Professional Documents
Culture Documents
ف 1
ف 1
*دراسة ميدانية على مستوى المؤسسة العمومية االستشفائية بوقاسمي الطيب بزرالدة*
2019/2020
اإلهداء
بسم اهلل الرحمن الرحيم " قل اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله والمؤمنون "
إلى من كلله اهلل بالهيبة والوقار إلى من علمني العطاء بدون انتظار ،إلى
إلى معنى الحب والحنان والتفاني إلى بسمة الحياة وسر الوجود
إلى الذي ساندني طول مشوار دراستي و ساعدني على النجاح زوجي "جمال"
إخوتي وأخواتي
إلى األخوات اللواتي لم تلدهن أمي ....إلى من تحلومعهم الحياة وتميزوا بالوفاء والعطاء
إلى ينابيع الصدق الصافي إلى من معهم سعدت ،وبرفقتهم في دروب الحياة الحلوة والحزينة
I
شكر و عرفان
الشكر ألول هلل تعالى خالق إلنسان وواهب العقل والبيان الذي هدانا بخير
خلقه محمد صلى هلل عليه وسلم و يسر لنا سبل النجاح وأخرجنا من ظلمات
إنجاز هذا العمل وفي تذليل ما واجهناه من صعوبات ونخص بذلك األستاذ
التي لم تبخل علي بتوجيهاتها ونصائحها القيمة كانت عونا لي في إتمام هذا
العمل
تحية إكرام وامتنان إلى كل األساتذة الكرام أصحاب الفضل لوصولنا إلى ما
نحن عليه اآلن وأخص بالذكر مدير التكوين المتواصل *صايب أسامة*
إن الحمد هلل نحمده و نستعينه على أنه وفقنا في إتمام هذا البحث المتواضع
II
ملخص الدراسة:
تعتبر الضغوط املهنية من بين املشكالت النفسية االجتماعية األساسية التي يعاني منها األفراد واملؤسسات على
ح د س واء ،بحيث ت ؤثر س لبا على صحة الف رد وانج ازه املنهي وك ذا الس ير الحس ن للمؤسس ة .والع املون في
املؤسسات االستشفائية ليسوا في منأى عن هذه الظاهرة بسبب ضغوط الظروف املهنية الصعبة املعاشة في
مكان العمل.
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على ضغوط العمل وأثرها على أداء العاملين باملؤسسة االستشفائية ،كذلك
ه دفت الدراس ة إلى التع رف على مختل ف االس تراتيجيات املس تعملة من ط رف العام ل او املؤسس ة ملواجه ة
ضغوط العمل.
ولتحقيق أهداف الدراسة واختبار فرضياتها طرحنا التساؤل الرئيسي التالي :إلى أي مدى تؤثر ضغوط العمل
التي يتعرض لها العامل في املؤسسة االستشفائية على مستوى أداءه املنهي ؟ وتندرج تحته األسئلة الجزئية
التالية :ما هي انعكاسات الضغوط املهنية على أداء العامل للعامل في املؤسسة االستشفائية؟
ماهي امليكانيزمات املستخدمة للتغلب على ضغوط العمل داخل القطاع الصحي؟
ولإلجابة عن هذه التساؤالت ،قامت الباحثة بإجراء دراسة ميدانية باملؤسسة االستشفائية العمومية الواقعة
بوالي ة العاص مة -زرال دة ،-حيث تم إتب اع مجموع ة من اإلج راءات املنهجي ة واملتمثل ة في املنهج الوص في
مستخدمين في ذلك أدوات جمع البيانات االستبيان واملالحظة ،وتم اختيار عينة البحث بالطريقة العشوائية .
وقد أشارت النتائج إلى أن عمال املؤسسات االستشفائية يشهدون مجموعة من الضغوط في العمل لها انعكاس
كبير سلبي على أدائهم املنهي باملؤسسة و هذه الضغوط تجعلهم يعيشون في حالة من القلق ،والتوتر ،والضيق،
عدم وجود رضى وظيفي ،مما يشير إلى أهمية اقتراح حلول لهذه الضغوط و ايجاد طرق و أساليب للقضاء
عليها أو التخفيف منها على األقل و هذا سواء من طرف العامل أو املؤسسة ،فأهم امليكانزمات الفردية للتغلب
على الض غوط املهني ة هي :الص الة و االس تغفار و طلب عط ل ،املث ابرة و املواجه ة االيجابي ة ،طلب املس اعدة و
معلومات من مسؤولي املؤسسة لتخفيف الضغوط عليهم ،محاولة تحسين و تطوير من مهاراتهم للتغلب على
الضغوط....الخ ،أما امليكانزمات التنظيمية للتغلب على الضغوط املهنية فنجد منها :تكوين خاص للممرضين
باعتباره أداة ضرورية و مهمة بالنسبة للعامل ،و لذلك تسعى املؤسسة لحماية عمالها من هذه الضغوط لسير
العم ل على أحس ن ح ال ،من جه ة أخ رى من خالل ع رض و تحلي ل بيان ات الدراس ة الحظن ا هن اك ط رق و
أساليب غير فعالة و أقل استخداما من طرف املؤسسة ،كالقيام ببرامج توعوية ووقائية للتغلب على ضغوط
العمل وتقييم و ترقية املوظفين على أسس ومعايير واضحة ما جعل العامل يتذمر و يخطأ في ادائه املنهي.
III
الفهرس
IV
رقم العنوان
الصفحة
I اإلهداء
II كلمة شكر
III امللخص
IV فهرس
IV قائمة الجداول و األشكال
أ-ب مقدمة
الفصل األول :اإلطار املفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
02 تمهيد الفصل األول:
02 املبحث األول :مدخل الى ضغوط العمل
02 املطلب األول :مفهوم ضغوط العمل
05 املطلب الثاني :مصادر ضغوط العمل
08 املطلب الثالث :أنواع ضغوط العمل
09 املبحث الثاني :عالقة ضغوط العمل مع األداء الوظيفي
10 املطلب األول:مفهوم األداء الوظيفي و عناصره
12 املطلب الثاني :العوامل املؤثرة في األداء الوظيفي ومحدداته
14 املطلب الثالث :العالقة بين ضغوط العمل و األداء الوظيفي
16 املبحث الثالث :أساليب التعامل مع ضغوط العمل
17 املطلب األول :أساليب التعامل مع الضغوط على املستوى الفردي
20 املطلب الثاني :أساليب التعامل مع الضغوط على مستوى املنظمة
29 خالصة الفصل األول
30 الفصل الثاني :ضغوط العمل وأثره على األداء الوظيفي -دراسة ميدانية-
31 تمهيد الفصل الثاني
31 املبحث األول :نظرة عامة حول املؤسسة العمومية االستشفائية -بوقاسمي الطيب -
31 املطلب األول :تعريف املؤسسة العمومية االستشفائية
32 املطلب الثاني :مهام املؤسسة العمومية االستشفائية العمومية
36 املطلب الثالث :التنظيم اإلداري الخاص باملؤسسة العمومية االستشفائية
40 املبحث الثاني :انعكاسات ضغوط العمل و سبل مواجهتها
40 املطلب األول :اآلثار املترتبة على ضغوط العمل
42 املطلب الثاني :اإلجراءات املنهجية للدراسة امليدانية
45 املطلب الثالث :واقع أثر ضغوط العمل و ميكانزمات التغلب عليها في املؤسسة
االستشفائية
75 خالصة الفصل الثاني
76 خاتمة
IV
81 قائمة املراجع
86 املالحق
V
قائمة الجداول و األشكال
VI
الصفحة العنوان رقم الجدول
14 العالقة بين الضغط و مستوى األداء 01
32 قدرة استيعاب املصالح الطبية في املؤسسة العمومية االستشفائية زرالدة 02
34 توزيع املصالح الطبية و وحداتها في املؤسسة االستشفائية 03
38 التعداد البشري للمؤسسة العمومية االستشفائية لزرالدة 04
44 توزيع العينة حسب الجنس 05
45 توزيع العينة حسب الحالة العائلية 06
45 توزيع العينة حسب السن 07
46 توزيع العينة حسب املستوى التعليمي 08
46 توزيع العينة حسب طبيعة العمل 09
47 توزيع العينة حسب األقدمية 10
47 توزيع العينة حسب نوع الوظيفة 11
48 تأثير طبيعة العمل على مزاج العامل 12
49 توزيع العينة حسب شعور املمرض باالرتياح عند القيام باملهام 13
49 تأثير وجود التعاون الجماعي على انجاز العمل 14
50 انعكاس بعد مقر اإلقامة عن املؤسسة على مهارات العامل و قدراته في العمل 15
51 االمتيازات في القطاع الصحي و تأثيره على األداء الوظيفي 16
52 تأثير الضوضاء املحيطة باملستشفى على األداء الوظيفي 17
52 توزيع العينة حسب العالقة مع الزمالء و دورها في توليد ضغط منهي 18
انعكاس طلب املعارف واألصدقاء ملساعدتهم في قضاء مصالحهم سلبا على تأدية
53 19
العمل بطريقة جيدة
53 عدم التكيف مع بيئة العمل هو سبب كثرة غياب العامل 20
54 مميزات مهام الوظيفة التي يقوم بها العامل 21
55 وضوح واجبات و مسؤوليات الوظيفة بالنسبة للعامل 22
55 علم املوظفين بالتحديد صالحياتهم في الوظيفة الحالية 23
56 تأثير تدخل اإلدارة في العمل على األداء املنهي 24
57 النتائج السلبية التي يتركها عبئ العمل على العامل 25
58 المعاناة النفسية من توتر األعصاب بسبب ضغوط العمل 26
58 مدى مطالبة بتوضيح التعليمات التي تنظم العمل من الجهة املسؤولة 27
59 اإلجراءات املتخذة من طرف اإلدارة في حالة الغياب 28
59 تعامل املؤسسة مع الضغوط املهنية 29
60 مساهمة التكوين والتكوين املستمر في تفادي ضغوط العمل 30
61 مدى وجود التنسيق بين العمال في مختلف الوحدات 31
61 نسبة العمال املتحصلين على ترقية في مسارهم الوظيفي 32
62 عدالة تقييم االدارة للموظفين 33
VII
63 طرح مشاكل العمل على املشرف املباشر و اإلدارة 34
63 سعي العمال إلى تنمية قدراتهم املهنية للتخفيف من الضغوط املهنية 35
64 قيام املؤسسة ببرامج توعية وقائية للتقليل من ضغوط العمل داخل املستشفى 36
65 توفير املستشفى لخدمات اجتماعية تحفيزية 37
65 توزيع العينة حسب املشاركة في اتخاذ القرارات 38
66 تأثير تواجد فرص الترقية على حماسهم اتجاه العمل 39
IX
مقدمة
مقدمة :
لق د أص بح موض وع ض غوط العم ل من أهم املواض يع ال تي ش غلت الب احثين في مختل ف املج االت االقتص ادية
واالجتماعية والنفسية وغيرها ،...و هذا بسبب األثر الذي يسببه على الفرد واملنظمة على حد السواء.
