You are on page 1of 67

‫التفكير الٌاقد‬

‫م‪-3‬مدرس المقرر‬
‫د‪ .‬رزق ٌحٌى الحنضً‬
‫االستدالل الٌاقد‬
‫تعرٌؾ االستدالل ‪:‬‬
‫هو العملٌة التً ٌنتقل فٌها الفكر من مقدمات او‬
‫معلومات او معطٌات متوفرة لدٌه الى نتٌجة‬
‫تلزم عنها‪.‬‬
‫او هو المهارة فً استخالص النتائج الممكنة‬
‫ومعرفة ما ٌتبع ذلك عن طرٌق حقائق موجودة‬
‫او مقدمات منطقٌة‪.‬‬
‫االستدالل الٌاقد‬
‫مثال‪ :‬اذا كانت‬
‫مقدمة اولى‬ ‫زاوٌة أ = زاوٌة ب‬
‫مقدمة ثانٌة‬ ‫وزاوٌة ب = زاوٌة ج‬
‫نتٌجة‬ ‫زاوٌة أ = زاوٌة ج‬
‫وبما ان االستدالل هو العملٌة التً نصل من‬
‫خاللها الى قضٌة او نتٌجة مؤكدة بناء على‬
‫قضاٌا او اسباب او مقدمات اخرى تم قبولها او‬
‫افتراضها باعتبارها تمثل نقطة البدء ‪.‬‬
‫االستدالل الٌاقد‬
‫لهذه العملٌة فانه طبقا لكل عملٌة استدالل ٌوجد‬
‫ما ٌسمى بالحجة‪ ،‬او بمعنى آخر فان كل حجة‬
‫تنطوي على عملٌة استدالل‪.‬‬
‫وتعتبر عملٌة اكتشاؾ الحجة عملٌة اساسٌة‬
‫من اجل القٌام بالتفكٌر الناقد وخاصة التفكٌر‬
‫الناقد المنطقً‪.‬‬
‫االستدالل الٌاقد‬

‫ولذا البد من تحلٌل الحجة للتعرؾ على االسباب‬


‫وتحدٌد النتائج‪ ،‬وكذلك التعرؾ على اصناؾ‬
‫الحجج ومتى تكون الحجة صحٌحة والعالقة بٌن‬
‫كل من اللؽة والحجة واٌضا بٌن الحجة واالقناع‬
‫االستدالل الٌاقد‬

‫وٌعد ذلك كله من القدرات الهامة التً ٌجب‬


‫تعلمها لتحقٌق مهارة االستدالل النقدي‪ ،‬وهذا‬
‫ما سوؾ نتناوله فً هذا الفصل‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تحلٌل الحجة‪:‬‬


‫كما ذكر سابقا فان الحجة تنطوي على عملٌة‬
‫استداللٌة‪ ،‬ومن ثم فإنها تتكون من مجموعة‬
‫من القضاٌا تسمى بالمقدمات‪ٌ ،‬نبع منها قضٌة‬
‫اخرى او الناتجة منها وتسمى النتٌجة‪ .‬على‬
‫اعتبار ان المقدمات هً الدلٌل او السبب لقبول‬
‫النتٌجة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فجوهر الحجة هو تقدٌم االسباب او الدلٌل الذي‬


‫ٌدعم النتٌجة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عندما ٌقول شخص ما" هذه السٌدة عمرها‬
‫اكبر بكثٌر مما قالت فهً تدعً ان عمرها اثنان‬
‫واربعون عاما رؼم ان عمر ابنتها اثنان وثالثون‬
‫عاما" فهنا نتٌجة تقول « هذه السٌدة اكبر بكثٌر‬
‫من اثنٌن واربعٌن عاما " وقد دعمت بدلٌل وهو"‬
‫عمر ابنتها اثنان وثالثون عاما ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قد تصاغ الحجة فً لؽة اكثر تعقٌدا لذلك البد من‬


