You are on page 1of 34

‫خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة حوكمة البنوك‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حوكمة البنوك‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحوكمة الجيدة في المصارف في إطار مقررات لجنة بازل‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل الميزانية وأثاره على حوكمة البنوك‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األطراف الفاعلة في حوكمة البنوك‬

‫المطلب األول‪ :‬الفاعلين الداخليين‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفاعلين الخارجيين‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية الحوكمة في البنوك‬

‫المطلب األول‪ :‬أهمية الحوكمة في البنوك‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور البنوك في تعزيز الحوكمة في الشركات‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬

‫يلعب البن ك دور حاس م في دف ع التنمي ة االقتص ادية لل دول حيث يعتم د النش اط االقتص ادي علي ه‬
‫إلى حد كبير في توافر االئتمان كما يمتلك خصائص تجعل إلفالسه أضرار جسيمة على باقي األعوان‬
‫االقتص اديين تتطلب س نوات لحله ا‪ ،‬ه ذا م ا يجع ل الحوكم ة البن وك خصوص ية في التحلي ل عن ب اقي‬
‫المؤسس ات غ ير المص رفية‪ .‬إض افة إلى م ا تقّد م ه الحوكم ة البنكي ة على المس توى ال داخلي للبن ك‪ ،‬فإنه ا‬
‫ض رورية ك ذلك على المس توى الخ ارجي‪ ،‬أي على مس توى أص حاب المص الح الخ ارجيين‪ ،‬من خالل‬
‫مساهمتها في تحّم ل المسؤولية االجتماعية تجاه المحيط الذي تعمل فيه‪ ،‬ودعمها للتنمية التي تمس كل‬
‫القطاعات ومكافحتها للفساد بفضل تطبيق ونشر مبادئ الحوكمة‪.‬‬

‫وهوما سيتم التطرق إليه في هذا البحث من خالل المباحث التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة حوكمة البنوك‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األطراف الفاعلة في حوكمة البنوك‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية الحوكمة في البنوك‬


‫المبحث األول‪ :‬طبيعة حوكمة البنوك‬

‫تمتلك المصارف خصائص وميزات تجعل منها أداة مهمة في دفع التنمية االقتصادية وتتطلب‬
‫وفقا لذلك معاملة مميزة عن باقي الشركات غير المصرفية خاصة فيما يتعلق بالحوكمة‪.‬‬

‫لإليض اح أك ثر نتط رق لمفه وم الحوكم ة البنكي ة ون بين أهم النق اط ال تي تجعله ا تعام ل على خالف‬
‫الشركات غير المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حوكمة البنوك‬

‫هناك عدة تعريفات الحوكمة الشركات بالبنوك‪ ،‬ومن تلك نذكر‪:‬‬

‫‪ .1‬الحوكم ة في المص ارف تب دأ من منح ال تراخيص المزاول ة العم ل المص رفي م رورًا بتش كيل من‬
‫مجلس اإلدارة ووضوح مهامه وأهدافه ثم تكوين المصرف بإدارته وأقسامه وموظفيه وعادة ما تنص‬
‫ق وانين البن وك والش ركات على من ه و مؤه ل لمزاول ة العم ل المص رفي وي أتي هن ا دور المص ارف‬
‫المركزية لتطبيق شروط من له حق مزاولة العمل المصرفي والتأكد من أهليته ونزاهته وقدراته المادي ة‬
‫وموارده البشرية وإ مكانياته التقنية‪ ،‬وال يكتفي المصرف المركزي التحقق من بداية الترخيص لمزاولة‬
‫المهن ة بل تستمر الرقاب ة في الخط وات الالحقة إلنش اء المص رف كمالءة المساهمين وت اريخهم المهني‬
‫وإ مكاني اتهم المادي ة ومص ادر الحص ول على ه ذه المس اهمات‪ ،‬وت أتي الخط وات الالحق ة بتط بيق مب ادئ‬
‫النزاه ة والش فافية ممن س يديرون المص رف ب دءًا من أعض اء مجلس اإلدارة إلى الجه از اإلداري بك ل‬
‫‪1‬‬
‫مستوياته وتعيين المراجعين الخارجين من المشهود لهم بالمهنية‪.‬‬

‫‪ .2‬يشمل نظام الحوكمة الطريقة التي تدار بما شئون البنك‪ ،‬من خالل الدور المنوط به كل من مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬واإلدارة العليا‪ ،‬بما يؤثر على تحديد أهداف البنك‪ ،‬ومراعاة حقوق المستفيدين وحماية حقوق‬
‫المودعين وبازدياد التعقيد في نشاط الجهاز المصرفي‪ ،‬أصبحت عملية مراقبة إدارة المخاطر من قبل‬
‫السلطة الرقابية غير كافية وباتت سالمة الجهاز المصرفي تتطلب المشاركة المباشرة ومن يمثلولهم في‬
‫‪2‬‬
‫مجلس إدارة البنك‪.‬‬

‫‪ 1‬احم د عب د ال رحمن الس ماوي‪ ،‬محاف ظ البن ك المرك زي اليم ني م ؤتمر اإلدارة الرش يدة في القط اع المص رفي‪ ،‬من الموق ع‪:‬‬
‫‪ .www.sabanews.net/ar/news141152.html‬اطلع عليه يوم‪.2009/04/14 :‬‬
‫‪2‬‬
‫المعهد المصرفي المصري‪ ،‬نظام الحوكمة في البنوك‪ ،‬مفاهيم مالية‪ ،‬العددة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ .3‬كم ا تع رف الحوكم ة ب البنوك بأنه ا النظ ام ال ذي تتم بموجب ه إدارة البن وك ومراقبته ا ابتغ اء تحقي ق‬
‫غاياته ا وأه دافها‪ ،‬فه و النظ ام ال ذي يتع املون بموجب ه م ع مص ادر رؤوس األم وال المس اهمين‬
‫‪1‬‬
‫والمستثمرين المؤسسيين)‪.‬‬

‫‪ .4‬تط بيق الحوكم ة في الجه از المص رفي يتض من مراقب ة األداء من قب ل مجلس اإلدارة واإلدارة العلي ا‬
‫للبن ك‪ ،‬وحماي ة حق وق حمل ة األس هم والم ودعين‪ ،‬باإلض افة إلى االهتم ام بعالق ة ه ؤالء بالف اعلين‬
‫‪2‬‬
‫الخارجيين والتي تتحدد من خالل اإلطار التنظيمي وسلطات الهيئة الرقابية‪.‬‬

‫وقد اتسع مفهوم الفاعلين الخارجيين مؤخرًا ليشمل دور العامة‪ ،‬فضال عن كافة الفاعلين الذين يمكنهم‬
‫المش اركة في إحك ام الرقاب ة على أداء البن وك‪ ،2‬وتنطب ق الحوكم ة في الجه از المص رفي على البن وك‬
‫‪3‬‬
‫العامة والبنوك الخاصة‪.‬‬

‫‪ .5‬الحوكمة من المنظور المصرفي تعني تطوير الهياكل الداخلية للبنوك بما يؤدي إلى تحقيق الشفافية‬
‫في األداء وتط وير مس توى اإلدارة‪ ،‬وت رى لجن ة ب ازل أن الحوكم ة من المنظ ور المص رفي تتض من‬
‫األسلوب الذي تدار به المؤسسات المصرفية بواسطة مجالس إدارتها واإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫يوضح هذا األسلوب كيف يتم ‪:‬‬

‫وضع أهداف المؤسسة (بما فيها تحقيق عوائد اقتصادية للمالك)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة العمليات اليومية للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراع اة مص الح ذوي الش أن للمتع املين م ع المؤسس ة بم ا فيهم الم وظفين والعمالء والمس اهمين‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرهم‪ .‬إدارة أنشطة المؤسس ة وتعامالته ا بطريقة آمن ة وس ليمة ووفقا للقوانين السارية وبما‬
‫يحمى مصالح المودعين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل الميزانية وأثاره على حوكمة البنوك‬

‫‪ 1‬جوناثان تشار کهام‪ -‬ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك المنتدى العالمي الحوكمة الشركات‬
‫‪ ،2005‬من ‪.9‬‬
‫‪ 2‬باسل ‪،‬طه‪ ،‬دور البنوك في تحديث حوكمة الشركات البنك العربي اإلدارة اإلقليمية‪.2006 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬ص ‪281‬‬
‫‪4‬‬
‫البنك األهلي المصري النشرة االقتصادية‪ ،‬أسلوب ممارسات سلطات اإلدارة الرشيدة في الشركات الجلد ‪ 56‬العدد ‪.2003 ،02‬‬
‫يختل ف هيك ل ميزاني ة البن ك عن المؤسس ات األخ رى حيث تتم يز خص وم البن ك ب ديون مرتفع ة‬
‫وقروض قصيرة األجل لصغار المودعين الذين ال يملكون الحوافز والمهارات الالزم ة التي تمكنهم من‬
‫‪5‬‬
‫اإلشراف على البنك‪.‬‬

‫‪ .1‬إدارة السيولة‪:‬‬

‫أحد أسباب وجود البنك هو دوره في توفير السيولة للعمالء وهذه الوظيفة قد تسبب مشكلة تمدد‬
‫مالءة النظ ام المص رفي بأكمل ه‪ ،‬ففي حال ة ال ذعر البنكي ف إن ك ل الم ودعين يهرع ون لس حب ودائعهم‬
‫خوفا من عدم تحصيلها‪.‬‬

‫هذه المشكلة من طرف المودعين يمكن مالحظتها في حالة غياب الثقة في أحد البنوك‪ ،‬والتي‬
‫يمكن أن ممتلكاتها تنتقل إلى جميع البنوك وتكون المصارف ملزمة لتلبية الطلب المتزايد للسيولة حتى‬
‫عن طريق بيع ‪ .‬بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية‪ ،‬هذا يؤدي إلى حدوث خسائر وانهيار عدد من البنوك‬
‫مم ا ي ؤدي إلى ح دوث أزم ة مالي ة عام ة ف يرتفع الخط ر النظ امي المص رفي نظ را لاللتزام ات الكث يرة‬
‫للبنوك كل منها لآلخر تؤثر األزمة المصرفية في الرفاه االجتماعي وعلى أداء المصرف الذي يصبح‬
‫غير فعال في وظائف معينة مثل‪ :‬تطوير الخبرة في مجال تقييم المقترضين المحتملين وإ نش اء العالق ات‬
‫مع العمالء طويلة المدى‪ ،‬جمع‬

‫كميات كبيرة من المعلومات هذا ما يرفع تكلفة الوساطة المالية (القروض) مما يدفع المستثمرين على‬
‫التخلي إما على االستثمار أو االستهالك‪ .‬دور البنوك في إنتاج السيولة وآثارها على النظام االقتصادي‬
‫والمالي في حالة الذعر المصرفي هو حجة تدفعنا للتفكير في حوكمة البنوك بطريقة مختلفة عن حوكمة‬
‫الشركات وبشكل خاص في مسؤولية المديرين وأعضاء مجلس اإلدارة للبنك‪.‬‬

‫ترجع هشاشة البنوك لعدم تزامن استحقاق األصول مع الخصوم وأيضا فقدان المودعين الثقة ‪:‬‬
‫بوس ع من مس ئولية الم ديرين‪ ،‬حيث يكف ل أن ال تش كل عملي ات البن ك خط را على س المته وقدرت ه على‬
‫خدمة الجمهور‪ ،‬لذلك البد أن يكون الحذر من أولويات عمل المديرين‪.‬‬

‫‪ -2‬ض ‪77‬مان الودائ ‪77‬ع أدخلت آلي ات الت أمين على الودائ ع في العدي د من البل دان لمن ع ظ اهرة ال ذعر‬
‫المص رفي وأيض ا تكلفته ا االجتماعي ة‪ ،‬بع د الكس اد ‪ 1929‬تم إنش اء ‪ FDIC‬وأص در االتح اد األوروبي‬

‫‪ 5‬محمد بلخير‪ ،‬الحوكمة المصرفية – تحليالت نظرية ودراسات تطبيقية‪ ،-‬رسالة دكتوراه في العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة أورليان‪ ،‬فبراير ‪،2007‬‬
‫ص‪.65‬‬
‫‪ 1994‬توجيه واضح إلى كل دولة العتماد نظام تأمين على الودائع‪ ،‬باإلضافة إلى هذا يوجد في بعض‬
‫البل دان ممارسات غير رسمية تعمل على توف ير حماي ة ألص حاب الودائ ع في حال ة األزمات‪ ،‬حتى في‬
‫‪1‬‬
‫البلدان التي ال توجد فيها هيات رسمية فإنه في حالة العسر تتكفل الدولة بتعويض المودعين‪.‬‬

