Professional Documents
Culture Documents
مراقبة الموارد البشرية
مراقبة الموارد البشرية
II
----------------الفهرس -----------------
▪ المبحث الثاني :نشاطات إدارة الموارد البشرية.................................ص.44
✓ المطلب األول :تخطيط االحتياجات من الموارد البشرية................ص.44
✓ المطلب الثاني :البحث واالستقطاب للموارد البشرية وعملية االختيار والتعيين ...ص.48
المطلب الثالث :التدريب للموارد البشرية..............................ص.55 ✓
المطلب الرابع :األجور والمرتبات األساسية والحوافز...................ص.58 ✓
▪ المبحث الثالث :التدقيق االجتماعي...........................................ص.61
✓ المطلب األول :تعريف وتطور التدقيق االجتماعي.......................ص.61
✓ المطلب الثاني :أهداف وميدان التدقيق االجتماعي......................ص.63
✓ المطلب الثالث :المنهج التطبيقي للتدقيق االجتماعي ومكوناته في المؤسسة ....ص.67
▪ خاتمة الفصل.................................................................ص.77
❖ الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال ..ص.78
▪ مقدمة الفصل ................................................................ص.80
▪ المبحث األول :إجراءات الرقابة على األفراد...................................ص.81
✓ المطلب األول :الضبط الداخلي.......................................ص.81
✓ المطلب الثاني :معايير تقييم األداء.....................................ص.83
▪ المبحث الثاني :طرق الرقابة على األفراد.......................................ص.86
✓ المطلب األول :الرقابة على العمل والمالحظة المباشرة .................ص.86
✓ المطلب الثالث :الرقابة باالستثناء......................................ص.88
▪ المبحث الثالث :تقييم أداء العاملين...........................................ص.89
✓ المطلب األول :مفهوم تقييم األداء....................................ص.89
✓ المطلب الثاني :أهداف تقييم األداء...................................ص.91
✓ المطلب الثالث :طرق تقييم األداء....................................ص.92
III
----------------الفهرس -----------------
▪ خاتمة الفصل.................................................................ص.95
❖ الفصل التطبيقي :مجال الدراسة في مؤسسة الجزائرية للمياه............................ص.96
▪ مقدمة الفصل ................................................................ص.98
▪ المبحث األول :تقديم المؤسسة مجال الدراسة.................................ص.99
✓ المطلب األول :التعريف واإلطار القانوني وقواعد التسيير في المؤسسة ..ص.99
✓ المطلب الثاني :الهيكل التنظيمي للمؤسسة...........................ص.101
▪ المبحث الثاني :تسيير الموارد البشرية في المؤسسة...........................ص.107
✓ المطلب األول :منهج وميدان المصلحة المعنية بالدراسة..............ص.107
✓ المطلب الثاني :األدوات المستخدمة في الدراسة.....................ص.108
✓ المطلب الثالث :نشاطات تسيير الموارد البشرية في المؤسسة.........ص.111
✓ المطلب الرابع :األجر وتسيير المهنية................................ص.113
IV
-----------------------قائمة الجداول------------------------
V
---------------------قائمة األشكال-----------------------
VI
VII
VIII
الشكر وامحلد هلل تعاىل اذلي مبقدرته جل جالهل وعال ،يلني الصخر ويسهل
املس تحيل حبمده س بحانه عىل منحه لنا النور والبصرية لطلب العمل واذلي رزقنا
الهداية ،اىل سبيل الرشاد ووفقنا يف امتام هذا التقرير.
وأتقدم ابلشكر اجلزيل اىل الس تاذ احملرتم بوزيد اذلي أرشف عىل تأطريي كام مل
يبخل عليا ابلنصح والرشاد ومبالحظاته القمية وتوجهياته الرش يدة وان اكن لهذا
البحث نصيب من النجاح فلنه أرشفا عليه ،فهل الفضل يف ذكل بعد هللا.
واىل لك من مد لنا يد العون يف اجناز هذا العمل عىل رأسهم
الس يد مدير اجلزائرية للمياه فرع عني اتدلس،
وكذا رئيس مكتب تس يري املس تخدمني واىل لك املوظفني بـ ADE
اذلين قاموا ابعطايئ لك املعلومات املتعلقة بسري معلهم جبميع املصاحل.
ويف الخري أتقدم ابلشكر والتقدير اىل لك هؤلء.
IX
بسم هللا الرمحن الرحمي
﴿قل امعلو فسريى هللا معلمك ورسوهل واملؤمنون﴾
X
اىل من لكهل ابلهيبة والوقار ..اىل من علمين العطاء بدون انتظار ..اىل من امحل
امسه بلك افتخار ..ارجو من هللا ان ميد يف معرك لرتى مثارا قدحان قطافها بعد
طول انتظار وستبقى لكامتك جنوم أهتدى هبا اليوم ويف الغد واىل البد ..وادلي
العزيز محمد
اىل ماليك يف احلياة ..اىل معىن احلب واىل معىن احلنان والتفاين ..اىل بسمة
احلياة ورس الوجود
اىل من اكن دعائه رس جنايح وحناهنا بلسم جرايح اىل أغىل احلبايب،
أيم احلبيبة رمحها هللا وأسكهنا فس يح جنانه.
اىل بصمة أيب وأيم يف الوجود (اخويت وأخوايت)
واىل هجدي ومثريت (زوجيت وأولدي)
واىل اخواين وأحبايئ يف العمل ويف ادلراسة
ول ننىس اساتذتنا املوقرين عىل لك ما قدموه لنا،
وخنص ابذلكر الس تاذ " سفيان بوزيد "
XI
المقدمة العامة
❖ المقدمة العامة
بعد التطور التكنولوجي واالقتصادي يف أواخر النصف األول من القرن 20واتساع حجم الشركات وانفصال
امللكية عن اإلدارة وزيادة عدد املوظفني ،صار من الضروري على املؤسسة أن ختصص إدارة لكل وظيفة وذلك
حسب حاجتها.
وآلن املؤسسة مزيج من الوسائل املادية يديرها و حيركها العنصر البشري فان حتقيق الفعالية اليت تضمن هلا
البقاء و االستمرار مرتبطة مبستوى األداء يف استغالل كل مواردها و طاقتها املتاحة بطريقة مثلى ،و من هذا املنطلق
أنصب اهتمام املسريين على التسيري الفعال و حتقيق االستعمال األمثل للموارد البشرية و املادية و أيضا األساليب
العلمية واملنهجية ،لذا استحدثت ادارة املوارد البشرية اليت تقوم بتخطيط و تنظيم هذه املوارد ،ولكي تقلل اإلدارة
من األخطاء وإساءة االستخدام وجب عليها إن توفر نضام سليم للرقابة ،و تعترب هذه األخرية الوظيفة اليت تعمل
على تصحيح مسار التنفيذ و الكشف عن األخطاء و العراقيل اليت تعوق األداء الفعلي قصد حتسينه وتطويره علي
ضوء األهداف واخلطط املوضوعة من طرف املؤسسة.
وإن األسلوب األساسي للرقابة على املوارد البشرية باملؤسسة هو تقييم األداء احملقق من قبلهم للتعرف على
املشاكل واالحنرافات وذلك بقصد اختاذ اإلجراءات الالزمة ملواجهتها.
الغرض من هذا البحث هو التعرف على اآلليات الفعالة للرقابة على املوارد للوصول إىل األهداف املسطرة،
كما يهدف إىل التعرف على طبيعة الرقابة داخل املؤسسة ومهام وظيفة املوارد البشرية إبراز أمهيتها على هذه
األخرية وإظ هار الدور الذي تؤديه عملية الرقابة على املوارد البشرية يف حتقيق األهداف اخلاصة باملؤسسة والتنظيم
ومقارنة النتائج باألهداف املسطرة وعالقة النشاط الرقايب بطريقة األداء.
ومبا أن الرقابة على املوارد البشرية وسيلة تنظيمية ضابطة يقوم هبا املسري من اجل متابعة أداء واِجنازات
العمال والتأكد من أن النشاط يسري وفق اخلطط املسطرة وهذا يتطلب من أي تنظيم أو مؤسسة أن يتوفر لدى
مسريها كفاءة فنية وعقلية وأيضا اإلحاطة بأساليب عملية التسيري الفعال الذي يضمن االستخدام اجليد آلليات
العمل الرقايب.
ومما سبق ذكره فاِ ِن إشكالية البحث تتمحور حول السؤال الرئيسي التايل:
ما هي اآلليات والكيفيات المرتبطة بعملية الرقابة على الموارد البشرية التي من شاْنها أن تحقق
الفعالية في عملية التسيير؟
11
المقدمة العامة
ويف ظل ذلك تظهر لنا مشكلة البحث واملتمثلة يف دور املسريين اإلداريني فيما يتصل بدور األجهزة الرقابية
على رقابة املوارد البشرية خالل عملية التسيري واليت نسوغها يف األسئلة التالية:
تعددت أساليب الرقابة داخل املؤسسة وعلى املسري اختيار األسلوب األجنح للرقابة على املوارد البشرية
الذي يستطيع من خالله املنفذون أن يؤدوها على أحسن حال ويف ظروف جيدة يف إطار اخلطة املرسومة ،ولذا
نقرتح بعض الفرضيات وهي:
-أن للرقابة عالقة قوية بفعالية تسيري املوارد البشرية.
-أذا مل تكن الرقابة على املوارد البشرية حمكمة ومنظمة فذلك يؤدى إىل ظهور احنرافات عن األهداف
املخططة.
-الرقابة الذاتية تساعد على حتقيق الكفاية اإلنتاجية والفعالية يف عملية التسيري.
وهلذا ا ملوضوع أمهية بالغة ليس لكونه حديث وإمنا لكون أي خلل يف إدارة املوارد البشرية يؤثر سلبا على
بقية اإلدارات والن العنصر البشري هو احملرك لبقية الوظائف يف املؤسسة ،والرقابة عليه تسمح لنا جبمع أكرب عدد
ممكن من املعلومات اليت توضع حتت تصرف بقية املصاحل اليت تساعد على تصحيح األخطاء فور وقوعها ،وإن أي
خطأ يف توصيف الوظيفة أو املوظف سيكون له تأثري سليب على األداء ومن اجلوانب املهمة اليت جيب لفت انتباه
املسريين إليها هي االنعكاسات السلبية لطرق التسيري.
ولكي يتعرف املسري على النقاط أو املواقف اليت تسبب املشاكل جيب عليه أن يقارن النتائج باملنجزات
وذلك من خالل الرقابة اليت هي موضوع اهتمامنا ودراستنا.
منهجية الدراسة
وقد اتبعنا املنهج الوصفي التحليلي يف خمتلف مراحل البحث حبيث يعاجل املوضوع من جانب النظري مفهوم
الرقابة يف املؤسسة والتعريف بوظيفة املوارد البشرية إىل جانب كيفية الرقابة على هذه املوارد ،إن استعمال منهجية
صارمة وتقدمي التوصيات الالزمة سيلزم استعمال تقنيات ،مؤشرات ومرجعيات خاصة ،من اجل إجياد املعايري
املستعملة للتفرقة بني الظواهر ذات األمهية الكربى عن تلك الظواهر اليت تعترب ثانوية حىت تسهل املهمة يف االستعمال
األمثل للوقت واجلهد.
12
المقدمة العامة
أما املنهجية فتسمح لنا من وضع خمتلف الفرضيات اليت تفسر الظاهرة واألسباب املتعلقة باملعضالت اليت
يتم تأكيدها أو نفيها من خالل عمليات التشخيص ،وبإعطاء املعلومات والنتائج.
وتطرقنا يف اجلانب التطبيقي إىل دراسة ميدانية يف املؤسسة اجلزائرية للمياه مستغامن.
هدف الدراسة:
تسعى هذه الراسة إىل معرفة كيفية تنفيذ العديد من األهداف من أمهها:
-التقيد بالسياسة اإلداريّة:
كل منها،
هو اهلدف املرتبط مبُتابعة تنفيذ الدوائر اإلداريّة للتعليمات والقرارات املختلفة حسب اختصاص ٍّ
ويساعد ذلك على التأ ّكد من مدى وضوح فهم القرارات اإلداريّة ،ممّا يُساعد على عدم ترك اجملال للتفسريات الذاتيّة
يف الدوائر ،واليت ينتج عنها سوء تنفيذ التعليمات أو عدم معرفة كيفيّة استخدامها من أجل الوصول إىل أهداف
العمل بكفاءة.
-االستخدام املناسب للموارد االقتصاديّة:
هو العمل على ترشيد طُرق صرف أو استخدام املوارد االقتصاديّة ،من أجل حتقيق األهداف مع احلرص
على عدم التبذير أو اإلسراف يف هذه املوارد ،بل من املهم استخدام الكميّات املناسبة منها بأقل التكاليف املمكنة.
ّ
-توزيع املسؤوليات:
هو تعزيز قُدرة الشركة على تطبيق الرقابة الداخليّة الشاملة لكافّة الدوائر عن طريق تقسيم املهام والوظائف
اإلدارية بني املوظّفني ،فال ينفرد موظّف فقط يف أداء ٍ
وظيفة ُمعيّنة من بدايتها إىل هنايتها ،ممّا يُساهم يف تفادي وقوع ّ
بشكل سريع ،كما يُساعد توزيع املسؤوليّات على من ِع تداخل أو تكرارٍ األخطاء أو َمعرفتها مبكراً من أجل عالجها
األنشطة يف بيئة العمل.
-تطبيق اإلدارة للمراجعة الداخليّة:
هو تنفيذ التدقيق ضمن بيئة العمل ،ويَهدف إىل حتقيق اآليت:
• حتسني سري العمل وفقاً ُ
للخطط والسياسات املعتمدة يف املؤسسة .
اليومي.
ّ • مساعدة اإلدارة على جتاوز الروتني
• التأكد من تنفيذ اإلجراءات ّ
اخلاصة يف الرقابة الداخليّة.
• تقدمي توصيات بتدريب وتأهيل املوظّفني يف األقسام اإلداريّة .
الفعال .
و ّ • حتقيق األداء املميّز واجليّد
13
المقدمة العامة
أهمية الدراسة:
هيكل الدراسة:
وقد قسمنا حبثنا إىل العناصر املكونة له وهي الرقابة أوال ووظيفة املوارد البشرية ثانيا فكانت ما يلي:
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها ،ويشمل هذا الفصل مفهوم وخطوات وأساليب الرقابة ،ومبا
أن الرقابة على املوارد البشرية تكون داخلية فقد ضمن هذا الفصل تعريف الرقابة الداخلية ومكوناهتا وشروطا حتققها،
وتقييمها.
الفصل الثاني :وفيه نتطرق إىل مفهوم وظيفة املوارد البشرية تطورها التارخيي وكيفية تنظيم إدارة املوارد
البشرية ،أهم نشاطاهتا وكذلك التدقيق االجتماعي.
الفصل الثالث :وتناولنا فيه إجراءات وأساليب الرقابة على املوارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال.
الفصل التطبيقي :تطرقنا فيه إىل واقع وظيفة املوارد البشرية وطرق الرقابة على املوارد البشرية باملؤسسة بعد
دراسة اهليكل التنظيمي للجزائرية للمياه.
14
فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس الفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
مقدمة الفصل
خاتمة الفصل
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
▪ مقدمة الفصل
تتماشى الرقابة و مفهومها و أغراضها و أهدافها مع النشاط االقتصادي ،وما يرتبط به من عوامل اإلنتاج كما
ترتبط ارتباط كبريا باحلجم فكلما كرب حجم املشروعات و املؤسسة كلما زاد عدد العاملني وتعددت املسؤوليات وزاد
تقسيم العمل ،و يتطلب العمل برقابة أكثر لتحقيق حسن استخدام األصول واألموال والقوى البشرية مبا يعود على
رأس املال بالعائد املناسب وهلذا فالرقابة مطلوبة على املستوى الكلي واجلزئي ،ولقد نبعت احلاجة إىل رقابة عمل الغري
منذ قدمي الزمان ،حيث كان العمل و االحتفاظ باألصول يوكل إىل األفراد حلساب الدولة ،وتطلب األمر الرقابة على
هؤالء األفراد حيث يقومون باالحتفاظ باألصول وتسجيل حتركاهتا وقدميا كان الفرد يقيد و يراقب عمله يف نفس الوقت
إال أن التقدم فصل امللكية عن اإلدارة و بالتايل زادت احلاجة إيل الرقابة علي العاملني ،و كذلك الرقابة لصاحل أصحاب
رأس املال ،و أصبحت من وظائف اإلدارة رقابة أعمال العالني و حماسبتهم على أخطائهم و تصحيح هذه األخطاء،
و أصبحت احلاجة ماسة إيل من يراقب هؤالء املديرين نيابة عن أصحاب رأس املال على أن يقدموا هلم تقريرا عما
ملسوه أثناء رقابتهم .
17
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
تعترب الرقابة الركيزة االصلية اليت تعتمد عليها سريورة املؤسسة وسنحاول يف هذا احملث إعطاء حمددات هذه الوظيفة.
تطور املفهوم الرقابة عرب املرور الزمن فقبل سنة 1850اتسع استخدام الرقابة لتشمل النشاط الصناعي ظهور
الثورة الصناعية وظلت تعين اكتشاف الختالسات والتالعب كانت ترتكز يف فحص مفصل لألحداث املالية ،مث حدثت
تغريات جوهرية يف االجتاهات الرقابية وأدواهتا وأصبح من الضروري وجود نضام حماسيب جيد لغرض الدقة يف التقرير
ومنع التالعب واالختالس.
وبعد 1850ظهرت املشروعات كبرية احلجم وبرزت شركات املسامهة وغاب أصحاب رأس املال عن اإلدارة
وانتقلت إىل املهنيني والذين أنصب اهتمامهم على احملافظة علي سالمة رأس املال وأعرتف بنظام الرقابة الداخلية وظهرت
الرقابة اخلارجية.
هلا مفهوم إداري حبيث تعترب وظيفة الرقابة اجلانب األخري من العملية اإلدارية حيث تكتمل بوضع نظام رقايب
فعال يضمن حتقيق مستوى مستمر ومرض من األداء.
وتتمثل هذه الوظيفة يف:
-اختاذ اإلجراءات التصحيحية الضرورية عندما ينحرف األداء الفعلي (أو يتوقع أو ينحرف) عن األداء
املخطط.
وهلذ ا ميكن اعتبار الرقابة على أهنا ،ذلك اجلزء من وظيفة املدير اليت ختتص مبراجعة املهام املختلفة ،والتحقق
1
مما تقيده ومقارنته مبا جيب تنفيذه واختاذ الالزم يف حالة اختالف مسار االثنني.
- 1حممد فريد الصحن – علي الشريف – حممد سلطان مبادئ اإلدارة( ،مصر :الدار اجلامعية ،)1999،ص .335
18
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
ج – تعريف الرقابة:
كما ميكن تعريفها على أهنا الوظيفة اليت تنتج لنا التأكد من أن العمل الذي يتم يطابق ما توقع أن يكون
عليه وهي تشمل حتديد معايري رقابية ،قياس النتائج ملعرفة أي خروج عن املتوقع والتعرف على أسبابه والعمل على
1
تصحيحه.
وعرفها فيول بقوله” الرقابة تقوم على التحقق مما إذا كان كل شيء يسري وفقا للخطة املرسومة والتعليمات
الصادرة والقواعد املقررة أما موضوعها فهو تبيان نواحي الضعف واخلطأ من أجل تقوميها ومنع تكرارها“.
كما ميكن تعريفها على أهنا” الرقابة عبارة عن قياس وتصحيح إدارة املرؤوسني للتأكد من أن أهداف املنظمة
2
واخلطط املوضوعة لبلوغ هذه األهداف قد مت تنفيذها بشكل مرض“.
وباختصار فإن املقصود بالرقابة هو التأكد من سري العمل حنو حتقيق اهلدف املرسوم ومبا أن الرقابة عملية مستمرة
ومالزمة لعملية التخطيط فهي تشمل مجيع جماالت املشروع.
وتتمثل الرقابة يف متابعة أرقام اإلنتاج الفعلية ومقارنتها باألرقام الواردة يف جداول اإلنتاج للتأكد من تنفيذ
الكميات املطلوبة واملواعيد احملددة وباملواصفات اخلاصة باجلودة .وكذلك التكلفة اخلاصة هبذا اإلنتاج و ما مدى متاشيها
مع التكلفة اليت حددت يف اخلطة مسبقا ،وميتد جمال الرقابة على عناصر اإلنتاج األساسية ،اآلالت ،العمل واملوارد
فيجب:
- 1عبد الفتاح حممد الصحن – مسري كامل -الرقابة واملراجعة الداخلية( ،مصر الدار اجلامعية اجلديدة للنشر ،)2001،ص .11
- 2مجال الدين لعويسات ،مبادئ اإلدارة( ،مصر دار هومة 2003) ،ص .143
19
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
ت تحقق األرباح املستهدفة للمشروع لو حصل على اإليراد املتوقع ومل تتجاوز التكلفة لإلنتاج األرقام املقدرة،
ويتوقف اإليراد املتوقع عندما يتحقق على الكمية املباعة من اإلنتاج واألسعار اليت بيع هبا اإلنتاج ،وهذا يتطلب رقابة
أثناء التنفيذ جلميع العناصر املؤثرة على توافق اإليراد املتوقع مع اإليراد الفعلي.
)3مجال األموال:
جمال الرقابة على األموال هام وحيوي للمشروع حىت ال حيدث له توقف لعدم وجود السيولة النقدية الكافية
ل الستمرار يف سداد نفقات ومصروفات اإلنتاج ومستلزماته ،وتتمثل الرقابة على أرقام التكلفة واإليراد احملقق والربح
املتولد من عمليات البيع والذي يتحقق بإمتام مقابلة اإليراد بالتكلفة ،ومقارنة كل ذلك مع اخلطة احملددة.
تتميز الرقابة خبمسة مراحل متكاملة مع بعضها البعض ،تلعب احملاسبة اإلدارة فيها دورا هاما وهي التنظيم،
1
التوجيه ،املراقبة ،التقييم والتقرير وسنتطرق إىل كل عنصر بشيء من التفصيل.
أوال :التنظيم:
وهو يهدف إىل ترتيب وتنفيذ األداء الفعلي ترتيبا منطقيا منتظما حيث يتطلب هذا الرتتيب:
-توضيح العالقات املختلفة بني العاملني يف املستويات اإلدارية والتنفيذية املتعددة باملشروع.
ثانيا :التوجيه:
وهو يساعد على التنفيذ الفعلي للمهام طبقا ملا خطط هلا ويتمثل يف:
-إرشاد العاملني يف املستويات اإلدارية املختلفة.
- 1عبد الفتاح حممد الصحن – مسري كامل – الرقابة واملراجعة الداخلية مرجع سبق ذكره ،ص .22
20
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
-قيامهم بأداء واجباهتم املطلوبة بطريقة حتقق أحسن النتائج وبأقل التكاليف.
وهو يقيس األحداث املالية لنشاط املشروع ويتم القياس بواسطة النظم احملاسبية املوجودة باملشروع كاألنظمة
احملاسبية لـ﴿ :التكاليف اإلداري واملايل﴾ وتنسيق املعلومات املتحصل عليها من األنظمة السابقة اليت تتطلب العناية يف
تصميمها وباملستندات املصممة لكل نظام ،إعداد السجالت والدفاتر املناسبة ،وضع الدورة للمستندات املناسبة،
تصميم التقارير املناسبة لكل مستوى إداري ،تدفق املعلومات املستعملة يف هذه التقارير من وإىل كل مستوى إداري
داخل املشروع وتوصيل املعلومات السليمة إىل كل من يهمه األمر خارج املشروع.
ويتمثل يف إصدار التوجيهات والتعليمات إىل العاملني عند تنفيذ األعمال املطلوبة منهم يف اإلنتاجية والبيعية
وغريها.
ثالثا :المراقبة:
هتدف إىل التأكد من مدى كفاءة األداء ،أي أن التنفيذ يتم مبا حيقق أهداف املشروع بأقل تكلفة وبأحسن
كفاية وإنتاجية ورحبية ممكنة ،فمراقبة األداء تأيت إما مبقارنة األداء الفعلي باملعدالت اليت وضعت عند التخطيط وإظهار
أي احنراف عما هو خمطط له وتسجيله بعد ذلك تدرس هذه االحنرافات وحتلل إلعطاء احللول يف حالة االحنراف
السالب أو منح حوافز للعاملني يف حالة االحنراف املوجب.
أما إذا مل يكن للمشروع خطة مسبقة فإن املراقبة تعمل على التأكد من جودة وكفاءة مستوى األداء الفعلي
طبقا ملا صدر من تعليمات.
رابعا :التقييم
هو مرحلة تلي مرحلة املراقبة لغرض التأكد من النتائج متت طبقا ملا أريد هلا أن تتم ،وتقوم احملاسبة بالدور
األكرب التقييم ويف التحليل هلذه النتائج وهي االحنرافات الناجتة عن مقارنة األداء مع املعدالت التقديرية املوضوعة يف
إطار اخلطة ويتم حتليل االحنرافات على أسس متعددة نذكر منها:
املسؤولية فمن هو الشخص املسؤول عن حدوث االحنراف. -
سبب حدوث االحنراف.
تأثري املنتج ما هو املنتج أو املرحلة اليت مت فيها االحنراف.
21
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
ويف حالة عدم وجود اخلطة حىت يتم حتليل االحنرافات فإن األداء الفعلي هو الذي يقارن باألداء املثيل أو األداء
السابق.
خامسا :التقرير:
هو وسيلة االتصال لتوصيل املعلومات من املصدر إىل امللتقى حيث يكمل املراحل السابقة الذكر فال بد من
توصيل النتائج إىل املستويات اإلدارية املختلفة لتصحيح واختاذ القرار املناسب يف الوقت املناسب ،وتشمل التقارير عن
االحنرافات أو األخطاء دون األعمال الروتينية ويتماشى هذا مع مفهوم اإلدارة باستثناء أي يتمثل دورها هنا أن تتخذ
اإلجراءات أو القرارات التصحيحية وفقا للمعلومات املقدمة يف التقارير احملاسبية وكمن دور احملاسبة يف إعداد التقارير
املناسبة للمستويات اإلدارية املختلفة.
مبجرد أن يبدأ أي نظام يف العمل سواء كان هذا النظام آلة ميكانيكية أو منظمة أعمال فسرعان ما تظهر
العديد من الظواهر اليت تد فع هذا النظام ألن خيرج عن املسار املوضوع له لتحقيق أهدافه .إن عملية الرقابة الناجحة
هي تلك اليت ترمي إىل إجراء التصحيح اخلاص بالنظام موضع الدراسة قبل أن تصبح االحنرافات فيه خطرية ،لذا سوف
نقوم بشرح اخلطوات األساسية لعملية الرقابة:
تعترب املعايري مبثابة نقاط أو أوجه تركيز معينة اختبارها للتدليل على إجناز الربنامج أو اخلطة املعينة حبيث أن
1
قياس األداء عن طريقها تعطي للمديرين دالئال حمددة عن مدى الرقي من األداء.
وهناك أنواع متعددة من املعايري اليت تستخدم لغرض املقارنة وعليه فإن الكمية والتكلفة والوقت املستخدم
واجلودة تعترب أربعة أنواع من معايري الرقابة ،هذا وميكن تطبيق واستخدام املعايري عند املستويات املختلفة اخلاصة
بالسياسات واإلجراءات وطرق العمل .وحيث أنه ليس باإلمكان القيام مبالحظة مجيع عمليات املنظمة ،فإنه يصبح
من الضروري اختيار بضعة نقاط هبدف الرقابة وبالتعريف فإن النقطة االسرتاتيجية يف عملية ما باملنظمة واليت يتم
اختيارها كنقطة أساسية للعمل الرقايب هي تلك اليت يطلق عليها لفظ نقطة الرقابة االسرتاتيجية ،وكلما مت اختيار وحتديد
موقع نقطة الرقابة االسرتاتيجية يف وقت مبكر ،كلما زاد احتمال اختاذ اإلجراءات التصحيحية الواجبة يف وقت مناسب
حبيث ال تؤثر االحنرافات على حتقيق أهداف املنظمة .هذا وجيب اختيار وحتديد مواقع نقاط الرقابة االسرتاتيجية بشكل
- 1حممد فريد الصحن ،علي شريف ،حممد سلطان ،مبادئ اإلدارة مرجع سبق ذكره ص .34
22
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
يؤدي أن تكون حمصلة املقارنة بني األداء الفعلي واملعايري املوضوعية عند هذه النقاط معربة عن جناح املنظمة يف حتقيق
1
أهدافها.
