You are on page 1of 147

‫ر‬

‫ماست الدستور والحكامة المالية‬


‫ر‬
‫الماست يف القانون العام‬ ‫رسالة لنيل دبلوم‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫تحت ر‬
‫إشاف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫الدكتور محمد أشمالل‬ ‫يوسف بنسعيد‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫‪-‬الدكتور محمد أشمالل ‪ :‬أستاذ مؤهل بكلية الحقوق فاس‪ ....................‬ر‬
‫مشفا ورئيسا‬

‫‪-‬الدكتور إدريس طاهري ‪ :‬أستاذ مؤهل بكلية الحقوق فاس‪.............................‬عضوا‬

‫العال مساعد بكلية الحقوق فاس‪................‬عضوا‬


‫ي‬ ‫سمت تاضا ‪ :‬أستاذ التعليم‬
‫‪-‬الدكتور ر‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2021-2020‬‬
‫إهداء‬
‫وأب أطال هللا يف عمرهما‬
‫أم ي‬‫إل ي‬

‫‪1‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫أتوجه بخالص الشكر والتقدير واالمتنان إىل أستاذي الدكتور محمد أشمالل‪ ،‬عىل‬
‫تأطيه وجميل تتبعه لكافة مراحل‬ ‫قبوله وبدون تردد ر‬
‫اإلشاف عىل هذه الرسالة‪ ،‬وعىل حسن ر‬
‫هذا العمل‪.‬‬

‫كما أتوجه‪ ،‬بالشكر والتقدير إىل األستاذ الدكتور إدريس طاهري واألستاذ الدكتور‬
‫سمت تاضا اللذين قبال بمناقشة رسالت‪.‬‬
‫ر‬

‫البيداغوج لماسي الدستور والحكامة المالية‪.‬‬


‫ي‬ ‫خالص الشكر والعرفان إىل الفريق‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫تقوم الالمركزية اإلدارية عىل منح الجماعات اليابية الشخصية المعنوية المتجسدة ف‬
‫االستقالل اإلداري والماىل‪ ،‬ونظرا ألهمية هذا النظام فقد تم التنصيص عليه ف الفصل األول‬
‫من الدستور المغرب لسنة ‪ 2011‬الذي جاء فيه أن التنظيم الياب للمملكة تنظيم المركزي‬
‫األخية أصبح االهتمام عليها ميايدا ف والوقت الحاض‬
‫ر‬ ‫يقوم عىل الجهوية المتقدمة‪ ،1‬هذه‬
‫من قبل مختلف دول العالم باعتبار أن الجهات أضحت الفضاء المناسب للمساهمة ف‬
‫بلورة اسياتيجيات التنمية‪.‬‬

‫وقد راهن المغرب عىل العمل بنظام الجهوية كمحرك للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،2‬وكأحد أولويات تدعيم الالمركزية‪ ،3‬منذ بداية السبعينيات بمقتض ر‬
‫ظهي ‪16‬‬
‫يونيو ‪ 41971‬الذي قسم الياب الوطت إىل سبع جهات اقتصادية‪.5‬‬

‫غي قادرة عىل تحقيق التنمية‪،‬‬


‫تبي أن هذه الجهات ر‬
‫لكن بعد مرور قرابة رب ع قرن‪ ،‬ر‬
‫والحد من الفوارق المجالية‪ .6‬ليتم االرتقاء بالجهة إىل جماعة محلية مع دستور ‪،71992‬‬

‫الظهي ر‬
‫الشيف رقم ‪ 1.11.91‬بتاري خ ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬ج‪.‬ر عدد‬ ‫ر‬ ‫‪1‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬الصادر بتنفيذه‬
‫‪ 5964‬بتاري خ ‪ 30‬يوليوز ‪.2011‬‬

‫‪2‬‬
‫‪JAFARIA Maria et ELMOUJADDIDI Noufissa, la régionalisme avancée au Maroc : perspectives et défis, Revue‬‬
‫‪Organisation et territoire N° 2, 2016, p : 30.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ZIDORI Fatima, développement humain et gouvernance locale au Maroc, REMALD, N° 80 mai-juin 2008, p :70.‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.71.77‬بتاري خ ‪ 16‬يونيو ‪ 1971‬بإحداث المناطق االقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.3060‬‬ ‫‪ 4‬ر‬
‫‪ 5‬هذه الجهات االقتصادية السبع ه جهة الجنوب‪ ،‬جهة تانسيفت‪ ،‬الجهة الوسىط‪ ،‬الجهة الشمالية الغربية‪ ،‬الجهة الوسىط الشمالية‪ ،‬الجهة‬
‫‪:‬‬
‫الشقية والجهة الوسىط الجنوبية‪.‬‬ ‫ر‬
‫ظهي ‪ 16‬يونيو ‪ 1971‬فيما يىل‪:‬‬‫‪ 6‬يمكن حرص أسباب فشل الجهوية الت جاء بها ر‬
‫‪-‬الجهة حسب هذا التنظيم لم تكن جماعة محلية‪.‬‬
‫‪-‬غياب إطار قانوب يحدد اختصاصات الجهة‪.‬‬
‫اختصاصات المجالس الجهوية كانت استشارية وليست تقريرية‪.‬‬
‫ر‬
‫والبشية للجهة‪.‬‬ ‫‪-‬ضعف الموارد المالية‬
‫تسيي مجالس الجهات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪-‬هيمنة ممثىل الدولة عىل‬
‫كي أغلب األنشطة االقتصادية بوسط وشمال المغرب‪.‬‬ ‫‪-‬تر ر‬
‫الشيف رقم ‪ 1.92.155‬بتاري خ ‪ 11‬من ربيع االخر ‪ 9( 1413‬أكتوبر ‪ )1992‬ج‪.‬ر‬ ‫ظهي ر‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫بتنفيذه‬ ‫الصادر‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫لسنة‬ ‫المغربية‬ ‫المملكة‬ ‫دستور‬ ‫‪7‬‬

‫عدد ‪ 4172‬بتاري خ ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،1992‬ص‪.1247:‬‬

‫‪3‬‬
‫وتم ترسيخ هذا التوجه مع دستور ‪ ،81996‬وبصدور القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بالتنظيم‬
‫دخل المغرب تجربة‬ ‫الجديد‪10‬‬ ‫الجهوي‪ 9‬والذي أحال عىل مرسوم يحدد التقطيع الياب‬
‫جهوية جديدة‪ ،‬بستة ر‬
‫عش جهة‪ .‬وذلك قبل أن تعرب اإلرادة الملكية عن توجه جديد‬
‫"لتطبيق جهوية متقدمة متدرجة‪ ،‬تشمل كل مناطق المملكة"‪ ،11‬والت أعقبها تنصيب‬
‫اللجنة االستشارية للجهوية عىل إثر الخطاب الملك ل ‪ 3‬يناير ‪ ،2010‬حيث أعدت اللجنة‬
‫تقريرا يتضمن تصورا حول عدد الجهات المقيحة ومؤهالتها ومجموعة من المقيحات‬
‫الفقية‪.‬‬
‫ر‬ ‫الكفيلة بتنمية الجهات‬

‫واستجابة للدعوة الملكية الرامية للتكريس الدستوري للجهوية‪ 12‬جاء دستور ‪2011‬‬
‫بمجموعة من المقتضيات الت أعادت االعتبار للجهة وأعطتها مكانة الصدارة بالنسبة‬
‫للجماعات اليابية األخرى‪ ،13‬وأفردت لها اختصاصات ذاتية واختصاصات مشيكة مع‬
‫األخية‪ ،14‬وباعتبار أن الجهات ال يمكن أن تحقق‬
‫ر‬ ‫الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه‬
‫التدبي الجيد لشؤونها‪ ،‬قام‬
‫ر‬ ‫المطلوب منها إال إذا توافرت لها الموارد المالية الكافية من أجل‬
‫دستور ‪ 2011‬بالنص عىل أن الجهات تتوفر عىل موارد مالية ذاتية وموارد مالية مرصودة‬
‫من قبل الدولة‪ ،15‬وأعىط صالحية تنفيذ مقررات المجلس الجهوي لرئيسه‪ ،16‬واستكماال‬
‫لما جاء به دستور ‪ 2011‬تم إصدار القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 17111.14‬الذي اعتي‬

‫الظهي ر‬
‫الشيف رقم ‪ 1.96.157‬بتاري خ ‪ 23‬جمادى األوىل ‪ 7( 1417‬أكتوبر ‪ ،)1996‬ج‪.‬ر‬ ‫ر‬ ‫‪ 8‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بتنفيذه‬
‫عدد ‪ 4420‬بتاري خ ‪ 26‬جمادى األوىل ‪ 10( 1417‬أكتوبر ‪.)1996‬‬

‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.97.84‬صادر ف ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 2( 1417‬أبريل ‪ )1997‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 96.47‬المتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬ ‫‪ 9‬ر‬
‫‪ 4470‬بتاري خ ‪ 24‬ذي القعدة ‪ 3( 1417‬أبريل ‪.)1997‬‬
‫‪ 10‬مرسوم رقم ‪ 2.97.246‬صادر بتاري خ ‪ 17‬غشت ‪ ،1997‬بتحديد عدد الجهات وأسمائها ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد المستشارين الواجب‬
‫انتخابهم ف كل جهة وكذا توزي ع المقاعد عىل مختلف الهيئات الناخبة وكذا أعداد المقاعد الراجعة للجماعات المحلية وتوزيعها عىل العماالت‬
‫واالقاليم المكونة لكل جهة‪ ،‬ج‪,‬ر عدد ‪.4509‬‬
‫للمسية الخرصاء‪.‬‬
‫ر‬ ‫والثالثي‬
‫ر‬ ‫‪ 11‬مقتطف من الخطاب الملك ل ‪ 6‬نوني ‪ 2008‬بمناسبة الذكرى الثالثة‬
‫‪ 12‬الخطاب الملك ل ‪ 9‬مارس ‪ 2011‬بمناسبة إعالن الملك عن تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور‪.‬‬
‫‪ 13‬نص الفصل ‪ 143‬من دستور ‪ 2011‬ف فقرته الثانية عىل أن الجهة تتبوأ تحت رإشاف رئيس مجلسها مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات‬
‫اليابية األخرى‪ ،‬ف عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد الياب‪ ،‬ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية لهذه‬
‫الجماعات اليابية‪.‬‬
‫‪ 14‬الفصل ‪ 140‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 15‬الفصل ‪ 141‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 16‬الفصل ‪ 138‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫ظهي الشيف رقم ‪ 1.15.83‬بتاري خ ‪ 7‬يوليوز ‪ ،2015‬ج ر بتاري خ ‪23‬‬ ‫‪ 17‬القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الصادر بتنفيذه ال ر‬
‫يوليوز ‪ ،2015‬عدد ‪ ،6380‬ص‪.6585:‬‬

‫‪4‬‬
‫الجهة جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري‬
‫والماىل‪ ،‬وتشكل أحد مستويات التنظيم الياب للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم عىل‬
‫الجهوية المتقدمة‪.18‬‬

‫وف هذا السياق أصبحت الجهة ف ظل مستجدات دستور ‪ 2011‬ومقتضيات القانون‬


‫التنظيم رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات تمارس مجموعة من االختصاصات السيما مع‬
‫متدخلي جدد للتنمية عىل المستوى الجهوي بالمغرب‪ ،‬إذ تطلب هذا االمر‬
‫ر‬ ‫تزايد وبروز‬
‫متمية واعتبارها إطارا للتشاور وتنسيق برامج التنمية‪ ،‬بناء عىل‬
‫ر‬ ‫االرتقاء بالجهة إىل مكانة‬
‫منهجية التخطيط الجهوي‪ ،‬حيث يعتي التخطيط االسياتيج اللبنة األساس ف تييل‬
‫االختصاصات الذاتية للجهة وتحقيق التنمية المحلية‪ .‬فالغاية من وراء إقرار هذه اآللية ه‬
‫تدبي معقلن يتسم بالفعالية والتنافسية والقدرة‬
‫تفادي العشوائية ف العمل واالنتقال إىل ر‬
‫عىل جذب االستثمار إىل المجال الجهوي‪ ،‬حيث أضحت المخططات الوطنية الت مهما‬
‫كانت فعاليتها ودقتها عىل مستوى االعداد والدراسة‪ ،‬ال تستطيع االلمام بجميع القضايا‬
‫والشؤون اليابية‪ ،‬نظرا لتعدد العناض الفاعلة ف التنمية والصعوبات الت يعرفها تطبيق هذه‬
‫المخططات عىل المستويات اليابية‪ .‬لهذا‪ ،‬شكلت اليامج التنموية للجماعات اليابية وعىل‬
‫والقواني التنظيمية أهم مظاهر‬
‫ر‬ ‫رأسها برامج التنمية الجهوية الت جاءت مع دستور ‪2011‬‬
‫مساهمة الجماعات اليابية ف مسلسل التنمية الشاملة بالمغرب‪ ،‬حيث يعتي إنعاش‬
‫االقتصاد الياب وتأهيل البنية التحتية وتحقيق الحكامة اليابية من أهم المجاالت الت‬
‫يشملها التخطيط االسياتيج عىل مستوى الهيئات الالمركزية‪ ،‬فأمام حجم التحديات‬
‫غي الالئق‬
‫االقتصادية واالجتماعية الت تالمس الفقر والبطالة واألمية ومشكل السكن ر‬
‫وتلوث البيئة تزداد الحاجة إلحاحا إىل تبت سياسة التخطيط باعتباره وسيلة للوصول إىل‬
‫غي أن ذلك ال يقترص عىل الدولة فقط وإنما يبق اآلمل معقودا عىل‬
‫الرفاهية االجتماعية‪ ،‬ر‬

