You are on page 1of 131

‫وزارة التعلي ـ ـم العال ـ ـ ـ ـ ـي والبحث العلمـ ـ ـ ـي‬

‫جامعـة محمد الشريف مساعدية‬


‫‪Université Mohamed Chérif‬‬
‫‪Messadia Souk-Ahras‬‬ ‫سوق أىراس‬

‫كلّية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬


‫قس ـ ــم علوم التسيير‬

‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬


‫مق ّد َمة للحصول على شهادة الماستر‬

‫اثر استخدام تكنولوجٌا المعلومات واالتصاالت فً تطوٌر مهنة المحاسبة‬


‫دراسة تطبيقية‪ :‬استطبلع رأي عينة من اؼبهنيُت يف اعبزائر‬

‫الشعبة‪ٍ:‬محاسبة ومالية‬
‫التّخصص‪:‬محاسبة وتدقيق‬
‫بلفار كمال‬ ‫و‬ ‫من إعداد‪ :‬زواوي وليد‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫جامعة سوق أىراس‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫بوقفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء‬ ‫المقرر‪:‬‬

‫جامعة سوق أىراس‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫بهلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول نور الديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‬ ‫المشرف‪:‬‬

‫جامعة سوق أىراس‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوادي نعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫المناقش ‪:‬‬

‫رقم ‪.../...‬‬
‫اإلىداء‬

‫بسم اهلل الرضبن الرحيم‪ ،‬و الصبلة على أشرؼ اؼبرسلُت‬


‫سيدنا و نبينا ؿبمد عليو أفضل الصبلة و السبلـ‬
‫"ريب أوزعنا أف نشكر نعمتك اليت أنعمت علينا"‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو و سلم‬
‫التحدث بنعمة اهلل شكر‪ ،‬و تركها كفر‪ ،‬و من ال يشكر القليل ال يشكر الكثَت‪،‬‬
‫و من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل"‬
‫أوال الشكر لرب العاؼبُت الذي وىبنا العقل و حسن التدبَت و التوكل‬
‫و ثانيا نتوجو بالشكر اعبزيل إذل كل من قدـ لنا يد اؼبساعدة سواء من قريب أو من بعيد إلقباز ىذا العمل‬
‫اؼبتواضع‬
‫غَت أف االعًتاؼ باعبميل يبلي علينا أف نتقدـ بفائق الشكر و التقدير لؤلستاذ "هبلوؿ نور الدين" الذي تفضل‬
‫باإلشراؼ على ىذه اؼبذكرة‪.‬‬
‫كما نتقدـ بالشكر اعبزيل ألعضاء عبنة مناقشة اؼبذكرة‪ ،‬كبل من األستاذين الفاضلُت‪ :‬األستاذ بوقفة عبلء‬
‫واألستاذ عوادي نعماف‪.‬‬
‫و يف األخَت نسأؿ اؼبوذل عز وجل أف هبعلنا فبن يكثر ذكره و وبفظ أمره‪.‬‬

‫‪I‬‬
: ‫الملخـ ـ ـ ـ ـص‬
‫هتدؼ ىذه الدراسة إذل حل اإلشكالية اؼبتمثلة يف قياس مدي مسانبة تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطوير‬
‫ إلبراز الدور الذي تلعبو تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطوير مهنة‬، ‫ أين مت ربديد أىداؼ الدراسة‬،‫مهنة احملاسبة‬
‫ وكذا تطبيقات تساعد الشركات االقتصادية منها واؼبؤسسات العمومية‬،‫احملاسبة كإدخاؿ أنظمة ؿباسبية متطورة‬
‫ يف تسهيل عملية اؼبعاعبة وربليل البيانات احملاسبية‬،‫ وؿباسبُت اؼبعتمدين‬،‫اػبرباء احملاسبُت‬، ‫وكذا ؿبافظي اغبسابات‬
‫ وكذلك تساىم يف عملية اؼبراجعة والتدقيق حملافظي اغبسابات وىذا باالعتماد على تقنية‬،‫بسرعة و جبودة عالية‬
‫التدقيق االلكًتوين الذي لو فعالية كبَتة يف عملية اؼبراجعة و إعداد التقارير اؼبالية وبالتارل اؼبسانبة والرفع يف كفاءة‬
.‫ من حيث السرعة واؼبوضوعية والتفصيل واؼببلئمة‬،‫وتطوير مهنة احملاسبة‬
،‫الذكاء االصطناعي‬، ،‫ السرعة‬،‫الفعالية‬، ‫ الدقة‬،‫ نظاـ اؼبعلومات‬،‫ تكنولوجيا اؼبعلومات‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫األداء‬
Résumé
Cette étude vise à résoudre le problème de la mesure de l’étendue de la contribution des
technologies de l’information au développement de la profession comptable, où les objectifs de
l’étude ont été déterminés, à mettre en évidence le rôle joué par les technologies de
l’information dans le développement de la profession comptable, tels que l’introduction de
systèmes comptables avancés, ainsi que des applications qui aident les entreprises économiques et
les institutions publiques. Ainsi que les comptables, les experts comptables et les comptables
agréés, en facilitant le processus de traitement et d’analyse des données comptables rapidement
et avec une haute qualité, ainsi qu’en contribuant au processus d’audit et d’audit des
gouverneurs de comptes, en fonction de la technologie d’audit électronique, qui a une grande
efficacité dans le processus d’audit et de préparation des rapports financiers et contribue ainsi et
augmente l’efficacité et le développement de la profession comptable, en termes de rapidité,
d’objectivité, de détail et de pertinence.

Mots-clés: informatique, système d’information, exactitude, efficacité, rapidité, intelligence


artificielle, performance.

II
Summary
This study aims to solve the problem of measuring the extent of the contribution
of information technology to the development of the accounting profession,
where the objectives of the study were determined, to highlight the role played by
information technology in the development of the accounting profession such as
the introduction of advanced accounting systems, as well as applications that help
economic companies and public institutions. As well as account keepers,
accounting experts, and certified accountants, in facilitating the process of
processing and analysis of accounting data quickly and with high quality, as well as
contributing to the audit and auditing process of account governors, depending on
the electronic audit technology, which has great effectiveness in the process of
auditing and preparing financial reports and thus contribute and raise the
efficiency and development of the accounting profession, in terms of speed,
objectivity, detail and appropriateness.
Keywords: information technology, information system, accuracy, effectiveness,
.speed, artificial intelligence, performance

III
‫قائمة المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫‪I‬‬ ‫اإلىداء‬
‫‪II-III‬‬ ‫ملخص‬
‫‪IV-VI‬‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫‪V-VII‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪VIII‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪IX‬‬ ‫قائمة المالحق‪.‬‬
‫أ‬ ‫مقدمة‪.‬‬
‫أ‬ ‫إشكالية الدراسة‪.‬‬
‫أ‪ -‬ب‬ ‫بناء الفرضيات‪.‬‬
‫ب‬ ‫مبررات اخيار الموضوع‪.‬‬
‫ب‬ ‫أىمية الدراسة‪.‬‬
‫ت‬ ‫أىداف الدراسة‪.‬‬
‫ت‬ ‫مرجعية الدراسة‪.‬‬
‫ت‬ ‫المنهج و األدوات المستخدمة في البحث‪.‬‬
‫ت‪-‬ج‬ ‫الدراس ــات السابقـة و المشابهة‪.‬‬
‫ح‬ ‫صعوبات البحث‪.‬‬
‫ح‪-‬خ‬ ‫ىيكل الدراسة‪.‬‬
‫‪86-01‬‬ ‫الجانب النظري للدراسة‪.‬‬
‫‪40-01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬عموميات حوؿ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪18-02‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حوؿ اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪07-02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماىية اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪14-08‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ماىية االتصاالت‪.‬‬
‫‪18-14‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬ماىية تكنولوجيا اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪28-18‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪23-18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماىية التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪26-24‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع و وظائف تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬

‫‪IV‬‬
‫‪28-26‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا و سلبيات تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪39-28‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬عبلقة تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت بنظاـ اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪32-28‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مراحل تطور تكنولوجيا اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪35-32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات و أىداؼ نظاـ اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪39-35‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬أثػر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت على نظاـ اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫‪86-41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تطور مهنة احملاسبة على اؼبستوى الدورل‪ ،‬و يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫تمهيد الفصل الثاني‬
‫‪53-43‬‬ ‫المبحث األول‪:‬تطور مهنة احملاسبة على اؼبستوى الدورل‪.‬‬
‫‪46-43‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حملة تارىبية عن مراحل تطور احملاسبة‪.‬‬
‫‪49-47‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوـ احملاسبة‪ ،‬وظائفها و مبادئها‬
‫‪53-49‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التطور العملي و النظري للمحاسبة‪.‬‬
‫‪66-53‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬وتَتة التطور احملاسيب يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪55-53‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الفًتة ‪.1975 -1962‬‬
‫‪60-55‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الفًتة ‪.2007 – 1975‬‬
‫‪66-60‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الفًتة ‪.2015 – 2007‬‬
‫‪85-66‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬عبلقة تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت دبهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪72-66‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات على نظاـ اؼبعلومات احملاسيب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثر التكنولوجيات اغبديثة للمعلومات واالتصاالت والتكنولوجيات‬
‫‪82-72‬‬
‫الرقمية على مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪85-82‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اؼبعوقات واؼبخاطر التكنولوجيا اؼبعلومات احملاسبية االلكًتونية‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬الثاني‬
‫‪100-87‬‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬
‫‪88‬‬ ‫تمهيد الفصل‪.‬‬
‫‪91-89‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الطريقة و األدوات اؼبستخدمة‪.‬‬
‫‪90-89‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الطريقة اؼبستخدمة يف الدراسة‪.‬‬
‫‪91-90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األدوات اؼبستخدمة يف الدراسة‪.‬‬
‫‪96-91‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة التطبيقية‪.‬‬
‫‪93-91‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عرض خصائص عينة الدراسة التطبيقية‪.‬‬

‫‪V‬‬
‫‪94-93‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور األوؿ من االستبياف‪.‬‬
‫‪96-95‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور الثاين من االستبياف‬
‫‪99-96‬‬ ‫المبحث الثالث تفسَت النتائج و اختبار الفرضيات‪.‬‬
‫‪97-96‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تفسَت نتائج الفرضية األوذل‪.‬‬
‫‪98-97‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تفسَت نتائج الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪99-98‬‬ ‫المطلب الثالث تفسَت نتائج الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫‪104-101‬‬ ‫خاتمة‪.‬‬
‫‪108-105‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‪.‬‬
‫‪114-109‬‬ ‫المالحق‪.‬‬

‫‪VI‬‬
‫قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪30‬‬ ‫التطور التارىبي يف ؾباؿ اؼبعلومات و االتصاؿ‪.‬‬ ‫(‪)1-1‬‬
‫‪49‬‬ ‫وظائف احملاسبة‪.‬‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪79-78‬‬ ‫أىم االبتكارات والتقنيات اليت أثرت على مهنة احملاسبة‪.‬‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪80-79‬‬ ‫مزايا و ربديات تطبيق تقنيات التحوؿ الرقمي على مهنة احملاسبة‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪91‬‬ ‫خصائص العينة حسب السن‪.‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪92‬‬ ‫خصائص العينة حسب اؼبؤىل العلمي‪.‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪92‬‬ ‫خصائص العينة حسب اؼبنصب الوظيفي‪.‬‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫‪93‬‬ ‫خصائص العينة حسب اػبربة اؼبهنية‪.‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪94-93‬‬ ‫تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور األوؿ من االستبياف‪.‬‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫‪95‬‬ ‫تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور الثاين من االستبياف‪.‬‬ ‫(‪)6-3‬‬
‫‪96‬‬ ‫تفسَت نتائج الفرضية األوذل‪.‬‬ ‫(‪)7-3‬‬
‫‪97‬‬ ‫تفسَت نتائج الفرضية الثانية‪.‬‬ ‫(‪)8-3‬‬
‫‪98‬‬ ‫تفسَت نتائج الفرضية الثالثة‪.‬‬ ‫(‪)9-3‬‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪07‬‬ ‫(‪ )1-1‬صبع البيانات وربويلها إذل معلومات اليت تستخدـ يف عملية ازباذ القرارات‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫(‪ )2-1‬عناصر االتصاؿ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫(‪ )3-1‬التكنولوجيا و مكوناهتا‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫(‪ )4-1‬ثورة اؼبعلومات و االتصاالت‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫(‪ )5-1‬نظاـ عمل اغباسوب‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫(‪ )1-2‬النمو السنوي اؼبقارف لدخل شركات احملاسبة‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫(‪ )2-2‬استخداـ الربؾبيات احملاسبية السحابية حسب حجم اؼبؤسسات‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫(‪ )3-2‬نطاؽ‪ ،‬تغطية و إدارة اؼبخاطر‪.‬‬

‫‪VIII‬‬
‫قائمة المالحق‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪113-109‬‬ ‫استمارة االستبياف‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪114‬‬ ‫أعضاء عبنة ربكيم االستبياف‪.‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪IX‬‬
‫مقدمـ ـ ــة‬
‫يشهد العادل يف اوآونة األخَتة‪ ،‬تطورات كبَتة لملت عدة ؾباالت اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية وثقافية‪،‬‬
‫يف ؾباؿ تزايد فيو التطور التكنولوجي للمعلومات‪ ،‬ؼبا تقدمو من خدمات وتسهيبلت للمستفيدين منها‬
‫ومستخدميها‪ ،‬فبا جعل العديد من الدوؿ اؼبتقدمة والنامية تعتمد على استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات يف ىذه‬
‫اؼبيادين وىذا راجع إذل فعاليتها و قباعتها‪ ،‬أين مت إدراج األنظمة الكًتونية و الربؾبيات اؼبتطورة‪ ،‬يف تسيَت شؤوف‬
‫الشركات االقتصادية سواء كانت عمومية أو خاصة ‪ ،‬اؼبصارؼ والبنوؾ ‪،‬اإلدارة اعببائية‪ ،‬اليت تعترب العصب اغبيوي‬
‫ألي دولة والركيزة األساسية ؽبا ‪ ،‬ومن ىنا نستطيع التطرؽ إذل موضوع الدراسة اؼبتمثل يف األرثر الذي تتركو‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تطوير مهنة المحاسبة‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلشكالية‪ :‬من خبلؿ الطرح السابق يبكن أف نطرح التساؤؿ التارل الذي يبثل احملور العاـ‬

‫لئلشكالية‪ :‬ما مدى مساىمة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تطوير مهنة المحاسبة؟‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة ولتبسيط الفهم أكثر نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ماذا نعٍت بتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت؟ و أثر استخدامها ؟‬


‫‪ ‬ىل لتكنولوجيا اؼبعلومات تأثَت يف تقييم األداء اؼبهٍت للمحاسب؟ وكيف ذلك ؟‪.‬‬
‫‪ ‬كيف تساىم التطبيقات والربامج االلكًتونية يف ربسُت األداء وتعزيز الفعالية على مستوى صبيع اإلدارات منها‬
‫اعببائية و اؼبؤسسات االقتصادية ؟‬

‫‪-3‬الفرضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫الفرضية األولى‪:‬‬
‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات من قبل احملاسبُت ؼبسانبتها يف اؼبعاعبة‪ ،‬الدقة‪ ،‬السرعة‪ ،‬وربليل البيانات احملاسبية و اكتشاؼ األخطاء‬
‫بسرعة‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ وجود عبلقة بُت‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف عملية التدقيق من قبل احملاسبُت لتحسُت األداء اؼبهٍت و جودة التقارير‬
‫اؼبالية‪.‬‬

‫أ‬
‫الفرضية الثالثة‪:‬‬
‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة من أجل تسهيل العمليات اغبسابية كالتخزين‪،‬‬
‫اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل‪ ،‬بأكثر فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -4‬مبررات اختيار الموضوع‪ :‬اختيارنا ؽبذا اؼبوضوع راجع لعدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪ ‬االختصاص يف ؾباؿ احملاسبة و التدقيق‪.‬‬


‫‪ ‬معرفة مدى تأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت على مهنة احملاسبة ودورىا على الشركات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬االىتماـ هبذا اؼبوضوع أصبح ضروري ؼبعرفة العبلقة اليت تربط أثر تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطوير مهنة‬
‫احملاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوؼ على النتائج اؼبتوصل إليها بعد إدخاؿ أنظمة معلوماتية ؿباسبية يف عمل الشركات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬االىتماـ هبذه الدراسة راجع إذل إبراز األثر الذي تًتكو تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف تطوير مهنة‬
‫احملاسبة‪.‬‬
‫‪-5‬أىمي ـ ــة الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أنبية معاعبة ىذا البحث بشكل جيد لدى اؼبهتمُت هبذا اؼبوضوع‪ ،‬ألهنا تعطي للباحث إضافة‬
‫علمية ودراسة موضوعية‪ ،‬و اكتساب معرفة عن مدى مسانبة و تأثَت استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫يف تطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وذلك بإدخاؿ عدة تطبيقات وبرامج كأنظمة الكًتونية متطورة‪ ،‬ؼبواكبة العصرنة من أجل‬
‫ربسُت األداء اؼبهٍت للمحاسبة‪ ،‬داخل اؼبؤسسات العمومية و الشركات االقتصادية اليت تعترب العصب اغبيوي ألي‬
‫دولة‪ ،‬وىذا من أجل الرفع من فعالية مستويات األداء‪ ،‬لتحسُت اعبودة وربقيق األىداؼ اؼبسطرة‪ .‬باإلضافة إذل‬
‫الدور الذي تلعبو تكنولوجيا اؼبعلومات يف تسهيل عمل كل من ؿبافظي اغبسابات واحملاسبُت ألهنا تساعد يف عملية‬
‫اؼبراجعة وربليل البيانات احملاسبة بدقة وبدوف أخطاء‪ ،‬وكذا إعداد التقارير اؼبالية الشهرية أو السنوية‪.‬‬

‫وبالتارل حبثنا سيكوف دبثابة قياس مدى التأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬على ربسُت األداء احملاسيب وتطوره بعد‬
‫إدراج تطبيقات وأنظمة إلكًتونية تساعد يف عملية معاعبة وربليل البيانات احملاسبية وبالتارل نستنتج أننا بأمس‬
‫اغباجة ؽبذ التكنولوجيا وال يبكننا االستغناء عنها وهبب علينا مواكبة ىذه العصرنة‪.‬‬

‫ب‬
‫‪-6‬أىـ ـ ــداف الدراسة‪:‬‬
‫بعد اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية والتأكد من اختبار صحة الفرضيات اؼبطروحة‪ ،‬فإف‬
‫أىداؼ ىذا البحث تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ ‬إبراز الدور الذي تلعبو تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف ربسُت األداء اؼبهٍت للمحاسبُت؛‬
‫‪ ‬الوقوؼ على األثر الذي سانبت بو تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطوير مهنة احملاسبة؛‬
‫‪ ‬األثر اإلهبايب لتكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬من خبلؿ إدراج تطبيقات متطورة‪ ،‬تستخدـ يف معاعبة البيانات‬
‫احملاسبية بدقة وجودهتا واليت بدورىا هتدؼ إذل تطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪-7‬مرجعية الدراسة‪:‬‬
‫مت االعتماد يف دراسة ىذا اؼبوضوع‪ ،‬على ؾبموعة من الدراسات تنوعت بُت الكتب واجملبلت العلمية اليت‬
‫يدور مضموهنا حوؿ اؼبوضوع ؿبل البحث‪ ،‬باإلضافة إذل االستعانة ببعض أطروحات الدكتوراه واؼباجيستَت وكذا‬
‫الدراسات األجنبية‪.‬‬
‫‪-8‬المنهج وأدوات المستخدمة في البحث‪:‬‬
‫اعتمدنا يف اعبانب النظري على اؼبنهج الوصفي‪ ،‬ؼبا لو من سهولة يف تقدمي الدراسة اؼبتمثلة يف أرثر‬
‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تطوير مهنة المحاسبة‪ ،‬أما يف اعبانب التطبيقي مت االعتماد‬
‫على منهجية االستبياف من خبلؿ توزيعو على عينة من ؿبافظي اغبسابات‪ ،‬اػبرباء احملاسبُت واحملاسبُت اؼبعتمدين‬
‫اؼبتواجدين بوالية سوؽ أ وخارجها (عنابة‪ ،‬أـ البواقي)‪ ،‬و كذا احملاسبُت باؼبؤسسات العمومية والشركات‬
‫االقتصادية العامة منها واػباصة وكذلك األكاديبيُت (األساتذة اعبامعيُت)‪.‬‬
‫‪ -9‬الدراس ــات السابقـة و المشابهة‪:‬‬
‫نستعرض جانبا من الدراسة السابقة ومشاهبة‪ ،‬زبص أطروحات الدكتوراه وماجستَت اليت ؽبا صلة‬
‫باؼبوضوع ويلجأ إليها الباحث‪ ،‬من اجل اغبصوؿ على البيانات واؼبعلومات اؼبتعلقة دبوضوع الدراسة‪ ،‬وبصورة‬
‫ـبتصرة منها دراسات عربية و أجنبية‪ ،‬وفقا لتسلسل زمٍت ؽبا و نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-9‬دراسة ضبزة شعيب(‪ )2010‬ربت عنواف تطور المحاسبة ومحاولة التنظير والتنظيم المحاسبي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستَت غَت منشورة‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جبامعة البليدة‪ ،‬حيث هتدؼ ىذه الدراسة إذل‬
‫معرفة اىم التغَتات اليت طرأت على مهنة احملاسبة يف اعبزائر‪ ،‬من سنة ‪ 1962‬إذل غاية تطبيق النظاـ اؼبارل‬
‫احملاسيب ‪ SCF‬اعتبارا من تاريخ ‪ ،2010/01/01‬والذي يقًتب إذل حد كبَت من معايَت احملاسبية الدولية اؼببنية‬
‫على اطار تصوري وىي رباوؿ التأكيد على ضرورة خلق التكامل بُت النظري والتطبيقي للمحاسبة‪ ،‬واستعاف‬

‫ت‬
‫الباحث يف ىذه الدراسة باؼبنهج باتباع اؼبنهج التارىبي لدراسة نشأة احملاسبة وجذورىا التارىبية وحصر أىم‬
‫التطورات اليت عرفتها حىت وصلت إذل شكلها اغبارل وكذا اؼبنهج الوصفي التحليلي هبدؼ صبع أكرب من‬
‫اؼبعلومات واؼبفاىيم اليت زبص اؼبوضوع‪ ،‬أما اعبزء التطبيقي فقد استعاف باؼبنهج اؼبقابلة مع بعض األساتذة‬
‫اعبامعيُت وبعض اؼبهنيُت وكذا مت االعتماد على دراسة االستبياف‪ ،‬و أفضت الدراسة على العديد من النتائج كاف‬
‫أنبها آليات االنتقاؿ من اؼبخطط الوطٍت احملاسيب إذل النظاـ اؼبارل احملاسيب وفقا للمعايَت الدولية‪ ،‬كما أنو يبشر‬
‫بنقلة نوعية إهبابية للمحاسبة اعبزائرية إال أنو هبب التأكد من ضرورة اإلسراع يف توفَت الظروؼ البلزمة من أجل‬
‫التطبيق الفعاؿ ؽبذا النظاـ وربقيق أىدافو‪.‬‬
‫‪ 2-9‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مسيف خالد‪،2017،‬دور تكنولوجيا المعلومات في تطبيق المعايير الدولية للتدقيق‬
‫‪، IAS‬بقسم علوـ التسيَت زبصص ؿباسبة وتدقيق‪ ،‬جبامعة بسكرة‪.‬‬
‫هتدؼ ىذه الدراسة إذل دور تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطبيق اؼبعايَت الدولية للتدقيق وفقا للتدقيق القانوين‬
‫يف اعبزائر‪ ،‬أين مت التطرؽ إذل أىم اؼبراحل اليت تشهدىا مهنة احملاسبة على الصعيد الوطٍت والدورل‪ ،‬ومدى‬
‫استجابتها لتكنولوجيا اؼبعلومات‪ .‬ومت الًتكيز على أىم التطورات اعبديدة يف ىذا اإلطار‪.‬‬
‫حيػث مت إتبػػاع اؼبػػنهج األسػػلوب الوصػػفي لئلحاطػػة باألصػوؿ العامػػة للتػػدقيق ومعػػايَته‪ ،‬واؼبػػنهج التػػارىبي‬
‫إلبراز أـ اؼبراحل الػيت مػرت هبػا اؼبهنػة يف العػادل عمومػا ويف اعبزائػر خاصػة و واؼبػزج بػُت اؼبػنهج الوصػفي واالسػتنباطي‬
‫عند تطبيق ىذه اؼبعايَت على مهاـ اؼبراجعة والتدقيق القانوين يف اعبزائر‪.‬‬
‫أين توصلت نتائج الدراسة إذل الدور الكبَت الذي تلعبو تكنولوجيا اؼبعلومات على يف تطبيق اؼبعايَت‬
‫الدولية للتدقيق مقارنة بالطريقة اليدوية واليت هبا عدة نقائص‪ .‬كما وضعت تشريعات جديدة حوؿ موضوع‬
‫التدقيق ىي حتمية فرضها الواقع عقب تبٍت النظاـ اؼبارل احملاسيب ‪ SCF‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪3-9‬رسالة دكتوراه‪ ،2017،‬للباحثة طاطا إيباف ربت عنواف‪ :‬أرثر العوامل البيئية على التطور المحاسبي في‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيَت زبصص مالية وؿباسبة‪ ،‬جبامعة اعبزائر ‪.3‬‬
‫اؽبدؼ من الدراسة تفسَت أثر العوامل البيئية على التطور احملاسيب يف اعبزائر خبلؿ الفًتة اؼبمتدة من‬
‫‪ 1962‬إذل غاية ‪ ،2015‬كما اىتمت بالًتكيز على الدراسات النظرية للمحاسبة اليت اىتمت بدراسة‬
‫العبلقة بُت العوامل البيئية والتطور احملاسيب‪.‬‬
‫خبلؿ ىذه الدراسة مت إتباع منهج األسلوب الوصفي يف اعبانب النظري‪ ،‬أما يف اعبانب التطبيقي مت‬
‫االعتماد اؼبنهج االحصائي التحليلي لئلثبات و اختبار صحة الفرضيات اؼبطروحة‪.‬‬

‫ث‬
‫أفضت نتائج الدراسة إذل معرفة مدى تأثَت العوامل البيئية على تطوير احملاسيب يف اعبزائر من الفًتة‬
‫‪ 1962‬إذل غاية ‪، 2015‬باختبلفها يف كل قطاع العاـ وخاص‪ ،‬ومت اكبصار نظرة القطاع العاـ إذل احملاسبة يف‬
‫اعبزائر إذل غاية هناية الثمانينات‪ ،‬يف ربقيق االلتزاـ القانوين واستخدامها كأداة لتحقيق االلتزاـ اعببائي‪ ،‬إذ ال يعترب‬
‫عامل االنفتاح االقتصادي عامبل مؤثرا يف التطوير احملاسيب يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪ 4-9‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬كريم عمارة‪ ،2019 ،‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تفعيل أداء‬
‫المؤسسات االقتصادية‪،‬كلية العلوـ االقتصادية وعلوـ التسيَت‪ ،‬زبصص تسيَت اؼبؤسسات جبامعة بسكرة‪.‬‬
‫كاف ىدؼ الباحث كما يلي‪:‬‬

‫معرفة أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ يف ربسُت وتفعيػل أداء اؼبهػٍت للمحاسػبة داخػل اؼبؤسسػات‬
‫االقتصادية اعبزائرية وباألخص يف القطاع الصناعي‪.‬‬

‫كما مت خبلؿ ىذه الدراسة النظرية إتباع اؼبنهج الوصفي ؼبا لو من سػهولة يف تقػدمي الدراسػة اؼبتمثلػة يف أثػر‬
‫اسػػتخداـ تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات واالتصػػاالت يف تطػػوير إدارة اؼبؤسسػػة‪ ،‬امػػا يف اعبانػػب التطبيقػػي مت االعتمػػاد علػػى‬
‫اؼبػػنهج االحصػػائي مػػن خػػبلؿ االسػػتعانة بػػبعض اؼبعلومػػات والبيانػػات اإلحص ػػائية والوثػػائق والتقػػارير الػػيت ؽبػػا صػػلة‬
‫باؼبوضوع‪ .‬قصد إعطاء تصور واضح لتأثَت إدماج تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ يف إدارة اؼبؤسسة‪.‬‬

‫ومت التوصػل إذل نتػػائج الدراسػػة إذل كػوف اؼبعلومػػات مػػوردا ىامػػا واساسػيا يف ربسػػُت وتفعيػػل أداء اؼبؤسسػػات‬
‫االقتصادية‪ ،‬إذ تسػاىم يف ترشػيد ازبػاذ القػرارات اؼبختلفػة‪ .‬كمػا سػانبت تكنولوجيػا اؼبعلومػات واالتصػاؿ يف زبفػيض‬
‫حجم العمالة‪ ،‬وأيضا ترفع من شفافية يف األداء ويقلل من فرص الفساد اإلداري‪.‬‬

‫الدراسة األجنبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬


‫‪ 5-9‬رسالة ماجيسًت يف احملاسبة‪ ،‬للباحثة فاطمة ناجي عبيدي‪ 2012 ،‬ربت عنواف‪ :‬مخاطر استعمال نظم‬
‫المعلومات المحاسبية وأرثر ىا على فعالية عملية التدقيق في األردن‪ .‬كلية االعمال جامعة الشرق األوسط‪.‬‬
‫ىدفت ىذه الدراسة إذل التعرؼ على ـباطر استخداـ نظم اؼبعلومات احملاسبية احملسوبة وأثر ىا على‬
‫فعالية عملية التدقيق يف الشركات اؼبسانبة العامة اؼبدرجة يف بورصة عماف‪ ،‬واإلجراءات الواجب تطبيقها لتقليل‬
‫وتفادي ىذه اؼبخاطر‪.‬‬
‫كما مت إتباع اؼبنهج الوصفي يف اعبانب النظري‪ ،‬أما يف اعبانب التطبيقي مت االعتماد على إتباع اؼبنهج‬
‫اإلحصائي االستبياين الذي يعتمد على عملية ربليل اؼبعلومات اؼبتوصل اليها من خبلؿ تفريغ االستبياف مع ربديد‬
‫معامل االرتباط و التحديد يف ىذه اغبالة‪.‬‬

‫ج‬
‫كما مت التوصل إذل نتائج إذل وجود داللة إحصائية للمخاطر البيئية اػباصة بنظم اؼبعلومات احملاسبية‬
‫احملسوبة على فعالية التدقيق يف شركات اؼبسانبة األردنية‪ ،‬كم مت التوصل إذل وجود ـباطر على اؼبدخبلت‪ ،‬تشغيل‬
‫البيانات وخرجات نظم اؼبعلومات احملاسبية احملسوبة على فعالية عملية التدقيق الشركات اؼبسانبة العامة األردنية‪.‬‬

‫‪ -10‬ما يميز دراستنا عن الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تأيت ىذه الدراسة مكملة ؼبا سبق ذكره‪ ،‬من دراسات فباثلة ومشاهبة تناولت موضوع استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات واالتصاالت يف تطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬حيث توصلت ؾبموعة من ىاتو الدراسات إذل وجود أثر فعاؿ يف‬
‫استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف تطوير مهنة احملاسبة من خبلؿ إدراج تطبيقات وبرامج الكًتونية‬
‫تعمل على رفع جودة وفعالية األداء احملاسيب يف الشركات االقتصادية واؼبؤسسات العمومية وكذا العمل على‬
‫ربسُت عملية اؼبرجعة والتدقيق لدى احملاسبُت ‪،‬ومت االعتماد يف اعبانب التطبيقي على دراسة حالة بإحدى‬
‫الشركات الصناعية وكذا االعتماد على منهج اؼبقارنة يف التحليل باإلضافة إذل اؼبنهج الوصفي االستبياين يف ربليل‬
‫اؼبعلومات اؼبتوصل اليها‪.‬‬

‫وما يبيز دراستنا عن الدراسات السابقة أننا اعتمدنا يف اعبانب التطبيقي على اؼبنهج االحصائي‬
‫االستبياين وتوزيعو على ؿبافظي اغبسابات‪ ،‬اػبرباء احملاسبُت‪ ،‬احملاسبُت اؼبعتمدين واحملاسبُت بالشركات االقتصادية‬
‫واؼبؤسسات العمومية‪ ،‬باإلضافة إذل األساتذة اعبامعيُت ـبتصُت يف احملاسبة‪ ،‬من أجل الوصوؿ إذل أثر استخداـ‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف تطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬كما مت التوصل إذل اؼبخاطر اؼبتعلقة باستخداـ‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت واالحتياطات الواجب ازباذىا من أجل ضباية البيانات احملاسبية من التلف‪.‬‬

‫‪ -11‬صعوبات البحث‪:‬‬
‫الصعوبات الرئيسية اليت وجدناىا خبلؿ الدراسة‪ ،‬صعوبة يف اإلجابة على االستبياف من قبل ؿبافظي‬
‫اغبسابات‪ ،‬اػبرباء احملاسبُت واحملاسبُت اؼبعتمدين وىذا تزامنا مع إعداد التقارير اؼبالية‪ ،‬وكذا نقص اؼبراجع (كتب‪،‬‬
‫ؾببلت)‪ ،‬تتكلم عن تطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -12‬ىيكل الدراسة‪:‬‬
‫لئلجابة على إشكالية الدراسة‪ ،‬قمنا بتقسيم موضوع ؿبل الدراسة إذل قسمُت‪ ،‬حيث اعبانب النظري‬
‫يتضمن الفصل األوؿ والثاين‪ ،‬أما اعبانب التطبيقي يتضمن الفصل الثالث و ىو عبارة عن دراسة ميدانية تتضمن‬
‫توزيع االستبياف على الفئات اؼبستهدفة تتمثل يف كل من ؿبافظي اغبسابات وأساتذة اعبامعيُت مهتمُت باحملاسبة‬
‫وكذا ؿباسبُت بالشركات االقتصادية واؼبؤسسات العمومية‪.‬‬

‫ح‬
‫حيث في الفصل األول تطرقنا إذل عموميات حوؿ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬كما تعمقنا‬
‫بالتفصيل يف كل من اؼببحث األوؿ والثاين إذل تعريف كل من اؼبعلومات‪ ،‬االتصاؿ‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬وخصائص كل‬
‫منهم ومكوناهتم‪ ،‬أما البحث الثالث تطرقنا إذل تعريف نظاـ اؼبعلومات‪ ،‬خصائصو‪ ،‬وكذلك إذل العبلقة اليت تربط‬
‫نظاـ اؼبعلومات بالنظاـ اؼبعلومات احملاسيب‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني‪ ،‬تطرقنا فيو إذل العوامل اؼبؤثرة يف تطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬حيث يف اؼببحث األوؿ والثاين‬
‫تكلمنا على كيفية إدراج وسائل االعبلـ اوآرل لتطوير مهنة احملاسبة‬
‫أما اؼببحث الثالث تطرقنا إذل العبلقة اليت تربط تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت دبهنة احملاسبة‪ ،‬أين‬
‫تعمقنا إذل أىم الوسائل اؼبدرجة واؼبستخدمة يف احملاسبة مثل الربامج والتطبيقات اإللكًتونية اليت سانبت يف تطوير‬
‫األداء اؼبهٍت للمحاسبُت مع العمل على ضباية ىذه الوسائل من ـباطر خارجية كالفَتوسات والقرصنة‪ ،‬لعدـ‬
‫إتبلؼ البيانات احملاسبية‪.‬‬
‫لكن في الفصل الثالث‪ ،‬مت االعتماد على الدراسة اؼبيدانية وذلك بتوزيع االستبياف على كل من ؿبافظي‬
‫اغبسابات‪ ،‬اػبرباء احملاسبُت‪ ،‬احملاسبُت اؼبعتمدين واحملاسبُت باؼبؤسسات العمومية‪ ،‬وكذا الشركات االقتصادية‬
‫العمومية واػباصة منهاػ باإلضافة إذل األساتذة اعبامعيُت اؼبهتمُت باحملاسبة‪ ،‬الذي يتضمن أىم احملاور اليت تطرقنا‬
‫إليها يف اعبانب النظري والعمل على إسقاطها يف اعبانب التطبيقي‪ ،‬ولتحليل ىذه الدراسة من اجل الوصوؿ إذل‬
‫صدؽ االستبانةػ استعملنا سلم ليكرت ومعامل الفا كرونباخ للوصوؿ إذل نتيجة االرتباط بُت التكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫ومهنة احملاسبة‪ ،‬بعد عملية التفريغ لبلستبياف وىذا الختبار الفرضيات‪ ،‬والوصوؿ إذل صدؽ االستبياف‪ .‬ويف اػباسبة‬
‫توصلنا إذل أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف تطوير مهنة احملاسبة مع تسجيل التوصيات‬
‫الضرورية‪.‬‬

‫خ‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول تكنولوجيا المعلومات‬
‫و االتصاالت‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المعلومات و االتصاالت‬

‫تمهي ـ ـ ـ ــد‪ :‬نتطػػرؽ يف ىػػذا اؼببحػػث إذل تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات واالتصػػاالت‪ ،‬تعتػػرب اؼبعلومػػات ؾبموعػػة متكاملػػة مػػن‬
‫بيانات سبر بعدة مراحل‪ ،‬منجمع وزبزين ومعاعبة لتوفَت اؼبعلومات ذات جودة ودقػة عاليػة كوهنػا خاليػة مػن األخطػاء‬
‫كم ػػا تس ػػتخدمها العدي ػػد م ػػن الش ػػركات واؼبنظم ػػات االقتص ػػادية‪ ،‬م ػػن اج ػػل اؼبس ػػاعدة يف تنفي ػػذ وإدارة عملياهت ػػا‪،‬‬
‫والتفاعل بُت العمبلء واؼبستخدمُت الزباذ القرار اؼبناسب من أجل خلق منافسة يف السوؽ‪.‬‬

‫المطلـ ــب األول‪ :‬ماىي ــة المعلوم ـ ــات‪:‬‬

‫يف ى ػػذا اؼبطل ػػب نتط ػػرؽ إذل مص ػػطلح اؼبعلوم ػػات باعتبارى ػػا م ػػوردا جوىري ػػا والب ػػد التعام ػػل مع ػػو‪ ،‬حبي ػػث أف‬
‫اؼبعلومات احد عناصر العملية اإلنتاجية اليت ال يبكن االستغناء عنها يف اؼبؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المعلومات‪:1‬‬

‫‪ ‬اؼبعلومات ىي بيانات تتم معاعبتها لتصبح يف شكل أكثر نفعا ؼبستخدميها‪.‬‬


‫‪ ‬اؼبعلومات ىي اؼبعرفة اؼبطبقة على عمل ػبلق قيمة أو لزيادة قيمة‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبعلومات ىي رأس اؼباؿ الفكري على وسائل اإلنتاج لزيادة الثروة‪.‬‬
‫‪ ‬وىناؾ أيضا من يقوؿ بأف اؼبعلومة ىي البيانات الػيت يػتم إعػدادىا لتصػبح يف شػكل أكثػر نفعػا للفػرد مسػتقببل‪،‬‬
‫واليت ؽبا قيمة ؿبركة يف االستخداـ اغبارل واؼبتوقع أو القرارات اليت يتم ازباذىا‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريــف المعلومــات‪ :2‬لقػػد أصػػبحت اؼبعلومػػات أحػػد العناصػػر األساسػػية يف العمليػػة اإلنتاجيػػة الػػيت ال يبكػػن‬
‫االستغناء عنها يف اؼبؤسسات االقتصادية ولكي ربقق األىداؼ اؼبسطرة‪ ،‬يبكن إعطاء بعض التعاريف؛‬
‫‪ ‬المعلومــات‪ :‬ىػػي اؼبخرجػػات الناذبػػة مػػن تشػػغيل نظػػاـ اؼبعلومػػات‪ ،‬والػػيت تعػػرب عػػن معػػاين ؿبػػدودة ؼبسػػتخدمي‬
‫اؼبعلومات يف اؼبنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬المعلومــات‪ :3‬ىػػي البيانػػات الػػيت سبػػت معاعبتهػػا بطريقػػة ىادفػػة لتكػػوف أسػػاس الزبػػاذ القػرارات فهػػي وليػػدة البيانػػات‬
‫اليت مت صبعها عػن موضػوع معػُت وإذا مػا مت إعػادة تنظيمهػا وترتيبهػا ومعاعبتهػا بشػكل صػحيح ومػنظم سػتعمل علػى‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬دور تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ يف تفعيل أداء اؼبؤسسات االقتصادية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية والتجارية وعلوـ‬
‫التسيَت‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ، 2018 ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ 2‬فياض ضبزة رملي‪ ،‬نظم اؼبعلومات احملاسبية احملسوبة‪ ،‬رسالة ماجيستَت‪ ،‬كلية العلوـ والتكنولوجيا‪ ،‬زبصص نظم معلومات احملاسبة االلكًتونية‪ ،‬جامعة‬
‫السوداف ‪،2011 ،‬ص‪.9 :‬‬
‫‪ 3‬مسيف خالد‪ ،‬دور تكنولوجيا اؼبعلومات يف تطبيق اؼبعايَت الدولية ‪ ، ISA‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية والتجارية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جامعة‬
‫ؿبمد خيضر بسكرة‪ ، 2017،‬ص‪.76 :‬‬

‫‪2‬‬
‫تغيَت أو تعديل اغبالة اؼبعرفية لئلنساف وبالتارل سوؼ تؤثر يف عملية ازبػاذ القػرار سػواء بالنسػبة لئلفػراد أو اؼبنظمػات‬
‫أو اجملتمعات‪.‬‬
‫‪ ‬المعلومــات‪ :1‬ىػػي البيانػػات الػػيت مت إعػػدادىا ومعاعبتهػػا أي تكػػوف خاليػػة مػػن األخطػػاء‪ ،‬لتصػػبح أكثػػر فعاليػػة والػػيت‬
‫يعتمد عليها الفرد يف ازباذ القرار اؼبناسب‪.‬‬
‫إف مفهوـ اؼبعلومة مرتبط أكثر باستخداـ الفرد ؽبا وىذا راجع عن اؼبنافع الػيت تنتجهػا فحسػب‪ ،‬كمػا تعػرؼ اؼبعلومػة‬
‫علػػى أهنػػا موجهػػة لبلسػػتهبلؾ‪ ،‬قابلػػة للتخ ػزين والتحويػػل واؼبعاعبػػة‪ ،‬وتشػػكل مػػوردا ىامػػا للمؤسسػػة وأصػػحاب الق ػرار‬
‫مثػل اؼبػواد األوليػػة داخػػل عمليػػة التحويػػل‪ ،‬وىػػي سبثػػل كػػذلك الطاقػػة األساسػػية لعمليػػة التحويػػل وتتميػػز ب ػ ػ ػ ػ ػػ‪ :‬وصػػفية‪،‬‬
‫ربليلية‪ ،‬تفسَتية‪ ،‬تنبؤية‪ ،‬اظبية (قوانُت‪ ،‬تنظيمات‪ ،‬ـبططات‪ ،‬مواعيد‪ ،‬قواعد‪ ،‬خصوصيات)‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬أىمية المعلومات و دورىا‪:2‬‬

‫تقػ ػػوـ اؼبعلومػ ػػات بػ ػػدور مصػ ػػدر اؼبصػ ػػادر يف صبيػ ػػع أوجػ ػػو النشػ ػػاطات الفكريػ ػػة والعلميػ ػػة واالجتماعيػ ػػة واالقتصػ ػػادية‬
‫والتكنولوجيػػة‪ ،‬إذل درجػػة يبكػػن القػػوؿ فيهػػا أف النتيجػػة النهائيػػة تتوقػػف علػػى تت ػوافر اؼبعلومػػات الف القيمػػة اؼبضػػافة‬
‫للمعلومات ال تتوقف فقط على ذبميع وزبزين اؼبادة اإلعبلمية بقدر ما تتعلق بطريقة االستفادة منها‪.‬‬

‫ويكشف ربليل جينشاوميذو‪-‬نقبل عن األخضر أيروج‪ -‬عن أنبية اؼبعلومات بقولو أف اغبصوؿ علػى اؼبعلومػات ىػو‬
‫الػػذي يبكػػن مػػن ربليػػل اؼبواقػػف‪ ،‬وإهبػػاد اغبلػػوؿ اؼبناسػػبة ألي مشػػكل إداري أو سياسػػي‪ ،‬وازبػػاذ الق ػرارات السػػليمة‪،‬‬
‫كمػػا يػػؤدي طبعػػا مػػن خػػبلؿ اػبيػػارات اؼبتاحػػة إذل ربسػػُت نوعيػػة الق ػرارات السػػليمة‪ ،‬كمػػا يػػؤدي طبعػػا مػػن خػػبلؿ‬
‫اػبيارات اؼبتاحة إذل ربسُت نوعية القرارات اؼبتخذة واؼبؤثرة بدورىا يف مستقبل قطاع أو نشاط بلد من البلداف‪.‬‬

‫فػإذل جانػػب أنبيػػة اؼبعلومػػات يف حػػد ذاهتػػا‪ ،‬فإهنػػا تتميػػز خبصػػائص متعػػددة تكسػػبها القػػدرة علػػى لعػػب ىػػذا‬
‫الدور وتتجلى ىذه اػبصائص يف قدرة اؼبعلومات على التشكل والسػيولة والظهػور يف أشػكاؿ ـبتلفػة(قوائم‪-‬أشػكاؿ‬
‫بيانية‪......‬اخل)‪.‬‬

‫ووبدد األخضر أيروج ثبلثة مستويات لتوظيف اؼبعلومات يف النسق االجتماعي واالقتصادي وىي‪:‬‬

‫‪ ‬االسػػهاـ الفعػػاؿ يف إهبػػاد اغبل ػػوؿ اؼببلئمػػة لتجػػاوز صبيػػع ربػػديات العصػػر وط ػوارئ اإلدارة الناصبػػة مػػن اغبػػاالت‬
‫اؼبتعددة األبعاد والتقدـ العلمي والتكنولوجي‪.‬‬

‫‪ 1‬ابراىيم األخرس‪ ،‬االثار االقتصادية واالجتماعية لثورة االتصاالت وتكنولوجيا اؼبعلومات على الدوؿ العربية‪ ،‬دوف رقم الطبعة‪ ،‬أيًتاؾ للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2008 ،‬ص‪.77 :‬‬
‫‪ 2‬ؿبمد الصَتيف ‪ ،‬إدارة تكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪، 2009 ،‬ص‪.281 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬اإلسهاـ يف تطوير نشاط البحث العلمي وربسُت بيداغوجية التعليم بواسطة الرجػوع إذل اؼبصػادر العلميػة اؼبتاحػة‬
‫يف صبيع التخصصات‪.‬‬
‫‪ ‬اإلس ػػهاـ يف االبتكػػار وذبس ػػيد االخًتاع ػػات يف الوسػػط االجتم ػػاعي واالقتصػػادي دب ػػا فيػػو ؿب ػػيط العمػػل وربس ػػُت‬
‫ظروؼ اغبياة العامة‪.‬‬
‫وتزداد دقة ىذه الوظائف وسرعة ترصبتهػا يف الواقػع دبػا يعكػس اؼبكانػة االجتماعيػة الػيت تتمتػع هبػا اؼبعلومػات‪،‬‬
‫وىي خاصية تنفرد هبا اسػتثنائيا البلػداف الػيت تعمػل علػى تكييػف السػلوؾ االجتمػاعي‪ ،‬دبػا ىبػدـ التغػَتات الكػربى الػيت‬
‫يشهدىا قطاع اؼبعلومات بعد أف ربوؿ مفهوـ التوثيق اؼبكتيب إذل خدمة اجملتمع معلوماتية للزيادة يف حركة التغيَت‪.‬‬
‫وقػػد بػػدأ االىتمػػاـ بوظػػائف اؼبعلومػػات بعػػد أف تفػػرغ بعػػض البػػاحثُت لدراسػػة خصائصػػها وطبيعتهػػا والقيمػػة‬
‫اؼبضػػافة الػػيت تضػػمنها النشػػاطات االجتماعيػػة واالقتصػػادية‪ ،‬كمػػا توسػػع ىػػذه االىتمػػاـ للبحػػث يف العوامػػل اؼبؤديػػة إرل‬
‫بروز وظائف اؼبعلومات لتحديد اقتصاداهتا خاصة قوانُت العرض والطلب والتسعَت وتكلفة تصنيعها‪.‬‬
‫لكػػن اؼبشػػكلة األساسػػية فيمػػا ىبػػص اؼبعلومػػات‪ ،‬ىػػي سػػوء توزيعهػػا حيػػث يتمتػػع بعػػض سػػكاف العػػادل بزيػػادة‬
‫اؼبعلومػػات‪ ،‬ويعػاين الػػبعض مػػنهم مػػن فقػػر شػػديد منهػػا وال يقتصػػر سػػوء التوزيػػع ىػػذا فيمػػا بػػُت الػػدوؿ‪ ،‬وإمبػػا داخػػل كػػل‬
‫دولػػة‪ ،‬حيػػث تػػزداد الفجػػوة بػػُت مػػن يبلكػػوف اؼبعلومػػات والوسػػائل الػػيت تسػػاعدىم علػػى إهبادىػػا‪ ،‬وبػػُت مػػن ال تت ػوافر‬
‫لػػديهم ىػػذه اؼبيػػزة‪ .‬وىػػو مػػا ربػػاوؿ وسػػائل وتقنيػػات اؼبعلومػػات واالتصػػاؿ اغبديثػػة أف يتداركػػو‪ .‬وذلػػك مػػن خػػبلؿ تػػوفَت‬
‫خدمات معلوماتية واتصالية أفضل وأسهل استخداما و أقل تكلفة‪.‬‬
‫ويبكن إهباز ؾباالت األنبية للمعلومات على عدة مستويات‪:1‬‬
‫‪ ‬أف اؼبعلوم ػػات ى ػػي أس ػػاس عملي ػػة االتص ػػاؿ اإلنس ػػاين يف اجملتم ػػع بك ػػل مس ػػتوياتو‪ ،‬وك ػػذا االتص ػػاؿ اؼبس ػػتعُت‬
‫باغباسبات االلكًتونية؛‬
‫‪ ‬أف اؼبعلومات ىي أساس البحث العلمي‪ ،‬فالبحث العلمي ببساطة ىو عملية إنتاج اؼبعارؼ اعبديدة؛‬
‫‪ ‬أف اؼبعلومات ىي األساس يف ازباذ اي قرار على كػل اؼبسػتويات علػى اؼبسػتوى الفػرد‪ ،‬وكػذلك علػى مسػتوى‬
‫اؼبؤسسة‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد الصَتيف ‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.283 :‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬مصادر المعلومات‪:1‬‬
‫ىناؾ العديد من الطرؽ اليت يبكن بواسطتها أف تقوـ اؼبؤسسة بتجميع اؼبعلومات فهناؾ‪:‬‬
‫‪ -‬المصادر الشفهية‪ :‬ويبكن اغبصوؿ عليها من العػاملُت باؼبؤسسػة أو خارجهػا مثػل (اؼبسػتهلكُت‪ ،‬اؼبػوردين‪ ،‬أو‬
‫العػػاملُت باؼبؤسسػػات األخػػرى) ومػػن خػػبلؿ اؼب ػؤسبرات واالجتماعػػات والنػػدوات وغَتىػػا وتسػػتخدـ خاصػػة ىػػذه‬
‫اؼبعلومات بواسطة اؼبديرين يف اؼبستويات العليا يف اؼبؤسسات الدنيا‪.‬‬
‫‪ -‬المصــادر المكتوبــة‪ :‬ويبكػػن اغبصػػوؿ عليهػػا مػػن خػػبلؿ االطػػبلع علػػى اجملػػبلت والصػػحف والػػدورات العلميػػة‬
‫التقارير اؼبنشورات والدراسات‪ ......‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬أســاليب التنبــؤ‪ :‬تعػػد أسػػاليب التنبػػؤ أحػػد الطػػرؽ لتجميػػع البيانػػات وتسػػتخدـ اؼبؤسسػػات العديػػد مػػن ىػػذه‬
‫األسػػاليب وذلػػك بغػػرض توقػػع أي تغ ػَتات ؿبتملػػة يف البيئػػة ومػػن أشػػهرىا أسػػلوب السبلسػػل الزمنيػػة‪ ،‬أسػػلوب‬
‫التغيَت والتخمُت مباذج االقتصاد الرياضي والسيناريوىات‪.‬‬
‫‪ -‬التجســا الصــناعي‪ :‬وىػػو أحػػد األسػػاليب الشػػائعة الػػيت تسػػتخدـ يف صبػػع اؼبعلومػػات عػػن البيئػػة واؼبنافسػػة عػػن‬
‫طريق‪:‬‬
‫‪ ‬القياـ بتفكيك منتج اؼبنافس لتعرؼ عن مكوناتو وتصميمو؛‬
‫‪ ‬تعيُت فرد يف اؼبؤسسة يكوف على علم كبَت دبنتجاتو؛‬
‫‪ ‬نظاـ اؼبعلومات اؼبعتمدة على اغباسوب يقتصر ىذا اؼبصدر فقط على صبع اؼبعلومات وتبويبها وربليلها؛‬
‫استعماؿ االنًتنيت لدراسة وضعية اؼبنافسُت مع وجود ؾبموعة من الربامج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬مصادر أولية‪ :‬أي البيانات مت ذبهيزىا عند الطلب من ىذه اؼبصادر اؼببلحظة الشخصية االستقاء والتجربة‪.‬‬
‫‪ -‬بنــوك المعلوم ــات‪ :‬ىػػو مصػػدر ظهػػر حػػديثا نسػػبيا والػػذي يػػتم مػػن خبللػػو ذبميػػع أكػػرب قػػدر مػػن اؼبعلومػػات‬
‫اؼبرتبطة مع بعضها البعض وزبزينها حسب فئات يبكن اسًتجاعها بسرعة لتسهيل االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -‬األنترنيـ ‪ :‬ىػي البيانػػات واؼبعلومػػات الػػيت ذبمعهػػا وتنظمهػػا وذبهزىػا اؼبنظمػػات مػػن كافػػة أكبػػاء العػػادل وتعرضػػها‬
‫على مواقعها على شبكة االنًتنيت للجميع واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -2‬خصــائص المعلومــات‪ :2‬حػػىت تػػتمكن اؼبعلومػػة مػػن ربقيػػق ىػػدفها الرئيسػػي أال وىػػو زبفػػيض حالػػة عػػدـ اؼبعرفػػة‬
‫هبب أف يتوفر‪:‬‬
‫‪ ‬الدقة‪ :‬أف تكوف اؼبعلومات ؿبددة وخالية من األخطاء ومستندة إذل اغبقائق والثوابت‪.‬‬

