران‬
‫بالنظر‪ 9‬الى كفائتهما في المجال القانوني‪ ،‬أحدهما نائب للرئيس ‪ 3 .‬أعضاء المزاولون نشاطهم‬

‫في قطاعات اإلنتاج أو التوزيع‪ 9‬أو الخدمات ‪.‬عضو ‪ 1‬يختار بالنظر إلى كفائته في ميدان حماية‬

‫المستهلك(م‪ 9‬من ‪20.13‬ق) ‪.‬‬

‫وبالتالي‪ 9‬تكون هذه التشكيلة قد راعت الجمع بين أهل العلم والعمل في إختيار أعضاء المجلس باألضافة‬

‫إلى ممثلي اإلدارة ‪.‬‬

‫تضاف‪ 9‬إلى هذه التشكيلة السابقة مجموعة من الموظفين يمارسون مهمة المقررين ‪ ،‬يغهد اليهم بدراسة‬

‫الجداول وتحضير‪ 9‬الملفات تحت إدارة وغشراف مقرر عام ويمكن للمقرر العام حضور اجتماعات‬

‫المجلس دون أن يكون له رأي تقريري‪ (.‬م ‪ 33‬من ق ‪.)104.12‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام مجلس المنافسة‬

‫لقد تضمن القانون المتعلق بمجلس المنافسة مجموعة من االختصاصات أوردتها‪ 9‬المادة ‪ 2‬منه من خاللها‬

‫نجد أنه يطلع على نوعين من المهام مهمة توقيع الجزاءات على كل الممارسات التي من شأنها أن تمس‬

‫بقواعد المنافسة ومهمة إبداء الرأي‪.‬‬

‫مهمة توقيع الجزاء ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تتم أحالة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة على المجلس طبقا للمادة ‪ 24‬من قانون حرية األسعار‬

‫المنافسة وكذا المادة ‪ 15‬منه على أساس أنها تندرج ضمن المادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬وذلك من طرف األشخاص‬

‫المنصوص عليهم في المادة ‪ 5‬من قانون ‪.20.13‬‬

‫وإذا كان المشرع المغربي لم يحدد طرق هذه اإلحالة فإن نظيره الفرنسي فصلها‪ 9‬فهي إما أن تكون‬

‫بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار‪ 9‬بالتوصل‪ 9‬أو عن طريق‪ 9‬تقديم شكاية مباشرة لدى مصلحة الدعوى‬

‫بالمجلس ‪.‬‬
‫وبعد دراسة وبحث مضمون اإلحالو واإلستماع‪ 9‬إلى أطراف النزاع وإتخاد التدابير التحفظية يقرر‬

‫المجلس بشأنه اإلحالة فإذا ما تأكد المجلس من وقوع األفعال المحالة اليه تحت طائلة التجريم فإنه يصدر‬

‫الجزاء المناسب مع إمكانية اإلحالة إلى القضاء حسب تكييف األفعال المجرمة وأثارها‪( .‬م ‪.25‬من قانون‬

‫‪.104.12‬‬

‫إبداء الرأي بشأن قضايا المنافسة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يملك مجلس المنافسة مهمة إبداء الرأي حول القضايا ذات اإلرتباط بالممارسة المنافية للمنافسة وعمليات‬

‫التركيز‪ 9‬اإلقتصادي‪.. 9‬‬

‫وذلك وفق‪ 9‬حالتين ‪:‬‬

‫اإلستشارة االختيارية ‪:‬يسديها المجلس للبرلمان حول مقترحات القوانين المتعلقة بالمنافسة‬ ‫‪‬‬

‫وكذللك للحكومة في كل المشاريع‪ 9‬التنظيمية والسياسات‪ 9‬اإلقتصادية المرتبطة للمنافسة وذلك وفق‪9‬‬

‫المهام المنوطة بها كما يقدم رأيه بالنسبة للمحاكم المختصة في الممارسات‪ 9‬المنافية للمنافسة و‬

‫المثارة في القضايا المعروضة عليها (م ‪ 6‬ق ‪.)20.13‬‬

‫اإلستشارة اللزومية ‪:‬تنصب على المشاريع‪ 9‬القانونية والنصوص التنظيمية من طرف‪ 9‬الحكومة‬ ‫‪‬‬

‫والهادفة الى تغيير في مسار السوق‪ 9‬نظرا لعتبارات خاصة (م ‪ ،)7‬فنظرا‪ 9‬لما قد تؤدي اليه تلك‬

‫التغيرات من مساس بالمنافسة فإن المشرع‪ 9‬ألزم بأخد رأي مجلس المنافسة ‪.‬‬

‫وهكذا فإن مجلس المنافسة إذا ما تم إعمال مهماته وتفعيلها ستجنب كل الفاعلين االقتصاديين‪ 9‬مخاطر‪9‬‬

‫المساس بالمنافسة ‪ ،‬رغم ذلك فإن البعض ال زال يعتبره محتاجا في إطار مهامه الى إصالحات لعل‬

‫أهمها أن يتم توسيع دائرة اإلستشارة االجبارية على حساب االختيارية وكذا توسيع دائرة الجهات‬

‫التي تملك حق تحريك مسطرة مراقبة الجزاءات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام المجلس‬


‫يهتم ب اإلجراءات المنافية لقواعد المنافسة وكذا اإلجراءات المتعلقة بعمليات التركيز اإلقتصادي‪9‬‬

‫سنتم التطرق‪ 9‬الى اإلجراءات المنافية لقواعد المنافسة كعنصر‪ 9‬محدد لمبدأ المنافسة ‪.‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 24‬من ‪ 104.12‬المتعلق بحرية األسعار‪ 9‬والمنافسة ما يلي "يدرس مجلس المنافسة‬

‫ما اذا كانت الممارسات المحال امرها إليه تعتبرا خرقا ألحكام المواد ‪ 6.7.8‬من هذا القانون أو فيما‬

‫إذا كان من الممكن تبرير هذه الممارسات بتطبيق‪ 9‬المادة ‪ 9‬منه‪.‬‬

‫وقد‪ 9‬يرى أن هذه االفعال ال تتدخل في إختصاصاته فيقرر احالتها على هيئات أخرى‪.‬وهكذا‪ 9‬سوف‬

‫نقوم بتفصيل كل هذه المراحل ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬دراسة األفعال المحالة على المجلس‬

‫بمجرد اكتشاف‪ 9‬األفعال المخالفة للمادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬من قانون ‪ 104.12‬يمكن للهيئات السابقة وكذا‬

‫الوزير‪ 9‬االول إحالة هذه األعمال الى مجلس المنافسة حيث يقوم رئيس المجلس بتعيين المقرر يتولى‪9‬‬

