Professional Documents
Culture Documents
عرض بعنوان:
غ مل ب ب ي ض ل ا هت ا الض يب شك لي ال
لإدارة ر ة وا ا ة رب ر ي ا رب
أدمح كتين
سعد بنملوهوب
إبراهمي ارلايج
يوسف الرباكوي
تقديم:
يقوم بناء الدولة على وجود المال ،فهو إحدى الوسائل األساسية لقيام الدولة بوظائفها ،إذ ال يمكن تصور هذه
األخيرة بدون وجود ميكانيزمات مالية تحدد دواليبها ،ومع األوضاع التي عرفها العالم إبان الحرب العالمية الثانية
واألزمة االقتصادية الكبرى ،أضحى تدخل الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية ضرورة ملحة ،هذا ما دعا إلى
توفير موارد مالية كافية للقيام باألدوار المسندة إليها على أحسن وجه ،لكن تحصيل هذه الموارد المالية تقف
أمامها مجموعة من الظواهر السلبية ،والتي تحول دون تحقيق الدولة لألهداف االقتصادية واالجتماعية التي يتم تنزيلها
عبر برامج عملها ،ومن أبرز هذه العوائق نجد التهرب الضريبي حيث أن هذه الظاهرة برزت منذ القدم ،فالحاكم
في الماضي كان يجبر المواطنين على دفع الضريبة على عدة مستويات تختلف باختالف طبقات المجتمع ،هذا ما
أدى بشعور األفراد بأن الضرائب ليست مظهرا من مظاهر سيادة الدولة ،بل إنها مظهرا من مظاهر الظلم الذي
يجب عليهم مقاومته عن طريق التمرد ،وظل هذا االعتقاد سائدا على الرغم من اإلصالحات التي شهدتها السياسات
الجبائية على المستوى الدولي ،أما المغرب فقد عرف هذه الظاهرة قبل الحماية ،بما كان يعرف آنذاك ببالد السيبة
حيث تميزت هذه المرحلة باالمتناع عن تأدية الضرائب ،لخزينة السلطان ،لكن هذا السلوك وبخاصة خالل مرحلة
االستقالل في ثمانينات القرن العشرين ،مع تغير األوضاع االقتصادية واالجتماعية للدولة ،حاولت التصدي لظاهرة
التهرب الضريبي عبر ترسانة قانونية تمثلت في قانون اإلطار لسنة ، 4891وكذلك المناظرة الوطنية األولى
للجبايات لسنة ، 4888ثم المناظرة الوطنية للجبايات لسنة 3142والتي تحددت أهدافها أساسا في مكافحة التهرب
الضريبي عبر ورشها الرابع ،وكذلك المناظرة الوطنية للجبايات لسنة ، 3148ال سيما قانون اإلطار 98.48الذي نص
في المادة 43على مكافحة التهرب الضريبي ،من هنا يمكن تعريف التهرب الضريبي :هو ذلك السلوك الذي
من خالله يحاول الملزم القانوني بعدم دفع الضريبة المستحقة عليه كليا أو جزئيا ،فالتهرب الضريبي نوعان تهرب
ضريبي مشروع أي استغالل الثغرات الموجودة في التشريعات الضريبية ،وتهرب ضريبي غير مشروع (الغش الضريبي
إلى جانب ذلك يمكن التطرق إلى بعض المفاهيم المشابهة للتهرب الضريبي ولعل أهمها تتمثل في الغش
الضريبي الذي يحيل إلى إلى استعمال الملزم مجموعة من األساليب و الطرق اإلحتيالية و المخالفة للقانون قصد تجنب
1يحيى الصافي :الغش الضريبي ،مطبعة الهالل العربية للطباعة والنشر ،الرباط،السنة ،4889ص39:
2
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
أداء الواجبات الضريبية ،هذا إلى جانب مفهوم آخر يتمثل في التملص الضريبي و المقصود به استغالل الملزم لثغرات
اإلدارة الضريبية :فهي ذلك الجهاز الفني واإلداري المسؤول عن تنفيذ التشريع الضريبي وذلك من خالل
فرض الضرائب وجبايتها ،2واإلدارة الضريبية بالمغرب تتمثل في المديرية العامة للضرائب ،والخزينة العامة للمملكة،
يحظى موضوع التهرب الضريبي باهتمام بالغ على المستوى العالمي والوطني باعتباره ظاهرة تهدد
اقتصادات جل الدول نظرا لما يخلفه من انعكاسات على مختلف المستويات ،كما أنه يعد من أخطر الجرائم
الضريبية لما يتضمنه من استعمال ألساليب تقوم على التحايل واستغالل الثغرات القانونية األمر الذي يطرح تساؤالت
عدة حول جدوى وفعالية اإلصالحات الجبائية في الحد من التهرب الضريبي و اإلجراءات الزجرية و العقابية في
حق الملزمين المتهربين ،هذا طبعا ما يضعنا أمام طرح اإلشكال المركزي التالي:
ما مدى فعالية اإلمكانيات المتوفرة لدى اإلدارة الجبائية في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي بالمغرب ؟
من هذا اإلشكال تنبثق مجموعة من الفرضيات واألسئلة الفرعية ،حيث أن اإلدارة الضريبية رغم عن
وماهي الوسائل واآلليات التي تتوفر عليها اإلدارة الجبائية للحد من التهرب الضريبي؟
اعتمدنا على منهجين للبحث ،المنهج الوصفي وذلك عبر تناول ظاهرة التهرب الضريبي ،من خالل
دراسة أسبابها وكيف تتم هذه العملية ،وكذلك اآلثار التي تخلفها ،ثم المنهج االحصائي عبر تشخيص وضع
اإلدارة الجبائية ومدى قدرتها على التخفيف من ظاهرة التهرب الضريبي ،في ضوء التقارير المتعلقة بالمجلس
2فاطمة الحمدان بحير :محاضرات في القانون الجبائي ،جامعة محمد الخامس الرباط كلية الحقوق أكدال ،الموسم الجامعي ،3134-3131ص9:
3
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
4
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
نظرا لخطورتها واتساع نطاقها على مستوى كبير ،وهذه الظاهرة ليس لها حدود بل يمكن اعتبارها أحيانا من
الجرائم المنظمة ،وتدخل كذلك ضمن الجرائم المتعلقة باألموال لكونها مرتبطة بالجانب االقتصادي ،كما أنها
تشكل أخطر المخالفات الضريبية ،وذلك لكون األساليب المستعملة فيها تقوم على أساس التحايل على النصوص
القانونية وإستغالل الثغرات التي تشوبها بشكل دقيق تتم فيه مراعاة الحدود القانونية حتى ال يتم خرقها.
ولما كان التهرب الضريبي ذا تأثير سلبي ومحايد على مالية الدولة التي تعتبر عصب حياتها وعلى اقتصادها
ومناحيها االجتماعية والمالية والسياسية ،بات ضروريا أن نتعرف على اسباب التهرب الضريبي واألشكال التي
يتخذها وذلك رصدا لطرقه التي تعددت وتشعبت مع مرور الوقت (المطلب األول) ،هذا مع عدم إغفال األثار
التي يتركها التهرب الضريبي سواء من الناحية المالية أو السياسية أو االجتماعية أو االقتصادية (المطلب الثاني).
واألوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،وكذلك باختالف المستوى االجتماعي والوعي العام باإلضافة
إلى كفاءة األجهزة اإلدارية الساهرة على تنفيذ تلك التشريعات المالية والضريبية .وعليه سوف نقوم بتحديد
أسباب التهرب الضريبي (الفقرة األولى ) على أن نتناول طرقه في (الفقرة الثانية).
قانونية وادارية واقتصادية وخرى تعزى إلى أسباب اجتماعية ونفسية …..
كما أن التشريعات الضريبية غير منسجمة وغير مترابطة وتحتوي الكثير من اإلبهام والتعقيدات ومتضمنة للعديد
من الثغرات ،األمر الذي يترك مجاال للتهرب والغش الضريبي وتزيد من احتماله .3ويتجلى هذا التعقيد بالخصوص
فيما تحتويه القوانين الضريبية من إعفاءات وتخفيضات في سعر الضريبة والتي من شأنها أن تخلق مشاكل لإلدارة
وتزيد من احتماالت التهرب ،زيادة على اإلجراءات الروتينية المعقدة والتي كثيرا ما تزرع روح الكراهية
3عيسى بولخوخ :الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي ،جامعة الحاج لخضر –باتنة-كلية العلوم آلقتصادية وعلوم التسيير-
الجزائر،السنة .3111-3112ص.25
5
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
للضريبة 4وتفتح ثغرات عميقة وتخلف صعوبات جمة في تكييف الحاالت الضريبية ،مما يترتب عنه التجاء
المكلفين إلى البحث عن الثغرات التي تنطوي عليها التشريعات المعقدة بقصد التخلص من
الضرائب5فالمالحظ بخصوص الضريبة على الشركات أن هناك فرصة للتهرب يمنحها التشريع المنظم لهذه
الضريبة 6فيما يخص تحديد الوعاء ،حيث هناك إمكانية لتضخيم التكاليف القابلة للخصم.
ومن جهة أخرى ،يمكن أن يشكل فرض عقوبات غير متشددة على المدانين بتهمة التهرب الضريبي
حافزا على الغش الضريبي ،األمر الذي ال يحقق الردع المطلوب من العقوبة ،مما يشجع المكلفين بالضريبة على
التهرب إذا كان العائد المتحصل من خال له أكبر من العقوبة المترتبة عنه اذ إن حجم العقاب الذي تفرضه
الدولة على المتهرب من الضريبة يؤثر على التهرب الضريبي ،بحيث أن المكلف يقارن درجة الخطر فإذا
كانت قيمة ذلك العقاب أكبر من المبلغ الذي يعود على المكلف إثر تهربه من الضريبية ففي هذه الحالة
يبتعد المكلف من ذلك التهرب ويقلل منه ،لكن إذا كانت قيمة العقاب أقل من .المبلغ الذي يعود على
المكلف أو غير موجود تماما ففي هذا يكثر التهرب الضريبي .7
كما ان ارتفاع الضغط الضريبي يعد أحد األسباب التي تشجع المكلفين على اتخاذه كذريعة إلتباع الطرق
الملتوية إلخفاء أنشطتهم حتى ال تتعرض للتضريب وبالتالي التهرب من أداء واجباتهم الضريبية، 8كما تبقى
فكرة أداء الضريبة بالنسبة للملزم شبه منعدمة في حالة تصادمه مع الضغط الجبائي المرتفع وبالتالي البحث عن
”يرى الملزم إال سعادته الشخصية ويرى االلتزام الضريبي عرقلة قالJean dubois المصلحة الخاصة كما
المكلفين وتدهور القدرة الشرائية لألفراد ومن تم زيادة حساسيتهم الرتفاع األسعار ،مما يصعب على المنتجين
نقل عبء الضريبية وبالتالي يدفعهم الى التهرب الضريبي باستعمال مختلف الطرق المتاحة.
4عبد الصمد الفلكي :السلوك الضريبي لدى الملزمين وأثره على تنمية المالية العامة – أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون-
جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -الرباط ،السنة .2002-2005ص.75
5عيسى بولخوخ :مرجع سابق .ص.26
6ظهير شريف رقم 4-99-328صادر في 39ربيع االخر 24( 4111ديسمبر )4899بتنفيذ قانون رقم 31-99المتعلق بالضريبة على الشركات
صادر بالجريدة الرسمية عدد 2912بتاريخ 31جمادى االولى 34( 4111يناير )4891ص .91
7عنبي رضوان :التهرب الضريبي :دراسة قانونية سوسيولوجية ,مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلداري,سنة 2012ص49
8عبد المنعم فوزي :المالية العامة والسياسة المالية ،دار النهضة العربية -بيروت . 4813ص.118:
9
Jean dubois : une psychanalyse du contribuable. Projet l'année 1972 . p:154 .
6
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
بينما في فترات الرخاء واالنتعاش االقتصادي يقل ميل المكلفين للتهرب الضريبي بسبب كثرة النقود وارتفاع
الدخول وتحسين القدرة الشرائية لألفراد ،مما يسمح للمنتجين نقل عبء الضريبة إلى المستهلكين عن طريق
رفع اسعار منتوجاتهم لذا يكون الدافع النفسي للتهرب لدى الكلفين منخفضا. 10
ومن جانب أخر فإن عدم تنظيم االقتصاد الوطني وانتشار اقتصاد غير مهيكل أو رسمي يؤدي إلى
استمرارية وزيادة حجم التهرب الضريبي ،وذلك بسبب عدم ضيط السوق للسلع والخدمات وكذلك عدم ضمان
حرية المنافسة.11
النفسية الذي يرى بأنه يؤدي ضريبة فوق طاقته مما يجعله ذلك في صراع دائم مع اإلدارة الجبائية ،كما أن
هناك أسباب اجتماعية تؤدي إلى شيوع ظاهرة الغش الضريبي والتي ترجع أساسا إلى المحيط االجتماعي.
ومما الشك فيه فالعوامل النفسية تلعب دورا هاما في التهرب من الضريبة ،فكلما زاد الوعي الضريبي ضعف
الباعث على التهرب وبالعكس كلما ضعف الوعي الضريبي كان الباعث على التهرب من الضريبة قويا
مادام المسروق شخص معنوي وبالتالي فهوال يضر سرقة12 استمرار االعتقاد بأن سرقة الدولة ال تعد
باآلخرين ،بل بالعكس هو سارق نزيه وشريف لم يسرق اال الدولة التي ال تتعدى أن تكون شيئا مجردا .
انعدام الوعي الجبائي فحينما يرى الملزم أن الضريبة شديدة وقاسية تجاهه إال وينعدم لديه الشعور واإلحساس
بالمسؤولية والواجب الوطني ،ويفضل بذلك مصلحته الفردية على حساب مصلحة الدولة التي تثقل كاهله
بالضريبة. 13
سيادة االعتقاد الديني بعدم شرعية الضريبة مادامت ال تعتمد على منطلقات عقائدية ،لتبقى هذه الحالة
منفذا للغش لكثير من المكلفين ومبررا لهم لإلخال بااللتزامات الجبائية .14
عدم التواصل بين اإلدارة الجبائية والمكلفين ،وما يزيد هذه العالقة تعقيدا هو وجود طرف قوي هو
اإلدارة الجبائية لها ذمة مالية ضخمة ووجود طرف ضعيف له ذمة مالية ضعيفة وهو الملزم بالضريبة .