فالضغوط باتت جزءا ال يتجزأ من حياتنا اليومية ال يمكن تجنبها ،و ذلك مع تعقد الحياة و ازدياد متطلباتها،
فاإلنسان اليوم يعيش في بيئة تتسم بالتغير السريع واملستمر الذي يصعب مالحظته في كافة املجاالت ،زيادة
على ذلك ،تعقد حاجات الفرد و تعدد أساليب إشباعها ،حيث خلفت معها مجموعة من اآلثار النفسية و
الصحية واالجتماعية على مستوى األفراد و الجماعات ،و بالرغم من تعدد وتنوع مصادر هذه الضغوط إال
أن العمل يظل هو أهم هذه املصادر وأخطرها .
يعد املوظف أو العامل أساس نجاح أي منظمة ،ملا يؤديه من عمل ومقدار الجهد الذي يبذله باعتباره الوحيد
القادر على إدارة املوارد األخرى باملنظمة ،لهذا استلزم األمر االهتمام به ومتابعة مستوى أدائه و العمل على
مواجهة الضغوط الذي يتعرض لها في العمل بشكل يؤدي إلى رفع روحه املعنوية ،وبالتالي رفع مستوى أدائه
وأداء املنظمة التي يعمل بها.
يكتس ب العم ل في املؤسس ات الصحية أهمي ة خاص ة ،وه ذا ألن نتيج ة ه ذا العم ل تمس حي اة الف رد و صحة
املجتمع بشكل مباشر ،وبما أن املستشفيات خاصة العمومية منها تعتبر من املؤسسات التي تمتاز بكثرة العمل
من أجل تقديم الخدمات تتطلب اهتماما وتركيزا كبيرين من العاملين من أجل تأدية عملهم بكفاءة وعلى أكمل
وجه .
و بناء عليه ،فإن دراسة العوامل التي قد تؤثر على أداء العاملين في هذه املؤسسات ،و السيما ضغوط العمل
تمتل ك أهمي ة استثنائية للحف اظ على الس ير الحس ن للعم ل و تق ديم أفض ل للخ دمات الصحية ،ل ذلك اهتم
املختص ون في مج ال الصحة و إدارة املستش فيات بالض غوط الناجم ة عن العم ل في املستش فيات ،فهي تحت اج
إلى االس تعداد الكام ل مادي ا و بش ريا و علمي ا و إداري ا لالرتق اء بمس توى الخ دمات الصحية ،و نظ را ألهمي ة
العنصر البشري و دوره في املستشفيات ،وجبت ضرورة التركيز على دراسة العوامل املحيطة بعمال الصحة،
و التعرف على مصادر ضغوط العمل التي تواجههم وما ينجم عن ضغوط العمل من آثار سلبية على سلوك
العاملين.
و من أجل تشخيص هذه الظاهرة ،قامت الطالبة بدراسة ميدانية على أسس منهجية و علمية بهدف معرفة
آث ار ض غوط العم ل ل دى عم ال الصحة على األداء ال وظيفي و الس بل ال تي يواجه ون به ا ه ذه الض غوط في
مختل ف املص الح الطبي ة و اإلداري ة في املؤسس ة العمومي ة االستش فائية بوقاس مي الطيب بزرال دة ،و تحدي د
العالق ة بين مس تويات ض غوط العم ل و مس توى األداء ل دى ه ؤالء الع املين ،كم ا ت رى الطالب ة أن دراس ات
أ
ضغوط العمل لدى عمال الصحة في املؤسسات االستشفائية ال تزال ضرورية نظرا للتغيرات والتطورات التي
يش هدها قط اع الصحة و البيئ ة املحيط ة ب ه ،وعلى ض وء م ا ذك ر نط رح االش كالية التالي ة :إلى اي م دى ت ؤثر
ضغوط العمل التي يتعرض لها العامل في املؤسسة االستشفائية على مستوى أداءه املنهي ؟
و انطالقا من االشكالية الرئيسية يمكن طرح أسئلة فرعية وهي على النحو التالي :
ما هي انعكاسات الضغوط املهنية على أداء العامل في املؤسسة االستشفائية؟ )1
ماهي امليكانيزمات املستخدمة للتغلب على ضغوط العمل داخل القطاع الصحي؟ )2
الفرضيات :
الفرضية العامة :كلما ازداد مستوى الضغوط املمارسة على املوظفون كلما قلت نسبة األداء الوظيفي.
الفرضيات الفرعية :
-1هناك انعكاسات سلبية و ايجابية لضغوط العمل على األداء الوظيفي .
- 2هناك أساليب متنوعة فردية و تنظيمية تستخدم ملواجهة ضغوط العمل في املؤسسة االستشفائية.
أسباب اختيار املوضوع:
رغبتنا في دراسة ضغوط العمل وتأثيرها على أداء العامل داخل املؤسسة االستشفائية .1
معرفة أسباب و اآلثار النابضة عنها والطرق املتبعة للوقاية منها. .2
من األسباب الوجيهة التي قادتنا إلى اختيار هذا املوضوع هو تحسيس املنظمات بالدور الكبیر للموارد .3
البشریة ،مع إظهار وتبيان أهمیته في تحقیق أهداف املنظمة ٕو انجاز العمل.
الوصول إلى نتائج تساعد املسؤولين في وضع سياسات تحد من مسببات ضغط العمل أو التخفيف من .4
حدتها في القطاع الصحي.
أهداف الدراسة :
الهدف الرئيسي :التعرف على مختلف انعكاسات و آثار ضغوط العمل على مستوى أداء العاملين باملؤسسات
االستشفائية.
األهداف املحددة
تحديد العالقة بين مستويات ضغوط العمل املدروسة و مستوى أداء العاملين.
محاولة معرفة العوامل املؤثرة في زیادة ضغوط العمل و اآلثار السلبیة لها على األداء..
تحديد مستويات ضغوط العمل التي يواجهها العاملون في املؤسسات االستشفائية.
اقتراح حلول وتوصيات بناءا على نتائج االستبيان املقدم للموظفين باملؤسسةاالستشفائية تهدف إلى
ضبط الضغوط و معالجة تأثير عوامل الضغط بهدف تطوير مستوى أداء العاملين .
ب
ت
الفصل األول
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تمهيد:
لقد تعددت العوامل البيئية سواء منها املادية أو املعنوية مما جعلت إنسان العصر يتأثر منها ،حيث ال
يقف هذا التأثير على البيئة الداخلية له إال وهي املنزل أو في الحياة العامة بل ينتقل إلى بيئة العمل ،و يتمثل في
ح دوث ض غوط العم ل ال تي تجع ل الف رد قل ق و س ريع االنفع ال ،األم ر ال ذي ينعكس على أدائ ه ال وظيفي و
العالقة التي تجمعه مع زمالءه ورؤسائه وبالتالي على صحته النفسية و الجسدية ،ونظرا ألهمية هذا املوضوع
فقد أصبح هذا يعد األكثر اهتماما من طرف الباحثين في مجال السلوك التنظيمي .
إن نجاح التنظيمات ال يتم إال باالستغالل الجيد ملوارده البشرية ،لذا فإن دراسة سلوك أداء العاملين
وس لوك األف راد في ه ذه املنظم ات يع د من العناص ر ال تي حظيت باهتم ام العدي د من الب احثين ،ومن ثم فق د
اعتبرتها املنظمات أحد األسباب التي تؤدي بها للوصول إلى أهدافها ورفع كفاءتها اإلنتاجية.
سنحاول من خالل هذا الفصل إلقاء الضوء على هذا مفهوم ضغوط العمل مبرزين ماهيته ومصادره،
وآلي ات التعام ل مع ه ،باإلض افة إلى التط رق إلى األداء ال وظيفي م برزا عناص ره و محددات ه ،و ك ذا عالقت ه م ع
ضغوط العمل.
يعيش الفرد ويتفاعل مع املحيطين به في بيئة تتميز بالتغير املستمر بمختلف أنواعها ،والتي تشمل كل
مجاالت الحياة ،حيث أصبحت السمة املميزة للعصر الحالي ،مما يجعل هذه البيئة غير صحيحة ملا تولده من
ص راعات وض غوطات بمختل ف أنواعه ا ،وال تي ت ؤثر على الف رد من الناحي ة الفيزيقي ة واالجتماعي ة والنفس ية،
حيث يصعب عليها التكيف معها و تسخيرها لصالحهم ،كما يختلف األفراد في استجاباتهم للضغوط ،فمنهم من
ت دفعهم الض غوط إلى املث ابرة و الجدي ة لتحقي ق األه داف املنش ودة ،والبعض اآلخ ر ت دفعهم إلى اإلحب اط
يمضي املوظ ف ج ل وقت ه في العم ل وفي بعض األحي ان وتحت ت أثير متطلب ات العم ل ،يزي د املوظ ف من
ساعات العمل و ذلك إلنجاز بعض املهام التي تتعلق بالعمل ،باإلضافة إلى أن العمل ال ينتهي عند نهاية الدوام
2
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
الرسمي للمنظمة ،بل يمتد إلى أن يحمل املوظف هموم ومعاناة عمله إلى املنزل ،وهذا يعني أن ما يتعرض له
املوظف من ضغوط في عمله تؤثر في حياته األسرية ،ومن هنا نجد أن حياة املوظف عبارة عن حلقة مترابطة
تؤثر على بعضها بعض ,ألن ما يمر ب ه من مواقف أو أحداث محيطة أو ضاغطة باملنزل ينعكس على عمله و
بالت الي على درج ة أدائ ه ، 1وتس تخدم عب ارة الضغط أو الضغوط عن د تن اول املوض وع من البع د املنهي للدالل ة
على حالتين مختلفتين ،ففي األولى تشير إلى ظروف العمل املادية واالجتماعية التي تحيط بالفرد في مكان عمله
والتي تسبب له نوعا من الضيق والتوتر ،ضمن هذا اإلطار فإنها ترتبط بعوامل خارجية .وفي حالة ثانية فإنها
تش ير إلى الش عور غ ير الس ار ال ذي ينت اب الف رد بسبب ه ذه العوام ل ،2وي رى ف اروق عب د فيل ة أن الض غوط
املهني ة هي الض غوط الناتج ة عن طبيع ة الوظيف ة ال تي يؤديه ا الف رد من حيث مس ؤولياتها وأعبائه ا وأهميته ا
وعالقته ا بالوظ ائف األخ رى ،وال دور ال ذي يلعب ه ص احب الوظيف ة .وخص ائص ه ذا ال دور ،فهي تش ير إلى
مجموعة من التغيرات النفسية و الجسمية التي تحدث لدى الفرد ،ويمكن النظر إلى ضغوط العمل على أنها أية
خاص ية لبيئ ة العم ل تمث ل تهدي دا للف رد مث ل مط الب العم ل ال تي تس تطيع الوف اء به ا او إم دادات غ ير كافي ة
إن االستخدام املتنوع للضغوط من طرف العديد من الفروع العلمية أدى إلى تعدد التعاريف والشروح
من طرف املختصين حيث اختلفت هذه التعاريف باختالف الطريقة التي ينظر إليها الباحث إلى ضغوط العمل و
تعريف ماندلر : mandlerالضغوط املهنية تعني تلك الظروف املرتبطة بالضغط والتوتر والشدة
الناتجة عن املتطلبات أو املتغيرات التي تستلزم نوعا من إعادة التوافق عند الفرد ،وتنتج الضغوط
من املواقف واألحداث السلبية التي توجد في بيئة العمل وتؤثر على الفرد ،مثل (صراع الدور ،العبء
ال وظيفي ،مش كالت اتخ اذ الق رار) ،و ينجم عن ه ذا بعض االس تجابات النفس ية و الفس يولوجية
السلبية لدى الفرد ،مثل عدم الرضا عن العمل و القلق و سرعة دقات القلب.