‫دراسة القضية ويسهر على تتبعها (م ‪ ) 27‬هذا األخير يقوم باإلستماع‪ 9‬الى أطراف النزاع بعدها‬

‫يتولى إعداد تقرير شامل يتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالقضية ‪ .‬بعدها يبلغ نسخة منه الى‬

‫جميع األطراف عن طريق‪ 9‬بريد مضمون أو عن طريق عون قضائي ‪ ،‬حتى يتسنى‪ 9‬لألطراف‪ 9‬ابداء‬

‫مالحظتهما‪ 9‬داخل اجل شهرين من التوصل(م‪.)29‬ويجوز للمجلس استدعلء األطراف‪ 9‬لتقديم‬

‫مالحظاتهم‪ 9‬الشفوية وان يطلب منهم اإلجابة على األسئلة المطروحة ( م ‪.)30‬‬

‫وتجدر‪ 9‬اإلشارة أنه يمنع على الرئيس المجلس تبليغ طرف‪ 9‬أو إطالعه على وثائق‪ 9‬تمس أو تفشي‬

‫سرية اعمال إطراف‪ 9‬أخرين ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬قرار مجلس المنافسة‬

‫بعد اتمام األبحاث من طرف المجلس يصدر قرارا‪ 9‬حاسما إمل بقبول اإلحالة أو بعدم قبولها‪9‬‬
‫عدم قبول اإلحالة ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يقوم المجلس باتخاذ هذا القرار وذلك بعد شهرين من تاريخ االحالة ويكون هذا القرار معلال في الحاالت‬

‫التالية ‪:‬‬

‫إذا تبين أن هذه األفعال خارجة عن دائرة اختصاصاته‬ ‫‪-‬‬

‫إذا استشف‪ 9‬من أوراق‪ 9‬الملف أن هذه األفعال ليست مدعومة بحجج كافية ‪(.‬م‪)25‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويبلغ هذا القرار الى الجهة صاحبة اإلحالة وكذا الجهة التي يهمها األمر ‪.‬‬

‫قبول اإلحالة ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إذا رأى المجلس أن هذه األفعال تدخل في أختصاصه يقوم باصدار‪ 9‬توصيات باتخاذ تدابير و أوار معينة‬

‫وبناء على ذلك يجوز للوزير‪ 9‬أن يصدر‪ 9‬قرارا‪ 9‬معلال يأمر فيه باتخاذ التدابير التحفضية تبلغ الى صاحب‬

‫الطلب والى األشخاص الموجه ضدهم الطلب وذلك بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار ببالتوصل‪. 9‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 36‬من القانون ‪ " 104.12‬أنه يجوز لمجلس المنافسة أن يأمر المعنيين باألمر بجعل‬

‫حد للممارسات المنافية لقواعد المنافسة داخل أجل معلوم‪"... 9‬‬

‫وقد‪ 9‬ال ينتهي مسار‪ 9‬الملف بإجراءات تحفظية أو وضع حد للممارسات المنافية للمنافسة فقط بل يتعداه الى‬

‫تحريك متابعات سنتعرف‪ 9‬عليها من خالل الفقرة األخيرة ‪.‬‬

‫إحالة الملف الى القضاء‬ ‫‪.3‬‬

‫إذا لم يقم األطراف المعنين بالتقيد بالشروط‪ 9‬واألوامر‪ 9‬المفروضة عليهم ‪ ،‬يمكن لرئيس الحكومة بوصية‬

‫من مجلس المنافسة أن يحيل األمر بقرار معلل الى وكيل الملك لذى المحكمة المختصة إلجراء المتابعة‬

‫طبقا للمواد ‪ 25.75‬من الققانون ‪ ،‬أي ان المعني يكون مسؤول‪ 9‬جنائيا دون االخالل بالجزاءات المدنية ‪.‬‬
‫ويجوز للمجلس ان يامر بنشر القرارات المتخدة بجريدة واحدة او اكثر من الجرائد المخول اليها نشر‬

‫االعالنات القانونية وذلك ‪ ،‬على نفقة الطرف الذي خالف احكام المواد ‪.6.7.8‬من القانون (م ‪ 42‬من‬

‫قانون ‪)104.12‬ويمكن للمتضرر الطعن في القرارات امام المحكمة االدارية المختصة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تجليات المنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫أن التحوالت التي عرفها العالم في كافة األصعدة جعلت من الرهانات التنافسية مكسبا ملحا ال جدال فيه‬

‫مما فرض أن تكون المدونات التشريعية بما فيها الصفقات تعزز وتطور من آلياتها التنافسية في معاملة‬

‫الفاعلين االقتصاديين ‪ ،‬خاصة في مراحل انتقاء المتعاقدين لنيل األشغال العمومية ‪.‬‬

‫فال يمكن الحديث عن ضمانات قانونية لنيل الصفقة بدون تحكيم المنافسة ‪ ،‬والتي أصبحت بمثابة ثقافة‬

‫جديدة يجب األخذ بها في كافة التشريعات ‪ ،‬هذه الضمانات تتعلق في جوانب من جوانبها بوضع‬

‫مجموعة من المبادئ تشكل المنطلق‪ 9‬في مساطر‪ 9‬اإلبرام (مطلب أول) إال أن هناك حاالت تدخل ضمن‬

‫دائرة االستثناءات تقيد هذا المبدأ (مطلب ثاني)‬

‫المطلب األول ‪ :‬الضمانات التنظيمية للمنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫لقد سعى المشرع من خالل المراسيم المتالحقة المنظمة إلبرام الصفقات العمومية على توفير مجموعة‬

‫الضمانات من شانها أن تعمل على توسيع‪ 9‬دائرة المنافسة كي يتسنى لكل معني للمشاركة واالستفادة من‬

‫نيل العروض كلما كان جدير بذلك‪.‬‬

‫كما أن هذه الضمانات في نفس الوقت ستكون وسيلة مهمة في وجه كل التصرفات‪ 9‬المخلة بالمنافسة ‪،‬‬

‫وللوقوف‪ 9‬على مضمون هذه الضمانات نتناول في (الفقرة األولى) المبادئ المكرسة للمنافسة والتي تحكم‬

‫سير إبرام الصفقات العمومية على أن نتناول في (الفقرة الثانية) طرق إبرام الصفقات‪.‬‬
‫الفرع األولى ‪:‬المبادئ المقررة إلبرام الصفقات العمومية‬

‫إن مدونة الصفقات العمومية ال تنطلق من فراغ وإنما هي نتاج وانعكاس لمعطيات دستورية وسياسية ‪.‬‬

‫وبما أن المغرب يسعى لالنتقال الديمقراطي‪ ، 9‬فال غرابة أن تكرس المراسيم‪ 9‬المنظمة إلبرام الصفقات‬

