You are on page 1of 75

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الشهيد الشيخ العربي التبس ي – تبسة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬
‫اللرقم التسلسلي‪2023 /.................... :‬‬
‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماسترأكاديمي ( ل م د )‬

‫فرع‪ :‬العلوم االقتصادية‬

‫التخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬


‫املذكرة موسومة بـ ‪:‬‬

‫واقع األمن الغذائي املستدام في الجزائر للفترة‬


‫‪2020-2010‬‬
‫إشراف األستاذ (ة)‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬
‫‪ -‬شنن نبيل‬ ‫‪ -‬طرطار سماح‬
‫‪ -‬سليمي كنزة‬
‫أعضاء لجنة املناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬رايس فضيل‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬شنن نبيل‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬مالح وئام‬
‫السنة الجامعية ‪2023-2022 :‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحي ــم‬

‫" ن والقـلم وما يسطرون "‬


‫اآلية‪ )01( :‬من سورة القـلم‬
‫شكر وعرفـان‬
‫الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على أداء هذا‬
‫الواجب ووفقنا إلى انجاز هذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫أتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدنا من قريب أو من‬
‫بعيد على انجاز هذا العمل وفي تذليل ما واجهناه من صعوبات‪.‬‬
‫واخص بالذكر األستاذ الذي اشرف على هذا العمل الدكتور شنن‬
‫نبيل الذي لم يبخل علينا بتوجيهاته ونصائحه القيمة التي كانت عونا لنا‬
‫في إتمام هذه المذكرة‪.‬‬
‫كما ال يفوتنا ونحن بصدد تقديم هذه المذكرة أن نشكر ونحن‬
‫ممتنين بالعرفـان إلى كل األساتذة الذين درسنا عندهم في السنوات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫كما نتقدم بخالص الشكر إلى كل الزمالء والزميالت الذين درسوا معنا‬
‫‪.‬منذ البداية‪.‬‬
‫اإلهــداء‬
‫إلى التي جعل هللا الجنة تحت أقدامها‪ ،‬والتي غمرتنا بعطفها وحنانها‬

‫وأنارت لنا درب حياتنا بحبها‪.‬‬

‫إلى الصدر الحنون أمي الغالية حفظها هللا وأطال في عمرها‪.‬‬

‫إلى الذي ربانا على الفضيلة واألخالق‪ ،‬وكان لنا درع أمان نحتم به‬

‫وتحمل عبء الحياة حتى ال نحس بالحرمان‪.‬‬

‫إلى أبي العزيز حفظه هللا وأطال في عمره‪.‬‬

‫إلى إخوتي وأخواتي و زمالء الدراسة‪.‬‬

‫إلى كل من وقف معنا في لحظات الصعاب وساعدنا ولو بكلمة‪.‬‬

‫إلى كل هؤالء نهدي ثمرة هذا العمل المتواضع‪.‬‬


‫اإلهــداء‬
‫اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا‪،‬‬
‫نحمد هللا عز وجل أنه وفقنا إلى إنجاز هذا العمل المتواضع‬
‫إلى خير األنام‪ ،‬الحبيب المصطفى‪ ،‬سيدنا وحبيبنا محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫إلى قرة عيني‪ ،‬إلى من جعلت الجنة تحت قدميها‪ ،‬إلى التي حرمت نفسها‬
‫وأعطتني‪ ،‬ومن نبع حنانها سقتني‪ ...‬إلى من وهبتني الحياة‪...‬منحتني الحب‬
‫والحنان‪ ،‬وربتني‬
‫حبيبتي أمي الحنونة‬
‫إلى من يزيدني انتسابي له وذكره فخرا واعتزازا وإلى من سهر الليالي من أجل‬
‫تربيتي وتعليمي‪ ،‬وجعلني أكبر في أزكى وأطهر فضيلة‬
‫ابي العزيز‬
‫إلى بسمة فؤادي وعماد حياتي أختي أميمة وأخوي زياد وعبد الرحيم‬
‫إلى أصدقـائي وأحبتي وعلى رأسهم عواطف ساسي‬
‫إلى كل من شاهدت األقدار أن تجمعني بهم حدائق الدراسة وتجعل منهم‬
‫أشقـاء‬
‫إلى كل أهلي وأقـاربي وأحبابي‬
‫إلى كل من ذكره قـلبي ونسيه قـلمي‬
‫ملخص البحث‪:‬‬

‫باللغة العربية‪:‬‬

‫يعتبر موضوع األمن الغذائي من المواضيع الهامة في الوقت الراهن‪ ،‬وذلك بالتركيز‬
‫على مؤشرات األمن الغذائي المستدام والذي يعتبر من أهم القضايا اإلستراتيجية التي تهتم‬
‫بضمان توفير كميات كافية من الغذاء الصحي والمغذي للسكان بطريقة مستدامة ومستقرة‪ ،‬من‬
‫خالل التركيز على أهم المؤشرات‪ ،‬إذ شهد في الجزائر عدة تقلبات وتحديات باإلضافة إلى‬
‫السياسات التي أتبعتها الجزائر وتركيزها على الجانب الزراعي الذي يخدم تحقيق األمن الغذائي‬
‫المستدام‪.‬‬

‫من خالل هذه الدراسة قمنا بتسليط الضوء على أهم مفاهيم األمن الغذائي والمؤشرات‬
‫المحددة له ومجموعة العوائق و االستراتيجيات المعتمدة لتحقيقه‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحيــــــــة‪ :‬األمن الغذائي المستدام‪ ،‬الفجوة الغذائية‪ ،‬استقرار الغذاء‪،‬‬


‫استراتيجيات األمن الغذائي‬

‫باللغة االنجليزية‪:‬‬

‫‪This study aims to highlight the realities of sustainable food security in Algeria,‬‬
‫‪which is one of the most important strategic issues concerned with ensuring the‬‬
‫‪provision of adequate quantities of healthy and nutritious food to the population‬‬
‫‪in a sustainable and stable manner by focusing on the most important indicators.‬‬
‫‪Algeria has witnessed several fluctuations and challenges in addition to Algeria's‬‬
‫‪policies and its focus on the agricultural aspect that serves to achieve its food‬‬
‫‪security .Finally, through the study's findings, a range of strategies have been‬‬
‫‪reached through which to address the challenges that have arisen.‬‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫اإلهداء‬

‫الشكر‬

‫ملخص‬

‫فهرس المحتويات‬

‫قائمة الجداول واألشكال‬

‫أ‪-‬ج‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫‪02‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬األدبيات النظرية لألمن الغذائي المستدام‬


‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لألمن الغذائي المستدام‬

‫‪03‬‬ ‫أوال‪ :‬األمن الغذائي‬

‫‪07‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التنمية المستدامة‬


‫‪14‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األمن الغذائي المستدام‬
‫‪17‬‬ ‫رابعا‪ :‬الفجوة الغذائية‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات األمن الغذائي المستدام‬
‫‪19‬‬ ‫أوال‪ :‬مؤشر توفر الغذاء‬
‫‪20‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مؤشر الحصول على الغذاء‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مؤشر استقرار الغذاء‬
‫‪20‬‬ ‫رابعا‪ :‬مؤشر االستفادة من الغذاء‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األدبيات التطبيقية لألمن الغذائي المستدام‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عرض الدراسات السابقة‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬دراسات محلية‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دراسات أجنبية‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية‬
‫‪33‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األمن الغذائي المستدام في الجزائر خالل الفترة ‪2020 -2010‬‬
‫‪35‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬األمن الغذائي في الجزائر‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور وضعية اإلنتاج الغذائي في الجزائر‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -1‬مساحة األراضي الزراعية‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -2‬تحليل تطور إنتاج وإنتاجية الحبوب‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -3‬تحليل تطور إنتاج وإنتاجية الخضر‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -4‬تحليل تطور إنتاج وإنتاجية الفواكه‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -5‬تحليل تطور إنتاج وإنتاجية اللحوم‬
‫‪43‬‬ ‫‪ - 6‬تطور إنتاج الحليب‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قياس األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -1‬مؤشر توفر اإلمدادات الغذائية في الجزائر‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -2‬مؤشر الوصول إلى الغذاء‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -3‬مؤشر استقرار اإلمدادات الغذائية‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -4‬مؤشر استخدام األغذية‬
‫‪48‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آفاق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬معوقات األمن الغذائي‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االستراتيجيات المتبعة لتحقيق األمن الغذائي‬
‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪53‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪57‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬قائمة الجداول‬


‫الصفحة‬ ‫الجدول‬ ‫الرقم‬

‫‪36‬‬ ‫مقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية‬ ‫(‪)1_1‬‬

‫‪41‬‬ ‫مساحة األراضي المستعملة للزراعة‬ ‫(‪)1_2‬‬

‫‪43‬‬ ‫تطور انتاج الحبوب للفترة ‪2019_2010‬‬ ‫(‪)2_2‬‬

‫‪45‬‬ ‫تطور مؤشرات الحبوب للفترة ‪2019_2014‬‬ ‫(‪)3_2‬‬

‫‪46‬‬ ‫تطور مؤشرات الخضر للفترة ‪2019_2014‬‬ ‫(‪)4_2‬‬

‫‪47‬‬ ‫يوضح تطورات مؤشرات الفواكه ‪2019_2014‬‬ ‫(‪)5_2‬‬

‫‪48‬‬ ‫تطور مؤشرات اللحوم للفترة ‪2019_2014‬‬ ‫(‪)6_2‬‬

‫‪46‬‬ ‫تطور مؤشرات الحليب للفترة ‪2019_2010‬‬ ‫(‪)7_2‬‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫الشكل‬ ‫الرقم‬

‫‪34‬‬ ‫مؤشرات التنمية المستدامة‬ ‫(‪)1_1‬‬

‫‪42‬‬ ‫تطور إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪2019-2014‬‬ ‫(‪)2_1‬‬

‫‪50‬‬ ‫متوسط كفاية اإلمدادات الغذائية‬ ‫(‪)3_1‬‬


‫مقدمـــــــــــــــة‬

‫من أهم التحديات التي تواجه دول العالم األمن الغذائي‪ ،‬وذلك ألن تحقيقه ليس باألمر السهل‪ ،‬ورهان‬
‫تحقيق األمن الغذائي هو ضمان إمدادات كافية من الغذاء أمام فجوة غذائية قوية حيث تسعى العديد من‬
‫الدول الناجحة نحو دفع عجلة التنمية بمختلف أبعادها خاصة الزراعية منها السيما بعد األزمة العالمية‬
‫للغذاء‪ ،‬للنهوض بالقطاع الزراعي والتقليل من درجة التبعية الغذائية والتخفيف من آثارها السلبية على‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫األمن الغذائي هو توفير اإلمكانيات المادية واالجتماعية واالقتصادية للحصول على أغذية صحية‬
‫كافية وآمنة وذات قيمة غذائية مناسبة‪ .‬والجزائر كباقي الدول تسعي لتحقيق أمنها الغذائي المستدام‪ ،‬وتعزيز‬
‫استقاللها الغذائي لمواجهة النقص المتوقع في إمدادات الغذاء‪.‬ولكن بالرغم من المبادرات المشجعة فان‬
‫التحديات الحالية تجعل السيادة الغذائية شبه مستحيلة أنيا‪ .‬بل عليها أن تتحقق عبر مراحل وجملة من‬
‫اإلجراءات واالستثمارات والتحفيزات التي من شأنها تصب كلها في هذا التوجه ‪.‬‬

‫سخرت الجزائر كل مجهوداتها لتحقيق على أمنها الغذائي فلم تعتمد على صادرات المحروقات فقط بل‬
‫اتجهت إلى اإلنتاج المحلي من حبوب وعلى رأسها القمح لسد حاجيات المواطن‪ .‬وعملت على تشجيع‬
‫الفالحة الذكية من خالل إعطاء أهمية كبيرة للبحث العلمي المتخصص في مجال الزراعة وتحفيز الشباب‬
‫على االنخراط في الب ارمج ذات الطابع الفالحي‪ ،‬كما عملت على دعم الفالحة المحلية ال سيما في المناطق‬
‫الصحراوية‪ ،‬وإعطاء فرص للشباب إلنشاء مشاريع مصغرة بهدف توفير المواد الغذائية األساسية التي‬
‫يحتاجها المواطن يوميا‪ ،‬ومن جهة أخرى قامت بعدة إصالحات تتعلق بالبرنامج الوطني للتنمية الفالحية‬
‫والريفية من توسيع األراضي الفالحية ووضع مخططات إستراتيجية للنهوض بالقطاع الفالحي‪.‬‬

‫حيث قمنا بتقسيم هذه الدراسة إلى فصلين تخلل كل فصل مبحثين‪ ،‬تحدثنا في المبحث األول حول‬
‫االدبيات النظرية للدراسة‪ ،‬أما في المحث الثاني تحدثا على االدبيات التطبيقية لألمن الغذائي‪.‬‬

‫في الفصل الثاني تطرقنا كذلك إلى مبحثين تحدثنا في المبحث األول وضعية األمن الغذائي في‬
‫الجزائر‪ ،‬أما المبحث الثاني فكان أفاق األمن الغذائي في الجزائر‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪ :‬تسعى الجزائر كغيرها من دول العالم إلى تحقيق األمن الغذائي من خالل العديد‬ ‫‪-1‬‬
‫من االستراتيجيات والبرامج التي تضمن تأمين قدر كبير حاجيات أف ارد المجتمع من الغذاء‪ ،‬ومما سبق‬
‫يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫أ‬
‫مقدمـــــــــــــــة‬

‫إلى أي مدى استطاعت الجزائر تحقيق أمنها الغذائي في ظل مؤشرات األمن الغذائي العالمي خالل‬
‫الفترة ‪2020-2010‬؟‬
‫‪ -2‬األسئلة الفرعية‪ :‬ولمعالجة هذه اإلشكالية‪ ،‬يمكن طرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫• هل يحقق اإلنتاج الغذائي في الجزائر األمن الغذائي؟‬
‫• ماهو واقع األمن الغذائي المستدام في الجزائر في ظل مؤشرات األمن الغذائي العالمي ؟‬
‫• ماهي التحديات التي تواجهها الجزائر لتحقيق األمن الغذائي المستدام؟‬
‫• ما هي أهم التدابير التي انتهجتها الجزائر لتحقيق األمن الغذائي المستدام؟‬
‫‪ -3‬الفرضيات‪:‬‬
‫لإلجابة على األسئلة الفرعية نقوم بصياغة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫• اإلنتاج الغذائي في الجزائر يمكن أن يحقق لها األمن الغذائي حيث رغم صعوبات التي واجهت اإلنتاج‬
‫الغذائي العالمي فالجزائر استطاعت توفير وإتاحة الغذاء للفرد بالكمية الالزمة‪.‬‬
‫• تحتل الجزائر مراتب متقدمة وفقا لمؤشرات األمن الغذائي المستدام (توفر اإلمدادات الغذائية‪ ،‬الحصول‬
‫على الغذاء‪ ،‬استقرار اإلمدادات الغذائية‪ ،‬استخدام الغذاء)‪.‬‬
‫• لم تواجه الجزائر أية تحديات لتحقيق األمن الغذائي المستدام‪.‬‬
‫• تبنت الجزائر العديد من االستراتيجيات لتحقيق أمنها الغذائي‪.‬‬
‫‪ -4‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ألن هذا الموضوع يعتبر حديث الساعة‪ ،‬وكذا الميول الذاتي لهذا البحث في مجال األمن الغذائي بعد‬
‫أن عشنا اضطرابات لجائحة كورونا وانعكاساتها على االقتصاد منها ارتفاع أسعار السلع الغذائية نظ ار‬
‫لالرتباط الوثيق بين األمن الغذائي واألمن االجتماعي والسياسي والقومي فإننا قمنا بدراسة هذه الظاهرة‬
‫لتغطية جميع جوانبها‪ ،‬وتبيان أهمية العالقة بين المواطن وأولويات متطلبات حاجته من الغذاء‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تبرز أهمية هذا الموضوع كونه يعتبر مسألة هامة في حياة البشر وذلك ألنه أهم سبب لبقاء‬
‫اإلنسان وتطوره فالعمل على توفير الغذاء يعتبر مسألة هامة في حياة اإلنسان‪ ،‬لذلك حظي‬
‫باالهتمام من كل الجوانب سواء العالمية أو العربية أو المحلية خاصة بعد تزايد أسعار السلع‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمـــــــــــــــة‬

‫‪ -6‬أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى هذه البحث إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫• السعي لمعرفة األسباب الكاملة وراء مشكلة الغذاء في الجزائر‪.‬‬
‫• تحليل المشاكل الغذائية في الجزائر مع محاولة إيجاد الحلول واالستراتيجيات الالزمة لتحقيقه‪.‬‬
‫• الكشف عن طبيعة اإلنتاج الزراعي والفالحي في الجزائر ومدى قدرتهم على تحقيق األمن الغذائي‪،‬‬
‫وما تضمنته الفجوة الغذائية‪.‬‬
‫• تقييم السياسات المنتهجة مع محاولة مناقشة الحلول المطروحة من طرف الدولة الجزائرية بهدف‬
‫تحقيق أمنها الغذائي‪.‬‬
‫‪ -7‬حدود البحث‪:‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬تم دراسة هذا الموضوع على مستوى الجزائر كنموذج‪.‬‬
‫الحدود الزمنية‪ :‬حيث تم اعتماد المجال الزمني للدراسة خالل الفترة من ‪.2020-2010‬‬
‫‪ -8‬منهج وأدوات البحث‪ :‬اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي والتحليلي‪ ،‬بحيث قمنا بوصف‬
‫الوضع الراهن وواقع األمن الغذائي على مستوى الجزائر‪ ،‬والتغيرات التي شاهدتها مؤشرات األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬مع عرض الدراسات السابقة ومقارنتها مع دراستنا الحالية كما قمنا بتحليل أكثر المؤشرات‬
‫القياسية لألمن الغذائي الجزائري وإتاحته الغذائية وتوفره محليا باالعتماد على مختلف البيانات‬
‫واإلحصائيات والمؤشرات الصادرة عن بعض المنظمات كالبيانات الدولية وغيرها‪.‬‬

‫ج‬
1
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫تمهيـــد‪:‬‬

‫األمن الغذائي المستدام هو مفهوم شامل يركز على توفير الغذاء الكافي والصحي للسكان‬
‫الحاليين واألجيال القادمة‪ ،‬مع الحفاظ على استدامة النظم الغذائية والموارد الطبيعية‪ ،‬بحيث يهدف‬
‫األمن الغذائي المستدام إلى تحقيق توازن بين اإلنتاج الغذائي والتوزيع العادل واالستهالك المستدام‪،‬‬
‫والحفاظ على التنوع البيولوجي والمحافظة على البيئة‪ ،‬والذي يتضمن مجموعة األهداف كزيادة‬
‫اإلنتاجية الزراعية والتنوع البيولوجي‪ ،‬للحفاظ على األنظمة البيئية وضمان استدامة اإلنتاج الزراعي‬
‫باإلضافة إلى التغذية والصحة بتوفير الغذاء الصحي والتغذية المتوازنة للسكان‪ .‬ويقسم هذا الفصل إلى‬
‫المباحث التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األدبيات النظـرية لألمن الغذائي المستدام‪.‬‬


‫‪ -‬األدبيات التطبيقية لألمن الغذائي المستدام‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫المبحث األول‪:‬األدبيات النظرية لألمن الغذائي المستدام‬


‫تهدف دراستنا هذه إلى تسليط الضوء على بعد مهم لألمن اإلنساني‪ ،‬أال وهو األمن الغذائي‬
‫المستدام الذي يهتم بضمان حصول الفرد على الغذاء الكافي والسليم بوصفه حقا من حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وبذلك قصمنا هذا المبحث إلي مطلبين تحدثنا في المطلب األول على اإلطار المفاهيمي لألمن الغذائي‬
‫المستدام‪ ،‬أما في المطلب الثاني فخصصناه لمؤشرات األمن الغذائي المستدام ‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬اإلطار المفاهيمي لألمن الغذائي المستدام‬


‫يعتبر األمن الغذائي من الضروريات التي تسعى الدول لتحقيقها‪ ،‬في سبيل توفير االحتياجات‬
‫الغذائية لشعوبها وتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬مع الحفاظ على قسط األجيال القادمة فيما يعرف باألمن‬
‫الغذائي المستدام‪ ،‬وفي هذا المطلب سيتم التعرف على األمن الغذائي‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬األمن‬
‫الغذائي المستدام والفجوة الغذائية ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األمن الغذائي‬
‫‪ .1‬تعريف األمن الغذائي ‪:‬‬
‫لألمن الغذائي العديد من التعاريف‪ ،‬يعرف األمن الغذائي بأنه‪" :‬قدرة الدولة على تأمين الغذاء‬
‫لمواطنيها سواء كان ذلك باإلنتاج المحلي أو بتأمين استيراد األمن الغير المتعرض لتذبذب أو األخطار‬
‫من الخارج "‪.1‬‬
‫كما يعرف األمن الغذائي على أنه‪" :‬يعتبر الغذاء شرطا أساسيا من شروط بقاء الكائن البشري‪،‬‬
‫لكن ذلك البقاء مرهون بدرجة كبيرة جدا بتأمين قضية الغذاء لفترات محدودة من الزمن‪ ،‬فقد قامت‬
‫إحدى المنظمات العالمية بتوحيد الرؤى حول قضية األمن الغذائي نتيجة اهتمامها بهذه القضية المتعلقة‬
‫باإلنسان"‪ .‬كما عرف األمن الغذائي بأنه‪ :‬توافر الغذاء لكل فرد من الشعب في أي فترة بكمية ونوعية‬
‫‪2‬‬
‫كافية تضمن له حياة صحية‪ ،‬سليمة ونشطة"‬

‫رزايقية غراب‪،‬إشكالية األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪ -‬واقع وآفاق‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫التجارية‪ ،‬العدد ‪،2015 -13‬ص‪56‬‬


‫سالطنية بلقاسم‪،‬عرعور مليكة‪ ،‬معالجة تصويرية لمفهوم األمن الغذائي وأبعاده‪،‬مجلة كلية األدب والعلوم اإلنسانية‬ ‫‪2‬‬