‫‪ 18‬المادة ‪ 3‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪5‬‬
‫الوحدات اليابية أيضا خصوصا الجهات ف نهج سياسات تخطيطية ر‬
‫أكي نجاعة وفعالية ف‬
‫والمواطني‪.‬‬
‫ر‬ ‫تلبية احتياجات ومتطلبات المواطنات‬

‫ف مقابل ذلك‪ ،‬يبق تحقيق هذه االهداف رهينا بمدى توفر الوسائل المالية الرصورية‬
‫للجهات ليجمة سياساتها التنموية عىل أرض الواقع‪ ،‬فمسألة التمويل تبق من أهم رشوط‬
‫تييل المخططات االسياتيجية ونجاحها‪ ،‬لكن منح الحرية للجهات ف وضع مخططاتها‬
‫التنموية وفق رؤية تشاركية تراع فيها احتياجات الساكنة قد يصطدم عىل مستوى الواقع‬
‫بمجموعة من اإلشكاالت الت تحد من دور الجهات ف تمويل برامجها التنموية خاصة ف‬
‫ظل تواجد جهات تتوفر عىل موارد مالية مهمة مقابل جهات تفتقر إىل ذلك‪.‬‬

‫المفاهيم للموضوع‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬التحديد‬

‫إن التحديد المفاهيم لموضوع البحث يستلزم الوقوف عىل بعض المفاهيم الت تعتي‬
‫كلمات مفاتيح وجب االلمام بها وتحديد معناها لمساعدة القارئ منذ البداية عىل معرفة‬
‫ماذا يقصد بهذا المصطلح أو ذاك ومن هذا المنطلق سيتم تحديد المفاهيم األولية االتية‪:‬‬

‫التخطيط‪ :‬يفيد التخطيط لغة التصميم أو التنظيم المسبق‪ .19‬واصطالحا هو عملية‬


‫تنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع االستعداد الكامل لمواجهته‪ ،20‬أي تقرير اإلجابة‬
‫المسبقة ألسئلة ما يجب عمله؟ وكيف يتم؟ ومت؟ ومن الذي يقوم به؟‬

‫والتدبي وتنظيم الترصفات والتوفيق ربي الموارد‬


‫ر‬ ‫التفكي‬
‫ر‬ ‫وبعبارة أخرى هو أسلوب ف‬
‫والحاجيات‪.21‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Le robert junior, nouvelle édition, 2020, p :338.‬‬
‫التغيي ورهانات الجهوية المتقدمة‪ ،‬مطبعة دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫ر‬ ‫‪ 20‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬
‫‪ ،2020‬ص‪.148:‬‬
‫‪ 21‬رابح حمدي باشا‪ ،‬أزمة التنمية والتخطيط ف ظل التحوالت االقتصادية العالمية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫التسيي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2007-2006‬ص‪.21:‬‬‫ر‬ ‫الجزائر العاصمة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬

‫‪6‬‬
‫وإذا كان هذا هو مفهوم التخطيط ف معناه العام‪ ،‬فإنه عىل المستوى الياب يعت‬
‫لتدابي الت تضعها المجالس المحلية لبلوغ أهداف تنموية معينة‪ ،‬وف مدة زمنية‬
‫ر‬ ‫مجموع ا‬
‫محددة تبعا للمدة االنتخابية‪.22‬‬

‫التنمية‪ :‬تحيل كلمة "تنمية" ف لسان العرب‪ ،‬عىل كلمة نم‪ ،‬ينم‪ ،‬نميا‪ ،‬ونماء‪ ،‬بمعت‬
‫وكي‪ ،‬ويقال نميت ر‬
‫الشء‪ ،‬أي رفعته‪.23‬‬ ‫زاد ر‬

‫واصطالحا‪ ،‬تعت زيادة الطاقة اإلنتاجية ف المجتمع بالصورة الت تؤدي إىل رفع‬
‫مستواه من مستوى أدب إىل مستوى أعىل عىل امتداد فية زمنية معقولة‪ .‬والتنمية بهذا‬
‫والتغييات‬
‫ر‬ ‫المتغيات االقتصادية الكمية‪،‬‬
‫ر‬ ‫المفهوم‪ ،‬تنمية اقتصادية واجتماعية تجمع ما ربي‬
‫االجتماعية والثقافية الت ستحدثها‪.24‬‬

‫التمويل‪ :‬يقصد بالتمويل لغة االمداد بالمال‪.‬‬

‫واصطالحا هو مجموعة من الوسائل واألساليب واألدوات المستخدمة إلدارة ر‬


‫المشوع‬
‫والتسييية‪.‬‬
‫ر‬ ‫للحصول عىل األموال الالزمة لتغطية األنشطة االستثمارية‪25‬‬

‫التاريخ للموضوع‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬السياق‬

‫تاريخيا‪ ،‬ظهرت فكرة التخطيط أوال مع االشياكية الماركسية كبعد اقتصادي محض‬
‫ينادى برصورة تدخل الدولة لتصحيح األوضاع والحد من التناقضات الرأسمالية‪ ،‬وكان أول‬
‫من أكد فكرة التخطيط االقتصادي اليويج "كريستيان شونهيدر" ف بحث ر‬
‫نشه سنة‬
‫‪ ،261910‬وتطورت الفكرة خالل مراحل الكساد االقتصادي الت أعقبت الحرب العالمية‬

‫بنمي المهدي‪ ،‬الالمركزية والشأن العام المحىل‪ ،‬أية افاق ف ظل المفهوم الجديد للسلطة؟ مطبعة الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪ ،2000 ،‬ص‪.74:‬‬ ‫‪ 22‬ر‬
‫‪ 23‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬منشورات دار صابر‪ ،‬ربيوت‪ ،‬ص‪ .341 :‬أورده‪:‬‬
‫التدبي الجماع وإشكالية التدخل التنموي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫ر‬ ‫كواعروس عبد هللا‪،‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬أكادير‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪9:‬‬
‫‪ 24‬المستف صالح‪ ،‬التطور اإلداري ف افق الجهوية بالمغرب من المركزية إىل الالمركزية‪ ،‬دكتوراه السلك الثالث‪ ،‬جامعة الحسن الثاب‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1989-1988‬ص‪.238:‬‬
‫‪ 25‬رائدة فراح‪ ،‬مصادر التمويل الحديثة وأثرها عىل األداء الماىل للمؤسسة االقتصادية ‪-‬دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أم البواف‪-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماسي أكاديم ف العلوم التجارية‪ ،‬جامعة العرب بن مهيدي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسي ري‪ -‬أم‬
‫البواف‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪.3:‬‬
‫‪ 26‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬عدد خاص رقم ‪ ،9‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪-‬البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2018‬ص‪.158:‬‬

‫‪7‬‬
‫الثانية‪ ،‬حيث كان لزاما عىل الدول الت دمرتها الحرب اللجوء إىل التخطيط إلنعاش‬
‫اقتصادياتها‪.‬‬

‫وف المغرب تعتي آلية التخطيط االسياتيج حديثة نسبيا‪ ،‬فرغم ظهور بعض‬
‫والتدبيية خالل مرحلة الحماية‪ ،‬حيث كانت بعض سلطات‬
‫ر‬ ‫ارهاصات اليمجة المالية‬
‫االحتالل ر‬
‫تشف ابتداء من سنة ‪ 1944‬عىل إعداد برامج رباعية تهم مجاالت األشغال‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫العمومية‪ ،‬فإن التخطيط بمفهومه ومضامينه اإلسياتيجية لم ييز عىل مستوى‬
‫العموم إال بشكل قطاع وجزب أوائل الستينيات من خالل المخطط الخماس ‪-1960‬‬
‫‪ 271964‬الذي شكل قطيعة مع االقتصاد االستعماري وتشييد اقتصاد وطت مستقل وقد‬
‫تضمن هذا المخطط تصورا ليامج وضعت للبنية التحتية والمصادر الكهربائية‪ ،‬لتليه بعد‬
‫ذلك مخططات أخرى كان الهدف منها توجيه االقتصاد الوطت من أجل تحقيق نجاعة‬
‫اقتصادية وعدالة اجتماعية‪ ،28‬ر‬
‫غي أن التخطيط المركزي ومع تعدد مجاالت تدخل الدولة‬
‫غي قادرة للنهوض بجميع األوضاع التنموية‪ ،‬وبالتاىل تم االنتقال إىل‬
‫األخية ر‬
‫ر‬ ‫أصبحت هذه‬
‫سيورة تطور‬
‫المستويي الجماع والجهوي اللذين عرفا ر‬
‫ر‬ ‫التخطيط التنموي الياب خصوصا‬
‫متمية‬
‫مهمة‪ ،‬بدت أوىل مراحلها مع صدور الميثاق الجماع لسنة ‪ 1976‬الذي شكل مرحلة ر‬
‫ف تاري خ الجماعات اليابية من خالل منح المجالس الجماعية صالحية إعداد مخطط‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية وهو األمر نفسه الذي تم التأكيد عليه ف المواثيق الموالية‬
‫سواء لسنة ‪ 2002‬أو ‪ 2009‬وتماشيا مع األدوار التنموية للجماعات اليابية الت أصبحت‬
‫تضطلع بها برزت الجهة كفضاء لالستثمار والتنمية وكمستوى وسيط ربي الدولة وباف‬
‫الوحدات اليابية األخرى ليجمة األنشطة الت تعكس االحتياجات الحقيقية للساكنة‪،‬‬
‫فدستور ‪ 2011‬بوأها مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية األخرى فيما يتعلق بإعداد‬

‫‪ 27‬المستف صالح‪ ،‬التطور اإلداري ف أفق الجهوية بالمغرب من المركزية إىل الالمركزية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214:‬‬
‫‪ 28‬الفيالىل عبد العىل‪ ،‬الجماعات اليابية بالمغرب ربي الحكامة المالية وتجويد آليات الرقابة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص‪.63:‬‬

‫‪8‬‬
‫وتتبع برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد الياب وهو ما تم تكريسه عىل‬
‫مستوى قانونها التنظيم رقم ‪ 111.14‬الصادر سنة ‪.2015‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية الموضوع‬

‫يكتش هذا الموضوع أهمية مزدوجة األوىل نظرية والثانية عملية‪:‬‬

‫تتمثل األهمية النظرية للموضوع ف كونه من المواضيع المهمة ف الحقل القانوب‬


‫باعتباره رافعة للتنمية وآلية مهمة ف تكريس مسلسل الالمركزية‪ ،‬حيث تأسست عىل هامشه‬
‫مجموعة من البحوث العلمية سواء منها المؤيدة أو المعارضة الختيارات المجالس المنتخبة‬
‫عىل مستوى الجهات‪ ،‬كما شكل هاجسا رئيسيا للعديد من منظمات المجتمع المدب العاملة‬
‫مكوني‬
‫ر‬ ‫ف حقول التنمية‪ .‬ر‬
‫غي أن الذي ينفرد به هذا البحث هو أنه يحاول إبراز العالقة ربي‬
‫متالزمتي ال يمكن فصلهما عن بعضهما البعض‬
‫ر‬ ‫أساسيي هما التخطيط والتمويل باعتبارهما‬
‫ر‬
‫الباحثي وبالتاىل فهذه الدراسة يمكن أن‬
‫ر‬ ‫وه نقطة لم تحظ بالدراسة والتحليل من قبل‬
‫تفتح افاقا جديدة لنقاش علم موضوع‪.‬‬