‫‪ 1‬كرمي عمارة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.7 :‬‬


‫‪ 2‬مسيف خالد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.83:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬التوقي ‪ :‬توفر اؼبعلومات يف الوقت اؼبناسب لبلستفادة منها وقت اغباجة إليها‪.‬‬
‫‪ ‬الوضوح‪ :‬أي مدى خلو اؼبعلومات من الغموض دبعٌت أف تكوف واضحة ومفهومة ؼبستخدميها؛‬
‫‪ ‬المرونــة‪ :‬وىػػي قابليػػة اؼبعلومػػات للتكيػػف تلبيػػة لبلحتياجػػات اؼبختلفػػة اؼبسػػتفيدين فاؼبعلومػػات الػػيت يبكػػن‬
‫اسػػتخدامها بواسػػطة العديػػد مػػن اؼبسػػتفيدين يف تطبيقػػات متعػػددة تكػػوف أكثػػر مرونػػة مػػن اؼبعلومػػات الػػيت‬
‫يبكن استخدامها يف تطبيق واحد‪.‬‬
‫‪ ‬الشــمول‪ :‬يعػػٍت أف تكػػوف اؼبعلومػػات شػػاملة عبميػػع متطلبػػات ورغبػػات اؼبسػػتفيد وأف تكػػوف بصػػورة كاملػػة‬
‫دوف تفصيل زائد ودوف إهباز يفقدىا معناىا‪.‬‬
‫‪ ‬المالئمة‪ :‬يقصد باؼببلئمػة وجػود عبلقػة وثيقػة بػُت اؼبعلومػات واألغػراض الػيت تعػد مػن أجلهػا ولكػي تكػوف‬
‫ىذه اؼبعلومات مفيدة هبب أف تكوف ذات عبلقة وثيقة بازباذ قرار أو أكثر مػن القػرارات الػيت يتخػذىا مػن‬
‫يستخدموف تلك اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬اكتمالية المعلومات‪ :1‬ينبغي أف تتكامل اؼبعلومات الف عدـ تكاملها غَت صاغبة للوصوؿ إذل اؽبدؼ‪.‬‬
‫‪ ‬قابلية القياس‪ :‬تعػٍت ىػذه اػباصػية إمكانيػة القيػاس الكمػي للمعلومػات الرظبيػة الناذبػة مػن نظػاـ اؼبعلومػات‬
‫الرظبي‪.‬‬
‫‪ ‬الشـكل‪ :‬يعػٍت الشػكل الػذي تقػدـ فيػو اؼبعلومػات‪ ،‬فاؼبعلومػات قػد تكػوف ملخصػة أو تفصػيلية فاؼبعلومػات‬
‫اؼبلخصة تعترب كافية للتعرؼ على اؼبشاكل‪ ،‬أما اؼبعلومات التفصيلية فهي تستخدـ الزباذ القرارات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التحيز‪ :‬أي عدـ تغَت ؿبتوى اؼبعلومات دبا هبعلو مؤثرا على اؼبستفيد أو تغيَت اؼبعلومات حىت تتوافق‬
‫مع أىداؼ أو رغبات اؼبستفيدين‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون لها قيمة‪ :‬أي اإلنتاج والتكلفة واإلفادة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنعاـ علي توفيق الشمريلي‪ ،‬احملاضرات االلكًتونية‪ ،‬ؿباضرة خصائص اؼبعلومات و مبذجتها مع البيانات واؼبعرفة‪ ،‬كلية األدب نظم اؼبعلومات‪ ،‬جامعة‬
‫اؼبنصورية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراؽ‪ ،‬ص‪.02 :‬‬

‫‪6‬‬
‫شكل (‪:)1-1‬جمع البيانات وتحويلها إلى معلومات التي تستخدم في عملية اتخاذ القرارات‪:‬‬
‫الحكومة‬ ‫العمــالء‬ ‫اإلدارات المالية‬ ‫وحدات األعمال‬ ‫الموردون‬ ‫العمــالء‬

‫تجميع البيانات‬

‫تب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويـ ــب‬

‫تجميع البيانات‬

‫تصنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬

‫تشغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫تخزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬

‫استرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع‬

‫توزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬

‫متخذ قرار "ج"‬ ‫متخذ قرار "ب"‬ ‫متخذ قرار "أ"‬

‫التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬

‫المصدر‪ :‬أنعام علي توفيق الشمريلي‪ ،‬المحاضرات االلكترونية‪ ،‬محاضرة خصائص المعلومات ونمذجتها مع البيانات والمعرفة‪ ،‬كلية األدب‬
‫نظم المعلومات‪ ،‬جامعة المنصورية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق ‪ ،‬ص‪.03:‬‬

‫يتضح من الشكل أعبله أف البيانات سبر على عدة مراحل لتتحوؿ اذل معلومات ذات معٌت تساعد متخذ‬
‫القرار يف اختيار التصرؼ اؼبناسب الذي يؤدي اذل ربقيق أىداؼ اؼبنظمة‪.1‬‬

‫‪1‬مسيف خالد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ماىيـ ـ ــة االتص ـ ــاالت‪.‬‬

‫تزداد يوما بعد يوـ أنبية االتصاؿ يف اؼبؤسسة‪ ،‬وذلك نظرا للدور اؽباـ الذي تلعبو ىذه الوظيفة على كافة‬
‫اؼبستويات ونتيجة للتطور اؼبذىل لوسائلها اليت أصبحت تؤثر مباشرة على كفاءة ومردودية اؼبؤسسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االتصـ ــال‪:‬‬

‫‪ -1‬لغة‪ :1‬أقدـ تعريفات االتصاؿ ىي اليت ركزت على االشتقاؽ اللغوي لكلمة ‪communication‬وىي الكلمة‬
‫البلتينية‪communis‬اليت تعٍت الشيء اؼبشًتؾ وفعلها ‪communicare‬أي يذيع آو يشيع‪ ،‬فنحن عندما نتصل‬
‫فإننا كباوؿ أف نشًتؾ يف اؼبعلومات واألفكار واالذباىات ونكوف عبلقة مع شخص أو ؾبموعة من‬
‫األشخاص‪ ،‬ؽبذا فمرادؼ فعل يتصل ىو يشًتؾ‪.‬‬
‫‪ -2‬اصطالحا‪ :2‬يرى عادل االجتماع تشارلز كورل باف االتصاؿ يعٍت ذلك اؼبيكانيزـ الذي من خبللو توجد‬
‫العبلقات اإلنسانية وتنمو وتتطور الرموز العقلية بواسطة وسائل نشر ىذه الرموز عرب اؼبكاف واستمرارىا عرب‬
‫الزماف‪ ،‬وتتضمن تعبَتات الوجو واإليباءات واإلشارات ونغمات الصوت والكلمات والطباعة والربؽ واؽباتف‪.‬‬
‫للعملية االتصالية طبسة أركاف أساسية ال يبكن ؽبا أف تتم إال أف توافرت كلها وىي التالية‪:‬‬
‫اؼبرسل و اؼبصدر أو القائم باالتصاؿ‪ ،‬الرسالة‪ ،‬الوسيلة أو القناة‪ ،‬اؼبستقبل أو اؼبتلقي أو اؼبرسل إليو‪ ،‬رجع‬
‫الصدى أو التغذية الراجعة‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬تعريف االتصال ‪:3‬‬

‫ظاىرة اجتماعية حركية تؤثر وتتأثر دبكونات السلوؾ الفردي والعوامل اؼبؤثرة على طريف عملية االتصاؿ اؼبشتملة‬
‫على نقل اؼبعلومة واألفكار واؼبعاين اؼبختلفة وتفهمها الستخداـ لغة مفهومة للطرفُت خبلؿ قنوات معينة‪ ،‬فعندما‬
‫تقوـ بعملية االتصاؿ يعرب عن تبادؿ اؼبعاين بُت األفراد فنحن كباوؿ أف نقيم رسالة مشًتكة مع شخص أخر أو‬
‫صباعة كباوؿ أف نشارؾ سويا يف اؼبعلومات واألفكار أو اؼبواقف واحدة و اؼبنظمة باعتبارىا وحدة اجتماعية ىادفة‬
‫ال تستطيع ربقيق أىدافها تلك إال عرب حلقات مستمرة وحركة دائمة من االتصاالت سواء بطابعها الرظبي أو غَت‬
‫الرظبي‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد عبد اغبميد‪ ،‬نظريات اإلعبلـ واذباىات التأثَت‪ ،‬طبعة ‪ ،02‬عادل الكتب‪ ،‬القاىرة‪،2000 ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ 2‬رحيمة الطيب عيساين‪ ،‬مدخل اذل االعبلـ واالتصاؿ‪ ،‬اؼبفاىيم األساسية والوظائف اعبديدة يف عصر العوؼبة‪ ،‬ط‪ ،1‬عادل الكتب اغبديث للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2002،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ 3‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬تعاريف أخرى لمصطلح االتصال نذكر بعضها كالتالي‪:1‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ عملية مستمرة تتضمن قياـ أحد األطراؼ بتحويل أفكار أو معلومات معينة إذل رسالة مفهومة‬
‫وبطريقة معينة‪ ،‬ونقلها إذل الطرؼ األخر‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ حاجة اجتماعية أساسية لئلنساف تتمثل يف التفاعل مع اوآخرين‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ عملية رئيسية لتفاعل األفراد واعبماعات واغبضارات مع بعضها‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ عملية اجتماعية ذات اذباىُت‪ ،‬تستهدؼ نقل اؼبعاين من الطرؼ اؼبرسل إذل الطرؼ اؼبستقبل‪،‬‬
‫واغبصوؿ على االستجابة من الطرؼ اؼبستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ ىو معلومات بُت اؼبرسل ومستقبل من خبللو وسيلة اتصاؿ وإلهباد تفاىم بُت الطرفُت يؤدي إذل‬
‫ربقيق ىدؼ‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ ىو ؾبموعة من اإلجراءات يقوـ خبلؽبا اؼبرسل‪-‬فردا أو صباعة منظمة‪ -‬بنقل بعض اؼبعلومات‪-‬‬
‫رسالة‪-‬إذل اؼبستقبل‪-‬فردا أو صباعة أو منظمة‪.‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ ىو عملية انتقاؿ اؼبعلومات أو االبتكار أو االذباىات أو العواطف من شخص أو صباعة إذل‬
‫شخص أو صباعة أخرى من خبلؿ الرموز‪ ،‬وعلى ضوء ما سبق يبكن تعريف االتصاؿ بأنو‪:‬‬
‫عملية إرساؿ واستقباؿ اؼبعلومات واألفكار و اوآراء (رسالة) بُت طرفُت (مرسل ومستقبل)‪ ،‬وىذا يشَت‬
‫إذل التفاعل واؼبشاركة بينهما حوؿ معلومة أو فكرة أو رأي أو اذباه أو سلوؾ أو خربة معينة‪ ،‬وذلك باستخداـ أو‬
‫أكثر من وسائل االتصاؿ اؼبناسبة (مثل اؼبناقشة‪ ،‬احملاضرة‪ ،‬اؼبقابلة‪ ،‬االجتماع‪ ،‬االتصاؿ اؽباتفي‪...،‬اخل)‪.‬‬
‫‪ -2‬أىداف االتصـ ــال‪:2‬‬
‫إف االتصاؿ وسيلة وليس غاية يف حد ذاتو‪ ،‬فاالتصاؿ الفعاؿ يساعد على‪:‬‬
‫‪ ‬تبادؿ اؼبعلومات؛‬
‫‪ ‬ربقيق التفاىم واالنسجاـ؛‬
‫‪ ‬وضوح األفكار واؼبوضوعات واؼبضموف؛‬
‫‪ ‬إحداث التغيَتات اؼبطلوبة يف األداء و السلوؾ؛‬
‫‪ ‬أداء األعماؿ بطريقة أفضل‪.‬‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬


‫‪ 2‬مدحت ؿبمد أبو النصر‪ ،‬مهارات االتصاؿ الفعاؿ مع اوآخرين‪ ،‬اجملموعة العربية للتدريب و النشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.17-15:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3‬أنواع االتصـ ـ ـ ــال‪:1‬‬
‫‪ ‬االتصال الذاتي‪ :‬وبدث داخل الفرد يف ىذه اغبالة يكوف اؼبرسل واؼبتلقي شخصا واحد‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال الشخصي‪ :‬ويقصد بو العملية اليت يتم دبقتضاىا تبادؿ اؼبعلومات‪ ،‬األفكار‪ ،‬واالذباىات بُت األفراد‬
‫بالطريقة اؼبباشرة وجها لوجو‪ ،‬ويف اذباىُت دوف عوامل أو قنوات وسيطة أو وسائل نقل صناعية‪ ،‬وىذا النوع من‬
‫االتصاؿ وبدث يوميا‪ ،‬ويبكن أف يكوف بُت األفراد أنفسهم‪ ،‬أو بينهم واوآلة‪ ،‬كما وبدث يف االتصاؿ بُت الفرد‬
‫واغباسوب‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال المجتمعي‪ :‬وىو ذلك النوع من االتصاؿ الذي يقوـ فيو اؼبرسل دبواجهة أكثر من شخص‪ ،‬قد يكػوف‬
‫شخصػػاف‪ ،‬ثبلثػػة‪ ،‬أو ؾبموعػػة مػػن اعبمػػاىَت‪ ،‬ووبػػدث بػػُت ؾبموعػػة مػػن األف ػراد مثػػل أفػراد األسػػرة‪ ،‬زمػػبلء الدراسػػة أو‬
‫العمػػل‪ ،‬صباعػػات‪ ،‬األصػػدقاء‪ ،‬لقضػػاء وقػػت الف ػراغ أو التحػػادث أو ازبػػاذ ق ػرار أو حػػل مشػػكلة‪ ،‬حيػػث تتػػاح فرصػػة‬
‫اؼبشاركة للجميع يف اؼبوقف االتصارل‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال الجماىيري‪ :2‬ويقصد بو العملية اليت يتم دبقتضاىا نقل اؼبعلومات‪ ،‬األفكار‪ ،‬واالذباىات إذل عدد‬
‫كبَت نسبيا من األفراد باستخداـ وسيلة أو أكثر من وسائل االتصاؿ اعبماىَتية‪ ،‬ويشَت أيضا إذل تلك العمليات‬
‫اليت تقوـ هبا ىيئات ومؤسسات كبَتة تستخدـ األجهزة و اوآالت اليت يبكن بواسطتها إنتاج رسائل العامة‪ ،‬ونقلها‬
‫إذل صباىَت غفَتة متعددة تتميز بالضخامة‪ ،‬عدـ التجانس‪ ،‬واالنتشار‪ ،‬لذا أطلق عليو صباىَتي‪.‬‬
‫ويبكن تعريف قنوات االتصاؿ أو التأثَت اعبماىَتي بأهنا القنوات اليت يتجو االتصاؿ من خبلؽبا يف نفس الوقت‬
‫إذل ؾبموعات ضخمة‪ ،‬وغ َت متجانسة من اعبمهور اؼبستهدؼ‪ ،‬وعلى نطاؽ صباىَتي دوف اف يكوف ىناؾ نوع‬
‫من اؼبواجهة بُت اؼبصدر واعبمهور‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال التنظيمي‪ :‬يقصد باالتصاؿ التنظيمي واإلداري تلك الوسائل اليت تستخدمها اؼبؤسسة أو اؼبدرين أو‬
‫األفراد العاملُت باؼبؤسسة لتوفَت معلومات لباقي األطراؼ األخرى واليت تنتقل بدورىا‪.‬‬
‫‪ -‬اتصاالت لنقل اؼبعلومات من اؼبؤسسة واؼبدرين إذل العاملُت بشاف العمل وىي بالطبع اتصاالت من األعلى‬
‫ألسفل‪.‬‬
‫‪ -‬اتصاالت لنقل اؼبعلومات من العاملُت واؼبدرين آلة اؼبؤسسة واؼبستويات اإلدارية األعلى بشاف التقييم يف‬
‫االقباز ومشاكل التنفيذ وىي بالطبع اتصاالت من أسفل ألعلى‪.‬‬
‫‪ -‬االتصاالت لبناء شخصية متميزة للمؤسسة وػبلق والء العاملُت هبا‪.‬‬

‫‪ 1‬عمارة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.13 -12 :‬‬


‫‪ 2‬عيشوش فريد‪ ،‬االتصاؿ يف إدارة األزمات‪ ،‬دار اػبلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬اعبزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.34-32 :‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬االتصال السمعي‪ :‬يعتمد ىذا النوع من االتصاؿ على حاسة السمع يف استقباؿ الرسائل من مسافات بعيدة‬
‫أكثر ما يبثل ىذا النوع من االتصاؿ ىو الراديو يتمثل باإلثارة والتشويق والسرعة يف االنتشار ولو سلبيات عديدة‬
‫منها‪:1‬‬
‫‪ -‬أنو يلزـ اؼبستمع بتحديد وقتو كونو زماين؛‬
‫‪ -‬ال يتيح فرصة استقباؿ رسالتُت يف وقت واحد؛‬
‫‪ -‬مسافة بث الرسالة اؼبسموعة أحيانا تكوف ؿبدودة‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال المرئي‪ :‬يعتمد ىذا االتصاؿ على حاسة البصر من أشكالو اؼبختلفة‪ ،‬الصور اللوحات الفنية‪،‬‬
‫اؼبلصقات‪ ،‬اػبرائط واجملسمات واألرقاـ الصامتة وغَتىا‪ ...‬وقد خدمت الصور وسائل االتصاؿ األخرى‬
‫كالكتب والصحف واجملبلت والنشرات اإلعبلمية غَت انو لو سلبيات أنبها‪:‬‬
‫‪ -‬ؿبدودية اؼبكاف والزماف‪.‬‬
‫‪ -‬ال ىبدـ فاقدي البصر إطبلقا‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال السمعي البصري‪ :2‬يعد ىذا النوع من االتصاؿ أكثر أنواع االتصاؿ تأثَتا وفاعلية لدى اؼبستقبلُت‪،‬‬
‫حيث يلعب دورا فعاال يف توصيل الرسالة و استيعاهبا‪ ،‬وقد ظهر ىذا االتصاؿ مع ظهور اؼبواد السمعية البصرية‬
‫كالتلفزيوف والفيديو ومن فبيزاتو عن غَته من أنواع االتصاؿ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماده على حاسيت السمع والبصر يف استقباؿ الرسائل؛‬
‫‪ -‬تعتمد وسائلو على مواد مساعدة كالصور واألفبلـ وغَتىا؛‬
‫‪ -‬قدرتو على نقل اؼبعلومات واألحداث و األخبار والتجػارب بالصػوت والصػورة معػا وبشػكل يطػابق الواقػع إذل‬
‫حد تاـ أحيانا‪.‬‬
‫كما يصنف االتصاؿ كذلك يف إدارة اؼبؤسسات إذل اتصاؿ رظبي وآخر غَت رظبي‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال الرسمي‪ :‬إدارة اؼبؤسسة ىي اليت ربدد وتضع خطواتو وقنواتو ومضمونو أما االتصاؿ غَت الرظبي فيتم‬
‫تلقائيا ما بُت اعبماعات سواء داخل اؼبؤسسة أو خارجها وىو ما يساعد اؼبؤسسة على ربقيق أىدافها‪ .‬ويتم‬
‫االتصاؿ الرظبي عادة يف إطار التنظيم ويسَت وفق أساليب و إجراءات وقواعد رظبية ؿبددة ومعروفة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.13 :‬‬


‫‪ 2‬عيشوش فريد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪11‬‬
‫كما أنو غالبا ما يكوف موثقا بصور مكتوبة ورظبية وعادة تتدفق اؼبعلومات يف االتصاؿ الرظبي كما‬
‫يتماشى والتنظيم الرظبي من األسفل إذل األعلى‪ ،‬أو بشكل أفقي وتتصف االتصاالت الرظبية عادة بكوهنا قانونية‪،‬‬
‫وتتعلق بالعمل مباشرة‪ ،‬تتم داخل اؼبؤسسة وتتعلق هبا‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال غير الرسمي‪ :‬ىو اتصاؿ غَت مباشر ويأخذ الشكل العنقودي ال ىبضع لقواعد وإجراءات وقوانُت إدارية‬
‫مثنية ومكتوبة رظبية ومتفق عليها‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف االتصاؿ الرظبي ويتم غالبا عرب قنوات خارجية عن القنوات‬
‫الرظبية داخل اؼبؤسسة‪ ،‬كما يتم بُت مستويات إدارية ـبتلفة ومتخطيا خطوط السلطة الرظبية‪.‬‬
‫‪ -4‬خصائص االتص ـ ــال‪:1‬‬

‫االتصاؿ عملية متشابكة العناصر حيث أهنا سبتلئ بالرموز اللفظية وغَت اللفظية اليت يتبادؽبا اؼبرسل (اؼبرسلوف)‬
‫واؼبستقبل (اؼبستقبلوف) يف ظل اػبربات الشخصية واػبلفيات والتصورات والثقافة السائدة لكل متصل‪ ،‬وال يبكن أف‬
‫يتطابق تفعبلف (خبلؿ عملية االتصاؿ) تطابقا سباما الف كل حالة اتصاؿ فريدة ومستقلة بذاهتا وظروفها وسياقها‪،‬‬
‫ولذلك البد من معرفة خصائص االتصاؿ اليت تعرب عن ديناميكيتو وحركية‪:‬‬
‫‪ ‬االتصال عملية مستمرة‪ :‬نظرا الف االتصاؿ يشتمل على سلسلة من األفعاؿ اليت ليس ؽبا بداية أو هناية‬
‫ؿبددة ألهنا دائمة التغيَت واغبركة‪ ،‬ولذلك يستحيل على اؼبرء أف يبسك بأي اتصاؿ ويقوـ بدراستو‪ ،‬ولو يفعل ذلك‬
‫لتغيَت االتصاؿ‪ ،‬أف االتصاؿ ال يبكن أعادتو سباما كما ىو ألنو مبٍت على عبلقات متداخلة بُت الناس وبيئات‬
‫االتصاؿ واؼبهارات واؼبواقف والتجارب واؼبشاعر اليت تعزز االتصاؿ يف وقت ؿبدد‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال يشكل نظاما متكامال‪ :‬يتكوف االتصاؿ من وحدات متداخلة‪ ،‬وتعمل صبيعا حينما تتفاعل مع‬
‫بعضها البعض من مرسل ومستقبل ورسائل ورجع صدى وبيئة اتصالية‪ ،‬وإذا ما غابت بعض العناصر أو تعمل‬
‫بشكل جيد فاف االتصاؿ يتعطل أو يصبح بدوف التأثَت اؼبطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال تفاعلي و آني ومتغير‪ :‬االتصاؿ نشاط يبٌت على التفاعل مع اوآخرين حيث يقوـ الشخص‬
‫باإلرساؿ واالستقباؿ يف الوقت نفسو‪ ،‬وال يبكن أف يتصل شخص بأخر مث ينتظر األخر حىت وصوؿ الرسالة مث‬
‫يقوـ بإرساؿ رسالة إليو أو يستجيب لرسالتو‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال غير قابل للتراجع أو التفادي غالبا‪ :‬إذا ما قدر لشخص أف يرغب يف الًتاجع عن االتصاؿ بعد‬
‫حدوثو‪ ،‬فانو ال يبكنو ذلك‪ ،‬قد يستطيع التأسف أو االعتذار أو إصبلح ما أفسده االتصاؿ أو حىت نسياف‬
‫االتصاؿ‪ ،‬ولكن ال يبكن مسحو أو الظن بأنو دل وبدث‪ ،‬ىناؾ بعض االستثناءات فبا يكوف قد أعد لبلتصاؿ‬
‫كرسالة كتبت‪ ،‬وقبل إرساؽبا إذل اؼبرسل إليو يبكن إبقاؤىا ولكن يف حاالت قليلة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -5‬عناصر االتصال ومكوناتو‪:1‬‬
‫تتعدد مراحل عملية االتصاؿ وتتوزع ىذه اؼبراحل بُت اؼبرسل و اؼبستقبل فاؼبرسل على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬
‫(‪ )1‬وبدد ىدفو من االتصاؿ‪ )2(،‬هبتاز الفكرة‪)3( ،‬ىبتار وسيلة التعبَت‪ )4( ،‬يصيغ رسالتو‪ )5( ،‬يرسل رسالتو‪.‬‬
‫باختصار يمكن تحديد ستة عناصر لعملية االتصال‪ ،‬ىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬الهدف‪ :‬هبب أف يوجد ىدؼ ؿبدد وواضح لعملية االتصاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬مرسل‪ :‬وىو باعث أو مصدر الرسالة للمستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬مستقبل‪ :‬وىو من يتلقى الرسالة من اؼبرسل‪.‬‬
‫‪ ‬رسالة‪ :‬وىو اؼبعٌت أو اؼبعلومات أو األفكار أو اوآراء أو القرارات اليت يريد اؼبرسل توصيلها إذل اؼبستقبل‪ ،‬وقد‬
‫يعرب عن الرسالة باالتصاالت اللفظية‪ ،‬سواء شفهية أو مكتوبة‪ ،‬أو باالتصاالت غَت اللفظية‪.‬‬
‫‪ ‬وسيلة‪ :‬ىي األداء أو القناة أو الطريقة اليت تتم من خبلؽبا عملية االتصاؿ مثل اؼبقاببلت واالجتماعات‬
‫والزيارات واالتصاالت اؽباتفية والتقارير‪......‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التغذية العكسية أو المرتدة أو إرجاع األرثر‪ :‬وىي اؼبعلومات اليت وبصل عليها اؼبرسل من اؼبستقبل‪ ،‬واليت‬
‫تتمثل على سبيل اؼبثاؿ يف ردود أفعالو ودرجة فهمو ودرجة استجابتو‪ ،‬وبناء على ىذه التغذية العكسية يقوـ‬
‫اؼبرسل بعمل بعض التعديبلت البلزمة سواء يف أسلوب اتصالو او طريقة عرضو أو استخداـ وسيلة اتصاؿ أخرى‪،‬‬
‫حىت يطمئن إذل أف اؼبستقبل متجاوب معو يف عملية االتصاؿ‪ ،‬واف الرسالة اؼبطلوب توصيلها تصل بالشكل‬
‫اؼبناسب واؼبتوقع للمستقبل‪ ،‬وأف اؼبستقبل يفهم الرسالة‪.‬‬
‫‪ ‬مصادر التشويش‪ :‬التشويش أو الضوضاء أو الضجة اليت قد تصدر عن البيئة الداخلية (اؼبنظمة) أو البيئة‬
‫اػبارجية (اجملتمع)‪ ،‬ؽبا تأثَت سليب على صبيع عناصر االتصاؿ السابق ذكرىا‪ .‬وقد يؤدي ىذا التشويش أو‬
‫الضوضاء أو الضجة إذل‪ :‬تقليل االنتباه والًتكيز واإلنصات لدى كل من اؼبرسل واؼبستقبل‪ ،‬واذل ربريف اؼبعٌت‬
‫وتقليل الوضوح والدقة يف االتصاؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬مدحت ؿبمد أبو النصر‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪13‬‬
‫شكل (‪ :)2-1‬عناصر االتصال‪:‬‬
‫بيئة داخلية (المنظمة)‪:‬‬

‫مستقب ـ ـ ـ ــل‬ ‫وسيل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫رسالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫مرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ىدف محدد‬

‫المصدر‪ :‬مدح محمد أبو النصر‪ ،‬مهارات االتصال الفعال مع اآلخرين‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬ط‪،1‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.25 :‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ماىية تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫إذا كانت اؼبعلومات ىي بيانات أو حقائق مت معاعبتها ويبكن زبزينها‪ ،‬اسًتجاعها‪ ،‬وتشكيلها‪ ،‬و إذا‬
‫كانت التكنولوجيا ىي تطبيق اؼبعرفة العلمية لتصميم‪ ،‬إنتاج‪ ،‬واستخداـ منتجات وخدمات توسع مقدرة اإلنساف‬
‫على تطوير البيئة الطبيعية اإلنسانية والتحكم فيها‪ ،‬فاف تكنولوجيا اؼبعلومات تصبح ىي ؾبموعة األدوات‬
‫واألنظمة والتقنيات واؼبعرفة اؼبتطورة غبل مشاكل تتصل باستخداـ اؼبعلومات‪.‬‬

‫وجوىر تكنولوجيا اؼبعلومات يرتكز على استخداـ اغباسبات اإللكًتونية‪ ،‬واالتصاالت من بعد (السلكية‬
‫والبلسلكية) ػبلق‪ ،‬تشكيل‪ ،‬وتوزيع والًتفيو‪ ،‬وبشكل أكثر تقنية ىي حصاد الوسائل اؼبوظفة لكي ذبمع بشكل‬
‫منظم وتعاجل وزبزف وتعرض وتبادؿ اؼبعلومات دعما لؤلنشطة الفكرية لئلنساف‪.‬‬

‫ويعرؼ قاموس ماكمبلف تكنولوجيا اؼبعلومات بأهنا‪ :‬حيازة‪ ،‬معاعبة‪ ،‬زبزين وبث معلومات ملفوظة‪،‬‬
‫مصورة‪ ،‬متينة‪ ،‬و رقمية بواسطة مزيج من اغباسب اإللكًتوين‪ ،‬واالتصاالت السلكية والبلسلكية‪ ،‬ومبٌت على‬
‫أساس االلكًتونيات الدقيقة‪.‬‬

‫وقد برزت تكنولوجيا اؼبعلومات كتكنولوجيا مستقلة بواسطة مزيج تكنولوجيا معاعبة للبيانات واالتصاالت‬
‫السلكية والبلسلكية‪ ،‬فاألوذل تزود دبقدرة على معاعبة وزبزين اؼبعلومات‪ ،‬واألخَتة ىي اغبامل لتوصيلها‪ ،‬ىذا‬
‫اؼبزيج أو التضافر قد مت إحداثو دبا أتيح لو من اؼبكونات االلكًتونية الدقيقة وذبهيزاهتا اؼبعقدة‪.1‬‬

‫‪1‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬اؼبرجع السابق الذكر‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪14‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم تكنولوجيا المعلومات‪ :1‬إف معٌت التكنولوجيا يشَت إذل إمكانية التطبيق العملي لؤلساليب العلمية‬
‫اؼبتطورة واغبديثة بوصف ىذه األساليب العلمية متعلقة غالبا بالتطورات اعبديدة يف العمليات أو اإلنتاج إضافة إذل‬
‫التقدـ العلمي اؼبؤثر يف ـبتلف األنشطة اليت يبكن استخدامها فيها‪ ،‬وقد وردت عدة تعاريف ؽبذا اؼبفهوـ‪.‬‬
‫إذ عرفو قدي عبيو السامراين بأنو (خليط من أجهزة اغبواسيب االلكًتونية ووسائل االتصاؿ اؼبختلفة مثل‬
‫األلياؼ الضوئية واألقمار الصناعية وكذلك تقنيات اؼبصغرات الفيلمية واجملموعات األخرى من االخًتاعات‬
‫والوسائل اليت يستخدمها اإلنساف يف السيطرة على اؼبعلومات واستثمارىا يف اجملاالت اغبياتية اؼبختلفة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف مصطلح تكنولوجيا المعلومات‪ :2‬يشَت إذل كل أشكاؿ التقانة اؼبستخدمة لتكوين وتبادؿ‬
‫استخداـ اؼبعلومات يف أشكاؽبا اؼبختلفة دبعٌت أخر سبثل تكنولوجيا اؼبعلومات نطاقا واسعا من اؼبكونات والقدرات‬
‫والعناصر اؼبتنوعة اؼبستخدمة يف زبزين ومعاعبة البيانات وتوزيع اؼبعلومات فضبل عن إثرىا يف خلق اؼبعرفة‪ ،‬كما‬
‫عرفو الوادي بأنو اغباسوب وما يتصل بو من معدات إيصاؿ وبرؾبيات سبكنو من التخاطب يف إطار شبكي مع‬
‫أجهزة أخرى‪ ،‬وأخَتا ندرج تعريفو بكونو تقنيات اؼبعلومات اؼبعتمدة على أنظمة اؼبعلومات احملسوبة فهي قوة‬
‫رئيسية للمتغَتين التنظيمي واإلداري وإدارهتا يف ازباذ القرارات وتصميم اؽبياكل اإلدارية ومهمات العمل الوظيفي‬
‫يف ـبتلف اؼبنظمات ذات النشاط العاؼبي‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى الحاجة لتكنولوجيا المعلومات‪:3‬‬
‫تظهر أنبية تكنولوجيا اؼبعلومات ومدى اغباجة إليها يف عملية إدارة األزمات وبقدر اغباجة إذل اؼبعلومات‬
‫سريعة ودقيقة وصحيحة وؿبدثة وعرضها بأسلوب مناسب‪ ،‬فطبيعة إدارة األزمات تعتمد على ازباذ قرار سريع‬
‫والقرار يعتمد على اؼبعلومات اؼبتاحة‪ ،‬فكلما توافرت معلومات بصورة سريعة كاف القرار سريعا‪ ،‬وكلما كانت‬
‫اؼبعلومات دقيقة وصحيحة كاف القرار صائبا ومن أىم أسباب اغباجة لتكنولوجيا اؼبعلومات ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الحاجة إلى السرعة في الحصول على المعلومات‪ :‬حىت نتمكن من عرض اؼبعلومات اؼبطلوبة بالسرعة‬
‫اؼبناسبة يراعي توافر نظاـ معلومات تتوافر فيو البيانات اؼبختلفة للحصوؿ على اؼبعلومات اؼبطلوبة يف أي‬
‫ؾباؿ يتعلق بإدارة األزمة وتوافر من اؼبصدر اؼبباشر ؽبا‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى معلومات دقيقة‪ :‬أثناء األزمات نبلحظ التسابق يف عرض كم ىائل من البيانات‬
‫واؼبعلومات‪ ،‬فبا قد وبث شيئا من عدـ الدقة أو تعارض يف اؼبعلومات‪ ،‬فبا يؤدي إذل إضاعة وقت وؾبهود‬

‫‪ 1‬فياض ضبزة رميلي‪ ،‬اؼبرجع السابق الذكر‪ ،‬ص‪.50 :‬‬


‫‪ 2‬أشرؼ السعيد أضبد‪ ،‬تكنولوجيا اؼبعلومات وإدارة األزمات‪ ،‬دار الفكر العربية‪ ،‬اعبزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.72 :‬‬
‫‪ 3‬أشرؼ السعيد أضبد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.73 :‬‬

‫‪15‬‬
‫فريق إدارة األزمة يف فرز تلك اؼبعلومات‪ ،‬والتحقق من صحتها‪ ،‬وعرض معلومات غَت مطلوبة تؤدي إذل‬
‫عدـ الًتكيز‪ ،‬والدخوؿ يف مشاكل أخرى فرعية ال عبلقة ؽبا باألزمة اغبالية‪ ،‬فبا يوضح لنا مدى أنبية‬
‫اغباجة إذل الدقة يف اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة الى معلومات حديثة‪ :‬يتم صبع البيانات من جهات عديدة داخل نظاـ اؼبعلومات‪ ،‬ونبلحظ‬
‫أحيانا أف تلك البيانات ال يتم ربديثها إال عند حدوث أزمة‪ ،‬فبا يضيع الوقت يف عملية التحديث وعدـ‬
‫االعتماد وفقد الثقة بنظاـ اؼبعلومات اغبارل‪ ،‬حيث إف اؼبعلومات الناذبة عنو قد تكوف غَت صحيحة لعدـ‬
‫ربديث قاعدة البيانات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى أسلوب مناسب لعرض المعلومات‪ :‬يعد أسلوب عرض اؼبعلومات من أىم العوامل اؼبؤثرة‬
‫يف ازباذ القرار‪ ،‬حيث إف عرض اؼبعلومة بأسلوهبا‪ ،‬قد يؤدي إذل ربوؿ فريق إدارة األزمة إذل اذباه ـبتلف‪،‬‬
‫وىنا تظهر عملية التهوين والتهويل‪ ،‬اليت تعد من أكرب اؼبشاكل يف أسلوب عرض اؼبعلومات‪ ،‬حيث‬
‫يعتمد القائم بعرض األزمة ؽبوين اؼبوقف خوفا من اؼبسؤولية‪ ،‬أو التهويل اؼبوقف للظهور دبظهر القائد‬
‫القوي اؼبسيطر اؼبتحكم‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬أىمية تكنولوجيا المعلومات‪:1‬‬

‫إ ف تكنولوجيا اؼبعلومات قد أصبحت احملفز الرئيسي لنشاطات األعماؿ يف عادل اليوـ وقد احتلت‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت اؼبركز األوؿ يف إمكانية تأثَتىا على اجملتمعات و اقتصاداهتا بل حىت سبكنت من‬
‫التدخل يف قرارات الفرد الشخصية وذلك لئلمكانية العالية على ربقيق رغبات اؼبستخدـ بالشكل السريع واؼبثارل‬
‫وتكمن أنبيتها يف إتاحة الفرصة لتطبيق أفضل لقانوف اقتصاد الوقت واعبهد واؼباؿ مضافا إليها النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬توفير المال عن طريق تحسين الكفاءة‪ :‬وتوفَت اؼباؿ يتحقق على اؼبدى البعيد ألف التكاليف الرأظبالية‬
‫اػباصة دبرحلة اإلنشاء تكاليف عالية‪.‬‬
‫‪ ‬خزن واستعادة المعلومات‪ :‬فتكنولوجيا اؼبعلومات ؽبا القابلية على خزف كمية ىائلة من البيانات‬
‫واؼبعلومات يبكن الرجوع إليها واستعادهتا يف أي وقت‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة‪ :‬يبكن االعتماد عليها بشكل كبَت والوثوؽ باؼبعلومات اؼبأخوذة منها من حيث الدقة‪.‬‬
‫‪ ‬تستطيع تكنولوجيا اؼبعلومات تعويض اإلنساف عن الكثَت من األعماؿ الروتينية اؼبتبعة واؼبملة‪.‬‬

‫‪ 1‬فياض ضبزة رميلي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ‬إحصاء البيانات وتسجيلها واسًتجاع البيانات وتوصيلها خدمة للبحث وازباذ القرارات‪ ،‬لتحقيق نظاـ‬
‫رقابة داخلية فعاؿ لو تأثَت على دقة ومصداقية اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬االستجابة والتكيف مع متطلبات البيئة‪ :‬إف تطبيق مفهوـ وأساليب تكنولوجيا اؼبعلومات يف اؼبنظمات‬
‫حتم على كل منظمة إغباؽ بركب التطور ذبنبا الحتماالت العزلة والتخلف عن مواكبة عصر اؼبعلوماتية‬
‫والتنافس يف تقدمي السلع واػبدمات بناء معايَت الكفاءة والفاعلية‪.‬‬
‫رثالثا‪ :‬خصائص تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬

‫‪ ‬سهولة الوصوؿ ألية معلومة أو أي خَت من ـبتلف أكباء العادل؛‬


‫‪ ‬توفَت اؼبعلومات األزمة يف كافة اجملاالت االقتصاد‪ ،‬والسياسة‪ ،‬والتعليم وغَتىا؛‬
‫‪ ‬تس هيل التعرؼ على كل ماىو جديد يف وقت قصَت‪ ،‬إذ يبكن التعرؼ على ـبتلف الثقافات يف ـبتلف‬
‫أكباء العادل من خبلؿ استخداـ اغباسوب واالنًتنت فقط؛‬
‫‪ ‬سريعة وذات فعالية‪ ،‬حيث يبكن استخدامها يف صنع القرارات اؽبامة خبدمة اجملتمع؛‬
‫‪ ‬تسهيل اغبصوؿ على الوظيفة من خبلؿ تقدمي الطلبات عرب االنًتنت بدال من التوجو بشكل شخصي‬
‫للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬تنظيم عمل اؼبؤسسات داخل الدولة الواحدة أو مع مؤسسات أخرى خارج الدولة؛‬
‫‪ ‬تقدمي اؼبعلومات األزمة عن منتج معُت وىذا مهم للشركات حديثة اؼبنشأ واليت ترغب بالًتويج ؼبنتجاهتا؛‬
‫‪ ‬تطوير العلوـ واألحباث والدراسات يف ـبلف اجملاالت من خبلؿ صبع اؼبعلومات عن أخر الدراسات اليت‬
‫تتم يف مناطق ـبتلفة من العادل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عناصر تكنولوجيا المعلومات‪:1‬‬

‫اليوـ ال توجد مؤسسة تستطيع االستغناء عن تكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬حىت أف ىناؾ مؤسسات زبصص‬
‫أقساما بتكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬فمع التطور السريع الذي نشهده البد من توفَت موظفُت يبتلكوف القدرة على زبزين‬
‫البيانات واؼبعلومات اػباصة باؼبؤسسة ليتم استخدامها يف الكثَت من اجملاالت داخل اؼبؤسسة‪ ،‬خاصة لدى‬
‫الشركات االقتصادية الكربى مثل سوناطراؾ‪ ،‬و اؼبؤسسات الكربى مثل اعبامعات اليت ربتوى على الكثَت من‬
‫الكليات واألقساـ التعليمية اليت ربتاج إذل زبزين كم ىائل من اؼبعلومات‪ ،‬ؽبذا البد من معاعبة اؼبعلومات بشكل‬

‫‪ 1‬ىدى يوسف‪ ،‬ؿبمد السليماف‪ ،‬آثار استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات على النظم احملاسبية‪ ،‬اجمللة العربية للنشر العلمي‪ ،‬اإلصدار اػبامس‪ ،‬العدد ‪،50‬‬
‫بلدية الربين اعبديدة‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬ص‪. 360-359 :‬‬

‫‪17‬‬
‫سريع من خبلؿ استخداـ وسائل تكنولوجيا تسهل الوصوؿ للمعلومة يف ثواين معدودة‪ ،‬تعتمد تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات على عدد من العناصر أنبها‪:‬‬

‫‪ ‬توفر اغباسوب؛‬
‫‪ ‬األجهزة واؼبعدات اليت تتصل باغباسوب‪ ،‬مثل الطابعة وأدوات التخزين‪ ،‬واؼبودـ؛‬
‫‪ ‬الربامج والتطبيقات اليت تعمل على اغباسوب‪ ،‬للقياـ باؼبهاـ اؼبطلوبة للحفاظ على اؼبعلومات وتسهيل‬
‫الوصوؿ إليها؛‬
‫‪ ‬اؼبوارد اؼبعرفية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‬

‫بعد التقدـ يف تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ من أىم اجملاالت اليت شهدت تطورا ىائبل ‪ ،‬يف عاؼبنا‬
‫اؼبعاصر ‪ ،‬حيث أصبحت تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ ميزة العصر الذي نعيش فيو ونقف وراء كل قباح أو‬
‫تفوؽ وبققو األفراد واؼبنظمات‪ ،‬سنتطرؽ يف ىذا احملور إذل تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ إذل تطبيق اؼبنهج العلمي‬
‫يف التعامل مع البيانات واؼبعلومات دبا يبكن من ازباذ القرارات الفعالة يف كل اؼبستويات االدارية كل يف ؾباؿ‬
‫نشاطها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماىي ـ ـ ـ ـ ـة التكنولوجي ـ ـ ــا‪:‬‬

‫من اؼبصطلحات اليت تواجو الكثَت من‬ ‫(‪)technologie‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التكنولوجيا‪ :1‬تعد كلمة التكنولوجيا‬
‫يف حُت يرى اخروف اختبلفا واضحا‬ ‫(‪)technique‬‬ ‫االلتباس والتأويل‪ ،‬اذ يستخدمها البعض كمرادؼ للتقنية‬
‫تعٍت التشغيل الصناعي‪،‬‬ ‫)‪(techno‬‬ ‫بينهما‪ ،‬ويرجع اصل التكنولوجيا إذل اليونانية اليت تتكوف من مقطعُت نبا‬
‫والثاين )‪ (logos‬اي العلم أو اؼبنهج‪ ،‬لذا تكوف بكلمة واحدة ىي علم التشغيل الصناعي‪.‬‬
‫التكنولوجيا باهنا اللغة التقنية‪ ،‬والعلم التطبيقي والطريقة الفنية لتحقيق غرض‬ ‫)‪(Webster‬‬ ‫ويعرؼ اؼبعجم‬
‫عملي‪ ،‬فضبل عن كوهنا ؾبموعة الوسائل اؼبستخدمة لتوفَت كل ماىو ضروري ؼبعيشة الناس ورفاىيتهم‪ ،‬أما التقنية‬
‫كما يوردىا اؼبعجم ذاتو بأهنا أسلوب أو طريقة معاعبة التفاصيل الفنية‪ ،‬أو طريقة إلقباز غرض منشود‪.‬‬

‫‪ 1‬صبانة زياد الزعيب‪ ،‬أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات يف إدارة اؼبعرفة التنظيمية‪ ،‬اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدوؿ العربية‪ ،‬ط‪،2‬مصر‬
‫اعبديدة‪ ،2015 ،‬ص‪.34 :‬‬

‫‪18‬‬
‫وتعٍت أيضا التقنية بأسلوب إنتاج سلعة معينة أو اداء نشاط ؿبدد‪ ،‬وتعرؼ ايضا باهنا الًتكيبة اؼبناسبة من‬
‫ـبرجات أو منتوجات التكنولوجيا لتحقيق اىداؼ انتاجية ؿبددة أو اؼبعرفة اؼبتجسدة يف الواقع اؼبادي لتحقيق‬
‫غايات معينة‪.‬‬

‫سبتزج التكنولوجيا دبفهوـ العلم لتفاعلها يف اؼبيادين التطبيقية‪ ،‬فالتكنولوجيا عبارة عن معرفة الكيف أو‬
‫‪ ،‬إذ يأيت بالنظريات والقوانُت العامة‪،‬‬ ‫(‪)know why‬‬ ‫بينما يبثل العلم معرفة االسباب‬ ‫(‪،) know how‬‬ ‫الوسيلة‬
‫وربوؽبا التكنولوجيا إذل اساليب وتطبيقات يف ـبتلف النشاطات‪ ،‬ويعد العلم مصدرا للمعرفة األساسية ومرتكز‬
‫أساسيا للتكنولوجيا‪.‬‬

‫وقػد تعػػددت وتباينػت آراء اؼبتهمػػُت لتحديػػد مفهػوـ التكنولوجيػػا تبعػا الخػػتبلؼ وجهػػات النظػر فهنػػاؾ مػػن‬
‫يػػرى أهنػػا تطػػوير العمليػػة اإلنتاجيػػة واألسػػاليب اؼبسػػتخدمة لتخفػػيض تكػػاليف االنتػػاج وتطػػوير اسػػاليب العمػػل‪ ،‬بينمػػا‬
‫يعرفها البعض األخر بأهنا األساليب والعمليات الفنية اليت تستخدمها اؼبنظمة لتغػَت اؼبػدخبلت مثػل( اؼبػواد ‪،‬اؼبعرفػة‪،‬‬
‫الطاقة و رأس اؼباؿ) إذل ـبرجات تتمثل يف السلع واػبدمات‪.‬‬

‫وع ػػرؼ أيضػ ػػا م ػػن قبػ ػػل اؼبتهمػ ػػُت بنظري ػػة اؼبنظمػ ػػة باهنػ ػػا الف ػػن والعلػ ػػم اؼبسػ ػػتخدـ يف انت ػػاج وتوزيػ ػػع السػ ػػلع‬
‫واػبدمات‪ ،‬اذ تعد التكنولوجيا علما ألهنا ترتكز على األساليب والبحوث واالمػور العلميػة‪ ،‬وتعتػرب فنػا ألف اػبػربات‬
‫واؼبهارات الفنية تستخدـ للتأكد من خدمة التكنولوجيا غباجات اؼبنظمة واجملتمع‪.‬‬

‫رثانيا‪ :‬تعريف التكنولوجيا‪ :‬ىي تعريب لكلمة‪ technologie‬وىي مشتقة من الكلمة اليونانيػة ‪ techno‬وتعػٍت مهػارة‬
‫أو ف ػػن‪ ،‬أم ػػا الكلم ػػة األخ ػػرى‪ logy‬فه ػػي م ػػن ‪ logos‬وتع ػػٍت (عل ػػم) أو (دراس ػػة)‪ ،‬وتعري ػػب تكنولوجي ػػا‪ :‬تقني ػػة‪ ،‬أو‬
‫تقنيات‪ ،‬أو تقانة أو تقانات‪ ،‬ولكن درج استخداـ تكنولوجيا تبلفيا لئلرباؾ‪.1‬‬

‫وتعـرف التكنولوجيػا بأهنػا ـبتلػف أنػواع الوسػائل الػػيت تسػتخدـ إلنتػاج اؼبسػتلزمات الضػرورية لراحػة االنسػػاف‬
‫واستمرارية وجوده‪ ،‬وىي الطرائف الفنية اؼبستحدثة إلقبػاز األعمػاؿ واألغػراض العلميػة‪ ،‬وكػذلك ىػي التطبيػق اؼبػنظم‬
‫للمعرف ػػة العملي ػػة‪ ،‬فالتكنولوجي ػػا ى ػػي تطبي ػػق اؼب ػػنظم للمعرف ػػة العلمي ػػة ومس ػػتجداهتا م ػػن االكتش ػػافات يف تطبيق ػػات‬
‫وأغراض عملية‪.2‬‬

‫‪1‬صبانة زياد الزعيب‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬


‫‪ 2‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪19‬‬
‫فقد ارتبط مفهوـ التكنولوجيا بالصناعات أوال‪ ،‬وخاصة خبلؿ عقود العصر الصناعي‪ ،‬مث ربػوؿ إذل مفهػوـ‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات يف النصف الثاين من القرف العشرين‪ ،‬وارتبط مفهوـ التكنولوجيا بثبلثة اذباىات ىي‪:‬‬

‫إف مفهػػوـ تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات واالتصػػاؿ مػػن اؼبصػػطلحات العمليػػة شػػائعة االسػػتخداـ خاصػػة مػػع ظهػػور‬
‫االقتصاد اعبديد الرقمي‪ ،‬فقد عرفػت علػى أهنػا األدوات والتقنيػات الػيت تسػتخدمها نظػم اؼبعلومػات لتنفيػذ األنشػطة‬
‫اغباسػػوبية علػػى اخػػتبلؼ أنواعهػػا وتطبيقاهتػػا وتشػػمل كػػل مػػن عتػػاد اغباسػػوب مػػن نظػػم التشػػغيل وب ػرامج تطبيقػػات‬
‫التخزين وتتضمن الوسائط اؼبادية والربامج اليت تتوذل عملية زبزين البيانات داخل اغباسوب وخارجو‪.1‬‬

‫‪ -1‬المعرفة العلمية‪ :2‬تسخَت معرفة االنساف العلمية اؼبنظمة و إمكاناتو العقلية واإلبداعية‪ ،‬من أجل ربقيق‬
‫أغراض وتطبيقات عملية مطلوبة‪ ،‬مثل زبزين ومعاعبة أكرب قدر فبكن من اؼبعلومات واسًتجاعها بأسرع وافضل‬
‫الطرائف اؼبناسبة‪.‬‬
‫‪ -2‬االكتشافات واالختراعات‪ :‬األجهزة واألدوات واالكتشافات الناذبة عن التطبيق العلمي للمعرفة العلمية‪،‬‬
‫مثل اخًتاع اغباسوب وتطويره‪ ،‬بإضافة االخًتاعات واالكتشافات اعبديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬التطبيقات العملية‪ :‬النتائج اليت وبصل عليها اإلنساف من خبلؿ التطبيقات العملية للمكتشفات واألجهزة‬
‫لغرض تطوير االنساف وربسُت أدائو يف ـبتلف أنواع تطبيقات اغباسوب‪.‬‬
‫لذا يشار للتكنولوجيا بأهنا العمليات والتقنيات واؼبكائن واألعماؿ اؼبستخدمة لتحويل اؼبدخبلت (اؼبواد‬
‫واؼبعلومات واألفكار)‪ ،‬إذل اؼبخرجات (اؼبنتجات واػبدمات)‪.‬‬
‫وتع ــرف التكنولوجيا‪ 3‬كذلك على أهنا ؾبموعة من التقنيات اؼبتسلسلة إلنتاج مصنوع بطريقة آلية ومن‬
‫خبلؿ ىذه التعاريف يبكن تعريف التكنولوجيا على اهنا جهد إنساين وطريقة التفكَت يف استخداـ اؼبعلومات‬
‫واؼبهارات واػبربات والعناصر البشرية والعناصر الغَت بشرية اؼبتاحة يف ؾباؿ معُت‪ ،‬وتطبيقها يف اكتشاؼ وسائل‬
‫تكنولوجية غبل مشكبلت االنساف وإشباع حاجاتو وزيادة قدراتو‪.‬‬
‫ومن تعريفات تكنولوجيا المعلومات األخرى‪:‬‬
‫‪ -‬إف تكنولوجيا اؼبعلومات ىي تصميم‪ ،‬تطوير‪ ،‬دعم و إدارة ذبهيزات وبرامج‪ ،‬اتصاؿ‪ ،‬وسائط متعددة‪ ،‬خدمات‬
‫أنظمة متكاملة‪.‬‬