‫واالجتماعية‪،‬قسم علوم االجتماع‪،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪،‬العدد‪، 2009-05‬ص‪.06‬‬


‫‪3‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫أيضا نجد تعريف األمن الغذائي بأنه ‪":‬يكون األمن الغذائي عندما يكون باستطاعة جميع الناس‪،‬‬
‫وفي كل األوقات الحصول على الغذاء الكافي‪ ،‬اآلمن‪ ،‬والمغذي لتلبية احتياجاتهم من أجل التنمية بنمط‬
‫حياة صحي ونشط "‪.1‬‬
‫يمكن التمييز بين مستويين لألمن الغذائي ‪ ":‬مطلق ونسبي‪ ،‬فاألمن الغذائي المطلق يعني إنتاج‬
‫الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي‪ ،‬وهذا المستوى مرادف لالكتفاء الذاتي‬
‫الكامل‪ ،‬ويعرف أيضا باألمن الغذائي الذاتي ‪.‬أما األمن الغذائي النسبي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة‬
‫من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا "‪.2‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن تعريف األمن الغذائي هو قدرة الدولة على تأمين الغذاء لمواطنيها‬
‫سواء كان ذلك باإلنتاج المحلي أو باالستيراد من الخارج‪ ،‬أي يجب على الغذاء أن يكون متوفر لكل‬
‫فرد من الشعب في أي فترة بكمية ونوعية كافية تضمن حيات صحية ‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل المؤثرة في األمن الغذائي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫يتأثر األمن الغذائي بمجموعة من العوامل نذكر منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل الديمغرافية‪ :‬يعد التزايد السكاني العامل األساسي في تفاقم مشكلة الغذاء إذا يشهد حجم‬
‫السكان تسارعا ملحوظا بمعدل يفوق متوسط معدالت نمو اإلنتاج الزراعي‪ ،‬هذا ما يؤدي إلى اختالف‬
‫مستوى عرض وطلب الغذاء‪ ،‬كما أن هذا التزايد الكمي للسكان قد يرافقه تغيير جوهري في توزيع‬
‫السكان بين الريف والحض‪ ،‬مما يؤدي إلى تراجع أداء القطاع الزراعي في هذه المناطق من جهة‬
‫والتوسع العمراني على حساب األراضي الزراعية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العوامل الطبيعية‪ :‬يغزى قصور اإلنتاج الزراعي بشكل عام عن إشباع الحاجيات الغذائية إلى‬
‫جملة من العوامل الطبيعية أهمها‪:‬‬
‫• انخفاض نسبة األراضي الصالحة للزراعة مقارنة مع المساحات الكلية‪.‬‬
‫• اعتماد اغلب الزراعات على العوامل المناخية التي تتميز بالتذبذب والتقلب من عام إلى آخر‪.‬‬

‫هاجر حالفة‪ ،‬األمن الغذائي بين إشكالية تعدد المضامين وتنامي التهديدات‪،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة‪ ،‬دفاتر‬ ‫‪1‬‬

‫المتوسط‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫يوسف بن يزة‪ ،‬محددات ومهددات األمن الغذائي في المنطقة العربية‪،‬جامعة باتنة ‪،‬ص‪15‬‬ ‫‪2‬‬

‫زريقة غراب‪ ،‬إشكالية األمن الغذائي المستدام في الجزائر ‪:‬واقع وآفاق‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪. 58-57‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫• عدم كفاية مصادر المياه وسوء استغاللها والميل نحو االنتقال من الزراعة المطرية إلى الزراعة‬
‫المروية‪.‬‬
‫دور اإلنسان في اإلسراف الالعقالني للخيرات الطبيعية وتدمير البيئة‪ ،‬والذي له أثر كبير في‬ ‫•‬
‫استفحال أزمة الغذاء‬
‫• التوسع العمراني على حساب األراضي الصالحة للزراعة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الخيرات التنموية الكلية ‪ :‬تنطوي عملية التنمية عادة على تحول االقتصاد من وضع تهيمن فيه‬
‫الزراعة إلى اقتصاد يتعاظم فيه دور القطاعات االقتصادية األخرى‪ ،‬وفي الكثير من االستراتيجيات‬
‫التنموية ال تقوم الزراعة إال بدور ثانوي داعم‪ ،‬وكثي ار ما كانت تغفل أهمية التفاعالت االيجابية بين‬
‫الزراعة والقطاعات األخرى‪ ،‬كما ال يعطي اهتماما كبي ار لتعزيز البحث واالستثمارات في الزراعة‪ ،‬رغم‬
‫قول بعض االقتصاديين أن أي ثروة صناعية تحدث ال بد أن تسبقها بعقود على األقل ثورة خضراء أو‬
‫زراعية كما حدث في الصين واليابان ‪.‬‬

‫‪ -3‬أركان األمن الغذائي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تتمثل أركان األمن الغذائي فيما يلي ‪:‬‬

‫يتطلب تحقيق األمن الغذائي وجود مجموعة من العوامل المادية التي تضمن تدفق األغذية إلى‬
‫األشخاص (توافر وصول واستخدام الغذاء)‪ ،‬باإلضافة إلى العامل الزمني الذي يتمثل في استقرار‬
‫العوامل الثالثة األولى‪ ،‬واالستقرار على المدى الطويل يقود إلى تحقيق استدامة األمن الغذائي ‪.‬‬
‫إن توافر الغذاء يرتبط بعرض السلع الغذائية بنوعية جيدة وبكمية كافية باالعتماد على اإلنتاج‬
‫المحلي والتجارة الخارجية بشرط أن تكون نسبة اإلنتاج المحلي اكبر من نسبة الواردات‪ ،‬أما وصول‬
‫الغذاء وإتاحته واستخدامه فيكون عن طريق القدرة على تأمين الغذاء على مستوى األسواق ووسائل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬مع مراعاة مسألة القدرة الشرائية ودرجة تكامل األسواق والسياسات السعرية الحكومية والقدرة‬
‫على تحمل التكاليف ‪.‬‬

‫بن عيسى كمال الدين ‪،‬كبيري فتيحة‪ ،‬تحدي األمن الغذائي في الجزائر‪ -‬دراسة قياسية خالل الفترة ‪2015-1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪،‬المجلد‪، 14‬العدد‪ 2018، 19‬ص‪. 3‬‬


‫‪5‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫كما يجب أن يكون هناك توزيع العادل لمختلف طبقات المجتمع بما في ذلك الهشة ألنه قد يكون‬
‫هناك غذاء وفير على المستوى القطري لكن ال يصل إلى الفقراء بسبب محدودية الدخل ويضمن‬
‫استقرار الركائز السابقة عملية تحقيق األمن الغذائي بصفة مستدامة‪.‬‬

‫‪ -4‬آليات تحقيق األمن الغذائي‬

‫إن تزايد مشاكل الغذاء في العالم بأسره‪ ،‬ومعانات العديد من الدول من فجوة الغذاء استدعى أن‬
‫تتجه الدول في سياستها ضد الجوع والنعدام األمن الغذائي مجموعة من اآلليات والتي يمكن تصنيفها‬
‫‪1‬‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اآلليات القانونية‪ .‬وتتمثل في‪:‬‬


‫• توفير قوانين مالئمة وتطبيق قوانين اإلصالح الزراعي مشكل صارم‪ ،‬بتوزيع الملكيات الزراعية‬
‫الكبيرة إلى ذوي االختصاصات والكفاءات الزراعية ‪.‬‬
‫• جذب االستثمارات والخبرات األجنبية من خالل وضع أطر قانونية تعمل على تسهيل إجراءات‬
‫االستثمار وتوفير البيئة العملية المساعدة ‪.‬‬
‫• تحرير المحاصيل والمنتجات من القيود السياسية والجمركية‪ ،‬وتحرير التجارة بالسلع الزراعية‬
‫المحلية وتوفير الحماية من منافسة المنتجات األجنبية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلليات المؤسساتية‪ .‬من أهم هذه اآلليات نذكر‪:‬‬
‫• إقامة خاليا ومراكز معينة بتطوير وتحسين اإلنتاج الغذائي بتبني سياسات واستراتيجيات‬
‫مدروسة‪.‬‬
‫• تشجيع تأسيس المؤسسات الصغيرة التي تهتم بالمشاريع الزراعية النوعية والتي تعنى بزيادة‬
‫اإلنتاج وتحسينه‪.‬‬
‫• عمل المؤسسات الرسمية على وضع السياسات التي تؤدي إلى زيادة اإلنتاج وتوفير الغذاء‬
‫كهدف استراتيجي تسعى أي دولة لتحقيقه‪ ،‬وتجنبا لمخاطر استخدام الغذاء كأداة لممارسة‬
‫الضغوط السياسية واالقتصادية من قبل الدول المصدرة ‪.‬‬

‫هاجر خالفة‪ ،‬األمن الغذائي بين إشكالية تعدد المضامين وتنامي التهديدات‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪22-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫• سعي المؤسسات الرسمية إلى وضع سياسات فعالة في حالة مواجهة االرتفاع الحاد في أسعار‬
‫السلع الغذائية‪.‬‬
‫ت‪ -‬اآلليات اإلجرائية‪ :‬وتتمثل هذه اآلليات في‪:‬‬
‫• تشجيع ودعم الحركات التعاونية الزراعية‪ ،‬وخاصة التعاون اإلنتاجي وتوفير كل المستلزمات‬
‫لنجاح هذا األخير‪.‬‬
‫• توفير مختلف مستلزمات اإلنتاج الزراعي من مكنة‪ ،‬بذور محسنة‪ ،‬أسمدة وحيوانات مهجنة‪.‬‬
‫• انتقاء األطر الفنية وتأهيلها وتوزيعها على األماكن المناسبة لتوفير الغذاء وتحسين جودته ‪.‬‬
‫• منح االمتيازات والتسهيالت للدول الراغبة في إنتاج المحاصيل الزراعية التي تعاني الدول‬
‫النامية نقصا فيها ‪.‬‬
‫• تطور أنظمة الرقابة على الكافية اإلنتاجية "إنتاجية العمل" من خالل االعتماد على المعطيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫• األصول الرأسمالية‪ ،‬الناتج الرأسمالي المستثمر‪ ،‬النفقات اإلدارية‪ ،‬الطاقة اإلنتاجية المخططة‪،‬‬
‫الطاقة اإلنتاجية الفعلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التنمية المستدامة‬

‫‪ -1‬تعريف التنمية المستدامة ‪:‬‬

‫إن تغيير مجتمع واقتصاد العالم ليعتمد على قاعدة مستدامة هو بمثابة التحدي األكبر في هذه‬
‫المرحلة‪ ،‬فهو تحد لم يسبق له مثيل من حيث حجمه‪ ،‬مضمونة هو العالم بأسره‪ ،‬ويتطلب تغيي ار جذريا‬
‫في الوعي والتنفيذ على حد سواء وينادي لرؤية متجددة‪ ،‬حلم جديد وتوجيهات حديثة لبلورة واقع متطور‬
‫وجديد‪.‬‬
‫العالم منظم بشكل عجيب كي يدعم عيشة رغيدة‪ ،‬لكننا نحن البشر‪ ،‬مسسنا بشكل متواصل بكل‬
‫عنصر ضروري في تركيب ونسيج عالمنا المعقد‪ ،‬هذا المنهج ينبغي تغييره‪ ،‬من اجل إحداث التوازن‬
‫في هذه المنظومة بشكل كامل ومستدام ‪.‬‬
‫إن الغاية من تحديد مصطلح االستدامة كمبدأ تنظيمي هي إعداد منظمة متشابكة تعمل جيدا بين‬
‫الفرد‪ ،‬المجتمع‪ ،‬االقتصاد والقدرة على استخراج قدرات تجدد المنظومة البيئية الداعمة للحياة على وجه‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫الكرة األرضية‪ ،‬هذه المنظومة تمثل توازنا معينا في التفاعالت بين مجتمع ما بين قدرة التحمل لدى‬
‫البيئية المحيطة به‪ ،‬وينبغي لهذا التوازن أن يكون بمثابة نقطة االرتكاز األهم في تحديد االستدامة‪.‬‬
‫إن التحديد الحالي األكثر شيوعا لمعنى االستدامة يحرص على اإلنصاف بين األجيال‪ ،‬وهو بال‬
‫شك فكرة هامة‪ ،‬لكنها تخلق صعوبة ما‪ ،‬ألنه ال يمكن دائما تحديد احتياجات األجيال القادمة بسهولة‪،‬‬
‫تحديد بديل للعالقات بين المجتمع وطاقة التحمل للبيئة المحيطة به يطرح نهوضا عمليا أفضل‪ ،‬ألنه‬
‫يشتمل على عدد من متغيرات التطوير القابلة للقياس مثل ‪:‬عدد السكان‪ ،‬سرعة استنفاذ المواد‪ ،‬تأثيرات‬
‫على القدرة االستيعابية للمصارف‪ ،‬قياس الرفاهية‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬وعليه يطرح تحديد لالستدامة ساري‬
‫المفعول أيضا بالنسبة للمجموعات السكانية من كل األطراف‪ ،‬وكذلك بشكل خاص بالمجوعات‬
‫‪1‬‬
‫البشرية‪.‬‬
‫من خالل هذا تعرف االستدامة بأنها ‪":‬توازن ديناميكي في صيرورة التفاعل بين المجتمع وبين قدرة‬
‫االحتمال البيئية بحيث تتطور المجموعة السكانية حتى درجة تعبيرها عن أقصى درجات طاقتها دون‬
‫التأثير بشكل سلبي ودائم على قدرة االحتمال التي تتمتع بها البيئة التي تعتمد عليها "‪.‬‬

‫لقد تعددت التعاريف والمفاهيم المتعلقة بالتنمية المستدامة خيث عرفت التنمية المستدامة بأنها‬
‫"التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو األضرار بقدرة األجيال القادمة على تلبية‬
‫احتياجاتها"‪ .2‬كما عرفت التنمية المستدامة بأنهاـ‪" :‬التنمية التي توفر حاجات الحاضر دون إعاقة أجيال‬
‫المستقبل من توفير حاجاتهم"‪ 3.‬أو هي التخفيف من وطأة الفقر فقراء العالم خالل تقديم حياة آمنة‬
‫ومستديمة والحد من تالشي الموارد الطبيعية وتدهور البيئة والخلل الثقافي واالستقرار االجتماعي"‪.‬‬

‫تعتبر التنمية المستدامة‪ " :‬بأنها ذلك النشاط االقتصادي الذي يؤدي إلى االرتفاع بالرفاهية‬
‫االجتماعية مع اكبر قدر من الحرص على الموارد الطبيعية المتاحة وبأقل قدر من األضرار واإلساءة‬
‫البيئية"‪. 4‬‬

‫ميخائيل أ‪ .‬بين –ايلي ‪ ،‬االستدامة المبادئ األساسية الخمسة‪ ،‬إطار جديد‪ ،‬ص‪. 3‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمان بن عبد العزيز الجريوي‪ ،‬اثر الوقف في التنمية المستدامة‪،‬جامعة سلمان بن عبد العزيز بالمملكة العربية‬ ‫‪2‬‬

‫السعودية‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫التنمية المستدامة في الوطن العربي بين الواقع والمأمول‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬اإلصدار الحادي عشر‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد هللا حسون محمد وآخرون‪ ،‬التنمية المستدامة المفهوم والعناصر واألبعاد‪ ،‬جامعة ديالي‪ ،‬كلية التربية للعلوم‬ ‫‪4‬‬

‫اإلنسانية‪ ،‬العدد السابع والستون‪ ،‬مجلة ديالي‪ ،2015 ،‬ص‪.341‬‬


‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫كما يمكن القول أنها عملية التناغم فيها استغالل المواد وتوجيهات االستثمار ومناحي التنمية‬
‫التكنولوجية وتغيير المؤسسات على نحو يعزز كال من إمكانات الحاضر والمستقبل للوفاء بحاجيات‬
‫اإلنسان وتطلعاته‪.‬‬
‫كما تعرف أيضا بأنها التنمية الحقيقية ذات القدرة على االستمرار والتواصل من منظور‬
‫استخدامها للموارد الطبيعة التي يمكن أن تحدث من خالل إستراتيجية تتخذ التوازن البيئي كمحور‬
‫ضابط لها لذلك التوازن الذي يمكن أن يتحقق من خالل اإلطار االجتماعي البيئي والذي يهدف إلى‬
‫رفع معيشة األفراد من خالل النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تحافظ على تكامل‬
‫اإلطار البيئي‪.1‬‬
‫ومن خالل ما سبق نستنتج أن التنمية المستدامة هي تلبية حاجيات الجيل الحاضر دون‬
‫المساس بمستقبل األجيال القادمة‪.‬‬
‫فهي تعمل على االرتفاع بالرفاهية االجتماعية واالقتصادية للفرد مع المحافظة على الثروات‬
‫الطبيعية ودون اإلخالل بالنظام البيئي كما تعرف التنمية المستدامة بأنها ذلك التناغم والتوازن بين‬
‫رفاهية اإلنسان وتوفير حاجياته واالستخدام العقالني للموارد الطبيعية والبيئة واالجتماعية والثقافية‬
‫‪ -2‬خصائص التنمية المستدامة ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫للتنمية المستدامة جملة من خصائص نذكر منها ‪:‬‬
‫ديمومة الموارد من خالل التجديد والصيانة للموارد‪.‬‬ ‫•‬
‫االستخدام األمثل للموارد الطبيعية ‪:‬من خالل الترشيد واالهتمام بالموارد بما يضمن تحقيق‬ ‫•‬
‫مصلحة األجيال القادمة ‪.‬‬
‫العمل على وقف رؤى اآلخرين في تعلم للممارسات االيجابية لتحسين البيئة ‪.‬‬ ‫•‬
‫المحافظة على بيئة ‪:‬وذلك من خالل االستناد على األسس واالعتبارات البيئية والتي تشمل‬ ‫•‬
‫المصادر المتجددة والغير متجددة بحيث ال يؤدي الصرر المتولد من المخلفات بقدرة األرض‬
‫على باستيعابها حاليا أو مستقبليا ‪.‬‬

‫بوزيان الرحماني هاجر‪ ،‬بكدي فطيمة‪ ،‬التنمية المستدامة في الجزائر بين حتمية التطور وواقع التسيير‪ ،‬المركز‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعي بخميس مليانة‪ ،‬ص‪.2-1‬‬


‫عباس علي كريدي‪ ،‬تحليل محتوى كتاب الجغرافية للصف الخامس األدبي في ضوء أبعاد التنمية المستدامة‪ ،‬مديرية‬ ‫‪2‬‬

‫تربية بغداد الرصافة ‪ ،2‬مجلة دراسات تربوية‪ ،‬العدد‪ ،2020 ،51‬ص‪.232‬‬


‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫‪ -3‬أبعاد التنمية المستدامة ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫من اجل توضيح التنمية المستدامة بشكل أوسع ال بد من التطرق إلى أبعاد وهي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬البعد االقتصادي‪:‬‬
‫ال تتحقق التنمية المستدامة إال بتأييد نظام اقتصادي يرفض نماذج التنمية المفروضة والبعيدة‬
‫عن ذات المجتمع والغير مالئمة للهوية الثقافية له من جانب‪ ،‬وسياسة ذاتية التقييم من جانب أخر‪ ،‬إن‬
‫مشاركة المجتمع في الق اررات المتعلقة بالتنمية احد الشروط األساسية لنجاح الخطة االقتصادية وأيضا‬
‫لتحقيق ذاتية التنمية المستدامة‪.‬‬
‫إن التنمية المستدامة في الدول الغنية تعني إجراء تخفيضات في مستويات االستهالك المحددة‬
‫للطاقة والموارد الطبيعية وذلك طريق تحسين كفاءة االستخدام الطاقة واحدث تغيير في أنماط‬
‫االستهالك للموارد‪.‬‬
‫وعلى البلدان الغنية أو الصناعية مسؤولية خاصة في قيادة التنمية المستدامة الن استهالكها‬
‫المتراكم في الماضي من الموارد الطبيعية أسهم بدرجة كبيرة وغير متناسبة في مشكالت التلوث‬
‫العال مي‪ .‬وفضال عن ذلك القدرة المالية والتقنية الستخدام التكنولوجيات أنظف للترشيد في االستهالك‬
‫الكثيف للطاقة والموارد‪.‬‬
‫أما الدول الفقيرة فالتنمية المستدامة تعني استخدام الموارد بهدف تحسين مستويات المعيشة‬
‫والتقليل من الفقر الذي يرتبط ارتباط وثيقا بتدهور البيئة والنمو السكاني السريع‪.‬‬
‫وبشكل عام فالتنمية المستدامة تعني الحد من النفقات المتزايدة في الدخل وفي فرص الحصول‬
‫على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات االجتماعية بين أفراد المجتمع‪ ،‬لذا فان استخدام الموارد‬
‫الطبيعية بشكل عقالني وسليم والحفاظ على الموارد البيئية سوف يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية‬
‫مستدامة‪.‬‬
‫إن أفضل أسلوب للحصول على الحد األقصى من الرفاهية االقتصادية مع المحافظة على‬
‫الجوانب البيئية يحتاج من صانعي القرار اتخاذ ق اررات اقتصادية من شأنها تحقيق السالمة البيئية عن‬
‫طريق وضع حدود مادية على الضرر البيئي الناتج عن العمليات االقتصادية مثل فرض ضرائب تلوث‬
‫حسب مقدار الضرر البيئي المتولد عنها مما يساهم في توزيع التخطيط الشامل للموارد على المدى‬
‫الطويل وبالطبع فان هذا يحتاج إلى دعم مبدأ المشاركة وتأصيل قيم العدالة االجتماعية التي تسعى‬

