Professional Documents
Culture Documents
حوكمة البنوك
حوكمة البنوك
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
يلعب البن ك دور حاس م في دف ع التنمي ة االقتص ادية لل دول حيث يعتم د النش اط االقتص ادي علي ه
إلى حد كبير في توافر االئتمان كما يمتلك خصائص تجعل إلفالسه أضرار جسيمة على باقي األعوان
االقتص اديين تتطلب س نوات لحله ا ،ه ذا م ا يجع ل الحوكم ة البن وك خصوص ية في التحلي ل عن ب اقي
المؤسس ات غ ير المص رفية .إض افة إلى م ا تقّد م ه الحوكم ة البنكي ة على المس توى ال داخلي للبن ك ،فإنه ا
ض رورية ك ذلك على المس توى الخ ارجي ،أي على مس توى أص حاب المص الح الخ ارجيين ،من خالل
مساهمتها في تحّم ل المسؤولية االجتماعية تجاه المحيط الذي تعمل فيه ،ودعمها للتنمية التي تمس كل
القطاعات ومكافحتها للفساد بفضل تطبيق ونشر مبادئ الحوكمة.
وهوما سيتم التطرق إليه في هذا البحث من خالل المباحث التالية : -
تمتلك المصارف خصائص وميزات تجعل منها أداة مهمة في دفع التنمية االقتصادية وتتطلب
وفقا لذلك معاملة مميزة عن باقي الشركات غير المصرفية خاصة فيما يتعلق بالحوكمة.
لإليض اح أك ثر نتط رق لمفه وم الحوكم ة البنكي ة ون بين أهم النق اط ال تي تجعله ا تعام ل على خالف
الشركات غير المصرفية.
.1الحوكم ة في المص ارف تب دأ من منح ال تراخيص المزاول ة العم ل المص رفي م رورًا بتش كيل من
مجلس اإلدارة ووضوح مهامه وأهدافه ثم تكوين المصرف بإدارته وأقسامه وموظفيه وعادة ما تنص
ق وانين البن وك والش ركات على من ه و مؤه ل لمزاول ة العم ل المص رفي وي أتي هن ا دور المص ارف
المركزية لتطبيق شروط من له حق مزاولة العمل المصرفي والتأكد من أهليته ونزاهته وقدراته المادي ة
وموارده البشرية وإ مكانياته التقنية ،وال يكتفي المصرف المركزي التحقق من بداية الترخيص لمزاولة
المهن ة بل تستمر الرقاب ة في الخط وات الالحقة إلنش اء المص رف كمالءة المساهمين وت اريخهم المهني
وإ مكاني اتهم المادي ة ومص ادر الحص ول على ه ذه المس اهمات ،وت أتي الخط وات الالحق ة بتط بيق مب ادئ
النزاه ة والش فافية ممن س يديرون المص رف ب دءًا من أعض اء مجلس اإلدارة إلى الجه از اإلداري بك ل
1
مستوياته وتعيين المراجعين الخارجين من المشهود لهم بالمهنية.
.2يشمل نظام الحوكمة الطريقة التي تدار بما شئون البنك ،من خالل الدور المنوط به كل من مجلس
اإلدارة ،واإلدارة العليا ،بما يؤثر على تحديد أهداف البنك ،ومراعاة حقوق المستفيدين وحماية حقوق
المودعين وبازدياد التعقيد في نشاط الجهاز المصرفي ،أصبحت عملية مراقبة إدارة المخاطر من قبل
السلطة الرقابية غير كافية وباتت سالمة الجهاز المصرفي تتطلب المشاركة المباشرة ومن يمثلولهم في
2
مجلس إدارة البنك.
1احم د عب د ال رحمن الس ماوي ،محاف ظ البن ك المرك زي اليم ني م ؤتمر اإلدارة الرش يدة في القط اع المص رفي ،من الموق ع:
.www.sabanews.net/ar/news141152.htmlاطلع عليه يوم.2009/04/14 :
2
المعهد المصرفي المصري ،نظام الحوكمة في البنوك ،مفاهيم مالية ،العددة ،مصر ،ص .1
.3كم ا تع رف الحوكم ة ب البنوك بأنه ا النظ ام ال ذي تتم بموجب ه إدارة البن وك ومراقبته ا ابتغ اء تحقي ق
غاياته ا وأه دافها ،فه و النظ ام ال ذي يتع املون بموجب ه م ع مص ادر رؤوس األم وال المس اهمين
1
والمستثمرين المؤسسيين).
.4تط بيق الحوكم ة في الجه از المص رفي يتض من مراقب ة األداء من قب ل مجلس اإلدارة واإلدارة العلي ا
للبن ك ،وحماي ة حق وق حمل ة األس هم والم ودعين ،باإلض افة إلى االهتم ام بعالق ة ه ؤالء بالف اعلين
2
الخارجيين والتي تتحدد من خالل اإلطار التنظيمي وسلطات الهيئة الرقابية.
وقد اتسع مفهوم الفاعلين الخارجيين مؤخرًا ليشمل دور العامة ،فضال عن كافة الفاعلين الذين يمكنهم
المش اركة في إحك ام الرقاب ة على أداء البن وك ،2وتنطب ق الحوكم ة في الجه از المص رفي على البن وك
3
العامة والبنوك الخاصة.
.5الحوكمة من المنظور المصرفي تعني تطوير الهياكل الداخلية للبنوك بما يؤدي إلى تحقيق الشفافية
في األداء وتط وير مس توى اإلدارة ،وت رى لجن ة ب ازل أن الحوكم ة من المنظ ور المص رفي تتض من
األسلوب الذي تدار به المؤسسات المصرفية بواسطة مجالس إدارتها واإلدارة العليا.
4
يوضح هذا األسلوب كيف يتم :
وضع أهداف المؤسسة (بما فيها تحقيق عوائد اقتصادية للمالك). -
إدارة العمليات اليومية للمؤسسة. -
مراع اة مص الح ذوي الش أن للمتع املين م ع المؤسس ة بم ا فيهم الم وظفين والعمالء والمس اهمين -
وغيرهم .إدارة أنشطة المؤسس ة وتعامالته ا بطريقة آمن ة وس ليمة ووفقا للقوانين السارية وبما
يحمى مصالح المودعين.
1جوناثان تشار کهام -ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة ،إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك المنتدى العالمي الحوكمة الشركات
،2005من .9
2باسل ،طه ،دور البنوك في تحديث حوكمة الشركات البنك العربي اإلدارة اإلقليمية.2006 ،
3
محمد مصطفى سليمان ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ،ص 281
4
البنك األهلي المصري النشرة االقتصادية ،أسلوب ممارسات سلطات اإلدارة الرشيدة في الشركات الجلد 56العدد .2003 ،02
يختل ف هيك ل ميزاني ة البن ك عن المؤسس ات األخ رى حيث تتم يز خص وم البن ك ب ديون مرتفع ة
وقروض قصيرة األجل لصغار المودعين الذين ال يملكون الحوافز والمهارات الالزم ة التي تمكنهم من
5
اإلشراف على البنك.
.1إدارة السيولة:
أحد أسباب وجود البنك هو دوره في توفير السيولة للعمالء وهذه الوظيفة قد تسبب مشكلة تمدد
مالءة النظ ام المص رفي بأكمل ه ،ففي حال ة ال ذعر البنكي ف إن ك ل الم ودعين يهرع ون لس حب ودائعهم
خوفا من عدم تحصيلها.
هذه المشكلة من طرف المودعين يمكن مالحظتها في حالة غياب الثقة في أحد البنوك ،والتي
يمكن أن ممتلكاتها تنتقل إلى جميع البنوك وتكون المصارف ملزمة لتلبية الطلب المتزايد للسيولة حتى
عن طريق بيع .بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية ،هذا يؤدي إلى حدوث خسائر وانهيار عدد من البنوك
مم ا ي ؤدي إلى ح دوث أزم ة مالي ة عام ة ف يرتفع الخط ر النظ امي المص رفي نظ را لاللتزام ات الكث يرة
للبنوك كل منها لآلخر تؤثر األزمة المصرفية في الرفاه االجتماعي وعلى أداء المصرف الذي يصبح
غير فعال في وظائف معينة مثل :تطوير الخبرة في مجال تقييم المقترضين المحتملين وإ نش اء العالق ات
مع العمالء طويلة المدى ،جمع
كميات كبيرة من المعلومات هذا ما يرفع تكلفة الوساطة المالية (القروض) مما يدفع المستثمرين على
التخلي إما على االستثمار أو االستهالك .دور البنوك في إنتاج السيولة وآثارها على النظام االقتصادي
والمالي في حالة الذعر المصرفي هو حجة تدفعنا للتفكير في حوكمة البنوك بطريقة مختلفة عن حوكمة
الشركات وبشكل خاص في مسؤولية المديرين وأعضاء مجلس اإلدارة للبنك.
ترجع هشاشة البنوك لعدم تزامن استحقاق األصول مع الخصوم وأيضا فقدان المودعين الثقة :
بوس ع من مس ئولية الم ديرين ،حيث يكف ل أن ال تش كل عملي ات البن ك خط را على س المته وقدرت ه على
خدمة الجمهور ،لذلك البد أن يكون الحذر من أولويات عمل المديرين.
-2ض 77مان الودائ 77ع أدخلت آلي ات الت أمين على الودائ ع في العدي د من البل دان لمن ع ظ اهرة ال ذعر
المص رفي وأيض ا تكلفته ا االجتماعي ة ،بع د الكس اد 1929تم إنش اء FDICوأص در االتح اد األوروبي
5محمد بلخير ،الحوكمة المصرفية – تحليالت نظرية ودراسات تطبيقية ،-رسالة دكتوراه في العلوم اإلدارية ،جامعة أورليان ،فبراير ،2007
ص.65
1994توجيه واضح إلى كل دولة العتماد نظام تأمين على الودائع ،باإلضافة إلى هذا يوجد في بعض
البل دان ممارسات غير رسمية تعمل على توف ير حماي ة ألص حاب الودائ ع في حال ة األزمات ،حتى في
1
البلدان التي ال توجد فيها هيات رسمية فإنه في حالة العسر تتكفل الدولة بتعويض المودعين.
في بعض الح االت ،تتطلب آلي ات الض مان اش تراك البن وك األخ رى في إنق اذ بن ك وتع ويض
الم ودعين .نظ ام ت أمين الودائ ع ل ه دور ه ام في الوقاي ة من ال ذعر البنكي وعواقب ه الس لبية على النظ ام
الم الي واالقتص ادي وم ع ذل ك ف إن اإلش ارة إلى نظ ام ت أمين الودائ ع ال يمن ع من التفك ير في الخط ر
المعنوي.
