‫اليقظة االستراتيجية‬

‫بيئة المؤسسة‬
‫تع ىن اليقظ ة االس رتاتيجية برص د ومراقب ة بيئ ة املؤسس ة ومجع املعلوم ات منه ا وحتليله ا وخاص ة املعلوم ات‬
‫االسرتاتيجية‪ ،‬فهي تتأثر اىل حد بعيد ببيئة املؤسسة‪.،‬‬
‫‪ .1‬مفه وم البيئ ة وتقس يماتها‪ :‬هي جمموع ة من العوام ل مهم ا ك انت طبيعته ا مادي ة غ ري مادي ة وال يت حتي ط‬
‫باملؤسسة‪ .‬ولقد عمد الباحثون إىل تصنيفها وفق عدة مستويات ؛ بيئة داخلية وأخرى خارجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬البيئة الخارجية‪ :‬هي جمموعة العناصر واملتغ ريات اخلارجية اليت تقع خارج حدود املؤسسة واليت تتفاعل‬
‫فيما بينها إلحداث تأثريات بدرجات متفاوتة على أداء املؤسسة‪ .‬ميكن أيضا تصنيفها إىل بيئة عامة (منوذج‬
‫‪ ) PESTEL‬وبيئة خاصة ( منوذج ‪.)Porter‬‬
‫‪ -‬البيئ ة الخارجي ة الخاص ة تتك ون من عوام ل ذات ت أثري مباش ر على أداء املؤسس ة‪ ،‬مث ل املوردون والعمالء‬
‫واملوزع ون والوك االت أو املنظم ات احلكومي ة ذات العالق ة‪ ،‬واملنافس ون ال ذين جيب أن تتفاع ل معهم املؤسس ة‬
‫وبش كل ع ام يقص د بالبيئ ة اخلاص ة أو بيئ ة التن افس (احملي ط املباش ر) بأهنا جمموع ة املتغ ريات ال يت متتل ك ت أثريا‬
‫مباش را على مجيع املؤسسات العاملة يف صناعة ما ‪ .‬حتليل هذا النوع يكون من خالل منوذج ‪ Porter‬الذي‬
‫ُعّد ل من طرف ‪ AUSTIN‬وأصبح خيضع إىل القوة السادسة وهي الدولة أو السياسات احلكومية‪.‬‬
‫ميكن اإلشارة إىل أن التفاعل بني هذه املتغ ريات يؤثر سلبا أو إجيابا يف القدرة التنافسية للمؤسسات العاملة يف‬
‫الصناعة وبالتايل احلصص السوقية لكل منها ‪ ،‬فضال عن العوائد واألرباح اليت ميكن أن حتققها‪.‬‬
‫البيئة الخارجية العامة أو غير المباشرة وهي اإلطار اجلغ رايف الذي تعمل فيه مجيع املؤسسات مبا فيها‬
‫املؤسسة املعنية‪ ،‬وبالتايل فإن تأثري هذا احمليط ينسحب على مجيع هذه املؤسسات‪ ،‬ومن بني عناصر هذا‬
‫احملي ط جند م ا يلي‪ :‬املتغ ريات االقتص ادية‪ ،‬السياس ية‪ ،‬االجتماعي ة‪ ،‬التكنولوجلي ة‪ ،‬االيكولوجي ة‪ ،‬القانوني ة‪.‬‬
‫حتليل هذا النوع يكون من خالل ‪PESTEL‬‬

