Professional Documents
Culture Documents
المدارس الاقتصادية درس مهم
المدارس الاقتصادية درس مهم
للسنة األولى ماستر علم االجتماع العمل و التنظيم "الجزء األول “للموسم الجامعي
2021/2022
ظهرت حركة اإلدارة العلمية في الفترة املمتدة ما بين 1930-1790على يد روادها "فريدريك تايلور،
هنري كانت" .حيث كانت الحاجة إلى رفع وتحسين اإلنتاجية هي العامل األساسي الذي يقف وراء ظهور هذه
اإلدارة وبالض بط في الوالي ات املتح دة األمريكي ة ،إذ كان هن اك ض عف في وج ود الي د العامل ة املاهرة م ع
ب دايات الق رن العش رين ،األم ر ال ذي لفت انتب اه واهتم ام اإلدارة في املص انع ومنه ا إلى منظم ات األعم ال
األخرى نحو زيادة كفاءة أداء العاملين و رفع إنتاجيتهم.1
حيث رك زت ه ذه اإلدارة على إيج اد العالق ة بين العام ل واآلل ة ال تي يعم ل عليه ا ،وتق وم على أس اس
استخدام األسلوب العلمي في حل املشكالت واتخاذ القرارات في حالة وجود مشكلة في العمل:
إلى جانب دراسة الوقت والحركة ،قام تايلور أيضا بوضع نظام األجور التشجيعية أطلق عليه اسم
النظام التمييزي للدفع بالقطعة ،ويعني هذا النظام تحديد معدلين للقطعة أحدهما منخفض واألخر مرتفع،
بحيث يدفع املعدل املنخفض إذا لم تتعد إنتاجية العامل املعدل املطلوب ،في حين يدفع املعدل املرتفع ليس
4
على الزيادة في إنتاجية العامل عن املعدل املطلوب فقط ،وإنما على جميع الوحدات املنتجة.
بالرغم مما جاء به تايلور من نتائج إيجابية في اإلدارة العلمية واملتمثلة في الزيادة في اإلنتاج والرفع
من الكفاءة العملية إال أنها وكغيرها من النظريات لها إيجابيات وسلبيات يمكن حصرها في:
* إن اعتماد تايلور على دراسة الوقت والتحكم في مصير العامل ،جعل هذا األخير بمثابة آلة مسخرة
لخدمة أصحاب املصانع ،أي أن هناك إهمال للجانب اإلنساني.
* إن التركيز على النواحي العلمية في العمل وليس على اإلنسان قد يزيد في تعقيد املشاكل ،ألن الفرد
هو الذي يتحكم في اآللة وليس العكس.
* ال يمكن لكل فئات العمل االستفادة من املقاييس الدقيقة التي يتم وضعها في أداء العمل ،ألن هناك
فروقات فردية بين العمال.
* إن االعتماد على الحوافز املادية فقط لدفع العمال لبذل مجهودات أكثر ،يكون فجوة وثغرة كبيرة
في أعم ال "ت ايلور" ألن ع دم اهتمام ه ب الظروف النفس ية واالجتماعي ة لألف راد والح وافز املعنوي ة أدخل ه في
5
انتقادات شديدة.
هنري جانت:
عمل "جانت" على مواصلة عمل تايلور فيما يخص نظام األجر التشجيعي الذي اعترضه مجموعة من
العوائق املتمثلة في تعطل اآلالت ،وانخفاض مستوى جودة املواد ،حيث توصل إلى ربط خطة العمل باملكافأة
مستندا على تحديد معدل اإلنتاج اليومي مقرونا بعدد من وحدات اإلنتاج ،باإلض افة إلى تحديد أجر ثابت
غير مرتبط بنجاح أو فشل العمال في تحقيق اإلنتاج اليومي بحيث إذا تمكن العامل من إنجاز العمل املقدر
بثالث ساعات أو أقل فإنه يحصل مقابل ذلك أجرا يعادل أربع ساعات ،أما إذا فشل العامل فيحصل على
6
أجره العادي فقط.
- 4حنفي محمود سليمان ،وظائف اإلدارة ،مصر ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،1998 ،ص .11
- 5رفيقة حروش ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،الجزائر ،دار األمة ،طبعة ،2013ص.95
- 6كامل بربر ،اإلدارة عملية ونظام ،بيروت ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ،الطبعة األولى ،1996 ،ص .29
2
باإلضافة إلى ما قام به "جانت" ساهم أيضا في تطوير نوع من املخططات والذي يعرف إلى يومنا هذا
بمخططات "جانت" أو خريطة "جانت" ،والتي مفادها إدارة وتنظيم العمليات اإلنتاجية وترتيبها وفقا لزمن
7
التنفيذ ،ولتتضح االستفادة من هذا املخطط في عمليات التخطيط والسيطرة على التكاليف.