قفي إط ار ت أمين الودائ ع تت وفر الح وافز ال تي تمكن البن وك المؤمن ة من أن تتب ني س لوك أك ثر
خطورة من الذي تتبناه في حالة غياب التأمين على الودائع ،هذا الخطر المعنوي يرجع إلى عدة أسباب
وهي :عن دما تك ون الودائ ع مؤمن ة ال يش جع الم ودعين على االش تراك في عملي ات مراقب ة أو المطالب ة
بأسعار الفائدة التي تتضمن الخطر .عن دما ال تكون مسعرة بشكل ص حيح الت أمين على الودائع يعطي
الدافع التخاذ مخاطر أكبر بغرض االستفادة من الفائدة التي تولدها.
يمكن للتأمين على الودائع تشجيع منح الودائع المؤمنة أكثر من غير المؤمنة بهدف الهروب من
مراقبة المقترضين غير المؤمنين.
في حالة اإلفالس ونظرا لشرط المسؤولية المحدودة ،الخسائر المتكبدة من المساهمين ال تتجاوز
المبلغ المستثمر في البنك وبالتالي البنوك لهم إمكانية تمويل استثماراتهم بموارد غير مناسبة مع مخاطر
االستثمار هذا ما يؤدي بالبنوك إلى المجازفة المفرطة وسوء تخصيص الموارد المص رفية إلى إخفاقات
أكثر تكلفة الصندوق التأمين على الودائع وللبنوك ودافعي الضرائب.
المساهمين في شركات غير مصرفية لديهم أيضا الدوافع لالستثمار في نشاطات ذات مخاطر
من أجل االستيالء على الدائنين لكن غالبا ما يثبط سعر الفائدة على الديون المرتفعة الدافع االستثمار
المخ اطر في ه رفض البن ك منح دي ون إض افية أو وج ود ش روط في عق د ال دين ال ذي يح د .من س لطة
المديرين والمساهمين في الدخول في مشاريع ذات مخاطر مرتفعة.
1
عثمان بابكر أحمد نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البحث ،56جدة،2000 ،
من المحتمل أن تؤثر تأمين الودائع على سالمة البنك مما يجعل المودعين أكثر سلبية وتحفز
المالك على اتخاذ المخاطر وتأكيدا لهذه الفرضية تبين أن وجود تامين الودائع واضح يساهم في زيادة
احتمال حدوث أزمة مصرفية وهو أقوى من أثر تحرير سعر الفائدة وأن تكون البيئة الصناعية سيئة.
أث ر ت أمين الودائ ع على فعالي ة انض باط الس وق باعتباره ا آلي ة من آلي ات الحوكم ة عن د فحص
حساسية سعر .فائدة الودائع على مخاطر البنك يشير إلى أن وجود صندوق ضمان الودائع يضعف من
انضباط السوق ومن المتوقع أن تلعب دور في الحوكمة البنكية من خالل تعديل سعر فائدة المودعين.
تشير النظرية المالية إلى أن المساهمين الدائنين في حدود حقوقهم التي يحكمها شرط المس ؤولية
المح دودة يمكن أن يرف ع مخ اطر أص ول الش ركة ويتم ذل ك على حس اب ال دائنين ال ذي يقل ل من قيمتهم،
هن ا يظه ر التض ارب في المص الح فالمس اهمين يفض لون اتخ اذ المخ اطر س يما أن المقرض ون يفض لون
العمل في معدل معتدل للمخاطر هذا التضارب في المصالح ليس خاصا بالبنوك ولكنه يوجد في جميع
المؤسس ات ال تي تمل ك مس اهمين ذوي المس ؤولية المح دودة وم ع ذل ك يوج د ع امالن مخصص ين بالبن ك
يفاقمان التضارب بين المساهمين و الدائنين وهما:
1المص ارف األك ثر مديوني ة من ب اقي الش ركات ه ذه خاص ية للبن ك وال تي س بب له ا آث ار على دواف ع
المديرين والمساهمين.
للبنك نسبة -مجموع الديون /مجموع األصول ،%90 -في حين ال تتعدى %60بالنسبة للمؤسسات
غير المصرفية.
-المس اهمين ل ديهم ال دافع لرف ع المخ اطر في حين أن نفس التحالي ل ت بين أن دواف ع المس اهمين التخ اذ
مخاطر أقوى في الشركات التي لها معدل مديونية مرتفع.
ومن ثم وجود تأمين ودائع يمنع أي رقابة من طرف المودعين الذين هم الدائنين الرئيسيين للبنك ،على
عکس الشركات غير المصرفية عموما الدائنين هم الذين يشاركون في مراقبة استراتيجيات االستثمار.
يجع ل ارتفاع نس ب الدين و نظام ض مان الودائ ع من تض ارب المص الح بين المس اهمين والدائنين أكثر
كثافة في البنوك ،هذا سبب آخر يعزز من خصوصية الحوكمة البنكية.
.4اآلثار المترتبة على الحوكمة:
عرضنا الحجج المتعلقة بهيكل الخصوم التي تدفعنا إلى التعزيز من خصوصية الحوكم ة البنكي ة
(إنتاج السيولة والضعف الذي يليه ،تضارب المصالح المكثف بارتفاع نسبة الديون ،وجود نظام تأمين
الودائع) كلها عوامل تدعي اهتمام خاص في إدارة البنك ،هذا االهتمام عن طريق وضع آليات لإلدارة
التي تحفز مختلف األطراف المشاركة لزيادة اليقظة ،نظرا للتحديات الهائلة المرتبطة بإفالس البنوك.
ليس فقط الدائنين والمودعين الذي ينبغي القلق عليهم من الخطر ،وإ نما حملة األسهم حيث :تشجيعهم
على الحف اظ على مس تويات معتدل ة .ينبغي أن يش جع هيك ل دخ ل المس اهمين في البن ك على مزي د من
الح ذر ،ه ذا ال يتعل ق بمن ع المس اهمين على خ وض المخ اطر ولكن إيج اد ش كل للمس ؤولية ي دفعهم على
ضمان أن استراتيجيات االستثمار ال تشكل خطرا على مصالح الشركاء اآلخرين.
يمكن أن يس اعد تص ميم آلي ات الحوكم ة المالئم ة في ض مان س المة النظ ام المص رفي وحماي ة
مص الح مختل ف األط راف المعني ة بم ا فيه ا ص ندوق ت أمين الودائ ع والعمالء المقترض ين من خالل
1
استدامة عالقات العمالء ومنها:
الغ رض من تع ريض الم ودعين لخط ر أك بر ه و تش جيعهم في االنخ راط في مراقب ة مخ اطر البن ك
وممارس ة انض باط على البن وك من خالل التهدي دات بس حب ودائعهم .وم ع ذل ك تع ريض الم ودعين
للخطر يمكن أن يؤدي إلى مخاطر في غياب التأمين على الودائع منها الذعر المصرفي ،ولهذا الغ رض
فإن تط بيق هذا اإلجراء يكون مقتصرا على فئات معين ة من المودعين مث ل تلك التي تملك المهارات
والتقنيات والموارد التي تمكنهم من تقييم درجة خطر مختلف البنوك.
انخف اض الح د األقص ى للودائ ع المض مونة من ط رف الم ودعين يمكن أن يض من تش جيع
المودعين على المشاركة في مراقبة مستوى مخاطر البنوك بينما تستمر في حماية صغار المدخرين.
بي د أن ه ذا االق تراح يقل ق بش أن ع دم ق درة الم ودعين على ض مان رقاب ة فعال ة لنش اطات البن ك
واتخ اذ الق رارات ،ق د يك ون ه ذا التكلف ة المرتفع ة لرص د مخ اطر درج ة الخط ر وإ لى غم وض أص ول
ومختلف معامالت البنك.
1
عثمان بابكر أحمد ،نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص .20
2زيادة تعرض المساهمين للخطر
هي الحماي ة البن ك والنظ ام الم الي بأكمل ه من اإلسراف في الخط ر الب د من تش جيع المس تثمرين
على التخفيض من مستوى المخاطرة .نقطة االنطالق في التحليل التي تعتمد على تعريض المساهمين
للخط ر أن ه ذه األخ يرة عموم ا ل ديها المه ارات والم وارد الالزم ة للت أثير على مس توى الخط ر البنكي،
وبالتالي في البنوك كما في غيرها من المؤسسات ،في وجود مساهمين قادرين على مراقبة خطر البنك
هم أفضل وأكثر قدرة على التأثير في االستراتيجيات االستثمارية للبنك وبناء عليه يكفي أن يكون لهم
1
الدوافع تفرض على المديرين سياسات استثمار وتمويل حذرة ،وهذا يتطلب مايلي:
في حال ة اإلفالس يمكن للمس اهمين أن يط البوا بجم ع الف رق ال ذي بين قيم ة األص ول والموج ودات
الصافية للبنك وقيمة التي يطالب هما الدائنون.
من الناحية التاريخية فإن مضاعفة مسؤولية المساهمين كان معموال بها والغرض منها تقليل الحوافز
للمساهمين للمجازفة.
لكن تجدر اإلشارة إلى أن هذه التدابير يمكن أن تجعل المستثمرين يعرضون على تقديم أموالهم للبنك
تحت شكل إنشاء صناديق خاصة ،هذا يكون له أثار غير مرغوبة على سالمة النظام المصرفي وتوافر
يمكن الق ول أن لجن ة ب ازل للرقاب ة المص رفية هي من أهم وأب رز الهيئ ات الدولي ة المالي ة على اإلطالق
التي تبذل الجهد الكبير في سبيل إدارة البنوك والمؤسسات المالية بشكل سليم يضمن مصالح الجميع،
حيث أصدرت فيما يخص الحوكمة في البنوك وثيقتين تحويان توصيات هامة هما:
المبدأ الخامس :االستفادة الفّع الة من العمل الذي يقوم به المراجعون الداخليين والخارجيين.
المبدأ السادس :ض مان ك ون أس اليب المكاف آت متش كلة من القيم األخالقي ة للبن ك ومن المحي ط الرق ابي
واالستراتيجي له.
المبدأ السابع :العمل والسير بحوكمة الشركات في البنك وفق أسلوب ونمط شفاف.