‫‪ 1‬بن غيدة فوزية ‪ ،‬أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ يف ربسُت أداء اؼبؤسسات‪ ،‬ؾبلة االقتصاد اعبديد‪ ،‬اجمللد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬جامعة‬
‫طبيس مليانة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.735:‬‬
‫‪ 2‬صبانة زياد الزعيب‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ 3‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬إف تكنولوجيا اؼبعلومات ىي ذلك اجملاؿ من اؼبوارد اإللكًتونية للنفاذ إذل اؼبعلومات التكنولوجيا تسمح‬
‫للمستخدمُت بأخذ بيانات وربويلها إذل شكل مثل بريد اإللكًتوين‪ ،‬فاكس أو صفحة على األنًتنت‪.‬‬
‫‪ -‬أهنا دراسة‪ ،‬تصميم‪ ،‬تطوير‪ ،‬تطبيق‪ ،‬دعم أو إدارة األنظمة اؼببنية على اغباسبات اإللكًتونية‪ ،‬خاصة تطبيقات‬
‫الربؾبيات‪ ،‬وذبهيزات اغباسبات اإللكًتونية‪.‬‬
‫‪ -‬أهنا تعٍت تطوير ونشر تطبيقات و أنظمة لؤلعماؿ تغطي كافة أعماؿ اؼبنظمات‪.‬‬

‫شكل (‪ :)3-1‬التكنولوجيا و مكوناتها‪:‬‬

‫التكنولوجيـ ـ ــا‬

‫األجهزة و المعدات‬ ‫أجهزة دعم الذكاء (كيف‬ ‫البرمجيات‬


‫(ما المعرفة‬ ‫الحصول على المعرفة)‬ ‫(لماذا المعرفة)‬

‫جوىـ ـ ـ ـ ـ ـر التكنولوجيا‬

‫شبكة الدعم او المساندة‬


‫الثقافة النظم اإلدارية‬ ‫ربط أجهزة الرقابة‬ ‫مهارات‬ ‫الهيك ـ ـ ـل‬
‫التنظيمياألفراد المعلومات التنظيمية‬

‫التغير التكنولوجي الناجح‬

‫الـ ـ ـ ــميزة التنافسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬


‫المصدر‪ :‬محمد الصيرفي‪ ،‬إدارة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2009 ،‬ص‪.17:‬‬

‫رثالثا‪ :‬مراحل تطور التكنولوجيا ومستويات استخدامها‪:1‬‬

‫مرت التكنولوجيا مثل غَتىا من جوانب اؼبعرفة االنسانية عرب مراحل تارىبية امتدت ؼبدة من الزمن و أنبها‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة الصناعات اليدوية؛‬

‫‪ 1‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.23 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬مرحلة اوآلية أو اؼبكننة؛‬
‫‪ ‬مرحلة اإلنتاج الواسع؛‬
‫‪ ‬مرحلة التحكم اوآرل؛‬
‫‪ ‬مرحلة التحكم الذايت‪.‬‬
‫ومازالت صبيع أنواع التكنولوجيا أعبله مستخدمة يف ـبتلف اجملتمعات االنسانية‪ ،‬ورغم التطورات اليت‬
‫لملت اؼبراحل األوذل منها كما أف استخداـ اغباسوب والتقنيات اغبديثة أثر بشكل كبَت يف عمل اؼبنظمات‬
‫اؼبعاصرة‪ ،‬إذ دخل وبشكل مكثف ومتزايد يف األداء الفٍت واإلداري يف اؼبنظمات حسب مستويات استخداماهتا‬
‫للتكنولوجيا ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أنواع التكنولوجيـ ـ ـ ـ ــا‪:1‬‬

‫يتم تصنيف التكنولوجيا على أساس عدة معايَت منها ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬على أساس درجة التحكم‪ ،‬قبد ىنالك‪:‬‬
‫‪ ‬التكنولوجي ــا األساس ــية‪ :‬وى ػػي تكنولوجي ػػا مش ػػاعة تقريب ػػا‪ ،‬وسبلكه ػػا اؼبؤسس ػػات الص ػػناعية وي ػػتم ال ػػتحكم فيه ػػا‬
‫بشكل كبَت جدا‪.‬‬
‫‪ ‬تكنولوجيــا التمــايز‪ :‬حيػػث سبلكهػػا مؤسسػػة واحػػدة أو عػػدد ؿبػػدود مػػن اؼبؤسسػػات الصػػناعية‪ ،‬وىػػي تكنولوجيػػا‬
‫تتميز هبا عن بقية منافسيها اؼبباشرين‪.‬‬
‫‪ -2‬على أساس موضوعه ــا‪:‬‬

‫‪ ‬تكنولوجيا المنتـ ـوج‪ :‬وىي التكنولوجيا احملتواة يف اؼبنتوج النهائي واؼبكوف لو‪.‬‬
‫‪ ‬تكنولوجيا أسلوب اإلنتاج‪ :‬وىي تلك اؼبستخدمة يف عمليات الصنع‪ ،‬وعمليات الًتكيب واؼبراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬تكنولوجيــا التسيي ـ ـر‪ :‬وىػػي اؼبسػػتخدمة يف معاعبػػة مشػػاكل التصػػميم والتنظػػيم وتسػػيَت تػػدفقات اؼبػوارد‪ ،‬ومػػن‬
‫أمثلتها الربامج والتطبيقات التسيَتية (نظم دعم القرارات‪ ،‬نظم دعم اؼبديرين ‪.....‬اخل)‪.‬‬
‫‪ ‬تكنولوجي ـ ــا التص ـ ــميم‪ :‬وى ػ ػػي ال ػ ػػيت تس ػ ػػتخدـ يف نش ػ ػػاطات التص ػ ػػميم يف اؼبؤسس ػ ػػة‪ ،‬كالتص ػ ػػميم دبس ػ ػػاعدة‬
‫اغباسوب‪.‬‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ :1‬وىػي الػيت تسػتخدـ اؼبعلومػات واؼبعطيػات ونقلهػا‪ ،‬تتزايػد أنبيتهػا باسػتمرار‬
‫نظػرا للػػدور الػػذي تلعبػػو يف جػػزء مػػن عمليػػة التسػػيَت‪ ،‬الػػذي يعتمػػد علػػى صبػػع ومعاعبػػة وبػػث اؼبعلومػػات وىنالػػك‬
‫معايَت أخرى مثل‪ :‬على أساس أطوار حياهتا‪ ،‬على أساس كثافة رأس اؼباؿ‪ ،‬على أساس درجة التقيد‪.....‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التكنولوجيا الرقمية الحديثة‪ :2‬تقوـ بتسجيل وتبويب اؼبدخبلت والعمليات اليت سبثل األحداث االقتصادية‬
‫مث معاعبتها وفقا لنظاـ معُت ‪ ،‬كما تتكوف من الذكاء االصطناعي و البيانات الضخمة‪ .‬كما يعد نظاـ لبلوؾ‬
‫تشُت أو ما يعرؼ بسلسلة الكتل من أشهر أنواع التكنولوجيا السجبلت الرقمية اؼبوزعة‪،‬‬
‫‪ ،DistributedLedgerTechnology‬ويبكن اعتبار لبلوؾ تشُت حاليا أكرب قاعدة بيانات موزعة عاؼبيا بُت‬
‫األفراد‪ .‬وقد ارتبط ظهور العمبلت اؼبشفرة بظهور تكنولوجيا لبلوؾ تشُت‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬خصائص التكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:3‬‬

‫‪ -‬التكنولوجيا علم مستقل لو أصولو واىدافو ونظرياتو؛‬


‫‪ -‬التكنولوجيا علم تطبيقي يسعى لتطبيق اؼبعرفة؛‬
‫‪ -‬التكنولوجيا عملية تشمل مدخبلت ربويليو وـبرجاتو؛‬
‫‪ -‬التكنولوجيا عملية شاملة عبميع اؼبعطيات اػباصة بالتصميم والتطوير واالدارة؛‬
‫‪ -‬التكنولوجيا عملية ديناميكية‪ ،‬اي اهنا حالة من التفاعل النشيط اؼبستمر؛‬
‫‪ -‬التكنولوجيا عملية نظامية تعٍت باؼبنظومات وـبرجاهتا نظم كاملة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مكونات التكنولوجي ـ ـ ــا‪:‬‬

‫وتتمثل يف ثبلثة مكونات أساسية ىي‪:‬‬

‫‪ ‬الم ــدخالت ‪:input‬وتش ػػمل صبي ػػع العناص ػػر واؼبكون ػػات األزم ػػة لتط ػػوير اؼبن ػػتج م ػػن أفػ ػراد‪ ،‬نظري ػػات‪ ،‬وحب ػػوث‪،‬‬
‫أىداؼ‪ ،‬االت‪ ،‬مواد أولية‪ ،‬أمواؿ‪ ،‬تطبيقات إدارية‪ ،‬أساليب عمل‪ ،‬تسهيبلت ‪...‬اخل‬
‫‪ ‬العمليات ‪ :processes‬ىي الطريقة اؼبنهجية اؼبنظمة اليت تعاجل هبا اؼبدخبلت لتشكيل اؼبنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬المخرجات‪:out puts‬ىي اؼبنتج النهائي يف تشكيل نظاـ كامل وجاىز لبلستخداـ كاغبلوؿ للمشكبلت‪.‬‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.6-5 :‬‬


‫‪ 2‬نسرين كرمية‪ ،‬حنفية بن الربيع‪ ،‬مهنة احملاسبة يف ظل التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬ؾبلة التنمية واالستشراؼ للبحوث والدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪،02‬‬
‫اعبزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.184-182 :‬‬
‫‪ 3‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.6 :‬‬

‫‪23‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع ووظائف تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أنواع تكنولوجيا االتصال‪:1‬‬

‫‪ -1‬التلكا (المبرقة) ‪ :télex‬نظاـ لتنقل الرسائل وىي أوؿ جهاز مت استخدامو يف اإلرساؿ بالكهرباء‪ ،‬وتعرؼ‬
‫الشفرة بالرباقة (شفرة موريس) تطورت ففي العشرينيات من القرف العشرين مت استخداـ الطابعات عن البعد‬
‫(التلينًت) اليت بإمكاهنا إرساؿ نبضات كهربائية مباشرة عرب خطوط الربؽ لىب اؼبربقة أخرى على الطرؼ االخر‬
‫من اػبط وقد ساىم التلكس يف نقل االنباء والرسائل إذل غاية ظهور اؽباتف الذي أدى إذل االستغناء عنو‬
‫واستبدالو دبعدات أخرى أكثر سرعة‪.‬‬
‫‪ -2‬التليكا (تبادل النصوص عن بعد) ‪ :télétex‬ىو حالة متقدمة من نظاـ اؼبربقة‪ ،‬حيث أف التلكس هبمع‬
‫بُت التلكس االعتيادي وعمل نظاـ معاعبة النصوص‪ ،‬الذي يعمل بواسطة اوآلة الكاتبة اإللكًتونية والشاشة‬
‫اؼبرئية اؼبثبتة فيها‪ ،‬مع إمكانية ػبزف اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬الهاتف ‪ :téléphone‬تطور اؽباتف يف شكلو وحجمو ومزياه وإمكانية عدة مرات وأصبحت ىناؾ شبكات‬
‫أو اؽباتف الفيديو‬ ‫(‪)photophone‬‬ ‫ىاتفية‪ ،‬من أحدث االبتكارات يف عادل االتصاالت اؽباتفية الصوري‬
‫(‪ )vidéophone‬الذي يستطيع نقل الصورة مع الصوت بسرعة ىائلة واعبهاز مزود بذاكرة تؤىلو ػبزف الصورة‬
‫و اسًتجاعها‪ ،‬وينتشر اوآف اؽباتف النقاؿ بشكل واسع بُت الناس‪.‬‬
‫‪ -4‬بنوك االتصال المتلفزة (الفيديوتكا)‪:‬تعد بنوؾ االتصاؿ اؼبتلفزة من تقنيات االتصاؿ اغبديثة اؼبستخدمة‬
‫يف نقل الرسائل واؼبعلومات بُت األفراد واؼبؤسسات‪ ،‬وىي حالة متطورة الستخداـ واستثمار جهاز التلفزيوف‬
‫العادي عن طريق إضافة ؿبطات وقنوات جديدة إذل جانب قنواتو االعتيادية يعرؼ الفيديوتكس على أنو‬
‫وسيلة لعرض الكلمات واالرقاـ والصور والرموز على شاشة التلفزيوف عن طريق ضغط مفتاح معُت ملحق‬
‫جبهاز التلفزيوف ويشمل تقنية الفيديو تكس على ثبلثة ركائز مهمة وىي ‪:‬‬
‫‪ ‬زبزين واسًتجاع عن طريق اغباسوب‪.‬‬
‫‪ ‬البث عن طريق شاشة تلفزيونية‬
‫‪ ‬نقل ىاتفي أو بوسيلة سلكية أو السلكية‪.‬‬
‫وتشمل بنوؾ االتصاؿ اؼبتلفزة (الفيديوتكس) على نوعُت رئيسيُت نبا‪:‬‬
‫‪ ‬الفيديوتكس عادي أو اإلذاعي ويسمى التليتكست أو النص اؼبتلفز‬

‫‪ 1‬عمامرة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬الفيديوتكس اؼبتفاعل ‪ interactive vidéotex‬ويسمى ايضا خبدمة البيانات اؼبرئية ‪.vidiodata‬‬
‫‪ -5‬البريد اإللكتروني‪ :‬أصبح الربيد اإللكًتوين وسيلة حيوية‪ ،‬وسريعة‪ ،‬ومبلئمة لبلتصاؿ والتواصل‪ ،‬باإلضافة‬
‫إذل دوره اغباسم يف بناء عبلقات اسًتاتيجية يف مضمار االعماؿ‪ ،‬كما مت ربويلو إذل وسيلة مهمة لنقل ونسخ‬
‫الوثائق اإللكًتونية‪ ،‬وملفات البيانات وؿبتوى الوسائط اؼبتعددة إذ يرى اتكنسوف أف برؾبيات الربيد اإللكًتوين‬
‫تلعب دورا حاظبا يف تسيَت اعماؿ الشركات الصغَتة اليت ال سبلك اإلمكانيات اؼبادية والبشرية لبلستثمار يف‬
‫تقنيات أخرى مكلفة‪ ،‬حيث وجد أف ‪ 99‬من الشركات السياحية يف بلداف االرباد األورويب‪ ،‬تستخدـ الربيد‬
‫اإللكًتوين لبلتصاؿ والتواصل مع اؼبسافرين والسياح باإلضافة إذل استخدامو يف اؼبراسبلت اليت كانت تتم وفق‬
‫االساليب القديبة البطيئة واؼبكلفة كما أف معظم األفراد يستخدمونو يف ‪:‬‬
‫ترسيخ العبلقات مع الزبائن اغباليُت واؼبرتقبُت؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تبادؿ الوثائق اإللكًتونية مع اؼبستفيدين من خدماهتم ومع اؼبؤسسات اغبكومية و غَت اغبكومية؛‬
‫تنظيم ملفاهتم وضماف سرعة وفعالية اسًتجاعها عند اغباجة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تقليص العبء الورقي وبالتارل تقليص التكاليف اؼبًتتبة على حفظ الوثائق بالطرؽ التقليدية‪.‬‬
‫‪ -6‬الفاكسميلي (الناسخ الهاتف) ذ‪ :‬عبارة عن جهاز يقوـ ببث الرسائل والنصوص والصور والوثائق اؼبكتوبة‬
‫عرب خطوط اؽباتف العادي‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬وظائف تكنولوجيا االتصال‪ :1‬لتكنولوجيا االتصاؿ عدة وظائف نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬التحول من الصوتي إلى الرقمي‪ :‬ىي استخداـ شبكات اؽباتف لنقل بيانات الكمبيوتر تضاعفت اغباجة‬
‫لتبادؿ البيانات فأصبحت الشبكات تصمم اصبل لنقل البيانات وأصبحت اؼبكاؼبات اؽباتفية عمبل ثانويا ؽبا‪،‬‬
‫وأدى نقل البيانات رقميا إذل ربسن واضح يف مستوى اػبدمات خاصة فيما يتعلق بتقليص حجم اؼبعدات‬
‫االتصاؿ والتخفيف من وزهنا‪.‬‬
‫‪ -2‬التحول نحو الرخيص المتاح دوما‪ :‬عندما انتشر استخداـ التكتيك الرقمي يف األجهزة اإللكًتونية فإف‬
‫ذلك أدى إذل تصغَت اؼبعدات ووفرهتا وبالتارل رخصها‪.‬‬
‫‪ -3‬التحول من االلكترون إلى الفوتون‪ :‬ظلت االشارة اؽباتفية تنتقل عرب االسبلؾ النحاسية كتيار كهربائي‬
‫ضعيف إذل أف حدثت النقلة النوعية باخًتاع األلياؼ الضوئية‪ ،‬وىكذا استبداؿ تيار اإللكًتوف اؼبعرض‬
‫لتشويش بتيار الفوتوف (جسيمات الضوء) النقي‪.‬‬

‫‪ 1‬بوحساف صارة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.32-31 :‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -4‬التحول من الخاص إلى العام ومن المتنوع إلى المتكامل‪ :‬بدال من احتكار الشخص ػبط تليفوف واحد‬
‫مت استحداث أسلوب ربويل حزـ الرسائل بديبل عن ربويل الدوائر‪ ،‬يف ظل ىذا األسلوب زبتزف الرسائل إذل‬
‫غايتها‪ ،‬يتم ذلك عرب أي مسار متاح بربط بُت نقطة االصل ونقطة اؽبدؼ دوف االلتزاـ دببدأ النقل عن طريق‬
‫أقصر مسار بينهما‪ ،‬وىذا النظاـ اؼبتكامل ال يفرؽ بُت البيانات اليت ينقلها سواء كانت عبارة عن مكاؼبات‬
‫ىاتفية أو رسائل فاكس أو بيانات كمبيوتر فكلها بالنسبة لو سلسلة من البيانات الرقمية يتم توجيهها عرب‬
‫مسارات الشبكة إذل أف تصل إذل غايتها‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل على التحول من السلبي (أحادي االتجاه) إلى التجاوب (رثنائي االتجاه)‪:‬معظم نظم بث‬
‫اؼبعلومات تعمل على أساس الطور السليب حيث تنتقل اؼبعلومات يف اذباه واحد من اؼبرسل إذل اؼبستقبل‪،‬‬
‫وتعمل على أساس الطور التجاويب مثل شبكات الفيديو ع كس ثنائية االذباه وبالتارل أصبح من اؼبمكن تبادؿ‬
‫الرسائل مع مراكز اؼبعلومات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا و سلبيات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪:‬‬

‫أدى اسػتخداـ تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات واالتصػاالت يف منظمػػات االعمػػاؿ إذل ربقيػق العديػػد مػػن اؼبزايػا فيمػػا نلخصػػها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة المبيعات واألرباح‪ :‬حيث تعمل تكنولوجيػا اؼبعلومػات واالتصػاالت علػى زيػادة اؼببيعػات مػن خػبلؿ‬
‫مسػػاعدهتا للمؤسسػػة يف إشػػباع حاجػػات ورغبػػات اؼبسػػتهلكُت‪ ،‬ويًتتػػب عليهػػا ربسػػُت الرحبيػػة خاصػػة يف ظػػل‬
‫زبفيض التكاليف والذي يتحقق أيضا استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫‪ -2‬الحصول على مزايـا تنافسـية‪ :‬حيػث نسػتخدـ العديػد مػن اؼبؤسسػات تكنولوجيػا اؼبعلومػات واالتصػاالت‬
‫لتحسػُت وضػػعها يف البيئػة التنافسػػية واغبصػوؿ علػػى مزايػا تنافسػػية مػن خػػبلؿ تصػميم بػرامج وتطبيقػات مبتكػػرة‬
‫تسمح اتلك اؼبؤسسات باؼبنافسة بصورة أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ -3‬تخفــيل التكــاليف‪ :‬إف زبفػػيض التكػػاليف يعتػػرب مػػن أىػػم الفوائػػد الػػيت ذبنيهػػا منظمػػات األعمػػاؿ ج ػراء‬
‫اسػػتخدامها لتكنولوجيػػا اؼبعلومػػات واالتصػػاالت يف عػػدة ؾبػػاالت أنبهػػا تأديػػة االعمػػاؿ واؼبهػػاـ الكتابيػػة بطريقػػة‬
‫آليػػة‪ ،‬كػػذلك اسػػتخداـ اغباسػػبات اوآليػػة يف رقابػػة االنتػػاج واؼبخػػزوف كمػػا تسػػتخدـ يف تنفيػػذ االنتػػاج حس ػػب‬
‫الطلب‪.‬‬

‫‪ 1‬ىدى يوسف‪ ،‬ؿبمد سليماف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.355 :‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -4‬تحسـ ــين الجـ ــودة‪ :‬إف أح ػػد أى ػػم أس ػػباب اس ػػتخداـ تكنولوجي ػػا اؼبعلوم ػػات واالتص ػػاالت ربس ػػُت ج ػػودة‬
‫اؼبخرجات والتصميم دبساعدة اغباسب اوآرل‪ ،‬و خَت مثاؿ على ذلك يستخدـ اؼبهنػدس ؿبطػات العمػل أو مػا‬
‫يعػػرؼ بالوحػػدات الطرفيػػة للحاسػػب اوآرل لعمػػل رسػػومات ىندسػػية ويقػػوـ بتخزينهػػا واسػػًتجاعها عنػػد اغباجػػة‬
‫إلجراء تعديبلت عليها‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬مخاطر استخدام تكنولوجيا المعلومات‪:1‬‬

‫ىناؾ العديد من العيوب و اؼبخاطر الستخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات يف الرقابة الداخلية منها‪:‬‬
‫‪ ‬االعتماد على الػربامج واألنظمػة والػيت يػتم مػن خبلؽبػا تشػغيل البيانػات بشػكل غػَت حقيقػي وغػَت دقيػق أو قػد‬
‫تكوف عدـ الدقة يف البيانات ذاهتا؛‬
‫‪ ‬تغيَت البيانات بشكل غَت سليم يف الدفًت أو اؼبلف أي امكانية التبلعب بالبيانات؛‬
‫‪ ‬فقداف ؿبتمل للبيانات‪ ،‬أو حذفها باػبطأ؛‬
‫‪ ‬الفشل يف إجراء تغيَتات الزمة يف األنظمة والربامج؛‬
‫‪ ‬تغيَت بشكل غَت مصرح بو إذل البيانات والذي قد يؤدي إذل تدمَت البيانات أو تغيَت؛‬
‫‪ ‬تضػػخم إثػػر األخطػػاء الػػيت ربػػدث أثنػػاء تشػػغيل حيػػث تشػػغيل البيانػػات بصػػورة فبػػا يػػؤدي إذل ت ػراكم األخطػػاء‬
‫بصورة كبَتة؛‬
‫‪ ‬اغباسب غَت قادر على التفكَت أو اغبكم الشخصي بالتارل فإف ىناؾ العديػد مػن األخطػاء الػيت يبكػن حػدوثها‬
‫ما دل توجد إجراءات للرقابة على الربامج اؼبستخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬تتطلب بيئة تكنولوجيا اؼبعلومات ضرورة توافر خربات و مؤىبلت معينة يف األفراد القائمُت على تشغيل النظاـ‬
‫مع ضرورة التدريب اؼبستمر ؽبؤالء األفراد ؼبواكبة التطورات اغبديثة‪.‬‬
‫وزبتلف أنواع اؼبخاطر حسب درجة تعقيد استخداـ التكنولوجيا‪ ،‬ويبكن تلخيص ىذه اؼبخاطر‪ ،‬مهما اختلفت‬
‫درجة استخداـ التكنولوجيا إذل‪:‬‬

‫‪ -1‬المخاطر البشرية‪ :‬وىي الناذبة عن‪:‬‬


‫‪ ‬خطا إدارة النظاـ؛‬
‫‪ ‬خطأ تشغيل اغباسوب؛‬

‫‪ 1‬خبليفية إيباف‪ ،‬أثر استخداـ اؼبؤسسات لتكنولوجيا اؼبعلومات يف فبارساهتا احملاسبية على مهنة التدقيق اػبارج ػػي‪ ،‬ؾبلة الشعاع للدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،3‬العدد‪ ،1‬جامعة باجي ـبتار‪-‬عنابة‪ ،2019 ،‬ص‪.106-105 :‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬خطأ الربؾبة وربليل األنظمة والربامج؛‬
‫‪ ‬اإلفصاح غَت اؼبفوض عن اؼبعلومات؛‬
‫‪ ‬االستخداـ غَت اؼبصرح بو لؤلنظمة الربامج؛‬
‫‪ ‬االحتياؿ والتبلعب وإساءة االستخداـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مخاطر الفيروسات‪ :‬اليت تؤدي إذل تدمَت اؼبعلومات أو ربريفها‪.‬‬
‫‪ -3‬المخاطر الماديـ ــة‪ :‬الناذبة عن عدـ توافر الظروؼ البيئية اؼببلئمة‪:‬‬
‫‪ ‬تعطل الكهرباء؛‬
‫‪ ‬تعطل األجهزة بسبب الرطوبة واغبرارة و اؼبياه‪.‬‬
‫‪ -4‬مخاطر التعرض‪:‬‬
‫‪ ‬الوصوؿ إذل اؼبلفات والربامج والشبكة؛‬
‫‪ ‬الصيانة اػباطئة لؤلجهزة والربامج؛‬
‫‪ ‬اخًتاقات اغباسوب‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بنظام المعلومات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل تطور تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مراحــل تطــور تكنولوجيــا المعلومــات‪ :1‬قبػػل ربديػػد اؼبراحػػل االوذل لتطػػورات الػػيت حصػػلت علػػى تكنولوجيػػا‬
‫اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬البد من االشارة اذل اهنا قد مػرت دبسػتجداهتا واخًتاعاهتػا‪ ،‬بتطػورات تارىبيػة عػدة‪ ،‬متشػعبة‬
‫ولكنها مًتابطة‪ ،‬اي ترابطت فيما بعد ومن اؼبمكن اف كبصر ىذه اؼبراحل خبمسة كااليت‪:‬‬

‫‪ -1‬رثــورة المعلومــات واالتصــال األولــى‪ :‬وتتمثػػل يف اخ ػًتاع الكتابػػة السػػومرية او الكتابػػة اؼبسػػمارية‪ ،‬مث الكتابػػة‬
‫التصورية‪ ،‬مث ـبتلف أنواع الكتابة األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬رث ــورة المعلوم ــات واالتص ــال الثاني ــة‪ :‬وتتمث ػػل ب ػػاخًتاع الطباع ػػة‪ ،‬ابت ػػداءا م ػػن الطباع ػػة اغبجري ػػة الثابت ػػة‪ ،‬مث‬
‫باغبروؼ اؼبعدنية الثابتة‪ ،‬مث بعد ذلك الطباعة اؼبعدنية اؼبتحركة‪.‬‬
‫‪ -3‬رثــورة المعلومــات واالتصــال الثالثــة‪ :‬وتتمثػػل بػػاخًتاع ـبتلػػف ان ػواع مصػػادر اؼبعلومػػات اؼبسػػموعة واؼبرئيػػة‪،‬‬
‫كاؽباتف واؼبذياع (الراديو)‪ ،‬والبلسلكي‪ ،‬والتلفزيوف وما شابو ذلك من اؼبواد السمعية والبصرية‪.‬‬

‫‪ 1‬عامر إبراىيم قنديلجي‪ ،‬ايباف فاضل السامرائي‪ ،‬تكنولوجيا اؼبعلومات وتطبيقاهتا‪ ،‬الوراؽ للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -4‬رثورة المعلومات واالتصاالت الرابعة‪ :‬وتتمثل باخًتاع اغباسوب وتطويره عرب مراحل و أجياؿ متعددة‪.‬‬
‫‪ -5‬رثــورة المعلومــات واالتصــاالت الخامســة‪ :‬وتتمثػػل يف الت ػزاوج الواضػػح بػػُت تكنولوجيػػا اغبواسػػيب اؼبتطػػورة‬
‫وتكنولوجيػ ػػا االتصػ ػػاؿ اؼبختلفػ ػػة االن ػ ػواع والتطػ ػػورات وصػ ػػوال ارل شػ ػػبكات اؼبعلومػ ػػات اؼبختلفػ ػػة‪ ،‬وعلػ ػػى رأسػ ػػها‬
‫األنًتنت‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)4-1‬رثورة المعلومات و االتصاالت‪:‬‬

‫رثورة المعلومات و االتصال األولى‪ :‬الكتابة‬

‫رثورة المعلومات و االتصال الثانية‬

‫الطباعة‬

‫رثورة المعلومات و االتصال الثالثة‬

‫المصادر السمعية البصرية‬

‫رثورة المعلومات واالتصال الرابعة‬

‫الحاسوب وملحقاتو‬

‫رثورة المعلومات و االتصال الخامسة‬

‫شبكة المعلومات‬
‫المصدر‪ :‬عامر إبراىيم قنديلجي‪ ،‬ايمان فاضل السامرائي‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2002 ،‬ص‪.92 :‬‬

‫‪29‬‬
‫كمػا نفسػر تطػور ىػذه اؼبراحػل السػابقة حسػب الشػكل اؼبػػدوف أدنػاه إذل أىػم احملطػات الػيت قػد مػرت هبػا تكنولوجيػػا‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬فقد كانت ىناؾ مستنجدات واخًتاعات متطورة وحديثة دبرور الوقت‪ ،‬وسنلخص ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1-1‬التطور التاريخي في مجال المعلومات واالتصال‪.‬‬

‫التطور التاريخي في مجال المعلومات واالتصال‬ ‫التاريـ ـ ـ ــخ‬


‫اخػًتاع الكتابػػة اؼبسػػمارية‪ ،‬وظهػػور ؾبموعػػة ؼبصػػادر اؼبعلومػػات واؼبكتبػػة االسػػكندرية‪ ،‬باإلضػػافة‬ ‫‪ 3500‬ؽ ـ ‪-‬‬
‫اذل ص ػػنع ال ػػورؽ واغب ػػرب‪ ،‬ظه ػػور اوؿ جري ػػدة واوؿ ؾبل ػػة‪ ،‬واكتش ػػاؼ ماكين ػػات الع ػػد واؼبوج ػػات‬ ‫‪ 1837‬ـ‬
‫الكهرومغناطيسية والتلغراؼ‪.‬‬
‫اتس ػػاع اس ػػتعماؿ التلغ ػراؼ واخػ ػًتاع الف ػػاكس‪ ،‬باإلض ػػافة اذل اخ ػًتاع االل ػػة الطابع ػػة واكتش ػػاؼ‬ ‫‪1895-1838‬ـ‬
‫اؽبػػاتف م ػػن طػػرؼ كراى ػػاـ بيػػل‪ ،‬واس ػػتخداـ الطاقػػات الكهربائي ػػة‪ ،‬وال ننس ػػى اكتش ػػاؼ آالت‬
‫العرض السينمائية والبلسلكية واؼبذياع‪.‬‬
‫وىنػػا مت االعتمػػاد علػػى االتصػػاالت البعيػػدة والبػػث عػػرب الرادي ػو‪ ،‬كػػذلك اوؿ عػػرض للجمهػػور‬ ‫‪1948-1900‬ـ‬
‫عػػرب التلفػػاز‪ ،‬و أىػػم م ػػا ميػػز ىػػذه اؼبرحلػػة‪ ،‬ظه ػػور النظريػػة العامػػة للحواس ػػيب واكتش ػػاؼ أوؿ‬
‫حاسوب الكًتوين ميكانيكي‪ ،‬والذي ظبػى دبػارؾ ‪ ،1‬باإلضػافة اذل اكتشػاؼ انشػطة التسػجيل‬
‫الصويت‪.‬‬
‫يف ىذه اؼبرحلة‪ ،‬فقد ظهر نظاـ تلفاز الكيبل‪ ،‬ومت إجراء اوؿ مكاؼبة ىاتفيػة بعيػدة اؼبػدى‪ ،‬كمػا‬ ‫‪1963-1954‬ـ‬
‫مت التشغيل اؼبلوف للتلفػاز‪ ،‬وبابتكػار لغػة فػورتراف للحاسػوب‪ ،‬كػذلك مت اخػًتاع اؼبػوداـ والفيػديو‬
‫فػػوف‪ ،‬ولبػػص بالػػذكر اطػػبلؽ اوؿ قمػػر صػػناعي واكتشػػاؼ الليػػزر‪ ،‬وعػػرض اشػػرطة الكاسػػيت‬
‫الصوتية‪.‬‬
‫ىنا‪ ،‬مت عػرض معػاجل الكلمػات وظهػور اوآالت اغباسػبة اليدويػة‪ ،‬باإلضػافة إذل إنشػاء شػبكات‬ ‫‪1982-1964‬‬
‫اؼبعلومات احملسوبة واسػتخداـ القػرص اللػُت كوسػيلة ثانويػة للتخػزين‪ ،‬كػذلك ظهػور أوؿ مصػغر‬
‫وظه ػػور شاشػػة التلف ػػاز اؼبسػػطحة وم ػػا ميػػز ى ػػذه اؼبرحلػػة ى ػػو ظه ػػور أوؿ ع ػػرض لتقنيػػة األبع ػػاد‬
‫الثبلثة‪ ،‬وأوؿ عرض للحواسيب احملمولة‪ ،‬أوؿ ظهور لؤلقراص اؼبضغوطة أو اؼبدؾبة‪.‬‬
‫مت االعبلف عن أنظمة تشغيل جديدة‪ ،‬وطرح معاجل حاسوب متقدـ‪ ،‬كما مت عػرض اغبواسػيب‬ ‫‪1994-1983‬‬
‫اؼبتعددة واغبواسيب الشخصػية اؼبسػتعملة علػى تسػجيل فيػديو كامػل اغبركػة‪ ،‬باإلضػافة اذل اوؿ‬
‫تراسل للبيانات لبلسلكية عرب اغبواسيب اؼبصغرة وظهور متصفح موزاييك‪.‬‬
‫مت تطوير ؿبرؾ البحث االوؿ الذي يصل باسػًتاتيجيات البحػث بعوامػل البحػث البوليػاين علػى‬ ‫‪2001-1995‬‬
‫ش ػػبكة االنًتني ػػت‪ ،‬ومت ظه ػػور خدم ػػة االتص ػػاالت اؽباتفي ػػة ع ػػرب االنًتن ػػت‪ ،‬كم ػػا تض ػػمنت ى ػػذه‬
‫اؼبرحلػػة بدايػػة بػػث التلفػػاز الرقمػػي‪ ،‬والتحػػوؿ يف التخزينػػات مػػن األشػػرطة اذل األق ػراص متعػػددة‬
‫الوسائط‪ ،‬والتطوير اؼبستمر يف اؼبعاعبات واألنظمة التشغيلية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تفعيل أداء المؤسسات االقتصادية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ، 2018 ،‬ص‪.18 :‬‬

‫‪30‬‬
‫رثانيا‪ -‬دوافع ومبررات ظهور تكنولوجيا المعلومات‪:1‬‬

‫بػػات مػػن اؼبتع ػػارؼ عليػػو ل ػػدى أغلبيػػة م ػػن النػػاس أف تكنولوجي ػػا اؼبعلومػػات دبفهومه ػػا الواسػػع والس ػػيما يف‬
‫اعبوان ػػب التطبيقي ػػة منه ػػا‪ ،‬وق ػػد ول ػػدت م ػػن رح ػػم اؼبؤسس ػػة العس ػػكرية‪ ،‬وم ػػن نظ ػػرة سػ ػريعة نط ػػل غَتى ػػا عل ػػى مس ػػَتة‬
‫تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات ومػػن خػػبلؿ االدبيػػات وضػػعت وربػػدثت عػػن ىػػذا مػػارد العمػػبلؽ لػػذا صػػحة القػػوؿ السػػابق‪،‬‬
‫والدليل الدامغ على ذلك يتضح من خبلؿ األسباب والدوافع الػيت كانػت وراء مػيبلد الشػبكة العمبلقػة (األنًتنػت)‪،‬‬
‫اليت سبثل قمة ما توصلت إليو تكنولوجيا اؼبعلومات من تطور‪.‬‬

‫يبق ػػى السػ ػؤاؿ األخ ػػَت األى ػػم ال ػػذي ي ػػًتدد عل ػػى لس ػػاف اعبمي ػػع مف ػػاده‪ :‬ى ػػل اقتص ػػر اس ػػتخداـ تكنولوجي ػػا‬
‫اؼبعلوم ػػات يف اعبوان ػػب واؼبؤسس ػػات العس ػػكرية فق ػػط؟ أـ أهن ػػا ذب ػػاوزت ذل ػػك وذىب ػػت م ػػن حي ػػث اس ػػتخداماهتا إذل‬
‫اؼبؤسسات اؼبدنية؟‪.‬‬

‫تػػرى فمػػا األسػػباب و العوامػػل الرئيسػػية والػػدوافع وراء انتشػػارىا؟ تشػػَت مصػػادر اؼبعلومػػات‪ ،‬بػػل واقػػع اغبيػػاة‬
‫اليوميػة إذل معطيػػات كثػَتة‪ ،‬صبيعهػػا تؤكػد أف تكنولوجيػػا اؼبعلومػات باتػػت تشػكل العمػػود الفقػري يف حيػػاة اجملتمعػػات‬
‫اليوـ‪.‬‬

‫أصبحنا نشػاىد يف كػل مرفػق مػن مرافػق اغبيػاة‪ ،‬ويف كػل عمػل‪ ،‬وجػود لتكنولوجيػا اؼبعلومػات أو وجػود أثػر‬
‫يػػدؿ علػػى تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات‪ ،‬بػػدءا مػػن اؼبؤسسػػات اؼبدنيػػة العمبلقػػة وانتهػػاء بلعػػب األطفػػاؿ‪ ،‬وذلػػك ي ػدفعنا اذل‬
‫تساؤؿ مهم‪ :‬ما السر وراء انتشار تكنولوجيا اؼبعلومات هبذا اؼبستوى الكبَت؟‬

‫يف حػػُت تػػأيت اإلجابػػة عػػن التسػػاؤؿ أعػػبله فتؤكػػد أف وراء االنتشػػار اؽبائػػل لتطبيقػػات تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات‬
‫ؾبموعة من الدوافع وؾبموعة من العوامل ونبدأ دبجموعة الدوافع الرئيسية وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة االنتاجية‪ :‬ويقصد هبا تنمية إنتاجية اؼبوارد البشرية واؼبادية والطبيعية كما‪ ،‬وكيفا‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة انتاجية عماؿ اؼبصانع؛‬
‫‪ ‬زيادة إنتاجية عماؿ اؼبكاتب؛‬
‫‪ ‬زيادة إنتاجية اؼبوارد الطبيعية (كاألراضي الزراعية‪ ،‬موارد اؼبياه والثروة اغبيوانية)‪.‬‬

‫‪ 1‬ىدى يوسف ؿبمد السليماف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.361-360 :‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -2‬تحســين الخــدمات‪ :1‬فبػػا الشػػك فيػػو أف ىنػػاؾ اتفاقيػػات إلصبػػاع بػػاف تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات قػػد لعبػػت دورا‬
‫حاظبػػا يف ربسػػُت اػبػػدمات القائمػػة واسػػتحدثت القائمػػة واسػػتحداث خػػدمات جديػػدة دل تكػػن مت ػوافرة مػػن‬
‫قبل وذلك يف ؾباالت عديدة ومن أبرزىا‪( :‬اػبدمات‪ ،‬اؼبصارؼ‪ ،‬اؼبواصبلت‪ ،‬االتصاالت والصحة‪...‬اخل)‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات وأىداف نظام المعلومات‪:‬‬

‫‪ information‬ؾبموعػة األفػراد واالجػراءات واؼبػوارد الػيت تعمػل علػى صبػع‬ ‫‪system‬‬ ‫يقصػد بنظػاـ اؼبعلومػات‬
‫البيانات وإدخاؽبا ومن مث القياـ دبعاعبتها للخروج بنتائج يبكن من خبلؽبا ازباذ القرارات اؼبختلفة‪.2‬‬
‫كما يعترب نظاـ اؼبعلومات (أو نظاـ اؼبعلومات اإلداري) نظاـ من صنع اإلنساف و يتػألف بشػكل عػاـ مػن‬
‫ؾبموع ػػة متكامل ػػة م ػػن العناص ػػر القائم ػػة عل ػػى اغباس ػػب االرل‪ ،‬واؼبكون ػػات اليدوي ػػة اؼبوض ػػوعة عبم ػػع وزب ػ ػزين وإدارة‬
‫البيانات ولتقدـ معلومات عن اؼبخرجات إذل اؼبستخدمُت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مكونات نظام المعلومات‪ :3‬وبتوي نظاـ اؼبعلومات على أربعة موارد أساسية ىي‪:‬‬
‫‪ -1‬الم ــوارد المادي ــة‪ :‬ويش ػػمل صبيػػع اؼبع ػػدات اؼبادي ػػة واؼب ػواد اؼبس ػػتخدمة يف معاعب ػػة البيان ػػات وى ػػي ب ػػاألخص‬
‫اؼبكائن مثل اغبواسيب وااللػة اغباسػبة‪ ،‬كمػا تشػمل أوسػاط البيانػات مثػل األوراؽ واألقػراص اؼبغناطيسػية‪ ،‬ومػن‬
‫أمثلة اؼباديات يف نظاـ اؼبعلومات اغباسويب اغباسبات الكبَتة والصغَتة والدقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬محطـ ـ ــات الحاسـ ـ ــوب‪ computerworkstation :‬وتسػ ػ ػػتخدـ لوحػ ػ ػػات اؼبفػ ػ ػػاتيح إلدخػ ػ ػػاؿ البيانػ ػ ػػات أو‬
‫الطابعات إلخراج اؼبنتجات أو اؼبعلومات‪ ،‬واألقراص الضوئية أو اؼبغناطيسية للتخزين‪.‬‬
‫‪ -‬شــبكات االتصــاالت‪ :‬تتكػػوف مػػن اغبواسػػيب واحملطػػات‪ ،‬ومعاعبػػة االتصػػاالت‪ ،‬ومعػػدات أخػػرى مربوطػػة‬
‫بوسائط االتصاؿ اؼبختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬البرمجيات‪ :4‬يعٍت مصطلح برؾبيات ؾبموعة االيعػازات اػباصػة دبعاعبػة البيانػات‪ ،‬ولكػن ىػذا اؼبصػطلح ال‬
‫يش ػػمل فق ػػط الػ ػربامج ال ػػيت توج ػػو وت ػػدير اؼبكون ػػات اؼبادي ػػة للحاس ػػوب ولكن ػػو يش ػػمل ؾبموع ػػة االيع ػػازات ال ػػيت‬
‫وبتاجها األفراد ؼبعاعبة البيانات اليت تسمى االجراءات ومن الربؾبيات‪:‬‬
‫‪ system‬مثػػل النظػػاـ التشػػغيل الػػذي يػػدير ويػػدعم عمليػػات منظومػػة‬ ‫‪soft ware‬‬ ‫‪ -‬برمجيــات المنظوم ـة‬
‫اغباسوب‪.‬‬

‫‪ 1‬ىدى يوسف ؿبمد السليماف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.362 :‬‬


‫‪ 2‬عادؿ ؿبمد القطاونة‪ ،‬أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات على فاعلية نظاـ اؼبعلومات احملاسيب‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬األكاديبية العربية للعلوـ اؼبالية‬
‫واؼبصرفية كلية العلوـ اؼبالية قسم احملاسبة‪ ،‬عماف األردف‪، 2005 ،‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ 3‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.198:‬‬
‫‪ 4‬اؼبًتجم نضاؿ ؿبمود الرؿبي‪ ،‬نظم اؼبعلومات احملاسبية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2014،‬ص‪.48:‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬البرامج التطبيقية ‪ application software‬وىي برامج توجو اؼبعاعبة الستخداـ معػُت للحاسػوب مػن قبػل‬
‫اؼبستخدـ النهائي‪ ،‬ومن أمثلة نظاـ السيطرة على اػبزف ونظاـ الرواتب ونظاـ معاعبة النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬االجراءات‪ procédures‬وىي توجيهػات تشػغيلية لؤلفػراد الػذين سيسػتخدموف نظػاـ اؼبعلومػات ومػن أمثلػة‬
‫التوجيهات اػباصة دبليء االستمارات أو استخداـ حزمة برؾبيات معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬األف ـراد‪ :1‬ىنػػاؾ حاجػػة لؤلف ػراد لتشػػغيل صبيػػع أنظمػػة اؼبعلوم ػػات وىػػذا اؼب ػػورد يتك ػػوف مػػن االختصاص ػػيُت‬
‫واؼبسػػتخدمُت النهػػائيُت‪ ،‬أمػػا االختصاصػػيوف ىػػم األف ػراد الػػذين وبللػػوف ويصػػمموف ويشػػغلوف نظػػاـ اؼبعلومػػات‬
‫ويتكونوف من ؿبللي االنظمة‪ ،‬واؼبربؾبُت‪ ،‬ومشغلي اغباسوب‪ ،‬واؼببلؾ االداري والتقٍت والكتايب‪ ،‬وطبيعيػا‪ ،‬يقػوـ‬
‫ؿبللو النظاـ بتصميم النظاـ باالستناد اذل االحتياجات اؼبعلوماتيػة للمسػتفيدين النهػائيُت يقػوـ اؼبربؾبػُت بإعػداد‬
‫برامج اغباسوب بناءا على اؼبواصفات الػيت يقػدمها ؿبللػي النظػاـ‪ ،‬ويقػوـ مشػغلو اغباسػوب بتشػغيل اغبواسػيب‬
‫الكبَتة والصغَتة‪.‬‬
‫‪ -4‬البيانات‪ :‬وىي اكثر اؼبػواد اػبػاـ لػنظم اؼبعلومػات‪ ،‬إف مفهػوـ مػوارد البيانػات قػد مت توسػيعو مػن قبػل اؼبػدراء‬
‫و اختصاصػػي أنظمػػة اؼبعلوم ػػات‪ ،‬فقػػد وج ػػدوا أف البيانػػات واؼبعلومػػات تش ػػكل م ػوارد شبين ػػة للمنظمػػة‪ ،‬ل ػػذلك‬
‫فالبيان ػػات اؼبعلوم ػػات ال ػػيت زب ػػزف يف قواع ػػد بيان ػػات وقواع ػػد مب ػػاذج وقواع ػػد معرف ػػة تعت ػػرب الي ػػوـ ج ػػزءا م ػػن م ػوارد‬
‫البيانات أو موارد اؼبعلومات للمنظمة‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد الصَتيف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.199-198 :‬‬

‫‪33‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)5-1‬نظام عمل الحاسوب‪:‬‬

‫البرامج الجاىزة للحاسب االلكتروني‬

‫البرامج الجاىزة للتطبيقات‬ ‫البرامج الجاىزة لنظم التشغيل‬ ‫البرامج الجاىزة المعاونة‬

‫برامج التطبيقـ ـ ـ ــات العامـ ــة‬ ‫برامج نظم إدارة قواعد البيانات‬

‫برامج التطبيق ـ ـ ـ ــات التجارية‬ ‫برامج مراقبـ ـ ـ ـة االتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت‬


‫برامج التطبيقـ ـ ـ ــات العملية‬

‫برامج التطبيقـ ـ ـ ــات األخرى‬

‫برامج التشغيـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫برامج التحكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬

‫برامج مترجــــــــــــم للغات‬ ‫برامـــــج إدارة العـــــــــــمل‬

‫برامج الخدمـــــــــــــــــــــــة‬ ‫برامـــــج إدارة الـــــــموارد‬

‫برامج تشغيــــل متنوعــــــة‬ ‫برامـــــج إدارة المبيعــــات‬

‫المصدر‪ :‬محمد الصيرفي‪ ،‬إدارة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.200 :‬‬

‫‪34‬‬
‫رثانيا‪ :‬أىداف نظام المعلومات‪:1‬‬
‫يعترب نظاـ اؼبعلومات أحد اؼبوارد األساسية باؼبنظمة وسبلحها االسًتاتيجي يف التعامل مع البيئة‪ ،‬واشتداد‬
‫حدة اؼبنافسة بُت اؼبنظمات ومن خبلؿ ىذا النظاـ يبكن للمنظمة ربقيق عدة أىداؼ تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقيق الكفاءة‪ :‬تشَت الكفاءة اذل أداء اؼبهاـ بصورة اسرع وباقل تكلفة‪ ،‬مثل ذلك زبفيض تكاليف التخزين‬
‫من خبلؿ ربط اؼبوردين بشبكة اتصاالت خاصة وإعطاء أوامر الشراء عند اغباجة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوصوؿ اذل الفعالية اي مدى ربقق أىداؼ اؼبنظمة‪ ،‬وتتحقق الفعالية دبساعدة نظاـ اؼبعلومات للمديرين يف‬
‫ازباذ القرارات السليمة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحسين أداء الخدمة‪ :‬هتدؼ نظم اؼبعلومات إذل تقدمي خدمات ذات مستوى أفضل لعمبلء اؼبنظمة وأفضل‬
‫مثاؿ على ذلك استخداـ اوآالت الصرؼ السريع يف البنوؾ حيث يبكن للعمبلء السحب من أرصدهتم على مدار‬
‫اليوـ‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير المنتجات‪ :‬تلعب اؼبعلومات دورا رئيسيا يف خلق وتطوير اؼبنتجات خاصة يف بعض اجملاالت‬
‫كشركات التامُت والوكاالت السياحية‪.‬‬
‫‪ -5‬التعرف على القرص واستغاللها‪ :‬تعمل اؼبنظمات اليوـ يف مناخ سريع التغَت االمر الذي يتطلب منها‬
‫ضرورة التكيف مع ىذا التغيَت وليس ىناؾ وسيلة أفضل من نظاـ اؼبعلومات لتحديد اؼبستجدات البيئية ومساعدة‬
‫اؼبنظمة يف ازباذ القرارات اليت سبكنها من استغبلؿ الفرص وذبنب التهديدات‪.‬‬
‫‪ -6‬ربط العمالء بالمنظمة‪ :‬يبكن للمنظمة جعل زبائنها أكثر قربا وارتباطها من خبلؿ ربسُت مستوى اػبدمات‬
‫اليت تقدمها ؽبم‪ ،‬مث كسب رضاىم‪ ،‬وىذا ما هبعل من الصعب على ىؤالء العمبلء التحوؿ اذل اؼبنظمات اؼبنافسة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أرثـر استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على نظام المعلومات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على نظام المعلومات‪:2‬‬
‫ينظر اذل نظم اؼبعلومات وتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬كأي جزء أخر من االعماؿ كالتسويق‪،‬‬
‫اإلنتاج‪ ،‬اؼبشًتيات‪ ،‬اؼبوارد البشرية‪ ،‬والذي هبب إف ينفذ بكفاءة وفاعلية من أجل ديبومة اؼبنظمة‪ ،‬واعماؽبا ويبكن‬
‫ؽبا ايضا من توفَت ميزة تنافسية اسًتاتيجية إذا ما مت إدارهتا بصورة ذكية‪ ،‬وىذا ما يوفر طريقة او مدخل لتطوير‬
‫اسًتاتيجيات نظم اؼبعلومات اؼبستمدة‪ ،‬واؼبتكاملة مع اؼبكونات األخرى االسًتاتيجية االعماؿ‪ ،‬وتقوـ اؼبنظمة‬
‫بتطوير اسًتاتي جية التكنولوجيا اؼبعلومات عن طريق ربديد االثر احملتمل اوال‪ ،‬مث تقومي اؼبعلومات والنظم اؼبطلوبة‬

‫‪ 1‬عمارة كرمي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬


‫‪ 2‬عبد اهلل حسن مسلم‪ ،‬إدارة اؼبعرفة وتكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬دار اؼبعتز للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪ 2015 ،‬ص‪.130-128 :‬‬

‫‪35‬‬
‫إلسباـ االسًتاتيجية‪ ،‬ومن مث ربديد مدى أفضلية إسباـ نظم اؼبعلومات عن طريق التكنولوجيا‪ ،‬ومن أىم انظمة‬
‫اؼبعلومات الوظيفية الرئيسية اليت تستخدـ فيها تكنولوجيا اؼبعلومات ما يلي‪( :‬نظاـ اؼبعلومات التسويق‪ ،‬نظاـ‬
‫اؼبعلومات العمليات‪ ،‬نظاـ معلومات التحويل‪ ،‬نظاـ اؼبعلومات احملاسبة‪ ،‬نظاـ اؼبعلومات اؼبوارد البشرية)‪.‬‬
‫‪ -1‬نظام معلومات الموارد البشرية‪ :1‬لقد ساىم نظاـ معلومات اؼبوارد البشرية بشكل فعاؿ يف إطار العديد‬
‫من االنشطة اليت سبارسها ادارة اؼبوارد البشرية ومن ىذه اجملاالت ىي‪:‬‬
‫‪ ‬السجالت واالدارة‪ :‬لقد ادى استخداـ اغباسوب يف ؾباؿ السجبلت اذل توفَت الوقت واعبهد مع‬
‫ربقيق اؼبوضوعية والدقة يف االقباز‪ ،‬اضافة اذل زيادة اؼبتابعة والرقابة وامكانية ذبميع التقارير واالستعانة هبا يف‬
‫ازباذ القرارات االدارية يف الوقت واؼبكاف اؼبناسبُت‪ ،‬واف سرعة توفَتىا للمعلومات ودقتها ذبعل القرارات‬
‫االدارية اؼبتخذة اكثر فاعلية يف معاعبة اؼبشاكل اغباصلة يف األداء‪.‬‬
‫‪ ‬االختبار والتعيين‪ :‬اف االستخداـ السليم للحاسوب يف اقساـ االختبار والتعيُت يف ادارة اؼبوارد البشرية‬
‫جعل امكانية االحتفاظ باؼبعلومات االزمة حوؿ األفراد اؼبرشحُت للوظائف واسًتجاعها عند اغباجة بالسرعة‬
‫اليت تتناسب مع متطلبات اغباجة الفعلية للقوى البشرية‪ ،‬كما اف ذلك من شانو اف يساىم يف اجراء‬
‫اؼبقارنات اؼبوضوعية مع اؼبؤىلُت للتعيُت مث ازباذ القرار اؼبوضوعي اؼبناسب انسجاما مع اؼبعلومات ودقتها‬
‫حوؿ اؼبرشحُت اضافة لسرعة ازباذ القرار‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة األج ــور و الروات ــب‪ :‬لق ػػد حق ػػق اس ػػتخداـ اغباس ػػوب يف ادارة اؼبػ ػوارد البشػ ػرية ويف ؾب ػػاؿ األج ػػور‬
‫والرواتب واؼبكافآت اؼبزايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الدقة والسرعة عند القياـ بإعداد قوائم األجور و الرواتب؛‬
‫‪ -‬اؼبس ػػانبة يف ازب ػػاذ القػ ػرارات السػ ػريعة بشػ ػأف الع ػػبلوات باؼبكاف ػػآت واؼبس ػػتحقات للق ػػوى العامل ػػة يف‬
‫اؼبنظمة؛‬
‫‪ -‬إمكانية اجراء اؼبقارنات اؼبناسبة بُت ـبتلف االجور والرواتب احملققة لكافة العاملُت يف اؼبنظمة؛‬
‫‪ -‬اؼبسػ ػػاعدة يف سػ ػػهولة اج ػ ػراء التحلػ ػػيبلت احملاسػ ػػبية األزمػ ػػة لؤلجػ ػػور والرواتػ ػػب واكتشػ ػػاؼ األخطػ ػػاء‬
‫واالكبرافات بالسرعة والدقة البلزمة بغية ازباذ اإلجراءات التصحيحية بشأهنا؛‬
‫‪ -‬القياـ بتوفَت التسهيبلت البلزمة لبلقتطاعات اؼبطلوبة داخليا و خارجيا؛‬
‫‪ -‬اؼبسػ ػػاعدة يف سػ ػػهولة إج ػ ػراء التحلػ ػػيبلت احملاسػ ػػبية األزمػ ػػة لؤلجػ ػػور والرواتػ ػػب واكتشػ ػػاؼ األخطػ ػػاء‬
‫واالكبرافات بالسرعة والدقة البلزمة بغية ازباذ اإلجراءات التصحيحية بشأهنا‪.‬‬

