Professional Documents
Culture Documents
وظيفة البحث والتطوير
وظيفة البحث والتطوير
خطة البحث:
مقدمة
المطلب الثاني :تنظيم وضيفة البحث و التطوير وتسيير نشاطات البحث و التطوير
الخاتمة
مراجع البحث.
المقدمة:
إن عصرنا اليوم هو عصر العولمة و السرعة و المعلوماتية ,و عصر األنترنت ,كما أن قوة الدول و تطورها و نجاحها,
أصبح يقاس في عصرنا الحاضر بمدى التقدم و التطور الذي تحرزه في مجال استعمال برامج العلم و التكنولوجيا و
البحث و التطوير ,بهدف تحقيق تنمية اقتصادية ,و تحقيق الرفاهية اإلجتماعية ,و تحسين جودة مخرجاتها .ومن أصعب
التحديات و أكثرها إثارة ,التي ينبغي على المؤسسة اإلقتصادية أن ترفعها ,هي إيجاد الحلول المناسبة للتحوالت الكبرى
التي يعرفها العالم ,أين أصبحت المؤسسة غير قادرة على التأقلم و مواكبة التغيرات و التطورات السريعة في مجال العلم
و التكنولوجيا.
و في ظل هذه الظروف ,و التغيرات و التطورات الجديدة و المتناهية ,و في فترة تشهد تطور تكنولوجي متسارع و
منافسة حادة ,ينبغي على الدول بصفة عامة ,و المؤسسات اإلقتصادية بصفة خاصة أن تهتم بمجال البحث و التطوير و
اإلبداع التكنولوجي.
و من هنا يتبادر إلى أذهاننا اإلشكالية التالية :ماهي وظيفة البحث والتطوير؟
يعد نشاط البحث و التطوير ,المغذي الرئيسي لإلبداعات التكنولوجية و خاصة في المؤسسات الكبيرة التي تتوفر على
مخابر و إمكانيات مادية و بشرية معتبرة ,و لفهم معنى البحث و التطوير سوف نعرف كل كلمة إلى حدى ,ثم نعطي
و كلما كبر حجم المؤسسة ,كلما أدى ذلك بالضرورة إلى تكوين وظيفة خاصة بالبحث و التطوير ,مع العلم أن لها
خصوصيات يجب مراعاتها ,و مؤشرات تقييمها صعبة التحديد ,و نتائجها مرتبطة بالتسيير الفعال ,و التنقل الجيد بينها و
بين الوظائف األخرى ,إضافة إلى الكفاءة الفنية للعمال القائمين بنشاطات البحث و التطوير.
يتمثل في "األعمال التجريدية أو النظرية الموجهة أساسا إلى الحيازة على معارف تتعلق بظواهر و أحداث تم مالحظتها
يتمثل في "األعمال األصلية المنجزة لحصر التطبيقات الممكنة و الناجمة عن البحث األساسي ,أو من أجل إيجاد حلول
جديدة تسمح بالوصول إلى هدف محدد سلفا ,و يتطلب البحث التطبيقي األخذ بعين اإلعتبار المعارف الموجودة و توسيعها
-2التطوير:
يتعلق هنا باالستثمارات الضرورية ,التي تسمح بالوصول إلى تنفيذ التطبيقات الجديدة (في طرق اإلنتاج أو في المنتج)
و يعد التطوير نتاجا ألعمال البحث و التطوير ،حيث تكون المنتجات محمية في شكل إيداعات مبرأة مهما تكن األهمية,
االستعمال ,أو الشكل .و يمكن قياس أثر البحث و التطوير على اإلبداع التكنولوجي باالستناد إلى درجة اإلبداع المحققة,
حيث يتم هنا التفرقة بين درجتين ,تتمثل األولى في اإلبداع الطفيف أو التراكمي ,و الذي يستمد من التحسينات الطفيفة و
أما الدرجة الثانية فتتمثل في اإلبداع النافذ أو الجذري ,الذي مفاده اإلبداع في المنتجات و طرائق اإلنتاج على أسس جديدة
و مختلفة تماما.
و باإلستناد إلى " التحقيق السنوي " "Mcgrwhillالخاص بالواليات المتحدة األمريكية لسنة ,1977أن نصيب اإلبداع في
المنتجات الجديدة كان ,%87و ضمن هذه النسبة األخيرة هناك %28تخص المنتجات الجديدة ,و %59تخص
التحسينات في المنتجات"...