2
.2توصيات سنة 2006يركز الجيل الثاني من التوصيات
ح ول حوكم ة الش ركات بالمؤسس ات المص رفية ،على وظ ائف ومس ؤوليات ك ل من مجلس الم ديرين
واإلدارة العلي ا ،وق د ق دمت اللجن ة ثماني ة مب ادئ للبن وك من أج ل العم ل على تحس ين وترقي ة وتعزي ز
معايير الحوكمة السليمة وهي:
المب77دأ األول :يجب أن يك ون أعض اء مجلس اإلدارة م ؤهلين تمام ا لمراك زهم وأن يكون وا على دراي ة
تامة بالحوكمة وبالقدرة على إدارة العمل بالبنك.
يك ون أعض اء مجلس اإلدارة مس ئولين بش كل ت ام عن أداء البن ك وس المة موقف ه الم الي وعن ص ياغة
إستراتيجية العمل بالبنك وسياسة المخاطر وتجنب تضارب المصالح ،وتتضمن واجبات المجلس اختيار
ومراقبة وتعيين المديرين التنفيذيين بما يضمن توافر الكفاءات القادرة على إدارة البنك ،ويقوم مجلس
1لجنة بازل للرقابة المصرفية ،تعزيز حوكمة الشركات للمؤسسات المصرفية ،بنك التسوية الدولية ،سبتمبر 1999
2
Basel committee on banking supervision, enhancing corporate governance for banking organizations, bank for
international settlement, February 2006
اإلدارة بتشكيل لجان لمساعدته ومنها لجنة تنفيذية ولجنة مراجعة داخلية كما يشكل مجلس اإلدارة لجنة
إدارة المخاطر ،ولجنة األجور التي تضع نظم األجور ومبادئ تعيين اإلدارة التنفيذية والمسئولين بالبن ك
بما يتماشى مع أهداف وإ ستراتيجية البنك.
المبدأ الثاني :ينبغي على مجلس المديرين المصادقة واإلشراف على األهداف اإلستراتيجية للبن ك وعلى
قيم ه .يجب أن يتأك د مجلس اإلدارة من أن اإلدارة التنفيذي ة تطب ق السياس ات اإلس تراتيجية للبن ك وتمن ع
األنشطة والعالقات والمواقف التي تضعف الحوكمة وأهمها تعارض المصالح مثل اإلقراض للرؤساء
وللمستخدمين وللمديرين أو للمراقبين المساهمين.
المب77دأ الث77الث :ينبغي على مجلس الم ديرين وض ع وتعزي ز الخط وط العريض ة للمس ؤولية والمس اءلة.
يجب على مجلس اإلدارة أن يض ع ح دودا واض حة للمس ئوليات والمحاس بة في البن ك ألنفس هم ولإلدارة
العليا والمديرين وللعاملين وأن يضع هيكل إداري يشجع على المحاسبة ويحدد المسئوليات.
المبدأ الرابع :على المجلس ض مان إش راف مالئم من اإلدارة العلي ا يواف ق سياس اته .اإلدارة العلي ا بحكم
هيكله ا من حيث األف راد المس ئولين مث ل ( ، )CFOهي مس ئولة عن اإلدارة اليومي ة للبن ك ،فمن أهم
أدوار اإلدارة العليا تأسيس نظام للرقابة الداخلية الفّع الة تحت إرشادات مجلس المديرين.
المب77دأ الخ77امس :ينبغي على المجلس واإلدارة العلي ا فعلي ًا ،إس تعمال األعم ال ال تي تق وم بم ا وظيف ة
المراجع ة الداخلي ة والم راجعين الخ ارجيين ووظ ائف الرقاب ة الداخلي ة .على المجلس االع تراف ب أن
اس تقاللية وكف اءة وتأهي ل الم راجعين ه و س ياق ج وهري في تحقي ق الحوكم ة ف المجلس يس تعمل أعم ال
المراجعين ووظائف الرقابة للحصول على معلومات مضبوطة ودقيقة عن أداء وعمليات إدارة البنك،
ويمكن للمجلس واإلدارة العلي ا تحس ين كف اءة وظيف ة المراجع ة الداخلي ة من خالل :االع تراف بأهمي ة
عمليات المراجعة والرقابة الداخلية بالبنك.
ينبغي على مجلس الم ديرين أو لج ان المجلس المص ممة بتحدي د أو المص ادقة -ووف ق سياس ة مكاف آت
مالئم ة على تعويض ات أعض اء المجلس واإلدارة العلي ا وض مان أن أي تعويض ات تمنح تتواف ق
والعناصر المذكورة.
الشفافية ضرورية للحوكمة الفعالة والسليمة ،فمن الصعب على المساهمين وأصحاب المصلحة
والمشاركين في السوق فعليا ،مراقبة ومساءلة مجلس المديرين واإلدارة العليا في ظل نقص الشفافية.
ك ذلك ف ان اإلفص اح الع ام المالئم يس هل انض باط الس وق ويمتن مع ايير الحوكم ة ب البنوك وه ذا عن دما
يحس ن تقري ر المراق بين من مق درة اإلش راف الفعلي للمراق بين أنفس هم على أمن وس المة البن ك ويك ون
اإلفص اح في ال وقت المناس ب وال دقيق من خالل موق ع البن ك على اإلن ترنت وفى التق ارير الدوري ة
والس نوية ،ومن ض من المعلوم ات ال تي يجب اإلفص اح عنه ا المعلوم ات المتعلق ة بالبيان ات المالي ة،
التع رض للمخ اطر الموض وعات المرتبط ة بالمراجع ة الداخلي ة وبالحوكم ة في البن ك ومنه ا هيك ل
وم ؤهالت أعض اء مجلس اإلدارة والم ديرين واللج ان وهيك ل الح وافز وسياس ات األج ور للع املين
1
والمديرين
المب77دأ الث77امن :ينبغي على المجلس واإلدارة العلي ا فهم الهيك ل التش غيلي للبن ك من خالل م دى االل تزام
بالعمل وفق بيئة قانونية معينة
على مجلس المديرين أخذ خطوات تضمن أن مخاطر أي عمليات يتم التعامل معها بادراك جيد وإ دارة
2
حديثة من خالل:
ضمان المجلس كون اإلدارة العليا تعي السياسات التي تقوم بها. -
االس تراتيجيات واإلج راءات والسياس ات المالئم ة ينبغي أن تحكم وت دير الهياك ل المالي ة المعق دة -
المصادق عليها ،إضافة إلى المنتجات واألدوات المالية المقدمة للزبائن.
1
Basel committee on banking supervision, enhancing corporate governance for banking organizations
2زكريا الدوري ويسرى السامرائي ،البنوك المركزية والسياسات النقدية ،الطبعة األولى ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،
األردن145-146. 2006 ،
إن تعزيز مبادئ الممارسات السليمة للحوكمة لدى الجهاز المصرفي يجب أن يمر عبر طريقين ،األول
تقوده البنوك المركزية باعتبارها المسؤولة عن تنظيم ورقابة الجهاز المصرفي واآلخر هو البنوك ذاتها
ألن غياب الحوكمة يعني الفوضى واالنهيار.
المبحث الثاني :األطراف الفاعلة في حوكمة البنوك
تش ترك أط راف ع دة في تفعي ل وتط بيق مب ادئ الحوكم ة في البن وك ،ونلخص تل ك األط راف
بأنه ا أط راف داخلي ة وأط راف خارجي ة ،وض روري ج ًد ا أن تتع اون هذه األط راف وتتفاعل فيم ا بينه ا
إلرس اء مب ادئ حوكم ة جي دة تعتم د على التنس يق المتب ادل بينه ا .فبحكم العالق ة ال تي تنش أ مثًال بين
مجالس إدارة البنوك والهيئات اإلشرافية للنظام المصرفي ككل ينتج التنسيق والتعاون المتبادل بينهما
في مجال الرقابة.
وفق ا لمعظم الق وانين المص رفية تق ع المس ئولية النهائي ة على ع اتق مجلس اإلدارة المجلس
اإلش رافي) والمجلس مس ئول أم ام الم ودعين والمس اهمين عن ص ون مص الحهم من خالل اإلدارة
المشروعة والمستنيرة والكفء والقديرة للمؤسسة .ويقوم أعضاء المجلس عادة بتف ويض اإلدارة اليومي ة
لألعم ال المص رفية للم وظفين ولكنهم ال يس تطيعون التملص من المس ئولية عن ع واقب السياس ات
والممارسات غير السليمة أو غير الحكيمة المتصلة باإلقراض واالستثمار والوقاية من الغش الداخلي أو
أي نشاط .مصر في آخر .ويجتذب مجلس اإلدارة قدرا كبيرا من اهتمام السلطات التنظيمية ،وذلك
ألن الم دخل الق ائم على الس وق لإلش راف على البن ك يرك ز على مس ئوليات المجلس االئتماني ة ويس عى
لض مان تمت ع ) ب المؤهالت والق درة ال تي تمكنهم من النه وض بمث ل ه ذه المس ئوليات وتحكم الق وانين
والل وائح نموذجي ا مس ائل االنتخ اب والع دد المطل وب والم ؤهالت والمس ئولية وع زل أعض اء المجلس،
وك ذا متطلب ات اإلفص اح بالنس بة لمص الح العم ل الخارجي ة ،وتتن اول ق وانين ول وائح أخ رى القي ود
والمحظ ورات والش راء وال بيع ألعض اء أعض ائه المجلس والعم والت واله دايا مقاب ل الحص ول على
ق روض االختالس وس وء التط بيق المتعم د ،والقي ود الم زورة ،وعقوب ة المس اهمات السياس ية وأم ور
أخرى.
.2أعضاء المجلس غير التنفيذيين :يعتبر األعضاء غير التنفيذيين مكون مهم الحوكمة الشركات من
ج انب المس تثمرين المؤسس يين حيث أنهم يك افحون ألج ل ض مان أن اس تثماراتهم يتم تناوله ا بش كل
2
صحيح ،من مسؤولياتهم اإلدارية:
وهؤالء األعضاء يتصفون باالستقاللية ،ألنهم من خارج البنك .فاستقاللهم يعني عدم الخضوع
للتهدي دات وتك وين وجه ة نظ ر على أس اس أفض ل األدل ة المتاح ة .والمحافظ ة على االس تقالل ال يع ني
3
االنفراد بل يمكن تقاسم االهتمامات مع األفراد المستقلين ،كما يعني وضع مصلحة البنك أوًال .