‫‪ 1‬خيضر كاظم ضبود ياسُت‪ ،‬كاسب اػبرشة‪ ،‬إدارة اؼبوارد البشرية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪ ،2007،‬ص‪.245 :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬ب ـرامج التــدريب والتأىيــل‪ :‬لقػػد أسػػهم اسػػتخداـ اغباسػػوب يف نظػػم اؼبعلومػػات اؼبتعلقػػة بالعػػاملُت اذل تسػػهيل‬
‫سػػبل ربديػػد اؼبه ػػارات والتأىيػػل وإع ػػداد اغباجػػات التدريبي ػػة األزمػػة لؤلف ػراد الع ػػاملُت وت ػػوزيعهم عل ػػى الوظ ػػائف‬
‫اؼبناسبة وفق قابلياهتم وكفاءهتم ومؤىبلهتم العلمية‪.1‬‬
‫‪ ‬تقيــيم أداء العــاملين‪ :‬لقػػد اسػػهم اغباسػػوب يف القيػػاـ بإعػػداد وسػػائل التقيػػيم ألداء العػػاملُت دبوضػػوعية ودقػػة‬
‫عالية‪ ،‬اضافة الستخدامو يف ؾباالت التقاعػد والضػماف والتطػوير وغَتىػا مػن االنشػطة الػيت أصػبح اغباسػوب يف‬
‫اطارىا افضل الوسائل الكفيلة بتحقيق اىداؼ اؼبنظمة بصورة أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ ‬نظــام معلومــات اإلنتــاج‪ :‬يتطلػػب تنفيػػذ عمليػػات اإلنتػػاج معاعبػػة اؼبعطيػػات‪ ،‬حيػػث أف الوظػػائف الرئيسػػية الػػيت‬
‫يبكن أف تتم فيها معاعبة البيانات باالعتماد على تكنولوجيا اؼبعلومات يبكن ربديدىا يف اؼبستويات التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬مستوى معالجة المعلومات‪ :‬يتطلػب إنتػاج منتػوج معػُت معاعبػة العديػد مػن اؼبعلومػات الػيت يبكػن أف تقػوـ هبػا‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬كما أف تنفيذ عمليػات الصػنع والًتكيػب هبػب أف ىبضػع ؼبتابعػة دائمػة للتعػرؼ علػى االخطػاء‬
‫اليت يبكن أف تظهر خبلؿ التنفيذ ىذه اؼبتابعة تتم باالعتماد على تكنولوجيا اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬مستوى مراقبة العمليات‪ :‬ويتضمن النشاطات التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬مراقب ـ ـ ــة االنتـ ـ ـ ــاج‪ :‬م ػ ػ ػػن خ ػ ػ ػػبلؿ متابع ػ ػ ػػة اؼبؤشػ ػ ػ ػرات الض ػ ػ ػػرورية (تك ػ ػ ػػاليف اإلنت ػ ػ ػػاج‪ ،‬اوآج ػ ػ ػػاؿ‪ ،‬اعب ػ ػ ػػودة‬
‫واإلنتاجية‪ ........‬إخل)‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة المشتريات‪ :‬متابعة أداء اؼبوردين وكذلك مراقبة التسليم أي اإلبقاء العبلقات اعبيدة مع الزبائن‪.‬‬
‫وتتطلػػب عمليػػات اؼبراقبػػة اسػػتعماؿ اؼبعطيػػات اؼبتعلقػػة أمػػا باغباضػػر أو اؼبسػػتقبل والػػيت يبكػػن زبرينهػػا باالعتمػػاد علػػى‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬المس ــنوى االس ــتراتيجي‪ :‬ى ػػذا اؼبس ػػتوى م ػرتبط بالتس ػػيَت طوي ػػل اؼب ػػدى ويتض ػػمن اؼبنتج ػػات الواج ػػب تص ػػنيعها‬
‫(التصميم العاـ للمنتج مع امكانية االعتمػاد علػى بػرامج التصػميم اغباسػوب)‪ ،‬مػع تكييػف القػدرة االنتاجيػة مػع‬
‫االىػداؼ احملػػددة يف السياسػػة التجاريػػة‪ ،‬كمػػا يتطلػػب ىػػذا اؼبسػػتوى تنػػوع كبػػَت يف مهػػاـ معاعبػػة اؼبعلومػػات التقنيػػة‬
‫احملاسبية واإلدارية من جهػة ومبػادالت عديػدة اؼبعلومػات بػُت ـبتلػف مسػتويات االدارة مػن جهػة أخػرى‪ ،‬ويبكػن‬
‫اجراء ىذه العمليات باستعماؿ تكنولوجيا اؼبعلومات‪.‬‬

‫‪1‬خيضر كاظم ضبود ياسُت‪،‬كاسب اػبرشة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.246 :‬‬
‫‪ 2‬كرمي عمامرة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.28 :‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -3‬نظام معلومات التسويق‪ :1‬يعد نظاـ معلومات التسػويق أحػد أىػم نظػم اؼبعلومػات الوظيفيػة يف اؼبنظمػة ويقػوـ‬
‫ىػػذا النظػػاـ بتزويػػد إدارة التسػػويق يف اؼبنظمػػة باؼبعلومػػات االزمػػة لصػػنع القػرارات التسػػويقية اؼبهمػػة‪ ،‬أمػػا االىػػداؼ‬
‫الرئيسية لنظاـ معلومات التسويق فهي‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبساعدة يف إدارة العمليات التسويقية؛‬
‫‪ ‬مساعدة موظفي اؼببيعات يف زبطيط أنشطة البيع؛‬
‫‪ ‬الرصد اؼببكر للفرص اؼبتعلقة باؼبنتجات أو اػبدمات اعبديدة‪.‬‬
‫ويتكوف نظاـ اؼبعلومات التسويقي من ثبلثة نظم فرعية وىي‪:‬‬
‫‪ -‬نظام معلومات المبيعات‪ :‬يقوـ ىذا النظاـ بتزويد ادارة اؼببيعات باؼبعلومات الػيت ربتػاج اليهػا مػن خػبلؿ ربليػل‬
‫البيانػػات الناذبػػة عػػن عمليػػات البيػػع ويػػتم بعػػدة مراحػػل (ربليػػل اؼبنتجػػات‪ ،‬ربليػػل اداء مػػوظفي اؼببيعػػات‪ ،‬ربليػػل‬
‫اؼببيعات‪ ،‬ربليل تكاليف اؼببيعات‪ ،‬التنبؤ باؼببيعات)‪.‬‬
‫‪ -‬نظــام المعلومــات إدارة المنتجــات الجــاىزة‪ :‬يعتمػػد ىػػذا النظػػاـ الفرعػػي ايضػػا علػػى نظػػاـ معاعبػػة العمليػػات‬
‫وخاصة ادارة اؼبخزوف ونظاـ ؿباسبة التكاليف ونظاـ احملاسػبة العامػة ونظػاـ ادارة النقديػة ونظػاـ حسػابات الػدفع‬
‫(اؼبوردين) ويقوـ ىػذا النظػاـ الفرعػي بعػدة وظػائف (التسػعَتة‪ ،‬زبطػيط االربػاح‪ ،‬االدارة اؼباليػة‪ ،‬تقػديرات السػوؽ‪،‬‬
‫االفكار اؼبتعلقة دبنتجات جديدة‪ ،‬تقييم اؼبنتجات‪ ،‬زبطيط اؼبنتجات)‪.‬‬
‫‪ -‬نظــام معلومــات الســوق‪ :‬يركػػز ىػػذا النظػػاـ الفرعػػي علػػى رصػػد االحػػداث الػػيت ذبػػري يف البيئػػة اػبارجيػػة للمنظمػػة‬
‫واليت تتعلػق بالسػوؽ أو تػؤثر فيػو وتتمحػور ىػذه اؼبعلومػات حػوؿ اؼبنافسػُت واالحػواؿ االقتصػادية اؼبتوقعػة‪ ،‬وىػذه‬
‫اؼبعلوم ػػات مهم ػػة جػ ػػدا لنظ ػػاـ معلوم ػػات التسػ ػػويق واالدارة اؼبنظم ػػة حي ػػث سبكنهػ ػػا م ػػن وض ػػع االس ػ ػًتاتيجيات‬
‫التسويقية اؼبناسبة‪ ،‬أما أىم الوظائف االسًتاتيجية اليت يقوـ هبا ىذا النظاـ الفرعي ىي‪:‬‬
‫‪( ‬معرفػػة االس ػًتاتيجيات التس ػػويقية للمنافسػػُت‪ ،‬تقػػدير االربػػاح واغبالػػة اؼباليػػة للمنافسػػُت‪ ،‬ربديػػد نقػػاط وضػػعف‬
‫اؼبنتجػػات واػبػػدمات اؼبنافسػػة‪ ،‬البحػػث عػػن التسػػويق‪ ،‬زبطػػيط نظػػم ربفيػػز فعالػػة للزبػػائن و زبطػػيط نظػػم ربفيػػز‬
‫موظفي البيع‪).‬‬
‫كما يتكوف أيضا من عدة مستويات‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى معالجة المعامالت‪ :‬يتضمن تسيَت الطلبيات‪ ،‬التحضَت والتسليم‪ ،‬الفوترة ومتابعة العمبلء‪.‬‬

‫‪ 1‬سلوى أمُت السامرائي‪ ،‬قبم عبد اهلل اغبميدي‪ ،‬عبد الرضباف العبيد‪ ،‬نظم اؼبعلومات اإلدارية–مدخل معاصر‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.79:‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬مستوى المراقب ـ ـ ـ ـ ــة‪ :‬متابعة وظيفة التسويق (عػن طريػق اؼبوازنػات التقديريػة)‪ ،‬باإلضػافة إذل مقارنػة التوقعػات مػع‬
‫ما مت ربقيقو فعبل‪.‬‬
‫‪ -‬المســتوى االســتراتيجي‪ :1‬ىبػػص االختبػػارات الكػػربى اؼبتعلقػػة باؼبنتجػػات واالسػواؽ‪ ،‬ىػػذه القػرارات جػػد معقػػدة‬
‫وال يبكػػن أف تبػػٌت علػػى مبػػاذج بسػػيطة كمػػا تتطلػػب صبػػع ومعاعبػػة العديػػد مػػن اؼبعطيػػات اػبارجيػػة اف مسػػاعدة‬
‫تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات نظػػاـ معلومػػات التسػػويق يسػػاىم يف رفػػع اؼببيعػػات وتػػوفَت طريقػػة مهمػػة وس ػريعة يف إدخػػاؿ‬
‫البيانات دوف اغباجة للتنقل وربمل تكاليف زائدة عبمع اؼبعلومات حوؿ الزبائن اؼبنتجات وكذا االسواؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬نظــام المعلومــات المــالي والمحاســبي‪ :2‬يهػػتم ىػػذا األخػػَت بتػػوفَت اؼبعلومػػات اؼبتعلقػػة بالتػػدفقات النقديػػة مػػن‬
‫وإذل اؼبنظمة‪ ،‬ومساعدة االدارة يف تسيَت االستثمارات وتوفَت السيولة البلزمة إلدارة موارد اؼبنظمة‪.‬‬
‫ومن ؾباالت اليت يتم فيها معاعبة اؼبعلومات باالعتماد على تكنولوجيا اؼبعلومات يبكن ذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد الميزانيات‪ ،‬اليوميات والجداول‪ :‬إلعداد اؼبيزانيات واعبداوؿ مثل جدوؿ االىتبلكػات‪ ،‬جػدوؿ الفائػدة‬
‫وب ػ ػرامج تس ػػيَت قواع ػػد اؼبعطي ػػات ال ػػيت تفي ػػد يف إنش ػػاء اؼبلف ػػات (‪ ،)Excel‬وغَتى ػػا يبك ػػن اللج ػػوء اذل اعب ػػداوؿ‬
‫االلكًتونية وفرز البيانات والتعامل معها‪.‬‬
‫‪ -‬إعـداد كشــوف االجـور‪ :‬مػػع ظهػور تكنولوجيػا اؼبعلومػػات أصػبح باإلمكػػاف اسػتخداـ بػرامج متخصصػة غبسػػاب‬
‫رواتب العماؿ وإعداد كشوؼ االجور يف وقت قياسي‪.‬‬
‫‪ -‬حس ــاب التك ــاليف‪ :‬يبك ػػن اس ػػتعماؿ تكنولوجي ػػا اؼبعلوم ػػات يف حس ػػاب التك ػػاليف اؼبق ػػدرة والتك ػػاليف الفعلي ػػة‬
‫والفرؽ بينهما بسرعة فائقة‪ ،‬كما يبكن توفَت قواعػد بينػات يػتم االحتفػاظ باؼبعطيػات اػباصػة هبػذين النػوعُت مػن‬
‫التكاليف‪.‬‬

‫‪ 1‬سلوى أمُت السامرائي‪ ،‬قبم عبد اهلل اغبميدي‪ ،‬عبد الرضباف العبيد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص‪.82-80 :‬‬
‫‪ 2‬كرمي عمامرة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.28:‬‬

‫‪39‬‬
‫خاتمـ ــة الفصـ ـ ــل األول‪:‬‬

‫تطرقنا من خبلؿ ىذا الفصل إذل اإلطار النظري العاـ لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬ونظاـ‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬حيث مت التعريف كل من التكنولوجيا‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬ونظاـ اؼبعلومات‪ ،‬وتوضيح مكوناهتم‪ ،‬وأنبيتهم‪،‬‬
‫وـباطرىا وخصائصها كما مت التطرؽ إذل العبلقة اليت تربط تكنولوجيا اؼبعلومات بالنظاـ اؼبعلومات‪.‬‬
‫كما أصبحت اؼبعلومات يف العصر الذي نعيش فيو تكتسي أنبية بالغة‪ ،‬وبالنسبة للمؤسسات فهي سبثل‬
‫ؽبا موردا ىاما وأساسيا فبا هبعلها تبحث دائما عن أ نسب الطرؽ ؼبعاعبتها حىت تستفيد منها يف ربقيق اىدافها‪،‬‬
‫وقد ظهرت نظم اؼبعلومات لتليب حاجة اؼبؤسسة لتجميع البيانات من ـبتلف اؼبصادر الداخلية واػبارجية وتشغيلها‬
‫للحصوؿ يف االخَت على معلومات ذات أنبية تزود هبا األفراد واإلدارات اليت ربتاج اليها ؼبمارسة ـبتلف االعماؿ‬
‫والوظائف‪ ،‬وتشكل تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت قاعدة انطبلؽ أساسية لنظم اؼبعلومات اغبديثة‪.‬‬
‫ومع التحوؿ كبو االقتصاد الرقمي‪ ،‬فرضت تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاؿ نفسها على واقع تطور مهنة‬
‫احملاسبة‪ ،‬كإحدى القواعد األساسية اليت تسمح بالتغلب على اؼبشاكل الوقت واؼبكاف باإلضافة إذل توفَت بيئة‬
‫مناسبة لتسهيل االتصاالت وتبادؿ اؼبعلومات بُت األفراد‪ ،‬وذلك من خبلؿ نتيجة ىذه التكنولوجيا من‬
‫التطبيقات‪ ،‬كذا سعي احملاسبة للحصوؿ على معلومات ذات قيمة ومصداقية ويف وقت اؼبناسب واالستفادة من‬
‫قيمتها‪ ،‬أصبح اىتماـ كافة اؼبسَتين والباحثُت يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬ولقد بات من الضروري على اؼبؤسسة االطبلع على‬
‫التطورات اليت حدثت يف قطاع التكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف اوآونة األخَتة‪ ،‬حيث أصبح بالفعل احملرؾ‬
‫األىم ألي تطور اقتصادي يف اؼبؤسسة فبل بد من العمل على اكتسابو التحكم فيو‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تطور مهنة المحاسبة على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬و في الجزائر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تمهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪:‬‬

‫يعتػػرب التطػػور يف ؾبػػاؿ احملاسػػبة أحػػد العوامػػل اؼبهمػػة لتطػػور االقتصػػاد العػػاؼبي‪ ،‬إذ تلعػػب ىػػذه األخػػَتة دورا حيويػػا يف‬
‫إدارة الشركات و اؼبؤسسات‪ ،‬كما أهنا العمود الفقري لنظاـ اؼبعلومات اؼبالية و احملاسػبية‪ ،‬إضػافة لكوهنػا أداة لتطػوير‬
‫النظاـ اؼبصريف و اؼبارل‪ ،‬ومن خبلؿ ىذا الفصل سنسلط الضػوء علػى تطػور احملاسػبة علػى اؼبسػتوى الػدورل‪ ،‬مث تطػور‬
‫احملاسػػبة يف اعبزائػػر منػػذ االسػػتقبلؿ و التحػػوالت الػػيت ط ػرأت عليهػػا‪ ،‬إضػػافة إذل إب ػراز عبلقػػة تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات‬
‫واالتصاالت بتطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫و مػػن خػػبلؿ مػػا تقػػدـ ذكػػره سػػنحاوؿ يف ىػػذا الفصػػل دراسػػة مسػػانبة اسػػتعماؿ و اسػػتخداـ تكنولوجيػػا اؼبعلومػػات‬
‫واالتصاالت يف مهنة احملاسبة‪ ،‬من خبلؿ مػدى تأثَتىػا علػى كفػاءة و فاعليػة نظػاـ اؼبعلومػات احملاسػيب‪ ،‬علػى اعتبػار‬
‫أنػػو الركيػػزة األساسػػية لػػدعم عمليػػة ازبػػاذ القػرارات‪ ،‬إضػػافة إذل أثرىػػا علػػى مػزاورل اؼبهػػن احملاسػػبية‪ ،‬و مهنػػة احملاسػػبة يف‬
‫حد ذاهتا‪ ،‬مع تبياف اؼبعوقات واؼبخاطر اليت تواجو استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫وىذا من خبلؿ تقسيم الفصل إذل ثبلث مباحث‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تطور مهنة احملاسبة على اؼبستوى الدورل‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬تطور مهنة احملاسبة على اؼبستوى الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬عبلقة تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت بتطور مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تطور مهنة المحاسبة على المستوى الدولي‬
‫تعترب احملاسبة قديبة قدـ الكتاب و القراءة‪ ،‬و ظهرت كغَتىا من العلوـ انطبلقا من فكرة بسيطة مت‬
‫ابتكارىا ؼبعاعبة مشكل معُت مث تطورت تدرهبيا‪ ،‬و من خبلؿ دراسة اؼبسار التارىبي يبكن أف نبلحظ أف تطور‬
‫ونضج الفكر احملاسيب كاف استجابة للتغَتات اغباصلة يف البيئة االقتصادية العاؼبية‪ ،‬و بالتارل فدراسة اؼبراحل‬
‫التارىبية للمحاسبة يعترب أمرا ضروريا لفهم حقل احملاسبة‪ ،‬و إدراؾ التطور الوظيفي للمحاسبة و تطور أىدافها‬
‫وتنوع أشكاؽبا تبعا للمتطلبات اؼبستجدة يف كل مرحلة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخية عن مراحل تطور المحاسبة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المرحلة األولى (قبل ظهور القيد المزدوج)‪:‬‬
‫تزامن ظهور احملاسبة مع ظهور عملية العد اليت استخدمها البشر منذ القدـ‪ ،‬و ؽبذا قبد عرب اغبضارات‬
‫الغابرة ما يدؿ على وجود فبارسات ؿباسبية متواضعة زبضع يف آليات عملها إذل اؼبستوى الفكري و احملاسيب‬
‫السائد آنذاؾ‪ .‬من الباحثُت من ينسب نشأة احملاسبة إذل اوآشوريُت ‪ 3500‬سنة قبل اؼبيبلد‪ ،‬حيث استعمل‬
‫اوآشوريوف سجبلت ؿباسبية إلثبات عمليات التبادؿ القائمة بينهم يف ظل أسلوب اؼبقايضة الذي عرؼ انتشارا‬
‫بفعل الفائض اإلنتاجي احملقق آنذاؾ‪.1‬‬
‫تعترب اغبضارة الفرعونية أحد أصدؽ األ مثلة على وجود أساس للمحاسبة يف اغبضارات القديبة و ذلك‬
‫من خبلؿ ما أثبتو اؼبؤرخوف من توافر اغبضارة الفرعونية على سجبلت ؿباسبية كمية ذات قدرة جيدة على العد‬
‫واإلحصاء‪ ،‬أيضا أثبت اؼبؤرخوف وجود أنظمة ؿباسبية متطورة نسبيا باإلضافة إذل ما سبيزت بو تلك اغبقبة من توفر‬
‫أوراؽ الربدي اليت ساعدت على التسجيل‪ ،‬كما أف مسك السجبلت يف ىذه اغبقبة تعدى التسجيل إذل عملية‬
‫التحليل و اؼبقارنة‪ .2‬أيضا استخدـ اليوناف و الروماف سجبلت ؿباسبية تفصيلية لتسجيل الديوف و االلتزامات‬
‫للورشات اغبرفية‪ ،‬و باألخص يف ظل ظهور النقود كأساس للقياس احملاسيب‪ ،‬و تطور الرياضيات‪ ،‬و استحداث‬
‫أنظمة العد الرياضي‪.3‬‬
‫لقد عرفت احملاسبة مكانة بارزة يف صدر اإلسبلـ‪ ،‬حيث دعا مبدأ أنبية ربقيق العدالة إذل ضرورة وجود‬
‫أداوت تساعد على حفظ اؼباؿ العاـ‪ ،‬فسانبت احملاسبة يف إثبات كل ما ينفق و ما يرد إذل بيت ماؿ اؼبسلمُت‪،‬‬

‫‪ 1‬القاضي حسُت‪ ،‬ضبداف مأموف‪ ،‬نظرية احملاسبة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،2006 ،‬ص‪.11 :‬‬
‫النقيب كماؿ عبد العزيز‪ ،‬اؼبدخل اؼبعاصر إذل علم احملاسبة اؼبالية‪ ،‬دار وائل الطبعة األوذل‪ ،‬عماف‪ ،2004 ،‬ص‪.25 :‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬القاضي حسُت‪ ،‬ضبداف مأموف‪ ،‬نظرية احملاسبة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪43‬‬
‫بغرض اغبكم على األمواؿ اؼبتبقية و ىذا ما يعرب ضمنيا عن وجود األساس اؼبوضوعي للميزانية العمومية يف ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬وكذلك يعترب ذبسيدا ؼببدأ مقابلة اإليراد باؼبصروؼ من منظور إسبلمي‪.1‬‬
‫فبا سبق يتضح أف للمحاسبة جذورا ضاربة يف التاريخ‪ ،‬من خبلؿ استعماؽبا يف العمليات و األحداث‬
‫بُت األفراد و اعبماعات من تبادؿ و مقايضة‪ ،‬إال أهنا كا نت ؿباسبة بسيطة للغاية‪ ،‬قريبة غبد كبَت من العمليات‬
‫اغبسابية منها إذل احملاسبة‪.2‬‬
‫يف بداية القرف الثالث عشر كانت سجبلت احملاسبة بدائية‪ ،‬ال ترنو أف تكوف مذكرات بسيطة‪ ،‬و كانت‬
‫ال تتعدى كوهنا عملية تسجيل من حيث أثرىا على الغَت‪ ،‬أو ما يعرؼ بالقيد اؼبفرد‪ ،‬إال أف الوظيفة احملاسبية‬
‫عرفت تطورا نسبيا نظرا لزيادة العمليات اوآجلة يف اؼبعامبلت التجارية‪ ،‬و انتشار الفروع و الوكاالت البعيدة عن‬
‫مراكزىا الرئيسية مع توسع التجارة األوروبية ما جعل من طريقة القيد اؼبفرد غَت قادرة على استيعاب العمليات‬
‫اغباصلة‪.3‬‬
‫رثانيا‪ :‬المرحلة الثانية (اكتشاف القيد المزدوج)‪:‬‬
‫ساىم كل من انتقاؿ النظاـ العشري إذل أوروبا و رواج صناعة الورؽ هبا يف خلق أرضية مبلئمة لتطور‬
‫احملاسبة‪ ،‬حيث ظهرت اغبسابات الشخصية مث اغبسابات االظبية كتمهيد لظهور القيد اؼبزدوج‪ ،4‬حيث بدأ‬
‫اللومبارديوف "‪ ،"Lambards‬و من خبلؿ عملية التبادؿ التجاري بربط جل اؼبدف التجارية األوروبية‪ ،‬مث قاموا‬
‫بتقدمي طريقتهم غبفظ اغبسابات اليت تعتمد على القيد اؼبزدوج‪ ،‬و كانت تعرؼ بطريقة حفظ السجبلت اإليطالية‬
‫"‪ ،5"ItalianBookring‬و يف سنة ‪ 1494‬كتب الراىب لوقا باسيورل "‪ "Luka Pacioli‬كتابا للجرب ربت اسم‬
‫مراج عة عامة يف اعبرب و اؽبندسة‪ ،‬و النسب و التناسب‪ ،‬و تناوؿ من خبللو وصفا للقيد اؼبزدوج‪ ،‬موضحا‬
‫اؼبمارسات واألفكار اؼبًتاكمة يف صورة رظبية‪ ،‬إال أف الراىب باسيورل ال يعترب أوؿ من اخًتع القيد اؼبزدوج‪ ،‬و لكنو‬
‫قاـ فقط بوصف ما كاف مطبقا يف ذلك الوقت‪ ،‬و ذبدر اإلشارة ىنا إذل أف باسيورل قد اعًتؼ صراحة ضمن‬
‫مؤلفو أف ال فضل لو يف ابتكار القيد اؼبزدوج‪ ،‬بل إنو ما قاـ بو ىو صبع و تفسَت ألساليب كانت معروفة من قبل‬
‫يف مدينة فينيسيا "البندقية"‪ ،‬و يرجع لو الفضل يف أمرين‪:‬‬

‫‪ 1‬سليماف مصطفى الدالنبي‪ ،‬مبادئ و أساسيات علم احملاسبة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مؤسسة الوراؽ للنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.08 :‬‬
‫‪2‬خليل الدليمي و آخروف‪ ،‬مبادئ احملاسبة اؼبالية‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2005 ،‬ص‪.09 :‬‬
‫‪ 3‬اغبيارل وليد ناجي‪ ،‬نظرية احملاسبة‪ ،‬منشورات األكاديبية العربية اؼبفتوحة يف الدامبارؾ‪ ،2007 ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪4‬رضواف حلوة حناف‪ ،‬تطور الفكر احملاسيب‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2009 ،‬ص‪.15-14 :‬‬
‫‪ 5‬بلقاوي أضبد رياحي‪ ،‬النظرية احملاسبية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2009 ،‬ص‪.14 :‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬أنو كاف أوؿ من دعا إذل قياس الربح الدفًتي للمشروع يف هناية الفًتة اؼبالية عن طريق إعداد ما يسمى‬
‫حبساب األرباح و اػبسائر؛‬
‫‪ -‬أنو كاف أوؿ من وضع الركائز األساسية لتنظيم اجملموعة الدفًتية احملاسبية‪.‬‬
‫أدى اكتماؿ عناصر مسك الدفاتر على أساس القيد اؼبزدوج‪ ،‬و انتشار مدارس احملاسبة إذل ربديد كمي‬
‫للمفاىيم احملاسبية األساسية مثل‪ :‬مفهوـ رأس اؼباؿ‪ ،‬اؼبصروؼ‪ ،‬اإليراد‪ ،‬الربح و اػبسارة‪ ،‬و تعريف الفائدة بأهنا‬
‫سعر للتنازؿ عن رأس اؼباؿ‪ ،‬و عائد للمخاطرة الستخداـ رأس اؼباؿ‪....‬‬
‫كما قدمت طريقة القيد اؼبزدوج وسيلة فعالة مكنت رجاؿ األعماؿ اإليطاليُت من إسباـ عملية التسجيل‬
‫والًتحيل‪ ،‬و ربديد عبلقتهم بغَتىم‪ ،‬وفق دقة حسابية متناىية‪ ،‬و من إيطاليا بدأت طريق القيد اؼبزدوج يف‬
‫االنتشار عرب العادل‪ ،‬و ال تزاؿ إذل يومنا ىذا الطريقة السائدة يف صبيع النظم احملاسبية‪.1‬‬
‫رثالثا‪ :‬المرحلة الثالثة (نضج المحاسبة)‪:2‬‬
‫ظلت احملاسبة طيلة القرنُت السادس عشر و السابع عشر تؤدي نفس اػبدمات اليت كانت تؤديها يف‬
‫اؼبرحلة السابقة و اؼبتمثلة يف توفَت اغبماية ألصوؿ اؼبشروع مث ربديد اؼبسؤولية و فض النزاعات‪ ،‬إال أف تطور‬
‫أساليب اإلنتاج الذي اقتضتو الثورة الصناعية يف بداياهتا و ظهور وحدات إنتاجية ضخمة‪ ،‬أسفر عن ظهور شكل‬
‫جديد من الشركات و اؼبسمى بشركات اؼبسانبة‪ ،‬و اليت ساعد يف قباحها القبوؿ القانوين ؼببدأ اؼبسؤولية احملدودة‬
‫يف إقبلًتا سنة ‪1800‬‬
‫كما أف ظهور انفصاؿ اؼبلكية عن اإلدارة أثر بشكل كبَت على الفكر احملاسيب و أدى إذل نشوء فروض‬
‫ؿباسبية على غرار فرض الشخصية اؼبعنوية‪ ،‬فرض الدورية‪ ،‬كما تشكلت فكرة إلزامية نشر القوائم اؼبالية دوريا‬
‫والتأكيد على مراجعة اغبسابات اػبارجية‪.3‬‬
‫كل ىذه التطورات و غَتىا كاف ؽبا ظبات بارزة تنم عن تطور الفكر احملاسيب‪ ،‬باإلضافة إذل ظهور ؿباسبة‬
‫التكاليف اليت كانت ؽبا دور واضح يف إخراج احملاسبة عن عزلتها و انفتاحها على علوـ اإلدارة و اإلحصاء وحبوث‬
‫العمليات‪ ،‬كما تفرع عن ؿباسبة التكاليف فروع أخرى‪ ،‬كاحملاسبة اإلدارية‪ ،‬و ؿباسبة التكاليف اؼبعيارية‪ ،‬ومن ىنا‬
‫بدأ اىتماـ احملاسبة يتجو كبو تفعيل ازباذ القرار‪.‬‬
‫أعقبت الثورة الصناعية تطورات كثَتة‪ ،‬كظهور نظرية الوكالة اليت تقضي بأف سبارس اإلدارة عملها كوكيل‬
‫عن اؼبسانبُت و تقوـ بإدارة اؼبشروع ؼبصلحتهم‪ ،‬كذلك ظهر اإلفصاح احملاسيب على شكل إعبلف ميزانية اؼبشروع‬

‫نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪ 1‬رضواف حلوة حناف‪،‬‬


‫‪ 2‬اغبيارل وليد ناجي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫رضواف حلوة حناف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫كملخص للمركز اؼبارل‪ ،‬كما أفرزت أزمة ‪ 1930‬عدة آثار سانبت يف تطوير الفكر احملاسيب‪ ،‬و أبدت العديد من‬
‫اؼبنظمات اؼبهنية ذباوبا مع مطالب اجملتمع اؼبارل لوضع مبادئ للمحاسبة‪ ،‬و من أبرز اؼبنظمات اؼبهنية نذكر‪ ،‬ؾبمع‬
‫احملاسبُت القانونيُت يف إقبلًتا و ويلز‪ ،‬و ؾبمع احملاسبُت األمريكيُت‪.‬‬
‫حبلوؿ القرف العشرين ازدادت اؼبطالبات بضرورة تطوير مبادئ احملاسبة‪ ،‬و ربسُت التقارير و القوائم اؼبالية‬
‫خصوصا يف ظل الثروة الطائلة اليت سبيز هبا اؼبديروف‪ ،‬و من ىنا بدأت تربز عدة ؿباوالت من األكاديبيُت‬
‫واؼبنظمات اؼبهنية لتطوير اؼببادئ احملاسبية و بناء نظرية ؿباسبية متماسكة‪ ،‬فعلى الصعيد األكاديبي ظهرت‬
‫ؿباوالت عديدة من أنبها و أبرزىا تلك اليت قاـ هبا أستاذ احملاسبة ويلياـ باتوف "‪ ،"W.A.Palton‬الذي قدـ أوؿ‬
‫ؿباولة عملية متكاملة لبناء نظرية ؿباسبية وفق أسلوب استنباطي‪ ،‬بنشر كتابو "نظرية احملاسبة" سنة ‪ ،1922‬ؿبددا‬
‫ستة فروض للمحاسبة‪ ،‬كما برزت عدة جهود أكاديبية هبدؼ بناء النظرية احملاسبية‪.1‬‬
‫كذلك من جانبها اؼبنظمات اؼبهنية أظهرت قدراهتا الكبَتة جدا يف دراسة و ربليل النظرية و اؼببادئ‬
‫احملاسبية من خبلؿ توظيفها ؼبزيج من اؼبداخل‪ ،‬و لبص بالذكر اؼبنظمات اؼبهنية العاملة بالواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية على وجو اػبصوص‪ ،‬حيث سانبت و ال تزاؿ تساىم إذل يومنا ىذا يف تطوير احملاسبة و التأثَت يف‬
‫الفكر احملاسيب على اؼبستوى الدورل‪ ،‬و من أمثلة ىذه اؽبيئات ىيئة األوراؽ اؼبالية ‪ ،SEC‬اؼبعهد األمريكي‬
‫للمحاسبُت القانونيُت ‪ ،1937‬و ؾبموعاتو الفرعية اؼبتمثلة يف‪ :‬عبنة اإلجراءات احملاسبية (‪ )1959-1937‬واليت‬
‫قدمت ‪ 51‬نشرة باسم (‪ )ARB‬كوصايا لعبلج مشاكل ؿباسبية‪ ،‬و ؾبلس اؼببادئ احملاسبية (‪)1973-1959‬‬
‫والذي نشر العديد من التقارير و الدراسات اليت ناقشت مشاكل جدية يف احملاسبة‪ ،‬و ؾبلس احملاسبة اؼبالية‬
‫(‪ ، 1973‬إذل اوآف) حيث ال يزاؿ نشاطو و تأثَته على احملاسبة إذل يومنا ىذا‪ ،‬باعتباره قوة منظمية ذات تأثَت‬
‫دورل‪ ،‬إال أنو منذ تأسيسو تبٌت مدخل شبو سياسي لصياغة اؼببادئ احملاسبية‪ ،‬ؽبذا عرفت الفًتة منذ تأسيسو إذل‬
‫اوآف دبرحلة تسييس احملاسبة‪.2‬‬

‫‪ 1‬القاضي حسُت‪ ،‬ضبداف مأموف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.63-62 :‬‬


‫‪ 2‬بلقاوي أضبد رياحي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.31-26 :‬‬

‫‪46‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المحاسبة‪ ،‬وظائفها و أىدافها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المحاسبة‪:1‬‬
‫تعددت تعريفات العلماء و اعبمعيات العلمية و اؼبعاىد اؼبتخصصة للمحاسبة‪ ،‬تبعا الختبلؼ آرائهم‬
‫ووجهات نظرىم فمنهم من يعترب احملاسبة علما و منهم من يعتربىا ال تتعدى كوهنا فن‪ ،‬كما زاد من حدة اعبدؿ‬
‫يف تعريف احملاسبة‪ ،‬اؽبوة اغباصلة بُت اؼبهنيُت و األكاديبيُت‪ ،‬نظرا لغياب االىتمامات اؼبشًتكة‪.‬‬
‫مت تعريف احملاسبة على أهنا " احملاسبة ىي نشاط خدمي وظيفتها توفَت معلومات كمية ذات طبيعة مالية‬
‫أساسا‪ ،‬تكوف مفيدة يف عمليات ازباذ القرارات االقتصادية اليت تتعلق باؼبنشآت االقتصادية"‪ ،‬يقًتب ىذا التعريف‬
‫كثَتا من التعريف الذي أوردتو عبنة اؼبصطلحات (‪ 1941 )AIA‬التابعة للمعهد األمريكي للمحاسبُت القانونيُت‬
‫(‪ .)AICPA‬ىذا اؼبعهد الذي هبسد الرؤية الفنية للمحاسبة‪ ،‬وينظر للمحاسبة على أهنا ؾبرد فن‪ ،‬حيث عرفها‬
‫بالشكل التارل‪" :‬ىي فن تسجيل وتصنيف وتلخيص العمليات التجارية ذات األثر اؼبارل‪ ،‬و استخبلص النتائج‬
‫اؼبالية لتفسَتىا و ربليلها"‪ .‬يعترب ىذا التعريف ؿبدودا فهناؾ منظور أوسع كما يندرج يف تعريف اعبمعية األمريكية‬
‫للمحاسبة (‪ )AAA‬عاـ ‪ 1966‬واليت عرفت احملاسبة على أهنا‪" :‬عبارة عن عمليات ربديد و قياس وتوصيل‬
‫اؼبعلومات االقتصادية لبلستفادة منها يف ازباذ قرارات أفضل باستخداـ تلك اؼبعلومات"‪ ،‬و اعترب ىذا التعريف‬
‫خطوة إهبابية يف تقدمي تعريف للمحاسبة‪ ،‬حيث أصبح ينظر إليها كعلم ربكمو نظرية اؼبعرفة اؼبعلوماتية‪ ،‬و ذلك‬
‫باعتبار احملاسبة نظاـ للمعلومات يقوـ بتجميع و توصيل اؼبعلومات االقتصادية‪ ،‬اػباصة باؼبؤسسة و غَتىا من‬
‫األحداث إذل األطراؼ اؼبستفيدة‪ ،‬وبنفس التوجو عرفت عبنة معايَت احملاسبة الدولية احملاسبة على أهنا "علم‬
‫اصطبلحي غرضو قياس الوضع اؼبارل ونتائج العمليات للنشاط االقتصادي"‪.‬‬
‫من خبلؿ تغَت النظرية إذل احملاسبة من فن التسجيل إذل علم للقياس‪ ،‬و بظهور تعريفات ؽبا ذبسدت‬
‫ا لرؤية اعبديدة للمحاسبة كعلم و فن‪ ،‬كما قبد العديد من التعريفات اليت تعتمد يف جوىرىا على ىذا التعريف‪،‬‬
‫ونذكر منها على سبيل اؼبثاؿ ما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬احملاسبة نظاـ للمعلومات يهتم بتحديد و قياس و توصيل معلومات كمية عن الوحدة االقتصادية‪ ،‬يبكن‬
‫استخدامها يف عملية التقييم‪ ،‬و ازباذ القرارات بواسطة من يستخدموف ىذه اؼبعلومة‪.‬‬
‫‪ -‬احملاسبة نظاـ وبقق مسك‪ ،‬زبزين‪ ،‬معاعبة و تفسَت األحداث اليت تقع يف اؼبؤسسة مث إيصاؽبا يف شكل‬
‫معلومات مفيدة و مطابقة الحتياجات ـبتلف اؼبستخدمُت اؼبعنيُت‪ ،‬هبدؼ الوصوؿ إذل اإلدارة الفعالة‪.‬‬

‫‪ 1‬األستاذ عرايب ضبزة‪ ،‬نظرة عن نشأة و تطور معايَت احملاسبة الدولية و توجهاهتا اغبديثة‪ ،‬ؾبلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،2011 ،19‬ص‪.68 :‬‬
‫‪ 2‬أضبد نور‪ ،‬احملاسبة اؼبالية‪ ،‬القياس و التقييم و اإلفصاح احملاسيب‪ ،‬الدار اعبامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪47‬‬
‫من خبلؿ ما سبق يبكن تقدمي تعريف للمحاسبة على أهنا "علم و فن؛ علم كوهنا تستويف اؼبقومات النظرية‬
‫والفكرية اليت ربكم العلم دبا تشتمل عليو من إطار فكري يضم مفاىيم و فروض مبادئ ؿباسبية‪ ،‬و معاير‬
‫يسًتشد هبا‪ ،‬و فن من خبلؿ السياسات و االجراءات احملاسبية اليت تعكس خطوات الدورة احملاسبية‪ ،‬من‬
‫تسجيل‪ ،‬تبويب و تلخيص للعمليات اؼبالية‪ ،‬انطبلقا من دفًت اليومية و مرورا بدفًت األستاذ فميزاف اؼبراجعة‬
‫وانتهاءا بالقوائم و التقارير اؼبالية‪ ،‬بغرض خدمة و تلبية احتياجات اؼبستخدمُت يف مقدمتهم اؼبستثمر‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬وظائف المحاسبة‪:1‬‬
‫باالعتماد على التعاريف السابقة للمحاسبة يبكن أف نلخص الوظائف األساسية للمحاسبة فيما يلي‪:‬‬
‫وظيفة التحديد‪ :‬يتم تنفيذ ىذه الوظيفة عن طريق انتقاء العمليات اؼبالية حسب أنبيتها و تأثَتىا على‬ ‫‪-1‬‬

‫القوائم اؼبالية للمؤسسة‪ ،‬حيث يتم استبعاد العمليات األخرى غَت اؼبؤثرة‪ ،‬فاػبطوط األوذل يف احملاسبة ىي أف‬
‫كبدد أو لبتار األشياء أو النشاطات اليت يعتقد أهنا مبلئمة للمستخدمُت‪.‬‬
‫وظيفة القياس‪ :2‬يتم تنفيذ ىذه الوظيفة من خبلؿ األداء احملاسيب ػبطوات الدورة احملاسبية بداية من تسجيل‬ ‫‪-2‬‬

‫العمليات اؼبالية بدفًت اليومية مرورا بًتحيل ىذه العمليات من اليومية إذل دفًت األستاذ‪ ،‬و انتهاءا بالتلخيص‬
‫يف ميزاف اؼبراجعة‪ ،‬و يشمل القياس احملاسيب كل فبتلكات اؼبشروع (األصوؿ)‪ ،‬و ديونو اؼبستحقة للغَت‬
‫(االلتزامات)‪ ،‬و اؼبصروفات و اإليرادات‪ ،‬و يبكن تقسيم صيغ القياس بناءا على طبيعة اؼبعلومات اؼبراد‬
‫قياسها‪ ،‬و طلب اؼبستخدـ لتلك اؼبعلومة‪ ،‬و من بُت الصيغ ما يلي‪ :‬الغرض الوصفي‪ ،‬االنشائي‪ ،‬التحليلي‪،‬‬
‫الكمي‪ ،‬القياسي و القيمي‪.‬‬
‫وظيفة االتصال‪ :‬يتم تنفيذ ىذه الوظيفة من خبلؿ إعداد القوائم اؼبالية اليت سبثل ـبرجات النظاـ احملاسيب‪ ،‬مث‬ ‫‪-3‬‬

‫توصيلها لؤلطراؼ اؼبستفيدة‪.‬‬


‫يبكن أف نلخص الوظائف السابقة من خبلؿ اعبدوؿ التارل‪:‬‬

‫‪ 1‬بلقاوي أضبد رياحي‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.90 :‬‬


‫‪ 2‬النقيب كماؿ عبد العزيز‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.324 :‬‬

‫‪48‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬وظائف المحاسبة‪.‬‬
‫وظائف المحاسبة‬
‫التسجيل و التوصيل‬ ‫القياس‬ ‫التحديد‬
‫‪ -‬لتحديد األحداث االقتصادية اليت تؤثر ‪ -‬قياس تلك األحداث االقتصادية بوحدة ‪ -‬إعداد القوائم و التقارير اؼبالية‪.‬‬
‫‪ -‬ربليلها و تفسَتىا للمستخدمُت‬ ‫على اؼبؤسسة حىت يتم االعًتاؼ هبا النقد الوطٍت‪.‬‬
‫ؿباسبيا‪ ،‬و تسمى تلك األحداث ‪ -‬تسجيل تلك األحداث االقتصادية اؼبعًتؼ ؼبساعدهتم يف ازباذ قراراهتم‪.‬‬
‫هبا‪.‬‬ ‫بالعمليات اؼبالية‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيفها‪ ،‬تلخيصها‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬رضوان حلوة حنان‪ ،‬مدخل النظرية المحاسبية‪ ،‬اإلطار الفكري‪ ،‬التطبيقات العملية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪،02‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.13 :‬‬

‫وظائف أخرى للمحاسبة‪ :‬ىناؾ وظائف أخرى ثانوية للمحاسبة نذكر منها ما يلي‪:1‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -‬وظيفة رقابية‪ :‬تؤدي احملاسبة ىذه الوظيفة عن طريق عملية التسجيل و آلية الضبط و اغبماية اليت توفرىا‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة إخبارية أو استشارية‪ :‬يتم تنفيذ ىذه الوظيفة من خبلؿ تقارير األداء اؼبتعددة اليت تقدمها‬
‫للمستخدمُت اؼبعنيُت‪ ،‬كاإلدارة و اعبهات اؼبعنية و الرقابية اؼبهتمة بأداء اؼبشروع‪.‬‬
‫رثالثا‪ :‬أىداف المحاسبة‪ :‬يبكن تلخيص أىداؼ احملاسبة يف النقاط التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬توفَت معلومة ذات فائدة لقرارات االستثمار و االئتماف؛‬
‫‪ -‬توفَت معلومات مفيدة يف تقرير التدفقات النقدية اؼبتوقعة؛‬
‫‪ -‬توفَت معلومات عن موارد اؼبؤسسة و اؼبطلوبات الناصبة عن ىذه اؼبوارد و التغَتات يف كل منها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التطور العملي و النظري للمحاسبة‪:‬‬
‫تطػػورت احملاسػػبة كاسػػتجابة الحتياجػػات بيئتهػػا‪ ،‬و اؼبتتبػػع لػػؤلدب احملاسػػيب يبلحػػظ أف احملاسػػبة و تطوراهتػػا‬
‫كانػػت تػػأيت مػػن التطبيقػػات و اؼبمارسػػات العمليػػة للمحاسػػبة و لػػيس فقػػط مػػن خػػبلؿ دراسػػات و نظريػػات مسػػبقة‪،‬‬
‫يؤكد ‪ Zeff‬ىذا بقولػو إف تطػور احملاسػبة دل يػأت مػن نظريػة علميػة ؿبػددة‪ ،‬و لكػن مػن خػبلؿ تفػاعبلت بػُت النظريػة‬
‫‪Glautier and Underdown‬‬ ‫واؼبمارسػات احملاسػبية و العديػد مػػن التػأثَتات االجتماعيػة و السياسػػية‪ .‬كػذلك بػُت‬
‫أف تػػاريخ احملاسػػبة يعكػػس ال ػنمط التطػػوري للتطػػورات االجتماعيػػة‪ ...‬و كػػم ىػػي احملاسػػبة نتػػاج لبيئتهػػا و يف نفػػس‬
‫الوقػػت قػػوة لتغيَتىػػا‪ .‬و الػػبعض يػػرى أف احملاسػػبة يف وضػػعها القػػائم قػػد نشػػأت مػػن مصػػدرين مسػػتقلُت نبػػا اؼبصػػدر‬

‫نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬‫‪1‬خليل الدليمي و آخروف‪،‬‬


‫‪2‬النقيب كماؿ عبد العزيز‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.362 :‬‬

‫‪49‬‬
‫العمل ػ ػ ػ ػ ػػي واؼبص ػ ػ ػ ػ ػػدر النظ ػ ػ ػ ػ ػػري‪ ،‬ولك ػ ػ ػ ػ ػػن التط ػ ػ ػ ػ ػػور العمل ػ ػ ػ ػ ػػي ق ػ ػ ػ ػ ػػد س ػ ػ ػ ػ ػػبق التط ػ ػ ػ ػ ػػور النظ ػ ػ ػ ػ ػػري دبئ ػ ػ ػ ػ ػػات الس ػ ػ ػ ػ ػػنُت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التطور العملي للمحاسبة‪:1‬‬
‫إف التطور العملي للمحاسبة جاء من خبلؿ اؼبمارسات العملية‪ ،‬حيث استخدمت أسلوب حل اؼبشاكل‬
‫فعندما تنشأ مشكلة معينة تتعلق بعملية ما يف مشروع معُت فإف احملاسب يقوـ بتصحيح‬ ‫‪Problem Solving‬‬

‫ؾبموعة من االجراءات غبل ىذه اؼبشكلة و قد استخدـ احملاسب ىذه الطريقة يف فبارساتو العملية منذ مئات‬
‫السنُت حىت قبل الوقت الذي كتب باسليو كتابو عن طريقة القيد اؼبزدوج‪ ،‬و قد كاف التطور يف اؼبمارسات العملية‬
‫للمحاسبة ىو عبارة عن تطور عملي و تعديل يف اإلجراءات القديبة كلما دعت اغباجة إذل ذلك بسبب ظروؼ‬
‫و مشاكل جديدة أو ـبتلفة‪ ،‬و من األمثلة على ذلك‪ :‬طريقة التكلفة أو السوؽ أيهما أقل حيث كانت نتيجة‬
‫لرغبة الدائنُت يف إظهار رقم اؼبخزوف السلعي يف القوائم اؼبالية بالقيمة الفعلية و ىي القيمة السائلة‪ ،‬وكذلك األمر‬
‫بالنسبة لبلستهبلؾ اؼبعجل و اؼببادئ احملاسبية اؼبقبولة قبوال عاما‪.‬‬
‫و يطلق البعض على ىذا اؼبدخل الوصفي ‪Discriptive Approach‬حيث من خبلؿ ىذا اؼبدخل فإف‬
‫اؼببادئ احملاسبية يتم استنتاجها بواسطة أفراد أو ؾبموعات من خبلؿ مبلحظة احملاسبة كما ىي مطبقة‪ ،‬و بناءا‬
‫على ىذه اؼببلحظات يتم بناء تعميمات و مبادئ ؿباسبية‪.‬‬
‫تقوـ على‬ ‫‪Indictive theories‬‬ ‫إف اؼبدخل الوصفي نتج عنو نظرية استقرائية‬ ‫‪Whittington‬‬ ‫يقوؿ‬
‫باسم "جرد اؼببادئ احملاسبية اؼبقبولة قبوال عاما‬ ‫‪Grady‬‬ ‫عقبلنية اؼبمارسات احملاسبية السائدة‪ ،‬و تعترب دراسة‬
‫لشركات األعماؿ األمريكية" يف عاـ ‪ 1965‬أحد األمثلة على ىذا اؼبدخل‪ .‬فهذه الدراسة سبت بأمريكا هبدؼ‬
‫تصنيف تلك اؼببادئ و اؼبمارسات أو اؼبعايَت و اليت ال يوجد عليها اختبلؼ على اإلطبلؽ أو قد توجد‬
‫اختبلفات بسيطة بُت اؼبديرين و احملاسبُت اؼبهنيُت و رجاؿ اغبكومة و كاف مصدر ىذه البيانات اؼبسجلة ىو‪:‬‬
‫‪ ‬التطبيقات اؼبعروفة بشكل عاـ و اؼبوجودة بالشركات؛‬
‫‪ ‬متطلبات سوؽ األوراؽ اؼبالية؛‬
‫‪ ‬أنظمة احملاسبة و عباف تنظيم القواعد احملاسبية؛‬
‫‪ ‬عبنة بورصة الوراؽ اؼبالية؛‬
‫‪ ‬آراء كل من احملاسبُت اؼبهنيُت و األكاديبيُت؛‬
‫‪ ‬اوآراء اؼبنشورة عبمعية احملاسبة األمريكية و اؼبعهد األمريكي؛‬

‫‪ 1‬الدكتور مفتاح علي السائح‪ ،‬احملاسبة الدولية‪ ،‬دار التقدـ العلمي‪ ،‬اؼبملكة األردنية اؽبالمية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،2012 ،‬ص‪.50-48 :‬‬