يعتبر "فرانك جلبرث" وزوجته "ليليان" من العلماء الذين عاصروا عهد "فريدريك تايلور" و"هنري
ج انت" .ولق د تم يزت أعمالهم ا بدراس ة ال وقت والحرك ة في قط اع الص ناعة .فمن ه ذا املنطل ق ق رر فران ك
التخلي عن دراس ته في املعه د ال ذي أرس ل إلي ه من ط رف عائلت ه واتج ه نح و البن اء والتشييد .حيث انحص ر
تفك يره في ض رورة التوص ل إلى م ا يس مى بالطريق ة املثلى ألداء العم ل وق د كان سبيله إلى ذل ك ه و دراس ة
الحركات القص يرة املختلف ة ال تي تل زم لوض ع أحج ار البن اء .ولم يكن هدف ه الوص ول إلى أقص ر وقت ألداء
العمل وإنم ا التوصل إلى الطريقة املثلى ألدائه ،فمن وجهة نظره ه ذه الطريقة تتطلب أقل ع دد ممكن من
الحركات التي يتم تأديتها في مكان عمل محدد وبأقل جهد8وبالتالي حصل فرانك على نتائج مرضية حيث قام
بتقليص الحركات وتسهيل عملية القيام برفع األحجار وبأقل جهد بدني.
تنسب هذه النظرية إلى املهندس الفرنسي "هانري فايول" ،الذي أصبح فيما بعد رئيسا ملجمع صناعة
املعادن واملناجم في فرنسا ،وال ذي كان مهتما باإلدارة العليا بحكم وظيفته ،وقد تميز عن تايلور في جانبين
هامين هما:
- 1ركز تايلور على تنظيم العمل على مستوى الورشة ،بينما سعى فايول لتطوير نظرية عامة لإلدارة،
من خالل تطوير مبادئ تصلح لكل مدير في كل مستوى في جميع املنظمات والظروف.
-2اق ترح ف ايول ( )14مب دأ لتوجي ه املدير في ح ل املش كالت ،وق د أك د على ض رورة أن ي راعي املدير
9
الظروف في مدى تطبيق كل مبدأ.
ومن أهم اإلنجازات التي قدمها "فايول "قسم نشاطات املؤسسات الصناعية إلى ستة( )06مجموعات
وهي:
إض افة إلى ه ذه التقس يمات في الوظ ائف اإلداري ة يض يف "ه انري ف ايول" أربع ة عش ر ( )14مب دأ
العتقاده بأن اإلدارة هي تفكير واعتقادات وهذه املبادئ هي:
مبدأ تقسيم العمل :بمعنى أن يعطي كل عامل جزء صغير من العمل إلنجازه ليكون متخصصا في هذا
الجزء.
مب دأ الس لطة واملس ؤولية :بمع نى الس لطة هي ح ق إص دار األوام ر بينم ا املس ؤولية هي ال تزام
بمسؤوليات محددة إلنجاز ما يتطلبه املوقع الوظيفي.
القواع د املنظم ة للعمل :قواع د واتفاق ات تح دد بوض وح العالق ة بين األط راف املختلف ة في املنظمة
والتي يجب أن تطبق بعدالة.
وحدة األمر :إن كل موظف أو عامل يجب أن يتلقى األوامر من رئيس واحد فقط.
وحدة االتجاه :جهود أي فرد في املنظمة يجب أن تنسق وتركز في نفس االتجاه.
خضوع مصالح األفراد ملصالح املنظمة :ضرورة التكامل بين مصالح األفراد و مصالح املنظمة ،أما في
حال حدوث تعارض فاألولية تعطى ملصالح املنظمة.
مكافأة العاملين بعدالة :يجب أن تدفع للعاملين أجور مجزية مع حوافز مناسبة مع املجهودات التي
يبذلونها.
11
املركزية :تركز القرارات املتعلقة بالسياسات العامة في يد اإلدارة العليا.
تدرج السلطة :تسلسل السلطة من األعلى إلى األسفل.
مبدأ الترتيب :يقصد بالترتيب أن يكون لكل شخص مكان محدد ومرتب ترتيبا جيدا.
مبدأ املساواة :يجب أن يكون هناك مساواة بين العاملين من قبل املدير.
استقرار العمالة :املحافظة على العاملين من خالل منع تسربهم إلى منظمات أخرى.
املبادأة :يقصد بها التفكير بالخطة وتنفيذها وتشجيع األفراد على تقديم اقتراحاتهم.
12
مبدأ التعاون :تشجيع روح العمل كفريق واحد بين الرئيس واملرؤوسين.
النظرية البيروقراطية (ماكس فيبر):
من خالل ه ذا التعري ف للبيروقراطي ة يتضح لن ا أن الس لطة ال تتمرك ز في ي د الف رد وإنم ا هي س لطة
مادية مرتبطة باملكتب والوظيفة بينما الفرد أو العامل هو يمكن اعتباره مكمال لهذه السلطة.
باإلض افة إلى م ا س بق يمكن توض يح أن مفه وم البيروقراطي ة أو كم ا تس مى في غالبي ة األحي ان
"بالروتين" ،يتمثل في املنظمة التي تلتزم بأسس وإجراءات تحريرية مدونة سابقا ،وتطبقها بشكل رسمي على
كاف ة الع املين واملتع املين دون أي اجته اد استثنائي أو مراع اة لظ رف خ ارجي ،وق د ح ددت ه ذه النظري ة
مجموعة من املواصفات أو خصائص للمنظمة اإلدارية في ظل التنظيم البيروقراطي وهي:
-االل تزام الت ام بتحدي د أعب اء ونش اطات املنظم ات الحكومي ة كل على انف راد ،وتقس م على ش كل
واجبات رسمية ملزمة ،وتدون في سجالت خاصة.
