Professional Documents
Culture Documents
مذكرة 1
مذكرة 1
حظي موضوع الصراع باهتمام واسع من قبل الكتاب و الباحثين ،انطالقا من إيمانهم بأن الصراع
حتمي ال مفر منه في حياة األفراد و الجماعات و المنظمات ،و ذلك لتعدد المؤثرات النفسية و االجتماعية
الداخلية و الخارجية التي يمر بها األفراد ،و للتباين في اتجاهاتهم و قيمهم ،و تعارض األهداف و األدوار
و الصالحيات فيما بينهم.
حيث عكست المدارس اإلدارية تباينا واض حا بش أن الص راع و دوره في س لوك األف راد و
المنظمات ،إذ نظر إليه الكالسيكيون على أنه قوة سلبية يجب تجنبه و منع حدوثه قدر اإلمك ان ،و نظ ر
إليه السلوكيون على أنه أمر غير مرغوب فيه .أما اليوم فقد اختلفت النظرة إلى الصراع بش كل كب ير،
حيث ينظر إليه ليس فقط كأمر ال يمكن تجنبه ،بل إنه أمر مرغوب فيه ،لذلك فإن االتجاه الح ديث ه و
كيفية إدارة الصراع بحيث تكون المنظمة قادرة على تكييف ه لمص لحتها و تحقي ق أه دافها ،من خالل
المحافظة على حالة التوازن من أجل استمرار العملية اإلبداعية و تحقيق مستوى عال من األداء.1
كما يهتم المديرون بشكل متزايد في الوقت الراهن في التعامل مع ظاهرة الصراع ،و ذلك بازدياد
حجم المنظمات ،و زيادة أعداد العاملين فيها ،و تنوع مؤهالتهم ،و مهاراتهم ،و تباين اتجاهاتهم ،و أنماط
سلوكهم ،2و يعود هذا االهتمام إلى إحساس اإلداريين بأن التنظيم يكتنف ه العدي د من الص راعات ال تي
حة تستحوذ على ما يقارب %20من وقتهم ،و عليهم أن يقوموا بفض هذه الصراعات ألنها مضرة بص
3
المنظمة ،و أن إحدى جوانب الكفاءة اإلدارية هي قدرتها على تحجيم الصراعات إلى أدنى مستوى.
لهذا سنتناول في هذا المبحث الصراع التنظيمي من خالل مطل بين ،حيث س نتطرق في المطلب
األول عن مفهوم الصراع التنظيمي ،و أسبابه ،و اتجاهاته ،و مراحله ،بينم ا خصص نا المطلب الث اني
ألبرز استراتجيات إدارة الصراع التنظيمي.
1
- Hodge , B.J. ; Anthony W.P. , "Organization Theory. A Strategic Approach" , 4th ed , Allyr and Becon.
INC. , 1991, P:531.
- 2المعشر ،زياد ،الصراع التنظيمي دراسة تطبيقية نحو أساليب إدارة الصراع التنظيمي في الدوائر الحكومية في محافظات الجنوب باألردن ،المجلة
األردنية في إدارة األعمال ،مجلد ،1العدد ،2ص.40
- 3المغربي عبد الحميد ،دليل اإلدارة الذكية لتنمية الموارد البشرية ،ط ،1دار المكتبة العصرية للنشر و التوزيع ،المنصورة ،مصر ،2004 ،ص:
.309
المطلب األول :الصراع التنظيمي
يعتبر الصراع أحد الظواهر الطبيعية التي تالزم األفراد و الجماعات في المجتمعات البش رية ،و
هو أحد اإلفرازات الناتجة عن التغييرات الدائمة التي تشهدها المنظمات في ال وقت الح الي على جمي ع
وى األصعدة االجتماعية و السياسية و االقتصادية و غيرها حيث يمثل الصراع في المنظمات أحد أهم ق
التغيير ،و الذي إذا ما تم إدارته بكفاءة و فاعلية فإنه يؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في المنظمة.
لم يتفق العلماء على تعريف واحد للصراع التنظيمي ذلك لتباين مدارسهم ،فمنهم من ي رى أن ه
1
"سلوك يقوم به بعض أعضاء التنظيم بشكل يتعارض مع سلوك اآلخرين في التنظيم".
بينما يرى " Robbins2أنه العملية التي تبدأ حين يدرك أحد األطراف أن الطرف اآلخ ر ي ؤثر
عليه سلبا أو يوشك على ذلك في شيء ما يهتم به الطرف األول".
و يعرف ليكرت الصراع بأنه " المحاوالت التي يبذلها الفرد لتحقيق أه داف معين ة و بتحقيقه ا
تحجب عن اآلخرين أهدافهم المراد تحقيقها من قبلهم و لذا ينشأ الصراع"( 3حمود.)143:2002 ،
ة و قد عرفه بودنج بأنه " وضع تنافسي يكون فيه أطراف الصراع مدركين للتعارض في إمكاني
الحصول على المراكز المستقبلية ،و يرغب كل طرف في الحصول على المركز الذي يتعارض مع رغبة
الطرف اآلخر".4
و يرى مارش و سيمون 5بأنه " اضطراب أو تعطل في عملية اتخ اذ الق رارات ،بحيث تج د
المنظمة صعوبة في اختيار البديل".
- 1القريوتي ،محمد ،السلوك التنظيمي X،دراسة السلوك اإلنساني الفردي و الجماعي في المنظمات Xالمختلفة ،دار الشروق ،عمان ،األردن،2000 ،
ص.241:
2
- Robbins, S. P, Organiszational Behavior , New Jersey, Prentice Hall, Upper Saddle River, 2001, P:243.
- 3حمود ،خضير ،السلوك التنظيمي ،ط ،1دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان األردن ،2002 ،ص.143:
- 4العميان ،محمود ،السلوك التنظيمي Xفي منظمات األعمال ،ط ،3دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،2005 ،ص.363:
- 5مارش جيمس جي ،وسيمون ،هيريرت ،المنظمات X،ترجمة عبد الرحمان بن أحمد هيجان ،الرياض ،معهد اإلدارة العامة ،2001 ،ص.205 :
كما يرى مصطفى 1أن الصراع " عملية الخالف أو النزاع أو التضارب التي تنشأ كنتيجة حتمي ة
للتفاعل بين األفراد داخل المؤسسة ،و ذلك بهدف إحداث تغيير إيجابي أو سلبي في بيئة هؤالء األفراد أو
معاييرهم أو قيمهم".
و قد عرفه كوسر بأنه " كفاح حول القيم ،و السعي من أجل المكان و القوة و الم وارد الن ادرة،
حيث يهدف المتصارعون إلى تحييد خصومهم أو القضاء عليهم".2
من خالل ما سبق من تعريفات و التي تناولت الصراع ،ترى الباحثة أن الصراع هو عب ارة عن
ظاهرة طبيعية حتمية في حياة األفراد و المنظمات على حد سواء ،و أنه أحد اإلفرازات االعتيادية للتفاعل
االجتماعي القائم بين األفراد كالتعاون و المنافسة ،كما أن التباين الذي تنطوي عليه التعريفات السابقة م ا
راع هو إال تباين شكلي و أنه لم يالحظ أي تباين بشأن مضمونها ،حيث أجمعت التعريفات على أن الص
هو موقف تنافسي بين فردين أو تنظيمين أهدافهما و مصالحهما متعارضة.
الصراع جزء من حياة المنظمات على اختالف أنواعها و تتفاوت درجته و أسبابه من منظمة إلى
أخرى ،و يرجع العديد من الباحثين أسباب الصراع إلى عدة أبعاد مختلفة ،حيث قسم Khatz & Khan
او أسباب الصراع إلى أسباب عقالنية تتمثل باالختالف الحاصل في األهداف أو الغايات المراد إنجازه
باب أسباب غير عقالنية كالصراعات الناشئة من السلوك العدئي ،فيما قسمها القريوتي 3و ماهر 4إلى أس
شخصية تتعلق بخصائص شخصية الفرد و انفعاالته و مركزه الوظيفي ،و أسباب تنظيمية تتعلق بوج ود
بعض الظروف في المنظمة التي تؤدي إلى خلق الصراع.
صراع األهداف :حيث يسعى فرد أو جماعة معينة إلى هدف أو نتيجة تختلف عما يس عى إلي ه
اآلخرون.
الصراع الفكري :حيث يحمل كل فرد أو جماعة أو منظمة أفكارا ال تنسجم مع أفكار اآلخرين.