‫للمواطني تجاه الجماعات اليابية‬


‫ر‬ ‫الكبية‬
‫ر‬ ‫أما األهمية العملية فتتجىل ف االنتظارات‬
‫األخية احتقانات اجتماعية ف العديد‬
‫ر‬ ‫وف مقدمتها الجهات‪ ،‬حيث شهد المغرب ف اآلونة‬
‫من جهات المغرب نتيجة فشل مجموعة من اليامج التنموية ف تحقيق متطلبات‬
‫لمواطني األمر الذي يجعل التساؤل مفتوحا حول النماذج المطبقة اقتصاديا‬
‫ر‬ ‫المواطنات وا‬
‫واجتماعيا وكذا المؤسسات المعنية بها السيما الهيئات المنتخبة‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن أن تساهم‬
‫هذه الدراسة ف فهم واقع التخطيط الياب الجهوي ومعرفة األسباب الرئيسية الت تؤدي‬
‫تعي مجموعة من المشاري ع التنموية خاصة إشكالية التمويل الت ه أساسا أحد‬ ‫إىل ر‬

‫المعوقات الرئيسية ف فشل مجموعة من اليامج التنموية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلشكالية الرئيسية‬

‫منذ فجر االستقالل والمغرب يسىع إىل تحقيق التنمية بمختلف تجلياتها من خالل‬
‫نهج مجموعة من المخططات سواء عىل المستوى المركزي أو الالمركزي‪ ،‬إال أن التنمية‬
‫اليابية عموما والجهوية خصوصا ظلت دائما تطرح إشكاالت‪ ،‬فالفقر والبطالة والرشوة‬
‫واألمية والفساد والضغط عىل البيئة كلها ر‬
‫مؤشات مرتفعة تؤثر سلبا عىل عيش الساكنة‪.‬‬
‫وعىل هذا األساس‪ ،‬يمكن طرح إشكالية البحث عىل الشكل التاىل‪:‬‬

‫‪ −‬مدى قدرة وسائل التمويل الجهوية االستجابة لرهانات التنمية بشكل يستجيب‬
‫اب؟‬ ‫ر‬
‫لمتطلبات الساكنة بناء عىل آلية التخطيط الت ي‬
‫تنبثق عن هذه اإلشكالية المحورية مجموعة من األسئلة الفرعية من قبيل‪:‬‬

‫‪ −‬ما هو اإلطار القانوب للتخطيط الياب الجهوي؟ وما ه أبعاده؟‬


‫‪ −‬ماه آليات تمويل وتنفيذ اليامج والمشاري ع الجهوية؟‬
‫‪ −‬كيف تؤثر إكراهات النظام الماىل الجهوي عىل تمويل برامج التنمية الجهوية؟‬
‫‪ −‬كيف يمكن تقييم واقع تمويل برامج التنمية الجهوية؟‬
‫‪ −‬ماه آفاق تطوير سياسة التخطيط الجهوي؟‬

‫خامسا‪ :‬الفرضيات‬

‫لتيسي اإلجابة عىل اإلشكالية المركزية للبحث واالسئلة المتفرعة عنها سيتم االنطالق‬
‫ر‬
‫من الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ −‬الفرضية األول‪ :‬تساهم وسائل التمويل الممنوحة للجهات بمقتض دستور ‪2011‬‬
‫وكذا القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬ف تنفيذ مخططاتها التنموية بشكل يستجيب‬
‫لمتطلبات الساكنة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ −‬الفرضية الثانية‪ :‬استمرار الجهة ف استخالص موارد مالية ضئيلة وضعف استقاللها‬
‫الكثي من‬ ‫الماىل‪ ،‬باإلضافة إىل هيمنة تدخل اإلدارة المركزية يفض إىل ر‬
‫تعي تنفيذ‬
‫ر‬
‫المخططات التنموية الجهوية‪.‬‬
‫‪ −‬الفرضية الثالثة‪ :‬النظام الماىل الجهوي تعييه مجموعة من االكراهات الت تحد من‬
‫التييل الفعىل للعديد من اليامج التنموية‪ ،‬لكنه بالرغم من ذلك‪ ،‬يساهم ف تمويل‬
‫المتدخلي‬
‫ر‬ ‫جزءا من التكلفة االجمالية للمخططات التنموية إىل جانب باف ر‬
‫الشكاء‬
‫عىل مستوى تراب الجهة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مناهج البحث‬

‫لتأكيد أو دحض إحدى الفرضيات السابقة سيتم االستعانة ببعض مناهج البحث‬
‫العلم بغية التوصل إىل تركيبة منهجية تسمح بقراءة الموضوع من زوايا مختلفة وف هذا‬
‫الصدد تم االعتماد بشكل رئيش عىل المناهج التالية‪:‬‬

‫الوظيف‪ :‬يعتمد المنهج الوظيق عىل مجموعة من األفكار‪ ،‬أبرزها أنه يتعامل‬
‫ي‬ ‫المنهج‬
‫مع ر‬
‫الشء باعتباره جماعة أو مؤسسة أو تنظيم عىل أنه نسق أو نظام وهذا النسق يتألف‬
‫من عدد من األجزاء الميابطة‪ ،‬وهو ما ينطبق عىل هذه الدراسة الت تتفاعل مع الجهة كإطار‬
‫تراب‪ ،‬إذ سيتم إبراز الوظائف واالدوار الت تؤديها من خالل آلياتها وأجهزتها من أجل تحقيق‬
‫التنمية‪.‬‬

‫الوصف‪ :‬يهدف المنهج الوصق إىل جمع الحقائق والبيانات عن ظاهرة معينة‬
‫ي‬ ‫المنهج‬
‫تفسيا كافيا‪ ،‬إذ يعتي هذا المنهج ضوريا ف هذا النوع من البحوث لفهم‬
‫ر‬ ‫تفسيها‬
‫ر‬ ‫مع محاولة‬
‫الواقع االقتصادي واالجتماع والسياس للجماعات اليابية وعىل رأسها الجهات نظرا‬
‫العتماده عىل تجميع األرقام والمعطيات ف سبيل فهم واقع الحال وهو ما حاولت هذه‬
‫الدراسة التطرق إليه من خالل االشتغال عىل بعض النماذج التطبيقية ليامج التنمية‬
‫الجهوية ف محاولة لوصف واقع تمويلها من خالل ر‬
‫مؤشات وأرقام قد تمكن القارئ من فهم‬
‫الجانب العمىل للبحث‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫كل هذا وذاك وفق مقاربة قانونية تعتمد عىل طرح اإلشكاالت ومحاولة بحث الحلول‬
‫الممكنة لها عي االستفادة من التجارب الناجحة ف مجال التخطيط‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬خطة البحث‬

‫بناء عىل جميع المعطيات السابقة سيتم تناول هذه الدراسة وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫اب رافعة للتنمية الجهوية‬ ‫الفصل األول‪ :‬التخطيط ر‬


‫الت‬
‫ي‬

‫الثاب‪ :‬إشكالية تمويل برامج التنمية الجهوية‬


‫ي‬ ‫الفصل‬

‫‪12‬‬
‫اب رافعة للتنمية الجهوية‬ ‫الفصل األول‪ :‬التخطيط ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ثمة عالقة وثيقة ربي التخطيط الجهوي والتنمية المحلية‪ ،‬إذ الهدف من اعتماد مبدأ‬
‫تدبي وتوجيه التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬فالتخطيط‬
‫التخطيط هو ر‬
‫الجهوي يعد بمثابة مقاربة منهجية مفتوحة عىل المستقبل‪ ،‬لكونه يسلط الضوء عىل‬
‫المتغيات الممكنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الحاجيات الحاضة والمستقبلية ويضع تصورات استباقية لمواجهة‬
‫لذلك‪ ،‬فالتخطيط االسياتيج يقدم تشخيصا واقعيا للجماعات اليابية ويمكن من الوقوف‬
‫عىل نقاط الضعف ونقاط القوة داخل المستويات اليابية‪ ،‬وبالتاىل وضع خطط وبرامج‬
‫المحليي وفق رؤية اسياتيجية تتسم بالنجاعة والفعالية‬
‫ر‬ ‫تستجيب لحاجيات السكان‬
‫والقدرة عىل جلب االستثمارات‪.‬‬

‫وف هذا اإلطار‪ ،‬فإن التخطيط االسياتيج آلية مهمة تروم تحقيق التنمية بمختلف‬
‫أبعادها ومجاالتها وترجمة حقيقية إلرادة جماعية قائمة عىل أساس المشاركة ومقاربة النوع‬
‫ر‬
‫المشع‬ ‫ف سبيل ضمان انسجام وتكامل والتقائية السياسات العمومية‪ ،‬حيث خول‬
‫للجماعات اليابية وعىل رأسها الجهات مجموعة من االختصاصات التنموية وبوأها مكانة‬
‫الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية األخرى ف عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‬
‫والتصاميم الجهوية إلعداد الياب‪ ،‬ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية لهذه الجماعات‬
‫اليابية‪.‬‬

‫وتماشيا مع ذلك‪ ،‬لم يعد اعتماد السياسات العمومية حسب مقتضيات دستور ‪2011‬‬
‫حكرا عىل الدولة‪ ،‬وإنما صارت الجماعات اليابية أيضا ملزمة بتفعيل السياسة العامة للدولة‬
‫يتعي عىل مجالس الجماعات اليابية‬
‫وإعداد سياسات ترابية من خالل ممثليها‪ ،‬حيث ر‬
‫تدبي شؤون الجهات ترتكز‬ ‫ر‬
‫السيما المجالس الجهوية نهج مقاربة جديدة أكي شمولية ف ر‬
‫عىل اعداد برنامج تنمية جهوية يمتاز بالدقة والقدرة عىل تحديد متطلبات المواطنات‬
‫توفي اآلليات والوسائل الرصورية الكفيلة بتلبية هذه الحاجيات‪.‬‬
‫ر‬ ‫والمواطني من خالل‬
‫ر‬

‫‪13‬‬
‫فحجم التحديات والرهانات اليوم‪ ،‬يفرض عىل الجهة تبت منهجية عمل جديدة تتضمن‬
‫والمتغيات الممكنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫والتدبي ف سياق التفاعل مع التحوالت‬
‫ر‬ ‫صيغا متطورة ف التنظيم‬

‫وعليه‪ ،‬سيتم ف (مبحث أول) من هذا الفصل التطرق إىل اإلطار العام للتخطيط الياب‬
‫كي ف (مبحث ثان) عىل األدوار التنموية للجهة من خالل‬
‫الجهوي عىل أساس أن يتم الي ر‬
‫دستور ‪ 2011‬والقانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪14‬‬
‫اب الجهوي‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للتخطيط ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫التدبي العموم الحديث‪ ،‬حيث‬
‫ر‬ ‫يعد التخطيط اإلسياتيج أحد أهم مقومات وأسس‬
‫نص ر‬
‫المشع الدستوري عىل مساهمة الجماعات اليابية ف تفعيل السياسات العامة للدولة‬
‫تدبي شؤونها وفق منطق‬
‫وهو األمر الذي يؤكد عىل مدى أهمية الجماعات اليابية ف ر‬
‫التخطيط اإلسياتيج المتسم بالدقة والفعالية والبحث عن المردودية الالزمة داخل نفوذ‬
‫الجهة من أجل تحقيق النجاعة والتنافسية والقدرة عىل جذب االستثمارات‪.‬‬

‫فنهج مقاربة التخطيط اإلسياتيج عىل مستوى الجهة يروم تحقيق االلتقائية‬
‫والتناسق والتكامل‪ ،‬حيث يعتي برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي إلعداد الياب‬
‫مهمتي ف سياق بناء الجهوية المتقدمة وتعزيز الديمقراطية عىل الصعيد المحىل‪،‬‬
‫ر‬ ‫آليتي‬
‫ر‬
‫وقصد بلوغ هذه األهداف عملت الدولة عىل سن مجموعة من المقتضيات الدستورية‬
‫والقانونية المحددة لخارطة طريق التخطيط الياب الجهوي (المطلب األول)‪ ،‬كما أن لهذا‬
‫أكي منه مجرد تجميع‬ ‫األخي مجموعة من االبعاد تجعل منه منهجا وسياسة عامة ر‬
‫ر‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫للمعطيات (المطلب‬

‫اتيخ الجهوي‬ ‫ر‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار‬


‫القانوب للتخطيط االست ي‬
‫ي‬

‫القواني عىل أنها مجموعة من القواعد الت تنظم سلوك االفراد داخل المجتمع‬
‫ر‬ ‫تعرف‬
‫وتضبط العالقات االجتماعية‪ ،‬حيث ييتب عىل مخالفتها جزاء‪ ،‬ويتوخ من اقامتها صيانة‬
‫أمن المجتمع وتحقيق التعايش السلم ربي مختلف مكوناته‪.29‬‬

‫القواني الصادرة عن اليلمان تضع األحكام العامة وال تدخل أحيانا ف‬


‫ر‬ ‫وإذا كانت‬
‫القواني أو‬
‫ر‬ ‫لتبي كيفية تطبيق هذه‬
‫التفاصيل‪ ،‬فإن المراسيم الت تصدرها الحكومة تأب ر‬
‫بعض مقتضياتها بموجب االختصاصات الممنوحة للحكومة‪.30‬‬

