You are on page 1of 2

‫مفهوم االباضية‪:‬‬

‫اإلباضية هي إحدى الفرق التي تنسب إلى اإلسالم وهي إحدى فرق الخوارج‪ ،‬تنسب إلى‬
‫مؤسسها عبد اهلل بن إباض التميمي‪ ،‬ويقول أصحابها أنهم ليسوا خوارج وينفون عن‬
‫أنفسهم هذه النسبة‪ .‬وتنتشر اإلباضية في سلطنة ُع مان حيث يمثلون حسب بعض‬
‫اإلحصائيات ما يقارب ‪ %70‬من الُعمانيين وتنتشر أيضًا في جبل نفوسة وفي زوارة في‬
‫ليبيا ووادي مزاب في الجزائر وجربة في تونس وبعض المناطق في شمال أفريقيا‬
‫وزنجبار‪.‬‬

‫دور وخصائص االباضية‬


‫من الضرورة أن ندرس تواريخنا من منظور التاريخ العالمي واالنفتاح على الثقافات‬
‫األخرى والمنهجيات المتطورة‪ ،‬فالعالم اليوم غدا تحت مظلة العولمة‪ ،‬وحاجتنا كبيرة إلى‬
‫حوارات متنوعة مع العالم‪ ،‬وعلى المؤرخ الناجح التحّلي بأحاسيس رقيقة تمنحه الشفافية‬
‫في التعامل مع اآلخرين‪ .‬تداول المؤتمرون فكرة أخرى‪ ،‬تخص األحادية التاريخية المبكرة‬
‫للحركة القومية العربية‪ ،‬ونقدها‪ ،‬إذ لم تكن حركة متكاملة‪ ،‬بل تناصفها العرب في‬
‫مواجهتهم العثمانيين بين الوالء للسلطان من طرف والوالء للغرب من طرف آخر‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ال وجود للقومية العربية المبكّر ة في ظل العثمانيين‪ .‬وانتقدت تجربة كتابة التاريخ‬
‫الرسمي العربي انتقادًا مريرًا‪ ،‬وخصوصًا تجربة جامعة الدول العربية التي عمل فيها‬
‫عشرات من المؤرخين العرب‪ ،‬وقد أخفقت مرارًا‪ ،‬لكنها ولدت عمال اعترف الجميع‬
‫بهشاشته وضعفه‪ ،‬بعد أن جرى تنفيذه وتمويله من الرئيس الليبي السابق‪ ،‬معمر القذافي‪،‬‬
‫وكان "المشروع" قد الزمته اعتراضات بعض الدول العربية وخالفات عميقة بين‬
‫المؤرخين العرب‪ ،‬فخرج كسيحًا في المنهج والمضمون‪.‬‬

‫تّتفق الّر وايات اإلباضّي ة في مسألة دخول المذهب اإلباضي إلى بالد المغرب في أّن أّو ل‬
‫من جاء يطلب مذهب اإلباضّية بقيروان إفريقّية سلمة بن سعد‪ ،‬وقد قدم من أرض البصرة‬
‫ومعه عكرمة مولى ابن عّب اس‪ ،‬وهما راكبان على بعير واحد‪ ،‬حمال عليه زادهما‪ ،‬سلمة‬

‫يدعو إلى اإلباضّية وعكرمة يدعو إلى الصفرّية‪ .‬ويرّج ح فرحات الجعبيري‪ ،‬أيضا‪ ،‬أّن‬
‫الّد اعية سلمة بن سعد هو من بدأ بنشر الّد عوة اإلباضّية قبل مجيء حَم لة العلم الخمسة‪ .‬بل‬
‫كان له األثر في إرسالهم إلى البصرة‪ ،‬وهم‪ :‬عاصم السدراتي‪ ،‬وإ سماعيل بن درار‬
‫الغدامسي‪ ،‬وأبو داود القبّلي الّن فزاوي‪ ،‬فقدموا على أبي عبيدة‪ ،‬فأجابهم إلى طلبهم‪ ،‬فمكثوا‬
‫عّد ة سنين عنده‪ ،‬وكان في أيام استخفائه من بعض أمراء البصرة‪ ،‬وكان يقّر يهم في سرب‪.‬‬
‫بيد أّن الباحثة لطيفة البّك اي تظهر بعض االحتراز في قبول الّر واية اإلباضّية‪ ،‬لعدم‬
‫انسجامها تاريخّيا‪ ،‬وترّج ح أّن الفكر الخارجّي قد انتقل إلى بالد المغرب مع الفتح‪ ،‬وقد‬
‫شاركت فيه عناصر عديدة‪ ،‬وتستبعد فكرة اقتصار هذه العملّية على عنصرين فحسب‪،‬‬
‫مثلما تذكر الّر واية اإلباضّية‪ .‬وتواصل هذا التسّر ب مع تدّفق المسلمين على هذا اإلقليم‪،‬‬
‫ولذلك يصعب الحديث في البداية عن دعاة وعن دعوة منّظمة صفرّية كانت أم إباضّية‪.‬‬
‫وتنتهي الباحثة إلى فكرة مفادها أّن إقبال البربر على مبادئ الخوارج وتبّنيهم لها هو الذي‬
‫جعل زعماء التّيار اإلباضّي ‪ ،‬باعتباره التّيار الوحيد المنّظم‪ ،‬يهتّم ون باإلقليم ويقحمونه في‬
‫مخّططاتهم الّر امية إلى تكوين نواتات للّثورة في األقاليم البعيدة‪ ،‬تقضي على الحكم األموي‬
‫وتقيم على أنقاضه إمارات إباضّية‪ ،‬وهو ما تحّقق فعال بعد منتصف القرن الّثاني هجري‪.‬‬

You might also like