.3أعض77اء المجلس التنفي77ذيين :من حيث االس تقاللية لهم مس تويات ودرج ات أق ل من األعض اء غ ير
التنفي ذيين ألهم من داخ ل البن ك ،ويمكن الس يطرة عليهم ودفعهم إلى تنفي ذ أي عملي ات في غ ير ص الح
البنك من قبل المديرين ،لذا ليست لهم مهام حساسة مثل غير التنفيذيين خاصة فيما يخص السهر على
إعداد القوائم المالية وال المسؤوليات الكبيرة كتقييم المخاطر وإ دارتها بالبنك.
قام االتحاد القومي لمديري الشركات ومؤسسة "إيرنست ويونج" بوضع وصايا عشرة لمساعدة مجالس
إدارة المنش آت عموم ًا على تحس ين ممارس ات الحوكم ة بم ا يق اس عليه ا ب البنوك ،في دراس ة بعن وان
4
"مجالس اإلدارة الفعالة للمنشآت" سنة ،2002هذه الوصايا هي:
التفكير في إضافة أشخاص خارجيين مستقلين لملئ الفجوات في الخبرة ولضمان إشراف أكثر -
استقالال على اتخاذ القرارات.
1رمضان زیاد سليم وجودة محفوظ أحمد ،االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ،الطبعة األولى ،دار وائل للطباعة والنشر،
األردن 2000 ،ص162.
2
طارق حماد عبد العال ،حوكمة الشركات -قطاع عام و خاص ومصارف الدار الجامعية ،مصر ،2008 ،ص .513
3
جونانان تشاركهام -ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة ،ا مرجع سبق ذكره ،ص .11
4
مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة ،مرجع سبق ذكره ،ص .46-45
التفكير في إنشاء لجنة دائمة للمراجعة أو لجنة دائمة لتحديد المرتبات والترشيحات. -
ض رورة الموازن ة بين الترك يز على التخطي ط االس تراتيجي واإلش راف الق وي على الن واحي -
الرئيسية مثل إدارة المخاطر.
وضع آلية لتحديد االختصاصات والسلطات التي يحتاج إليها مجلس اإلدارة. -
يجب السعي لضم مرشحين من ذوي النزاهة والخبرة واالتصاالت القوية - .وضع إرشادات -
للعمل في مجلس اإلدارة مع التأكد من قيام أعضاء مجلس اإلدارة المحتملين بتخصيص الوقت
الالزم للعمل بالمجلس.
زيادة درجة األداء عن طريق زيادة عدد االجتماعات وزيادة الوقت المخصص لذلك. -
الترك يز على المعلوم ات وفي نفس ال وقت على هيك ل وآلي ات عم ل مجلس اإلدارة .التفك ير في -
تحدي د مس توى معين كح د أدنى لملكي ة أعض اء مجلس اإلدارة من األس هم 4 .اإلدارة العلي ا من
المهم أن يتم تق ييم ج ودة اإلدارة واله دف الرئيس ي لمث ل ه ذا التق ييم ه و تق ييم م ا إذا ك ان أف راد
اإلدارة العليا:
ل ديهم مق درة فني ة كافي ة وخ برة ونزاه ة إلدارة بن ك .وه ذه الج وانب يمكن تقييمه ا بن اءا على -
ممارسات موظفي البنك في محال استمرارية اإلدارة.
لديهم نظم لمراقبة والتحكم في مخاطر البنك المادية ،بما في ذلك االئتمان وتركيز التعرضات -
ومع دل الفائ دة والعمل ة والق درة على ال دفع والس يولة والمخ اطر األخ رى ،وينبغي تق ييم م ا إذا
كانت هذه النظم تطبق على الوجه األكمل أم ال وما إذا كانت اإلدارة تتخذ إجراءات مناسبة أو
ال عند الضرورة .قدموا توجيها إداريا مناسبا واتخذوا قرارات كافية في كل الجوانب الرئيسية
لنشاط البنك - .التزموا بكل شروط التسجيل السارية على البنك.
داوموا على االتصال بأولئك األشخاص القادرين على التحكم في البنك أو التأثير عليه بدرجة -
كب يرة على نح و يتع ارض م ع مص الح البن ك .وك ان ينبغي أن توض ع أيض ا سياس ات ت دعو
لإلفصاح عن صراعات مصالح أعضاء مجلس اإلدارة.
لجن ة المراجع ة والمراجع ون ال داخليون امت داد لوظيف ة إدارة المخ اطر الخاص ة ب المجلس تع د لجن ة
المراجع ة أداة قيمة لمساعدة اإلدارة على التعرف على نواحي المخاطرة والتعامل معها في المنظمات
المعقدة .وينبغي أن يكون بيان رسالة لجنة المراجعة المنظمة طبقا للمبادئ الحديثة على النحو التالي" :
تعظيم إدارة المخاطر التشغيلية على مستوى المجموعة بأسرها .ويترتب على ذلك أن أهداف
وح تى يق وم المراج ع ال داخلي بعمل ه على أحس ن وج ه ينبغي أن يتمت ع باالس تقاللية ،ففي ظ ل عالقت ه
الوظيفي ة من حيث إرتباط ه التنظيمي واله رمي لإلدارة بالبن ك وس عي ه ذا األخ ير إلى تط بيق وتنفي ذ م ا
يخ دم مص الحها بالدرج ة األولى وتفادًي ا ألي ح رج أم ام المس اهمين وب اقي أص حاب المص لحة ،فان ه ال
1
يمكن أن يتحقق له االستقالل الكامل ومن ثم يتحّو ل األمر إلى محاولة تحقيق نوع من االستقالل.
لجنة المراجعة ومسئوليات المراجع الداخلي تشكل مراقبة وتوجيه وظيفة المراجع ة الداخلية جزءا ال
يتج زأ من مس ئوليات لجن ة المراجع ة اإلجمالي ة .وك ل من المجلس واإلدارة يجب أن تت وافر ل ديهما أداة
للمساعدة على ضمان إتباع السياسات وأن المخاطر يجري إدارتها .ووفقا للمدخل الموجه نحو السوق
يتجاوز المراجعة مسائل وأمور تتصل مباشرة بالضوابط اإلدارية والمحاسبة .فهو يضم كل األساليب
والمق اييس المطبق ة داخ ل المنش أة لص يانة أص ول المنش أة وإ دارة مخاطره ا ،والتحق ق من :واعتمادي ة
المعلوم ات التش غيلية ،والتش جيع على التقي د بالسياس ات اإلداري ة خالص ة الق ول أن المراجع ة الداخلي ة
يمكن أن توص ف بأنه ا وظيف ة تق ييم مس تقلة وخدم ة قيم ة للمنش أة حيث أنه ا يتم إنش اؤها داخ ل المنش أة
لفحص وتقييم أنشطتها.
إن صدور موافقة صريحة من البنك المركزي مطلوب لكي يصبح شخص ما مؤسس بنك أو
مساهم أكبر وهو ما يعني ض منيا امتالك نسبة مئوي ة معين ة من أسهم البنك في حدود % 15 - 10
غالب ا) .وتق وم ه ذه الموافق ة على ق درة المس اهمين على الوف اء بمجموع ة معين ة من المع ايير المح ددة
مس بقا واله دف من طمأن ة الجمه ور على أن المس اهمين ق ادرون ومس تعدون لممارس ة مس ئولياتهم
االئتماني ة ه ذه المع ايير ه و بفعالي ة ،وق ادرون على توف ير رأس م ال إض افي للبن ك وقت الحاج ة ،وال
ي رون في البن ك مانح ا لألم وال من أج ل مش روعاتهم المفض لة ويواف ق البن ك المرك زي ع ادة على ك ل
1
عبد الفتاح محمد الصحن وسمير كامل الرقابة والمراجعة الداخلية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،2001 ،ص 223
التغييرات في هيكل حملة األسهم في البنك .كما تقوم البنوك المركزية في معظم الدول أيضا بمراجعة
والموافق ة على النظ ام األساس ي للبن ك والل وائح األساس ية المح ددة للعالق ة بين البن ك ومس اهميه .وينبغي
على المساهمين أن يلعبوا دورا رئيسيا في اإلشراف على إدارة شئون البنك ،ويتوقع منهم .أن يختاروا
مجلس إدارة كفء يتمتع أعضاؤه بالخبرة ويكونون مؤهلين لوضع سياسات وأهداف سليمة ويجب أن
يكون مجلس اإلدارة قادرا أيضا على تبني إستراتيجية عمل مناسبة للبنك واإلشراف على شؤون البنك
ومركزه المالي والمحافظة على رسملة معقولة والحيلولة دون حدوث ممارسات المصلحة الذاتية بين
أعضائه وعلى مستوى البنك ككل.
وفي الواق ع العملي ق د ال يس تطيع المس اهمون ممارس ة وظيف ة اإلش راف والمراقب ة في حال ة
البنوك الكبيرة ذات هيكل الملكية المشتت وعلى حين يجب على مؤسسي البنك أن يفوا معايير معينة،
فإنه مع تعاظم البنك واتساع قاعدة ملكية أسهمه ،إن حيازة األسهم قد تصبح .مشتتة ومنتشرة لدرجة
تفقد المساهمين الفرديين القدرة على إبداء رأي فعال في إدارة البنك وال يكون أمامهم سوى بيع أسهمهم
إذا لم تعجبهم الطريقة التي يدار بها البنك ،وفي مثل هذه األحوال تصبح المراقبة اإلشرافية الفعالة أمرا
جوهريا.
زي ادة عن الف اعلين ال داخليين بالبن ك ،فان ه من الض روري أن يك ون هن اك ف اعلين خ ارجيين
يلعبون أدوار رقابية وإ شرافية على أعمال وأنشطة البنك ،وفي نفس الوقت يعملون على حماية حقوق
أصحاب المصالح اآلخرين وهذا في ظل التصرفات غير العقالنية و التي تصدر من اإلداريين بتواطؤ
الجهاتالداخلية في البنك.
.1البنك المركزي:
يعت بر البن ك المرك زي من الف اعلين الخ ارجيين ال ذين يع ّو ل عليهم في إرس اء مب ادئ الحوكم ة
ب البنوك باعتب ار أنه ا أجه زة حكومي ة مركزي ة ين اط به ا المحافظ ة على س المة المراك ز المالي ة للبن وك
وحماي ة أم وال الم ودعين فيه ا ،وتوجي ه النش اط المص رفي والتم ويلي والنق دي في االتج اه ال ذي يخ دم
السياس ة االقتص ادية وتعت بر الرقاب ة المص رفية وس يلة لتحقي ق ه ذا ألن الرقاب ة المص رفية ته دف إلى
الحفاظ على االستقرار المالي وصيانة الثقة الموضوعة من طرف السلطات العمومية في النظام المالي
1
لتقليص خطر الخسارة التي قد تصيب المودعين.