‫‪ 29‬مفيد أحمد‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدستوري والمؤسسات السياسية ‪-‬دراسة ف الدولة والدستور وأنظمة الحكم الديمقراط وآليات‬
‫المشاركة السياسية‪ -‬دار القلم‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2015‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ 30‬الفصل ‪ 72‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪15‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬يستلزم الحديث عن اإلطار القانوب المنظم للتخطيط االسياتيج‬
‫الجهوي الوقوف عىل المقتضيات الدستورية والقانونية المنظمة لكل من التصميم الجهوي‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫إلعداد الياب (الفرع األول)‪ ،‬وبرنامج التنمية الجهوية (الفرع‬
‫ر‬
‫الفرع األول‪ :‬األسس الدستورية والقانونية للتخطيط الت ي‬
‫اب الجهوي‬

‫يقتض الحديث ف هذا الفرع التطرق إىل األسس الدستورية والقانونية المؤطرة‬
‫للتصميم الجهوي إلعداد الياب باعتباره وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية عىل المدى البعيد‬
‫‪ 25‬سنة (الفقرة الثانية) ثم األسس الدستورية والقانونية لينامج التنمية الجهوية باعتباره‬
‫وثيقة مرجعية لتحقيق التنمية عىل المدى المتوسط ‪ 6‬سنوات (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬األسس الدستورية والقانونية للتصميم الجهوي إلعداد ر‬
‫التاب‬

‫ر‬
‫المشع المغرب التصاميم الجهوية إلعداد الياب بموجب مقتضيات تضمنها‬ ‫نظم‬
‫دستور ‪ ،2011‬وكذلك بموجب مقتضيات تضمنها القانون التنظيم للجهات رقم‬
‫‪ ،111.14‬الذي أحال عىل مرسوم تطبيق خاص بمسطرة إعداد التصاميم الجهوية إلعداد‬
‫الياب وتحيينه وتقييمه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األسس الدستورية للتصميم الجهوي إلعداد ر‬
‫التاب‬

‫الدساتي السابقة هو ما تضمنه من مقتضيات‬


‫ر‬ ‫يمي دستور ‪ 2011‬عن باف‬
‫إن أهم ما ر‬
‫مهمة وأساسية أبرزها االرتقاء بالجهات إىل مكانة أساسية ومحورية يقوم عىل أساسها‬
‫األخية‬
‫ر‬ ‫التنظيم الياب للمملكة‪ ،‬حيث نص الدستور ف الفصل األول منه وتحديدا ف فقرته‬
‫عىل أن "التنظيم الياب للمملكة تنظيم ال مركزي يقوم عىل الجهوية المتقدمة"‪ .‬ولم يكن‬
‫الدساتي السابقة‪.‬‬
‫ر‬ ‫هذا النص موجودا ف‬

‫وهكذا‪ ،‬ف إطار ورش الجهوية المتقدمة الذي انخرط فيه المغرب‪ ،‬أصبحت الجهة‬
‫بموجب الفصل ‪ 143‬من الدستور تتبوأ‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة‬
‫بالنسبة للجماعات اليابية األخرى‪ ،‬السيما ف عمليات إعداد وتتبع التصاميم الجهوية‬

‫‪16‬‬
‫األخية من أهمية عىل مستوى التخطيط‬
‫ر‬ ‫إلعداد الياب‪ ،‬وذلك عىل اعتبار ما تمثله هذه‬
‫المجاىل االسياتيج عىل صعيد الجهة‪.‬‬

‫وتماشيا مع ذلك‪ ،‬أكد الفصل ‪ 145‬من الدستور عىل أن والة الجهات وعمال األقاليم‬
‫ممثلي للسلطة المركزية ف الجماعات اليابية يقدمون المساعدات‬
‫ر‬ ‫والعماالت بوصفهم‬
‫الالزمة لرؤساء الجماعات اليابية‪ ،‬وخاصة رؤساء المجالس الجهوية‪ ،‬فيما يتعلق بتنفيذ‬
‫المخططات واليامج التنموية‪.‬‬

‫فمن خالل هذه النصوص الدستورية يتضح أن التصميم الجهوي إلعداد الياب يرم‬
‫إىل تنسيق تدخالت كل من الدولة والجماعات اليابية والمستثمرين الخواص‪ ،‬ومواكبة‬
‫اختياراتهم االسياتيجية ف مجال التنمية والتهيئة‪ ،‬وذلك من خالل القيام باستشارة واسعة‬
‫أثناء إعداده‪ ،‬وفق توجهات السياسة العامة إلعداد الياب عىل المستوى الوطت‪ ،‬وكذا ف‬
‫انسجام مع االسياتيجيات واليامج القطاعية العمومية والتصاميم القطاعية المنجزة عىل‬
‫الصعيد الجهوي والوطت‪.31‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسس القانونية للتصميم الجهوي إلعداد ر‬
‫التاب‬

‫عزز القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬اختصاصات الجهة فيما يخص التصميم‬
‫الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬بحيث أصبح مجال إعداد الياب من االختصاصات الذاتية الموكولة‬
‫للجهة لتمكينها من القيام ف حدود مواردها وف نطاق احيام اختصاصاتها اليابية‪ ،‬بأدوارها‬
‫التنموية السيما فيما يتعلق بالتصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وذلك وفق توجهات السياسة‬
‫العامة إلعداد الياب المعتمدة عىل الصعيد الوطت‪.‬‬

‫وف هذا اإلطار‪ ،‬نصت المادة ‪ 88‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬عىل أن‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫"تضع الجهة‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها‪ ،‬التصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وفق‬
‫واألنظمة الجاري بها العمل ف إطار توجهات السياسة العامة إلعداد الياب المعتمدة عىل‬

‫‪ 31‬دليل مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب وتحيينه وتقييمه‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬المديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬ص‪.6:‬‬

‫‪17‬‬
‫المستوى الوطت وبتشاور مع الجماعات اليابية األخرى واإلدارات والمؤسسات العمومية‪،‬‬
‫المعنيي بياب الجهة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وممثىل القطاع الخاص‬

‫تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،‬يساعد واىل الجهة رئيس مجلس الجهة‬
‫ف تنفيذ التصميم الجهوي إلعداد الياب‪.‬‬

‫يعتي التصميم الجهوي إلعداد الياب وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع الياب‬
‫الجهوي"‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 89‬أيضا عىل "يهدف التصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬عىل وجه‬
‫تدبي تهيئة المجال وتأهيله وفق‬
‫الخصوص‪ ،‬إىل تحقيق التوافق ربي الدولة والجهة حول ر‬
‫ر‬
‫واستشافية‪ ،‬بما يسمح بتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية‪.‬‬ ‫رؤية اسياتيجية‬
‫ولهذه الغاية‪:‬‬

‫‪ −‬يضع إطارا عاما للتنمية الجهوية والمستدامة والمنسجمة بالمجاالت الحرصية‬


‫والقروية؛‬
‫بالتجهيات والمرافق العمومية الكيى المهيكلة عىل‬
‫ر‬ ‫‪ −‬يحدد االختيارات المتعلقة‬
‫مستوى الجهة؛‬
‫‪ −‬يحدد مجاالت المشاري ع الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها وكذا مشاريعها المهيكلة‪.‬‬

‫تحدد بنص تنظيم مسطرة إعداد التصميم الجهوية إلعداد الياب وتحيينه وتقييمه"‪.‬‬

‫"يتعي عىل اإلدارة والجماعات اليابية والمؤسسات‬


‫ر‬ ‫وأشارت المادة ‪ 90‬إىل أنه‬
‫مضامي التصميم الجهوي إلعداد الياب ف إطار‬
‫ر‬ ‫بعي االعتبار‬
‫العمومية والمقاوالت االخذ ر‬
‫برامجها القطاعية أو تلك الت تم التعاقد ف شأنها"‪.‬‬

‫األخية من المادة ‪ 89‬من القانون التنظيم للجهات رقم‬


‫ر‬ ‫وتطبيقا ألحكام الفقرة‬
‫‪ 111.14‬صدر مرسوم يحدد مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وتحيينه‬

‫‪18‬‬
‫وتقييمه‪ ،32‬وهو مرسوم جاء مفصل للمقتضيات القانونية الت أتت بها المواد من ‪ 88‬إىل‬
‫‪ 90‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ .111.14‬وهكذا‪ ،‬فإن صدور هذا المرسوم ر‬
‫يبي‬
‫ر‬
‫للمشع ف تفعيل المخطط االسياتيج الجهوي‪ ،‬كوسيلة تراهن عليها‬ ‫اإلرادة الحازمة‬
‫ر‬
‫فالمشع المغرب يىع جيدا أن‬ ‫الدولة لكسب رهان التنمية والديمقراطية المحلية‪،‬‬
‫الديمقراطية المحلية ه نواة الديمقراطية الحقيقية‪.33‬‬

‫تمكي مجلس‬
‫ر‬ ‫عموما يمكن القول‪ ،‬بأن التصميم الجهوي إلعداد الياب يسىع إىل‬
‫الجهة من بلورة منظور للتهيئة المجالية عىل مدى ‪ 25‬سنة‪ ،‬وفق توجهات السياسة العامة‬
‫إلعداد الياب المعتمدة عىل المستوى الوطت‪ .‬كما يروم تعزيز التشاور وتحقيق االنسجام‬
‫والمتدخلي ف ميدان إعداد الياب عىل المستوى الجهوي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫والتنسيق ربي مختلف‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسس الدستورية والقانونية لتنامج التنمية الجهوية‬

‫تتمثل األسس الدستورية والقانونية لينامج التنمية الجهوية فيما نص عليه دستور‬
‫‪ 2011‬من إعداد الجهة لينامج التنمية الجهوية تحت رإشاف رئيس مجلسها وكذلك فيما‬
‫جاء به القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬باعتباره امتدادا للدستور‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسس الدستورية لتنامج التنمية الجهوية‬

‫بالعودة للوثيقة الدستورية لسنة ‪ 2011‬الت يمكن اعتبارها وثيقة أو دستور للسياسات‬
‫العمومية‪ ،‬حيث احتل موضوع السياسات العمومية أهمية كيى ضمن مقتضيات الدستور‬
‫الدساتي السابقة‪ .‬إال أن اإلشارة إىل السياسات العمومية اليابية لم ترد‬
‫ر‬ ‫وذلك بالمقارنة مع‬
‫بهذا المعت إال ف الفصل ‪ 137‬من الوثيقة الدستورية الت تنص عىل "تساهم الجهات‬
‫والجماعات اليابية األخرى ف تفعيل السياسة العامة للدولة‪ ،‬وف إعداد السياسات اليابية‪،‬‬
‫من خالل ممثليها ف مجلس المستشارين"‪.‬‬

‫‪ 32‬المرسوم رقم ‪ 2.17.583‬الصادر ف ‪ 7‬محرم ‪ 28( 1439‬سبتمي ‪ )2017‬بتحديد مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وتحيينه‬
‫وتقييمه‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6618‬بتاري خ ‪ 13‬صفر ‪ 2( 1439‬نوني ‪ ،)2017‬ص‪.6385 :‬‬
‫التدبي االسياتيج للياب والمخططات الجماعية للتنمية أية آفاق وأية رهانات‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫ر‬ ‫‪ 33‬الرمحاب حفصة‪،‬‬
‫‪:‬‬
‫عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص ‪216‬‬

‫‪19‬‬
‫فمن خالل مقتضيات هذا الفصل يبدو واضحا إسناد صياغة السياسات العمومية‬
‫للجماعات اليابية والسيما الجهات وبلورتها عىل مستواها‪ ،‬إذ لو لم يتم التنصيص عىل ذلك‬
‫ضاحة‪ ،‬كان سيصعب تصور التأسيس لتنظيم المركزي لياب المملكة يقوم عىل الجهوية‬
‫المتقدمة‪ ،‬تتبوأ فيه الجهة‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات‬
‫اليابية األخرى‪ ،‬ف عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‪.‬‬

‫وعىل غرار التصميم الجهوي إلعداد الياب الذي يقدم من خالله الوالة والعمال‬
‫مساعدتهم لرؤساء الجهات فيما يتعلق بتنفيذ هذه اآللية‪ .‬فإنه نفس االمر بالنسبة لتنفيذ‬
‫برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬حيث يساعد الوالة والعمال رؤساء الجهات عىل تنفيذ برامجهم‬
‫التنموية وذلك عمال بمقتضيات الفصل ‪ 145‬من الدستور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسس القانونية لتنامج التنمية الجهوية‬

‫يعتي التخطيط الياب الجهوي عنرصا أساسيا يكرس دور الجهة ضمن المنظومة‬
‫المؤسساتية للدولة‪ ،‬إذ أكي تحد يواجه الياب اليوم‪ ،‬هو استغالل الموارد المتاحة بطريقة‬
‫المحليي وتوحيد تدخالتهم وفق اهداف‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫تتسم بالنجاعة والفعالية عي رإشاك كل‬
‫تروم تحقيق تنمية مستدامة‪.‬‬