-3البحث و التطوير:
يقصد بهما كل المجهودات المتظمنة تحويل المعارف المصادق عليها إلى حلول فنية ,في صور أساليب أو طرق إنتاج و
تباشر هذه النشاطات إما في مخابر الجامعات ,أو في مراكز البحث التطبيقي ,أو في المؤسسات الصناعية دون اعتبار
خاص لحجمها.
المطلب الثاني :تنظيم وظيفة البحث و التطوير وتسيير نشاطات البحث والتطور
تحتل وظيفة البحث و التطوير مكانة هامة في تنظيم المؤسسة ,بكيفية تسمح بالتنقل الجيد للمعلومات ,سواءا كانت خارجية
عبر وظيفة التسويق ,أو من مشاكل فنية تجابه العملية اإلنتاجية من خالل وظيفة اإلنتاج و كذلك المعلومات الناتجة عن
و تتكون وظيفة البحث و التطوير من عمال ,وسائل ,و إجراءات التسيير ,و كلها مجندة إلنجاز مشاريع البحث و التطوير,
و يقوم باإلشراف على الوظيفة مسؤول يسمى مدير البحث و التطوير ,يقوم بتوجيه العمال بغية تنفيذ النشاطات المعنية
بالوظيفة حسب المشاريع المحددة ,و يمكن تمييز األشكال التالية في تنظيم وظيفة البحث و التطوير و هي كالتالي:
التنظيم الوظيفي:
في هذا التنظيم ,يتم تقسيم كل مشروع بحث أو تطوير إلى أجزاء ,يسند كل جزء إلى وحدة تنفيذ خاصة ,حيث يتحمل
مسؤولية العمليات التي من اختصاصها ,و يشرف عليها مسؤول ,و يتم التنسيق بين األجزاء و العمليات المنفذة عبر
يقوم التنظيم حسب المشاريع على أساس تكوين فريق موحد ,يضم مختلف المهندسين أو التقنيين الضروريين إلنجاز
مشروع البحث و التطوير ،كما تخصص لكل مشروع اإلمكانيات البشرية و المادية المحددة له ,و يتم تجزئة عمال البحث
و التطوير على أساس المشاريع المراد تنفيذها من قبل المؤسسة ,و يكلف رئيس كل مشروع إلنجازه حسب التقديرات
المحددة مسبقا ,التكلفة ,الوقت ,و تعمل بسهولة االتصال بين فرق العمل على حل مشاكله المجابهة لهم,
يتم الجمع في التنظيم المصفوفي بين التنظيم الوظيفي و التنظيم حسب المشاريع و يتم جمع مختلف عمال البحث و
التطوير و تجزئتهم على أساس تخصصهم (المسؤوليات الوظيفية) و يتم تكليف رئيس لكل مشروع بحث تطبيقي المراد
إنجازه ,بحيث يشرف على فريق عمل الذي يضم عماال يشتغلون بكيفية دائمة ,و بأوقات جزئية ,و يضمن عملية التنسيق
و من إيجابيات هذا التنظيم ,هي اإلستفادة من كال التنظيمين السابقين الذكر ,و تقديم عمل جماعي أفضل ,و استغالل
المعارف ,القدرات المتاحة ,و فرصا لتبادل المعلومات التقنية ,و تمنح لكل مشروع إمكانية اللجوء إلى جميع القدرات و
إن تسيير نشاطات البحث و التطوير يعتمد أساسا على كفاءة العنصر البشري ,و مدى فعاليته في التعامل مع اآلخرين ,كما
أن أغلبية الكتب الحديثة تؤكد أن تسير مستخدمي البحث و التطوير يستلزم مرونة معتبرة ,و استجابة أكثر ,إضافة إلى أن
اإلهتمام بأعمالهم و اقتراحاتهم و أرائهم يشجعهم على بذل مجهودات أكبر و تحقيق خطوات إيجابية للرفع من إنتاجية رقم
األعمال.