إن اخلطوة الثانية من العملية الرقابية هي قياس األداء يف ضوء املعايري واألمناط املوضوعة سلفا ،ويف الواقع
العملي تظهر الكثري من االختالفات يف تنفيذ املهام كما كان خمططا هلا سواء يف مستوى أداء األفراد أو اإلدارات
املختلفة ،ومهمة القياس يف هذه احلالة هي التأكد من قيام األفراد أو اإلدارات بتنفيذ اخلطط واملهام املطلوبة.
وتعتمد سهولة أو صعوبة قياس األداء على مدى الكفاءة يف وضع معايري ميكن تنفيذها بسهولة فكلما كانت معايري
األداء مناسبة وكانت الوسائل متاحة لتحديد ماذا يفعل األفراد كلما سهلت عملية القياس ولكن يف الواقع العملي هناك
العديد من األنشطة اليت يصعب معها وضع معايري مناسبة وبالتايل يصعب قياسها ،وتزداد صعوبة قياس األداء يف
املستويات اإلدارية العليا ويف حالة األعمال غري الفنية .وميكن أن تقول إنه كلما انتقلت األعمال من املستوى التنفيذي
﴿آالت ،مصانع ،خطوط إنتاج﴾ إىل املستويات اإلدارية األعلى كلما أصبحت العملية الرقابية أكثر صعوبة.
ال تكتمل العملية الرقابية إال إذا مت اختاذ اإلجراءات الالزمة لتصحيح االحنرافات ،فمقارنة األداء الفعل باألداء
املخطط ميكن من رصد االحنرافات وبالتايل حماولة تصحيحها .وعادة يتم التفكري يف االحنرافات على أهنا احنرافات سلبية
أي عدم الوصول إىل املعايري املوضوعة سلفا وبالتايل تصحيح األداء املعيب .ولكن ميكن االحنرافات يف بعض األحيان
إجيابية وهذه احلالة تستحق من اإلدارة دراستها لتحديد عما إذا كان االحنراف املوجب نتيجة لعدم الدقة يف وضع
2
املعايري أساسا أو األداء العايل لألفراد .وميكن أن منيز بني نوعني من االحنرافات.
-احنرافات طبيعية كفرق يف احنراف بسيط بني اخلطة والتنفيذ أو احنرافات خارجة عن سيطرة القائمني بالتنفيذ.
-احنرافات غري طبيعية كاالحنرافات اجلسمية أو احنرافات راجعة لقصور يف املنفذين أو لتعمدهم.
- 2حممد فريد الصحن ،علي شريف ،حممد سلطان مرجع سبق ذكره ص .353
23
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
فاإلجراءات العالجية تنطوي على التصرف السريع والعالج الفوري واليت قد تظهر يف إحدى اجملاالت .فإذا
ما تبني مثال أن قسم العزل إلحدى الشركات مل حيقق اخلطة احملددة سابقا ،فقد يهتم املدير بإرجاع معدل اإلنتاج إىل
حالته الطبيعية عن طريق:
سنحاول يف هذا املبحث إبراز كل من مفهوم ومكونات األساسية وكذلك أسلوب تقييم نظام الرقابة الداخلية
1
✓ المطلب األول :مفهوم الرقابة الداخلية.
توجد عدة تعاريف للرقابة الداخلية فمنها ما نص على ان الرقابة الداخلية هي:
-الرقابة الداخلية هي نظام داخلي يتكون من اخلريطة التنظيمية للوحدة مع حتديد للواجبات واملسؤوليات
ووجود نظام للحسابات واعداد التقارير هدا باإلضافة اىل مجيع الطرق والوسائل األخرى املستخدمة داخل الوحدة
لتحقيق األهداف التالية:
-محاية اصول املؤسسة.
24
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
-تشجيع الدقة ومدى االعتماد على املعلومات والتقارير احملاسبية وأية تقارير أخرى تعد داخل املؤسسة.
-تشجيع وتقييم الكفاءة التشغيلية لكل جوانب أنشطة الوحدة ومدى الفاعلية حتقيق األهداف العامة
للوحدة.
"تشتمل الرقابة الداخلية على خطة تنظيمية إدارية وطريقة للتنسيق باإلضافة إىل جمموعة من الوسائل اليت
تتبناها املؤسسة حلماية األصول وكذلك لضمان الدقة يف املعلومات احملاسبية ،وجبانب كل هدا هتدف املراقبة إىل االرتقاء
بالكفاءة اإلنتاجية واىل متابعة تطبيق السياسة اإلدارية والعمل على السري يف حدود اخلطط املرسومة ".
ويف سنة 1953أصدر معهد احملاسبني القانونيني بإجنلرتا تعريفا أخر للرقابة الداخلية يتضمن ما يلي :تشري
إىل الرقابة الداخلية إىل نضام يتضمن جمموعة عمليات املراقبة املالية والتنظيمية واحملاسبة اليت وضعتها اإلدارة ضمانا
حلسن سري العمل داخل املؤسسة وتشمل املراقبة الداخلية ما يلي:
كما عرفت الرقابة الداخلية سنة '' 1926بأهنا اإلجراءات والطرق املستخدمة يف املشروع من اجل احلفاظ
1
على النقدية واألصول األخرى جبانب التأكد من الدقة الكتابية لعملية إمساك الدفاتر''.
يشتمل أي نظام رقايب على مخس مكونات أساسية ال بد من االهتمام هبا ودراستها بعناية عند تصميم
وتنفيذ أي نظام رقايب حىت ميكن الوصول إىل ضمان معقول لتحقيق األهداف الرقابية .وتشتمل هذه املكونة
األساسية لنظام الرقابة على:
25
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
-)1البيئة الرقابية:
تعترب البيئة الرقابية أساس املكونات األخرى للرقابة واألرضية اليت يقوم عليها ،فهي تتكون من عوامل متعددة
تتوقف على موقف اإلدارة العليا من مفهوم وأمهية الرقابة واملعتقدات األخالقية املرتبطة مبفهوم الرقابة.
وبالتايل ميكن تقسيم العوامل اليت تتكون منها بيئة الرقابة إىل:
عوامل ذات صلة مباشرة باإلدارة ،وتتمثل يف مدى نزاهة العاملني باملستويات اإلدارية املختلفة ،والقيم األخالقية
السائدة بني بعض العاملني واإلدارة ،واملعايري السلوكية املطبقة وكيفية استخدامها يف الواقع العملي لتشجيع األداء
األخالقي وجتنيب العاملني واملشروع يف النهاية من األداء والسلوك غري األخالقي.
أما بالنسبة إىل العوامل املكونة لبيئة الرقابة واملتعلقة بتنظيم املنشأة نفسها ،فتتمثل يف اهليكل التنظيمي الكفء
ومدى حتديد السلط ة واملسؤولية .وتتمثل بقية العوامل يف سياسات األفراد وممارساهتم املختلفة ومدى االلتزام احلقيقي
الفعلي بسياسات املنشأة ،وطريقة تشكيل كل من جملس اإلدارة وجلنة املراجعة ،وكيفية تنفيذهم لواجباهتم .ولكن ميكن
القول إن من أهم هذه العوامل املكونة لبيئة الرقابة ،وهي مدى تفهم اإلدارة والعاملني باملشروع ،وكيفية التعامل مع
املفاهيم والقيم األخالقية واألمانة بصفة عامة.
-)2تقييم المخاطر:
يهتم هذا املكون بتحديد وحتليل املخاطر املتعلقة بتحقيق أهداف املنشأة ،والتعرف على احتمال حدوثها،
وحماولة ختفيض حدة تأثرياهتا إىل مستويات مقبولة.
-)3األنشطة الرقابية:
تتمثل النشاطات الرقابية يف السياسات واإلجراءات والقواعد اليت توفر تأكيدا معقوال خبصوص حتقيق أهدافها
الرقابية الداخلية بطريقة مالئمة ،وإدارة املخاطر بفعالية .وتتعلق تلك األنشطة بالرقابة على إعداد التقرير املالية ،والرقابة
على اال لتزام ،وهتتم أنشطة من متابعة وتشغيل املنشأة ،بينما هتدف أنشطة الرقابة على إعداد التقارير املالية إىل تأكيد
إعداد تقارير مالية ميكن الوثوق فيها.
أما أنشطة الرقابة على االلتزام فتهدف إىل التأكد من االلتزام بالقوانني اليت تطبق على املنشأة.
-)4المعلومات واالتصاالت
يهتم بتحديد املعلومات املالئمة لتحقيق أهداف املنشأة واحلصول عليها وتشغيلها وتوصيلها مبختلف املستويات
اإلدارية عن طريق قنوات مفتوحة لالتصال تسمح بتدفق تلك املعلومات وإعداد التقارير املالية.
26
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
-)5المتابعة:
يهتم باملتابعة املستمرة والتقييم الدوري ملختلف مكونات نظام الرقابة الداخلية .ويعتمد تكرار ونطاق التقييم
الدوري على نتائج املتابعة املستمرة واملخاطر ذات الصلة بنظام الرقابة الداخلية.
1
✓ المطلب الثالث :أساليب تقييم الرقابة الداخلية:
* خرائط التدفق.
تعترب هذه الطريقة تقليدية ،حيث أهنا تتلخص يف االستقصاء عن طريق إعداد قائمة منوذجية وافية عن
اإلجراءات املتبعة بالنسبة لوظائف املشروع وعملياته املختلفة ،وتصاغ األسئلة بعناية ويكون هدفها االستفسار عن
النواحي التفصيلية املتبعة يف املشروع بالنسبة إلجراء عملياته وتأدية وظائفه.
ويوضع االستقصاء النموذجي على الرقابة الداخلية يف صورة أسئلة مبنية على افرتاض أن بعض اإليرادات
املطبقة بصورة عامة يف املشروعات مهمة يف حتقيق رقابة داخلية فعالة.
وتعتمد هذه الطريقة على أ ،يقوم املساعد واملراجع بوضع تقرير يصف النواحي املتكاملة للرقابة الداخلية يف
املشروع حتت الفحص ،يتضمن شرحا لتدفق العمليات والسجالت املوجودة باملشروع وتقسيم املسؤوليات ،وحيتوي هذا
الوصف الكتايب التعريف باملوظف الذي يقوم بالعمل وطريقة تنفيذ العمل.
وبانتهاء كتابة التقرير عن الرقابة الداخلية ،يتمكن املراجع من تقييم اإلجراءات املتبعة يف هذه الرقابة الداخلية،
فالنظام الضعيف يتمثل يف عدم وجود تقسيم كاف للعمل ،كقيام موظف واحد بعمل أمني اخلزينة وعمل ماسك
27
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
الدفاتر ،أما الرقابة القوية أو املناسبة فتتطلب أن يعهد إىل إدارات منفصلة الوظائف مثل تداول النقدية وحسابات
الزبائن ومسك الدفاتر…اخل.
–3الملخص التذكيري:
يعد من طرف املراجع ،ويشتمل على بيان تفصيلي باإلجراءات والوسائل اليت يتميز هبا نظام سليم للرقابة
الداخلية كوسيلة اسرتشاديه ملساعدي الربامج عند تقييم الرقابة الداخلية يف املشروع ،فكأن امللخص إطار عام جيري يف
نطاقها الفحص ويقتصر عليها ،وبذلك ال يغفل أي نقطة رئيسية يف الرقابة الداخلية.
– 4خرائط التدفق:
خرائط التدفق عبارة عن هيكل حيتوي على جمموعة من األشكال والرموز ،واليت تعترب كل منها عن جزء من
نظام الرقابة الداخلية احملاسبية ،حيث يستخدم هذا اهليكل يف توضيح التدفق املتوايل لبيانات أو إجراءات أو قرارات
معينة.
إذا أعدت هذه اخلرائط بكفاءة ،فإهنا سوف تعكس كل العمليات والتحركات والتدفقات وكافة اإلجراءات
اخلاصة بكل ما يظهر على اخلريطة ،كما تعكس كيفية حتويل املستندات األولية إىل معلومات حماسبية مثل دفرت اليومية
أو دفرت األستاذ العام.
ويف هذا املبحث سنتطرق ملعظم أدوات املستعملة يف الرقابة مع تبيان أهدافها.
1
المطلب األول :خصائص نضام الرقابة الفعالة. ✓
هناك العديد من اخلصائص الواجب توفرها يف أي نظام رقايب حىت تتحقق االستفادة املوجودة ،ومن بني هذه
اخلصائص ما يلي:
- 1حممد فريد الصحن ،علي شريف ،حممد سلطان ،مبادئ اإلدارة ،سبق ذكره ،ص .355
28
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
فمن غري املمكن أن يكون عائد أي نشاط أقل من تكلفته ،وهلذا جيب مقارنة العائد من وضع نظام رقايب
سليم بالتكلفة املصاحبة له ،فوضع نظام لتسجيل البيانات وحتليلها وكتابة التقارير واملذكرات املختلفة له تكلفة معينة
ينبغي (على األقل) أن تساوي العائد املتحصل عليه من جراء ذلك النظام.
أي أنه جيب على النظام الرقايب أن يتصف بسهولة الفهم واالستيعاب من قبل من يقوم بتطبيقه.
معىن ذلك أن ترتبط الرقابة باملراكز التنظيمية للقرارات واملسؤولية عن حتقيق األداء وتقييمه ،فيجب على املراكز
اليت تقوم بإصدار القرارات أن تكون هلا أهداف واضحة إلقناع من يقوم بتنفيذ القرارات واملعلومات صحيحة للتقييم
السليم لتنفيذ األهداف.
يقوم النظام الرقايب الفعال على سرعة تسجيل أي احنرافات عن مستوى األداء املرغوب ،فيجب أن يتم تقدمي
التقارير اخلاصة باالحنرافات مبجرد حدوثها أو بعدها بوقت قصري.
فيجب أن يتصف با ملرونة أي القدرة على التكيف مع الظروف املتغرية ،مما يتطلب أن يكون التصرف مناسبا
لطبيعة املوقف .وعلى هذا جيب على كل مدير أن تتوافر لديه الوسائل الرقابية إلتباع العديد من التصرفات املختلفة
للمشاكل املختلفة.
فيجب على كل مؤسسة أن تقوم بتفصيل املقاييس األساسية اليت متكنها من احلكم على كفاءة األداء الكلي
للمؤسسة ،كما جيب عليها أال تتمادى يف وضع عدد كبري من املعايري غري الضرورية حىت ال ترتفع التكاليف وال يشعر
األفراد من الناحية النفسية أهنم حتت املالحظة املستمرة ف يصابوا باإلحباط.
فال بد من توافر نظام سليم ميكن من تلقي وتسجيل كافة املعلومات اخلاصة مبعايري األداء والقياس الفعلي
لألداء ،باإلضافة إىل توافر نظام مزدوج االجتاه لالتصال مبا ميكن من توفري املعلومات يف الوقت املناسب.
29
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
تأخذ األساليب والطرق الرقابية العديد من األشكال بعضها بسيط واآلخر أكثر تعقيدا .لكن باختالف هذه
األساليب الرقابية يف تصميمها وفيما تقيسه ،إال أهنا تسعى إىل حتقيق اهلدف نفسه واملتمثل يف حتديد االحنرافات ،ومن
بني هذه األساليب ميكن اإلشارة إىل:
وتتمثل الرقابة يف حتليل هذه القوائم املالية ،ويتم االعتماد فيها على البيانات احملاسبية يف شكل قوائم املالية
اليت نذكر منها:
* قائمة الدخل.
* امليزانية العمومية.
* قائمة التدفقات النقدية.
يعتمد على القوائم املالية اليت تقدم صورة شاملة عن إجنازات املشروع ،ويستخدم حتليل النسب يف قياس أداء
املؤسسة عن السنة احلالية ،وقد تنطوي هذه النسب على احلكم على سالمة املركز املايل.
ويطلق عليها (يف هذه احلالة) النسب املالية ،أو احلكم على كفاءة األداء يف كل اجملاالت (إنتاج ،تسويق ،واألفراد.)...
وفيما يلي أمثلة عن بعض النسب وهي على سبيل الذكر ال احلصر:
*نسبة التداول = أصول متداولة \ خصوم متداولة (تشري إىل مدى مقدرة املؤسسة على مواجهة التزاماهتا
التجارية).
* إنتاجية رجال البيع = املبيعات\ عدد رجال البيع (تفيد يف معرفة متوسط املبيعات لكل رجل يف املؤسسة).
* فعالية الرقابة على اجلودة = إمجايل مردودات املبيعات بسبب رداءة اجلودة \ إمجايل املبيعات
(وكلما زادت هذه النسبة ،كلما كان ذلك يعين اخنفاض كفاءة األداء يف الرقابة على جودة املنتجات النهائية).
30
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
متثل نظام اإلمدادات يف العديد من األنشطة مثل :الشراء ،والتخزين ،والتصنيع ،وإدارة املخزون ،والشحن،
واالستالم .ويتيح نظام الرقابة على اإلمدادات إلدارة املؤسسة أن حتدد تأثري التغريات اليت حتدث يف أي جزء من النظام
على خمرجات النظام بأكمله.
تعترب املراجعة أداة ل لتحقق من سالمة نظام التقارير املالية للمؤسسة ،كما تعترب من وجهة نظر أوسع كاختبار
التقارير املالية مضافا إليها بعض اجملالت مثل :اختبار األهداف يف السياسات واإلجراءات واهليكل التنظيمي ومدى
جودة اإلدارة.
يبني العالقة بني التكاليف الثابتة والتكاليف املتغرية واألرباح ،ويهدف أساسا إىل حتديد حجم اإلنتاج واملبيعات
اليت تتعادل عنده التكاليف الكلية واإليرادات الكلية ،فال حتقق املؤسسة عنده ال أرباح وال خسائر.
تعترب امليزانيات التقديرية من األدوات اليت تستخدم على نطاق واسع لغرض الرقابة اإلدارية ،بل يف احلقيقة أن
البعض يفرتض أن نظام امليزانية التقديرية هو األداة األساسية لتحقيق الرقابة .ولكن على الرغم من ذلك ،هناك الكثري
من األدوات األخرى اليت تعترب أيضا أساسية وضرورية ،والدليل على ذلك أن الكثري من الشركات حتافظ على درجة
مرتفعة من الرقابة دون استخدام امليزانيات التقديرية الرمسية .هذا وإن كانت جتد عادة أن مبادئ نظام امليزانيات التقديرية
تعترب ضرورية والزمة.
وتعين كلمة املوازنة التقديرية تكوين اخلطط اخلاصة لفرتة زمنية مقبلة مع التعبري عنها باألرقام ،وهبذا فإن امليزانية
التقديرية هي قوائم للنتائج املتوقعة معربا عنها بقيم مالية مثل امليزانيات التقديرية ،اإليرادات ،املصروفات...إخل ،أو
بكميات كما هو احلال يف امليزانيات لساعات العمل املباشر أو املواد ...إخل.
31
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
إن قوائم امليزانيات التقديرية اليت متثل اخلطط معربا عنها بأرقام ميكن تقسيمها إىل أجزاء تتفق مع هيكل تنظيم
الشركة ،وبواسطة ذلك فإن امليزانيات التقديرية تربط عملية التخطيط ،وتسمح بتفويض السلطة دون فقد الرقابة ،أو
بعبارة أخرى ،فإن حتويل اخلطط إىل أرقام حمددة ينشأ عنه حتما نوع من النظام احملكم الذي يسمح للمدير أن يرى
بوضوح مقدار األموال ،ومن الذي سيقوم بالصرف وأين؟ وأيضا ما هي املصروفات اإليرادات أو عدد وحدات املدخالت
أو املخرجات اليت تنطوي عليها خططها؟ وليتأكد املدير من هذه املعلومات فإنه يستطيع جتربة أكثر أن يفوض السلطة
1
لتنفيذ اخلطة ،وذلك يف احلدود اليت ترمسها امليزانية التقديرية.
على املديرين أن يتذكروا أنه مصمم كأدوات للرقابة وليس بديال لإلدارة حيل حملها .وأن هذه األدوات هلا
حدودها وينبغي تكييفها حسب كل حالة ،ومبا أن امليزانيات التقديرية هي خطط فإن األشخاص الوحيدين الذين
يديروهنا هم املديرون املسئولون عن تنفيذ هذه اخلطط ،وال ميكن ملدير امليزانية القيام باختاذ القرارات املتعلقة بتنفيذ
امليزانيات إال إّذا حتولت إليه مسؤولية إدارة الشركة.
ينبغي أن حيصل إعداد النظام وإدارته على تعضيد اإلدارة العليا ومساندهتا إذا أريد له النجاح يف التطبيق،
وتشجع الوحدات اإلدارية املختلفة على إعداد ميزانيتها والدفاع عنها وتشرتك يف مراجعتها النهائية ،فهذا املوقف يساهم
يف جناح النظام وزيادة فاعليته.
جيب التأكد من أن مجيع املديرين امللتزمني بامليزانيات التقديرية قد اشرتكوا يف إعدادها وحماولة احلصول على
قبوهلم للميزانية املعتمدة ،وكيف أهنا أكثر قدرة على خدمة أهداف الشركة.
من األمور اهلامة لنجاح النظام عدم املغاالة يف امليزانيات التقديرية للحد الذي يقلل كثريا من سلطة املديرين،
ويعتقد بعض اإلداريني أن أفضل ميزانية تقديرية ميكن تقدميها هي تلك اليت جتمع كل املصروفات املصرح له بصرفها
خالل فرتة زمنية يف مبلغ واحد مع منحه احلرية الكاملة يف صرفه يف األوجه املختلفة طاملا أهنا تساهم يف حتقيق أهداف
املؤسسة.
1د مجيل امحد توفيق ادارة االعمال ،مندخل وظيفي (,مصر :الدار اجلامعية )2000ص 243
32
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
ال بد أن تتوافر للمدير بيانات حاضرة عن األداء الفعلي واألداء املقدر طبقا للميزانيات التقديرية إلدارته،
وجيب تصميم هذه البيانات يف شكل يسمح له مبعرفة كيف تسري األمور يف إدارته مع ضرورة وصوهلا إليه يف وقت مبكر
حىت ميكنه التصحيح بسرعة.
المطلب الثالث :أهداف الرقابة. ✓
إن دراسة الوحدات الرقابية بصورة منتظمة ودقيقة ال يكون مبعزل عن القضايا األخرى فاملهام األخرى فاملهام
الرئيسية اليت تقوم هبا هذه الوحدات تكمن يف معرفة قدرة التنظيم على السري احلسن يف املؤسسة والتحقق من تطبيق
النظام والقواعد املالية واحملاسبية وإدارية فهدف الرقابة يتمثل يف:
* كشف املخالفات واإلدارية واملالية واليت تشمل ما يلي:
-تقصري املوظفني يف أداء واجباهتم الوظيفية.
-عدم احرتام القانون الداخلي للنظام العام.
-خمالفة التقارير والتعليمات.
-ارتكاب جرمية من جرائم الوظيفة.
* كما هتدف إىل تدعيم التنظيم واحملافظة على املعنويات بني العاملني.
* فحص الشكاوى وإجراء حتقيقات يف املخالفات اليت تكشف عنها العملية الرقابية.
* تقصي أسباب القصور يف العمل واإلنتاج.
* كشف عيوب اإلجراءات اإلدارية والعملية والفنية واملالية اليت أدت إىل عرقلة سري العمل.
* التحقق من توافق من النتائج احملققة مع األهداف املسطرة.
* الوصول إىل أكرب عدد من املعلومات اليت أساسها نستطيع تنظيم مبا يعرف ميكانزمي سري العمل.
* متكن املسئولني من اختاذ القرارات املناسبة يف الوقت املناسب.
* كسب الثقة والتعاون بني أفراد اإلدارة الرقابية وأفراد املؤسسة مع تنمية أساليب التفاهم والتبادل فيما بينها.
مما يضمن السري احلسن ويقوم كل مسؤول أو رئيس إداري بعملية الرقابة يف حدود ما تسمح به خطة عمله
اليت وضعت من قبل اإلدارة العليا ،وميكننا أن نقول يف األخري أن هدف الرقابة هو العمل على حماربة املشاكل واالحنرافات
الضارة بنشاط املؤسسة ،وشرح سياسة العمل املنتظم لكافة أفرادها عن طريق إمدادهم باملعلومات الصحيحة واحلقائق
اليت يؤديها التنظيم.
33
الفصل األول :مفهوم الرقابة وبعض أنواعها
خاتمة الفصل:
قمنا يف هذا الفصل بتبيني طرق الرقابة وأساليبها ،وقمنا أيضا بتبيني الشروط اليت ينبغي إتباعها يف عمليات
الرقابة .ولكن مع هذا فالرقابة ال ميكن أن تتحدد وتتجسد يف حال من األحوال إذا غاب العنصر البشري لكل نشاط،
إذ أنه هو القائم بعمليات الرقابة بأشكاهلا املختلفة وهو أيضا أحد العناصر اليت تقام عليها عملية الرقابة وحىت يتسىن
لنا تطبيق الرقابة على هذا العنصر ال بد من دراسته ودراسة جمال نشاطه والوسط الذي ينشط فيه ،وهذا ما سنتطرق
يف الفصل الثاين.
34
فهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس الفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
مقدمة الفصل
المطلب الثالث :المنهج التطبيقي للتدقيق االجتماعي ومكانته ضمن استراتيجية المؤسسة
خاتمة الفصل
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
▪ مقدمة الفصل:
إن جناح املنشآت احلديثة يف حتقيق أهدافها يعتمد بدرجة كبرية على كفاءة وفعالية املوارد البشرية العاملة
هلا ،وإن تنمية هذه املوارد هو السبيل األجنح لرفع وحتسني كفاءة املوارد البشرية ،وبالتايل حتقيق أهداف املنظمة،
وكذلك رضا هذه املوارد من ناحية أخرى.
إن املورد البشري هو العامل احلقيقي ألية منظمة أو منشأة ،مث تأيت بقية العوامل األخرى كعوامل مساعدة
كالعنصر البشري ملا ميلكه من مهارات ورغبة يف العمل هو العنصر احلاسم لتحقيق الكفاءة اإلنتاجية للمنشآت،
وذلك يتطلب من املسؤولني عن إدارة هذه املنشآت يف استخدام موارد بشرية عالية املهارة والتمييز دون إمهال جانب
التكوين واحلوافز وتوفري الظروف املالئمة هلا حىت تؤدي دورها على أكمل وجه.
وسنتطرق يف هذا الفصل إىل مفهوم وظيفة املوارد البشرية وتطورها التارخيي ،وإىل النشاطات اليت تقوم هبا
إدارة املوارد البشرية على مستوى املؤسسة ،وكذلك تنظيم إدارة املوارد البشرية وكذلك حملة على ما يسمى بالتدقيق
االجتماعي .
37
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
سنتطرق يف هذا املبحث األول إىل مفهوم وظيفة املوارد البشرية ومراحل تطورها عرب الزمن.
-1مفهومها :
لقد اختلفت وجهات النظر يف حتديد مفهوم موحد متفق عليه إلدارة املوارد البشرية ،حيث ميكننا تبيان
وجهيت نظر هلما:
يرى أصحاب هذا االجتاه أن وظيفة إدارة املوارد البشرية هي وظيفة قليلة األمهية يف املؤسسة ،وتقتصر على
القيام بأعمال عادية ختص العمال مثل حفظ املعلومات املتعلقة بالعمال يف سجالت وضبط أوقات العمل واألجور
والرتقية ،...على عكس االجتاه احلديث.
يرى أصحاب هذا االجتاه أن وظيفة املوارد البشرية تعترب من أهم الوظائف اإلدارية على عكـس االجتاه
التقليدي ،وذلك لعالقة العنصر البشري املباشرة لتحسني ورفع أداء املؤسسة إىل جانب األنشطة العادية والروتينية
اليت أشرنا إليها يف االجتاه التقليدي.
هناك أنشطة هامة تقوم هبا هذه الوظيفة مثل حتليــل الوظائف ،ختطيط االحتياجــات من املوارد البشريــة،
اختيار املوارد البشرية املناسبـة ،تدريب وتنميـة املوارد وحتفيزها وتقييم أدائها.