‫العمومية مجموعة من المبادئ الهامة تترجم‪ 9‬التطلع نحو ديمقراطية الولوج للطالبيات العمومية ‪ ،‬األمر‬

‫الذي يمكن أن نستشفه من خالل المبادئ التالية‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مبدأ اإلشهار‬

‫لقد تبنى المشرع المغربي مبدأ اإلشهار كمبدأ عام من بين المبادئ التي تحكم العملية التعاقدية في إطار‬

‫إبرام الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫ويقصد بهذا المبدأ اإلعالن عن كافة المعلومات المتعلقة بالعرض موضوع الصفقة والهدف‪ 9‬من وراء إ إ‬

‫إقرار‪ 9‬هذا المبدأ هو اتاحة الفرصة لكل معني باألمر اإلطالع على مجمل المواصفات المطلوبة وكذلك‬

‫التوضيحات‪ 9‬المرتبطة باختيار‪ 9‬العروض سواء على المستويات األدارية والتقنية والمالية أو على مستوى‪9‬‬

‫اإلطار الزمني والمكاني‪ 9‬لقيام اإلبرام ‪ ،‬فهو تصرف تقوم به السلطة المتعاقدة والغاية منه إفساح المجال‬

‫ألكبر عدد ممكن من المعنيين ‪ ،‬فهو مبدأ ينطوي‪ 9‬بالضرورة على التنافس المفتوح مما حدى بالبعض الى‬

‫رفض الفصل بين التنافس واإلشهار ‪ ،‬وال شك أن نشر وإعالن كل المعلومات المرتبطة بالعروض‬

‫المزمع تقديمها يشكل ضمانة أساسية للمنافسة الشريفة بل أكثر من ذلك فإن أي منافسة ال يمهد لها إشهار‬

‫تبقى فارغة عن محتواها وال معنى لها ‪.‬‬

‫وبالرجوع الى المرسوم الصادر‪ 9‬في ‪ 2013‬المنظم لعملية ابرام الصفقات العمومية نجده قر نفس المبدأ‬

‫في مادته ‪ 20‬ونص على " كل طلب عروض مفتوح يجن أن يكون موضوع‪ 9‬إعالن "‪.‬‬

‫واإلشهار كمبدأ عام في إبرام الصفقات العمومية يجب أن يشمل المراحل التالية ‪:‬‬
‫نشر البرامج التوقعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫نظام االستشارة وملف طلب العروض ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ألصاق النتائج النهائية لطلبات المنافسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إعطاء التوضيحات‪ 9‬حول ملفات طلب العروض ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إمكانية سحب األظرفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫والمالحظ‪ 9‬ان مرسوم‪ 2013 9‬قد طور من تقنيات اإلشهار ووضع‪ 9‬تحسينات جديدة هامة لعل اهمها‬

‫إلزامية السلطة المتعاقدة بتقديم المعلومات المتعلقة بالغرض في بوابة إلكترونية وال شك أن هذه اإللزامية‬

‫مهمة في شفافية المعلومات كما أنها تساير المناخ التقني المستجد ‪ ،‬خاصة وأن المعنيين بالعروض في‬

‫متناولهم‪ 9‬الدخول الى الشبكات اإللكترونية األمر الذي يتجاوب مع عالهم المقاوالتي ‪ ،‬وبشكل عام فإن‬

‫الزامية النشر في بوابة الكترونية يشكل تقنية تسهل من ولوج عالم المنافسة ‪ (.‬وهو ما أشار اليه البند ‪2‬‬

‫من م ‪ 20‬من المرسوم )‪.‬‬

‫وبخصوص مدة اإلشهار فقد حددها المشرع في المرسوم في أجل ‪ 21‬يوم في الحاالت العادية ‪ ،‬مع‬

‫أمكانية التمديد لغاية ‪ 40‬يوما في حالة تجاوز‪ 9‬قيمة صفقات األشغال ‪ 63‬مليون درهم ‪.‬وصفقات‬

‫التوريدات‪ 9‬التي يفوق قيمتها مليون و ستمئة الف درهم ‪ .‬والخدمات في مبلغ ثمانية ماليين و سبع مئة‬

‫الف درهم‪.‬‬

‫وهكذا فإن النظام اإلشهاري‪ 9‬إلبرام الصفقات العمومية له أثر سلبي وخطير‪ 9‬على شفافية اإلجراءات‬

‫وحظوظ المتنافسين إذا ما تم إهماله ‪ ،‬كما أنه بمثابة مؤشر فعلي على مستوى الشفافية في المعاملة ‪.‬وهو‬

‫ما نص عليه المشرع الفرنسي‪ 9‬الذي يلزم السلطة المتعاقدة باإلعالن وفقا لنموذج محدد من طرف الوزير‬

‫المكلف باالقتصاد والمالية وذلك بنشره في هيئة النشر لالتحاد األوربي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ المساواة‬


‫يعتبر مبدأ المساواة من بين المبادئ التي تحظى بالقدسية في النظم الوضعية ‪ ،‬كما تشكل أهم االسس التي‬

‫تتبنى عليها دولة الحق والقانون ‪ ،‬لذالك فهو‪ 9‬مبدأ دستوري‪ 9‬ال يجوز تجاوزه ‪ .‬وبخصوص الصفقات‬

‫العمومية فإن هذا المبدأ يشكل ركنا مهما ال غنى عنه في إطار نظام تنافسي نزيه على اعتبار أن‬

‫المساواة ضرورية القتناع‪ 9‬الفاعلين االقتصاديين بالمشاركة في المنافسة ‪ ،‬كما أنها تؤدي بشكل عفوي‬

‫الى تكافؤ الفرص وتستبعد‪ 9‬في نفس الوقت كل الممارسات المنافية أو المقيدة للمنافسة ‪.‬‬

‫وفي‪ 9‬هذا السياق وللحصول على منافسة ذات مصداقية في نيل الصفقات العمومية يجب ‪ ،‬أن يتوافر‬

‫عنصر المساواة بين المتنافسين‪ ، 9‬ولعل أهم مظهر من مظاهر تحقيق المساواة في نيل الصفقات العمومية‬

‫هو توحيد الشروط‪ 9‬المطلوبة من الجميع ‪.‬‬

‫إن المساواة كمبدأ عام يحكم عملية االختيار في إبرام صفقات عمومية يشمل كل ما من شأنه أن ِيؤثر‬

‫على سير المنافسة النزيهة في حالة ما إذا استفاد منه معنييون دون غيرهم سواء تعلق األمر بإبالغ‬

‫اإلشهار‪ 9‬أو بالملفات المطلوبة أو اآلجال ‪ ،‬فكل تأخير أو تقديم في العروض ينبغي أن يصل للجميع وفي‪9‬‬

‫نفس الوقت ونفس الوسيلة ‪ .‬كما أن محتويات‪ 9‬الملفات سواء كانت إدارية أو تقنية أو مالية ينبغي أن‬