‫لتدبي الشأن العام المحىل واالرتقاء‬


‫ر‬ ‫ووعيا من ر‬
‫المشع برصورة تعزيز اليسانة القانونية‬
‫بالدور التنموي للجهة نص القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬ضمن القسم الثاب من‬
‫الباب الثاب ف إطار االختصاصات الذاتية للجهة من خالل الفصل ‪ 83‬عىل أن يضع مجلس‬
‫الجهة‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها‪ ،‬خالل السنة األوىل من مدة انتداب المجلس‪ ،‬برنامج‬
‫التنمية الجهوية وتعمل عىل تتبعه وتحيينه وتقييمه‪.‬‬

‫يحدد برنامج التنمية الجهوية لمدة ست سنوات األعمال التنموية المقرر برمجتها‬
‫وإنجازها بياب الجهة‪ ،‬اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتها‪ ،‬لتحقيق تنمية مستدامة ووفق‬

‫‪20‬‬
‫الالممركزة‪34‬‬ ‫منهج تشارك وبتنسيق مع واىل الجهة بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح‬
‫لإلدارة المركزية‪.‬‬

‫يجب أن يتضمن برنامج التنمية الجهوية تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجهة‬


‫وتحديدا ألولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األوىل وأن‬
‫بعي االعتبار مقاربة النوع‪.‬‬
‫يأخذ ر‬

‫يتعي أن يواكب برنامج التنمية الجهوية التوجهات االسياتيجية لسياسة الدولة‬


‫كما ر‬
‫وأن يعمل عىل بلورتها عىل المستوى الجهوي وأن يراع إدماج التوجهات الواردة ف التصميم‬
‫الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬واالليامات المتفق بشأنها ربي الجهة والجماعات اليابية األخرى‬
‫وهيئاتها والمقاوالت العمومية والقطاعات االقتصادية واالجتماعية بالجهة‪.‬‬

‫وتعمل الجهة عىل تنفيذ برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬عند االقتضاء ف إطار تعاقدي ربي‬
‫المتدخلي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الدولة والجهة وباف‬

‫مضامي برنامج التنمية الجهوية عند وضع‬


‫ر‬ ‫يتعي عىل الجهة مراعاة‬
‫وعىل هذا األساس ر‬
‫بالتجهي‪ ،‬ف حدود مواردها‪.35‬‬
‫ر‬ ‫الميانية ف الجزء المتعلق‬
‫ر‬
‫ووعيا من ر‬
‫المشع بالمستجدات الت قد تحدث أثناء تنفيذ الخطة االسياتيجية نص‬
‫حي التنفيذ‪،36‬‬
‫تحيي برنامج التنمية الجهوية ابتداء من السنة الثالثة من دخوله ر‬
‫ر‬ ‫عىل إمكانية‬
‫تغيي‬
‫حيث أنه من مبادئ التخطيط االسياتيج الياب مبدأ المرونة الذي يتيح إمكانية ر‬
‫المتغيات والظروف الت قد يصعب التكهن بها‪.‬‬
‫ر‬ ‫عناض الخطة وتعديلها بما ينسجم مع‬

‫وتطبيقا للمادة ‪ 86‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬صدر مرسوم يحدد‬
‫مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور‬

‫‪ 34‬المصالح الالممركزة ه تلك التمثيليات أو البنيات اإلدارية اليابية الممثلة لإلدارات المركزية‪ ،‬عىل مستوى الجهة وعىل مستوى العمالة أو‬
‫اإلقليم‪ ،‬سواء كانت تابعة لقطاع وزاري معي‪ ،‬أو مشيكة بي قطاعي أو ر‬
‫أكي‪ ،‬كيفما كان شكل تنظيم هذه التمثيليات أو البنيات‪ ،‬وأيا كانت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫مسمياتها‪.‬‬
‫‪ 35‬المادة ‪ 84‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ 36‬المادة ‪ 85‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ر‬
‫للمشع ف تنفيذ برنامج‬ ‫إلعداد‪ ،37‬حيث يعكس صدور هذا المرسوم الرؤية الحقيقية‬
‫التنمية الجهوية‪ ،‬إذ أصبحت الجهة قاطرة للتنمية ونواة الديمقراطية المحلية‪ ،‬الت ال يمكن‬
‫أن تنمو وتيع إال ف أحضان المجالس الجهوية‪ ،‬فالجهات ه المجال الخصب للتفاعل‬
‫اإليجاب مع التنمية‪.‬‬

‫اب الجهوي‬ ‫الفرع الثاب‪ :‬مرتكزات ومراحل التخطيط ر‬


‫الت‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫من خالل القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬وكذا المرسوم التطبيق المتعلق‬
‫بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار‬
‫يتبي أن ر‬
‫المشع المغرب ألزم الجهات أن تعد مخططاتها التنموية وفق‬ ‫والتشاور إلعداده‪ ،‬ر‬
‫مجموعة من المرتكزات (الفقرة الثانية)‪ ،‬كما نص أيضا عىل وجوب مرور التخطيط الياب‬
‫الجهوي بمجموعة من المراحل (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫اب الجهوي‬ ‫الفقرة األول‪ :‬مرتكزات التخطيط ر‬


‫الت‬
‫ي‬

‫أصبحت العملية التنموية تتطلب رإشاك كل فئات المجتمع‪ ،‬فلم تعد حكرا عىل طرف‬
‫دون آخر‪ ،‬فه تستدع تظافر الجهود‪ ،‬والتعامل مع المواطن كفاعل وليس كموضوع‪.‬‬
‫فالمقاربة التشاركية (أوال) ومقاربة النوع (ثانيا) يعتيان من أهم مرتكزات التخطيط الياب‬
‫الجهوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقاربة التشاركية‬

‫التدبي التشارك أحد مبادئ الحكامة اليابية‪ ،‬والذي يروم رإشاك المجتمع المدب‬
‫ر‬ ‫يعتي‬
‫تدبي الشأن العام المحىل‪ ،38‬وقد عمل ر‬
‫المشع الدستوري ف إطار الباب التاسع المتعلق‬ ‫ف ر‬
‫بالجهات والجماعات اليابية األخرى‪ ،‬السيما الفصل ري ‪ 136‬و‪ 139‬التنصيص عىل نظام‬
‫الديمقراطية التشاركية‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 136‬عىل أن التنظيم الجهوي الياب يرتكز عىل‬

‫‪ 37‬المرسوم رقم ‪ 2.16.299‬الصادر بتاري خ ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات‬
‫الحوار والتشاور إلعداده‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،6482‬بتاري خ ‪ 14‬يوليوز ‪ ،2016‬ص‪.5341 :‬‬
‫‪ 38‬طلوع عبد االله‪ ،‬حكامة ر‬
‫تدبي الشأن الياب ف ضوء القانون التنظيم للجماعات‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪،‬‬
‫العدد الخاص رقم ‪ ،21‬سنة ‪ ،2020‬ص‪.201:‬‬

‫‪22‬‬
‫تدبي‬
‫المعنيي ف ر‬
‫ر‬ ‫التدبي الحر‪ ،‬وعىل التعاون والتضامن ويؤمن مشاركة السكان‬
‫ر‬ ‫مبادئ‬
‫شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم ف التنمية ر‬
‫البشية المندمجة والمستدامة‪.‬‬

‫ونصت الفقرة األوىل من الفصل ‪ 139‬عىل أن تضع مجالس الجهات‪ ،‬والجماعات‬


‫والمواطني‬
‫ر‬ ‫لتيسي مساهمة المواطنات‬
‫ر‬ ‫اليابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية للحوار والتشاور‪،‬‬
‫والجمعيات ف إعداد برنامج التنمية وتتبعه‪.‬‬

‫من هذا المنطلق يتضح أن دستور ‪ 2011‬جعل مسألة تحقيق التنمية ترتكز عىل‬
‫والمواطني والجمعيات ف إعداد برامج‬
‫ر‬ ‫لتيسي مساهمة المواطنات‬
‫ر‬ ‫المقاربة التشاركية‬
‫التدبي التنموي للجماعات‬
‫ر‬ ‫التنمية وتتبعها‪ ،‬وهو مبتىع يجعل من الحكامة التشاركية ف‬
‫اليابية أحد ركائز التأهيل المؤسساب للشأن الجهوي والياب بالمغرب‪ ،‬إذ تروم وضع حدا‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫للسمة االنغالقية الت ظلت تطبع عمل ترصيف الشأن المحىل‪ ،‬والدعوة لمقومات‬
‫الفاعلي من‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫واالشاك الفعىل لمختلف‬ ‫التشارك القائم عىل ميكانزمات االنفتاح والتواصل‬
‫خواص ومجتمع مدب ومواط رني‪.39‬‬

‫وتتخذ الديمقراطية التشاركية أربعة أنواع وه كالتاىل‪:40‬‬

‫‪ -‬المشاركة المعلوماتية‪ :‬حيث تقوم الجماعات اليابية وعىل رأسها الجهات باقتسام‬
‫تدبي الشأن العام الياب (قطاع‬
‫المعلومات الرئيسية المتعلقة بمختلف قطاعات ر‬
‫السي والجوالن‪ ،‬القطاع االجتماع واالقتصادي‬
‫ر‬ ‫تأهيل البنيات التحتية‪ ،‬قطاع‬
‫التجهيات) مع عموم الساكنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫والرياض وقطاع‬
‫االقتصاديي‬
‫ر‬ ‫والفاعلي‬
‫ر‬ ‫‪ -‬المشاركة التشخيصية‪ :‬بموجبها يتم ادماج المجتمع المدب‬
‫واالجتماعيي‪ ،‬ضمن فريق العمل‪ ،‬المكلف بإعداد ورقة مرجعية حول الوضعية‬
‫ر‬

‫غي‬
‫التشيىع واالجتهادات القضائية‪ ،‬العدد ‪( ،3‬اسم المطبعة ر‬‫‪ 39‬لحرش كريم‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية ‪ -‬رشح وتحليل‪ -‬سلسلة العمل ر‬
‫وارد)‪ ،‬السنة ‪ ،2012‬ص‪.171 :‬‬
‫التدبي الماىل الياب ربي إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام والعلوم السياسية‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ 40‬حمرالراس سناء‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس‪-‬الرباط‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص‪.184 :‬‬

‫‪23‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية للجهة‪ ،‬وف هذا الصدد يمكن توزي ع األدوار وتقسيم المهام‬
‫المتدخلي‪.‬‬
‫ر‬ ‫حسب طبيعة‬
‫ر‬
‫االقتاحية‪ :‬ويقصد بها العمل عىل جمع وتنظيم كافة االقياحات بدون‬ ‫‪ -‬المشاركة‬
‫معايي مضبوطة‪.‬‬
‫ر‬ ‫استثناء‪ ،‬والتوزي ع وفق تصنيفات معينة تتحكم فيها‬
‫‪ -‬المشاركة التقريرية‪ :‬وه عملية حددها القانون التنظيم للجهات ‪ ،111.14‬حيث‬
‫ان رئيس المجلس الجهوي هو من يقوم بإعداد برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬وأيضا أن‬
‫الساكنة تشارك ف المسلسل التقريري بواسطة منتخبيها بالمجلس‪.‬‬

‫الفاعلي عىل‬
‫ر‬ ‫عموما‪ ،‬فالمقاربة التشاركية ه ألية قانونية وتقنية تروم رإشاك مختلف‬
‫مستوى الجهات من أجل التوافق عىل رؤية مشيكة تضمن التفاعل اإليجاب مع متطلبات‬
‫الساكنة والمجتمع المدب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقاربة النوع‬

‫يقصد بمفهوم النوع االجتماع التعرف عىل دور كل من الرجل والمرأة ف المجتمع‬
‫ومستوى مشاركة كل منهما ف عملية التنمية المجتمعية‪ .41‬إذ تسمح مقاربة النوع االجتماع‬
‫بإدماج انشغاالت وتجارب النساء والرجال والفتيان والفتيات ف بلورة وإنجاز وتتبع وتقييم‬
‫مخططات التنمية‪ ،‬حت يستفيدوا منها بالتساوي‪.42‬‬

‫وفقا لهذا‪ ،‬يتم التخطيط المبت عىل مقاربة النوع االجتماع عىل عدة مستويات‪،‬‬
‫المستوى الحكوم المركزي‪ ،‬المستوى الياب السيما الجهوي‪ ،‬دون إغفال القطاع الخاص‬
‫المواطني والتثقيف والمرافعة‪.43‬‬
‫ر‬ ‫تأطي‬
‫والمجتمع المدب الذي يساهم ف ر‬