10
Mohamed medaghri alaoui , fiscalisation de secteur, Informel ,revue français de finance publique , N 28 1989 p 128
11محمد شكيري حول تجريم الغش الضريبي جريدة االتحاد االشتراكي ،بتاريخ 10يناير 1997
12محمد مرسي فهمي والسيد لطفي عبد هللا :الضريبة الموحدة على دخل األشخاص الطبيعيين وتطبيقاتها العملية ،القاهرة بدون دار نشر ،السنة 4888ص301 :
13
mohamed abou lhassan : " la fraude fiscale au maroc" :op.cit .p:16.
14عيسى بولخوخ ،مرجع سابق ص33.
7
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
أما فيما يتعلق باألسباب االجتماعية للتهرب فإن للمحيط االجتماعي أثر بالغ في رسوخ وشيوع ظاهرة الغش
الضريبي ،حيث أن المواطن الذي يولد في مجتمع األصل فيه الغش والتهرب من االلتزامات الجبائية التي ينتهج
إال مثل هذا المسلك ،ألن الذهنية الجبائية السائدة تعد أحد قوائم اإلحساس بالمسؤولية والالمباالة أمام كل ما يرمي
به عند ارتكاب مثل هذه األعمال مادامت مطبوعة بالشرعية 1والبداهة والذكاء الفائق فالضريبة وكما هو
معلوم أنها حق على الجميع ،إال أننا نجد هناك إشكالية قائمة على مستوى العدالة االجتماعية التي تطرحها
الضريبة حيث يقتضي ذلك من المشرع في الميدان الجبائي أن يعامل جميع الممولين الموجودين في نفس
المراتب االجتماعية بالمساواة ،لكن ولألسف فالمالحظ أن هناك حيف اجتماعي بالنسبة لبعض الفئات الذين
يتحملون أعباء ضريبية تثقل كاهلهم خاصة بالنسبة للذين يتم حجز الضريبة بالنسبة لهم من المنبع كاإلجراء سواء
في القطاع العام أو الخاص ،إلى جانب هذا فإن سوء تخصيص وصرف النفقات العامة يعتبر دافعا لألفراد إلى انتهاج
الوسائل االحتيالية.
الكفاءة والنزاهة كلما سهل ارتكاب التهرب الضريبي ،كما أنها تعتبر الوسيط بين السلطة التشريعية الجبائية
والمكلف بالضريبة ،وذلك بالسهر على التنفيذ األمثل والصارم للنصوص والتشريعات الجبائية على المكلف ،
ولكن البد من النظر إلى إمكانيات التطبيق فليس من المجدي الزيادة في الحصيلة الضريبية بفرض ضرائب
جديدة أو رفع أسعار الضرائب إذا كانت تفتقر إلى وسائل تنفيذها ،فإن ذلك يزيد من األمر تعقيدا بتعدد
15
التي تقلل من الحوافز وتدفع إلى التهرب .ذات الضرائب وفي الواقع فإن اإلدارة الضريبية من اإلدارات
المهام الصعبة والمهمة في نفس الوقت ،حيث يناط بها تطبيق القانون الضريبي ومن هنا تنشأ العالقة الصعبة
والمتشابكة مع الممولين بأنواعهم المختلفة وبإمكانياتهم وأنشطتهم المتعددة ،كما يناط بها أيضا تحصيل
من دفع الضريبة ،فمند وجود الضريبة ظلت تشكل الرغبة الملحة للملزمين في التهرب الضريبي مصدر إيجاد
صور جديدة للتهرب الضريبي من دفعها ،حتى بات مضنيا تعدادها ومن اساليب التهرب الضريبي ندكر
التالعب المحاسباتي
بما أن معظم التشريعات الضريبة القائمة على أساس اإلقرار أي إلزام المكلف بتقديم تصريح على أرباحه
لمختلف األنشطة التي يمارسها ،فإنه من البديهي أن معظم البيانات الالزمة لهذا التصريح يوفرها النظام المحاسبي
الذي يعد نظام قياس واتصال يعمل على تبويب وتسجيل وتلخيص العمليات المالية التي تقوم بها الوحدة وإعطاء بيان
دوري للجهات المعنية بنتائج نشاطها الفعلي ،ومع افتراض جزء من تضامن المواطن تجاه اإلدارة الجبائية فإ ن
المكلف يسعى دوما إلى ادخال تغييرات ولو طفيفة على ملفه خاصة من الجانب المحاسبي ،ويبقى أن ممارسة
التهرب تمتد من التخفيض في مبلغ المبيعات أو االستيراد بدون تصريح إلى إهمال تسجيل اإليرادات مرورا بتضخيم
أرقام التكاليف القابلة للخصم 16كما يتم التالعب المحاسبي إما بتضخيم التكاليف أو بتخفيض اإليرادات أو
بهما معا.
بأقل كلفة ضريبية ممكنة ،17ومن صور التهرب الضريبي عن طريق اختيار البديل األقل كلفة جبائية في النظام
المغربي :
إبرام عقود عرفية بالنسبة لكل التصرفات التي ال تخضع للتسجيل إال إذا كانت موضوع عقود رسمية
تفويت عقار بين األصول بعقد هبة بدل البيع لالستفادة من التعريفة المخفضة المقررة 18للهبات بين
العقارات. األصول وهي 1%بدل 5 %لبيوع
اإلدارة الضريبية ،وبالتالي مشاركة المكلف في تدبير الشأن الضريبي ،إال أن هناك من الملزمين من ال
يتالعب فقط في هذه اإلقرارات ولكن يتوارى عن أعين اإلدارة الضريبية أثناء عملية حصاء ليظل مزاوال
وبناء على ما سبق يتحقق التهرب الضريبي بواسطة عدم اإلقرار بالمداخيل الحقيقية عبر حاالت عديدة
ومختلفة منها:
9
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
إجراء مبيعات دون فواتير أو خلق فواتير شراء دون مشتريات والقائمة تطول والحاالت تتجدد وتتطور
باستمرار .
ويتفاوت عدم التصريح بالدخول حسب األشخاص بين المقيمين وغير المقيمين بالمغرب.