‫في بعض الح االت‪ ،‬تتطلب آلي ات الض مان اش تراك البن وك األخ رى في إنق اذ بن ك وتع ويض‬
‫الم ودعين‪ .‬نظ ام ت أمين الودائ ع ل ه دور ه ام في الوقاي ة من ال ذعر البنكي وعواقب ه الس لبية على النظ ام‬
‫الم الي واالقتص ادي وم ع ذل ك ف إن اإلش ارة إلى نظ ام ت أمين الودائ ع ال يمن ع من التفك ير في الخط ر‬
‫المعنوي‪.‬‬

‫قفي إط ار ت أمين الودائ ع تت وفر الح وافز ال تي تمكن البن وك المؤمن ة من أن تتب ني س لوك أك ثر‬
‫خطورة من الذي تتبناه في حالة غياب التأمين على الودائع‪ ،‬هذا الخطر المعنوي يرجع إلى عدة أسباب‬
‫وهي‪ :‬عن دما تك ون الودائ ع مؤمن ة ال يش جع الم ودعين على االش تراك في عملي ات مراقب ة أو المطالب ة‬
‫بأسعار الفائدة التي تتضمن الخطر‪ .‬عن دما ال تكون مسعرة بشكل ص حيح الت أمين على الودائع يعطي‬
‫الدافع التخاذ مخاطر أكبر بغرض االستفادة من الفائدة التي تولدها‪.‬‬

‫يمكن للتأمين على الودائع تشجيع منح الودائع المؤمنة أكثر من غير المؤمنة بهدف الهروب من‬
‫مراقبة المقترضين غير المؤمنين‪.‬‬

‫في حالة اإلفالس ونظرا لشرط المسؤولية المحدودة‪ ،‬الخسائر المتكبدة من المساهمين ال تتجاوز‬
‫المبلغ المستثمر في البنك وبالتالي البنوك لهم إمكانية تمويل استثماراتهم بموارد غير مناسبة مع مخاطر‬
‫االستثمار هذا ما يؤدي بالبنوك إلى المجازفة المفرطة وسوء تخصيص الموارد المص رفية إلى إخفاقات‬
‫أكثر تكلفة الصندوق التأمين على الودائع وللبنوك ودافعي الضرائب‪.‬‬

‫المساهمين في شركات غير مصرفية لديهم أيضا الدوافع لالستثمار في نشاطات ذات مخاطر‬
‫من أجل االستيالء على الدائنين لكن غالبا ما يثبط سعر الفائدة على الديون المرتفعة الدافع االستثمار‬
‫المخ اطر في ه رفض البن ك منح دي ون إض افية أو وج ود ش روط في عق د ال دين ال ذي يح د ‪ .‬من س لطة‬
‫المديرين والمساهمين في الدخول في مشاريع ذات مخاطر مرتفعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عثمان بابكر أحمد نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬البحث ‪ ،56‬جدة‪،2000 ،‬‬
‫من المحتمل أن تؤثر تأمين الودائع على سالمة البنك مما يجعل المودعين أكثر سلبية وتحفز‬
‫المالك على اتخاذ المخاطر وتأكيدا لهذه الفرضية تبين أن وجود تامين الودائع واضح يساهم في زيادة‬
‫احتمال حدوث أزمة مصرفية وهو أقوى من أثر تحرير سعر الفائدة وأن تكون البيئة الصناعية سيئة‪.‬‬

‫أث ر ت أمين الودائ ع على فعالي ة انض باط الس وق باعتباره ا آلي ة من آلي ات الحوكم ة عن د فحص‬
‫حساسية سعر‪ .‬فائدة الودائع على مخاطر البنك يشير إلى أن وجود صندوق ضمان الودائع يضعف من‬
‫انضباط السوق ومن المتوقع أن تلعب دور في الحوكمة البنكية من خالل تعديل سعر فائدة المودعين‪.‬‬

‫‪ 3‬تضارب المصالح بين المساهمين والدائنين‪:‬‬

‫تشير النظرية المالية إلى أن المساهمين الدائنين في حدود حقوقهم التي يحكمها شرط المس ؤولية‬
‫المح دودة يمكن أن يرف ع مخ اطر أص ول الش ركة ويتم ذل ك على حس اب ال دائنين ال ذي يقل ل من قيمتهم‪،‬‬
‫هن ا يظه ر التض ارب في المص الح فالمس اهمين يفض لون اتخ اذ المخ اطر س يما أن المقرض ون يفض لون‬
‫العمل في معدل معتدل للمخاطر هذا التضارب في المصالح ليس خاصا بالبنوك ولكنه يوجد في جميع‬
‫المؤسس ات ال تي تمل ك مس اهمين ذوي المس ؤولية المح دودة وم ع ذل ك يوج د ع امالن مخصص ين بالبن ك‬
‫يفاقمان التضارب بين المساهمين و الدائنين وهما‪:‬‬

‫‪ 1‬المص ارف األك ثر مديوني ة من ب اقي الش ركات ه ذه خاص ية للبن ك وال تي س بب له ا آث ار على دواف ع‬
‫المديرين والمساهمين‪.‬‬

‫للبنك نسبة ‪ -‬مجموع الديون ‪ /‬مجموع األصول ‪ ،%90 -‬في حين ال تتعدى ‪ %60‬بالنسبة للمؤسسات‬

‫غير المصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬المس اهمين ل ديهم ال دافع لرف ع المخ اطر في حين أن نفس التحالي ل ت بين أن دواف ع المس اهمين التخ اذ‬
‫مخاطر أقوى في الشركات التي لها معدل مديونية مرتفع‪.‬‬

‫ومن ثم وجود تأمين ودائع يمنع أي رقابة من طرف المودعين الذين هم الدائنين الرئيسيين للبنك‪ ،‬على‬
‫عکس الشركات غير المصرفية عموما الدائنين هم الذين يشاركون في مراقبة استراتيجيات االستثمار‪.‬‬
‫يجع ل ارتفاع نس ب الدين و نظام ض مان الودائ ع من تض ارب المص الح بين المس اهمين والدائنين أكثر‬
‫كثافة في البنوك‪ ،‬هذا سبب آخر يعزز من خصوصية الحوكمة البنكية‪.‬‬
‫‪ .4‬اآلثار المترتبة على الحوكمة‪:‬‬

‫عرضنا الحجج المتعلقة بهيكل الخصوم التي تدفعنا إلى التعزيز من خصوصية الحوكم ة البنكي ة‬
‫(إنتاج السيولة والضعف الذي يليه‪ ،‬تضارب المصالح المكثف بارتفاع نسبة الديون‪ ،‬وجود نظام تأمين‬
‫الودائع) كلها عوامل تدعي اهتمام خاص في إدارة البنك‪ ،‬هذا االهتمام عن طريق وضع آليات لإلدارة‬
‫التي تحفز مختلف األطراف المشاركة لزيادة اليقظة‪ ،‬نظرا للتحديات الهائلة المرتبطة بإفالس البنوك‪.‬‬
‫ليس فقط الدائنين والمودعين الذي ينبغي القلق عليهم من الخطر‪ ،‬وإ نما حملة األسهم حيث ‪ :‬تشجيعهم‬
‫على الحف اظ على مس تويات معتدل ة‪ .‬ينبغي أن يش جع هيك ل دخ ل المس اهمين في البن ك على مزي د من‬
‫الح ذر‪ ،‬ه ذا ال يتعل ق بمن ع المس اهمين على خ وض المخ اطر ولكن إيج اد ش كل للمس ؤولية ي دفعهم على‬
‫ضمان أن استراتيجيات االستثمار ال تشكل خطرا على مصالح الشركاء اآلخرين‪.‬‬

‫يمكن أن يس اعد تص ميم آلي ات الحوكم ة المالئم ة في ض مان س المة النظ ام المص رفي وحماي ة‬
‫مص الح مختل ف األط راف المعني ة بم ا فيه ا ص ندوق ت أمين الودائ ع والعمالء المقترض ين من خالل‬
‫‪1‬‬
‫استدامة عالقات العمالء ومنها‪:‬‬

‫‪ 1‬زيادة تعرض المودعين للمخاطر ‪:‬‬

‫الغ رض من تع ريض الم ودعين لخط ر أك بر ه و تش جيعهم في االنخ راط في مراقب ة مخ اطر البن ك‬
‫وممارس ة انض باط على البن وك من خالل التهدي دات بس حب ودائعهم‪ .‬وم ع ذل ك تع ريض الم ودعين‬
‫للخطر يمكن أن يؤدي إلى مخاطر في غياب التأمين على الودائع منها الذعر المصرفي‪ ،‬ولهذا الغ رض‬
‫فإن تط بيق هذا اإلجراء يكون مقتصرا على فئات معين ة من المودعين مث ل تلك التي تملك المهارات‬
‫والتقنيات والموارد التي تمكنهم من تقييم درجة خطر مختلف البنوك‪.‬‬

‫انخف اض الح د األقص ى للودائ ع المض مونة من ط رف الم ودعين يمكن أن يض من تش جيع‬
‫المودعين على المشاركة في مراقبة مستوى مخاطر البنوك بينما تستمر في حماية صغار المدخرين‪.‬‬

‫بي د أن ه ذا االق تراح يقل ق بش أن ع دم ق درة الم ودعين على ض مان رقاب ة فعال ة لنش اطات البن ك‬
‫واتخ اذ الق رارات‪ ،‬ق د يك ون ه ذا التكلف ة المرتفع ة لرص د مخ اطر درج ة الخط ر وإ لى غم وض أص ول‬
‫ومختلف معامالت البنك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عثمان بابكر أحمد‪ ،‬نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 2‬زيادة تعرض المساهمين للخطر‬

‫هي الحماي ة البن ك والنظ ام الم الي بأكمل ه من اإلسراف في الخط ر الب د من تش جيع المس تثمرين‬
‫على التخفيض من مستوى المخاطرة‪ .‬نقطة االنطالق في التحليل التي تعتمد على تعريض المساهمين‬
‫للخط ر أن ه ذه األخ يرة عموم ا ل ديها المه ارات والم وارد الالزم ة للت أثير على مس توى الخط ر البنكي‪،‬‬
‫وبالتالي في البنوك كما في غيرها من المؤسسات‪ ،‬في وجود مساهمين قادرين على مراقبة خطر البنك‬
‫هم أفضل وأكثر قدرة على التأثير في االستراتيجيات االستثمارية للبنك وبناء عليه يكفي أن يكون لهم‬
‫‪1‬‬
‫الدوافع تفرض على المديرين سياسات استثمار وتمويل حذرة‪ ،‬وهذا يتطلب مايلي‪:‬‬

‫استمرار مسؤولية المساهمين في حال فشل البنك‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫متطلبات رأس المال أكثر صرامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫في حال ة اإلفالس يمكن للمس اهمين أن يط البوا بجم ع الف رق ال ذي بين قيم ة األص ول والموج ودات‬
‫الصافية للبنك وقيمة التي يطالب هما الدائنون‪.‬‬

‫من الناحية التاريخية فإن مضاعفة مسؤولية المساهمين كان معموال بها والغرض منها تقليل الحوافز‬
‫للمساهمين للمجازفة‪.‬‬

‫لكن تجدر اإلشارة إلى أن هذه التدابير يمكن أن تجعل المستثمرين يعرضون على تقديم أموالهم للبنك‬
‫تحت شكل إنشاء صناديق خاصة‪ ،‬هذا يكون له أثار غير مرغوبة على سالمة النظام المصرفي وتوافر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحوكمة الجيدة في المصارف في إطار مقررات لجنة بازل‬

‫يمكن الق ول أن لجن ة ب ازل للرقاب ة المص رفية هي من أهم وأب رز الهيئ ات الدولي ة المالي ة على اإلطالق‬
‫التي تبذل الجهد الكبير في سبيل إدارة البنوك والمؤسسات المالية بشكل سليم يضمن مصالح الجميع‪،‬‬
‫حيث أصدرت فيما يخص الحوكمة في البنوك وثيقتين تحويان توصيات هامة هما‪:‬‬

‫توصيات سنة ‪1999‬‬


‫‪1‬‬
‫محمد بلخير‪ ،‬الحوكمة المصرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫أصدرت لجنة بازل لإلشراف على البنوك في سبتمبر ‪ ،1999‬وثيقة سبل تحسين حوكمة الشركات في‬
‫‪Enhancing‬‬ ‫‪Corporate‬‬ ‫‪Govermance‬‬ ‫‪For‬‬ ‫المؤسس ات المص رفية (‪Banking‬‬
‫‪ 1 )Organisations‬ج اءت ه ذه الوثيق ة ب أبرز الممارس ات ال تي تعم ل على س المة الحوكم ة ب البنوك‬
‫‪1‬‬
‫ضمن سبعة مبادئ هي‪:‬‬

‫المبدأ األول‪ :‬بناء أهداف إستراتيجية ووضع قيم للعمل‪.‬‬

‫المبدأ الثاني‪ :‬وضع وتعزيز خطوط واضحة حول المسؤولية والمساءلة‪.‬‬

‫المبدأ الثالث‪ :‬ضمان كون أعضاء المجلس مؤهلين حسب و وضعياتهم‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪ :‬ضمان أن هناك إشراف مالئم من اإلدارة العليا‪.‬‬