‫تطلب من المعنيين بشكل موضوعي‪ 9‬ومحدد ومضطرد بحيث تنتفي العبرة بأصحابها‪ 9‬وإنما بمحتواها‪9‬‬

‫وكفاءتها ‪.‬‬

‫ولتحقيق المساواة بين المتنافسين يلزم الوقوف‪ 9‬عند أمرين جوهريين ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬أن تكون الشروط‪ 9‬المطلوبة من المتنافسين موحدة ومحددة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيهما ‪ :‬ان يحصل على الطلبيات من رست عليه الصفقة وفق معايير الجودة والثمن وكافة‬ ‫‪-‬‬

‫المؤهالت المطلوبة ‪.1‬‬

‫‪ 1‬بحث لنيل الدبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام "تطبيقات‪ 9‬مبدأ المنافسة في اختيار المتعاقد مع اإلدارة في القانون المغربي‬
‫والموريتاني – الصفقات العمومية نموذجا‪ ."9-‬من إعداد الطالب محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006.2007‬‬
‫إن هاذين األمرين يحتمان المرور بالشروط المطلوبة وكذا باإلجراءات التي تمر بها العروض أثناء‬

‫التقييم لمعرفة اإلحتياطات‪ 9‬التي عملها المشرع حتى ظل المساواة قائمة دون اإلكتراث بأي إعتبار أخر‪.‬‬

‫بالنسبة للشروط المطلوبة فهي تشمل نوعين من الشروط‪: 9‬‬

‫األول ‪ :‬مرتبط بوضعية المتنافس فلقد نص المشرع التنظيمي‪ 9‬في المغرب المادة ‪ 24‬من‬ ‫‪‬‬

‫المرسوم المتعلق بالصفقات على ضرورة إتصاف المتنافس بما يلي‪:‬‬

‫إثبات توفر المؤهالت القانونية والتقنية والمالية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وجود‪ 9‬المترشح في وضعية جبائية قانونية ‪ ،‬بإدالئه بكل التصاريح التي تفيد دفعه للمبالغ‬ ‫‪-‬‬

‫المستحقة أو تقديمه للضمانات في حالة عدم الدفع متى ما رأى المحاسب المختص كفايتها ‪.‬‬

‫االنخراط‪ 9‬في صندوق الوطني للضمان االجتماعي واإلدالء بما يفيد االنتظام تجاهه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن ال يكون المترشح في حالة التصفية القضائية أو التسوية القضائية ما عدى في حالة الترخيص‬ ‫‪-‬‬

‫من لدن السلطة القضائية المختصة‪.‬‬

‫أن ال يكون قد سبق للمترشح أن أقصي بصفة مؤقتة أو نهائية حسب ما هو منصوص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الثاني‪ :‬متعلق بالشروط‪ 9‬والوثائق‪ 9‬اإلثباتية للكفاءة بمدلوالتها‪ 9‬الثالثة اإلدارية والقانونية والتقنية‬ ‫‪‬‬

‫وعند اإلقتضاء ملفا إضافيا المادة ‪ 25‬من المرسوم ‪2013‬‬

‫وتعميقا العمال مبدأ المساواة في المعاملة بين المتنافسين تم إقرار مجموعة من الضوابط نذكر منها ما‬

‫يلي ‪:‬‬

‫تقديم العروض في أظرفة مختومة تحتوي بداخلها على األغلفة المتطلبة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فتح االضرفة في جلسة عمومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فحص وتقييم العروض التقنية في جلسة مغلقة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فحص العينات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تشكيل لجنة للتقييم من ذوي الكفاءة واالختصاص‪ 9‬والنزاهة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫وجوب قيام صاحب المشروع بإعداد ثمن تقديري‪ 9‬يبلغ لالستئناس واالسترشاد‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫لعل كل الشروط‪ 9‬والجراءات السابقة هي بمثابة دالئل قوية على التوجهات التشريعية نحو توظيف‪9‬‬

‫الشفافية في كافة مراحل معاملة المتنافسين‪ ، 9‬واستبعاد‪ 9‬كل مظاهر التدخل في مسار اختيار المتنافسين‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مبدأ التصنيف واالعتماد‬

‫يدخل هذا المبدأ وفق‪ 9‬المبادئ التي يرتكز عليها ابرام الصفقات العمومية ومغزى هذا المبدأ هو ترتيب‬

‫وتكييف‪ 9‬المقاوالت ومكاتب الدراسات على اساس اعتبارات ومعايير موضوعية ومحددة بهدف التحقق‬

‫التام من الكفاءات والمؤهالت المتطلبة لخوض المنافسة من أجل الحصول على الصفقات العمومية‪..‬‬

‫وإعماال لذات المبدأ فقد تم إقصاء كل االشخاص الماديين والمعنويين القائمين بأعمال الدراسات الى‬

‫المشاركة في الصفقات العمومية المطابقة لتخصصهم إال في حالة إدالئهم بما يفيد خضوعهم‪ 9‬لنظام‪9‬‬

‫االعتماد ‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن هذا النظام‪ 9‬يدخل في صميم الشفافية ‪ ،‬كما أنه يفضي الى توفير حضوض متساوية‬

‫لكافة المترشحين ‪ ،‬وأيضا الى إختزال وتبسيط‪ 9‬ملفات الترشح وكل ذلك لصالح المتنافس الذي عادة ما‬

‫ترهقه المساطر‪ 9‬واإلجراءات بكثرة الوثائق المطلوبة وتعدد الجهات المعنية وفي نفس الوقت يعطي‬

‫صورة دقيقة وموحدة لكل المؤهالت والمهارات المتواجدة ‪ ،‬مما سيكون له انعكاس إيجابي وشمولي‪9‬‬

‫بالنسبة لوضع االستراتيجيات التنموية مستقبليا ‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪ :‬مبدأ التظلم‬

‫‪ 1‬د‪.‬محمد األعرج "نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية وفق قرارات وأحكام القضاء اإلداري المغربي"‪ .‬منشورات المجلة المغربية لالدارة‬
‫المحلية والتنمية‪.‬الطبعة ‪2011، 3‬‬
‫إذا كانت المبادئ السابقة تشكل آلية وقائية تحول دون المساس بحقوق المتنافسين ‪ ،‬فإن التظلم آلية‬

‫عالجية في يد المتنافس تمكنه من مساءلة اإلدارة ومنازلتها‪ 9‬إذا ما تم إقصاؤه وفق‪ 9‬وفق معايير ال يراها‬

‫موضوعية ‪ ،‬إذ أنه يتيح إمكانية لجوء المقاول أو الممون لإلدارة لتقديم تذمره من القرار اإلذاري الصادر‬