إيرادات مهمة لخزينة الدولة التي ستمكنها من تحقيق األهداف و البرامج التنموية سواء على المستوى االقتصادي
و اإلجتماعي ،و الذي يترتب عنه مشاكل تمس مختلف الجوانب ،إذ رغم المحاوالت و سبل تجاوز هذا األمر
إال أنه يظل محدودا باعتبار أن التهرب الضريبي يشكل أحد أصعب الظواهر اإلدارة الضريبية بالمغرب بسبب
اتساع نطاقها مما يضر بمصلحة الدولة ككل و حتى بمصالح األفراد مما يترتب عنه حرمان خزينة الدولة من
موارد مالية مهمة مما يسهم في آثار وخيمة سواء على االقتصاد الوطني و المجتمع و التي سنتطرق إليها في الفقرة
الصريبية مرتبطة باألموال العامة للدولة و ما لدور هذه األخيرة من تنفيذ العديد من األهداف و البرامج التنموية
من خالل توظيف الضريبة كوسيلة و أداة لتحقيق التنمية و تعزيز الحوافز و اإلستثمارات اإلقتصادية عبر منح
إعفاءات و تسهيالت ضريبية ،غير أن عدم امتثال الملزمين بالضريبة بأداء واجباتهم الجبائية عن طريق الفش و
التهرب مما يؤثر على مدى التزام الدولة بتحقيق للتنمية االقتصادية ،ولعل أهم اآلثار اإلقتصادية و المالية للتهرب
الضريبي تتجلى في حرمان الدولة لموارد مالية مهمة كانت أولى إلنجاز برامج مختلفة في العديد من الميادين
بحيث كما هو معروف أن المغرب بلد ضريبي بامتياز و تمثل فيه الضرائب نسبة كبيرة من موارد الدولة ،الشيئ
الذي يترتب عنه عجز في الميزانية بسبب اختالل بين المداخيل و النفقات بحيث أضحت الضريبة وسيلة لتحقيق
التوازن االقتصادي و المالي ،غير أن تهرب الملزمين بأداء واجباتهم الضريبية التي كانت تعتمد عليها الدولة
في ممارسة اإلنفاق العام و تلبية الحاجيات العامة 19الشيئ الذي يساهم في ارتفاع حجم الديون الخارجية بسبب
العجز في الميزانية العامة و الراجع إلى عدم تكافئ النفقات مع اإليرادات العامة وبالتالي تظطر الدول إلى اللجوء
19البر الحسين (التهرب الضريبي بالمغرب) مطبعة طوب بريس العدد الثاني ،الطبعة األولى . 412 3142
10
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
إلى المنظمات المالية الدولية و مايترتب عن ذالك من آثار سلبية على الجانب االقتصادي و المالي للدولة ،
و المالحظ من خالل تقرير وزارة االقتصاد والمالية حول الدين العمومي ،الذي ارتفع حجم الدين الداخلي
للخزينة حيث بلغ 9,958مليار درهم سنة 3134مقابل 92358مليار درهم سنة ,3131في حين ارتفع حجم الدين
الخارجي سنة 2,1مليار درهم سنة 3148ليشهد خالل سنة 3134ارتفاع ليصل إلى 21253مليار درهم بحيث يمثل
20
2,٪من الناتج الداخلي الخام.
فضال عن تأثير التهرب الضريبي كذلك على دعم الدولة للمشاريع و البرامج التنموية وذلك راجع لقلة
الموارد المالية الناتجة عن التهرب وهذا قد يدفع الدولة إلى اعتماد سياسة مالية تقوم على تقليص حجم النفقات و
هو ماله بالطبع من انعكاسات على الحاجيات األساسية للبالد ،وبالتالي يؤثر على مستوى التنمية االقتصادية
واالجتماعية األمر الذي ينذر بأزمات على المستوى المتوسط و البعيد ،األمر الذي يمكن أي يمس السياسة
التوجيهية االقتصاد من خالل إدخال تعديالت ترقيعية لتصحيح مسارها سواء عن طريق فرض ضرائب جديدة أو
الرفع من أسعار ضرائب مفروضة و ذلك لضمان موارد مالية إضافية تغطي العجز الحاصل األمر الذي ينعكس
سلبيا على الملزمين بحيث يزداد العبئ الضريبي و الذي يدفع الملزمين إلى اللجوء لستعمال أساليب و طرق
مبتكرة للغش و التهرب للتخلص من األعباء الضريبية ،وبالتالي ارتفاع نسب التهرب الضريبي من جهة و قلة
موارد الدولة من القطاع الضريبي من جهة أخرى ، 21دون نسيان انعكاسات التهرب الضريبي على االستثمار
الذي يشكل أحد أهم العناصر المحركة اإلقتصاد الوطني من خالل قدراته في توفير التشغيل و اإلنتاج و الرفع
من مردودية و تنافسية اإلقتصاد ،لذالك فالتهرب بؤثر عليه من خالل تقليص المداخيل األمر تلذي يؤدي إلى
اختالل الميزانية العامة و بالتالي كما سبق الذكر الرفع من أسعار الضرائب الذي يرفع من العبئ الضريبي و
اإلقتراض من الخارج و حتى كثرة اإلصدار النقدي مما يحدث تضخما في البالد مما ينعكس سلبيا على مناخ
االستثمار في ظل مجال ضريبي يعرف اختالالت تؤثر على جاذبيته اإلقتصادية و المالية ،22ولعل أهم مبدأ يمسه
التهرب الضريبي يتمثل في العدالة الضريبية في ظل وجود فئتيت من الملزمين ،فئة يكون فيها الملزمين يؤدون
واجباتهم الضريبية و تتمتع بالحس و الضمير الضريبي و مساهمتهم في مساعدة الدولة في تحمل األعباء العامة ،و فئة
أخرى تلجأ لستعمال طرق و أساليب الغش و التهرب للتملص من األعباء الضريبية األمر الذي يؤدي إلى عدم
المساواة و حدوث التفاوت بين األفراد و ارتفاع مداخيل البعض دون اآلخرين باإلستعانة بالتهرب الضريبي ،
كما أنه يخلق نوعا من التذمر و عدم الرضى في ظل ضعف االمكانيات المحدودة لإلدارة الضريبية و األمر
الذي يشجع الملزمين اآلخرين إلى اللجوء للغش و التهرب الضريبي للتخلص من العبئ الضريبي 23ثم أخيرا نجد
تأثي التهرب الضريبي على الميزة التنافسية بين الشركات بحيث أن الملزمين ال يدفعون الضرائب أو يتهربون
من أدائها الشيئ الذي يترتب عنه اتساع الربح الغير المشروع من خالل تقديم معلومات مغلوطة حول النشاط
سواء إعطاء معلومات غير صحيحة حول رقم األعمال و األرباح أو اليد العاملة ،وبالتالي إفشال جميع مخططات
التنمية االقتصادية و حرمان الدولة من مداخيل ضريبية مهمة ،و في هذا السياق و من خالل تقرير منظمة أوكسفام
الذي سلط الضوء على االختالالت التي يعرفها النظام الضريبي مقدما بذلك إحصائيات حول الضريبة على
الشركات ،بحيث يشير التقرير على أن 93٪من العائدات الضريبية على الشركات تستخلص من 3٪من
الشركات مضيفا إلى تحديد نسبة 3.1,مليار دوالر تكلفة الخسائر الضريبية التي يتحملها المغرب بسبب التهرب
الضريبي. 24
سنهم بالحديث عن الجانب اإلجتماعي للتهرب الضريبي ،ذالك لكون الواجبات الضريبية تمكن الخزينة
العامة من موارد مالية التي تمكنها من تحقيق وظائفها و تلبية حاجيات األفراد ،لذلك فإن تنامي ظاهرة التهرب
الضريبي ينعكس سلبيا على التوازن اإلجتماعي و يوسع الهوة بين الملزم و اإلدارة الضريبية نتيجة غياب التواصل
و انعدام الثقة بين الطرفين ،كما ينم التهرب الضريبي على انعدام الحس و الضمير الضريبي لدى الملزمين
بحيث أصبح يشكل وسيلة للتملص من أداء الواجبات الضريبية باإلعتماد على طرق و أساليب تعود عليه بأموال
إضافية بالنسبة له و حرمان الدولة من موارد مالية ,كما يزيد التهرب من تعميق الهوة بين األفراد في المجتمع
ذلك لكون العديد من المتهربين ذوي المداخيل المرتفعة سرعان ما تتضاعف ثرواتهم بينما يزداد الضغط على
الفئات األخرى ،الشيئ الذي يمس بمبدأ العدالة االجتماعية و هو أحد األهداف الرئيسية للضريبة لما لهذا المبدأ
من دور فعال في إزالة التفاوت الطبقي بين فئات المجتمع ،25ثم يؤثر التهرب الضريبي كذلك من خالل