‫التعرؾ على بعض العبارات الداللٌة التً من شانها‬
‫ان تكون مفتاحا او عالمة على وجود الحجة‪.‬‬
‫ٌمكن تحدٌد النتٌجة بمساعدة عبارات معٌنة تسمى‬
‫دالئل النتٌجة (ماذا نعنً بدالئل النتٌجة؟) وذلك‬
‫مثل‪ " :‬اذن"‪" ،‬من ثم"‪" ،‬بناء على ذلك"‪" ،‬نتٌجة‬
‫لذلك"‪ٌ" ،‬لزم ان‪" ،"...‬قد نستنتج ان ‪."....‬‬
‫‪.‬‬

‫كما ان هناك عبارات اخرى تستخدم كدالئل‬


‫للمقدمات مثل‪" :‬بسبب ان‪" ،"...‬طالما"‪،‬‬
‫"الن"‪.‬‬
‫ومثل هذه الكلمات والعبارات تساعد فً تحدٌد‬
‫النتائج والمقدمات‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫لكن قد تخلو بعض الحجج من مثل هذه‬


‫العبارات الداللٌة‪ ،‬ولكً نتعرؾ على الحجة فً‬
‫مثل هذه الحاالت فانه ٌنبؽً ان نأخذ فً‬
‫االعتبار العالقة الكائنة بٌن القضاٌا المكونة‬
‫للنص كً نحدد ما اذا كان ٌمكن لبعض القضاٌا‬
‫ان تعتبر كمدعمة لقضٌة باعتبارها نتٌجة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫نأخذ كمثال على ذلك النص التالً الذي ٌمكن‬


‫تأوٌله حجة‪:‬‬
‫"معرفة مخاطر التدخٌن لٌست كافٌة إلقالع‬
‫الناس عن التدخٌن‪ ،‬فما زال ثلث السكان‬
‫ٌدخنون‪ ،‬فٌجب ان ٌعرؾ كل واحد ان التدخٌن‬
‫ٌسبب سرطان الرئة وامراض القلب"‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استخدم النص السابق حقٌقتٌن وهما‪ :‬ان ثلث‬
‫السكان ٌدخنون‪ ،‬واالخرى وجوب معرفة كل‬
‫فرد بما ٌسببه التدخٌن من سرطان للرئة‬
‫وامراض القلب‪ ،‬وهاتٌن الحقٌقتٌن تم‬
‫استخدامهما كأسباب لدعم النتٌجة التً مؤداها‬
‫ان معرفة مخاطر التدخٌن لٌس كافٌا إلقالع‬
‫المدخنٌن عن التدخٌن‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ٌالحظ فً النص السابق ان النتٌجة جات فً‬


‫البداٌة ولم ترد فً النهاٌة وهذا ٌعنً ان‬
‫النتٌجة لٌس لها وضع ثابت فً الحجة(قد تكون‬
‫فً البداٌة او فً النهاٌة او الوسط)‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مثال‪" :‬طالما ان اعراض حمى التٌفود وهً‬


‫السخونة والقًء فان هذا المرٌض لٌس لدٌه‬
‫حمى التٌفود ألنه لٌس لدٌه اعراضها"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫النتٌجة فً الحجة السابقة هً "هذا المرٌض‬


‫لٌس لدٌه حمى التٌفود" وٌالحظ انها ذكرت بٌن‬
‫المقدمات اي فً الوسط والمقدمات هً‬
‫"اعراض حمى التٌفود هً السخونة والقًء‬
‫و"هذا المرٌض لٌس لدٌه اعراض حمى‬
‫التٌفود"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ولكً نحدد النتٌجة فً اي حجة من الحجج‬


‫علٌنا البحث عن شٌئٌن‪:‬‬
‫‪ - 1‬العبارات الداللٌة للنتٌجة‪.‬‬
‫‪ - 2‬االدعاء الذي قدمت له االسباب‪.‬‬
‫فاذا استطعنا تحدٌد النتٌجة نكون قد حددنا‬
‫النص باعتباره حجة‪.‬‬
‫كيف يوكي تحديد ها اذا كاى ًص ها حجة ام ال ؟‬