‫لختيار المتعاقد‪. 9‬‬

‫ومسطرة التظلم تمر بمرحلتين ‪:‬‬

‫‪ : 1‬من خاللها يمكن للمتنافس أن يقدم رفضه وتذمره كتابة الى صاحب المشروع المعني إذا ما رأى‬

‫عدم احترام إجراءات ومساطر إبرام الصفقة وفق ما هو منصوص ‪ ،‬وفي‪ 9‬هذه الحالة يجب أن يتقدم‬

‫المتظلم بشكواه بدءا من تاريخ نشر اعالن طلب العروض في اجل ‪ 7‬أيام بعد الصاق نتيجة طلب‬

‫العروض وكذلك في حالة ما احتج المتظلم على األسباب والمبررات‪ 9‬التي كانت وراء إقصائه من طرف‬

‫اللجنة والتي تم تبليغها إياه عن طريق‪ 9‬رسالة مضمونة وحينئذ يلزمه تقديم شكوى في أجل ‪ 10‬أيام من‬

‫توصله باإلقصاء وفي‪ 9‬كلتا الحالتين األدارة ملزمة بالرد في أجل ‪ 7‬أيام من استالم التظلم‪.‬‬

‫‪ :2‬يتم اللجوء اليها عندما ال يثق المتنافس‪ 9‬المقصي من ردود وتبريرات اإلدارة المعنية عندئذ بإمكانه‬

‫رفع تظلمه الى الوزير المختص بهدف رفع الضرر الذي لحقه جراء المنافسة ‪ ،‬هنا نكون امام تصرفين‬

‫من طرف الوزير‪ 9‬إما ‪ ،‬القيام بتصحيح العيب الذي تمت مالحظته ‪ ،‬أو أن يقرر إلغاء مسطرة التنافس‬

‫بعد أن يتم توقيف‪ 9‬المسطرة لمدة ‪ 20‬يوم على األكثر شريطة ‪:‬‬

‫أن يكون التظلم المقدم مبنيا على حجج صحيحة توضح أن المتنافس‪ 9‬سيلحقه الضرر‪ 9‬إذا لم يتم‬ ‫‪-‬‬

‫توقيف المسطرة ‪.‬‬

‫أن ال يؤذي التوقف‪ 9‬الى الحاق ضرر‪ 9‬متفاوت بصاحب المشروع‪ 9‬أو بالمتنافسين اآلخرين‪. 1‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهكذا فإن التظلم أداة فعالة لتخويل السلطة اإلدارية المتعاقدة فرصة إعادة النظر في قرارتها القاضية الى‬

‫إقصاء بعض المترشحين الذين قد لحقهم الضرر من ذلك القرار ‪ ،‬ويبرز‪ 9‬البعد التنافسي في هذه التقنية‬
‫‪ 21‬مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادر في ‪ 20‬مارس ‪.2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‬
‫إلى كونه يشكل رقابة ذاتية من اإلدارة على اإلدارة في إطار العدالة الناعمة ‪ ،‬لذالك فالتظلم يجنب مغبة‬

‫اللجوء إلى القضاء ويخفف من حجم القضايا المعروضة على القضاء والتي تتقل كاهله ‪ ،‬بالرغم من أن‬

‫التظلم حلقة ضرورية للوصول الى القضاء ‪.‬‬

‫وفي‪ 9‬ختام هذه الفقرة فإن المشرع‪ 9‬المغربي‪ 9‬بشكل عام قد أخذ بمجموعة من المبادئ المهمة في تكريس‬

‫الشفافية بين المتنافسين على غرار ما هو موجود‪ 9‬في فرنسا وفق‪ 9‬أخر التعديالت كما في المرسوم رقم‪9‬‬

‫‪ 15-2004‬المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪2004‬المتعلق بالصفقات العمومية ‪ ،‬والذي يلزم‬

‫في عدة مواد على إلزامية اإلشهار والمنافسة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق أبرام الصفقات العمومية‬

‫لما كانت الصفقات العمومية تحتل مكانت هامة في االقتصاد الوطني‪ 9‬إذ يعتبر وسيلة من أكثر الوسائل‪9‬‬

‫القانونية التي تفوت من خاللها الدولة أو المؤسسات العمومية أو الجماعات الترابية المشاريع التنموية في‬

‫الدولة ‪ ،‬فإن عملية إبرام هذه الصفقات لم تترك سدى وإنما حرص المشرع على تحديدها وفرض التقييد‬

‫بها لتتم وفق‪ 9‬كامل الشرعية والنزاهة حتى تصل الطلبيات العمومية للمنافس المؤهل والمستحق‪، 9‬‬

‫وبالتالي‪ 9‬أوجب أن نمر على هذه المساطر للوقوف على مذئ إنسجامها مع مقتضيات ومبادئ المنافسة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬طلب العروض‬

‫إن طلب العروض في طريقة األخذ به يربط بين السعر والجودة في آن واحد فالسلطة المتعاقدة لم تعد‬

‫مقيدة في أن تختار صاحب العرض األقل ثمنا وإنما هي محكومة بمعايير الجودة ‪.‬‬
‫وهكذا يمكن هذا األسلوب من توسيع دائرة المنافسة حيث أن التعاقد‪ 9‬مفتوح من غير أن تكون اإلدارة‬

‫ملزمة بشخص محدد على أساس إعتبارت الثمن ‪.‬‬

‫إن طلب العروض يتطلب مجموعة من اإلجراءات والمراحل كما هو محدد في المسطرة التالية ‪:‬‬

‫دعوة المترشحين للمنافسة ‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 20‬من المرسوم‪( 9‬داخل اجل ‪ 21‬يوم)‬ ‫‪-‬‬

‫فتح األظرفة في جلسة عمومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فحص العروض من طرف لجنة التقييم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التقييم النهائي‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتجدر‪ 9‬اإلشارة الى أن طلب العروض كوسيلة إلسناد‪ 9‬الصفقات العمومية كما هو واضح من المسطرة‬

‫المذكورة أعاله ينسجم مع مقتضيات المنافسة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل المؤشرات التالية‪:‬‬

‫أن هذه الطريقة تقوم على أساس الكفاءة والنوعية مما يعني أنها ستكون في صالح المقاولة ذات‬ ‫‪-‬‬

‫اإلمكانيات المطلوبة بعيدا عن تلقائية الثمن التي قد تحيل العرض الى من ليس بكفء‪.2‬‬

‫أن هده المسطرة هي مسلسل من العمليات المتالحقة التي من شأنها أن أن تضيق الخناق على‬ ‫‪-‬‬

‫كل الممارسات‪ 9‬المنافية للمنافسة وذلك بدأ بالدعوة للمنافسة مرورا بعلنية فتح األظرفة وكذا‬

‫فحص العروض وانتهاء بالتقييم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المباراة‬