‫عبد هللا حسون محمد وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.351-347‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫إلى تضييق الفجوة في مستويات المعيشية بين الطبقات الغنية والفقيرة‪ ،‬وعليه فإننا نستطيع القول انه‬
‫لكي تتحقق التنمية المستدامة على وقف البعد االقتصادي ال بد من ‪:‬‬
‫تحسين مستوى المعيشة والرفاهية واإلنسانية والحياة االجتماعية ‪.‬‬ ‫✓‬
‫استخدام أكثر كفاءة رأس المال‪.‬‬ ‫✓‬
‫تقليل مستوى الفقر‪.‬‬ ‫✓‬
‫أن يتالءم النمو االقتصادي مع البيئي‪.‬‬ ‫✓‬
‫ب‪ -‬البعد البيئي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يتمثل لبعد البيئي في ما يلي‪:‬‬
‫تعتمد التنمية المستدامة بيئيا على إدارة مسؤولية للموارد الطبيعية والبشرية تعمل على اإلبقاء‬
‫بحاجة األجيال الحالية وتحافظ على مصالح األجيال الالحقة وهذا هو التحدي الذي يواجه األفراد‬
‫والمجتمعات ويتطلب الجهود الكبيرة لتوعية السكان بهذه المشكلة ‪.‬‬
‫التنمية المستدامة تعني حماية الموارد الطبيعية من الضغوط البشرية وعدم اإلفراط في استخدام‬
‫األسمدة والمبيدات التي تلوث المياه السطحية والجوفية‪ ،‬واالستخدام الجائر للغابات ومصايد األسماك‬
‫بمستويات غير مستدامة‪.‬‬
‫فالتنمية المستدامة تعني االستخدام األمثل لألراضي الزراعية والموارد المائية في العالم وحماية‬
‫األصناف النباتية والحيوانية من خطر االنقراض والحد من التغير الكبير في استقرار المناخ العالمي‬
‫وتدمير طبقة األوزون‪.‬‬
‫بإتباع تكنولوجيا زراعية محسنة تزيد الغلة وتتجنب اإلسراف في استخدام األسمدة الكيماوية‬
‫والمبيدات‪ ،‬والتنمية المستدامة تعني ترشيد استهالك المياه‪ ،‬وتحسين كفاءة شبكات المياه ونوعيتها‪،‬‬
‫وعدم سحب المياه‪ .‬إن البيئة وما يسود بداخلها من نظام وتفاعل بين مختلف مكونات ناد ار ما تكون‬
‫قادرة على تفادي االختالفات التي يحدثها اإلنسان ما لم تتجاوز هذه االختالفات حد معينا‪ ،‬وإذا تم‬
‫تجاوز هذا الحد كما يحدث اآلن في التنمية المستدامة ستصبح على المدى الطويل‪ ،‬عامال هداما تكون‬
‫له تأثيرات على البيئة يصعب تداركها‪ ،‬فالبيئة لكي تصبح واقعا محسوسا البد من أن تزيد مستوى‬
‫اإلنتاج واستخدام األمر الذي يتطلب استخدام الموارد الطبيعية كمدخالت إنتاج‪ ،‬وهنا يظهر لدينا نوعا‬

‫عبد هللا حسون محمد وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.353-352‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫من التناقض بين التنمية والبيئة‪ ،‬ولذا تعد التنمية البيئية احد مفاتيح التنمية المستدامة وهي القوة‬
‫الموجهة للميثاق األخالقي إلعادة توصيف العالقة بين اإلنسان والمحيط‪.‬‬
‫وعليه فان التنمية المستدامة على وقف المفهوم البيئي تعتمد على عاملين هما ‪:‬‬
‫✓ السكان‪ :‬إذ تسبب الزيادة السكانية المستمرة ضغطا على الموارد واستنزافها ومن ثم عد قدرة البيئة‬
‫على التحمل مما يتطلب توازن بين حجم السكان والموارد‪.‬‬
‫✓ التكنولوجيا‪ :‬والتي هي مجموعة المعارف ومهارات واألدوات والمعدات المستخدمة في إنتاج السلع‬
‫والخدمات وتمثل ثالث جوانب للتنمية‪:‬‬
‫هي موارد قادرة على خلق الثروة ‪.‬‬ ‫•‬
‫هي وسيلة تمكن من ممارسة السيطرة االجتماعية لممتلكيها ‪.‬‬ ‫•‬
‫أداة فعالة ومؤثرة في اتخاذ الق اررات ‪.‬‬ ‫•‬
‫إن هذا يشير إلى أن هناك تأثير مباشر وغير مباشر لتكنولوجيا في قيم المجتمع فهي قد تدعمها‬
‫وقد تعارضها‪ ،‬وعليه يمكن القول أن أفضل تكنولوجيا مطلوبة إلستراتيجية التنمية المستدامة هي تلك‬
‫التي تعتمد على التجديد والمناقشة الناجحة واالستخدام المفيد للموارد النادرة‪.‬‬
‫وهنا يجب إعطاء أولوية لما يأتي ‪:‬‬
‫أن تكون التكنولوجيا مالئمة للطبيعة وإمكانات الدول ‪.‬‬ ‫•‬
‫أن تأخذ على عاتقها أهداف التنمية قريبة وبعيدة المدى ‪.‬‬ ‫•‬
‫استغالل الموارد المتاحة في إطار السالمة البيئية‪. 1‬‬ ‫•‬
‫ت‪ -‬البعد االجتماعي ‪:‬‬
‫تعني التنمية المستدامة تحقيق تقدم كبير في سبيل تحديد نمو السكان‪ ،‬ألن نمو السكان‬
‫السريع يؤدي إلى ضغوط حادة على الموارد الطبيعية‪ ،‬وعلى قدرة الحكومة على توفير الخدمات‬
‫والتوزيعات السكانية أهمية كبيرة‪ ،‬والتوسع في التحضر له عواقب بيئية كبيرة فمع التوسع التكنولوجي‬
‫للمستخدم حالية‪ ،‬تقوم المدن بتركيز النفايات والمواد الملوثة التي تشكل خطورة على السكان وعلى‬
‫النظم الطبيعية المحيطة فالتنمية المستدامة تعني إبطاء حركة الهجرة إلى المدن واالهتمام بالتنمية‬
‫الريفية النشطة عن طريق التعليم والتدريب ورفع مستوى الدخل عن طريق تعزيز األنشطة السياحية‬
‫والسياحة البيئية والثقافية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا حسون محمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.353‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫كما يؤكد تقرقر مستقبلنا المشترك عن اللجنة العالمية للتنمية والبيئة على دور السكان في عملية‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬وأن اعتبار السكان مجرد أعداد فحسب هذا يعني تجاهل قضية مهمة هي أن الناس‬
‫أنفسهم مورد إبداعي‪ ،‬هو القدرة على اإلبداع ومصدر قوة على المجتمعات أن تحافظ عليها‪ ،‬ومن أجل‬
‫دعم هذا المصدر يجب تحسين الحيات المادية للناس عبر تغذية أفضل‪ ،‬ورعاية صحية وغير ذلك‬
‫يجب تقديم تعليم لهم يساعدهم على أن يصبحوا أكبر قدرة وإبداع ومهارة وإنتاجا وأفضل استعداد على‬
‫معالجة المشكالت‪ ،‬وأن التواصل لهذا يجري عير انخراط في عملية التنمية المستدامة والمساهمة فيها‪،‬‬
‫وهي في الوقت نفس وسيلة من وسائل تحقيق أهدافها وبذلك فان التنمية المستدامة تعني‪:‬‬
‫• االرتقاء بالعنصر البشري‪.‬‬
‫• تأمين االحتياجات األساسية للسكان ‪.‬‬
‫• تحسين الرفاهية االجتماعية ‪.‬‬
‫ث‪ -‬البعد التكنولوجي‪:‬‬
‫يستنتج أن التنمية المستدامة تعني التحول والسيما في الدول الصناعية إلى تكنولوجيا أنظف‬
‫وأكفأ واستعمال التكنولوجيا أنظف في المرافق الصناعية‪ ،‬ألنه كثي ار ما تؤدي المرافق الصناعية إلى‬
‫تلويث ما يحيط بها من هواء ومياه وأرض‪.‬‬
‫أما في البلدان المتقدمة النمو يتم الحد من تدفق النفايات وتنظيف التلوث بنفقات كبيرة‪ ،‬أما في‬
‫البلدان النامية فان النفايات المتدفقة في الكثير منها ال يخضع للرقابة إلى حد كبير‪ ،‬ومع هذا فليس‬
‫التلوث نتيجة ال مفر منها من نتائج النشاط الصناعي‪.1‬‬
‫إن التنمية المستدامة هي التنمية التي تنقل المجتمع إلى عصر الصناعات والتقنيات النظيفة‬
‫التي تستخدم أقل قدر من الطاقة والموارد وتنتج الحد األدنى من الغازات والملوثات التي تؤدي إلى رفع‬
‫درجت الح اررة على سطح األرض‪.‬‬

‫‪ -4‬مؤشرات التنمية المستدامة ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫تتمثل مؤشرات التنمية المستدامة في‪:‬‬

‫بوبكير أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.418‬‬ ‫‪1‬‬

‫سالت محمد مصطفى‪ ،‬التنمية الزراعية المستدامة ورهان األمن الغذائي في الجزائر‪ -‬من خالل شعبة القمح‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد خيضر‪-‬بسكرة‪،-‬كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعية والحياة‪ ،‬قسم العلوم الزراعية‪ ،‬تخصص اقتصاد زراعي‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2017-2016‬ص‪.24‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫بعد بروز فكرة التنمية المستدامة حاول العديد من المهتمين بالموضوع تحديد مؤشرات لها‪ ،‬ولعل‬
‫أهم هذه المحاوالت تلك التي قامت بها لجنة التنمية المستدامة في األمم المتحدة التي اقترحت ‪59‬‬
‫مؤش ار صنفت بناءا على أربعة معايير اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بيئية ومؤسسية‪ ،‬كما أوجدت المنظمة‬
‫تصنيفا آخر قائم على ضم ودمج المؤشرات في ثالث فئات رئيسية تعرف بمؤشرات الضغط والحالة‬
‫واالستجابة حيث تشير مؤشرات الضغط أو القوة الدافعة إلى األنشطة والعمليات واألنماط‪ ،‬أما مؤشرات‬
‫الحالة فتعطي صورة واضحة عن الحالة في الوقت الراهن‪ ،‬في حيث تمتد مؤشرات االستجابة إلى‬
‫وضع وتوضيح التدابير التي يمكن اعتمادها للوصول إلى التنمية وأهم هذه المؤشرات ما يلي‪:‬‬

‫شكل(‪ :)1-1‬مؤشرات التنمية المستدامة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬سالت محمد مصطفى‪ ،‬التنمية الزراعية المستدامة ورهان األمن الغذائي في الجزائر‪ -‬من‬
‫خالل شعبة القمح‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ،-‬كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعية والحياة‪ ،‬قسم‬
‫العلوم الزراعية‪ ،‬تخصص اقتصاد زراعي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪.2017-2016‬‬

‫ثالثا‪ :‬األمن الغذائي المستدام‬

‫‪ -1‬تعريف األمن الغذائي المستدام‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫فكرة األمن الغذائي المستدام أو "آلية الغذاء المستدام" هو مفهوم ناشئ تم إدراجه ضمن‬
‫متغيرات جديدة لألمن الغذائي‪ ،‬ولقد اخذ هذا المصطلح عدة مقاربات مما جعله ينتقل من المفهوم‬
‫الكلي إلى المفهوم الجزئي‪ ،‬من االهتمام بجانب العرض إلى االهتمام بجانب الطلب‪ ،‬من المستوى‬
‫الدولي والوطني إلى المستوى األسري والفردي‪ ،‬تم توفير الحد األدنى الضروري من الموارد الغذائية‬
‫األساسية لكل شخص إلى االهتمام بنوعية العناصر التي تحتويها الحصة الغذائية‪ ،‬تم تفكير في تحقيق‬
‫ذلك مع الحفاظ على البيئة وضمان ديمومة الغذاء لألجيال القادمة‪.1‬‬

‫شهدت المفاهيم المرتبطة بتوفير االحتياجات الغذائية تطورات عديدة محاولة لمواكبة التحوالت‬
‫االقتصادية والتجارية العالمية السيما بعد تحرير التجارة الدولية للمنتجات الزراعية التي تعتمد على مبدأ‬
‫التخصص والمزايا التنافسية‪ ،‬وذلك باالنتقال من مفهوم يرتبط بتحقيق االكتفاء الذاتي اعتمادا على‬
‫الموارد وإمكانيات إنتاج الغذائي المحلية إلى مفهوم األمن الغذائي الذي يتحقق على المستويات الفردية‬
‫واألسرية والوطنية واإلقليمية والعالمية إذا أتيحت للمستهلك وفي جميع األوقات الفرص المالية‬
‫واالقتصادية التي تمكنه إلى الوصول والحصول المادي على تفضيال ته الغذائية بصورة سليمة وآمنة‬
‫وبكميات كافية لضمان حياة صحية ومنتجة‪.2‬‬

‫األمن الغذائي المستدام لبلد ما هو "أحد المكونات اإلستراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة‪،‬‬
‫والواردة ضمن خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية المستدامة والذي ينطوي على العديد من‬
‫السياسات‪ ،‬البرامج والمشروعات التي من شأنها زيادة إنتاجية السلع الغذائية األساسية‪ ،‬من خالل‬
‫االستخدام األمثل للموارد المحلية المتاحة والقضاء على كافة صور التلف والتبذير لكل السلع الغذائية‬
‫ابتداء من المنتج وانتهاء بالمستهلك‪ ،‬وترشيد االستهالك السلع الغذائية وتحسين شروط التبادل التجاري‬
‫لتلك السلع ومستلزمات إنتاجها‪ ،‬سواء أكانت تصدي ار أم استيرادا‪ ،‬مع المحافظة على التوازن البيئي‪،‬‬
‫ومنع التلوث بمختلف صوره وأشكاله‪ ،‬وذلك في ظل توفير السلع الغذائية بكميات كافية ونوعية معيارية‬

‫بوبكير أمال‪ ،‬دراسات مقاربة لمفاهيم األمن الغذائي المستدام‪ ،‬االكتفاء الذاتي والسادة الغذائية ‪-‬الحزائر نموذجا‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫مخبر اإلصالح االقتصادي‪ ،‬التنمية واالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة‪ ،‬القليعة (الجزائر)‪ ،‬مجلة‬
‫اآلفاق للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلة ‪ ،05‬العدد ‪ ،2022 ،1‬ص ‪.420‬‬
‫لطرش ذهبية ‪،‬د‪.‬غراب رزايقية‪ ،‬مساهمة الصناعات الزراعية الغذائية في تحقيق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة سطيف‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬العدد‪ 09‬ديسمبر ‪ ، 2015‬ص‪.414‬‬


‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫لمجموع السكان في مختلف مناطق تواجدهم داخل البلد وبأسعار تتوافق مع مستويات مداخيلهم بصورة‬
‫مستمرة ومستدامة‪.1.‬‬
‫تماشيا مع بروز مفاهيم التنمية الشاملة والمستدامة خرج مفهوم األمن الغذائي من إطاره التقليدي‬
‫إلى تحقيق األمن الغذائي المستدام‪ ،‬الذي يركز إضافة على ما يتضمنه األمن الغذائي على عنصر‬
‫االستدامة في إدارة الموارد الطبيعية والسمكية والمائية والغابات مع القدرة على حماية األنظمة البيئية‬
‫الوطنية واإلقليمية والعالمية‪ ،‬وإرساء أنماط إنتاجية مستدامة ومتنوعة تراعي احتياجات الحاضرة‬
‫والمستقبلية للسكان دون األضرار بصحتهم أو بالبيئة‪.2‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن األمن الغذائي المستدام هو توفير الغذاء الصحي لتلبية‬
‫االحتياجات الغذائية لإلنسان بطريقة ال تتضرر فيها األسس االقتصادية واالجتماعية مع المحافظة‬
‫على النظم البيئية التي تمكنها من توفير الغذاء لألجيال القادمة ويتحقق األمن الغذائي المستدام بتوفير‬
‫اإلمكانات المادية واالجتماعية واالقتصادية للحصول على أغذية كافية وصحية لجميع الناس في كل‬
‫األوقات‪ .‬كما أنه يشجع على اإلنتاج المحلي ويعمل على تطوير ممارسة الزراعة المستدامة‪.‬‬

‫‪ -2‬المرتكزات األساسية لتحقيق األمن الغذائي المستدام‪:‬‬

‫تعزز مفهوم األمن الغذائي المستدام بتحديد أسس تحقيقه في مؤتمر قمة الغذاء العالمي بروما‬
‫‪3‬‬
‫في ‪ 1996‬ضمن سبعة محاور أساسية هي‪:‬‬
‫✓ وجود بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مالئمة تستهدف إيجاد أفضل الظروف لتخفيض مستويات‬
‫الفقر وإحالل السالم الدائم‪.‬‬
‫✓ سياسة تهدف إلى تخفض مستويات الفقر والقضاء على انعدام المساواة وتحسين الفرص المادية‬
‫واالقتصادية للناس كافة للحصول على أغذية كافية وصحية‪.‬‬
‫✓ تحقيق التنمية الغذائية والزراعية والسمكية والريفية في كل من المناطق‪ ،‬وإتباع سياسة وممارسات‬
‫مستدامة‪.‬‬

‫بن نورين زين الدين‪ ،‬ودان بوعبد هللا‪ ،‬األمن الغذائي المستدام وسبل تحقيقه في الجزائر‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن‬ ‫‪1‬‬

‫باديس‪ ،‬مجلة دفاتر بوادكس‪ ،‬المجلة ‪/10‬العدد‪ ،)2021(02‬ص‪.209‬‬


‫ذهبية لطرش‪ ،‬واقع الزراعات الصناعية الغذائية في الجزائر ومدى مساهمتها في تحقيق األمن الغذائي المستدام‪ ،‬كلية‬ ‫‪2‬‬

‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،1‬العدد رقم‪،2015-15:‬ص ‪.201-200‬‬
‫ذهبية لطرش‪ ،‬مرع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.202-201‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ العمل على أن تؤدي السياسات المتعلقة بالتجارة في السلع الغذائية والزراعية وبالمبادلة التجارية‬
‫عامة إلى تعزيز األمن الغذائي للجميع من خالل نظام تجاري عالمي وعادل‪.‬‬
‫✓ السعي إلى التقليل من الكوارث الطبيعية وحاالت الطوارئ التي يتسبب فيها اإلنسان وتبني سياسة‬
‫لمواجهتها‪.‬‬
‫✓ تشجيع تخصيص واستخدام استثمارات القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز الموارد البشرية‪،‬‬
‫والنظام الغذائي والزراعي‪ ،‬والتنمية الريفية في كل المناطق‪.‬‬
‫✓ تنفيذ خطة عمل ورصدها ومتابعتها على جميع المستويات بالتعاون مع المجتمع الدولي‪.‬‬

‫كما دفع انتشار األمراض الناتجة عن استهالك بعض األغذية المعدلة وراثيا في الدول المتقدمة‬
‫خاصة مرض جنون البقر إلى طرح مفهوم األمن الصحي لألغذية الذي أصبح من أهم المؤشرات التي‬
‫تعتمد عليها منظمة الزراعة واألغذية في تقدير أوضاع األمن الغذائي على جميع المستويات (مؤشرات‬
‫األمن الغذائي حسب ‪.)FAO‬‬

‫كما انتشر مصطلح السيادة الغذائية ‪ la souveraineté alimentaire‬الذي يكمل مفهوم‬


‫األمن الغذائي‪ ،‬إال أنه أعمق واشمل منه كون أن السيادة الغذائية تعبر عن "حق الشعوب والحكومات‬
‫في وضع وصياغة وبكل حرية السياسات الزراعية التي تتكيف وتلبي احتياجاتها شرط عدم اإلض ارر‬
‫بالدول األخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفجوة الغذائية‬

‫‪1‬‬
‫تعتبر الفجوة الغذائية مشكلة عالمية تواجهها العديد من البلدان وهي كالتالي‪:‬‬
‫هي التعبير الكمي ألزمة المترتبة عن عدم كفاية الطاقات اإلنتاجية المحلية في توفير الكمية‬
‫األزمة للحاجات الغذائية‪ ،‬وهذا ما يدفع لالستيراد‪.‬‬

‫بلقلة إبراهيم‪ ،‬واقع األمن الغذائي العربي خالل الفترة (‪ )2014-2000‬ومتطلبات تحقيقه‪ ،‬مخبر العولمة‬ ‫‪1‬‬

‫واالقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة الشلف‪-‬الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫بن نورين زين الدين‪ ،‬ودان بوعبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.211‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫كما يجب اإلشارة إلى الفرق بين الفجوة الغذائية والتغذية‪ ،‬حيث تعبر األخيرة في القصور المكونة‬
‫للغذاء أي الوظائف البيولوجية للفرد وهذا هو الجانب النوعي للمشكلة‪ ،‬عكس الفجوة الغذائية التي تركز‬
‫على الجانب الكمي للغذاء‪.‬‬
‫فالفجوة الغذائية تقاس في اقتصاد ما بالفرق بين اإلنتاج المحلي واالستهالك من السلع الغذائية‪،‬‬
‫ومن ثم تعكس مقدار العجز المحلي للسلع الغذائية في تلبية احتياجات السكان منها‪ .‬ومنه فحجم الفجوة‬
‫الغذائية يتأثر بعاملين‪:‬‬
‫• زيادة اإلنتاج المحلي عن الحاجيات من السلع الغذائية‪ ،‬تؤدي إلى انكماش حجم الفجوة‬
‫الغذائية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫• زيادة ترشيد الحاجيات األساسية من السلع الغذائية‪ ،‬لتقليص حجم الفجوة الغذائية‪.‬‬
‫تعني الفجوة الغذائية الفرق بين ما نستطيع إنتاجه من السلع والموارد الغذائية‪ ،‬وبين ما يكفي‬
‫الحاجيات األساسية لتوفير الغذاء لمجموع السكان‪ ،‬وقد تتصف الفجوة الغذائية بالتذبذب من سنة‬
‫ألخرى بسبب التغير في اإلنتاج الزراعي النباتي والحيواني‪ ،‬وحجم االستهالك وتقلبات األسعار العالمية‬
‫للسلع الغذائية‪.‬‬
‫الفجوة الغذائية الفعلية= ( نسبة الواردات الغذائية إلى قيمة الصادرات السلعية)‪.‬‬
‫نسبة الفجوة الغذائية= (‪-1‬نسبة االكتفاء الذاتي)‪.‬‬
‫إن الفجوة الغذائية عبارة عن التعبير الكمي لمشكلة الغذاء الناتجة عن العجز الطاقات المحلية‬
‫في توفير هذه الكمية لتغطية النقص في االحتياجات الغذائية‪ ،‬وعادة يتم سدادها عن طريق االستيراد‪.‬‬
‫الفجوة الغذائية تشير إلى الفرق بين كمية اإلنتاج المحلي والسلع الغذائية والكمية المستوردة من‬
‫الخارج لتلبية احتياجات السكان من الغذاء اليومي‪ ،‬وذلك وفقا للمعايير الدولية التعارف عليها من‬
‫السعرات الح اررية والبروتينات‪...‬الخ‪.1‬‬
‫كما تعرف الفجوة الغذائية على أنها‪":‬مقدار الفرق بين ما تتيحه الدولة ذاتيا‪ ،‬وما تستهلكه من‬
‫الغذاء‪ ،‬كما يعبر عنها أيضا بعجز اإلنتاج المحلي عن تغطية حاجات االستهالك من السلع الغذائية‪،‬‬
‫والتي يتم تأمينه باالستيراد من الخارج‪.‬‬
‫وإذا كان العرض ال يستجيب لتغيرات الطلب‪ ،‬ففي هذه الحالة تنشأ الفجوة الغذائية‪ ،‬وتزداد حدة‬
‫‪1‬‬
‫كلما كان العرض غير مرنا‪".‬‬