‫المبدأ الخامس‪ :‬االستفادة الفّع الة من العمل الذي يقوم به المراجعون الداخليين والخارجيين‪.‬‬

‫المبدأ السادس‪ :‬ض مان ك ون أس اليب المكاف آت متش كلة من القيم األخالقي ة للبن ك ومن المحي ط الرق ابي‬
‫واالستراتيجي له‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪ :‬العمل والسير بحوكمة الشركات في البنك وفق أسلوب ونمط شفاف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2‬توصيات سنة ‪ 2006‬يركز الجيل الثاني من التوصيات‬

‫ح ول حوكم ة الش ركات بالمؤسس ات المص رفية‪ ،‬على وظ ائف ومس ؤوليات ك ل من مجلس الم ديرين‬
‫واإلدارة العلي ا‪ ،‬وق د ق دمت اللجن ة ثماني ة مب ادئ للبن وك من أج ل العم ل على تحس ين وترقي ة وتعزي ز‬
‫معايير الحوكمة السليمة وهي‪:‬‬

‫المب‪77‬دأ األول‪ :‬يجب أن يك ون أعض اء مجلس اإلدارة م ؤهلين تمام ا لمراك زهم وأن يكون وا على دراي ة‬
‫تامة بالحوكمة وبالقدرة على إدارة العمل بالبنك‪.‬‬

‫يك ون أعض اء مجلس اإلدارة مس ئولين بش كل ت ام عن أداء البن ك وس المة موقف ه الم الي وعن ص ياغة‬
‫إستراتيجية العمل بالبنك وسياسة المخاطر وتجنب تضارب المصالح‪ ،‬وتتضمن واجبات المجلس اختيار‬
‫ومراقبة وتعيين المديرين التنفيذيين بما يضمن توافر الكفاءات القادرة على إدارة البنك‪ ،‬ويقوم مجلس‬

‫‪ 1‬لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬تعزيز حوكمة الشركات للمؤسسات المصرفية‪ ،‬بنك التسوية الدولية‪ ،‬سبتمبر ‪1999‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Basel committee on banking supervision, enhancing corporate governance for banking organizations, bank for‬‬
‫‪international settlement, February 2006‬‬
‫اإلدارة بتشكيل لجان لمساعدته ومنها لجنة تنفيذية ولجنة مراجعة داخلية كما يشكل مجلس اإلدارة لجنة‬
‫إدارة المخاطر‪ ،‬ولجنة األجور التي تضع نظم األجور ومبادئ تعيين اإلدارة التنفيذية والمسئولين بالبن ك‬
‫بما يتماشى مع أهداف وإ ستراتيجية البنك‪.‬‬

‫المبدأ الثاني‪ :‬ينبغي على مجلس المديرين المصادقة واإلشراف على األهداف اإلستراتيجية للبن ك وعلى‬
‫قيم ه‪ .‬يجب أن يتأك د مجلس اإلدارة من أن اإلدارة التنفيذي ة تطب ق السياس ات اإلس تراتيجية للبن ك وتمن ع‬
‫األنشطة والعالقات والمواقف التي تضعف الحوكمة وأهمها تعارض المصالح مثل اإلقراض للرؤساء‬
‫وللمستخدمين وللمديرين أو للمراقبين المساهمين‪.‬‬

‫المب‪77‬دأ الث‪77‬الث‪ :‬ينبغي على مجلس الم ديرين وض ع وتعزي ز الخط وط العريض ة للمس ؤولية والمس اءلة‪.‬‬
‫يجب على مجلس اإلدارة أن يض ع ح دودا واض حة للمس ئوليات والمحاس بة في البن ك ألنفس هم ولإلدارة‬
‫العليا والمديرين وللعاملين وأن يضع هيكل إداري يشجع على المحاسبة ويحدد المسئوليات‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪ :‬على المجلس ض مان إش راف مالئم من اإلدارة العلي ا يواف ق سياس اته‪ .‬اإلدارة العلي ا بحكم‬
‫هيكله ا من حيث األف راد المس ئولين مث ل (‪ ، )CFO‬هي مس ئولة عن اإلدارة اليومي ة للبن ك‪ ،‬فمن أهم‬
‫أدوار اإلدارة العليا تأسيس نظام للرقابة الداخلية الفّع الة تحت إرشادات مجلس المديرين‪.‬‬

‫المب‪77‬دأ الخ‪77‬امس‪ :‬ينبغي على المجلس واإلدارة العلي ا فعلي ًا‪ ،‬إس تعمال األعم ال ال تي تق وم بم ا وظيف ة‬
‫المراجع ة الداخلي ة والم راجعين الخ ارجيين ووظ ائف الرقاب ة الداخلي ة‪ .‬على المجلس االع تراف ب أن‬
‫اس تقاللية وكف اءة وتأهي ل الم راجعين ه و س ياق ج وهري في تحقي ق الحوكم ة ف المجلس يس تعمل أعم ال‬
‫المراجعين ووظائف الرقابة للحصول على معلومات مضبوطة ودقيقة عن أداء وعمليات إدارة البنك‪،‬‬
‫ويمكن للمجلس واإلدارة العلي ا تحس ين كف اءة وظيف ة المراجع ة الداخلي ة من خالل‪ :‬االع تراف بأهمي ة‬
‫عمليات المراجعة والرقابة الداخلية بالبنك‪.‬‬

‫استعمال في الوقت المناسب وبأسلوب فّع ال مخرجات المراجعة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية استقاللية المراجعين الداخليين‪.‬‬

‫‪ -‬إشراك المراجعين الداخليين في الحكم على مدى كفاءة الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫المسؤول المالي الرئیسی ‪* CFO: Chief Financial officer‬‬


‫المبدأ السادس على البنك ضمان مالئمة ممارسات وسياسات المكافآت مع ثقافة المؤسسات المصرفية‬
‫ومع األهداف اإلستراتيجية والطويلة األجل‪ ،‬وكذلك مع محيط الرقابة‪.‬‬

‫ينبغي على مجلس الم ديرين أو لج ان المجلس المص ممة بتحدي د أو المص ادقة ‪ -‬ووف ق سياس ة مكاف آت‬
‫مالئم ة على تعويض ات أعض اء المجلس واإلدارة العلي ا وض مان أن أي تعويض ات تمنح تتواف ق‬
‫والعناصر المذكورة‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪ :‬ينبغي إدارة البنك وفق أسلوب شفاف‪.‬‬

‫الشفافية ضرورية للحوكمة الفعالة والسليمة‪ ،‬فمن الصعب على المساهمين وأصحاب المصلحة‬

‫والمشاركين في السوق فعليا‪ ،‬مراقبة ومساءلة مجلس المديرين واإلدارة العليا في ظل نقص الشفافية‪.‬‬
‫ك ذلك ف ان اإلفص اح الع ام المالئم يس هل انض باط الس وق ويمتن مع ايير الحوكم ة ب البنوك وه ذا عن دما‬
‫يحس ن تقري ر المراق بين من مق درة اإلش راف الفعلي للمراق بين أنفس هم على أمن وس المة البن ك ويك ون‬
‫اإلفص اح في ال وقت المناس ب وال دقيق من خالل موق ع البن ك على اإلن ترنت وفى التق ارير الدوري ة‬
‫والس نوية‪ ،‬ومن ض من المعلوم ات ال تي يجب اإلفص اح عنه ا المعلوم ات المتعلق ة بالبيان ات المالي ة‪،‬‬
‫التع رض للمخ اطر الموض وعات المرتبط ة بالمراجع ة الداخلي ة وبالحوكم ة في البن ك ومنه ا هيك ل‬
‫وم ؤهالت أعض اء مجلس اإلدارة والم ديرين واللج ان وهيك ل الح وافز وسياس ات األج ور للع املين‬
‫‪1‬‬
‫والمديرين‬

‫المب‪77‬دأ الث‪77‬امن‪ :‬ينبغي على المجلس واإلدارة العلي ا فهم الهيك ل التش غيلي للبن ك من خالل م دى االل تزام‬
‫بالعمل وفق بيئة قانونية معينة‬

‫على مجلس المديرين أخذ خطوات تضمن أن مخاطر أي عمليات يتم التعامل معها بادراك جيد وإ دارة‬
‫‪2‬‬
‫حديثة من خالل‪:‬‬

‫ضمان المجلس كون اإلدارة العليا تعي السياسات التي تقوم بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االس تراتيجيات واإلج راءات والسياس ات المالئم ة ينبغي أن تحكم وت دير الهياك ل المالي ة المعق دة‬ ‫‪-‬‬
‫المصادق عليها‪ ،‬إضافة إلى المنتجات واألدوات المالية المقدمة للزبائن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Basel committee on banking supervision, enhancing corporate governance for banking organizations‬‬
‫‪ 2‬زكريا الدوري ويسرى السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪145-146. 2006 ،‬‬
‫إن تعزيز مبادئ الممارسات السليمة للحوكمة لدى الجهاز المصرفي يجب أن يمر عبر طريقين‪ ،‬األول‬
‫تقوده البنوك المركزية باعتبارها المسؤولة عن تنظيم ورقابة الجهاز المصرفي واآلخر هو البنوك ذاتها‬
‫ألن غياب الحوكمة يعني الفوضى واالنهيار‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األطراف الفاعلة في حوكمة البنوك‬

‫تش ترك أط راف ع دة في تفعي ل وتط بيق مب ادئ الحوكم ة في البن وك‪ ،‬ونلخص تل ك األط راف‬
‫بأنه ا أط راف داخلي ة وأط راف خارجي ة‪ ،‬وض روري ج ًد ا أن تتع اون هذه األط راف وتتفاعل فيم ا بينه ا‬
‫إلرس اء مب ادئ حوكم ة جي دة تعتم د على التنس يق المتب ادل بينه ا ‪ .‬فبحكم العالق ة ال تي تنش أ مثًال بين‬
‫مجالس إدارة البنوك والهيئات اإلشرافية للنظام المصرفي ككل ينتج التنسيق والتعاون المتبادل بينهما‬
‫في مجال الرقابة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفاعلين الداخليين‬

‫‪ .1‬مجلس اإلدارة المسئولية النهائية عن شئون البنك‬

‫وفق ا لمعظم الق وانين المص رفية تق ع المس ئولية النهائي ة على ع اتق مجلس اإلدارة المجلس‬
‫اإلش رافي) والمجلس مس ئول أم ام الم ودعين والمس اهمين عن ص ون مص الحهم من خالل اإلدارة‬
‫المشروعة والمستنيرة والكفء والقديرة للمؤسسة‪ .‬ويقوم أعضاء المجلس عادة بتف ويض اإلدارة اليومي ة‬
‫لألعم ال المص رفية للم وظفين ولكنهم ال يس تطيعون التملص من المس ئولية عن ع واقب السياس ات‬
‫والممارسات غير السليمة أو غير الحكيمة المتصلة باإلقراض واالستثمار والوقاية من الغش الداخلي أو‬
‫أي نشاط ‪ .‬مصر في آخر ‪ .‬ويجتذب مجلس اإلدارة قدرا كبيرا من اهتمام السلطات التنظيمية‪ ،‬وذلك‬
‫ألن الم دخل الق ائم على الس وق لإلش راف على البن ك يرك ز على مس ئوليات المجلس االئتماني ة ويس عى‬
‫لض مان تمت ع ) ب المؤهالت والق درة ال تي تمكنهم من النه وض بمث ل ه ذه المس ئوليات وتحكم الق وانين‬
‫والل وائح نموذجي ا مس ائل االنتخ اب والع دد المطل وب والم ؤهالت والمس ئولية وع زل أعض اء المجلس‪،‬‬
‫وك ذا متطلب ات اإلفص اح بالنس بة لمص الح العم ل الخارجي ة‪ ،‬وتتن اول ق وانين ول وائح أخ رى القي ود‬
‫والمحظ ورات والش راء وال بيع ألعض اء أعض ائه المجلس والعم والت واله دايا مقاب ل الحص ول على‬
‫ق روض االختالس وس وء التط بيق المتعم د‪ ،‬والقي ود الم زورة‪ ،‬وعقوب ة المس اهمات السياس ية وأم ور‬
‫أخرى‪.‬‬

‫و في العموم‪ ،‬تتكون مجالس اإلدارة من‪:‬‬


‫‪.1‬الرئيس‪ :‬ال ذي يعت بر أك بر موظ ف إداري في البن ك وغالب ا م ا تك ون أعمال ه أق ل روتيني ة من أعم ال‬
‫الم دير الع ام‪ ،‬حيث أنه ا ت تركز في رس م السياس ات والعالق ات العام ة والقي ام بأعم ال جدي دة‪ ،‬فنش اطاته‬
‫‪1‬‬
‫تعتمد على شخصيته وعلى عالقاته االجتماعية في عالم األعمال وعلى نفوذه داخل وخارج البنك‪.‬‬