1علي بن حمد النوشان ،ضغوط العمل و أثرها على عملية اتخاذ القرارات ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجيستر في العلوم
اإلدارية ،أكاديمية نايف للعلوم األمنية ،الرياض ،السعودية ،2003 ،ص .70
2على عسكر ،ضغوط العمل وأساليب مواجهتها ،دار الكتاب الحديث ،ط ،02القاهرة مصر ،2000 ،ص.91
3ف اروق عب ده فلي ه وعب د املجي د :الس لوك التنظيمي في إدارة املؤسس ات التعليمي ة ،دار امليس رة للنش ر و التوزيع والطباع ة،
عمان ،األردن ،2005،ص .305
3
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تعريف بيم ألن bem allen: 1995الضغوط املهنية تنشأ من خالل تفاعل الفرد مع البيئة و تتمثل
في أعباء العمل ،صراع األدوار وفي شبكة عالقاته مع اآلخرين مثل األصدقاء واألقارب وأفرد األسرة .
تعريف كشرود : 1998الضغوط املهنية هي مواقف تتفاعل فيها العوامل الوظيفية لدى العامل مما
يتسبب عنه تغير في حالته النفسية والفسيولوجية ويجعله ينحرف عم عمله االعتيادي. 1
تعريف عبد الرحمن الهيجان : 1998يعرف ضغوط العمل على أنها تجربة ذاتية لدى الفرد ،تحدث
نتيجة لعوامل في الفرد أو البيئة التي يعمل فيها،بما في ذلك املنظمة أو املؤسسة،حيث يترتب على هذه
العوامل حدوث آثار أو نتائج جسمية أو نفسية أو سلوكية على الفرد ،تؤثر بدورها على أدائه للعمل،
تعريف ماجدة بهاء الدين السيد عبيد " أشارت على أنه مجموعة املثيرات ،أو املنبهات املرتبطة ببيئة
املهن ة ،مث ل العبء الكمي والكيفي للمهن ة ،وص راع ال دور وغموض ه ،والخالف ات م ع الرف اق في
3
الوظيفة".
تعريف بير ونيومان :عرف ضغوط العمل على أنها حالة ناشئة عن تفاعل الناس وأعمالهم وتتصف
أما ف اروق عب د الفليه :فيع رف ض غوط العم ل على أنه ا اختالل وظيفي في املنظم ة أو املؤسسة ال تي
يعم ل به ا الف رد ،و ي ؤدي ه ذا االختالل إلى انخف اض مس توى الرض ا ال وظيفي و ض عف األداء و
1عمر مصطفى النعاس :الضغوط املهنية وعالقتها بالصحة النفسية ،إدارة املطبوعات والنشر ،مصراتة ،ليبيا ، 2008،ص.31
2عبد هللا السماري :التوافق املنهي وعالقته بضغوط العمل في األجهزة االمنية ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم
االجتماعية،جامعة نايف ،الرياض ،السعودية ،2006،ص.16
3ماجدة بهاء السيد عبيد ،د س ،الضغط النفسي وأثره على الصحة النفسية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،2008.ص
31
4محمد حسن محمد حمادات :السلوك التنظیمي والتحدیات املستقبلیة في املؤسسات التربوية ،دار الحامد لنشر والتوزيع،
عمان ،األردن ،2008 ،ص .162
5ف اروق عب ده فلي ه وعب د املجي د :الس لوك التنظيمي في إدارة املؤسس ات التعليمي ة ،دار امليس رة للنش ر و التوزيع والطباع ة،
عمان ،األردن ،2005 ،ص.305
4
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
و استنادا ملا تم ذكره من تعاريف نستخلص أن ضغوط العمل هي تلك الحالة التي تصيب الفرد نتيجة
عدم توافقه مع بيئة العمل ،وهذا لتعرضه ملثيرات ذاتية ،وبيئة تفوق طاقته ،والذي ينتج عن مجموعة من
تع د ض غوط العم ل من بين املوض وعات ال تي ج ذبت اهتم ام الب احثين خاص ة في مج الي العل وم اإلداري ة
واالجتماعية ،وباإلضافة إلى عملية تحديد تعريف لضغوط العمل من قبل الباحثين ،فقد عملوا على معرفة
مص ادر ه ذه الض غوط وك ذا اآلث ار املترتب ة عنه ا ،حيث أن هن اك اختالف في دراس ة الب احثين ورؤيتهم ملص ادر
ضغوط العمل ،وذلك باختالف مدارسهم سواء النفسية أو االجتماعية ،غير أنهم يشتركون في أغلب العناصر
املسببة لها ،و كل التصنيفات التي طرحت في مجملها غالبا تجمع على أن العوامل الفردية والتنظيمية والبيئية
صراع الدور :يظهر صراع الدور في العمل حينما يقوم الفرد بأداء مهام كثيرة تتطلب سرعة كبيرة .1
إلنجازها ،هذه املهام تكون متشعبة ومتداخلة مع مهام وأدوار أخرى يؤديها الفرد ،ومن أمثلة ذل ك
محبب ة إلى نفس ه ،وبالت الي يش عر الف رد باالستياء من عمل ه وبالض غوط الواقع ة علي ه ،ك ذلك يظه ر
ص راع ال دور حينم ا يكون الف رد واقع ا تحت ت أثير أك ثر من قي ادة ويتلقى أوام ر من أك ثر من رئيس
1
يطلبون منه القيام بوظائف متناقضة .
تتميز املنظمات بوجود هيكل متدرج من السلطة الرسمية ويختلف املرؤوسين في قبولهم لنفوذ سلطة
الرؤس اء ،وه ذا ي ؤدي إلى الش عور ب التوتر ل دى البعض ،كم ا ت ؤدي العالق ات الشخص ية بين الف رد
وزمالئ ه في العم ل دورا هام ا للحي اة العملي ة ،فه ذه العالق ات ق د تتيح ل ه إش باع حاجات ه النفس ية من
احترام وتقدير ،وإذا أسيء استغالل هذه العالقة فإنها بال شك ستتصف بسمات العداء والكراهية،
عبد الباقي صالح ,السلوك التنظيمي :مدخل تطبيقي معاصر ,دار الجامعة الجديدة ,اإلسكندرية , 2003 ,ص . 333 1
5
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
وقد تتعمق إلى الحد الذي يشعر فيه الفرد باالغتراب وانفصاله ،ولذا يقوم الفرد باملناورة للحصول
غم وض ال دور :يمث ل غم وض ال دور حال ة ع دم التأك د فيم ا يتعل ق بم اذا يعم ل الف رد ،م تى وكي ف، .2
ويمكن أن يوج د الغم وض في أي من املج االت التالي ة :مس ؤولية الف رد ،القواع د ،مص ادر الس لطة،
تق ييم املش رف ألداء الف رد ،التغ يرات التنظيمي ة واألم ان ال وظيفي ،1وق د أثبتت بح وث عدي دة أن
غموض الدور ينشا عند الفرد توترا سلبيا يتجسد مباشرة في تدهور رضائه عن العمل وزعزعة ثقته
بنفسه وباآلخرين.2
عبئ العم ل :ي رى جرين برغ وب ارون أن عبء العم ل ه و تحمي ل الف رد بأعب اء ف وق طاقت ه ،وق د تكون .3
زيادة األعباء من الناحية الكمية ،إذ يطلب من الفرد القيام بأعمال أكثر مما يستطيع انجازه بالوقت
املح دد ،وق د تكون زي ادة العبء بش كل ن وعي ،ك أن يطلب من الف رد القي ام بأعم ال ال تتالءم
واستعداداته وقدراته الخاصة ،3أما انخفاض عبء العمل فيحدث عندما يكون للفرد عمل قليل غير
كاف الستيعاب قدراته وطاقته واهتماماته ،ألن لديه إمكانيات أكبر من املهام والواجبات املكلف بها.4
طبيعة العمل :هناك العديد من الوظائف التي تعاني من ضغوط العمل أكثر من غيرها وال يمكن أن .4
نج د وظيف ة في مجتمعن ا املعاص ر خالي ة من الض غوط ،وب ذلك نج د أن الوظ ائف ال تي تتطلب من
ش اغلها اتخ اذ ق رارات حاس مة وهام ة في ظ ل ع دم التأك د ،أو الوظ ائف ال تي تتطلب ق درا ضئيال من
التحكم والرقابة أو التي ال يستطيع شاغلها تنفيذ املهام املسندة إليه غالبا ما ينتج عنها مستوى عال
من الض غوط ،5و تح دث ض غوط طبيع ة العم ل عن دما يش عر الف رد أن امله ارات املطلوب ة النج از
1حسن راوية ,السلوك في املنظمات ,الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ,اإلسكندرية ,2001 ,ص . 403
2السالم مؤيد ,التوتر التنظيمي :مفاهيمه وأسبابه واستراتيجيات إدارته ,مجلة اإلدارة العامة ,العدد , 1990 , 68ص .84
3جرينبرغ ,جيرالد ,بارون ,روبرت ,إدارة السلوك في املنظمات ,دار املريخ للنشر ,الرياض ,ترجمة محمد الرفاعي وآخرون2004 ,
,ص .260
4أالء عب د املوج ود الغ اني ,رغ د س الم علي الط ائي ،تشخيص مسببات ض غوط العم ل ل دى األطب اء واملمرض ين الع املين في
مستشفى الخنساء التعليمي في املوصل ,مجلة جامعة كركوك للعلوم اإلدارية واالقتصادية ,العدد , 2015 ,ص .62
5عسكر علي ,عبد هللا أحمد ,مدى تعرض العاملين لضغوط العمل في بعض املهن االجتماعية ,مجلد العلوم االجتماعية ,العدد
،04الكويت , 1988 ,ص .01
6
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
مس توى أداء معين أك بر من قدرات ه ،أي أن الف رد يفتق د إلى الق درة الالزم ة ألداء العم ل باملس توى
املطلوب ،وأيضا عندما يتبين للفرد أن لديه قدرات ومؤهالت كبيرة أكبر من األعمال املوكلة اليه.1
صعوبة العم ل :تسبب ص عوبة العم ل ش عور الفرد بع دم االت زان و ترج ع ص عوبة العم ل إم ا لع دم .5
املعرفة بجوانب عمل ه أو أن كمية العمل أكبر من نطاق الوقت الخاص ب األداء أو أكبر من القدرات
2
املتاحة للفرد.
التط ور ال وظيفي :وه و ذل ك املس لك ال ذي يوضح مجموع ة الوظ ائف ال تي يت درج فيه ا األف راد أثن اء .6
حياتهم الوظيفية في املنظمة ،3ويعتبر التطور الوظيفي أم ًر ا هاًم ا لكثير من األفراد ،ليس فقط ألنهم
ًا
يحصلون على دخل مادي أكبر ،ولكن ألنهم يحققون مكانة أفضل ،ويواجهون تحدًي ا جديد ،ولذلك
ف إن ع دم الق درة على تعزي ز املكان ة املهني ة واملس تقبل ال وظيفي ومواكب ة املس تجدات في مج ال
4
التخصص يمثل مصدًر ا من مصادر ضغوط العمل .