وفيما يلي بعض التعريفات إلدارة املوارد البشرية يف إطار هذا االجتاه احلديث:
-يعرف Sikulaإدارة املوارد البشريــة بأهن ــا استخدام القوى العاملــة داخل املنش ــأة أو بواسطة املنشأة،
ويشمل ذلك عمليات ختطيط القوى العاملة باملؤسس ــة ،االختيــار والتعيني ،تقييم األداء ،التدريبة التنمية ،التعويض
1
واملرتبات ،العالقات الصناعية ،تقدمي اخلدمات االجتماعية والصحية للعاملني.
1دكتور صالح عبد الباقي ،إدارة املوارد البشرية( ،مصر :الدار اجلامعية ،)2000،ص20
38
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
-كمــا ميكن تعريفها بأهنا ذلك النشاط اإلداري املتعلق بتحدي ــد احتياج ــات املشروع من القوى العاملة،
1
والعمل على استخدام هذه املوارد استخداما فعاال يف حتقيق الكفاءة اإلنتاجية.
-كما ميكن تعريفها على أهنا وظيفة من وظائف اإلدارة أو جزء من العملية اإلدارية ،حيث تقوم باختيار
العاملني ذوي الكفاءة املناسبــة ،وتستثمر جهودها ،وتوجـه طاقاهتا وتنمي مهاراهتــا وحتفزهم وتقيم أعماهلم وتبحث
عن حـ ــل ملشاكلهم ،وتقوي عال قــات التقــارب بينهم وبني زمالئهم ورؤسائــهم ،وبذلك تساهم يف حتقيق اهلدف
2
الكلــي من حيث زيادة اإلنتاجي ــة وبلوغ النحو املطلوب لألعمال واألفراد.
ويتضح من خالل هذه التعريفات السابقة إلدارة املوارد البشرية تتضح لنا األنشطة الرئيسية اليت تؤديها
وأمهها:
-1ختطيط املوارد البشرية.
إن إدارة املوارد البشرية بشكلها احلديث ليست وليدة الساعة وإمنا هي نتيجة لعدة تطورات واليت يرجع عهدها
إىل بداية الثورة الصناعية ونوجز أهم هذه املراحل والتطورات فيما يلي:
1دكتور سيلمي إدارة االفراد والكفاية االنتاجية( ،مصر :دار املعارف ،)1970،ص10
2دكتور علي حممد عبد الوهاب ،إدارة االفراد ،منهج حتليلي ،اجلزء( ،1مصر :مكتبة عني الشمس ،)1970،ص36
39
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
ظهرت الثورة الصناعية يف القرن الثامن عشر ،و لقد كانت الثورة الصناعية مبثابة البداية للكثري من املشاكل
اليت واجهت إدارة املؤسسات نتيجة التوسع اهلائل الستخدام اآلالت و إحالهلا حمل العامل و ظهور املصانع الكربى
و مبدأ التخصص و تقسيم العمل ،و رغم زيادة اإلنتاج و تراكم السلع و رأس املال إال أن العامل أصبح ضحية
هذا التطور ،حيث أصبح مثله مثل اآللة ،كل هذه العوامل أدت إىل تدهور ظروف العمل مثل احلجم الساعي
للعمل الذي كان كبري ،كما جيب أن نشري إىل ظهور حركة اإلدارة العملية نتيجة التطور اهلائل يف اجملال الصناعي،
و هذا ما سنشري إليه يف املرحلة الثانية .
من بني التطورات اهلامة اليت سامهت يف ظهور أمهية إدارة املوارد البشرية ظهور حركة اإلدارة العلمية بقيادة
" "TAYLOR FREDERICKحيث توصل هذا األخري إىل ما أمساه باألسس األربعة لإلدارة وهي:
وبالرغم من أن تايلور قد أكد على حتسني طرق العمل وظروفه ،إال أنه أمهل اجلانب اإلنسان ،ونتيجة كل
هذه الظروف اليت ذكرت فيما سبق أدت إىل ظهور حركة االحتجاجات العمالية ،مما أدى إىل إعطاء العنصر البشري
ووظيفة املوارد البشرية مكانتها يف املؤسسة ،وهذا ما سنراه يف املرحلة الثالثة.
لقد شهدت هذه املرحلة عدة تطورات هامة يف جمال اإلدارة بصفة عامة واملوارد البشرية بصفة خاصة،
حيث ظهرت طرق اختيار املوظفني مثل " " γ βونظرا لظهور االحتياجات العمالية وتكتلهم يف شكل مجعيات
عمالية ،ازداد االهتمام بالرعاية االجتماعية والتكوين وأمن العمل وظهور أقسام إدارة املوارد البشرية يف الكثري من
الشركات واملؤسسات الكبرية واألجهزة احلكومية إلدراك أصحاب هذه املؤسسات والشركات بأمهية وظيفة املوارد
البشرية ،مث توسع إىل معظم املؤسسات كما سنرى يف املرحلة الرابعة.
40
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
لقد شهدت هناية العشرينات وبداية الثالثينات من القرن العشرين تطورا ملموسا يف جمال العالقات
اإلنسانية ،ويعترب " " MAYO ELTONرائد هذه املدرسة ،حيث أكد على ضرورة توفري الظروف املناسبة للعمل
واالهتمام جبانب التعويضات والتحفيزات وحتسني عالقة العمال باإلدارة ،والعالقة فيما بينهم ،وهبذا وصلت إدارة
املوارد البشرية من أهم الوظائف يف املؤسسة يف يومنا هذا ،وهذا بعد ذكر التطورات احلاصلة يف املرحلة اخلامسة.
المرحلة الخامسة :من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى وقتنا الحاضر:
لقد تطورت إدارة املوارد البشرية يف السنوات احلديثة ،واتسع جمال نشاطها حيث تعدى األعمال العادية
مثل حفظ امللفات اخلاصة بالعمال وضبط حضورهم وانصرافهم إىل تكوين وتنمية املوارد البشرية ووضع برامج
لتعويضهم وحتفيزهم ،ونشاطات أخرى .وهبذا أخذت وظيفة إدارة املوارد البشرية مكانتها يف املؤسسة ،وتبقى أمهيتها
يف تزايد مستمر نتيجة التطور االقتصادي والتكنولوجي ،وهنا تطرح إشكالية ما موقع هذا القسم أو الوظيفة يف
اهليكل التنظيمي للمؤسسة ،وما هي الوحدات املكونة هلذه اإلدارة ؟ ،هلذا سنتكلم يف املطلب الثاين عن تنظيم إدارة
املوارد البشرية.
لكي تقوم إدارة املوارد البشرية بوظائفها ومسؤولياهتا ،ينبغي وجود جهاز تنظيمي قادر على القي ــام بأنشطــة
إد ارة املوارد البشرية يف املؤسســة ،ويتم ذلك على أساس دراســة احتياجات وظروف العمل باملؤسسة ،ولكن هناك
عدة تساؤالت ينبغي اإلجابة عنها عند التفكري يف إنشاء اجلهاز التنظيمي املشرف على وظيفة إدارة املوارد البشرية
وهي:
-ماهوا موقع هذا اجلهاز يف اهليكل التنظيمي العام باملؤسسة ،هل هو مستقل أو تابع إلحدى اإلدارات
األخرى؟
-ما هي الوحدات التنظيمية اليت تكون هذه اإلدارة؟
-كيف حتدد العالقات التنظيمية بني هذا اجلهاز التنظيمي وبني اإلدارات األخرى؟
و لكن قبل اإلجابة عن هذه التساؤالت و التفكري يف إنشاء هذا اجلهاز املتخصص ،جيب أن يكون
أصحاب املؤسسات على قناعة بضرورة وجود جهاز تنظيمي خاص باملوارد البشرية ،و على قناعة أن انشغاهلم
باختاذ قرارات يف هذا اجملال قد يشغلهم عن مسؤولياهتم و وظائفهم األساسية ،و بالتايل وجود شخص متخصص
يف جمال املوارد البشرية يقوم هبذه الوظائف ،هذا ما يستلزم وجود قسم متخصص يسمى إدارة املوارد البشرية يف
41
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
املؤسسة ،حيث تقسم األعمال بني عمال هذه اإلدارة على أساس التخصص ،و ميكن تقسيم هذا القسم إىل أقسام
أو فروع متخصصة يهتم كل قسم بنشاط معني ،و هناك العديد من العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار عند
إنشاء اجلهاز التنظيمي املشرف على إدارة املوارد البشرية.
يتناسب حجم وتنظيم إدارة املوارد البشرية مع حجم املؤسسة وحجم العمال فيها ،ففي املؤسسة الصغرية
ميكن أن يقوم بنشاطات هذه اإلدارة شخص واحد تقتصر أعماله على إمساك وحفظ السجالت اخلاصة بالعمال،
ويقوم صاحب أو مدير املؤسسة بكافة الوظائف األخرى ،مثل االختيار والتعيني وحتديد األجور ...إخل.
أما املنشأة كبرية احلجم تظهر فيها احلاجة إىل وجود إدارة أفراد متخصصة يعمل هبا أشخاص متخصصون يف شؤون
إدارة املوارد البشرية ،لكن هذا العامل ليس كايف ،فالتنظيم العام للمؤسسة جيب أن يأخذ بعني االعتبار.
إن تنظيم اجلهاز املنسق واملشرف على شؤون املوارد البشرية له تأثريه ،فإذا كان التنظيم قائما على أساس
جغرايف ،أي مناطق جغرافية متعددة ،فإن ذلك قد حيتمل وجود أجهزة أفراد ال مركزية ختدم املناطق اجلغرافية املتعددة،
كما جيب أن يأخذ بعني االعتبار هذا القسم مدى تنوع فئات العاملني باملؤسسة.
إن تنوع فئات العاملني وختصصاهتم يؤدي إىل زيادة نشاطات إدارة املوارد البشرية ،كما جيب أال هنمل إقناع
إدارة املوارد البشرية بأمهيتها ودورها يف املؤسسة.
إذا كانت اإلدارة العليا ال هتتم بالعنصر البشري ،فإن نشاطات إدارة املوارد البشرية تقتصر على النشاطات
الروتينية العادية ،أما إذا كانت نظرة اإلدارة إجيابية فيحدث العكس.
بعد أن تطرقنا إىل هذه العوامل اليت جيب أخذها بعني االعتبار عند وضع هذا القسم ،حناول اإلجابة عن
هذه األسئلة املطروحة سابقا يف النقاط املذكورة أدناه:
42
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
ال ميكن اقرتاح منوذج ثابت ملوقع جهاز إدارة املوارد البشرية وحجمه يف كافة املؤسسات ،ومن األفضل أن
1
تكون إدارة املوارد البشرية على اتصال مباشر مع اإلدارة العليــا ،وهذا املوقع ميكنها من أداء مهامها على أمت وجه.
اهليكل التنظيمي هو اإلطار العام الذي حيدد توزيع املهام واملسؤوليات بني األفراد فيما خيص إدارة املوارد
البشرية ،جيب أن يكون هناك إطار حتدد فيه املهام واملسؤوليات والعالقة املتداخلة بني أفراد هذا اإلطار ،وبالتايل
حتقيق األهداف املرجوة من هذه اإلدارة مثل تكوين قوة عاملة مستقرة وتنميتها واحملافظة عليها وخلق ترابط فيما
بينها ،وحتديد األنشطة الرئيسية هلذه اإلدارة كما هو موضح يف النقطة الثانية.
يتطلب حتقيق األهداف السابقــة القيام ببعض األنشطة الرئيسية واليت ميكن أن نذكر أمهها فيمــا يلي:
يتم يف هذه اخلطوة جتميع األنشطة والوظائف املتزايدة فيما بينها من أجل إنشاء وحدات تنظيمية يف شكل
قسم أو إدارة ،وخيتص كل قسم بنشاط معني مثل قسم األجور.
من الطبيعي أن ختتلف أمهية وحجم املهام واألعمال اليت ستؤدي داخل إدارة املوارد البشرية ،وعادة تقسم
إىل أعمال متعلقة بالتخطيط وإعداد البيانات العامة ،وتكون من اختصاص مدير إدارة املوارد البشرية ،وأعمال
1دكتور صالح الدين عبد الباقي ،إدارة املوارد البشرية سبق ذكره ،ص70
43
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
متعلقة بالتخطيط والتنفيذ والتوجيه والتنسيق واملتابعة ،وهذا خيتص به مستوى تنظيمي أقل كرؤساء األقسام يف إدارة
املوارد البشرية ،وأعمال أخرى متعلقة بالتنفيذ والتفصيل ملهام حمددة وجزئيات متغرية ،وخيتص هبا األفراد التنفيذيون
يف أسفل اهلرم التنظيمي إلدارة املوارد البشرية.
بعد أن تطرقنا يف املبحث األول إىل مفهوم إدارة املوارد البشرية ،و اليت صبت كلها يف مفهوم واحد ،و هو
أهنا هي الوظيفة اليت تقوم مبجموعة من النشاطات ،و املتمثلة يف ختطيط االحتياجات من املوارد البشرية ،البحث و
االستقطاب و االختيار و التوظيف ،و كذلك التدريب و التكوين و التأجري و الرعاية الصحية و االجتماعية ،و
تطرقنا إىل التطور التارخيي الذي بني لنا املكانة اليت وصلت إليها إدارة املوارد البشرية ،و كذلك تنظيم املوارد البشرية
الذي يوضح وضعية إدارة املوارد البشرية يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة ،سنتطرق إىل نشاطات إدارة املوارد البشرية
ب نوع من التفصيل يف هذا املبحث الثاين ،و نتطرق أوال إىل ختطيط االحتياجات من املوارد البشرية يف املطلب األول.
حتتاج أي منظمة إىل موارد بشرية تؤدي من خالهلا النشاط الذي تقوم به ،وعليه جيب أن تقوم املنظمة
بتحديد احتياجاهتا املختلفة من املوارد البشرية ،وجيب أن يكون هذا التحديد دقيق وصائب ومناسب لليد العاملة
حىت تضمن املؤسسة القيام بنشاطاهتا على أكمل ،وبالتايل حتقيق األهداف املسطرة ،هلذا يعترب من أهم األنشطة
الرئيسية إلدارة املوارد البشرية.
و يعرف أيضا بتخطيط القوى العاملة أو ختطيط األفراد ،و يعرف بأنه عملية احلصول على العدد الصحيح
من األفراد املؤهلني للوظائف املناسبة و يف الوقت املناسب و بطريقة أخرى فإن ختطيط املوارد البشرية هو نظام توافق
أو مقابلة عرض األفراد داخليا (األفراد املوجودين فعال) ،وخارجيـا (هؤالء الذين يتسم تعيينهم أو البحث عنهم )،
من الوظائف املتاحـة اليت تتوقع املنظمة وجودها عرب فرتة زمنية حمددة ،و أساسا فإن كل املنظمات تقوم أو متارس
ختطيط ملوارد البشرية سواء بصورة رمسيــة أو بصورة غري رمسيــة ،و تتفاوت املنظمــات يف مدى جناحها يف القيام بوظيفة
1
ختطيط املوارد البشرية.
1دكتور راوية محمد حسن ،إدارة املوارد البشرية( ،مصر :الدار اجلامعية ،)2000-1999،ص70
44
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
-يتم ختطيط املوارد البشرية قبل الكثري من وظائف إدارة املوارد البشرية ،فال ميكن التعرف على أنشطة
االختيار والتعني والتوظيف ما مل يكن معروفا نوعية الوظائف وأعداد العمال املطلوبني وخصائص هؤالء العمال.
-يساعد كذلك على ختطيط املستقبل الوظيفي بالعمال ،حيث يتضمن حتديد أنشطة التدريب والنقل
والرتقية .....إخل.
-يساعد حتليل العمل على معرفة أسباب ترك العمال لعملهم أو بقائهم ومدى رضاهم عن العمل.
ال بد من التطرق إلـى هذا املوض ــوع املهم ،وهو مسؤوليــة املوارد البشرية .ويقــع عبء ختطيط املوارد البشريــة
داخل املشروع إما على إدارة األفراد وشؤون العاملي ــن (الشؤون اإلدارية) أو على وحدات اإلنتاج والتنفيذ األساسية
يف املشروع.
45
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
ويعطي اجلدول رقم ( )1توزيعا مثاليا تقريبيا ملهام ختطيط املوارد البشرية بني إدارة األفراد واملديرين التنفيذيني،
إال أن ظروف أي مشروع قد تفرض بعض التعديالت يف هذا اجلدول رقم (:)1
اجلدول رقم ( )1املصدر الدكتور أمحد ماهر إدارة املوارد البشرية (مصر :الدار اجلامعية ،)2002،ص 92
بعد أن تطرقنا إىل مسؤولية ختطيط االحتياجات من املوارد البشرية وكذلك مفهومها الذي يتمثل يف عملية
املقارنة بني العرض وهو اليد العاملة املتاحة داخل املؤسسة ،والطلب ،وهو اليد العاملة املطلوبة من خارج املؤسسة،
أي من سوق العمل ،ميكن هذا بتحديد الفائض أو العجز من اليد العاملة ،وهلذا ال بد من حتليل ظروف العرض
والطلب مث حتديد الفرق بينهما وذلك كما يلي:
46
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
-حتليل حركة العمال من حيث الدخول واخلروج ومعدل ترك اخلدمة وتدفق العمال.
بعد حتديد كل من العرض والطلب ،تقوم بعملية املقارنة بينهما ،فيتحدد مقدار الفائض أو العجز يف
العمال ،ويتم التعامل مع الفائض أو العجز حسب ظروف املؤسسة وظروف عرض العمل خارج الشركة ،والتشريعات
احلكومية.
والنموذج املوضح يف اجلدول رقم ( )2يبني اخلطوات العملية واحلسابية لتخطيط املوارد البشرية.
قسم الصيانة:
3- 21 18 3- 1+ 20 -فين صيانة
2- 5 3 - 4 -فين كهرباء
2+ 6 8 1- 1+ 8 -فين إلكرتونيك
- 6 6 1- - 5 -مهندس صيانة
1-
اجلدول رقم ( :)2املصدر :الدكتور أمحد ماهر – إدارة املوارد البشرية سبق ذكره ،ص .95
47
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
يوضح هذا اجلدول كيفية حتديد الفائض أو العجز من العمال يف وظيفة الصيانة ،حيث أعطى لنا العدد
احلايل للعمال ،مث أعطيت لنا حركة العمال ،أي العمال املتوقع دخوهلم أو خروجهم من خالل التقاعد أو التعيني
أو الرتقية أو االنصراف ،ومن خالل ذلك توصلنا إىل الصايف املتوقع والذي حيسب كما يلي:
مث نق ــارن بني الصافــي املتوقــع والطلب على املوارد البشريــة لنحصل على االحتياج ــات أو الفائض.
لكن األمر ليس هبذه السهولة نتيجة تعدد املتغريات اليت تؤثر على عرض وطلب املوارد البشرية ،لذلك
سنتطرق لبعض طرق التنبؤ لعدد العمال املطلوبني حىت يكون هذا التحديد دقيق ،ونذكر بعضها فيما يلي:
وهي طريقة بسيطة ،حيث يقوم املديرون بعملية التنبؤ بعدد العمال املطلوبني باالعتماد على خربهتم،
وبذلك يتحدد عدد العمال املطلوبني يف املؤسسة ككل وكل قسم حبيث يقوم هبذا العمل عدة مديرين ،مث حيسب
املتوسط ،ويف نفس املنوال ميكن أن يقوم املديرون بعرض التقارير منفصلة عن التنبؤ بالعمال املطلوبني مدعمني
تقاريرهم بإثباتات وبراهني ،مث يتم تلخيص هذه التقارير وتعاد إليهم مرة أخرى حىت يقوموا بإعادة النظر يف تقاريرهم
حتـى يتم التوصل إىل أحسن تقدير جيمع عليه املديرون ،وهذا ما يصطلح عليه بطريقة .Delphi
إذا كانت املؤسسة جتارية ،يكون التنبؤ حسب حجم املبيعــات ،وإذا كانت إنتاجي ــة حسب اإلنتاج ،فزي ــادة
اإلنتاج أو املبيع ــات يعين زيادة العمال ،لكن جيب األخذ بعني االعتبار الزيادة يف إنتاجيتهم.
يقوم مديرو األقسام ووحدات العمل يف كل املستويات التنظيمية بتقدير احتياجاهتم حسب اخلطة
واملتطلبات الوظائفية باستخدام ما يسمى جداول املقررات الوظيفية ،أو جداول اهلياكل الوظيفية.
48
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
حيث يتم حساب عبء العمل اإلمجايل وعبء العمل الذي ميكن أن يقوم به فرد واحد عن طريق التحليل
لكل وظيفة وخصائصها ومتطلباهتا وبعد إمتام عملية التخطيط للموارد البشرية وحساب العدد املطلوب من العمال
لشغل الوظائف الشاغرة يف املؤسسة تقوم بعملية البحث عن األفراد املؤهلني إلجراء املقابالت واالختيارات ،مث
التعيني النهائي ،وهذا ما سنتطرق إليه يف املطلب الثاين بالتفصيل.
بعد أن تقوم إدارة املوارد البشرية بعملية حتديد احتياجاهتا من املوارد البشرية يأيت النشاط الثاين ،و هو
البحث و االستقطاب عن املوارد البشرية اليت تناسب احتياجات املؤسسة إلجراء املقابالت و االختيارات للتأكد
من كفاءة املتقدمني لشغل الوظائف الشاغرة لكن قبل التطرق إىل كل هذا البد من القيام بعملية توظيف الوظائف
الشاغرة حيث تقوم هذه األخرية بتقدمي معلومات عن طبيعة و متطلبات الوظائف املراد شغلها مث يأيت دور
االستقطاب الذي يهتم بتوفري وعاء األفراد املؤهلني لشغل الوظيفة ،هلذا ال بد من التطرق توصيف الوظيفة ،و
كذلك مصادر احلصول على األفراد املؤهلني وطرق االستقطاب و االختبارات مث التعيني النهائي.
ويقصد به إعداد وصف دقيق لكل وظيفة يف املؤسسة حبيث يشمل كافــة البيانات الالزمة عن الوظيفة،
وهذه البيانات تتمثل فيما يلي:
-اسم الوظيفة.
-موقعها يف التنظيم والقسم أو اإلدارة التابعة للوظيفة.
-ملخص عام عن طبيعة الوظيفة.
وتشمل الواجبات اليت تؤدى بشكل متكرر ودوري ،وكذلك الواجبات اليت تؤدى من وقت آلخر.
وقد تكون مسؤولي ــة إشرافيه أو مالية أو فني ــة أو عن عدد اآلالت.
وهي الصالحيات والسلطات اليت يتمتع هبا شاغل الوظيفة وما يتعلق بدوره يف اختاذ القرارات.
49
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
وتشمل الظروف اليت يتم فيها تنفيذ الوظيفة ،اجملهود الالزم ألداء الوظيفة ،واملخاطر اليت يتعرض هلا شاغل
الوظيفة.
وتشمل العالقات اليت تربط الوظيفة بالوظائف اليت هي أعلى منها واليت تشرف عليها.
تعتمد هذه الطريقة على مجع املعلومات من خالل إعداد منوذج دقيق من طرف إدارة املوارد البشرية،
وحيتوي على جمموعة من األسئلة تعطي مجيع البيانات املطلوبة لتحليل وتوصيف الوظائف ،ويوزع هذا النموذج على
العاملني مللئه عن طريق اإلجابة عن األسئلة.
تعتمد هذه الطريقة على قيام املسؤول عن التحليل عن خطة األفراد جبمع املعلومات عن الوظائف اليت
يشغلوهنا أثناء تأديتهم لعملهم ،وتسجيل كل املعلومات الالزم احلصول عليها.
وتعتمد هذه الطريقة على مجع املعلومات من خالل املقابالت بني حملل الوظائف والشخص املراد مجع
معلومات منه.
50
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
وتتلخص اخلطوة الثالثة لعملية التحليل يف تعريف معامل كل وظيفة من موجب املعلومات اليت مجعت عنها
عن طريق الطرق اليت مجعت عنها عن طريق الطرق املذكورة سابقا ،وهو ما يعرف بتخصيص الوظائف ،فهو عبارة
عن كتابة وصف كامل للعمليات واملسؤوليات والواجبات اخلاصة هبا بعد االنتهاء من كل هذه اخلطوات نتوصل إىل
توصيف دقيق للوظائف يكون مبثابة مرجع يعتمد عليه لالنطالق يف عملية البحث واالستقطاب وإجراء االختبارات
والتعني النهائي.
بعد حتديد االحتياجات من املواد األولية ،وحتديد املواصفات واملؤهالت لألشخاص املراد جلبهم لشغل
الوظائف ،ختتار املؤسسة املصادر اليت حتصل عن طريقها على اليد العاملة املطلوبة حسب إمكانيات ومتطلبات
املؤسسة ،وميكن إمجال مجيع املصادر يف مصدرين أساسيني مها:
ميكن للمؤسسة أن تعتمد على مصادرها الداخلية للحصول على األفراد املؤهلني ،أي العمال داخل املؤسسة،
ويكون ذلك إما عن طريق الرتقية أو النقل من وظيفة إىل أخرى يف نفس املستوى ،أو الرتقية ،أي نقله إىل أعلى
مستوى ،لكن هذه املصادر تبقى غري كافية ،لذا تلجأ املؤسسة إىل مصادر خارجية.
هناك العديد من املصادر اخلارجية حتت تصرف املؤسسة الستقطاب العمال املؤهلني ،و تتمثل هذه املصادر
يف خرجيي اجلامعات و املعاهد ،العمال يف املؤسسات األخرى إما عن طريق اإلعارة أو تشغيله بعد ختليه عن العمل
يف املؤسسة األخرى ،أو ختلي املؤسسة عنه ،و من أهم مزايا هذا املصدر هو كرب وعاء املهارات و املؤهالت و
استقطاب فرد من خارج املؤسسة قد يأيت بأفكار جديدة تفيد الشركة و حىت من حيث التكلفة ،فاالعتماد على
املصادر اخلارجية أقل تكلفة عكس املصادر الداخلية بعد أن تكون املؤسسة على علم باملصادر اليت تريد احلصول
عن طريقها عن العمال املطلوبني ،تستخدم جمموعة من الطرق الستقطاب هؤالء العمال.
قبل التطرق إىل طرق االستقطاب لليد العاملة ،ال بد من التطرق إىل مفهوم االستقطاب.
يسود االتفاق على أن عملية االستقطاب تشكل ركن من ثالثة أركان لعملية التوظيف ،إضافة إىل االختيار والتعيني
كما يسود االتفاق على أنه نشاط مستمر باإلمهال مقارنة باالختيار والتعيني ويف أغلب منظمات األعمال سواء
51
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
الكبرية أو الصغرية ،وبسبب هذا اإلمهال تتحمل غالبية املنظمات كلف توظيف عالية مباشرة وغري مباشرة تدفع
1
باجتاه العزل بأن املورد البشري عبء وكلفة على املنظمة وليس عائد.
وميكن إمجال هذه الطرق فيما يلي:
و هي وسيلة أو طريقة إلعالم العاملني بوجود وظائف شاغرة ،و تتم عن طريق وضع إعالنات أو معلقات
عن الوظائف املتاحة يف املواقع الرئيسية عرب املنظمة ،مث تعطى مهلة زمنية لألفراد العاملني باملؤسسة لتقدمي طلباهتم
لاللتحاق بالوظيفة ،و عادة ما يتضمن اإلعالن اسم الوظيفة ،معدل الدفع ،املؤهالت الضرورية ،مث ترسل طلبات
االلتحاق بالوظيفة إىل قسم املوارد البشرية للمراجعة األولية ،أما اخلطوة الثانية فتتمثل يف إجراء مقابلة مع املدير
املتوقع العمل معه ،مث يتخذ القرار وفقا للمؤهالت و مستوى األداء و جمموعة من املعايري األخرى ،و يكون هذا
اإلعالن داخل املؤسسة ،و هناك اإلعالنات اليت توجه خارج املؤسسة كما هو موضح أدناه .
ب -اإلعالن:
يعد من أكثر الطرق املستخدمة لالستقطاب ،وتكون هذه اإلعالنات يف اجلرائد اليومية واجملالت ،أما
اإلذاعة والتلفزيون فهي أقل شيوعا حيث حيتوي هذا اإلعالن عن الوظيفة املراد شغلها ،مؤهالت شاغلها.