‫‪50‬‬
‫و كما أف اؼببادئ احملاسبية مت اشتقاقها أو تكوينها على أساس تارىبي و يف تاريخ معُت و يف دولة معينة‬
‫فإف تبٍت ىذه اؼببادئ بواسطة دولة أخرى يصبح ؾباال للتساؤؿ و النقاش‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬التطور النظري للمحاسبة‪:1‬‬
‫يعترب التطور النظري أحدث نسبيا من اؼبدخل األوؿ حيث يعتمد ىذا اؼبدخل على أنو من خبلؿ‬
‫العمليات االقتصادية يف ـبتلف اؼبشروعات يتم استخبلص ؾبموعة من االفًتاضات اؼببدئية خبصوص ىذه‬
‫العمليات‪ ،‬و على أساس ىذه االفًتاضات فإف احملاسب يستخدـ استنباطا منطقيا ليصل إذل نتائج خاصة‬
‫بالنشاط احملاسيب‪ ،‬و ىذه النتائج تعطينا اإلجابة النظرية على ماىية احملاسبة‪ ،‬فاحملاسبة طبقا ؽبذا اؼبدخل ىي ما‬
‫هبب أف تكوف عليو لذلك فإف استخداـ اؼبدخل االستنباطي مربر على أساس أف التغَتات واقعة ال ؿبالة يف نوعية‬
‫احتياجات اؼبستخدمُت‪ ،‬و يف نوعية اؼبستخدمُت أنفسهم‪ ،‬و يف البيئة احمليطة‪ ،‬و بالتارل هبب أف تواكب احملاسبة‬
‫ىذه اؼبتغَتات و تكوف كما هبب أف تكوف عل يو‪ .‬و من ىنا يرى البعض أنو يف اغبقيقة أف معظم النظريات‬
‫احملاسبية االستنباطية ظهرت كنتيجة لعدـ الرضا عن الوضع اعباري للمحاسبة "كما ىو مطبق"‪.‬‬
‫و يؤكد ذلك ‪Watts and Zimmerman‬عند تعرضهما ؼبشكلة الضغوطات السياسية اليت تتعرض ؽبا‬
‫اؽبيئات اؼبهنية اؼبسؤولة عن إعداد اؼبعايَت احملاسبية بقوؽبما إف ىذه اؼبشكلة ستستمر و تكوف موجودة ألي منظمة‬
‫يكوف دورىا ىو وضع اؼبعايَت للممارسات كأولوية بدال من أف تكوف قادرة على اتباع مداخل استنباطية‪.‬‬
‫إف عدـ االقتناع هبذه اؼبمارسات اعبارية (أي ما ىو مطبق) قد تأيت يف بعض األحياف من فشل احملاسبة‬
‫يف أف تأخذ يف االعتبار التغَتات اعبديدة يف البيئة‪ ،‬و يعترب التغَت يف اؼبستوى العاـ لؤلسعار أحد ىذه األمثلة‪.‬‬
‫إف األدب احملاسيب الوصفي لتاريخ احملاسبة يشَت إذل أف احملاسبة دل تتطور كعلم ؾبرد و لكن كاستجابة‬
‫للعوامل االقتصادية و االجتماعية بالدوؿ اؼبطبقة هبا‪ .‬و ىذا يبكن استنتاجو من تطور نظاـ القيد اؼبزدوج ؼبسك‬
‫جاء طبيعيا و ليس من أي نظرية مسبقة لتلبية االحتياجات اؼبختلفة‬ ‫‪De Roover‬‬ ‫الدفاتر والذي بناءا على‬
‫اعبديدة‪ .‬وعلى الرغم من أف نظاـ القيد اؼبزدوج ؼبسك الدفاتر عرؼ بإيطاليا فإنو انتشر الحقا بكل أوروبا و دوؿ‬
‫العادل األخرى مسجبل بداية بسيطة و متشاهبة للمحاسبة اغبديثة يف العادل‪.‬‬
‫رثالثا‪ :‬تطور المحاسبة الدولية‪:2‬‬
‫شهدت العقود الثبلثة اؼبنصرمة تطورات مهمة حينما أقدـ العديد من البلداف سواء كانت بلداف نامية أو‬
‫بلداف متقدمة على تبٍت توصيات و معايَت احملاسبة الدولية الصادرة عن اؼبنظمة الدولية (‪ ،)IASC‬و إذل جانب‬

‫‪ 1‬الدكتور مفتاح علي السائح‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬


‫‪ 2‬األستاذ سعود جايد مشكور‪ ،‬احملاسبة الدولية‪ ،‬مطبعة اؼبيزاف‪ ،‬النجف األشرؼ‪ ،‬صبهورية العراؽ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2014 ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪51‬‬
‫ذلك فإف العديد من اؼبواضيع احملاسبية اؼبهمة و اليت ربظى باىتماـ احملاسبُت تأيت حاليا من خبلؿ األبعاد الدولية‬
‫للمحاسبة‪ .‬األمر الذي أدى إذل ظهور نظاـ ؿباسيب من نوع جديد يطلق عليو احملاسبة الدولية بسبب زيادة‬
‫اؼبعا مبلت التجارية بُت البلداف و كذلك االرتفاع اؼبلحوظ يف عدد الشركات اليت تبحث عن سبويل من خارج‬
‫حدود البلداف اؼبوجودة فيها ىذه الشركات‪.‬‬
‫العوامل المساىمة في تطور المحاسبة الدولية‪:‬‬
‫ىناؾ ؾبموعة من العوامل اليت سانبت بشكل مباشر يف تغَتات البيئة احملاسبية و بالتارل يف ظهور احملاسبة‬
‫الدولية‪ ،‬و من أبرز ىذه العوامل ما يلي‪:‬‬
‫األعماؿ الدولية ‪ -‬شركات احملاسبة الدولية ‪ -‬أسواؽ رأس اؼباؿ العاؼبية ‪ -‬البحث العلمي ‪ -‬الشركات الدولية‪.‬‬
‫و قد أدى ظهور الشركات الدولية إذل حدوث تغيَتات جوىرية يف البيئة التقليدية للمحاسبة‪ ،‬و ازدادت‬
‫مشكلة عدـ ذبانس فئات اؼبستخدمُت للقوائم اؼبالية ؽبذه الشركات تعقيدا بعد دخوؿ متغَتات أخرى منها‬
‫اختبلؼ اللغة‪ ،‬الثقافة‪ ،‬العملة النقدية و اؼبستوى التقٍت و العلمي من بلد وآخر‪ .‬عبلوة على بعض اؼبشاكل‬
‫احملاسبية الداخلية و اػبارجية اليت طرأت حديثا و اليت سانبت يف زيادة الطلب على خدمات احملاسبة الدولية ومن‬
‫مث زادت أنبيتها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أىمية المحاسبة الدولية‪:1‬‬
‫بدأت احملاسبة الدولية خبلؿ العقود الثبلثة اؼباضية يف مرحلة النشوء مث مرحلة النضوج و ىذا التطور‬
‫انعكس من خبلؿ االعتماد الواسع على األدبيات احملاسبية يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬لذلك يبكن القوؿ أف احملاسبة الدولية‬
‫تكشف حاليا عن اوآيت‪:‬‬
‫‪ ‬التحليل الدورل اؼبقارف لؤلنظمة و اؼبعايَت و القواعد احملاسبية اؼبستخدمة؛‬
‫‪ ‬قواعد احتساب نتائج األعماؿ و اؼبشاكل اػباصة دبعاعبة الصفقات أو اؼبعامبلت التجارية يف الشركات‬
‫اؼبتعددة اعبنسيات؛‬
‫‪ ‬متطلبات أسواؽ رؤوس األمواؿ الدولية من بيانات ؿباسبية؛‬
‫‪ ‬التوافق الدورل لقواعد إعداد و إعبلف البيانات احملاسبية‪.‬‬
‫كما شهد القرف العشرين من خبلؿ اتساع نطاؽ العوؼبة أو العاؼبية عبلقات ما بُت الشركات و العديد‬
‫من القرارات التشغيلية و االستثمارية و التمويلية حيث كانت ؽبا صفة الدولية‪ ،‬وعليو فإف ازباذ الكثَت من ىذه‬
‫القرارات اعتمد على اؼبعطيات و اؼبعلومات احملاسبية اليت تتطلب معرفة واسعة باحملاسبة الدولية‪.‬‬

‫‪ 1‬األستاذ سعود جايد مشكور ‪،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.32-30 :‬‬

‫‪52‬‬
‫ىناؾ أربعة أسباب دفعت إذل ضرورة و أ نبية دراسة احملاسبة الدولية اؼبقارنة‪ ،‬تتمثل ىذه األسباب األربعة‬
‫يف التطور التارىبي‪ ،‬الشركات ا ؼبتعددة اعبنسيات‪ ،‬فائدة اؼبقارنة و التوافق‪ .‬و بتعبَت آخر يبكن القوؿ أف ىنالك‬
‫ثبلث مبادئ أساسية يستند إليها حقل احملاسبة يف إطار التوسع الدورل ىي‪:1‬‬
‫‪ ‬العوامل البيئية‪.‬‬
‫‪ ‬عوؼبة النظاـ احملاسيب‪.‬‬
‫‪ ‬عوؼبة مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وتيرة التطور المحاسبي في الجزائر‬
‫سنتناوؿ يف ىذا اإل طار سلسلة التطور و اإلصبلح احملاسيب اليت عرفتها اعبزائر بداية من االستقبلؿ إذل‬
‫الوقت اغباضر‪ ،‬حيث عرفت ثبلثة أنواع من األنظمة احملاسبية‪ .‬بداية من اؼبخطط احملاسيب العاـ اؼبوروث عن‬
‫االستعمار الفرنسي و أىم الدوافع اليت أدت إذل استمرار العمل اؼبؤقت بو‪ ،‬و كذا دوافع إقرار استبدالو باؼبخطط‬
‫احملاسيب الوطٍت‪ ،‬و اليت أدت إذل صبلة من االصبلحات اعبديدة انتهت بعرض النظاـ احملاسيب اؼبارل و الوقوؼ‬
‫على أىم اػبصائص و االستحداثات اليت جاء هبا‪ .‬و جاء تقسيم وتَتة التطور احملاسيب تبعا لؤلنظمة احملاسبية اليت‬
‫كانت قائمة يف كل فًتة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفترة (‪:)1975-1962‬‬
‫أوال‪ :‬المخطط المحاسبي العام (‪:2)P.C.G‬‬
‫ورثت اعب زائر غداة االستقبلؿ اؼبنظومة التشريعية و القانونية الفرنسية‪ ،‬و ذبنبا غبصوؿ الفراغ يف اعبوانب‬
‫اؼبختلفة للحياة العامة يف حالة ما إذا توقف العمل بتلك القوانُت‪ ،‬أصدرت اغبكومة اعبزائرية اعبديدة القانوف‬
‫األساسي رقم‪ 62/157 :‬الصادر يف ‪ 1962/12/31‬القاضي بتمديد العمل بالنصوص القانونية الفرنسية‬
‫باستثناء تلك اليت ؽبا عبلقة بالسيادة الوطنية‪.‬‬
‫و يف ىذا اإلطار استمر العمل بالتشريع الفرنسي يف ؾباؿ احملاسبة و ذلك من خبلؿ اؼبخطط احملاسيب‬
‫العاـ ‪P.C.G‬لسنة ‪ .1957‬و شهد التنظيم االقتصادي يف اعبزائر خبلؿ ىذه الفًتة البدء يف عمليات التأميم‪،‬‬
‫خاصة منها قطاعات اؼبناجم و البنوؾ و احملروقات‪ .‬و ىنا بدأت فكرة ضرورة وجود مرجعية ؿباسبية تًتجم‬
‫االنتقاؿ اعبديد لبلقتصاد و خاصة التغَت يف اؼبفاىيم و طرؽ التسيَت اليت سًتافق التوجو اعبديد‪ .‬ليتم ربديد تاريخ‬
‫‪ 1975/12/31‬كآخر أجل عبزأرة كل القوانُت و ليس اؼبخطط احملاسيب فحسب‪ .‬و عليو‪ ،‬كاف من الضروري‬

‫‪ 1‬األستاذ سعود جايد مشكور‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬


‫‪ 2‬ضبيداتو صاحل‪ ،‬بوقفة عبلء‪ ،‬واقع البيئة اعبزائرية يف ظل اإلصبلح احملاسيب‪ ،‬اؼبلتقى الوطٍت حوؿ واقع و آفاؽ النظاـ احملاسيب اؼبارل يف اؼبؤسسات‬
‫الصغَتة و اؼبتوسطة يف اعبزائر‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،2013/05/06-05 ،‬ص‪.04 :‬‬

‫‪53‬‬
‫مسايرة التغَت البيئي الذي رافق فًتة االستقبلؿ السياسي و السَت كبو اسًتجاع االستقبلؿ االقتصادي وفق شعار‬
‫اؼبرحلة‪ ،‬و الذي أسفر عن تنصيب اجمللس األعلى للمحاسبة سنة ‪ 1972‬الذي من شأنو اإلشراؼ على مهنة‬
‫احملاسبة‪ ،‬لتوكل لو ثبلث مهاـ أساسية سبثلت يف‪:‬‬
‫‪ ‬تطهَت مهنة احملاسبة و اػبربة احملاسبية؛‬
‫‪ ‬إعداد مبوذج ؼبخطط ؿباسيب جديد؛‬
‫‪ ‬إصبلح اغباسبة العمومية؛‬
‫بعبارة أخرى فقد كلف وزير اؼبا لية‪ ،‬اجمللس العلى للمحاسبة بإعداد نظاـ ؿباسيب مكاف اؼبخطط احملاسيب‬
‫العاـ الفرنسي يكوف يف خدمة السياسة االشًتاكية و التخطيط و ليس يف خدمة اقتصاد السوؽ‪ ،‬على أف يكوف‬
‫ـبططا بسيطا يف متناوؿ اعبميع‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬تقديم المخطط المحاسبي العام (‪:1)P.C.G‬‬
‫تعود جذور اؼبخطط احملاسيب العاـ الفرنسي لسنة ‪ 1942‬اؼبستند أساسا من اؼبخطط احملاسيب األؼباين‬
‫لسنة ‪ ،1937‬لكن يعترب القانوف احملاسيب لسنة ‪ 1947‬أوؿ قانوف ؿباسيب حقيقي بفرنسا‪ ،‬لتتم مراجعتو سنة‬
‫‪ ، 1957‬و ىو اؼبخطط الذي طبق على اؼبؤسسات القائمة يف اعبزائر آنذاؾ ربت إطار السيادة االستعمارية‪.‬‬
‫وكاف ىذا اؼبخطط مقسما إذل عشرة أصناؼ من ‪ 0‬إذل ‪ ،9‬كل صنف مقسم بدوره إذل حسابات و حسابات‬
‫فرعية مرتبة تبعا غباجة اؼبؤسسة‪ .‬أما فيما ىبص اعبداوؿ التلخيصية فتمثلت يف ثبلثة جداوؿ‪ :‬اؼبيزانية‪ ،‬حساب‬
‫االستغبلؿ العاـ و حساب اػبسائر و األرباح‪.‬‬
‫و يظهر من خبلؿ تقسيم اؼبخطط احملاسيب العاـ‪ ،‬و من خبلؿ اؼبصطلحات و اؼبفاىيم اليت تضمنها أنو‬
‫موجو لتلبية متطلبات اقتصاد السوؽ مع عدـ تركيزه على تلبية متطلبات احملاسبة الوطنية‪.‬‬
‫رثالثا‪ :‬مسار إعداد المخط المحاسبي الوطني (‪:)P.C.N‬‬
‫إف عملية االصبلح احملاسيب بعد االستقبلؿ أوكلت ؽبيئة اجمللس األعلى للمحاسبة دبوجب اؼبرسوـ رقم‪:‬‬
‫‪ 82/71‬الصادر يف ‪ ،1971/12/29‬و الذي كاف ملزما و مقيدا بالعمل ضمن األطر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد و تكييف ـبطط ؿباسيب وطٍت يلي متطلبات التخطيط االقتصادي؛‬
‫‪ ‬األخذ بعُت االعتبار احتياجات مستخدمي اؼبعلومات‪ ،‬خاصة البنوؾ و ىيئات التخطيط؛‬
‫‪ ‬تبسيط و توضيح اؼبفاىيم احملاسبية و االقتصادية؛‬

‫‪ 1‬أماؿ مهاوة‪ ،‬إمكانية ربسُت النظاـ احملاسيب اؼبارل وفق اؼبعيار الدورل للتقارير اؼبالية للمؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة – دراسة ميدانية على اؼبؤسسات‬
‫الصغَتة واؼبتوسطة اعبزائرية لسنة ‪ ،2010‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.57-56 :‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ ‬توفَت للمحاسبة الوطنية معلومات ؾبمعة على مستوى االقتصاد الكلي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الهيئة المكلفة باإلصالح المحاسبي‪:‬‬
‫أسندت عملية إعداد اؼبخطط احملاسيب الوطٍت إذل عبنة التوحيد التابعة للمجلس األعلى للمحاسبة‪ ،‬ليتم‬
‫إعداده من قبل خبَتين فرنسيُت بإشراؾ التجربة التشيكوسلوفاكية‪ .‬حيث أخذوا بعُت االعتبار كافة االنتقادات‬
‫واؼببلحظات اليت وجهت آنذاؾ للمخطط العاـ الفرنسي و عدلوىا و ضموىا للمخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬ما نتج‬
‫عنو ـبطط ؿباسيب يف اؼبستوى اعبيد يليب كافة احتياجات اؼبستعملُت و اؼبمثلُت يف الدولة كوهنا اؼبستثمر األساسي‬
‫يف تلك الفًتة و يفوؽ بكثَت كفاءة اؼبخطط العاـ الفرنسي الذي دل يعرؼ تعديبل إذل غاية سنة ‪.1979‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفترة (‪:)2007-1975‬‬
‫أوال‪ :‬المخطط المحاسبي الوطني (‪:1)P.C.N‬‬
‫كما سبق و أف ذكرنا‪ ،‬فإف إعداد ـبطط ؿباسيب جديد جاء استجابة لنقائص و أوج قصور اؼبخطط‬
‫احملاسيب العاـ‪ .‬حيث توصلت اللجنة اؼبكلفة بدراسة اؼبشروع إذل وضع مشروع سبهيدي للمخطط سبت مناقشتو‬
‫ابتداءا من شهر ديسمرب من سنة ‪ .1972‬ليصدر يف شكلو النهائي يف ‪ 29‬أفريل سنة ‪ 1975‬بقرار رئاسي‬
‫رقم‪ ،37/57 :‬تبله صدور مرسوـ وزاري يف ‪ 23‬جواف ‪ 1975‬يشرع كيفية تطبيق اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪.‬‬
‫و قد سبيزت ىذه الفًتة بإصدار العديد من القوانُت اؼبهمة على غرار‪:‬‬
‫‪ -‬القانوف اؼبدين‪ ،‬األمر رقم‪ 58/75 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪1975‬؛‬
‫‪ -‬القانوف التجاري‪ ،‬األمر رقم‪ 59/57 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪1975‬؛‬
‫‪ -‬القانوف الضرييب‪ ،‬األمر رقم‪ 101/76 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 06‬ديسمرب ‪ ،1976‬اؼبعدؿ و اؼبتمم‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬مجاالت تطبيق و أىداف المخطط المحاسبي الوطني (‪:2)P.C.N‬‬
‫طبق اؼبخطط احملاسيب الوطٍت بصورة إلزامية ابتداءا من الفاتح من يناير سنة ‪ ،1976‬باستثناء بعض‬
‫الًتاخيص اليت منحت لبعض اؼبؤسسات العمومية يف تأجيل التطبيق مثل حالة ‪ SNTF‬ليطبق على كل من‪:‬‬
‫‪ -‬اؽبيئات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬شركات االقتصاد اؼبختلط‪،‬‬
‫‪ -‬اؼبؤسسات اػباضعة لنظاـ التكاليف بالضريبة على أساس الربح اغبقيقي مهما كاف شكلها‪.‬‬
‫كما سبثلت أىدافو فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ضبيداتو صاحل‪ ،‬بوقفة عبلء‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬


‫‪ 2‬ـبتار مسامح‪ ،‬النظاـ احملاسيب اعبديد و إشكالية تطبيق اؼبعايَت احملاسبية الدولية يف اقتصاد غَت مؤىل‪ ،‬ؾبلة أحباث اقتصادية و إدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2008‬ص‪.194 :‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬اإلفصاح عن اؼبعلومة االقتصادية اؼبناسبة للمستخدمُت على كل من الصعيدين الكلي و اعبزئي؛‬
‫‪ -‬سبكُت اؽبيئة اؼبركزية للتخطيط و اؼبؤسسات العمومية من ازباذ القرار و كذا التنبؤ؛‬
‫‪ -‬إظهار العناصر االقتصادية اجملمعة اؽبامة غباجات احملاسبة الوطنية؛‬
‫‪ -‬التمكُت من ربديد ـبتلف التكاليف و األسعار بغرض ربسُت فعالية اؼبؤسسات؛‬
‫‪ -‬استخداـ طرؽ سبكن من اؼبقارنة بُت أداء اؼبؤسسات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)‪: (P.C.N‬‬ ‫رثالثا‪ :‬تقديم المخطط المحاسبي الوطني‬
‫ورد باؼبخطط احملاسيب الوطٍت قائمة من اغبسابات باعتبارىا وسيلة تنظيمية للحسابات اؼبمسوكة من قبل اؼبؤسسة‪،‬‬
‫و اليت يتم إدراجها بدفًت األستاذ بغرض تسهيل عملية اغبصوؿ عليها يف أي وقت‪ .‬و جاءت مقسمة إذل شبانية‬
‫أصناؼ‪ ،‬رتبت ترتيبا رقميا و بشكل متسلسل باعتبارىا أصنافا رئيسية‪ ،‬كما تتفرع األرقاـ الرئيسية بدورىا إذل أرقاـ‬
‫فرعية‪.‬‬
‫و قسمت األصناؼ الثمانية إذل ثبلث ؾبموعات‪:‬‬
‫‪ -‬صنف حسابات الميزانية‪:‬‬
‫‪ -‬صنف حسابات التسيير ‪:‬‬
‫‪ -‬صنف حسابات النتائج‪:‬‬
‫سبثل األرصدة اؼبتبقية عن طرح اإليرادات من األعباء‪.‬‬
‫كما جاء اؼبخطط جبداوؿ مالية سبثلت يف كل من‪:‬‬
‫اؼبيزانية‪ ،‬جدوؿ حسابات النتائج‪ ،‬اعبداوؿ اؼبلحقة (جدوؿ حركة الذمة اؼبالية‪ ،‬جدوؿ االستثمارات‪ ،‬جدوؿ‬
‫اإلىتبلؾ‪ ،‬جدوؿ اؼبخصصات أو اؼبؤونات‪ ،‬جدوؿ اؼبدينُت‪ ،‬اؼبواؿ اػباصة‪ ،‬جدوؿ اؼبخزوف‪ ،‬جدوؿ استهبلؾ‬
‫السلع و اؼبواد و اللوازـ‪ ،‬جدوؿ تفصيلي ؼبصاريف التسيَت‪ ،‬جدوؿ اؼببيعات و أداء اػبدمات‪ ،‬جدوؿ النواتج‬
‫اػبرى‪ ،‬جدوؿ االرتباط و جدوؿ اؼبعلومة اؼبتنوعة)‪.‬‬
‫و منو يتبُت أف اذباه اإلصبلح الذي أسفر عن اؼبخطط احملاسيب الوطٍت ؽبذه الفًتة ينطبق على النموذج‬
‫االقتصادي الكلي ذو التأثَت اغبكومي و اعببائي لػ‪Nobes‬سنة ‪ ،1983‬و الذي يبيل إذل تفضيل كل من اإلدارة‬
‫اعببائية والتخطيط‪ .‬كما جاء اؼبخطط احملاسيب الوطٍت بنقطتُت رئيسيتُت باؼبقارنة مع اؼبخطط احملاسيب سبثلت يف ‪:‬‬
‫ربديد النتيجة دبستويات متعددة‪ ،‬و فبارسة تقنية اعبرد اؼبستمر بالنسبة للمخزونات‪.2‬‬
‫كما صاحب ىذه الفًتة العودة إذل اإلصبلحات مرة ثانية ربت ضغوط كل من صندوؽ النقد الدورل و البنك‬
‫العاؼبي و اليت جاءت بفعل تغيَت النمط االقتصادي بالتجاه كبو اقتصاد السوؽ و تراجع الدولة عن التسيَت اؼبباشر‬
‫لبلقتصاد‪ .‬و منو إعادة النظر يف اؼبيكانيزمات اليت تشكلت خبلؿ مدة ‪ 30‬سنة من االشًتاكية‪ .‬حيث أف‬

‫‪ 1‬األمر رقم‪ 35-75 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 1975/04/29‬اؼبتضمن اؼبخطط الوطٍت للمحاسبة‪.‬‬


‫‪ 2‬أماؿ مهاوة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.59 :‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلصبلح االق تصادي و االجتماعي و اؼبؤسسايت أدى إذل طفو مشاكل ؿباسبية جديدة (استقبللية اؼبؤسسات‪،‬‬
‫إعادة ىيكلة اؼبؤسسات العمومية "خوصصة‪ ،‬تطهَت مارل‪ ،‬تسيَت ذايت‪ ،"... ،‬مراجعة القانوف التجاري‪ ،‬خلق‬
‫بورصة القيم اؼبنقولة و عبنة مراقبة عملياهتا‪ ،‬إصبلح النظاـ اعببائي و إدراج الرسم على القيمة اؼبضافة‪ ،‬إصبلح‬
‫النظاـ البنكي)‪ .‬للتم العودة إذل تبٍت نظاـ ؿباسيب يستجيب ؼبتطلبات اقتصاد السوؽ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المجلا العالي لتقنيات المحاسبة (‪:1)CSTC‬‬
‫تغَتت تسمية اجمللس األعلى للمحاسبة إذل اجمللس العلى لتقنيات احملاسبة )‪(CSTC‬دائما ربت سلطة ووصاية‬
‫وزارة اؼبالية‪ .‬و كاف من بُت أىم مهامو ربضَت اؼبخطط الوطٍت و ضماف تنظيم مهنة احملاسبة‪ .‬و أعد أربع‬
‫ـبططات قطاعية ‪:‬القطاع الفبلحي سنة ‪،1987‬قطاع التأمينات سنة ‪،1987‬قطاع البناء و األشغاؿ العمومية‬
‫سنة ‪،1988‬قطاع السياحة سنة‪.1989‬‬
‫خامسا‪ :‬المجلا الوطني للمحاسبة (‪:)CNC‬‬
‫دبوجب اؼبرسوـ التشريعي رقم‪ 318-96 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 25‬سبتمرب ‪ 1996‬مت استحداث اجمللس الوطٍت للمحاسبة‬
‫باعتباره اؽبيئة الوطنية اؼبؤىلة للقياـ بأعماؿ التوحيد احملاسيب و إعداد اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬و يعترب جهازا استشاريا ذو‬
‫طابع وزاري و مهٍت مشًتؾ يضطلع هبمة التنسيق و التلخيص يف ؾباؿ البحث و التوحيد احملاسيب و التطبيقات‬
‫اؼبرتبطة هبما‪.‬‬
‫و تضمنت اؼبادة رقم ‪ 03‬من ىذا اؼبرسوـ ؾبمل صبلحياتو على غرار مهمة إصبلح النظاـ احملاسيب‬
‫الوطٍت الذي كاف ؿبل استشارة سابقة و كذا ذبديده عن طريق تكييفو مع األنشطة االقتصادية اعبديدة‪.2‬‬
‫و يتشكل اجمللس الوطٍت للمحاسبة من فبثلي اإلدارة (ـبتلف الوزارات و ىيئات الرقابة و اؽبيئات الرظبية)‬
‫و فبثلُت عن اؼبهنة احملاسبية (خرباء ؿباسبُت‪ ،‬ؿبافظي اغبسابات‪ ،‬ؿباسبُت معتمدين) و فبثلُت عن اعبمعيات‬
‫والتنظيمات اؼبهنية‪ .‬و يًتأس ىذا اجمللس وزير اؼبالية الذي ينوب عنو اؼبدير العاـ للمحاسبة‪.‬‬
‫و قد مت تشكيل شبانية عباف تقنية يف إطار ربديث اؼبخطط احملاسيب الوطٍت استنادا للمعايَت و التطبيقات‬
‫احملاسبية الدولية لتكييف اؼبعايَت اعبديدة لقطاعات النشاطات االقتصادية اؼبختلفة‪ .‬إضافة إذل اجمللس الوطٍت‬
‫للمحاسبة‪ ،‬توذل عملية اإلصبلح ؾبموعة من اػبرباء الفرنسيُت التابعُت للمجلس الوطٍت للمحاسبة الفرنسي و كذا‬
‫اجمللس العلى ؼبصف خرباء احملاسبة و اؽبيئة الوطنية حملافظي اغبسابات بتمويل من البنك الدورل‪ ،‬حيث باشرت‬
‫ىذه اجملموعة أعماؽبا شهر أفريل من عاـ ‪.2001‬‬

‫‪ 1‬ضبيداتو صاحل‪ ،‬بوقفة عبلء‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬


‫‪ 2‬اؼبادة ‪ 3‬من اؼبرسوـ التنفيذي رقم‪ 318/96 :‬اؼبؤرخ يف ‪ ،1996/09/25‬اؼبتضمن إحداث اجمللس الوطٍت للمحاسبة و تنظيمو‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫و اىتمت عبنة القيادة و فريق العمل اؼبكوف من خرباء ؿباسبُت جزائريُت دبراقبة أعماؿ اإلصبلح الذي قدـ لو أوؿ‬
‫مشروع يف أفريل من سنة ‪ ،2002‬حيث سبت اؼبوافقة على النظاـ احملاسيب اؼبارل بعد ‪ 7‬مشاريع مقًتحة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أعمال االصالح المحاسبي‪:‬‬
‫تركزت عملية االصبلح بعد سنة ‪ 1998‬حوؿ ربديث و تغيَت اؼبخطط احملاسيب الوطٍت و اليت كانت‬
‫بقيادة اجمللس الوطٍت للمحاسبة‪ ،‬و سبثلت أعماؽبا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عملية إعداد استبيانات التقييم‪:1‬‬
‫يف إطار عملها‪ ،‬أحدثت عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت استبياف لتقييم اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬حيث أرسل‬
‫االستبياف األوؿ إذل خرباء احملاسبة يف جانفي من سنة ‪ ،1999‬و كاف طويبل نوعا ما‪ ،‬و أرسل يف فًتة غَت‬
‫مناسبة كاف فيها اػبرباء منشغلُت بأعماؿ هناية الدورة‪ ،‬و ىذا ما يفسر العدد القليل لؤلجوبة‪ ،‬أما االستبياف الثاين‬
‫فقد أرسل يف جويلية من سنة ‪ ،2000‬و كاف أقصر من األوؿ‪:‬‬
‫‪ -‬االستبيان األول‪ :‬يتكوف من جزئُت ‪:‬‬
‫يتعلق اعبزء األوؿ باالىتمامات العامة‪ ،‬معاعبة اؼببادئ احملاسبية‪ ،‬نقد و مراجعة اؼبفاىيم‪ ،‬عرض القوائم‬
‫اؼبالية‪ ،‬اإلطار احملاسيب و تسوية اغبسابات‪ ،‬سندات العمل‪ ،‬اؼبهاـ احملاسبية‪ ،‬العمليات اػباضعة للقانوف ومؤشرات‬
‫التسيَت‪ .‬و طلب من اؼبستجوبُت إعطاء رأيهم حوؿ كل موضوع‪.‬‬
‫أما اعبزء الثاين فتعلق بتقييم اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬تنظيم و مسك احملاسبة‪ ،‬اؼبصطلحات‪ ،‬قواعد وسَت‬
‫اغبسابات و التقييم‪ .‬و ىي مأخوذة من نصوص اؼبرسوـ و القرار اؼبتعلق بتطبيق اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬وبطلب‬
‫من كل اجمليبُت إبداء وجهة نظرىم و إعطاء رأيهم حوؿ حسب سلم‪.‬‬
‫‪ -‬االستبيان الثاني‪ :‬كانت األسئلة مفتوحة و متعلقة باؼبصطلحات و اإلطار احملاسيب و تقدمي اؼبيزانية‪،‬‬
‫جدوؿ النتائج‪ ،‬اؼببلحق و الوثائق الشاملة و طرؽ التقييم‪.‬‬
‫أسفرت نتائج االستبياف األوؿ للتقييم عن تقرير صدر يف نوفمرب من سنة ‪ ،1999‬احتوى صبلة من اؼببلحظات‬
‫وك شف إثبات اغبالة من طرؼ اجمليبُت لبلستبياف‪ ،‬و توصلت عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت يف تقييمها التقٍت‬
‫للمخطط احملاسيب الوطٍت إذل اػببلصة التالية‪:‬‬
‫تكريس فصوؿ خاصة للمبادئ و قواعد التقييم و اؼبصطلحات احملاسبية؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر يف عدد و شكل و ؿبتوى اعبداوؿ الشاملة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة هتيئة و إثراء مدونة اغبسابات لتستجيب أكثر الحتياجات اؼبستعملُت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬بكطاش فتيحة‪ ،‬دوافع توحيد اؼبعايَت احملاسبية الدولية يف ظل العوؼبة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،3‬اعبزائر‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.143-142 :‬‬

‫‪58‬‬
‫‪:1‬‬
‫‪ -2‬خيارات لجنة مراجعة المخطط المحاسبي الوطني‬
‫مع مراعاة ردود االستبياف األوؿ و قلتها و اليت مت االستشارة فيها لػ ‪ 950‬ىيئة (مت الرد من قبل ‪54‬‬
‫ىيئة فقط‪ ،‬كلهم من خرباء خواص و شركات أجنبية و ؿبلية‪ ،‬مع غياب أي رد ؼبصاحل اعبباية و اعبمارؾ‪ ،‬فإف‬
‫اللجنة احتفظت خبيار إعادة النظر يف اؼبخطط احملاسيب الوطٍت دوف استبدالو‪ ،‬مربرة ىذا بعدة أسباب منها عدـ‬
‫إهناؾ اؼبهنيُت باعتماد فبارسات ؿباسبية و قائمة حسابات جديدة و اليت تتطلب جهدا كبَتا يف ؾباؿ التكوين‬
‫ورسكلة اؼبعارؼ احملاسبية القديبة و عدـ التغاضي عن التكلفة اليت يبكن ربملها جراء ىذا اإلصبلح‪ ،‬حيث ارتأت‬
‫اللجنة بأف استبداؿ اؼبخطط يبكن أف يكوف لو نتائج ال زبدـ اؼبهنة‪.‬‬
‫و حققت عبنة اؼبراجعة يف شهر فيفري من سنة ‪ 2000‬تقدما بضبط ‪ 13‬مبدأ ؿباسيب‪( :‬استمرارية‬
‫النشاط‪ ،‬الدورة السنوية‪ ،‬استقبللية الدورات‪ ،‬ارتباطات أعباء الدورة بإيراداهتا‪ ،‬وحدة النقد‪ ،‬التكلفة التارىبية‪،‬‬
‫اغبيطة واغبذر‪ ،‬استمرارية الطرؽ احملاسبية‪ ،‬األنبية النسبية‪ ،‬عدـ اؼبقاصة بُت حسابات األصوؿ و اػبصوـ و بُت‬
‫األعباء واإليرادات‪ ،‬اؼبعلومة اعبيدة‪ ،‬تغليب الواقع على الشكل و عدـ اؼبساس باؼبيزانية االفتتاحية)‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمال و اقتراحات المجلا الوطني للمحاسبة‪:2‬‬
‫توقفت أعماؿ اللجنة اػباصة باؼبخطط احملاسيب الوطٍت سنة ‪ ،2001‬لتوكل اؼبهمة للمجلس الوطٍت‬
‫للمحاسبة الفرنسي بتمويل من البنك الدورل بعد حيازتو للمناقصة نظرا لتقارب كل من األطر القانونية واؼبؤسساتية‬
‫للجزائر و فرنسا‪ ،‬وكذا العبلقات السياسية و االقتصادية اليت ذبمعهما باإلضافة إذل القرب اعبغرايف و اللغة‬
‫والروابط الثقافية‪.‬‬
‫فبعد دراسة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت قدمت ؾبموعة العمل التابعة للمجلس الوطٍت للمحاسبة الفرنسي‬
‫ثبلث خيارات أو سيناريوىات فبكنة إلصبلح اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ .‬و قد عرضت ىذه اػبَتة على اؽبيئات‬
‫اعبزائرية اؼبختصة الختيار أحدىا كي تكوف ؿبل دراسة معمقة من طرؼ ؾبموعة العمل الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬السيناريو األول‪ :‬هتيئة بسيطة للمخطط احملاسيب الوطٍت‪ :‬حيث مت اإلبقاء على ىيكلة اؼبخطط احملاسيب‬
‫الوطٍت‪ ،‬و حصر عملية اإلصبلح يف بعض التعديبلت التقنية ؼبسايرة التغَتات اليت يعرفها احمليط‬
‫االقتصادي و القانوين اعبزائري‪ ،‬ىذا اػبيار يتضمن نقاط إهبابية تتمثل يف عدـ إعادة النظر فيما ىبض‬
‫اؼبمارسات احملاسبية للممارسُت و األساتذة و كذا األدوات البيداغوجية للتعليم‪ .‬لكن بساطتو تعًتيها‬
‫معوقات تكمن يف كوف أف النظاـ احملاسيب اعبزائري لن تتم عصرنتو و سيبقي على البعض من نقائصو‬

‫‪ 1‬بكطاش فتيحة‪،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.144 :‬‬


‫‪ 2‬طاطا إيباف‪ ،‬أثر العوامل البيئية على التطور احملاسيب يف اعبزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2017/2016 ،03‬ص‪.64 :‬‬

‫‪59‬‬
‫اغبالية‪ ،‬و أف اؼبشاكل التقنية و اؼبشاكل اؼبتعلقة باؼبعلومات اليت سبس اؼبؤسسات اليت ستمسها لن تكوف‬
‫ؽبا حلوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬السيناريو الثاني‪ :‬تكييف اؼبخطط احملاسيب الوطٍت كبو اغبلوؿ الدولية‪ :‬حيث يتم اإلبقاء على ىيكلة‬
‫اؼبخطط احملاسيب الوطٍت مع تقدمي بعض اغبلوؿ التقنية اؼبطورة تبعا للمعايَت احملاسبية الدولية‪ .‬و سيسمح‬
‫ىذا السيناريو للمؤسسات بتقدمي حسابات مفهومة من قبل اؼبستثمرين األجانب كما سيحسن‬
‫اؼبعلومات اليت توفرىا اؼبؤسسة‪ .‬و لكن تشوبو اؼبعوقات اؼبتمثلة يف إمكانية عدـ التوافق ما بُت اؼبعاعبات‬
‫الوطنية و بعض التدابَت اعبديدة‪ ،‬و كذا ضرورة تغيَت الوسائل البيداغوجية للتكوين‪.‬‬
‫‪ -‬السيناريو الثالث‪ :‬إعداد نظاـ ؿباسيب يتوافق مع معايَت احملاسبة الدولية؛ حيث يتم إنشاء مرجع عصري‬
‫للمخطط احملاسيب الوطٍت بعا للمفاىيم و اؼببادئ و القواعد اؼبعتمدة يف اؼبعايَت احملاسبية الدولية مع‬
‫احًتاـ اػبصائص الوطنية‪ ،‬لكن اعتماده يستوجب إعادة النظر يف مضموف التعليم و التكوين‪ .‬و يبقى‬
‫االختيار بُت السيناريوىات الثبلث من صبلحيات اجمللس الوطٍت للمحاسبة اعبزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬اختيار الجزائر بشأن اإلصالح‪:1‬‬
‫لقد قاـ اجمللس الوطٍت للمحاسبة اعبزائري باختيار السيناريو الثالث و الذي يشكل ربوال كامبل بالنسبة‬
‫لبلختيار اؼبتخذ من طرؼ عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ .‬كما هبي اإلشارة إذل أف البنك العاؼبي و صندوؽ النقد‬
‫الدورل يفضلوف تطبيق معايَت احملاسبة الدولية من طرؼ البلداف اليت تستفيد من إعاناهتا‪ ،‬حبيث قاـ البنك العاؼبي‬
‫بتمويل عملية اإلصبلح احملاسيب ىذه و كاف لو تأثَت على اػبيار اعبزائري القاضي بتغيَت جذري للنظاـ احملاسيب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الفترة (‪ 2007‬إلى ‪:)2015‬‬
‫أوال‪ :‬النظام المحاسبي المالي (‪:2)SCF‬‬
‫صدر القانوف رقم ‪ 11/07‬بتاريخ ‪ 25‬نوفمرب ‪ 2007‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل الذي عوض‬
‫التشريع السابق اؼبعروؼ باسم اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ .‬و ما يبلحظ على ىذا النص أنو أعطى للمتعاملُت‬
‫االقتصاديُت و ؼبهنيي احملاسبة مهلة سنة كاملة الزباذ التدابَت الكافية للتأقلم معو‪ ،‬و بعد ذلك أضاؼ قانوف اؼبالية‬
‫لسنة ‪ 2009‬سنة أخرى ‪ ،‬حبيث بدأ العمل الفعلي بو ابتداءا من الفاتح جانفي من سنة ‪.2010‬‬
‫كما تقرر تطبيق أحكاـ ىذا القانوف على كل شخص طبيعي أو معنوي ملزـ دبوجب نص قانوين أو‬
‫تنظيمي دبسك ؿباسبة مالية‪ ،‬على اعتبار أهنا نظاـ لتنظيم اؼبعلومة اؼبالية‪ ،‬يسمح بتبويب و ترتيب و تقييم‬

‫‪ 1‬بكطاش فتيحة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.147 :‬‬


‫‪ 2‬اؼبادة ‪ 62‬من قانوف اؼبالية التكميلي لسنة ‪.2008‬‬

‫‪60‬‬
‫وتسجيل معطيات أو بيانات عددية و عرض قوائم أو كشوؼ تعكس صورة صادقة عن الوضعية اؼبالية‪ ،‬و عن‬
‫فبتلكات الكياف و أدائو و وضعية خزينتو يف هناية السنة اؼبالية‪.1‬‬
‫رثانيا‪ :‬مجال تطبيق النظام المحاسبي المالي )‪ (SCF‬و األىداف المرجوة منو‪:2‬‬
‫لقد ألزـ القانوف اعبديد رقم ‪ 11-07‬كبل من الكيانات اوآتية دبسك ؿباسيب‪:‬‬
‫• الشركات اػباضعة ألحكاـ القانوف التجاري‪ ،‬التعاونيات‪ ،‬األشخاص الطبيعيوف أو اؼبعنويوف اؼبنتجوف للسلع أو‬
‫اػبدمات إذا كانوا يبارسوف نشاطات اقتصادية مبنية على عمليات متكررة‪ ،‬كل األشخاص الطبيعيُت أو اؼبعنويُت‬
‫اػباضعُت لذلك دبوجب نص قانوين أو تنظيمي‪.‬‬
‫• الكيانات الصغَتة اليت ال يتعدى رقم أعماؽبا و عدد مستخدميها و نشاطو اغبد اؼبعُت أف سبسك ؿباسبة مالية‬
‫مبسطة‪.3‬‬
‫أما عن األىداؼ اؼبرجوة منو فتمثلت يف‪:‬‬
‫‪-‬سد الثغرات اليت كاف يعاين منها اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪،‬‬
‫‪-‬قابلية اؼبقارنة بُت اؼبؤسسات على اؼبستوى احمللي و الدورل‪،‬‬
‫‪-‬ترقية النظاـ احملاسيب اعبزائري ليواكب و يتوافق مع األنظمة احملاسبية الدولية‪،‬‬
‫‪ -‬جلب اؼبستثمرين األجانب من خبلؿ تدويل االجراءات و اؼبعامبلت اؼبالية و احملاسبية لوقايتهم من مشاكل‬
‫اختبلؼ النظم احملاسبية من حيث االجراءات أو من حيث إعداد القوائم اؼبالية‪،‬‬
‫‪-‬سبكُت اؼبؤسسات من االستغبلؿ اعبيد للمعلومات‪.4‬‬
‫رثالثا‪ :‬تقديم النظام المحاسبي المالي )‪:5(SCF‬‬
‫جاء النظاـ احملاسيب اؼبارل بإطار تصوري للمحاسبة اؼبالية ز معايَت ؿباسبية و مدونة حسابات تسمح‬
‫بإعداد كشوؼ مالية على أساس اؼببادئ احملاسبية اؼبتعارؼ عليها‪ .‬فهو يشكل دليبل للمعايَت احملاسبية و تأويلها‬
‫واختيار الطريق احملاسبية اؼببلئمة عندما تكوف بعض التعامبلت و غَتىا من األحداث اػبرى غَت مغطاة دبوجب‬
‫معيار أو تأويل‪ ،‬الشيء الذي كاف غائبا يف اؼبخطط احملاسيب الوطٍت و ىو األمر الذي أضفى مرجعية نظرية فكرية‬
‫للنظاـ تؤطر اؼبعاعبة التقنية‪.‬‬

‫‪ 1‬القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ ،2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬


‫‪ 2‬اؼبادة الرابعة من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬
‫‪ 3‬اؼبادة اػبامسة من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬
‫جودي رمزي‪ ،‬إصبلح النظاـ احملاسيب للتوافق مع اؼبعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬ؾبلة أحباث اقتصادية و إدارية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جامعة بسكرة‪ ،‬ديسمرب ‪.2009‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ 5‬اؼبادة السادسة و السابعة من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫كما جاء النظاـ احملاسيب اؼبارل دبجموعة من الكشوؼ اؼبالية اػباصة بالكيانات اليت تدخل يف ؾباؿ‬
‫تطبيق القانوف عدا الكيانات الصغَتة اليت يشًتط فيها تقدمي صورة وفية عن الوضعية اؼبالية للكياف خبلؿ السنة‬
‫اؼبالية بالعملة الوطنية‪ ،‬و اليت من شأهنا السماح بإجراء مقارنات مع السنة اؼبالية السابقة‪ .‬كما غطى النقص‬
‫السابق و اؼبتعلق باجملمعات‪ ،‬حيث ألزمها بتقدمي كشوؼ مالية مدؾبة للمجمع‪ ،1‬سبثلت يف كل من‪ :‬اؼبيزانية‪،‬‬
‫حسابات النتائج‪ ،‬جدوؿ سيولة اػبزينة‪ ،‬جدوؿ تغر األمواؿ اػباصة‪ ،‬ملحق يبُت القواعد و الطرؽ احملاسبية‬
‫اؼبستعملة و يوفر معلومات مكملة عن اؼبيزانية و حسابات النتائج‪ .2‬و ىي تعترب نفس الكشوؼ اليت حددت‬
‫ضمن اؼبعيار احملاسيب الدورل رقم‪ . 01 :‬كما سبت اإلشارة إذل إمكانية تغيَت التقديرات احملاسبية بغرض ربسُت‬
‫نوعية ىذه الكشوؼ‪.3‬‬
‫أما مدونة اغبسابات فجاءت مقسمة إذل سبعة أصناؼ كالتارل‪:‬‬
‫•الصنف األوؿ‪ :‬حسابات رؤوس األمواؿ‪،‬‬
‫•الصنف الثاين‪ :‬األصوؿ الثابتة‪،‬‬
‫•الصنف الثالث‪ :‬اؼبخزونات‪،‬‬
‫•الصنف الرابع‪ :‬حسابات الغَت‪،‬‬
‫•الصنف اػبامس‪ :‬اغبسابات اؼبالية‪،‬‬
‫•الصنف السادس‪ :‬حسابات األعباء‪،‬‬
‫•الصنف السابع‪ :‬حسابات النواتج‪.‬‬
‫كما يبكن للمؤسسات استعماؿ األصناؼ (‪ )0‬و (‪ )8‬و (‪ )9‬و اليت تستعمل يف ؿباسبة التسيَت وااللتزامات‬
‫اؼبالية خارج اؼبيزانية‪ ،‬أو من أجل متابعة عمليات خاصة ال يوجد ؽبا حساب يف اجملموعات من ‪ 1‬إذل ‪.7‬‬
‫أما فيما ىبض الكيانات الصغَت فلها حرية االختيار باػبضوع حملاسبة مالية مبسطة عند إعدادىا‬
‫لكشوفها اؼبالية‪ ،‬أو دبا يعرؼ دبحاسبة اػبزينة‪ ،‬و اليت ترتكز على إعداد دفًت خزينة يربر التدفق الصايف لؤلمواؿ‬
‫(إيرادات أو خسائر صافية)‪ ،‬و بالتارل تصبح ملزمة بتقدمي الكشوؼ اؼبالية اػباصة التالية‪:4‬‬
‫وضعية هناية السنة اؼبالية‪ ،‬حسابات نتائج السنة اؼبالية‪ ،‬جدوؿ تغَت السنة اؼبالية‪.‬‬

‫‪ 1‬اؼبادة ‪ 31‬من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬


‫‪ 2‬اؼبادة ‪ 25‬من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬
‫‪ 3‬اؼبادة ‪ 37‬من القانوف رقم ‪ 07-11‬اؼبؤرخ يف ‪ 2007/11/25‬اؼبتضمن النظاـ احملاسيب اؼبارل‪.‬‬
‫‪ 4‬اؼبادة ‪ 02‬من القرار رقم ‪ 72‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬جويلية ‪ ،2008‬احملدد ألسقف رقم األعماؿ و عدد اؼبستخدمُت و النشاط اؼبطبقة على الكيانات‬
‫الصغَتة بغرض مسك ؿباسبة مالية بسيطة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫و يقوـ نظاـ احملاسبة اؼبالية اؼببسطة على توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫• اؼبسك اؼبنتظم لدفاتر اػبزينة و نبا دفًت اإليرادات مع إمكانية ذبميع اإليرادات اليومية ذات اؼببالغ اؼبنخفضة‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬و دفًت النفقات الذي تسجل فيو العمليات حسب ترتيبها الزمٍت‪.‬‬
‫•حفظ وثائق الثبوتية الرئيسية و اؼبتمثلة يف الفواتَت اؼبستلمة من الغَت أو الصادرة من طرؼ اؼبؤسسة‪ ،‬أشرطة‬
‫الصندوؽ‪ ،‬بينات البنوؾ‪ ،‬نسخ الرسائل ‪...‬إخل‪ ،‬و هبب أف تؤرخ ىذه الوثائق و ترقم و تصنف‪.‬‬
‫كما يبكن للمؤسسات الصغَتة مسك ؿباسبة مالية مبسطة إذا كاف رقم أعماؽبا و عدد عماؽبا و نشاطها خبلؿ‬
‫سنتُت ماليتُت متتاليتُت ال يتعدى أحد األسقف اوآتية ‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للنشاط التجاري ‪:‬‬
‫رقم األعماؿ‪ 10 :‬مبليُت دينار‪ ،‬عدد اؼبستخدمُت‪ 9 :‬أجراء يعملوف ضمن الوقت الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للنشاط اإلنتاجي أو اغبريف ‪:‬‬
‫رقم األعماؿ‪ 06 :‬مبليُت دينار‪ ،‬عدد اؼبستخدمُت‪ 9 :‬أجراء يعملوف ضمن الوقت الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لنشط اػبدمات و نشاطات أخرى‪:‬‬
‫رقم األعماؿ‪ 3 :‬مبليُت دينار‪ ،‬عدد اؼبستخدمُت‪ 9 :‬أجراء يعملوف ضمن الوقت الكامل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬جديد النظام المحاسبي المالي‪:1‬‬
‫يبكن إصباؿ خصائص النظاـ احملاسيب اؼبارل‪ ،‬و أىم ربديثاتو يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬ؾبيئو بإطار مفاىيمي للمحاسبة‪ ،‬وبدد بصورة واضحة االتفاقيات و اؼببادئ األساسية للمحاسبة و اليت ربدد‬
‫األصوؿ و اػبصوـ‪ ،‬رؤوس اؼباؿ و التكاليف و النتائج‪،‬‬
‫‪-‬ربديده ؼببادئ التقييم و التسجيل لكل العمليات‪،‬‬
‫‪-‬وصفو مضموف كل من القوائم اؼبالية اليت يتوجب على اؼبؤسسات تقديبها تبعا لتوصيات اؼبعايَت الدولية‪،‬‬
‫‪-‬تأطَته للمسك عن طريق النظاـ اوآرل‪،‬‬
‫‪ -‬إدراجو لنظاـ ؿباسيب مبسط يرتكز على ؿباسبة اػبزينة بالنسبة للمؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة و صغار التجر‬
‫و اغبرفيُت‪،‬‬
‫‪-‬إبرازه للجوانب اؼبالية للمسك احملاسيب‪،‬‬
‫‪-‬سعيو لتقدمي صورة وفية تبعا للحقيقة اؼبادية و االقتصادية‪ ،‬و تبعا للمبادالت أو أحداث أخرى بغرض‬
‫االستجابة غباجيات اؼبستثمرين الذين يفضلوف اغبصوؿ على معلومات شفافة؛‬