المساهمة في تفاقم اإلختالالت االجتماعية بسبب تراجع دور الدولة في تلبية احتياجات المواطنين سواء في
مجال الصحة و التعليمو الشغل و غيرها من المجاالت بسبب نقص الموارد المالية للدولة من جراء التهرب من أداء
الواجبات الضريبية .و يمكن اإلشارة بشكل خاص إلى بعض آثار التهرب الضريبة على الجانب اإلجتماعي إذ
أن قلة موارد الدولة الناتجة عن التهرب الضريبي تمس مستوى التعليم الذي يعرف تراجع و تدهور سنويا لعدة
إكراهات بسبب قلة النفقات المخصصة لإلستثمار في التعليم من حيث توفير البنيات التعليمية و تجهيزها و كذا
اإلهتمام بالعنصر البشري ،إضافة إلى أن الخصاص في الموارد العامة قد يجعل من الدولة غير قادرة على الوفاء
بسياسة التأمين اإلجباري عن المرض و التغطية الصحية و الذي يتطلب اعتمادات مالية مهمة إلنجاح هذا األمر
،ثم أخيرا نرصد مشكل البطالة باعتبارها أهم األثار االجتماعية و التي يسهم التهرب الضريبي في استفحالها
بسبب قلة البرامج و المشاريع التنموية و االستشارية من طرف الدولة و بالتالي ارتفاع نسب البطالة بدرجات
مرتفعة خاصة لدى الشباب مما ينذر بأزمات اجتماعية خانقة ،هذا .وفي تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي و
البيئي الذي أشار إلى بعض انعكاسات التهرب الضريبي و ما يخلفه من تقليص للموارد المالية للدولة هذه األخير
التي تحاول تجاوز هذا الخلل إنا بفرض ضرائب جديدة أو الزيادة في أسعار ضرائب موجودة األمر الذي يحدث
العبئ الضريبي على الملزمين الذي أصبح غير موزع بشكل متساوي بين المواطنين و هو األمر الذي يخلف
اختالالت اجتماعية بسبب عدم المساواة الضريبية بين مختلف الملزمين ،26لذلك فإن للتهرب انعكاسات
سلبية على الجانب االجتماعي من خالل المساهمة في تعميق التفاوت الطبقي و االجتماعي بين الملزمين و
كذا استفحال نسب البطالة بين أفراد المجتمع في ظل تقليص الدول للنفقات العمومية و البرامج و المشاريع التنموية
.
وضبط حاالت التهرب الضريبي (المطلب االول) ،إال أن تشخيص الوضع الحالي لإلدارة الضريبية ،تبين من خالله
عدم الفعالية والنجاعة السيما عبر توظيف هذه اآلليات وهذا ما يحول دون الحد من التهرب الضريبي (المطلب
الثاني).
هذه الظاهرة وعليه سوف نتطرق في الفقرة األولى إلى االمكانيات الرقابية دون ان ننسى ان نتطرق في الفقرة
والتملص والتهرب الضريبي ،حيث بات باإلمكان بفضل إجراء التقاطعات بين البيانات الكشف أوتوماتيكيا
عن أي اختالل .كما أن إدارة الضرائب كشفت عن وجود عدد كبير من الملزَمين يحتمل أنهم ال يقدمون
اإلقرار الضريبي الخاص بهم وال يؤدون الضرائب المستحقة عليهم أو يؤدون نسبة قليلة جدا منها .وقد سمحت
عمليات المراقبة التي أجرتها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بضبط عدد من السلع غير المصرح بها
والتي يتم تصريفها في السوق .وهو ما يسلط الضوء على العالقة القائمة بين التهريب والتهرب الضريبي.27
أصبحت جل اإلقرارات الضريبية تتم بطريقة إلكترونية عبر بوابة المديرية العامة للضرائب ، 28و عن
طريق خدمات )…,ENREGISTREMENT SIMPL IR, SIMPL IS, SIMPL TVA, SIMPL(،التي تمكن كذلك
من األداء اإللكتروني ،ما ساهم أكثر في تقليص عمل الموظفين بالوعاء و التفرغ أكثر لمهامهم الرقابية ،كما
أن النظم المعلوماتية تمكنت من تقريب اإلدارة إلى الملزمين عبر الحصول على الشواهد الضريبية ،كشهادة
التسجيل بالضريبة المهنية ،وتقديم الشكايات و طلبات االسترداد ،و تتبع الوضعية الضريبية عبر تطبيق "ضريبتي"
بالموازاة مع التقدم الذي عرفته النظم المعلوماتية في ما يخص الخدمات المقدمة للملزمين ،كان هناك
تطور مهم في مجال جمع المعلومات و معالجتها في سبيل كشف المتهربين من الواجب الضريبي ،خصوصا مع
27إحالة ذاتية رقم ، 3148/28ص 84:تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،
28
www.tax.gov.ma
14
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
االعتماد على التعريف الموحد للمقاولة ، ICEمن خالل قاعدة بيانات تعتمد على جمع معلومات التصاريح
الضريبية و اجراء المقاربات في ما بينها ،كذلك من خالل تبادل المعلومات بين المديرية العامة للضرائب و
مختلف اإلدارات األخرى كإدارة الجمارك ،مكتب الصرف ،والصندوق الوطني للضمان االجتماعي و
غيرها ،وفي إطار تعزيز الدور الرقابي للمديرية العامة للضرائب اضطرت في السنوات األخيرة إلى الرفع من
عدد المراقبين الضريبيين من أجل االرتقاء بمردودية الرقابة التي تمارسها هذه اإلدارة و من أجل الحد من
ظاهرة التهرب الضريبي ،و بالتالي خفض معدل المقاوالت المخصصة لكل مراقب ،مما يسمح بالحضور الميداني
أكثر لإلدارة الضريبية ،بحيث أن العدد انقل من 939مراقب في سنة 3149إلى 8,1مراقب جبائي في سنة
، 3149موزعة بين 131مفتش مكلف بالمراقبة من خالل الوثائق ،و ,32محقق جبائي ،أي بزيادة 29,4%كما
تمكنت إدارة الضرائب من االستفادة من رقمنة مصالحها ،وزيادة سرعتها في تنفيذ اإلجراءات التي تمليها
الهيئات التشريعية والرقابية ،إجراءات تتعلق بشكل أساسي ما يخص تصريح دفع الضرائب ،وفي إطار تعزيز مناخ
،30
وعملت المديرية العامة للضرائب على الثقة ،تم التركيز على التسوية التلقائية للوضع الضريبي للملزمين
استخدام التقنيات الجديدة لتحسين الخدمات وتعزيز إمكانية الوصول إلى خدماتها عن بعد .31وواصلت عملية
الرقمنة من خالل تنويع قنوات الدفع ،فبلغ عدد العمليات غير المادية التي تم تنفيذها خالل عام 41.3, : 3131
مليون ،أي أكثر من ,.2ضعف العدد المسجل في عام .3149وسجل عام 311898 :3131اشتراكًا جديدًا
في خدمات المديرية العامة للضرائب عبر الهاتف ،حتى أن ٪ 82من إجمالي اإليرادات التي استخلصتها هذه
المديرية كانت مدفوعة عن بعد،على الرغم من األزمة الصحية ،سجلت المديرية العامة للضرائب زيادة في
عدد الملزمين .خالل 3131تم تحديد 291213ملزم مقابل 214483في عام ، 3148أي بزيادة قدرها ،.٪1كما
على الملزم تبعا لطبيعة المخالفة حيث ،أنها جزاءات تتقاسمها كافة الضرائب الرئيسية تتعلق بتأسيس الضريبة
،حيث تقوم اإلدارة بصورة انفرادية بتقدير الوعاء الضريبي وفق أسس ومعايير يتم على أساسها فرض الضريبة بصورة
تلقائية ،عند عدم إدالء الملزم بإقراره ،أو اإلدالء به ناقصا أو وضعه خارج اآلجال القانونية وفي هذه الحالة تكون
اإلدارة ملزمة بتبليغ رسالة إلى الخاضع للضريبة وفق المسطرة المشار إليها في المادة 348من المدونة العامة
للضرائب تطالبه فيها بإيداع أو تتميم إقراره داخل أجل 21يوما التالية لتاريخ تسلم الرسالة المذكورة ،وفي حالة
29
التقرير السنوي حول أنشطة المديرية العامة للضرائب لسنة 3149
30
Rapport d’activités de la DGI au titre de l’exercice 31315 page 2
31
Ideme, page 19
32
Ideme,page 72.