حيث تقوم املؤسسة بإرسال فرد أو أكثر من القائمني بعملية االستقطاب إىل اجلامعات واملعاهد إلجراء
مقابالت مبدئية ،ويف حالة توفر الشروط واملؤهالت يف أحد األفراد ،يتم دعوته لزيارة املؤسسة قبل اختاذ قرار التعيني،
كما ميكن التعاون بني املؤسسات اجلامعية واملعاهد حيث ميكن أن يعمل الطالب يف املؤسسة يف بعض األوقات
ويتابع تعليمه يف أوقات أخرى ،كما ميكن أن تلجأ املؤسسة إىل وكاالت التوظيف وهي رابع طريقة سنتطرق إليها.
ميكن لوكاالت التوظيف سواء العامة أو اخلاصة أن تقدم مساعدات كبرية فيما يتعلق باستقطاب األفراد
اجلدد ،وتطبق وتستخدم األفراد الطالبني للعمل والشركات الطالبة للعمال مقابل حصوهلا على مبالغ مالية مقابل
اخلدمة ،وهناك طرق أخرى مثل استقطاب األفراد من العائلة ،وتعتمد هذه الطريقة يف الشركات العائلية.
دكتور خالد عبد الرحيم الهيتي ،إدارة املوارد البشرية( ،الكويت :دار وائل للنشر ،)2003،ص122 1
52
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
بعد أن تقوم املؤسسة بتحديد املصادر اليت تريد احلصول من خالهلا على اليد العاملة املؤهلة والطرق اليت
ستتبعها يف ذلك ،تقوم بعملية التوظيف أو االختيار النهائي كما سيوضح أدناه.
-6عملية التوظيف:
ميثل هدف قرار التوظيف واالختيار يف اختيار أكثر األفراد احتماال للقيام بأداء الوظيفة بأكرب قدر ممكن
من النجاح.
وتتبع عملية التوظيف جمموعة من اخلطوات يتم من خالهلا إعداد وجتهيز املتقدم للعمل لوظيفة معينة،
وهناك بعض العوامل اليت تؤثر يف طبيعة عملية االختيار يف املؤسسة ،ومن هذه العوامل حجم املؤسسة ونوعية
الوظائف املراد شغلها ،وعدد األفراد الذين يتم تعيينهم ،وضغوط النقابات العمالية ،وتستخدم معظم املنظمات
أسلوب متعدد للمراحل الفاصلة يف االختيار وفقا هلذا األسلوب ،مير املرتشح مبجموعة من املراحل.
مير املرتشح ملنصب ما داخل املؤسسة عرب جمموعة من املراحل نذكرها فيما يلي:
يعد مأل منوذج التوظيف من أوىل املراحل املتبعة يف معظم إجراءات وأساليب التوظيف ،حيث يوفر معلومات
أساسية خاصة بعملية التوظيف ،واليت ميكن أن تستخدم يف خطوة الحقة يف عملية االختيار ،وهناك بعض املتطلبات
اليت جيب أن تتوفر يف مناذج طلب التوظيف ،ومن هذه املتطلبات عدم احتواء األسئلة على بعض النقاط املتحيزة
اليت تستبعد فئات معينة من احتمال شغل الوظيفة ،وبعد مأل هذا النموذج مير املرتشح للخطوة الثانية ،وهي
املقابالت التمهيدية.
-المقابالت التمهيدية:
تستخدم املقابالت التمهيدية للتحديد إذا ما كانت املهارات و القدرات الوظيفية للفرد تتماشى مع أي
من الوظائف الشاغرة باملؤسسة ،و لتحليل و شرح الوظائف املتاحة و متطلباهتا للمتقدم للوظيفة ،و أيضا لإلجابة
على أي تساؤالت للمتقدم للوظيفة عن الشركة و أصحاب العمل ،و عادة تعد املقابالت التمهيدية مقابلة خمتصرة
و استطالعية ،و يقوم هبا عادة أحد متخصصي إدارة املوارد البشرية ،و من خالل هذه املقابلة يستبعد املتقدمني
1- RAYOM-VATIER. Gestion de ressources humaines –) paris, édition NATHAN .1988 (. P :112-148
53
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
غري املؤهلني أو الذين ال يبدون اهتماما بالوظيفة ،و ال بد لألسئلة اليت تتضمنها املقابلة أن تكون مرتبطة بالوظيفة،
و أيضا تكون حمال الختبارات الصدق ،و تعترب هذه املرحلة مرحلة متهيدية للدخول يف االختبارات.
بعد املقابلة التمهيدية ،مير املرتشح للخطوة الثانية وهي االختبارات ،وتعد هذه األخرية واحدة من أكثر
اجلوانب املثرية للجدل واخلالف يف إجراءات االختبار ،وقد يرجع هذا إىل ظروف التأكد من مدى صدق وثبات
االختبارات ،وإال لن يكون هناك ثقة يف استخدام نتائج هذه االختبارات ،ويؤدي عدم التأكد من هذه االختبارات
ببعض أصحاب العمل إىل تقليل استخدامهم لالختبارات يف اجراءات عملية االختيار ،وهناك أنواع عديدة من
االختبارات تستخدمها املنظمة ،وتتمثل يف:
-اختيارات االستعدادات.
-اختيارات القدرات النفسية احلركية.
-االختيارات النفسية.
-المقابالت الشخصية:
تستخدم املقابالت الشخصية يف معظم املنظمات كخطوة هامة وعملية ،ويتمثل عرض هذه املقابالت يف
تدعيم املعلومات اليت يتم احلصول عليها يف اخلطوات السابقة وهتدف إىل حتديد مدى توافق املتقدم مع الوظيفة
املراد شغلها ،وجيب أن تكون األسئلة خالل املقابلة مرتبطة دائما بالوظيفة ،أي ال تتطرق إىل النواحي الشخصية،
وهناك عدة أنواع من املقابالت نذكرها باختصار فيما يلي:
* المقابلة الهيكلية:
وتنطوي على حتديد اخلطوط العريضة اليت يتم مناقشتها أثناء املقابلة مسبقا ،ومن خالل هذه األخرية
ميكن للمقابل السيطرة والت حكم يف املقابلة بطريقة تساعد على احلصول على املعلومات املراد معرفتها عن املتقدم
للوظيفة.
54
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
حيث يقوم جمموعة من املقابلني املكلفني من طرف املؤسسة لتوجيه أسئلتهم إىل املرتشح.
* المقابلة الجماعية:
وتستخدم هذه اخلطوة للتأكد من صحة املعلومات اليت مت احلصول عليها من املرتشحني ،وتتمثل هذه
املصادر املرجعية يف األشخاص أو املدارس واجلامعات واملصادر املذكورة سابقا ،بعدها مير املرتشح إىل آخر مرحلة،
وهي الفحص الطيب قبل االختيار النهائي.
-الفحص الطبي:
تطلب الكثري من املؤسسات الفحص الطيب قبل تعيني أي موظف جديد لتحديد مدى قدرته اجلسمانية
والصحية ألداء العمل املطلوب ،ونتيجة ارتفاع تكاليف الفحص الطيب صنف كآخر خطوة قبل التعيني النهائي.
وهي آخر خطوة ،حيث يتم اختيار فرد واحد من املرتشحني لشغل الوظيفة ،وال بد أن يكون هذا االختيار
دقيق وحمكم.
و تقع مسؤولية اختاذ القرار النهائي على عاتق مستويات إدارية خمتلفة يف ظل املنظمات املختلفة ،ففي
الكثري من املنظمات ،يقوم قسم املوارد البشرية بتحمل مسؤولية إكمال بيانات منوذج التوظيف و إجراء املقابالت
التمهيدية و املبدئية و االختيار و املراجعة للمصادر املرجعية ،أما بالنسبة للمقابالت الشخصية و اختاذ القرار النهائي
55
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
لالختيار فيقوم به مدير القسم و اإلدارة اليت توجد هبا الوظيفة الشاغرة ،و يف بعض املؤسسات يقوم بكل اخلطوات
مبا فيها القرار النهائي للتوظيف ،لكن اختيار الشخص املناسب وحده ال يكفي لكي حيق هذا املوظف املطلوب
منه ،هلذا ال بد من القيام بعملية التدريب و املتابعة كما سنرى يف املطلب الثالث.
حىت ينمي كل موظف داخل املؤسسة مهاراته وإمكانياته ،ال بد أن خيضع لربامج تدريبية وتكوينية ،وهذا
ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب ،حيث سنقوم بإعطاء مفهوم التدريب وأمهيته ،وكذلك مسؤولية التدريب وأنواع
التدريب وطرق ومراحل التدريب.
تتعدد املفاهي ــم املستخدم ــة للتغيري عن التدريب كعمليــة ،فهناك من يعده كمحاولة لتحسني األداء احلايل واملستقبلي
للعاملني عن طريق زيادة قدراهتم على اإلجناز ،أو إنه اجلهود اإلدارية والتنظيميــة اليت هتدف إىل حتسني قدرة الفرد
1
العامل على أداء عمل معني ،أو القيام بدور حمدد يف املنظمة اليت يعمل فيها.
-3مسؤولية التدريب:
بالرغم من اإلدراك الواضح ألمهية التدريب ،فإن بعض املديرين يعتربونه مكلفا ،و أن عوائده ال تظهر إال
يف املستقبل ،فلذا فإن دعم التدريب و االلتزام به من قبل اإلدارة العليا تعترب مهما و حامسا يف جهود املنظمة التدريبية
و التطويرية ،فتقع املسؤولية للتدريب على عاتق املدير املختص كونه األقدر على تلمس مواطن القوة و الضعف يف
أداء العاملني ،كما أنه األكثر اطالعا على اجلانب اليت حتتاج إىل تقوية و تدعيم مبا يكلف رفع كفاءة أداء العاملني
1
دكتور خالد عبد الرحيم مطر الهيتي ،إدارة املوارد البشرية ،سبق ذكره ،ص223-222
56
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
للعمل ،فعن طريق التقارير اليت يعدها املديرين عن كفاءة العاملني ميكن معرفة جمموعات العاملني اليت حتتاج إىل
1
تدريب و تطوير ،و هناك من يعترب مسؤولية التدريب مسؤولية مشرتكة بني اإلدارة العليا و إدارة املوارد البشرية.
فإذا أدركت املؤسسة أمهية التدريب ،عليها أن حتدد اجلهة املسؤولة عن التدريب ،مث حتدد الطرق اليت تتبعها
يف عملية التدريب.
-4طرق التدريب:
ويقصد به تدريب كل موظف مبفرده ،ويكون هذا التدريب أثناء العمل ،حيث يقوم املشرف على تدريب
املوظف اجلديد يف مكان العمل وخالل أوقات العمل ،أو من أجل نقل املوظف بصفة مؤقتة ألداء أعمال أخرى
أو لتكليفه بأعمال ذات مسؤوليات أعلى ،وهناك طريقة أخرى وهي التدريب اجلماعي.
باإلضافة إىل طريقة التدريب الفردي ،تعتمد املؤسسات على طريقة أخرى وهي التدريب اجلماعي ،ويقصد
به تدريب أكثر من موظف معا ،ويف غري أوقات العمل الرمسية ،وعادة ما يعفى األفراد خالل فرتة التدريب من
الدوام الرمسي.
بعد أن ختتار الطريقة اليت ستعتمدها املؤسسة يف التدريب ،حتدد مراحل وإجراءات إعداد برنامج التدريب.
1دكتور هاشم زكي محمود ،إدارة املوارد البشرية( ،الكويت :ذات السالسل ،)1990،ص258
57
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
1
-املرحلة اخلامسة :تقييم الربامج التدريبية والنشاط التدرييب.
إن العنصر البشري لن يقوم بأداء عمله على أمت وجه دون أن تكون هناك حوافز بنوعيها املادية مثل األجور
األساسية والساعات اإلضافية ،واملعنوية مثل املشاركة يف اختاذ القرار والرتقية والتكوين ،وهذا ما سناه يف املطلب
الرابع.
تعترب األجور واحلوافز أحد أهم الدوافع اليت تدفع بالفرد إىل أداء مهامه على أكمل وجه ،وجعله يشعر
باالنتماء إىل املؤسسة ،هلذا ال بد أن حتضا بالعناية الالزمة من طرف أصحاب املؤسسات حىت تتمكن من االستمرار
يف نشاطها ،وسنرى يف هذا املطلب مفهوم األجور واملرتبات األساسية واحلوافز وأنواعها.
هي ما يدفع للفرد بالساعة أو أسبوعيا أو شهريا يف مقابل قيامه بالعمل ،وعادة تتمثل األجور واملرتبات
2
األساسية اجلزء األكرب من التعويضات الكلية اليت حيصل عليها الفرد.
يهدف أي نظام لألجور وامل رتبات األساسية إىل بناء هيكل ونظام عادل للدفع ،يطبق على األفراد وفقا
لوظائفهم ومستوى أدائهم يف هذه الوظائف.
وحتدد معظم أنظمة األجور واملرتبات األساسية مدى الدفع للوظائف املعينة ،ويعتمد هذا املدى على القيمة
النسبية للوظيفة بالنسبة للمنظمة ،وحيدد مستوى أداء الفرد موقع أجر هذا الفرد داخل هذا املدى احملدد ألجر
الوظيفة ،ويهدف نظام األجور واملرتبات الناجح يف تكوين مدى خمتلف للدفع للوظائف املختلفة داخل املنظمة،
ويتم حتديد املدى املختلف للوظائف املختلفة على مرحلتني:
يتمثل تقيم الوظائف يف التحديد املنظم لقيمة كل وظيفة وفقا لعالقتها بالوظائف األخرى يف املنظمة،
وتستخدم هذه الطريقة يف تصميم هيكل الدفع وليس يف تقييم أداء الفرد الشاغل للوظيفة ،وتعتمد الفكرة األساسية
لتقيم الوظائف يف حتديد متطلبات كل وظيفة وإسهام كل وظيفة يف املؤسسة ،كما أن لتقييم الوظائف أغراض أخرى
مثل:
1صالح ال دين حممد عبد الباقي ،اجلوانب العلمية والتطبيقية لإلدارة املوارد البشرية (مصر :الدار اجلامعية ،)2000،ص213
2راوية محمد حسن ،إدارة املوارد البشرية ،سبق ذكره ،ص283
58
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
بعد عملية التقييم للوظائف ،تأيت املرحلة الثانية ،وهي تسعري الوظائف.
تعد طريقة مقارنة العوامل هي الطريقة الوحيدة للتقييم اليت تربط قيمة الوظيفة مبقياس نقدي ،و مع ذلك
فإن النتائج تنبثق من مقياس األجور املطلب حاليا باملنظمة بصفة عامة فإن تقيم الوظائف ال ميكن أن يستخدم
فقط وحدة لتحديد معدل األجور ،و مع ذلك فهو يقدم أساسا لتحديد هذه األجور فال بد أن يكون هناك ضمان
و تأكيد على أن العوامل اخلارجية مثل ظروف سوق العمل و معدالت األجور السائدة جيب أن تأخذ بعني االعتبار
عند إعداد مقياس األجور ،لذلك ال ب د من مجع معلومات عن العوامل اخلارجية ،و يف آخر مرحلة تقوم املؤسسة
بتسعري الوظائف.
تستخدم استطالعات األجور واملرتبات يف مجع املعلومات املقارنة عن السياسات واملمارسات وطرق دفع
األجور من بعض املنظمات املختارة يف مواقع جغرافية معينة ،ونوع صناعة معينة ،وباإلضافة إىل أن هذه
االستطالعات تقدم معرفة عن السوق وتضمن العدالة اخلارجية ،فإهنا ميكن أن تصحح سوء فهم الفرد عن بعض
الوظائف كما أهنا ميكن أن هلا تأثري إجيايب على دافعية الفرد.
وميكن جتميع البيانات املتعلقة باستطالع األجور من مصادر متنوعة مثل القطاع احلكومي ومثل اجلهاز
املركزي للتعبئة واإلحصاء ووزارة العمل ،وعادة يتم تقسيم األجور وفقا للمناطق اجلغرافية ونوعية الصناعة أو نوعية
الوظائف.
إن األجور وح دها ال تكفي لتحفيز الفرد على اإلبداع وأداء مهامه بدقة ،لذلك تعتمد املؤسسات على
احلوافز مثل الساعات اإلضافية والرتقية وترك احلرية لألفراد يف املشاركة يف اختاذ القرارات.
-3الحوافز:
يقصد باحلوافز ما يدفع للفرد زيادة عن أجره الساعي ،وينقسم إىل نوعني مادية مثل الزيادة يف األجور
نتيجة زيادة إنتاجية العمل ،ومعنوية مثل املسامهة يف اختاذ القرار ،وميكن تقسيمها إىل:
59
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
يرتبط هذا النوع من احلوافز باألداء الفردي بطريقة أو أخرى ،ومن أهم مزاياها أن الفرد ميكنه أن يلمس
العالقة بني األداء واملكافأة ،وهلذا فهو أكثر احلوافز شيوعا ،كما أهنا قد تؤدي إىل بعض املشاكل ،فقد تؤدي املنافسة
بني األفراد إىل التسبب يف بعض النتائج السلبية ،مثال قد ال يشارك الفرد زميله بأفكاره خوفا من التفوق عليه.
عندما يكون هناك تداخل يف العمل ،فإنه من الصعب أحيانا عزل وتقييم األداء الفردي ،ويف هذه احلالة
يكون من األفضل تصميم نظام للحوافز على أساس مجاعي ،فمثال العامل الذي يعمل على خط جتميع مضطر
للعمل بالسرعة اليت يعمل هبا اآلخرون ،ومن مت فإن عمله يعتمد على اآلخرين ووفقا للحوافز اجلماعية حيصل العمال
على احلوافز وفقا لأل داء اجلماعي.
ولقد صممت احلوافز اجلماعية لتشجيع األفراد على ممارسة نوع من الضغط عن زمالئهم يف العمل لتحقيق
أداء مجاعي أفضل.
من أبرز احلوافز وأكثرها شيوعا اليت تدفع لإلداريني هي العالوات السنوية واليت ختص األداء احملقق خالل
السنة ،ويقاس األداء عادة مبستوى األرباح ،وبالرغم من أهنا تعتمد على األداء اجلماعي ،إال أهنا تعترب حوافز فردية.
تعتمد تطبيق احلوافز التنظيمية على أداء املنظمة ككل ووفقا هلذه اخلطط فإن املكافأة عادة ما تعتمد على
مرتب الفرد ،وتعتمد معظم خطط احلوافز التنظيمية على خلق عالقة تعاون بني األفراد على مجيع مستويات املؤسسة،
وهناك عدة أنواع أخرى من احلوافز مثل حوافز املشاركة يف األرباح وملكية األفراد ألسهم الشركة .....إخل.
وال تتوقف نشاطات إدارة املوارد على هذه النشاطات املذكورة سابقا ،بل هناك نشاطات أخرى مثل توفري
احلماية للعمال وتوفري الرعاية الصحية وتقييم األداء وهذا األخري مل نتطرق إلية يف هذا الفصل ،ألن تقييم األداء
عبارة عن عملية مراقبة ،وهذا ما سنراه يف الفصل الثالث.
اهلدف من وراء هذا البحث هو إبراز مدى أمهية التدقيق االجتماعي كوسيلة تطبيقية ،اسرتاتيجية وعلمية
يف التحكم يف جمال جد خاص من جماالت التسيري والذي يتميز على وجه اخلصوص بالطابع النوعي للمعلومات،
أال هو جمال تسيري املوارد البشرية.
60
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
بالفعل ومن اجل مواجهة التغريات السريعة اليت حتدث يف هذا امليدان بنجاح ،البد من وضع بني أيدي
املسريين وسيلة فعالة وموضوعية لتقييم وتقدير الوضعية االجتماعية واليت بإمكاهنا أن تكون كدعامة هلم من خالل
تقدمي التوصيات واختاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة ملعاجلة الوضعيات يف الوقت املناسب .وملا ال تكون كوسيلة
تنبؤ واندماج اسرتاتيجي.
سوف يتم الرتكيز على عرض املنهجية الصارمة اليت يستعملها املدققني االجتماعني واليت تعتمد باألساس
على تقنيات املنهج العلمي لبحث يف جمال العلوم اإلنسانية.
إن استعمال هذه الوسيلة احلديثة من طرف املؤسسات اجلزائرية سيسمح هلا دون شك من التحكم يف تسيري
مواردها البشرية يف الظل التحوالت اجلذرية لالقتصاد الوطين.
إن تطور االهتمام بتكييف تقنيات التدقيق مع اخلصوصيات واملشاكل املتعلقة باجلانب االجتماعي لنشاط
املؤسسة استلزم أحباث ،دراسات ،جتارب متعددة ومتكررة مما أدى إىل إمكانية اقرتاح أسلوب وسائل خمتلفة للتدقيق
االجتماعي ،كما أن املكانة املرموقة اليت حظي هبا اجلانب االجتماعي من طرف املسريين ناتج عن تلك الضغوطات
الداخلية واخلارجية من جهة وتكون قناعة لدي املشرفني بأن العنصر البشري له دور كبري يف رفع اإلنتاجية من جهة
أخرى.
انطالقا من بروز أمهية التدقيق االجتماعي يف الوقت الراهن مبا له من أثر على تنمية املوارد البشرية وحتسني
نوعية اخلدمات اليت تقدمها يف االستخدام األمثل هلذه الطاقة نظرا لتأثريه على:
-البعد االجتماعي يف عمليات تسيري املؤسسات هو الدفعة القوية اليت منحت للتدقيق يف باقي اجملاالت
واستعمال التقنيات ذات الفاعلية الفائقة واملنهجية الصارمة اليت ضمنت جناحه.
-الزامية دمج املتغريات املتعلقة بتسيري االفراد عند عمليات التخطيط االسرتاتيجي.
إن ظهور التدقيق االجتماعي كضرورة حتمية ناتج عن التطور الذي شهده التدقيق يف اجملال املايل واحملاسيب
ونظرا ملدى مصداقية نتائجه ودوره يف رفع فعالية التسيري وكذا يف عالج االختالالت اليت تظهر فقد برز التدقيق يف
61
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
مرحلة جد متقدمة من التاريخ يف العهود األوىل للرومان غري أن التدقيق االجتماعي مل يظهر للوجود إال يف منتصف
سنوات الستينيات من القرن العشرين.
أما فيما خيص التطبيقات األوىل للتدقيق االجتماعي كمنهج عملي فقد كانت مع سنوات الثمانينات
وشهد تطور ملحوظ خالل سنوات التسعينيات حيث مت وضع إجراءات خاصة بإثبات املدققني االجتماعني من
خالل شهادات ) (ISO 9002يف سنة .1994
:2-1تعريفه
أطلق على التدقيق االجتماعي عدة تسميات ،فهناك من أطلق عليه تدقيق األفراد ،تدقيق تسيري املوارد
البشرية والتدقيق االجتماعي الذي يعد األكثر استعماال ،اختالف تسميات يرجعه البعض إىل تعدد املصطلحات
اخلاصة بالوظيفة لكن البعض اآلخر يرجعه إىل املفاهيم واخلصائص اليت متيز التدقيق االجتماعي على باقي جماالت
التدقيق.
حسب" " P.CANDAUيعترب التدقيق عملية مستمرة و دائمة ملعاينة الوضعيات داخل املؤسسات
للكشف عن نقاط القوة و نقاط الضعف باستعمال منهجية و تشخيص عام للمؤسسة لتقدمي التوصيات لتصحيح
الوضعيات املشخصة و يعرفه على انه «ذلك املسعى املوضوعي و االستقرائي من خالل املالحظة ،التحليل ،
التقييم و تقدمي التوصيات باالعتماد على منهجية و باستعمال تقنيات تسمح بالكشف عن نقاط القوة و نقاط
الضعف باملقارنة مع املرجعيات احملددة بوضوح ،و مثله مثل التدقيق املايل و احملاسيب حياول أن يقدر ما مدى
1
إمكانية املؤسسة يف التحكم يف املشكالت االجتماعية .لذلك فهو يعترب وسيلة تسيري و إدارة».
كما يعرفه " "JEAN-MARIE PERETTIعلى انه « عملية الفحص االحرتايف إلبداء أراء حول مشاركة
العنصر البشري يف حتقيق األهداف املسطرة باالعتماد على املرجعيات املتعلقة باملوضوع و تقدمي التوصيات الالزمة
2
لتحسني نوعية تسيري املوارد البشري«.
مما مسبق ميكن أن نعرف التدقيق االجتماعي على انه تلك الوسيلة املنهجية الصارمة للتشخيص
االسرتاتيجي للوضعية االجتماعية للمنظمات اليت يتبعها شخص مستقل للكشف على نقاط القوة ونقاط الضعف
يف شكل اختالالت واحنرافات باملقارنة مع مرجعيات أساسية لتحسني فاعلية املؤسسات وقدرهتا على التكيف مع
التغريات اليت حتدث ،بواسطة توصيات موضوعية مستمدة من معطيات حقيقة وصادقة.
1 - P.CANDAU : laudit social méthodes et techniques pour un management efficace, vuibert gestion, paris .1985, P51.
2
- J.M.PERETTI : ressources humaines et gestion du personnel, educapole gestion, 1994, P208.
62
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
من خالل هذه التعاريف ميكننا استخراج جمموعة العناصر اليت تعترب كمؤشرات هامة بالنسبة للمنهجية
الصارمة لعملية التدقيق االجتماعي واملتمثلة يف:
-مجع املعلومات من املصادر املتاحة داخل وخارج املؤسسة.
-حتليلها باالعتماد على املرجعيات واملعايري وفق تشخيص دقيق لألسباب.
-استخراج االختالالت و االحنرافات
وهو ما سوف يتم التعرض له بالتفصيل يف الفقرة املتعلقة باملنهج التطبيقي للتدقيق االجتماعي.
قبل التعرض إىل أهداف التدقيق االجتماعي وجماالت تدخله كان من الضروري توضيح بعض اخلصوصيات
اليت يتميز هبذا اجملال عن باقي اجملالت املتعلقة بالرقابة والتسيري.
إن أهم اخلصوصيات اليت متيز وظيفة تسيري املوارد البشرية و املتمثلة أساسا يف توسع و تشعب أنشطتها
ومهامها ،تعدد املعلومات املتعلقة هبا و متيزها بالطابع النوعي ،جزئيتها ،كما تعترب يف بعض األحيان غري دقيقة
وصعبة للحصول عليها نظرا لالمتزاج والتداخل الكبري بني جماالت العلوم فيه وارتباطها باجلوانب السيكولوجية
لألفراد ،تنعكس على التدقيق االجتماعي و جتعله ذو خصوصيات معينة ف التشخيص واملنهجية صارمة للتمييز
بني السبب و النتيجة ألن هنالك تشابكا بينهما فالنتيجة قد تكون سببا لظاهرة أخرى ،كما أنه ميكن لنتيجة معينة
أن يشرتك فيها العديد من األسباب و قد يؤدي سبب واحد إىل ظهور عدة نتائج ،لذلك و قبل فرض الفرضيات
املسبقة البد من إجراء حتليل موضوعي للظواهر ،فمثال لو أخذنا ظاهرة التغيب فقد ترجع إىل عدم رضي العمال
أو سوء الظروف أو أجور غري عادلة أو توقيت عمل غري مناسب و التغيب بدوره يساهم يف رفع معدالت امللفات
التأديبية أو وجود صراعات بني العمال و املسؤولني فهو نتيجة و سبب يف آن واحد لذلك فهذا يستلزم تدقيق صارم
موضوعي ممارس من طرف أشخاص ذوي كفاءة عالية1.
كما إن الرتابط بني األنشطة اليت متارسها وظيفة تسيري املوارد البشرية كالتوظيف ،التعيني ،التكوين ،األجور،
حتليل وتصنيف العمل اخل يقود إىل أن قرار غري صائب يف جمال ما يؤدي إىل انعكاسات وتأثريات على بقية األنشطة،
1 - J.M PERETTI et J.L. HACHETTE : Audit social, 1984, P24.
63
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
كمثال على ذلك وضع فرد يف مكان غري مناسب يرتتب عنه عدم رضا الفرد ذاته وميكن أن ميتد إىل أفراد آخرين
وبالتايل إىل التبذير للطاقات واألجور ..اخل.
أخريا إن التعقيد يف األمور الداخلية يزداد خطورة إذا ما تدعم بتعقيدات خارجية ،فالعوامل الداخلية من
ظروف العمل السائدة ،توزيع أوقات العمل ،النقابات العمالية ،العمال ،أرباب العمل اخل .وهنالك تأثري لعوامل
خارجية كالسلطات احلكومية ،الزبائن ،املوردون ،املنافسة ،اجلمعيات املهنية والبيئة اخل.