1سليمان ناصر ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل المتغيرات الدولية الحديثة مكتبة الريام ،الدار البيضاء ،الجزائر،
2006
1
.2المراجعون الخارجيون :إعادة تقييم للمدخل التقليدي المراجعة البنوك
إن األه داف األساس ية لعملي ة المراجع ة هي تمكين المراج ع من إب داء رأي ح ول م ا إذا ك انت
القوائم المالية للبنك تعكس بوضوح وضعه المالي ونتائج عملياته عن فترة زمنية معينة .ويوجه تقرير
المراجعة الخارجي عادة إلى حملة األسهم ولكنه يستخدم بواسطة أطراف أخرى كثيرة مثل المشرفون
والمهنيون الماليون والمودعون والدائنون .ويشمل المدخل التقليدي للمراجعة الخارجية وفقا لمتطلبات
معايير المراجعة المتعارف عليها (معايير المراجعة الدولية إجراء مراجعة لنظم الرقابة الداخلية .ويتم
إج راء ه ذا التقييم لتحدي د طبيع ة ونط اق اختب ارات التحقق ،وتوف ير مراجع ة تحليلي ة أو تحلي ل اتج اه أو
إجراء قدر معين من االختبار المفصل .وبعيدا عن مراجعة قائمة الدخل ،يتم مراجعة بنود أسطر معينة
في الميزانية العمومية من خالل استخدام برامج منفصلة مثل األصول الثابتة أو النقدية أو االستثمارات
أو الم دينين .فعلى س بيل المث ال يبحث المراجع ون الخ ارجيون تقلي ديا عن االحتي ال وس وء اإلدارة في
وظيف ة التس ليف ون ادرا م ا تش مل أعم ال المراجع ة تحلي ل ائتم اني تفص يلي للمقترض ين حيث أن ه ذه
المهمة تؤدى تقليديا بواسطة المشرفين على البنك.
ويتطلب المدخل القائم على المخاطرة إلى التنظيم المالي أيضا إعادة تقييم المدخل التقليدي إلى
أعم ال المراجع ة الخارجي ة .ويق ع على ع اتق الم راجعين الخ ارجيين ،باعتب ارهم ج زءا ال يتج زأ من
ش راكة إدارة المخ اطر وعليهم دور مح دد يجب القيام ب ه .وإ ذا كانت هن اك ني ة الس تخدام نطاق السوق
لتعزيز استقرار النظام المصرفي ،يجب أوال أن تزود األسواق بالمعلومات والقدرة على تحميل أعض اء
مجلس اإلدارة واإلدارة مس ئولية التش غيل الس ليم للبن ك .ويلعب المراجع ون الخ ارجيون دورا هام ا في
تحسين قدرة السوق على تحديد أي البنوك يمكن مزاولة أعمال معها .ومن الواضح أن فلسفة المراجعة
الخارجية ومدخلها عامالن جوهريان في نجاح أو فشل اإلستراتيجية المنسقة إلدارة المخاطر .وبالطبع
ف إن عم ل المراج ع الخ ارجي ي وفر حماي ة مض افة للمس تهلك .ول ذا ف إن من البع د المص ري حوكم ة
الشركات
المهم أن تتحول المهن ة من مجرد مراجعة للميزانية العمومي ة إلى تقييم للمخاطر المتأصلة في
صناعة الخدمات المالية .وعندما يتم تبني مثل هذا المدخل بالكامل من قبل مراجعي المؤسسات المالية
جميعا ،سيطرًا تحسن كبير على عملية إدارة المخاطر ويستفيد كل مستخدمي الخدمات المالية .فأهمية
المراج ع الخ ارجي تنب ع من حاج ة المس اهمين (المالك) والمودع ون في المؤسس ات المص رفية المعرف ة
سالمة ودقة األوضاع المالية واإلدارية المعروضة عليهم في تلك المؤسسات.
1
طارق حماد عبد العال ،حوكمة الشركات -قطاع عام و خاص ومصارف مرجع سبق ذكره ،ص 529
1
أي أن مسؤوليات المراجع الخارجي في هذا اإلطار تتمثل في:
-يتعين علي ه أن يعتم د في عمل ه على األحك ام والش روط ال تي تنظم أعم ال مهن ة المراجع ة - .يجب
التقي د بالس رية التام ة وأال يفش ي المعلوم ات ال تي حص ل عليه ا .علي ه تق ديم تقري ر بع د إطالع الس لطة
الرقابي ة للجمعي ة العام ة للبن ك ي بين في ه أن مراجعت ه تمت وف ق المع ايير وأدل ة المراجع ة الدولي ة وعن
مدى تعبير المعلومات المالية.
علي ه بي ان في تقريره عن آي ة مخالفات ألحكام التش ريعات المعني ة واللوائح والقرارات الص ادرة تنفيذًا
وقد شملت وثيقة األنتوساي ألخالقيات المهنة الرقابية جملة من المبادئ المهنية التي ينبغي االلتزام بها
2
من قبل األجهزة العليا للرقابة عموما والمراجعين الخارجيين خصوصا
3صندوق ضمان الودائع (الجمهور) يعتبر المودعون من أهم أصحاب المصلحة المرتبطين بالبنوك،
ألن ع ددهم كب ير ولهم أم وال ض خمة مودع ة في تل ك البن وك وال تي تعم ل على اس تثمارها وتوظيفه ا،
وعلى هذا األساس فال بد من إيجاد وسيلة تمكن من حماية هؤالء المودعون من احتمال ضياع أموالهم
بس بب إس تثمارات فاش لة تق وم به ا تل ك البن وك أو بس بب عملي ات االختالس والت دليس ال تي أص بحت
تمارس في البنوك والفضائح المالية التي تنشر يوميا والمتعلقة بمئات الماليير التي تختلس من البنوك،
فتلك األموال جزء كبير منها ملك للمودعين ،ولذا إنشاء صندوق لضمان الودائع مهم جدا.
1اللجنة العربية للرقابة المصرفية ،تعيين ومسؤوليات المدققين الخارجيين ،صندوق النقد العربي ،اإلمارات العربية المتحدة،
االجتماع السابع 1997
2عبد هللا عبد هللا السنفي ،أهمية االلتزام بوثيقة األنتوساي حول أخالقيات المهنة (ميثاق الشرف لالنتوساي محلة الرقابة المالية،
المجموعة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والحاسبة نصف سنوية ،العدد 47تونس ديسمبر ،2005ص 2-1
المبحث الثالث :حوكة البنوك مدخل لتحسين األداء المؤسسي
حظيت حوكمة الشركات بالكثير من االهتمام في اآلونة األخيرة نتيجة لعدد من حاالت الفشل
اإلداري والمالي التي منيت بها الشركات الكبرى في الواليات المتحدة ودول شرق آسيا ويمكن وصف
األزمات المالية المشار إليها بأنها كانت أزمة ثقة معلومات في المؤسسات والتشريعات التي تنظم نش اط
األعم ال والعالق ات فيم ا بين منش آت األعم ال والحكوم ة .وق د ك انت المش اكل العدي دة ال تي ب رزت إلى
المقدم ة في أثن اء األزم ة تتض من عملي ات ومع امالت الم وظفين ال داخليين واألق ارب واألص دقاء بين
منشآت األعمال وبين الحكومة ،وحصول الشركات على مبالغ هائلة من الديون قصيرة األجل في نفس
الوقت الذي حرصت فيه على عدم معرفة المساهمين بهذه األمور وإ خفاء هذه الديون من خالل طرق
ونظم محاسبية مبتكرة.
كم ا أن الكث ير من األح داث ابت داء بفض يحة ش ركة إن رون وم ا تال ذل ك من سلس لة اكتش افات
تالعب الشركات في قوائمها المالية ،أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشركات حتى في الدول التي كان
من المعت اد اعتباره ا أس واقا مالي ة "قريب ة من الكم ال .وق د اكتس بت حوكم ة الش ركات أهمي ة أك بر في
األسواق الناشئة نظرا لضعف النظام القانوني الذي ال يمكن معه إجراء تنفيذ العقود وحل المنازعات
بطريق ة فعال ة كم ا أن ض عف نوعي ة المعلوم ات ت ؤدي إلى من ع اإلش راف والرقاب ة وتعم ل على انتش ار
الفساد وانعدام الثقة .ويؤدى إتباع المبادئ السليمة لحوكمة الشركات إلى خلق االحتياطات الالزمة ضد
الفساد وسوء اإلدارة ،مع تشجيع الشفافية في الحياة االقتصادية ومكافحة مقاومة المؤسسات لإلصالح.
وق د أدت األزم ة المالي ة بالعدي د من ا إلى اتخ اذ نظ رة عملي ة جي دة عن كيفي ة اس تخدام حوكم ة
الشركات الجيدة لمنع األزمات المالية القادمة.
كم ا أن الكث ير من األح داث ابت داء بفض يحة ش ركة إن رون وم ا تال ذل ك من سلس لة اكتش افات
تالعب الشركات في قوائمها المالية ،أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشركات حتى في الدول التي كان
المعتاد اعتبارها أسواقا مالية "قريبة من الكمال .وقد اكتسبت حوكمة الشركات أهمية أكبر في األسواق
الناش ئة نظ را لض عف النظ ام الق انوني ال ذي ال يمكن مع ه إج راء تنفي ذ العقود وح ل المنازع ات بطريق ة
فعال ة كم ا أن ض عف نوعي ة المعلوم ات ت ؤدي إلى من ع اإلش راف والرقاب ة وتعم ل على انتش ار الفس اد
وانعدام الثقة .ويؤدى إتباع المبادئ السليمة الحوكمة الشركات إلى خلق االحتياطات الالزمة ضد الفساد
وسوء اإلدارة ،مع تشجيع الشفافية في الحياة االقتصادية ومكافحة مقاومة المؤسسات لإلصالح.
وق د أدت األزم ة المالي ة للعدي د من ا إلى التخ اذ نظ رة عملي ة جي دة عن كيفي ة اس تخدام حوكم ة
الشركات الجيدة لمنع األزمات المالية القادمة .ويرجع هذا إلى أن حوكمة الشركات ليست مجرد شيء
أخالقي فقط ،بل إن حوكمة الشركات مفيدة لمنشآت األعمال ،ومن ثم فإن الشركات ال ينبغي أن تنتظر
ح تى تف رض عليه ا الحكوم ات مع ايير معين ة لحوكم ة الش ركات إال بق در م ا يمكن له ذه الش ركات أن
تنتظر حتى تفرض عليها الحكومات أساليب اإلدارة الجيدة التي ينبغي عليها إتباعها في عملها.