15
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
تجاهل الرسالة األولى من طرف الخاضع للضريبة في األجل المذكور أعاله ،وجب على إدارة الضرائب تبليغه
رسالة ثانية بنفس الكيفية تخبره فيها باألسس التي قدرتها والتي على أساسها ستفرض الضريبة تلقائيا عليه والجزاءات
،المطبقة إذا لم يقم بإيداع إقرار أو تتميمه داخل أجل 21يوما من تاريخ تبليغ الرسالة الثانية، 33ثم هناك جزاءات
أخرى مشتركة بين الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات ،والضريبة على القيمة المضافة ،وواجبات
التسجيل ،عالوة على ذلك نجد الجزاءات المرتبطة بالتحصيل الجبري للديون العمومية ،حيث أن اإلدارة الجبائية
تقوم بتوقيع الجزاء على الملزم جراء عدم تسديد ما بذمته من دين، 34وتنضاف إلى ذلك آلية أخرى ،حينما يتعلق
األمر بمخالفة حق االطالع ،حيث أنه في حالة عدم االدالء بالمعلومات المطلوبة في أجل محدد ،يعرض الملزم
آلداءه غرامة تهديدية قدرها ,11درهم من كل يوم تأخيره في حدود ,1.111ألف درهم وتستخلص الغرامة
35
التهديدية بواسطة أمر بالمداخيل يصدره الوزير المكلف بالمالية ،مع أحكام قانونية تنص على حفظ السر المهني
وقد خصصت المدونة العامة للضرائب الجزء الثالث منها للجزاءات ،و ذلك من المادة 491إلى المادة 311
مكررة مرتين بالنسبة للوعاء كقسم أول ،و من المادة 319إلى المادة 318بالنسبة للتحصيل كقسم ثاني.
الظاهرة وذلك بتشخيص أداءها في هذا المجال من خالل التقرير المتعلق بالمجلس األعلى للحسابات (الفقرة األولى)
الفقرة االولى :اكراهات وحدود االدارة الضريبية في ضوء تقرير المجلس األعلى للحسابات.36
أسفرت مهمة تدقيق الحسابات المشار إليها أعاله ،المتعلقة بالفترة 3149-3118عن تسجيل عدة مالحظات
أوال فيما يتعلق بإحصاء الملزمين ضرورة القيام بعمليات االحصاء السنوي حيث تبين أنه ال يتم القيام
باإلحصاء السنوي ،وذلك قصد تحديد أساس وسعر فرض الرسم المهني الخاص بالملزمين المزاولين لنشاط مهني
،وقد تبين أن مصلحة الوعاء التابعة لبعض المديريات اإلقليمية تكتفي باالعتماد على إقرارات الملزمين فيما يخص
33الفقرة األولى من المادة 339من المدونة العامة للضرائب ، 3133المحدثة بموجب المادة ,من قانون المالية رقم 12.19للسنة المالية 3111
الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 323.19.4بتاريخ ذي الحجة 24(4131ديسمبر .)3119
34أنظر المواد 29و 28من الظهير الشريف رقم 41,.11.4صادر في 39من محرم 2(4134ماي )3111بتنفيذ القانون رقم 4,.81بمثابة مدونة
تحصيل الديون العمومية ،الجريدة الرسمية عدد 1911
35المادة 421من م.ت.ع
36تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي 3148و ،3131الجريدة الرسمية عدد1112مكرر ،ص.93-94-91-,8-,9
16
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
أما المالحظة االخرى فإنها تهم التأكد من حقيقة الشركات غير النشيطة ،حيث أنه لوحظ أن معظم
المديريات ال تقوم بوضع خطة فعالة لحل إشكالية الشركات غير النشيطة (المشطب عليها وغير المشطب عليها
،والتي لم تعد تزاول نشاطا مهنيا لعدة سنوات )وفي غياب هذه التحريات ال يمكن اعتبار الشركات غير
النشيطة غي موجودة ألنها التزال تتمتع بوجود قانوني ،ويمكنها بعد ذلك أن تشرع في تقديم إقراراتها بعد
استفادتها لفترة طويلة من عدم التضريب ،كما أوصى المجلس األعلى للحسابات ،على ضرورة التنسيق مع
المحافظات العقارية ،حيث لوحظ أنه ال يتم طلب إرسال الوضعيات الشهرية للرسوم العقارية موضوع التقييدات
ورهون لدى المحافظة العقارية ،على الرغم من أنه تم توقيع اتفاقية الشراكة بين المديرية العامة للضرائب
والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح الطبوغرافي دخلت حيز التنفيذ بتاريخ .11/19/3149
وفيما يخص المالحظات التي تم توجيهها فيما يتعلق بالمراقبة واالتفاقات ،فقد تبين بأن المديريات ال ترسل
رسائل التذكير بضرورة تقديم االقرارات المنصوص عليها بالنسبة للعديد من الملزمين إال عندما توشك الديون
المرتبطة بالرسوم والجبايات على التقادم ،وتنتج عن هذا الوضع مخاطر مختلفة ،كخطر إغفال اإلصدار ،ال سيما
في إطار غياب نظام معلوماتي موثوق ومتكامل ،عالوة على خطر ،تضاؤل فرص التحصيل بسبب احتمال خضوع
وضعية الخاضعين للضرائب المعنيين لتغييرات خالل السنوات األربع المنقضية ،هذا باإلضافة إلى النقص في تفعيل
مسطرة الفرض التلقائي في حق الملزمين المتخلفين عن اإلدالء بإقراراتهم الضريبية ،حيث أن هذه المسطرة
حسب المالحظات الموجهة من المجلس األعلى للحسابات عرفت قصورا في التطبيق فيما يخص عدة ملزمين،
كما أن المجلس األعلى للحسابات ألح على ضرورة الحرص على مسك مصالح الوعاء لوضعية شاملة للملزمين
المتخلفين عن االقرار الضريبي ،حيث لوحظ أن رؤساء المصالح أو رؤساء التقسيمات المعنيين ال يتوفرون على
المعطيات المتعلقة بالملزمين بوضع االقرار الضريبي السنوات المالية المهمة الرقابية ،األمر الذي يحول دون تتبع
كما لوحظ أن النظام المعلوماتي المتعلق بالنظام المندمج للتضريب s.i.tال يساعد على تتبع وضعية
الملزمين ،حيث أنه تمت اضافة خاصية تسجيل الملزمين المتخالفين عن وضع إقراراتهم الضريبية والذين تم
توجيه الرسالة األولى لهم من طرف اإلدارة المركزية من أجل اإلقرار الضريبي ،إال أنه ال يسمح باالطالع على
باقي المراحل الالحقة من قبيل استخراج الئحة الملزمين الذين لم تبلغ إليهم الرسالة الثانية ،أو الملزمين الذين