‫بن نورين زين الدين‪ ،‬ودان بوعبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.211‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة يمكن القول أن الفجوة الغذائية هي الفرق بين اإلنتاج المحلي‬
‫وصافي الواردات لمختلف السلع ويمكن تعريف بأنها محصلة تفوق معدالت نمو الطلب على معدالت‬
‫اإلنتاج ونشأت نتيجة عدم مواكبة زيادة اإلنتاج لزيادة االستهالك في مجال الغذاء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬مؤشرات األمن الغذائي المستدام‬


‫تعتبر مؤشرات األمن الغذائي المستدام أداة تقييم واتخاذ قرار ( تعديالت التوجيهات والتصحيح‬
‫الرجعية) التي من خاللها سوف نكون قادرين على حالة أو اتجاه (حالة األمن الغذائي وفقا لهذه‬
‫المؤشرات)‪ ،‬بطريقة موضوعية نسبيا وفي وقت معين أو فضاء معين‪ ،‬يصف عموما حالة‪ ،‬ضغط أو‬
‫استجابة ال يمكن أن يأخذ فيه قرار مباشر‪ ،‬وهذا ما سنعرف من خالل هذا المطلب ‪.‬‬

‫يعكس مؤشر األمن الغذائي العالمي الذي تم تصديره وحدة المعلومات االقتصادية(‪)EIU‬‬
‫وضعية األمن الغذائي بالعالم‪ ،‬والذي يتوفر على مجموعة من مؤشرات لألمن الغذائي تساعد على‬
‫توجيه سياسات األمن الغذائي والتغذية وتحديد أولوياتها وكذا تقيم صورة شاملة أكثر دقة عن حالة‬
‫‪2‬‬
‫األمن الغذائي في بلد‪ ،‬هناك عدة مؤشرات لألمن الغذائي‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مؤشر توفر الغذاء‬

‫يعتبر التوفر بعدا هاما من أبعاد األمن الغذائي‪ ،‬والذي يعكس إتاحة ما يكفي من الغذاء لألفراد‬
‫وال يشترط بعد التوافر كمية الغذاء فقط بل جودته أيضا وتنوعه‪ ،‬وتتضمن مؤشرات تقييم التوفر مدى‬
‫كفاية إمدادات الطاقة الغذائية نسبة السعرات الح اررية المستمدة من الحبوب والجذور والدرنات‪ ،‬وكذا‬
‫متوسط إمدادات البروتينات ومتوسط قيمة اإلنتاج الغذائي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤشر الحصول على الغذاء‬
‫الحصول على الغذاء يعني إمكانية وصول الموارد الغذائية بشكل مناسب ومستمر لألفراد‬
‫للحصول على نظام غذائي مغذي ويتم تحديد فرص الحصول على الغذاء من خالل الدخل‪،‬‬

‫زايد ريم‪ ،‬واقع التنمية الزراعية المستدامة واألمن الغذائي في الوطن العربي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬شعبة‬ ‫‪1‬‬

‫الديموغرافيا‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫قويسي مبروك‪ ،‬بن موسى كمال‪ ،‬تحديات األمن الغذائي في الجزائر وسبل تحقيقه‪ ،‬مجلة اقتصاد المال واألعمال‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد‪ ،07:‬العدد‪ ،02 :‬سبتمبر‪ ،2022‬جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‪-‬الجزائر‪ ،-‬ص‪432‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫أسعار الغذاء والقدرة على تلقي الدعم االجتماعي كما يشمل أيضا إمكانية الحصول على الغذاء بالنظر‬
‫إلى مدى توفر البنى التحتية للنقل والطرقات إضافة إلى معدل نقص التغذية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مؤشر استقرار الغذاء‬

‫يعبر بعد االستقرار على إمكانية الحصول على الغذاء باستمرار دون إن يكون هناك مخاطر‬
‫فقدان هذه اإلمكانية بسبب أزمة معينة‪ ،‬بمعنى لكي يصل األفراد إلى مرحلة األمن الغذائي فانه يجب‬
‫أن يكون لديهم القدرة على الوصول إلى الغذاء المالئم في كل األوقات دون أن يكون هناك خطر فقدان‬
‫الوصول إلى الغذاء نتيجة للصدمات االقتصادية أو المناخية أو األحداث الموسمية‪ ،‬وعليه فان مفهوم‬
‫استقرار الغذاء يشمل بعد اإلتاحة وبعد الوصول إلى الغذاء ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مؤشر االستفادة من الغذاء‬

‫تتوقف االستفادة من الغذاء على نوعية األغذية وكيفية إعدادها وتخزينها‪...‬وغيرها‪ ،‬ويشمل زيادة‬
‫على االستفادة من الغذاء مجموعتين‪ ،‬تشمل األولى المتغيرات التي تحدد القدرة على االنتفاع من‬
‫األغذية‪ ،‬أما الثانية فتحدد نتائج االنتفاع من األغذية التي تظهرها العديد من األمراض مثل هشاشة‬
‫العظام‪ ،‬فقر الدم‪ ،‬عدد النساء في سن اإلنجاب الالتي يعانين من فقر الدم‪ ،‬القصور الغذائي لدى‬
‫األطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من الهزال والتقزم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما يمكن القول أيضا أن مؤشرات األمن الغذائي المستدام تتكون من‪:‬‬

‫‪ -1‬مؤشرات الكفاية‪:‬وتتمثل هذه المؤشرات فيم‪:‬‬


‫• التغير النسبي في اإلنتاج واالستهالك‪.‬‬
‫• التغير النسبي في الصادرات والواردات‬
‫• معدالت االكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الرئيسية‪.‬‬
‫• االعتماد الذاتي‪ :‬يشير إلى قدرة الدول على االعتماد على مصادرها الذاتية في مواجهة االحتياجات‬
‫الغذائية للسكان‪.‬‬

‫فاطمة بكدي‪ ،‬رابح حمدي باشا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76-75‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫• حجم الفجوة الغذائية‪ :‬تبين مدى االعتماد على االستيراد لتغطية حجم هذه الفجوة‪ ،‬ولعل أهم‬
‫مؤشرات قياس التبعية الغذائية نجد‪:‬‬
‫✓ مؤشر مدى االعتماد على الغير في الحصول على الغذاء‪.‬‬
‫✓ مؤشر مدى التركز الجغرافي لمصادر الغذاء المستورد‪.‬‬
‫✓ مؤشر نسبة جملة المدفوعات المرتبطة باستيراد الغذاء إلى حصيلة الصادرات‪.‬‬
‫✓ مؤشر مدى االعتماد على القروض والمنح االجتماعية في تمويل الواردات الغذائية‪.‬‬
‫✓ مؤشر مدى قدرة الدول على مواجهة توقف الواردات الغذائية‪ ،‬ألسباب سياسية أو عسكرية أو‬
‫اقتصادية بداللة المخزون االستراتيجي من السلع الغذائية إلى جملة الحاجات الغذائية‪.‬‬
‫✓ كلما اتسع حجم الفجوة‪ ،‬كلما أصبح البلد أكثر انكشافا للدول المصدرة للغذاء‪ ،‬وتقاس حجم‬
‫الفجوة الغذائية كما يلي‪:‬‬
‫حجم الفجوة الغذائية =اإلنتاج ‪ -‬االستهالك‬

‫‪ -2‬مؤشرات القدرة على الحصول على األغذية‪:‬‬


‫أ‪ -‬المؤشرات المتعلقة بالدخول‪:‬‬
‫• متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي‪.‬‬
‫• متوسط الدخل الحقيقي لألفراد‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤشرات المتعلقة باألسعار‪:‬‬
‫• مستويات األسعار‪.‬‬
‫• مستوى األسعار القياسية‪.‬‬
‫‪ - 3‬المؤشرات المتعلقة بثبات العدادات الغذائية‪:‬‬
‫• مؤشرات الحركة في حجم المخزون من السلع الغذائية‪.‬‬
‫• التغير النسبي في حجم المخزون‪.‬‬
‫‪ -4‬المؤشرات المتعلقة باألمن التغذوي‪:‬‬
‫• متوسط نصيب الفرد من السلع الغذائية النباتية‪.‬‬
‫• متوسط نصيب الفرد من المنتجات الحيوانية والسمكية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫• معدالت استهالك الفرد من مكونات الطاقة والبروتين والدهون‪.1‬‬


‫‪ -5‬مؤشرات نقص التغذية‪:‬‬
‫• عدد من يعيشون بأقل من دوالرين في اليوم‪.‬‬
‫• عدد ناقصي التغذية‪.‬‬
‫ومن المقاييس التي تحدد األمن الغذائي لبلد ما نجد‪:‬‬
‫نسبة االكتفاء الذاتي من السلع الغذائية اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫✓‬
‫نسبة اإلنتاج الزراعي المصدر إلى اإلنتاج الزراعي المستورد‪.‬‬ ‫✓‬
‫نسبة قيمة اإلنفاق على الغذاء من إجمالي الدخل القومي‪.‬‬ ‫✓‬
‫التقلبات السنوية في اإلنتاج الزراعي إلى إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬ ‫✓‬
‫متوسط حصة الفرد من قيمة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫✓‬
‫نسبة صافي الواردات الزراعية إلى إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬ ‫✓‬
‫نسبة المخزونات الغذائية إلى مقدار االستهالك السنوي‪.‬‬ ‫✓‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫لقد تعددت الدراسات التي تتمحور حول األمن الغذائي المستدام المتعلقة بدراستنا والتي ساعدتنا‬
‫في فهم بعض األمور‪ ،‬وذلك باعتبار أن موضوع األمن الغذائي موضوع مهم‪ ،‬وهذا ما سنتعرف عليه‬
‫من خالل هذا المبحث الذين يتخلله مطلبين تحدثنا في المطلب األول عن مجموعة من الدراسات‬
‫السابقة‪ ،‬والمطلب الثاني الذي درس لنا مقارنة بين هذه الدراسات و دراستنا الحالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عرض الدراسات السابقة‬


‫لقد تعرضنا في هذا المطلب إلى مجموعة من الدراسات السابقة تعرفنا أوال إلى الدراسات المحلية‬
‫أي كيف درسوا األمن الغذائي المستدام في دولة الجزائر‪ ،‬ثم تعرضنا إلى دراسات عربية‪ ،‬ومن بعدها‬
‫دراسات أجنبية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دراسات محلية‬

‫فاطمة بكدي‪ ،‬رابح حمدي باشا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫‪ .1‬دراسة صليحة فالق‪ ،‬عائشة عميش‪ ،‬إشكالية تحقيق األمن الغذائي العربي وسد فجوة‬
‫الغذائية في ظل جائحة كورونا)‪.(COVID19‬‬
‫• تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على اآلليات التي تمكن دول العالم العربي من تحقيق األمن‬
‫الغذائي في ظل انتشار جائحة كورونا ؟‬
‫• تكمن أهمية الدراسة في محاولة التحسين بتداعيات انتشار جائحة كورونا على األمن الغذائي‬
‫العربي‪ ،‬واإلجراءات الكافية بسد الفجوة الغذائية‪ .‬كما تهدف الدراسة إلى تشجيع واقع األمن‬
‫الغذائي العربي‪ ،‬وتوضح اثر انتشار فيروس كورونا على األمن الغذائي العالمي والعربي‪ ،‬وكذا‬
‫إبراز اآلليات التي تم من خاللها سد الفجوة الغذائية بالعالم العربي في ظل انتشار الجائحة‪. 1‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬
‫✓ يعتبر وباء كورونا كارثة يشهدها العالم‪ ،‬في ظل انتشاره السريع‪ ،‬رغم اإلجراءات المتخذة لمنع‬
‫انتشاره‪ ،‬منذ ظهوره في الصين‪ ،‬فباإلضافة للخسائر البشرية هناك خسائر مادية كبيرة‪ ،‬حيث‬
‫أصبح هذا الوباء يهدد األمن الغذائي العالمي‪.‬‬
‫✓ نتج عن االنتشار السريع لجائحة كورونا أث ار كبي ار على األمن الغذائي العالمي والعربي‪ ،‬فقد‬
‫تشهد المنطقة العربية نقصا في الغذاء إذا استمر وباء كورونا فسالسل اإلنتاج الغذائي وتوريده‬
‫ونقله وتوزيعه ستتأثر سلبا إذا طال انتشار هذا الوباء ‪.‬‬
‫✓ رغم استمرار اإلمداد والتوازن في أسواق الحبوب العالمية واستقرار أسعار المواد الغذائية إال أن‬
‫القيود التي وضعتها الدول على حركة السلع إلى تعطيل التجارة الدولية‪ ،‬وقطع سالسل‬
‫اإلمدادات الغذائية العالمية‪ ،‬وهو ما من شأنه تفاقم أزمة الغذاء حول العالم‪ ،‬ال سيما في الدول‬
‫التي تعاني في األساس من تدني مستويات األمن الغذائي ‪.‬‬
‫✓ استمرار انخفاض الشديد في أسعار النفط‪ ،‬نتج عنه خسارة المنطقة العربية إيرادات نفطية قيمتها‬
‫الصافية ‪ 11‬مليار دوالر تقريبا خالل الفترة من جانفي إلى شهر مارس ‪ 2020‬األمر الذي‬
‫سيؤثر سلبا على قدرة الدول العربية على تأمين احتياجاتها االستهالكية ويهددها بأزمة غذاء ‪.‬‬

‫صليحة فالق‪ ،‬عائشة عميش‪ ،‬إشكالية تحقيق األمن الغذائي العربي وسد الفجوة الغذائية في ظل جائحة كورونا‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ،(COVID19‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬المجلد‪ ،16‬العدد‪ ،02‬السنة‪. 2022:‬‬


‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ للتقليل من تداعيات جائحة كورونا على األمن الغذائي يتوجب على الحكومة العربية ضمان‬
‫وصول المواد الغذائية واالحتياجات األساسية بأسعار معقولة وبدون انقطاع‪ ،‬عن طريق استيراد‬
‫وتخزين كميات إضافية من المحاصيل األساسية اإلستراتيجية ‪.‬‬
‫✓ لتخفيض التكلفة االقتصادية لجائحة كورونا على األمن الغذائي العربي‪ ،‬ال بد من ضرورة قيام‬
‫الحكومة العربية بإنشاء صندوق إقليمي للتضامن االجتماعي يدعم البلدان المعرضة للمخاطر‪،‬‬
‫بما فيها البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬وينبغي إن يكون هذا الصندوق موجها للفقراء واألشخاص‬
‫المعرضين للمخاطر وان يكفل االستجابة السريعة‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2‬دراسة قويسي مبروك‪ ،‬بن موسى كمال‪ ،‬تحديات األمن الغذائي في الجزائر وسبل تحقيقه‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تبيين مدى مساهمة السياسات الزراعية في تحقيق األمن الغذائي في الجزائر‪.‬‬
‫وتم استخدام في هذه الدراسة المنهج الوصفي والمنهج التحليلي‪ ،‬وتكمن أهمية الدراسة في تحليل‬
‫الوضعية الغذائية في الجزائر لتعرف على واقع األمن الغذائي في زل مؤشرات األمن الغذائي العالمي‬
‫وتشخيص وتحليل واقع السياسات الزراعية في الجزائر أو أهميتها في زيادة اإلنتاج وسد الفجوة الغذائية‪،‬‬
‫وأهمية هذه السياسات في رفع كفاءة القطاع الزراعي وتحقيق األمن الغذائي‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬

‫✓ بالرغم من أن المضي قدما في تنفيذ هذه اإلصالحات يتطلب إرادة سياسية قوية وتنسيقا وثيقا‬
‫بين السلطات المعنية والقطاع الخاص الذي يجب أن يلعبا دو ار بالغ األهمية في السنوات‬
‫القادمة‪.‬‬
‫✓ ارتفاع الفجوة الغذائية بين الصادرات والواردات الغذائية بسبب زيادة عدد السكان‪.‬‬
‫✓ رغم الجهود المبذولة إال أن حجم االستثمارات الموجهة لقطاع الز ارعة تبقى ضعيفة وتعرف‬
‫عزوف القطاع الخاص عن االستثمار فيها كونه في نظره قليل الربحية مقارنة بالقطاعات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫صليحة فالق‪ ،‬عائشة عميش‪ ،‬إشكالية تحقيق األمن الغذائي العربي وسد الفجوة الغذائية في ظل جائحة كورونا‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ،(COVID19‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬المجلد‪ ،16‬العدد‪ ،02‬السنة‪. 2022:‬‬


‫‪ 2‬قويسي مبروك‪ ،‬بن موسى كمال‪ ،‬تحديات األمن الغذائي في الجزائر وسبل تحقيقه‪ ،‬مجلة إقتصاد المال واألعمال‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2022 ،02‬ص ص ‪.446-459‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ إهمال الصناعات الزراعية الغذائية‪ ،‬رغم دورها الفعال في تحقيق األمن الغذائي باإلضافة إلى‬
‫نقص الكوادر المتخصصة في ا النوع من الزراعات ‪.‬‬
‫✓ تهميش البحث العلمي الزراعي‪ ،‬مما أثر سلبا على مردودية القطاع الزراعي وساهم في تدني‬
‫اإلنتاج واإلنتاجية‪ ،‬مما نتج عنه تراجع في مستويات األمن الغذائي‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة فالحة قطاب‪ ،‬عاشور مزريق‪ ،‬دراسة تقييمية التي تبنتها الجزائر في تحقيق األمن الغذائي‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري خالل الفترة ‪.2019-2009‬‬

‫هدفت الدراسة إلى إظهار مدى مساهمة خطط التنمية الفالحية التي تبنتها الجزائر في تحقيق األمن‬
‫الغذائي الجزائري للفترة ‪2009‬الى‪ . 2019‬تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية موضوع تحقيق األمن‬
‫الغذائي في االقتصاد الوطني‪ ،‬حيث يعتبر من األهداف األساسية لعملية التنمية ككل وهو هدف‬
‫لتحقيق رفاهية الفرد والمجتمع‪ .‬وقد اعتمدوا في دراستهم على المنهج االستنباطي وأداته الوصف‬
‫والتحليل‪ ،‬لمعرفة واقع برامج التنمية الفالحية المسطرة في الجزائر ومدى تأثيرها على مؤشرات األمن‬
‫الغذائي خالل الفترة ‪2009‬الى ‪.2019‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬


‫✓ تعتبر سياسة التحديد الفالحي والريفي وخطة فالحة –ألفاق ‪ ،2019‬من البرامج الطموحة التي‬
‫طبقتها الجزائر خالل الفترة ‪ ،2019-2009‬الهادفة أساسا إلى تعزيز مؤشرات األمن الغذائي‬
‫للبلد وتحقيق معدالت عالية من االكتفاء الذاتي من الغذاء‪.‬‬
‫✓ هناك عالقة ارتباط ايجابي بين تنفيذ برامج التنمية الفالحية ومؤشرات األمن الغذائي في الجزائر‬
‫خالل فترة الدراسة‪ ،‬ظهر جليا من خالل األداء االيجابي للقطاع الفالحي منذ تنفيذ برامج التنمية‬
‫الفالحية المسطرة‪ ،‬ترجمت في النمو الزراعي المحقق نتيجة تزايد اهتمام الجهات الفاعلة‬
‫االقتصادية الخاصة بالقطاع الزراعي الذي أصبح أكثر جاذبية من خالل سياسة دعم االستثمار‬
‫الحكومي‪.‬‬
‫✓ عرف مؤشر الوفرة الغذائية تحسنا ملحوظا تزامنا مع تنفيذ برامج التنمية الفالحية وبرامج الدعم‬
‫الفالحي المختلفة‪ ،‬حيث سجل معدل متزايد لنمو اإلنتاج على مستوى مختلف الشعب الفالحية‪،‬‬