يمكن التمييز بين أسلوبين رئيسيين في تسيير عمال البحث و التطوير ,هما :أسلوب اإلشراف المباشر أو الحازم ,و أسلوب
اإلشراف اللين؛
حجتهم في ذلك راجع لندرة الموارد من جهة ,و من جهة أخرى احتمال وقوع تهاون من طرف هؤالء المستخدمين ,كما
أن تطبيق مثل هذه األسلوب ال يليق إال في بعض الحاالت النادرة مثل الحرب ,كما تنقص فعاليته عندما تقل الموارد
المادية و الوسائل.
عكس األسلوب األول ,فإن األسلوب اللين يمتاز بأكثر إنسانية و موضوعية و أكثر حرية ,و حتى الوقوع في الخطأ ,مع
للرفع من فعالية نشاطات البحث و التطوير ,يستلزم توفر شروط أو ميزات يتصف بها مدير البحث و التطوير من جهة ,و
توفر الكفاءة الفنية لعمال الوظيفة ,و أخيرًا الدقة في اختيار مشاريع البحث و التطوير ,ألكثر تفصيل سوف نتطرق لكل
غالبا ما يكون لدى المؤسسات الكبيرة مستخدمين مهمتهم البحث و التطوير ,ينتظمون في في هيكل عضوي رسمي مرتبط
بحجم المؤسسة ,و على رأس كل هيكل يوجد مسؤول يدعى مدير البحث و التطوير ,و من الخصائص التي تدعم فعاليته و
-التكوين و اإللمام بشؤون التسيير ,و بذل جهود معتبرة في التنظيم و التنسيق ,التوجيه و المراقبة.
-اإلشراف على المشروع بكيفية تضمن تحقيق أهداف المؤسسة بالدرجة األولى ,من خالل المراقبة و المتابعة لألعمال.
-اإلشراف على الباحثين و األعوان بعناية و حزم في آن واحد ,نظرًا ألن نشاطات البحث و التطوير تختلف عن
و عليه فإن توفر هذه الميزات و الخصائص في مدير وظيفة البحث و التطوير ,دافع و مدعم لنجاح مشاريعها ,و تحفز و
تشجع لتهيئة ظروف مؤدية إلى اإلقدام و المبادرة بين العاملين لتنمية و تأكيد القدرات الذاتية للتطوير و اإلبداع.
ب -الكفاءة الفنية لعمال البحث و التطوير:
إذا لم تتوفر الكفاءة الفنية الجيدة في المستخدمين المعنيين بمشاريع البحث و التطوير ,فإن النتيجة ستكون سلبية ال محالة,
و
كما يتطلب التسيير الفعال ,أن يقوم مدير البحث و التطوير بمعرفة القدرات الفردية و تشجيعها و المحافظة عليها بكل
الوسائل الممكنة.
إن الدقة في اختيار المشاريع عنصر أساسي لنجاح برامج البحث و التطوير ,و تتوقف هذه الدقة على إشراك جميع
مسؤولي و موظفي وظائف المؤسسة ,من وظيفة البحث و التطوير ,وظيفة اإلنتاج,وظيفة التسويق,وظيفة المحاسبة و
المالية ,و الغرض من ذلك الوقوف على اإلمكانيات و القدرات و الطاقات المتاحة لدى المؤسسة ,و جميع المعلومات
المتعلقة بالمواد األولية ,بتغيير األسعار ,حجم السوق المتوقع ,شدة المنافسة ,المدة الزمنية ,و بالمبالغ الالزمة إلنجاز
المشروع.
كما يجب التمييز بين المشاريع قصيرة المدى ,و الطويلة المدى ,فاألولى تصلح عادة إلجراء التحسينات الطفيفة ,بينما تعد
األخرى للقيام بتعديالت كبرى ,و اإلثنان يختلفان من حيث الوقت و التمويل ,و مستوى األخطار.
يعتبر اإلنفاق على نشاطات البحث و التطوير بمثابة استثمار يدر عائدًا ،فهو يحتاج إلى تخطيط وفقا ألساليب علمية دقيقة,
كما أن القسم األول من الوظيفة "البحث" أقل تكلفة من "التطوير" ,و معرفة التكاليف أمر جّد هام بالنسبة للمؤسسة في
عملية تقييم األداء ,و ذلك بتخصيص مواردها لإلتفاق على هذه النشاطات.