-شاويش ،مصطفى ،إدارة الموارد البشرية :إدارة األفراد ،ط ،3دار الشروق للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن.2005 ، 1
-المومني ،واصل ،المناخ التنظيمي و إدارة الصراع في المؤسسات التربوية ،ط ،2دار حامد للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،ص.42: 2
-القريوتي ،محمد ،السلوك التنظيمي X،دراسة السلوك اإلنساني الفردي و الجماعي في المنظمات Xالمختلفة ،دار الشروق ،عمان ،األردن.2000 ، 3
-ماهر ،أحمد ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء المهارات ،ط ،8الدار الجامعية ،مصر.2002 ، 4
-ديري ،زاهد ،السلوك التنظيمي ،ط ،1دار المسيرة للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،ص ص.289-288 ، 5
الصراع العاطفي :حيث تتعارض أحاسيس الفرد و الجماعة و مشاعرهما مع أحاسيس و مشاعر
اآلخرين.
الصراع السلوكي :حيث يأتي الفرد بتصرفات ال يتقبلها اآلخرون.
صراع األدوار :حيث أن لكل فرد دورا معينا في المنظمة يمكن أن يتعارض مع اآلخرين.
التغير في السلطات و الصالحيات :التي يتمتع بها الفرد يؤدي إلى الصراع و خاص ة في حال ة
نقصان هذه الصالحيات.
عدم تكافؤ السلطة و المسؤولية :حيث يمكن أن يكون على مستوى التنظيم تداخل بين السلطات و
المسؤوليات األمر الذي يؤدي إلى حدوث الصراع بينهما.
التغير في مركز الفرد في المنظمة :داخل الهيكل التنظيمي.
المنافسة على السلطة :حيث يسعى كل فرد أو وحدة تنظيمية لتركيز السلطة لديه.
العالقات االعتمادية :و هي العالقات الناشئة عن اعتماد األفراد و الجماعات على بعضهم البعض
في نشاطاتهم و تحقيق أهدافهم األمر الذي يثير الصراعات فيما بينهم.
التركيب السيكولوجي للفرد :حيث يختلف األفراد من حيث الشخصية فمنهم من يميل إلى العدوانية
و عدم التعاون مع اآلخرين و منهم من يتميز بحدة الطبع و الحساسية الزائدة و بالت الي التعام ل
معه صعب و يؤدي إلى حدوث الصراعات.
الرضا الوظيفي :حيث إن عدم الرضا على القرارات و التعليمات الوظيفي ة ي ؤدي إلى ح دوث
الصراع.
و عليه و مما سبق يتضح لنا أن هنالك عدة عوامل تسهم في حدوث الصراع داخل المنظمات ،فمم ا
نرى فإنه ليس من الضروري أن تجتمع األسباب السابقة كافة لينشأ الصراع ،بل إن سبابا واحدا قد يكون
كافي إلحداث حالة من عدم التوازن و التي من شأنها أن تخلق الص راع .كم ا ليس بالض رورة إعالن
األطراف المتنازعة عن األسباب الحقيقية للصراع ،لذا فإنه من األهمية بمكان أن تسعى إدارة المنظم ات
األهلية إلى معرفة األسباب الحقيقية للصراع لتتمكن من التشخيص السليم للظ اهرة و للتخطي ط بكف اءة
لكيفية التعامل معها و إدارتها.
حيث ذكرت العبيدي 1ثالثة اتجاهات للصراع التنظيمي على النحو التالي:
و ينظر فيه للصراع على أنه فرصة للمنظمة أن تحل مشاكلها بطريقة بناءة ،فالنزاع يعطي المنظم ة
الفرصة للتفكير في مشاكلها و اإلبداع في تقديم األفكار المناسبة لحل تلك المشاكل ،كما أن أس لوب إدارة
ؤدي الصراع الناجح يزيد من عملية قبول األفراد ألي تغيير تنشده المنظمة .و إدارة الصراع الناجحة ت
بجانب حل التنازع إلى زيادة اإلنتاجية و توثيق العالقات بين المنظمة و فاعليتها.
و ينظر هنا للصراع على أساس إثارة السلبية و التي تشتت الجهود و تبع دهم عن تحقي ق أه داف
المنظمة ،كما أن الصراع له أثر سلبي على األفراد من الناحية النفسية ،و زيادة ض غط العم ل عليهم و
يصبح التعاون بين أفراد المنظمة شبه مستحيل ،كما أنه يتسبب في هدر الكثير من الطاقات في مواضيع و
مشاكل جانبية ،و هو الشيء الذي قد يؤدي إلى حجب انسياب المعلومات الضرورية و تشويهها.
و ينظر له على أنه مرغوب به لما له من أثر جيد في بعض األوقات و غير مرغوب فيه في أحي ان
أخرى ،كما ينظر لبعض الصراعات على أنه من الممكن تجاهله ا و بعض الص راعات يجب إدارته ا
بطريقة فعالة ،و ينظر االتجاه المتوازن إلى األثر المترتب على النزاع .فالنظرة الحديثة للص راع تؤك د
ضرورة المحافظة على مستوى معتدل للصراع داخل المنظمة لكي تكون المنظمة فاعلة و خالقة.
-العبيدي ،أمل ،إستراتيجية الصراع التنظيمي Xو إمكانية تحقيق أهداف المنظمة ،مجلة اإلدارة و االقتصاد ،العدد ،2008 ،69ص ص.5-4 ، 1
إن عملية الصراع تعد ديناميكية تنشأ و تتطور عبر مراحل متعاقبة يمكن أن يطلق عليه ا "دورة
الصراع" ،و يمر الصراع بأطوار و سالسل متعددة ،و ال يمكن أن يظهر دون مقدمات أو من العدم حتى
و إن ظهر فجأة ،فهو نتيجة رواسب و اختالفات و تفاعالت بين األفراد و الجماعات.1
كما يرى ماهر 2أن إدراك أطراف الصراع لوجود الصراع ،يولد حالة من التفكير و االنفع االت
لدى أطراف الصراع ،تجعلهم يفكرون في اتباع طريقة و أسلوب معين لكسب الموقف ،حيث يؤدي ه ذا
إلى سلوك فعلي من أحد األطراف المشتركة في الصراع ،و هذا السلوك الفعلي يقابله رد فعل من الطرف
اآلخر للصراع ،و تتكرر نفس مراحل الصراع بنفس الطريقة ،و هو الشيء الذي يوضحه الشكل الموالي:
ظروف ما قبل الصراع :و التي تتضمن الظروف المتواجدة ما قبل الص راع بين األط راف و -1
الجماعات و تتمثل بالسلوكية ،الديمغرافية ،و الهيكلية ،و هذه الظ روف ق د ت ؤدي إلى نش وء
الصراع.
التغيرات السلوكية :و تحدث عند نشوء الصراع و التي تشير إلى الس لوك الع دائي (المتش دد) -2
دأ المرافق لألطراف المتعارضة ،و يتوجه اهتمام المجموعة من إنجاز األهداف إلى الفوز ،و يب
إضافة على ذلك فقد قدم لويس بوندي نموذجا شهيرا أجمع عليه الكثير من الباحثين منهم (العمي ان،1
المومني ،2بن معتوق )3يوضح فيه خمس مراحل للصراع التنظيمي و هي كالتالي:
مرحلة الصراع الضمني :و تتضمن الشروط أو الظروف المسببة لنشوء الصراع ،و التي غالبا ما -1
ات ،أو تتعلق بالتنافس على الموارد و التباين في األهداف ،أو االعتمادية بين األفراد أو الجماع
غير ذلك من األسباب التي تساهم في ميالد الصراع بشكل ضمني غير معلن.
مرحلة الصراع المدرك :حيث يبدأ أطراف الصراع في إدراك وجود الصراع أو مالحظته ،و هنا -2
تلعب المعلومات دورا مهما في تغذية صوره و مدركاته.
مرحلة الشعور بالصراع :يتضح فيها الصراع و يتبلور ،و تتولد أش كال من القل ق الف ردي و -3
الجماعي المشجعة على الصراع.
مرحلة الصراع العلني :في هذه المرحلة يلجأ الفرد أو الجماع ة إلى انته اج األس لوب العل ني -4
ة الصريح للتعبير عن الصراع ضد الطرف اآلخر .و يتم التعبير عن هذا الصراع بطرق مختلف
مثل العدوان و المشاحنات العلنية.