‫خطوة اولى‪ٌ :‬جب ان تحدد الهدؾ من النص‪.‬‬


‫فعلٌك ان تسأل نفسك ما هو الهدؾ الرئٌسً‬
‫الذي ٌحاول النص اقناعً بقبوله او اعتقاده‪.‬‬
‫كيف يوكي تحديد ها اذا كاى ًص ها حجة ام ال ؟‬

‫الخطوة الثانٌة‪ :‬ان تفحص باقً النص لمعرفة‬


‫اذا ما كان ٌحتوي سببا او سلسلة اسباب لتدعم‬
‫الهدؾ الرئٌسً‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اذا تمكنت من ذلك فقد اثبت بان النص الذي‬


‫قمت بفحصه ٌمثل حجة‪.‬‬
‫الجدٌر بالذكر ان المقدمات والنتائج انما هً‬
‫حدود نسبٌة(كٌؾ؟ لماذا؟ علل او اذكر السبب؟)‬
‫فالعبارة نفسها قد تكون مقدمة فً حجة ونتٌجة‬
‫فً حجة اخرى‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫القضٌة تكون مقدمة عندما ترد باعتبارها‬


‫مفترضة الصدق فً الحجة(مثال ‪ ،)1‬وتكون‬
‫نتٌجة(مثال ‪ )2‬عندما ترد فً الحجة باعتبارها‬
‫ناتجة من القضاٌا المفترضة الصدق فٌها‪.‬‬
‫وللتوضٌح الٌك هذٌن المثالٌن‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫مثال( ‪:)1‬‬
‫كل المعادن تتمدد بالحرارة مقدمة (القضٌة)‬
‫كل الحدٌد معدن‬
‫نتٌجة‬ ‫كل الحدٌد ٌتمدد بالحرارة‬
‫‪.‬‬

‫مثال( ‪:)2‬‬
‫قضٌة‬ ‫ٌتمدد معدن الحدٌد بالحرارة‬
‫قضٌة‬ ‫ٌتمدد معدن النحاس بالحرارة‬
‫قضٌة‬ ‫ٌتمدد معدن االلمونٌوم بالحرارة‬
‫نتٌجة‬ ‫كل المعادن تتمدد بالحرارة‬
‫‪.‬‬

‫احٌانا ال تذكر الحجج كاملة بمعنى ان تذكر‬


‫الحجة بدون ان ٌكون مصرحا بها مقدمة او‬
‫اكثر من مقدمة او بدون النتٌجة ألنها قد تكون‬
‫مفهومة دون حاجة لذكرها‪ .‬ومثل هذه الحجج‬
‫ٌقال عنها قٌاس مضمر‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مثال ذلك اآلٌة الكرٌمة‬


‫" لوكان فٌهما آلهة اال هللا لفسدتا"‪.‬‬
‫ففً هذه اآلٌة الكرٌمة حجة لم ٌصرح فٌها‬
‫بمقدمة ونتٌجة لوضوحهما‪ .‬والحجة هً كما‬
‫ٌلً‪ " :‬لو كان فً السموات واالرض آلهة اال‬
‫هللا لفسدتا ولكن السموات واالرض لم تفسدا ا ًذا‬
‫ال ٌوجد فً السموات واالرض آلهة اال هللا"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وكمثال اخر على قٌاس مضمر ما ٌلً‪:‬‬


‫"الوجبات السرٌعة الجاهزة مسببة للسمنة لذلك‬
‫ٌجب تجنبها"‪.‬‬
‫فً هذا المثال لم ٌصرح بالمقدمة االولى فً‬
‫الحجة‪ ،‬لذلك تعتبر قٌاسا مضمرا من الدرجة‬
‫االولى‪ ،‬واذا ما ذكرت المقدمة االولى تصبح‬
‫الحجة كما ٌلً‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫واذا ما ذكرت المقدمة االولى تصبح الحجة كما‬


‫ٌلً‪:‬‬
‫‪ٌ -‬جب تجنب االطعمة المؤدٌة للسمنة‬
‫‪ -‬الوجبات السرٌعة الجاهزة مؤدٌة للسمنة‬
‫لذلك ٌجب تجنب الوجبات السرٌعة الجاهزة‬
‫‪.‬‬