‫ثانيا‪ :‬البيئة الداخلية‬

‫متث ل البيئ ة الداخلي ة للمؤسس ة أح د املتغ ريات الرئيس ية يف فش ل أو جناح املؤسس ة وتلعب دورا أساس يا يف‬
‫إمكانية استغالل الفرص من عدمه‪ ،‬ومنه ينبغي على املؤسسة التعرف عن مواردها وإمكانياهتا الداخلية من‬
‫أجل تكوين فكرة شاملة عن قدراهتا يف التعامل مع البيئة اخلارجية‪ ،‬وعليه عادة ما يتم حتليل أهم وظائف‬
‫املؤسس ة وتنظيمه ا التس ويق اإلنت اج‪ ،‬التم وين‪ ،‬التموي ل‪ ،‬املوارد البش رية البح وث والتط وير)‪ .‬أو من خالل‬
‫منوذج املوارد والكفاءات ومنوذج سلسلة القيمة‪.‬‬
‫خص ائص البيئ ة‪ :‬تتم يز البيئ ة احلالي ة بتغ ريات فجائي ة وس ريعة جعلت منه ا بيئ ة معق دة‪،‬‬
‫مضطربة‪ ،‬ال أكيدة وذات منافسة شديدة‪.‬‬
‫‪ -‬درجة التعقد البيئي‪ :‬والذي يتضمن وجود عدد كبري من املتغ ريات البيئية اليت‬
‫تؤثر يف اسرتاتيجية املؤسسة‪ ،‬كلما زادت تعقيدا كلما زادت صعوبة اختاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬االضطراب البيئي‪ :‬والذي يشري إىل ديناميكية البيئة حسب الفرتة والسرعة أو‬
‫معدل التغيري يف العوامل املكونة هلا أي عدم استقرار مكوناهتا‬
‫‪ -‬ع دم التأك د‪ :‬تع ين ع دم امتالك ص انعي الق رار املعلوم ات كافي ة عن العوام ل‬
‫البيئية ذات العالقة باملشكلة املطروحة وأهنم عاجزون عن التنبؤ باملتغريات اخلارجية‪.‬‬
‫وعلى العموم هي ظاهرة عدم الوض وح والنقص يف املعلومات البيئية املتاحة ملتخذ‬
‫الق رار‪ .‬ووفق ا ألبع اد البيئ ة ال يت ق دمها ‪ Duncan‬املتمثل ة ببع دي التعقي د‬
‫واالستقرار ميكن التمييز بني أربعة درجات خمتلفة من عدم التأكد البيئي‪:‬‬
 ‫بيئة بسيطة ‪ -‬ثابتة تتصف بعدم تأكد منخفض وذلك لوجود عناصر بيئية قليلة وهي متشاهبة‬
‫يف نفس الوقت‪ ،‬كما ان هذه العناصر متيل إىل االستقرار خالل فرتة زمنية معينة‪.‬‬
‫البيئة املعقدة الثابتة‪ :‬وهي معتدلة االخنفاض من عدم التأكد وذلك لوجود عدد كبري من العناصر‬
‫البيئية غري املتشاهبة نسبيا‪ ،‬وهذه العناصر إن تغريت تتغري بشكل تدرجيي ومتوقع‪.‬‬
‫البيئ ة البس يطة ‪ -‬املتغ رية‪ :‬وهي ذات درج ة ع دم تأك د عالي ة نس بيا‪ ،‬ويرج ع الس بب يف ذل ك إىل‬
‫وجود عناصر بيئية قليلة متشاهبة تتغري باستقرار‪ ،‬وال ميكن التنبؤ هبا ‪.‬‬
‫البيئة املعقدة ‪ -‬املتغرية‪ :‬درجة عالية من عدم التأك د لكوهنا تشتمل على عدد كبري من العناصر‬
‫البيئية غري متشاهبة‬
‫‪1994‬‬ ‫‪ -‬ذات منافس ة مفرط ة‪ :‬من بني املس امهني يف ت دعيم ه ذه الفك رة‬
‫‪ D'Aveni‬عن دما ق دم منوذج املنافس ة املفرط ة وبني أن امليزة التنافس ية ال ميكنه ا‬
‫أن تك ون دائم ة حبكم اض طرابات وديناميكي ة البيئ ة احلالي ة‪ ،‬وال يت من أهم م ا‬
‫مييزها‪:‬‬