املشكالت الشخصية :إن مصادر ضغوط العمل التي يتعرض لها الفرد ال تقتصر عادة على العمل، .7
فهن اك مجموع ة عوام ل أخ رى تسبب الض غوط فيكون مص درها الف رد نفس ه ،ويمكن أن نقس م
1فلمبان رأفت أحمد فؤاد ,ضغوط العمل التنظيمية وأثرها على إنتاجية القيادات اإلدارية ,رسالة ماجستير غير منشورة,
جامعة امللك عبد العزيز ,جدة ,1996 ,ص .55
2ملغربي كامل ،السلوك التنظيمي مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم ،ط ،2عمان ،األردن ،دار الفكر للنشر
والتوزيع.1994 ،
3املنظمة يوسف يعقوب شحاذة ,إدارة الضغوط املهنية لدى اإلدارات املدرسية من وجهة نظرها ,مجلة األستاذ ,العدد ,221
جامعة بغداد ,2017 ,ص .245
4األحم دي ،حن ان عب د ال رحيم ,ض غوط العم ل ل دى األطب اء املص ادر واألع راض ,بحث مي داني في املستش فيات الحكومي ة
والخاصة بمدينة الرياض ،مركز البحوث والدراسات اإلدارية ،لرياض( 2002 ,معهد اإلدارة العامة) ،ص .123-5
5عيسى إب راهيم املعش ر ,أث ر ض غوط العم ل على أدا الع املين في الفن ادق األردني ة فئ ة خمس نج وم ,رس الة ماجس تير غ ير
منشورة في إدارة األعمال ,جامعة الشرق األوسط ,األردن , 2009 ,ص 22
7
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
ضغوط تنشأ من عوامل وظروف تتعلق بحياة الفرد الخاصة وهذه تعتبر من العوامل الخارجية مثل:
األحداث الشخصية التي يتعرض لها الفرد واملشكالت العائلية واألزمات املالية ،مما يولد لديه حاالت
1
من التوتر واالنفعال النفسي تكون مصدر إلحساسه بالضغط في بيئة العمل.
ضغوط تنشأ من داخل الفرد )العوامل الداخلية( وتتحدد تبعا لشخصية الفرد وطريقة تفكيره ،مثل
اإلف راط في الطموح ات والس عي وراء تحقي ق ه دف ص عب املن ال ،أو التفك ير التش اؤمي بتوق ع نت ائج
تنقس م ض غوط العم ل إلى أن واع ،وذل ك حس ب معي ار الت أثير ومعي ار املص در و معي ار املدة الزمني ة و
ضغوط العمل حسب معيار األثر 2:تقسم وفق هذا املعيار إلى نوعين :
ض غوط العم ل اإليجابي ة :يطل ق عليه ا أيض ا الض غوط البن اءة أو الجي دة ،وه ذه الض غوط الزم ة .1
تتطلبه ا طبيع ة العم ل ،فمثال يحت اج إليه ا املدير للض غط على الع املين لالحتف اظ بحي ويتهم ودافعيتهم
للعمل ,وهي مفضلة ومرغوب فيها ،إذ ينجح الفرد في التكيف اإليجابي معها و يحولها إلى حافز ألداء
مهامه و أعماله ،ومن مؤشراتها بين العاملين :ارتفاع حجم النشاط و قوته ،وزيادة الدوافع والحماس
ضغوط العمل السلبية :تسمى أيضا الضغوط الهدامة أو السيئة ،وهي عكس اإليجابية فهي ضغوط .2
غير مرغوب فيها وغير مفضلة ،سواء بالنسبة للمدير أو العاملين في مختلف املستويات ،تتولد عنها
العدي د من املؤش رات من بينه ا :فق دان الرغب ة في العم ل و تن امي االحس اس باإلحب اط ،والي أس،
1ماهر أحمد ,السلوك التنظيمي :مدخل بنا املهارات ,الدار الجامعية للنشر ,اإلسكندرية ,2003 ,ص .387
2قويدر بورقبة ,ريم عمري ,أثر ضغوط العمل على الوالء التنظيمي –دراسة حالة كلية العلوم االقتصادية بجامعة تبسة,
مجلة تنمية املوارد البشرية للدراسات و األبحاث و املركز الديمقراطي العربي برلين املانيا ,العدد ،2أكتوبر ,2018ص .60-59
8
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
الضغوط الناتجة عن البيئة املادية :و يتعرض لها الفرد داخل املنظمة أثناء تأدية مهام وظيفته، .1
وتتضمن مصادر متنوعة قد تكون نفسية أو اجتماعية ناتجة عن مستوى استخدام التكنولوجيا التي
تعمل بها املنظمة ،مثل املكننة اإلدارية الحديثة ،فهو ال يستطيع مواكبتها أو مسايرتها.
الضغوط الناتجة عن البيئة االجتماعية :تحدث من خالل تفاعل الفرد مع زمالئه في العمل ,مثل .2
صراع بين األفراد أو بين الجماعات أو بين الفرد و الجماعات أو خالف مع رئيس العمل املباشر .
الض غوط الناتج ة إلى الخص ائص الفردي ة للف رد :وتع ود إلى مجموع ة من الخص ائص الشخص ية .3
الض غوط البس يطة :وتس تمر من ث وان مع دودة إلى س اعات طويل ة ،وتكون ناجم ة عن مض ايقات .1
الض غوط املتوس طة :وتمت د من س اعات إلى أي ام ،و تنجم عن بعض األم ور كف ترة إض افية أو زي ارة .2
شخص مسؤول.
الضغوط املضاعفة :هي التي تستمر ألسابيع و أشهر ،و تنجم عن أحداث كبيرة كالنقل من العمل أو .3
اإليقاف عن العمل.
2
ضغوط العمل من حيث معيار الشمول :تنقسم الضغوط وفق هذا املعيار إلى :
ضغط كلي شامل :هو الضغط السائد في كل شيء من اهتمامات العامل ،ومسيطرا على كافة العوامل في .1
ضغط جزئي فرعي :يرتبط بمصلحة فئة من الفئات التي يضمه الكيان اإلداري الذي يعمل به متخذ .2
القرار ,حيث تصدم مصالحه مع أهدافه نتيجة ملمارسة الضغط عليه ,فكلما كانت هذه الفئة مؤثرة كلما
3س عدون حم ود جث ير ،حس ين ولي د ،عالق ة وأث ر اس تراتيجيات إدارة املوارد البش رية بتقلي ل ض غوط العم ل دراس ة
استطالعية ،مجلة العلوم االقتصادية و اإلدارية جامعة ،بغداد العراق ،املجلد ، 22العدد ,2016 ,87ص .110
1سلوى تيشات ،إدارة السلوك التنظيمي ،مطبوعة جامعية لطلبة السنة الثانية ماستر إدارة أعمال و ادارة املوارد البشرية ،
كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،2018ص.66
2سلوى تيشات مرجع سبق ذكره ،ص .66
9
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
إن املبحث الث اني في الفص ل الث اني يبحث في األداء ال وظيفي من حيث مفهوم ه وعناص ره والعالق ة بين
األداء الوظيفي و ضغوط العمل ،حيث يعد األداء الوظيفي ذو أهمية بالغة للمنظمات بهدف الحفاظ على مركز
تنافسي جيد ،و يعتبر من أهم النشاطات التي يقوم بها الفرد باعتباره الناتج النهائي ملحصلة جميع األنشطة التي
يق وم به ا داخ ل املنظم ة ،حيث أن ه يرتب ط بكل عنص ر من عناص ر املؤسس ة وال تي تعم ل على الرف ع من أدائه ا
وإيجاد حلول للمشاكل التي تعيق عملية سيرها على جميع املستويات التي تشكل األداء الكلي للمؤسسة.
يحظى مفهوم أداء العاملين بمكانة خاصة في أي مؤسسة باعتباره الناتج النهائي ملحصلة جميع األنشطة بها،
فقد تعددت واختلفت التعاريف التي أوردها الكّت اب واملهتمون بهذا املوضوع ،ويرجع هذا االختالف والتباين في
التع اريف إلى الُب ع د ال ذي يتن اولون في ه موض وع األداء ،فهن اك من ي رى أن األداء ه و نت اج س لوك األف راد في
ًا
املنظمة ،ومنهم من يرى أن األداء هو اإلنتاجية التي تشير إلى الناتج النهائي لعمل املنظمة ،وهناك أيض من يرى
حيث يع رف Robbins & Judgeاألداء بأن ه تض افر الكف اءة والفعالي ة في فع ل امله ام األساس ية
1
املطلوبة من الفرد.
و يع بر مفه وم األداء ال وظيفي عن األث ر الص افي لجه ود الف رد ال تي تب دأ بالق درات وإدراك ال دور أو امله ام،
2
والذي يشير بالتالي إلى درجة تحقيق وإتمام املهام املكونة لوظيفة الفرد.
يش ير األداء ك ذلك إلى درج ة تحقي ق وإتم ام امله ام املكون ة لوظيف ة الف رد ،وه و يعكس الكيفي ة ال تي يحق ق أو
ًا
يشبع بها الفرد متطلبات الوظيفة .و غالب ما يحدث لبس بين األداء والجهد؛ فالجهد يشير إلى الطاقة املبذولة،
3
أما األداء فيقاس على أساس النتائج التي حققها الفرد.
Robbins, S., and Judge, T. (2013) Organizational Behavior. 15th Edition, New Jersey: Pearson. P555 1
الظاهر ،نعيم إبراهيم .2010أساسيات اإلدارة :املبادئ والتطبيقات الحديثة ،األردن :عالم الكتب الحديث، .ص 155 2
حسن رواية :إدارة املوارد البشرية .االسكندرية .كلية التجارة ،جامعة اإلسكندرية ،2004 ،ص .215 3
10
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
كما يمكن تعريفه أنه عبارة عن املخرجات أو األهداف التي يسعى النظام لتحقيقها ،أي أنه مفهوم يربط بين
1
أوجه النشاط و بين األهداف التي تسعى هذه األنشطة الى تحقيقها داخل املنظمة.
لألداء عناص ر و مكون ات أساس ية ب دونها ال يمكن التح دث عن وج ود فعالي ة في األداء ،و ذل ك يع ود
ألهميتها في قياس مستوى أداء العاملين في املنظمات ،و قد اتجه الباحثين لحصر مكونات األداء للخروج بمزيد
من املساهمات في هذا املوضوع لدعم وتنمية فاعلية األداء الوظيفي للعاملين ،ومن بين هذه العناصر ما يلي:
أ -كفايات املوظف :و هي تعني ما لدى املوظف من معلومات ومهارات واتجاهات وقيم ،وهي تمثل خصائصه
ب -متطلبات العمل أو مواصفات الوظيفة :وتشمل املهام واملسؤوليات ،أو األدوار واملهارات والخبرات التي
ج -بيئة املؤسسة :و تتضمن العوامل الداخلية ال تي تؤثر في األداء الفعال للموظف ،وهي :املؤسسة وهيكلها
وأه دافها وموارده ا ومركزه ا االس تراتيجي ،واإلج راءات املس تخدمة ،أم ا العوام ل الخارجي ة فهي تش كل بيئ ة
املؤسس ة وت ؤثر في األداء الفع ال مث ل :العوام ل االقتص ادية واالجتماعي ة والتقني ة والحض ارية والسياس ية و
2
القانونية.