-القيام بتحليل التكاليف المرتبطة بالوظيفة بالتفصيل ,و تحديد مركز مسؤولية مدير البحث و التطوير؛
-التمييز بين مختلف التكاليف و األعباء ,إذ أن هناك أعباء يمكن تقسيمها مباشرة على النشاط و هناك أعباء أخرى غير
ذلك.
غالبا ما يتم تخصيص جزء من رقم األعمال لتمويل نشاطات البحث و التطوير ,كما تحدد هذه النسبة بناءًا على ":معطيات
و إحصائيات من تقارير النشاط السنوية للمنافسين ,و المعايير أو المقاييس المطبقة في مختلف القطاعات ,و فروع
فهي تمثل قاعدة من خاللها تستطيع المؤسسة تحديد النسبة المخصصة لتمويل نشاطات البحث و التطوير ,و من ثم إعداد
جدول مفصل نسجل فيه تقديرات التكاليف و أعباء المشروع البحث و التطوير ,و هذا ما يسمى بالموازنة,
• تحضير موازنات تفصيلية خاصة باألقسام ,حسب عددها ,و على أسس زمنية مختلفة (شهرية ,فصلية)
• مراعاة اعتماد الموازنات حسب التقسيم الموجود (في حالة وجود عدة منتجات ,أو مشاريع جزئية مرتبطة ببعضها
البعض)؛
• إظهار النفقات الفعلية و النفقات المعيارية عند كل مرحلة من المراحل ,لغرض استخراج الفروقات أو االنحرافات.
و عليه ,يمكن القول أن الهدف األساسي من تحديد النفقات هو الوصول إلى نتائج إيجابية ,و تحقيق تسيير فعال ,قائم على
يرتبط نجاح المؤسسات اإلقتصادية بطبيعة السياسات المنتهجة من طرف الدول"على المستوى الكلي" ,أو على المستوى
الجزئي "المؤسسة" ,و فيما يلي سوف نتطرق إلى كل سياسة على حدى:
يمكن للدولة أن تساهم بقسط كبير في تحقيق التنمية ,و تشجيع نشاطات البحث و التطوير على المستوى الوطني ,و من
يمكن للدولة أن تؤثر إيجابيا على نشاطات البحث و التطوير ,و اإلبداع التكنولوجي ,و ذلك من خالل تبني السياسة المالية
• التخفيض أو اإلعفاء من الضرائب ,مما يسمح للمؤسسات من اإلعتماد على قدرة تمويلها الذاتية بإعادة استثمار مبالغ
الضرائب الغير مدفوعة ,إما في تغطية التكاليف المرتفعة ,أو تغطية األخطار و الخسائر .
• التمويل بالقروض ,بالنسبة للقطاعين العام و الخاص ,نظرا ألن نشاطات البحث و التطوير تتطلب مبالغ ضخمة ,إضافة
إلى أن استغالل إبداعات المنتوج و الطرق الفنية الجديدة يحتاج إلى قروض و مساعدات مالية.
و يعتبر هذا الجانب ,التمويل ,و نقص اإلمكانيات من بين المشاكل التي تعاني منها البلدان النامية إذ تعتمد في أغلب
األحيان على البنوك و المؤسسات المالية كمصدر للدعم ,عكس البلدان المتطورة التي تتوفر على هيئات حكومية خاصة
تساعد في ذلك.
ترتكز هذه السياسة على تعزيز جهاز اإلنتاج ,و باألخص الصناعي منه ,و يأتي ذلك من خالل اإلستثمار فيه ,إما بإقامة
وحدة إنتاجية جديدة ,أو التوسع في وحدة صناعية فعلية ,مما يتطلب استعمال فنيات إنتاج فعالة من جهة ,و الحرص على
جودة المنتوج من جهة أخرى ,أو الحفاظ على مستواها إذا كان عاليا أو الرفع و التحسن فيه إذا كان دون ذلك2 .