مرحلة ما بعد الصراع العلني :و التي تتعلق بظروف ما بعد ظهور الصراع سواء تم التعامل معه -5
باإليجاب أو بالكبت ،فإذا كانت نتائج الصراع مرضية لطرفي الصراع فمن المتوقف أن يسود جو
و عليه و مما تتم التطرق إليه في األعلى لمراحل الصراع التنظيمي ،فإننا نرى أن على إدارة
المنظمات معالجة الصراع مرحلة بمرحلة و ذلك عن طريق استخدام استراتيجيات تتالءم مع كل
مرحلة من الصراع ،و ذلك الحتواء عملية الصراع ،فال تزيد عن حدها و بالتالي تكون النتائج سلبية.
هنالك العديد من االستراتيجيات التي يمكن استخدامها إلدارة الصراع التنظيمي ،حيث ال توجد
إستراتيجية واحدة لتستخدم في جميع الظروف ،و هذا راجع الختالف ظروف الصراع و مواقفه ،إلى
جانب اختالف طبيعة عمل المنظمات ،و كذا األساليب المسبب للصراع ،و عليه فإننا سنعرض في
هذا المطلب على استراتيجيات إدارة الصراع التنظيمي.
حيث يرى الفكر اإلداري الحديث أن الصراع شيء البد منه ،و أن انعدام الصراع أو وجوده
بمستوى منخفض في المنظمة بسبب الركود ،و هو ما يؤدي إلى انهيارها مع الوقت ،كما أن وجود
الصراع بدرجة عالية ضار ألنه يسبب خلل في عملية التعاون ،بينما القدر المعتدل من الصراع في
المنظمات هو المطلوب.
و إدارة الصراع ال تعني حله ،فحل الصراع يتطلب التقليل من الصراع و إزالته ،على عكس
إدارة الصراع التي تتطلب بدء تشخيص الصراع بهدف تحديد حجمه ليتم على ضوء ذلك عملية
التدخل فيه ،بإيجاده إن كان منعدما ،و زيادته إن كان أقل من الحجم المناسب ،و تقليله إن كان أكثر
من الالزم.1
فقد عرف Robbins (392:2001) 2إدارة الصراع بأنها " العملية التي يتم فيها استخدام
الحلول و المثيرات لتحقيق مستوى الصراع المرغوب فيه".
كما عرفها روبرتس بأنها " التدخل الهادف لحفز الصراع المفيد و تشجيعه أو التدخل لمنع
الصراع المدمر و حله".3
2
- Robbins, S. P , OP.Cit, P :392.
-قطيشات ،ليلى ،إدارة الصراع في المؤسسات التربوية ،ط ،1مركز الكتاب األكاديمي ،عمان ،األردن ،ص.74: 3
أما المعشر 1فقد عرفها بأنها " العملية التي يتم من خاللها التعامل مع الصراع و مواجهته من
خالل اختيار األسلوب المالئم بعد فهم أسباب الصراع و أبعاده".
و لقد اهتم الباحثون بعملية إدارة الصراع التنظيمي لتحقيق فاعلية أفضل للمنظمة من خالل تطوير
نماذج متعددة إلدارة الصراع في المنظمات ،فقد طور Rahim2نموذجا لعملية إدارة الصراع
التنظيمي يتكون من أربع مراحل و ذلك كاآلتي:
التغذية الراجعة
-1التشخيص :تعد عملية تشخيص الصراع القاعدة األساسية إلدارة الصراع بكفاءة و فعالية ،و ذلك
راجع لغايات التعرف على مشكلة الصراع و كذا معرفة و تحديد أسبابه و شدته ،و تجرى
باستخدام مقياس الصراع التنظيمي فضال عن إجراء المقابالت المعمقة مع األفراد و جمع البيانات
و تصنيفها و تحليلها.
-2التدخل :تتم عملية التدخل في الصراع من خالل إتباع أسلوبين أساسيين هما:
أ -العمليات اإلنسانية :كالقيادة ،و اتخاذ القرار ،و االتصال الفعال ،و العمل على التغيير في ثقافة
المنظمة من اتجاهات و قيم و معتقدات األفراد العاملين مع دعم أفراد المنظمة و تمكينهم من
تعلم كيفية إدارة الصراع و استخدام األساليب المناسبة إلدارته.
2
-Rahim, M.A, Management Conflict in Organizations, 3rd ED, West port, green wood Publishing Group, London ,
2001, P :87.
ب -البنية التقنية :و التي نعني بها ترتيب األنشطة و الفعاليات و تصنيف الوظائف ،و تحديث
اآلالت و الوسائل و التعديل في بنية المنظمة.
-3الصراع :و هي المرحلة التي تتم فيها مواجهة الصراع من خالل معرفة حجم الصراع و شدته
للعمل على زيادة شدة الصراع و استثارته إذا كان في مستواه األدنى ،أو التقليل منه في حالة
ارتفاعه لمستوى أقصى من المرغوب فيه.
-4التعلم و الفاعلية :حيث و من أجل تحقيق الفاعلية المرجوة للمنظمة البد أن يتمتع قائد المنظمة
بعقلية متفتحة ،كما يجب أن يكون قادرا على التأثير في المرؤوسين ،و تشجيعهم على التعامل مع
المشكالت بتفكير ناقد ،كما يجب أن تكون لديه القدرة على تحفيز طاقات العاملين و إبداعاتهم ،مع
إجراء عملية التقويم المستمر من خالل التغذية الراجعة.
1
أما حاليا فهناك سبل حديثة في إدارة الصراع نذكر منها ما يلي:
إذا ق ل الص راع عن المس توى المرغ وب فال ب د من ت دخل اإلدارة من أج ل تنش يط الص راع و ذل ك •
كاآلتي:
- 1المغربي ،عبد الحميد" ،دليل اإلدارة الذكية لتنمية الموارد البشرية" ،ط ،1دار المكتبة العصرية للنشر و التوزيع ،المنصورة ،مصر ،2007 ،ص
ص.213-212 ،
إذا كان المرؤوسون يخافون من إظهار جهلهم. •
إذا كانت فلسفة اإلدارة تتبنى عدم وجود مظاهر للصراع. •
إذا كانت اإلدارة تحرص على الحصول على الموافقة الجماعية لقراراتها. •
إذا كان هناك اهتمام زائد لدى اإلدارة بعدم إيذاء مشاعر العاملين. •
كما أن هناك طرق يمكن لإلدارة المنظمة إتباعها إلدارة الصراع و التي ذكرها ديري ،1و التي هي:
طريقة التهدئة :و ذلك عندما يكون الصراع طارئا و ال يستحق المواجهة. •
طريقة المقاربة :خصوصا في الصراعات حول موضوعات أساسية البد من حلها حيث تلجأ هنا •
اإلدارة إلى االبتعاد عن المواجهة و العمل بطريقة ذكية لحل النزاع.
طريقة المواجهة :هنا و في هذه الحالة يتم التركيز على المشكلة و نقاط االختالف مباشرة و ذل ك •
من أجل إيجاد حل نهائي للصراع.
طريقة السلطة أو اإلجبار :و ذلك من خالل تقصي الحقائق موض وعيا و من ثم إص دار األوام ر •
لكل األطراف المتصارعة بإنهاء الصراع.
طريقة التحكيم :هن ا يتم اللج وء إلى ط رف ث الث يعم ل كوس يط حيث تقب ل ب ه ك ل األعض اء •
المتصارعة و يتم األخذ برأي هذا الوسيط.
بما أن إدارة الصراع لها أهمي ة كب يرة في المنظم ات المختلف ة فق د أولى الب احثون عملي ة إدارة الص راع
أهمي ة كب يرة لتحقي ق فاعلي ة أفض ل للمنظم ة من خالل تص ميم العدي د من النم اذج تعين األف راد على كيفي ة
إدارتهم للصراع ،و بسبب ذلك فقد تعددت استراتيجيات إدارة الص راع حس ب المس توى ال ذي يح دث في ه ،و
تتدرج هذه االستراتيجيات من إيجابية نسبيا إلى استراتيجيات سلبية نسبيا ،1و من بين هذه النماذج:
احتوى هذا النموذج في إدارة الصراع على ثالث خطوات رئيسية ،و هي:
2
حيث اشتملت على ست خطوات ضرورية لفهم طبيعة الصراع ،و هي:
تحديد أط راف الص راع :حيث ليس من الس هل دائم ا تحدي د أط راف الص راع فأحين ا تك ون أطراف ه •
معروفة و أحيانا قد تكون مخفية.