يعتبر ضمان استقرار النظام البنكي والحيلولة دون تعثره أمر مهم في أي اقتصاد وفي الجهاز
البنكي فإن عدوى انتقال التعثر واإلفالس ما بين البنوك أمر ال يحتاج إلى كثير من اإلثبات ،خاصة أنن ا
1
لسنا ببعيدين عن أزمات مالية وبنكية كانت بدايتها تعثر بنك واحد.
ومما ال شك فيه أن أهمية الحوكمة بالبنوك تعود ألهمية البنوك ذاتها ،فإن حوكمة هذه األخير
تحت ل دورا مركزي ا في ال ترويج لثقاف ة حوكم ة الش ركات ،وإ ذا م ا ق ام م دراء البن وك بمراجع ة آلي ات
الحوكمة السليمة فسيكون هناك احتمال أكبر لتخصيص رأس مال بطريقة أكثر كفاءة وتطبيق حوكمة
شركات فعالة على المنشآت التي يمولونها ،كما أن المنافسة الكبيرة والشديدة بين البنوك خلقت نوع من
الثقاف ة وال وعي البنكي ل دى الجمه ور والش ركات بحيث أص بح معي ار الج ودة ه و أس اس العالق ة بينهم ا
وتعت بر انته اج الحوكم ة الس ليمة من المع ايير الجوهري ة للج ودة .كم ا تتجلى األهمي ة باعتب ار البن وك
الم زود الرئيس ي للتموي ل حيث تطب ق الحوكم ة للحف اظ على حق وق ذوي العالق ة خاص ة المس اهمين
والمودعين وبناء عليه يتم تقييم الشركة طالبة االئتمان وفق التزامها بمعايير.
وأس س الحوكم ة كم ا تعت بر البن وك نم اذج اقت داء لك ل القطاع ات األخ رى والش ركات كونه ا
شركات مساهمة عامة تفصل بين مساهمي الشركة ومجلس إدارتها ،واإلدارة من خالل تبنيها وتطبيقها
لمبادئ ومفاهيم الحوكمة.
تشكل البنوك إحدى أدوات التغيير الرئيسية في أي ،اقتصاد ،ولذلك باتجاهها نحو تبني الحوكمة تكون
2
قد أرست قيم الحوكمة في أي قطاع والمتمثلة في الشفافية والعدالة واإلفصاح والمسؤولية بالمساءلة.
1
باسل طه العالقة بين البنوك والشركات البنك العربي ،اإلدارة اإلقليمية ،2006 ،ص .05
2لبجيري نصيرة بوعروج لمياء ،إشكالية الحوكمة والقطاع البنكي مع إشارة إلى تجارب بنوك عربية ،الملتقى الوطني حول سبل تطبيق الحكم
الراشد بالمؤسسات االقتصادية الوطنية ،جامعة سكيكدة ،يومي 03 - 02ديسمبر 2007
المطلب الثاني :دور البنوك في تعزيز الحوكمة في الشركات
.1أن المنافس ة الكب يرة والش ديدة بين البن وك خلقت ن وع من الثقاف ة وال وعي المص رفي ل دى الجمه ور
والشركات بحيث أصبح معيار الجودة هو أساس العالقة مسلم أدى بالشركات النتهاج الحوكمة السليمة
التي تعتبر من المعايير الجوهرية للجودة.
.2تعتبر البنوك نماذج اقتداء لكل القطاعات األخرى والشركات كونها شركات مساهمة عامة تفصل
بين مساهمي الشركة ومجلس إدارتها واإلدارة ،من خالل تبنيها وتطبيقها لمبادئ ومفاهيم الحوكمة.
من خالل ذل ك ق د أرس ت قيم الحوكم ة في أي قط اع والمتمثل ة في الش فافية والعدال ة واإلفص اح
والمسؤولية بالمساءلة.
.4باعتبار البنوك المزود الرئيسي للتمويل فإنها تطبق الحوكمة للحفاظ على حقوق ذوي العالقة خاصة
المس اهمين والم ودعين وبن اءا علي ه يتم تق ييم الش ركة طالب ة االئتم ان وف ق التزامه ا بمع ايير وأس س
الحوكم ة ه ذه االحتياج ات التمويلي ة تلعب دورا أساس يا في تعزي ز عم ل الش ركات وتحقي ق أه دافها في
الربحية والنمو .من هذه العالقة فإن للجهاز المصرفي دورا أساسيا يمكن أن يلعبه تجاه تعزيز حوكمة
2
الشركات ،والذي في حال تطبيقه سوف ينعكس في محالين أساسين هما :
.1اعتبار الحوكمة إحدى أركان القرار االئتماني الذي يدفع المقترضين إلى االهتمام بتبني الممارسات
السليمة للحوكمة لتسهيل الحصول على االئتمان.
.2أن تتضمن أسعار الفوائد الممنوحة للعمالء مرونة ملموسة تجاه التزام العمالء بالممارسات السليمة
للحوكمة بحيث يقتنع العمالء بجدوى الحوكمة ودورها في تسهيل الحصول على االئتمان بأسعار فائدة
منخفضة.
ورغم اهتم ام البن وك بقض ايا الحوكم ة عن د اتخ اذ الق رار بمنح االئتم ان إال أن ه ذا االهتم ام لم
يرقى بعد إلى اعتباره أحد الركائز األساسية لمنح االئتمان ويعزى ذلك إلى اعتبارات عديدة أهمها أن
البنوك نفسها قد تنقصها الحوكمة ولم يتوفر بعد الوعي الكامل بأهميتها لدى مجالس اإلدارة واإلدارة
التنفيذي ة العلي ا إض افة إلى أن الثقاف ة المحلي ة ال ت زال تنظ ر إلى قض ايا الحوكم ة باعتباره ا قض ايا قليل ة
األهمي ة بس بب ش يوع الملكي ات العائلي ة كم ا أن المنافس ة بين البن وك ذاته ا ت دفع إلى التخلي عن مب ادئ
الحوكم ة به دف المحافظ ة على الحص ة الس وقية وتحقي ق األرب اح أو دخ ول البن وك كمس اهمين في
الشركات المقترضة.
إن مراجعة السياسات االئتمانية لدى البنوك يظهر مدى الحاجة إلى أن تتضمن هذه السياسات
فصال يعني بمبادئ حوكمة الشركات ضمن رؤية وأهداف البنك نفسه كما يجب أن يشمل تعريف البنك
المفهوم أفضل العمالء الذين يتم منحهم سعر الفائدة الفضلي ،أولئك العمالء الذين تتوفر لديهم ممارسات
سليمة لمبادئ حوكمة الشركات إضافة إلى ذلك فإن عملية تقييم العمالء وإ ن كانت تعني جزئيا بقضايا
الحوكمة إال أن تفعيلها أكثر يعتبر إحدى األدوات التي تستطيع البنوك من خاللها تعزيز مبادئ حوكمة
الش ركات ال تي يض من له ا في النهاي ة تخفيض المخ اطر ال تي ق د تتع رض له ا وض مان ع دم ح دوث
متغيرات مفاجئة.
إن إدخ ال وتعزي ز ثقاف ة حوكم ة الش ركات ض من مف اهيم الثقاف ة الس ائدة ل دى مس ئول وم دراء
االئتم ان يعت بر أم را ض روريا باتج اه ت دعيم وتعزي ز ه ذا المفه وم م ع النظ ر بعين ال دعم واالهتم ام إلى
المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يتطلب تبنيها لمبادئ الحوكمة سياسات وأدوات مختلفة عن تلك
المطلوبة للشركات الكبرى لذلك نجد من الضروري توضيح االتجاهين.
.1قرار االئتمان بالنسبة للمقترضين
إن عملية االقتراض بالنسبة ألي عميل تعتمد في المقام األول على قرارات ائتمان موضوعية
تض من مستوى مقبول من المخاطرة بالنسبة لطبيع ة العائ د المتوق ع من عملي ة االق تراض لذلك نجد أن
عملية االقتراض تتطلب تحليال ألدلة االئتمان وكذلك التوجيهات الكتابية األخرى التي تطبقها اإلدارات
المختلفة بالبنك وأيضا القدرة واألداء الفعلي لجميع اإلدارات المشاركة في وظيفة االقتراض كما ينبغي
أن تغطي عملي ة االق تراض إنش اء وتق ييم اعتم اد وص رف ورص د وتحص يل وك ذلك تفعي ل اإلج راءات
المتعلقة بمختلف وظائف االئتمان المختلفة التي يقدمها البنك ،لذلك يجب أن تتضمن المراجع ة االئتماني ة
مايلي:
1
سياسة الضمان بالنسبة لكل أنواع القروض والطريقة والممارسات الحالية الخاصة بإعادة تقييم -
الضمانات والملفات الخاصة بالضمان.
إج راءات األعم ال اإلداري ة والرص د ش املة المس ؤوليات واالل تزام بض وابط الرقاب ة .تحليال
تفص يليا االئتم ان واعتم اد العملي ة ش امال عين ات من نم اذج تط بيق الف رص ونم اذج تلخيص
االئتمان الداخلية وأدلة االئتمان الداخلية وملفات االئتمان
مع ايير العتم اد الق روض مح ددة لسياس ة تس عير الق روض وح دود االق تراض عن د مختل ف
مسؤوليات إدارة البنك وبالنسبة لعمل ترتيبات لالقتراض من خالل شبكة الفروع.
ونج د أن من متطلب ات المراجع ة مق ابالت شخص ية م ع م ديري المس توى الوس ط لك ل اإلدارات
ذات الصلة بوظيفة االئتمان كما يجب أن تشمل عملية المراجعة فحص ملفات االئتمان الفردية وكذلك
مراجع ة حجج تطبيق ات االئتم ان ال تي تم تقييمه ا مقاب ل تل ك ال تي اعتم دت في الش هور الس تة أو اإلث ني
عشر السابقة بهدف مراجعة لألرقام اإلجمالية والقيمة المالية وذلك لتكون مؤشرا الجودة تقييم االئتمان
يجب أن يح دد من هم المش اركون في إنش اء االئتم ان وتقييم ه واإلش راف علي ه وعملي ات رص د
مخ اطر االئتم ان بص فة مح ددة وك ذلك نج د من المهم تحدي د ع ددهم ومس توياتهم وعم رهم وخ يراتهم
1
محمد مصطفی سلیمان ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ،مرجع سبق ذكره ،من 302-298
والمس ئوليات المحددة ،كل ه ذا يجب تحليله بالنسبة للسياسات واإلجراءات مع مراجعة جميع البرامج
التدريبي ة القائم ة األف راد ائتم ان البن ك وتق ييم كفايته ا وتك رار ت دريب األف راد يك ون ع ادة مؤش را جي دا
لمستوى مهارات االئتمان.