-االلتزام التام بتعليمات وأساليب وطرق العمل وعدم مخالفتها مهما كان الوضع.
-حصر العالقات الشخصية في التعامل بين الرؤساء واملرؤوسين واالكتفاء بالعالقات الرسمية.
-الل وائح والنظم هي أس اس وج ود اإلدارة الحكومي ة ،ول ذا ف إن كل التص رفات الرس مية يجب أن
14
تكون محددة مسبقا.
تعتبر هذه النظرية عبارة عن بناء للنموذج املثالي الذي سعى إلى إرسائه ماكس فيبر والذي يتمركز
بش كل أساسي ح ول إتب اع املوض وعية وتف ادي العالق ات الشخص ية إلعط اء اإلدارة ص بغة علمي ة محض ة
خالية من كل الشبهات التي قد تشكك في مصداقيتها لهذا سعى إلى إرساء خصائص املنظمة اإلدارية املذكورة
سلفا .إال أن هذا النموذج يبقى غير صالح لكل اإلدارات ،فمن الصعب أن يتجرد اإلنسان من ذاتيته.
باإلض افة إلى م ا ذك ر م يز "م اكس في بر" في نظريت ه بين ثالث ة نم اذج للس لطة يستند كل منه ا إلى ن وع
معين من العقالنية وهي كما يلي:
-1الس لطة الكارزماتي ة (امللهم ة):تس تمد ش رعيتها ومنطقيته ا من خص ائص وق درات استثنائية
شخصية للقائد ،وهذه الخصائص امللهمة تعطي للقائد حق القيادة والسيطرة وقوة التأثير على الغير.
-3السلطة القانونية :هنا يستمد القائد نف وذه بحكم القانون والنظ ام ،وهذا النوع هو املفضل في
التنظيمات واملجتمعات الحديثة واألكثر عقالنية ،حيث يمارس القائد سلطته من خالل نظام وقواعد ترتبط
ب املركز ال وظيفي ال ذي يش غله الف رد في وقت معين ،وق د يت ولى القائ د ه ذه الوظيف ة عن طري ق التع يين
15
بموجب القوانين واألنظمة أو االنتخاب.
إن املدرسة الكالسيكية سعت من خالل روادها إلى محاولة إرساء دعائم اإلدارة العلمية عن طريق
مجموعة املبادئ التنظيمية التي أقرتها كل نظرية ،وكان هدفها األسمى هو زيادة اإلنتاج ومضاعفة األرباح
بأقل تكلفة وفي زمن قصير .حيث ركزت في جوهرها على الج انب املادي وألغت الجانب البشري وه و الفرد
م ؤدي العم ل ال ذي يع د في األص ل مح ور أي ة عملي ة إداري ة ،له ذا السبب ونظ را للتهميش ال ذي ع انى من ه
اإلنسان في ظل النظريات الكالسيكية جاءت مجموعة من النظريات الحديثة كرد فعل عليها ،واملعبر عنها في
نظري ات وم دراس تن ادي بض رورة توجي ه النظ ر لإلنس ان باعتب اره مرك ز العملي ة اإلداري ة ،وذل ك من خالل
مراعاة شعوره أي مراعاة الجانب النفسي واإلنساني قبل االهتمام بالجانب املادي.
إن م دخل العالق ات االنس انية يعتم د على فك رة مؤداه ا ان االدارة تنط وي على تنفي ذ االعم ال من خالل
االف راد ،و من ثم ف ان دراس ة االف راد و دوافعهم ،و انم اط س لوكهم ،و العالق ات بينهم ه و السبيل الس ليم
لدراسة االدارة.
و يعتم د رواد ه ذه املدرس ة على الن واحي النفس ية و االجتماعي ة لألف راد و دراس ة م ا يحف زهم ،و ي دفعهم
للعمل ،و جاء على رأسهم إلتون مايو.
- 15الفضيل رتيمي ،أسماء رتيمي " ،عقلنة المنظمة ونظريات التنظيم" ،مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،جامعة
البليدة ،العدد،10سنة ،2013ص.18
6
و ق د ج اءت مدرس ة العالق ات االنس انية ( )1970-1930ك رد فع ل للنظري ات الكالس يكية الثالث :االدارة
العلمي ة (فري دريك ت ايلور) ،التقس يم االداري (ه نري ف ايول) ،البيروقراطي ة (م اكس في بر) ،و ال تي
افترضت أن الحوافز املادية هي ما يهم العاملين ،و بالتالي اهمالها العوامل االجتماعية و االنسانية ،و
ه ذا الن وع من الفك ر التقلي دي س اد خالل مرحل ة من مراح ل تط ور عالق ات العم ل كان يس يطر عليه ا
الفك ر التنظيمي العلمي ،ال ذي يهتم بترش يد االس اليب و الط رف و الهيكل التنظيمي أك ثر مم ا يهتم
بالعنص ر البش ري ،و العالق ات االنس انية ته دف الى الوص ول بالع املين الى أفض ل انت اج في ظ ل ت أثير
العوامل الفنية و املعنوية باعتباره انسانا وجدانيا و انفعاليا أكثر منه رشيدا و منطقيا.
"و من أهم االسباب التي ساعدت على ظهور مدرسة العالقات االنسانية :
ظه ور الحرك ة النقابي ة و تزاي د قوته ا مم ا أدى الى ظه ور مش كالت جدي دة من العالق ات االنس انية و -1
حاولوا العمل على تصحيح هذا الوضع.