‫‪.2‬أعضاء المجلس غير التنفيذيين‪ :‬يعتبر األعضاء غير التنفيذيين مكون مهم الحوكمة الشركات من‬
‫ج انب المس تثمرين المؤسس يين حيث أنهم يك افحون ألج ل ض مان أن اس تثماراتهم يتم تناوله ا بش كل‬
‫‪2‬‬
‫صحيح‪ ،‬من مسؤولياتهم اإلدارية‪:‬‬

‫التوجيه االستراتيحي بمنظور أوضح وواسع‪.‬‬

‫‪ -‬رصد أداء اإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -‬االتصاالت من خالل استخدام أراء خارجية‪.‬‬

‫‪ -‬المراجعة من خالل ضمان تقديم قوائم مالية سليمة للمساهمين‪.‬‬

‫وهؤالء األعضاء يتصفون باالستقاللية‪ ،‬ألنهم من خارج البنك‪ .‬فاستقاللهم يعني عدم الخضوع‬
‫للتهدي دات وتك وين وجه ة نظ ر على أس اس أفض ل األدل ة المتاح ة‪ .‬والمحافظ ة على االس تقالل ال يع ني‬
‫‪3‬‬
‫االنفراد بل يمكن تقاسم االهتمامات مع األفراد المستقلين‪ ،‬كما يعني وضع مصلحة البنك أوًال ‪.‬‬

‫‪ .3‬أعض‪77‬اء المجلس التنفي‪77‬ذيين‪ :‬من حيث االس تقاللية لهم مس تويات ودرج ات أق ل من األعض اء غ ير‬
‫التنفي ذيين ألهم من داخ ل البن ك‪ ،‬ويمكن الس يطرة عليهم ودفعهم إلى تنفي ذ أي عملي ات في غ ير ص الح‬
‫البنك من قبل المديرين‪ ،‬لذا ليست لهم مهام حساسة مثل غير التنفيذيين خاصة فيما يخص السهر على‬
‫إعداد القوائم المالية وال المسؤوليات الكبيرة كتقييم المخاطر وإ دارتها بالبنك‪.‬‬

‫قام االتحاد القومي لمديري الشركات ومؤسسة "إيرنست ويونج" بوضع وصايا عشرة لمساعدة مجالس‬
‫إدارة المنش آت عموم ًا على تحس ين ممارس ات الحوكم ة بم ا يق اس عليه ا ب البنوك‪ ،‬في دراس ة بعن وان‬
‫‪4‬‬
‫"مجالس اإلدارة الفعالة للمنشآت" سنة ‪ ،2002‬هذه الوصايا هي‪:‬‬

‫التفكير في إضافة أشخاص خارجيين مستقلين لملئ الفجوات في الخبرة ولضمان إشراف أكثر‬ ‫‪-‬‬
‫استقالال على اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫‪ 1‬رمضان زیاد سليم وجودة محفوظ أحمد‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪،‬‬
‫األردن‪ 2000 ،‬ص‪162.‬‬
‫‪2‬‬
‫طارق حماد عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ -‬قطاع عام و خاص ومصارف الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪3‬‬
‫جونانان تشاركهام ‪ -‬ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬ا مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.46-45‬‬
‫التفكير في إنشاء لجنة دائمة للمراجعة أو لجنة دائمة لتحديد المرتبات والترشيحات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ض رورة الموازن ة بين الترك يز على التخطي ط االس تراتيجي واإلش راف الق وي على الن واحي‬ ‫‪-‬‬
‫الرئيسية مثل إدارة المخاطر‪.‬‬
‫وضع آلية لتحديد االختصاصات والسلطات التي يحتاج إليها مجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب السعي لضم مرشحين من ذوي النزاهة والخبرة واالتصاالت القوية‪ - .‬وضع إرشادات‬ ‫‪-‬‬
‫للعمل في مجلس اإلدارة مع التأكد من قيام أعضاء مجلس اإلدارة المحتملين بتخصيص الوقت‬
‫الالزم للعمل بالمجلس‪.‬‬
‫زيادة درجة األداء عن طريق زيادة عدد االجتماعات وزيادة الوقت المخصص لذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترك يز على المعلوم ات وفي نفس ال وقت على هيك ل وآلي ات عم ل مجلس اإلدارة‪ .‬التفك ير في‬ ‫‪-‬‬
‫تحدي د مس توى معين كح د أدنى لملكي ة أعض اء مجلس اإلدارة من األس هم‪ 4 .‬اإلدارة العلي ا من‬
‫المهم أن يتم تق ييم ج ودة اإلدارة واله دف الرئيس ي لمث ل ه ذا التق ييم ه و تق ييم م ا إذا ك ان أف راد‬
‫اإلدارة العليا‪:‬‬
‫ل ديهم مق درة فني ة كافي ة وخ برة ونزاه ة إلدارة بن ك‪ .‬وه ذه الج وانب يمكن تقييمه ا بن اءا على‬ ‫‪-‬‬
‫ممارسات موظفي البنك في محال استمرارية اإلدارة‪.‬‬
‫لديهم نظم لمراقبة والتحكم في مخاطر البنك المادية‪ ،‬بما في ذلك االئتمان وتركيز التعرضات‬ ‫‪-‬‬
‫ومع دل الفائ دة والعمل ة والق درة على ال دفع والس يولة والمخ اطر األخ رى‪ ،‬وينبغي تق ييم م ا إذا‬
‫كانت هذه النظم تطبق على الوجه األكمل أم ال وما إذا كانت اإلدارة تتخذ إجراءات مناسبة أو‬
‫ال عند الضرورة‪ .‬قدموا توجيها إداريا مناسبا واتخذوا قرارات كافية في كل الجوانب الرئيسية‬
‫لنشاط البنك‪ - .‬التزموا بكل شروط التسجيل السارية على البنك‪.‬‬
‫داوموا على االتصال بأولئك األشخاص القادرين على التحكم في البنك أو التأثير عليه بدرجة‬ ‫‪-‬‬
‫كب يرة على نح و يتع ارض م ع مص الح البن ك‪ .‬وك ان ينبغي أن توض ع أيض ا سياس ات ت دعو‬
‫لإلفصاح عن صراعات مصالح أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫لجن ة المراجع ة والمراجع ون ال داخليون امت داد لوظيف ة إدارة المخ اطر الخاص ة ب المجلس تع د لجن ة‬
‫المراجع ة أداة قيمة لمساعدة اإلدارة على التعرف على نواحي المخاطرة والتعامل معها في المنظمات‬
‫المعقدة‪ .‬وينبغي أن يكون بيان رسالة لجنة المراجعة المنظمة طبقا للمبادئ الحديثة على النحو التالي‪" :‬‬
‫تعظيم إدارة المخاطر التشغيلية على مستوى المجموعة بأسرها‪ .‬ويترتب على ذلك أن أهداف‬

‫وظيفة المراجع الداخلي ينبغي أن تكون كالتالي‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫تمكين اإلدارة من التعرف على مخاطر العمل والتعامل معها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير تقييم مستقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم فعالية العمليات وكفاءتها واقتصادها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم االمتثال للقوانين والسياسات والتعليمات التشغيلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم اعتمادية المعلومات المنتجة بواسطة نظم المحاسبة والحاسب اآللي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خدمات استقصائية لإلدارة التنفيذية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وح تى يق وم المراج ع ال داخلي بعمل ه على أحس ن وج ه ينبغي أن يتمت ع باالس تقاللية‪ ،‬ففي ظ ل عالقت ه‬
‫الوظيفي ة من حيث إرتباط ه التنظيمي واله رمي لإلدارة بالبن ك وس عي ه ذا األخ ير إلى تط بيق وتنفي ذ م ا‬
‫يخ دم مص الحها بالدرج ة األولى وتفادًي ا ألي ح رج أم ام المس اهمين وب اقي أص حاب المص لحة‪ ،‬فان ه ال‬
‫‪1‬‬
‫يمكن أن يتحقق له االستقالل الكامل ومن ثم يتحّو ل األمر إلى محاولة تحقيق نوع من االستقالل‪.‬‬

‫لجنة المراجعة ومسئوليات المراجع الداخلي تشكل مراقبة وتوجيه وظيفة المراجع ة الداخلية جزءا ال‬
‫يتج زأ من مس ئوليات لجن ة المراجع ة اإلجمالي ة‪ .‬وك ل من المجلس واإلدارة يجب أن تت وافر ل ديهما أداة‬
‫للمساعدة على ضمان إتباع السياسات وأن المخاطر يجري إدارتها‪ .‬ووفقا للمدخل الموجه نحو السوق‬
‫يتجاوز المراجعة مسائل وأمور تتصل مباشرة بالضوابط اإلدارية والمحاسبة‪ .‬فهو يضم كل األساليب‬
‫والمق اييس المطبق ة داخ ل المنش أة لص يانة أص ول المنش أة وإ دارة مخاطره ا‪ ،‬والتحق ق من ‪ :‬واعتمادي ة‬
‫المعلوم ات التش غيلية‪ ،‬والتش جيع على التقي د بالسياس ات اإلداري ة خالص ة الق ول أن المراجع ة الداخلي ة‬
‫يمكن أن توص ف بأنه ا وظيف ة تق ييم مس تقلة وخدم ة قيم ة للمنش أة حيث أنه ا يتم إنش اؤها داخ ل المنش أة‬
‫لفحص وتقييم أنشطتها‪.‬‬

‫‪ .3‬المساهمون‪ :‬تعيين صناع السياسة المناسبين‬

‫إن صدور موافقة صريحة من البنك المركزي مطلوب لكي يصبح شخص ما مؤسس بنك أو‬
‫مساهم أكبر وهو ما يعني ض منيا امتالك نسبة مئوي ة معين ة من أسهم البنك في حدود ‪% 15 - 10‬‬
‫غالب ا)‪ .‬وتق وم ه ذه الموافق ة على ق درة المس اهمين على الوف اء بمجموع ة معين ة من المع ايير المح ددة‬
‫مس بقا واله دف من طمأن ة الجمه ور على أن المس اهمين ق ادرون ومس تعدون لممارس ة مس ئولياتهم‬
‫االئتماني ة ه ذه المع ايير ه و بفعالي ة‪ ،‬وق ادرون على توف ير رأس م ال إض افي للبن ك وقت الحاج ة‪ ،‬وال‬
‫ي رون في البن ك مانح ا لألم وال من أج ل مش روعاتهم المفض لة ويواف ق البن ك المرك زي ع ادة على ك ل‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفتاح محمد الصحن وسمير كامل الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪223‬‬
‫التغييرات في هيكل حملة األسهم في البنك‪ .‬كما تقوم البنوك المركزية في معظم الدول أيضا بمراجعة‬
‫والموافق ة على النظ ام األساس ي للبن ك والل وائح األساس ية المح ددة للعالق ة بين البن ك ومس اهميه‪ .‬وينبغي‬
‫على المساهمين أن يلعبوا دورا رئيسيا في اإلشراف على إدارة شئون البنك‪ ،‬ويتوقع منهم ‪ .‬أن يختاروا‬
‫مجلس إدارة كفء يتمتع أعضاؤه بالخبرة ويكونون مؤهلين لوضع سياسات وأهداف سليمة ويجب أن‬
‫يكون مجلس اإلدارة قادرا أيضا على تبني إستراتيجية عمل مناسبة للبنك واإلشراف على شؤون البنك‬
‫ومركزه المالي والمحافظة على رسملة معقولة والحيلولة دون حدوث ممارسات المصلحة الذاتية بين‬
‫أعضائه وعلى مستوى البنك ككل‪.‬‬

‫وفي الواق ع العملي ق د ال يس تطيع المس اهمون ممارس ة وظيف ة اإلش راف والمراقب ة في حال ة‬
‫البنوك الكبيرة ذات هيكل الملكية المشتت وعلى حين يجب على مؤسسي البنك أن يفوا معايير معينة‪،‬‬
‫فإنه مع تعاظم البنك واتساع قاعدة ملكية أسهمه‪ ،‬إن حيازة األسهم قد تصبح ‪ .‬مشتتة ومنتشرة لدرجة‬
‫تفقد المساهمين الفرديين القدرة على إبداء رأي فعال في إدارة البنك وال يكون أمامهم سوى بيع أسهمهم‬
‫إذا لم تعجبهم الطريقة التي يدار بها البنك‪ ،‬وفي مثل هذه األحوال تصبح المراقبة اإلشرافية الفعالة أمرا‬
‫جوهريا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفاعلين الخارجيين‬

‫زي ادة عن الف اعلين ال داخليين بالبن ك‪ ،‬فان ه من الض روري أن يك ون هن اك ف اعلين خ ارجيين‬
‫يلعبون أدوار رقابية وإ شرافية على أعمال وأنشطة البنك‪ ،‬وفي نفس الوقت يعملون على حماية حقوق‬
‫أصحاب المصالح اآلخرين وهذا في ظل التصرفات غير العقالنية و التي تصدر من اإلداريين بتواطؤ‬
‫الجهاتالداخلية في البنك‪.‬‬