تحديد طبيعة الصراع :فهذه الخطوة تتطلب ضرورة تحديد االنفعاالت الخاصة ب األفراد ،فمن الممكن •
جدا أن تكون المشكالت الرئيسية للصراع قد أثرت على مشاعر األفراد.
تحديد بداية الصراع :من الصعب تحديد نقطة بداية الصراع ألن ه ع ادة م ا يبت دئ بمض ايقة ص غيرة •
فتكمن أهمية تلك الخطوة في تحديد أصل الصراع.
تحديد موقع الصراع :حيث تكون قرارات إدارة الصراع مختلفة إذا كان الص راع بين أف راد ع اديين •
في المنظمة عما إذا كان الصراع بين أحد الموظفين و أحد اإلداريين.
المحاوالت السابقة الحتواء الصراع :فإذا لم تنجح المحاوالت السابقة لحل النزاع فالبد من االس تفادة •
منها ،فمن الممكن أن يخلق فشل المحاوالت السابقة قابلية عند األفراد المتصارعة للحل.
-كامل ،مصطفى ،إدارة الموارد البشرية ،الشركة العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة ،جمهورية مصر العربية ،2003 ،ص.98 : 2
النت ائج المترتبة على الص راع :من الض روري تحدي د النت ائج المترتب ة على الص راع و تقييمه ا و •
فهمه ا ،ألن ذل ك يس اعد في معرف ة ت أثير ذل ك الص راع على أداء المنظم ة في حال ة ع دم ح ل ه ذا
الصراع.
و هو ما يتطلب عمال جماعيا إلى جانب قيام الطرف الثالث المحايد بدور الوسيط بين األطراف المس اعدة
1
في تحديد الحلول ،و خطواته كالتالي:
البد أن يكون الطرف الثالث إيجابيا تجاه فرص احتواء الصراع :فالذين يؤمن ون ب أن ك ل مجه ودات •
احتواء الصراع مصيرها الفشل يجب عليهم عدم التدخل في الصراع.
وضع القواعد التي تسير عليها العملية :في الكثير من األحيان يجلب الص راع مش اعر فوض وية ،و •
تلك القواعد تقلل من تلك الفوضى ( موعد االجتماعات ،االتصال...،الخ)
تحديد اهتمام ات األط راف المتنازعة :يجب على األط راف المتنازع ة فهم أولوي ات اهتمام اتهم و •
نتائجها ،ألنه بذلك سيتم معرفة حلول الصراع.
وضع البدائل :إن أول خطوة لكسر الجمود هي التركيز على اهتمام ات األط راف ،و حينه ا س تتمكن •
األطراف المتنازعة من وضع البدائل في حالة عملهم معا ،و ذلك للوصول إلى حل.
تحديد المع ايير :في بعض األحيان تك ون األفك ار الناتج ة عن الخط وات الس ابقة ض بابية ،ل ذلك من •
األفضل تحديد معايير قبل التفاوض بشأن الصراع.
تقييم الحلول على أساس المعايير :ليس من الضروري أن تكون البدائل السابقة أن تتوافق مع معايير •
األولويات ،و عليه سوف تتم إزالة بعض البدائل و ذلك ال يتم إال بحضور جميع األطراف.
-عسكر ،سمير ،دور الصراع في اإلدارة ،المجلة العربية لإلدارة ،العدد ،2001 ،4ص.112: 1
-حسين ،سالمة ،اتجاهات حديثة في اإلدارة المدرسية الفعالة ،دار الفكر للطباعة و النشر ،عمان ،األردن ،2004 ،ص ص.231-228 ، 2
وضع خطة للعمل :كثيرا م ا تفش ل الق رارات المقترح ة بس بب التنفي ذ الس يئ له ا ،و ل ذا الب د أن •
تشتمل خطة العمل على ما يلي:
تحديد كيفية التعامل مع األطراف المتنازعة في المستقبل :حتى و م ع انته اء الص راع فال يجب •
اعتبار هذا الحل نهائيا ،على األقل إذا لم يكن وضع تحت االختبار لفترة معين ة ،و بالت الي فال ب د
أن يتفق األطراف على أسلوب التعامل مع الصراع في المستقبل كجزء من عملية إدارة الصراع.
1
طرح الباحثان أربع عمليات أساسية إلدارة الصراع التنظيمي ،و هي:
حل المشكلة :من خالل التعاون وطرح بدائل للتوصل إلى حل نهائي يرضي الجميع. •
اإلقناع :حيث يفترض هذا األسلوب وجود اختالف في األهداف الفردية ،و ينطوي هذا األسلوب على •
إمكانية التوسط للقضاء على الخالفات.
إجراء الصفقات :حيث يستخدم هذا األسلوب عندما تكون أهداف أطراف الصراع ثابت ة ،فيتم الت دخل •
لعقد اتفاق بين األطراف المتصارعة.
التحالف :و هنا تعكس الحلول القوة النسبية لمختلف أطراف الصراع. •
2
حيث صنف Robbinsإدارة الصراع إلى تسعة أساليب ،هي:
- 1العسولي ،محمد ،درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية بمحافظات غزة إلستراتيجيات إدارة الصراع التنظيمي Xمن وجهة نظرهم و سبل تطويرها،
رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين ،2011 ،ص.39:
- 2النملة ،سليمان ،إدارة الصراع التنظيمي Xفي المدارس الثانوية بالمملكة العربية السعودية ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة الملك
سعود ،السعودية ،2007 ،ص ص.36-35،
أسلوب االنطالق من األهداف المشتركة :أي أه داف تهم األط راف المتص ارعة ،و ال يمكن تحقيقه ا •
إال بتعاون كافة األطراف المعنية بالصراع.
أسلوب توسيع الموارد :فالموارد المحدودة تعتبر أحد أسباب الص راع التنظيمي ل ذا ف إن الس عي إلى •
توسيع الموارد يساعد في حل مشكالت الصراع.
أسلوب حل المشكالت :حيث يتم ذلك بالمواجهة بين أفراد الص راع و الترك يز فق ط على من المخطئ •
و من المصيب بل على المشكلة نفسها و ذلك للوصول إلى حل.
أسلوب تجنب الصراع :و يكون بإهمال الصراع و عدم التدخل لحله ،حيث يعتبر هذا األسلوب قصير •
األمد.
أسلوب التهدئة :و الذي يقصد به تليين المواقف ،و ذلك لتقليل االختالفات بين األطراف المتص ارعة •
إلى أدنى حد ممكن.
أسلوب التسوية :أي التوصل إلى حل وسط يرضي جميع األطراف المعنية بالصراع. •
أسلوب إجراء تغيير و تبديل على المتغير اإلنساني :و هو من أصعب سبل ح ل الص راع ،ذل ك ألن ه •
يتناول أبعاد الفرد البنائية المتصلة بشخصيته ،و غالبا ما يكون ذلك مكلفا.
أسلوب إجراء تغيير و تب ديل على المتغ يرات الهيكلية للنظ ام :أي عن دما يك ون الص راع ناتج ا عن •
أسباب تتعلق بالهيكل التنظيمي ،و هنا من المفي د إج راء تب ادل الم وظفين بين األقس ام أو تط ويره أو
تغيير مسؤوليات األفراد.
1
و الذي أوضح فيه بعدي استراتيجيات إدارة الصراع ،و هما:
بعد االهتمام بالنفس :و يشير فيه إلى توجه الفرد نحو إرضاء نفسه و اهتماماته فقط. •
بعد االهتمام باآلخرين :و الذي يشير فيه إلى توجه الفرد نحو إرضاء اآلخرين و االهتمام بمصالحهم. •
1
- Rahim, M.A, OP.Cit, P P :28-30.
من هذين البعدين تتأصل خمسة أساليب إلدارة الصراع و هي:
التكامل :و يشير إلى اهتمام عال بالذات و اآلخرين ،و الذي يشمل تبادل المعلومات للتوصل إلى ح ل •
يرضي الطرفين.
اإلرضاء :و الذي يبين على االهتمام المتدني للذات على عكس االهتمام باآلخرين ،الشيء الذي يعم ل •
على التقليل من أهمية الخالفات ،و التأكيد على القواسم المشتركة إلرضاء اهتمامات الطرف اآلخر.