بلغت إليهم الرسالة الثانية ولم يتم فرض الضريبة في حقهم نتيجة عدم وضع إقرارهم الضريبي ،وأوصى المجلس
األعلى للحسابات على ضرورة مراجعة معايير برمجة مهام المراقبة الضريبية ،والتي تستند منذ 3149على نظام
لتحليل المخاطر يقوم بتحديد الملزمين ذوي المخاطر العالية وفق معايير ومؤشرات معينة حول سلوكهم الضريبي
،إال أنه تبين ،من خالل التحريات أنه لم يسبق للمصالح المكلفة بالمراقبة أن قامت بإبالغ المصالح المركزية
17
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
بخصوص جودة البرمجة المنبثقة عن نظام تحليل المخاطر ،السيما وأنه يسجل سنويا حاالت عديدة لضعف دقة
تقييم المخاطر المستند عليها خالل البرمجة المقارنة مع المخاطر المكتشفة عند المراقبة الضريبية ،و أكد المجلس
كذلك على ضرورة مراجعة طرق مراقبة اإلقرارات باألرباح العقارية وهذه مهمة يقوم بها مكتب المراقبة
التابع لمديرية الضرائب حيث أن المجلس ذكر في مالحظاته بعض العيوب التي تخص التصحيحات التي يقوم بها
المكتب نذكر بعض العيوب ،مثال أن القرارات التي تخص هذه المراقبة يتم القيام بها بصورة فردية وليس عبر
هيئات أو لجان ،كما أن التصحيحات تتم بطريقة جزافية ال تحكمها ضوابط موضوعية حيث تنطلق من فرضية
أن الخاضع للضريبة يقر بثمن أقل من الحقيقة وبنفقات استثمار مبالغ فيها ،فتكون النتيجة خالل التصحيح رفع
أما فيما يخص إبرام االتفاقات فتشوبها بعض النواقص حيث أن هذه االتفاقات تقوم على معايير منصوص
عليها في المذكرة رقم (dcf /2016/2والمذكرة رقم ) dcf/2016/6وأن هذه األخيرة ال يتم اقرارها مع
الملزمين وفق معايير محددة كما تنص على ذلك المذكرتين السا لفتي الذكر ،وحيث أنه ال يتم اإلشارة إلى
المراجع وأسباب االتفاق ،كما أن التخلي عن مبالغ الزيادات الضريبية ال يتم تعليله بوقائع موضوعية ،ويتم على
إثر ذلك تمتيع الملزم بالتخلي عن أداء هذه المبالغ بصورة تلقائية بعد حصر مبلغ االتفاق ،كما لوحظ بشأن الحفظ
،عدم تخصيص ملفات لهذه االتفاقات ،بل يتم فقط إضافتها إلى ملفات المراقبة الضريبية ،وفي بعض األحيان يتم
وبهذا الخصوص يوصي المجلس األعلى للحسابات باستخالص الديون العمومية وفق المساطر المعمول بها و اللجوء
إلى االتفاقات إلى استثناء ،مع تأطير وتقييد هذا اللجوء بما يحد من السلطة التقديرية لإلدارة الضريبية وبحفظ حقوق
خزينة الدولة.
الفقرة الثانية :اكراهات وحدود االدارة الضريبية في ضوء تقرير المجلس االقتصادي
واالجتماعي والبيئي:37
حسب األرقام التي تتداولها وسائل اإلعالم فإن أزيد من 391.111مقاولة ال تقدم أي إقرار ضريبي رغم
أن 11.111منها تصدر فواتير بلغ ,2مليار درهم سنة 3141مما يعطي صورة عن الحجم المهم من األموال التي
تحرم منها خزينة الدولة وبالتالي ال يستفاد منها في تنمية البالد ،كما أن عدم تحصيل تلك الضرائب يضيع فرصة
وفي إطار مواصلة المبادرات الرامية إلى إرساء الشفافية وتوسيع الوعاء الضريبي وتبسيط مساطر المراقبة سواء
بالنسبة إلدارة الضرائب أو الملزمين (وضوح أساس فرض الضريبة توضيح التكنولوجيا الرقمية إلجراء التقاطعات
بين المعطيات ،بما يسمح باستهداف أفضل للمعنيين بأداء الضريبة)،نص قانون مالية لسنة 3149على إلزامية العمل
خالل كل عملية تجارية أو إجراءات المراقبة الجمركية ،على استخدام برنامج معلوماتي للفوترة وأن تكون الفا
تورات مرقمة مسبقا ومسحوبة من سلسلة متصلة باإلضافة إلى تضمنها رقم التعريف الموحد للمقاولة (الذي تم سنه
منذ ،)3141وقد أثار هذا المقتضى ردة فعل قوية في صفوف التجار في العديد من المدن ،حيث أعربوا عن
رفضهم لهذه التدابير الجبائية الجديدة ،ومنهم من علق نشاطه على سبيل االحتجاج ،والحال أن هذه التدابير ال تهم
إن ما تم التعبير عنه على هامش هذه الحركات من مواقف وتصريحات ،يبرر الصعوبات التي أي مسعى
يرنو إلى إرساء نظام جبائي واضح ومرتكز على مبدأ االنصاف والعدالة االجتماعية ،كما أن ذلك يسلط الضوء
على ضرورة القيام بإصالح ضريبي يضمن تعبئة مجموعة من المواطنين حول حق الجميع في التمتع بالمساواة
الضريبية ،التي يضطلع كل واحد في ظلها بواجباته ويساهم في حدود قدراته المالية.
العبئ الضريبي غير موزع بشكل متوازن سواء بين المواطنين أو بين الفاعلين االقتصاديين.
على الرغم من الجهود التي جرى بدلها لتوسيع الوعاء الضريبي ،فال يزال هناك عام قوي بأن المنظومة
الجبائية ،ال تحقق مبدأ االنصاف والعدالة ،وهو شعور يزيد من حدته استمرار االحساس بأن العبئ الضريبي يلقى
بكاهله بقوة على االقتصاد وعلى الملزمين ،وبالفعل ،فإن مداخيل الدولة تستند أساسا على الضرائب ،كما أن
جهود توسيع الوعاء الضريبي ليست إال في بداياتها ولم تحقق بعد النتائج المنتظرة ،ينضاف إلى ذلك كون
العبئ الضريبي غير موزع بشكل متوازن سواء بين الملزمين أو في صفوف الفاعلين االقتصاديين.
تعتمد الضريبة على الدخل على أجور الموظفين وأجراء القطاعات المنظمة ،بالتالي فإن العبئ يلقى بتقله
أما عبئ الضريبة على الشركات فال تزال تتحمله فئة قليلة من المقاوالت ،وهو مؤشر يدل في الوقت ذاته
على تركيز االقتصاد (خاصة على مستوى القطاعات المقننة أو مكامن الريع)وكذا تركيز النظام الجبائي
،غير أنه حتى بالنسبة الفاعلين االقتصاديين اآلخرين ،فإن ال تنجم فقط عن النشاط والنتائج المحققة،لكنها
تجد نفسها إلى جانب أنواع أخرى من الضرائب مما يؤثر على الجاذبية والتنافسية.