‫حسب المادة ‪ 63‬من المرسوم‪ 9‬تتعلق المباراة إما بتصور‪ 9‬مشروع أو بتصور مشروع‪ 9‬وانجاز الدراسات‬

‫المتعلقة به معا أو باالضافة إلى هذا التتبع والمراقبة واإلنجاز ‪.‬وهي تختلف عن أسلوب طلب العروض‬

‫في أمرين ‪:‬‬

‫توفيق السعيد‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 16‬من المرسوم رقم ‪ 2-12-349‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪.2013‬المتعلق بالصفقات العمومية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫األول منهما أن طلب العروض يقام في جميع أنواع األشغال بينما المباراة ال يتم تنظيمها إال في األشغال‬

‫التي تتطلب إجراء الدراسات وأبحاث خاصة ‪.‬‬

‫والثاني‪ 9‬منهما يتعلق بكون أسلوب طلب العروض يترتب عليه أختيار عرض وحيد‪ 9‬بينما في المباراة يتم‬

‫اختيار عدة عروض يتم ترتيبها‪ 9‬في قائمة حسب األولوية ليتم إنتقاء أنسبهم على أن تشجع العروض‬

‫الفائزة البقية (م‪)64‬‬

‫كما نص المشروع على ضرورة القيام بإشهار‪ 9‬هذه المبااراة عن طريق نشر إعالنها ب ‪ 15‬يوما على‬

‫األقل قبل تاريخ المحدد لجلسة القبول ‪(.‬م‪)65‬‬

‫‪ 1‬الشروط‪ 9‬المطلوبة في المتنافسين هي نفس الشروط المطلوبة في طلب العروض ( م ‪ )24‬اعاله ‪،‬‬

‫وكذلك المستندات الواجب إدالئها تثبت القدرات والمؤهالت هي كذلك نفسها المنصوص عليها في المادة‬

‫(‪.)50‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلستثناءات الواردة على مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫إن من المسلمات به أن النظام القانوني المؤطر‪ 9‬للنشطات التي تقوم بها الدولة هو المحك والمعيار األهم‬

‫لقياس درجة الشفافية والمساواة خاصة في إطار تفويت عقود مهمة مثل عقود الصفقات العمومية وال‬

‫شك أن وضعية إبرام هذه العقود هي أهم محاور هذا النظام ‪.‬‬

‫وإذا كان االصل في هذه المساطر أن تكون مفتوحة كمبدأ عام فإنه قد يتم اللجوء الى عكس ذلك وفق‬

‫طرق‪ 9‬أخرى للتعاقد‪ 9‬يطنعها‪ 9‬ضيق نطاق التنافس نظرا لكونها تتراوح ما بين اتباع مساطر‪ 9‬محدودة أو‬

‫انتهاج اسلوب التراضي‪ 9‬مباشرة ‪.‬‬

‫وللوقوف‪ 9‬على ثنائية المسطرة والمنافسة سنتطرق‪ 9‬في نقطتين لطبيعة هذه المساطر‪ 9‬ومدى انعكاسها على‬

‫المنافسة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طبيعة المساطر اإلستثنائية‬

‫في إطار تحسين طرق‪ 9‬إبرام الصفقات العمومية وكما رأينا في المطلب السابق فإن المشرع المغربي في‬

‫مرسوم ‪ 1998‬الى األن حدد تلك الطرق في طلب العروض وفي المبارة وكذا المساطر‪ 9‬التفاوضية ‪،‬‬

‫باإلضافة الى الترخيص استثناءا اللجوء الى التعاقد‪ 9‬عن طريق سندات الطلب ‪.‬‬

‫إال أن المالحظ أن التناسب الحاصل بين مسطرتي طلب العروض المفتوح والمباراة المفتوحة مع قيام‬

‫المنافسة وتوسيع‪ 9‬دائرة المتنافسين قد يتعرض للتهديد إذا ما تم العدول عن هذه المساطر المفتوحة الى‬

‫غيرها سواء الى التراضي‪ 9‬أو إلى سندات الطلب أو حتى إلى إستعمال المساطر‪ 9‬المحدودة في حالتي طلب‬

‫العروض المحدود والمباراة المحدودة مما يحتم علينا التعرف على هذه األصناف الثالثة باعتبارها تشكل‬

‫مساطر‪ 9‬إستثنائية ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬المساطر المحدودة‬

‫وهي طلب العروض المحدد أو باإلنتقاء المسبق وكذا المباراة المحدودة ‪.‬‬

‫‪ 1‬طلب العروض المحدود‪:‬‬

‫ال يجوز‪ 9‬إبرام صفقات بناء على طلب العروض المحدود‪ ، 9‬إال بالنسبة لألعمال التي ال يمكن تنفيذها إال‬

‫من طرف عدد محدود من المقاولين أو المورديين أو الخدماتيين ‪ ،‬اعتبارا لطبيعتها وخصوصيتها ‪،‬‬

‫وألهمية الكفاءات والموارد الواجب تسخيرها‪ ، 9‬والوسائل والمعدات التي يتعين استعمالها‪.19‬‬

‫باإلضافة الى ضرورة احترام بعض المقتضيات الخاصة بطلب العروض المحدود أهمها ‪:‬‬

‫يجب أن ألا يقل مبلغ األعمال موضوع‪ 9‬طلب العروض المحدود عن مبلغ ‪ 2‬مليون درهم مع‬ ‫‪-‬‬

‫احتساب الرسوم‬

‫توفيق السعيد‬ ‫‪1‬‬


‫يجب على صاحب المشروع استشارة ‪ 3‬متنافسين على األقل بوسعهم اإلستجابة على أحسن‬ ‫‪-‬‬

‫وجه للحاجيات المراد تلبيتها ‪.‬‬

‫‪ 2‬طلب العروض باإلنتقاء المسبق ‪:‬‬

‫يتم إبرام صفقة بناء على طلب عروض باألنتقاء المسبق ‪ ،‬عندما يتعلق األمر بأعمال معقدة أو ذات‬

‫طبيعة خاصة ‪ ،‬وتستوجب من المتنافسين ابراز المؤهالت الكافية للقيام بالمشروع‪ 9‬على أحسن وجه ‪ ،‬وال‬

‫سيما من الناحية التقنية والمالية ‪)(.‬وبموجب هذه الطريقة يمكن لإلدارة أن تقوم بانتقاء سابق للمترشحين‬

‫في مرحلة أولى قبل دعوة المقبولين منهم إليداع العرض ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسطرة التفوضية‬

‫تشكل المسطرة التفاوضية استثناءا حقيقيا بالنسبة للمساطر‪ 9‬العادية األخرى من طلب عروض ومباراة‬