أم ا أحم د ص قر عاش ور فيلخص عناص ر األداء بالش كل الت الي :أنش طة العم ل و الج وانب الثابت ة و
املتغيرة :أي تحديد أنشطة العمل و األهداف التي تخدمها و أهميتها النسبية من حيث الوقت الذي تستغرقه و
1عبد املحسن ومحمد ،توفيق :تقييم األداء :مداحل جديدة لعالم جديد ،دار الفكر العربي ودار النهضة العربية ،2002 ،ص 7
2درة ،عبد الباري .والصباغ ،زهير :إدارة املوارد البشرية في القرن الحادي والعشرين منحنى نظمي ،عّم ان ،دار وائل للنشر،
،2008ص . 305
11
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
العالقة بين أنشطة و مهام العمل و التصميم املناسب :فمعرفة األنشطة يكون عن طريق تجميع هذه .1
األنش طة إلى مه ام و امله ام إلى أعم ال ،و يق وم ه ذا على أس اس تحدي د عالق ة التج انس و التكام ل بين
هذه األنشطة مما يترتب عليه إعادة تصميم العمل أو تنظيمه .
املواص فات املطلوب ة في الفرد ال ذي ي ؤدي العم ل :ه ذا العنص ر يع د هم زة الوص ل ال تي ترب ط بح وث .2
تحلي ل األداء و مكونات ه و بحوث االختي ار ،فعلى ض وء أنش طة األداء الثابتة و املتغ يرة يمكن تحديد
1
املواصفات املطلوب توفرها في الفرد الذي يقوم بأداء هذه األنشطة.
هن اك بعض العوام ل ال تي ت ؤثر مس توى األداء ال وظيفي باملؤسس ة س واء ت أثيرا إيجاب ا أو س لبيا ،به ذا
الشأن يرى بظاظو أنه هناك عوامل تؤثر على األداء الوظيفي و ذكر منها ما يلي :
تحدي د أه داف املنظم ة :إن املنظم ات ال تي تعم ل دون أن يكون ل ديها خط ط واضحة ومع دالت إنت اج .1
محددة ال تستطيع أن تقيس مدى ما تحقق من إنجازات ،وهذا بدوره ينعكس على أداء املوظفين فيها.
مش اركة املس تويات اإلداري ة املختلف ة في التخطي ط وص نع الق رارات :الش ك ب أن ض عف مش اركة .2
املس تويات اإلداري ة املختلف ة في التخطي ط وص نع الق رارات ،س اهم في إيج اد فج وة بين اإلدارة العلي ا
الرض ا ال وظيفي :إن انخف اض الرض ا يعت بر من العوام ل األساس ية في ت دني مع دالت األداء ل دى .3
املوظفين.
التسيب اإلداري :يعتبر التسيب اإلداري من الظواهر اإلدارية التي لها تأثير كبير في انخفاض معدالت .4
أداء املوظفين.
التطور التنظيمي :إن املشكالت الناتجة عن التطور التنظيمي لهاشك في أن له أثر واضح في انخفاض .5
1عاش ور ،أحم د ص قر :إدارة الق وى العامل ة األس س الس لوكية و أدوات البحث التط بيقي ،ب يروت :دار النهض ة للطباع ة و
النشر ،1973 ،ص .70-69
12
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
البيئة املادية :إن عجز املنظمة عن توفير بيئة عمل مادية مناسبة للعاملين يترك آثار سيئة في نفوس .6
وجود اإلشراف الجيد انخفاض الروح املعنوية للموظفين ،وخلق جو من عدم الثقة ،وبالتالي يترك
نظ ام الح وافز :إن نظ ام الح وافز على اختالف أنواعه ا يس اهم في تحف يز الع املين ،ويس اهم في حثهم .8
1
على رفع كفاءة أدائهم ويزيد من درجة رضاهم عن العمل.
كما ذكرنا سابقا أن األداء الوظيفي هو القيام باألنشطة و املهام املختلفة التي تتكون منها الوظيفة ،وهو
ينتج من تض افر ع دة عناص ر من ش أنها أن ت ؤثر على ه ذا األداء س لبا أو ايجابي ا ،يطل ق على ه ذه العناص ر
الجهد :وهو الجهد الناتج من حصول الفرد على التدعيم )الحافز( إلى الطاقات الجسمية و العقلية التي يبذلها
إدراك الدور أو املهمة :تعني االتجاه الذي يعتقد الفرد أنه من الضروري توجه جهوده في العمل من خالله،
وتقوم األنشطة والسلوك الذي يعتقد الفرد بأهميتها في أداء مهامه بتعريف إدراك الدور .
بينما هناك من يضيف إلى إدراك الدور أو املهمة )نمط اإلدارة ( الجهد املبذول ،ونوعية هذا الجهد املبذول
2
والتي تعني مستوى الدقة و الجودة ،و درجة مطابقته ملواصفات نوعية معينة .
من جهة أخرى حسب "أ عاشور" فإدراك الفرد لدوره الوظيفي هي تصوراته و انطباعاته من السلوك
واألنشطة التي يتكون منها عمله ،و كيفية أدائها و تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتحديد أدائه ،وبالتالي
1بظ اظو ع زمي ،أث ر ال ذكاء الع اطفي على األداء ال وظيفي للم دراء الع املين في مكتب غ زة اإلقليمي الت ابع لالون روا ،رس الة
ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين ،2010 ،ص .49
2راوية حسن :إدارة املوارد البشرية )رؤية مستقبلية)،الدار الجامعية ،مصر ،االسكندرية ، 2003 ،ص .210
13
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
يكون مضمون أداء الفرد هو تفاعل دافعيته لألداء مع قدراته املتمثلة في خصائص الفرد و قدراته ،وإدراك
و من ه نس تخلص أن س لوك األداء ال ذي يمارس ه الف رد يتح دد بتفاع ل و ام تزاج دافعيت ه م ع قدرت ه
وإدراكه ،وكفاءة محددات األداء تتحدد من خالل صفات الفرد و خصائص العمل واملنظمة ،و تتمثل صفات
الف رد في الق درة على العم ل و ال تي تتض من امله ارات واملعلوم ات و الخ برة ال تي يتطلبه ا أداء العم ل ،و ك ذلك
حظي موض وع العالق ة بين ض غوط العم ل واألداء باهتم ام ع دد كب ير من الب احثين ،إال أنهم لم يتفق وا
على شكل العالقة بين ضغوط العمل واألداء ؛ حيث يعتبرها البعض عالقة خطية سالبة ،ويرى البعض اآلخر
أنها عالقة خطية موجبة ،ويرى فريق ثالث بأنها تأخذ شكل منحنى و فيما يلي توضيح أكثر في عالقة الضغط
مع األداء.
يؤثر الضغط على مستوى األداء في كثير من مهام العمل و تأخذ العالقة بين الضغط و مستوى األداء الشكل
2
اآلتي :
1عاشور ،أحمد صقر :إدارة القوى العاملة األسس السلوكية و أدوات البحث التطبيقي ،بيروت :دار النهضة للطباعة و
النشر ،1973 ،ص .66
2محمد حسن محمد حمادات :السلوك التنظيمي و التحديات املستقبلية في املؤسسات التربوية .دار حامد للنشر و التوزيع.
عمان .األردن . 2008 .ص .181
14
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
_االحباط _برنامج
_1عن د مس توى ض غط منخفض يحاف ظ الف رد على مس توى األداء الح الي ،و في ه ذا املس توى ف إن الف رد ال
يستحدث أو ينشط ،أو ال يعاني من أي ضغط ،ومن املحتمل أن الفرد يرى عدم وجود أي سبب لتغيير مستوى
األداء و غي اب الض غط في أي موق ف ،ال يسبب غالب ا في ح دوث أي تغي ير أم ا اذا انخفض الض غط املس توى
_2عند مستويات الضغط املتوسط تبين أن الفرد يستحدث و ينشط بدرجة كافية لتحفيزه على زيادة مستوى
األداء.
_ 3عند املستويات العالية من الضغط تبدأ التأثيرات السلبية في الظهور( اإلجهاد ،الشعور بعدم الرضا) و تكون
النتيجة أن األداء يبدأ في االنخفاض ،فحدة الضغط تستهلك انتباه و طاقة الفرد في محاولته تركيز جهوده على
1
تخفيض مسببات الضغط و يتبقى بعد ذلك طاقة ضئيلة ألداء الوظيفة .
إللق اء املزي د من الض وء على ض غوط العم ل و آثاره ا على األداء ،الب د من توض يح طبيع ة العالق ة بين
ضغوط العم ل و األداء ،و ق د دلت الدراس ات على اختالف في وجهات نظر الب احثين نحو العالق ة بين ضغوط
بعض الب احثين أك دوا أن العالق ة بين ض غوط العم ل و األداء عالق ة س لبية ،فالب احثون في ه ذه )1
الدراس ات أك دوا أن ض غوط العم ل عب ارة عن ع ائق للس لوك االنس اني ،و ينعكس س لبيا على النت ائج
وعلى الحال ة البدني ة و النفس ية للف رد ،و يج بر الف رد على ب ذل جه ود كب يرة و تك ريس أوق ات كث يرة
15
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
يرى بعض الباحثين أن العالقة بين ضغوط العمل و األداء عالقة ايجابية ،و يمثل نوعا من التحدي )2
للسلوك االنساني و تعتبر مشاكل العمل و صعوباته و توتراته بمثابة تحديات الفرد و تؤدي إلى تبني
و ي رى ه ؤالء الب احثون أن وج ود مس توى منخفض من ض غوط العم ل ال يحف ز األف راد و يجعلهم
يواجه ون مس توى مح دد من التح دي ،و لكن في حال ة زي ادة مس توى الض غوط فإنه ا ت ؤدي إلى آث ار
عكسية .
االتجاه الثالث يرى عدم وجود عالقة تذكر بين ضغوط العمل و كفاءة األداء ،و أصحاب هذا الرأي )3
قلة ،ويفرض هذا الرأي أن الفرد قد التزم ذاتيا بعقد من املنطقة التي يعمل بها ،فييهئ نفسه جسديا
و نفسيا للعمل في هذه املنظمة و إنجاز واجباته ،بغض النظر عن ما يحبط به من ضغوط ،و يفترض
أصحاب هذا االتجاه بأن الفرد يتمتع بمستوى معين من الرشد ،يساعده على إنجاز هذا العقد املبرم
أما التفسير اآلخر له ذا االتجاه فإن ه يكمن في ق درة الفرد على التأقلم و التكيف مع جميع الظروف
املستجدة ،و بالتالي لن تحدث آثار نفسية أو عقلية على الفرد ،و بالتالي عدم وجود أي تأثير على أداء.