نوع الفروض:
نج د أن على البن وك أن تح دد سياس ات اإلق راض وك ذلك أن واع الق روض وأدوات االئتم ان
األخرى التي ينوي البنك عرضها على العمالء ،مع توفير توجيهات لقروض معينة وكذلك يجب على
البنك أن يقدم القرارات حول أنواع أدوات االئتمان المبنية على خبرة الكوادر القائمة بعملية اإلقراض
وكذلك هيكل الودائع للبنك وطلب االئتمان المتوقع ونوع االئتمان الذي ترتب عليه خسارة غير عادية
يجب أن يكون تحت سيطرة ورقابة اإلدارة العليا أو يتم تجنبه تماما.
تختل ف س لطة منح الق رض غالب ا في البن وك الكب يرة عن البن وك الص غيرة فنج د في البن وك
الصغيرة تكون مركزية بصفة أساسية ،وذلك حتى يمكن تجنب التأخيرات في عملية اإلقراض أما في
البن وك الكب يرة فنج د أنه ا تتج ه إلى الالمركزي ة وفق ا للمنطق ة الجغرافي ة أو منتج ات اإلق راض أو أن واع
العمالء أو الثالث ة م ع بعض ويجب أن تض ع سياس ة االئتم ان ح دودا لك ل من مس ئولي االئتم ان .ف إذا
ك انت السياس ات موض وعة ومنف ذة بوض وح ف إن الح دود الفردي ة ق د تك ون أعلى نوع ا مم ا يتوق ع ع ادة
ويعتمد هذا على خبرة المسئول ومدته بالبنك وحدود اإلقراض .اإلفصاح في القوائم المالية:
من أهم اإليضاحات التي يقوم بها البنك عند إعداد القوائم المالية هي أن يعترف البنك بالقرض سواء
كان أصليا أو مشترى في الميزانية ،ويحدث هذا عندما يصير البنك طرفا في احتياطات تعاقدية بالنسبة
عن د قي ام مجلس إدارة البن ك بواجبات ه كوكي ل عن ك ل من المس اهمين والم وردين فإن ه يجب علي ه أن
يضمن أن وظيفة االئتمان بالبنك يتوافر فيها ثالثة أهداف هي:
يجب أن يكون منح القروض على أسس رشيدة واالحتمال األكبر أنه سوف يتم تحصيلها. -
يجب استثمار األموال بشكل مربح وذلك لتحقيق منفعة المساهمين وحماية أموال المودعين. -
يجب الوف اء باحتياج ات االئتم ان الحقيقي ة للعناص ر االقتص ادية أو العائلي ة أو االث نين مع ا في -
المجتمع.
ونجد الغ رض من تلك العملي ة هو تقييم ما إذا كانت العملي ة تفي بتلك المعايير أي بمعنى أن العنصر
الحاسم هو ما إذا كانت عملية االئتمان حيدة التنظيم وأن السياسات تنعكس جيدا في اإلجراءات الداخلية
وكذلك األدلة وأن الكوادر كافية ومجتهدة في إتباع السياسات واإلرشادات الموضوعة وأن المعلومات
متاحة بشكل عادي للمشاركين في عملية اإلقراض وفي الوقت المناسب وأنها دقيقة ومكتملة.
مراجع ة نوعي ة محفظ ة االئتم ان يتم تق ييم ج ودة وخص ائص محفظ ة الق روض في البن ك وذل ك من
خالل عملي ة الفحص ونج د أن محفظ ة الق روض تعكس المرك ز الس وقي للبن ك والطلب علي ه وك ذلك
إستراتيجية أعماله ومخاطره وقدراته على التوسع في عملية االئتمان ويجب أن تشمل عملية المراجعة
عينة عشوائية من القروض تقترب من %70من إجمالي مقدار القروض و %30من عدد القروض
وك ل ه ذه يجب أن تغطيه ا عملي ة المراجع ة كم ا يجب أيض ا النظ ر في %75على األق ل من قيم ة
الق روض و * %50من ع دد الق روض بالعمل ة األجنبي ة وك ذلك ك ل الق روض ذات ت واريخ االس تحقاق
التي تزيد عن سنة واحدة ،لذلك نجد أن عملية المراجعة التفصيلية لمحفظة القروض يجب أن تتضمن
مايلي:1
جميع القروض للمقترضين ذوي التعرض اإلجمالي أكبر من %5من رأس مال البنك. -
كل القروض للمساهمين واألطراف ذوي العالقة. -
ك ل الق روض ال تي أعي دت جدول ة فائ دتها أو ش روط س دادها أو غ ير ذل ك من التع ديالت ال تي -
غيرت من شكلها عند إقراضها ألول مرة.
كل القروض التي أعيد تصنيفها أو المشكوك فيها أو التي تمثل خسارة وفي كل هذه الحاالت -
فإن ه يجب عن د فحص ومراجع ة الق روض األخ ذ في االعتب ار التوثي ق في مل ف المق ترض م ع
إج راء مناقش ة األعم ال المق ترض والتوقع ات في األج ل الق ريب وت اريخ االئتم ان م ع موظ ف
االئتمان المطلوب وعندما يتجاوز المقدار اإلجمالي المستحق %5من رأس مال البن ك يجب أن
يشمل التحليل كذلك خطط أعمال المقترض للمستقبل واآلثار الناتجة عن قدرته على سداد أصل
الدين وخدمته.
ونج د أخ يرا أن اله دف األساس ي له ذه المراجع ة ه و تق ييم إجم الي س داد الق رض وإليج اد إذا ك ان
تص نيف الق رض المق ترح من قب ل البن ك كافي ا أم ال ،ونج د أن هن اك اعتب ارات أخ رى تش مل نوعي ة
1
محمد مصطفي سليمان حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص 299
الض مان تحت يد البنك وقدرة أعمال المقترض على توليد تدفقات نقدي ة كافية للسداد وإ لى جانب تلك
الق روض نج د الودائ ع بين البن وك تمث ل فئ ة على ج انب كب ير من األهمي ة لألص ول ال تي يحم ل بالنس بة
لهم ا البن ك مخ اطر االئتم ان ألن ه ذه النس بة يمكن أن تمث ل نس بة كب يرة من ميزاني ة البن ك وخاص ة في
البالد ال تي ينقص ها التحوي ل ،ونج د أن هن اك أس بابا أخ رى بالنس بة للودائ ع بين البن وك هي تس هيل نق ل
األم وال وتس وية ص فقات األوراق المالي ة أو بس بب أن بعض الخ دمات يمكن تأديته ا من الناحي ة
االقتصادية بطريقة أكثر كفاءة بواسطة بنوك أخرى بسبب حجمها أو موقعها الجغرافي.
بالنسبة للقروض التي يتم مراجعتها يجب عمل ملخص لها ويحتوي على مايلي:
طبيعة وقيمة الضمانات أو التأمين وأساس التقييم إذا كان أصال ثابتا.
االلتزامات اإلجمالية القائمة أصل القرض والقوائد المستحقة وجميع االلتزامات الحقيقية والمحتملة في
المعلومات المالية عن المقترض شاملة القوائم المالية الحالية والمعلومات األخرى المرتبطة بها.
حيث تهتم األولى بالجوانب غير المالية للمقترضين في حين يركز البعد الثاني على الجوانب المالية.
ويتم قياس الجانبين أعاله بصورة موضوعية من خالل التصنيف االئتماني للعميل.
في الج وانب غ ير المائي ة ،ف إن هن اك عناص ر أخ رى يتم دراس تها ،فيتم تق ييم اإلدارة في الش ركة ،حيث
ُيعنى هذا الجانب بدراسة وجود إستراتيجية واضحة ومستقرة لدى اإلدارة وأهداف قابلة لإلنجاز على
المدى الطويل ،كما يتم دراسة تكوين اإلدارة والهيكل التنظيمي في الشركة وآلية اتخاذ القرارات فيها.
إن تقييم هذه العناصر بصورة إيجابية تطمئن إلى حسن أداء الشركة وكذلك تجعل من مخاطر
مواجه ة الش ركة لمش كالت في المس تقبل أس هل للتن ق به ا بالمقاب ل ف إن التق ييم الس لبي ه ذا الج انب يع ني
التأثير على التقييم االئتماني العام للمقترض وقد يؤثر أحيانا" بأكثر من الوزن النسبي المعطى لنوعية
اإلدارة بالشركة مما قد يؤثر على قرار تقديم التمويل أساسا ،أو تقديمه بشروط متشددة أكثر مقارنة مما
س يكون علي ه الوض ع ض من تق ييم إيج ابي إلدارة الش ركة .كم ا أن تس عير اإلق راض س يكون أعلى تبع ا"
الرتفاع مخاطر المقترض وفقا لما سبق وتم إيضاحه.
أم ا في الج وانب المالي ة ف إن الم دخل األساس ي لتق ييم الج وانب المالي ة للش ركة ه و :االطمئن ان لص حة
األرقام الواردة في البيانات المالية.
الشفافية في اإلعالن عن أية تعاقدات مستقبلية قد يكون لها أثر على البيانات المالية.