‫‪ .1‬البنك المركزي‪:‬‬

‫يعت بر البن ك المرك زي من الف اعلين الخ ارجيين ال ذين يع ّو ل عليهم في إرس اء مب ادئ الحوكم ة‬
‫ب البنوك باعتب ار أنه ا أجه زة حكومي ة مركزي ة ين اط به ا المحافظ ة على س المة المراك ز المالي ة للبن وك‬
‫وحماي ة أم وال الم ودعين فيه ا‪ ،‬وتوجي ه النش اط المص رفي والتم ويلي والنق دي في االتج اه ال ذي يخ دم‬
‫السياس ة االقتص ادية وتعت بر الرقاب ة المص رفية وس يلة لتحقي ق ه ذا ألن الرقاب ة المص رفية ته دف إلى‬
‫الحفاظ على االستقرار المالي وصيانة الثقة الموضوعة من طرف السلطات العمومية في النظام المالي‬
‫‪1‬‬
‫لتقليص خطر الخسارة التي قد تصيب المودعين‪.‬‬
‫‪ 1‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل المتغيرات الدولية الحديثة مكتبة الريام‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬المراجعون الخارجيون‪ :‬إعادة تقييم للمدخل التقليدي المراجعة البنوك‬

‫إن األه داف األساس ية لعملي ة المراجع ة هي تمكين المراج ع من إب داء رأي ح ول م ا إذا ك انت‬
‫القوائم المالية للبنك تعكس بوضوح وضعه المالي ونتائج عملياته عن فترة زمنية معينة‪ .‬ويوجه تقرير‬
‫المراجعة الخارجي عادة إلى حملة األسهم ولكنه يستخدم بواسطة أطراف أخرى كثيرة مثل المشرفون‬
‫والمهنيون الماليون والمودعون والدائنون‪ .‬ويشمل المدخل التقليدي للمراجعة الخارجية وفقا لمتطلبات‬
‫معايير المراجعة المتعارف عليها (معايير المراجعة الدولية إجراء مراجعة لنظم الرقابة الداخلية‪ .‬ويتم‬
‫إج راء ه ذا التقييم لتحدي د طبيع ة ونط اق اختب ارات التحقق‪ ،‬وتوف ير مراجع ة تحليلي ة أو تحلي ل اتج اه أو‬
‫إجراء قدر معين من االختبار المفصل‪ .‬وبعيدا عن مراجعة قائمة الدخل‪ ،‬يتم مراجعة بنود أسطر معينة‬
‫في الميزانية العمومية من خالل استخدام برامج منفصلة مثل األصول الثابتة أو النقدية أو االستثمارات‬
‫أو الم دينين‪ .‬فعلى س بيل المث ال يبحث المراجع ون الخ ارجيون تقلي ديا عن االحتي ال وس وء اإلدارة في‬
‫وظيف ة التس ليف ون ادرا م ا تش مل أعم ال المراجع ة تحلي ل ائتم اني تفص يلي للمقترض ين حيث أن ه ذه‬
‫المهمة تؤدى تقليديا بواسطة المشرفين على البنك‪.‬‬

‫ويتطلب المدخل القائم على المخاطرة إلى التنظيم المالي أيضا إعادة تقييم المدخل التقليدي إلى‬
‫أعم ال المراجع ة الخارجي ة‪ .‬ويق ع على ع اتق الم راجعين الخ ارجيين‪ ،‬باعتب ارهم ج زءا ال يتج زأ من‬
‫ش راكة إدارة المخ اطر وعليهم دور مح دد يجب القيام ب ه‪ .‬وإ ذا كانت هن اك ني ة الس تخدام نطاق السوق‬
‫لتعزيز استقرار النظام المصرفي‪ ،‬يجب أوال أن تزود األسواق بالمعلومات والقدرة على تحميل أعض اء‬
‫مجلس اإلدارة واإلدارة مس ئولية التش غيل الس ليم للبن ك‪ .‬ويلعب المراجع ون الخ ارجيون دورا هام ا في‬
‫تحسين قدرة السوق على تحديد أي البنوك يمكن مزاولة أعمال معها‪ .‬ومن الواضح أن فلسفة المراجعة‬
‫الخارجية ومدخلها عامالن جوهريان في نجاح أو فشل اإلستراتيجية المنسقة إلدارة المخاطر‪ .‬وبالطبع‬
‫ف إن عم ل المراج ع الخ ارجي ي وفر حماي ة مض افة للمس تهلك‪ .‬ول ذا ف إن من البع د المص ري حوكم ة‬
‫الشركات‬

‫المهم أن تتحول المهن ة من مجرد مراجعة للميزانية العمومي ة إلى تقييم للمخاطر المتأصلة في‬
‫صناعة الخدمات المالية‪ .‬وعندما يتم تبني مثل هذا المدخل بالكامل من قبل مراجعي المؤسسات المالية‬
‫جميعا‪ ،‬سيطرًا تحسن كبير على عملية إدارة المخاطر ويستفيد كل مستخدمي الخدمات المالية‪ .‬فأهمية‬
‫المراج ع الخ ارجي تنب ع من حاج ة المس اهمين (المالك) والمودع ون في المؤسس ات المص رفية المعرف ة‬
‫سالمة ودقة األوضاع المالية واإلدارية المعروضة عليهم في تلك المؤسسات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫طارق حماد عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ -‬قطاع عام و خاص ومصارف مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪529‬‬
‫‪1‬‬
‫أي أن مسؤوليات المراجع الخارجي في هذا اإلطار تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬يتعين علي ه أن يعتم د في عمل ه على األحك ام والش روط ال تي تنظم أعم ال مهن ة المراجع ة‪ - .‬يجب‬
‫التقي د بالس رية التام ة وأال يفش ي المعلوم ات ال تي حص ل عليه ا‪ .‬علي ه تق ديم تقري ر بع د إطالع الس لطة‬
‫الرقابي ة للجمعي ة العام ة للبن ك ي بين في ه أن مراجعت ه تمت وف ق المع ايير وأدل ة المراجع ة الدولي ة وعن‬
‫مدى تعبير المعلومات المالية‪.‬‬

‫علي ه بي ان في تقريره عن آي ة مخالفات ألحكام التش ريعات المعني ة واللوائح والقرارات الص ادرة تنفيذًا‬
‫وقد شملت وثيقة األنتوساي ألخالقيات المهنة الرقابية جملة من المبادئ المهنية التي ينبغي االلتزام بها‬
‫‪2‬‬
‫من قبل األجهزة العليا للرقابة عموما والمراجعين الخارجيين خصوصا‬

‫‪ 3‬صندوق ضمان الودائع (الجمهور) يعتبر المودعون من أهم أصحاب المصلحة المرتبطين بالبنوك‪،‬‬
‫ألن ع ددهم كب ير ولهم أم وال ض خمة مودع ة في تل ك البن وك وال تي تعم ل على اس تثمارها وتوظيفه ا‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس فال بد من إيجاد وسيلة تمكن من حماية هؤالء المودعون من احتمال ضياع أموالهم‬
‫بس بب إس تثمارات فاش لة تق وم به ا تل ك البن وك أو بس بب عملي ات االختالس والت دليس ال تي أص بحت‬
‫تمارس في البنوك والفضائح المالية التي تنشر يوميا والمتعلقة بمئات الماليير التي تختلس من البنوك‪،‬‬
‫فتلك األموال جزء كبير منها ملك للمودعين‪ ،‬ولذا إنشاء صندوق لضمان الودائع مهم جدا‪.‬‬

‫‪ 1‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬تعيين ومسؤوليات المدققين الخارجيين‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫االجتماع السابع ‪1997‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا عبد هللا السنفي‪ ،‬أهمية االلتزام بوثيقة األنتوساي حول أخالقيات المهنة (ميثاق الشرف لالنتوساي محلة الرقابة المالية‪،‬‬
‫المجموعة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والحاسبة نصف سنوية‪ ،‬العدد ‪ 47‬تونس ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪2-1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حوكة البنوك مدخل لتحسين األداء المؤسسي‬

‫المطلب األول‪ :‬أهمية الحوكمة في البنوك‬

‫حظيت حوكمة الشركات بالكثير من االهتمام في اآلونة األخيرة نتيجة لعدد من حاالت الفشل‬
‫اإلداري والمالي التي منيت بها الشركات الكبرى في الواليات المتحدة ودول شرق آسيا ويمكن وصف‬
‫األزمات المالية المشار إليها بأنها كانت أزمة ثقة معلومات في المؤسسات والتشريعات التي تنظم نش اط‬
‫األعم ال والعالق ات فيم ا بين منش آت األعم ال والحكوم ة‪ .‬وق د ك انت المش اكل العدي دة ال تي ب رزت إلى‬
‫المقدم ة في أثن اء األزم ة تتض من عملي ات ومع امالت الم وظفين ال داخليين واألق ارب واألص دقاء بين‬
‫منشآت األعمال وبين الحكومة‪ ،‬وحصول الشركات على مبالغ هائلة من الديون قصيرة األجل في نفس‬
‫الوقت الذي حرصت فيه على عدم معرفة المساهمين بهذه األمور وإ خفاء هذه الديون من خالل طرق‬
‫ونظم محاسبية مبتكرة‪.‬‬

‫كم ا أن الكث ير من األح داث ابت داء بفض يحة ش ركة إن رون وم ا تال ذل ك من سلس لة اكتش افات‬
‫تالعب الشركات في قوائمها المالية‪ ،‬أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشركات حتى في الدول التي كان‬
‫من المعت اد اعتباره ا أس واقا مالي ة "قريب ة من الكم ال‪ .‬وق د اكتس بت حوكم ة الش ركات أهمي ة أك بر في‬
‫األسواق الناشئة نظرا لضعف النظام القانوني الذي ال يمكن معه إجراء تنفيذ العقود وحل المنازعات‬
‫بطريق ة فعال ة كم ا أن ض عف نوعي ة المعلوم ات ت ؤدي إلى من ع اإلش راف والرقاب ة وتعم ل على انتش ار‬
‫الفساد وانعدام الثقة‪ .‬ويؤدى إتباع المبادئ السليمة لحوكمة الشركات إلى خلق االحتياطات الالزمة ضد‬
‫الفساد وسوء اإلدارة‪ ،‬مع تشجيع الشفافية في الحياة االقتصادية ومكافحة مقاومة المؤسسات لإلصالح‪.‬‬

‫وق د أدت األزم ة المالي ة بالعدي د من ا إلى اتخ اذ نظ رة عملي ة جي دة عن كيفي ة اس تخدام حوكم ة‬
‫الشركات الجيدة لمنع األزمات المالية القادمة‪.‬‬

‫كم ا أن الكث ير من األح داث ابت داء بفض يحة ش ركة إن رون وم ا تال ذل ك من سلس لة اكتش افات‬
‫تالعب الشركات في قوائمها المالية‪ ،‬أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشركات حتى في الدول التي كان‬
‫المعتاد اعتبارها أسواقا مالية "قريبة من الكمال‪ .‬وقد اكتسبت حوكمة الشركات أهمية أكبر في األسواق‬
‫الناش ئة نظ را لض عف النظ ام الق انوني ال ذي ال يمكن مع ه إج راء تنفي ذ العقود وح ل المنازع ات بطريق ة‬
‫فعال ة كم ا أن ض عف نوعي ة المعلوم ات ت ؤدي إلى من ع اإلش راف والرقاب ة وتعم ل على انتش ار الفس اد‬
‫وانعدام الثقة‪ .‬ويؤدى إتباع المبادئ السليمة الحوكمة الشركات إلى خلق االحتياطات الالزمة ضد الفساد‬
‫وسوء اإلدارة‪ ،‬مع تشجيع الشفافية في الحياة االقتصادية ومكافحة مقاومة المؤسسات لإلصالح‪.‬‬

‫وق د أدت األزم ة المالي ة للعدي د من ا إلى التخ اذ نظ رة عملي ة جي دة عن كيفي ة اس تخدام حوكم ة‬
‫الشركات الجيدة لمنع األزمات المالية القادمة‪ .‬ويرجع هذا إلى أن حوكمة الشركات ليست مجرد شيء‬
‫أخالقي فقط‪ ،‬بل إن حوكمة الشركات مفيدة لمنشآت األعمال‪ ،‬ومن ثم فإن الشركات ال ينبغي أن تنتظر‬
‫ح تى تف رض عليه ا الحكوم ات مع ايير معين ة لحوكم ة الش ركات إال بق در م ا يمكن له ذه الش ركات أن‬
‫تنتظر حتى تفرض عليها الحكومات أساليب اإلدارة الجيدة التي ينبغي عليها إتباعها في عملها‪.‬‬