إضافة إىل كل ما سبق يتميز التدقيق االجتماعي خبصوصيات منهجية تندرج ضمن الطابع املنهجي للبحث
العلمي املستعمل يف العلوم االجتماعية لتحويل املعطيات النوعية إىل كمية ،كما يرتكز على الطرق اإلحصائية
البيانية ،تقنيات صرب اآلراء والتحقيقات الشاملة الستخراج االنطباعات واآلراء اخلاصة باألفراد.
كل هذه العوامل الداخلية واخلارجية جيب أن تأخذ يف احلسبان يف عمليات التشخيص الداخلي واخلارجي
اخلاصة بالتدقيق فذلك يفرض أهداف ،منهجية وطرق تدخل خاصة بالتدقيق االجتماعي.
بصفة عامة يهدف التدقيق االجتماعي إىل مد املسريني إثناء التنفيذ الفعال ملهامهم باملعلومات اخلاصة
بتحليل ،تقييم والتوصيات املتعلقة بنشاطات تسيري املوارد البشرية ويضمن هلم التحكم يف العناصر األساسية للمرونة
واملتمثلة يف التكيف ،التدريب والتوقع أو ما يسمى بالتاءات الثالث 1،للمرونة الالزمة للتأثري على العامل البشري
داخل املنظمة ،حيث أن اإلشكال املطروح ليس على مستوى مدى توفر الوسائل املادية والتكنولوجية املتطورة ولكن
يف األفراد الذين جيب أن تكون هلم معرفة للتعامل مع هذه التكنولوجية احلديثة.
يهدف التدقيق االجتماعي إىل الفحص النقدي لإلحداث و الظروف اليت وقعت بسببها وقياسها فهو
عمل حتليلي حبت ،وهدفه يف األمد قصري يتمثل يف إعطاء شهادة بصحة و سالمة القوائم و املعلومات اليت تقدمها
املؤسسة و إبداء رأي موضوعي حوهلا ،و كأهداف طويلة و متوسطة األجل فهي تقدمي الدعم الختاذ القرارات
االسرتاتيجية املستقبلية للمؤسسة و بالتايل يصبح التدقيق كوسيلة من وسائل القيادة و املنظمة تعتمد على النتائج
اليت يتوصل إليها يف إعداد السياسات و املناهج املتعلقة بتسيري األفراد إىل جانب العوامل االقتصادية واملالية ،فهو
يساعد على رفع مستوى األداء بتحقيق االندماج لألهداف االجتماعية مع االسرتاتيجية الشاملة للمؤسسة.
بصفة عامة مثل أهداف التدقيق يف باقي اجملاالت ،التدقيق االجتماعي يهدف هو اآلخر إىل رفع فاعلية
أداء األفراد من خالل دراسة احلالة االجتماعية للمؤسسة لتحديد العقبات والعراقيل واالحنرافات باستعمال وسائل
1-HAMID BETTAHAR et MIRAOUI ABDELKARIM Revue des sciences économiques et de gestion Faculté des sciences
économiques et de gestion Université de SETIF N°02/2005 P 45.
64
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
فعالة للبحث عن األسباب احلقيقية وتقدمي االقرتاحات للقضاء على االختالالت واالحنرافات وهو يستجيب لعدة
أهداف أمهها:
-فإذا كان التدقيق مبفهومه الكالسيكي خيص عمليات الفحص و التحليل و التصديق أي عملية الرقابة
البعدية ميكن أن تكون له أهداف خاصة بالتحكم يف التسيري التنبئي واملشاركة يف الدراسات السابقة لآلثار املرتتبة
عن القرارات االسرتاتيجية اليت تنوي املنظمة اختاذها.
القيام باملعاينة الدقيقة لتحصيل املعلومات الصادقة حول جمال األهداف اخلاصة باألفراد كالتوظيف من
خالل وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب ،رفع الروح املعنوية بتحسني ظروف العمل واألجور العادلة.
-إذا كانت هذه العملية نابعة من إرادة املسؤولني تكون نتائجها مضمونة نوعا ما وتكون هناك متابعة
دائمة لتنفيذ التوصيات و احللول املقدمة نظرا لتوفر اإلرادة من أجل القضاء على الظواهر السلبية املشخصة و حتسني
الظروف لرفع األداء و اإلنتاجية لدى األفراد.
-التنبؤ السريع و يف الوقت املناسب باألخطار لتفادي التعقيدات اليت قد حتدث من جراء التأخر يف
عالجها.
-يستعمل التدقيق كذلك يف املفاوضات مع املتعاملني حيث مبجرد اطالع املفاوض على تقارير التدقيق
االجتماعي بإمكانه أخذ نظرة عن الوضعية االجتماعية للمؤسسة.
-يستعمل كذلك خالل عملية االندماج بني الشركات.
-يستعمل من طرف طاقم جديد ملعرفة احلقائق للتمكن من حتديد األهداف باالعتماد على األولويات
بدراسة االحنرافات و النتائج املرتتبة عن بعض القرارات املتعلقة باجملال االجتماعي.
فهو بالتايل يظهر كامتداد طبيعي وكمكمل ضروري للتدقيق املايل واحملاسيب باالندماج حتت لواء عائلة
واحدة وهي عائلة التدقيق.
65
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
يتميز جمال تطبيق التدقيق االجتماعي بالتوسع الن وجود الفرد داخل املؤسسة ال ميكن أن يفصل عن
جوانبه االجتماعية السيكولوجية لذلك ميكن القول بأن جمال تدخل التدقيق االجتماعي هي مجيع األماكن اليت
يتواجد فيها الفرد العامل داخل املنظمة ،التنوع يف اجملاالت اليت يتدخل فيها على حسب تنوع أنشطة تسيري املوارد
البشرية ،فيمكن إن يطبق على وظيفة تسيري املوارد البشرية كاملة أو يطبق على وظيفة فرعية أو ظاهرة خاصة أو
نشاط خيصها كاالستقطاب ،التوظيف ،التكويـن ،التخطيط ،التهيئة ،األجور ،واملكافآت ،العالقات اإلنسانية
القيادة و اإلشراف حتليل و تصميم العمل ،التغيب ودوران العمل ،ظروف العمل ،حوادث العمل ،احلوافز جبميع
إشكاهلا ،املشـاركة ،االتصال ،اجلو العام ،اإلسراف والتبديد و اإلعمال التخريبية املتعمدة...اخل.
إن االختالف الرئيسي بني تطبيق التدقيق املايل واحملاسيب والتدقيق االجتماعي يتم احلكم عليه باستعمال
معيار ميدان تدخل كل منهما وكذا تطبيقهما بصفة منفصلة عن بعضهما البعض لكن البد أن يكون اهلدف من
ورائهما هو البحث عن الطرق السليمة لبلوغ الفعالية يف التسيري لتحسني وضعية املؤسسة داخليا وخارجيا أي إهنما
مكمالن لبعضهما البعض وميكن أن منيز ثالثة مستويات ميكن أن حتدد ملمارسة التدقيق االجتماعي وهي:
أوال :املستوى الوظيفي اإلداري هذا املستوى خيص التدقيق اخلاص بالتسيري الوظيفي اليومي واهلدف منه
هو تفادي األخطار من خالل الوصول إىل نتائج وتوصيات فورية عاجلة فهو تدقيق قصري األجل حيث ميس فحص
املعلومات املتاحة عن طريق اختبار مصداقيتها وطرق حتليلها ومصادرها… اخل.
كما يدرس مدى مطابقة اإلجراءات املتبعة من طرف املنظمات لألنظمة والتشريعات السارية املفعول
باملؤسسـة أو ما يعرف ب «L’audit de conformité».ويتدخل يف عمليات انسياب املعلومات ونشرها لإلعالم
وطرق االتصال داخل املؤسسة ومسك السجالت اإللزامية.
ثانيا :مستوى التسيري اإلجرائي يقع يف املنتصف ما بني التدقيق الوظيفي والتدقيق القيادي يلعب دور هام
يف السهر على احرتام تطبيق اإلجراءات يف جمال تسيري املوارد البشرية ومتابعة السياسات واإلجراءات يف املدى
املتوسط والطويل كما يسهر على مدى تطبيق التوصيات اليت يتوصل إليها التدقيق الوظيفي.
يقوم مبراقبة وضع الربامج االجتماعية حيز التنفيذ ومعرفة صحة تطبيق اإلجراءات االجتماعية ومدى
مالئمتها مع األهداف املسطرة ودرجة قدرة األفراد للوصول إىل النتائج احملددة.
يسهر التدقيق اإلجرائي على إجياد حركية وديناميكية لوظيفة تسيري املوارد البشرية يف حتقيق القيادة املثلى
من خالل قياس التأثريات املمكنة وتقييم آثارها على املؤسسة فهو حقا يشكل تدقيق الفعالية االجتماعية للمؤسسة
».«L’audit de l’efficacité
66
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
ثالثا :املستوى االسرتاتيجي القيادي يهدف إىل املسامهة يف وضع السياسات يف اجملال االجتماعي ويف
حتديد الربامج املتوسطة والطويلة املدى كما يسمح باالندماج ضمن مراحل التخطيط العام للمؤسسة L’audit de
1 ».« direction stratégique
جتدر اإلشارة أن التقسيم املستويات املختلفة لتدخل التدقيق االجتماعي ما هو إال تقسيم علمي منهجي
للتدريس ،ففي الواقع يبحث املدقق على الثالث مستويات معا حىت يتمكن من حتديد االختالالت واالحنرافات
للتدقيق2. املمكنة ككل جلميع أنشطة تسيري املوارد البشرية شكل يوضح املستويات الثالث
مستوى النشاط ،التحقيق والفحص اإلداري الوظيفي.
-تفحص من األرقام.
-املطابقة الشرعية التسيريي.
يعترب التدقيق االجتماعي كتتابع منطقي ومنظم جملموعة من املراحل يتبع من خالله املدقق منهجية عمل
صارمة وواضحة املعامل تسمح له بتحويل العناصر النوعية إىل عناصر كمية ميكن قياسها إلجياد تنظيم أكثر فاعلية
للمهام واألعمال املوكلة إليه ،ألن ذلك يسمح للمدقق بتجميع املعطيات وحتليلها ،التعليق عليها ،تقييمها وحترير
التقرير النهائي الذي حيتوي على التوصيات الالزمة من اجل معاجلة نقاط الضعف وتدعيم نقاط القوة.
1 - J.M PERETTI et J.L. HACHETTE : Audit social, 1984, P25.
2
-Candau. p (1994) P56
67
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
إن استعمال منهجية صارمة وتقدمي التوصيات الالزمة سيلزم استعمال تقنيات ،مؤشرات ومرجعيات خاصة،
من اجل إجياد املعايري املستعملة للتفرقة بني الظواهر ذات األمهية الكربى عن تلك الظواهر اليت تعترب ثانوية حىت
تسهل مهمة املدقق يف االستعمال األمثل للوقت واجلهد.
التدقيق عبارة عن أسلوب استنتاجي واستداليل وأية منهجية يستعملها املدقق االجتماعي تنطلق من
حوادث واقعية يصدر عليها أحكاما من خالل التحليل ،يعلق عليها ويعطيها تقييم معني يؤدي إىل توصيات.
أما املنهجية فتسمح للمدقق االجتماعي من وضع خمتلف الفرضيات اليت تفسر الظاهرة واألسباب املتعلقة
باملعضالت اليت يتم تأكيدها أو نفيها من خالل عمليات التشخيص ،وبإعطاء املعلومات والنتائج على
شكل منظم ومنطقي كما هو مبني أدناه:
هنالك بعض احملرتفني املمارسني للتدقيق االجتماعي يطلقون على هذه املراحل مبراحل مهمة التدقيق
1
»« la Mission de L’auditويقسموهنا إىل ما يلي:
:1-3التشخيص األولي:
توافق مرحلة مجع البيانات واملعلومات حول املشكلة حمل البحث يف منهجية البحث العلمي.
املرحلة األوىل من مراحل التدقيق هتتم أساسا بالتعرف على احملددات األساسية للسياسة العامة للمنظمة يف جمال
1 - Autona j-p: audit social et conformité, Dalloz, paris.1993 P 3 .
68
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
تسيري املوارد البشرية وختص اخلصائص املتعلقة بالبيئة الداخلية واخلارجية من معلومات عامة ،تارخيية ،الفنية ،التجارية،
االقتصادية ،املالية ،احملاسبية واالجتماعية.
تكمن أمهية التحقيق األويل يف أن املدقق االجتماعي يعتمد عليها يف رسم اإلطار الشامل ملهمته جماالت
تدخله واملؤشرات الواجب استعماهلا لقياس االحنرافات وترتيبها حسب درجة خطورهتا حىت يتم حتديد األهداف
األساسية.
أن اخليارات والنتائج املتوصل إليها من طرف مسؤويل املنظمة ليست وليدة اليوم بل هلا ارتباطات يف املاضي
وبالعوامل الداخلية واخلارجية للمنظمة ،لذلك وجب على املدقق القيام بعمل علمي يعتمد على التعريف هبا من
حيث تطورها التارخيي واخلصائص االقتصادية ،االجتماعية ،التكنولوجية ،التجارية واملالية للمؤسسة.
يقوم املدقق جبمع املعلومات لالزمة من مجيع املصادر املتاحة لديه واليت ميكن تلخيصها فيما يلي:
*جتميع املعلومات من املصادر املكتوبة حيث يستعمل املدقق السجالت املوجودة و املتعلقة بتعداد األفراد،
مبختلف العطل و اإلجازات املمنوحة ،الغياب عن العمل ،االستقاالت املقدمة ،الشكاوي ،حماضر االجتماعات،
امللفات الفردية و القائمة مبختلف أنواعها ...اخل.
ميكن أيضا االعتماد على بعض الوثائق األخرى ألهنا ال تقل أمهية عن سابقتها كاألنظمة الداخلية ،القوائم
املقدمة للضمان االجتماعي ،املذكرات ،التعليمات اخلاصة بالتنظيم الداخلي للمؤسسة كما ميكن للمدقق االعتماد
على تقارير رقابة أو تدقيقات أجنزت سابقا إن وجدت.
*الزيارة امليدانية للمؤسسة للوقوف على الصورة احلقيقية للمؤسسة البد على املدقق أن يقوم بزيارة ميدانية
للمؤسسة ليقف بنفسه عل ى العوامل املادية املؤثرة ،ألن ما ميكن أن حيمل إىل مسامعه و احلقيقة الفعلية قد يكونان
متناقضان ،مما يلزمه التنقل إىل أماكن ممارسة األعمال من إدارات و مكاتب ،وراشات العمل ،األروقة و املطاعم،
حظرية توقف السيارات ،املخازن ،قاعة املطالعة ،قاعات التكوين إن وجدت ،مكاتب النقابة ،و قد يقوم هبا
برفقة املسؤول األول عن املؤسسة أو رفقة مدير مصلحة األفراد حىت يتمكن من طرح األسئلة اليت ميكن أن تتبادر
له أثناء ذلك.
للزيارة أمهية كبرية ألهنا قد تشكل أحسن وأفضل إطار مرجعي للمدقق يف وضع برنامج التدخل والتعرف
على بعض األخطار والنقائص كحالة املقرات العامة ،االكتظاظ داخل املكاتب أو الورشات ،وجود منافذ النجدة،
وسائل مكافحة احلرائق ،اإلنارة النظافة واألمن فكل هذه األمور تلعب دور مهم يف رفع الروح املعنوية لدى األفراد.
كما أن خالل هذه الزيارات يتمكن املدقق من القيام جبمع الوثائق وتسجيل النقائص واملشاكل املالحظة
والوقوف عليها بنفسه.
69
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
*املقابالت واحملادثات تعترب من بني الوسائل احملبذة لدى املدقق االجتماعي ،حيث يلجأ إليها يف أغلب
األحيان ،الن التدقيق هو عملية االستماع واإلصغاء إىل خمتلف أفراد املنظمة.
إن تسيري احملادثة خيضع إىل قدرة املدقق على تسجيل للنقاط املهمة ومقدرته على االتصال مع املسؤولني
واألفراد مما ينعكس على إحدى مقومات فاعلية التدقيق.
خالل احملادثة ومن أجل كسب ثقة األفراد ،وجعلهم يستجيبون له ،البد من إتباع اإلجراءات التالية:
-إعالم الفرد باملقابل وبالربنامج واهلدف من العملية.
-مناشدة مساعدة واقرتاحات الفرد.
-جيب أن يقوم املدقق بكتابة النقاط املهمة اليت حتصل عليها من االستماع إىل األفراد ،كما إن القدرة
على حتصيل املعلومات وتسجيلها ،ترتبط مبهارة املدقق على التحليل والرتكيب.
1 -أما أهداف املقابلة فهي الوقوف على احلقائق واستقصاء الدوافع لدى املسؤولني واألفراد.
ميكن القيام بذلك من خالل االستبيان'' '' le Questionnaireالذي من الواجب أن يكون شامال جامعا،
عن طريق طرح األسئلة ذات الطابع العام وتلك اخلاصة مبشاكل املؤسسة نفسها واليت يتم حتليلها من خالل الوثائق
اجملمعة خالل الزيارة.
يوجه االستبيان إىل كافة أفراد املؤسسة إذا كانت صغرية أو إىل عينة من األفراد إذا كانت مؤسسة كبرية وهلا
وحدات متفرعة مع احرتام التقنيات اإلحصائية لتمثيل العينة للمجتمع.
بعد عملية مجع املعلومات حول الظاهرة يقوم املدقق بفرض الفرضيات االحتمالية لعالجها ليتم احلكم على
مدى صدق هذه الفروض أو نفي ذلك باستعمال خمتلف تقنيات التجليل املتاحة لديه.
-1عبد القادر حممود رضوان :سبع حماضرات يف منهجية البحث العلمي ،ديوان املطبوعات اجلامعية 1990 ،ص .84
70
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
توافق مرحلة اختبار صحة الفروض يف املنهج العلمي للبحث أين يتم حتليل ووصف الظواهر والربط بني
املتغريات التابعة واملتغريات املستقلة.
تعترب عملية حتليل املعلومات اجملمعة مرحلة ذات أمهية بالغة وواسعة الن من خالهلا سوف يتم قياس الظواهر
و تسليط الضوء على مواطن القوة و الضعف و خمتلف االختالالت و االحنرافات املمكنة و حتديد درجة خطورهتا
و حتديد الفرص البديلة ،ميزج فيها املدقق بني املنهج الكمي التحليلي و الوصفي للبيانات الذي يعتمد على أدوات
التحليل املختلفة لدراس ة صدق الفرضيات كالتقنيات اإلحصائية الرياضية و القياسية منها األشكال والرسومات
البيانية 1 ،يستعمل أيضا األدوات اخلاصة بالتدقيق االجتماعي كاملؤشرات ،امليزانية االجتماعية إن وجدت ،املعايري
و املرجعيات اخل.
مع تنوع التقنيات اإلحصائية والوصفية وتعددها وكذا تنوع املؤشرات املستعملة يفرتض أن يكون املدقق
ملما هبذه األدوات وأن يقوم باختيار التقنيات واملؤشرات الضرورية مبا يتناسب مع الوسائل املتاحة لديه واألهداف
املسطرة لعملية التدقيق.
*األشكال البيانية وهي تعترب من ابسط أنواع التحليل ،إذ أن املدقق من خالهلا يتمكن من أخذ نظرة
شاملة عن تطور الظواهر ،فمثال من خالل هرم اخلاص باألعمار ،اجلنس مستوى التأطري يتمكن من أخذ صورة
واضحة وشاملة عن توزيع أفراد اجملتمع حسب السن و حسب اجلنس...اخل
*التحليل باستعمال املؤشرات و يطلق عليها بعض الباحثني يف اجملال االجتماعي مبصطلح املزيج
االجتماعي Le Mix- Social 2 .حسب ) ( P. F. Laval et .Halle B, 1994تعترب طريقة املزيج االجتماعي نقطة
االلتقاء بالنسبة ملنهجية التدقيق االجتماعي إذ أن مجيع عمليات التدقيق االجتماعي تستعمله يف التحليل و يتمثل
أساسا يف عملية اختيار املؤشرات القياسية و التمثيلية للممارسات الفعلية لتسيري املوارد البشرية باالعتماد على
امليزانية االجتماعية و اليت تبقى إحدى أهم الوسائل احملبذة من طرف املدققني.
يطلق عليه بعض الباحثني اسم اليقظة االجتماعية La vielle sociale 13وهم يرون بأنه يسمح بتسجيل
أمهية ومدى تطور بعض اخلصائص األساسية املتعلقة بالظواهر املالحظة) التوظيف ،األجور ،احلياة الوظيفية،
التأديب ،التكوين ،أوقات العمل ،التغيب ،دوران العمل ،ظروف العمل املادية ،التحفيز وحوادث العمل...اخل.
71
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
ميكن االستعانة أيضا مبعطيات امليزانية االجتماعية اليت توضح التطور السنوي للمؤشرات بواسطة املؤشرات
القياسية فقط بدون أن اإلدالء بالتوضيحات الالزمة لألسباب.
ليتمكن املدقق من توضيح مدى خطورة الظاهرة البد من تدعيمها بتقدمي تفسريات منطقية علمية عملية
لألسباب فمثال دراسة ساعات التغيب يعطي لنا عدد الساعات ولكن ال حيدد لنا األسباب املسامهة يف الظاهرة
لذلك ال بد من اللجوء إىل طرق التحليل النظري للظروف االجتماعية ،العائلية ،املادية للفرد.
حىت يكون الستعمال املؤشرات داللة جيب مقارنتها بقيم معيارية الستخراج االحنرافات والعملية اليت
يستعملها املدقق يف هذا اجملال تعتمد على مبدأين يف التحليل:
أوال :المؤشرات
يوجد لدى املدققني االجتماعيني عدد كبري من املؤشرات كل منها يستعمل حسب الظروف لقياس الظواهر.
لذلك كان من الضروري فهم طبيعة وشروط عمل املؤشرات إلعطائها التفاسري املنطقية والصحيحة ويعتمد املؤشر
على اهلدف احملدد ملهمة التدقيق وهي تستعمل يف مجيع ميادين تسيري املوارد البشرية ومتس اجملاالت التالية:
* اخلصائص العامة للمؤسسة كمستوى التأطري ،العدد اإلمجايل لألفراد ،األقدمية ،التوزيع على حسب
اجلنس والسن اخل.
* التوظيف :هيكل األفراد ،حركة األفراد وتطورهم ،طرق التوظيف ،الوظائف املتاحة اخل.
جتدر بنا اإلشارة إىل أن هناك عددا هائال من املؤشرات وعملية اختيارها تتم وفقا لألهداف املسطرة من
التدقيق وكذا طبيعة املؤسسات.
إن استعمال املؤشرات لوحدها ال يكفي ،وبالتايل كان من الالزم القيام بعمليات مقارنة مع املعايري
واملرجعيات من أجل استخراج االحنرافات املمكنة.
72
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
إن عملية البحث عن االحنرافات يعترب قلب عمل املدقق ألن عملية االستغالل األمثل والعقالين ختضع
ملبادئ النجاعة والفعالية لذلك كان من الالزم حتديد املعايري واملرجعيات 13،اليت تستخرج أساسا من التشريعات،
االتفاقيات ،املمارسات ،التقنيات املستعملة ،أهداف املؤسسة ،النماذج النظرية لتسيري املوارد البشرية وإلجراء
املقارنات ميكن االعتماد على:
املقاربة اخلارجية يف حتديد املعايري.
-القيمة القياسية للمؤشر مع نفس املؤشر يف مؤسسات مماثلة.
-قيمة املتوسط القطاعي أو السوقي.
إن االعتماد على املقاربة اخلارجية يستلزم شروط وقواعد متساوية يف القياس لدى املؤسسات وكمثال على
ذ لك ظاهرة التغيب ال يكون هلا معىن إذا كانت األسباب املأخوذة بعني االعتبار ليست نفسها لدى املؤسسات
وكذا التغري يف اهليكل اخلاص بتوزيع األفراد حسب )السن واجلنس ،املستوى التأهيلي اخل) يف كلتا املؤسستني.
أما االعتماد على املقاربة الداخلية وتتعلق أساسا بتكوين مرجعيات خاصة بذات املنظمة:
-قيمة املؤشر للسنوات السابقة.
ينتج عن عمليات املقارنة احنرافات يعرب عليها مبخاطر وتكاليف تتحملها املؤسسة ،فالتكلفة معناها كم
تضيع املؤسسة من جراء مشكل معني ،فالتغيب مثال ميكن التعبري عنه بالساعات وتكاليف وكذلك استقالة إطار
كفء ميكن حساب كم يستلزم من تكاليف للحصول على إطار يف نفس مستوى الفرد الذي غادر املنظمة وكذا
كم ختسر املؤسسة من رقم األعمال من جراء خربته املكتسبة خالل سنوات العمل باإلضافة إىل التكاليف املنفقة
عليه للتكوين.
ميكن االعتماد على حساب التكلفة اإلضافية اليت تتحملها امليزانية من خالل هذا املشكل ،فمثال تكلفة
تعويض عامل بسيط ليست نفسها تكلفة فقدان وتعويض مهندس.
73
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
مقارنة األخطار يؤدي إىل تقييم املشكالت وترتيبها وفقا لدرجة خطورهتا وبالتايل ميكن حتديد أسباهبا
واألولويات يف عالجها وفقا ملدى خطورهتا.
توافق مرحلة عرض نتائج البحث العلمي وتكتسي مرحلة عرض النتائج هي األخرى أمهية كربى باعتبارها
مثرة األعمال اليت قام املدقق هبا ،ومن خالهلا يتم عرض مراحل العمل وحتديد نقاط القوة ونقاط الضعف أي
االختالالت اليت الحظها وشخص أسباهبا من خالل خمتلف تدخالته وعرض أسباب هذه االختالالت والتوصيات
والتوجيهات اليت قد يديل هبا لعالج النقائص.
يتم عرض النتائج ضمن ملف يطلق عليه تقرير التدقيق واهلدف منه إعالم املسؤولني ولفت انتباههم إىل
ضرورة اختاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة ولذلك جب االلتزام مبجموعة من شروط الشكل واملضمون يف حتريره.
*التقرير النهائي للتدقيق تكون النهاية الطبيعية ألية مهمة للتدقيق االجتماعي حترير التقرير الشامل للعملية،
ويتم تسليمه لإلدارة أو لطالب عملية التدقيق كأن يكون جهاز اإلدارة العامة ،اجلمعية العامة للمسامهني أو البنوك،
لذا البد من االلتزام مببادئ املوضوعية ،الدقة والوضوح يف عملية حترير.
-إن الدقة ال تعين فقط املصداقية لكن البد أن يكون التقرير مرتبط بالنقاط احلساسة و اهلامة املعينة من
طرف املدقق.
-الوضوح يتمثل يف إتباع منهج دراسة معني و منطقي حبيث أن القارئ منذ قراءته للتقرير ميكنه من خالل
املقدمة معرفة اهلدف و املنهج املتبع يف املعاجلة.
كما أن التقرير جيب أن يكون بناءا وموضوعيا حبيث يتم حتديد خمتلف التطورات املمكنة للظواهر ،ويكون
آين ،أي أمهيته تظهر من خالل استعماله أي يتم تقدمي النتائج لإلدارة من أجل اختاذ التدابري املناسبة يف الوقت
املناسب لتصحيح األوضاع.
-مقدمة :تتضمن نبذة عن املؤسسة وحتديد املضمون اإلداري ،القانوين واالقتصادي الذي تقام فيه
املهمة.
-ذكر وبكل صراحة اجلهة الطالبة للقيام بالعملية
-وصف اهلدف من التدقيق االجتماعي.
-حتديد جمال التدقيق االجتماعي.
74
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
منذ وقت كان التخطيط االسرتاتيجي للمؤسسة يعتمد اجلوانب املالية واحملاسبية ،اإلنتاجية ،التسويقية و
التشريعية و ما يرتتب عنها من احمليط التنافسي الداخلي و اخلارجي ،لكن و نظرا للتطور اهلام لنظرية املنظمات و
طرق التسيري أقتحم مفهوم إدخال املوارد البشرية ضمن حتديد االسرتاتيجية الشاملة للمؤسسة باعتبارها املصدر
األساسي لإلنتاجية و حتسني النوعية فأصبح عنصرا فاعال و فعاال يف العملية اإلنتاجية و ال ميكن حتديد أي هدف
دون حتديد املوارد البشرية اليت تساهم يف حتقيقه و هتيئتها خصيصا لذلك أي أن عملية البناء االسرتاتيجي الشامل
للمنظمة ليمكن أن تنفصل على بناء اسرتاتيجي خاص باملوارد البشرية لذلك.