االتجاه الرابع يرى أن هناك عالقة خطية منحنية بين الضغوط و األداء (وهي العالقة التي بينها أيضا )4
محم د حس ن حم ادات فيم ا يخص مس تويات الض غط) ،وه ذا االتج اه يف ترض أن وج ود مس توى
منخفض من الض غوط لن ي ؤدي لتحف يز األف راد للعم ل ،و وج ود مس توى ع ال من الض غوط س وف
يؤدي المتصاص قدرات األفراد في محاولة مكافحته ،و بالتالي استنفاذ هذه القدرات و عدم توفرها
النجاز العمل.
لذلك يفترض اصحاب هذا الرأي أن وجود مستوى متوسط من ضغوط العمل يساعد الفرد على
1
ايجاد توازن في قواه لتوزيعها بين إنجاز عمله و مكافحة هذه الضغوط ،وهو الوضع األمثل النجاز العمل.
و مع ذلك فإن العالقة بين الضغط و األداء تعتبر أكثر تعقيدا ،و يرجع ذلك إلى أن هذه العالقة تتأثر
2
بمستوى صعوبة املهمة التي يؤديها الفرد و العوامل الشخصية و املتغيرات املوقفية.
ماهر أحمد.السلوك التنظيمي :مدخل بناء املهارات .االسكندرية .الدار الجامعية للنشر ،2013 .ص .397. 396 1
16
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
إن تعدد مصادر ضغوط العمل يؤدي إلى تعدد نتائجها وأثارها على الفرد واملنظمة على السواء ،وهذه
اآلث ار ال يمكن التطه ر منه ا نهائي ا في الحي اة ،ب ل في مقاب ل ذل ك يمكن وض ع أس اليب واس تراتيجيات تس اعد على
التقلي ل من مص ادرها وتجنب الوق وع فيه ا ،ل ذا ف إن الوس يلة الكفيل ة لتخفي ف من ض غوط العم ل تتمث ل في
األس لوب املس تعمل في إداراته ا من ط رف املنظم ة للوقاي ة من مسبباتها عن طري ق الس يطرة عليه ا أو محاول ة
اإلنقاص منها ،وذلك باستخدام وسائل تساعد الفرد في التأمل مع تلك الضغوط.
لذا يمكن تقسيم أساليب التعامل أو التغلب على ضغوط العمل إلى قسمين هما:
القس م الث اني :يخص املنظم ة أو املؤسس ة عن طري ق إدارة أفراده ا أو تغي ير برامجه ا التنظيمي ة وسياس تها
املستقبلية.
لقد ظهرت العديد من طرق عالج العمل على املستوى الفردي ،ويمكن القول أن رغبة الفرد في إصالح
حاله واقتناعه بالطريقة التي يستخدمها و تمتعه باإلرادة القوية هي شروط أساسية لنجاح الطريقة ،ونجاح
يرى cherman1981أن هناك بعض األساليب تساعد الفرد على التكيف والسيطرة على املواقف الضاغطة
التعايش مع الضغوط :وتمثل هذه الطريقة األسلوب األضعف واألقل قبوال في التكيف والتعامل مع .1
الض غوط ويمكن إتب اع ه ذه الطريق ة في ال زمن القص ير ويتطلب ذل ك تفهم ا لن وع الض غوط وأثاره ا
االنسحاب من املواق ف الض اغطة :كأخ ذ العام ل إج ازة أو تغي ير القس م ال ذي يعم ل في ه أو تغي ير .2
الزمالء والعالقات االجتماعية ،ويعتمد هذا على ظروف املوقف الضاغط ،فإذا كان االنسحاب يؤدي
إلى انخفاض حدة التوتر كان مفيدا ،و إذا لم يؤثر االنسحاب أو زاد من حدة التوتر كان ضارا .
17
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تغي ير عالق ة الف رد بالض غوط :و يع ني ه ذا س عي الف رد إلى تغي ير أنم اط العالق ة بين ه وبين عناص ر .3
العم ل ال تي تسبب الت وتر الض غوط .وعناص ر العم ل ق د تكون ال زمالء أو الرؤس اء أو املرؤوس ين أو
تقبل املوقف وتخفيض الضغوط :ويحدث هذا غالبا لعدم إمكانيته تغيير املوقف وما يستطيع أن .4
يقوم به الفرد اذا أن يخفض الضغوط الناجمة عن طريق التمرينات الرياضية مثال .
يمكن الق ول أن ه من الث ابت أن للحال ة البدني ة الجي دة دور كب ير في مواجه ة اآلث ار الس لبية لض غوط
العمل ،حيث تؤدي ممارسة الرياضة إلى إكساب الجسم مناعة تساعده في مواجهة الضغوط .فمن املعروف أن
الشخص ال ذي يم ارس الرياض ة باس تمرار وانتظ ام تكون قدرت ه في تحم ل األعب اء الجس دية و النفس ية للعم ل
أك ثر من الشخص ال ذي ال يم ارس الرياض ة ،ض ف إلى ذل ك أن ه ذه األخ يرة تعت بر وس يلة جي دة للترك يز و
1
االسترخاء و صرف العقل عن املتاعب و التوتر.
يمكن تعري ف التأم ل علي أن ه النظ ر إلى داخ ل ال ذات ،ومن خالل ه ذا األس لوب يمكن للف رد أن يحق ق
الراحة النفسية والجسدية التي تتيح له إمكانية تجاوز املواقف الضاغطة التي يتعرض لها يوميا داخل العمل
وخارجه ،كما يساعده التأمل في الوصول إلى حالة من الصفاء الذهني ،وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض معدالت
و هن اك ط رق عدي دة للتأم ل ومنه ا "اليوج ا" ،في اليوج ا يجلس الف رد في مكان ه ادئ في وض ع مس تريح،
ونظ را ألهمي ة التأم ل في تخفي ف الض غوط وعالجه ا ،فق د ق امت بعض املنظم ات بتخص يص غ رف ملوظفيه ا
3
لغايات التأمل.
1محمود سليمان العميان :السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،ط ،4دار وائل للنشر ،األردن ،2008،ص 169 :
2أحمد ماهر ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء املهارات ،ط ، 7الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2003.ص .414
3قوراري حنان :الضغط املنهي و عالقته بدافعية االنجاز لدى أطباء الصحة العمومية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجيستر
في علم النفس ،كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ،بسكرة ، 2014-2013 ،ص .58
18
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
يمكن التخفي ف من ح دة الش عور بض غوط العم ل من خالل قي ام العام ل بزي ارات دوري ة و منتظم ة
للط بيب ،ليق ف على تط ور حالت ه النفس ية والجس دية ،ف الفحص الط بي املنتظم يعت بر وس يلة جي دة للكش ف
1
املبكر عن االضطرابات الصحية التي تحد من قدرة املورد البشري على تحمل ضغوط العمل.
إن قيام الفرد بالتركيز في أداء نشاط ذو معنى و أهمية وملدة ثالثون دقيقة يمكنه أن يساعد في تحقيق
ح دة الض غوط النفس ية للعم ل ،ويعت بر الترك يز من حيث املب دأ نفس الفك رة تقريب ا ال تي تعتم د عليه ا ط رق
االس ترخاء ،فعض الت الف رد وحواس ه ومخ ه يتم شحنها وتنش يطها وتركيزه ا في شيء مح دد بعي دا تمام ا عن
موض وعات الت وتر والض غوط النفس ية ،ف التركيز يص رف الف رد عن التفك ير في مص ادر الض غوط ،وي ريح
العض الت والح واس واملخ بع دم انش غالها في مواجه ة الض غوط ،وي ؤدي ب الفرد إلى قيام ه بعم ل خالق وانج از
و يقصد بذلك أنواع وكميات الغذاء التي تدخل إلى الجسم ،فالغذاء املتكامل ضروري لوظائف أعضاء
الجسم وإلعطاء الطاقة والحيوية الالزمة ألداء العمل والنظام الغذائي السليم يتضمن بعض الجوانب التالية:
نوع الطعام يضم التغطية الكاملة لكل املكونات الغذائية :بروتين ،فيتامينات ،أمالح ومعادن ...الخ.
2
عادات حسنة في األكل ،مثل األكل ببطء ،ومضغ الطعام جيدا.
يؤدي االسترخاء إلى انخفاض توتر العضالت و انخفاض ضربات القلب وضغط الدم ،تباطؤ في عملية
التنفس ،و يتم باتخاذ الوضع املريح وإغماض العينين وتكون في مكان هادئ(وسيلة عقلية متكررة).
1
Dorothy.M.Steward, Hand book of management skills, A Gower Hand book, England, 1987, P :141
أحمد ماهر ،مرجع سابق ،ص 398 2
19
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
و تتض من ه ذه الطريق ة اس تخدام األجه زة اإللكتروني ة لت دريب الف رد وزي ادة إدراك ه ألي تغي ير في
1
الجسم ،ومن سلبيات هذه الطريقة ،األجهزة العالية التكاليف..
تتط ور اس تراتيجيات املواجه ة غالب ا ض من وح دة اجتماعي ة كب يرة )عائل ة ،أص دقاء ،زوجين ،مجموع ة
الزمالء في العمل) ،فقد وصفت املساندة االجتماعية بأنها إحدى أهم العوامل املؤثرة في كيفية توافق األفراد
م ع الش دائد كونه ا تمكن الف رد من الحص ول على املعلوم ات من األشخاص ال ذين يش كلون ج زءا من دائ رة
إن أشهر التصنيفات حول الدعم االجتماعي تصنيف هاوس 1981الذي صنفها الى اربع تصنيفات املتمثلة في :
الدعم االنفعالي Emotional support :غالبا ما يكون مفيدا عندما ال يتضح للفرد كيفية التعامل
مع أزمة شخصية بشكل كاف حيث يلجأ إلى التعبير لشخص معين مما يمنح الطمأنينة والهدوء ...
دعم الثقة : Trust supportاطمئنان الفرد على مهارا ته وقيمته يعزز ثقته بنفسه....
كل ه ذه األن واع ق د تكون مفي دة بدرج ة كب يرة لكن يمكن اعتب ار ال دعم الع اطفي نفس يا األك ثر قيم ة
خالل األزم ات الشخص ية ،حيث يجع ل الف رد املحت اج أق ل ش عورا بالعزل ة في وج ود شخص آخ ر يفهم ه
2
ويتعاطف ،معه كما أن هذه التقسيمات تلبي االحتياجات املتعددة للفرد.
إن إيم ان الف رد باهلل والف زع إلي ه يع د ج زءا مهم ا من العالج الط بي والنفسي في مواجهت ه للهم وم
والضغوط ،حيث يقتضي ذلك عدة أسباب من أهمها :تقوى هللا عز وجل ،واالستغفار وكثرة الصالة على النبي
1قوراري حنان :الضغط املنهي و عالقته بدافعية االنجاز لدى أطباء الصحة العمومية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجيستر
في علم النفس ،كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ،بسكرة ، 2014-2013 ،ص .58-57
2شفيق ساعد :مصادر الضبط الصحي و استراتيجيات مواجهة الضغوط لدى املرضى املصابين بأمراض سيكوسوماتية،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،ص 170-169
20
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
صلى هللا عليه وسلم والتوكل على هللا ،فكثيرا ما يجد األفراد الراحة والطمأنينة عند قيامهم بالصالة وقراءة
1
القرآن والدعاء في أوقات الضغوط أوفي األحوال االعتيادية ،وهي وسيلة سهلة ومسيرة ذات فوائد عظيمة.