زيادة ثقافة العمال مما جعلهم يدركون مشكالت العمل ،و يطالبون بقيادة إدارية أفضل ،و يتخذون -2
الطرق املستخدمة في العالقات االنسانية مثل املشاركة في اتخذ القرارات.
ك بر حجم املش روعات أدى الى ظه ور مش كالت انس انية جدي دة و بالت الي اص بح االداري ون يقوم ون -3
16
باالتصال الشخصي بمعظم العاملين مما أدى الى ظهور االتصاالت و التنظيمات غير الرسمية"
و قد تناول هذا املفهوم العديد من االخصائيين و علماء ا الجتماع و كثير من الباحثين من جوانب مختلفة
حسب رؤيتهم للعالقات االنسانية و حسب اهداف دراستهم.
فقد عرضها " Kieth Davisهي عبارة عن تكامل الناس و اندماجهم في موقف العمل الذي يؤدي الى اشارة
دوافعهم حتى يعملوا معا لتحقيق و كفاية االنتاجية و التعاون ألحراز االشباع االقتصادي و النفسي و
18
االجتماعي"
صالح الشنواني ،ادارة االفراد و العالقات االنسانية ،مدرسة الشباب ،جامعة االسكندرية ،1999،ص.11 16
د.طلعت ابراهيم لطفي ،علم اجتماع التنظيم ،دار غريب للطباعة و النشر ،القاهرة ،2007 ،ص.177 17
كيث ديفز ،السلوك االنساني في العمل ،ترجمة عربية ،مؤسسة فرانكلي للطباعة و النشر القاهرة،1974 ،ص.10 18
7
تعري ف : Scottالعالق ات االنس انية تش ير الى عملي ة تحف يز االف راد في موق ف معين بش كل فع ال ي ؤدي الى
الوصول الى التوازن في االهداف.
و من هنا نستخلص أن معنى العالقات االنسانية يتمثل في أهمية العنصر البشري في كل املجاالت في نجاح
املؤسسات و الوحدات.
املساهمة في تحقيق حاجات املؤسسة و االفراد من خالل املؤشرات االتية : -1
مستوى اندفاع االفراد لتحقيق انتاج جيد
مدى والء االفراد للمؤسسة و االرتباط بها و بأهدافها
مستوى الثقة املتبادلة و الود بين االفراد و مرؤوسيهم
-2تأكيد االتصال الذي يؤدي الى تفاعل بين االفراد و الجماعات للوصول الى تفاهم متبادل.
-3تحسين العالقات بين الرئيس و املرؤوسين .
"كذلك الخدمات االجتماعية كالنقل االتصال سواء التنازلي أو التصاعدي أو االفقي و كذلك حرية النقابة
و املساهمة فيها و تكوين التنظيمات الرسمية و الغير الرسمية كلها اجراءات تقوم بها املؤسسة لرفع
معنويات العمال و بالتالي رفع انتاج املؤسسة.
و تجدر االشارة الى ان حياة العمال مرتبطة بالعديد من العوامل النفسية و االجتماعية و االقتصادية و ال
19
يمكن اقصاء عامل من هذه العوامل الثالث و اال سيؤدي للقضاء على العامل و من وراءه املؤسسة"
19محمد الصريفي ،ادارة االفراد و العالقات االنسانية ،دار قنديل للنشر و التوزيع ،عمان ط ،2003 ،1ص.56
8
للعم ال فاإلنس ان ل ه شخصيته و دوافع ه و حاجات ه و اتجاهات ه كل ف عوام ل تختل ف من ف رد الى آخ ر
لكن إذا أرادت املؤسسة أن تحل مشاكلها فما عليها اال ان تحل مشاكل العمال و يكون العمال كالتالي :
فه ذه العوام ل تعت بر اساس ية لرف ع معنوي ات العم ال ،و بالت الي الزي ادة في االنت اج ،ل ذلك يمكن ان نقس م
20
االسس النفسية الى ثالثة اقسام"
-1الشخصية.
-2الدوافع و الحاجات.
-3االتجاهات.
الشخصية :تعتبر الشخصية تنظيما يقوم على اتجاهات و عادات الشخص و سماته ،و ينهض على العديد
من العوامل االجتماعية و الثقافية و البيولوجية.
كما تعرف كذلك بأنها االنسان كله كوحدة واحدة أو النظام املوحد له و الذي يميزه عن غيره من االفراد.
و يالحظ من خالل هذين التعريفين ان الشخصية تعتبر مقوما نفسيا داخل الفرد تدل عليه سلوكاته
الخارجية أو ما يصدر عنه من نشاط.
فلكل فرد شخصية و بالتالي ميوله ،و تؤثر شخصيته على عدة نواحي منها الجسمية و الخلقية و العقلية
لذا كيف يمكن أن توحد شخصية العاملين في صعيد واحد ؟
21
يمكن ذلك باتباع اسلوبين
االول :
عملي ة التك وين املس تمر :االف راد الع املين في ص عيد مؤسس ة واح دة تختل ف شخص ياتهم و ال تي هي نت ائج
تف اعلهم م ع املجتم ع و عملي ة التك وين املس تمر يختل ف فيهم اس لوبا موح دا في العم ل و بالت الي تك ون
شخصية موحدة لدى مجموع العاملين في املؤسسة.