‫فالحة قطاب‪ ،‬عاشور مزريق‪ ،‬دراسة تقييمية ألثر برامج التنمية الفالحية على مؤشرات األمن الغذائي في الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫خالل الفترة ‪ 2009‬إلى ‪ ،2019‬مجلة االقتصاد والمالية )‪ ،(JEF‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ 02‬سنة ‪2022‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫وهذه الديناميكية في اإلنتاج كانت كانعكاس مباشر لجهود الدولة في مجال تنمية القطاع‬
‫الفالحي ‪.‬‬
‫✓ لم تكن النتائج في مستوى تطلعات القائمين على القطاع فيما يخص الوضع التغذوي للفرد‬
‫الجزائري‪ ،‬حيث سجلنا تراجعا في نصيب الفرد من إنتاج الغذاء‪ ،‬كما أن نصيب الفرد من‬
‫البروتين الحيواني جد ضئيل‪ ،‬وذلك بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطن الناتجة عن تهاوي قيمة‬
‫الدينار الجزائري والنمو السكاني السريع خالل هذه الفترة‪.‬‬
‫✓ سجلت الجزائر تقدما كبي ار في مؤشر الفقر العالمي بين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2019‬مما سمح لها‬
‫بان تحتل اليوم مرتبة متقدمة ضمن مجموعة البلدان ذات مستويات الجوع المنخفضة‪.‬‬
‫✓ على الرغم من الجهود التي بذلت من اجل إعادة توزيع الموارد المتوفرة لفائدة النمو الزراعي من‬
‫خالل مختلف برامج التنمية الفالحية المتعاقبة‪ ،‬إال أن اإلنتاج المحلي لم يواكب نمو الطلب على‬
‫الغذاء‪ ،‬بسبب الطفرة في النمو السكاني وتغير عادات االستهالك للسكان وميل شريحة كبيرة‬
‫منهم إلى الرفاهية في طريقة االستهالك‪ ،‬األمر الذي جعل الجزائر تعوض الفرق بين المتاح‬
‫لالستهالك من اإلنتاج الوطني وإجمالي الطلب المحلي من الغذاء باللجوء إلى الواردات‪ ،‬وبقاء‬
‫هذه السياسات رهينة اإلمكانيات المالية للدولة التي تتميز بعدم االستقرار‪ ،‬كونها ترتبط مباشرة‬
‫بتقلبات أسعار النفط دوليا‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة بن عيسى كمال الدين‪ ،‬كبيري فتيحة‪ ،‬تحدي األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة قياسية‬
‫‪1‬‬
‫خالل الفترة ‪. 2015-1995‬‬
‫سعت هذه الدراسة إلى إظهار المحددات التي تتحكم في نمط واتجاهات الفجوة الغذائية في الجزائر‬
‫خالل الفترة ‪ .2015-1995‬ويهدف البحث إلى دراسة العوامل التي تؤثر في حالة اإلنتاج الزراعي‬
‫والمسببة للفجوة الغذائية إضافة إلى التنبؤ بمسارات هذه األخيرة في المستقبل‪ .‬وتم االستعانة بالمنهجين‬
‫الوصفي التحليلي واألسلوب القياسي‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬

‫بن عيسى كمال الدين‪ ،‬كبيري فتيحة‪ ،‬تحدي األمن الغذائي في الجزائر‪ -‬دراسة قياسية خالل الفترة ‪،2015-1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫مخبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الفضاء األورومغربي‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف ‪،‬‬
‫مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلد‪ ،14‬العدد‪ 2018 ،19‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ تبين أن اإلنتاج الزراعي يسير بوتيرة متذبذبة وحتى حين تسجل معدالت نمو في الناتج الزراعي‬
‫فإنها ضعيفة جدا مقارنة بمعدل نمو الطلب المحلي‪ ،‬حيث تنخفض مرونة العرض اإلنتاجية‬
‫مقارنة بمرونة الطلب على األغذية مما يسبب عج از غذائيا يتم تلبيته عن طريق الواردات التي‬
‫سجلت ارتفاعا مطردا طيلة فترة الدراسة سواء بالقيمة أو بالكمية وهذا يوضع مقدار القصور‬
‫الذي يعانيه القطاع الزراعي رغم المبالغ المالية التي أنفقت من اجل تطويره‪.‬‬
‫✓ ضعف إنتاجية الهكتار وضعف إنتاجية العامل رغم التزايد المستمر في المساحات المزروعة‬
‫والتزايد في استخدام العمالة الزراعية إال أنها ال تسبب زيادة كبيرة في اإلنتاج‪.‬‬
‫✓ نقص األراضي الزراعية المروية يؤثر على مردودية اإلنتاج وعلى ربح الفالح والتالي على‬
‫الحافز المادي لتكثيف اإلنتاج وهذا بسبب عدم وضع إستراتيجية وطنية للزراعة المروية عبر‬
‫الوطن‪.‬‬
‫✓ التوسع العمراني على حساب األراضي ذات الخصوبة العالية خير مثال سهل متيجة المهدد‬
‫باالنقراض‪.‬‬
‫✓ عدم وضع خطط إنتاجية وطنية تتالءم والطبيعة المناخية لكل منطقة من مناطق الوطن(غياب‬
‫الزراعة المتخصصة في المنتوج الواحد ذات الكثافة العالية )‪.‬‬
‫✓ منافسة المنتوج األجنبي للمنتوج المحلي بسبب سياسة االستيراد المفرطة مما يسبب بهروب‬
‫أصحاب االستثمارات الزراعية إلى أنشطة تجارية بدل اإلنتاج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدراسات األجنبية‬

‫‪ .1‬دراسة الهادي أحمد الدوم آدم‪ ،‬األمن الغذائي لسلعة القمح في السودان‪ ،‬خالل الفترة من‬
‫‪1‬‬
‫‪.2014-2001‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحديد أثر زيادة المساحات المزروعة قمحا على زيادة اإلنتاج منه‪ ،‬وكذا معرفة‬
‫مدى تأثير الزيادة في اإلنتاج على تحقيق األمن الغذائي في السودان‪ ،‬أيضا التحقق من معنوية متغيري‬
‫التقنيات الحديثة وأعداد السكان ومدى تأثيرهما في كمية المعروض من القمح‪ .‬وقد استخدم الباحث‬

‫الهادي أحمد الدوم ادم‪ ،‬األمن الغذائي لسلعة القمح في السودان خالل الفترة ‪ ،2014-2001‬مجلة العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬و ازرة المالية واالقتصاد‪ ،‬عمادة البحث العلمي‪.2016 ،‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫المنهج الوصفي التحليلي اإلحصائي ومنج االقتصاد القياسي‪ .‬كما استخدمت الدراسة نموذج االنحدار‬
‫الخطي المتعدد في نموذج األمن الغذائي للقمح في السودان‬

‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬


‫✓ نالحظ أن التقدير الخاصة بنموذج الدراسة أن معامل المساحات المزروعة قمح(‪)0.647‬‬
‫موجب‪ ،‬وأن هناك تأثير ايجابي على كمية اإلنتاج أي زيادة المساحات المزروعة(التوسع األفقي)‬
‫تؤدي إلى زيادة الكميات اإلنتاجية (توسع رأسي) وبالتالي تحقق االكتفاء الذاتي من القمح بدونها‬
‫تحقق األمن الغذائي‪.‬‬
‫✓ من خالل نتائج الدراسة وجد أن العالقة بين اإلنتاج من القمح والمساحات المزروعة منه‬
‫والتقنيات الحديثة والسكان ذات معنوية وقوة تفسيرية كبيرة‪ ،‬حيث بلغ مقدار االرتباط ‪ %78‬مما‬
‫يعني أهمية التوسع األفقي في واحات المساحة الزراعية خاصة في ظل التقنيات الزراعية الحديثة‬
‫واآل الت التي تمتاز بسرعة االنجاز بدال من النظم التقليدية‪ ،‬كما أثبتت الدراسة أن للتقنيات‬
‫والسكان اثر ضعيف جدا من خالل عدم معنوياتهما في النموذج‪ ،‬أي لهما تأثير ضعيف على‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫✓ هناك عوامل أخرى تؤثر على زيادة إنتاج القمح بنسبة ‪ %22‬وهذه العوامل غير مضمنة في‬
‫نموذج التقرير الذي تم إجراءه خالل الدراسة‪ ،‬بل عرفت من خالل الفرق بين ارتباط العالقة بين‬
‫اإلنتاج والمساحات المزروعة والتي بلغت ‪.%78‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2‬دراسة أمل خيري أمين محمد‪ ،‬دراسة بعنوان‪ :‬األمن الغذائي في الدول اإلسالمية اإلفريقية‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على حالة األمن الغذائي في الدول اإلفريقية المنتمية إلى‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬مع رصد أهم أدوار المنظمة بهذا الشأن‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج‬
‫من أهمها‪:‬‬

‫✓ كشفت البيانات الواردة عن تدهور حالة ألمن الغذائي في الدول‪ ،‬وزيادة الضغط على إمدادات‬
‫الغذاء جراء تزايد أعداد الالجئين الناجم عن الصراعات‪ ،‬وكذلك تقلب األحوال المناخية‪.‬‬

‫أمال خيري أمين محمد‪ ،‬األمن الغذائي في الدول اإلسالمية اإلفريقية‪ ،‬باحثة دكتوراه بمعهد البحوث والدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬باحثة اقتصادية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ قامت منظمة التعاون اإلسالمي بتركيز اهتمامها على تحسين حالة األمن الغذائي في الدول‬
‫األعضاء بها وفي الدول اإلفريقية على وجه خاص‪ ،‬فوضت العديد من البرامج من أجل هذا‬
‫الهدف‪.‬‬
‫✓ تواجه البلدان ذات الدخل المنخفض من العجز الغذائي في هذه الدول‪ ،‬يشمل خطط لالستعداد‬
‫للكوارث الطبيعية وتدابير حاسمة لحماية الفقراء من تداعيات هذه الكوارث‪ ،‬مع تطوير آلية‬
‫لالستجابة في حاالت‬
‫✓ الطوارئ من خالل التنسيق وإقامة شركات مع الجهات المعنية العاملة فالقارة‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة محمد الشحات الزعبالوى‪ ،‬غادة عبد الفتاح مصطفى‪ ،‬تحليل أهم العوامل المؤثرة على‬
‫‪1‬‬
‫األمن الغذائي المصري‪.‬‬
‫يبرز الهدف من الدراسة في تحليل أهم العوامل المؤثر على األمن الغذائي المصري‪ ،‬وقياس مدى‬
‫تأثير كل منها‪ ،‬حيث يمكن تحديد الدور الذي يلعبه كل عامل من تلك العوامل‪ ،‬باإلضافة إلى تفصيل‬
‫العوامل الرئيسية إلى عوامل أخرى فرعية‪ ،‬حيث يصبح من الممكن تحسين حالة األمن الغذائي في‬
‫لتلك‬ ‫مصر‪ .‬وذلك للوصل إلى نتائج بهدف الخروج من تلك النتائج بتوصيات‪ ،‬وآليات تنفيذ‬
‫التوصيات‪ ،‬وذلك لتقديم صورة كاملة لمتخذ القرار يمكن من خاللها إتباع سياسات سليمة تؤدي إلى‬
‫تحسين حالة األمن الغذائي المصري‪ .‬وتم االعتماد على نهج دالة اإلنتاج الكلية بين البلدان‪ ،‬كما تم‬
‫استخدام نفس النهج لقياس أهمية الحوكمة والبحث والتطور في نمو اإلنتاجية الزراعية والحد من الفقر‪،‬‬
‫باإلضافة إلى األسلوب التحليلي‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬

‫✓ يعتبر انخفاض الدخل الناتج عن نقص رأس المال المالي والبشري والمادي واالجتماعي‬
‫والطبيعي هو محدد هام لنقص األمن الغذائي لألسر المعيشية والرعاية وبيئات المعيشة الصحية‬
‫على مستوى الفرد واألسرة (طبقا للمستوى االقتصادي الجزئي)‪.‬‬
‫✓ تعتبر عوامل االقتصاد الكلي مهم أيضا‪ :‬عوامل مثل االستقرار والنمو االقتصادي وتوزيعه عبر‬
‫المجتمع‪ ،‬واندماج االقتصاد العالمي واستق ارره‪ ،‬واإلنفاق العام والحكومة‪.‬‬

‫محمد الشحات الزعبالوى‪ ،‬غادة عبد الفتاح مصطفى‪ ،‬تحليل أهم العوامل المؤثرة على األمن الغذائي المصري‪ ،‬قسم‬ ‫‪1‬‬

‫السياسة الزراعية وتقييم المشروعات‪ ،‬معهد بحوث االقتصاد الزراعي‪ ،‬مركز البحوث الزراعية‪.2020 ،‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫✓ ضرورة التركيز على مؤشرات االقتصاد الكلي الذي يؤدي إلى النمو االقتصادي ومن ثم يكون‬
‫النمو االقتصادي عنص ار جذابا لالستثمارات التي تزيد من تحسن رأس المال البشري‪ ،‬وتطالب‬
‫هذه االستثمارات بوجود معدالت مقبولة من الحكومة والمؤسساتية حتى تستمر في بلد ما‪ ،‬كما‬
‫تؤدي المستويات الجيدة من الحوكمة والمؤسساتية إلى زيادة اكبر في النمو االقتصادي وزيادة‬
‫معدالت ثبات االقتصادي‪ .‬مجموعة المحددات السابقة تؤدي إلى توليد الدخل بالمجتمع‪ ،‬والدخل‬
‫متولد بدوره يؤدي إلى تقليل معدالت الفقر‪ ،‬وانخفاض مستويات الفقر تؤدي إلى االستغالل الجيد‬
‫للموارد وتحسن في البيئة الصحية للعائالت وكذلك اهتمام تلك العائالت بالتعليم الجيد والحصول‬
‫عليه‪ .‬ومن ثم يتحقق األمن الغذائي العائلي وبالتالي تحسن رأس المال البشري‪ ،‬الذي يؤدي‬
‫بدوره إلى زيادة اإلنتاجية التي تزيد معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫✓ االستثمار في القطاع الزراعي يعني زيادة الوظائف ورفع الدخول‪ ،‬قد يعني ذلك أيضا تعزيز‬
‫اإلنتاجية الزراعية من خالل االستثمار في التكنولوجيا وبالتالي زيادة توافر الغذاء لبلد بأكمله‪.‬‬
‫✓ يمكن أن يكون النمو الزراعي أكثر فعالية في الحد من الفقر المدقع والجوع عندما يشمل صغار‬
‫المالك –خاصة إذا كانوا من النساء‪.‬‬
‫✓ إجمالي صافي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر (‪ ،)X7‬والتي جاءت إشارتها سالبة لتدل على‬
‫أن زيادة تدفقات االستثمار األجنبي إلى مصر تؤدي إلى انخفاض انتشار نقص التغذية‬
‫بمقدار‪.0.246%‬‬
‫✓ الحوكمة متمثلة في مؤشر درجة تطبيق القانون‪ ،‬والتي جاءت إشارتها سالبة لتدل على أن مؤشر‬
‫الحوكمة في مصر قد يؤدي إلى انخفاض انتشار نقص التغذية بمقدار ‪%0.739‬‬
‫✓ إدخال تحسينات على السعرات الح اررية اإلجمالية المقدمة(تقاس بمتوسط كفاية إمدادات الطاقة‬
‫الغذائية المشتقة من ميزانيات األغذية في منظمة األغذية والزراعة‪ ،‬والتي جاءت إشارتها سالبة‬
‫لتدل على أن إدخال تحسينات على السعرات الح اررية اإلجمالية تؤدي إلى انخفاض انتشار‬
‫نقص التغذية بمقدار ‪.%0.246‬‬
‫✓ التفاعل بين الناتج المحلي اإلجمالي للفرد وتطور أسعار الغذاء العالمية له تأثير ايجابي يشير‬
‫إلى أنه إذا زادت أسعار الغذاء العالمية‪ ،‬فان هذا التأثير السلبي المحتمل للمستهلكين يمكن‬
‫تعويضه إذا زاد الناتج المحلي اإلجمالي للفرد أيضا‪ .‬حيث جاءت إشارة المؤشر سالبة لتدل على‬
‫أنه للحفاظ على حالة األمن الغذائي الجيدة بالرغم من الزيادة المستمرة في أسعار الغذاء‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫العالمية‪ ،‬فانه يجب أن يقابل زيادة أسعار الغذاء زيادة مماثلة أو تزيد في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي للفرد‪ .‬كما أن هناك نتيجة مماثلة تنطبق على التفاعل بين إجمالي السكان وإنتاج‬
‫الغذاء حيث يبدو هنا أيضا أن الحركة التصاعدية المشتركة ال تشكل تهديدا لألمن الغذائي‪.1‬‬
‫✓ هناك تأثير سلبي لنسبة سكان الريف إلجمالي السكان‪ ،‬وكذلك إنتاجية الحبوب (كبديل الستخدام‬
‫التقدم التكنولوجي)‪ ،‬األمر الذي يشير إلى أهمية العمل على تقليل نسبة سكان الريف إلجمالي‬
‫السكان‪ ،‬حيث تؤثر النسبة الحالية سلبا على حالة األمن الغذائي في مصر‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة نزار كاظم الخيكاني‪ ،‬سارة فخري أحمد الطالقاني‪ ،‬األمن الغذائي العراقي بين التحديات‬
‫‪2‬‬
‫ومتطلبات التنمية المستدامة‪.‬‬
‫• تهدف الدراسة إلى معالجة إشكالية تقوم على مسألة قصور السياسات الزراعية ومدى الدور الذي‬
‫يمكن أن يؤدي إلى تحقيق متطلبات األمن الغذائي في العراق ومدى تحقيقها لألبعاد االقتصادية‬
‫واالجتماعية للتنمية المستدامة ؟‬
‫• كما تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على متطلبات األمن الغذائي في العراق وإمكانية تحقيق‬
‫متطلباته في ضوء التنمية المستدامة‪ ،‬وكذلك الوقوف على تحديات األمن الغذائي في العراق‬
‫سواءا الخارجية منها أو المحلية لبيان أسباب عدم نجاحه‪ ،‬وإمكانية تحقيق مستوى مناسب منه‬
‫في ضوء ظروف العراق المختلفة‪ .‬اعتمد البحث على المنهج العلمي االستقرائي في المسببات‬
‫لمشكلة البحث يرافقه في ذلك المنهج الوصفي التحليلي ألهم النتائج‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬


‫✓ هناك تحديات عالمية وإقليمية من شأنها اإلسهام السلبي لتحقيق األمن الغذائي العراقي متمثال‬
‫بارتفاع أسعار معظم السلع والغذائية الرئيسية المنتجة عالميا‪ ،‬ومنه محصولي القمح والرز يقابلها‬
‫استمرار العجز الغذائي في توفير االحتياجات االستهالكية من السلع الزراعية في العراق‪.‬‬

‫محمد الشحات الزعبالوى‪ ،‬غادة عبد الفتاح مصطفى‪ ،‬تحليل أهم العوامل المؤثرة على األمن الغذائي المصري‪ ،‬قسم‬ ‫‪1‬‬

‫السياسة الزراعية وتقييم المشروعات‪ ،‬معهد بحوث االقتصاد الزراعي‪ ،‬مركز البحوث الزراعية‪.2020 ،‬‬
‫نزار كاظم الخيكاني‪ ،‬سارة فخري أحمد الطالقاني‪ ،‬األمن الغذائي العراقي بين التحديات ومتطلبات التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مجلة ميسان للدراسات األكاديمية تحت شعار (األمن الغذائي وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية والسياسية)‪ ،‬عدد‬
‫خاص‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي الثالث‪ ،‬كلية التربية األساسية‪ ،‬كلية المنارة للعلوم الطبية‪-‬ميسان‪-30-29 ،‬نيسان‬
‫‪.2015‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫التراجع الكبير في كميات المياه الواردة من منابع نهري دجلة والفرات على اثر قيام الجهات‬ ‫✓‬
‫التركية بإنشاء سدود وتحكمها المستمر في تحديد الموارد المائية الداخلة إلى العراق‪ ،‬األمر الذي‬
‫انعكس سلبا على في تحقيق متطلبات التنمية الزراعية المستدامة‪.‬‬
‫✓ تدني إسهامات القطاع الزراعي في الناتج المحلي اإلجمالي في العراق على أثر تراجع حجم‬
‫االستثمارات الزراعية من جهة‪ ،‬وتراجع المساحات من األرض القابلة للزراعة‪.‬‬
‫✓ عدم االستغالل األمثل للموارد المائية انعكس هو األخر سلبا مما ألحق الضرر في ديمومة‬
‫الناتج في القطاع الزراعي‪.‬‬
‫✓ إن العراق يعاني من مشكلة التصحر التي بدورها أسهمت بتدهور النظام البيئي على أثر أزمة‬
‫المياه من جهة وتراجع سقوط األمطار حتى عام ‪.2017‬‬
‫✓ تعرض األمن الغذائي إلى حالة من التدهور على أثر عدم إتباع الوسائل التقنية الحديثة في‬
‫الزراعة سواء في مجال استخدام المبيدات الزراعية لمكافحة األراضي الزراعية‪ ،‬أم في مجال الري‬
‫والبزل للحفاظ على الثروة المائية والتي أسهمت في تراجع نسب مساهمة الناتج الزراعي في‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫✓ وجود حالة عدم التوازن بين السكان وإمكانية القطاع الزراعي في تلبية االحتياجات من السلع‬
‫الغذائية الضرورية وهذا يعكس حالة سالبة من شأنها عدم تحقيق األمن الغذائي العراقي‪.‬‬
‫✓ نمو الفجوة الغذائية من خالل المقارنة بكميات االستيراد من السلع الغذائية والصادرات منها‪ ،‬مما‬
‫انعكس سلبا على نقص التغذية ومن ثم الوصول إلى الحالة الراهنة المتمثلة بانعدام األمن‬
‫الغذائي المستدام‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية‬

‫يظهر الجدول تلخيص للدراسات السابقة ومقارنتها مع الدراسة الحالية‪ ،‬مركزين على أوجه‬
‫التشابه واالختالف‪ ،‬وكذا اإلضافات التي قدمتها دراستنا‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)2-1‬يمثل مقارنة بين الدراسات السابقة والدراسة الفعلية‬