‫واذا كانت المقدمة الثانٌة هً ؼٌر المصرح بها‬


‫كانت قٌاسا مضمرا من الدرجة الثانٌة‪ ،‬وذلك اذا‬
‫ما ذكرت الحجة السابقة كما ٌلً‪:‬‬
‫"ٌجب تجنب االطعمة المؤدٌة للسمنة لذلك ٌجب‬
‫تجنب الوجبات السرٌعة الجاهزة"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وقد تذكر الحجة بدون النتٌجة فتكون قٌاسا‬


‫مضمرا من الدرجة الثالثة وذلك عندما تذكر‬
‫الحجة السابقة كما ٌلً‪:‬‬
‫"ٌجب تجنب االطعمة المؤدٌة للسمنة والوجبات‬
‫السرٌعة الجاهزة المؤدٌة للسمنة"‪.‬‬
‫ثاًيا‪ :‬بٌاء الحجج‪:‬‬

‫ٌمكن وضع االسباب فً الحجج بطرق متعددة‬


‫فأحٌانا ما ٌكون سبب واحد فقط مدعما لنتٌجة‬
‫ما مثال ذلك‪:‬‬
‫صارت فاطمة انحؾ لذلك من المحتمل انها تتبع‬
‫نظاما ؼذائٌا"‪.‬‬
‫فالنتٌجة هنا‪" :‬صارت فاطمة انحؾ"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والسبب لها هو‪" :‬من المحتمل انها تتبع نظاما‬


‫ؼذائٌا"‪ .‬ولكن قد ٌدعم النتٌجة سببان كما فً‬
‫المثال التالً‪:‬‬
‫"االشخاص الذٌن ٌتبعون نظاما ؼذائٌا ٌفقدون‬
‫من اوزانهم وطالما ان فاطمة لم تفقد وزنها‬
‫فأنها لم تستطع اتباع نظام ؼذائً"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والحقٌقة ان أٌا من السببٌن بمفرده ٌكون كافٌا‬


‫لدعم النتٌجة وال تحدد الحجة بعدد معٌن من‬
‫االسباب فٌمكن ان ٌكون للحجة ثالثة او اربعة‬
‫او مجموعة من االسباب لكً ٌدعموا النتٌجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫‪ -‬حجج استنباطٌة‬
‫‪ -‬حجج استقرائٌة‬
‫فعندما نقول ان النتٌجة تنبع من المقدمات‬
‫ونعنً بذلك انه لمن المستحٌل ان تكون‬
‫المقدمات صادقة والنتٌجة كاذبة فأننا نقصد‬
‫بذلك ان تكون الحجة استنباطٌة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫اما عندما نقول ان النتٌجة تنبع من المقدمات‬


‫ونعنً بذلك انه من ؼٌر المحتمل ان تكون‬
‫النتٌجة كاذبة والمقدمات صادقة او انه من‬
‫المحتمل ان تكون النتٌجة صادقة عندما تكون‬
‫المقدمات صادقة فأننا نقصد بذلك ان الحجة‬
‫استقرائٌة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫فالهدؾ من الحجة االستنباطٌة تقدٌم دلٌل قطعً‬


‫من اجل النتٌجة‪.‬‬
‫مثال للحجة االستنباطٌة‪ :‬كل السٌارات المصنعة‬
‫فً امرٌكا بعد عام ‪ 1969‬مجهزة بأحزمة‬
‫االمان‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫محمد لدٌه سٌارة امرٌكٌة الصنع مودٌل ‪1970‬‬


‫ا ًذا سٌارة محمد مجهزة بحزام امان‪.‬‬
‫ما ٌتعلق بالحجة االستقرائٌة فالهدؾ من الحجة‬
‫االستقرائٌة تقدٌم افضل دلٌل ممكن للنتٌجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫مثال للحجة االستقرائٌة‪ :‬محمد واحمد وسعٌد‬