إن تنامي املنافسة الدولية و تالشي للحدود باملعىن الكالسيكي و ظهور التجارة االلكرتونية مدعمة بالتطور
يف طرق اإلعالم اآليل و اإلنرتنت ،مما اجنر عنه إعادة التفكري بصفة جذرية لرسم االسرتاتيجيات الن النجاح أصبح
يعتمد على قوة اإلبداع و االبتكار املستمر للطرق و املناهج اجلديدة بالنسبة للمستلزمات الرأمسالية مبا فيها الرأمسال
البشري ،و تنامت فكرة لدى املسريين بأنه ليمكن رسم اسرتاتيجية شاملة بالنسبة ملنظماهتم دون األخذ بعني
االعتبار ألحد املصادر الرئيسية للموارد أال وهو املورد البشري حيث أن املقدرة على اإلبداع ال يقوم هبا التطور
التكنولوجي و لكن يتعلق أساسيا بنوعية االستثمار يف اجملال البشري و ضمان نضرة ديناميكية مرنة لتنمية هذا
العنصر لتمكينه من االستجابة السريعة للتغريات اليت قد حتدث يف الوقت املناسب1.
1
- LASARY: la stratégie des entreprise, 2006, p 06.
75
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
يعترب التدقيق االجتماعي وسيلة جد فعالة واسرتاتيجية مضمونة النتائج ومثبت عمليا من خالل العديد من
التطبيقات اليت أقيمت يف الدول املتطورة األوروبية واألمريكية واستحداث خاليا للتدقيق االجتماعي باملؤسسات
ومثبت علميا من خالل تطبيقه جنبا إىل جنب مع دراسة علمية يف سنة 2001بأتباع املنهج العلمي للبحث
وباستعمال االختبارات العلمية املمكنة مثل طرق الثبات كإعادة التطبيق ،التجزئة النصفية ،صدق احملكمني ،صدق
االتساق الداخلي يف حماولة إلبراز مدى تطابق املنهجني ،فكانت النتائج هامة وتوصل البحث إىل تطابق كبريا جدا
يف النتائج 1 ،وللتوصل اىل النتائج املرضية فيما خيص حتسني ورفع فاعلية وكفاءة تسيري املوارد البشرية البد أن يدمج
على التدقيق االجتماعي يف الرؤية االسرتاتيجية االجتماعية للمنظمة واليت تعترب جزء هام من التخطيط االسرتاتيجي
الشامل للمنظمة وفقا للنموذج التايل:
مما استلزم على القادة واملسريين اللجوء إىل التدقيق االجتماعي لفحص وتشخيص الصحة االجتماعية
للمؤسسات باإلجابة على األسئلة التالية:
هذه األسئلة تشكل العناصر األساسية لالستجواب الشامل للتدقيق االجتماعي واليت تدرج ضمن
االسرتاتيجية الشاملة للمؤسسة.
-سكاك مراد :حنو منوذج للتدقيق االجتماعي ،رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري جامعة سطيف .2001 1
76
الفصل الثاني :مفهوم وظيفة الموارد البشرية تطورها التاريخي وكيفية تنظيمها
▪ الخاتم ــة
هذا الفصل هو عرض مبسط لتطور إدارة املوارد البشرية ،وإبراز ألمهية هذه اإلدارة يف املؤسسة ،كما حولنا
فيه عرض أهم نشاطاهتا باعتبار األفراد هم القلب النابض يف املؤسسة ،فالفرد هو املسري لألموال واآلالت ،واملتصرف
فيها ،ووجود إدارة منظمة على رأسها مدير أمني كفيل بتحقيق نظام رقايب فعال ،وذلك ألن إدارة املوارد البشرية هي
املسئول األول عن األفراد يف املنظمة ابتداء باالختيـار ومرورا بالتنظيم والتنسيق والدفع ،وانتهاء بالتقاعـد أو التسريح.
كما أن التدقيق االجتماعي يلعب دورا هاما يف تنمية وتطوير أداء املوارد البشرية و ميكن أن يشكل بديال
شامال يف عمليات القياس و التحكم و التنبؤ مبا أنه يضع منهج علمي و اسرتاتيجي متكامل بني أيدي املسريين،
هذا املنهج يعتمد أساسا على منهجية عمل صارم للوصول إىل تشخيص أسباب الظواهر باستعمال مزيج من
التقنيات العلمية و العملية يف جتميع املعطيات و حتليلها باستعمال املؤشرات ،املعايري و املرجعيات الصادقة ،
للوصول إىل ختفيض املخاطر احمليطة باملؤسسة و التكاليف الغري جمدية وتدعيم نقاط القوة وانتهاز الفرص املتاحة هلا
انطالقا من التوصيات املبنية على حقائق مستمدة من واقع املنظمة .
كما انه ميكن أن يساهم على وجه اخلصوص يف وضع اخلطط والربامج ورسم األهداف االسرتاتيجية يف
ميدان تسيري املوارد البشرية يف املدى القصري واملتوسط والطويل ويعمل على بلوغها يف آجاهلا احملددة من خالل توفري
الوسائل املادية والبشرية املناسبة يف الوقت املناسب وقياس مدى تناسقها مع األهداف املؤسسة الشاملة.
77
فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس الفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
مقدمة الفصل
خاتمة الفصل
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
مقدمة الفصل:
حيرص اإلداريون و املسئولون يف املؤسسات و الشركات على متابعة العمل و األداء و قد درجت بعض
املنشآت الكبرية على وضع جهاز خيتص باملتابعة و رفع التقارير الدورية عن جمريات العمل ،و هذا احلرص راجع إىل
أن مبدأ الرقابة يعد من أهم الوظائف اإلدارية ،و ترتكز الرقابة على املوارد البشرية و على قوة العمل داخل املؤسسة،
و على األخص مستوى إنتاجية العاملني ،و مستوى فعالية إدارة القوى العاملة ،و حىت يقبل أي نظام رقايب جيب أن
يطلع عليه األشخاص الذين يتصلون به ،و الذين ميسهم بصفة مباشرة و ذلك حىت يناقشوا إجيابيات و سلبياته ،و
كلما تقبل العاملون هذا النظام على أنه ميكنهم من االستفادة من املكافآت و التحفيزات ،فإهنم يساعدون على
إجناحه و ال يعملون على إعاقته ،و احلاجة إىل الرقابة مستمرة ففي غياهبا يسمح العاملون لألداء و التنفيذ أن ينحرف
عن اخلطط املوضوعة ،و جيب توفري شروط ضرورية متهد لنظام رقايب جديد.
80
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
يتأثر أي نظام رقايب بالتنظيم الداخلي للمؤسسة ،وتتعدى نتائجه على أساس املعايري املوضوعة للرقابة ،لذلك
جيب التأكد من وضع نظام داخلي سليم وحتديد مسؤولياته بدقة حىت تسهل عملية املتابعة.
1 ✓ المطلب األول :الضبط الداخلي
ميكن تعريف الضبط الداخلي بأنه جمموع اإلجراءات والرتتيبات اخلاصة اليت يتم وضعها بغرض منع اخلطاء
أو االحنراف والغش من ناحية ،ومن ناحية أخرى التطوير املستمر يف أداء العمل ،فهذه اإلجراءات والرتتيبات هي ما
نطلق عليه قواعد وأسس الضبط الداخلي ،فاهلدف منها حسب التعريف هو أداء العمل يف حوض التنظيم حىت
تسهل عملية التنسيق ومعرفة نقاط اخللل واملسؤول عنها ،وميكن تقسيم هذه القواعد واألسس إىل:
-قواعد وأسس عامة.
تتمثل هذه القواعد يف اإلجراءات والرتتيبات اليت هتدف بصفة أساسية إىل محاية األصول ومن
أمهها:
التأمين على أصول المؤسسة: أ-
حبيث يتم وضع جمموعة من اإلجراءات اخلاصة بالتأمني على األصول اليت هلا طبيعة خاصة تعرضها إىل
السرقة أو االختالس أو التلف أو الضياع ومثل ذلك تأمني بضاعة املخزون ،تأمني السيارات.
الرقابة الحدية :تتمثل يف وضع حدود لتدرج السلطة يف جمال التصريح بعملية معينة وتزداد هذه •
السلطة مع الصعود من املستويات اإلدارية الدنيا إىل املستويات اإلدارية العليا.
الرقابة المزدوجة :وتعين إشراك أكثر من شخص يف إجناز عملية معينة. •
- 1عبد الفتاح محمد الصحن ،مسري اكمل مبادئ الإدارة - 2س بق ذكره ص 193
81
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
يوجد هذا النظام يف بعض املشروعات خاصة تلك اليت هلا فروع أو وحدات ،فيتم إنشاء قسم خاص بالتفتيش
يف هذه الفروع للتأكد من:
-حسن سري العمل.
-عدم خمالفة األنظمة واإلجراءات.
-االلتزام بقواعد الرقابة املعمول هبا.
وليكون هلذا النظام فائدة جيب أن يكون مفاجئ وغري دوري ويف فرتات قصرية.
نظام مراقبة البريد: ث-
وذلك عن طريق وضع إجراءات سليمة ومنظمة ملراقبة الربيد الوارد والصادر على حد سواء لتحسني طرق
االتصال خارج املؤسسة وهذا يؤدي إىل:
-تنظيم عملية استالم الربيد الوارد.
-تنظيم عملية تسجيله وتوزيعه على األقسام واإلدارات املعنية.
-تنظيم عمليات حفظ املراسالت بعد استكمال دورهتا داخل األقسام واإلدارات.
-حفظ صور املراسالت الصادرة حىت ميكن الرجوع إليها عند الضرورة.
وال جيب أن يكون للمسؤولني عن نظام مراقبة الربيد أي عالقة باإلدارات املالية أو اإلدارات اليت تتوىل حيازة
األصول.
القواعد واألصول اإلدارية للضبط الداخلي: -2
هي جمموعة اإلجراءات والرتتيبات واخلطوات اليت تضعها إدارة املشروع لغرض تقسيم وتوزيع االختصاصات
واملسؤوليات وأمهها:
تجديد االختصاصات :جيب وجود تقسيم منظم للعمل على أساس الوظائف وحتديد أ-
املسؤوليات واحلقوق والواجبات لكل وظيفة.
ب -وضع اإلجراءات :التفصيلية اليت حتدد اخلطوات التنفيذية الالزمة ألداء كل عملية من
العمليات اليت يقوم هبا املشروع ويشرتط لنجاحها:
إدراك العاملني وفهمهم هلذه اإلجراءات. -
أن تكون مرنة قابلة للتعديل. -
مراجعة مدى فعاليتها وفائدهتا بشكل دوري. -
82
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
ويكون هذا بشكل دوري ومن وقت آلخر وذلك بني العاملني يف املشروع مبا ال يتعارض مع مصلحة العمل
أو يعوقه.
يتطلب االستخدام الناجح لعملية تقييم األداء اهتماما خاصا بالعوامل املختارة وباإلجراءات اليت تتبع ،وال
نشك أن تقييم أداء األفراد يقدم العديد من األغراض فهو يقدم املعلومات املتعلقة بالقدرة غري العادية للفرد ،وبني
الفرد الذي ستحق الرتقية ويربر منح العالوات ويوضح من الذي جيب تدريبه ومن ينبغي نقله إىل وظيفة أخرى ومن
الذي جيب أن يستغىن عن خدماته.
83
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
ومعايري األداء هي وسيلة للقياس وختتلف طرق قياس األداء من مؤسسة إىل أخرى وذلك حسب النشاط
واألهداف واملسؤوليات اليت تقوم هبا املؤسسة والظروف اخلاصة هبا ونوعية العناصر البشرية اليت تنتمي إليها.
ويتم عادة وضع معايري األداء لفرتة زمنية حمددة جرت العادة أن تكون سنة ،وتعمل بعض املؤسسات يف
الدول املتقدمة على جتزئة هذه املعايري إىل فرتات شهرية.
ومن الطبيعي أن توجد معايري لكل نشاط من أنشطة املؤسسة ،لتحديد األداء املطلوب حتقيقه وفقا للخطط
املوضوعة من طرف مدراء إدارات اإلنتاج والتسويق واملوارد البشرية وتشرتك مجيع املؤسسات يف إعداد هذه املعايري
وهذا للتخفيف من حدة أثرها على سلوكيات األفراد.
وتعترب معايري األداء مبثابة القياس الذي يقاس به األداء الفعلي ومدى حتقيقه للخطط املوضوعة خالل فرتة
زمنية حمددة إن معيار األداء اجليد جيب أن يتصف باخلصائص التالية1 :
الصدق: -1
يعترب املقياس صادقا إذا كان يقيس ما نفرتض قياسه وليس شيئا آخر.
الموضوعية: -2
يكون املقياس موضوعيا عندما جيب جتنب عنصر التقدير والتحفيز من قبل القائم بعملية التقييم.
الواقعية: -3
أو مدى دقة متثيل الواقع يف شكل تطابق أو قرب ظروف ودالئل ،ومعايري القياس مع تلك اخلاصة
باملهمة الوظيفية.
القابلية للتطبيق: -4
يكون املعيار قابال للتطبيق عندما تتوفر فيه القدرة على توصيل ما جيب القيام به بوضوح ،لتسهيل
عملية القياس.
االقتصاد: -5
يكون املعيار اقتصاديا عندما يتطلب احلد األدىن من الوقت واألجهزة واملواد واألفراد.
1
- 1وليام تربيس -ترمجة سعد اجلبايل -تصممي نظم التدريب والتطوير( ،الرايض :معهد الإدارة العامة )1990 -ص .185-183
84
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
المعيارية:
املفروض يف املعيار أنه أداة للقياس أو التقييم ،وبالتايل جيب أن يتسم بالنموذجية لضمان حسن
استقباله ويتم عادة عن طريق اختيار أنسب الطرق اليت تتالءم وختدم هدف الفرد واملؤسسة كما جيب أن
يالءم املعيار ظروف املؤسسة مع مراعاة كافة االعتبارات العامة والسلوكية.
الشمول: -1
املفروض يف املعيار األداء أنه يتضمن إنتاجية العمل بالنسبة لكافة املستويات املوجودة باملؤسسة.
األهداف والبرامج: -2
جيب أن تكون األهداف والربامج حمددة بوضوح وبدقة ،ويفضل أن يتم توزيع األهداف على مواقع
املسؤولية لتسهيل الرقابة ،وهناك بعض األخطاء جيب جتنبها مثال:
غياب التخصص وتقسيم العمل ووصف الوظائف والتدرج الوظيفي وجداول األجور •
وقياسات اإلنتاجية ،وانتشار سلوكيات البريوقراطية ،والروتني واللوائح اليت ترتكز على الشكل دون اجلوهر.
الفجوة األجرية للعاملني يف وظائف متشاهبة يف نفس املؤسسة أو من مؤسسة إىل أخرى •
الذي يؤدي إىل عدم الرضا عن العمل.
شخص غري مناسب يف مكان غري مناسب. •
ارتفاع معدل دورات العمل (االستقاالت والتعيينات). •
العمل بطاقة أقل من املطلوب. •
ضياع الوقت يف مقابالت وإعالنات دون جدوى. •
املنازعات مع العاملني. •
التعرض الهتامات بسبب إمهال السالمة املهنية. •
الشعور باخنفاض األجر واملعاملة غري العادلة. •
نقص التدريبات والكفاءة والفعالية. •
ممارسة أعمال غري قانونية وغري أخالقية. •
- 1خادل بن يوسف اخللف -سعيد بن عامر -الإنتاجية القياس ية ومعايري ا ألداء ( ،الرايض :دار املرخي للنرش )1984 ،ص .75-74
85
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
وختتص إدارة األفراد يف كل منشأة بكل ما يتعلق بالعمال من طلب للعمل طبقا الحتياجات إدارة اإلنتاج
وخطة اإلنتاج وبعد تعاقد العمال مع اإلدارة ترسل كشف بأمساء وتفاصيل العمال املتعاقد معهم إىل إدارة األجور اليت
تتوىل دفع األجور حسب الطريقة املعمول هبا ويراقب دخول العمال يف إدارة اإلنتاج حيث يسجل حضور وانصراف
1
العاملني عن طريق املشرفني.
يبدو أن بعض التأخر والغياب يصاحب معظم مجاعات العمل وهذا نتيجة تساهل اإلدارة ،وعدم احرتام
العمال لقواعد الضبط الداخلي ،ويكون تأثري ذلك على اإلنتاج خطريا ،نظرا ألن تأخر العامل عن مواعيد عمله أو
غيابه عن العمل جيعل عملية تنسيق جهود اجلماعة أكثر صعوبة.
هذا باإلضافة إىل أن التأخري والغياب من جانب العاملني يعين عدم احرتامهم لآلخرين وأهنم من األفراد
الذين ال ميكن االعتماد عليهم والذين ال يبالون مبصلحة العمل.
- 1عبد الفتاح الصحن ،محمد الس يد الرسااي ،الرقابة واملراجعة ادلاخلية عىل املس توى اللكي واجلزايئ س بق ذكره ص 254
86
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
وبالطبع فإن بعض التأخري والغياب قد يكون مرجعه أسباب مشروعة ووجيهة ولكن من الصعب جدا إثبات
ذلك وكل حالة غياب ينبغي معاجلتها على أساس فردي وتطبيق العالج الذي يبدو مالئما هلذه احلالة املعينة ،وهذا
يتطلب فهما عميقا للعالقات اإلنسانية وبصفة خاصة تطبيقاهتا على احلالة املعينة موضوع الدراسة.
ميكن القول بصفة عامة أنه عند حماربة التأخري والغياب جيب الرتكيز على أن املواظبة على العمل دون تأخري
أو غياب هي الصفات األساسية للعامل املثايل.
تتوىل إدارة األفراد استخدام العمال حفظ ملف يتضمن كل البيانات املتعلقة بالعامل من شهادات ومراجع
عن كفاءته ويعطى امللف رقما وترسل بطاقة تسجيل تتضمن كل ما خيص العامل وترسل إىل إدارة األجور ويأخذ
1
العامل نفس رقم ملفه.
-المالحظة المباشرة
يرى بعض املسئولني أن املوارد البشرية كساىل يكرهون العمل وال يعملون إال باألوامر والتوجيه وبالتايل جيب
السيطرة عليهم ومراقبتهم عن قرب خوفا من االحنراف وعدم اإلنتاجية ويقوم باملالحظة املباشرة املشرفني على العمال،
واألمر يتصل بعدد املرؤوسني الذين ميكن له أن يشرف عليهم بفاعلية ،فيجب أن تكون هناك حدود عددية للمرؤوسني
الذين يستطيع أن يشرف عليهم فرد واحد ،وهذا هو املقصود مبدى الرقابة.
إن مدى الرقابة ما هو إال وظيفة مرتبطة باملقدرة اإلنسانية و أن ختفيض مداها إىل حد معني ميكن أن جيعلها
مطبقة تطبيقا عاما غري مقبول ،و ذلك نتيجة االختالفات الفردية يف القدرات ،و املشكلة يف التنظيمات الكبرية اليت
تتداخل فيها العالقات فنجد أن مدى معني من الرقابة يؤدي إىل روتني أمحر متضخم ،و زيادة عدد األفراد الذين
خيضعون إلشراف رئيس واحد حىت يتحول التنظيم اهلرمي إىل شكل تصل فيه بسرعة إىل القمة و تقل فيه املستويات
املتداخلة ،و هذا ي ؤدي إىل صعوبات ألن الرئيس يطلب منه اإلشراف على عدد كبري من املسؤولني فتصبح الرقابة
عليهم صعبة ،و تتم املالحظة املباشرة بذهاب املدير أو املشرف إىل مكان العمل ليطلع بنفسه على سري العمل (كمية
العمل ،طريقته ،نوعه) و على سلوكيات العاملني أثناء العمل.
ويرى الكثريون أنه ليس هناك بديل عن املالحظة املباشرة واملتابعة يف قياس األداء ،فهما يعطيان فكرة واقعية
عن األداء املنجز.
من عيوب هذه الطريقة:
كثرة الوقت الذي يقضيه املدير أو املشرف يف تفقد أوجه العمل املختلفة. -
عدم إمكانية وجود املدير يف أكثر من مكان واحد يف وقت واحد. -
تقتصر املالحظة الشخصية على القليل من األعمال والقليل من العاملني ،فيستحيل مالحظة مجيع -
العاملني وكافة أعماهلم.
- 1املرجع نفسه ،ص ( .255عبد الفتاح الصحن ،محمد الس يد الرسااي ،الرقابة واملراجعة ادلاخلية).
87
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
وعلى هذا فالرقابة باالستثناء يف أبسط صورها نظام يعطي للمدير إشارات اخلطر عندما يكون انتباهه مطلوبا،
وهو بذلك يبقى صامتا يف حالة عدم وجود خطر أو عدم وجود ضرورة عدم االهتمام.
واهلدف األساسي من الرقابة باالستثناء هو تبسيط الوظيفة اإلدارية ذاهتا حىت ميكن للمدير أن يكشف
املشاكل اليت تتطلب انتباهه ويتجنب املشاكل اليت ميكن ملرؤوسه حلها.
ومن األوائل الذين طالبوا بالرقابة باالستثناء " فريدريك تايلور" فهو يقول :إنه يف ظل مبدأ الرقابة باالستثناء
فإن املدير جيب أن حيصل على تقارير مركزة ،ملخصة ،مقارنة ،تفصل كل العناصر الداخلة يف اإلدارة وهذه التقارير
جيب أن مرة أخرى قبل وصوهلا للمدير وذلك فيما يتعلق باالستثناءات املرغوبة واالستثناءات السيئة حىت ميكن أن
تعطيه يف دقائق معدودة فكرة شاملة للتقدم أو التأخر الذي حدث ،ومن يكون له الوقت الكايف لوضع اخلطوط
العريضة للسياسة العامة ودراسة أمهية ومدى مالءمة األشخاص الذين يعملون حتت إمرته.
تشجع على االستخدام األمثل لإلحصاءات والبيانات املاضية واحلاضرة الختاذ قرارات رشيدة. •
تستخدم الطاقات البشرية استخداما أمثال. •
تظهر مصادر اخلطر واملشاكل االسرتاتيجية. •
توضح معايري ومقاييس كمية ونوعية. •
تسهل عمل املديرين اجلدد وتوضح هلم املشاكل ومصادر اخلطر. •
تشجيع االتصال بني مجيع الوحدات يف التنظيم فهي موجهة لألسباب بغض النظر عن مكانتها يف •
التنظيم.
88
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
-1عيل محمد رابعة ،اإدارة املوارد البرشية ختصص نظم املعلومات الإدارية (مرص :دار الصفاء للطباعة والنرش والتوزيع )2003 ,ص .86
- 2عبد الغفار حنفي ،سلوك تنظميي وادارة املوارد البرشية( ،مرص :دار اجلامعة اجلديدة لل نرش )2002ص .321
- 3عيل محمد رابعة املرجع السابق ص 98
89
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
ويكون عند عدم توفر خرباء من داخل التنظيم عندما يراد بذلك احلياد التام ،على ما يدعى باملراجعة احلقلية.
ويتم ذلك عندما تتوفر الثقة بني األفراد أنفسهم وأن يكون الزمالء بنفس املستوى والدرجة الوظيفية.
أي أن يقيم املرؤوسني رؤساءهم ألهنم أكثر دقة يف مالحظة سلوكهم أن هذه الطريقة تعترب تغذية عكسية
أكثر منها عملية تقييم فعلي.
ميكن أن يسند إليه يف ختطيط املسار الوظيفي للفرد وتنميته وبذلك جند أن عرض التقييم حيدد: •
أسس ومعايري املقارنة. •
األدوات واألساليب اليت تستخدم. •
دور املشرف أو مالحظ العمل. •
90
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
وسواء استخدام التقييم ألغراض إدارية أو ألغراض تنمية وتدريب األفراد وحتديد املسار الوظيفي هلم ،فإنه
يكفي حتقيق غرض ثانوي أي كمدخل.
إن تقييم كفاءة األفراد خيضع حلكم وقرار املقيم وال شك أن املقيم إنسان قد يتأثر حكمه ببعض عوامل
خارجية ،أو قد يهمل تأدية واجبات وظيفته أو قد يفشل يف مهمته بسبب قلة خربته ولعل أهم العوامل اليت يكون
هلا تأثري ملموس على قرارات املقيم ما يأيت:
قد يقيم األفراد حسب أمهية الوظائف اليت يشتغلوهنا وليس حسب كفاءهتم وخرباهتم وشخصيتهم. •
قد يرفع من قيمة األفراد القدامى يف العمل الذين يعرفون من مدة طويلة ويقلل من شأن األفراد •
احلديثني يف العمل بدون وجه حق.
قد يرفع من قيمة األفراد الذين قام هو نفسه بتدريبهم ويقلل من شأن األفراد الذين مل يدرهبم. •
قد يرفع من قمة بعض األفراد خوفا منهم أو جماملة ألقارهبم أو أصدقائهم إذا كان خيشى بطشهم •
أو يسعى إىل التعرف هبم.
هلذه األسباب قد يعتقد كثري من األفراد وقادة النقابات أن هناك بعض الشك يف جدية وصحة تقييم األفراد
ما دام خيضع ألهواء املقيم الشخصية ،وكمحاولة لزيادة درجة اجلدية يف التقييم فإنه جيب العناية باختيار وتدريب
املقيمني أنفسهم وتقليل عدد العوامل املستخدمة يف قياس كفاءة األفراد وتعريفها بدقة أفضل وعلى كل فمن الصعوبة
قياس صحة تقييم األفراد بسبب خضوعه إىل مقاييس غري ملموسة.
هناك العديد من األهداف اليت تسعى املؤسسة إىل حتقيقها عن طريق تقييم األداء ،تدريب العاملني إلكساهبم
املهارات الفنية أو اإلدارية اليت حتتاج إليها املؤسسة لتحسني أدائهم وزيادة إنتاجيتهم.
إن العامل وحىت يستمر يف العطاء ويرفع من مستوى أدائه البد من حتفيزه ،وهذا باستخدام شىت الوسائل.
وعن طريق نتائج تقييم األداء ميكن أداء العاملني وذلك مبكافأهتم وترقيتهم.
إن شعور العامل باالستقرار املادي الذي يضمن له مستوى كرمي من العيش يعترب من أهم العوامل اليت جتعله
يضاعف أداءه ،وهلذا تعترب احلوافز املادية مبثابة الدافع واحملفز للعامل لزيادة اإلنتاج.
فزيادة على األجر الذي يعترب من احلوافز املادية تلجأ املؤسسة إىل استعمال أمناط أخرى مثل املكافآت
التشجيعية والعالوات ،وباإلضافة إىل احلوافز املادية هناك حوافز معنوية ال تقل أمهية عن سابقتها ،فالعامل حيتاج ألن
يشعر بكيانه واحرتام اآلخرين له وخاصة املشرفني عليه.
91
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
وتعترب الرتقية من بني أنواع احلوافز اليت يستفيد منها العاملون وخاصة بعد ظهور نتائج تقييم األداء.
ونعين هبا ترقية عامل يف نوع العمل الواحد ،وقد يكون هذا النوع مصحوبا بزيادة مالية أو زيادة
يف املسؤولية.
الترقية النوعية: -2
وتتم على أساس تغيري نوع العمل وينطوي على هذا التغيري زيادة يف فرص التقدم كما يتطلب
تدريبا معينا.
ترقيات المكافآت: -3
تعترب هذه الطريقة من أقدم الطرق اليت استخدمت يف تقييم أداء العاملني ،كما تعترب أيضا أكثرها بساطة ،ويتم
تنفيذها بأن يعطى الشخص املقيم مناذج مطبوعة الستخدامها يف تقييم أداء العاملني ،وتضم هذه النماذج املوحدة
عددا من اخلصائص والصفات يتصل بعضها بصفات الفرد وسلوكه وتصرفاته ،ويتصل البعض اآلخر بالعمل ذاته.