اذن هذه العملية مهمة حيث تعمل على خلق روح املبادرة و تكوين انسجام بين العاملين و القضاء على امللل
الدي يحدث نتيجة العمل الدائم .اذن هذه العملية مهمة حيث تعمل على خلق روح املبادرة و تكوين
انسجام بين العاملين و القضاء على امللل الذي يحدث نتيجة العمل الدائم.
20ميلودي عبد الكريم ،مصلي سفيان ،العالقات االنسانية و انتاجية العمل باملؤسسة االقتصادية من منظور التن مايو ،دراسة
ميدانية بمؤسسة منطال بالجزائر ،مذكرة ماستير قسم علم االجتماع جامعة تلمسان،2011،ص3
صالح الشنواني ،ادارة االفراد و العالقات االنسانية ،مدخل الهداف مدرسة شباب الجامعة االسكندرية ط ،1999 ،1ص32 21
9
الثاني :
أسلوب املعاملة و توزيع العمل :لألفراد العاملين شخصية تختلف كما قلنا من شخص آلخر فالبعض لهم
حب الس يادة و اآلخ ر حب العم ل و الث الث حب التب اهي ل ذا فأس لوب التعام ل املوح د بين مجم وع
العاملين يختلف بما يسمى الروح العملية و التي تؤدي الى االنسجام.
اذن :الشخصية عبارة عن دعم مهم في اسلوب املعاملة ،و ال يمكن تجاهلها و اال ادى الى تجاهل طموحات
العامل ،و بالتالي خراب املؤسسة.
و ق د ق ام بعض الب احثين بتقس يم الحاجي ات االنس انية حس ب البح وث ال تي ق اموا به ا و ق د قس م ماس لو
Maslowالحاجيات الى خمس و التي سميت بسلم الحاجيات.
فاحترام رغبات العاملين و محاولة اشباع حاجاتهم يدفع بالعامل الى املساهمة الفعالة في سبيل رفع انتاجية
و الشعور باالطمئنان و حب املأسسة التي يعمل فيها.
22جمال الدين محمد املرسي ،ثابت عبد الرحمان ادريسي ،السلوك التنضيمي ،الدار الجامعية االسكندرية ،ط ،2005 ،1ص18
10
ب -الدعائم االجتماعية واالقتصادية للعالقات االنسانية:
لإلنس ان عالق ة وطي دة بأخي ه االنس ان ،وإذا كانت ل ه شخص ية تخ الف االشخاص23االخ رين ومي ول ين اقض س لوك
االخرين ،فهذا يعود الى مستوى تكوينه و احتكاكه بوسطه االجتماعي.
فثقافة املجتمع وتنشئة الفرد والوسط االجتماعي كلها عوامل لها اهمية قصوى في حياة االنسان.
لذا فالحديث عند الدعائم االجتماعية و من ثم االقتصادية تجعلنا نركز على عوامل نراها مهمة و هي :
.1ثقافة املجتمع.
.2تنشئة الفرد في الوسط االجتماعي.
.3تكوين الفرد العامل و احتكاكه بوسطه العملي.
.4دور املؤسسة االجتماعي و االقتصادي.
-1ثقاف ة املجتم ع :ال يمكن أن نتجاه ل أو ننك ر أن لثقاف ة املجتم ع أث ر بلي غ على حي اة الف رد العام ل ،و
بالتالي سلوكه اتجاه اآلخرين و املؤسسة التي يعمل فيها.
و تعرف الثقافة بانها مرافق املجتمع و معتقداته و افكاره و احكامه على االشياء و القيم التي يعيش بها ،و
نظم ه السياس ية و القض ائية و الديني ة ...و قواع د املع امالت و االدوات ال تي يس تخدمها في معيش ته و
العلوم و الفلسفات التي وصل اليها
و هذا التعريف أكثر شمولية كونه يشمل على نواحي الحياة التي يعيش فيها الفرد من قيم و عادات و حتى
معامالته و أدواته و علومه فهي عبارة عن جزء من ثقافته.
اذن ه ذه الثقاف ة بم ا تلعب ه من دور في حي اة الف رد ال يمكن اب دا تجاهله ا ،فس لوك الف رد انعكاس لثقاف ة
املجتمع ،فهو جزء من الكل ،و املجتمع يؤدي تكوين روابط اجتماعية و تماسك بين افراده ،و قد يؤدي
الى تكون جماعات غير رسمية داخل الوحدة االقتصادية.
إن أهمية العوامل االجتماعية غالبا ما تزيد على اهمية الحوافز املادية املالية في تحديد مستوى اداء -
24
العاملين"
رونالد.ي ريجيو ،مدخل الى علم النفس الصناعي و التنظيمي ،تجرمة فارس حلمي ،ص25 24
11
العم ال يتقبل ون قيم و تعليم ات زمالئهم اك ثر من تقبلهم تعليم ات االدارة ،فمثال ق د يقل ل بعض العم ال
انتاجيتهم للمحافظة على مستوى االنتاجية الذي اتفق عليه مع زمالءه
التنظيم الغير الرسمي يتشكل تلقائيا في اي منظمة و هو يفوق التنظيم الرسمي في االثر و االهمية
ض رورة تشجيع تك وين الجماع ات في موق ع العم ل من خالل القي ادة الديموقراطي ة و اعط اء ف رص أك بر
للمشاركة تنمية االتصاالت بين االدارة و الجماعات.