فضال عن كونها ال تتسم في الواقع بالحياد الكلي ،فإن الضريبة على القيمة المضافة ال تشمل قطاعات
واسعة من النشاط االقتصادي وذلك بالنظر إلى اتساع رقعة االقتصاد الغير المنظم ،حيث تبقى بأكملها ،في
19
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
مجال االنتاج وفي ميدان التوزيع على وجه الخصوص ،خارج نطاق الضريبة ،مما يحرم الدولة من مداخيل كان من
المفترض أن تتأتى بشكل طبيعي من هذه الضريبة ،وهو مايزيد من ثقل العبئ الضريبي الذي يتحمله القطاع المنظم
الطابع المعقد المعقد للنظام الجبائي وضعف فعالية بعض الضرائب واالقتطاعات
تتجاور هذه الترسانة الضريبية الوطنية مع نظام الجبايات المحلية ينطوي بدوره على إشكالية أكثر حدة
،وذلك بسبب طابعه المعقد ،وعدم انسجام مكوناته ،وقلة نجاعته وكذا ضعف حكامته ،إذ غالبا ما يشار إلى
أصابع االنتقاد إلى كثرة الجبايات المحلية ،وإلى كونها غير عادلة ،أكثر من الضرائب المطبقة على المستوى
الوطني ،حيث يتم احتساب معظم تلك الجبايات على أسس تعتبر غير مالئمة ،وفي هذا الصدد ،يكتسي وعاء
ولما كانت القواعد المطبقة على بعض الضرائب ال تكون دائما واضحة للجميع ،فإنها غالبا ما تترك
للفاعلين المحليين ومحصلي الضرائب هامشا كبيرا للتقدير ،وبالتالي ،فغالبا ما تظل العالقة بين إدارة الضرائب
والملزمين على الرغم من الجهود المبذولة لتحسينها ،عالقة متوترة ،وتكاد إدارة الضرائب تحتكر اختصاص
تأويل النصوص القانونية بل توسيع نطاق تطبيقها ،علما أن هذا التوسيع غالبا ما يعوزه الحياد ،ونتيجة لذلك ينظر
لسلطة إدارة الضرائب إلى أنها سلطة مغالية في تقدير حجم الضريبة والقيام بالتصحيح الضريبي ،وهي سلطة ال
يزال الكثير من محصلي الضرائب يفرطون في استعمالها ،األمر الذي يعزز الشعور العام بعدم الثقة واالحساس
بالحيف ،بل يعطي مبررات للمتملصين من أداء الضريبة ،حيث يحاولون عن الدفاع عن عدم التزامهم بتأدية
واجباتهم الضريبية.
20
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
خاتمة:
تأسيسا على ما سبق نخلص إلى القول بأن مكافحة التهرب الضريبي ليس باألمر الهين ،نظرا لألشكال التي
يتخذها ونقاط الضعف التي تمكن المكلفين من استعمال الطرق االحتيالية ،فهذه الظاهرة تبقى كابحة للتنمية
االقتصادية واالجتماعية للبالد ،مايؤدي دائما إلى عدم استقرار النص الجبائي من تمة غياب األمن القانوني
الضريبي ،وهذا طبعا ما ينعكس على التطور والبناء االقتصادي واالجتماعي في الدول النامية ،فالمأمول من
الدراسات المتعددة لهذا الموضوع والنظر إليه من زوايا مختلفة ،هو الخروج بنتائج وحلول تقوم بالحد ولو نسبيا من
هذه الظاهرة ،ال سيما وأن المغرب قام بإبرام مجموعة من االتفاقيات الدولية ،والتي انعكست على تشريعاته
الوطنية من خالل وضع مقتضيات قانونية زجرية لهذه األفعال ،واصالحات أخرى متمثلة في نموذج تنموي جديد
قائم على إرساء نظام جبائي واضح ومرتكز على العدالة الجبائية .
21
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
الئحة المراجع:
الكبت :
حيىي الصايف :الغش الرضييب ،مطبعة الهالل العربية للطباعة والنرش ،الرابط،الس نة 2991
عنيب رضوان :الهترب الرضييب :دراسة قانونية سوس يولوجية ,جمةل املنارة لدلراسات القانونية والإداري,س نة 2012
عبد املنعم فوزي :املالية العامة والس ياسة املالية ،دار الهنضة العربية -بيوت . 2990
محمد شكيي حول جترمي الغش الرضييب جريدة الاحتاد الاشرتايك ،بتارخي 10يناير 1997
محمد مريس فهمي والس يد لطفي عبد هللا :الرضيبة املوحدة عىل دخل ا ألشخاص الطبيعيني وتطبيقاهتا العملية ،القاهرة بدون
دار نرش ،الس نة 2999
الرب احلسني (الهترب الرضييب ابملغرب مطبعة ووب ررس العدد الثاين ،الطبعة ا ألوى 0222
االطروحات وارلسائل:
أأمحد حليبة (الهترب الرضييب وانعاكساته عىل التمنية ابملغرب أأوروحة لنيل ادلكتوراه يف القانون العام 0229/0222
عبد الصمد الفليك :السلوك الرضييب دلى امللزمني و أأثره عىل تمنية املالية العامة – أأوروحة لنيل ادلكتوراه يف القانون -محمد
اخلام لكية العلوم القانونية والاقتصادية والاجامتعية -الرابط ،الس نة 0222-0220.
كرمي ادعاين :جترمي الغش الرضييب يف املغرب ،رساةل لنيل دبلوم ادلراسات العليا املعمقة-وحدة العلوم اجلنائية-جامعة عبد
املاكل السعدي لكية العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية-ونجة-الس نة 0229-.0221
فاومة امحلدان حبي :حمارضات يف القانون اجلبايئ ،جامعة محمد اخلام الرابط لكية احلقوق أأكدال ،املومس اجلامعي -0202
0202
عيىس بوخلوخ :الرقابة اجلبائية كأداة حملاربة الهترب والغش الرضييب ،جامعة احلاج خلرض –ابتنة-لكية العلوم ألقتصادية وعلوم
التس يي-اجلزائر،الس نة .0222-0222
النصوص ااقلنوةين:
ظهي رشيف رمق 2-21-029صادر يف 02ربيع الاخر 22( 2229دسسمرب 2921بتنفيذ قانون رمق 02-21املتعلق ابلرضيبة
عىل الرشاكت صادر ابجلريدة الرمسية عدد 2292بتارخي 02جامدى الاوى 02( 2229يناير . 2929
الظهي الرشيف رمق 292.22.2صادر يف 02من حمرم 2(2202ماي 0222بتنفيذ القانون رمق 22.99مبثابة مدونة حتصيل
ادليون العمومية ،اجلريدة الرمسية عدد .2222
املدونة العامة للرضائب .0200
التقارري:
تقرير وزارة الاقتصاد واملالية حول ادلين العمويم لس نة . 0202
تقرير منظمة ( oxfamرضيبة عادةل من أأجل مغرب منصف 0229/22/22
22
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
املواقع االلكرتوةين:
www.tax.gov.ma
اللغة الرفنسية
OUVRAGES
Jean dubois : une psychanalyse du contribuable. Projet l'année 1972.
RAPPORTS
Rapport d’activités de la DGI au titre de l’exercice 2020.
23
ماسرت املالية العامة والرضائب الإدارة الرضيبة وإاشاكلية الهترب الرضييب ابملغرب
الفهرس :
24