‫‪ 41‬الدحماب أحمد‪ ،‬ورشة التكوين حول ر‬


‫الميانية المستجيبة للنوع االجتماع عىل مستوى مجالس الجهات‪ ،‬المواكبة التقنية لينامج دعم‬
‫االتحاد األورب لتنفيذ الخطة الحكومية للمساواة‪.‬‬
‫‪ 42‬دليل المخطط الجماع للتنمية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الجماعات المحلية‪ ،‬سلسلة دليل المنتخب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2009‬ص‪.20:‬‬
‫المحليي أو‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫‪ 43‬يقصد بالمرافعة تعبئة الموارد المالية المخصصة لتمويل المشاري ع المدرجة ف الخطط والمتوفرة لدى مختلف‬
‫الدوليي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المواطني أو‬
‫ر‬

‫‪24‬‬
‫وقد شكلت المؤتمرات الدولية سندا قويا ف مجال ادماج مقاربة النوع االجتماع ف‬
‫صلب اليامج االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬وأول مؤتمر ف هذا الصدد هو "قمة‬
‫ونيوب‬
‫المرأة" الذي نظمته األمم المتحدة بمكسيكو سنة ‪ 1975‬وكوبنهاغن سنة ‪ 1980‬ر‬
‫وبيكي‪. 441995‬‬
‫ر‬ ‫‪1985‬‬

‫وتعزيزا لمكانة المرأة‪ ،‬أخذ المغرب بمقاربة النوع االجتماع وادمجها ف ر‬


‫تشيعاته‬
‫مسية العدالة االنتقالية من خالل الخطب الملكية‬
‫ر‬ ‫الوطنية‪ ،‬حيث سجل انخراطه ف‬
‫الخامس‪45‬‬ ‫السامية ف مختلف الفيات والمناسبات‪ ،‬فق خطاب الملك الراحل محمد‬
‫بمناسبة تكليف لجنة تدوين مدونة األحوال الشخصية جاء فيه "لعل أكي وسيلة لجعل‬
‫مجتمعنا المغرب سعيدا هو إقامة رشيعة العدل ب ري أفرداه"‪ ،‬وهو نفس النهج الذي سار‬
‫عليه الملك الراحل الحسن الثاب‪ 46‬بقوله‪" :‬ألننا أردنا أن نظهر أن هناك مساواة ربي المرأة‬
‫والتدبي"‪ ،‬وقد عي عن ذلك أيضا الملك‬
‫ر‬ ‫التفكي‬
‫ر‬ ‫والرجل‪ ...‬فالمرأة مثلها مثل الرجل ف‬
‫محمد السادس‪47‬ف تقديره للمرأة المغربية بقوله‪" :‬تجسيد إرادتنا الراسخة إلنصاف المرأة‬
‫المغربية"‪.‬‬

‫وف هذا السياق بادر ر‬


‫المشع المغرب إىل تكريس مقاربة النوع االجتماع ف مختلف‬
‫ر‬
‫تشيعاته‪ ،‬فعىل المستوى الماىل مثال أخذ المغرب بمقاربة النوع االجتماع ابتداء من سنة‬
‫بميانية النوع‬
‫الميانية‪ ،‬ثم تعزز االخذ ر‬
‫تدبي ر‬
‫ر‬ ‫‪ ،2002‬من خالل تبت منطق النتائج ف‬
‫‪49130.13‬‬ ‫االجتماع بعد صدور دستور ‪ 48 2011‬والمصادقة عىل القانون التنظيم رقم‬

‫غي واردة)‪،‬‬ ‫بشى‪ ،‬ادماج مقاربة النوع االجتماع ف الوظيفة العمومية‪ ،‬دار السالم ر‬
‫للنش والتوزي ع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل (السنة ر‬ ‫‪ 44‬التيج ر‬
‫ص‪128:‬‬
‫‪ 45‬خطاب الملك محمد الخامس يوم ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1957‬بمناسبة تكليف لجنة تدوين مدونة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ 46‬خطاب الملك الحسن الثاب يوم فاتح ماي ‪ ،1993‬بمناسبة استقبال ممثالت الهيئات النسوية‪.‬‬
‫‪ 47‬خطاب الملك محمد السادس يوم ‪ 30‬غشت ‪ ،2003‬بمناسبة ثورة الملك والشعب‪.‬‬
‫‪ 48‬تضمن دستور ‪ 2011‬مجموعة من المقتضيات الت تؤسس لمقاربة النوع االجتماع ومن ذلك مثال تصدير الدستور الذي نص عىل أن‬
‫التميي‪ ،‬بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو االنتماء االجتماع أو الجهوي أو‬
‫ر‬ ‫المملكة المغربية تؤكد وتليم بحظر ومكافحة كل أشكال‬
‫اللغة أو اإلعاقة أو أي وضع شخض‪ ،‬مهما كان‪ .‬ونص الفصل ‪ 19‬كذلك عىل تمتع الرجل والمرأة عىل قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات المدنية‬
‫التميي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬وورد ف نفس الفصل التنصيص عىل إحداث هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال‬
‫والمواطني‪.‬‬
‫ر‬ ‫ونص الفصل ‪ 154‬أيضا عىل أنه يتم تنظيم المرافق العمومية عىل أساس المساواة ربي المواطنات‬
‫بعي االعتبار معيار النوع ف تحديد األهداف‬ ‫‪ 49‬نصت الفقرة الرابعة من المادة ‪ 39‬من القانون التنظيم للمالية ‪ 130.13‬عىل أنه يؤخذ ر‬
‫مشوع قانون المالية للسنة يودع باألسبقية بمكتب مجلس النواب ف ‪ 20‬أكتوبر من‬ ‫ر‬
‫والمؤشات‪ .‬ونصت المادة ‪ 48‬من نفس القانون عىل أن ر‬
‫الميانية القائمة عىل النتائج من منظور النوع‪.‬‬
‫السنة المالية الجارية عىل أبعد تقدير ويرفق بمجموعة من الوثائق من بينها تقرير حول ر‬

‫‪25‬‬
‫ميانية الجماعات‬
‫بميانية الدولة عىل ر‬ ‫سنة ‪ .2015‬وقد أنزل ر‬
‫المشع االصالحات المتعلقة ر‬
‫‪51112.14‬‬ ‫القواني التنظيمية رقم ‪ ،50111.14‬والقانون‬ ‫اليابية‪ ،‬من خالل المصادقة عىل‬
‫ر‬
‫وميانياتها وفق مقاربة‬
‫االخية ملزمة بإعداد برامجها ر‬
‫ر‬ ‫والقانون ‪ .52113.14‬أصبحت هذه‬
‫النوع االجتماع‪.‬‬

‫المعنيي بصياغة برنامج التنمية الجهوية مراعاة‬


‫ر‬ ‫يتعي عىل‬
‫وبناء عىل كل ذلك‪ ،‬فإنه ر‬
‫أساسيي ينبت عليهما الينامج وذلك‬
‫ر‬ ‫مقاربة النوع والمقاربة التشاركية باعتبارهما مرتكزين‬
‫االليتي‬
‫ر‬ ‫هاتي‬
‫سيورة التخطيط الجهوي وان كان تفعيل ر‬
‫المتدخلي ف ر‬
‫ر‬ ‫عي تظافر جهود كل‬
‫عىل أرض الواقع الزال يصطدم بمجموعة من االكراهات الت تحد من التييل الفعىل لنظام‬
‫الديمقراطية التشاركية ومقاربة النوع‪ ،‬إذ أشار البنك الدوىل ف تقرير‪ 53‬له إىل أن تكاليف تدب‬
‫مشاركة النساء ف اإلطار االقتصادي والسياس مرتفعة‪ ،‬وبالتاىل فإن ذلك يؤثر سلبا عىل‬
‫ر‬
‫مؤشات التنمية والحكامة عىل المستوى الجهوي‪.‬‬
‫ر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراحل التخطيط الت ي‬
‫اب الجهوي‬

‫يعتي برنامج التنمية الجهوية الوثيقة المرجعية ليمجة المشاري ع واألنشطة ذات‬
‫األولوية المقرر أو المزمع إنجازها بياب الجهة بهدف تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة تهم‬
‫تحسي جاذبية المجال الياب للجهة وتقوية تنافسيته االقتصادية‪.54‬‬
‫ر‬ ‫عىل وجه الخصوص‬
‫ويمر برنامج التنمية الجهوية عي مجموعة من المراحل بدءا باإلعداد‪ ،‬ثم التنفيذ‪ ،‬ثم التتبع‬
‫وأخيا التقييم وذلك كما يىل‪:‬‬
‫ر‬ ‫والتحيي‬
‫ر‬

‫بعي االعتبار معيار النوع‪.‬‬‫‪ 50‬أشار القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬ف المادة ‪ 83‬إىل أن برنامج التنمية الجهوية يجب أن يأخذ ر‬
‫‪ 51‬نص القانون التنظيم للعماالت واالقاليم ‪ 112.14‬عىل مقاربة النوع ف المادة ‪ 80‬فيما يتعلق بينامج تنمية العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫بعي االعتبار معيار النوع‪ ،‬حيث ورد ذلك ف المادة ‪ 78‬من القانون التنظيم‬ ‫‪ 52‬فيما يخص برنامج عمل الجماعة كذلك يجب أن يأخذ ر‬
‫للجماعات ‪.113.14‬‬
‫الشق األوسط وشمال افريقيا‪ ،‬المرأة ف‬ ‫الشق األوسط وشمال افريقيا‪ ،‬النوع االجتماع والتنمية ف ر‬ ‫‪ 53‬البنك الدوىل‪ ،‬تقرير عن التنمية ف ر‬
‫المجال العام‪ ،‬الطبعة العربية ‪ ،2005‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ 54‬المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 2.16.299‬بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور‬
‫إلعداده‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أوال‪ :‬خطوات اعتماد برنامج التنمية الجهوية‪ :‬االعداد‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬والتتبع‬

‫يتم إعداد ر‬
‫مشوع برنامج التنمية الجهوية عي المراحل التالية‪:55‬‬

‫‪ −‬إنجاز تشخيص ييز اإلمكانيات االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية للجهة‪،‬‬


‫ومقومات وإكراهات التنمية بها‪ ،‬وحاجياتها الرصورية فيما يخص البنيات التحتية‬
‫األساسية‪ ،‬حيث يتضمن هذا التشخيص‪ ،‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬جردا بالمشاري ع‬
‫الميمجة أو المتوقع برمجتها من قبل الدولة والهيئات العمومية األخرى داخل النفوذ‬
‫الياب للجهة؛‬
‫‪ −‬وضع وترتيب األولويات التنموية للجهة؛‬
‫وتوطي المشاري ع واألنشطة ذات األولوية المقرر برمجتها أو إنجازها بياب‬
‫ر‬ ‫‪ −‬تحديد‬
‫بعي االعتبار اإلمكانيات المادية المتوفرة لديها أو الت يمكن لها‬
‫الجهة‪ ،‬مع االخذ ر‬
‫تعبئتها خالل السنوات الست الت سيتم العمل فيها بينامج التنمية الجهوية؛‬
‫‪ −‬تقييم موارد الجهة ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األوىل لينامج‬
‫التنمية الجهوية؛‬
‫‪ −‬بلورة وثيقة ر‬
‫مشوع برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬مع وضع منظومة لتتبع المشاري ع‬
‫ر‬
‫ومؤشات الفعالية المتعلقة بها؛‬ ‫واليامج تحدد فيها األهداف المراد بلوغها‬

‫كما يتم إعداد ر‬


‫مشوع برنامج التنمية الجهوية وفق منهج تشارك‪ ،‬كما تمت اإلشارة اىل‬
‫والمواطني‬
‫ر‬ ‫ذلك سلفا‪ ،‬حيث يقوم رئيس مجلس الجهة بإجراء مشاورات مع المواطنات‬
‫والجمعيات وفق اآلليات التشاركية للحوار والتشاور المحدثة لدى مجلس الجهة طبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 116‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ ،111.14‬وكذلك الهيئات االستشارية‬
‫المنصوص عليها ف المادة ‪ 117‬من نفس القانون‪.56‬‬