العمل على تنمية روح التعاون بين االفراد و الجماعات في محيط العمل. -
تحفيز االفراد و املجموعات على االنتاج. -
25
تمكين االفراد من اشباع حاجاتهم االقتصادية و االجتماعية باالعتماد على التنظيم" -
تجارب هاورثون:
إلتون مايو ذو أصل أسترالي و لد سنة ،1880كان استاذ البحوث العالقات الصناعية بكلية ادارة االعمال
بجامعة هارفرد ،تزعم حركة العالقات االنسانية من خالل ما قدمه هو و زمالؤه من مساهمات رائدة
أمكن التوص ل اليه ا من خالل سلس لة تج ارب الش هيرة في مص انع اله اوثورن التابع ة لش ركة وس تيرن
الكتريك ،التي كانت تعاني في انخفاض حاد في مستوى االنتاجية مما أدى الى تدهور اوضاع الشركة ،كما
أن انطالقات ه و اس هاماته كانت من الناحي ة النفس ية و االجتماعي ة باعتب ار أن ه ع الم نفس و ع الم
اجتماع ،و ليس مهندس.
تجارب الهاوثورن:
أب رم خالل املدة الواقعة بين ( )1932-1927عقد مشروع للتعاون بين شركة ويسترن إلكتريك في الواليات
املتح دة األمريكي ة وبعض األس اتذة من مدرس ة األعم ال من جامع ة ه ارفرد وتحت إش راف األس تاذ
إلتون مايو حيث ضمت الفرقة كال من رو تلز برجز ،وديكسون ،ووارتر حيث عملوا كفريق خالل
املدة املذكورة ،وقد نشرت نتائج هذه الدراسة التي أجريت في مصانع الهاوثورن ،التي اشتهرت بهذا
االسم وذلك عام 1939في مؤلف بعنوان اإلدارة والعامل وتعد تجارب إلتون مايو في مصانع الهاوثورن
12
البداي ة املم يزة لجمي ع الدراس ات املتعلق ة ب الجوانب اإلنس انية من خالل اعتم اد الحق ل التجري بي في
التعامل مع املتغيرات املادية للعمل و أثرها على إنتاجية العمل .
انطلق اتون مايو و فريق بحثه من عدد من الفرضيات ،كانت أول هذه الفرضيات أن الظروف التي تكون
فضاء العمل (املحيط) هي التي تساهم في الرفع من االنتاج و تحقيق الرضا الوظيفي ،و حسبهم أن أول
ه ذه الظ روف أو الش روط ال تي ت أتي بش كل مباش ر في تحقي ق الرض ا ال وظيفي و بالت الي الرف ع من
االنتاجية هي االضاءة.
يجب أن تتشابه الورشتين في الظروف اي في عدد العمال نفس النشاط نفس الخط االنتاجي نفس املوقع.
دخل فريق التجريب الى الورشة Aثم قاموا بعملية زيادة في عدد املصابيح املوجود في هذه الورشة و بعدها
أجروا عملية حسابية على االنتاج فوجدوا ان االنتاج قد زاد عن حجمه مقارنة باإلنتاج باملرحلة التي
سبقت زيادة املصابيح ،و مقارنة بعدد القطع املنتجة في الورشة . B
النتيج ة :االض اءة كانت مس ؤولة و بطريق ة مباش رة في الرف ع في االنت اج و باعتب ار انهم فري ق متخص ص
عادوا مرة أخرى فوجدا ان االنتاج عاد الى طبيعته في الورشة Aفشككوا أن في كون أن االضاءة تؤثر
على املردودية االنتاجية.
في املرحل ة الثاني ة من التجرب ة ع ادوا الى الورش ة التجريبي ة و ق اموا الى ارج اع مس توى االض اءة الى س ابق
عهده(الى ما كان عليه) و كانت املفاجأة ان االنتاج قد ارتفع مرة أخرى ،من هنا انتابتهم شكوك اخرى
حول عالقة االضاءة باإلنتاج بعد مدة من الزمن عاد االنتاج الى ما كان عليه من قبل.
بع د م دة رج ع الفري ق الى الورش ة التجريبي ة كمرحل ة ثالث ة “فخفض وا االض اءة مقارن ة بم ا كانت علي ه في
البداية و هنا كانت املفاجأة كاملفاجآت السابقة فاستخلص الفريق في االخير أن االضاءة ال تؤثر بطريقة
او بأخرى في العملية االنتاجية فعادوا ادراجهم و راحوا يبحثون عن فرضية أخرى ،و بعد مدة توصلوا
26
الى فرضية ثانية مفادها أن االجر يساهم في الرفع من االنتاج"
عليش محمد ماهر ،العالقات االنسانية في الصناعة ،القاهرة ،مكتبة عين الشمس ،1999 ،ص.41 26
13
متش ابهتين بح د كب ير و هم ا Aو Bف دخلوا الورش ة Aالتجريبي ة م ع اق تراب وقت التس ليم االج ر بف ترة
زمني ة و ق اموا بتس ليم االج ر قب ل موع ده فالحظ وا ان االنت اج زاد مقارن ة بالورش ة Bفاعتق دوا أن
االجر يؤثر في االنتاج و بعد مدة وصلتهم أخبار أن االنتاج عاد الى طبيعته فعاد الفريق مرة أخرى و
قاموا بتقديم االجر في وقته اي ما كان عليه من قبل فالحظوا ان االنتاج قد زاد حجمه و بعد مدة عاد
الى طبيعته فرجع الفريق للمرة الثالثة و في هذه املرة قاموا بتأخير دفع االجور مقارنة بالورشة ''" B
فالحظوا أن االنتاج قد ارتفع مرة أخرى و بعد مدة عاد الى طبيعته فتوصلوا في االخير االجر ال يؤثر في
املردودية االنتاجية.