‫اإلضافات التي قدمتها دراستنا‬ ‫نقاط االختالف‬ ‫أوجه التشابه‬


‫_دراسة المفاهيم األساسية‬ ‫_نالحظ أن كل الدراسات‬ ‫_تناولت جميع الدراسات أهمية‬
‫لألمن الغذائي‪.‬‬ ‫ناقشت جانب معين وذلك من‬ ‫تحقيق األمن الغذائي‪.‬‬
‫_العوامل المؤثرة في األمن‬ ‫خالل فترة الدراسة‪.‬‬ ‫_التركيز على الجانب الزراعي‬
‫الغذائي‪.‬‬ ‫_هناك دراسات اعتمدت على‬ ‫_االعتماد على المنهج الوصفي‬
‫_التركيز على مؤشرات األمن‬ ‫المنهج القياسي ولم تستخدم‬ ‫والتحليلي الستخالص النتائج‪.‬‬
‫الغذائي وقياسه في الجزائر‪.‬‬ ‫المنهج الوصفي التحليلي‬ ‫_اغلب الدراسات اعتمدوا على‬
‫_دراسة وتتبع المساحات‬ ‫للحصول على النتائج‪.‬‬ ‫سلعة القمح وما شابهه باعتباره‬
‫الزراعية وكذا بعض المحاصيل‪.‬‬ ‫يمثل غذاء رئيسي لغالبية‬
‫_دراسة المعوقات‬ ‫السكان‬
‫واالستراتيجيات المتبعة لتحقيق‬
‫األمن الغذائي‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪......................................‬األدبيات النظرية والتطبيقية للبحث‬

‫خالصــــة الفصل‪:‬‬

‫ما تم استنتاجه في هذا الفصل أن األمن الغذائي حالة تضمن فيها توافر الغذاء الكافي والمستدام‬
‫والمغذي لجميع األفراد في المجتمع‪ ،‬بحيث يشمل على جوانب متعددة تتعلق بتوفر الغذاء ووصول‬
‫الناس إليه‪ ،‬واستدامة نظام اإلمداد الغذائي‪ ،‬وجودة الغذاء للمستهلك‪ ،‬حيث تم الوصول إلى أن األمن‬
‫الغذائي اشتمل على أهم نقاط وهي توفر الغذاء‪ ،‬بمعنى قدرة النظام الغذائي على تلبية االحتياجات‬
‫الغذائية للسكان‪ ،‬وكذلك الوصول إلى الغذاء وحصول األفراد على الغذاء المناسب من حيث الجودة‬
‫والكمية والتوفر المادي واالقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى االستدامة الزراعية بتحقيق إنتاجية زراعية مستدامة‬
‫على المدى الطويل ومع استقرار األسعار‪.‬‬

‫‪34‬‬
35
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تواجه الجزائر تحديات كبيرة في ضمان األمن الغذائي‪ ،‬وهو أمر يعني توفير كميات كافية من‬
‫قطاعا‬
‫ً‬ ‫الغذاء الصحي والمغذي لسكان البالد على مدار العام كمثال في جانب الزراعة وذلك ألنها تعتبر‬
‫حيويا لضمان األمن الغذائي‪ .‬تمتلك الجزائر مساحات واسعة من األراضي الزراعية الخصبة‪ ،‬وتعتمد بشكل‬ ‫ً‬
‫كبير على الزراعة في إنتاج الغذاء‪ .‬يجب دعم الفالحين وتعزيز البنية التحتية الزراعية وتقديم التكنولوجيا‬
‫والمعرفة الالزمة لتحسين إنتاجية األراضي وتنويع المحاصيل‪ .‬ويقسم هذا الفصل إلى المباحث التالية‪:‬‬

‫‪ -‬واقع األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪.‬‬


‫‪ -‬آفاق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬

‫‪36‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬

‫تهدف الجزائر إلى تحقيق األمن الغذائي المستدام‪ ،‬وهو القدرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الحالية‬
‫دون المساس بقدرتها على تلبية احتياجات األجيال المستقبلية هذا ما سنتحدث عنه في واقع األمن الغذائي‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وضعية االنتاج الغذائي في الجزائر‬

‫تكمن وضعية األمن الغذائي في الجزائر من عدة عناصر رئيسية‪:‬‬


‫‪ -1‬مساحة األراضي الزراعية‪:‬‬
‫قدرت مساحة األراضي الفالحية في الجزائر إلى غاية نهاية ‪ 2016‬بـ‪ 41.4:‬مليون هكتار‪،‬‬
‫وبحصة من إجمالي مساحة الجزائر نسبتها‪ ،%17.4‬وهي بذلك أقل بكثير من المعدل العالمي والعربي‬
‫لحصة األراضي الفالحية من مساحة البلد المقدرة على التوالي ب ـ ـ‪ %37.4‬و‪ ،%36.6‬حيث تتوزع األرض‬
‫الفالحية بين المستغلة في النشاط الزراعي بمساحة قدرها‪ 8.4‬مليون هكتار ما يمثل نسبة ‪،%20.4‬‬
‫وأراضي المروج والمراعي الدائمة بمساحة ‪ 31.9‬مليون هكتار التي تعادل‪%79.6‬من إجمالي األرض‬
‫الفالحية‪ 1،‬أما في نهاية سنة ‪ 2017‬قدرت مساحة األراضي الفالحية بـ ‪ 43.7‬مليون هكتار‪.‬‬
‫حيث كان لنزوح الريفي تميز كبير وضغوط النمو الديمغرافي (في حدود ‪%3‬سنويا) والتوسع‬
‫العمراني‪ ،‬إضافة إلى متطلبات التنمية في المجال الصناعي وانجاز هياكل البنية التحتية على حساب العقار‬
‫الفالحي‪ ،‬التي رأت فيه السلطات العمومية بأن اللجوء إلى األراضي الفالحية ذات المردودية المتوسطة‬
‫والضعيفة الحل األنسب لمواجهة مثل تلك التحديات‪.‬‬

‫كما يمكن القول أن مساحة األرض المجهزة بأنظمة الري قد سجلت هي األخرى ارتفاعا مستم ار على‬
‫طول الفترة ‪ .2016- 1962‬فبعد أن كانت مقدرة غداة االستقالل ب ‪ 229‬ألف هكتار‪ ،‬بلغت في نهاية‬
‫الفترة المذكورة ‪ 1.36‬مليون هكتار‪ ،‬أي زيادة نسبة جد معتبرة قدرها ‪ ،%494‬ويفسر ذلك بالجهود الضخمة‬
‫للدولة الجزائرية في مجال بناء السدود التي زادت ديناميكيتها بشكل خاص بعد سنة ‪ 1980‬بسبب فترة‬
‫الجفاف التي عرفتها البالد قبلها‪ ،‬حيث تضاعف عددها من ‪ 16‬سدا كبي ار مستغال سنة ‪ ،1962‬إلى ‪81‬‬

‫غفصي توفيق‪ ،‬واقع مقومات األمن الغذائي في الجزائر وتحديات تحقيقه دراسة في الفترة ‪ ،2016-2002‬جامعة محمد‬ ‫‪1‬‬

‫بوضياف بالمسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،)2020(30‬ص‪.20‬‬
‫‪37‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سد حاليا حسب الوكالة الوطنية للسدود والتحويالت‪ ،‬إضافة إلى السدود الصغيرة والحواجز المائية واآلبار‬
‫‪1‬‬
‫وشبكة الري والتحويالت ومحطات التحلية‪...‬الخ‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)1-2‬مساحة األراضي المستعملة للزراعة‪.‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪8536468‬‬ ‫‪8449425‬‬ ‫‪8487854‬‬ ‫المساحة الزراعية الصالحة‬
‫‪32798673‬‬ ‫‪32910650‬‬ ‫‪32968513‬‬ ‫أراضي رعوية ومروج‬
‫‪2436614‬‬ ‫‪2036089‬‬ ‫‪1938887‬‬ ‫أراضي غير منتجة التابعة للمزارع‬

‫‪43771755‬‬ ‫‪43396164‬‬ ‫‪43395254‬‬ ‫مجموع األراضي المستعملة للزراعة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة‬

‫‪ -2‬تحليل تطور إنتاج وإنتاجية الحبوب‪:‬‬

‫نسبيا في الزراعة وإنتاج الخضروات‪ ،‬حيث يمثل حوالي ‪ ٪ 15‬من‬‫ً‬ ‫مهما‬


‫موقعا ً‬
‫ً‬ ‫يحتل الغذاء‬
‫إجمالي قيمة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬ويحتل المرتبة الثانية بعد منتجات اللحوم‪.‬‬

‫بالرجوع إلى البيانات الواردة في الجدول‪ ،‬يالحظ أن إنتاج الحبوب بلغ ‪ 3435.95‬ألف طن‪ ،‬بانخفاض‬
‫قدره ‪ ٪25‬أو ‪ 1185‬ألف قنطار‪ ،‬وتضاعف إنتاج الحبوب خالل عام ‪ 2019 - 2010‬بزيادة قدرها‬
‫‪ 34،000‬طن في العام ‪ ،2019‬أي ‪ 1422‬ألف طن‪ ،‬ال يمكن لتطوير هذا اإلنتاج أن يلبي االحتياجات‬
‫الداخلية لهذه المادة‪ ،‬ألن أكثر من ‪ ٪75‬من الحبوب يتم استيرادها لسد العجز المسجل خالل هذه الفترة‪،‬‬
‫ومقابل كل ‪ 1‬كلغ من الحبوب المستهلكة‪ 750 ،‬كلغ منه مستورد وهو ما نحققه من خالل معدل االكتفاء‬
‫الذاتي للمساعدة في تحديد مقدرة الفرد على تلبية الطلب المتزايد على الغذاء حيث ال يتجاوز االكتفاء الذاتي‬
‫بعيدا عن‬
‫ً‬ ‫قنطار للهكتار‪،‬‬
‫ًا‬ ‫‪ ٪35‬في معظم الممرات وذلك بسبب قلة اإلنتاجية كما ال أكثر من ‪20‬‬
‫الوصول إلى األهداف التي حددتها الدولة من خالل برنامج تكثيف الغذاء في إطار البرنامج الوطني للتنمية‬
‫‪2‬‬
‫الزراعية‪.‬‬

‫غفصي توفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫حمزة بن حاف ظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم تخصص‬ ‫‪2‬‬

‫استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬


‫‪38‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1-2‬يوضح إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪2019 - 2010‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطلبة‬

‫من المهم أن نالحظ هنا أن مفهوم السلع الغذائية المتاحة لالستهالك هو كمية السلع الغذائية الجاهزة‬
‫لالستهالك للتصنيع والبذور واالستهالك الحيواني وجميع االستخدامات األخرى‪ .‬هو التغير في السلع‬
‫الغذائية المقدرة بإضافة اإلنتاج إلى صافي التجارة الخارجية ناقص التغيرات في المخزونات الستخدامات‬
‫أخرى‪ ،‬حيث من المهم التمييز بين ما هو متاح وما يحتاجه األفراد‪ ،‬وإلظهار هذا يجب تحديد االستهالك‪.‬‬
‫نصيب الفرد والمعدالت الموصى بها مع السلطات المختصة لفهم مدى الهدر أو النقص‪.‬‬

‫يوضح الجدول الموالي تطور كمية الغذاء المتاحة لالستهالك من الحبوب حيث ارتفعت من‬
‫‪ 12185،3‬ألف طن خالل متوسط الفترة ‪ 2013 - 2009‬إلى ‪ 22849‬ألف طن أي بنسبة ‪ ،%87‬لكن‬
‫هذه الزيادة الكبيرة ناتج عن االرتفاع الكبير في قيمة الواردات التي بلغت سنة ‪ 2019‬ما يقدر ب‬
‫‪ 1000 17215،7‬طن بزيادة قدرها ‪ %21.6‬التطور في إنتاج الحبوب والمتاح للفترة ‪.2019 - 2014‬‬

‫‪39‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )2-2‬تطور مؤشرات الحبوب للفترة ‪.2019 - 2010‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫المؤشرات‬
‫‪5633,45‬‬ ‫‪606594‬‬ ‫‪3778,07‬‬ ‫‪2942 ,3‬‬ ‫‪3760,95‬‬ ‫‪3435 ,23‬‬ ‫اإلنتاج (ألف‬
‫طن)‬
‫‪22849‬‬ ‫‪22800‬‬ ‫‪16390‬‬ ‫‪16885,5 17582 ,35‬‬ ‫‪15866‬‬ ‫الغذاء المتاح‬
‫(ألف طن)‬
‫‪17,6‬‬ ‫‪19,52‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13,7‬‬ ‫االنتاجية‬
‫(قنطار هكتار)‬

‫المصدر‪ :‬حمزة بن حافظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم‬
‫تخصص استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬

‫‪ :3‬تحليل تطور وإنتاج وإنتاجية الخضر‪:‬‬

‫مهما ويسهم بشكل كبير في االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫يعتبر القطاع الزراعي في الجزائر ً‬
‫أساسيا من النشاط الزراعي في البالد‪ ،‬وتُزرع مجموعة واسعة من‬ ‫ً‬ ‫عد زراعة الخضروات جزًءا‬‫تُ ّ‬
‫الخضروات مثل البطاطس‪ ،‬والطماطم‪ ،‬والبصل‪ ،‬والجزر‪ ،‬والفلفل الحار‪ ،‬والخيار‪ ،‬وغيرها‪ .‬تختلف مستويات‬
‫بناء على العوامل الموسمية والجغرافية والمناخية‪ ،‬واالهتمام بالزراعة في الجزائر يزداد مع‬
‫اإلنتاج والتوزيع ً‬
‫مرور الوقت‪.‬‬
‫تعتبر الخضروات ذات أهمية نسبية في اإلنتاج الزراعي والبستاني‪ ،‬حيث تمثل حوالي ‪ ٪15‬من‬
‫اإلنتاج الزراعي و ‪ ٪28‬من إنتاج الخضروات‪ ،‬وتحتل المرتبة الثالثة في إنتاج الخضروات بعد الحبوب‬
‫والفاكهة‪.‬‬
‫وبتحليل البيانات الواردة في الجدول أدناه يشار إلى أن متوسط زراعة الخضر لألعوام ‪-2010‬‬
‫‪ 2019‬بلغ‪ 9558.9‬ألف طن تتقلب من سنة إلى أخرى‪ .‬و زيادة قدرت ب ‪ 13479‬الف طن بين ‪2014‬‬
‫منها التطور المستمر للزراعة في البيوت‬ ‫و‪2016‬وتعزى هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى عدة أسباب‪،‬‬
‫حافز للمزارعين مقارنة‬
‫ًا‬ ‫المحمية منذ التسعينيات‪ ،‬فضالً عن األسعار التنافسية للخضروات التي تعتبر‬
‫بالحبوب والبقوليات التي يتم تسويقها في األسواق اإلجبارية‪ ،‬سجلت الحبوب والسيقان الوطنية تقلبات في‬
‫‪ 2019/2018/2017‬تعزى إلى زيادة األسمدة ونقص المياه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )3-2‬تطور مؤشرات الخضر للفترة ‪2019 - 2014‬‬

‫السنوات‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫المؤشرات‬
‫‪9457.9 8910.8 13545.3‬‬ ‫‪12835‬‬ ‫‪12637.2 9603.61‬‬ ‫الغذاء المتاح‬
‫(ألف طن)‬
‫‪552‬‬ ‫‪581‬‬ ‫‪630‬‬ ‫‪612‬‬ ‫‪632‬‬ ‫‪558‬‬ ‫نصيب الفرد‬
‫(كلغ‪ /‬سنة)‬
‫المصدر‪ :‬حمزة بن حافظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم‬
‫تخصص استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬

‫‪ :4‬تحليل تطور وإنتاج وإنتاجية الفواكه‪:‬‬

‫تميز الجزائر بتنوع طبيعي ومناخ متنوع‪ ،‬مما يساعد في زراعة مجموعة واسعة من الفواكه‪ .‬تعتبر‬
‫الحمضيات مثل البرتقال والليمون وغيرها من المحاصيل الرئيسية في الجزائر‪ .‬كما تعد والية تيبازة في‬
‫الساحل الغربي للبالد من أهم مناطق إنتاج الفواكه في الجزائر‪ ،‬حيث تشتهر بزراعة الفواكه االستوائية مثل‬
‫المانجو واألناناس لذلك يجب مالحظة أن إنتاج الفواكه يتأثر بعوامل متعددة مثل الظروف المناخية‪،‬‬
‫والتغيرات الموسمية‪ ،‬وتوفر الموارد المائية والتقنيات الزراعية المستخدمة‪ .‬قد تكون هناك تقلبات في إنتاج‬
‫الفواكه من عام إلى آخر‪.‬‬

‫تعتبر الثمار ذات أهمية نسبية في المحاصيل الزراعية‪ ،‬حيث تمثل حوالي ‪ ٪45‬من الناتج الزراعي‪،‬‬
‫وتحتل المرتبة الثانية من حيث اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وفي قسمها توجد على سبيل المثال‪ .‬التفاح والبرتقال‬
‫والتين واستهالكه مرتبط بمستويات الدخل بسبب ارتفاع األسعار في السنوات األخيرة‪ ،‬ارتفع مستوى معيشة‬
‫السكان‪ .‬بالنظر إلى الجدول أدناه‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن متوسط إنتاج الفاكهة بلغ ‪5006,1‬الف طن‪.‬‬

‫تراوح إنتاج ‪ 4804.20‬ألف طن إلى ‪5006.1‬الف طن في الفترة ‪ ،2019-2016‬و تعزى الزيادة‬


‫بشكل رئيسي إلى الزيادة خالل نفس الفترة‪ ،‬والتي يقابلها زيادة في اإلنتاجية لكل هكتار كانت ‪ 108‬قنطار‬
‫لكل هكتار‪ .‬هكتار في عام ‪ ،2019‬بزيادة قدرها ‪ .٪50‬تعافت صادرات الخدمات خالل هذه الفترة‪،‬‬
‫بزيادة ثمانية أضعاف‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )4-2‬يوضح تطورات مؤشرات الفواكه ‪2019 - 2014‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫املؤشرات‬
‫‪5006,1‬‬ ‫‪14634‬‬ ‫‪5284,20‬‬ ‫‪4804,20‬‬ ‫‪4962,45‬‬ ‫‪4498,83‬‬ ‫االنتاج(ألف طن)‬

‫‪4968‬‬ ‫‪14624‬‬ ‫‪5355‬‬ ‫‪5355‬‬ ‫‪5395‬‬ ‫‪4985‬‬ ‫الغذاء املتاح‬


‫(ألف طن)‬
‫‪10,7‬‬ ‫‪12,26‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫‪11,55‬‬ ‫‪12,87‬‬ ‫نصيب‬
‫الفرد(كلغ‪/‬السنة)‬
‫المصدر‪ :‬حمزة بن حافظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم‬
‫تخصص استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬

‫‪ -5‬تحليل تطور وإنتاج وإنتاجية اللحوم‪:‬‬

‫تطور في قطاع الثروة الحيوانية والزيادة في إنتاج اللحوم‪ .‬يتم إنتاج اللحوم في الجزائر‬
‫ًا‬ ‫شهدت الجزائر‬
‫من مصادر مختلفة مثل األبقار واألغنام والدواجن‪ .‬وتعتبر األبقار واألغنام المصدر الرئيسي للحوم في‬
‫الجزائر‪ .‬يتم تربية األبقار في مختلف مناطق البالد‪ ،‬بما في ذلك األماكن الريفية والمناطق الصحراوية‪.‬‬
‫مهما في إنتاج اللحوم‪ ،‬خاصة في المناطق الجبلية والصحراوية‪.‬‬
‫دور ً‬
‫أيضا ًا‬
‫تلعب األغنام ً‬

‫ظا في الجزائر‪ ،‬حيث تم إنشاء العديد من‬


‫نموا ملحو ً‬
‫أما بالنسبة للدواجن‪ ،‬فقد شهدت مرافق الدواجن ً‬
‫المزارع والوحدات الصناعية إلنتاج اللحوم والبيض‪ .‬يتم تربية الدواجن بشكل رئيسي في المناطق الساحلية‬
‫والمناطق الحضرية‪ .‬وتوجد العديد من المبادرات لتعزيز إنتاج اللحوم في الجزائر من خالل تحسين‬
‫التكن ولوجيا والممارسات الزراعية‪ ،‬وزيادة االستثمار في البنية التحتية وتحسين جودة العلف والرعاية الصحية‬
‫أيضا تطور كمية الطعام التي يمكن أن تستهلكها اللحوم‪ ،‬والتي زادت من‬
‫للحيوانات‪ .‬ويوضح الجدول أدناه ً‬
‫‪ 595.5‬ألف طن في عام ‪ 2010‬إلى ‪ 866.25‬ألف طن‪ .‬ويرجع بشكل أساسي إلى إنتاج اللحوم المحلية‪،‬‬
‫قويا‪ ،‬حيث وصلت إلى ‪ ٪93.5‬من االكتفاء الذاتي في عام ‪.2019‬‬
‫نموا ً‬
‫والتي شهدت بدورها ً‬

‫هذه الزيادة في توافر استهالك اللحوم لم تنعكس بشكل كبير في نصيب الفرد حيث ارتفعت من ‪15،6‬‬
‫حادا في‬
‫تفاعا ً‬
‫أيضا ار ً‬
‫كلغ الى‪ 20.12‬كلغ في لسنة ‪ ، 2019‬مما يشير إلى أن الواقع المعاش يعكس ً‬
‫أسعار اللحوم البيضاء والحمراء‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)5_2‬تطور مؤشرات اللحوم الفترة ‪2019_2014‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫المؤشرات‬
‫‪809,25‬‬ ‫‪1069‬‬ ‫‪1073,70‬‬ ‫‪840,41‬‬ ‫‪819,02‬‬ ‫االنتاج(ألف طن) ‪715,82‬‬
‫‪866,25‬‬ ‫‪1125,9‬‬ ‫‪1124,5‬‬ ‫‪907,2‬‬ ‫‪686,61‬‬ ‫‪797‬‬ ‫الغذاء المتاح‬
‫(ألف طن)‬
‫‪20,12‬‬ ‫‪28,14‬‬ ‫‪27,2‬‬ ‫‪22,37‬‬ ‫‪22,32‬‬ ‫‪20,5‬‬ ‫نصيب‬
‫الفرد(كلغ‪/‬السنة)‬
‫المصدر‪ :‬حمزة بن حافظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم‬
‫تخصص استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬

‫‪ :6‬تطور إنتاج الحليب‪:‬‬

‫يعتبر انتاج األلبان من القطاعات الهامة في الجزائر‪ ،‬حيث يتم إنتاج الحليب من مصادر مختلفة مثل‬
‫األبقار واألغنام والماعز‪ .‬وتشمل المنتجات األلبانية األخرى مثل الزبدة والجبن واللبن المختبر‪ .‬وتعتبر‬
‫األبقار هي المصدر الرئيسي إلنتاج الحليب في الجزائر حيث يتم تربية األبقار في مزارع األلبان المنتشرة‬
‫في مختلف مناطق البالد‪ .‬وتتركز تربية األغنام والماعز في المناطق الجبلية والصحراوية يتم استخدام‬
‫حليب األغنام والماعز بشكل رئيسي في إنتاج منتجات األلبان التقليدية‪.‬‬
‫من المهم أن نالحظ أنه قد تم اتخاذ إجراءات لتعزيز إنتاج الحليب في الجزائر‪ ،‬بما في ذلك تحسين‬
‫معايير الرعاية الصحية للماشية‪ ،‬وتعزيز التدريب والتثقيف في قطاع األلبان‪ .‬وبالنظر إلى البيانات الواردة‬
‫في الجدول أدناه‪ ،‬يظهر أن متوسط إنتاج الحليب كان‪ 3719‬ألف طن في سنة ‪ ،2016‬وتذبذب اإلنتاج‬
‫بين ‪3719‬الف طن الى‪3189‬الف طن‪ .‬على التوالي من ‪ 2016‬إلى ‪ ،2019‬حيث لوحظ انخفاض‬
‫طفيف من سنة إلى أخرى خاصة في جانب األبقار‪ .‬وعلى الرغم من أن الجزائر لم تحقق بعد االكتفاء‬
‫الذاتي من األلبان‪ ،‬يبدو أن السلطات مهتمة بهذا القطاع بسبب أهميته التغذوية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )6-2‬تطور مؤشرات إنتاج الحليب للفترة ‪2019 _ 2014‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫المؤشرات‬
‫‪3189‬‬ ‫‪3281‬‬ ‫‪3521,21‬‬ ‫‪3719‬‬ ‫‪3895‬‬ ‫االنتاج(ألف طن) ‪3648,55‬‬
‫‪3825‬‬ ‫‪4037,9‬‬ ‫‪4203,8‬‬ ‫‪4616,6‬‬ ‫‪4737‬‬ ‫‪4675,4‬‬ ‫الغذاء المتاح‬
‫(ألف طن)‬
‫‪88,8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪101,6‬‬ ‫‪113,84‬‬ ‫‪119,2‬‬ ‫نصيب‬
‫الفرد(كلغ‪/‬السنة)‬
‫املصدر‪ :‬حمزة بن حافظ‪ ،‬األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة استشرافية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم‬
‫تخصص استشراف وتمويل دولي‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪2023-2022 ،‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قياس األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬

‫قياس األمن الغذائي في الجزائر يتم من خالل استخدام مجموعة من المؤشرات والمقاييس التي تقيس‬
‫القدرة على توفير الغذاء الصحي والمغذي للسكان‪ .‬إليكم بعض المقاييس التي يمكن استخدامها لقياس‬
‫األمن الغذائي في الجزائر‪.‬‬
‫انطالقا من الدراسات التي تقوم بها منظمة األغذية والزراعة العالمية بشكل دوري حول وضعية األمن‬
‫الغذائي في كل بلد‪ ،‬استطعنا أن نستخلص واقع األمن الغذائي في الجزائر انطالقا من المؤشرات األربعة‬
‫‪1‬‬
‫له‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤشر توفر اإلمدادات الغذائية في الجزائر‬
‫يضم مؤشر التوافر قياس متوسط إمدادات الطاقة الغذائية‪ ،‬ومصادرها‪ ،‬وكذا متوسط قيمة إنتاج الغذاء‪.‬‬
‫✓ متوسط كفاية إمدادات الطاقة الغذائية(‪:)%‬‬
‫يعبر هذا المؤشر على نسبة األغذية التي بإمكان الدول توفيرها عن طريق اإلنتاج واالستيراد ويعبر‬
‫عنه بنسبة مئوية من الحاجات الغذائية خالل سنة‪.‬‬
‫متوسط قيمة اإلنتاج الغذائي للفرد (بالدوالر الدولي)‪:‬‬ ‫✓‬
‫متوسط قيمة اإلنتاج الغذائي السنوي للفرد معبر عنها بالدوالر الدولي (سنة األساس‪)2006-2004‬‬
‫يوفر لنا مقياس للحجم االقتصادي النسبي لقطاع اإلنتاج الغذائي‪.‬‬

‫بوبكير أمال‪ ،‬دراسة مقارنة لمفاهيم األمن الغذائي المستدام‪-‬االكتفاء الذاتي والسيادة الغذائية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪-427‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.433‬‬
‫‪44‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫متوسط قيمة اإلنتاج الغذائي للفرد متقارب مع دول مجاورة مثل المغرب ومصر‪ ،‬لكن مقارنة مع دول‬
‫أخرى مثل فرنسا نجده يتجاوز ‪ 600‬دوالر للفرد سنويا‪ ،‬وفي الب ارزيل يتجاوز‪ 400‬دوالر‪.‬‬
‫(الطريقة المعتمدة لحساب معدل النمو هي القانون التالي‪ ،])F/S)1/n-1(*100[ :‬حيث ‪ F‬تمثل القيمة‬
‫النهائي‪ S ،‬يمثل القيمة االبتدائية‪ ،‬و‪ n‬يمثل عدد السنوات)‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-2‬متوسط قيمة اإلنتاج الغذائي للفرد (ب‪$‬الدولي)‬

‫المصدر‪ :‬بوبكير أمال‪ ،‬دراسة مقاربة لمفاهيم األمن الغذائي المستدام‪ ،‬االكتفاء الذاتي والسادة الغذائية‪-‬الجزائر نموذجا‪،-‬‬
‫مخبر اإلصالح االقتصادي التنمية واالندماج في االقتصاد العالمي‪،‬المدرة العليا للتجارة‪،‬القليعة (الجزائر)‪ ،‬مجلة آفاق للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬المجلة‪/05‬العدد‪)2022(01‬‬

‫متوسط اإلمدادات الغذائية المستمدة من أهم المنتجات الغذائية‪:‬‬ ‫✓‬


‫لم يتغير كثي ار متوسط نسبة اإلمدادات من الطاقة الغذائية المستمرة من الحبوب والخضر والفواكه اذ أنه‬
‫بقي ثابت (‪ )%58‬في الفترة بين ‪.2019-2000‬‬
‫كما عرف متوسط نصيب الفرد من البروتين ارتفاعا ملحوظا خالل نفس الفترة االنتقال من ‪ 67‬غرام ‪/‬الفرد‬
‫‪ /‬اليوم إلى ‪ 92‬غرام ‪ /‬الفرد ‪ /‬اليوم‪ ،‬أما متوسط اإلمدادات الغذائية المستمد من البروتين الحيواني التي‬
‫يعبر عنها بـ كغ ‪/‬الفرد‪/‬اليوم عرفت ارتفاعا خالل الفترة من ‪ 2019-2000‬باالنتقال امن ‪ 18‬إلى حوالي‬
‫‪1‬‬
‫‪ 25‬غرام‪/‬الفرد‪/‬اليوم مايمثله نمو سنوي مقدر بـ ‪. %1.86‬‬

‫غويسي مبروك‪ ،‬بن موسر كمال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.442‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬مؤشر الوصول إلى الغذاء‪:‬‬

‫المقصود بمؤشرات الوصول إلى الغذاء الوصول المادي واالقتصادي‪ ،‬ثالث عناصر تتحكم في‬
‫الوصول المادي للغذاء هي‪:‬كثافة شبكة الطرق‪ ،‬كثافة خطوط السكك الحديدية ونسبة الطرق المعبدة إلى‬
‫إجمالي الطرق‪ .‬وحسب اإلحصائيات المتوفرة لدى منظمة ال‪ FAO‬فإننا نسجل إلى غاية سنة ‪ 2017‬وجود‬
‫‪1‬‬
‫‪0.2‬كلم من خطوط السكك الحديدية لكل ‪100‬كلم مربع من الطرق لكل ‪100‬كلم مربع سنة ‪.2010‬‬

‫نالحظ أن نتيجة مؤشر كثافة خطوط السكك الحديدية لم يتم استحداثها منذ ‪10‬سنوات رغم أن‬
‫السلطات قامت خالل تلك الفترة بفتح العديد من خطوط السكك الحديدية في عدة مناطق من البالد‪ ،‬هذه‬
‫الخطوط دخلت فعليا حيز الخدمة منذ سنوات‪ ،‬حيث تجاوزت قيمة هذا المؤشر ‪ 0.27‬كلم لكل ‪ 100‬كلم‬
‫مربع التي تظل مع هذا نتيجة ضعيفة‪ .‬أما نسبة الطرق المعبدة إلى إجمالي الطرق فتتجاوز ‪ ،%75‬وهي‬
‫نسبة جيدة ومقاربة لنسب الدول المجاورة‪.‬‬

‫وهناك ست عوامل للوصول االقتصادي إلى الغذاء نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي( ما يعادل القوة الشرائية)‪ :‬هذا المؤشر انتقل من ‪10610‬‬
‫دوالر سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 11349.7‬دوالر سنة ‪ ،2019‬بمعدل نمو يقارب ‪ .%0.68‬هذا المعدل أعلى من‬
‫مثيله في دول شمال إفريقيا خالل نفس الفترة (‪ 9315.6‬دوالر في المتوسط)‪.‬‬
‫يمكن مالحظة الكثير عن هذه القيم باعتبار أن قيمة الحد األدنى لألجور تبلغ ‪ 18000‬دج ما‬
‫يقابل‪ 246.79‬دوالر(ثابت ‪$2011‬الدولي)‪.‬‬
‫إن أكثر من ‪ %20‬من الفئة األكثر فق ار من الجزائريين يحصلون على أجور أقل من هذه القيمة‪.‬‬
‫وحسب الديوان الوطني لإلحصائيات فقد بلغ متوسط األجور سنة‪ 2018‬حوالي ‪ 40000‬دج ما يقابل‬
‫‪ 562‬دوالر (ثابت ‪ $2011‬الدولي) خارج قطاع الفالحة واإلدارة‪ ،‬وهذين القطاعين يحصل العامل فيهما‬
‫على أقل األجور‪.‬‬
‫‪ -‬عامل أسعار المواد الغذائية المحلية‪ :‬انتقل خالل الفترة ‪ 2015-1999‬من ‪ 4.83‬الى‪ ،5.11‬هذا‬
‫المستوى متقارب مع مؤشرات األشعار في دول الجوار وأحيانا أقل منهم‪ ،‬لكنه مقارنة بمؤشر األسعار في‬
‫العالم ككل يفوقه بالضعف‪.‬‬

‫المنظمة العالمية للزراعة واألغذية ‪. fAO‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪46‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة انتشار نقص التغذية‪ :‬يظهر أن هناك تحسن من حيث انخفاض نسبة األفراد الذين يعانون منها‪،‬‬
‫حيث انتقل من ‪ %10.7‬سنة‪ 2000‬إلى‪ %2.8‬سنة ‪.2019‬‬
‫كما انخفض عدد الذين يعانون من نقص التغذية بالقيمة المطلقة من ‪2‬مليون شخص الى ‪1.2‬مليون‬
‫شخص‪.‬‬

‫حسب إحصائيات المنظمة يبلغ عدد الذين يعانون من حالة انعدام األمن الغذائي خالل الفترة ‪-2017‬‬
‫‪ 2019‬أكثر من ‪8‬ماليين شخص‪ ،‬ونحن نعلم أن أولى مظاهر انعدام األمن الغذائي على الجسم هو‬
‫المعاناة من نقص التغذية‪ ،‬والفارق كبير جدا بين ‪ 1.2‬مليون شخص و‪ 8‬مليون شخص‪ ،‬لذلك يمكن القول‬
‫أن االنحرافات التي تقع فيها المنظمة عند تقييم الوضعية الغذائية قد تكون كبيرة جدا بسبب غياب عمليات‬
‫‪1‬‬
‫إحصاء محلية دورية لجميع مناطق البالد‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤشر استقرار اإلمدادات الغذائية ‪:‬‬


‫مؤش ار استقرار اإلمدادات الغذائية تجمع في نفس الوقت مؤشرات الصدمات ومؤشرات قابلية األفراد‬
‫للتأثر بهذه الصدمات‪.‬‬
‫تظهر مؤشرات الصدمات التقلبات على مستوى أسعار األغذية محليا التي لم تكن كبيرة (بين‬
‫‪%7.7‬و‪ %13.4‬خالل الفترة ‪ ،)2014-1998‬السبب يعود إلى تدخل الدولة لتقنين أسعار بعض السلع‬
‫الغذائية األساسية واإلبقاء على سياسة الدعم ألسعارها‪.‬‬
‫ورغم عودة األمن وانخفاض حدة اإلرهاب في البالد خالل األلفية الجديدة‪ ،‬إال أن قيمة مؤشر‬
‫االستقرار السياسي و غياب العنف خالل الفترة ‪ 2018-1998‬الذي قدر في المتوسط ب‪ 1.34‬يعد سيئا‬
‫نوعا ما (‪ 2.5‬يعبر عن حالة استقرار قوي و‪ 2.5‬يعبر عن حالة استقرار ضعيف)‪ ،‬مما قد يؤثر سلبا على‬
‫استقرار اإلمدادات الغذائية ووصولها إلى المناطق الريفية الجبلية والنائية حيث تعيش األسر الفقيرة وتمارس‬
‫الفالحة في نطاق محدود‪.2‬‬
‫فيما يخص مؤشرات قابلية األفراد للتأثر بالصدمات نالحظ أن هناك انخفاض في قيمة الواردات‬
‫الغذائية مقارنة بإجمالي الصادرات من البضائع خالل الفترة ‪( 2007-1998‬انتقلت من ‪%15‬ال‪ ،)%8‬ثم‬
‫عادت هذه القيمة إلى االرتفاع مجددا إلى غاية سنة ‪%24(2017‬بسبب ارتفاع أسعارها في الخارج‪،‬‬

‫المنظمة العالمية للزراعة واألغذية ‪. fAO‬‬ ‫‪1‬‬

‫المنظمة العالمية للزراعة واألغذية ‪. fAO‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪47‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وارتفاع درجة ارتباط الجزائر بتغيرات السوق الدولية وتأثرها بالصدمات التي تحدث بالخارج‪ .‬من جهة أخرى‬
‫نجد أن نسبة االعتماد على واردات الحبوب كبيرة جدا تتجاوز في المتوسط ‪ %73.83‬خالل الفترة‬
‫‪ .2017-1998‬أما النسبة المئوية لألراضي الصالحة للزراعة المجهزة للري فهي في ارتفاع مستمر (من‬
‫‪%7.4‬في سنة ‪ 1998‬إلى ‪ %18.3‬لسنة‪ )2017‬خاصة مع تأثر البالد بفترات جفاف دورية‪ .‬ورغم‬
‫انخفاض هذه النسبة إال أن اإلحصائيات التي تحصلنا عليها من و ازرة الفالحة تشير إلى أن هذه األخيرة ال‬
‫تتجاوز سنة ‪ 2018‬نسبة‪.%11‬‬
‫‪ -4‬مؤشر استخدام األغذية‪:‬‬
‫تجاوزت النسبة المئوية للسكان الذين بإمكانهم الوصول إلى مصادر مياه أساسية ال‪ %93‬خالل الفترة‬
‫‪ ،2017-1998‬فيما لم تتجاوز نسبة السكان القادرين على الوصول إلى مرافق صرف صحي ذات جودة‬
‫‪ %17.7‬سنة ‪ ،2017‬هذان العنصران مهمان جدا في التعبير عن ظروف إعداد الطعام والحفاظ عليه‪،‬‬
‫االهتمام بالنظافة الصحية والوقاية من األمراض‪.1‬‬
‫اإلحصائيات بخصوص مؤشرات قياسات الجسم البشري غائبة في أغلبية السنوات لكن ما هو متوفر‬
‫يظهر تحسن كبير في نسبة األطفال الذين يعانون من الهزال أو من النقص في الوزن‪ ،‬انتشار فقر الدم بين‬
‫النساء الحوامل واألطفال دون الخامسة تمثل نسبة كبيرة ولم تعرف انخفاض كبير باستقرارها في نسبة تفوق‬
‫ال‪ %35‬سنة ‪.2016‬في حين نالحظ ارتفاع ملحوظ في نسبة األشخاص (أكبر من ‪ 18‬سنة) المصابين‬
‫بالبدانة تصل إلى ‪ %27.4‬سنة ‪ 2016‬وهذا راجع إلى تغيير العادات الغذائية لألسر التي تخلت تدريجيا‬
‫عن استهالك الخضر والفواكه‪ ،‬وتم تعويضها بأكالت دخيلة على المجتمع الجزائري تتميز بعناصر غذائية‬
‫أقل جودة وأقل منفعة مثل السندويش‪ ،‬البيتزا‪ ،‬المشروبات السكرية والمجمدة والدهون ذات األصل الحيواني‬
‫والنباتي‪ ،‬مما يفسر االرتفاع السريع في عدد المصابين باألمراض المزمنة كالسكري والقلب وضغط الدم‪،‬‬
‫وظهور البدانة بين األطفال‪.‬‬
‫إذن حسب منظمة الـ‪ ،FAO‬كادت الجزائر أن تنجح في تحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية‬
‫الخاص بالجوع بتخفيض عدد الذين يعانون من نقص التغذية إلى ما دون ‪ %5‬سنة ‪ .2015‬وفعال تمكنت‬
‫الجزائر من تحقيق تقدم كبير في مجال توفير الغذاء لفئات واسعة من سكانها‪ ،‬لكننا نشير إلى أن‬
‫إحصائيات اإلنتاج الفعلي في الجزائر هي في الواقع غير موجودة أو ناقصة‪ ،‬كما أن عمليات التهريب عبر‬
‫الحدود غير قابلة للسيطرة (رؤوس الماشية مثال)‪ .‬لذلك يمكن أن تكون هوامش الخطأ كبيرة‪ .‬وعالوة على‬

‫غفصي توفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ذلك‪ ،‬فان الكميات المستهلكة فعليا صعبة التقدير بسبب حجم النفايات و الخسائر التي تحدث أثناء‬
‫التصنيع أو التخزين أو النقل أو إعداد الغذاء لذلك ال يمكن أبدا التأكد على دقة النتائج المقدمة من طرف‬
‫منظمة الـ‪ FAO‬وتعميمها ثم تبنيها للحكم على درجة تحقيق الجزائر ألمنها الغذائي‪.1‬‬
‫وحتى لو افترضنا أن إحصائيات منظمة الـ‪ FAO‬صحيحة ومؤكدة فإننا ال نستطيع الجزم بأن‬
‫الجزائر تعيش حالة أمن غذائي مستقر ألن طريقة تحقيق ذلك باالعتماد على االستيراد من الخارج تقلق‬
‫الكثير من أصحاب الشأن‪ ،‬فالجزائر بهذا الشكل لن تكون في منأى عن التأثر بالصدمات التي تحدث عن‬
‫المستوى الدولي بداية بارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في األسواق الدولية التي تحدث بشكل دوري‪ ،‬ثم‬
‫حالة االنخفاض المستمر في أسعار المحروقات منذ سنة ‪ 2014‬إلى يومنا هذا مما أدى إلى انخفاض كبير‬
‫في مداخيل البالد من العملة الصعبة‪ ،‬تبعه دخول العالم ككل في حالة انكماش سنة‪ 2020‬بسبب وضع‬
‫اإلغالق التام الذي تعيشه معظم الدول الناتج عن تفشي وباء كوفيد ‪ 19‬مما أدى إلى زيادة عدد العاطلين‬
‫عن العمل وبالتالي انخفاض الطلب على الغذاء وتفاقم ظاهرة انعدام األمن الغذائي وفي هذه الحالة‬
‫أصبحت شريحة واسعة من المجتمع تعاني من مشكل الوصول إلى الغذاء رغم توفره في السوق‪ .‬كذلك فانه‬
‫إذا استمر الوضع الصحي على هذا النحو فقد تصبح البالد تعاني كذلك من مشكل في توفير اإلمدادات‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آفاق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‬

‫تواجه الجزائر وضعا تحت مراقبة من حيث األمن الغذائي‪ ،‬ويعد هذا الموضوع من المسائل الهامة‬
‫التي تشغل اهتمام الحكومة والسكان‪ ،‬هناك عدة عوامل تؤثر على الوضع الحالي لألمن الغذائي‪.‬‬
‫من خالله تطرقنا إلى مطلبين رئيسية‪ :‬المطلب األول تحدثنا فيه عن معوقات األمن الغذائي في الجزائر‪،‬‬
‫والمطلب الثاني‪ :‬استراتيجيات تحقيق األمن الغذائي في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معوقات األمن الغذائي‬