و لتحقيق كل هذه المتطلبات يستلزم مباشرة نشاطات البحث و التطوير و اإلبداع التكنولوجي ,و عليه كلما كانت السياسة
تنشأ هذه المراكز خصيصا بغرض تركيز الجهود و الموارد لحل المشاكل التي تصادف المؤسسات اإلقتصادية في تأدية
نشاطاتها في أقرب وقت و بنظرة شاملة ,أي من مختلف الزوايا و الجوانب المتعلقة بالمشكلة .كما يمكن التمييز بين
نوعين أساسيين من المراكز ,النوع األول يقوم حسب القطاعات اإلقتصادية و الفروع الصناعية ,مثل :مراكز البحث
أما النوع الثاني فيقوم على مستوى الوطن ,و عادة ما تنشأ قبل مراكز البحث القطاعية ,و توكل لها مهمة معالجة المشاكل
الفنية للقطاعات و المؤسسات اإلقتصادية في حالة عدم وجود مراكز خاصة بها.
إضافة إلى تصور و وضع النماذج لمنتجات و أساليب إنتاج جديدة ,و تقديم اآلراء و اإلقتراحات و النصائح و اإلرشادات
التقنية في شتى المجاالت التي تهتم أو تختص بها ,و ذلك نظرا لحجم اإلمكانيات و المعارف المتوفرة من جراء الخبرة و
المعاملة.
تعتبر هذه السياسات من األهم التي يجب على الدولة القيام بها ,ألنه ليس من المنطق أو الطبيعي أن نبذل جهود و ننفق
أموال في بحوث و اختراعات معينة دون التفكير في حماية مخرجها ,و من أشكال الحماية القانونية هناك براءة اإلختراع,
العالمة ,النموذج.
• براءة اإلختراع " :و هي شهادة أو وثيقة تمنحها هيئات رسمية معينة ,تتضمن اإلعتراف باختراع ما ,و يخول لصاحبه
منتوجها بعالمة ,و هذه عبارة عن اسم أو رمز تختارها المؤسسة قصد تمييز منتوجها عن غيرها من المنتجات المتوفرة
في األسواق ,و بالتالي حماية شهرة المؤسسة و ضمان الفوائد المترتبة عن ذلك".
• النموذج " :يرتبط حماية النماذج بالخصائص الشكلية و المميزة للمنتجات الجديدة ,و أهمية هذه الحماية ليست قانونية,
بينما تتمثل في إبراز اسم الشخص أو المؤسسة ,مما يسمح له بتحقيق غايات معينة يمكن أن تكون مادية أو غير ذلك".
أ -الحوافز:
عادة ما تقوم المؤسسات بتشجيع األفراد على بذل مجهودات أكبر في مجال البحث و التطوير و اإلبداع التكنولوجي ,من
و يمكن حصر الحوافز في مختلف الهدايا و الجوائز التي تمنح للمخترعين و المبدعين بعد إثبات صحة أعمالهم ,و ذلك
بمراعاة اإلحتياجات الشخصية و العائلية لألفراد مثل السكن ,السيارات ,التجهيزات ,الترقية في الوظيفة ,هذا من جهة,
ومن جهة أخرى ربط الحوافز بالقيمة التقديرية ألعمالهم ,و مدى انتفاع المؤسسة من اإلختراعات و اإلبداعات المحققة.
ب -االرتباطات:
و نقصد بها جملة العالقات التي تنشئها المؤسسة مع المؤسسات اإلقتصادية األخرى ,و كذا المؤسسات العلمية ,و مراكز
البحث التطبيقي ,و من األسباب التي تلجأ إلى قيام مثل هذه االرتباطات نذكر األسباب التالية:
• سد اإلحتياجات و الفراغات الناتجة عن نقص القدرات و إمكانيات المؤسسة ,و جعلها أكثر فعالية؛
• الحاجة إلى التعاون مع األطراف األخرى( ,مؤسسات علمية ,مراكز بحث ,قطاعات )...و التغلب على الصعاب ,و إزالة
العقبات من خالل التعرف على الناس و الخبراء في الملتقيات مثًال ,و تقوية عالقات العمل ,و تبادل الخبرات؛
• اإلستفادة من المعلومات في كل ما يتعلق بالنصح و الرشد ,المعلومات التقنية ,المعارف الجديدة و الدقيقة ,اإلقتراحات,
-1مفهوم العلم
ُلغة :كلمة الِع ْلم هي مصدٌر للفعل َع ِلَم ،والجمع منه ُع ُلوم ،فيما ُيشَتق اسم الفاعل منه عاِلم ،والجمع منه عاِلمون وُع َلماء،