انطلق فريق البحث في جدولة االعمال اي ان هذا الفريق دخل الى الورشة و اصبح يسجل كل صغيرة و كل
كب يرة تتعل ق بالعم ال داخ ل ورش تهم و بع د م دة قص يرة الح ظ فري ق البحث س مة الرضى على وج ود
العم ال و انعكس ذل ك على االنت اج بحث ان ه ارتف ع فاعتق د الب احثون ان عملي ة جدول ة العم ل تعت بر
ع امال محف زا و سببا مباش را في الرف ع من املردودي ة االنتاجي ة و بع د مغ ادرتهم للورش ة وص لتهم أن
االنت اج ع اد الى طبيعت ه فع ادوا م رة أخ رى الى الورش ة للبحث عن االس باب الحقيقي ة ال تي ت ؤدي الى
الرفع من االنتاج و ملا عاد فريق البحث في هذه الفترة الى الورشة لجأوا الى جدولة العمل و بعد فترة
قصيرة الحظوا ان االنتاج قد ارتفع فعاد فريق البحث مرة أخرى لكي يجد الفرضية املناسبة و اتفقوا
فيم ا بينهم على ان يقوم وا بتجرب ة رابع ة تمكنهم من معرف ة السبب ال ذي يق ف وراء ارتف اع االنت اج
فاتفقوا على اجراء مقابالت مع العمال.
تواجد فريق البحث في الورشة هو في حد ذاته حافز و شعور بأن هناك أفراد يهتمون بهم و بمشاكلهم في
حد ذاته ايضا محفز.
هذه املدرسة و عن طريق تجاربها احدثت ثورة في ميدان التنظيم و كانت سببا مباشرا في ظهور و قيام علم
جديد هو علم النفس االجتماعي من هنا تركت هذه املدرسة نظرة جديدة اصبحت تطبق في العديد من
14
املص انع في مختل ف دول الع الم و ه و االهتم ام بفئ ة العم ال ليس فق ط داخ ل املؤسس ة و انم ا ح تى
خارجها مما يؤثر ال محالة في الرفع من املردودية.
تن اولت مدرس ة "إلت ون م ايو" الج وانب املتعلق ة ب املتغيرات الس لوكية للمنظم ة و هي تش ير إلى أن الف رد ال
يعم ل بمع زل عن الوس ط االجتم اعي لتفاعل ه م ع اآلخ رين ،ب ل في إط ار ه ادف و متفاع ل م ع جماع ة
العم ل (الوس ط االجتم اعي ) ،فه و يت أثر بهم من حيث القيم و املعتق دات والطموح ات الجماعي ة ،و
تشير هذه العالقات إلى دالئل واضحة حول مستوى اإلنتاجية املتحققة ،إذ أن املصنع ،أو العمل ،هو
بمثاب ة نظ ام اجتم اعي تتفاع ل في ه الطاق ات الفردي ة ،كم ا يعم ل األف راد في إط ار تحقي ق الت وازن بين
اتجاه ات الجماع ة و اتجاه ات الف رد ذات ه ،ف أي موق ف يخل ف رأي الجماع ة يقاب ل ب الرفض و ع دم
القب ول منه ا ،مم ا ي دفع ب الفرد لالنص هار في بوتق ة االئتالف ال ذاتي م ع جماع ة العم ل ،وبالت الي خل ق
الت وازن النس بي لألف راد فيه ا و تحقي ق أه دافهم من خالل النظ ام الجم اعي وفي اآلتي سنس تعرض أب رز
نتائج تجارب الهاوثورن باختصار :
تؤثر الجماعة التي ينتمي اليها العامل على جوانب عديدة من سلوكياته. -
العامل ارقى من ان يكون الى في يد االدارة تحركها كيفما تشاء. -
عالقة العامل باملؤسسة ليست اقتصادية فقط فمعنوياته مهمة للغاية. -
27خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،نظرية املنظمة ،دار املسيرة للنشر و التوزيع عمان ،ط ،2000 ،1ص .66
15
بروز التنظيم الغير الرسمي داخل املؤسسة و تأثير القيادة الغير الرسمية في تأثير على سلوك االفراد -
داخل التنظيم من حيث تكوين الجماعات و نمط العالقات داخل هذه الجماعات
ان طاق ة الف رد للعم ل ال تتح دد بالطاق ة النفس ية و االجتماعي ة من حيث ش عوره بالرضى و التف اهم -
القائم بينه و بين زمالئه و رئيسه.