وإذا كان العمل املراد تقييمه جيري أداؤه بالقطعة فإن العناصر اليت تستخدم عادة هي عدد الوحدات املنتجة وجودهتا
واملعرفة بالعمل ومدى االعتماد عليه واجتاهات العامل حنو العمل والزمالء واإلدارة واملؤسسة.
وبالنسبة ألعضاء اإلدارة أو املشرفني يف املؤسسة فقد جيري تقييم أدائهم على أساس القدرة على التحليل واحلزم
واجلدية يف اإلدارة والقيادة واملبادرة والتنسيق ،وهذه الطريقة تتم بأساليب خمتلفة تبعا للنماذج املستخدمة يف املؤسسة
والشكل التايل يبني كيفية استخدام أحد هذه األساليب بالنسبة لعنصر العمل:
- 1منصور أأمحد منصور املبادئ العامة لإدارة القوى العامةل( ،الكويت واكةل املطبوعات ،)،ص .352-351
92
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
شكل رقم :01مقياس تقييم األداء اخلاص مبعرفة العمل -املصدر سبق ذكره ص352-351
وضع عالمة Vعلى مالحظة متوسط يرتكز على احلكم الشخصي للمقيم ومعرفته بسلوك وتصرفات العامل يف
عمله.
0 5 10 15 20 25
مهمل أداء تحت المتوسط عمله مقبول يهتم بالعمل ممتاز في عمله
أخطاء متعددة
يعتمد عليه أخطاء نادرة أخطاء قليلة كثير األخطاء
حريص على الوقت
شكل رقم :2مقياس تقييم األداء اخلاص بالدقة يف العمل -املصدر سبق ذكره ص352-351
التقييم حسب مستويات اجلدارة :تقتضي هذه الطريقة أن يقوم املشرف برتتيب مرؤوسيه أو األشخاص الذين
يقوم بتقييمهم ترتيبا تنازليا من األحسن إىل األسوأ طبقا للمستوى العام ألدائهم ،وقيمة هذا املستوى ومسامهته يف
بلوغ أهداف القسم واملؤسسة.
وقد يبدأ املشرف أوال باختيار أحسن مرؤوسيه وأسوئهم أو اقرتاح إجراء أو تعديل فيه ،وعند املوافقة النهائية
جيري ترتيب األفراد طبقا للتقرير الذي حصل عليه كل منهم.
وترتكز هذه الطريقة أساسا على املقابلة الشخصية بني ممثل إدارة املوارد البشرية والرئيس املباشر للعامل ،ومن
مث فإن تقييم أداء العامل جيري يف عنه ،وهذا قد يؤدي إىل عدم سالمة النتائج أو عدم موضعيتها يف بعض األحيان،
ويتوقف جناح هذه الطريقة إىل حد كبري على قدرة وكفاءة ممثل إدارة املوارد البشرية يف استخالص نتائج موضوعية
وسليمة.
93
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
يف هذه ال حتدد أية مقاييس أو قوائم وإمنا يطلب من الرئيس القيام بكتابة مقال يتضمن انطباعاته على كل
مرؤوس ،وتقوم اإلدارة بدورها بتصميم منوذج حيتوي على جمرد تقسيمات أساسية للخصائص املطلوب قياسها.
ويتطلب هذا األسلوب دقة املالحظة من طرف الرئيس وقدرة الكتابة والتحليل.
يقصد باحلدث اجلوهري ذلك اجلزء من سلوك الفرد الذي يعد عالمة حمددة لنجاحه أو فشله أو مؤشر حلسن
أدائه أو قصوره ،أو دليال على كفاءته ،وال يركز املشرف على احلدث يف حد ذاته وإمنا على سلوك الفرد فيه ،وكيفية
تصرفه ملواجهته ،فمثال بعد ازدياد ضغط العمل عن املعتاد فاملهم هو كيف يقابل العامل هذا العبء اإلضايف.
هل ينجزه بسرعة وإتقان؟ وهذا دليل على جناحه وحسن أدائه وارتفاع كفاءته ،أم يشكوا ويضطرب وال يقوم
مبا أسند إليه من أعباء ،وهذا دليل على فشله وقصور أدائه واخنفاض كفاءته.
ويقوم املشرف يف هذه الطريقة بتسجيل األحداث اليت تظهر كفاءة العامل أو عدمها وسلوكه ،وتوضع هذه
املعلومات يف قوائم خاصة حيث يقسم العمل إىل إحداث تشري إىل كفاءة العامل وأحداث تشري إىل عدم كفاءته.
تتمثل هذه الطريقة يف قيام املقيم بوضع عالمة مميزة على عبارات تتعلق بوصف وقائع أو تصرفات حمددة واليت يعتقد
أهنا متثل سلوك العامل وأدائه للعمل ،ومعىن ذلك أن هناك قائمة أعدهتا اإلدارة هلذا الغرض يستخدمها املقيم.
ويف العادة يعطى لكل مجلة أو عبارة حمددة أرقام ودرجات الستعماهلا يف حساب أو قياس أداء العامل
واستخراج درجته النهائية أو ترتيبه النهائي ،وأبسط األنواع املستخدمة يف هذه الطريقة استعمال قائمة يكتب عليها
من جانب عبارات وصفية وأمام كل عبارة مربعات دون على كل منها عباريت :نعم – ال
وعند استخدام هذه القائمة يتوىل املقيم التأشري على أي من هذين املربعني مبا يتفق ووجهة نظره حنو سلوك
الشخص وتصرفاته وأدائه للعمل ،مث تتوىل إدارة املوارد البشرية تقييم أو حتديد وزن أو قيمة اإلجابات الستخراج
الرتتيب النهائي ألداء العامل.
94
الفصل الثالث :إجراءات وأساليب الرقابة على الموارد البشرية وكيفية تقيم أداء العمال
خاتمة الفصل:
حاولنا يف هذا الفصل التطرق إىل خمتلف املعايري واإلجراءات املتخذة للرقابة على األفراد ويبقى كل ما درسناه
متوقفا على مدى تطبيقه يف واقع املؤسسة ،وسنتعرض يف هذا الفصل التطبيقي إىل منوذج من املؤسسات اجلزائرية
العمومية لكي نتعرف على طريقة تسيري املوارد البشرية ،ومدى تطبيق األساليب الرقابية هبذه املؤسسة.
95
فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
مقدمة الفصل
خاتمة الفصل
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
▪ مقدمة الفصل:
ب عد دراستنا للرقابة على وظيفة املوارد البشرية من اجلانب النظري ،سنحاول يف هذا الفصل أن نربط بني
اجلزء النظري واجلزء التطبيقي .وذلك مبعرفة وتوضيح مدى تطبيق األساليب الرقابية يف املؤسسات العمومية اجلزائرية،
وخصوصا بعد دخول اجلزائر اقتصاد السوق ،ودخول حتديات العوملة اليت بدأت مظاهرها تتجسد يف العامل بأسره
واحتكار املؤسسات العاملية الكربى املتعددة اجلنسيات يف األسواق.
وسوف تكون املؤسسة حمل الدراسة والتطبيق املؤسسة الوطنية "اجلزائرية للمياه" ،واليت تعترب منوذجا من
حال املؤسسات اجلزائرية العمومية.
وسنحاول رفع الستار عن األساليب الرقابية املتبعة يف هذه املؤسسة لرفع إنتاجية عماهلا وحتسني أدائهم
ورفع جودة منتجاهتا ملواجهة املنافسة الوطنية والدولية ،خصوصا بعد ختلي الدولة عن التكفل خبسائر املؤسسات
العمومية وحل العاجزة منها.
98
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
99
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
-2اإلطار القانوني:
أنشئت اجلزائرية للمياه كمؤسسة عمومية ذات طابع جتاري وصناعي مبوجب املرسوم التنفيذي رقم:
01/101املؤرخ يف 21 :ابريل 2001حتت وصاية وزارة املوارد املائية.
حيث تتميز املؤسسة العمومية اجلزائرية للمياه بكوهنا مستقلة ماليا وذات الشخصية املعنوية ختضع يف
عالقاهتا مع الدول جلميع القواعد والنظم اإلدارية وأهم ما مييزها أهنا تاجرة مع الغري.
وتنوه انه يف سنة 2006مت حتويل الذمم العينية من املؤسسة العمومية لتوزيع املياه املنزلية والصناعية والتطهري
إىل اجلزائرية للمياه ومن املهام املوكلة إليها:
تنفيذ السياسة الوطنية ملياه الشرب على كامل الرتاب الوطين •
تسيري عملية إنتاج مياه الشرب ونقلها وتوزيعها ومعاجلتها وختزينها وجتديد اهلياكل القاعدية التابعة •
هلا وتنميتها عرب خمتلف البلديات.
مراقبة نوعية املياه املوزعة. •
-3صالحيات المؤسسة:
وميكن أن حنصر أهم صالحيات هذه املؤسسة فيما يلي:
تسيري األداءات العينية والنقدية ومعاشات التقاعد. •
حتصيل االشرتاكات وضمان املراقبة. •
الصهر على تطبيق التشريع واالتفاقيات الدولية. •
ينظم وميارس وينسق الرقابة الطبية. •
ينفذ اتفاقيات جملس اإلدارة املتعلقة بالنشاطات ذات الطابع االقتصادي واملايل والطيب. •
القيام بأعمال الوقاية والرتبية واإلعالم والتوجيه يف اجملال الصحي بعد اقرتاح من جملس اإلدارة. •
تسديد مصاريف فواتري. •
مراقبة اإليرادات والنفقات. •
تسيري خمتلف اللجان توجيهات القضائية الفاصلة يف املنازعات خبصوص قراراهتم. •
التنسيق مع خمتلف املؤسسات العمومية اجلزائرية للمياه األخرى. •
مراقبة كشوف العدادات وضبطها يف قوائم خاصة وإرساهلا إىل مؤسسة اإلعالم اآليل والفاتورة •
للفاتورة وتوزيعها عند إعدادها والقيام بعملية التغطية بالتنسيق مع املصاحل التجارية التابعة للوحدات.
100
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
101
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
-1المديرية :هي أهم عضو يف املؤسسة وتوجد يف أعلى قمة هرم املؤسسة تتكون من:
أ-المدير الوحدة:
هو املسؤول األول للمؤسسة حيث له السلطة يف إصدار األوامر ومراقبة النشاطات اليت تقوم هبا مصاحل
املؤسسة يف حتقيق أهدافها .كما انه يقوم باإلشراف العام على مؤسسة املياه واملراكز التابعة من حيث التسيري واملتابعة
والتنسيق واحلرص على توفري اجلو املالئم مع اختاذ القرارات الالزمة من اجل احلفاظ على مسعة املؤسسة داخليا
وخارجيا ،يساعد مدير الوحدة يف أداء املهمة مخسة ( )5دوائر.
ب-األمانة:
وهي مهزة وصل بني املديرية واملديريات الفرعية للمؤسسة من جهة واملؤسسات اخلارجية من جهة أخرى،
وكذلك هي الرابط بني املديرية واملراكز التابعة ملنطقة مستغامن وهي :مستغامن ،عني تادلس ،سدي علي ،حاسي ما
ماش ،سيدي خلضر ،عشعشة ،سريات.
ج -مساعد مكلف باألمن والذمم:
يعترب عون األمن مسؤول عن توفري احلماية والرقابة من أي خطر قد حيدث كما أن له مهمة أخرى تتمثل
يف توجيه املواطن الزائر للمديرية وتقدمي النصائح واإلرشادات وتوجيهه إىل املصلحة اليت هتمه وعادة ما يكون عون
األمن يتجول أثناء القيام هبامه داخل املديرية ،كما انه يعمل على املراقبة اليومية جلميع ممتلكات املؤسسة لتوفري
الظروف األمنية.
د-مساعد المكلف بالمنازعات:
يبدأ عمله يف حالة عدم تسديد الديون فان ملف املنخرط حيال إىل هذه املصلحة ،ويتابع امللف أو حيال
إىل القضاء لتنفيذ اإلجراءات القانونية الالزمة.
حيث تعترب مصلحة املنازعات كهمزة وصل بني إدارة املؤسسة والطرف اخلصم سوآءا كانت شركة أو عامل
أو للمصلحة عالقة عمل مباشرة مع دائرة التجارية ،وعلى سبيل املثال تقوم هذه الدائرة بتحضري قائمة الديون
وإرساهلا إىل مساعد املكلف باملنازعات و هذا لكي تقوم بإرسال إعذارات إىل املشرتكني وذلك لتسديد ديوهنم،
ويف حالة ارتكاب الزبون خمالفة سرقة املياه هنا تتصل مصلحة املنازعات بدائرة التجارية وذلك لطلب فاتورة جزافية،
تقوم هذه الدائرة باستدعاء مرتكيب املخالفة للتفاوض معه لتسديد الفاتورة وعند رفضه تسديد هذه الفاتورة حيال
ملف هذا الشخص إىل املساعد املكلف باملنازعات الختاذ ضده اإلجراءات القانونية الالزمة وإحالة امللف إىل
القضاء.
كما أهنا تقوم مبهام أخرى وهي:
-متابع ة حركة املوظفني املتواجدين باملديرية والوحدات التابعة هلا( .يف حالة وجود قضايا اجتماعية عمالية).
102
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
103
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
تربط مصلحة املستخدمني بني عالقة وظيفية بدائرة املوارد البشرية وتتكفل باملهام التالية:
البحث عن الكفاءات اليت تليب احتياجات الوحدة. •
إرسال امليزانية الشهرية للمصلحة إىل مدير الوحدة. •
إرسال شهريا إىل دائرة املوارد البشرية امليزانية املتعلقة بالنتائج احملصل عليها يف املصلحة. •
تسيري وتنظيم ملفات موظفي املديرية وفقا للقوانني اجلاري هبا العمل. •
العمل على تسيري املوارد البشرية وكذلك السهر على تطوير ميزات العمل. •
متابعة خمطط التكوين البيداغوجي. •
تصفية ملفات العمال ونشر املذكرات. •
احرتام االتفاقية اجلماعية للعمل والتوظيف والرتشيح. •
تكفل مبتابعة املسار الوظيفي لكل عمال املؤسسة. •
مصلحة طب العمل وهو مركز طيب صحي خاص بالعمال حيث جتري هلم الفحوصات كل سنة واخلدمات
االجتماعية وهو طب خاص بعالقات العمال .أما األمن والوقاية مكلفة بالقيام بدورات تكوينية للعمال لتفادي
حوادث العامل كالكهرباء وكذلك للقيام على أمن املؤسسة .وتعمل هذه املصلحة على النشاطات التالية وهي:
مراقبة املؤمنني عليهم اجتماعيا وصحيا. •
متابعة احلاالت اخلاصة من األمراض املزمنة وغريها ومتابعة مدى مطابقة نوعية العالج •
للمعايري القانونية على املريض وكذلك احلد من الغش والتزوير واإلسراف حتت اإلشراف طبيب مستشار.
اإلجراءات الرقابة تتم على امللف وإذا تطلب األمر يتم استدعاء املريض وخاصة يف •
امللفات املكلفة كما يقوم طبيب مستشار ويقوم بتنظيم إحصائيات امللفات العامة واألمراض املزمنة يف إطار منظم
وكذا متابعة تعقيدات من خمتلف أنواعها.
مصلحة األجور: -3
104
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
وهذا من خالل الربامج التكوينية حيث تعمل على تنمية وتطوير مهارات وقدرات األفراد العاملني هبا،
حيث تقوم املؤسسة بتكوين العامل الراغب يف حتسني مستواه الوظيفي أو بغية مواكبة التطور احلضري ملا تشهد من
استخدامات التكنولوجيا احلديثة وتستخدم املؤسسة عدة أنواع من التكوين منها:
تكوين طويل املدى. •
تكوين قصري املدى. •
التكوين باملراسلة. •
التمهني والرتبصات التطبيقية. •
ح -دائرة التجارة:
أن املؤسسة ذات طابع جتاري وصناعي فإنه يستلزم وجود دائرة جتارية تقوم بتسيري الشؤون التجارية اليت
تربط املؤسسة باإلدارات واملؤسسات العامة واخلاصة وذلك بالتنسيق مع املصاحل التجارية للوحدات وتضم مصلحتني
مها:
-مصلحة التجارية:
تعمل على مراقبة كشوف اإلعدادات وضبطها يف قوائم خاصة وإرساهلا ملصلحة اإلعالم اآليل والفواتري
وتوزيعها عند إعدادها والقيام بعملية التغطية بالتنسيق مع املصاحل التجارية التابعة للوحدات.
مصلحة اإلعالم اآللي والفواتير: -
تقوم بتجهيز الفواتري ملختلف اإلدارات واملؤسسات العامة واخلاصة واخلواص حسب مواعيدها احملددة لكل
ثنائي أو ثالثي ،كما إن اإلعالم اآليل يستخدم يف إجراءات العمل كالتقييد احملاسبية.
ط -دائرة التقنية:
تشرف على مراقبة عملية توزيع املياه وصيانته ومعاجلته ومتابعة امتداد شبكات املياه وجتسيدها مبخططات
بيانية إلعطاء صورة تقنية لنشاط املؤسسة والسهر على كل ما يطلبه العمل التقين وتضم مصلحتني مها:
-مصلحة االستغالل:
هذه املصلحة هلا عالقة وظيفية مع دائرة التقنية ومهامه تتمثل يف:
إعداد برنامج امليزانية السنوية. •
احرتام القواعد املعيارية للمؤسسة. •
احلرص على مراقبة توزيع املياه •
ضمان السري احلسن ملختلف ممتلكات املؤسسة. •
105
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
106
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
بينما العالقة األفقية كعالقة دائرة التجارية واملالية بالدوائر األخرى من نفس املستوى هي عالقة تعاونية
وتكاملية .أما العالقة العمودية تكون على أساس سلم هرمي أي من األعلى إىل األسفل كعالقة املسؤول املباشر
برئيسه أو مرؤوسه.
ط ،1999 ،1ص.14 -1حممد مزيان ،مبادئ البحث النفسي والرتبوي ،اجلزائري ،دار الغرب للنشر والتوزيع،
-2محادي العبيدي ،منهج إعداد البحوث اجلامع حممد مزيان ،1999 ،ص )59يه ،لبنان :مؤسسة املعارف ،ط ،1997 ،1ص.10
107
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
• تسيري ملفات نظام الضمان االجتماعي ،وكذا نظام منح األجور لدى العمال (كمنح للعمال،
املردودية ،االمتيازات)..
• تسيري مصلحة مكلفة بامللفات العمال اخلاضعني لطلب العمل.
إن مصلحة املستخدمني هي اليت تعمل على تسيري املوارد البشرية حيث تسهر على تطوير ميزات العمل
ومتابعة خمطط التكوين البيداغوجي كتكوين العمال والذي يعترب هذا التكوين إمتياز هلم يف الرتقية ،وتصفية ملفات
العمال ،ونشر املذكرات ،واحرتام االتفاقيات اجلماعية للعمل ،وكذا التوظيف والرتقية والتسريح وإضافة إىل املهام
التالية:
• ضمان السري احلسن واملنتظم للعمل.
• متابعة احلياة املهنية واملستمرة للعمال.
ويعترب تسيري املوارد البشرية عامل إلجناح مهمة أي مؤسسة مهما كان نوعها أو جماهلا أو اختصاصها ،وهو
احملرك األساسي والرئيسي ملختلف أنشطتها ومهامها ،ويتمثل يف البحث عن عمال مؤهلني لتدعيم املؤسسة ماديا
ومعنويا ،أو القيام بتأهيل البعض منهم من خالل منحهم معارف إضافية عن طريق تكوين وجتديد املعارف حسب
احلاجة وحسب االختصاص ،وتنقسم املصلحة إىل 4فروع مها:
.1فرع تسيير األجور :يعمل على حساب أجرة املوظف.
.2فرع تسيير المستخدمين :يعمل على تسيري املوظفني وكل ما يتعلق مبلفاهتم وسجالهتم اإلدارية.
.3فرع طلب العمل :يهدف أساسا إىل برجمة الفحوص الطبية الدورية والسنوية حسب مناصب
العمل وما ختتص به من أخطار (السيما املناصب ذات األخطار مثل املواد الكيميائية).
.4فرع التكوين :يعمل هذا الفرع على تكوين املوظفني والعمال املوجودين داخل املؤسسة ومصاحلها،
وذلك حسب احلاجة املتوفرة للتكوين فهي تعمل على حتسني املهارات وتطويرها.
✓ المطلب الثاني :األدوات المستخدمة في الدراسة
م ن اجل مجع البيانات واملعلومات الفردية اخلاصة بالدراسة حيتاج الباحث إىل أدوات معينة ،لكي يقوم
هبذه الدراسة .ويف دراستنا هذه متثلت األدوات املستخدمة يف مجع البيانات عن طريق املقابلة ،شبكة املالحظات،
والوثائق.
أ-المقابلة:
هي وسيلة من وسائل مجع البيانات وخاصة عندما تكون متعلقة ومرتبطة بصلة وثيقة مع رؤساء املصاحل
أو دوائر ،وذلك من خالل طرح جمموعة من األسئلة املباشرة هبدف الوصول إىل أغراض حمددة حيث كانت املقابلة
مع كل من:
108
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
الشكل رقم 03 :رسم بياين بالدائرة النسبية يبني أصناف مستخدمي باملؤسسة املياه لوالية مستغامن
نالحظ يف هذا الشكل النسب املئوية ألصناف مستخدمي (رؤساء املصاحل) بوحدة املنطقة مبستغامن إىل
فقط و % 18ملستخدمي التنفيذ والنسبة األكرب غاية ،2014/01/09حيث تقدر النسبة املئوية لإلطارات العليا %.9
لإلطارات وألعوان التحكم تقدر بـ .%73
109
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
Série1; ; 0; 0%
االطارات العليا; ;Série1
25 ;%25,00%
أعوان التحكم
االطارات العليا
أعوان ;Série1
التحكم; ;%75,00
75%
الشكل رقم 04 :رسم بياين بالدائرة النسبية يبني أصناف مبديرية املنطقة للمياه
يبني الشكل النسب املئوية باملديرية املنطقة للمياه ألصناف مستخدمني إىل غاية ،2014/01/09 -
حيث تقدر نسبة %25لإلطارات و %75ألعوان التحكم ،بالنسبة لإلطارات العليا ميثله اإلطار نفسه أال وهو مدير
الوحدة ،أما بالنسبة ملستخدمي التنفيذ ال توجد مقارنة بوحدة املنطقة مستغامن ،نظرا ملهامها تتمثل يف كاشفي
العداد ،إصالح تسربات.
وعلى أساس ذلك تعترب املقابلة أداة للبحث وهي حوار يتم بن القائم وبني شخص أو جمموعة أشخاص
هبدف احلصول على معلومات حول موضوع معني.
ومتتاز املقابلة عن غريها من أدوات البحث األخرى بأهنا أكثر مرونة وبأهنا تسمح مبالحظة املبحوث وتعمق
يف فهم املوقف الكلي الذي يستجيب فيه للمقابلة ،وجاءت لتكملة املالحظة عندما تستدعي املواقف اليت يصعب
احلصول على بياناهتا.
ب-شبكة المالحظة:
حسب نظرية العلوم السلوكية تعد املالحظة أيضا من األدوات الكالسيكية املستعملة من طرف الباحثني،
ومن التعاريف اليت تناولت املالحظة ندرج التعريف الذي قدمه معجم " "Oxfordالدقيق الذي يرى أن املالحظة
هي مشاهدة صحيحة تسجل الظواهر كما تقع يف الطبيعة وذلك بأخذ األسباب ونتائج العالقات املتبادلة بعني
1
االعتبار.
110
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
من هنا ميكن استعمال املالحظة ملشاهدة احلقائق والسلوكيات املدروسة ،وذلك من خالل االعتماد على
املالحظة امليدانية ملختلف النقاط اليت هتمنا يف الدراسة.
وصممت شبكة املالحظات لدراسة هذه على أساس 06أبعاد (الغياب أثناء العمل ،الشكاوى ،املرض
دوران العمل ،التأخر ،تسيب عن العمل).
ج -الوثائق:
اعتمدنا يف الدراسة على الوثائق الداخلية باملؤسسة (دليل املؤسسة ،اهليكل التنظيمي للمؤسسة السجالت)
واليت مت احلصول عليها من جهات املعنية باملؤسسة.
✓ المطلب الثالث :نشاطات تسيير الموارد البشرية في المؤسسة
ق بل التطرق إىل هذا املوضوع جيب أن نضع يف احلسبان إن دائرة املوارد البشرية تتحد قراراهتا مبوافقة املدير
الوحدة باعتباره املسؤول األول على مستوى املديرية الوحدة ويف مقابل توجد قرارات تتخذ على مستوى املدير
املنطقة على سبيل املثال يف إطار التوظيف وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب ،هنا يكون اختاذ القرار ليس من
مدير الوحدة وحده إال باختاذ القرار كذلك من طرف مدير املنطقة ،أي أن مجيع سلطات اختاذ القرار تكون عادة
مودعة لدى أعلى هرم يف املؤسسة ،ومن أهم نشاطات تسيري املوارد البشرية للمؤسسة اجلزائرية املياه هي:
تخطيط الموارد البشرية: -1
فان ختطيط املوارد البشرية وحتديد احتياجات املستقبلية ملؤسسة اجلزائرية املياه هو وضع ركائز جديدة بالنسبة
لتسيري املوظفني على مستوى املؤسسة وهدف إىل إضفاء تسيري توقعي للموارد البشرية فيها وحماولة توفري اإلمكانيات
البشرية الضرورية مع كل ما ينجر عنها من قدرات ،بطريقة تفضيلية معللة ملناصب الشغل (دائمة أو مؤقتة) يتم
عادة بداية شهر سبتمرب من كل سنة ضمن امليزانية التقديرية للمؤسسة .يتم بعد ذلك دراسة ومناقشة امللفات
املطلوبة على مستوى مدير الوحدة ومدير املنطقة اجلهوية اجلزائرية للمياه وتكون هذه مناقشة طبعا بالتنسيق مع
املديرية العامة بداية شهر نوفمرب من نفس السنة يف انتظار الرد النهائي باملوافقة أو الرفض أو القبول مع التعديل من
طرف املدير املنطقة ويكون ذلك يف اجل أقصاه هناية شهر ابريل من السنة املقبلة.
التوظيف: -2
باعتبار دائرة املوارد البشرية هتتم مبصاحل العمال وتضع نصية عينيها للمؤسسة نظام اقتصادي جتاري وعدد
إمجال املوزع لعمال على مستوى املديرية وعلى مستوى املراكز مبا فيهم من إطارات العليا وأعوان التحكم واملنفذين.
يعترب التوظيف من أهم العناصر األساسية الستقطاب الفعال واحلسن للموارد البشرية على مستوى املؤسسة
العمومية اجلزائرية للمياه.
111
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
كما سبق وان ذكرنا سابقا بعد موافقة املديرية العامة على امليزانية التقديرية ملناصب التوظيف املقرتحة تقوم
املؤسسة العامة بعرض هذه املناصب (االحتياجات) سابقا كان عن طريق اإلعالن بالصحف اليومية على مستوى
الوطن مع تغيري نظام التوظيف تقوم املؤسسة بإرسال مندوبية وكالة التشغيل حسب العدد والتخصصات املتاحة
لغرض التوظيف دائم أو مؤقت يف إطار اإلدماج املهين املعمول به ،وغالبا ما تقوم املؤسسة بعرض التوظيف بصفة
دائمة.
التكوين: -3
ويف نفس السياق وكغريه من النشاطات املتعلقة باالسرتاتيجية العامة للمؤسسة فإن التكوين يكتسي أمهية
قصوى لدى اهليئة اجلزائرية للمياه وبالتايل فإن برجمة مواضيع وفرتات التكوين تكون على مستوى مديرية التكوين
بقسنطينة.
وحسب الربنامج املسطر من املديرية املنطقة واألمساء اإلطارات واألعوان الذين جيب تكوينهم
واختصاصاهتم.
وترتاوح مدة التكوين بالنسبة لألعوان أسبوع أو أسبوعني ويكون التكوين داخلي على مستوى مقر الوحدة
على سبيل املثال كأعوان األمن يقومون بتكوين إسعافات األولية يكون تكوينهم على مستوى مقر الوحدة.
أم التكوين اخلارجي يكون على مستوى مديرية تكوين بقسنطينة أحيانا يكون تكوين خارج الوطن حسب
الربنامج املسطر.