وُيقال َع ِلم َع َلمًا فهو َأعُلم والمؤنث منه َع ْلماء ،فيما الجمع منه ُع ْلم ،وَع ِلم فالن أّي انشقت ِش َفته الُع ليا ،وَع ِلَم الشيء أي
شعر به ،وَع ِلَم الشيء علمًا أي َع َر َفه ،وَع ِلَم الشيَء حاصال بمعنى أيَقن به وصَّد قه ،والِع ْلم يعني إداراك الشيء على
حقيقته ،وَيعنى الِع ْلم الَّلُد ِّنّي العلَم الرَّبانّي الذي يصل إلى الشخص المختص به من خالل اإللهام ،أّم ا العلوم الحقيقّية فُيقَص د
ِبها الُع ُلوم التي ال تتغّير بتغُّير الِم لل واألديان ،مثل ِع ْلم المنطق ،فيما تعني العلوم الشرعّية الُع ُلوم الدينَّية مثل الِفِق ه،
والحديث ،وغيرهما ،أّم ا اصطالحًا :يعني الِع ْلم مجموع األمور واألصول الُك لّي ة التي تجمعها جهة واحدة ،مثل :علم الكالم،
وعلم النحو ،وعلم األرض ،وعلم الكونيات ،وعلم اآلثار ،وغيرها من العلوم .عالوًة على ذلك فإّن الِع ْلم باإلنجليزيةُ :يقَص د
به أيضًا دارسة الَع اَلم المادي والطبيعي من خالل التجارب والُم شاهدات والمالحظات ،والتي ُيمِك ن اختبارها والتحقق منها
عن طريق المزيد من البحث ،فهو مراقبة منتظمة لألحداث والظروف؛ من أجل اكتشاف الحقائق ،ووضع النظريات،
والقواعد بناًء على البيانات التي يتّم جمعها ،لذا فإّن العلم ُيمّثل البنَية المادّية الُم نّظمة للمعرفة الُم شَتقة من المالحظات
والمشاهدات.
-2مفهوم التكنولوجيا:
التكنولوجيا هي كلمة يونانّية األصل ،تتأّلف من مقطعين ،وهما" :تكنو" ،التي تعني فن ،أو حرفة ،أو أداء ،أّم ا المقطع
الثاني فهو "لوجيا" ،أي دراسة ،أو علم ،وبذلك فإّن كلمة تكنولوجيا تعني علم المقدرة على األداء ،أو التطبيق.
ُتعَّر ف التكنولوجيا كذلك بأَّنها مصدر المعرفة المكّر سة لصناعة األدوات ،وإ جراء المعالجة ،واستخراج المواد ،وُيعّد
مصطلح التكنولوجيا من المصطلحات الواسعة التي تتباين في فهمها بين األفراد ،ويّتم استخدامها إلنجاز المهام المختلفة في
الحياة اليومّية؛ لذا ُيمكن وصفها على أّنها المنتجات ،والمعالجات الُم ستخدمة لتبسيط الحياة اليومّية.
وُتعد التكنولوجيا تطبيًقا للعلوم الُم ستخدمة لحل المشكالت ،وُيشار إلى أّن التكنولوجيا والعلوم موضوعان مختلفان عن
بعضهما بعًض ا ،ولكنهما يعمالن مًع ا إلنجاز مهام ُم عينة ،أو حل المشكالت.
ُيمكن تطبيق التكنولوجيا في جميع مجاالت الحياة اليومّية ،إذ ُتستخدم في العمل ،واالتصاالت ،والنقل ،والتعليم،
والتصنيع ،والتجارة ،وغيرها من االستخدامات التي ُتفيد اإلنسان إذا تّم استخدامها بشكل صحيح ،وتضره إذا تّم استخدامها
بشكل خاطئ.
ُيقصد بالنمو االقتصادي باإلنجليزّية Economic growth :ارتفاع تدفق اإلنتاجّي ة االقتصادية في دولة معينة؛ من خالل
ارتفاع إنتاج السلع والخدمات في مدة زمنية محددة مع استبعاد آثار التضخم االقتصادي ،ويعمل النمو االقتصادي على
زيادة أرباح الشركات من خالل ارتفاع قيمة أسهمهم المالية؛ األمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة استثماراتهم ،وزيادة طلبهم
على األيدي العاملة ،مما يساهم في خفض معدالت البطالة ورفع معدل دخل األفراد ،وتحسين مستوى معيشتهم؛ مما يؤدي
إلى زيادة طلب األفراد على السلع والخدمات؛ وبالتالي فإن زيادة االنفاق من قبل األفراد يقود النمو االقتصادي لمستويات
أعلى.