‫طالب بالفرقة االولى وٌجدون مشقة فً دراسة‬
‫المنطق لذلك فان طالب الفرقة االولى ٌجدون‬
‫مشقة فً دراسة المنطق‪.‬‬
‫فً الحجة السابقة ٌمكن ان تكون المقدمات‬
‫صادقة ‪ ،‬بٌنما تكون النتٌجة صادقة او كاذبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصٌيف الحجج‬

‫فٌمكن ان نجد بالفعل ان جمٌع طالب الفرقة‬


‫االولى ٌجدون مشقة فً دراسة المنطق‬
‫وبالتالً فالنتٌجة صادقة‪ .‬ولكن الن النتٌجة‬
‫تعمٌم شمل طالبا لم نقم بتناولهم فانه اذا وجد‬
‫طالب واحد فقط ال ٌجد مشقة فً دراسة‬
‫المنطق فان النتٌجة ستكون كاذبة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ا ًذا الفارق الرئٌسً بٌن الحجة االستنباطٌة‬


‫والحجة االستقرائٌة هو العالقة القائمة بٌن‬
‫المقدمات والنتٌجة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬صحة الحجة‬

‫الصحة هنا تتعلق بالتساؤل الخاص بما اذا ما‬


‫كانت النتٌجة استدل علٌها من المقدمات بطرٌقة‬
‫صحٌحة ام ال او اذا ما كانت المقدمات تتضمن‬
‫النتٌجة ام ال‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والجدٌر بالمالحظة ان صدق او كذب المقدمات‬


‫او النتائج ال ٌؤثر فً عالقة اللزوم المنطقٌة‬
‫وقد تشتق النتائج بطرٌقة صحٌحة من‬
‫المقدمات سواء كانت صادقة او كاذبة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قد توجد حجج صحٌحة بمقدمات كاذبة ونتٌجة‬


‫كاذبة‪ ،‬كما انه قد توجد حجج ؼٌر صحٌحة بمقدمات‬
‫صادقة ونتٌجة صادقة‪ ،‬ومن ثم فان صدق او كذب‬
‫النتٌجة ال ٌحدد صحة او عدم صحة الحجة كما ان‬
‫صحة الحجة ال ٌتضمن صدق النتٌجة‪ ،‬بٌنما‬
‫العالقات المنطقٌة بٌن المقدمات والنتائج هً التً‬
‫تحدد صحة او عدم صحة الحجة المتضمنة لها‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫لذلك من المهم ان نبحث فً العالقة بٌن‬


‫المقدمات والنتٌجة ولٌس فً صدق المقدمات‪،‬‬
‫حٌث ان صحة او عدم صحة برهان من‬
‫البراهٌن تتوقؾ على العالقة بٌن المقدمة‬
‫والنتٌجة ومستقلة تماما عن صدق او كذب‬
‫المقدمات‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وتسمى الحجج ؼٌر الصحٌحة منطقٌا‬


‫بالمؽالطات وحتى اذا كانت مقدمات الحجة ؼٌر‬
‫الصحٌحة منطقٌا صادقة فأنها ال تمثل اساسا‬
‫جٌدا لقبول النتٌجة الن مقدمات البرهان ؼٌر‬
‫الصحٌح منطقٌا لٌست وثٌقة الصلة بالنتٌجة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ولكن تتطلب االستخدامات العملٌة والحٌاة‬


‫الٌومٌة ان تكون الحجة لٌست فقط صحٌحة‬
‫وانما اٌضا سلٌمة‪ .‬والحجة السلٌمة هً الحجة‬
‫الصحٌحة ذات المقدمات الصادقة‪.‬‬
‫خاهسا‪ :‬اللغة والحجة‬

‫اللؽة هً االداة االساسٌة للتواصل بٌن افراد‬


‫البشر‪ ،‬لذلك البد ان تكون اللؽة واضحة واال‬
‫سٌنعدم التواصل‪ ،‬وتنشأ االختالفات نتٌجة‬
‫استخدام كلمات ؼامضة ومبهمة او ؼٌر محددة‬
‫المعنى‪.‬‬
‫خاهسا‪ :‬اللغة والحجة‬