ويشارك يف خطة التكوين لسنة 2018/2017كل من رؤساء املصاحل ودوائر كل من: -
مستخدمي التنفيذ. -
أعوان التحكم. -
اإلطارات العليا. -
اإلطارات. -
أي مبجموع ال يفرق % 20عامل ،ويكون التكوين يف قسنطينة أو تيزي وزو وحسب الربنامج السنوي.
-4التحفيز:
من خالل طرحنا جلملة من األسئلة على مسؤول خلية االتصال واإلصغاء تعرفنا على احلوافز باملؤسسة:
مخسة أيام عمل يف أسبوع مع اختاذ نظام مناوبة بالنسبة لألعوان. -
فتح فرص للتكوين للموظفني. -
تسهيل للعمال مواصلة مشوارهم الدراسي يف التكوين املتواصل. -
الترقية :تكون على أساس الكفاءة ،واالقدمية ،والشهادة على حسب املنصب. -
112
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
113
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
114
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
-منحة المسؤولية:
تتم وتعدل جزئيا املادة 159من االتفاقية اجلماعية حيث يستفيد العمال الذين هلم صف اإلطار مبنحة
املسؤولية قابلة للتغري مقابل السامية املصنفني من الرتبة 17فما فوق.
% 25من األجر القاعدي -من الصنف 17إىل الصنف 20
%30من األجر القاعدي -من الصنف 21إىل الصنف 26
% 35من األجر القاعدي -من الصنف 27فما فوق
إلشباع حاجاته املادية أو املعنوية.
-تتم عملية حتديد األجر بالنسبة للمؤسسة العمومية اجلزائرية للمياه أوال من خالل النظر إىل طبيعة
الوظيفة.
ب -العالوات:
عالوة اإلحالة على التقاعد:
املادة 193من االتفاقية اجلماعية حيث يستفيد العامل املقبل على التقاعد ،حسب مدة وجوده يف القطاع
من عالوة اإلحالة على التقاعد حتسب كما يلي:
اجر 6أشهر بعد مدة 5سنوات
اجر 8أشهر بعد مدة 10سنوات
اجر 12شهر بعد مدة 15سنة
اجر 14شهر بعد مدة 20سنة
اجر 16شهر بعد مدة 25سنة
اجر 18شهر بعد مدة 30سنة
اجر 20شهر بعد مدة 35سنة
هذه العالوة متنح بعد عمل فعلي ملدة 5سنوات متتالية باملؤسسة العمومية اجلزائرية للمياه يقصد باجر
الشهر الواحد ،األجر املتوسط الشهري اخلاضع لالقتطاع الضمان االجتماعي الذي يتقاضاه العامل خالل 12شهر
األخرية من نشاطه املهين.
متنح هذه العالوة لذوي احلقوق العامل املتويف ،يف وضعية النشاط كيف ما كان علية.
مالحظة :كذلك عامل يف الكمبيوتر هو األخر يتحصل على هذه العالوات.
115
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
ج-التعويضات:
التعويض اجلزايف عن اخلدمة الدائمة (ت ،ج ،خ ،د):
املادة 175من االتفاقية اجلماعية حيث مينح التعويض اجلزايف عن اخلدمة الدائمة للعمال الذي يستغلون
منصب يقتفي إكراهات يف توقيف اإلضافية املنجزة زيادة عن املدة القانونية للعمل.
حتدد نسبة هذه التعويض بني %20كحد أدىن بـ %35من األجر القاعدي وهذا حسب طبيعة العمل
واالكراهات املرتتبة عليه ،حتدد كيفية االستفادة من هذا التعويض وفقا إلجراء داخلي.
-التعويض الجزافي عن الوظيفة:
املادة 160من االتفاقية اجلماعية حيث مينح تعويض اجلزايف عن الوظيفة للعمال اإلطارات املصنفني يف
الرتب من 14إىل 20من اإلطارات السامية سيكون منصب يتسم باملسؤولية.
-هتدف إىل تعويض التبعات خارج ساعات العمل العادية يف إطار اخلدمة أو ما يؤثر من مهمات.
-إن نسبة التعويض حمددة % 18من األجر األساسي لإلطارات أو اإلطارات السامية املعنيني.
-هذا التعويض غري قابل للجمع مع منحة املسؤولية.
-حيدد النظام الداخلي كيفيات منح هذه املنحة.
تعويضات مصاريف املهمة:
تتم وتعدل جزئيا للمادة 178من االتفاقية اجلماعية ،حيث حيق ألعوان الذين يقومون مبهمات
مأمورة لغرض املصلحة على الرتاب الوطين على مدى يفوق 50كلم ،أن يستفيدوا من تعويض عن املصاريف كما
يلي:
أ-المنطقة الشمالية:
اجلدول رقم ( )04يوضح تعويضات مصاريف املهمة للغذاء واإليواء يف املنطقة الشمالية.
116
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
ب-المنطقة الجنوبية:
اجلدول رقم ( )05يوضح تعويضات مصاريف املهمة للغذاء واإليواء يف املنطقة اجلنوبية.
مصاريف
اجملموعة
إيواء غذاء
1500دج /الليلة 650دج /الوجبة أعوان التنفيذ
1500دج /الليلة 650دج /الوجبة أعوان التحكم
3000دج /الليلة 1000دج /الوجبة اإلطارات أو اإلطارات السامية
املصدر :مصلحة األجور ،نفس املرجع السابق ،ص1
-مينح تعويض الوجبة عندما ما تعطي املهمة وبصفة كاملة ما بني الساعة 11سا صباحا والساعة
12زواال أو املدة ما بني الساعة 6مساء ( 18سا) والساعة 9ليال ( 21سا).
-مينح تعويض اإليواء ما تنفذ املهمة ما بني 09ليال ( 21سا) 5سا صباحا وال جيمع تعويض الغذاء
مع تعويض السلة.
تعويض األجر الوحيد:
-مينح العمال املتزوجني الذين ال ميارسون أزواجهم أي نشاط مأجور ،لتعويض يسمى "التعويض
كذا األجر الوحيد" حمدد بالني دينار ( 2000دج) شهريا.
-إذ منح هذا التعويض متوقف على تقدمي العامل مسبقا بشهادة بطالبة الزوجة والزوجة( ،حسب
االتفاقية اجلماعية للمادة .)175
تعويض الخبرة المهنية :الشكل رقم ( :)05توزيع أفراد العينة حسب اخلربة املهنية يف الوظيفة
من 1إلى Série1; ;3
%14 ;%1,10
117
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
-يوضح الشكل تعويضات اخلربة املهنية ،حيث كل عامل تعطى نسبة اخلربة املهنية حسب عدد السنوات
اليت قضاها يف املؤسسة ،حيث متنح له %3إضافة إىل األجر القاعدي من قضى عمله مدة 16سنة فيمنح لع
%2.5إلضافة إىل األجر القاعدي ،ومن لديه اخلربة املهنية من 04إىل 08سنوات فتمنح له %1.5إضافة إىل األجر
القاعدي ومن لديه 03سنوات من العمل فتمنح له %1إضافة إىل األجر القاعدي ،واألخري ستبني لنا هناك تفاوت
يف اخلربة املهنية لدا أفراد العينة.
مالحظة: -
تتم املكافآت على أقدمية العامل يف املؤسسة وخربته املهنية خارجها عن طريق تعويض اخلربة املهنية ،أقصى
ما ميكن أن تبلغه هذا التعويض هو %70من األجر القاعدي للعامل.
نسبة تعويض اخلربة املهنية خارج القطاع:
حتسب اخلربة املهنية خارج القطاع %1للسنة الواحدة.
تعويض عن الضرر:
-مينح تعويض عن الضرر شهري وحسب نوع الضرر للعمال الشاغلني مناصب تتسم باملشقة أو الوسخ
أو انعدام شروط الصحة أو اخلطر.
-تتوىل اهليئة املستخدمني من حتديد املبالغ املتعلقة بكل ضرر ،حيث ترتاوح نسبة تعويض عن الضرر من
%0إىل %40كحد أقصى وذلك حسب درجة الضرر وطبيعة املنصب الذي يشغله العامل (حسب املادة
.)155
تعويض النقل:
مينح التعويض اجلزايف على منحة النقل لكل عامل تتجاوز مسافة الكيلومرت الواحد ،حيدد مبلغ التعويض
اجلزايف على النقل كما يلي:
اجلدول رقم ( :)06يوضح مبلغ املنحة املوازية لكل مسافة مقطوعة
مبلغ املنحة الشهري بالدينار املسافة بكيلو مرت
800دج من 05 – 01كلم
1000دج من 10 – 6كلم
14000دج من 20 – 11كلم
18000دج أكثر من 20كلم
118
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
تكون هذه الرتقية يف املنصب حيث االنتقال من منصب أدىن إىل منصب أعلى مباشرة.
-ملاذا تتم عملية الرتقية؟
يف حالة شغور منصب عايل أو خلق مناصب عليا طبقا هذه الرتقية تكون داخلية مع مؤهالت املهنية
للموظف ،حيث يتحصل كل موظف خالل الشهر على جمموع من النفط وذلك من خالل الرتكيز للمؤسسة
العمومية اجلزائرية للمياه مستغامن على ثالثة نقاط أساسية هي:
-احلضور اليومي
-املردود الفردي
-التقاعد
119
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
-من خالل وثيقة احلضور حيث أن هناك مؤسسات تعمل على إدخال بطاقة الدخول أو اخلروج
املوظف آليا يدخل بطاقته اخلاصة إلثبات حضوره اليومي لكن الطريقة األكثر استعماال هي وثيقة احلضور اليت
يوقعها املوظف يف بداية وهناية كل يوم عمل ،ويسمح للعامل دخول مقر عمله 15دقيقة قبل بداية الوقت الرمسي
للعمل حيث يتكفل احلارس بأوراق إثبات احلضور ويرسل هذه األوراق إىل مصلحة املستخدمني من أجل دراستها
واستغالهلا امللحق رقم (.)02
-كذلك املادة 154من القانون الداخلي للمؤسسة تنص على تأخريات متكررة غري املربرة والتنقيط
اليومي ،مينع على كل عامل إثبات حضور آخر بالتوقيع أو التسجيل ،وكل غش ثابت يعرض صاحبة للعقوبات
التأديبية املقررة يف هذا النظام الداخلي وأي أخطاء تسجيل احلضور اليت يتعرف هبا املسؤول تتم تسويتها من قبل
مصلحة املستخدمني.
المردود الفردي للشخص: •
عامل االنضباط يف املؤسسة املياه هو املعيار األساسي لتقييم العامل مهما كانت رتبته حتل بالتزام مهين
ومن خيالف األحكام التشريعية التنظيمية املتصلة بعالقات العمل يتعرض إىل عقوبة تأديبية.
كما تعمل املؤسسة على تقييم املردود الفردي كعامل حمفز يتقاضى عليه املوظف عالوة املردود الفردي
شهريان ويكون تقييم املوظف على أساس :نوعية العمل الذي يقوم به :مقبول ،جيد ،ممتاز .وكذلك املعاملة مع
العمال.
التقاعد: •
مينح التقاعد يف املؤسسة العمومية اجلزائرية للمياه عند بلوغ سن 60بالنسبة للرجال و 55بالنسبة للنساء
وتستفيد املرأة العاملة بتقليص السن بنسبة واحدة عن كل طفل حنت رعايتها ملدة ال تقل عن 09سنوات ،وهذا يف
حدود 03أطفال (املادة 08من القانون ،)12/83وعند وفاة العامل قبل التقاعد فذوي احلقوق يستفيد من معاشه
بعد طلب احلصول على التقاعد املنقول ،حيث متنح املنحة بالدرجة األوىل للزوجة ،أما يف حالة هدم وجود زوجة
متنح لألوالد.
120
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
▪ -1محادي العبيدي ،منهج إعداد البحوث اجلامع حممد مزيان ،1999 ،ص )59يه ،لبنان :مؤسسة املعارف ،ط،1997 ،1
ص.10
✓ المطلب األول :طرق الرقابة في المؤسسة:
-)1الرقابة من خالل مصلحة مراقبة التسيير:
تقوم مصلحة التسيري بعملية التسيري بعملية الرقابة على املوارد البشرية خاصة ما يتعلق بكتلة األجور وتطورها
ومقارنتها برقم األعمال احملقق وعدد العمال حيث كانت هذه املعطيات:
ا جلدول رقم ( :)07تطور رقم األعمال.
121
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
122
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
وتعتمد املؤسسة يف تقييم اإلطارات على اجلدول التايل :اجلدول رقم ( :)10تقييم األداء لإلطارات.
اجملموع التنقيط
5 4 3 2 1
جهد العمل
جودة العمل
الكفاءة يف القيادة
روح التحليل
التنظيم يف العمل
السلوك
روح املبادرة
املواظبة
اجملموع
املصدر :مصلحة املستخدمني.
ويقوم بالتنقيط املسئول املباشر عن املوظف حسب سلم تدرج السلطة يف املؤسسة بوضع عالمة (×) يف
اخلانة اليت يرى أهنا ستناسب هذا املوظف يف كل مستوى من مستويات التقييم مث ترسل إىل مصلحة املوارد البشرية
للمصادقة عليها من اجل إعطائه منحة املردودية حسب جمموع النقاط اليت حتصل عليها.
كما تعتمد املؤسسة يف تقييم العمال التنفيذيون على جدول التنقيط التايل:
جدول رقم ( :)11جدول تقييم العمال التنفيذيون.
اجملموع التنقيط .
5 4 3 2 1
حجم العمل
جودة العمل
بذل النفس واإلخالص
املداومة
السلوك
روح اإلبداع
املواظبة
اجملموع
املصدر :مصلحة املستخدمني.
123
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
وتقوم املؤسسة بالتنقيط بنفس الطريقة السابقة ويف حقيقة األمر أن التقييم يتم بطرق غري موضوعية
حبيث ال ميكن ل شخص أن حيكم على العامل كما ميكن أن تكون عملية التنقيط غري عادلة حسب العالقة بني
الذي يقوم بعملية التنقيط واملوظف اخلاضع هلا.
مث قمنا باملطلب الثالث مبجموعة من األسئلة كاستبيان داخلي حيث طرحت هذه األسئلة على
رئيس مصلحة املوارد البشرية.
▪ المطلب الثالث :االستبيان الداخلي:
جدول رقم ( )12االستبيان الداخلي
قمنا بطرح هذه األسئلة على رئيس مصلحة املوارد البشرية وكانت اإلجابة كما يلي:
مالحظة ال نعم األسئلة
-1هل خيص العنصر البشري باألمهية الالزمة لدى مؤسستكم؟
×
× -متابعة اجلريدة الرمسية -2هل ترغب املؤسسة يف تطوير نشاطات إدارة املوارد البشرية؟
-قانون 11 -90للعمل
-مفتشية العمل
× -3هل إلدارة املوارد البشرية أمهية بالغة مبؤسستكم؟
× -4هل الطاقم اإلداري احلايل ملصلحة املوارد البشرية يكفي
للقيام بنشاطاهتا؟
× غري موضوعي -5هل تقوم مصلحة املوارد البشرية بتقييم أداء أعماهلا؟
× يف حالة الطلب من اإلدارة العليا -6هل ستقوم املؤسسة بتخطيط احتياجاهتا من املوارد البشرية
يف السنوات القادمة؟
× -7هل العمال راضون على نظام األجور واحلوافز
× منازعات صغرية ال تؤثر على اإلنتاج -8هل هناك منازعات مع العاملني؟
× حالة املرض حبيث ال يستطيع العامل -9هل هناك طلبات تغيري وظائف؟
مواصلة نشاطه
× -10هل هناك عمليات تفتيش أو معاينة ملواقع العمل
والورشات؟
× -11هل هناك هيبة اإلدارة عند العمال؟
× -12هل هناك ميزانيات تقديرية لإلنتاج؟
-تقارير النشاط الشهرية. -13هل هناك تقارير شهرية تعكس أداء العاملني لإلدارة
× -تقارير النشاط اليومية. العليا؟
124
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
125
الفصل التطبيقي :الجانب التطبيقي في مؤسسة الجزائرية للمياه
126
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة:
مما ال شك يف أن للموارد البشرية يف أية مؤسسة كانت هلا أمهية كبرية وتأثري واضح على نشاطها وعلى
حتسني أدائها ،ورغم اختالف نظرة املسؤولني على هذا النشاط الوظيفي ،فإنه يف الوقت الراهن أصبح هلذا العنصر
أمهية كبرية عما كان عليه يف مراحل سابقة يف املنظمة ،إال أن العنصر البشري بقي حاضر وبقوة يف خمتلف التنظيمات
و ذلك مع التزامن والتغريات يف األوضاع االقتصادية واالجتماعية وكذلك مع اختالف طرق تسيري املوارد البشرية
وتغريات يف أهدافها ،فبعد أن كان يهتم باجلانب الكمي لألفراد وبتنظيمهم وبتنظيم عملهم ،أصبح حاليا يهتم
بتسيري مهاراهتم ومعارفهم ويعمل على تنميتها وتطويرها واحملافظة عليها داخل املؤسسة ،وعلى تشجيع العمل
اجلماعي وتنمية املهارات وتقاسم املعارف مع تسهيل احلاجات واملتطلبات اإلدارية هلم وذلك بالليونة و الكرامة
وهذا سيؤدي بال شك إىل حتسني واقع تسيري املوارد البشرية يف املؤسسة مبختلف أبعاده.
أن واقع التسيري املوارد البشرية والرقابة عليها يف اإلدارة العامة مازال وطابع تقليدي ،حيث أن وظيفة املوارد
البشرية هي جمرد وظيفة مساعدة منحصرة يف اجلوانب اإلدارية وتنفيذ اللوائح والقوانني ،بل مازالت منفصلة عن
التسيري االسرتاتيجي ،ومن خالل دراستنا امليدانية توصلنا إىل وجود نقص كبري يف أسلوب تسيري املوارد البشرية،
حبيث ال ميكننا جتاهل تأثر كل نشاطات ووظائف املؤسسة ،مما جعل الكل ميارس مهامه يف جو من الروتني اململ.
كما أن واقع تسيري املوارد البشرية السائد يف املؤسسة اجلزائرية مازال حيتاج إىل تطور وتغيري حىت يتمكن من
تنمية مهارات األفراد وينشر معارفهم بينهم ويطلق العنان لقدراهتم وإمكانياهتم ويدفعهم إىل اإلبداع والتجديد
وإخراج كل طاقاهتم الكامنة لتحقيق أهداف مؤسستهم.
ومن جهة أخرى فإن للرقابة املوارد البشرية مسامهة نوعية يف تطوير املؤسسة من اجلانب االقتصادي
واالجتماعي حيث تقوم بإبراز الطاقات املكبوتة عند الفرد واجلماعة من العمال وإعطاء حيز واسعا من احلريات يف
اآلراء واألداء مما يؤدي إىل التفاهم البناء بني الرئيس واملرؤوس.
ويف الراهن فإن اإلدارة اجلزائرية تعيش أوضاعا غري مستقرة نتيجة لتحديات العوملة والتنافسية مع االنتقال
إىل مرحلة جديدة يف االقتصاد وهذه املرحلة غنية باملعارف باعتبارها مصدرا لقوة املؤسسة وهي أساسية من أجل
حتقيق امليزة التنافسية وتضمن هلا البقاء واالستمرارية ومتكنها من رد الفعل السريع يف ظل التغريات التكنولوجية
السريعة.
نتائج الفرضيات:
من بني أهم النتائج اليت توصلنا إليها من خالل هذا البحث كإجابة على الفرضيات املطروحة حنب أن:
128
الخاتمة العامة
الفرضية األولى:
حتتل إدارة املوارد البشرية أمهية كبرية يف املنظمة واإلدارة العامة وهي وسيلة حتسني أداء العمال ومن خالل
ما تطرقنا إليه يف الفصل األول ملفهوم الرقابة على هذه املوارد وبعض أنواعها ،حيث مشل هذا الفصل مفهوم وخطوات
وأساليب الرقابة ،ومبا أن الرقابة على املوارد البشرية تكون داخلية فقد ضمن هذا الفصل تعريف الرقابة الداخلية
ومكوناهتا وشروطا حتققها ،وتقييمها على مستوى املؤسسة وهبذا ميكن تأكيد الفرضية األوىل وهي أن للرقابة عالقة
قوية بفعالية تسيري املوارد البشرية.
الفرضية الثانية:
تقوم فعالية املوارد البشرية يف املؤسسة على االهتمام هبذه املوارد خالل وضع اسرتاتيجية علمية تعتمد على
التخطيط والتكوين والتحفيز والرقابة والتدقيق االجتماعي باعتبارهم الوظائف األساسية للتسيري ،إذ املؤسسة تقوم
بالتخطيط االسرتاتيجي ألهدافها وتكوين اجليد ملواردها البشرية ومراقبة النتائج املخطط هلا اليت تناسب مع األهداف
املسطرة وكذلك حتفيزهم وإعطائهم دافع قوي للنتائج أحسن وأفضل هلا وهذا ما يؤكد الفرضية الثانية.
الفرضية الثالثة:
إن تطبيق مراقبة تسيري للموارد البشرية يف املؤسسة املياه لوالية مستغامن بسيطة جدا ال ميكن اختاذه كنموذج
أكادميي مثايل وقدمت تأكيد هذه الفرضية من خالل دراسة املؤسسة حيث ال توجد هبا مصلحة خاصة تبز وظيفة
تسيري ومراقبة املوارد البشرية.
حيث جند يف اجلزء النظري حسب ما درسناه وتطرقنا إليه يف الفصل الثاين وذلك يف نشاطات تسيري املوارد
البشرية حيث أن املؤسسة العمومية للمياه تتخذ قرارهتا من املديرية العامة باجلزائري العاصمة ،وهذا حسب االتفاقية
اجلماعية املستخدمة وتسري املوارد البشرية هبا موجود بشكل بسيط جدا حيث أن مصلحة املستخدمني هي اليت
تعمل على تسيري املوارد البشرية وتسهر على تطوير ميزات العمل ،رغم هذا جند أن تطبيقات تسيري املوارد البشرية
بسيطة وال تأيت بنتائج إجيابية ،و لذا تصبح للرقابة الذاتية املساعدة األساسية لتحقيق الكفاية اإلنتاجية والفعالية يف
عملية التسيري.
129
الخاتمة العامة
-إن مراقبة وتسيري املوارد البشرية له أمهية كبرية يف حتسني أداء املؤسسات من خالل نشاطات الرئيسية
-توصلنا أيضا من خالل البحث اىل أنه املديرية العامة باجلزائر العاصمة تعرقل بشكل كبري عمليات
االهتمام بالعنصر البشري داخل املنظمة مما حيد من فعالية العمل (مستوى 1و.)2
التوصيات:
بالرغم من أن هذه النتائج ال تقدم إجابات هنائية يف الواقع عن التساؤالت املطروحة يف بداية الدارسة إال
أهنا من استخالص نتائج هامة وعلى إثرها ميكننا اقرتاح مجلة من التوصيات لتحسني واقع التسيري املوارد البشرية يف
اإلدارة اجلزائريني:
-تدعيم املصلحة املكلفة بتسيري املوارد البشرية بعمال خمتصني.
-خلق جمال تنافس بني العمال باحملفزات.
-االهتمام بتكوين ورسكلة العامل يف االختصاصات وهذا الكتساب املهارات.
-املعرفة اجليدة من املوارد البشرية وحتديد االحتياجات منها ذلك يأيت بفضل التخطيط التوقع.
-حتسني األداء للمديرية العامة باجلزائر العاصمة يف تسيري العنصر البشري يف اإلدارة اجلزائرية.
آفاق البحث:
من خالل تطرقنا هلذا البحث جند أن اجملال يف دراسة واقع إلدارة املوارد لبشرية والرقابة عليها يف اإلدارة
اجلزائرية ال يزال واسعا وذلك بالرتكيز على وظائفها وكذلك البحث حول دور التنظيم اإلداري يف وظيفة املوارد
البشرية وهذا ال يكون إال بالبحث العلمي واملنهجي وكذلك بتدخل العلماء واخلباء االقتصاديون والتسيري.
130
---------------------قائمة المراجع------------------------
باللغة العربية:
-حممد فريد الصحن – علي الشريف – حممد سلطان مبادئ اإلدارة( ،مصر :الدار اجلامعية .)1999،
-عبد الفتاح حممد الصحن – مسري كامل -الرقابة واملراجعة الداخلية( ،مصر الدار اجلامعية اجلديدة للنشر .)2001،
-د .مجيل امحد توفيق ادارة االعمال ،مندخل وظيفي (,مصر :الدار اجلامعية )2000
-دكتور صالح عبد الباقي ،إدارة املوارد البشرية( ،مصر :الدار اجلامعية ،)2000،
-دكتور سيلمي إدارة االفراد والكفاية االنتاجية( ،مصر :دار املعارف .)1970،
-دكتور علي حممد عبد الوهاب ،إدارة االفراد ،منهج حتليلي ،ال جزء( ،1مصر :مكتبة عني الشمس ،)1970،
-
دكتور راوية حممد حسن ،إدارة املوارد البشرية( ،مصر :الدار اجلامعية ،)2000-1999،
-دكتور خالد عبد الرحيم اهلييت ،إدارة املوارد البشرية( ،الكويت :دار وائل للنشر .2003،
-دكتور هاشم زكي حممود ،إدارة املوارد البشرية( ،الكويت :ذات السالسل ،)1990،
-صالح الدين حممد عبد الباقي ،اجلوانب العلمية والتطبيقية لإلدارة املوارد البشرية (مصر :الدار اجلامعية .)2000،
-عبد القادر حممود رضوان :سبع حماضرات يف منهجية البحث العلمي ،ديوان املطبوعات اجلامعية.1990 ،
-سكاك مراد :حنو منوذج للتدقيق االجتماعي ،رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري
جامعة سطيف .2001
-وليام تربيس -ترمجة سعد اجلبايل -تصممي نظم التدريب والتطوير( ،الرايض :معهد الإدارة العامة. )1990 -
-عبد الفتاح الصحن ،محمد الس يد الرسااي ،الرقابة واملراجعة ادلاخلية عىل املس توى اللكي واجلزايئ س بق ذكره ص 254
-عيل محمد رابعة ،اإدارة املوارد البرشية ختصص نظم املعلومات الإدارية (مرص :دار الصفاء للطباعة والنرش والتوزيع. )2003 ,
-عبد الغفار حنفي ،سلوك تنظميي وادارة املوارد البرشية( ،مرص :دار اجلامعة اجلديدة لل نرش. )2002
-منصور أمحد منصور املبادئ العامة لإدارة القوى العامةل( ،الكويت واكةل املطبوعات. ،)،
محمد مزاين ،مبادئ البحث النفيس والرتبوي ،اجلزائري ،دار الغرب للنرش والتوزيع ،ط.1999 ،1
-حامدي العبيدي ،مهنج اإعداد البحوث اجلامع محمد مزاين ،1999 ،ص )59يه ،لبنان :مؤسسة املعارف ،ط.1997 ،1
:باللغة االجنبية
1
- RAYOM-VATIER. Gestion de ressources humaines –) paris, édition NATHAN .1988 (.
1 - P. CANDAU : l’audit social méthodes et techniques pour un management efficace, Vuibert gestion, paris .1985.
1
- J.M. PERETTI : ressources humaines et gestion du personnel, décapole gestion, 1994.
1 - J.M PERETTI et J.L. HACHETTE : Audit social, 1984.
1 -HAMID BETTAHAR et MIRAOUI ABDELKARIM Revue des sciences économiques et de gestion Faculté des sciences
économiques et de gestion Université de SETIF N°02/2005 P 45.
1 - J.M PERETTI et J.L. HACHETTE : Audit social, 1984, P25.
التحاليل
الفزيائية Laboratoire Cellule de Assistant chargé des .......مساعد مكلف باألمن
المخبر communication conflits Assistant chargé de la
المكلفة بخلية االتصال sécurité et partenaire
مساعد مكلف بالمنازعات
التحاليل
الكيمي
ائية
دائرة اإلدارة والوسائل دائرة المالية والمحاسبة الدائرة التجارية دائرة الموارد البشرية
دائرة التقنية
département département de département département
département
d’administration finances et service technique commercial ressources
et outils comptabilité humaines
وثائق المؤسسة: الهيكل التنظيمي للمؤسسة العمومية الجزائرية للمياه وحدة مستغانم المصدر03 :الشكل رقم