ُيعد النمو االقتصادي -إذا ُأخذ كنموذج -دالًة للقوى العاملة ،ورأس المال المادي ،ورأس المال البشري ،والتكنولوجيا؛
وبعبارة أبسط فإن التوليفة المكونة من رأس المال ،والمواد الخام ،والزيادة في أعداد وجودة القوى العاملة ،باإلضافة إلى
األدوات المتوفرة لديهم الستخدامها والعمل بها ،كّلها ستؤدي إلى زيادة اإلنتاج االقتصادي ،كما يهدف النمو االقتصادي إلى
زيادة االستثمار في رأس المال ،وتطوير اإلنتاج ،والعمل على تحقيق االستخدام األمثل للموارد االقتصادية المتاحة ،من
خالل تعزيز عمليات اإلنتاج ،وطرح أفكار هادفة من شأنها تغذية النمو ورفع مستوى الدخل.
المطلب الثاني :عالقة العلم و التكنولوجيا و النمو اإلقتصادي
يقول " : Christopher Freemanاعترف اإلقتصاديون باألهمية الكبيرة لإلبداع التكنولوجي في التقدم اإلقتصادي ,الفصل
األول من ثروة األمم ل Adam Smithيغوص بصورة سريعة في الكالم عن التحسينات في اآلالت ,و بأي طريقة يرقي
تقسيم العمل اإلختراعات المختصة ,نموذج Marxلإلقتصاد الرأسمالي ينسب الدور الرئيسي إلى اإلبداع التقني في السلع
الرأسمالية ,مـارشال Marshallلم يتردد في وصف المعرفة باآللة الرئيسية للتقدم في اإلقتصاد".
من هنا يتجلى الدور الرئيسي الذي يلعبه التقدم التكنولوجي في تطور البلد ,و األهمية البالغة التي أعطاها علماء اإلقتصاد
لدراسة العالقة بين التكنولوجيا و اإلقتصاد .و عموما يمكن القول أن "العالقة بين التكنولوجيا و التقدم اإلقتصادي قائمة ال
محالة ,رغم أنها غير معروفة بكيفية دقيقة ,و لهذه العالقة أوجه مختلفة هامة يمكن شرحها كالتالي:
-إن للتكنولوجيا في شكل آالت و تجهيزات ,و وسائل تقنية تسهل األعمال ,و تمكن اإلسراع فيها و كذلك إتقانها؛
-إن التكنولوجيا في شكل معارف تقنية و علمية تمكن من تطوير مختلف الصناعات ,القطاعات ,الخدمات ,و النشاطات
-لكن األثر اإليجابي األكثر أهمية هو الذي يتمثل في إيجاد الحلول الناجحة للمشاكل المختلفة التي تجابه العملية اإلنتاجية,
-التكنولوجيا تسهل انتقال المعلومة بسرعة ,و تدقق الحسابات و بالتالي تساهم في اتخاذ القرار اإلقتصادي المناسب في
الوقت المناسب؛
كما أن صناعات التكنولوجيا العالية (منتجات التكنولوجيا العالية هي تلك المنتجات التي عرفتها OECDبأنها منتجات ذات
الكثافة التكنولوجيا العالية و هي العقاقير و األدوية ,تجهيزات مكتبية ,أجهزة كمبيوتر ,آالت كهربائية ,مكونات إلكترونية,
طيران و فضاء أجهزة علمية) ,يؤدي إلى منافع قومية في اإلنتاجية و تطوير التكنولوجيا و خلق فرص عمل مرتفعة
األجر ,و على ذلك تعتبر هذه الصناعات عناصر أساسية في بناء القدرة التنافسية القومية.