‫يعتبر ضمان استقرار النظام البنكي والحيلولة دون تعثره أمر مهم في أي اقتصاد وفي الجهاز‬
‫البنكي فإن عدوى انتقال التعثر واإلفالس ما بين البنوك أمر ال يحتاج إلى كثير من اإلثبات‪ ،‬خاصة أنن ا‬
‫‪1‬‬
‫لسنا ببعيدين عن أزمات مالية وبنكية كانت بدايتها تعثر بنك واحد‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن أهمية الحوكمة بالبنوك تعود ألهمية البنوك ذاتها‪ ،‬فإن حوكمة هذه األخير‬
‫تحت ل دورا مركزي ا في ال ترويج لثقاف ة حوكم ة الش ركات‪ ،‬وإ ذا م ا ق ام م دراء البن وك بمراجع ة آلي ات‬
‫الحوكمة السليمة فسيكون هناك احتمال أكبر لتخصيص رأس مال بطريقة أكثر كفاءة وتطبيق حوكمة‬
‫شركات فعالة على المنشآت التي يمولونها‪ ،‬كما أن المنافسة الكبيرة والشديدة بين البنوك خلقت نوع من‬
‫الثقاف ة وال وعي البنكي ل دى الجمه ور والش ركات بحيث أص بح معي ار الج ودة ه و أس اس العالق ة بينهم ا‬
‫وتعت بر انته اج الحوكم ة الس ليمة من المع ايير الجوهري ة للج ودة‪ .‬كم ا تتجلى األهمي ة باعتب ار البن وك‬
‫الم زود الرئيس ي للتموي ل حيث تطب ق الحوكم ة للحف اظ على حق وق ذوي العالق ة خاص ة المس اهمين‬
‫والمودعين وبناء عليه يتم تقييم الشركة طالبة االئتمان وفق التزامها بمعايير‪.‬‬

‫وأس س الحوكم ة كم ا تعت بر البن وك نم اذج اقت داء لك ل القطاع ات األخ رى والش ركات كونه ا‬
‫شركات مساهمة عامة تفصل بين مساهمي الشركة ومجلس إدارتها ‪،‬واإلدارة من خالل تبنيها وتطبيقها‬
‫لمبادئ ومفاهيم الحوكمة‪.‬‬

‫تشكل البنوك إحدى أدوات التغيير الرئيسية في أي ‪،‬اقتصاد‪ ،‬ولذلك باتجاهها نحو تبني الحوكمة تكون‬
‫‪2‬‬
‫قد أرست قيم الحوكمة في أي قطاع والمتمثلة في الشفافية والعدالة واإلفصاح والمسؤولية بالمساءلة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫باسل طه العالقة بين البنوك والشركات البنك العربي‪ ،‬اإلدارة اإلقليمية‪ ،2006 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 2‬لبجيري نصيرة بوعروج لمياء‪ ،‬إشكالية الحوكمة والقطاع البنكي مع إشارة إلى تجارب بنوك عربية‪ ،‬الملتقى الوطني حول سبل تطبيق الحكم‬
‫الراشد بالمؤسسات االقتصادية الوطنية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬يومي ‪ 03 - 02‬ديسمبر ‪2007‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور البنوك في تعزيز الحوكمة في الشركات‬

‫وج ود نظ ام مص ر في س ليم يعت بر أح د الرك ائز األساس ية لس المة عم ل س وق األوراق المالي ة‬


‫وقطاع الشركات‪ ،‬حيث يوفر القطاع المصرفي االئتمان والسيولة الالزمة لعمليات الشركة ونموها كما‬
‫أن القط اع المص رفي الس ليم ه و أح د أهم المؤسس ات ال تي تس اهم في بن اء اإلط ار المؤسس ي لحوكم ة‬
‫‪1‬‬
‫الشركات ويظهر ذلك من ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن المنافس ة الكب يرة والش ديدة بين البن وك خلقت ن وع من الثقاف ة وال وعي المص رفي ل دى الجمه ور‬
‫والشركات بحيث أصبح معيار الجودة هو أساس العالقة مسلم أدى بالشركات النتهاج الحوكمة السليمة‬
‫التي تعتبر من المعايير الجوهرية للجودة‪.‬‬

‫‪ .2‬تعتبر البنوك نماذج اقتداء لكل القطاعات األخرى والشركات كونها شركات مساهمة عامة تفصل‬
‫بين مساهمي الشركة ومجلس إدارتها واإلدارة‪ ،‬من خالل تبنيها وتطبيقها لمبادئ ومفاهيم الحوكمة‪.‬‬

‫‪ .3‬تش كل البن وك إح دى أدوات التغي ير الرئيس ية في أي اقتص اد ول ذلك باتجاهه ا نح و تب ني الحوكم ة‬


‫تكون‬

‫من خالل ذل ك ق د أرس ت قيم الحوكم ة في أي قط اع والمتمثل ة في الش فافية والعدال ة واإلفص اح‬
‫والمسؤولية بالمساءلة‪.‬‬

‫‪ .4‬باعتبار البنوك المزود الرئيسي للتمويل فإنها تطبق الحوكمة للحفاظ على حقوق ذوي العالقة خاصة‬
‫المس اهمين والم ودعين وبن اءا علي ه يتم تق ييم الش ركة طالب ة االئتم ان وف ق التزامه ا بمع ايير وأس س‬
‫الحوكم ة ه ذه االحتياج ات التمويلي ة تلعب دورا أساس يا في تعزي ز عم ل الش ركات وتحقي ق أه دافها في‬
‫الربحية والنمو‪ .‬من هذه العالقة فإن للجهاز المصرفي دورا أساسيا يمكن أن يلعبه تجاه تعزيز حوكمة‬
‫‪2‬‬
‫الشركات‪ ،‬والذي في حال تطبيقه سوف ينعكس في محالين أساسين هما ‪:‬‬

‫‪ -‬سهولة الحصول على التمويل المطلوب‪.‬‬

‫‪ -‬الحصول على التمويل بكلفة مناسبة‪.‬‬

‫‪ 1‬أهمية حوكمة الشركات من الموقع ‪ http://www.hawkama.net/AboutHawkama.asp?id =1‬أطلع عليه‪:‬‬


‫‪.2009/04/13‬‬
‫‪ 1 2‬رأفت الجلسة دور البنوك في تعزيز أهمية حوكمة الشركات‪ ،‬بنك ‪ ABC‬األردن ‪ ،‬من الموقع ‪:‬‬
‫‪http://www.ifc.org/ifcext/cgf.nsf/AttachmentsByTitle/MENA_Sep_03_Role+of+Banks_Halassah/SFIL‬‬
‫وتج د أن اهتم ام البن وك بقض ايا حوكم ة الش ركات وتوف ير الممارس ات الس ليمة له ا عن د اتخ اذ‬
‫القرار بمنح االئتمان للعمالء هو المدخل األساسي لتحفيز الشركات على تطبيق وتبني مفاهيم الحوكمة‬
‫بحيث يكون توفر ممارسات سليمة للحوكمة عامل فاعل باتجاهين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬اعتبار الحوكمة إحدى أركان القرار االئتماني الذي يدفع المقترضين إلى االهتمام بتبني الممارسات‬
‫السليمة للحوكمة لتسهيل الحصول على االئتمان‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تتضمن أسعار الفوائد الممنوحة للعمالء مرونة ملموسة تجاه التزام العمالء بالممارسات السليمة‬
‫للحوكمة بحيث يقتنع العمالء بجدوى الحوكمة ودورها في تسهيل الحصول على االئتمان بأسعار فائدة‬
‫منخفضة‪.‬‬

‫ورغم اهتم ام البن وك بقض ايا الحوكم ة عن د اتخ اذ الق رار بمنح االئتم ان إال أن ه ذا االهتم ام لم‬
‫يرقى بعد إلى اعتباره أحد الركائز األساسية لمنح االئتمان ويعزى ذلك إلى اعتبارات عديدة أهمها أن‬
‫البنوك نفسها قد تنقصها الحوكمة ولم يتوفر بعد الوعي الكامل بأهميتها لدى مجالس اإلدارة واإلدارة‬
‫التنفيذي ة العلي ا إض افة إلى أن الثقاف ة المحلي ة ال ت زال تنظ ر إلى قض ايا الحوكم ة باعتباره ا قض ايا قليل ة‬
‫األهمي ة بس بب ش يوع الملكي ات العائلي ة كم ا أن المنافس ة بين البن وك ذاته ا ت دفع إلى التخلي عن مب ادئ‬
‫الحوكم ة به دف المحافظ ة على الحص ة الس وقية وتحقي ق األرب اح أو دخ ول البن وك كمس اهمين في‬
‫الشركات المقترضة‪.‬‬

‫إن مراجعة السياسات االئتمانية لدى البنوك يظهر مدى الحاجة إلى أن تتضمن هذه السياسات‬
‫فصال يعني بمبادئ حوكمة الشركات ضمن رؤية وأهداف البنك نفسه كما يجب أن يشمل تعريف البنك‬
‫المفهوم أفضل العمالء الذين يتم منحهم سعر الفائدة الفضلي‪ ،‬أولئك العمالء الذين تتوفر لديهم ممارسات‬
‫سليمة لمبادئ حوكمة الشركات إضافة إلى ذلك فإن عملية تقييم العمالء وإ ن كانت تعني جزئيا بقضايا‬
‫الحوكمة إال أن تفعيلها أكثر يعتبر إحدى األدوات التي تستطيع البنوك من خاللها تعزيز مبادئ حوكمة‬
‫الش ركات ال تي يض من له ا في النهاي ة تخفيض المخ اطر ال تي ق د تتع رض له ا وض مان ع دم ح دوث‬
‫متغيرات مفاجئة‪.‬‬

‫إن إدخ ال وتعزي ز ثقاف ة حوكم ة الش ركات ض من مف اهيم الثقاف ة الس ائدة ل دى مس ئول وم دراء‬
‫االئتم ان يعت بر أم را ض روريا باتج اه ت دعيم وتعزي ز ه ذا المفه وم م ع النظ ر بعين ال دعم واالهتم ام إلى‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يتطلب تبنيها لمبادئ الحوكمة سياسات وأدوات مختلفة عن تلك‬
‫المطلوبة للشركات الكبرى لذلك نجد من الضروري توضيح االتجاهين‪.‬‬
‫‪ .1‬قرار االئتمان بالنسبة للمقترضين‬

‫إن عملية االقتراض بالنسبة ألي عميل تعتمد في المقام األول على قرارات ائتمان موضوعية‬
‫تض من مستوى مقبول من المخاطرة بالنسبة لطبيع ة العائ د المتوق ع من عملي ة االق تراض لذلك نجد أن‬
‫عملية االقتراض تتطلب تحليال ألدلة االئتمان وكذلك التوجيهات الكتابية األخرى التي تطبقها اإلدارات‬
‫المختلفة بالبنك وأيضا القدرة واألداء الفعلي لجميع اإلدارات المشاركة في وظيفة االقتراض كما ينبغي‬
‫أن تغطي عملي ة االق تراض إنش اء وتق ييم اعتم اد وص رف ورص د وتحص يل وك ذلك تفعي ل اإلج راءات‬
‫المتعلقة بمختلف وظائف االئتمان المختلفة التي يقدمها البنك‪ ،‬لذلك يجب أن تتضمن المراجع ة االئتماني ة‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫سياسة الضمان بالنسبة لكل أنواع القروض والطريقة والممارسات الحالية الخاصة بإعادة تقييم‬ ‫‪-‬‬
‫الضمانات والملفات الخاصة بالضمان‪.‬‬
‫إج راءات األعم ال اإلداري ة والرص د ش املة المس ؤوليات واالل تزام بض وابط الرقاب ة‪ .‬تحليال‬ ‫‪‬‬
‫تفص يليا االئتم ان واعتم اد العملي ة ش امال عين ات من نم اذج تط بيق الف رص ونم اذج تلخيص‬
‫االئتمان الداخلية وأدلة االئتمان الداخلية وملفات االئتمان‬
‫مع ايير العتم اد الق روض مح ددة لسياس ة تس عير الق روض وح دود االق تراض عن د مختل ف‬ ‫‪‬‬
‫مسؤوليات إدارة البنك وبالنسبة لعمل ترتيبات لالقتراض من خالل شبكة الفروع‪.‬‬

‫اإلجراءات المتعلقة بفحص االستثناءات‪.‬‬

‫ونج د أن من متطلب ات المراجع ة مق ابالت شخص ية م ع م ديري المس توى الوس ط لك ل اإلدارات‬
‫ذات الصلة بوظيفة االئتمان كما يجب أن تشمل عملية المراجعة فحص ملفات االئتمان الفردية وكذلك‬
‫مراجع ة حجج تطبيق ات االئتم ان ال تي تم تقييمه ا مقاب ل تل ك ال تي اعتم دت في الش هور الس تة أو اإلث ني‬
‫عشر السابقة بهدف مراجعة لألرقام اإلجمالية والقيمة المالية وذلك لتكون مؤشرا الجودة تقييم االئتمان‬

‫تحديد القائمين على عملية االئتمان‬

‫يجب أن يح دد من هم المش اركون في إنش اء االئتم ان وتقييم ه واإلش راف علي ه وعملي ات رص د‬
‫مخ اطر االئتم ان بص فة مح ددة وك ذلك نج د من المهم تحدي د ع ددهم ومس توياتهم وعم رهم وخ يراتهم‬