طاملا أن العمل يشكل جزءا مهما من حياتنا فإنه من الطبيعي تناول دور املنظمة في التقليل من ضغوط
العم ل ويتم ذل ك عن طري ق أس اليب معين ة ،وهي أس اليب تب ادر به ا املنظم ة من أج ل الس يطرة على املع دالت
الض ارة من الض غوط ال تي يش عر به ا أفراده ا و مواجهته ا ،فهي معين ة هن ا بالقي ام ب دور لض بط مس تويات
الضغوط خوفا من أن تصل إلى حد ينعكس سلبا عليها وعلى أفرادها ،و تقسم هذه األساليب بدورها إلى ثالث
أساليب :
تفقد الكثير من الوظائف معناها وقيمتها لبعض األسباب كزيادة حدة التخصص الذي يقلب العمل إلى
روتين ممل ويفقد املوظف أي متعة في أدائه ،كما أن الوظائف تفقد معناها وأهميتها من انعدام حرية التصرف
فيه ا وعلي ه يكون العالج أو الوقاي ة متمثال في تص ميم الوظ ائف ،بالش كل ال ذي يجعله ا ذات مع نى وأهمي ة،
ويتحقق ذلك من خالل ضمان أن الوظيفة تقوم بالعديد من األنشطة واملهام،2لذلك بإمكان املنظمة املساهمة
في خفض الض غوط ال تي تتع رض له ا أفراده ا من خالل تص ميم الوظ ائف بحيث تمن ع مش كالت غم وض
1عثمان حمود الخضر :التفكير )أساليب ومهارات( ،مكتب آفاق للنشر ،الكويت، 2000 ،ص 88
2محمد قسام القريطين :السلوك التنظيمي دراسة السلوك االنساني الفردي والجماعي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر
والتوزيع ،ط،5عمان ، 2009 ،ص304 -303
21
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
ال دور ،وص راع ال دور ،وزي ادة أو خفض أعب اء العم ل واس تخدام تكنولوجي ا حديث ة تس هل إنس انية وس رعة
العمل والقيام بعملية التدوير بين األفراد في املراكز الوظيفية ،كما إن عملية تحليل الوظائف ستساعد على
1
الكشف عن نقاط التشابك والتداخل بين الوظائف والتي تسبب غالبا غموضا وتعارضا في األدوار.
فيم ا يخص األدوار الب د من توض يحها من أج ل التخلص من التعارض ات و القض اء على الص راعات و
2
إيجاد انسجام بين األدوار التي يقوم بها العاملون في املنظمة بوضع أهداف محددة للمهام التي يقومون بها .
و تعطي نظرية هيرزبيرغ إطارا لجهود اعادة تصميم الوظائف الرامية إلى زيادة الشعور بالرضا و األداء
بالنسبة للعامل ،حيث يركز مدخل هيزربيرغ لإلثراء الوظيفي عنصرين العوامل الوقائية و العوامل الدافعية.
و يمكن إثراء الوظائف من خالل إدخال التعديالت اآلتية والتي تتضمن عوامل الدافعية في نظرية هيرزبرغ :
ب_ اتخاذ القرارات :و ذلك بتوسيع سلطة العامل و حرية التصرف في العمل و التقليل من اإلشراف املباشر
ج_ التغذية املرتدة :حيث أن تزويد العامل باملعلومات املرتدة املباشرة بتوفير بيانات عن األداء و ترك العامل
3
جمع وحفظ تلك البيانات شخصيا في بعض الحاالت املهمة أي املعلومات املرتدة حول أداء املهمة .
يمكن القول أن التغذية العكسية ،أو كما تسمى باملعلومات املرتدة ،تهيأ للعامل االستقرار والتكييف في
التنظيم الذي يعمل فيه ،فالعامل يحتاج إلى معرفة نتائج تقييمه من خالل تزويده باملعلومات التي تبين أداءه،
″ويجب أن نؤكد هنا أن العامل في حاجة إلى التغذية املرتدة املوضوعية التي تبين لو إيجابياته سلبياته وليست
فق ط تل ك ال تي ترك ز على الس لبيات ،إن العم ال ال ذين يس تفيدون من ه ذه التغذي ة يح اولون أن يع دلوا من
4
سلوكهم أدائهم وفقا ملعلومات الواردة اليهم.
د_ املساءلة و املحاسبة :مكافئة العامل كاإلطراء و التقدير على أساس ما تم إنجازه من أهداف.
22
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
ه_ النمو و التطور الذاتي :و ذلك بتشجيع العامل على اقتراح تحسينات في النظام الحالي إلى جانب ذلك خطط
و_ االنجاز :خالل التوسع في املسؤولية و املساءلة ينشأ شعور باإلنجاز أو االحساس بعمل شيء ذو قيمة لدى
العامل.1
تهدف عملية تحليل الوظائف إلى معرفة درجة الضغوط في األعمال املختلفة ،و بالتالي إسنادها لألفراد
املناس بين ،و يتطلب األم ر األخ ذ بعين االعتب ار شخص ية الف رد ال تي تش ير إلى م زيج من الس مات النفس ية ال تي
نس تخدمها لنص ف الف رد ،و ع ادة م ا يمتل ك الف رد درج ات متفاوت ة من الس مات املختلف ة مث ل ال ذكاء ،الثق ة
ب النفس ،الواقعية ،الحساسية ،الصالبة النفسية ،االعتم اد على النفس و غيرها من السمات التي تميز الفرد
2
عن اآلخرين.
تؤدي التغيرات املستمرة في الهيكل التنظيمي ،سواء تلك املتعلقة بالوظائف أو السياسات واإلجراءات،
إلى خلق مشاكل بالجملة تربك العمال وتجعلهم يعانون من ضغوط عالية ،لهذا يكون من املهم للمؤسسة عند
قيامها بتغيرات هيكلية أن تأخذ بعين االعتبار إمكانية انعكاسها بالسلب على مواردها البشرية.
و يمكن إعادة تصميم هيكل التنظيم بعدة طرق للتخفيف من معاناة العامل من ضغوط العمل .فمثال
ي ؤدي تخفيض حجم اإلش راف أو دمج بعض الوظ ائف أو تقس يم إدارة كب يرة إلى إدارتين أص غر في الحجم إلى
ح ل الكث ير من املش اكل التنظيمي ة مث ل عبء العم ل ،يض اف إلى ذل ك إمكاني ة إع ادة تص ميم إج راءات العم ل
3
وأساليبه بالشكل الذي يجعل العمل يتناسب مع إمكانيات العمال.
علي عسكر :ضغوط العمل وأساليب مواجهتها ،دار الكتاب ،ط ،02القاهرة ،مصر .2000 ،ص .124 2
أحمد ماهر ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء املهارات ،مرجع سبق ذكره ،ص421 : 3
23
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
يمكن للمؤسس ة االس تعانة بأخص ائيين في التكوين يتول ون مهم ة تنمي ة مه ارات املوارد البش رية في
التعام ل م ع ض غوط العم ل ،وتعت بر محاض رات التوعي ة أح د األس اليب التكويني ة األك ثر اس تعماال من قب ل
املؤسسات في إرشاد عمالها إلى الخطوات العملية للتخلص أو التخفيف من حدة الشعور بضغوط العمل ،نظرا
لكونها توفر الجهد واملال والوقت في نقل املعلومات ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فهي تتيح للموارد البشرية
إمكانية أكبر للتعبير املباشر عن مختلف مشاكل العمل التي تصادفها باستمرار و تسبب لها شعورا بضغوط
1
العمل.
باإلض افة الى ذل ك ف التكوين و ال برامج التكويني ة الحديث ة تس اعد على كس ب املعلوم ات و املع ارف
الحديث ة وكيفي ة اس تخدام الوس ائل و اآلالت الحديث ة و تط وير مه ارات العام ل ،و مس اعدتهم على فهمهم
للمنظم ة و توض يح أدوارهم فيه ا ،و تقلي ل الت وتر الن اجم عن نقص املعرف ة ومن ه املس اهمة في تنمي ة ق درات
2
الذاتية لإلدارة و العاملين.
فنظم االختي ار والتع يين املس تخدمة في الغالبي ة العظمى من املنظم ات تقيس ق درة الف رد على القي ام
بالعمل املطل وب وتحمل مسؤولياته من الناحية الكمية بكفاءة ،دونما االهتمام بقياس قدرة ذلك الفرد على
تحم ل الض غوط الناجم ة عن ذل ك العم ل ،ومن ثم ف إن تل ك النظم يلزمه ا التط وير بش كل يمكنه ا من اختي ار
أفراد لديهم القدرة على التعامل مع الضغوط املتولدة عن الوظيفة املعلن عنها .3
تمثل الحوافز أبرز املشكالت املسببة لضغوط العمل بسبب قلتها أو عدم مالءمتها لطبيعة ونوع العمل
الذي يقوم به املوظف ،إذ اقترح بعض الباحثين مجموعة من الوسائل واألساليب التي تؤدي إلى تحسين نظام
الح وافز ،ك دعم الحاج ات االجتماعي ة واملش اركة ،و وض ع وتخطي ط األه داف ،واتخ اذ الق رارات ،والعم ل
الجم اعي ض من ف رق العم ل .كم ا أن لالتص االت دورا هام ا في ممارس ة العملي ات اإلداري ة ،إذ يس اهم االتص ال
الفع ال في التق دم ال وظيفي وتحقي ق ال ذات ،فال يمكن للمش رف أو ال رئيس تحدي د املش كالت أو املواق ف ال تي
1
.Jacques orsoni et.al, Management: stratégie et organisation,6eme édition ,Vuibert, Paris, 2006,p :381
2نوري منير :تسيير املوارد البشرية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر .2010.ص .238
3سحرا أن ور حس ين ,قي اس ت أثير ض غوط العم ل في مس توى األداء ال وظيفي ,مجل ة كلي ة بغ داد للعل وم االقتص ادية الجامع ة,
العدد ..2013 36ص . 214
24
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تتسبب في ض غوط العم ل وتحدي د ب دائل التص رف وتقييمه ا في غي اب املعلوم ات ال تي يض من توفره ا الح وار
1
واالتصال بين الطرفين (الرئيس واملرؤوسين).
تعت بر اإلدارة باملش اركة أس لوب فع ال إلدارة األف راد في املنظم ة و ك ذلك للتخفي ف من الض غوط ال تي
يع اني منه ا األف راد ،فهي تعم ل على دمج أفكار و اتجاه ات األف راد و املجموع ات في عملي ة ص نع الق رارات في
2
املنظمة
ت ؤدي ع دم املش اركة في اتخ اذ الق رارات أو البع د عن مراك ز اتخ اذ الق رارات إلى الش عور ب االغتراب
وبض غوط في العم ل ،ل ذا وجب أن تكون نظم املش اركة في اتخ اذ الق رارات ،ألن ه ذا يفي د املديرين ،ومتخ ذي
الق رارات ،و أمثل ة عن ه ذه النظم :نظم مش اركة اللج ان ،و ب رامج الش كاوى ،وب رامج املش اركة في األرب اح،
3
وامللكية املشتركة وتشجيع الرؤساء في تفويض جزء من سلطة ملرؤوسيهم.