‫‪ 1‬طاطا إيباف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 :‬‬

‫‪63‬‬
‫‪-‬منحو مرونة جملاؿ اغبكم على مستوى اػبيارات احملاسبية؛‬
‫‪ -‬ضرورة تقديبو غبسابات مرتبطة بالنسبة للمؤسسات اػباضعة لنفس مركز القرار و اليت ال تكوف مرتبطة قانونيا‬
‫أو رأظباليا‪ ،‬و إدراجو ؼببادئ اغبسابات اجملمعة و القيمة العادلة؛‬
‫‪-‬بعض اؼببادئ اعبديدة فيما ىبص مبادئ التسجيل و اإلفصاح؛‬
‫‪-‬إدراجو ؼبفهومُت جديدين "الصورة الصادقة" و "اؼبعلومة اؼبعربة"؛‬
‫‪-‬إدراجو لعناوين جديدة على مستوى اؼبيزانية و جدوؿ حسابات النتائج‪ ،‬كفرؽ التقييم‪ ،‬الضرائب اؼبؤجلة‪،‬‬
‫فائض القيمة ‪...‬إخل؛‬
‫‪ -‬تطويره لعرض القوائم اؼبالية بأخذ بعُت االعتبار إمكانية عرض حسابات النتائج حسب الوظيفة و ليس‬
‫حسب الطبيعة فقط‪ ،‬مع إلزامية عرض الدورة السابقة على مستوى اؼبيزانية و جدوؿ حسابات النتائج‪ ،‬وكذا‬
‫اعتماده ملحقات أكثر تعبَتا عن نشاط اؼبؤسسة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬شروط مسك الدفاتر التجارية بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي (المرسوم التنفيذي ‪:1)110-09‬‬
‫نص اؼبشرع اعبزائري يف نص اؼبادة ‪ 11‬من القانوف التجاري و اؼبادة ‪ 22‬من القانوف ‪ 11-07‬على الكيفية‬
‫اليت سبسك هبا الدفاتر التجارية و ىي طريقة كفيلة ببياف اؼبركز اؼبارل للتاجر اؼبتعلق بتجارتو بدقة ووضع لذلك‬
‫شروطا قانونية عامة تتطلبها تنظيم الدفاتر يف كبل الطريقتُت و أخرى خاصة يتطلبها اؼبسك بواسطة أنظمة اإلعبلـ‬
‫اوآرل نص عليو اؼبرسوـ التنفيذي ‪ 110-09‬احملدد للشروط و كيفيات مسك احملاسبة بواسطة أنظمة اإلعبلـ‬
‫اوآرل‪.‬‬
‫الشروط العامة‪ :‬و ىي شروط تضمنها القانوف التجاري يف نص اؼبواد ‪ 10 ،09‬و ‪ 11‬و كذا القانوف‬
‫‪ 11-07‬يف نص اؼبواد ‪ 23‬و ‪ ،24‬هبب التقيد هبا يف مسك الدفاتر التجارية يف كبل الطريقتُت قبل و أثناء‬
‫استعماؿ الدفاتر التجارية و تتضمن قواعد موضوعية و أخرى شكلية للمحافظة على صحة بيانات الدفاتر‬
‫التجارية لكي يتسٌت ؽبا ربقيق الغرض اؼبعدة ألجلو‪ .‬فاشًتط اؼبشرع قيد العمليات التجارية بالدفاتر التجارية‬
‫حبسب تسلسلها الزمٍت‪ ،‬يوـ بيوـ و ساعة بساعة من طرؼ التاجر نفسو أو أحد مستخدميو‪ ،‬و ىذا دوف‬
‫ترؾ فراغ أو بياض أو ربشية بُت السطور أو نقل للهامش أو ؿبو أو شطب حىت ال يكوف بإمكاف التاجر‬
‫التعديل من ؿبتواه ؼبصلحتو‪.‬‬

‫‪ 1‬برادي أضبد‪ ،‬ضبدىا أضبد‪ ،‬اإلطار القانوين ؼبسك الدفاتر التجارية بواسطة أنظمة اإلعبلـ اوآرل يف التشريع اعبزائري‪ ،‬ؾبلة آفاؽ علمية‪ ،‬اجمللد ‪،13‬‬
‫العدد ‪ ،2021/06/01 ،03‬ص‪.480 :‬‬

‫‪64‬‬
‫الشروط الخاصة‪ :‬لكي يستطيع الكياف الذي تتوفر فيو صفة التاجر من مسك قانوين للدفاتر التجارية عن‬
‫طريق أنظمة اإلعبلـ اوآرل بواسطة التطبيقات و الربامج احملاسبية البد أف تستجيب ىذه الطريقة إذل‬
‫اؼبقتضيات اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 24‬من القانوف ‪ 11-07‬و ىي مقتضيات العرؼ و اؼبن و اؼبصداقية‬
‫و كذا اغبفظ واالسًتجاع‪ ،‬و لقد تطرؽ اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 110-09‬إذل صبلة من الشروط القانونية و‬
‫التقنية و إذل احًتاـ بعض القواعد األساسية ألجل مسك احملاسبة بواسطة أنظمة اإلعبلـ اوآرل‪ .‬أنبها‪:‬‬
‫الشروط القانونية و األساسية‪:‬‬
‫أف تستجيب تطبيقات مسك احملاسبة بواسطة أنظمة اإلعبلـ اوآرل‪ .‬جململ مبادئ احملاسبة اؼبعموؿ هبا‪.‬‬
‫‪ -‬هبب أف ربًتـ احملاسبة اؼبمسوكة عن طريق أنظمة اإلعبلـ اوآرل اإلجراءات اعببائية اؼبعموؿ هبا و أف تتم‬
‫مراقبتها من طرؼ اإلدارة اعببائية طبقا للمادة ‪ 40‬من القانوف ‪ 21-01‬اؼبؤرخ يف ‪ 22‬ديسمرب‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بطابع عدـ الشطب أو التصحيح للتسجيبلت عن طريق إجراء تصديق لكل فًتة ؿباسبية ما يبنع‬
‫حدوث أي تعديل أو حذؼ للتسجيبلت بعد اؼبصادقة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف ربقيق التوازنات األساسية للمحاسبة القيد اؼبزدوج سواء من خبلؿ اؼبراقبة اؼبسبقة أو البلحقة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التصديق على التسجيبلت لكل فًتة ؿباسبية‪ ،‬و أف ال يسمح الربنامج بعد التصديق على أي‬
‫تعديل أو حذؼ‪ ،‬و أف يقوـ النظاـ بالتذكَت بالتصديق على ؾبموع التسجيبلت اؼبسجلة قبل إقفاؿ كل‬
‫سنة مالية‪.‬‬
‫‪ -‬احًتاما ؼببدأ عدـ الشطب هبب أف يضمن الربنامج احملاسيب إمكانية إعادة فتح بصفة آلية غبسابات‬
‫األصوؿ واػبصوـ و اليت هبب أف توافق حسابات اؼبيزانية اػبتامية للسنة اؼبالية السابقة‪.‬‬
‫الشروط التقنية‪ :1‬باإلضافة للشروط القانونية السابقة فإف اؼبشرع اشًتط شروطا تقنية هبب توفرىا بالربنامج‬
‫اؼبعلومايت اؼبستعمل نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية إرساؿ بطاقة لكل التسجيبلت احملاسبية لفائدة الغَت بكل سهولة و دبعزؿ عن برنامج اإلعبلـ‬
‫اوآرل للمحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة احتواء الربنامج على خاصية تسمح باألرشفة للتسجيبلت احملاسبية دبا يسمح بتحويل ىذه‬
‫السجبلت كبو دعائم التخزين القابلة للنقل‪.‬‬
‫‪ -‬هبب أف يتضمن الربنامج آليات ؼبراقبة الدخوؿ تسمح فقط لؤلشخاص اؼبرخص ؽبم بالدخوؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬برادي أضبد‪ ،‬ضبدىا أضبد‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.482-481 :‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬هبب أف يقوـ الربنامج بصفة آلية و يوميا بتسجيل كل عملية منجزة بواسطة الربنامج يف بطاقة تسمى‬
‫يومية إلكًتونية لؤلحداث‪.‬‬
‫‪ -‬هبب أف يتضمن الربنامج أيضا آلية تسمح بالتأكد من أنو دائما يعمل بشكل جيد و سبكن من حفظ‬
‫أثر ربييناتو يف بطاقة تسمى اليومية تظهر التحيينات و ؿبتواىا على التوارل‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت بمهنة المحاسبة‬


‫يف ظػػل سػػعي اؼبؤسسػػات االقتصػػادية مواكبػػة التطػػورات اعبديػػدة اؼبسػػتمرة و السػريعة اغباصػػلة يف البيئػػة‬
‫احمليطػػة هبػػا و انتشػػار تطبيػػق مبػػادئ اغبوكمػػة و اؼبعػػايَت الدوليػػة احملاسػػبية إلعػػداد التقػػارير اؼباليػػة‪ ،‬فلقػػد‬
‫اذبهػ ػػت اؼبؤسسػ ػػات االقتصػ ػػادية علػ ػػى اخػ ػػتبلؼ أنواعهػ ػػا و أحجامهػ ػػا إذل تطػ ػػوير و ربػ ػػديث أنظمػ ػػة‬
‫معلوماهتػػا‪ ،‬و مػػن أنبهػػا نظػػاـ اؼبعلومػػات احملاسػػيب الػػذي يعتػػرب نظامػػا اسػًتاتيجيا يف اؼبؤسسػػة نظػرا ألنػػو‬
‫يبد الوظائف األخرى باؼبعلومػات الػيت ربتاجهػا مػن خػبلؿ اسػتخداـ تكنولوجيػات اإلعػبلـ و االتصػاؿ‬
‫يف ربسُت أداء نظاـ اؼبعلومات احملاسيب و الزيادة من فعاليتو و كفاءتو حػىت يػتمكن مػن تقػدمي و إنتػاج‬
‫معلومات ؿباسبية ذات جودة و إيصاؽبا ؼبستخدميها من أجل مسػاعدهتم يف ازبػاذ القػرارات السػليمة‪،‬‬
‫و م ػػن خػ ػػبلؿ ىػ ػػذا اؼببح ػػث س ػػنحاوؿ إب ػ ػراز ت ػػأثَت تكنولوجيػ ػػا اؼبعلومػ ػػات و االتصػ ػػاالت عل ػػى نظػ ػػاـ‬
‫اؼبعلومات احملاسيب‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأرثير تكنولوجيا المعلومات على نظام المعلومات المحاسبي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬استعمال الحاسوب في معالجة البيانات المحاسبية‪:1‬‬
‫نتيجة لظروؼ معينة أثرت على اؼبعاعبة احملاسبية ظهرت أشكاؿ متعددة من اؼبعاعبة اوآلية اليت كاف ؽبا أثر‬
‫على كمية و نوعية البيانات احملاسبية و اؼبعلومات احملاسبية النتيجة‪ ،‬و ىناؾ عدد من األسباب اليت أدت إذل‬
‫استعماؿ اغباسب اوآرل يف معاعبة البيانات و اؼبعلومات يف النظاـ احملاسيب‪ ،‬أنبها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وبتوي نظاـ اؼبعلومات احملاسيب على كمية ىائلة من البيانات و اؼبعلومات اليت قد تستغرؽ معاعبتها‬
‫وزبزينها جهدا ووقتا كبَتين و بالتارل فإف استعماؿ اغباسب يساىم يف إنتاج معلومات ؿباسبية ذات‬
‫مصداقية أكثر و يف وقت أسرع و بكمية أكرب‪.‬‬

‫‪ 1‬النجار‪ ،‬فايز صبعة‪ ،‬نظم اؼبعلومات اإلدارية (منظور إداري)‪ ،‬دار اغبامد للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،2013 ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ص‪.59 :‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬أسلوب اؼبعاعبة ؿبدد مسبقا وفقا ؼببادئ و قوانُت تنظيمية أو حكومية فبا يعٍت إمكانية إعداد نتائج‬
‫ؿباسبية تتطابق مع األسلوب‪.‬‬
‫‪ -‬ىناؾ الكثَت من العمليات الدورية كالًتحيل من دفًت األستاذ اؼبساعد إذل دفًت األستاذ العاـ و أعماؿ‬
‫هناية السنة اليت قد زبلق اؼبلل و الروتُت يف نفسية احملاسب‪ ،‬فأوكلت ىذه اؼبهمة إذل اغباسب اوآرل عن طريق‬
‫برؾبيات خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة أنبية اؼبعلومات احملاسبية زاد من عدد طالبيها و أف مصادر تدفق البيانات متعددة إذ بعد كل نظاـ‬
‫جزئي من اؼبنظمة مصدرا من مصادر البيانات احملاسبية‪ ،‬و للتحكم يف ىذا التدفق من و إذل نظاـ اؼبعلومات‬
‫احملاسيب أستعُت بالنظاـ اوآرل‪.‬‬
‫‪ -‬البفاض أسعار اغبواسيب أسهم يف تعميم استعمالو و يف توافر عدد من الربامج اعباىزة اليت تساعد يف أداء‬
‫العمل احملاسيب ويف ظهور منظمات خاصة إلنتاج الربؾبيات‪ ،‬و بالتارل اتشرت الثقافة اؼبعلوماتية وأصبحت‬
‫جزءا من ثقافة اؼبنظمة‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬دور استعمال األجهزة و المعدات في نظم المعلومات المحاسبية‪:1‬‬
‫تشمل أجهزة و معدات اغباسوب واألجهزة اؼبتصلة بو و اؼبستعملة يف إدخاؿ و تشغيل البيانات‬
‫ومعاعبتها وإخراج اؼبعلومات‪ ،‬و يبكن القوؿ أنو قد حدثت تغيَتات كبَتة يف استعماالت النظم االلكًتونية خبلؿ‬
‫اؼبدد القليلة اؼباضية‪ ،‬و كانت التغيَتات ضرورة عملية ؼبواجهة التزايد الكبَت يف حجم العمليات احملاسبية اليت تقوـ‬
‫هبا اؼبنظمات االقتصادية و ؼبا تتميز بو استعماالت اغباسوب االلكًتوين من سرعة و مرونة يف التطبيقات‪ ،‬و يبكن‬
‫بياف أثر ىذه األجهزة اؼبرتبطة باغباسوب يف نظم اؼبعلومات احملاسبية دبا يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬دور استعمال األجهزة و المعدات في مدخالت نظم المعلومات المحاسبية‪ :‬فمن خبلؿ ىذه اؼبرحلة‬
‫يتم حصر و ربديد بيانات العمليات و ربويلها أو إدخاؽبا إذل اغباسوب للمعاعبة بعد أف يتم تصنيف البيانات‬
‫والتحقق منها‪ ،‬أي التأكد من دقة البيانات قبل اإلدخاؿ إذ أف ىذا اإلجراء يف ىذا الوقت يعد أقل تكلفة من‬
‫التحقق بعد إدخاؿ البيانات إذل النظاـ‪ ،‬و عادة ما ربدد تكلفة البيانات يف أشكاؿ و مباذج مطبوعة مسبقا‬
‫تدعى مصادر اؼبستندات مثل‪ :‬أوامر البيع‪ ،‬طلبات الشراء‪ ،‬تقارير االستبلـ‪ ،‬بطاقات الوقت للعاملُت‪،‬‬
‫الشيكات‪ ،‬اغبواالت و غَتىا‪ ،‬و عند إدخاؿ البيانات إذل اغباسوب بصيغة قابلة للقراءة يتم التأكيد على صحة‬
‫و تكامل و سرعة إدخاؿ البيانات‪ ،‬و يكوف ذلك با ستخداـ أكثر من أداة مثل استخداـ نظاـ يقوـ على تذكَت‬
‫اؼبستعمل بإدخاؿ البيانات الضرورية أو من خبلؿ استخداـ جهاز نسخ و نقل للحاسبة أو إدخاؿ البيانات من‬

‫‪ 1‬النجار‪ ،‬فايز صبعة‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.60-59 :‬‬

‫‪67‬‬
‫مصادرىا أو من خبلؿ استعماؿ مصادر البيانات االلية‪ .‬و تعد عملية إدخاؿ البيانات اػبطوة األوذل لنظم‬
‫اؼبعلومات احملاسبية و ال يبكن االستغناء عن ىذه العملية يف التشغيل االلكًتوين للبيانات ويستوجب القياـ هبا‬
‫من قبل احملاسب نفسو ألنو من دوف تدخل احملاسب ال يبكن للحاسوب إدخاؿ البيانات‪ ،‬حيث يعد احملاسب‬
‫اؼبغذي األوؿ للحاسوب بالبيانات عن طريق اؼبستندات و التعليمات وغَتىا‪ ،‬و يبكن اغبصوؿ على ؾبموعة‬
‫من البيانات من خبلؿ األدوات اليت زبزف هبا سواء كانت أدوات وحدة التخزين الداخلية أو األشرطة‬
‫واألسطوانات اؼبمغنطة أو ذاكرة الفبلش اليت سبثل إحدى ادوات التخزين اػبارجي‪.‬‬
‫‪ -2‬دور استعمال األجهزة و المعدات على عمليات معالجة البيانات في نظم المعلومات المحاسبية‪ :1‬إف‬
‫استعماؿ اغباسوب يف ىذه اؼبرحلة قد أسهم إسهاما فعاال يف إجراء العمليات التشغيلية اؼبختلفة من ذبميع‬
‫وترحيل ‪...‬إخل من العمليات احملاسبية اليت كانت ذبرى يف الدفاتر و السجبلت يف حالة النظاـ اليدوي إذا‬
‫أمكن إقباز ىذه العمليات بسرعة و دقة كبَتتُت و ال يبكن خبلؿ ىذه اؼبرحلة االستغناء عن احملاسب ألف‬
‫القياـ هبذه العمليات يستلزـ اإلعداد اؼبسبق و الربؾبة البلزمة للحاسوب لكي يتمكن من أدائها و ىو ما يقوـ‬
‫احملاسب دبساعدة األفراد اؼبربؾبُت و اؼبصممُت يف أداء معاعبة البيانات إلكًتونيا‪ ،‬و عليو فإذا ما أراد احملاسب‬
‫أف يبقى عملو قائما و مهما فبلبد من إؼبامو بكيفية برؾبة اغباسب االلكًتوين و تشغيلو لكي يتمكن من‬
‫إجراء العمليات البلزمة‪.‬‬
‫‪ -3‬دور استعمال األجهزة و المعدات في مخرجات نظم المعلومات المحاسبية‪ :‬من خبلؿ استعماؿ‬
‫اغباسوب توفر تقارير مالية متعددة يف آف واحد‪ ،‬تلك التقارير اليت تسهم يف توفَت معلومات أكثر مبلئمة وقد‬
‫أسهم اغباسوب يف ربقيق خاصية التوقيت اؼبناسب ؼبا يتمتع بو من قدرة على اإلقباز السريع و خزف اؼبعلومات‬
‫و اسًتجاعها وقت اغباجة إليها‪ ،‬كما يأثر اغباسوب يف حيادية اؼبعلومات إذ أف استعمالو يف تشغيل البيانات‬
‫سبب خفض حجم التدخل البشري فبا أدى إذل جعل نتائجو أكثر موضوعية و يبكن االعتماد عليها بدرجة‬
‫أفضل‪.‬‬
‫رثالثا‪ :‬دور استعمال البرمجيات في نظم المعلومات المحاسبية‪:‬‬
‫لغرض مواكبة التطورات يف ؾباؿ تكنولوجيا اؼبعلومات ظهرت برامج متخصصة يف ـبتلف اجملاالت لتنفيذ‬
‫األ عماؿ بسرعة و دقة عاليتُت‪ ،‬و يف اجملاؿ احملاسيب صممت برامج ؿباسبة تعتمد على اغباسوب االلكًتوين‬
‫لتسهيل عمل احملاسب و الوصوؿ إذل درجة عالية من الدقة و السرعة يف تنفيذ العمليات اؼبالية و احملاسبية‪ ،‬و من‬

‫‪ 1‬حيدر عبد اغبسُت ضبيد‪ ،‬اؼبستويف‪ ،‬أثر تكنولوجيا اؼبعلومات يف تعزيز فاعلية البيانات احملاسبية و كفاءهتا‪ ،‬ؾبلة اؼبستنصرية للدراسات العربية و الدولية‪.‬‬
‫اجمللد ‪ ،16‬العدد ‪ ،66‬جواف ‪ ،2019‬ص‪.55-54 :‬‬

‫‪68‬‬
‫أىم اؼبزايا اليت تتمتع هبا ىذه الربامج قدرهتا على القياـ بتحليل كميات ىائلة من البيانات و بوقت قياسي و بدقة‬
‫عالية‪ ،‬و ىناؾ الكثَت من الربامج التطبيقية يف ؾباؿ نظم اؼبعلومات احملاسبية و منها ما يأيت‪ :‬برنامج احملاسب‬
‫اؼبثارل‪ ،‬برنامج ألفا احملاسيب‪ ،‬برنامج إنستانت احملاسيب‪ ،‬برنامج األمُت احملاسيب‪ ،‬برنامج اػبازف احملاسيب‪ ،‬برنامج‬
‫نظاـ احملاسبة اؼبالية على اغباسب االرل‪ ،‬برنامج البياف احملاسيب‪ ،‬برنامج مايكروسوفت اكسل و غَتىا من الربامج‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تأرثير و نتائج استعمال نظام قاعدة البيانات على نظم المعلومات المحاسبية‪:1‬‬
‫إذ ينبغي أف يكوف للمنظمات االقتصادية مصدر موحد و منظم كمركز للبيانات و اؼبعلومات يف شكل‬
‫ملف رئيسي يتيح التعامل مع ىذه البيانات و اؼبعلومات بطريقة تليب احتياجات اؼبستفيدين منها‪ ،‬و ىذا اؼبصدر‬
‫أو اؼبركز يسمى بقاعدة البيانات‪ ،‬و يبكن بياف أثر استعماؿ قاعدة البيانات على نظم اؼبعلومات احملاسبية كما‬
‫يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬تأرثير استعمال نظام قاعدة البيانات في تصميم وحدات اإلدخال لنظام المعلومات المحاسبية‪ :‬حيث‬
‫تعد قاعدة البيانات خزاف يعمل للربط بُت الربامج التطبيقية و بُت ؾبموعة اؼبلفات الرئيسية يف نظاـ اؼبلفات‪،‬‬
‫وتربط البيانات اؼبشًتكة بُت اؼبلفات اؼبادة يف قاعدة البيانات و عندما يرغب أحد اؼبستعملُت للربنامج التطبيقي‬
‫اؼبعُت يف اغبصوؿ على بيانات معينة من قاعدة البيانات تطلب ىذه البيانات من نظاـ إدارة قاعدة البيانات‬
‫الذي يقوـ بتحديد موقع البيانات اؼبطلوبة يف قاعدة البيانات على وحدة التخزين الثانوي مث نقلها إذل ذاكرة‬
‫اغباسوب يف الشكل اؼببلئم للربنامج التطبيقي الذي طلب ىذه البيانات‪ ،‬و على احملاسب أف يفهم ويعرؼ‬
‫أدوات تنظيم و خزف البيانات عند اغباجة لذا يتم استعماؿ الوحدات أو الكيانات و ىي عبارة عن أشياء مادية‬
‫أو ؾبردة ؽبا انبية بالنسبة للوحدة االقتصادية مثل الزبوف‪ ،‬العاملُت‪ ،‬اغبساب‪.... ،‬إخل‪ ،‬و تتميز كل وحدة من‬
‫تلك الوحدات دبجموعة من الصفات أو اػبصائص و ىي عبارة عن ؾبموعة من اػبواص اليت يبكن من خبلؽبا‬
‫توصيف الكياف مثل رقم الزبوف‪ ،‬العنواف‪ ،‬أرصدة اغبسابات‪ ،‬اؼبدينوف‪... ،‬إخل‪ .‬ىذا و يتم تنظيم البيانات سبهيدا‬
‫لتخزينها يف عناصر صغَتة و أماكن مادية حبقل‪ ،‬بعدىا ذبمع عدد من اغبقوؿ لتكوين سجل يعد كمجمع‬
‫للبيانات اؼبقيمة و اليت تصف خصائص ؿبددة لوحدة ما‪ ،‬و ذبمع السجبلت اؼبًتابطة إلنشاء ملف مثبل‪:‬‬
‫سجبلت "اؼبدينوف"‬
‫‪ -2‬تأرثير استخدام نظام قاعدة البيانات في مخرجات نظم المعلومات المحاسبية‪ :‬إف لنظم قواعد البيانات‬
‫القدرة اؼبستقبلية على تغيَت طبيعة التقارير اؼبالية اليت تتطلب حاليا استثمارات كبَتة يف الوقت و اعبهد‬
‫واأل مواؿ‪ ،‬و من أجل ذلك على الوحدات االقتصادية استنساخ قاعدة بيانات ذبعلها متاحة للمستخدـ‬

‫‪ 1‬اعبزراوي ابراىيم‪ ،‬اعبنايب عامر‪ ،‬أساسيات نظم اؼبعلومات احملاسبية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‪ ،2009 ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ص‪.268 :‬‬

‫‪69‬‬
‫اػبارجي كبديل عن التقارير اؼبالية ألف أنظمة قاعدة البيانات و إدارهتا توفر للمستعمل لغات سهلة االستعماؿ‬
‫ذبعل من اؼبعلومات اؼبالية و غَت اؼبالية متاحة عندما تكوف مطلوبة لتحقيق غرض ما‪ ،‬و بإمكاف اؼبوارد يف‬
‫الوحدة االقتصادية استعماؿ البيانات اؼبتاحة يف قاعدة البيانات و إعداد التقارير اؼبالية لتغطية أي مدة زمنية‬
‫يرغب اؼبدراء يف فحصها‪ .‬إف قاعدة البيانات عبارة عن ـبزف كبَت وبفظ فيو كم ىائل من البيانات و اؼبعلومات‬
‫احملاسبية يف ملفات و يسهل اؼبعاعبة و الوصوؿ إذل ىذه البيانات و اؼبعلومات فيها و يبكن للمستخدمُت أف‬
‫يشاركوا يف الوصوؿ إليها بواسطة أدوات تكنولوجيا اؼبعلومات اؼبختلفة‪ ،‬كذلك يعاجل نظاـ قاعدة البيانات‬
‫مشكلة تكرار و تناقض البيانات و اؼبعلومات بدرجة كبَتة و ىذا يًتتب عليو يف نظاـ اؼبعلومات احملاسيب‬
‫البفاض تكلفة زبزين البيانات و اؼبعلومات و ذلك بالبفاض مساحة زبزين البيانات و اؼبعلومات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تأرثير تكنولوجيا المعلومات على نظم المعلومات المحاسبية‪:1‬‬
‫يؤدي استعماؿ تكنولوجيا اؼبعلومات اؼبتطورة إذل تغيَت مستمر يف تكنولوجيا التجميع و اؼبعاعبة و نشر‬
‫البيانات و اؼبعلومات احملاسبية‪ ،‬و قد أدت تلك التطورات إذل تغيَتات أساسية لؤلدوات التقليدية للتعامل مع‬
‫البيانات و اؼبعلومات احملاسبية و بالتارل أسهمت يف رفع كفاءة و قدرة النظاـ احملاسيب يف معاعبة البيانات‬
‫واغبصوؿ على معلومات ؿباسبية‪ .‬و سبتاز بالسرعة واؼبوضوعية و التفصيل و اؼببلئمة‪ ،‬أي أف تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫وفرت إمكانات كبَتة و ىائلة لتحسُت أداء نظم اؼبعلومات احملاسبية و تطوير صبيع عناصرىا من أفراد و ىياكل‬
‫بفضل اؼبيزات الكبَتة ؽبا مثل التعددية و تنوع االستعماالت و التكلفة اؼبنخفضة نسبيا‪ ،‬و قد نتجت عن‬
‫ت كنولوجيا اؼبعلومات إمكانات كبَتة لتطوير نظم اؼبعلومات احملاسبية و جعلها أكثر مرونة و استجابة و قدرة على‬
‫التكيف مع التغيَتات اليت يعيشها العادل اليوـ‪ ،‬و يبكن تلخيص أىم اذباىات تأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات على نظم‬
‫اؼبعلومات احملاسبية على النحو اوآيت‪:‬‬
‫‪ -‬إف تكنولوجيا اؼبعلومات أداة فعالة لتخفيض حجم النفقات و إعادة تنظيم‪ ،‬و كذلك زبفيض حجم‬
‫اعبهاز اإلداري و العمالة اؼبستخدمة يف اإلنتاج‪ ،‬و كل ذلك يؤدي إذل زبفيض تكاليف اؼبعاعبات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد استعماؿ تكنولوجيا اؼبعلومات على توسيع ؾباؿ رقابة اإلدارة العليا مع التوسع يف توزيع عملية‬
‫ازباذ القرارات يف اإلدارة التنفيذية‪ ،‬و ىذا االذباه يعٍت مركزية الرقابة و المركزية ازباذ القرارات‪ ،‬و ىو أسلوب‬
‫هبمع بُت ميزات األسلوبُت يف آف واحد و وبقق مرونة و درجة استجابة عاليتُت يف اؼبعلومات اليت تنتجها‬
‫نظم اؼبعلومات احملاسبية‪.‬‬

‫‪1‬حيدر عبد اغبسُت ضبيد‪ ،‬اؼبستويف‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬ساعدت تكنول وجيا اؼبعلومات على خلق قنوات اتصاالت جديدة من خبلؿ شبكة االتصاالت سواء‬
‫على مستوى النظم الفرعية يف الوحدة االقتصادية (على اؼبستوى الوطٍت أو العاؼبي) و قد مكن ذلك من‬
‫زيادة سرعة تدفق و معاعبة و تبادؿ اؼبعلومات و تطوير أدوات حديثة لتبادؿ اؼبعلومات كاالجتماعات‬
‫والتفاوض و عقد الصفقات عن طريق الشبكات و االتصاؿ عن بعد أو األدوات األخرى‪ ،‬و كل ذلك‬
‫يؤدي إذل زيادة كفاءة و فاعلية نظم اؼبعلومات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬أسهمت تكنولوجيا اؼبعلومات يف زيادة قدرة نظم اؼبعلومات احملاسبية على التكيف و التأقلم السريع مع‬
‫بيئة العمل يف الوحدة االقتصادية و ذلك من خبلؿ توفَت أدوات اقتصادية فعالة ػبزف و اسًتجاع و معاعبة‬
‫البيانات و تقديبها إذل متخذي القرار يف الوقت اؼبناسب‪ ،‬و قد انعكس ذلك بوضوح على زيادة فاعلية‬
‫نظم اؼبعلومات احملاسبية و أتاح ؽبا مرونة كبَتة يف التعامل مع اؼبتغَتات السريعة و االستجابة ؽبا‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل مساحات خزف البيانات اؼبختلفة اليت يتم اغبصوؿ عليها و ربويلها إذل ملفات يبكن استدعاؤىا‬
‫مباشرة من قاعدة البيانات اؼبركزية و كذلك إمكانية ربقيق التكامل مع نظم اؼبعلومات األخرى من خبلؿ‬
‫تسهيل عملية التبادؿ االلكًتوين للبيانات فيما بينها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬فاعلية و كفاءة أدوات تكنولوجيا المعلومات‪:1‬‬
‫ففي عصرنا اغبارل احتلت التكنولوجيا جزءا كبَتا من حياتنا و على صبيع األصعدة سواء كانت اقتصادية‬
‫أـ اجتماعية‪ ،‬لذا يبكن تسمية ىذا العصر بعصر اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬إذ ازدادت العناية هبذا اجملاؿ و أدى‬
‫ىذا التزايد إذل اؼبنافسة بشكل كبَت لئلفادة من اؼبعلومات‪ ،‬وىنا ترتبط اؼبعلومات بالتكنولوجيا بشكل مباشر‪ ،‬كما‬
‫ولتكنولوجيا اؼبعلومات إسهاـ كبَت يف ربسُت كفاءة أنشطة اؼبنظمات و رفعها ؼبا تقوـ بو من ربسُت جودة‬
‫اؼبنت جات و خفض التكاليف اؼبرتبطة هبا‪ ،‬كما سبارس أيضا دورا فاعبل يف مساعدة اإلدارات العليا يف ازباذ‬
‫القرارات السليمة‪ .‬إف نظم اؼبعلومات احملاسبية كغَتىا من النظم األخرى تتميز خبصائص ذبعلها نظاـ يتصف‬
‫بالفاعلية و الكفاءة‪ ،‬و فيما يلي أىم تلك اػبصائص‪:‬‬
‫‪ -‬تظهر اؼبعلومات احملاسبية عبلقة األنشطة اإلدارية ببعضها البعض من خبلؿ تقارير دورية مبلئمة تعمل على‬
‫ربقيق األىداؼ‪ ،‬لذلك هبب أف ترتبط اؼبعلومات احملاسبية باؽبيكل التنظيمي للمنظمة حىت يتم ربقيق‬
‫أىداؼ اإلدارة من زبطيط و رقابة القرارات اؼببلئمة؛‬
‫‪ -‬القدرة على تزويد اإلدارة باؼبعلومات البلزمة لنتائج تنفيذ اػبطط اؼبوضوعة و مقارنتها مع اػبطط اؼبوضوعة‬
‫مسبقا من خبلؿ تقارير توفر بيانات تفصيلية الزمة الزباذ القرارات؛‬

‫‪ 1‬حيدر عبد اغبسُت ضبيد‪ ،‬اؼبستويف ‪،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬القدرة على ربقيق توازف بُت تكلفة النظاـ و بُت درجة الدقة و التفصيل و الفًتات الزمنية البلزمة إلعداد‬
‫التقارير اؼبالية؛‬
‫‪ -‬القدرة على توصيل اؼبعلومات ؼبتخذي القرارات بالوقت اؼبناسب فضبل عن زبزين و اسًتجاع اؼبعلومات‬
‫بشكل سريع و عند اغباجة؛‬
‫‪ -‬عدـ تكرار ذبميع البيانات و تشغيلها مرة أخرى و أف تكوف ىذه البيانات زبدـ إدارات أخرى داخل‬
‫اؼبنظمة مثل إدارات اإلنتاج‪ ،‬التسويق‪ ،‬التكاليف‪ ،‬التدقيق؛‬
‫‪ -‬توفَت اؼبعلومات اؼببلئمة لدعم النظم الفرعية اػباصة باؼبوازنات التخطيطية؛‬
‫‪ -‬القدرة على تدفق اؼبعلومات لداخل و خارج اؼبنظمة و إجراء موائمة بُت نظم اؼبعلومات و البيئة احمليطة‬
‫لغرض توفَت اؼبعلومات حسب اغباجة ؼبستخدميها؛‬
‫‪ -‬القدرة على توليد اؼبعلومات و ربديث البيانات بصفة مستمرة حسب الظروؼ احمليطة بالنظاـ‪.‬‬
‫فبا تقدـ نبلحظ أف العبلقة بُت اؼبعاعبة اوآلية للبيانات و نظم اؼبعلومات احملاسبية تتحدد من خبلؿ‬
‫النقاط اؼبشًتكة بُت اؼبفهومُت‪ ،‬إذ أف اؼبعاعبة اوآلية وجدت يف كل اؼبراحل اليت سبر هبا الدورة احملاسبية فتأثرت هبا‬
‫سواء كانت مرحل ة اؼبدخبلت أـ معاعبة البيانات أو اؼبخرجات‪ ،‬و االختبلؼ فقط بالشكل العاـ‪ .‬و تبُت أف أىم‬
‫مرحلة أثرت فيها اؼبعاعبة اوآلية لنظم اؼبعلومات احملاسبية ىي مرحلة معاعبة البيانات ألف اغبالة اليت وجدت فيها‬
‫اؼبعاعبة اوآ لية أدت إذل تغيَت حالة ىذه اؼبعاعبة إذ أهنا تتم بواسطة أجهزة و أدوات و برامج آلية ‪ ،‬و ألف احملاسب‬
‫ال تتوافر لديو معلومات كافية و ال يستطيع زبمُت نتائجها إال بعد االنتهاء من عملية اؼبعاعبة غَت اؼبرئية لو‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أرثر التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و االتصاالت و التكنولوجيات الرقمية على مهنة‬
‫المحاسبة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توجهات مهنة المحاسبة في ظل التكنولوجيات الرقمية الحديثة‪:1‬‬
‫تعترب احملاسبة لغة األعماؿ اؼبشًتكة بُت صبيع مستخدمي اؼبعلومات اؼبالية على اؼبستوى احمللي و الدورل يف‬
‫صبيع القطاعات‪ ،‬حيث هتتم مهنة احملاسبة اؼبتمثلة يف احملاسب اؼبارل‪ ،‬و احملاسب اإلداري و اؼبراجع‪ ،‬بتسجيل‬
‫وتبويب اؼبدخبلت و العمليات اليت سبثل اغبداث االقتصادية مث معاعبتها وفقا لنظاـ معُت باإلضافة إذل مراجعة ما‬
‫مت من عمليات و ما قد سجل و تزويد األطراؼ ذات اؼبصلحة دبختلف التقارير‪ ،‬و سنتطرؽ فيما يلي إذل أىم‬
‫التكنولوجيات الرقمية و مدى تأثَتىا على مهنة احملاسبة‪:‬‬
‫‪ -1‬أتمتة العمليات المحاسبية (‪ )Accounting Automation‬وتحليل البيانات (‪:)DataAnalysis‬‬

‫‪ 1‬نسرين كرمية‪ ،‬حنيفة بن ربيع‪ ،‬ؾبلة التنمية و االستشراؼ للبحوث و الدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪ ،02‬ديسمرب ‪ ،2021‬ص‪.183-182 :‬‬

‫‪72‬‬
‫التوجو السائد يف مهنة احملاسبة ىو أسبتة ‪Automation‬العمليات احملاسبية أكثر فبا كانت عليو من قبل‪،‬‬
‫وىذا سوؼ يؤدي إذل إلغاء سوء الفهم و التقليل من األخطاء‪ ،‬ؽبذا فإف العديد من الشركات سبيل إذل‬
‫االستثمار يف اغبلوؿ اوآلية سواء يف اؼبؤسسات الصغَتة أو الكبَتةػ كما هتدؼ أسبتة مهنة احملاسبة إذل مساعدة‬
‫الشركات يف الوصوؿ إذل القرارات اؼبعتمدة على البيانات ‪ Data-driven Decision‬بشكل أسرع بكثَت من أي‬
‫وقت مضى‪.‬‬
‫تسمح التكنولوجيا جبعل بعض العمليات احملاسبية اػباصة أكثر سهولة‪ ،‬فبا قد وبوؿ تركيز مهنة احملاسبة‬
‫كبو ربليل البيانات‪ ،‬حيث تعرؼ ىذه األخَتة أهنا "اغبلوؿ اليت تساعد يف ربديد أمباط ذات معٌت و عبلقات‬
‫ضمن متغَتات يف ؾبموعات البيانات اؼبعقدة‪ ،‬اؼبنظمة و غَت اؼبنظمة‪ ،‬التارىبية و احملتملة لغايات التنبؤ‬
‫باألحداث اؼبستقبلية‪ ،‬و تقييم جاذبية اؼبسارات اؼبختلفة للعمل‪ ،‬و من أمثلة ربليل البيانات قبد‪ :‬استخراج‬
‫البيانات‪ ،‬النمذجة الوصفية‪ ،‬االقتصاد القياسي‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬النمذجة التنبؤية‪ ،‬احملاكاة‪ ،‬ربليل احملتوى و ربليل‬
‫البيانات ليس بالشيء اعبديد يف احملاسبة‪ ،‬لكن ىناؾ تنامي متزايد الستعماىا يف احملاسبة ؼبا يساعد استعماؽبا يف‬
‫ربسُت األعماؿ و الزيادة يف كفاءهتا‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسبة السحابية (‪:)Cloud-besedAccounting‬‬
‫تتوفر اغبل وؿ أو اػبدمات اؼبستندة إذل السحابة على ؾبموعة من الوظائف الرئيسية اليت تعترب كجزء من‬
‫دور احملاسب‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬اغبساب و التحليل و التوافق و اؼبراقبة و التقرير و إدارة البيانات‪ ،‬يف اؼباضي‬
‫كانت العديد من اؼبؤسسات زبصص لكل فروعها نظاـ زبطيط اؼبوارد و لذلك دل يكن على دراية بكيفية عمل‬
‫ىذا النظاـ إال أولئك الذين يستخدمونو‪ ،‬فبا صعب من دمج و تسوية اغبسابات‪ ،‬و على نقيض من ذلك فإف‬
‫التعبئة اؼبسبقة للسحابة بكثَت من الربامج اؼبتاحة للشراء يبكن أف يساعد على ذبنب مثل ىذه اؼبشاكل‪ ،‬يف حُت‬
‫أف العديد من فوائد األنظمة اؼبس تندة إذل السحابة تبدو مشاهبة لتلك اؼبوجودة يف أنظمة زبطيط موارد اؼبؤسسات‬
‫التقليدية‪ ،‬إال أف السحابة توفر قدرات غَت مسبوقة لتبادؿ البيانات ‪ ،‬و أصبحت اؼبؤسسات أكثر قدة للوصوؿ‬
‫إذل أنظمتها‪ ،‬و تتيح إعداد و ربليل التقارير اؼبالية بفعالية و لمولية أكثر‪ ،‬و ىذا ما يزيد من مبو الدخل السنوي‬
‫لشركات احملاسبة اؼبعتمدة على السحابة مقارنة مع الشركات غَت اؼبعتمدة عليها كما ىو موضح‬
‫أدناه‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫الشكل (‪ :)1-2‬النمو السنوي المقارن لدخل شركات المحاسبة‬
‫‪Cloud based‬‬ ‫‪Accounting firms‬‬
‫‪ccounting firms‬‬ ‫‪not all in the cloud‬‬

‫‪15%‬‬ ‫‪4%‬‬

‫المصدر‪ :‬نسرين كرمية‪ ،‬حنيفة بن ربيع‪ ،‬مهنة المحاسبة في ظل التكنولوجيات الرقمية‪ ،‬مجلة التنمية و االستشراف‬
‫للبحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،60‬العدد‪ ،60 :‬ديسمبر ‪ ،0602‬ص‪.281 :‬‬
‫السبب الذي جعل الطلب على اغبلوؿ التكنولوجية اؼبتقدمة يرتفع يف العديد من قطاعات العماؿ و اؼبهن‬
‫ومن بينهم مهنة احملاسبة‪ ،‬و يبكن التعرؼ على انتشار استخداـ الربؾبيات احملاسبية السحابية حسب حجم‬
‫اؼبؤسسات يف الشكل أسفلو‪:1‬‬
‫الشكل (‪ :)2-2‬استخدام البرمجيات المحاسبية السحابية حسب حجم المؤسسات‬
‫‪Midsised Firms‬‬ ‫‪Midsised Firms‬‬ ‫‪Small Firms‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪45‬‬


‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬نسرين كرمية‪ ،‬حنيفة بن ربيع‪ ،‬مهنة المحاسبة في ظل التكنولوجيات الرقمية‪ ،‬مجلة التنمية و االستشراف‬
‫للبحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،60‬العدد‪ ،60 :‬ديسمبر ‪ ،0602‬ص‪.281 :‬‬
‫إذل أف أكثر من اربع من بُت كل طبس مؤسسات‬ ‫‪Xero‬‬ ‫ففي الواليات اؼبتحدة أشار مسح قاـ بو‬
‫تستخدـ خدمة واحدة على األقل تعتمد على السحاب‪ .‬كما كشفت الدراسة أف ما يقارب من ‪ %65‬من‬
‫فبارسات احملاسبة يف اؼبملكة اؼبتحدة تستخدـ بالفعل أو زبطط الستخداـ برامج احملاسبة السحابية‪ ،‬أين يكوف‬
‫مقدـ اػبدمات السحابية مسؤوال عن اؼبعدات و صيانتها‪ ،‬و ليس مستخدمها و ىذا ما يوفر الكثَت من اعبهد‬
‫ووقت عمل احملاسبُت‪ ،‬إذ أف السرعة و القدرة على الولوج للبيانات يف احملاسبة السحابية ساىم يف تقليص تكلفة‬
‫اػبدمات احملاسبية حىت تلك اؼبقدمة من طرؼ أشهر شركات احملاسبة العاؼبية و منو سبكُت اؼبؤسسات الصغَتة‬
‫واؼبتوسطة من االستفادة من تلك اػبدمات و االستشارات‪.‬‬
‫و ألوؿ مرة تقوـ الشركات مثل ‪Deloitt ،Kpmg‬ببيع خدماهتا للمؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة بسبب‬
‫البفاض أسعار خدماهتا‪ ،‬فقد أشار مقاؿ يف صحيفة فاينانشل تايبز يف سنة ‪ 2016‬إذل أف ‪Big 4‬بدال من تسعَت‬

‫‪ 1‬نسرين كرمية‪ ،‬حنيفة بن ربيع‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.183 :‬‬

‫‪74‬‬
‫مراجعة حسابات الشركات الكبَتة و تقدمي استشارات يف القضايا احملاسبية بػ "‪ 600‬جنيو للساعة" كما كانت‬
‫عليو يف اؼباضي‪ ،‬أصبحت الرسوـ الشهرية للخدمات اؼبستندة إذل السحابة تبدأ من "‪ 150‬جنيو فقط"‪،‬‬
‫وأصبحت السحابة حبل جذابا بشكل خاص للمؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة اغبجم اليت دل يكن لديها يف‬
‫السابق موارد زبصصها لكثَت من ىذه الوظائف‪ ،‬فقد زبلى على سبيل اؼبثاؿ ما ال يقل عن ‪ %5‬من اؼبؤسسات‬
‫الصغَتة و اؼب توسطة اغبجم يف الواليات اؼبتحدة األمريكية عن برامج احملاسبة اؼبكتبية لصاحل برامج احملاسبة القائمة‬
‫على السحابة‪ ،‬و يف بلداف أخرى مثل نيوزيلندا‪ ،‬يعتقد أف معدؿ اعتماد احملاسبة السحابية يف اؼبؤسسات الصغَتة‬
‫و اؼبتوسطة يصل إذل ‪ .%30‬بشكل عاـ توفر احملاسبة يف السحابة إمكانية الوصوؿ يف الوقت الفعلي إذل‬
‫البيانات اؼبالية من أي جهاز ؿبموؿ‪ ،‬كما تسمح اإلضافات إذل برامج احملاسبة السحابية القياسية بتحسُت األداء‬
‫الوظيفي كالتنبؤ و القياس اؼبقارف‪ ،‬مثل ىذه اؼبيزات ال تتيح فقط ربسُت التخطيط و اؼبراقبة و لكن أيضا ربسُت‬
‫التقاري ر اؼبالية من خبلؿ أسبتة اؼبهاـ اؼبرتبطة دبتطلبات اإلببلغ القانونية‪ ،‬كما ربسن عمليات التدقيق الداخلية‬
‫واػبارجية‪ ،‬و الكشف يف الوقت اؼبناسب عن اغباالت الشاذة‪.‬‬
‫‪ -3‬الذكاء االصطناعي (‪:1)Artificial Intelligence‬‬
‫سعت صبيع الدوؿ كبو مواكبة األنظمة التكنولوجية اؼبستحدثة حوؿ العادل‪ ،‬األمر الذي ترتب عليو إنشاء‬
‫خوارزميات الذكاء االصطناعي‪ ،‬الذي يعترب من أبرز التطبيقات اغبديثة ألنظمة اؼبعلومات‪ ،‬حيث يبثل أحد أىم‬
‫العلوـ اغبديثة اليت نشأت بسبب التقاء الثورة التقنية يف ؾباؿ علم اغباسب اوآرل و التحكم اوآرل من ناحية‪ ،‬و‬
‫علم اؼبنطق و الرياضيات و اللغات و علم النفس من ناحية أخرى‪ .‬و يف ىذا الشأف يبثل الذكاء االصطناعي‬
‫مظلة للعديد من التقنيات اليت تتيح لآلالت أف رباكي الذكاء البشري‪.‬‬
‫يهدؼ الذكاء االصطناعي إذل كيفية توجيو اغباسب اوآرل ألداء أشياء يؤديها االنساف و بطريقة أفضل‪،‬‬
‫و يتم ذلكم بواسطة لغات برؾبة متخصصة و متقدمة هتدؼ حملاكاة اغباسب لسلوؾ البشر اؼبتسم بالذكاء‪.‬‬
‫تعد تطبيقات الذكاء االصطناعي ىامة و ضرورية يف كثَت من اجملاالت‪ ،‬حيث سبثل ضرورة ملحة بالنسبة‬
‫للوحدات االقتصادية و ال يبكن االستغناء عنها‪ ،‬يف ربقيق الكثَت من اؼبزايا‪ ،‬أنبها‪ :‬ربسُت عملية ازباذ القرارات‪،‬‬
‫حل اؼبشكبلت اإلدارية‪ ،‬خفض التكاليف‪ ،‬ربسُت اعبودة و غَتىا من اؼبزايا اليت ؽبا دور كبَت و مباشر يف تعزيز‬
‫تنافسية اؼبنشآت و ضماف بقاءىا و استمرارىا‪.‬‬

‫‪ 1‬جيهاف عادؿ أمَتىم‪ ،‬أثر استخداـ تطبيقات الذكاء االصطناعي على مستقبل مهنة احملاسبة و اؼبراجعة‪ ،‬ؾبلة البحوث اؼبالية و التجارية‪ ،‬اجمللد ‪،23‬‬
‫العدد الثاين‪ ،‬أفريل ‪ ،2022‬ص‪.256-255 :‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -4‬البيانات الضخمة (‪:1)Big Data‬‬
‫يعرؼ اػبرباء البيانات الضخمة بأهنا ؾبموعة من البيانات اليت ىي حبجم يفوؽ قدرة معاعبتها‬
‫باستخداـ أدوات قواعد البيانات التقليدية من التقاط‪ ،‬مشاركة‪ ،‬نقل‪ ،‬زبزين‪ ،‬إدارة و ربليل يف غضوف فًتة زمنية‬
‫مقبولة لتلك البيانات‪ ،‬و من وجهة نظر مقدمي اػبدمات ىي األدوات و العمليات اليت ربتاجها اؼبنظمات‬
‫للتعامل مع كمية كبَتة من البيانات لغرض التحليل‪.‬‬
‫كما تعرفها اؼبنظمة الدولية للمعايَت بأهنا ؾبموعة أو ؾبموعات من البيانات اليت ؽبا خصائصها الفريدة‬
‫كاغبجم‪ ،‬السرعة‪ ،‬التنوع‪ ،‬التباين‪ ،‬صحة البيانات و غَتىا‪ ،‬و اليت ال يبكن معاعبتها بكفاءة باستخداـ‬
‫التكنولوجيا اغبالية و التقليدية لتحقيق االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص البيانات الضخمة‪ :‬الكثَت يعتقد أف خصائص البيانات الضخمة تصنف وفقا للحجم فقط‪ ،‬لكنها‬
‫يف اغبقيقة تصنف وفقا ؼببدأ ‪ ،4V’s‬و يتكوف من‪veracity ،velocity ،variety ،volume :‬‬
‫دبعٌت اغبجم‪ ،‬التنوع‪ ،‬السرعة و اؼبوثوقية‪.‬‬
‫الحجم‪ :‬و ىي حجم البيانات اؼبستخرجة من مصدر ما‪ ،‬و ىو ما وبدد قيمة و حجم البيانات لكي‬
‫تصنف من ضمن البيانات الضخمة‪.‬‬
‫التنوع‪ :‬يقصد هبا تنوع البيانات اؼبستخرجة و اليت تساعد اؼبستخدمُت سواء كانوا باحثُت أو ؿبللُت‬
‫على اختيار البيانات اؼبناسبة جملاؿ عملهم‪ ،‬و تتضمن بيانات مهيكلة يف قواعد البيانات و بيانات غَت مهيكلة‬
‫كالصور و مقاطع وتسجيبلت الصوت و الفيديو و الرسائل القصَتة و بيانات اػبرائط و تتطلب وقتا و جهدا‬
‫لتهيئتها يف الشكل اؼبناسب للتجهيز و التحليل‪.‬‬
‫السرعة‪ :‬يقصد هبا سرعة انتاج و استخراج البيانات لتغطية الطلب عليها‪ ،‬حيث تعترب السرعة عنصرا‬
‫حاظبا يف ازباذ القرار بناءا على ىذه البيانات‪.‬‬
‫المورثوقية‪ :‬يقصد هبا موثوقية مصدر البيانات‪ ،‬و مدى دقتها و صحتها و حداثتها‪ ،‬حيث أف ىناؾ‬
‫مدير تنفيذي من بُت كل ثبلثة مدراء ال يثقوف يف البيانات اليت تعرض عليهم الزباذ القرارات‪.‬‬

‫‪ 1‬ملياين فتيحة‪ ،‬سفاحلو رشيد‪ ،‬البيانات الضخمة‪ :‬الفرص‪ ،‬التحديات و ؾباالت التطبيق‪ ،‬ؾبلة أحباث كمية و نوعية يف العلوـ االقتصادية و االدارية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،01‬العدد ‪ ،2019 ،02‬ص‪.66-65 :‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -5‬أرثر تطبيق البلوك شين في مجال المحاسبة و المالية‪:1‬‬
‫يف بداية ظهور تقنية البلوؾ شُت اقتصر استخدامها على العمبلت االفًتاضية فقط‪ ،‬إال أهنا تعددت‬
‫ؾباالت و تطبيقات استخدامها‪ ،‬نظرا لتطورىا فشملت عدة ؾباالت‪ ،‬و من بُت اجملاالت اليت ؽبا عبلقة أو تأثَت‬
‫مباشر مع مهنة احملاسبة‪:‬‬
‫‪ -‬النظام الضريبي‪ :‬حسب دراسة (‪ )Pwc, 2016‬يعترب استخداـ تقنية البلوؾ شُت يف اجملاؿ الضرييب ربوال كبَتا‬
‫لؤلعماؿ‪ ،‬فاؼبزايا األساسية اليت تتمتع هبا ىذه التقنية من العناصر اليت يرتكز عليو النظاـ الضرييب‪ ،‬فميزة الشفافية‬
‫للتقنية تسمح باغبصوؿ على اؼبعلومات و البيانات من عدة أطراؼ‪ ،‬يبكن االعتماد عليها سواء من الشركة أو‬
‫السلطة الضريبية‪ ،‬ألنو مت التحقق منها من قبل كل من يستخدمها داخل الشبكة‪ .‬فبا يؤدي إذل اغبصوؿ على‬
‫معلومات مفصلة‪ ،‬واضحة و مفيدة‪ .‬أما ميزة األماف من خبلؽبا ال يبكن تغيَت أو التبلعب بالبيانات و اؼبعلومات‬
‫اؼبوجودة داخل دفًت األستاذ الرقمي‪ ،‬فبا يقلل كثَتا من احتماؿ االحتياؿ و بالتارل سهولة اكتشافو‪ .‬و يبكن‬
‫تلخيص مزايا تطبيق تقنية البلوؾ شُت يف اجملاؿ الضرييب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تطبيق البلوؾ شُت يعمل على تقليص الفجوة الضريبية‪ ،‬موهنا تقلل من العبء اإلداري و بالتارل ربصيل‬
‫الضرائب بتكلفة أقل؛‬
‫‪ ‬يبكن ؽبذه التقنية خفض التكاليف و إضافة قيمة داخل األعماؿ التجارية‪ ،‬و بُت الشركات‪ ،‬و بُت‬
‫الشركات و اؼبستهلكُت‪ ،‬و بُت الشركات و اغبكومات (السلطة الضريبية)؛‬
‫‪ ‬تقلل االحتياؿ يف ضريبة القيمة اؼبضافة‪ ،‬و ذلك عن طريق تتبع مكاف و زماف دفع الضريبة؛‬
‫‪ ‬إعطاء لسلطة الضرائب و اعبهات التنظيمية األخرى ثقة أكرب يف البيانات اؼبقدمة ؽبا من قبل الشركة؛‬
‫‪ ‬توفَت اؼبزيد من الوضوح على اؼبعامبلت الصغَتة‪.‬‬
‫‪ -‬المعامالت المالية‪ :‬أحدثت تقنية البلوؾ شُت تغيَتات عديدة و كبَتة يف القطاع اؼبارل ؼبختلف الدوؿ‪ ،‬حيث‬
‫تتم االستفادة من خاصية البلمركزية يف البلوؾ شُت من قبل األفراد و الشركات يف التحويبلت اؼبالية سواء داخلية‬
‫أـ خارجية‪ ،‬يف تداوؿ العمبلت الرقمية باإلضافة للسوؽ اؼبارل‪ ،‬يف عمليات الدفع الفوري و عمليات اإلقراض‬
‫وسبويل اؼبشاريع دبا يف ذلك التمويل اعبماعي اليت أصبحت طريقة موثوقة لتمويل اؼبشاريع الناشئة اعبديدة و إنشاء‬
‫الشركات الصغَتة‪ ،‬و كل اػبدمات اؼبالية‪.‬‬