‫‪1‬‬
‫محمد مصطفی سلیمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬من ‪302-298‬‬
‫والمس ئوليات المحددة‪ ،‬كل ه ذا يجب تحليله بالنسبة للسياسات واإلجراءات مع مراجعة جميع البرامج‬
‫التدريبي ة القائم ة األف راد ائتم ان البن ك وتق ييم كفايته ا وتك رار ت دريب األف راد يك ون ع ادة مؤش را جي دا‬
‫لمستوى مهارات االئتمان‪.‬‬

‫نوع الفروض‪:‬‬

‫نج د أن على البن وك أن تح دد سياس ات اإلق راض وك ذلك أن واع الق روض وأدوات االئتم ان‬
‫األخرى التي ينوي البنك عرضها على العمالء‪ ،‬مع توفير توجيهات لقروض معينة وكذلك يجب على‬
‫البنك أن يقدم القرارات حول أنواع أدوات االئتمان المبنية على خبرة الكوادر القائمة بعملية اإلقراض‬
‫وكذلك هيكل الودائع للبنك وطلب االئتمان المتوقع ونوع االئتمان الذي ترتب عليه خسارة غير عادية‬
‫يجب أن يكون تحت سيطرة ورقابة اإلدارة العليا أو يتم تجنبه تماما‪.‬‬

‫سلطة منح القرض‪:‬‬

‫تختل ف س لطة منح الق رض غالب ا في البن وك الكب يرة عن البن وك الص غيرة فنج د في البن وك‬
‫الصغيرة تكون مركزية بصفة أساسية‪ ،‬وذلك حتى يمكن تجنب التأخيرات في عملية اإلقراض أما في‬
‫البن وك الكب يرة فنج د أنه ا تتج ه إلى الالمركزي ة وفق ا للمنطق ة الجغرافي ة أو منتج ات اإلق راض أو أن واع‬
‫العمالء أو الثالث ة م ع بعض ويجب أن تض ع سياس ة االئتم ان ح دودا لك ل من مس ئولي االئتم ان‪ .‬ف إذا‬
‫ك انت السياس ات موض وعة ومنف ذة بوض وح ف إن الح دود الفردي ة ق د تك ون أعلى نوع ا مم ا يتوق ع ع ادة‬
‫ويعتمد هذا على خبرة المسئول ومدته بالبنك وحدود اإلقراض‪ .‬اإلفصاح في القوائم المالية‪:‬‬

‫من أهم اإليضاحات التي يقوم بها البنك عند إعداد القوائم المالية هي أن يعترف البنك بالقرض سواء‬
‫كان أصليا أو مشترى في الميزانية‪ ،‬ويحدث هذا عندما يصير البنك طرفا في احتياطات تعاقدية بالنسبة‬

‫للقرض وينبغي أن يقوم البنك بإظهار القرض بالتكلفة‪.‬‬

‫شروط وظيفة االئتمان‬

‫عن د قي ام مجلس إدارة البن ك بواجبات ه كوكي ل عن ك ل من المس اهمين والم وردين فإن ه يجب علي ه أن‬
‫يضمن أن وظيفة االئتمان بالبنك يتوافر فيها ثالثة أهداف هي‪:‬‬

‫يجب أن يكون منح القروض على أسس رشيدة واالحتمال األكبر أنه سوف يتم تحصيلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب استثمار األموال بشكل مربح وذلك لتحقيق منفعة المساهمين وحماية أموال المودعين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب الوف اء باحتياج ات االئتم ان الحقيقي ة للعناص ر االقتص ادية أو العائلي ة أو االث نين مع ا في‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫ونجد الغ رض من تلك العملي ة هو تقييم ما إذا كانت العملي ة تفي بتلك المعايير أي بمعنى أن العنصر‬
‫الحاسم هو ما إذا كانت عملية االئتمان حيدة التنظيم وأن السياسات تنعكس جيدا في اإلجراءات الداخلية‬
‫وكذلك األدلة وأن الكوادر كافية ومجتهدة في إتباع السياسات واإلرشادات الموضوعة وأن المعلومات‬
‫متاحة بشكل عادي للمشاركين في عملية اإلقراض وفي الوقت المناسب وأنها دقيقة ومكتملة‪.‬‬

‫مراجع ة نوعي ة محفظ ة االئتم ان يتم تق ييم ج ودة وخص ائص محفظ ة الق روض في البن ك وذل ك من‬
‫خالل عملي ة الفحص ونج د أن محفظ ة الق روض تعكس المرك ز الس وقي للبن ك والطلب علي ه وك ذلك‬
‫إستراتيجية أعماله ومخاطره وقدراته على التوسع في عملية االئتمان ويجب أن تشمل عملية المراجعة‬
‫عينة عشوائية من القروض تقترب من ‪ %70‬من إجمالي مقدار القروض و ‪ %30‬من عدد القروض‬
‫وك ل ه ذه يجب أن تغطيه ا عملي ة المراجع ة كم ا يجب أيض ا النظ ر في ‪ %75‬على األق ل من قيم ة‬
‫الق روض و ‪ * %50‬من ع دد الق روض بالعمل ة األجنبي ة وك ذلك ك ل الق روض ذات ت واريخ االس تحقاق‬
‫التي تزيد عن سنة واحدة‪ ،‬لذلك نجد أن عملية المراجعة التفصيلية لمحفظة القروض يجب أن تتضمن‬
‫مايلي‪:1‬‬

‫جميع القروض للمقترضين ذوي التعرض اإلجمالي أكبر من ‪ %5‬من رأس مال البنك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل القروض للمساهمين واألطراف ذوي العالقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ك ل الق روض ال تي أعي دت جدول ة فائ دتها أو ش روط س دادها أو غ ير ذل ك من التع ديالت ال تي‬ ‫‪-‬‬
‫غيرت من شكلها عند إقراضها ألول مرة‪.‬‬
‫كل القروض التي أعيد تصنيفها أو المشكوك فيها أو التي تمثل خسارة وفي كل هذه الحاالت‬ ‫‪-‬‬
‫فإن ه يجب عن د فحص ومراجع ة الق روض األخ ذ في االعتب ار التوثي ق في مل ف المق ترض م ع‬
‫إج راء مناقش ة األعم ال المق ترض والتوقع ات في األج ل الق ريب وت اريخ االئتم ان م ع موظ ف‬
‫االئتمان المطلوب وعندما يتجاوز المقدار اإلجمالي المستحق ‪ %5‬من رأس مال البن ك يجب أن‬
‫يشمل التحليل كذلك خطط أعمال المقترض للمستقبل واآلثار الناتجة عن قدرته على سداد أصل‬
‫الدين وخدمته‪.‬‬

‫ونج د أخ يرا أن اله دف األساس ي له ذه المراجع ة ه و تق ييم إجم الي س داد الق رض وإليج اد إذا ك ان‬
‫تص نيف الق رض المق ترح من قب ل البن ك كافي ا أم ال‪ ،‬ونج د أن هن اك اعتب ارات أخ رى تش مل نوعي ة‬
‫‪1‬‬
‫محمد مصطفي سليمان حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪299‬‬
‫الض مان تحت يد البنك وقدرة أعمال المقترض على توليد تدفقات نقدي ة كافية للسداد وإ لى جانب تلك‬
‫الق روض نج د الودائ ع بين البن وك تمث ل فئ ة على ج انب كب ير من األهمي ة لألص ول ال تي يحم ل بالنس بة‬
‫لهم ا البن ك مخ اطر االئتم ان ألن ه ذه النس بة يمكن أن تمث ل نس بة كب يرة من ميزاني ة البن ك وخاص ة في‬
‫البالد ال تي ينقص ها التحوي ل‪ ،‬ونج د أن هن اك أس بابا أخ رى بالنس بة للودائ ع بين البن وك هي تس هيل نق ل‬
‫األم وال وتس وية ص فقات األوراق المالي ة أو بس بب أن بعض الخ دمات يمكن تأديته ا من الناحي ة‬
‫االقتصادية بطريقة أكثر كفاءة بواسطة بنوك أخرى بسبب حجمها أو موقعها الجغرافي‪.‬‬

‫محتويات ملف مراجعة القرض‪:‬‬

‫بالنسبة للقروض التي يتم مراجعتها يجب عمل ملخص لها ويحتوي على مايلي‪:‬‬

‫اسم المفترض وطبيعة أعماله‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫استخدام حصيلة القرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هذه النسب معيارية و ال تتعلق بدراسة حالة ‪.‬‬

‫تاريخ القرض الممنوح‪.‬‬

‫تاريخ استحقاق القرض وطريقة السداد‪.‬‬

‫المصدر الرئيسي للسداد‪.‬‬

‫طبيعة وقيمة الضمانات أو التأمين وأساس التقييم إذا كان أصال ثابتا‪.‬‬

‫االلتزامات اإلجمالية القائمة أصل القرض والقوائد المستحقة وجميع االلتزامات الحقيقية والمحتملة في‬

‫الحاالت التي يكون فيها البنك متحمال لمخاطر االئتمان‪.‬‬

‫القصور أو عدم األداء إن وجد‪.‬‬

‫وصف أنشطة الرقابة التي يتم االلتزام بما بالنسبة للقرض‪.‬‬

‫المعلومات المالية عن المقترض شاملة القوائم المالية الحالية والمعلومات األخرى المرتبطة بها‪.‬‬

‫المخصصات المعنية المطلوبة والمتاحة‪.‬‬

‫عناصر منح االئتمان للشركات‬


‫‪1‬‬
‫يتم منح االئتمان للشركات في ضوء دراسة التمانية يقوم بها البنك لقياس ‪:‬‬

‫‪ -‬رغبة العميل في التسديد‪.‬‬

‫مقدرة العميل على التسديد‪.‬‬

‫حيث تهتم األولى بالجوانب غير المالية للمقترضين في حين يركز البعد الثاني على الجوانب المالية‪.‬‬

‫ويتم قياس الجانبين أعاله بصورة موضوعية من خالل التصنيف االئتماني للعميل‪.‬‬

‫‪ -‬يتم احتساب التصنيف االئتماني من خالل دراسة‬

‫الجوانب غير المالية وتعطي أهمية تعادل ‪ %40‬في العادة‪.‬‬

‫الجوانب المالية وتعطي أهمية تعادل ‪ %60‬من عملية التقييم‪.‬‬

‫في الج وانب غ ير المائي ة‪ ،‬ف إن هن اك عناص ر أخ رى يتم دراس تها‪ ،‬فيتم تق ييم اإلدارة في الش ركة‪ ،‬حيث‬
‫ُيعنى هذا الجانب بدراسة وجود إستراتيجية واضحة ومستقرة لدى اإلدارة وأهداف قابلة لإلنجاز على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬كما يتم دراسة تكوين اإلدارة والهيكل التنظيمي في الشركة وآلية اتخاذ القرارات فيها‪.‬‬

‫إن تقييم هذه العناصر بصورة إيجابية تطمئن إلى حسن أداء الشركة وكذلك تجعل من مخاطر‬
‫مواجه ة الش ركة لمش كالت في المس تقبل أس هل للتن ق به ا بالمقاب ل ف إن التق ييم الس لبي ه ذا الج انب يع ني‬
‫التأثير على التقييم االئتماني العام للمقترض وقد يؤثر أحيانا" بأكثر من الوزن النسبي المعطى لنوعية‬
‫اإلدارة بالشركة مما قد يؤثر على قرار تقديم التمويل أساسا‪ ،‬أو تقديمه بشروط متشددة أكثر مقارنة مما‬
‫س يكون علي ه الوض ع ض من تق ييم إيج ابي إلدارة الش ركة‪ .‬كم ا أن تس عير اإلق راض س يكون أعلى تبع ا"‬
‫الرتفاع مخاطر المقترض وفقا لما سبق وتم إيضاحه‪.‬‬

‫أم ا في الج وانب المالي ة ف إن الم دخل األساس ي لتق ييم الج وانب المالي ة للش ركة ه و ‪ :‬االطمئن ان لص حة‬
‫األرقام الواردة في البيانات المالية‪.‬‬

‫اإلفصاح عن تفاصيل بعض األرقام الواردة في البيانات المالية‪.‬‬

‫الشفافية في اإلعالن عن أية تعاقدات مستقبلية قد يكون لها أثر على البيانات المالية‪.‬‬