‫قد ٌنشأ الخلط فً الفهم نتٌجة الفشل فً تعرٌؾ‬


‫الحدود والمصطلحات بدقة‪ .‬فمثال كلمة حرٌة‬
‫عندما تستخدم لنصؾ بها شخص قد تعنً‬
‫للبعض انه الشخص ذو العقلٌة المتفتحة‬
‫المتقبل لما هو جدٌد‪ ،‬وقد تعنً للبعض االخر‬
‫انه الشخص الذي ٌدعم حقوق االنسان وهكذا‪.‬‬
‫خاهسا‪ :‬اللغة والحجة‬

‫قد ٌفشل االتصال اٌضا اذا افترضنا ان جمٌع‬


‫الناس ٌستخدمون الكلمات بالمعنى نفسه‪.‬‬
‫فنحن نعرؾ ان هناك مسمٌات لبعض االدوات‬
‫واالشٌاء تختلؾ من منطقة الى اخرى فً نفس‬
‫البلد‪ ،‬ناهٌك عن االختالؾ بٌن االقطار‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫خاهسا‪ :‬اللغة والحجة‬

‫قد ٌنشأ سوء الفهم من الؽموض فً بعض‬


‫الكلمات مثال نقول ان درجة الحرارة عالٌة‬
‫فكلمة عالٌة كلمة ؼامضة ال تحدد بدقة درجة‬
‫الحرارة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫قد ٌكون ابهام الكلمات هو سبب الخلط فً الفهم‬


‫ونقصد باإلبهام ان للكلمة اكثر من معنى‪ ،‬فمثال‬
‫كلمة" جبن" قد تعنً الجبن الذي ناكله او تعنً‬
‫صفة الجبن عندما نصؾ شخص ما بانه جبان‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫احٌانا قد ٌلجأ الشخص فً حججه الى اللؽة‬


‫العاطفٌة لتؤثر على المتلقً‪ ،‬واللؽة العاطفٌة‬
‫لؽة ؼٌر موضوعٌة‪ ،‬واالشخاص ذوي العقلٌة‬
‫الناقدة نادرا ما ٌقتنعون بمثل هذه االدعاءات‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فان تحدٌد المعنى‬


‫والوضوح فً اللؽة وعدم الؽموض ٌؤدي الى‬
‫حسم االختالفات‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تقيين الحجج‬

‫ٌتضمن تقٌٌم الحجج امرٌن هما‪:‬‬


‫‪ -‬التحقق من صدق االسباب واالفتراضات‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من ان النتٌجة تنبع بالفعل من‬
‫االسباب التً منحت لها‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مثال‪ " :‬كل السٌارات االجرة بمدٌنة االسكندرٌة‬


‫صفراء ومن ثم اذا كانت المركبة التً راٌتها‬
‫فً مدٌنة االسكندرٌة لٌست صفراء فأنها ال‬
‫تكون سٌارة اجرة"‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫فً الحجة السابقة اذا كان السبب صادق وهو‬


‫ان سٌارات االجرة بمدٌنة االسكندرٌة صفراء‬
‫ٌكون لدٌنا حجة جٌدة الن السبب ٌدعم النتٌجة‪.‬‬
‫رؼم ان السبب فً هذا المثال صادق اال انه ال‬
‫ٌدعم النتٌجة‪ .‬ألنه ممكن ان تكون هناك‬
‫سٌارات صفراء خاصة ولٌست اجرة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وبنا ًءا على ذلك فانه اذا لم ٌكن السبب على‬


‫صلة بالنتٌجة ومرتبط بها فانه لن ٌدعمها ‪.‬‬
‫وبهذا المعنى فان االرتباط ال ٌعنً بالضرورة‬
‫ان مجرد ارتباط السبب بالنتٌجة ٌكون داعما‬
‫لها‪ .‬وللتوضٌح ٌمكن ذكر المثال التالً‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫النتٌجة‪ٌ :‬جب دفع نقود للمتبرعٌن بالدم كثمن‬