‫‪ 1‬نور اؽبدى مراح‪ ،‬ؿبمد طويلب‪ ،‬مستقبل مهنة احملاسبة يف ظل تقنيات التحوؿ الرقمي‪ ،‬تقنية البلوؾ شُت مبوذجا‪ ،‬ؾبلة اؼبيادين االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪،05‬‬
‫العدد ‪ ،2022 ،01‬ص‪.36-35 :‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬التدقيق‪ :‬إف استعماؿ تقنية البلوؾ شُت يف ؾباؿ التدقيق حل جيد للمشاكل التقليدية للتدقيق‪ ،‬مثبل تكاليف‬
‫التدقيق اؼبرتفعة‪ ،‬ـباطر التدقيق العالية‪ ،‬قيود برامج التدقيق‪ .‬فتطبيق تقنية البلوؾ شُت يبكن أف يقلل من عبء‬
‫عمل التدقيق‪ ،‬و تقصَت دورة التدقيق‪ ،‬تقليل تكلفة التدقيق بشكل كبَت‪ ،‬يبكن أيضا ربقيق ربديث غرب قابل‬
‫للتبلعب بالبيانات يف الوقت الفعلي للشبكة بأكملها‪ ،‬و اغبد من االحتياؿ العلمي‪ ،‬ربسُت دقة حسابات‬
‫الشركات‪ .‬بصفة عامة يؤدي تطبيق البلوؾ شُت يف ؾباؿ التدقيق إذل ربسُت جودة التدقيق بشكل كبَت‪ ،‬تقليل‬
‫تكاليف التدقيق‪ ،‬استبداؿ العديد من عمليات التدقيق األساسية فبا يوفر الوقت و اعبهد‪ ،‬نقل تركيز اؼبوظفُت‬
‫اؼباليُت أكثر إذل ربليل البيانات و ازباذ القرارات القيمة‪ ،‬توفَت بيانات غرب قابلة للتبلعب و آمنة و موثوقة‪.‬‬
‫‪ -‬العقود الذكية‪ :1‬ىي جزء مهم من تقنية البلوؾ شُت‪ ،‬فهي ؾبموعة من الوعود ؿبددة يف شكل رقمي‪ ،‬و اليت‬
‫تبٌت و تربمج يف إطار شبكة توزيع ال مركزية‪ ،‬تنظم شروطها و أحكامها العبلقة بُت طرفُت أو أكثر (قد ال يعرؼ‬
‫أحدنبا اوآخر ) دوف اغباجة لوجود سلطة مركزية (طرؼ ثالث)‪ ،‬فهي قادرة على توفَت الثقة (كوهنا غَت قابلة‬
‫للًتاجع) يف قياـ الطرفُت بتنفيذ اؼبعامبلت وفقا لشروط و أحكاـ التعاقد‪ .‬تسهل العقود الذكية تبادؿ األصوؿ وال‬
‫تتطلب وسطاء‪ .‬أيضا العقد الذكية مقاومة لبلخًتاؽ و العمليات االحتيالية‪ ،‬و ربفظ اؼبمتلكات لؤلطراؼ فهي‬
‫تستخدـ يف ؾبموعة من اجملاالت‪ ،‬كتوثيق اؼبمتلكات‪ ،‬إصدار القروض من البنوؾ‪ ،‬ربويل األمواؿ بُت طرفُت دوف‬
‫وسيط‪ ،‬معاعبة طلبات مبالغ التأمُت من طرؼ مؤسسات التأمُت‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬أىم االبتكارات و التقنيات التي أرثرت على مهنة المحاسبة‪.‬‬
‫أىم االبتكارات و التقنيات التي أرثرت على مهنة المحاسبة‬ ‫الفترة‬
‫‪ -‬أوؿ استخداـ للكمبيوتر يف احملاسبة‪/‬أوؿ كمبيوتر صغَت (‪.)PDP-8‬‬ ‫من ‪ 1950‬إلى ‪1965‬‬

‫‪ -‬إنشاء األنًتنت‪/‬تأسيس عبنة معايَت احملاسبة الدولية (‪+)IASC‬أوؿ ىاتف ؿبموؿ‪.‬‬


‫‪ -‬تأسيس االرباد الدورل للمحاسبُت (‪/)IFAC‬اخًتاع برامج كمبيوتر عبداوؿ البيانات يسمى‬ ‫من ‪ 2106‬إلى ‪2186‬‬

‫‪ + Visicalc‬إطبلؽ أوؿ شبكة خلوية (‪.)G1‬‬


‫‪ -‬أوؿ كمبيوتر شخصي من قبل ‪ / IMB‬إطبلؽ أوؿ جهاز لوحي من قبل ‪.Gridpad‬‬
‫من ‪ 2186‬إلى ‪2116‬‬
‫‪ -‬إنشاء ؾبموعة مايكروسوفت أوفيس ‪ /‬إطبلؽ الشبكة العنكبوتية العاؼبية ‪www‬من قبل ‪.CERN‬‬

‫‪ -‬إطبلؽ تقنية ‪ / wifi‬تأسيس شركة ‪.Google‬‬ ‫من ‪ 2116‬إلى ‪0666‬‬

‫‪ -‬إطبلؽ الشبكات االجتماعية ‪ /‬إطبلؽ خدمة الربيد االلكًتوين ‪.Gmail‬‬


‫‪ -‬استعماؿ الذكاء االصطناعي يف األعماؿ ‪ /‬إطبلؽ‪ LG‬للهاتف الذكي ذو شاشة اللمس‪.‬‬ ‫من‪ 0666‬إلى ‪0626‬‬

‫‪ -‬ظهور النقود اؼبشفرة‪ ،‬العملة الرقمية ‪ / Bitcon‬تقنية البلوكتشُت ‪ /‬البيانات الضخمة‪.‬‬

‫‪ 1‬نور اؽبدى مراح‪ ،‬ؿبمد طويلب‪ ،‬نفس اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.37-36 :‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬إطبلؽ اغبوسبة السحابية لؤلعماؿ من قبل ‪ / IMB‬التعلم اوآرل ‪ + ML‬أنًتنت األشياء‪.‬‬
‫‪ -‬األمن السيرباين‪.‬‬
‫‪ -‬الواقع االفًتاضي (‪ )VR‬يف متناوؿ أكرب عدد ‪ /‬تقنية التعرؼ على الوجو‪.‬‬
‫‪ -‬ربط ‪ Bloc chain‬بأنًتنت األشياء ‪ /‬أسبتة العمليات اوآلية (‪.)RPA‬‬ ‫من‪ 0626‬إلى اليوم‬

‫‪ -‬إطبلؽ تقنية اعبيل اػبامس ‪.G5‬‬


‫نور الهدى مراح‪ ،‬محمد طويلب‪ ،‬مستقبل مهنة المحاسبة في ظل تقنيات التحول الرقمي‪ ،‬تقنية البلوك شين نموذجا‪ ،‬مجلة‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫الميادين االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2022 ،01‬ص‪.30 :‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3-2‬مزايا و تحديات تطبيق تقنيات التحول الرقمي على مهنة المحاسبة‪:‬‬
‫تحديات التطبيق‬ ‫مزايا التطبيق‬ ‫التقنيات‬
‫‪ -‬توفَت بيانات أفضل و أرخص لدعم ازباذ القرار‪ ،‬فبا وبسن ‪-‬غي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب مب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدأ اػبصوص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػية‬
‫واألخ ػ ػػبلؽ‪ ،‬كوهن ػ ػػا تعتم ػ ػػد عل ػ ػػى‬ ‫كفاءة سَت العمل و أنظمة اؼبمارسة‬
‫البيان ػ ػػات الشخص ػ ػػية الكتش ػ ػػاؼ‬ ‫‪ -‬توليد رؤى جديدة من ربليل البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬توفَت الوقت للًتكيز على اؼبهاـ األكثر قيمة كتطوير‬
‫االحتياؿ‪.‬‬ ‫الذكاء‬
‫االسًتاتيجية وبناء العبلقات و القيادة‪.‬‬
‫‪ -‬زبفيضات ؿبتملة يف الوظائف‪.‬‬ ‫االصطناعي‬
‫‪ -‬ربسُت اكتشاؼ االحتياؿ و ربسُت التنبؤ باألنشطة‬
‫‪ -‬غياب استثمارات مالية‪.‬‬ ‫االحتيالية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة القدرة التنافسية‪.‬‬ ‫‪ -‬ربسُت الوصوؿ إذل البيانات غَت اؼبهيكلة و ربليلها‪ ،‬مثل‬
‫العقود ورسائل الربيد االلكًتوين‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد الكامل على شبكة‬ ‫‪ -‬الوصوؿ للمعلومات يف أي وقت من أي مكاف‪.‬‬ ‫الحوسبة‬
‫األنًتنت للتشغيل‪.‬‬ ‫‪ -‬يوفر مستويات متعددة من األماف غبماية الربامج و‬ ‫السحابية‬
‫‪-‬مشاكل أمنية (قرصنة)‪.‬‬ ‫البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ زيادة االستثمار يف شراء األجهزة من أجل زبزين‬
‫‪-‬زيادة القدرة التنافسية‪.‬‬
‫البيانات و اغبفاظ عليها يف مواقعهم اػباصة‪.‬‬
‫‪ -‬النسخ االحتياطية التلقائية‪ ،‬يف حالة أقل خطر لفقداف‬
‫البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬البفاض التكاليف‪ ،‬سهولة االستخداـ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلنتاجية‪ ،‬و سعة زبزين الهنائية‪.‬‬
‫بالبيانات‬ ‫متعلقة‬ ‫‪ -‬ربسُت جودة البيانات احملاسبية من خبلؿ تسهيل الدقة ‪ -‬ربديات‬ ‫البيانات‬
‫السرعة‪،‬‬ ‫التنوع‪،‬‬ ‫واالكتماؿ و إتاحتها لبلستخداـ يف ازباذ القرار يف الوقت (اغبجم‪،‬‬ ‫الضخمة‬

‫‪79‬‬
‫الصدؽ‪ ،‬اؼببلئمة)‪.‬‬ ‫اؼبناسب‪.‬‬
‫‪-‬ربديات متعلقة بالعملية (تشابو‬ ‫‪ -‬القدرة على التنبؤ دبستقبل العماؿ بدقة‪.‬‬
‫البيانات و صعوبة االختيار)‬
‫(خصوصية‬ ‫اإلدارة‬ ‫‪-‬ربديات‬
‫اغبوكمة‪،‬‬ ‫األمن‪،‬‬ ‫البيانات‪،‬‬
‫األخبلؽ)‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تعديل تفاصيل اؼبعاملة‬ ‫البلوك شين ‪ -‬تقنية بسيطة و مباشرة‪.‬‬
‫يف حالة اػبطأ‪.‬‬ ‫‪ -‬ربسُت الكفاءة بشكل كبَت‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد يف عمل احملاسبُت من خبلؿ جعل موارد و حقوؽ و ‪-‬االعتماد الكلي على شبكة‬
‫التزامات الشركات أكثر شفافية‪.‬‬
‫األنًتنت‪.‬‬
‫‪ -‬توفَت الوقت للمحاسبُت‪.‬‬
‫‪-‬توفَت مستوى أعلى من األمن أمر‬
‫‪ -‬تسهيل االمتثاؿ للمتطلبات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ صبيع النشطة احملاسبية بواسطة برامج دوف اغباجة البد منو‪.‬‬
‫‪-‬اغباجة إذل ؾبموعة من احملاسبُت‬ ‫لوسيط بطريقة شفافة‪ ،‬آمنة‪ ،‬موثوقة‪ ،‬و مقاومة للعبث‪.‬‬
‫ذو مهارات عالية‪.‬‬ ‫‪ -‬البفاض فرص االحتياؿ و التبلعب بالدفاتر‪.‬‬
‫‪-‬غياب مبدأ اػبصوصية كوف‬
‫اؼبعامبلت و اؼبعلومات متداولة‬
‫لكل الطراؼ يف الشبكة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬نور الهدى مراح‪ ،‬محمد طويلب‪ ،‬مستقبل مهنة المحاسبة في ظل تقنيات التحول الرقمي‪ ،‬تقنية البلوك شين نموذجا‪ ،‬مجلة الميادين‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2022 ،01‬ص‪.32-31 :‬‬
‫‪1‬‬
‫رثانيا‪ :‬تأرثير التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال على المهام المحاسبية ‪:‬‬
‫إف ىذا التأثَت يبكن مبلحظتو من خبلؿ زاويتُت أساسيتُت‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادة تنظيم المهام أو أقلمة المهام‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير مهام االستشارة‪ :‬إف تبٍت اؼبؤسسات االقتصادية للتكنولوجيات اغبديثة لئلعبلـ و االتصاؿ يفرض‬
‫عليها تطوير بعض أنشطتها باذباه استعماؿ األنًتنت‪ ،‬ومن مث ظهور ما يعرؼ بالتجارة االلكًتونية ‪...‬إخل‪.‬‬
‫وخبَت احملاسبة بصفتو اؼبستشار اؼبفضل ؼبسَتي اؼبؤسسات ال يبكن أف يكوف على ىامش ىذه التحوالت‬

‫‪1‬‬
‫األستاذ جاوحدو رضا‪ ،‬أثر التكنولوجٌات الحدٌثة لإلعالم و االتصال على المهنة المحاسبٌة‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعٌة و االنسانٌة‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫جوان ‪ .6003‬ص‪642-646 :‬‬

‫‪80‬‬
‫يف التكنولوجيا‪ ،‬بل هبب أف يكوف دائما حاضرا أماـ طلبات اؼبسَتين نتيجة للتحوالت اليت تعرفها بعض‬
‫االستشارات‪ ،‬و ؽبذا فخبَت احملاسبة هبب أف يساير ىذه التطورات دبا يسمح لو لعب دور اؼبستشار بالنسبة‬
‫ؼبسَت اؼبؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من االحتكار المهني‪ :‬إف تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يكوف أثرىا واضحا على االحتكار‬
‫اؼبهٍت‪ ،‬ذلك أف ىذه التكنولوجيا فتحت اجملاؿ إذل اعبميع لعرض قدراهتم و خدماهتم يف سوؽ اؼبهنة‬
‫احملاسبية‪ ،‬و ىذا باالعتماد خاصة على مواقع األنًتنت‪ ،‬و بالتارل فإف االحتكار الذي كاف يبارسو بعض‬
‫خرباء احملاسبة أو مكاتب اػبربة احملاسبية اذبو إذل الزواؿ تدرهبيا بفضل التكنولوجيا‪ ،‬و أصبحت اؼبنافسة يف‬
‫ىذا اجملاؿ كبَتة جدا من قبل فبارسُت داخليُت آخرين‪ ،‬أو من قبل اؼبؤسسات و الشركات العاؼبية اؼبعروفة يف‬
‫اجملاؿ احملاسيب‪.‬‬
‫و هبذا أصبح السوؽ ال يعًتؼ إال بالكفاءات و اػبدمات اؼبقدمة بأقل تكلفة و ىي يف اغبقيقة اؼبفتاح الوحيد‬
‫لنجاح خرباء احملاسبة و تطور مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -2‬المهام الجديدة‪:‬‬
‫إف التكنولوجيات اغبديثة لئلعبلـ و االتصاؿ أنشأت مهاـ جديدة بالنسبة ػبرباء احملاسبة و من أنبها‪:1‬‬
‫(‪ :)Web Trust‬نتيجة لتوسع نشاط التجارة االلكًتونية خاصة يف الدوؿ‬ ‫‪ -‬التأشير على مواقع األنترن‬
‫اؼبتقدمة أين تبُت االحصائيات أنو يف ارتفاع مستمر من حيث حجم العمليات‪ ،‬و كذلك من حيث عدد‬
‫اؼبواقع اؼبتخصصة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كاف من الضروري إهباد اإلطار البلزـ غبماية ىذا النشاط من الصعوبات‬
‫اليت قد تواجهو خاصة منها‪ :‬مشكل السرية‪ ،‬و اغبماية الكافية للمبادالت‪.‬‬
‫و اؼبعهد األمريكي للتأشَت على‬ ‫(‪)ICCA‬‬ ‫وؽبذا الغرض‪ ،‬فقد أنشأ اؼبعهد الكندي للمحاسبُت اؼبعتمدين‬
‫مصلحة لتأشَت مواقع األنًتنت تسمى (‪)Web trust‬مهمتها األساسية توفَت اغبماية‬ ‫(‪)AICPA‬‬ ‫اغبسابات‬
‫الكافية للمتعاملُت يف التجارة االلكًتونية‪ ،‬دبعٌت أف اؼبواقع اليت تتوفر فيها اؼبعايَت اؼبتعارؼ عليها يف اجملاؿ وىي‬
‫الشفافية و ضباية اؼبعلومات‪ .‬و فبا ال شك فيو أف خرباء احملاسبة ىم اؼبؤىلُت للتأشَت على اؼبعلومات اؼبالية‬
‫وغَت اؼبالية اؼبعروضة من قبل ىذه اؼبواقع‪ ،‬مع ضرورة التحكم يف الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬معرفة معمقة يف اؼبراقبات اػباصة؛‬
‫‪ ‬معرفة معمقة يف ؾباؿ تكنولوجيات اإلعبلـ و االتصاؿ؛‬
‫‪ ‬معارؼ أخرى يف ؾباؿ مواقع األنًتنت من نوع (‪)Web trust‬؛‬

‫‪1‬‬
‫األستاذ جاوحدو رضا‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.643-642 :‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ ‬االلتزاـ بأخبلقيات اؼبهنة‪.‬‬
‫و تبقى اإلشارة أف التعامل هبذه األنظم ة اعبديدة من قبل خرباء احملاسبة تعترب يف حقيقة األمر إضافة جديدة‬
‫ؼبهامهم التقليدية تسمح ؽبم جبلب زبائن جدد و اكتساب خربة كبَتة يف ؾباؿ التكنولوجيات اغبديثة والتموقع‬
‫يف أسواؽ اؼبهنة‪.‬‬
‫‪ -‬التأشير على نظام المعلومات (‪ :)Sys Trust‬إف تدخل خرباء احملاسبة يف ىذا اإلطار ىو التأشَت على‬
‫أنظمة اؼبعلومات اليت تظهر خاصة يف االتفاقيات اليت تربمها مؤسسات مع أطراؼ أخرى خارج إطار‬
‫نشاطها‪ ،‬و ىو ما يتطلب أكرب قدر من ضماف صحة اؼبعلومات اؼبقدمة من قبل أنظمة األطراؼ األخرى‪.‬‬
‫وعليو يكوف دور خرباء احملاسبة يف ىذه اغبالة ىو التأشَت على اؼبعلومات اؼبقدمة و من مث زبفيض اؼبخاطر‬
‫اليت يواجهها اؼبسانبوف‪ ،‬و من مث اؼبساعدة يف ازباذ القرارات الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات عن طريق األنترن ‪ :‬و من أشكاؿ ىذه اػبدمات ىي‪ :‬االستشارة عن بعد‪ ،‬برامج للتكوين‬
‫عرب األنًتنت‪ .‬و اليت جاءت لتليب االحتياجات اؼبتزايدة لزبائن اؼبهن احملاسبية‪ ،‬نتيجة للتطور السريع‬
‫للتكنولوجيات اغبديثة لئلعبلـ و االتصاؿ من جهة‪ ،‬و التطور الطبيعي ؼبهاـ خرباء احملاسبة كعامل أساسي‬
‫لضماف استمرارية نشاطهم و التموقع يف سوؽ اؼبهنة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المعوقات والمخاطر التي تواجو نظم المعلومات المحاسبية االلكترونية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المعوقات التي تحد من استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات في الوحدات االقتصادية‪:1‬‬
‫ىناؾ العديد من اؼبعوقات اليت ربد من استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات يف الوحدات االقتصادية و تتمثل‬
‫يف اوآيت‪:‬‬
‫‪ -‬إف التطور يف اغباسبات و تكنولوجيا اؼبعلومات دل يصاحبو تطور يف اؼبمارسات و الضوابط الرقابية‪ ،‬لذلك‬
‫فاف نظاـ اؼبعلومات احملاسيب يف أي وحدة اقتصادية هبب أف يتضمن وسائل و ضوابط رقابية على البيانات‬
‫كي يتم تقدمي تقارير ربتوي على معلومات موثوؽ هبا من قبل مستخدمي نظم اؼبعلومات؛‬
‫‪ -‬كما أف ىذا التطور دل يصاحبو تتطور فباثل يف معرفة و خربات ووعي العاملُت بتلك الوحدات‪،‬‬
‫فللمحاسبُت دور مهم يف تطوير و تقييم مقاييس الرقابة و األماف يف نظاـ اؼبعلومات احملاسيب‪ ،‬فهم يعملوف‬
‫عن قرب مع مصممي النظم حىت يتم اتأكد من أف مقاييس الرقابة و األماف مناسبة و كافية؛‬
‫‪ -‬ظهور مسؤولية جديدة و كبَتة أماـ إدارة نظم اؼبعلومات يف الوحدة و ىي ضرورة توفَت الوسائل واألساليب‬
‫البلزمة لضماف استمرارية عمل تلك النظم بشكل صحيح‪ ،‬مع التخطيط الدقيق ؼبواجهة صبيع األخطار اليت‬
‫‪1‬‬
‫أمٌنة محمد سالم علً‪ ،‬تطوٌر نظم المعلومات المحاسبٌة باستخدام أدوات تكنولوجٌا المعلومات بٌن الخصائص و المعوقات و المخاطر‪ ،‬جامعة‬
‫طرابلس‪ ،‬لٌبٌا‪ ،‬العدد ‪ ،22‬ربٌع ‪ .6064‬ص‪.625-624 :‬‬

‫‪82‬‬
‫يبكن أف تؤدي لتعطيلها أو توقفها عن العمل‪ ،‬و يف حالة حدوث ذلك التمكن من إعادة تشغيلها بأسرع‬
‫وقت فبكن؛‬
‫‪ -‬عدـ القناعة التامة من قبل اإلدارة بأنبية اؼبعلومات احملاسبية اليت توفرىا نظم النظم احملاسبية اؼبتطورة‬
‫باستخداـ أدوات تكنولوجيا اؼبعلومات من جهة‪ ،‬و مقاومة العاملُت الستخداـ نظم اؼبعلومات احملاسبية‬
‫وعدـ استيعاب أساليبو و فهم فلسفة عملها من جهة أخرى‪ ،‬و يف بعض األحياف ارتفاع تكلفة اقتناء ىذه‬
‫النظم؛‬
‫‪ -‬إف التطور يف تكنولوجيا اؼبعلومات دل يواكبو تطور فباثل يف التشريع احملاسيب يف بعض الدوؿ‪ ،‬و أيضا عدـ‬
‫تطبيق اغبوكمة دبفهومها اغبديث‪ ،‬كما أنو البد من تطوير عمل اؼبراجع و الرفع من كفاءتو اؼبهنية من حيث‬
‫فهم و استيعاب ىذه األنظمة‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬المعوقات و المخاطر التي تواجو استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في مهنة المحاسبة‪:‬‬
‫‪ -1‬تقييم مخاطر التكنولوجيا االلكترونية للمعلومات و االتصاالت‪ :1‬إف اغبديث عن التسهيبلت اليت‬
‫جلبتها التكنولوجيا االلكًتونية للمعلومات و االتصاالت ال يعٍت أف ذلك ىبلو من ـباطر ترافقت واستخداـ‬
‫ىذه التكنولوجيا‪ ،‬األمر الذي يتطلب عملية تقييم ؽبذه اؼبخاطر‪ ،‬ذلك أف األسس العامة إلدارة ـباطر‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات متشاهبة مع اؼببادئ العامة إلدارة أي ـباطر أخرى‪ ،‬و تزداد أنبيتها عندما يكوف األمر‬
‫متعلقا دبهنة احملاسبة‪ ،‬ح يث تتضمن اػبطوات احملورية ربديد السياؽ (دبا يف ذلك النطاؽ‪ ،‬اغبدود واؼبشاركُت)‬
‫و ربديد األحداث أو الوقائع اؼبنية غَت اؼبرغوبة‪ ،‬ربليل اؼبخاطر‪ ،‬تقييمها‪ ،‬تقرير كيفية إدارهتا‪ ،‬حبث اػبيارات‬
‫و تطبيق الضوابط الرقابية األكثر مبلئمة إلدارة اؼبخاطر‪ .‬و لتقييم ـباطر التكنولوجيا اإللكًتونية البد من‬
‫ربديد أنواع ىذه اؼبخاطر‪ ،‬و من مث تأثَتىا و تعيُت الضوابط الرقابية وصوال لتحسُت اؼبزايا اليت يتيحها تواجد‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف اؼبؤسسات‪.‬‬
‫‪ -2‬تصنيف مخاطر التكنولوجيا اإللكترونية للمعلومات و االتصاالت‪ :‬ذبدر اإلشارة إذل أف اؼبخاطر‬
‫واؼبشاكل اليت قد تؤثر على اؼبعلومات سواء أكانت تلك اؼبخاطر مقصودة أو غَت مقصودة‪ ،‬و تعترب اؼبخاطر‬
‫اؼبقصودة أشد خطرا على أداء وفاعلية النظم‪ ،‬و تكمن خطورة مشاكل أمن اؼبعلومات يف عدة جوانب منها‬
‫تقليل أداة األنظمة اغباسوبية‪ ،‬أو زبريبها بالكامل فبا يؤدي لتعطيل اػبدمات اغبيوية للوحدة‪ .‬أما اعبانب‬
‫اوآخر فيشمل سرية وتكامل اؼبعلومات حيث يؤدي االطبلع و التنصت على اؼبعلومات السرية أو تغيَتىا‬
‫ػبسائر مادية أو معنوية كبَتة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫زٌنب حوري‪ ،‬ساسٌة خضراوي‪ ،‬معالجة مخاطر التكنولوجٌا فً أعمال المحاسبة و التدقٌق‪ ،‬مجلة العلوم االنسانٌة‪ ،‬جامعة محمد خٌضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد ‪ 24 ،24/20‬ماي ‪ ،6042‬ص‪.251 :‬‬

‫‪83‬‬
‫و ىذا يعترب موضوع أنبية ـباطر نظم اؼبعلومات احملاسبية االلكًتونية من اؼبواضيع اؽبامة و اغبديثة نسبيا‪.‬‬
‫‪ -3‬أمن المعلومات المحاسبية لتفادي المخاطر‪ :1‬يعد تأثر نظاـ اؼبعلومات احملاسيب باؼبخاطر اؼبذكورة سابقا‬
‫هتديدا ألمن و سرية اؼبعلومات ‪ ،‬و يعرؼ أمن اؼبعلومات بأنو عبارة عن "أسلوب فٍت لو اجراءات و تدابَت‬
‫وقائية ؿبددة تستخدـ غبماية بع ض الربامج أو اؼبساحات من الذاكرة و ملفات البيانات من التعامل غَت‬
‫اؼبخطط‪ ،‬أو من األشخاص غَت اؼبصرح ؽبم هبدؼ ضباية اؼبعلومات من السرقة‪ ،‬التبلعب أو االخًتاؽ"‪ ،‬كما‬
‫يعرؼ على أنو "العلم الذي يهتم بدراسة طرؽ ضباية البيانات اؼبخزنة يف اغباسب (الكمبيوتر) و أنظمة‬
‫اال تصاالت و يتناوؿ سبل التصدي للمحاوالت (الطرؽ الرامية إذل معرفة البيانات اؼبخزنة يف اغباسب بصورة‬
‫غَت مشروعة"‪ .‬و يتمثل اؽبدؼ من أي برنامج أمن يعد لنظاـ اؼبعلومات ضباية معلومات اؼبنظمة أو اؼبؤسسة‬
‫اؼبعنية بتقليل اؼبخاطر اليت تؤثر على توافر اؼبعلومات و سريتها و سبلمتها دبستوى مقبوؿ و ؿبدد‪.‬‬
‫و يتضمن برنامج أمن اؼبعلومات اعبيد عنصرين أساسيُت نبا‪:‬‬
‫تحليل المخاطرة‪ -.‬إدارة المخاطرة‪.‬‬
‫حيث يتضمن ربليل اؼبخاطرة ضماف مستودع البيانات‪ ،‬أما إدارة اؼبخاطرة فتهتم بأساليب الرقابة و مقاييس األمن‬
‫اليت ذبعل اؼبنظمة تتعرض ؼبستوى مقبوؿ و مسموح بو من اؼبخاطرة‪ .‬ذلك أف اؼبشاكل اؼبنية ال تأيت من القراصنة‬
‫و اللصوص فقط بل أكثر من عمليات السرقات و التهديدات تأيت من داخل اؼبؤسسات‪ ،‬و يتطلب األمر إذف‬
‫ضباية ألمن اؼبعلومات يف اؼبنظمة اإللكًتونية و ذبنب الغش و اػبطاء و التحريفات وأنواع التهديدات إتباع اوآيت‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل بُت االختصاصات الوظيفية داخل إدارة التشغيل االلكًتوين للبيانات؛‬
‫‪ ‬استخداـ االختيارات اؼبربؾبة داخل أجهزة الكمبيوتر و األنظمة اػباصة بتشغيلو إذل أقصى حد فبكن؛‬
‫‪ ‬االقتصار يف االطبلع و االقًتاب من اؼبعلومات على األشخاص اؼبصرح ؽبم بذلك فقط‪ ،‬ذلك أنو من‬
‫وسائل تعزيز أمن النظم موازنة أغراض السرية و السبلمة و أساليب الرقابة الكافية للمتطفلُت على تظم‬
‫اؼبعلومات أو اؼبخربُت ؽبا لعظم التكلفة اليت تتحملها اؼبؤسسة بعد ذلك‪.‬‬
‫و االىتماـ بأمن اؼبعلومات احملاسبية يتطلب إجراءات تقنية‪ ،‬تنظيمية و قانونية لضماف اغبماية اؼبطلوبة لنظم‬
‫اؼبعلومات منها إبراـ عقد اؼبسؤولية التضامنية مع اؼبستخدمُت لوسائل التكنولوجيا سواء كانوا من داخل اؼبؤسسة‬
‫أو خارج اؼبؤسسة‪ ،‬و كذا إعداد دليل قانوين ألمن نظم اؼبعلومات لكي وباسب األشخاص طبقا ؽبذا الدليل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زٌنب حوري‪ ،‬ساسٌة خضراوي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪255-254 :‬‬

‫‪84‬‬
‫الشكل (‪ :)3-2‬نطاق‪ ،‬تغطية و إدارة المخاطر‬

‫إدارة المخاطر‬

‫التطورات‬ ‫قدرة‬ ‫المتطلبات‬


‫المتصلة‬ ‫الرقابة على‬ ‫المؤسسة‬
‫أمن‬ ‫بالنظم بما‬ ‫التطورات‬ ‫التنظيمية‬
‫المشروعات‬ ‫على التكيف‬
‫المعلومات‬ ‫فيها الرقابة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫والخاصة‬
‫و متابعتها‬
‫على‬ ‫تخطيط‬ ‫بااللتزام‬
‫العمليات‬ ‫االستمرارية‬

‫المصدر‪ :‬زينب حوري‪ ،‬ساسية خضراوي‪ ،‬معالجة مخاطر التكنولوجيا في أعمال المحاسبة و التدقيق‪ .‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،31/30‬ص‪.389 :‬‬

‫‪85‬‬
‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خبلؿ ىذا الفصل تبُت أف احملاسػبة الدوليػة خػبلؿ العقػود الثبلثػة األخػَتة مػرت بػثبلث مراحػل رئيسػية‪،‬‬
‫مرحلػػة النشػػوء مث مرحلػػة النضػػوج مػػن خػػبلؿ االعتمػػاد علػػى األدبيػػات احملاسػػبية يف ىػػذا اجملػػاؿ‪ ،‬و يف القػػرف العش ػرين‬
‫أيػ ػػن شػ ػػهد العػ ػػادل اتسػ ػػاع نطػ ػػاؽ العوؼبػ ػػة و العبلقػ ػػات بػ ػػُت الشػ ػػركات العاؼبيػ ػػة‪ ،‬و العديػ ػػد مػ ػػن الق ػ ػرارات التشػ ػػغيلية‬
‫واالسػػتثمارية والتمويليػػة حيػػث كانػػت ؽبػػا صػػفة الدوليػػة فبػػا أدى لزيػػادة االىتمػػاـ و الطلػػب علػػى اػبػػدمات احملاسػػبية‪،‬‬
‫األمر الذي أدى إذل تطور احملاسبة على اؼبستوى الدورل‪.‬‬
‫إف تطػػور مهنػػة احملاسػػبة يف اعبزائػػر مػػر بػػثبلث ؿبطػػات رئيسػػية‪ ،‬األوذل بعػػد االسػػتقبلؿ والػػيت عرفػػت تبػػٍت‬
‫وتطبيق اؼبخطػط احملاسػيب الفرنسػي لغايػة سػنة ‪ ،1975‬أمػا الثانيػة فقػد بػدأت سػنة ‪ 1972‬وذلػك بتأسػيس اجمللػس‬
‫األعلػػى للمحاسػػبة (‪ )CSC‬الػػذي اضػػطلع دبهمػػة إعػػداد ـبطػػط ؿباسػػيب جديػػد يبلئػػم و يلػػيب احتياجػػات االقتصػػاد‬
‫االشًتاكي‪ ،‬و يف األخَت احملطة الثالثة و األىم و اليت توجت بتبٍت النظاـ احملاسيب اؼبارل يف ‪ 25‬نوفمرب ‪.2007‬‬
‫سػانبت تكنولوجيػػا اؼبعلومػات يف زيػػادة قػػدرة نظػم اؼبعلومػػات احملاسػبية علػػى التكييػػف و التػأقلم السػريع مػػع‬
‫بيئػػة األعمػػاؿ يف الوحػػدات االقتصػػادية و ذلػػك مػػن خػػبلؿ تػػوفَت أدوات اقتصػػادية فعالػػة ػبػػزف و اسػػًتجاع و معاعبػػة‬
‫البيانات و تقديبها بصورة معلومات إذل متخذي القرار يف الوقت اؼبناسب‪ ،‬و قد انعكػس ذلػك بوضػوح علػى زيػادة‬
‫فاعلية و كفاءة اؼبعلومات احملاسبية و أتاح ؽبا مرونة كبَتة يف التعامل مع اؼبتغَتات السريعة و االستجابة ؽبا‪.‬‬
‫إف التط ػػورات الس ػريعة يف تكنولوجيػػا اؼبعلوم ػػات خاص ػػة يف ؾب ػػاؿ األنًتن ػػت و االنتشػػار الواس ػػع الس ػػتخداـ‬
‫اغباسػػب اوآرل و براؾبػػو ارتػػبط هبػػا العديػػد مػػن اؼبخػػاطر و التهديػػدات‪ ،‬لػػذا وجػػب أف يصػػاحب ىػػذا التطػػور تطػػورا‬
‫فباثبل يف اؼبمارسات و الضوابط الرقابية‪ ،‬و تطورا فباثبل يف معرفة و خػربات العػاملُت‪ ،‬فاؼبعلومػات احملاسػبية و أنظمػة‬
‫اؼبعلومػػات تعػػد مثػػل بػػاقي أصػػوؿ اؼبنشػػأة و الػػيت وجػػب اغبفػػاظ علػػى سػػبلمة أدائهػػا مػػن خػػبلؿ ضبايتهػػا مػػن صبيػػع‬
‫اؼبخاطر و التهديدات‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الدراسة التطبيقية‬
‫استطالع رأي عينة من المهنيين في الجزائر‬

‫‪87‬‬
‫تمهيد الفصل‪:‬‬
‫هتدؼ الدراسة التطبيقية إذل التعرؼ على آراء و وجهة نظر عينة الدراسة حوؿ أثر استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات و االتصاالت على تطور مهنة احملاسبة‪ ،‬و قد مت اعتماد اعبانب النظري و ما سبق من مسانبات حبثية‬
‫من أجل قياسها و اختبارىا عن طريق التقرب اؼبباشر من ؿبافظي اغبسابات على مستوى كل من والية سوؽ‬
‫أىراس وعنابة‪ ،‬و احملاسبُت يف اؼبؤسسات العمومية و االقتصادية من ؾبتمع اؼبؤسسات يف والية سوؽ أىراس‬
‫إضافة لبعض األ ساتذة اعبامعيُت اؼبهتمُت من جامعة سوؽ أىراس و اعبامعات اجملاورة‪ ،‬باستخداـ أداة االستبياف‪،‬‬
‫و لئلؼباـ أكثر بالدراسة التطبيقية مت تقسيم الفصل إذل ثبلث مباحث كما يلي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطريقة واألدوات اؼبستخدمة؛‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة التطبيقية؛‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التحليل و اؼبناقشة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪88‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطريقة و األدوات المستخدمة‪.‬‬
‫من خبلؿ ىذا اؼببحث سوؼ يتم التطرؽ إذل األدوات و الوسائل اليت مت من خبلؽبا صبع البيانات اليت اعتمدناىا‬
‫يف ىذه الدراسة من اختبار الفرضيات‪ ،‬كما سنتطرؽ إذل اإلطار و الظروؼ اليت مت إعداد االستبياف باعتبارىا‪،‬‬
‫إضافة إذل اػبصائص الشخصية و الوظيفية للعينة اؼبعنية بالدراسة؛‬
‫المطلب األول‪ :‬الطريقة المستخدمة في الدراسة‪.‬‬
‫لتحقيق ىدؼ الدراسة اؼبتمثل يف التعرؼ على أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت على تطور مهنة‬
‫احملاسبة‪ ،‬مت ال قياـ ببناء و تصميم استبياف الدراسة و ذلك باالستفادة من الدراسات السابقة‪ ،‬و البحوث اؼبنجزة‬
‫وكذا بعض اؼبراجع اؼبتخصصة يف إعداد االستبيانات؛‬
‫أوال‪ :‬مجتمعو عينة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬مجتمع الدراسة‪ :‬يتمثل ؾبتمع الدراسة يف ؾبموعة من الفئات والعاملُت يف ؾباؿ احملاسبة(ؿبافظي‬
‫اغبسابات‪ ،‬خرباء احملاسبُت‪ ،‬احملاسبُت اؼبعتمدين‪ ،‬إطارات عاملُت بالشركات زبصص يف احملاسبة‪،‬‬
‫أساتذة جامعيُت مهتمُت باحملاسبة)‪.‬‬
‫‪ -2‬عينة الدراسة‪ :‬مت االعتماد على أسلوب العينة اؼبيسرة غَت االحتمالية‪ ،‬حبيث بلغ ؾبموعها ‪30‬‬
‫مستجوبا‪.‬‬

‫رثانيا‪ :‬تحديد مصادر البيانات و طريقة جمعها‪:‬‬


‫مت االعتماد على يف الدراسة التطبيقية على مصدرين أساسُت للبيانات حيث مت صبعها من خبلؿ اؼبصادر األولية‬
‫والثانوية و اليت ؽبا عبلقة دبوضوع الدراسة‪ ،‬و سبثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المصادر األولية‪ :‬مت التوصل إليها من خبلؿ البحث التطبيقي الذي مت القياـ بو حيث مت توزيع‬
‫استبياف الدراسة على عينة من ؿباسيب اؼبؤسسات االقتصادية و العمومية و ؿبافظي اغبسابات ‪،‬خرباء‬
‫احملاسبُت‪ ،‬احملاسبُت اؼبعتمدين وبعض األساتذة اعبامعيُت هبدؼ ذبميع اؼبعلومات البلزمة ؼبوضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬و مت تفريغها و معاعبتها عن طريق الربنامج اإلحصائي ‪.SPSS‬‬
‫‪ -2‬المصادر الثانوية‪ :‬سبثلت اؼبصادر الثانوية للدراسة يف ؾبموعة من اؼبقاالت العلمية و البحوث اعبامعية‬
‫إضافة للدراسات السابقة اليت تطرقت ؼبوضوع حبثنا‪ ،‬و بناءا عليو مت القياـ بتحديد فرضيات الدراسة‬

‫‪89‬‬
‫وربديد أسئلة االستبياف دبا يتناسب و إجابة الفرضيات‪ .‬و هبدؼ التحليل اإلحصائي واختيار فرضيات‬
‫الدراسة مت استعماؿ مقياس ليكارت اػبماسي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األدوات المستخدمة في الدراسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األداة المستخدمة في الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬تصميم استمارة االستبيان‪ :‬من خبلؿ ىذه اؼبرحلة مت العمل قدر اإلمكاف على تصميم أسئلة االستمارة‬
‫بصفة بسيطة حبيث تكوف سهلة و قابلة للفهم من قبل اؼبستجوبُت‪ ،‬حبيث تسمح تلك األسئلة باإلجابة‬
‫على فرضيات البحث‪ ،‬و لئلحاطة بكل جوانب تصميم االستبياف لرفع نسبة اإلجابة و القبوؿ لدى العينة‬
‫اؼبدروسة‪ ،‬و قد مت إعداد االستبياف عرب اؼبراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ذبميع اؼبعلومات من الدراسات و البحوث اعبامعية السابقة؛‬
‫‪ -‬إعداد ؾبموعة من األسئلة اؼببدئية بناءا على استبياف أورل؛‬
‫‪ -‬تعديل االستبياف األورل و التشاور مع اؼبشرؼ؛‬
‫‪ -‬عرض االستبياف على ؾبموعة من األساتذة احملكمُت؛‬
‫‪ -‬استخراج االستبياف يف شكلو النهائي؛‬
‫‪ -‬توزيع االستبياف على أفراد العينة‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر استمارة االستبيان‪ :‬هبدؼ نشر و توزيع أكرب عدد فبكن من استمارات االستبياف مت االعتماد‬
‫على توزيعو بشكل الكًتوين (عن طريق اإلمايل)‪ ،‬إذل جانب التواصل مع أفراد العينة شخصيا‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬ىيكل استمارة االستبيان و الهدف منو‪.‬‬
‫‪ -1‬ىيكل استمارة االستبيان‪:‬‬
‫اشتمل االستبياف على جزئُت‪:‬‬
‫‪ -‬الجزء األول‪ :‬استخداـ ىذا اعبزء يف صبع البيانات الشخصية عن اؼبستجوبُت و اؼبتمثلة يف (السن‪ ،‬اؼبستوى‬
‫التعليمي‪ ،‬اؼبركز الوظيفي‪ ،‬اػبربة اؼبهنية)‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء الثاني‪ :‬عبارة عن مقياس يهدؼ لتحليل موضوع البحث‪ ،‬و قد احتوى على ؾبموعة من العبارات‬
‫بلغ عددىا ‪ 20‬ضمن ؿبورين أساسيُت‪:‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬حوؿ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت وأنبيتها بالنسبة للمحاسبُت‪ ،‬الشركات‬
‫االقتصادية و اؼبؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬حوؿ عوامل اليت أثرت على تطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫عند وضع ىذه األسئلة مت األخذ بعُت االعتبار وضع أسئلة تغطي كافة جوانب الدراسة النظرية‪ ،‬مع مراعاة‬
‫أف يكوف معظمها واضحا و ذو هنايات مغلقة لسهولة و سرعة اإلجابة عليها و سهولة ربليلها‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من إعداد االستبياف بشكل هنائي مت توزيعو على العينة اؼبقصودة‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة صالحية االستبيان‪:‬‬
‫‪ -‬الصدق الظاىري‪ :‬من أجل التعرؼ على صدؽ استبياف الدراسة‪ ،‬مت القياـ بقياسو من خبلؿ عرضو‬
‫على ؾبموعة من األساتذة اؼبختصُت يف اجملاؿ احملاسيب بغرض التعرؼ على آراء ووجهة نظر عينة الدراسة‬
‫حوؿ أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت على تطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬قياس الصدق البنائي‪ :‬لل تحقق من ثبات االستبياف مت استعماؿ معامل ألفا كرونباخ على العينة‪،‬‬
‫حيث بلغ ‪ 98,6%‬وىذا ما يؤكد ثبات استبياف الدراسة و صبلحيتها لتحليل النتائج و اختبار الفرضيات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة التطبيقية‪:‬‬
‫بعد تفريغ االستبيانات اؼبسًتجعة و الصاغبة للدراسة يف برنامج ‪ SPSS‬و من أجل اغبصوؿ على النتائج‪،‬‬
‫سيتم عرض ـبتلف النتائج اؼبتحصل عليها و اػباصة بعينة الدراسة‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض خصائص عينة الدراسة التطبيقية‪:‬‬
‫سنستعرض يف ىذا اؼبطلب اػبصائص الشخصية و الوظيفية لعينة الدراسة‪ ،‬و اليت مت إدراجها نظرا‬
‫لعبلقتها ببقية الدراسة سواء ما تعلق بتكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت أو بتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬و بالتارل فإف‬
‫ىذه اػبصائص سنعرضها يف ـبتلف النقاط أدناه كما جاء يف استمارة االستبياف؛‬
‫أوال‪ :‬خصائص العينة حسب السن‪ :‬و ىذا ما مت تلخيصو يف اعبدوؿ اؼبوارل بالتكرارات و النسب اؼبئوية‪ ،‬كما‬
‫يلي‪ :‬جدول رقم‪:)1-3( :‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫‪6,7%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫من ‪ 20‬سنة إلى ‪30‬سنة‬
‫‪%26,7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من ‪ 31‬سنة إلى ‪ 40‬سنة‬
‫‪% 2667‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من ‪ 41‬سنة إلى ‪ 50‬سنة‬
‫‪%40,0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أكبر من ‪ 50‬سنة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على مخرجات‪SPSS‬‬

‫‪91‬‬
‫من خبلؿ اعبدوؿ قبد أف الفئة العمرية (أكثر من ‪ 50‬سنة ) ىي اليت تتفوؽ على باقي الفئات بنسبة‬
‫‪ % 40‬وىذا ما يدؿ على أف األشخاص الذين يبارسوف مهنة احملاسبة سواء كانوا ؿبافظي حسابات أو إطارات‬
‫باؼبؤسسة وكذلك أساتذة جامعيُت ىم األكثر فئة عمرية يف ىذه اغبالة‪.‬‬
‫رثانيا‪ :‬خصائص العينة حسب المؤىل العلمي‪ :‬و ىذا ما مت تلخيصو يف اعبدوؿ اؼبوارل بالتكرارات و النسب‬
‫اؼبئوية‪ ،‬كما يلي‪ :‬جدول رقم‪:)2-3( :‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫‪%00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫رثانوي‬
‫‪%6,7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقني سامي‬
‫‪%63,3‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ليسانا‬
‫المؤىل العلمي‬
‫‪%10,0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ماستر‬
‫‪%3,3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ماجيستير‬
‫‪%16,7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫دكتوراه‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على مخرجات‪SPSS‬‬

‫من خبلؿ اعبدوؿ قبد أف اؼبتحصلُت على شهادة ليسانس يتفوقوف على باقي اؼبستويات‬
‫األخرى بنسبة ‪ ،% 63.3‬وىذا طبيعي كوف األفراد الذين يبارسوف مهنة احملاسبة سواء ؿبافظي‬
‫حسابات‪ ،‬أو إطارات بالشركات من بُت شروط االنتقاء والتوظيف ؽبذه اؼبهن يشًتط شهادة ليسانس‬
‫حسب االختصاص اؼبطلوب‪.‬‬

‫رثالثا‪ :‬خصائص العينة حسب المنصب الوظيفي‪ :‬و ىذا ما مت تلخيصو يف اعبدوؿ اؼبوارل بالتكرارات و النسب‬
‫اؼبئوية‪ ،‬كما يلي‪ :‬جدول رقم‪:)3-3( :‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫‪%50,0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫إطار محاسبي في المؤسسة‬
‫محاسبين (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء‬
‫‪%30,0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المنصب الوظيفي‬
‫محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين)‬
‫‪%20,0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أستاذ جامعي مهتم بالمحاسبة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على مخرجات‪SPSS‬‬

‫‪92‬‬
‫قبد أف الفئة اؼبتفوقة يف ىذه اغبالة فئة اإلطارات العاملة باؼبؤسسات العمومية والشركات االقتصادية سواء‬
‫خاصة او عامة‪ ،‬حيث بلغت النسبة ‪ % 50‬من إصبارل العدد‪ ،‬مقارنة مع ؿبافظي اغبسابات كوهنا ؿبدودة العدد‬
‫يف إقليم كل والية من جهة ومن جهة أخ رى تعذر عليهم اإلجابة على االستبياف كوهنم منشغلُت يف عملية‬
‫اؼبراجعة وإعداد التقارير اؼبالية‪ .‬و نفس الشيء بالنسبة لؤلساتذة اعبامعيُت الذين تعذر عليهم اإلجابة على‬
‫االستبياف لعدة ارتباطات تزامننا مع االمتحانات السداسي الثاين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خصائص العينة حسب الخبرة المهنية‪ :‬و ىذا ما مت تلخيصو يف اعبدوؿ اؼبوارل بالتكرارات و النسب‬
‫اؼبئوية‪ ،‬كما يلي‪ :‬جدول رقم‪:)4-3( :‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫‪%13,3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫من ‪ 01‬سنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة إلى ‪05‬سنوات‬
‫‪%10,0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫من ‪ 06‬سنوات إلى ‪ 10‬سنوات‬ ‫الخبرة المهني ـ ـ ـ ـة‬
‫‪%26,7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من ‪ 11‬سنـ ـ ـ ــة إلى ‪ 15‬سن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة اعتمادا على مخرجات‪SPSS‬‬

‫قبد الفئة الغالبة ىي من ‪ 11‬سنة إلى ‪ 15‬سنة بنسبة مئوية (‪ )%2667‬وىذا ما يدؿ على أف األفراد‬
‫اؼبستجوبُت لبلستبياف ذو خربة يف اختصاص احملاسبة فبا يربىن على صدؽ االستبياف‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور األول من االستبيان‪:‬‬
‫لقد مت استخراج الوسط اغبسايب واالكبراؼ اؼبعياري‪ ،‬لوصف إجابات عينة الدراسة كما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)5-3‬اؼبتوسط اغبسايب و االكبراؼ اؼبعياري إلجابات عينة الدراسة بالنسبة لتكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات واالتصاالت وأنبيتها بالنسبة للمؤسسة واحملاسبُت (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪،‬‬
‫محاسبين معتمدين)‬

‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬


‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪.1‬االستعانة بتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت من قبل ؿبافظ اغبسابات‪ ،‬وكذا‬
‫‪0,50‬‬ ‫‪4,56‬‬
‫احملاسبُت باؼبؤسسة يف اكتشاؼ األخطاء احملاسبية بسرعة‪.‬‬
‫‪0,50‬‬ ‫‪4,53‬‬ ‫‪.2‬تقوـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت دبعاعبة البيانات احملاسبية بأكثر دقة‪.‬‬
‫‪. 3‬تعمل تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت بالسرعة يف تنفيذ وربليل البيانات‬
‫‪0,57‬‬ ‫‪4,46‬‬ ‫احملاسبية‪.‬‬
‫‪.4‬تساىم تكنولوجيا اؼبعلومات يف عدـ وجود تباين يف اؼبعطيات والبيانات‬
‫‪0,60‬‬ ‫‪4,33‬‬
‫احملاسبية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪. 5‬خطة التدقيق و وضوح اإلجراءات وسرعتها‪ ،‬يف ظل استخداـ تكنولوجيا‬
‫‪0,49‬‬ ‫‪4,63‬‬
‫اؼبعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫‪0,57‬‬ ‫‪4,50‬‬ ‫‪.6‬تقوـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬بتخفيض التكاليف وربسُت اعبودة‪.‬‬
‫‪ .7‬من ـباطر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاؿ سوء استخداـ‬
‫‪0,60‬‬ ‫‪4,33‬‬
‫اغباسوب الذي قد يؤدي إذل فقداف البيانات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ .8‬من عيوب استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت عدـ وجود رقابة‬
‫‪0,74‬‬ ‫‪4,16‬‬
‫على الربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبستخدمة‪.‬‬
‫‪ .9‬تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬ؽبا تأثَت سليب يف حالة استخداـ الربامج‬
‫‪0,60‬‬ ‫‪4,33‬‬
‫واألنظمة منقبل موظفُت غَت مؤىلُت‪.‬‬
‫‪10‬من عيوب تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ ،‬تعطل األجهزة و اغبواسيب‪،‬‬
‫‪0,50‬‬ ‫‪4,43‬‬
‫بسبب األخطار اػبارجية كالفَتوسات أو القرصنة‪.‬‬
‫‪0,56‬‬ ‫‪4,43‬‬ ‫المجموع العام‬
‫مـ ـ ــوافق‬ ‫االذباه العاـ إلجابات العينة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫كما يبُت اعبدوؿ أعبله‪ ،‬إجابات عينة الدراسة على العبارات اؼبتعلقة بتكنولوجيا اؼبعلومات وأنبيتها‬
‫بالنسبة حملاسيب الشركات واحملاسبُت (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين) ‪ ،‬أين اكبصر‬
‫اؼبتوسط اغبسايب ما بُت (‪ ،)4,63-4,16‬دبتوسط كلي قدره ‪ 4,42‬على مقياس ليكارت اػبماسي الذي يشَت‬
‫إذل توافق وجهات النظر لعينة الدراسة حوؿ أنبية وتأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات على مهنة احملاسبُت وباؼبؤسسات‬
‫العمومية والشركات االقتصادية العامة واػباصة منها واؼبهنيُت (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين‬
‫معتمدين)‪.‬كما يبُت اعبدوؿ التشتت اؼبنخفض يف إجابات أفراد عينة الدراسة‪ ،‬وىو ما يعكس التقارب الكبَت يف‬
‫وجهات النظر‪.‬‬