‫المنظمة العالمية للزراعة واألغذية ‪. fAO‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪49‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هناك عدة عوامل ومعوقات تؤثر على األمن الغذائي‪ .‬ومن بين هذه المعوقات‪:‬‬
‫انخفاض مساحة األراضي الزراعية وتراجع مساحتها بسبب التوسع العمراني‪ ،‬ووفقا‬ ‫✓‬
‫للتقديرات بحلول عام ‪ 2050‬سيؤدي تأكل التربة إلى خسارة ‪ %10‬من إنتاج المحاصيل الزراعية‬
‫وإزالة ‪ 75‬مليون طن من التربة كما تؤثر الملوحة على ‪160‬مليون هكتار من األراضي الزراعية مما‬
‫يتسبب في خسارة ‪ 1.5‬مليون هكتار سنويا‪ ،‬انخفاض خصوبة التربة وبالتالي انخفاض إنتاج‬
‫المحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫التغيرات المناخية حيث باتت نسبة األراضي القاحلة تمثل حوالي ‪ %40‬من مساحة‬ ‫✓‬
‫اليابسة‪ ،‬وهذه النسبة مرشحة للزيادة نتيجة ارتفاع درجات الح اررة وتذبذب العوامل المناخية كهطول‬
‫المطار‪.‬‬
‫الحاجة المتزايدة للماء عالميا وافتقار الدول الى مصادر المياه‪ ،‬أو سوء استغاللها والميل‬ ‫✓‬
‫نحو الزراعة المروية بدل الزراعة المطرية‪.‬‬
‫األمراض الزراعية حيث يهدد الصدأ األسود زراعة القمح الذي يعتبر مصدر الغذاء‬ ‫✓‬
‫والمعيشة ألكثر من مليار شخص بالدول النامية وهو مرض سريع االنتشار قادر على تدمير‬
‫مساحات شاسعة وإحداث خسائر كبيرة تصل إلى فقدان ‪ %100‬من المحاصيل الزراعية في غضون‬
‫أسابيع قليلة‪.‬‬
‫النمو الديمغرافي حيث يعد تزايد نسبة السكان العامل األساسي في عدم تحقيق األمن‬ ‫✓‬
‫الغذائي‪ ،‬إذ يشهد نمو السكان تسارعا ملحوظا بمعدل يفوق متوسط معدالت نمو اإلنتاج الزراعي‪،‬‬
‫وهذا يؤدي إلى كثرة الطلب على الغذاء‪ ،‬كما يتحكم في كيفية توزيع السكان و بالتالي كثرة الهجرة‬
‫الداخلية من األرياف نحو المدن مما يؤثر سلبا على اليد العاملة في الزراعة وتراجع المنتوج الفالحي‪.‬‬
‫افتقار الدولة لالنسجام بين القطاع الزراعي والقطاع الصناعي حيث يتم التركيز على‬ ‫✓‬
‫تطوير القطاع الصناعي وزيادة إنتاجيته على حساب القطاع الزراعي الذي يتم إهماله‪.‬‬
‫دور اإلنسان في االستنزاف الالعقالني للخيرات الطبيعة وتدمير البيئة والذي له أثر كبير‬ ‫✓‬
‫في استفحال أزمة الغذاء‪.‬‬
‫النزاعات المسلحة‪ :‬يعاني الكثير من األشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاع من لجوع‬ ‫✓‬
‫اذ تؤدي الصراعات إلى إغالق األسواق وقطع اإلمدادات من مواد غذائية ودورية وسلع أساسية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االستراتيجيات المتبعة لتحقيق األمن الغذائي‬


‫‪50‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لتحقيق األمن الغذائي يمكن إتباع عدة استراتيجيات فعالة وفيما يلي بعض االستراتيجيات‪:‬‬
‫• تشجيع االستثمارات في القطاع الزراعي‪ :‬إن الزراعة الحديثة كي تحقق إنتاجية عالية تحتاج إلى‬
‫استثمارات رأس مالية ومعرفية كثيفة‪ ،‬غير أن المالحظ هو أن حصة القطاع الزراعي في الجزائر‬
‫من إجمالي االستثمارات ضئيلة نسبيا مقارنة بالقطاعات األخرى‪.‬‬
‫• عجز البنوك في لعب دورها في هذا المجال‪ ،‬لذا ال بد من سياسة لتشجيع االستثمارات في مجال‬
‫القطاع الزراعي السيما عن طريق منح القروض للمزارعين مع مراعاة نسبة الفوائد‪ .‬وهذا في إطار‬
‫خطة شاملة لسياسة القروض‪.‬‬
‫• تنمية اإلنتاج الغذائي‪ :‬عن طريق االعتماد اإلصالح الزراعي‪.‬‬

‫لتحق يق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪ ،‬تعتمد الحكومة على سياسات واستراتيجيات متعددة‪ .‬فيما‬
‫يلي بعض السياسات واالستراتيجيات المهمة‪:‬‬
‫• التنمية الزراعية المستدامة‪ :‬تعزيز اإلنتاج الزراعي المستدام وتحسين اإلدارة الزراعية‪ ،‬بما في‬
‫ذلك تعزيز التقنيات الزراعية المبتكرة واالستدامة البيئية‪.‬‬
‫• تحسين البنية التحتية الريفية‪ :‬تطوير البنية التحتية الريفية وتوفير الوصول إلى المياه النظيفة‬
‫والطاقة والتكنولوجيا الزراعية المناسبة‪.‬‬
‫• تنويع المصادر الغذائية‪ :‬تشجيع تنويع اإلنتاج الزراعي وتعزيز زراعة المحاصيل المختلفة‬
‫وتربية الماشية واألسماك لتحقيق استقاللية أكبر في التغذية‪.‬‬
‫• تطوير سالسل القيمة الغذائية‪ :‬تعزيز التعاون بين المنتجين والتجار والمستهلكين لتحسين‬
‫سالسل القيمة الغذائية وضمان توفر الغذاء بأسعار معقولة وجودة عالية‪.‬‬
‫• التغذية والصحة‪ :‬تعزيز التوعية بأهمية التغذية الصحية وتوفير الخدمات الصحية المالئمة‬
‫لتحسين حالة التغذية والصحة للسكان‪.‬‬
‫• االستثمار في البحث واالبتكار‪ :‬دعم البحث العلمي واالبتكار التكنولوجي في مجاالت‬
‫الزراعة والتغذية لتحسين اإلنتاج وتطوير حلول فعالة لمواجهة التحديات الغذائية‪.‬‬
‫• التعاون الدولي‪ :‬تعزيز التعاون الدولي والتبادل المعرفي في مجاالت الزراعة والتغذية‪،‬‬
‫واالستفادة من الخبرات والتجارب الدولية لتعزيز األمن الغذائي‪.‬‬

‫قويسي مبروك‪ ،‬بن موسى كمال‪ ،‬تحديات األمن الغذائي في الجزائر وسبل تحقيقه‪ ،‬مجلة اقتصاد المال واألعمال‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد‪ ،07:‬العدد‪ ،02 :‬سبتمبر‪ ،2022‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪-‬الجزائر‪ ،-‬ص‪.433‬‬
‫‪51‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫• التحفيز المالي والتشريعات‪ :‬تقديم تشريعات وسياسات تحفيزية تشجع على االستثمار في‬
‫القطاع الزراعي وتعزز اإلنتاج الغذائي‪ ،‬بما في ذلك منح الدعم المالي والحوافز للمزارعين‬
‫والمنتجين الغذائيين‪.‬‬
‫• التكنولوجيا واالبتكار‪ :‬تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة واالبتكارات في اإلنتاج الزراعي‬
‫وتوفير الحلول التكنولوجية المبتكرة لتعزيز اإلنتاجية والكفاءة في استخدام الموارد‪.‬‬
‫• التدريب والتثقيف‪ :‬توفير التدريب والتثقيف المستمر للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي‬
‫حول أفضل الممارسات الزراعية وإدارة المخاطر وتحسين اإلنتاج والجودة‪.‬‬
‫• المحافظة على الموارد الطبيعية‪ :‬تعزيز المحافظة على الموارد الطبيعية المائية والتربة‬
‫والتنوع البيولوجي من خالل ممارسات زراعية مستدامة وتنظيم استخدام الموارد‪.‬‬
‫• التوعية والتثقيف الغذائي‪ :‬تعزيز الوعي والتثقيف الغذائي للمجتمع بشأن أهمية تناول الغذاء‬
‫الصحي والتوجه نحو نمط حياة غذائي صحي‪.‬‬

‫هذه بعض السياسات واالستراتيجيات التي تسعى الجزائر لتنفيذها لتحقيق األمن الغذائي‬
‫المستدام‪ .‬يجب أن يتم تنفيذها بشكل شامل ومتكامل وبتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع‬
‫المدني لتحقيق نتائج إيجابية وتأمين إمدادات الغذاء الكافية والمستدامة‪.‬‬

‫خالصــــة الفصل‪:‬‬

‫وفقا لمؤشرات األمن الغذائي المستدام حققت الجزائر معدالت مقبولة في المؤشرات األربع مؤشر توفر‬
‫اإلمدادات الغذائية ومؤشر الوصول إلى الغذاء ومؤشر استقرار اإلمدادات الغذائية ومؤشر استخدام األغذية‪.‬‬
‫وهناك عدة عوامل ومعوقات تؤثر على األمن الغذائي في الجزائر‪ .‬مثل تراجع مساحة األراضي الزراعية‬
‫بسبب التوسع العمراني‪ ،‬والتغيرات المناخية والحاجة المتزايدة للماء والنمو الديمغرافي‪...،‬إلخ‪ .‬وقد برمجت‬
‫‪52‬‬
‫األمن الغذائي املستدام في الجزائرخالل الفترة ‪2020-2010‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫برامج استثمارية رصدت لها موارد مالية ضخمة تعبئة وحشد الموارد المائية الطبيعية وغير‬ ‫الدولة‬
‫الطبيعية‪ ،‬بغرض تلبية الحاجات الغذائية الراهنة ومواجهة المتطلبات المستقبلية‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
‫الخاتمة‬

‫اعتبر األمن الغذائي المستدام في الجزائر موضوعا هاما في نقاشه وتحليله حيث واجهت الجزائر‬
‫تحديات عديدة في هذا المجال كتغيرات المناخ وتقلبات األسعار وتدهور التربة ونقص الموارد المائية األمر‬
‫الذي يؤثر على القدرة على اإلنتاج الزراعي لكن حاولت الحكومة الجزائرية الخروج بحلول لتحقيق أمنها‬
‫الغذائي ففي السنوات األخيرة ركزت على تعزيز اإلنتاج الزراعي المحلي وتنويع مصادر الغذاء بهدف تقليل‬
‫االعتماد على الواردات الغذائية في المقابل تم اتخاذ عدة إجراءات لزيادة اإلنتاج الزراعي مثل تطوير البنية‬
‫التحتية الزراعية المستدامة وتوفير الدعم والتمويل للمزارعين لذلك يعتبر تعزيز اإلنتاج الزراعي المحلي‬
‫وتنويع االقتصاد الريفي وتحسين التكنولوجيا الزراعية أمو ار حاسمة في تحقيق األمن الغذائي‪.‬‬

‫تسعى الجزائر إلى زيادة إنتاجها المحلي للمحاصيل األساسية مثل الحبوب وكذلك اللحوم واأللبان‬
‫باإلضافة إلى هدفها إلى تعزيز قدرتها على تخزين وتوزيع الغذاء‬
‫وكانت نتائج اختبارنا لفرضيات البحث كالتالي‪:‬‬
‫اختبار الفرضية األولى‪ :‬التي تمحورت حول أن اإلنتاج الغذائي في الجزائر يمكن أن يحقق لها األمن‬
‫الغذائي حيث رغم صعوبات التي واجهت اإلنتاج الغذائي العالمي فالجزائر استطاعت توفير وإتاحة الغذاء‬
‫للفرد بالكمية الالزمة‪ .‬حيث تم اثبات صحة هذه الفرضية‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬تنصف هذه الفرضية على أن الجزائر‪ :‬تحتل الجزائر مراتب متقدمة وفقا لمؤشرات األمن‬
‫الغذائي المستدام (توفر اإلمدادات الغذائية‪ ،‬الحصول على الغذاء‪ ،‬استقرار اإلمدادات الغذائية‪ ،‬استخدام‬
‫الغذاء)‪ .‬هذه الفرضية صحيحة‬
‫اختبار الفرضية الرابعة‪:‬صحيحة وهو أن الجزائر اتخذت عدة إجراءات وتدابير واستراتيجيات لتحقيق أمنها‬
‫الغذائي كتعزيز التنوع الزراعي‪ ،‬تنمية البنية التحتية الزراعية‪،‬تحسين التكنولوجيا في المجال الزراعي ‪ ،‬تعزيز‬
‫الوصول إلى الغذاء‪.‬‬

‫نتائج وتوصيات البحث‪:‬‬


‫من خالل هذه البحث توصلنا إلى جملة من النتائج والتي ندرجها في مجموعة النقاط التالية ‪:‬‬
‫✓ انه يمكن أن يؤثر نمو السكان على الطلب على الغذاء وقدرة الدولة على تلبية احتياجات السكان‬
‫بشكل كاف‪.‬‬
‫✓ أن مؤشرات اإلنتاج الغذائي تشمل اإلنتاج الزراعي اإلجمالي واإلنتاج الحيواني والصيد البحري‬
‫والتي يتم قياسها بواسطة و ازرات الزراعة والتقارير الحكومية ذات الصلة‪.‬‬
‫✓ تبين من خالل هذه البحث أن االستدامة الزراعية تكون بتقييم قدرة الدولة على الحفاظ على إنتاج‬
‫الغذاء على المدى الطويل من خالل ممارسات زراعية مستدامة وحماية الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الخاتمة‬

‫✓ أن األمن الغذائي هو قدرة الدولة على تأمين الغذاء لألفراد وتوفيره بالكميات الالزمة في أي وقت‬
‫تضمن له معيشة صحية‪.‬‬
‫✓ التنمية المستدامة تهدف الى تلبية احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة األجيال المستقبلية‬
‫على تلبية احتياجاتها‬
‫✓ يتحقق األمن الغذائي المستدام بتوفير اإلمكانات المادية واالجتماعية واالقتصادية للحصول على‬
‫أغذية كافة لكافة أفراد المجتمع‪.‬‬
‫✓ يتم قياس اآلمن الغذائي وفقا لمؤشرات وقياس التقييم واتخاذ القرار الالزم التي تساعده على توجيه‬
‫سياساته‪.‬‬

‫توصيات البحث‪:‬‬
‫تهدف دراسة األمن الغذائي إلى تحليل الوضع الحالي لألمن الغذائي وتحقيق استدامة اإلنتاج‬
‫الغذائي وتوفير الغذاء الكافي والمغذي للسكان على المدى الطويل‪ .‬وفيما يلي بعض التوصيات التي يمكن‬
‫أن تساهم في تحقيق األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪:‬‬
‫➢ تطوير البنية التحتية الزراعية‪ :‬يجب تعزيز االستثمار في البنية التحتية الزراعية‪ ،‬مثل الري الحديث‬
‫والمروج والطرق الريفية‪ ،‬لتحسين إنتاجية األراضي الزراعية وتوفير الوصول السهل إلى األسواق‪.‬‬

‫➢ تشجيع التنوع الزراعي‪ :‬ينبغي تشجيع التنوع الزراعي من خالل تعزيز زراعة مجموعة متنوعة من‬
‫المحاصيل وتربية مجموعة متنوعة من المواشي‪ .‬يساهم التنوع الزراعي في تعزيز مرونة النظام‬
‫الغذائي وتقليل مخاطر التأثيرات البيئية السلبية‪.‬‬

‫➢ تعزيز التقنيات الزراعية المستدامة‪ :‬يجب دعم استخدام التقنيات الزراعية المستدامة مثل الزراعة‬
‫المحسن‪ .‬تلك التقنيات تساهم في تحسين إنتاجية األراضي‬
‫ّ‬ ‫العضوية والزراعة بدون تربة والري‬
‫وحماية البيئة والموارد الطبيعية‪.‬‬

‫➢ تنشيط البحث والتطوير‪ :‬ينبغي دعم األبحاث العلمية والتطوير التكنولوجي في مجال الزراعة‬
‫والتحسين الوراثي وإدارة الموارد الطبيعية‪ .‬يساهم التقدم العلمي في تحقيق تقدم مستدام في اإلنتاج‬
‫الغذائي وتعزيز الفعالية في استخدام الموارد‪.‬‬

‫➢ تعزيز السياسات الزراعية والتجارية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الخاتمة‬

‫➢ تحسين البنية التحتية الريفية‪ :‬يجب تطوير البنية التحتية الريفية بما في ذلك الطرق وشبكات المياه‬
‫الريفية وتوفير الوصول إلى الكهرباء واالتصاالت‪ .‬ستساعد هذه الخطوة في تحسين الوصول إلى‬
‫الخدمات األساسية وتعزيز اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬

‫➢ تنويع المحاصيل والتركيز على األصناف المحلية‪ :‬يجب تشجيع تنويع المحاصيل الزراعية لتعزيز‬
‫أيضا تعزيز األصناف المحلية‬
‫االستدامة وتقليل التوجه نحو االعتماد على المحاصيل القليلة‪ .‬يجب ً‬
‫التي تكيفت مع ظروف المناخ والتربة المحلية‪.‬‬

‫➢ تعزيز التخزين والتوزيع‪ :‬يجب تحسين البنية التحتية للتخزين والتوزيع للحفاظ على الغذاء وتوزيعه‬
‫بشكل فعال‪ .‬يمكن تعزيز نظم التبريد‪.‬‬

‫‪57‬‬
58
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬التنمية المستدامة في الوطن العربي بين الواقع والمأمول‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪،‬‬
‫اإلصدار الحادي عشر‬
‫‪ -2‬بلقلة ابراهيم‪ ،‬واقع األمن الغذائي العربي خالل فترة (‪ )2014_2000‬ومتطلبات تحقيقه‬
‫جامعة الشلف ‪ -‬الجزائر‪ -‬كلية العلوم‬ ‫واقتصاديات شمال إفريقيا‪،‬‬ ‫مخبر العولمة‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسير‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد الخامس عشر‪.‬‬
‫‪ -3‬بن زايد ريم‪ :‬واقع التنمية الزراعية المستدامة واألمن الغذائي في الوطن العربي‪،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬شعبة الديموغرافيا‪ ،‬جامعة ابوبكر‬
‫بلقايد تلمسان‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬بن عيسى كمال ‪ :‬كبيري فتيحة‪ ،‬تحدي األمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬دراسة قياسية‬
‫خالل الفترة (‪ )2015 -1995‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلة ‪ ،14‬العدد ‪،190‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -5‬بوبكير أمال ‪ :‬دراسة مقاربة لمفاهيم األمن الغذائي المستدام‪ ،‬االكتفاء الذاتي والسيادة‬
‫الغذائية ‪ -‬الجزائر نموذج‪ -‬مخبر اإلصالح االقتصادي التنمية واالندماج فاالقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬المديرية العليا للتجارة‪ ،‬القليعة (الجزائر) مجلة أفاق البحوث والدراسات‪ ،‬المجلة‬
‫‪ ،05‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ -6‬بوزيان الرحماني هاجر ‪ :‬بكري فطيمة‪ ،‬التنمية المستدامة في الجزائر بين حتمية التطور‬
‫وواقع التسيير‪ ،‬المركز الجامعي بخميس مليانة‪.‬‬
‫‪ -7‬رزيقية غراب ‪ :‬إشكالية األمن الغذائي المستدام في الجزائر‪ ،‬واقع وأفاق‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية والتسير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪.2015 ،13‬‬
‫‪ -8‬سالت محمد مصطفى ‪ :‬التنمية الزارعية المستدامة ورهان األمن الغذائي في الجزائر‬
‫من خالل شعبة القمح‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية العلوم الدقيقة والعلوم الطبيعية‬

‫‪59‬‬
‫والحياة‪ ،‬قسم العلوم الزراعية‪ ،‬تخصص اقتصاد زراعي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم الزراعية سنة ‪.2017-2016‬‬
‫‪ -9‬سالطنية بلقاسم عرعور مليكة ‪ :‬معالجة تصويرية لمفهوم األمن الغذائي وأبعاده‪ ،‬مجلة‬
‫كلية األدب والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪-‬الجزائر‪-‬‬
‫العدد ‪.5‬‬
‫‪ -10‬سفيان حنان ‪ :‬تحليل واقع إنتاج الحبوب في الجزائر (‪ ،)2015 -1999‬جامعة زيان‬
‫عاشور بالجلفة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬دراسات اقتصادية ‪. 36‬‬
‫‪ 11‬ودان بوعبد هللا‪ :‬األمن الغذائي المستدام وسبل تحقيقه في الجزائر‪ ،‬جامعة الحميد بن‬
‫باديس مجلة دفاتر‪ ،‬المجلة ‪ ،10‬العدد ‪)2021( ،02‬‬
‫‪ -12‬عبد هللا حسون محمد وآخرون ‪ :‬التنمية المستدامة المفهوم والعناصر واألبعاد‪ ،‬جامعة‬
‫ديالى‪ ،‬كلية التربية للعلوم اإلنسانية العدد ‪ ،67‬مجلة ديالى‪.2015 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد الرحمان بن عبد العزيز الجريوي‪ ،‬أثر الوقف في التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة سلمان‬
‫بن عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪-14‬عباس علي كريدي‪ ،‬تحليل محتوى كتاب الجغرافية الصف الخامس األدبي في ضوء‬
‫أبعاد التنمية المستدامة‪ ،‬الرصافة ‪ ،21‬مجلة دراسات تربوية‪ ،‬العدد ‪.)2022( 51‬‬
‫‪ -15‬غفصي توفيق‪ ،‬واقع مقومات األمن الغذائي في الجزائر وتحديات تحقيقه‪ ،‬دراسة في‬
‫الفترة ( ‪ ،)2016-2002‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬
‫والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلة‪ 12 ،‬العدد ‪.)2020( ،3‬‬
‫‪ -16‬فاطمة بكري‪ ،‬إشكالية تحقيق األمن الغذائي في الجزائر من منظور التنمية المستدامة‬
‫(‪ ،)2012 - 2000‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسير‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد البيئة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫(‪.)2013 - 2012‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -17‬قويسي مبروك بن موسى كمال‪ ،‬تحديات االمن الغذائي وسبل تحقيقه‪ ،‬مجلة اقتصاد‬
‫المال واالعمال‪ ،‬العدد ‪ 2‬سبتمبر ‪ ،2022‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ -‬الجزائر‪.-‬‬
‫‪ -18‬لطرش ذهبية‪ ،‬رزايقية غراب‪ ،‬مساهمة الصناعات الزراعية الغذائية في تحقيق األمن‬
‫الغذائي المستدام في الجزائر‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬العدد ‪ 9‬سبتمبر‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -19‬هاجر خالفة‪ ،‬األمن الغذائي بين إشكالية تعدد المضامين وتنامي التهديدات‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ -‬دفاتر المتوسط‪.‬‬
‫‪ -20‬يوسف بن يزة‪ ،‬محددات ومهددات األمن الغذائي في المنطقة العربية‪ ،‬جامعة باتنة‪.‬‬

‫‪61‬‬

You might also like