‫ذللك أن السلطة اإلدارية إذا كانت مقيدة في حالة اللجوء الى المساطر العادية فإنها في حالة المسطرة‬

‫التفاوضية تعمل على استرداد‪ 9‬حريتها‪. 9‬‬

‫وبالرجوع الى المشرع المغربي نجده انتقل بهذا األسلوب من عبارة اإلتفاق المباشرمرسوم‪1976 9‬‬

‫الفصل ‪ ،17‬الى عبارة المسطرة التفاوضية مرسوم‪. 1998 9‬‬

‫ويتم اللجوء اليها في حاالت محددة نص عليها مرسوم‪ 20 9‬مارس ‪ ،2013‬ويتعلق التفاوض على‬

‫الخصوص بالثمن وأجل التنفيذ وتاريخ اإلتنهاء والتسليم ‪ ،‬وشروط‪ 9‬التنفيذ وتسليم‪ 9‬العمل ‪.‬‬

‫في حين ال يجوز التفاوض حول موضوع‪ 9‬الصفقة ومحتواها‪. 19‬‬

‫‪2‬‬
‫وقد‪ 9‬نص المرسوم على شكلين من أشكال الصفقة التفاوضية‬

‫إما بناءا على عقد التزام يوقعه الراغب في التعاقد ‪ ،‬وعلى دفتر‪ 9‬الشروط الخاصة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفيق السعيد‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 87‬من المرسوم رقم ‪ 2-12-349‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪.2013‬المتعلق بالصفقات العمومية ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫إما بصفة إستثنائية ‪ ،‬بتبادل رسائل أو إتفاقيات خاصة بالنسبة لألعمال المستعجلة التي تهم الدفاع‬ ‫‪-‬‬

‫عن حوزة التراب الوطني‪ ، 9‬أو أمن السكان أو سالمة السير الطرقي ‪ ،‬أو المالحة الجوية أو‬

‫البحرية ‪ ،‬والتي يجب الشروع‪ 9‬في تنفيذها قبل تحديد جميع شروط الصفقة‪.‬‬

‫الحاالت التي يتم اللجوء فيها الى إبرام الصفقات التفاوضية التي ال تحتاج الى إشهار مسبق‬ ‫‪-‬‬

‫وإجراء المنافسة ()يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫االعمال التي ال يمكن أن يعهد بإنجازها ‪ ،‬إعتبارا لضرورات تقنية أو لصبغتها المعقدة التي‬ ‫‪-‬‬

‫تستلزم‪ 9‬خبرة خاصة ‪ ،‬إال لصاحب أعمال معين‪ ،‬بالنظر لما يتوفر‪ 9‬عليه من مواصفات مهنية‬

‫وخبرة تقنية تؤهله لهاذه الصفقة‪.‬‬

‫األعمال التي تقتضي ضرورات الدفاع الوطني أو األمن العام الحفاظ على سريتها‪ ، 9‬ويجب أن‬ ‫‪-‬‬

‫تكون هذه الصفقات موضوع ترخيص مسبق من رئيس الحكومة بالنسبة لكل حالة على حدة ‪،‬‬

‫بناء على تقرير خاص من السلطة الحكومية المعينة‪.‬‬

‫األشياء التي يختص بصنعها‪ 9‬حصريا حاملوا برائة اإلختراع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األعمال التي يجب إنجازها في حالة األستعجال والناجمة عن ظروف‪ 9‬غير متوقعة بالنسبة‬ ‫‪-‬‬

‫لصاحب المشروع ‪ ،‬وغير ثابتة عن عمل منه ‪ ،‬والتي ال تتالئم مع األجال التي يستلزمها‪9‬‬

‫اإلشهار‪ 9‬وإجراء المنافسة ‪ ...‬ويتعلق األمر على الخصوص باألعمال المتعلقة بمواجهة‬

‫خصائص أو ظروف غير متوقعة بالنسبة لصاحب المشروع‪ 9‬وال ترجع إلرادته ‪ ،‬كالزالزل‬

‫والحرائق‪ ، 9‬منشآة مهددة باإلنهيار‪.....‬‬

‫األعمال المستعجلة التي تهم الدفاع عن حوزة التراب الوطني ‪ ،‬أو أمن السكان أو سالمة السير‬ ‫‪-‬‬

‫الطرقي‪ ، 9‬أو المالحة الجوية أو البحرية ‪ ،‬والتي يجب الشروع‪ 9‬في تنفيذها قبل تحديد جميع‬

‫شروط‪ 9‬الصفقة‪.‬‬

‫األعمال المتعلقة بتنظيم الحفالت أو الزيارات الرسمية التي تكتسي صفة إستعجالية وغير متوقعة‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،‬وغير متالئمة مع األجال الالزمة لإلشهار وإجراء المنافسة المسبقيين ‪.‬‬


‫األعمال اإلضافية التي تتطلب إنجازها اإلتمام من المقاول أو المورد‪ 9‬أو الخدماتي الذي سبق أن‬ ‫‪-‬‬

‫أسندت اليه الصفقة ‪.1‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬سندات الطلب‬

‫إذا كانت طرق التعاقد عن طريق‪ 9‬طلب العروض والمباراة والتفاوض تتم وفق مساطر محددة وفق‬

‫المقتضيات المنظمة للصفقات العمومية فإن سندات الطلب تعتبر إستثناءا على ذلك إذ أجاز المشرع‬

‫التعاقد‪ 9‬بهذا االسلوب وفق ما هو مألوف في القانون الخاص وبعيدا عن إجراءات الكتابة والتعقيد ‪.‬‬

‫فسندات الطلب وسيلة تمكن اإلدارة من القيام باقتناء توريدات وبإنجاز أشغال أو خدمات معينة شريطة‬

‫أن ال تتجاوز ذلك قيمة ‪ 200.000‬درهم مع احتساب الرسوم‪9.‬‬

‫وبصفة استثنائية ومراعات لخصوصيات‪ 9‬بعض القطاعات الوزارية ‪ ،‬يمكن لرئيس الحكومة أن يأذن فيما‬

‫يتعلق ببعض األعمال برفع حد مائتي الف درهم ‪ ،‬بموجب قرار يتخده بعد استطالع رأي لجنة الصفقات‬

‫وتأشيرة الوزير‪ 9‬المكلف بالمالية وذلك دون تجاوز ‪ 500.000‬درهم مع احتساب الرسوم‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أثر المساطر اإلستثنائية على المنافسة‬

‫إن مالمسة اإلنعكاس السلبي الذي قد ينجم عن تبني ووضع‪ 9‬مساطر إستثنائية على تلك المساطر المفتوحة‬

‫العادية ‪ ،3‬يقتضي اإلجابة عن سؤالين ‪:‬‬

‫هل تتمتع اإلدارة بالسلطة التقريرية التامة للجوء الى هذه المساطر‪ 9‬وما مذا جدية وموضوعية اإلعتبارات‬