‫يف نفس السياؽ نبلحظ استحواذ العبارة اػبامسة(خطة التدقيق و وضوح اإلجراءات وسرعتها‪ ،‬يف ظل‬
‫استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت) أعلى متوسط حسايب ؽبا يقدر بػ ‪ 4,63‬واكبراؼ بػ‪ ،0,49‬وىذا ما‬
‫يثبت توافق و التأثَت اإلهبايب الستخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات على مهاـ اؼبدقق اػبارجي (محافظي حسابات‪،‬‬
‫خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين) وكذا ؿباسيب الشركات‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم إجابات عينة الدراسة بالنسبة للمحور الثاني من االستبيان‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ )6-3‬اؼبتوسط اغبسايب واالكبراؼ اؼبعياري إلجابات عينة الدراسة بالنسبة ؼبهنة احملاسبة وتطورىا يف‬
‫اعبزائر‪.‬‬

‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫البي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬


‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪ .1‬لتطوير مهنة احملاسبة هبب القياـ بدورات تكوينية خارج الوطن لكل من‬
‫‪0,67‬‬ ‫‪4,43‬‬
‫ؿبافظي اغبسابات‪ ،‬وكذا احملاسبُت باؼبؤسسات االقتصادية ؼبواكبة ىذه التطورات‪.‬‬
‫‪ -2‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬إمكانية االعتماد على التعليم و التعليم اؼبستمر‪،‬‬
‫‪0,49‬‬ ‫‪4,60‬‬
‫بإجراء الدورات التدريبية عرب وسائل التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪.3‬تطبيق معايَت التدقيق الدولية لو تأثَت يف تطوير مهنة احملاسبة على اؼبستوى‬
‫‪0,50‬‬ ‫‪4,46‬‬
‫احمللي‪.‬‬
‫‪ -4‬لتطوير مهنة احملاسبة جبب االعتماد على الربامج احملاسبية‪ ،‬اليت تسمح بإدخاؿ‬
‫‪0,49‬‬ ‫‪4,63‬‬
‫وزبزين البيانات بسهولة ومعاعبتها بسرعة‪.‬‬
‫‪ .5‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وجب استخداـ الربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة‪،‬‬
‫‪0,47‬‬ ‫‪4,66‬‬
‫اليت تعمل على تسهيل العمليات اغبسابية‪ ،‬وربليل البيانات اؼبالية بأكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ .6‬اغبضور إذل اؼبلتقيات الدولية اػباصة باحملاسبيُت‪ ،‬إلدراج أي تعديل أو تغيَت‬
‫‪0,50‬‬ ‫‪4,56‬‬ ‫على اؼبعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬قصد العمل على تطوير مهنة احملاسبة على اؼبستوى‬
‫احمللي وفقا ؽبذه اؼبعايَت‪ .‬من أجل ربسُت جودة البيانات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ .7‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وجب االعتماد على اوآليات وشروط جديدة يف‬
‫‪0,60‬‬ ‫‪4,33‬‬
‫االنتقاء‪ ،‬زبص اػبرباء احملاسبيُت وؿبافظي اغبسابات وكذا احملاسبيُت اؼبعتمدين‪.‬‬
‫‪ .8‬االعتماد على تطبيقات الذكاء االصطناعي‪ ،‬البيانات الكربى وباقي‬
‫‪0,65‬‬ ‫‪4,30‬‬
‫التكنولوجيات الرقمية لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وربسُت األداء والفعالية يف العمل‪.‬‬
‫‪.9‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬التخلي عن الطريقة اليدوية يف العمليات اغبسابية‬
‫‪0,69‬‬ ‫‪4,26‬‬ ‫واالعتماد على الوسائل االلكًتونية األكثر فعالية‪ ،‬فبا يتيح للمحاسبُت إمكانية‬
‫الًتكيز على ربليل البيانات اؼبالية‪ ،‬مع إبداء الرأي‪ ،‬وإعطاء االقًتاحات اؼبناسبة‪.‬‬
‫‪.10‬هبب على (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين‬
‫معتمدين) ازباذ تدابَت وإجراءات أمنية لؤلجهزة االلكًتونية كربامج اغبماية من‬
‫‪0,46‬‬ ‫‪4,70‬‬
‫الفَتوسات و االعتماد على أنظمة التشفَت من أجل ضباية البيانات احملاسبية‬
‫واؼبالية من التهديدات االلكًتونية و القرصنة‪.‬‬
‫‪0,55‬‬ ‫‪4,49‬‬ ‫المجموع العام‬
‫موافق‬ ‫االتجاه العام إلجابات العينة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫‪95‬‬
‫يبُت اعبدوؿ إجابات عينة الدراسة على العبارات اؼبتعلقة باؼبتغَت التابع الذي يتمثل يف تطوير مهنة‬
‫احملاسبة يف اعبزائر‪ ،‬حيث تراوحت اؼبتوسطات احملاسبية ؽبذا اؼبتغَت ما بُت (‪ )4,70-4,26‬دبتوسط كلي‬
‫قدره(‪ ،)4,49‬على مقياس ليكارت اػبماسي الذي يشَت إذل توافق وجهات النظر لعينة الدراسة حوؿ األساليب‬
‫واوآ ليات الواجب القياـ هبا لتطوير مهنة احملاسبة يف اعبزائر وذلك بإدراج تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت مثل‬
‫الربامج االلكًتونية والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة اليت تساىم يف ربسُت أداء احملاسبُت من جهة ومن جهة أخرى‬
‫العمل على سرعة اإلدخاؿ‪ ،‬اؼبعاعبة وربليل البيانات من أجل ربسُت األداء والفعالية يف العمل‪ .‬كما يبُت اعبدوؿ‬
‫أيضا التشتت اؼبنخفض يف إجابات أفراد العينة‪ ،‬وىو ما يعكس التقارب الكبَت يف وجهات النظر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تفسير النتائج واختبار الفرضيات‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تفسير نتائج الفرضية األولى‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الفرضية األولى‪:‬‬
‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات من قبل ؿبافظي اغبسابات وكذا احملاسبُت باؼبؤسسة ؼبسانبتها يف اؼبعاعبة‪ ،‬الدقة‪ ،‬السرعة‪ ،‬وربليل‬
‫البيانات احملاسبية و اكتشاؼ األخطاء بسرعة‪.‬‬
‫الختبار ىذه الفرضية مت االعتماد ربليل االكبدار البسيط لتحقق من استخداـ كل من (محافظي‬
‫حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين)واحملاسبُت باؼبؤسسات لتكنولوجيا اؼبعلومات اليت تساىم يف‬
‫ربليل البيانات ومعاعبتها دوف أخطاء وبسرعة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)7-3‬نتائج ربليل االكبدار البسيط يبُت مدى استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات من قبل‬
‫كل من ؿبافظي اغبسابات واحملاسبُت باؼبؤسسات ؼبسانبتها يف ربليل البيانات ومعاعبتها دوف أخطاء‪.‬‬
‫‪ SIG‬مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫‪F‬‬ ‫معامل‬ ‫معامل‬ ‫المتغير‬ ‫المتغير التابع‬
‫الداللة‬ ‫المحسوبة‬ ‫المحسوبة‬ ‫التحديد‬ ‫االرتباط‬ ‫المستقل‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪40,001‬‬ ‫‪0,833‬‬ ‫‪0,913‬‬ ‫تكنولوجيا‬ ‫المعالجــة‪ ،‬الدقــة‪،‬‬
‫‪6,325‬‬
‫المعلومات‬ ‫الســرعة‪ ،‬وتحليــل‬
‫و‬ ‫البيانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫االتصاالت‪.‬‬ ‫المحاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبية‬
‫واكتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاف‬
‫األخطاء بسرع ـ ـ ـ ـة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫‪96‬‬
‫أظهرت نتائج التحليل االحصائي وجود تأثَت دي داللة إحصائية وذلك باالستعانة وإدراج تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات من قبل (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين)واحملاسبُت باؼبؤسسات‪ ،‬ؼبسانبتها‬
‫يف العمليات احملاسبية كتحليل ومعاعبة البيانات احملاسبية‪ ،‬من أجل الوصوؿ إذل دقة وجودة اؼبعلومات احملاسبية‬
‫دوف أخػ ػ ػػطاء‪ ،‬ىذا ما يثبتو معامل االرتباط ‪)0,913(R‬عند مستوى الثقة (‪ ،) ∞≥0,05‬أما معامل التحديد‬
‫‪)0,833( R2‬أي ما قيمتو‪ % 83,3‬يبُت أنو ال يبكن االستغناء عن تكنولوجيا اؼبعلومات من قبل (محافظي‬
‫حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين) واحملاسبُت باؼبؤسسات والشركات االقتصادية‪ ،‬ألهنا تساىم‬
‫وتساعد يف معاعبة وربليل البيانات احملاسبية بدقة و جودة عالية دوف ارتكاب أخطاء‪ ،‬ويؤكد معنوية التأثَت قيمة‬
‫‪F‬احملسوبة واليت بلغت نسبة ‪ 40,001‬وىي دالة عند مستوى ‪ ،∞≥0,05‬ىذا ما يؤكد عدـ صحة قبوؿ‬
‫الفرضية الرئيسية األوذل‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية العدمية ‪ H0‬ونقبل الفرضية البديلة ‪ H1‬اليت تنص على‪:‬‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ %5‬بين أفراد العينة حول استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات من قبل (محافظي حسابات‪ ،‬خبراء محاسبين‪ ،‬محاسبين معتمدين)وكذا المحاسبين‬
‫بالمؤسسة لمساىمتها في المعالجة‪ ،‬الدقة‪ ،‬السرعة‪ ،‬وتحليل البيانات المحاسبية و اكتشاف األخطاء‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تفسير نتائج الفرضية الثانية‪:‬‬


‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ وجود عبلقة بُت‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف عملية التدقيق من قبل احملاسبُت لتحسُت األداء اؼبهٍت و جودة التقارير‬
‫اؼبالية ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪:)8-3‬لتحليل ىذه الفرضية مت االعتماد على معيار االكبراؼ البسيط‪ ،‬ؼبعرفة دور تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات وتأثَتىا على تطوير مهنة احملاسبة وذلك بإدخاؿ النظاـ احملاسيب من جودة يف التقارير اؼبالية و ربسُت يف‬
‫األداء اؼبهٍت لدى احملاسبيُت‪.‬‬
‫‪ SIG‬مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫‪F‬‬ ‫معامل‬ ‫معامل‬ ‫المتغير‬ ‫المتغير التابع‬
‫الداللة‬ ‫المحسوبة‬ ‫المحسوبة‬ ‫التحديد‬ ‫االرتباط‬ ‫المستقل‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪23,236‬‬ ‫‪139,896 0,751‬‬ ‫‪0,875‬‬ ‫تط ـ ــورات ف ـ ــي‬ ‫عملي ــة الت ــدقيق ‪،‬‬
‫تكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫جـ ـ ـ ــودة التقـ ـ ـ ــارير‬
‫المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫الماليـة‪ ،‬وتحســين‬
‫واالتصاالت‪.‬‬ ‫األداء المهن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫للمحاسبين‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫‪97‬‬
‫لتحليل ىذه الفرضية مت االعتماد على معيار االكبراؼ البسيط لتحقق من إحداث تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫ربسُت يف األداء اؼبهٍت لدى احملاسبُت‪ ،‬من جودة يف التقارير اؼبالية ‪،‬وىذا ما يثبتو معامل االرتباط اؼبشار اليو يف‬
‫اعبدوؿ أعبله‪ ،‬واؼبقدر بػ ػ(‪ ،R )0,875‬عند مستوى الثقة ‪ ،∞≥0,05‬أما معامل التحديد‪ R2‬فقد بلغ‬
‫‪ 0,751‬أي ما قيمتو‪ ،% 75,1‬يثبت أف إدخاؿ أنظمة تكنولوجيا ومعلوماتية متطورة مثل األنظمة اؼبعلوماتية‬
‫احملاسبية‪ ،‬أدت إذل جودة التقارير اؼبالية وربسُت األداء اؼبهٍت للمحاسبُت‪ ،‬وىذا ما يؤكد معنوية التأثر قيمة‬
‫‪F‬احملسوبة واليت بلغت ‪ 139,896‬وىي دالة على مستوى ‪ ،∞≥0,05‬وىذا ما يؤكد عدـ صحة قبوؿ الفرضية‬
‫الثانية‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية العدمية ‪ H0‬وتقبل الفرضية البديلة‪H1.‬واليت تنص على‪:‬‬
‫توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بين أفراد العينة حول وجود عالقة بين تكنولوجيا‬
‫المعلومات و االتصاالت في عملية التدقيق من قبل المحاسبين لتحسين األداء المهني و جودة التقارير‬
‫المالية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬تفسير نتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬
‫‪ :‬ال توجد فروؽ ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة من أجل تسهيل العمليات اغبسابية كالتخزين‪،‬‬
‫اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل‪ ،‬بأكثر فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬
‫الختبار ىذه الفرضية مت استخداـ ربليل االكبدار البسيط لتحقق من استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات يف‬
‫تسهيل عملية ربليل البيانات ومعاعبتها دوف ارتكاب أخطاء‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)9-3‬نتائج ربليل االكبدار البسيط تبُت مدى استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت و‬
‫اليت تعمل على اؼبعاعبة وربليل البيانات احملاسبية بسرعة مع اكتشاؼ األخطاء‪.‬‬
‫لتحليل ىذه الفرضية مت االعتماد على معيار االكبراؼ البسيط للتحقق‪:‬‬
‫‪SIG‬مستوى‬ ‫‪T‬‬ ‫‪F‬‬ ‫معامل‬ ‫معامل‬ ‫المتغير المستقل‬ ‫المتغير التابع‬
‫الداللة‬ ‫المحسوبة‬ ‫المحسوبة‬ ‫التحديد‬ ‫االرتباط‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪3,088‬‬ ‫‪260,285‬‬ ‫‪0,972‬‬ ‫الربامج‪ ،‬التطبيقات تكنولوجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ‪0,986‬‬
‫اؼبتطورة تعمل على المعلوم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫تسهيل العمليات واالتصاالت‪.‬‬
‫اغبسابية كالتخزين‪،‬‬
‫اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل‪،‬‬
‫بأكثر فعالية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫‪98‬‬
‫يوضح اعبدوؿ السابق حوؿ استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة‬
‫من أجل تسهيل العمليات اغبسابية كالتخزين‪ ،‬اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل‪ ،‬بأكثر فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وىذا ما‬
‫يثبتو معامل االرتباط اؼبشار اليو يف اعبدوؿ أعبله‪ ،‬واؼبقدر بػ (‪ ،R )0,986‬عند مستوى الثقة ‪ ،∞≥0,05‬أما‬
‫معامل التحديد‪ R2‬فقد بلغ ‪ 0,972‬أي ما قيمتو‪ ،% 97,2‬والذي يثبت أثر استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة من أجل تسهيل العمليات اغبسابية كالتخزين‪ ،‬اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل‪ ،‬بأكثر‬
‫فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪ .‬ويؤكد معنوية التأثر قيمة ‪ F‬احملسوبة واليت بلغت ‪260.285‬وىي دالة على مستوى‬
‫‪ ،∞≥ 0.05‬وىذا ما يؤكد عدـ صحة قبوؿ الفرضية الفرعية األوذل‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية العدمية ‪ H0‬وتقبل‬
‫الفرضية البديلة‪H1‬واليت تنص على‪:‬‬
‫توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بين أفراد العينة حول استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات و االتصاالت‪ ،‬كالبرامج والتطبيقات المحاسبية المتطورة من أجل تسهيل العمليات الحسابية‬
‫كالتخزين‪ ،‬المعالجة‪ ،‬التحليل‪ ،‬بأكثر فعالية لتطوير مهنة المحاسبة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫خالصة الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫من خبلؿ ىذا الفصل التطبيقي اؼبخصص لتقييم تأثَت تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت على‬
‫تطور مهنة احملاسبة‪ ،‬مت تصميم استبياف شامل عبمع البيانات‪ ،‬حيث تضمن أسئلة سبكن من استكشاؼ‬
‫التغَتات التكنولوجية اليت تأثرت هبا مهنة احملاسبة‪ ،‬إضافة لتحديد اوآثار اإلهبابية و السلبية ؽبذه التغَتات‪.‬‬
‫حيث مت استجواب اؼبشاركُت حوؿ استخدامهم ألنظمة اؼبعلومات و تأثَت ذلك على دقة و كفاءة العمل‬
‫احملاسيب‪.‬‬
‫و بعد ربليل النتائج تبينت االذباىات الرئيسية يف تطوير مهنة احملاسبة نتيجة التكنولوجيا‪ ،‬اؼبتمثلة‬
‫أساسا يف التغَتات يف الوظائف‪ ،‬اؼبهارات اؼبطلوبة‪ ،‬ربسُت الكفاءة و الدقة‪.‬‬
‫و من بُت اوآثار السلبية‪ ،‬التهديدات األمنية اليت قد تعرض البيانات احملاسبية و اؼبعلومات اغبساسة‬
‫للخطر يف عصر التكنولوجيا‪ ،‬إضافة ألخطار االخًتاقات االلكًتونية و االحتياؿ فبا يتطلب ازباذ اجراءات‬
‫أمنية قوية غبماية األنظمة اؼبعلوماتية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫خاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫باستخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف مهنة احملاسبة يبكننا استنتاج أهنا لعبت دورا حاظبا يف تطور‬
‫مهنة احملاسبة‪ ،‬حيث توفر ىذه التكنولوجيا فرصا جديدة لتحسُت كفاءة العمل‪ ،‬تسهيل العمليات اغبسابية‪ .‬كما‬
‫سبكن األدوات و الربامج احملاسبية اؼبتقدمة اؼببنية على تكنولوجيا اؼبعلومات من ربسُت جودة البيانات احملاسبية‬
‫وتوفَت اعبهد و الوقت يف إعداد التقارير اؼبالية و الضرائب و اؼبيزانيات‪ ،‬إضافة إذل ربسُت تبادؿ اؼبعلومات‬
‫والتفاعل بُت األ طراؼ اؼبعنية‪ ،‬فبا يعزز التعاوف و يساىم يف ازباذ القرارات األفضل عبلوة على ذلك تساعد‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف تعزيز التواصل و التعاوف بُت احملاسبُت و األعماؿ و العمبلء‪.‬‬

‫و نتيجة للتطور السريع و اؽبائل يف ميداف تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت و التكنولوجيا الرقمية رافقو‬
‫تطور طبيعي ؼبهاـ خرباء احملاسبة و الذي يعترب عامل أساسي لضماف استمرارية نشاطهم و التموقع يف سوؽ اؼبهنة‬
‫من جهة‪ ،‬و القدرة على تلبية االحتياجات اؼبتزايدة لزبائن اؼبهن احملاسبية من جهة أخرى‪.‬‬

‫إف لتكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت أثر واضح على مهنة احملاسبة إذ فتحت اجملاؿ للجميع لعرض قدراهتم‬
‫وخدماهتم يف سوؽ اؼبهنة احملاسبية األمر الذي أدى إذل فض االحتكار اؼبمارس من بعض خرباء احملاسبة أو‬
‫مكاتب اػبربة احملاسبية بل يتجو إذل الزواؿ تقريبا بفضل استغبلؿ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬فالسوؽ ال‬
‫يعًتؼ إال بالكفاءة و اػبدمات اؼبقدمة و االستشارات احملاسبية بأقل تكلفة و ىي يف اغبقيقة اؼبفتاح الوحيد‬
‫لنجاح خرباء احملاسبة و بالتارل تطور مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫مع كل ىذا‪ ،‬هبب أف نبلحظ أف استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف ؾباؿ احملاسبة يتطلب‬
‫أيضا االىتماـ دبسائل األمن واػبصوصية‪ ،‬و هبب تبٍت سياسات و إجراءات مبلئمة غبماية البيانات اؼبالية‬
‫وضماف سرية اؼبعلومات احملاسبية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫و من خبلؿ دراستنا مت التوصل إذل النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة الكفاءة و الدقة‪ :‬فلقد أدى التقدـ يف تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف ؾباؿ احملاسبة إذل‬
‫تطوير برامج و أدوات تساىم يف تقليل األخطاء البشرية و تسريع عمليات اؼبعاعبة و ربليل البيانات اؼبالية‪.‬‬
‫و الجهد‪ :‬يساعد االعتماد على تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف تقليل الوقت و‬ ‫‪ -‬توفير الوق‬
‫اعبهد البلزمُت إلقباز اؼبهاـ احملاسبية‪ ،‬فبا يتيح للمحاسبُت الًتكيز على اؼبهاـ األخرى كالتحليل و تقدمي‬
‫االستشارات‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين التقارير و التحليالت‪ :‬يوفر استخداـ التكنولوجيا اغبديثة للمعلومات و االتصاالت قدرات‬
‫ربليلية أفضل و إعداد تقارير أكثر تفصيبل و توضيحا بفضل أنظمة إدارة البيانات و ربليلها فبا يبكن من‬
‫استخبلص معلومات جد قيمة‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير في مهارات و مهنة المحاسب‪ :‬يتطلب تبٍت تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت اغبديثة‬
‫اكتساب مهارات جديد ة‪ ،‬و فهم عميق للنظم احملاسبية و القدرة على التكيف مع التطورات اعبديدة يف ىذا‬
‫اجملاؿ لبلستفادة من فوائده‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع نطاق العمل‪ :‬تسمح تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت بتوسيع نطاؽ عمل احملاسبُت‪ ،‬إذ‬
‫أصبح باإلمكاف التعامل و معاعبة البيانات اؼبالية من مكاف بعيد‪ ،‬فبا يعزز اؼبرونة يف العمل‪ ،‬باإلضافة لذلك‬
‫اؼبساعدة يف التواصل و التعاوف الفعاؿ بُت فرؽ العمل عرب الشبكات و األنظمة اؼبشًتكة‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب و التكوين‪ :‬إقامة دورات للمحاسبُت و فبارسي اؼبهن احملاسبية العاملُت على أنظمة اغباسوب‬
‫من أجل اطبلعهم على أحدث التطورات اغباصلة يف ؾباؿ أجهزة اغباسوب و الربؾبيات اػباصة بالعمل‬
‫احملاسيب و األساليب اغبديثة يف تدقيق أنظمة اغباسوب‪ ،‬مع إمكانية منح حوافز مادية للمبدعُت واؼبتقدين‬
‫منهم وضرورة العناية باؼبقًتحات اليت يقدموهنا بوصفها مصدرا لتطوير العمل احملاسيب‪.‬‬
‫‪ -‬التحديات األمنية‪ :‬هبب مراعاة شروط األمن و اغبماية و اػبصوصية من هتديدات االخًتاؽ والقرصنة‬
‫االلكًتونية غبماية اؼبعلومات و األنظمة اغبساسة و البيانات اؼبالية لؤلفراد و الشركات‪ ،‬و االمتثاؿ للقوانُت‬
‫والتشريعات و اللوائح اؼبتعلقة حبماية البيانات الشخصية و اػبصوصية اؼبالية اؼبعموؿ هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يبكن االستغناء عن دور االنساف كمحاسب مهما بلغت درجة التطور يف تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬إذ يبقى دوره ؿبوريا و أمرا واجبا خاصة يف بعض اؼبسائل احملاسبية اليت ال يبكن ألي آلة أو‬
‫حاسوب القياـ هبا‪ ،‬نذكر على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬التقدير احملاسيب‪ ،‬إعادة تقييم التثبيتات ‪....‬إخل‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫رثانيا‪ :‬نتائج اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫نصت الفرضية األوذل على أنو ال توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد‬
‫العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات من قبل ؿبافظي اغبسابات وكذا احملاسبُت باؼبؤسسة ؼبسانبتها يف‬
‫اؼبعاعبة‪ ،‬الدقة‪ ،‬السرعة‪ ،‬وربليل البيانات احملاسبية و اكتشاؼ األخطاء بسرعة‪ .‬فمن خبلؿ اعبانب النظري و من‬
‫خبلؿ االستمارة اليت مت توزيعها على أفراد العينة و بعد ربليل النتائج توصلنا لعدـ قبوؿ صحة الفرضية الرئيسية‬
‫األوذل‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية العدمية ‪ H0‬ونقبل الفرضية البديلة ‪ H1‬اليت تنص على‪:‬‬
‫‪ -‬وجود فروؽ ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات من قبل ؿبافظي اغبسابات وكذا احملاسبُت باؼبؤسسة ؼبسانبتها يف اؼبعاعبة‪ ،‬الدقة‪ ،‬السرعة‪ ،‬وربليل‬
‫البيانات احملاسبية و اكتشاؼ األخطاء بسرعة‪.‬‬
‫نصت الفرضية الثانية على أنو ال توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد‬
‫العينة حوؿ وجود عبلقة بُت تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف عملية التدقيق من قبل ؿبافظي اغبسابات‬
‫للتوصل إذل جودة التقارير اؼبالية وبأقل التكاليف‪ ،‬فمن خبلؿ اعبانب النظري و من خبلؿ االستمارة اليت مت‬
‫توزيعها على أفراد العينة و بعد ربليل النتائج توصلنا لعدـ قبوؿ صحة الفرضية الفرعية الثانية‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية‬
‫العدمية ‪ H0‬ونقبل الفرضية البديلة ‪ H1‬اليت تنص على‪:‬‬
‫‪ -‬توجد فروؽ ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ وجود عبلقة بُت‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت يف عملية التدقيق من قبل ؿبافظي اغبسابات للتوصل إذل جودة التقارير اؼبالية‬
‫وبأقل التكاليف‪.‬‬
‫نصت الفرضية الثالثة على أنو ال توجد فروقات ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد‬
‫العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة من أجل تسهيل‬
‫العمليات اغبسابية كالتخزين‪ ،‬اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل بأكثر فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬فمن خبلؿ اعبانب النظري‬
‫ومن خبلؿ االستمارة اليت مت توزيعها على أفراد العينة و بعد ربليل النتائج توصلنا لعدـ قبوؿ صحة الفرضية‬
‫الفرعية الثانية‪ ،‬وعليو ترفض الفرضية العدمية ‪ H0‬ونقبل الفرضية البديلة ‪ H1‬اليت تنص على‪:‬‬
‫‪ -‬توجد فروؽ ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ‪ % 5‬بُت أفراد العينة حوؿ استخداـ تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات و االتصاالت كالربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبتطورة من أجل تسهيل العمليات اغبسابية كالتخزين‪،‬‬
‫اؼبعاعبة‪ ،‬التحليل بأكثر فعالية لتطوير مهنة احملاسبة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫رثالثا‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫‪ -‬تقليل االعتماد على نظم العمل احملاسبية اليدوية و االعتماد بشكل أكرب على نظم اغباسوب لئلفادة من‬
‫مزاياىا الكبَتة اؼبنعكسة على دق ة العمل احملاسيب و سرعة إقبازه و توفَت الكم اؽبائل من البيانات و اؼبعلومات‬
‫اؼبفيدة يف تطوير الوحدات االقتصادية و ربقيق أىدافها‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة قياـ الوحدات االقتصادية بازباذ خطوات جادة و مدروسة كبو تطوير عملية استعماؿ اغباسوب‬
‫والتكنولوجيات اغبديثة والنهوض هبا حبيث تصبح بإمكاهنا مواجهة التحديات اليت ظهرت مع إدخاؿ‬
‫التكنولوجيا اغبديثة على مهنة احملاسبة من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى مواكبة التطورات اغباصلة يف أساليب‬
‫استخداـ اغباسوب يف الدوؿ اؼبتقدمة يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الندوات و االجتماعات مع احملاسبُت و فبارسي اؼبهن احملاسبية و كذلك اؼبؤسبرات حوؿ موضوع احملاسبة‬
‫باستعماؿ التكنولوجيات اغبديثة و خاصة الرقمية لنشر الوعي الثقايف حوؿ أساليب استعماؽبا و االمكانات‬
‫اؽبائلة اليت توفرىا مثل ىذه التكنولوجيات يف ؾباؿ احملاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد البحوث و الدراسات حوؿ موضوع استخداـ التكنولوجيات اغبديثة يف احملاسبة من أجل تطوير مهنة‬
‫احملاسبة‪ ،‬و بإعداد حبوث التخرج يف األنظمة احملاسبية اؼبتخصصة و تقدمي برامج ؿباسبية الكًتونية تبلئم نشاط‬
‫أو قطاع معُت قد ال تبلئم قطاع آخر يتمتع خبصوصية أكرب‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار قوانُت تنظم و ربدد كيفيات إجراء عمليات التدقيق يف ظل احملاسبة االلكًتونيةػ فبل يعقل أف سبسك‬
‫احملاسبة الكًتونيا و ال تدقق الكًتونيا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬آفاق الدراسة‬

‫انطبلقا من موضوع ىذه الدراسة و نظرا ألنبية اؼبوضوع يف البيئة االقتصادية‪ ،‬نود أف نضع بعض العناوين و اليت‬
‫نأمل أف تكوف دراسات مستقبلية‪:‬‬

‫‪ ‬أثر تكنول وجيا اؼبعلومات و االتصاالت على باقي نظم اؼبعلومات يف اؼبؤسسات االقتصادية (نظاـ اؼبعلومات‬
‫التسويقي‪ ،‬نظاـ اؼبعلومات االنتاجي ‪....‬إخل)‪.‬‬
‫‪ ‬االجراءات و القوانُت اليت تنظم و ربدد كيفيات إجراء عمليات التدقيق يف ظل احملاسبة االلكًتونية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المصادر و المرجع‪:‬‬
‫‪ ‬الكتـ ـ ـ ــب‪:‬‬
‫‪ -1‬القاضي حسُت‪ ،‬ضبداف مأموف‪ ،‬نظرية المحاسبة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬الطبعة األوذل‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬النقيب كماؿ عبد العزيز‪ ،‬المدخل المعاصر إلى علم المحاسبة المالية‪ ،‬دار وائل الطبعة األوذل‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -3‬سليماف مصطفى الدالنبي‪ ،‬مبادئ و أساسيات علم المحاسبة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مؤسسة الوراؽ للنشر‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2008 ،‬‬
‫‪ -4‬خليل الدليمي و آخروف‪ ،‬مبادئ المحاسبة المالية‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬اغبيارل وليد ناجي‪ ،‬نظرية المحاسبة‪ ،‬منشورات األكاديبية العربية اؼبفتوحة يف الدامبارؾ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -6‬رضواف حلوة حناف‪ ،‬تطور الفكر المحاسبي‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫األردف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -7‬بلقاوي أضبد رياحي‪ ،‬النظرية المحاسبية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -8‬الدكتور مفتاح علي السائح‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬دار التقدـ العلمي‪ ،‬اؼبملكة األردنية اؽبالمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوذل‪.2012 ،‬‬
‫‪ -9‬األستاذ سعود جايد مشكور‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬مطبعة اؼبيزاف‪ ،‬النجف األشرؼ‪ ،‬صبهورية العراؽ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -10‬ضبزة بشَت أبو عاصي‪ ،‬مبادئ المحاسبة‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -44‬النجار‪ ،‬فايز صبعة‪ ،‬نظم المعلومات اإلدارية (منظور إداري)‪ ،‬دار اغبامد للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2013 ،‬‬
‫‪ -12‬اعبزراوي ابراىيم‪ ،‬اعبنايب عامر‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات المحاسبية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -13‬ابراىيم األخرس‪ ،‬االرثار االقتصادية واالجتماعية لثورة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات على الدول‬
‫العربية‪ ،‬دوف رقم الطبعة‪ ،‬ايًتاؾ للطباعة والنشر والتوزيع‪.2008 ،‬‬
‫‪ -14‬ؿبمد الصَتيف ‪ ،‬إدارة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اعبامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -15‬ؿبمد عبد اغبميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاىات التأرثير‪ ،‬طبعة ‪ ،02‬عادل الكتب‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫‪1 -16‬رحيمة الطيب عيساين‪ ،‬مدخل الى االعالم واالتصال‪ ،‬المفاىيم األساسية والوظائف الجديدة في‬
‫عصر العولمة‪ ،‬ط‪ ،1‬عادل الكتب اغبديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2002،‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -17‬مدحت ؿبمد أبو النصر‪ ،‬مهارات االتصال الفعال مع اآلخرين‪ ،‬اجملموعة العربية للتدريب والنشر‪،‬‬
‫ط‪،1‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -18‬عيشوش فريد‪ ،‬االتصال في إدارة األزمات‪ ،‬دار اػبلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬اعبزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -19‬أشرؼ السعيد أضبد‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات وإدارة األزمات‪ ،‬دار الفكر العربية‪ ،‬اعبزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -20‬صبانة زياد الزعيب‪ ،‬أرثر استخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة المعرفة التنظيمية‪ ،‬اؼبنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدوؿ العربية‪ ،‬ط‪،2‬مصر اعبديدة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -21‬عامر إبراىيم قنديلجي‪ ،‬إيباف فاضل السامرائي‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها‪ ،‬الوراؽ للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪.2002 ،‬‬
‫‪ -22‬اؼبًتجم نضاؿ ؿبمود الرؿبي‪ ،‬نظم المعلومات المحاسبية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف األردف‪،2014 ،‬‬
‫ص‪.48‬‬
‫‪ -23‬خيضر كاظم ضبود ياسُت‪ ،‬كاسب اػبرشة‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫األردف‪.2007،‬‬
‫‪ -24‬عبد اهلل حسن مسلم‪ ،‬إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬دار اؼبعتز للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -25‬سلوى أمُت السامرائي‪ ،‬قبم عبد اهلل اغبميدي‪ ،‬عبد الرضباف العبيد‪ ،‬نظم المعلومات اإلدارية–مدخل‬
‫معاصر‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪.2005 ،‬‬

‫‪ ‬األطروحات و المذكرات الجامعية‪:‬‬


‫‪ -1‬بكطاش فتيحة‪ ،‬دوافع توحيد المعايير المحاسبية الدولية في ظل العولمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫اعبزائر‪ ،3‬اعبزائر‪.2011/2010 ،‬‬
‫‪ -2‬طاطا إيباف‪ ،‬أرثر العوامل البيئية على التطور المحاسبي في الجزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة اعبزائر‪،03‬‬
‫‪.2017/2016‬‬
‫‪ -3‬عمامرة كرمي‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تفعيل أداء المؤسسات االقتصادية‪ ،‬أطروحة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية والتجارية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.2018 ،‬‬
‫‪ -4‬مسيف خالد‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات في تطبيق المعايير الدولية ‪ ، IAS‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫العلوـ االقتصادية والتجارية وعلوـ التسيَت‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر بسكرة‪.2017،‬‬
‫‪ -5‬عادؿ ؿبمد القطاونة‪ ،‬أرثر استخدام تكنولوجيا المعلومات على فاعلية نظام المعلومات المحاسبي‪،‬‬
‫أطروحة الدكتوراه‪ ،‬األكاديبية العربية للعلوـ اؼبالية واؼبصرفية كلية العلوـ اؼبالية قسم احملاسبة‪ ،‬عماف األردف‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -6‬بوحساف صارة كنزة‪ ،‬اآلرثار الفعلية لتكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪ ،‬مذكرة ماجيسًت‪ ،‬علوـ‬
‫التسيَت‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -7‬فياض ضبزة رملي‪ ،‬نظم المعلومات المحاسبية المحسوبة‪ ،‬رسالة ماجيستَت‪ ،‬كلية العلوـ والتكنولوجيا‪،‬‬
‫زبصص نظم معلومات احملاسبة االلكًتونية ‪ ،‬جامعة السوداف ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -8‬أماؿ مهاوة‪ ،‬إمكانية تحسين النظام المحاسبي المالي وفق المعيار الدولي للتقارير المالية للمؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة – دراسة ميدانية على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية لسنة ‪،2010‬‬
‫مذكرة ماجستَت‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2011/2010 ،‬‬

‫‪ ‬مجالت‪ ،‬تقارير‪ ،‬دراسات‪:‬‬


‫‪ -1‬ـبتار مسامح‪ ،‬النظام المحاسبي الجديد و إشكالية تطبيق المعايير المحاسبية الدولية في‬
‫اقتصاد غير مؤىل‪ ،‬ؾبلة أحباث اقتصادية و إدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬حيدر عبد اغبسُت ضبيد‪ ،‬اؼبستويف‪ ،‬أرثر تكنولوجيا المعلومات في تعزيز فاعلية البيانات المحاسبية‬
‫وكفاءتها‪ ،‬ؾبلة اؼبستنصرية للدراسات العربية و الدولية‪ .‬اجمللد ‪ ،16‬العدد ‪ ،66‬جواف ‪.2019‬‬
‫‪ -3‬نسرين كرمية‪ ،‬حنيفة بن ربيع‪ ،‬ؾبلة التنمية و االستشراؼ للبحوث و الدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪،02‬‬
‫ديسمرب ‪.2021‬‬
‫‪ -4‬نور اؽبدى مراح‪ ،‬ؿبمد طويلب‪ ،‬مستقبل مهنة المحاسبة في ظل تقنيات التحول الرقمي‪ ،‬تقنية البلوك‬
‫شين نموذجا‪ ،‬ؾبلة اؼبيادين االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪.2022 ،01‬‬
‫‪ -5‬األستاذ جاوحدو رضا‪ ،‬أرثر التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال على المهنة المحاسبية‪ ،‬ؾبلة‬
‫العلوـ االجتماعية و االنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جواف ‪.2006‬‬
‫‪ -6‬أمينة ؿبمد سادل علي‪ ،‬تطوير نظم المعلومات المحاسبية باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات بين‬
‫الخصائص و المعوقات و المخاطر‪ ،‬جامعة طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪ ،33‬ربيع ‪.2021‬‬
‫‪ -7‬زينب حوري‪ ،‬ساسية خضراوي‪ ،‬معالجة مخاطر التكنولوجيا في أعمال المحاسبة و التدقيق‪ ،‬ؾبلة‬
‫العلوـ االنسانية‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ 31 ،31/30‬ماي ‪.2013‬‬
‫‪ -8‬األستاذ عرايب ضبزة‪ ،‬نظرة عن نشأة و تطور معايير المحاسبة الدولية و توجهاتها الحديثة‪ ،‬ؾبلة دراسات‬
‫اقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2011 ،19‬‬
‫‪ -9‬أنعاـ علي توفيق الشمريلي‪ ،‬المحاضرات االلكترونية‪ ،‬محاضرة خصائص المعلومات ونمذجتها مع‬
‫البيانات والمعرفة‪ ،‬كلية األدب‪ ،‬جامعة اؼبنصورية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراؽ‪.‬‬
‫‪ -10‬ىدى يوسف‪ ،‬ؿبمد السليماف‪ ،‬آرثار استخدام تكنولوجيا المعلومات على النظم المحاسبية‪ ،‬اجمللة‬
‫العربية للنشر العلمي‪ ،‬اإلصدار اػبامس‪ ،‬العدد ‪ ،50‬بلدية الربين اعبديدة‪ ،‬اعبزائر‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -11‬بن غيدة فوزية‪ ،‬أرثر استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال في تحسين أداء المؤسسات‪ ،‬ؾبلة‬
‫االقتصاد اعبديد‪ ،‬اجمللد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬جامعة طبيس مليانة‪ ،‬اعبزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪ -12‬خبليفية إيباف‪ ،‬أرثر استخدام المؤسسات لتكنولوجيا المعلومات في ممارساتها المحاسبية على مهنة‬
‫التدقيق الخارج ــي‪ ،‬ؾبلة الشعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،3‬العدد‪ ،1‬جامعة باجي ـبتار‪-‬عنابة‪.2019 ،‬‬
‫‪ -13‬جيهاف عادؿ أمَتىم‪ ،‬أرثر استخدام تطبيقات الذكاء االصطناعي على مستقبل مهنة المحاسبة‬
‫والمراجعة‪ ،‬ؾبلة البحوث اؼبالية و التجارية‪ ،‬اجمللد ‪ ،23‬العدد الثاين‪ ،‬أفريل ‪.2022‬‬
‫‪ -14‬ملياين فتيحة‪ ،‬سفاحلو رشيد‪ ،‬البيانات الضخمة‪ :‬الفرص‪ ،‬التحديات و مجاالت التطبيق‪ ،‬ؾبلة أحباث‬
‫كمية و نوعية يف العلوـ االقتصادية و االدارية‪ ،‬اجمللد ‪ ،01‬العدد ‪.2019 ،02‬‬
‫‪ -15‬برادي أضبد‪ ،‬ضبدىا أضبد‪ ،‬اإلطار القانوني لمسك الدفاتر التجارية بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬ؾبلة آفاؽ علمية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪،2021/06/01 ،03‬‬
‫‪ ‬الملتقيات‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبيداتو صاحل‪ ،‬بوقفة عبلء‪ ،‬واقع البيئة اعبزائرية يف ظل اإلصبلح احملاسيب‪ ،‬اؼبلتقى الوطٍت حوؿ واقع و آفاؽ النظاـ احملاسيب‬
‫اؼبارل يف اؼبؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة يف اعبزائر‪ ،‬جامعة الوادي‪.2013/05/06-05،‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة المالحق‪:‬‬
‫‪ -1‬االستبيان‪:‬‬

‫جاهعة هحوذ الشريف هساعذية سوق أهراس‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسن علوم التسيير‬

‫تخصص هحاسبة وتذقيق‬

‫السيد المحترم ‪ /‬السيدة المحترمة‪.‬‬

‫تحية تقدير واحترام وبعد‪....‬‬

‫هتدؼ ىذه الدراسة اؼبوسومة‪ :‬أرثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في تطوير مهنة المحاسبة‪ ،‬إذل التعرؼ‬
‫على الدور اغبقيقي لتكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في تطوير مهنة المحاسبة‪ ،‬وىذا يف اطار إعداد‬
‫مذكرة زبرج ماسًت زبصص‪ :‬ؿباسبة وتدقيق بكلية العلوـ االقتصادية والتجارية وعلوـ التسيَت جامعة ؿبمد الشريف‬
‫مساعدية بسوؽ أىراس‪.‬‬
‫نرجو من سيادتكم اؼبوقرة اإلجابة على عبارات ىذا االستبياف‪ ،‬بكل دقة وموضوعية‪ ،‬بوضع عبلمة (×) واحدة يف‬
‫اػبانة اؼبناسبة شاكرين حسن تعاونكم ومقدرين دعمكم وتشجيعكم للبحث العلمي‪ ،‬واستجابتكم باإلجابة على‬
‫االستبياف‪ .‬كما كبيط سيادتكم احملًتمة علما أف إجاباتكم سوؼ رباط بكل السرية والعناية البلزمتُت‪ ،‬وسوؼ‬
‫تستغل ألغراض البحث العلمي فقط‪.‬‬
‫مع أسمى عبارات التقدير واالحترام‬

‫الدكتور المشرف‪.‬‬ ‫الطالب الباحث‪.‬‬

‫بهلول نورالدين‪.‬‬ ‫كمــال بلفـار‬


‫زواوي ولي ـد‬

‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬

‫‪109‬‬
‫القسم ألاول‬

‫معلومات شخصية‪:‬‬
‫ًرجى منكم أن ثتفضلوا بوضع عالمة (‪ )X‬في الخاهة املناسبة‪:‬‬

‫‪ -1‬العمـ ـ ـ ـ ـر‪ :‬من ‪ 02‬سنة إلى ‪ 02‬سنة‬

‫من ‪ 01‬سنة إلى ‪ 02‬سنـة‬

‫من ‪ 01‬سنة إلى ‪ 02‬سنـة‬

‫أكبـ ـرمن‪ 02‬س ـ ـ ـ ـنة‬

‫ثقنـي سامي‬ ‫‪ -0‬املؤهل العلمي‪ :‬مستوى ثاهوي‬

‫ماس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ــر‬ ‫ليس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهـ ـ ـ ـس‬

‫دك ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـوراه‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاجس ـ ـ ـتير‬

‫أستاذ جامعي‬ ‫محافظ حسابات‬ ‫‪ -0‬الوظيف ـة‪ :‬إطار محاسبي في مؤسسة‬

‫محاسـ ـ ــب معتمد‬ ‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبير محاس ـ ـ ـ ــبي‬

‫من ‪ 6‬سنة إلى ‪ 12‬سنوات‬ ‫‪ -0‬الخبرة املهنية‪ :‬من ‪ 1‬سنة إلى ‪ 0‬سنوات‬

‫من ‪ 01‬سنة إلى ‪ 00‬سنـة‬ ‫من ‪ 16‬سنة إلى ‪ 02‬سنة‬ ‫من ‪ 11‬سنة إلى ‪ 10‬سنة‬

‫أكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثــر من ‪ 01‬سنـ‬ ‫من‪ 06‬سنة إلى ‪ 02‬سنـ ـة‬

‫‪110‬‬
‫القسم الثاني‬

‫موافق‬ ‫معارض‬
‫معارض محايد موافق‬ ‫درجات سلم ليكرت )‪(Likert‬‬
‫بشدة‬ ‫بشدة‬
‫أوال‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وأىميتها بالنسبة للمؤسسة ومحافظي الحسابات‬
‫‪.1‬االسػ ػػتعانة بتكنولوجيػ ػػا اؼبعلومػ ػػات واالتصػ ػػاالت مػ ػػن قبػ ػػل ؿبػ ػػافظ‬
‫اغبسػػابات‪ ،‬وكػػذا احملاسػػبُت باؼبؤسسػػة يف اكتشػػاؼ األخطػػاء احملاسػػبية‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫‪.2‬تقوـ تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصػاالت دبعاعبػة البيانػات احملاسػبية‬


‫بأكثر دقة‪.‬‬

‫‪.3‬تعمل تكنولوجيػا اؼبعلومػات واالتصػاالت بالسػرعة يف تنفيػذ وربليػل‬


‫البيانات احملاسبية‪.‬‬
‫‪.4‬تس ػػاىم تكنولوجي ػػا اؼبعلوم ػػات يف ع ػػدـ وج ػػود تب ػػاين يف اؼبعطي ػػات‬
‫والبيانات احملاسبية‪.‬‬

‫‪.5‬خط ػػة الت ػػدقيق و وض ػػوح اإلج ػراءات وس ػػرعتها‪ ،‬يف ظ ػػل اس ػػتخداـ‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪.6‬تق ػ ػػوـ تكنولوجي ػ ػػا اؼبعلوم ػ ػػات واالتص ػ ػػاالت‪ ،‬بتخف ػ ػػيض التك ػ ػػاليف‬
‫وربسُت اعبودة‪.‬‬

‫‪ .7‬م ػ ػػن ـب ػ ػػاطر اس ػ ػػتخداـ تكنولوجي ػ ػػا اؼبعلوم ػ ػػات و االتص ػ ػػاؿ س ػ ػػوء‬
‫استخداـ اغباسوب الذي قد يؤدي اذل فقداف البيانات احملاسبية‪.‬‬

‫‪ .8‬م ػػن عي ػػوب اس ػػتخداـ تكنولوجي ػػا اؼبعلوم ػػات واالتص ػػاالت ع ػػدـ‬
‫وجود رقابة على الربامج والتطبيقات احملاسبية اؼبستخدمة‪.‬‬

‫‪ .9‬تكنولوجي ػ ػػا اؼبعلوم ػ ػػات واالتص ػ ػػاالت‪ ،‬ؽب ػ ػػا ت ػ ػػأثَت س ػ ػػليب يف حال ػ ػػة‬
‫استخداـ الربامج واألنظمة منقبل موظفُت غَت مؤىلُت‪.‬‬

‫‪10‬م ػػن عي ػػوب تكنولوجي ػػا اؼبعلوم ػػات واالتص ػػاالت‪ ،‬تعط ػػل األجه ػػزة‬

‫‪111‬‬
‫واغبواسيب‪ ،‬بسبب األخطار اػبارجية كالفَتوسات أو القرصنة‪.‬‬

‫رثانيا‪ :‬مهنة المحاسبة وتطورىا في الجزائر‬


‫‪ .1‬لتطوير مهنة احملاسبة هبب القياـ بدورات تكوينية خارج الوطن‬
‫لكل من ؿبافظي اغبسابات‪ ،‬وكذا احملاسبُت باؼبؤسسات االقتصادية‬
‫لكواكب ىذه التطورات‪.‬‬

‫‪ -2‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬إمكانية االعتماد على التعليم و التعليم‬


‫اؼبستمر‪ ،‬بإجراء الدورات التدريبية عرب وسائل التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪. 3‬تطبيق معايَت التدقيق الدولية لو تأثَت يف تطوير مهنة احملاسبة على‬
‫اؼبستوى احمللي‪.‬‬

‫‪ -4‬لتطوير مهنة احملاسبة جبب االعتماد على الربامج احملاسبية‪ ،‬اليت‬


‫تسمح بإدخاؿ وزبزين البيانات بسهولة ومعاعبتها بسرعة‪.‬‬

‫‪ .5‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وجب استخداـ الربامج و التطبيقات‬


‫احملاسبية اؼبتطورة‪ ،‬اليت تعمل على تسهيل العمليات اغبسابية‪ ،‬وربليل‬
‫البيانات اؼبالية بأكثر فعالية‪.‬‬

‫‪ .6‬اغبضور اذل اؼبلتقيات الدولية اػباصة باحملاسبيُت‪ ،‬إلدراج أي‬


‫تعديل أو تغيَت على اؼبعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬قصد العمل على‬
‫تطوير مهنة احملاسبة على اؼبستوى احمللي وفقا ؽبذه اؼبعايَت‪ .‬من أجل‬
‫ربسُت جودة البيانات احملاسبية‪.‬‬

‫‪ .7‬لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وجب االعتماد على اوآليات وشروط‬


‫جديدة يف االنتقاء‪ ،‬زبص اػبرباء احملاسبيُت وؿبافظي اغبسابات وكذا‬
‫احملاسبيُت اؼبعتمدين‪.‬‬

‫‪ .8‬االعتماد على تطبيقات الذكاء االصطناعي‪ ،‬البيانات الكربى‬


‫وباقي التكنولوجيات الرقمية لتطوير مهنة احملاسبة‪ ،‬وربسُت األداء‬
‫والفعالية يف العمل‪.‬‬

‫‪.9‬لتطوير مهنة احملاسبة ‪ ،‬التخلي عن الطريقة اليدوية يف العمليات‬


‫اغبسابية واالعتماد على الوسائل االلكًتونية األكثر فعالية‪ ،‬فبا يتيح‬

‫‪112‬‬
‫للمحاسبُت إمكانية الًتكيز على ربليل البيانات اؼبالية‪ ،‬مع إبداء‬
‫الرأي‪ ،‬وإعطاء االقًتاحات اؼبناسبة‪.‬‬

‫‪.10‬هبب على ؿبافظي اغبسابات ازباذ تدابَت وإجراءات أمنية‬


‫لؤلجهزة االلكًتونية كربامج اغبماية من الفَتوسات و االعتماد على‬
‫أنظمة التشفَت من أجل ضباية البيانات احملاسبية واؼبالية من‬
‫التهديدات االلكًتونية و القرصنة‪.‬‬

‫في األخير إن لديكم أي مالحظة أو تعليق تريدون إضافتو أو اإلشارة لو‪ :‬يرجى وضعو أدناه‪:‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................................................................................................‬‬

‫شاكرين لكم تعاونكم معنا‬

‫‪113‬‬
‫‪ -2‬تحكيم االستبيان‪:‬‬

‫جاهعة هحوذ الشريفالمالحق‪:‬‬


‫هساعذية سوق أهراس‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسن علوم التسيير‬

‫تخصص هحاسبة وتذقيق‬

‫يف إطار إعداد الدراسة اؼبوسومة بػ‪ :‬أرثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في تطوير مهنة‬

‫المحاسبة‪ ،‬وىذا ضمن إعداد مذكرة زبرج ماسًت زبصص‪ :‬ؿباسبة وتدقيق بكلية العلوـ االقتصادية‬

‫والتجارية وعلوـ التسيَت جامعة ؿبمد الشريف مساعدية بسوؽ أىراس‪ ،‬من إعداد الطلبة‪ :‬بلفار كماؿ‬

‫و زواوي وليد‪ ،‬ربت إشراؼ الدكتور هبلوؿ نور الدين‪ .‬قمنا بإعداد استبياف حوؿ اؼبوضوع و قمنا‬

‫بعرضو على كل من األساتذة اوآتية أظباؤىم من أجل التحكيم‪:‬‬

‫‪ -2‬األستاذ‪ :‬بلعشي عبد المالك‬ ‫‪ -1‬األستاذ بوقفة ع ـ ـ ــالء‬

‫‪ -4‬األستاذ‪ :‬ع ـ ـ ـ ــز الدين ف ـ ـ ـ ـ ــؤاد‬ ‫‪ -3‬األستاذ‪ :‬صيد ماجد‬

‫‪ -5‬األستاذ‪ :‬زيراوي عادل‬

‫‪114‬‬

You might also like