الهيمنة :و التي تشير إلى اهتمام عال بالذات مقابل اهتم ام مت دن ب اآلخرين ،و هن ا يح اول الش خص •
إهمال حاجات اآلخرين لتحقيق حاجاته.
التجنب :و يش ير إلى اهتم ام مت دن س واء لل ذات و س واء لآلخ رين ،و ال ذي يرتب ط باالنس حاب من •
الوضع الذي يشكل تهديدا.
التس وية :و يش ير إلى اهتم ام متوس ط بال ذات و اآلخ رين ،حيث يتن ازل ك ل من الط رفين من أج ل •
التوصل إلى قرار مشترك.
و لشرح مفصل لنموذج Rahimلحل الصراع نضع بين أيدكم الشكل التالي:
بعد التعاون :و الذي يمتد من درجة غير متعاون إلى درج ة متع اون ،حيث يح دد ه ذا البع د الدرج ة •
التي يصلها الفرد في إشباع حاجات الطرف اآلخر.
بعد الحزم :و الذي يمتد من درجة غير ح ازم إلى درج ة ح ازم ،حيث يح دد ه ذا البع د الدرج ة ال تي •
يصل إليها الفرد في إشباع حاجاته كما هو موضح في الشكل التالي:
و التي يقصد بها عدم تجنب الصراع ،بحيث ال يحاول أي من أطراف الص راع تحقي ق أهداف ه أو أه داف
الطرف اآلخر ،و إنما ينسحب الفرد من موق ف الص راع .و بن اء علي ه يق وم الم دير بمحاول ة المحافظ ة على
حيث من الممكن أن يكون هذا األسلوب مفيدا في بعض الحاالت و ال تي يحت اج فيه ا الع املون إلى ف ترة
2
زمنية للتفكير و إعادة النظر في األمور.
مع ذلك و حتى مع ارتباط هذه اإلس تراتيجية باالنس حاب من الص راع ،غ ير أن ذل ك ليس حاس ما لغي اب
الصراع و إنما قد يبقى كامنا و قد يظهر مرة أخرى لكن بدرج ة أك ثر خط ورة 3و االف تراض األساس ي له ذه
اإلستراتيجية هو حالة (خسارة/خسارة) و ذلك راجع لعدم المديرين في التعاون ،و خسارة أي مساهمة محتملة
في عالقة العمل ،و عدم قدرة المديرين على التعامل مع الصراع.4
5
حيث يمكن اللجوء إلى هذه اإلستراتيجية في الحاالت التالية:
حيث و في هذه اإلستراتيجية يحاول الفرد فيها لتحقيق مصلحته البحتة بغض النظر عن مصالح اآلخرين،
و االفتراض األساسي في هذه الحالة ه و أن الص راع عملي ة مكس ب أو خس ارة ،ل ذلك يح اول الم دير إجب ار
6
العاملين على االمتثال لوجهة نظره و مقترحاته.
فعند استخدام إس تراتيجية الس يطرة ،يس تخدم الم دير أس لوب التهدي د و الوعي د متج اهال ك ل من أس باب
الصراع و وجهات نظر األطراف المتصارعة ،و ذلك إلرغامهم على تقديم تنازالت عن حقوقهم ،كما يفرض
عقوبات صارمة على األطراف المتصارعة ،لكن استخدام ه ذه اإلس تراتيجية في إدارة الص راع ل ه ت أثيرات
- 1اللوح ،أحمد ،الصراعات التنظيمية و انعكاساتها Xعلى الرضا الوظيفي "دراسة مقارنة لوجهات نظر العاملين في جامعتي األزهر و اإلسالمية"،
رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين ،2008 ،ص.58:
- 2العبيدي،أمل ،إستراتيجية الصراع التنظيمي Xو إمكانية تحقيق أهداف المنظمة ،مجلة اإلدارة و االقتصاد ،العدد ،2008 ،69ص.10:
- 3قطيشات ،ليلي ،مرجع سابق ،ص.82:
4
- Wesenski, Louis R., Organizational Conflict, Concepts and Models, Administrative Science Quarterl,
Vol. 12. No. 2.1999, P296.
- 5الخاليلة ،أنس ،إستراتيجيات Xإدارة الصراع التنظيمي و أثرها على أداء العاملين في المستشفيات Xالحكومية األردنية في مدينة إربد ،رسالة ماجستير
غير منشورة X،كلية االقتصاد و العلوم اإلدارية ،جامعة اليرموك ،األردن ،2010 ،ص.21:
- 6الخاليلة ،أنس ،مرجع سابق ،ص.22:
سلبية ،ذلك ألنها تحقق أهداف أحد األطراف المتصارعة على حساب األخرى مما يثير شعور اإلحب اط ،غ ير
أن استخدام هذه اإلستراتيجية قد يكون مناسبا إال في حاالت الطوارئ و التي تتطلب العم ل الحاس م لض رورة
1
في موقف الصراع.
2
حيث يمكن اللجوء إلى هذه اإلستراتيجية في الحاالت التالية:
في الحاالت الطارئة عندما تكون السرعة و العمل الحاسم ضرورة. -
عند فشل األساليب األخرى. -
في حالة قلة الثقة المتبادلة. -
يرى توماس و كيلمان أن هذه اإلستراتيجية تتصف باهتمام متدن للنفس و باهتمام كبير باآلخرين ،و ال تي
يضحي فيها المدير باهتمامات ه في س بيل إرض اء اآلخ رين و تحقي ق رغب اتهم .3و االف تراض األساس ي له ذه
اإلستراتيجية هو حالة (خسارة/مكسب) ذلك ألن حل الصراع المقترح ينتج عن ترغيب أحد أطراف الص راع
4
عن التنازل عن حقه أمام الطرف اآلخر.
5
و يتم اللجوء إلى هذه اإلستراتيجية في الحاالت التالية:
إذا كانت المسائل المطروحة ذات أهمية أكثر لآلخرين مما هي بالنسبة للفرد. -
لضرورة التناسق و االستقرار. -
إتاحة الفرصة للمرؤوسين ليتعلموا من أخطائهم. -
هنا يستخدم المدير أسلوب التفاوض بين األط راف المتص ارعة للحص ول على موافق ة و إرض اء ج زئي
لألطراف المتصارعة ،6و التي تقوم على مبدأ األخذ و العطاء حيث يتخلى ك ل من الط رفين عن ش يء معين
للوص ول إلى ح ل وس ط يرض ي الط رفين .،7إذا ف االفتراض األساس ي له ذه اإلس تراتيجية ه و حال ة
-العمايرة ،محمود ،مرجع سابق.247 ، 1
-بو رغدة ،إدارة الصراعات التنظيمية ،مجلة العلوم االقتصادية و علوم التسيير ،العدد الخامس ،2005 ،ص ص.153-152 ، 2
4
- Wesenski, Louis R.,OP.Cit, P:18.
-اللوح ،أحمد ،مرجع سابق ،ص.60 : 5
و التي يقوم فيها المدير بإلزام جميع األطراف المتصارعة ب افتراض وج ود ح ل ،و بالت الي هم يجته دون
لهزيمة المش كلة ال لهزيم ة أنفس هم للوص ول إلى ح ل يرض ي كال الط رفين و ذل ك من خالل مراجع ة نق اط
االختالف و االتف اق ،و ذل ك للخ روج بح ل إب داعي (العم ايرة )247:2002 ،و االف تراض األساس ي له ذه
اإلستراتيجية هو حالة (مكسب /مكسب) ألنه ينطوي على تحديد مناطق القوة و االختالف ،و تق ييم الب دائل ،و
اختيار الحلول التي تحظى بدعم الطرفين و التزامهما (.)Wesenski, 1999 :20
المحافظ ة على المص الح المهم ة ال تي ال تقب ل الحل ول الوس ط ،وفي نفس ال وقت المحافظ ة على •
العالقات.
الوصول إلى أصل المشاكل التي قد تعرقل عالقات العمل على المدى الطويل. •
1
- Wesenski, Louis R.,OP.Cit, P:19.