كما أن القيمة المالية للمنتجات التكنولوجية جّد معتبرة ,و بالتالي يمكن لبلد ما أن يحصل على إيراد جيد مقابل تصديره
لبعض المنتجات التكنولوجيا" ,فمثال الصادرات الهندية التكنولوجية إلى الخليج و صلت سنة 1999نحو 30.2مليون
إال أن هذا ال ينفي بعض أخطار التكنولوجيا على البيئة و المحيط و المجتمع بصفة عامة" ,فقد أصدرت منظمة العمل
الدولية تقريرًا أشارت فيه إلى أن تكنولوجيا المعلومات تعتبر من أهم األسباب في ارتفاع أرقام البطالة العالمية ,و قد
لهذا على دول العالم الثالث اليوم إذا أرادت أن تحقق تنمية اقتصادية معتبرة أن تهتم بالميدان التكنولوجي ,و أن تحسن
اختيار أي نوع من التكنولوجيا يالئمها من الذي ال يالئمها ,و إن نقل أي تكنولوجيا ال تتالءم و األوضاع اإلجتماعية و
اإلقتصادية بسبب تكلفة دون أن يكون له مردود معتبر ,و بالتالي تبذير ألموال كان يمكن استخدامها في مشاريع أهم و أفيد
و هذا يؤدي في المستقبل إلى ما يسمى التضخم التكنولوجي" و يمكن شرحه على أنه نتيجة ازدياد حجم التعاون بين الدول,
دون زيادة حقيقية في اإلنتاج ,مما يؤدي إلى رفع سعر المنتجات نتيجة لزيادة النقود بالمقارنة مع كمية السلعة الخدمات
المطروحة لالستهالك مع تغطية هذا اإلرتفاع في السعر ببعض مظاهر التحسينات التكنولوجية الطفيفة في نفس الوقت"
كما أن اختيار نوع التكنولوجيا يجب أن يستند على معايير اقتصادية ,كالرغبة من زيادة اإلنتاج الداخلي الخام ,أو تحسين
جودة األسمدة الزراعية الصناعية مثًال ,و ليس على معايير سياسية كمال حدث في اإلتحاد السوفياتي سابقًا ,و على
الحكومة أن تولي اهتماما بالمبدعين الشباب و تحفزهم ماليًا( ,جوائز ,قروض ,وسائل) و معنويًا كتحسيس المبدع بأهميته
في المجتمع.
الخاتمة:
في ظل التغيرات و التطورات الجديدة و الالمتناهية ,و في فترة تشهد تغير تكنولوجي متسارع و منافسة حادة بين
المؤسسات اإلقتصادية ,ينبغي على المؤسسات إذا أرادت أن تفرض نفسها ,و تحافظ على دوامها ,و تغزو أكبر حصة من
السوق ,أن تهتم بوظيفة البحث و التطوير داخل المؤسسة ,و كل ماله عالقة باإلبداع التكنولوجي سواءا عن طريق إنتاج
منتوج جديد أو تحسينه ,أو تغيير أساليب اإلنتاج ,أن تحسن اختيار نوع من التكنولوجيا الذي يالئمها.
و هذا الكالم ال يقتصر على المؤسسات فقط ,بل يقتصر كذلك على الدول ,ألنها إذا أرادت تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة,
عليها اإلهتمام بالميدان التكنولوجي و اإلستثمار فيه ,وذلك من خالل اعتمادها على سياسات من شأنها أن تدفع بعجلة
التنمية اإلقتصادية كبناء مراكز البحث التطبيقي ,توفير الحماية القانونية ,و تمويل أو إعانة مشاريع البحث التطوير ,نظرًا
• جمال أبو شنب ,العلم و التكنولوجيا و المجتمع ,منذ البداية و حتى اآلن ,دار المعرفة الجامعية.1999 ,
• محمد سعيد أوكيل ,تسيير و اقتصاد اإلبداع التكنولوجي ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر.1994 ,
• محمد سعيد أوكيل ,وظائف و نشاطات المؤسسة الصناعية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر .1992
* Christopher Freeman, The economics of innovation, C.Nicholls & company LTD, Great
Britain , 1974.
• نذير نصر الدين ,اإلبداع التكنولوجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ,علوم التسيير ,جامعة الجزائر .2001
• عمار بوشناف ,الميزة التنافسية في المؤسسة اإلقتصادية ,مصادرها ,تنميتها و تطويرها ,علوم التسير ,جامعة الجزائر,
.2002