‫التي تستند عليها في إطار هذه المساطر‪ 9‬؟‬

‫‪ 1‬بحث لنيل الدبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام "تطبيقات مبدأ المنافسة في اختيار المتعاقد مع اإلدارة في القانون المغربي‬
‫والموريتاني – الصفقات العمومية نموذجا‪ ."9-‬من إعداد الطالب محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006.2007‬‬
‫‪ 2‬المرسوم رقم ‪ 2-12-349‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪. 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية ‪.‬‬
‫‪ 3‬بحث لنيل الدبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام "تطبيقات مبدأ المنافسة في اختيار المتعاقد مع اإلدارة في القانون المغربي‬
‫والموريتاني – الصفقات العمومية نموذجا‪ ."9-‬من إعداد الطالب محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006.2007‬‬
‫وفي‪ 9‬الواقع إن مسألة الحسم في مذى ما تتمتع به اإلدارة في سلطة تقريرية في اللجوء الى مسطرة دون‬

‫أخرى وباألخص من مسطرة مفتوحة الى أخرى محدودة أو تفاوضية ‪...‬أمرا ليس بالهين إذ أنه من‬

‫صميم اختصاص القاضي اإلداري الذي يلعب دور‪ 9‬الموقف ما بين المصلحة التي تحتمي بها اإلدارة‬

‫وبين الحق الشخصي للفاعلين االقتصادين المتنافسين خاصة في نوازل متغيرة ومختلفة ‪.‬إال أن المشرع‬

‫أقر بصفة أو بأخرى‪ 9‬بتخيير اإلدارة بين عدة طرق كمبدأ عام ‪ ،‬فالمشرع التنظيمي‪ 9‬المغربي‪ 9‬في مراسيمه‬

‫الثالث األخيرة مرسوم (‪.)1998.2007.2013‬قد م طرقا‪ 9‬عدة ما بين عادية واستثنائية يمكن لإلدارة‬

‫التعاقد‪ 9‬عن طريقها ‪.‬إن التطور الحاصل في طبيعة المساطر‪ 9‬مساير للتطورات المستجدة ال يقتضي‬

‫بالضرورة تجاوز كل المساطر‪ 9‬الحالية لمساوء وعراقيل تحول دون المنافسة لذلك يجب دائما ضبط‬

‫وعقلنة ما تملكه اإلدارة من سلطة اإلختيار بين الطرق ما دام إطالق العنان لها قد يؤدي الى الشطط في‬

‫الموازنة بين الطرق لصالح فئة دون أخرى ولعل هذا الخطر قد انتبهة له الوزارة األولى المغربية حيث‬

‫أصدرت منشورا‪ 9‬تحذر من مغبة ما تتمتع االدارة به من سلطة تقديرية في هذا المجال وبالتالي‪ 9‬يلزم أن‬

‫يكون االختيار قائم على أساس موضوعي‪ 9‬بعيد عن االستبداد‪ 9‬والتعسف ‪.‬‬

‫مما سبق فغن السلطة التقديرية لإلدارة في اإلختيار بين المساطر‪ 9‬المفتوحة الى المساطر اإلستثنائية يشكل‬

‫أرضية خصبة لتحويل مسار التفويت من اطار الشرعية الى مسار مناف تماما ‪ ،‬لذلك فإن مدى هذه‬

‫السلطة يطرح اشكالية عويصة تتعلق ليس فقط بالشرعية وإنما بالمالئمة وما تكرسه من مساواة وعدالة ‪،‬‬

‫مما يفرض أن تتم عملية إختيار المساطر‪ 9‬اإلستثنائية إنما بناءا على معايير موضوعية قوامها العقالنية‬

‫والمصلحة ولعل الدور الذي يعول عليه هنا لرسم معالم واضحة لنطاق هذه السلطة في االختيار ما بين‬

‫تنظيم‪ 9‬المسطرة اإلستثنائية المحدودة أو إنتقائية دون األخرى المفتوحة هو ما يكرسه القاضي اإلداري من‬

‫مبادئ وقواعد‪ 9‬في هذا المجال وغيره من المجاالت المرتبطة بتصرفات اإلدارة ‪.‬‬

‫إن مناط العلة في منح اإلدارة الحرية بواسطة سلطتها التقديرية في االختيار‪ 9‬للمساطر‪ 9‬اإلستثنائية عموما‬

‫يفترض أن يكون مستندا على المصلحة العامة والتي ترتبط‪ 9‬بميدان الصفقات بالتعاقد مع المقاولة أو‬
‫الشخص الذي يستجيب لهذه المصلحة لما سيقدمه لألشغال أو خدمات أو توريدات ‪...‬تراعي األبعاد‬

‫المالية والتقنية المطلوبة وفق الضمانات المطلوبة ‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫د‪ .‬محمد األعرج " نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية وفق قرارات وأحكام القضاء‬ ‫‪-‬‬
‫اإلداري المغربي"‪ .‬منشورات‪ 9‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2011‬‬

‫د‪ .‬محمد باهي" منازعات الصفقات العمومية للجماعات الترابية أمام المحاكم اإلدارية "‪.‬الجزء‬ ‫‪-‬‬
‫األول ‪ ،‬والجزء الثاني ‪ ،‬طبعة ‪.2015‬‬

‫د ‪ .‬محمد المرغدي "المنافسة ابعادها االقتصادية والقانونية " الجزء األول طبعة ‪، 2014‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلسلة مواضيع‪ 9‬الساعة ‪ ،‬سلسلة منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ‪.‬‬

‫د ‪ .‬مليكة الصروخ " الصفقات العمومية في المغرب ‪ -‬األشغال ‪ -‬التوريدات‪ - 9‬الخدمات "‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة الثانية ‪2012 ،‬‬
‫بحث لنيل الدبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام "تطبيقات مبدأ المنافسة في اختيار‬ ‫‪-‬‬
‫المتعاقد‪ 9‬مع اإلدارة في القانون المغربي والموريتاني‪ – 9‬الصفقات العمومية نموذجا‪ ."-‬من إعداد‬
‫الطالب محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد هللا‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006.2007‬‬

‫الدستور الجديد للمملكة الصادر في ‪2011‬‬ ‫‪-‬‬

‫قانون رقم ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قانون رقم ‪ 104.12‬المتعلق بحرية األسعار والمنافسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم رقم ‪ 2.14.652‬بتطبيق القانون رقم ‪ 104.12‬المتعلق بحرية االسعار‬ ‫‪-‬‬


‫والمنافسة‬

‫المرسوم رقم ‪ 2-12-349‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪. 2013‬المتعلق بالصفقات‬ ‫‪-‬‬


‫العمومية ‪.‬‬

You might also like