المبحث الثاني :اإلطار النظري ألداء الموارد البشرية
إن النظرة المعاصرة ألداء المؤسسات أيا كانت طبيعتها تقوم على فك رة مفاده ا أن ه ذا األداء يش كله
بشكل أساسي العنصر البشري مهما كان مستواه التنفي ذي أو اإلداري ،فالك ل يعلم ال دور الحي وي ال ذي يلعب ه
الفرد في كافة مستويات األداء ،ذلك أن فعالية و أداء المؤسسة ما ه و إال حاص ل م ا يتم من ط رف البش ر ،و
عليه فإن درجة أداء هذه الوظائف تتحد من خالل أداء المورد البشري لوظيفته.
يعود أصل كلمة األداء اللغوي هو من اإلنجليزية To Performeو التي تعني إنجاز ،تأدية أو إتمام
الشيء ،عمل ،تنفيذ مهمة ،1و في كثير من األحيان ما يتم تعري ف األداء على م ا ي ترتب عن ه من نت ائج ،لكن
-سهيل إدريس ،المنهل :قاموس فرنسي عربي ،دار اآلداب ،بيروت X،طبعة ،2003 ،31ص.895: 1
األداء ليس مربوط بما يحققه الناس فحسب بل كيف يتم ذلك ،فقاموس أوكسفورد يبين ذل ك من خالل تض مين
العبارة "تنفيذ".1"Carriyng out
أما اصطالحا ،فمفهوم األداء من أكثر المفاهيم استعماال في مج ال اإلدارة و المؤسس ات االقتص ادية،
لذلك فإن تحديد مفهومه تتباين فيه وجه ات النظ ر حس ب المنطلق ات ،فمنهم من ينطل ق من الج انب الكمي ،و
اآلخر من الجانب االجتماعي و السلوكي و التنظيمي و الوظائفي فضال عن الج وانب االقتص ادية ،إلى ج انب
ذلك فإن مفهوم األداء مرتبط بالمتغيرات البيئية سواء كانت داخلية أو خارجية التي تتنوع فيما بينها و تترابط،
فهو إذا يمثل مجموعة من المعايير المالئمة للتمثيل و القياس المحددة من قبل الباحثين ،و التي تس مح بإعط اء
حكم قيمي على األنشطة و النتائج و المنتجات و آثار المنظمة على البيئة الخارجية.
إن األداء يعني تحسين اإلنتاجية و القدرة على المنافسة و ذلك على مستوى المنظمة ،أما على مستوى
الموظف فيعني مدى إدراكه لمن اخ العم ل و بيئت ه الداخلي ة و الخارجي ة ،حيث يتوق ف األداء على اإلدراك و
مدى اختالفه من موظف إلى آخر ،أما من وجهة نظر الزبون فيعني النوعية أي نوعية الخ دمات و المنتج ات
التي تقدمها المنظمة.2
يعرف األداء أيضا بأنه "انجاز األعمال كما يجب أن تنجز و هذا ينسجم مع اتج اه بعض الب احثين في
3
التركيز على إسهامات الفرد في تحقيق أهداف المؤسسة من خالل إتمام مهام وظيفته".
أما من منطلق األداء يعبر على درجة إنجاز المهام ،فإنه يقتصر على العنصر البشري دون غ يره من
الموارد األخرى ،و هو الشيء الذي يؤك ده Chevalieraو آخ رون " اإلنت اج اإلجم الي للمؤسس ة ينتج عن
التوفيق بين عوام ل عدي دة كرأس مال ،العم ل ،المعرف ة ،......أم ا األداء فينتج مباش رة من عنص ر العم ل ،و
4
بالتالي فإن كل عامل سيعطي األداء الذي يتناسب مع قدراته و مع طبيعة عمله"
إن األداء يمثل بطبيعة الحال نتاج التفاعل بين السلوك و اإلنجاز الذي يقوم ب ه األف راد في المؤسس ة،
ذلك أن األداء يمثل المحصلة النهائية لسلوك الفرد في المؤسسة ،إذ أن األداء الفعلي لألفراد مرهون بالعناصر
1
- Micheal Armstrong, human resource management practice, kogan Page, london, 2006, Tenth edition, p :496.
2
-Saulquin Jeans Yves, “Gestion Des Resources Humaines et Performance Des Services Le Cas Des Etablessements
Sociaux Sanitaires”, Revue Gestion De Resource Humaines, Paris : Edition ESKA, 36 Juin 2000, P :20.
- 3سناء عبد الكريم ،مظاهر األداء اإلستراتيجي و الميزة التنافسية ،مداخلة ضمن المؤتمر الدولي حول األداء المتميز Xللمنظمات Xو الحكومات ،قسم
علوم التسيير ،جامعة ورقلة 9-8 ،مارس ،ورقلة ،ص.35:
-- 4عبد المليك مزهودة ،األداء بين الكفاءة و الفعالية :مفهوم و تقييم ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيصر ،بسكرة ،العدد األول ،نوفمبر،
،2001ص.86:
و المكونات التي تش كل في مجمله ا مس توى األداء المرص ود ،ذل ك أن األداء محص لة لألداء الفس يولوجي و
األداء الدافعي ،و ذلك حسب المعادلة التالية:1
المعادلة السابقة توضح أن مستوى األداء يتحدد من خالل مجموعة من العوام ل ،منه ا الفس يولوجية،
حيث أن األفراد مختلفون وراثيا في العديد من الصفات الشخصية و التي لها األثر الكبير في األداء كالقدرات،
أما ما يخص العوامل الدافعية و التي تربط هي األخرى مرتبطة بالعوامل المكتس بة من البيئ ة مث ل المه ارة و
المعرفة ،فهي األخرى تتباين نتيجة التأثر بالحجم الهائل من المتغ يرات البيئي ة و التفاع ل الن اتج بين مختل ف
العوامل يشكل المحصلة النهائية لألداء المورد البشري .فاألفراد أصحاب الطاقة الكامنة المرتفعة ،و الذين يتم
استثمار طاقتهم هذه في بيئة مشجعة الشيء الذي يساهم في رف ع مس توى الدافعي ة ل دى الف رد مم ا ي ؤدي إلى
مستوى أداء مرتفع ،و هو الشيء ال ذي نالحظ ه متواج دا في المجتمع ات المتقدم ة حيث يتم االهتم ام بتنش ئة
الفرد و بيئته من خالل توف ير المتطلب ات الالزم ة الس تغالل الق درات الوراثي ة ،على عكس البل دان المتخلف ة
حيث األفراد يولدون باستعدادات وراثية مرتفعة غير أن البيئة المحبطة ال تي يعيش ون فيه ا الغ ير ق ادرة على
استيعاب تلك القدرات الشيء الذي يعمل على إضعاف دافعية األف راد و ه و م ا ي ؤدي إلى الض عف في األداء
الفعلي للفرد.
إذا و باعتب ار أن األداء ه و نت اج الس لوك البش ري بتفاعل ه م ع اإلنج از في المؤسس ة ،فإن ه يتح دد
بمكونات السلوك البشري و تفاعله مع البيئة ،و هو ما يوضحه الشكل التالي:
من الشكل أعاله يتبين لنا أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الفردي في تكوين مفهوم األداء و التي تتفاع ل م ع
االنجاز ،فاألداء عبارة عن مجموعة من السلوكيات و االنجازات التي تتحقق معا مع الميل إلى إبراز النت ائج،
و ذلك لصعوبة الفصل بين السلوك من ناحية و اإلنجاز من ناحي ة أخ رى ،1و هن ا الب د من اإلش ارة أن هن اك
اختالف بين السلوك و اإلنجاز ،ذلك أن السلوك هو ما يقوم به األفراد من أعمال كعقد اجتماع ات ،أو تص ميم
نماذج .أما بالنسبة لإلنجاز فهو ما يبقى من أثر أو نتائج بعد أن يتوقف الف رد عن العم ل ،و عن د التع رف عن
كيفية انجاز الفرد لعمل ما ،فالبد من معرفة أهم العوامل التي تساهم في هذا اإلنج از و ال تي س نذكر منه ا م ا
2
يلي:
القدرات و المهارات :حيث أن األفراد يتفاوتون فيما بينهم من حيث الق درات و المتمثل ة في الج وانب •
البدنية و النفسية و الذهني ة ،كم ا يختلف ون في المه ارات ال تي تش ير إلى مس توى التم يز في مه ام أو
مجاالت معينة.