حيث عندما يشارك العمال في االجتماعات و اللجان و وضع السياسات التي تحدد سير العمل و أهدافه
4
يشعرون بأهميتهم و يتخلصون من الشعور باإلحباط.
باإلضافة إلى ترسيخ مفهوم التعاون ،و زيادة مستوى املسؤولية في التخطيط و التطبيق ،و العمل على
ايجاد محيط صحي في العمل يتصف بحرية التعبير و اتخاذ القرارات الناضجة بعد دراسة مستضيفة لجميع
الظ روف وتوزيع املس ؤوليات بش كل تع اوني ،و إعط اء قيم ة آلراء ومقترح ات من هم في املس تويات الس فلى من
5
الهيكل التنظيمي والنظر إلى الصراعات على أنها فرضة للتوضيح ودروس يستفاد منها.
إن عملي ة تق ييم األداء عملي ة ض اغطة على الف رد إلى ح د كب ير ،ل ذا الب د من أن يش عر الف رد أن نظ ام تق ييم
6
األداء نظام عادل ويحقق مبدأ العدالة واملساواة،كما يجب إعطاء الحق في معرفة رئيسية له.
1محمد قسام القريطين :السلوك التنظيمي دراسة سلوك االنساني الفردي و الجماعي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر
والتوزيع ،ط ،5عمان ، 2009 ،ص304
2محمد الصيرفي :مرجع سابق ،ص.144-143
3أحمد ماهر ،مرجع سابق .ص 401
4فاروق عبد الفيليه :مرجع سابق ،ص317
5علي عسكر مرجع سابق ص 133-127
6جمع ة س يد يوس ف :إدارة ض غوط العم ل )نم وذج للت دريب واملمارس ة( ،دار إي تراك ،للطباع ة و النش ر والتوزيع،2004 ،
ص. 143
25
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تشكل بيئة العمل جزءا هاما من بيئة الفرد العامة ،لذا فإن العناية و االهتمام بظروف ومكان العمل و
توف ير األج واء املناس بة و املشجعة على اإلنت اج من أولوي ات مه ام الصحة والس المة املهني ة ،و تق ع ه ذه
املسؤولية على الجهات املسؤولة ،و ذلك بوضع تشريعات و تنفيذها وفق أعلى مستويات في املجال الطبي
املنهي التي تلزم بتوفير بيئة عمل آمنة و صحية لكافة العاملين خالية إلى أبعد من املخاطر وقليلة التوتر و
الضغوط .1
بما أن مكان العمل أو بيئة العمل هو الوسط الذي يعمل فيه الفرد و يقضي فيه فترة من الوقت ،و لسالمته
الصحية و املهنية وجب على إدارة املستشفيات أن تراعي أربعة محاور أساسية وهي :
حماي ة جمي ع الع املين في املستش فى من مخ اطر طبيع ة عملهم في املستش فى وكل من ينعكس على
إن املستش فيات مؤسسات معق دة ال تركيب اإلداري و العملي ،فيه ا العدي د من النظم و يعم ل به ا أع داد
كب يرة من مق دمي الخدم ة الطبي ة من ط واقم طبي ة وش به طبي ة وعمال ة مختلف ة األس الك ،تش كل بيئ ة العم ل
له ؤالء الع املين ب اختالف تخصص اتهم و أدوارهم خط ورة صحية لهم جميع ا ،ففي البيئ ة الداخلي ة لألقس ام
املختلفة يتم التعرض للملوثات البيولوجية و الكيمياوية ،كما أن العاملين يبذلون جهدا كبيرا أثناء التعامل مع
املرضى اض افة الى الض غط العص بي والنفسي أثن اء أداء ادوارهم املختلف ة ،ل ذا يجب على املستش فيات في
مفتاح عبد السالم الشویهدي :الصحة والسالمة املهنية ،منشورات جامعة 7أكتوبر ،ليبيا ،2008 ،ص .16 1
26
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
مراحل التصميم و التشييد مراعاة كل األبعاد الهندسية و األرغونومية لحماية بيئة عمل هؤالء العاملين من
1
األخطار .
و ق د أش ار ان درياس مارت ان andreas martensأن العبء ومتطلب ات العم ل املس اعدين في الصحة
العمومي ة كانت مح ل أبح اث مختلف ة ،ف العبء الجس ماني يلعب دور رئيسي في مش كلة حم ل املرضى وق دم
مشروع يركز على دراسة فعالية اإلجراءات املتخذة التي احتوت على النماذج واملميزات التالية :
و بيئة العمل في املستشفيات تضم عدة جوانب ،يجب مراعاتها بقوة ،ومنها خاصة موقع و تخطيط
مكان العم ل ونظم التخلص من النفاي ات االستش فائية واس تخدام الل ون وإدارة املرور داخ ل وح ول املوق ع
واستبعاد العوامل البيئية املسببة للتوتر أو الحد منها ،وهي جميعها تؤدي إلى أثار مباشرة وغير مباشرة سلبا
وايجابا على صحة العاملين كما أن توفير سبل الراحة والرفاهية من الشروط األساسية الالزم توفرها في بيئة
3
العمل.
-1عامل اإلضاءة الذي يعتبر من أهم العوامل األساسية التي يجب أن تتوفر في مكان العمل .إن توفر اإلضاءة
املناسبة يؤدي إلى الشعور بالراحة الجسدية والنفسية لألفراد والقدرة على التركيز والدقة في العمل ،باإلضافة
إلى مراعاة األلوان التي تطال بها الجدران وأسقف وقاعات العمل.
– 2عام ل الح رارة :ق د وج د أن أفض ل درج ة ح رارة لبيئ ة العم ل هي 22درج ة مئوي ة م ع رطوب ة نسبية
بحدود % 45وطرق الوقاية من درجة الحرارة العالية في عدم السماح للمصابين بأمراض ضغط الدم املرتفع
4
وأمرض القلب وأمراض الجلد بالعمل في أماكن الحرارة العالية.
Andreas Martens : Améliorer l’ergonomie à l’hôpital : possible ?, centre hospitalier Universitaire 2
vaudois, Lausanne, Suisse, journées de la société suisse pour l’ergonomie (suissergo) ; 7-8 septembre 2006.
.P14
3مفتاح عبد السالم الشويهدي مرجع سابق ص 49-47
4
نفس املرجع ،ص 51-48
27
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
- 3عام ل الضوض اء :من أس اليب الوقاي ة من الضجيج مراع اة كل األم ور الفني ة واملعماري ة عن د بن اء
املستشفيات من حيث األسقف والنوافذ وارتفاع الجدران واملمرات ،وتوفير وسائل الراحة في أماكن معزولة
1
عن مكان العمل .
ومن أساليب مواجهة عامل سوء التهوية هي مراعاة عامل التهوية عند تصميم املستشفيات من ناحية املساحة،
وارتفاع الجدران وفتحات التهوية الطبيعية ،أما املصدر املتعلق بالنظافة والنظام ،فيجب مراعاة كل العوامل
املؤثرة في مكان العم ل عن د التخطي ط لبن اء املستش فيات من حيث املم رات الواس عة و املس افات الالزم ة ملرور
الع املين ووس ائل النق ل واألم اكن ال تي تس مح ب ترتيب األجه زة واملع دات واألدوي ة ،و في م ا يخص النظاف ة
فاملستش فيات بحاج ة إلى نظاف ة دوري ة ومس تمرة ويجب توف ير وس ائل النظاف ة والتطه ير و التعقيم وفق ا
لألساليب الحديثة والعلمية للتخلص من النفايات الطبية وتفادي كل ما ينتج عنها من عدوى وأمراض .
يتضح من العرض السابق أنه يمكن عالج ضغوط العمل و الوقاية منها من خالل التركيز على مواجهة مسبباتها
ومصادرها ،و أنه مهما تعددت تصنيفات طرق ووسائل معالجتها و إدارتها ،فإنها ال تخرج عن إطار مجموعتين :
األولى :الوسائل التنظيمية التي تتمثل في اإلجراءات التي تقوم بها املنظمة بما فيها عالقات رسمية و
غير رسمية ،وجوانب تنظيمية إلدارة الضغط وعالجه بما يحقق مصلحة الفرد و املنظمة .
الثانية :الوسائل الفردية وتتعلق بشخصية الفرد ومدى تحمله للضغوط و استجابته لها ،كما تتعلق
بس لوك الف رد و صحته النفس ية و الجس دية و اإلج راءات ال تي يمكن أن يتبعه ا للتخفي ف من حدي ة
الضغط أو عالجه.
28
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
لقد حاولنا في هذا الفصل التطرق إلى ضغوط العمل و سعينا إلى اإلملام بها من الجانب النظري ،إضافة
إلى عالقته ا م ع األداء ال وظيفي ،كونه ا من املواض يع ال تي كانت الت زال ح ديث الس اعة ،ومن أك ثر املواض يع
الحساس ة واملوج ودة فعلی ا في أرض الواق ع وال تي يع اني منه ا املوظ ف الجزائ ري و بش كل كب یر في املؤسس ات
االستش فائية ،حيث قمن ا بع رض مص ادر الض غوط ال تي تواج ه العام ل أثن اء تأدیت ه مله ام وظیفت ه و مختل ف
استنتجنا أن ضغوط العمل هي عبارة عن مثيرات ومنبهات تتواجد في بيئة عمل األفراد حيث ينتج عنها
ردود أفعال سلبية سواء من الناحية النفسية أو الجسدية أو السلوكية ،مما يؤثر على أداء أعمالهم .وتتكون
ضغوط العمل من ثالثة عناصر هي :املثير واالستجابة والتفاعل ،كما تصدر هذه الضغوط من مصادر متعددة
29
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لضغوط العمل و عالقته مع األداء الوظيفي
تنقس م إلى :مص ادر تنظيمي ة وظيفي ة ،وأخ رى متعلق ة بالبيئ ة املحيط ة بالعم ل ،وأخ يرا املص ادر الشخص ية.
أما أداء العاملين هو عبارة عن قيام الفرد باملهام واألنشطة املكلف بها في عمله بهدف تحقيق غاية وهي
إنتاجية جي دة ،ويتكون من كفايات املوظف ،متطلبات الوظيفة وبيئة املؤسسة ،لذا فهو يتمتع بأهمية بالغة
تكمن في مقياس قدرة الفرد على أداء عمله في الوقت الحاضر والقيام بأعمال أخرى في املستقبل ،كما يساعد
في ق رارات الترقي ة والنق ل ،والش عور باالس تقرار في العم ل .وألداء الع املين مح ددات هي :الجه د ،الق درات،
وإدراك ال دور ،وعوام ل ت ؤثر في ه مث ل :تحدي د أه داف املؤسس ة ،التسيب اإلداري ،الرض ا ال وظيفي ،نظ ام
الحوافز...الخ.
و في األخير نجد أن آثار ضغوط العمل على أداء العاملين تتمثل في آثار إيجابية وباملقابل آثار سلبية على
الفرد واملؤسسة ،لذا تلجأ هذه األخيرة إلى استخدام طرق للحد منها .كما يلجأ الفرد كذلك ملواجهة ضغوط
30
الفصل الثاني