تلعب الحوافز املعنوية دور كبير في اعطاء دفعة لبذل جهد اثناء العمل. -
الفوائد املتحصل عليها من تجارب الهاوثورن : -2
هذه التجارب اثرت الفكر االداري بعدد من الفروض و اآلراء و االفكار التي اسهمت في دراسة الجوانب -
االنسانية و السلوكية في محيط العمل
هذه التجارب مهدت لظهور منهج جديد في التفكير و هو املنهج السلوكي الذي يمكن من خالله اكتشاف -
املشكالت االنسانية املعقدة و التعرف على اساليب عالجها.
س اعدت على الق اء الض وء على متطلب ات االساس ية ال واجب توفره ا كالتع اون الفع ال بين االدارة و -
العم ال بالعام ل ليس وا اف رادا منع زلين و ال يمكن النظ ر اليهم كوح دات متفرق ة فهم جماع ة واح دة
تسعى ألهداف مشتركة.
"ظه رت ألول م رة ادارة مهم ة في املش روعات و هي ادارة االف راد و العالق ات االنس انية تت ولى االهتم ام -
بحس اس تخدام املوارد البش رية ب ل وص ل االم ر الى وج ود اقس ام للتحلي ل النفسي داخ ل املنظم ة و
28
االدارات"
األولى وهي االنتقادات املوجهة إلى دراسات الهاوثورن نفسها والتي هي مصدر النموذج
الثانية االنتقادات املوجهة إلى مفهوم العالقات اإلنسانية بصفة عامة .
.1يرى البعض أن دراسات الهاوثورن غير علمية بسبب العيوب التي ارتبطت بمنهج الدراسة واالدعاءات
التي قدمها الباحثون اعتمادا على نتائجها .
وأهم هذه العيوب مايلي :
إن مجتمع الدراسة محدود وال يمكن التعميم على نتائجها . -
أنها اقتصرت على العمال و عضويتهم في الجماعات و استبعدت الجوانب الجوانب االخرى في عالقة -
العم ل على سبيل املث ال لم تن اقش هيكل العالق ات التنظيمي ة واعتبرت ه من األم ور الثانوي ة ,أم ا
األمور املتغيرة فكلها تدور حول االتجاهات و امليول ,واآلراء ,واملعنويات اإلنسانية .
ميلودي عبد الكريم ،مصلي سفيان ،مرجع سبق ذكره ،ص14 28
16
ي رى البعض أن دراس ات اله اوثورن أق امت فلس فتها على إيج اد عالق ة بين اإلنتاجي ة والج وانب -
االجتماعية لجماعة العمل .
و قد ثبتت من الدراسات اال حقة ما يأتي .
أن اإلنتاجي ة ال تت أثر بص فة مباش رة بالعوام ل االجتماعي ة فق ط ,وق د ثبت دل ك عن دما فش لت -
دراس ات اله اوثورن في تفس ير االختالف ات في مس تويات اإلنتاجي ة بين الجماع ات ال تي تس ود بينه ا
عوامل اجتماعية موحدة .
إن دراسات الهاوثورن عالجت الجوانب االقتصادية أو الحوافز االقتصادية في أضيق الحدود ,ومع -
ذلك لم تستطع أن تلقي آثارها تماما على إنتاجية العمال .
أما االنتقادات املوجهة إلى مفهوم العالقات اإلنسانية بصفة عامة فتدور حول املوضوعات التالية . -
إن نموذج العالقات اإلنسانية يركز تحليله على مستوى األفراد و الجماعات الصغيرة ,ويتعامل معها -
بمعزل عن املؤثرات التنظيمية و البيئية .
املبالغ ة في دراس ة املي ول و االتجاه ات اإلنس انية ,وإهم ال الج وانب الخاص ة بتحقي ق التناس ق بين -
جوانب العمل.
عانت فلسفة مايو شانها شان فلسفة تايلور ،من ضيق االفق فقد بالغ مايو من أهمية دور كل من -
الرضى املنهي ،و الروح املعنوية للعامل ،في تحديد مستوى االداء (مستوى االنتاج) ،و آمن الى حد ما
بالحكم ة القائل ة إن العام ل الس عيد ه و العام ل املنتج لكنن ا س نرى بع د قلي ل أن ه ذا الق ول ليس
صحيح دائما ،رغم تأكيدنا على اهمية بيئة العمل املفضلة و املناسبة لإلنتاج ،مع التأكيد ايضا على
اهمية الجوانب االخرى ،و منها الجوانب املالية.
و هناك نفرة أخرى في حركة العالقات االنسانية تتحدث عن تركيز مايو ابحاثه في مصنع واحد فكان -
معظم اف راد العين ات ال تي درس ها ان لم يكن كلهم من ال ذين كانوا يمارس ون اعمال روتيني ة متعب ة و
مملة و ربما تزداد في مثل هذه االعمال أهمية العالقات االنسانية أو تتضاعف لكن قد تختلف الحال
لألعمال التي تتميز بأهمية واجباتها و تنوعها و تفقد عوامل فيها البيئة املفضلة و العالقات االنسانية
اهميتها في تحديد مستوى الرضى املنهي و االنتاجية"
29
رجال الفكر االداري ال يرون في نتائج الدراسات حلوال جذريا للوصول الى االنسانية .لم تقدم املدرسة -
نظرية شاملة بل ركزت فقط على الجوانب االنسانية.
رونالد.ي ريجيو ،املدخل الى علم النفس االجتماعي الصناعي و التنظيمي ،ترجمة فارس حلمي ،ص5 29
17