دور و مجال المدركات :يفيد الدور اإلدراكي بصفة خاصة في فهم كيفية إنجاز العمل. •
- 1خالد الصرايرة و محمد القضاة ،القيم البيروقراطية لدى الموظفين اإلداريين العاملين في جامعة مؤتة و عالقتها بأدائهم الوظيفي من وجهة نظر
القيادات اإلدارية فيها ،المجلة األردنية في العلوم التربوية ،المجلد ،5العدد ،2009 ،3ص.236:
- 2عبد الغفار حنفي ،السلوك التنظيمي Xو إدارة الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،ص.356-353:
الدافعية :و التي تعبر عن مدى الرغبة الموجودة لدى الف رد للعم ل ،و ال تي من الممكن أن تظه ر من •
خالل درجة إقباله على العمل .فبمقدار ما يكث ف الف رد جه وده بمق دار م ا يعكس ه ذا درج ة دافعيت ه
ألداء العمل ،حيث أن الدافعية تمثل القوة التي تحرك الفرد و تثيره ليقوم بعمله.1
فهذه المتغيرات تعت بر من أهم المتغ يرات ال تي ت ركب مفه وم األداء ،فيع بر األداء على أن ه التفاع ل بين
مستويات الدافعية و القدرة ،فإن تحصلت المؤسسة على أفراد يتمتعون بقدرات و مهارات عالي ة و ق امت
بصقل هذه الق درات و تنميته ا ،فإنه ا ال تس تطيع أن تتأك د من أن أداءهم مناس با ،إال من بع د تنش يط ه ذه
القدرة بالدافعية حيث يمكن تمثيلها حسب المعادلة التالية:2
كما سنبين التركيب لألداء البشري للعمل حسب وفق الشكل التالي:
أولية. -
الحاجات اجتماعية. -
ذاتية. -
المصدر :علي السلمي ،إدارة األفراد و الكفاءة اإلنتاجية ،الطبعة الثانية ،مكتبة غريب ،الق اهرة ،1998 ،ص:
.39
كما يعرف األداء الوظيفي أيضا على أنه قيام الفرد بالمهام و األنشطة المختلفة التي يتكون من عمل ه،
حيث يمكن مالحظة ثالثة أبعاد يقاس على أساسها األداء و هي كمية الجه د (الطاق ة المبذول ة) ،نوعي ة الجه د
(الدقة و الجودة) و نمط األداء (الطريقة التي يتم به ا العم ل) ،1حيث ي بين ه ذا التعري ف أن األداء تفاع ل بين
كمية الجهد و نوعيته و نمط األداء ،و يمكن تمثيل ذلك حسب المعادلة التالية:
-أحمد صقر عاشور ،السلوك اإلنساني في المنظمات X،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،2005 ،ص.26،25 : 1
فاألداء هو عبارة عن نس يج من ع دة مكون ات تتط ور م ع ال زمن ،فمع ايير التق ييم الداخلي ة تتغ ير و
تتطور الرتباطها بإدراك الفرد و قدراته و مهاراته ،فأداء المنظمة مرتبط كليا بالبيئ ة الخارجي ة و عناص رها
الخاضعة للتغير .كما أن هناك توليفة من العوامل االجتماعية و التقني ة و المالي ة و التنظيمي ة تك ون فعال ة في
موقف معين دون أن تكون كذلك في مواقف أخرى ،و هذه التوليفات متعددة و تتغ ير ع بر ال زمن 1.و ه و م ا
أشار له منظور مدرسة النظم أن األداء عبارة " القدرة على التكي ف م ع البيئ ة و االس تقرار و تحقي ق ال روح
2
المعنوية العالية للعاملين و حسن استغالل الموارد المتاحة".
كما نجد أن مفهوم األداء مرتبط بمفهوم الكفاءة و الفعالية ،3حيث أن الكفاءة تدل على حس ن اس تغالل
الموارد المتاحة ألجل تحقيق المؤسس ة أله دافها ،أم ا الفاعلي ة فهي تع بر عن درج ة تحقي ق األه داف ،4حيث
يرى بعض الباحثين أن األداء ما هو إال مرادف أما للكفاءة أو للفعالية ،حيث أن هن اك من ي رى أن األداء ه و
الهدف النهائي للمؤسسة ،و بالتالي يكون األداء مكافئ ا للفعالي ة ،و آخ رون ي رون أن األداء ه و الكف اءة ،ذل ك
حسب ما تم ذكره سابقا.
و عليه و من خالل التعاريف السابقة ،يمكن تعريف أداء الموارد البشرية "بأنه العالقة بين ما يبذله الف رد
من مجهود ،و النتيجة المراد الوصول إليه ا ،كم ا يع بر األداء على إنج از المه ام بكف اءة و فعالي ة أي تحقي ق
األهداف المراد إنجازها ،باستخدام موارد أقل ،و حسب مفهوم الفعالية و الكف اءة ،يمكن تمي يز أربع ة ح االت
تحكم على األداء البشري:
فالعنصر البشري الفعال ه و ال ذي يس تغل الم وارد األخ رى اس تغالال حكيم ا و بأق ل التك اليف ،أم ا العنص ر
البشري الكفء هو ذلك العنصر صاحب القدرات و المتطلبات الوظيفية ألداء مهامه.
- 1عبد الفتاح بوخمخم" ،تحليل و تقييم األداء االجتماعي في المنشأة الصناعية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،منشورات Xجامعة منتوري ،عدد ،2002 ،18
ص ص.127-126 :
- 2علي محمد عبد الوهاب ،العنصر اإلنساني في إدارة اإلنتاج ،مكتبة عين شمس ،القاهرة ،1984 ،ص.290 :
- 3سهيلة محمد عباس ،إدارة الموارد البشرية "مدخل استراتيجي" ،دار وائل ،عمان -األردن ،الطبعة األولى ،2003 ،ص.138 :
- 4سوينا محمد البكري ،إدارة الجودة الكلية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص.72:
المطلب الثاني :مكونات األداء
تتمثل مكونات األداء في األنشطة و المهام التي يحتويها العمل ،و االرتباط ات بين ه ذه األنش طة و المه ام ،و
1
يمكن تحديد هذه المكونات وفق المعايير اآلتية:
2
كما أشار هاينز أن هناك أربع عناصر لألداء تتمثل فيما يلي:
-المعرفة بمتطلبات الوظيفة :و تشمل المهارة المهنية و المعرفة الفنية و الخلفية العام ة بمتطلب ات الوظيف ة و
المجاالت المرتبطة بها.
-نوعية العمل :و تشمل الدقة و النظام و اإلتقان و البراعة و التمكن الفني و القدرة على تنظيم ،تنفيذ العم ل و
التحرر من األخطاء.
-كمية العمل :و تشمل العمل المنجز في الظروف العادية و سرعة اإلنجاز.
-المثابرة و الوثوق :يدخل فيها التفاني و الجدية في العمل و الق درة على تحم ل المس ؤولية و إنج از األعم ال
في مواعيدها و مدى الحاجة لإلشراف و التوجيه.
3
و عليه فإن هذه المكونات كلها تدخل في تكوين مفهوم األداء ،و المتعلقة بما يلي:
* اإللمام بالعمل :حيث يعد اإللمام بالعمل من الركائز األساس ية لألداء ،فه و يع بر عن معرف ة العم ل بالعم ل
الذي يؤديه و مدى فهمه لدوره و مهمته و إدراكه للتوقعات المطلوبة منه و م دى إتباع ه لطريق ة العم ل ال تي
تحددها له المنظمة.
- 1الطاهر مجاهدي ،فعالية التدريب المهني و تأثيره Xعلى األداء دراسة ميدانية بمؤسسة النسيج TINDAIالمسيلة ،أطروحة دكتوراه غير منشورة،
جامعة منتوري ،2008 ،ص ص.112-111 :
- 2ماريون هاينز ،إدارة األداء ،ترجمة محمود مرسي و زهير الصباغ ،مطابع معهد اإلدارة العامة ،الرياض ،1988 ،ص.273:
- 3نور الدين شنوفي ،تفعيل نظام تقييم أداء العامل في المؤسسة العمومية االقتصادية حالة المؤسسة الجزائرية للكهرباء و الغاز ،أطروحة لنيل درجة
الدكتوراه دولة في العلوم االقتصادية تخصص علوم التسيير ،قسم علوم التسيير جامعة الجزائر ،الجزائر ،2005 ،ص.18:
* ناتج العمل :يعبر ناتج العمل عن مستوى اإلنجازات التي يحققها العامل ،و مدى مقابلتها للمعايير النموذجية
الكمية و النوعية و الزمنية و ضغط التكاليف و كل ما يميز عمل ه من قيمت ه مض افة تع بر عن ن اتج العم ل و
يعبر عنه ببصمات العامل في العمل.