‫‪ 55‬المادة ‪ 6‬من نفس المرسوم‪.‬‬


‫‪ 56‬هذه الهيئات ثالث وه‪ ،‬الهيئة االستشارية المختصة بدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‪،‬‬
‫والهيئة االستشارية المختصة بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب‪ ،‬والهيئة االستشارية المختصة بدراسة القضايا الجهوية ذات الطابع‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫كما يتم أيضا إعداد برنامج التنمية الجهوية بتنسيق مع واىل الجهة بصفته مكلفا‬
‫بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‪ ،57‬حيث يجوز لرئيس الجهة أثناء إعداد‬
‫الينامج أن يطلب المساعدة التقنية عن طريق واىل الجهة‪ ،‬من المصالح الخارجية للدولة‬
‫والجماعات اليابية األخرى والمؤسسات العمومية‪ .‬وتتمثل هذه المساعدة التقنية‪ ،‬عىل‬
‫ر‬
‫والمؤشات والوثائق المتوفرة حول‬ ‫وجه الخصوص ف مد الجهة بالمعلومات والمعطيات‬
‫المشاري ع المنجزة أو المزمع إنجازها بياب الجهة من قبل اإلدارة والجماعات اليابية األخرى‬
‫والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص وذلك داخل أجل ‪ 30‬يوما من تاري خ التوصل بطلب‬
‫المساعدة التقنية‪ .‬وتتمثل أيضا ف إمكانية تعبئة الموارد ر‬
‫البشية التابعة للمصالح الخارجية‬
‫للدولة الت يمكنها المساهمة ف إعداد ر‬
‫مشوع برنامج التنمية الجهوية‪.58‬‬

‫بعد كل هذا يعرض رئيس مجلس الجهة ر‬


‫مشوع برنامج التنمية الجهوية عىل اللجان‬
‫الدائمة لدراسته ‪ 30‬يوما عىل األقل قبل تاري خ عقد المجلس للدورة العادية أو االستثنائية‬
‫المخصصة للمصادقة عليه‪ ،59‬حيث يقوم رئيس مجلس الجهة بعرض برنامج التنمية‬
‫الجهوية‪ ،‬قبل نهاية السنة األوىل من مدة االنتداب عىل المجلس قصد اتخاذ مقرر ف شأنه‬
‫يكون مرفقا بمنظومة تتبع المشاري ع واليامج وتقارير اللجان الدائمة‪.60‬‬

‫ف هذا اإلطار‪ ،‬يصبح مقرر مجلس الجهة المتعلق بينامج التنمية الجهوية قابال‬
‫التأشي عليه من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية طبقا ألحكام المادة‬
‫ر‬ ‫للتنفيذ بعد‬
‫من القانون التنظيم للجهات ‪ ،111.14‬وذلك داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاري خ‬ ‫‪61115‬‬

‫التوصل به من رئيس المجلس الذي يتوىل تنفيذ برنامج التنمية الجهوية‪ ،62‬حيث يتم تتبع‬

‫‪ 57‬المادة ‪ 8‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫‪ 58‬المادة ‪ 9‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫‪ 59‬المادة ‪ 10‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫‪ 60‬المادة ‪ 11‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫التأشي عليها من قبل السلطة الحكومية المكلفة‬
‫ر‬ ‫‪ 61‬ورد ف أحكام هذه المادة أن بعض مقررات المجلس الجهوي ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد‬
‫بالداخلية داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاري خ التوصل بها من رئيس المجلس ومن ربي هذه المقررات برنامج التنمية الجهوية‪.‬‬
‫‪ 62‬المادة ‪ 13‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تنفيذ الينامج بكيفية مستمرة لكافة المشاري ع واألنشطة الميمجة من خالل منظومة لتتبع‬
‫المشاري ع واليامج تحدد فيها األهداف المراد بلوغها ومؤ رشات الفعالية المتعلقة بها‪.63‬‬

‫ويمكن تعريف عملية التتبع بكونها تقييم مستمر لتنفيذ إسياتيجية أو برنامج طبقا‬
‫لجدول متفق عليه‪ ،‬حيث تحدد مستوى النجاح الذي تحقق وفرص النجاح المحتملة‪ ،‬كما‬
‫تحدد المشكالت بصورة مبكرة تسمح بإدخال التعديالت االنية‪ ،64‬فالتتبع يعت التأكد من‬
‫والتجهيات متوفرة ف الوقت المناسب‪ ،‬والتحقق من تنفيذ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والبشية‬ ‫أن الموارد المالية‬
‫األنشطة طبقا للجدولة الزمنية المحددة‪ .‬ويتمثل التتبع ف عدة ر‬
‫مؤشات قائمة عىل القياس‬
‫الدوري لفعالية ونجاعة اليامج والمشاري ع‪ ،65‬المتضمنة ف برنامج التنمية الجهوية‪.‬‬

‫التحيي والتقييم‬
‫ر‬ ‫ثانيا‪ :‬مرحلة‬

‫إذا كانت عملية التخطيط ال تتم ف ظروف مستقرة وثابتة‪ ،‬وإنما ف أجواء متقلبة‬
‫تحيي برنامج التنمية‬
‫ر‬ ‫ومليئة بالصعاب والتحديات‪ ،‬فإن ر‬
‫المشع مراعاة لذلك أتاح إمكانية‬
‫حي التنفيذ‪ ،66‬وه إشارة إىل ما ر‬
‫يتمي به‬ ‫الجهوية ابتداء من السنة الثالثة من دخوله ر‬
‫التخطيط االسياتيج الياب عموما من مرونة وقابلية للمراجعة والتعديل حسب‬
‫مستجدات الحاجيات التنموية للمجال الياب‪ ،‬وما يستجد من مؤهالت قد يوفرها المحيط‬
‫الخارخ‪ ،67‬للجهة ف إطار تمويل المشاري ع المدرجة ف الينامج‪.‬‬

‫ويتمي عن التتبع بقيمته‬


‫ر‬ ‫األخية للتخطيط‪،‬‬
‫ر‬ ‫وبخصوص عملية التقييم‪ ،‬فهو المرحلة‬
‫لتدبي الشأن العام‪ ،68‬الياب‪ .‬وبعبارة أخرى‬
‫ر‬ ‫الواسعة‪ .‬إنه نشاط يرم إىل خلق ثقافة جديدة‬

‫‪ 63‬المادة ‪ 11‬من المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫الشوط الواجب توفرها ف الخطة رشط المرونة أي إمكانية تعديل الخطة ف ضوء النتائج المحققة دون المساس باألهداف‪.‬‬ ‫‪ 64‬من ر‬
‫‪ 65‬حرصاب أحمد‪ ،‬برنامج عمل الجماع‪ :‬منهجية اإلعداد والتنفيذ‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول '"اليامج التنموية للجماعات اليابية‪ :‬ربي‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪-‬مكناس ومؤسسة هانز زايدل األلمانية بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح‬ ‫مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة ‪ ،2020‬ص‪.25 :‬‬
‫‪ 66‬المادة ‪ 16‬المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور‪.‬‬
‫‪ 67‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬اليامج التنموية اإلقليمية ومسألة اإللتقائية" برنامج تنمية إقليم القنيطرة نموذجا‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول "اليامج‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪-‬مكناس ومؤسسة هانز زايدل‬ ‫التنموية للجماعات اليابية‪ :‬ربي مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫األلمانية بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،2020‬ص‪.58 :‬‬
‫‪ 68‬أحرموش جمال‪ ،‬طرق صياغة السياسات العمومية اليابية واإلكراهات المرتبطة بها‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬يونيو ‪،2016‬‬
‫ص‪.196 :‬‬

‫‪29‬‬
‫غي متوقع)‬ ‫ر‬
‫بالمشوع‪ ،‬من حيث األداء والكفاءة واألثر (متوقع ر‬ ‫هو القياس الدوري لما يتعلق‬
‫فئتي‪ ،‬هما‪" :‬تقييم العمليات"‬‫طبقا ألهداف محددة‪ .‬ويمكن تقسيم عملية التقييم إىل ر‬
‫الذي يركز عىل تنفيذ الينامج أو ر‬
‫المشوع و "تقييم النتائج" الذي يركز عىل نتائج الينامج‪.69‬‬

‫وف هذا السياق‪ ،‬نصت المادة ‪ 15‬من المرسوم المتعلق بتحديد اإلجراءات الالزمة‬
‫إلعداد برنامج التنمية الجهوية عىل أن رئيس مجلس الجهة يعرض تقرير تقييم تنفيذ برنامج‬
‫التنمية الجهوية عىل اللجان الدائمة إلبداء الرأي حوله داخل أجل ‪ 30‬يوما‪ ،‬حيث يتدارس‬
‫مجلس الجهة هذا التقرير ف أول دورة عادية أو استثنائية يعقدها بعد التوصل بتقارير اللجان‬
‫الدائمة‪ ،‬ويعلق ملخص من التقرير السنوي بمقر الجهة‪ ،‬كما يتم ر‬
‫نشه بجميع الوسائل‬
‫المتاحة‪.‬‬

‫وعىل هذا األساس‪ ،‬فإن التقرير السنوي لتقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوي يتضمن‬
‫عىل الخصوص نسبة إنجاز المشاري ع الميمجة واالمكانيات المادية المرصودة للمشاري ع‬
‫واليامج واإلكراهات المحتملة الت قد تعيض إنجازها‪ ،‬مع اقياح الحلول الكفيلة بتجاوزها‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬يمكن القول بأن تقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية يعد من ربي أهم المراحل‬
‫الت يمر منها الينامج‪ ،‬حيث يشكل نقطة النهاية كما يشكل نقطة البداية ف نفس الوقت‪.‬‬
‫فمن خالل عملية التقييم يتم عرض مختلف النتائج المحققة من خالل المراحل السابقة‬
‫الفاعلي وذلك من أجل التعرف عىل نسبة نجاح المخطط ومدى‬
‫ر‬ ‫أمام السكان وباف‬
‫استجابته لمتطلبات الساكنة‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل كل هذه المراحل الت يمر منها برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬فإنه تلزم اإلشارة‬
‫أيضا إىل أنه هناك مجموعة من المبادئ تقوم عليها سياسة التخطيط االسياتيج الياب‬
‫لتحقيق كافة األهداف المتضمنة ف الخطة‪ ،‬ويمكن إجمالها فيما يىل‪:‬‬

‫‪ 69‬دليل وضع وتنفيذ اسياتيجيات تنمية االقتصاد المحىل وخطط العمل بها‪ ،‬دراسة مشيكة صادرة عن ربيتلزمان ستيفتانج جويي سلو والبنك‬
‫الدوىل‪ ،‬واشنطن‪ ،2004 ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ −‬مبدأ الواقعية‪ :‬الذي يقصد به أن تكون الخطة الموضوعة مبنية عىل أساس المعرفة‬
‫الواقعية لصورة المجتمع والحقائق االقتصادية واالجتماعية القائمة فيه‪ ،‬وبالتاىل‬
‫اختيار الوسائل الواقعية‪ ،‬وأول هذه الوسائل البيانات اإلحصائية وواقعية التنبؤات‬
‫الكمية والكيفية‪ ،70‬فالمخططون يحتاجون إىل حجم كاف من البيانات والمعلومات‬
‫تحضي الخطة ومتابعة تنفيذها وتقويم‬
‫ر‬ ‫بنوعية معينة‪ ،‬وذلك لتسهيل عملية‬
‫نتائجها‪.71‬‬
‫‪ −‬مبدأ الشمولية‪ :‬الذي يعت أن تكون للخطة السيطرة والتوجيه عىل كافة موارد‬
‫متغي دون‬
‫ر‬ ‫المجتمع المتاحة‪ ،‬فال تقترص الخطة عىل نشاط دون نشاط ال تؤثر ف‬
‫متغ ري آخر‪ ،‬وبالتاىل يجب التخطيط شامال لجميع الجوانب االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والمجالية والعمرانية والبيئية ألنها جوانب تشكل فيما بينها ترابطا وظيفيا‬
‫كي عىل الجانب االقتصادي وإهمال المجال البيت‪.‬‬
‫متكامال‪ ،72‬فمثال ال يجب الي ر‬
‫‪ −‬مبدأ االستمرارية‪ :‬يرتبط مبدأ االستمرارية عملية التخطيط الت أصبحت سمة‬
‫أساسية لتوجيه النشاط‪ ،‬وليس مجرد وسيلة طارئة مؤقتة لمعالجة ظروف طارئة‬
‫تنته بانتهاء تبك الظروف‪ ،‬وهذا معناه أن هناك استمرارية ف وضع الخطط طالما‬
‫أن التخطيط هو الموجه الدائم للنشاط‪ ،73‬إذ من الرصوري عند وضع الخطة مراعاة‬
‫مبدأ االستمرارية والتجديد‪ ،‬بمعت أن ال تنفصل أية مرحلة من مراحل التخطيط عن‬
‫المراحل السابقة والتالية لها‪.‬‬

‫زيادة عىل هذه المبادئ السالف ذكرها‪ ،‬هناك مبادئ أخرى ال تقل أهمية من قبيل‬
‫مبدأ المرونة عند وضع الخطة‪ ،‬بحيث تكون عناض الخطة قابلة للتعديل بناء عىل ما تسفر‬
‫والمتغيات الت يصعب التنبؤ والتكهن بها‪.‬‬
‫ر‬ ‫عنه الحقائق الواقعية‪ ،‬وما تأب به المفاجآت‬