1
Bassam azab, the role of commercial banks in promoting corporate governance of their clients the small 1 a
partir: May 2007-EGYPT and medium enterprise perspective, HSBC BANK
إن ع دم االطمئن ان للعناص ر أعاله والمتعلق ة بالبيئ ة ال تي يتم فيه ا إع داد البيان ات المالي ة ،س وف ينعكس
س لبا على التق ييم االئتم اني للج وانب المالي ة وبالت الي الت أثير على فرص ة الش ركة في الحص ول على
التمويل وكذلك الكلفة المتوقعة للتمويل المطلوب في حال الحصول عليه ،إذ أن العنصر األساسي في
تحلي ل الج وانب المالي ة ينطل ق من نوعي ة وم دى مص داقية األرق ام ال تي يتم دراس تها ودرج ة اإلفص اح
فيه ا .إن العناص ر األساس ية ال تي تم اإلش ارة إليه ا ،تؤمنه ا بص ورة كافي ة وج ود حوكم ة في داخ ل
الش ركة ،ال تي تض من درج ة مناس بة من الش فافية واإلفص اح ووض وح الهياك ل اإلداري ة داخ ل الش ركة
والذي يساعد الممولين على تقييم أوض اع الشركة بصورة تؤمن لها الحصول على التمويل المطلوب
وبكلفة أقل 2 .أسعار الفائدة ومدى تأثيرها على القروض الممنوحة
نجد أن كل من البنوك والمؤسسات المالية بشكل عام تتعرض لمواجهة مخاطرة أسعار الفائدة
وذل ك بس بب تقلب أس عار وبالت الي تغ ير اإلي رادات الداخل ة إلى البن ك وك ذلك مص روفاته وأيض ا القيم ة
االقتص ادية ألص وله والتزامات ه ومراك زه خ ارج نط اق الميزاني ة العمومي ة والقيم ة المح ددة على أس اس
مراقبة تحركات السوق كل هذا بالتالي يؤثر على تحديد سعر الفائدة بالنسبة للقروض الممنوحة وبالتالي
س عر الفائ دة من عمي ل إلى آخ ر وه ذا بس بب مرك زهم الم الي وطبيع ة نش اط المق رض وألن األس عار
السوقية يحركها العرض والطلب بدرجة أساسية لذا ينعكس األثر الصافي لهذه التغيرات في دخل البنك
اإلجمالي ورأس ماله ،لكن في نفس الوقت نجد أن االستخدام الرشيد لمشتقات أسعار الفائدة مثل عقود
التس ليم األج ل المالي ة ومب ادالت أس عار الفائ دة يمكن أن يس اعد البن وك على إدارة وخفض تع رض
اختالف مخ اطرة أس عار الفائ دة المتأص ل في أعماله ا ل ذا نج د أن الس لطات التنظيمي ة واإلش رافية ترك ز
بدرجة كبيرة على تقييم إدارة البنك المخاطرة أسعار الفائدة وخاصة منذ تنفيذ النفقات الرأسمالية القائمة
على مخاطرة السوق وفق توصيات لجنة بازل وعندما تنظر بمنظور أوسع تجاه كل هذا نجد أن إدارة
مخاطرة أسعار من مختلف السياسات واألعمال والتقنيات التي يستخدمها البنك لخفض المخاطرة النابعة
من تناقص حقوق ملكيته نتيجة للتغيرات المعاكسة في أسعار الفائدة وبالتالي يؤثر هذا بطريقة مباشرة
وأيض ا غ ير مباش رة في تحدي د أس عار الفائ دة بالنس بة للق روض الممنوح ة للعمالء وتج د أن من أك ثر
األش ياء ال تي ت ؤثر على أس عار الفائ دة بالنس بة ألي مؤسس ة مالي ة بوج ه ع ام هي ف روق الت وقيت في
استحقاق األسعار الثابتة وإ عادة تسعير األسعار .والنقطة األساسية هنا أن تشكل الحوكمة أحد المعايير
األساسية عند تقييم الشركات ،بحيث تنعكس عملية التقييم هذه على أسعار الفائدة الممكن منحها للعمالء
لض مان إقن اع الش ركات ب أن الحوكم ة س تكون في مص لحتهم أوًال وأخ يرًا لمعوم ة ألص ول البن ك
1
والتزاماته.
2
توصيات تضمن من خاللها البنك تعزيز حوكمة الشركات:
أن تق وم جمعي ة البن وك بالت أثير على البن وك باتج اه اعتم اد الحوكم ة كأح د عناص ر الق رار -
االئتم اني ال دافع باتج اه تغي ير الثقاف ة المص رفية الس ائدة ،من خالل برن امج ت دريبي ي بين أهمي ة
الحوكمة في تخفيض المخاطر التي تواجه البنوك.
أن يشكل كل بنك لجنة تعنى بالحوكمة تسهم في تعزيز الحوكمة لدى البنك نفس ه وتعزز من -
ثقافة الحوكمة لدى موظفي البنك وتحديدا موظفي االئتمان أن يكون التزام العمالء بممارسات
الحوكمة أحد الشروط النطباق تعريف البنك لمفهوم أفضل
العمالء عليهم .أن يتم تط بيق نم وذج لتق ييم اإلدارة ض من عناص ر التق ييم ال تي يس تخدمها البن ك -
كتل ك المس تخدمة في عملي ة التحلي ل الم الي ،بحيث يتم تغذي ة ه ذا النم وذج من خالل مطالع ات
مس ؤولي االئتم ان اس تنادًا إلى خ براتهم م ع العمالء .أن تق وم جمعي ة الم دققين بتط بيق ض وابط
وعقوبات لمكاتب التدقيق غير الملتزمة بأخالقيات المهنة.
تعديل شروط الترخيص لمدققين الحسابات لتعكس مستوى المهارة والخبرة المطلوبة المالئمة
للمرحلة الحالية من االنفتاح وتعقد األسواق.
إصدار تشريعات -تعديل -التشريعات بهدف سد الفجوة بين الشركات من جهة والحكومة من
جه ة أخ رى فيم ا يخص القض ايا الض ريبية أن تتم معالج ة العملي ات خ ارج الميزاني ة ض من
البيانات المالية حسب المعايير الدولية.
أن تطلب البنوك اإلفصاح عن النشاطات األساسية للشركة التي استدعت هذه العمليات .توعية
مدراء االستثمار في البنوك بمفهوم حوكمة الشركات.
أن يكون ضمن خطة البنوك عند دخولهم كمستثمرين في الشركات المساهمة العامة التأثير في
أسلوب إدارة هذه الشركات باتجاه تبني .وتطبيق مبادئ الحوكمة السليمة.
1مهدي نخيلي دور البنوك في حوكمة الشركات األلمانية دراسة حتى .05/05/2009من الموقع:
،www.u-bourgogne.fr/LEG/wp/1000603.pdfراجع :ثالث حاالت من عروض االستحواذ العدائية
محمد حتاملة ،دور البنوك في تعزيز مبادئ الحوكمة من الموقع www.hawkama.net/articles.aps?id =3 2
خاتمة
في هذا البحث حوكمة البنوك نكون قد تطرقنا إلى طبيعة حوكمة البنوك و دورها و أهميتها و
الحوكمة الجيدة حسب مقررات بازل و كذلك الي األطراف الفاعلة في الحوكمة إن الهدف اإلس تراتيجي
للحوكم ة ه و توف ير الثق ة و ه ذا وفق ا للممارس ات الس ليمة لألعم ال و بش كل ي ؤدي إلى تقلي ل إمكاني ات
الفساد الى أقل حد ممكن كما أن المسؤولية االساسية للتطبيق السليم للحوكمة في الجهاز المصرفي تقع
على مجلس اإلدارة و اإلدارة العليا للبنك و مع ذلك توفر البيئة المالئمة لدعم التطبيق السليم للحوكمة
و هذا لضمان قيام البنك بنشاطه في بيئة خالية من الفساد و الرشوة ووضع معايير للمراجعة.
قائمة المراجع
بالعربية
احمد عبد الرحمن السماوي ،محافظ البنك المركزي اليمني مؤتمر اإلدارة الرشيدة في القطاع
المص رفي ،من الموق ع .www.sabanews.net/ar/news141152.html:اطل ع علي ه ي وم:
.2009/04/14
أهمية حوكمة الشركات من الموقع =1
http://www.hawkama.net/AboutHawkama.asp?idأطلع عليه.2009/04/13 :
باسل ،طه ،دور البنوك في تحديث حوكمة الشركات البنك العربي اإلدارة اإلقليمية.2006 ،
البنك األهلي المصري النشرة االقتصادية ،أسلوب ممارسات سلطات اإلدارة الرشيدة في
الشركات الجلد 56العدد .2003 ،02
جوناثان تشار کهام -ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة ،إرشادات ألعضاء مجالس
إدارة البنوك المنتدى العالمي الحوكمة الشركات ،2005من .9
رأفت الجلسة دور البنوك في تعزيز أهمية حوكمة الشركات ،بنك ABCاألردن ،من
الموقع :
رمضان زیاد سليم وجودة محفوظ أحمد ،االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ،الطبعة
األولى ،دار وائل للطباعة والنشر ،األردن2000 ،
زكريا الدوري ويسرى السامرائي ،البنوك المركزية والسياسات النقدية ،الطبعة األولى ،دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن. 2006 ،
سليمان ناصر ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل المتغيرات الدولية الحديثة
مكتبة الريام ،الدار البيضاء ،الجزائر2006 ،
طارق حماد عبد العال ،حوكمة الشركات -قطاع عام و خاص ومصارف الدار الجامعية،
مصر.،2008 ،
عبد الفتاح محمد الصحن وسمير كامل الرقابة والمراجعة الداخلية ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
مصر،2001 ،
عبد اهلل عبد اهلل السنفي ،أهمية االلتزام بوثيقة األنتوساي حول أخالقيات المهنة (ميثاق الشرف
لالنتوساي محلة الرقابة المالية ،المجموعة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والحاسبة
نصف سنوية ،العدد 47تونس ديسمبر ،2005
عثمان بابكر أحمد نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية المعهد اإلسالمي للبحوث
والتدريب ،البحث ،56جدة،2000 ،
لبجيري نصيرة بوعروج لمياء ،إشكالية الحوكمة والقطاع البنكي مع إشارة إلى تجارب بنوك
عربية ،الملتقى الوطني حول سبل تطبيق الحكم الراشد بالمؤسسات االقتصادية الوطنية ،جامعة
سكيكدة ،يومي 03 - 02ديسمبر 2007
اللجنة العربية للرقابة المصرفية ،تعيين ومسؤوليات المدققين الخارجيين ،صندوق النقد
العربي ،اإلمارات العربية المتحدة ،االجتماع السابع 1997
محمد حتاملة ،دور البنوك في تعزيز مبادئ الحوكمة من الموقع =3
www.hawkama.net/articles.aps?id
محمد مصطفى سليمان ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري،
المعهد المصرفي المصري ،نظام الحوكمة في البنوك ،مفاهيم مالية ،العددة ،مصر
محم د بلخ ير ،الحوكم ة المص رفية – تحليالت نظري ة ودراس ات تطبيقي ة ،-رس الة دكت وراه في
العلوم اإلدارية ،جامعة أورليان ،فبراير .2007
لجن ة ب ازل للرقاب ة المص رفية ،تعزي ز حوكم ة الش ركات للمؤسس ات المص رفية ،بن ك التس ويات
الدولية ،سبتمبر .1999