س لوك العام ل :يش ير س لوك العام ل في أداء وظيفت ه من م دى محافظت ه و حرص ه على مع دات و
أدوات و تجه يزات اإلنت اج المس تخدمة في العم ل من حيث االعتن اء و ص يانتها و تجنب اإلتالف و
مدى تفعيلها بالشكل الذي يضمن عائدا معتبرا.
السلوك االجتماعي :يتمثل السلوك االجتماعي في العمل في مدى تعاون العامل مع زمالئه و رؤس ائه
و مرؤوس يه و م دى مس اهمته في إنج از أعم ال الجماع ة و تنفي ذه لألوام ر و مش اركته في ح ل
المشكالت أثناء العمل.
الحالة النفسية للعامل :إن الحالة النفس ية للعام ل و ال تي تمكن ه من التص رف بم زاج معين يك ون من
خاللها متحمسا و رغبا في العمل و مستعدا إلتقانه أو قد يكون في حالة نفس ية ال تس مح ل ه بالتج اوب
مع العمل.
ف رص التق دم :يس لك العام ل طري ق التحس ين و التق دم من خالل اكتس اب مه ارات و معلوم ات عن
طريق البرامج التدريبية أو الممارسة الميدانية بغية زيادة كفاءة اإلنتاجية و فعالية األداء.
إن أداء الموارد البشرية متغير رئيسي تصب فيه كل المتغيرات التابعة ذات العالقة بالسلوك البش ري
في المنظمات ،حيث يرتبط األداء البشري ارتباطا وثيقا بطبيعة العمل الذي يق وم ب ه الف رد و إدراك العملي ات
المختلفة التي يمر بها حتى يتم تحقيق اإلنج از المطل وب .و علي ه فمن الض روري الترك يز على النت ائج ال تي
يتوصل إليها الفرد من خالل قيامه بالعمل مادام أن األداء يرتب ط بالس لوك اإلنس اني و اإلج راءات و التقني ات
التي توجه العمل نحو اإلنجازات المرغوبة ،و ألجل قي اس األداء و تقييم ه ،الب د أن يك ون تعريف ه واض ح و
تحديد األبعاد التي تعبر عنه بدقة ،حيث شهدت نظريات نماذج األداء تطورا منذ ظهورها ،فبع د اقتص ار تل ك
النماذج في بدايتها على األبعاد التقليدية المعبرة عن األنشطة التي من ش أنها تعظيم كمي ة و ج ودة المخرج ات
القدرة ،كمي ة األداء ،الكف اءة ،اتس ع ليش مل األبع اد الس لوكية المرتبط ة ب األداء ،و األبع اد المرتبط ة ب األداء
الظرفي أو التطوعي ،و كذلك األبعاد المرتبطة باألداء في ظل بيئة س ريعة التغي ير ،و علي ه ف إن لألداء أبع اد
1
عديدة من بينها:
البعد التنظيمي لألداء :و الذي يقصد به الكيفي ة ال تي تعتم دها المؤسس ة في المج ال التنظيمي من -1
أجل تحقيق أهدافها ،و من ثم يكون للمؤسسة معايير يتم عليها قياس فعالية اإلج راءات التنظيمي ة
المعتمدة و أثرها على األداء علم ا أن ه ذا القي اس يتعل ق مباش رة بالهياك ل التنظيمي ة ال بالنت ائج
2
المتوقعة ذات الطابع االجتماعي و االقتصادي .حيث يتضمن البعد التنظيمي ما يلي:
اكتشاف العاملين لمواهبهم و اختصاصاتهم.
المعرفة و الخبرة المكتسبة من التجارب السابقة.
معرفة األهداف التنظيمية.
البعد االجتماعي لألداء :و الذي يشير إلى مدى تحقيق الرض ا عن د أف راد المؤسس ة على اختالف -2
مستوياتهم ،فرضا العاملين يعتبر مؤش را على وف اء األف راد لمؤسس تهم ،حيث تتجلى أهمي ة ه ذا
ال دور في ك ون أن ه ق د ت ترتب أث ار س لبية إذا تم االهتم ام فق د على تحقي ق الج انب االقتص ادي
للمؤسسة و إهمال الج انب االجتم اعي للم وارد البش رية ،فمن المع روف في أدبي ات التس يير أن
جودة التسيير في المؤسسة ترتبط بمدى تالزم الفعالية االقتصادية مع الفعالية االجتماعية.
البعد المعرفي لألداء :فهو قدرة العاملين على زيادة قدراتهم باس تمرار من أج ل تحقي ق األه داف -3
المرجوة ،ذلك من خالل الحصول على المعرفة و تطويرها ،كم ا يتض من ه ذا البع د على العدي د
3
من العناصر ،نذكر منها:
البراعة الشخصية :تعكس المهارة في توضيح و تعميق رؤى الفرد.
النماذج الذهنية :تتعلق بالتفكير الباطني و الظاهري للعاملين.
بناء الرؤى المشتركة :يقصد بها مساعدة العاملين في االلتزام الوظيفي.
التعلم الجماعي :يقصد به تعزيز الحوار في عملية التعلم الجماعي.
- 1رحيم حسين و عالوي عبد الفتاح ،أثر أبعاد التغيير التنظيمي على أداء العاملين :دراسة حالة شركة "سونلغاز" Xوحدة األغواط ،مجلة اقتصاديات
شمال إفريقيا ،العدد ،12ص.123:
2
-Catherinestenyei and Joestenyel, From cost to Performance management , johnweiley and sons, New jersey,
2003,p:23.
- 3فريد القواسمية و زياد العمري ،أبعاد المنظمة المتعلمة و أثرها على األداء التنظيمي X،جريدة اقتصاد و تجارة العرب ،العدد ،8األردن،2012 ،
ص.41:
التفكير النظمي :و هو أن المعرفة تشمل المنظمة ككل ،و تصبح المنظمة مصدر المعرفة اآلخرين.
لضمان وص ول األف راد إلى النت ائج المرج وة للمؤسس ة ،من ال واجب التحكم في أداء موارده ا البش رية،
باعتبار العنصر البشري المسؤول عن استخدام الموارد األخرى ،حيث يتم ذلك من خالل عملي ة إدارة األداء،
1
التي تتكون من مجموعة من العناصر المتكاملة ،و التي تتمثل فيما يلي:
تخطيط األداء :و يتم ذلك من خالل تحديد العمل و توصيفه وفقا للتصميم التقني المناسب من جه ة ،و -
القدرات و طاقات الموارد البشرية من جهة أخرى.
تشخيص األداء :هذه العملية تتضمن إجراءات الكشف في االنحراف ات الموج ودة بين األداء المخط ط -
و األداء الفعلي ،و مدى خطورة هذا االنحراف و السعي إلى إيجاد السبل للتخلص منه من بع د البحث
عن مصادره و أسبابه.
تق ييم األداء :و ال ذي يه دف إلى قي اس أداء الف رد و مقارنت ه ب األداء المس تهدف و الحكم على م دى -
الكفاءة و الفاعلية في انجاز المهام.
تحس ين و تط وير األف راد :و ال ذي يتم من خالل معالج ة االنحراف ات في األداء الفعلي ،و من أهم -
اآلليات المعتمدة بتحسين األداء :تطوير قدرات و مهارات األفراد ،إعادة تصميم العمل ،إعادة التنظيم
اإلداري ،تطوير أنماط و أساليب القيادة.
2
كما أن عملية إدارة األداء تتسم بمميزات عديدة ،أهمها:
وضع أهداف واضحة للمؤسسة و تحديد عملية ص حيحة لتعري ف و تط وير و قي اس و مراجع ة ه ذه
األهداف.
تكامل أهداف المؤسسة التي يتم وضعها بواسطة اإلدارة العليا مع أهداف األفراد العاملين.
وضوح أكبر بشأن أهداف المؤسسة.
تطوير ثقافة األداء.
-علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ،دار غريب للطباعة و التوزيع ،مصر ،2001 ،ص.200: 1
-باري كشواي ،إدارة الموارد البشرية ،دار الفاروق للنشر و التوزيع ،مصر ،ط ،2006 ،2ص.92: 2
إنشاء نوع من الحوار بين اإلدارة و الموظفين.
تطوير بيئة عمل تعليمية.
التشجيع على تطوير الذات.