‫لتبرعهم بالدم‪.‬‬
‫اي االسباب التالٌة ٌمكن ان ٌكون سببا للنتٌجة‬
‫السابقة‪:‬‬
‫(أ)خدمة التبرع بالدم مكلفة للقائمٌن علٌها‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫(ب)ؼالبا ما ٌقوم الناس بالتبرع بالدم كرؼبة‬


‫منهم فً مساعدة االخرٌن‪.‬‬
‫(ج)هناك عجز فً المتبرعٌن بالدم والدفع لهم‬
‫قد ٌشجع ؼٌرهم على التبرع‪.‬‬
‫االجابة الصحٌحة هً (ج) والتً تدعم النتٌجة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫لكن (أ) متصلة ومرتبطة اٌضا بالنتٌجة لكنها ال‬


‫تدعم النتٌجة بل على العكس فأنها ضدها‪.‬‬
‫وهذا ما ٌوضح ان كون السبب مرتبط بالنتٌجة‬
‫ال ٌعنً انه ٌدعم النتٌجة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬كيف تعرض حججا هقٌعة‬

‫ان محاولة االقناع بتقدٌم اسباب جٌدة ما هو اال‬


‫مبرهنة او حجة‪ .‬واالقناع هو‪:‬‬
‫"فن جعل االخرٌن ٌستمعون بطرٌقة عادلة‬
‫ألفكار تختلؾ عن افكارهم" ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والمفكر الناقد علٌه ان ٌهتم دائما وبصفة‬


‫اساسٌة بالحجج وما اذا كانت حججا ناجحة فً‬
‫امدادنا بأسباب جٌدة للفعل او االعتقاد‪.‬‬
‫خطوات لعرض حجج هقٌعة‬

‫وهناك بعض الخطوات التً ٌمكن باتباعها تحقق لك عرض‬


‫حجج مقنعة والتً ٌمكن عرضها كما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -1‬احترم جمهورك‪:‬‬

‫ال ٌستجٌب الناس لمن ال ٌشعرهم باالحترام‪ ،‬فعلٌك‬


‫احترام ذكاء المتلقً سواء كان مستمعا او قارئا‬
‫واحترم حتى من ٌختلؾ معك فً الراي‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬تفهم وجهة نظر جمهورك‪:‬‬


‫ال ٌكفً ان تكون لدٌك وجهة نظر تعرؾ كٌؾ تقدم‬
‫لها المبررات‪ ،‬ولكن من الضروري ان تفهم وجهات‬
‫نظر من ترٌد اقناعهم ‪.‬فهذا ٌضعك فً وضع افضل‬
‫من اجل اقناعهم‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -3‬ابدأ من نقطة اتفاق‪:‬‬


‫ان بداٌة عرضك لوجهة نظرك من نقطة اتفاق ٌخلق‬
‫نوعا من االحترام المتبادل وٌجعل المتلقً مرتاحا‬
‫ومستمعا لوجهة نظرك بطرٌقة اٌجابٌة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -4‬ال تتجاهل الوقائع ؼٌر المرؼوبة‪:‬‬


‫قد تمٌل الى استخدام الوقائع التً تدعم راٌك وتخفً‬
‫الوقائع التً تعارضه‪ .‬لكن اذا ما اردت اقناع االخرٌن‬
‫فالبد من عرض كل الحقائق والتصورات من وجهات‬
‫النظر المختلفة‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -5‬طبق القاعدة الذهبٌة‪:‬‬


‫وهً القاعدة التً تقول‪ ":‬عامل االخرٌن كما تحب‬
‫ان ٌعاملوك"‪ .‬وٌمكن تطبٌقها من اجل االقناع كما‬
‫ٌلً‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫(أ ) كما تتوقع ان ٌسمعك االخرون استمع لهم‪.‬‬


‫(ب)اذا كنت تتوقع ان ٌتصرؾ معك االخرون بتحضر‬
‫فكن متحضرا‪.‬‬
‫(ج)ال تبالػ فً توقعاتك فانك تعرض نفسك لخٌبة‬
‫امل ذلك ان الناس ٌأخذون وقتا حتى ٌؽٌروا افكارهم‪.‬‬

You might also like