‫تقييم عام للمخاطر المتعلقة بموجودات الشركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bassam azab, the role of commercial banks in promoting corporate governance of their clients the small 1 a‬‬
‫‪partir: May 2007-EGYPT and medium enterprise perspective, HSBC BANK‬‬
‫إن ع دم االطمئن ان للعناص ر أعاله والمتعلق ة بالبيئ ة ال تي يتم فيه ا إع داد البيان ات المالي ة‪ ،‬س وف ينعكس‬
‫س لبا على التق ييم االئتم اني للج وانب المالي ة وبالت الي الت أثير على فرص ة الش ركة في الحص ول على‬
‫التمويل وكذلك الكلفة المتوقعة للتمويل المطلوب في حال الحصول عليه‪ ،‬إذ أن العنصر األساسي في‬
‫تحلي ل الج وانب المالي ة ينطل ق من نوعي ة وم دى مص داقية األرق ام ال تي يتم دراس تها ودرج ة اإلفص اح‬
‫فيه ا‪ .‬إن العناص ر األساس ية ال تي تم اإلش ارة إليه ا‪ ،‬تؤمنه ا بص ورة كافي ة وج ود حوكم ة في داخ ل‬
‫الش ركة‪ ،‬ال تي تض من درج ة مناس بة من الش فافية واإلفص اح ووض وح الهياك ل اإلداري ة داخ ل الش ركة‬
‫والذي يساعد الممولين على تقييم أوض اع الشركة بصورة تؤمن لها الحصول على التمويل المطلوب‬
‫وبكلفة أقل‪ 2 .‬أسعار الفائدة ومدى تأثيرها على القروض الممنوحة‬

‫نجد أن كل من البنوك والمؤسسات المالية بشكل عام تتعرض لمواجهة مخاطرة أسعار الفائدة‬
‫وذل ك بس بب تقلب أس عار وبالت الي تغ ير اإلي رادات الداخل ة إلى البن ك وك ذلك مص روفاته وأيض ا القيم ة‬
‫االقتص ادية ألص وله والتزامات ه ومراك زه خ ارج نط اق الميزاني ة العمومي ة والقيم ة المح ددة على أس اس‬
‫مراقبة تحركات السوق كل هذا بالتالي يؤثر على تحديد سعر الفائدة بالنسبة للقروض الممنوحة وبالتالي‬
‫س عر الفائ دة من عمي ل إلى آخ ر وه ذا بس بب مرك زهم الم الي وطبيع ة نش اط المق رض وألن األس عار‬
‫السوقية يحركها العرض والطلب بدرجة أساسية لذا ينعكس األثر الصافي لهذه التغيرات في دخل البنك‬
‫اإلجمالي ورأس ماله‪ ،‬لكن في نفس الوقت نجد أن االستخدام الرشيد لمشتقات أسعار الفائدة مثل عقود‬
‫التس ليم األج ل المالي ة ومب ادالت أس عار الفائ دة يمكن أن يس اعد البن وك على إدارة وخفض تع رض‬
‫اختالف مخ اطرة أس عار الفائ دة المتأص ل في أعماله ا ل ذا نج د أن الس لطات التنظيمي ة واإلش رافية ترك ز‬
‫بدرجة كبيرة على تقييم إدارة البنك المخاطرة أسعار الفائدة وخاصة منذ تنفيذ النفقات الرأسمالية القائمة‬
‫على مخاطرة السوق وفق توصيات لجنة بازل وعندما تنظر بمنظور أوسع تجاه كل هذا نجد أن إدارة‬
‫مخاطرة أسعار من مختلف السياسات واألعمال والتقنيات التي يستخدمها البنك لخفض المخاطرة النابعة‬
‫من تناقص حقوق ملكيته نتيجة للتغيرات المعاكسة في أسعار الفائدة وبالتالي يؤثر هذا بطريقة مباشرة‬
‫وأيض ا غ ير مباش رة في تحدي د أس عار الفائ دة بالنس بة للق روض الممنوح ة للعمالء وتج د أن من أك ثر‬
‫األش ياء ال تي ت ؤثر على أس عار الفائ دة بالنس بة ألي مؤسس ة مالي ة بوج ه ع ام هي ف روق الت وقيت في‬
‫استحقاق األسعار الثابتة وإ عادة تسعير األسعار‪ .‬والنقطة األساسية هنا أن تشكل الحوكمة أحد المعايير‬
‫األساسية عند تقييم الشركات‪ ،‬بحيث تنعكس عملية التقييم هذه على أسعار الفائدة الممكن منحها للعمالء‬
‫لض مان إقن اع الش ركات ب أن الحوكم ة س تكون في مص لحتهم أوًال وأخ يرًا لمعوم ة ألص ول البن ك‬
‫‪1‬‬
‫والتزاماته‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫توصيات تضمن من خاللها البنك تعزيز حوكمة الشركات‪:‬‬

‫أن تق وم جمعي ة البن وك بالت أثير على البن وك باتج اه اعتم اد الحوكم ة كأح د عناص ر الق رار‬ ‫‪-‬‬
‫االئتم اني ال دافع باتج اه تغي ير الثقاف ة المص رفية الس ائدة‪ ،‬من خالل برن امج ت دريبي ي بين أهمي ة‬
‫الحوكمة في تخفيض المخاطر التي تواجه البنوك‪.‬‬
‫أن يشكل كل بنك لجنة تعنى بالحوكمة تسهم في تعزيز الحوكمة لدى البنك نفس ه وتعزز من‬ ‫‪-‬‬
‫ثقافة الحوكمة لدى موظفي البنك وتحديدا موظفي االئتمان أن يكون التزام العمالء بممارسات‬
‫الحوكمة أحد الشروط النطباق تعريف البنك لمفهوم أفضل‬
‫العمالء عليهم‪ .‬أن يتم تط بيق نم وذج لتق ييم اإلدارة ض من عناص ر التق ييم ال تي يس تخدمها البن ك‬ ‫‪-‬‬
‫كتل ك المس تخدمة في عملي ة التحلي ل الم الي‪ ،‬بحيث يتم تغذي ة ه ذا النم وذج من خالل مطالع ات‬
‫مس ؤولي االئتم ان اس تنادًا إلى خ براتهم م ع العمالء‪ .‬أن تق وم جمعي ة الم دققين بتط بيق ض وابط‬
‫وعقوبات لمكاتب التدقيق غير الملتزمة بأخالقيات المهنة‪.‬‬
‫تعديل شروط الترخيص لمدققين الحسابات لتعكس مستوى المهارة والخبرة المطلوبة المالئمة‬ ‫‪‬‬
‫للمرحلة الحالية من االنفتاح وتعقد األسواق‪.‬‬
‫إصدار تشريعات ‪ -‬تعديل ‪-‬التشريعات بهدف سد الفجوة بين الشركات من جهة والحكومة من‬ ‫‪‬‬
‫جه ة أخ رى فيم ا يخص القض ايا الض ريبية أن تتم معالج ة العملي ات خ ارج الميزاني ة ض من‬
‫البيانات المالية حسب المعايير الدولية‪.‬‬
‫أن تطلب البنوك اإلفصاح عن النشاطات األساسية للشركة التي استدعت هذه العمليات‪ .‬توعية‬ ‫‪‬‬
‫مدراء االستثمار في البنوك بمفهوم حوكمة الشركات‪.‬‬
‫أن يكون ضمن خطة البنوك عند دخولهم كمستثمرين في الشركات المساهمة العامة التأثير في‬ ‫‪‬‬
‫أسلوب إدارة هذه الشركات باتجاه تبني‪ .‬وتطبيق مبادئ الحوكمة السليمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬مهدي نخيلي دور البنوك في حوكمة الشركات األلمانية دراسة حتى ‪ .05/05/2009‬من الموقع‪:‬‬
‫‪ ،www.u-bourgogne.fr/LEG/wp/1000603.pdf‬راجع‪ :‬ثالث حاالت من عروض االستحواذ العدائية‬
‫محمد حتاملة‪ ،‬دور البنوك في تعزيز مبادئ الحوكمة من الموقع ‪www.hawkama.net/articles.aps?id =3‬‬ ‫‪2‬‬
‫خاتمة‬

‫في هذا البحث حوكمة البنوك نكون قد تطرقنا إلى طبيعة حوكمة البنوك و دورها و أهميتها و‬
‫الحوكمة الجيدة حسب مقررات بازل و كذلك الي األطراف الفاعلة في الحوكمة إن الهدف اإلس تراتيجي‬
‫للحوكم ة ه و توف ير الثق ة و ه ذا وفق ا للممارس ات الس ليمة لألعم ال و بش كل ي ؤدي إلى تقلي ل إمكاني ات‬
‫الفساد الى أقل حد ممكن كما أن المسؤولية االساسية للتطبيق السليم للحوكمة في الجهاز المصرفي تقع‬
‫على مجلس اإلدارة و اإلدارة العليا للبنك و مع ذلك توفر البيئة المالئمة لدعم التطبيق السليم للحوكمة‬
‫و هذا لضمان قيام البنك بنشاطه في بيئة خالية من الفساد و الرشوة ووضع معايير للمراجعة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫بالعربية‬
‫احمد عبد الرحمن السماوي‪ ،‬محافظ البنك المركزي اليمني مؤتمر اإلدارة الرشيدة في القطاع‬ ‫‪‬‬
‫المص رفي‪ ،‬من الموق ع‪ .www.sabanews.net/ar/news141152.html:‬اطل ع علي ه ي وم‪:‬‬
‫‪.2009/04/14‬‬
‫أهمية حوكمة الشركات من الموقع ‪=1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ http://www.hawkama.net/AboutHawkama.asp?id‬أطلع عليه‪.2009/04/13 :‬‬
‫باسل ‪،‬طه‪ ،‬دور البنوك في تحديث حوكمة الشركات البنك العربي اإلدارة اإلقليمية‪.2006 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫البنك األهلي المصري النشرة االقتصادية‪ ،‬أسلوب ممارسات سلطات اإلدارة الرشيدة في‬ ‫‪‬‬
‫الشركات الجلد ‪ 56‬العدد ‪.2003 ،02‬‬
‫جوناثان تشار کهام‪ -‬ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬إرشادات ألعضاء مجالس‬ ‫‪‬‬
‫إدارة البنوك المنتدى العالمي الحوكمة الشركات ‪ ،2005‬من ‪.9‬‬
‫رأفت الجلسة دور البنوك في تعزيز أهمية حوكمة الشركات‪ ،‬بنك ‪ ABC‬األردن ‪ ،‬من‬ ‫‪‬‬
‫الموقع ‪:‬‬
‫رمضان زیاد سليم وجودة محفوظ أحمد‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬األردن‪2000 ،‬‬
‫زكريا الدوري ويسرى السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪. 2006 ،‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل المتغيرات الدولية الحديثة‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة الريام‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪2006 ،‬‬
‫طارق حماد عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ -‬قطاع عام و خاص ومصارف الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪.،2008 ،‬‬
‫عبد الفتاح محمد الصحن وسمير كامل الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مصر‪،2001 ،‬‬
‫عبد اهلل عبد اهلل السنفي‪ ،‬أهمية االلتزام بوثيقة األنتوساي حول أخالقيات المهنة (ميثاق الشرف‬ ‫‪‬‬
‫لالنتوساي محلة الرقابة المالية‪ ،‬المجموعة العربية لألجهزة العليا للرقابة المالية والحاسبة‬
‫نصف سنوية‪ ،‬العدد ‪ 47‬تونس ديسمبر ‪،2005‬‬
‫عثمان بابكر أحمد نظام حماية الودائع لدى المصارف اإلسالمية المعهد اإلسالمي للبحوث‬ ‫‪‬‬
‫والتدريب‪ ،‬البحث ‪ ،56‬جدة‪،2000 ،‬‬
‫لبجيري نصيرة بوعروج لمياء‪ ،‬إشكالية الحوكمة والقطاع البنكي مع إشارة إلى تجارب بنوك‬ ‫‪‬‬
‫عربية‪ ،‬الملتقى الوطني حول سبل تطبيق الحكم الراشد بالمؤسسات االقتصادية الوطنية‪ ،‬جامعة‬
‫سكيكدة‪ ،‬يومي ‪ 03 - 02‬ديسمبر ‪2007‬‬
‫اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬تعيين ومسؤوليات المدققين الخارجيين‪ ،‬صندوق النقد‬ ‫‪‬‬
‫العربي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬االجتماع السابع ‪1997‬‬
‫محمد حتاملة‪ ،‬دور البنوك في تعزيز مبادئ الحوكمة من الموقع ‪=3‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.hawkama.net/articles.aps?id‬‬
‫محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المعهد المصرفي المصري‪ ،‬نظام الحوكمة في البنوك‪ ،‬مفاهيم مالية‪ ،‬العددة‪ ،‬مصر‬ ‫‪‬‬

‫محم د بلخ ير‪ ،‬الحوكم ة المص رفية – تحليالت نظري ة ودراس ات تطبيقي ة‪ ،-‬رس الة دكت وراه في‬ ‫‪‬‬
‫العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة أورليان‪ ،‬فبراير ‪.2007‬‬
‫لجن ة ب ازل للرقاب ة المص رفية‪ ،‬تعزي ز حوكم ة الش ركات للمؤسس ات المص رفية‪ ،‬بن ك التس ويات‬ ‫‪‬‬
‫الدولية‪ ،‬سبتمبر ‪.1999‬‬

You might also like