‫الماجستي ف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬


‫ر‬ ‫الصغية والمتوسطة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ر‬ ‫‪ 70‬عثامنية رؤوف‪ ،‬التخطيط ف قطاع المؤسسات‬
‫التسيي‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2001-2000 ،‬ص‪.3:‬‬
‫ر‬ ‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫‪ 71‬مجيد مسعود‪ ،‬التخطيط للتقدم االقتصادي واالجتماع‪ ،‬مطابع الرسالة‪-‬الكويت‪ ،1984 ،‬ص‪.38-37 :‬‬
‫‪ 72‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.160 :‬‬
‫الصغية والمتوسطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3 :‬‬
‫ر‬ ‫‪ 73‬عثايمنة رؤوف‪ ،‬التخطيط ف قطاع المؤسسات‬

‫‪31‬‬
‫ر‬
‫الثاب‪ :‬أبعاد التخطيط االست ي‬
‫اتيخ الجهوي‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬

‫غالبا ما تؤكد النصوص القانونية عىل الدور التنموي للتخطيط االسياتيج بتمظهراته‬
‫المختلفة‪ ،‬فالجهات أصبحت مطالبة بإعداد برنامج التنمية الجهوية باعتباره أساس‬
‫ممارستها الختصاصاتها التنموية وقيامها بالمهام المنوطة بها ‪ -‬سابقا كانت الجهات وفقا‬
‫للمادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 47.96‬مطالبة بإعداد مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫حيث كان المجلس الجهوي يتوىل إعداد هذا المخطط ويحيله إىل المجلس األعىل لإلنعاش‬
‫الوطت والتخطيط قصد المصادقة عليه‪ ،74‬وعىل هذا األساس‪ ،‬وإذا كان التخطيط‬
‫االسياتيج يسمح للجهة بتشخيص وضعيتها وضبط حاجياتها وبرمجة المشاري ع‬
‫والميانيات المالءمة لها‪ ،‬فإنه يتأسس عىل أبعاد اقتصادية تنموية ومجالية تمثل اإلطار‬
‫ر‬
‫الموضوع والياب لتحقيق تنمية مستدامة (الفرع الثاب)‪ ،‬باعتماد مناهج وآليات تسمح‬
‫للجهة بإعداد برنامج تساهم فيه مختلف األطراف المعنية بالتنمية الجهوية وكذلك من‬
‫خالل إرساء قاعدة التعاقد ربي الجهات ومختلف الهيئات األخرى (الفرع األول)‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫اب‬ ‫الفرع األول‪ :‬مناهج التخطيط االست ي‬
‫اتيخ الت ي‬

‫عرفت مناهج التخطط تطورا اختلف باختالف الطموح المتوخ منها‪ ،‬إال أنه يمكن‬
‫لنوعي من المناهج المعتمدة ف التخطيط االسياتيج‪ ،‬ليس حرصا لمناهج‬
‫ر‬ ‫التطرق‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫والمضامي عىل اعتبار أن باف المناهج إما ال تالئم‬
‫ر‬ ‫التخطيط‪ ،‬وإنما تقريبا للمدلوالت‬
‫مضامي خاصة واستثنائية أو تتقاطع مع بعض‬
‫ر‬ ‫الياب للحاجيات العمومية أو تعتي ذات‬
‫عناض وحيثيات هذه المخططات ذاتها‪.‬‬

‫وتأسيسا عىل ذلك‪ ،‬فإنه سيتم التطرق ف هذا الفرع إىل التخطيط االسياتيج التشارك‬
‫(الفقرة األول)‪ ،‬عىل أن تخصص (الفقرة الثانية) للتخطيط االسياتيج التعاقدي‪.‬‬

‫‪ 74‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ر‬
‫التشارك‬
‫ي‬ ‫الفقرة األول‪ :‬التخطيط االست ي‬
‫اتيخ‬

‫تقتض مناقشة التخطيط االسياتيج التشارك الوقوف عىل مفهومه (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫مجاالته (ثانيا)‪.‬‬

‫التشارك‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التخطيط‬

‫التخطيط التشارك هو مسار تأسيش ف السياسات المحلية‪ ،‬يضمن مشاركة األفراد‬


‫والجماعات‪ ،‬عىل المستوى الياب ف فهم واقعهم بسلبياته وإيجابياته‪ ،‬والتوافق حول‬
‫األهداف والغايات المراد الوصول إليها‪ ،‬انطالقا من الموارد المتوفرة‪ ،‬سواء ماديا أو ر‬
‫بشيا‪.‬‬
‫غي متجانسة المصالح‪ ،‬وأن السياسات الت طبقت ف‬
‫إنه إيمان مسبق بأن المجتمعات ر‬
‫مجال جغراف ما‪ ،‬عىل مجموعات اجتماعية ما‪ ،‬ليست بالرصورة صالحة لمجموع الفئات‬
‫ولمجموع المجاالت‪.75‬‬

‫إن مقياس نجاح أي عملية ال يمكن أن يتحقق دون أن تتكامل أنشطتها‪ ،‬لتحقيق‬
‫معي من التطور‪ ،‬وهذا لن يتأب إال عي مخطط محكم مبت عىل مقاربة تشاركية‬
‫مستوى ر‬
‫تراع كل الفئات الفاعلة ف المجتمع‪ ،‬فالتخطيط ال يقوم عىل التنبؤ واالحتماالت‬
‫الشخصية‪ ،‬بل يستند إىل معطيات علمية تقوم عىل اإلحصاء والتحليل الواقىع‪ ،‬بشكل يمكن‬
‫من تعبئة الموارد المحلية المتوفرة وتثمينها بشكل جيد مع مراعاة الحفاظ عليها لضمان‬
‫استدامتها‪.76‬‬

‫‪ 75‬الدحماب أحمد‪ ،‬التنمية المحلية بالمغرب ربي توجهات دستور ‪ 2011‬ومتطلبات الحكامة الجيدة ‪-‬دراسة حالة‪ -‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2019-2018‬‬
‫ص‪.279:‬‬
‫‪ 76‬كج إدريس‪ ،‬أهمية التخطيط االسياتيج ف تحقيق التنمية المحلية بالجماعات اليابية‪ ،‬مجلة التخطيط العمراب والمجاىل‪ ،‬المجلد الثاب‪،‬‬
‫العدد السابع‪ ،‬مارس ‪ ،2021‬ص‪.19:‬‬

‫‪33‬‬
‫التشارك‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬أبعاد ومجاالت التخطيط‬

‫يعتي التخطيط التشارك بمثابة اإلطار االسياتيج الذي يمكن من تسهيل وتوجيه‬
‫المنتمي للدائرة اليابية للجماعة ف سياق ضبط‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫ابيي أو ر‬
‫المتدخلي الي ر‬
‫ر‬ ‫الحوار ربي جميع‬
‫وتحديد األولويات المبنية عىل الحاجيات التنموية لوحدات الالمركزية‪ ،‬وهذه اآللية إنما‬
‫تسمح ف واقع االمر بإرساء ثقافة ر‬
‫اإلشاك والتشاور حول آفاق التنمية بطريقة تشاركية‪.77‬‬
‫عىل مستوى الجماعات اليابية بشكل عام وعىل مستوى الجهة بشكل خاص‪.‬‬

‫ر‬
‫استشافية تندرج ضمن‬ ‫إن الجيل الجديد من برامج التنمية القطاعية القائمة عىل رؤية‬
‫الفاعلي ويراع الرهانات الوطنية‬
‫ر‬ ‫منطق حقيق لتخطيط اسياتيج تشارك ر‬
‫يشك جميع‬
‫والدولية‪ .‬وقد أفرز هذا الجيل الجديد من اليامج والدة جيل جديد من أدوات التخطيط‬
‫الياب‪ ،‬ألن هذه وظيفة التنسيق والتخطيط وإعداد الياب تدمج البعدين المجاىل‬
‫ر‬
‫واالستشاف‪ ،‬وتتطلب أدوات توجيه مناسبة تعتمد كمرجعيات تحقق تماسك وانصهار‬
‫تدخالت الدولة عىل جميع المستويات اليابية‪ :‬من المستوى الوطت والجهوي ومجموعات‬
‫الجماعات‪ ،‬إىل المستوى الجماع‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬ر‬
‫أنش الجيل الجديد من أدوات التخطيط االسياتيج التشارك منذ نهاية‬
‫ر‬
‫والعشين‪ ،‬وف مقدمتها‪ :‬التصميم الوطت‬ ‫التسعينات وبداية العقد األول من القرن الحادي‬
‫إلعداد الياب‪ ،‬والتصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وجدول أعمال القرن ‪.78 Agenda 21‬‬

‫غي أن هذه األبعاد اليابية والمجالية للتخطيط التشارك ال تنحرص ف واقع األمر عىل‬
‫ر‬
‫الفاعلي‪ ،‬وإنما‬
‫ر‬ ‫مناقشة اإلطار المجاىل أو القطاع للتخطيط االسياتيج ومدى مساهمة‬
‫يتعدى ذلك ليشمل مسألة التواصل واإلعالم واالنفتاح‪ 79‬عىل المحيط لضمان تتبع ميداب‬
‫ومراقبة نسبية لمخططات التنمية اليابية وعىل رأسها الجهوية‪.‬‬

‫‪ 77‬بروحو عبد اللطيف‪ ،‬مالية الجماعات اليابية ربي واقع الرقابة ومتطلبات التنمية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة‬
‫مواضيع الساعة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2016‬ص‪.429 :‬‬
‫التغيي ورهانات الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124-123 :‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 78‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬
‫‪ 79‬بروحو عبد اللطيف‪ ،‬مالية الجماعات اليابية ربي واقع الرقابة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.430:‬‬

‫‪34‬‬
‫ر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التخطيط االست ي‬
‫اتيخ التعاقدي‬

‫إن اختالف المناهج ال يفيد بالرصورة تعارضها أو تناقضها‪ ،‬فاالختالف قد يكون شكليا‬
‫ومنهجيا‪ ،‬يتأسس عىل مبدأ التنوع وليس التناقض‪ ،‬فاعتماد المقاربة التشاركية ال يعت‬
‫بالرصورة االكتفاء بها فقط‪ ،‬بل يمكن من الناحية العملية اعتماد المقاربة التعاقدية بالموازاة‬
‫معها‪.‬‬

‫مضامي التخطيط االسياتيج التعاقدي سيتم (أوال) تحديد‬


‫ر‬ ‫وف محاولة لتحليل‬
‫مفهومه‪ ،‬ثم أساسه القانوب (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التخطيط التعاقدي‬


‫أصبح مصطلح "التعاقد" ر‬
‫أكي شيوعا ف مجال السياسات العمومية لإلشارة إىل‬
‫االتفاقيات الت تعقد ربي الدولة وتفرعاتها أو المقاوالت الخاصة‪ .‬وتعد هذه االتفاقيات‪ ،‬الت‬
‫تنظمها عقود‪ ،‬ثمرة للتفاوض ر‬
‫والشاكة والتعاون‪ .‬وبالتاىل يعتي العقد المنظم للعمل العموم‬
‫بمثابة اتفاق لإلدارات يتضمن اليامات متبادلة لألطراف‪ .‬ويحيل التعاقد الياب عىل العقود‬
‫عموميي أو خواص‪ ،‬من مستويات مجالية متعددة‪ ،‬بهدف إعداد‬
‫ر‬ ‫فاعلي‬
‫ر‬ ‫الت تجمع ربي‬
‫وتنفيذ برنامج يتضمن إجراءات موضوعاتية وتكون له نتائج عىل التنمية الشاملة لمجال‬
‫معي‪ .‬ويختلف محتوى الينامج باختالف الخصائص واإلرادات والتحديات عىل‬
‫تراب ر‬
‫المستوى الياب‪.80‬‬

‫وتأسيسا عىل ذلك‪ ،‬فإن االختصاصات المشيكة ربي الدولة والجهة تمارس ف إطار‬
‫تعاقدي‪ ،‬حيث أصبح التعاقد بينهما يكتش أهمية بالغة ف إنجاز مجموعة من اليامج‬
‫تغي الذي عرفته وظيفة‬
‫التنموية‪ ،‬بالنظر إىل تعقد الظروف االقتصادية واالجتماعية وإىل ال ر‬
‫تدبي المجال الياب بالمغرب‪ ،‬ذلك أن الدولة لم تعد تحتكر المسؤولية لوحدها ف تحقيق‬
‫ر‬
‫فاعلي آخرين يطالبون ر‬
‫بإشاكهم ف اتخاذ‬ ‫ر‬ ‫حي ظهر إىل السطح دور‬
‫التنمية اليابية‪ ،‬ف ر‬

‫التغيي ورهانات الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224:‬‬


‫ر‬ ‫‪ 80‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬

‫‪35‬‬
‫تغيي طبيعة األدوار المعيف بها‪ ،‬ومن‬
‫القرارات وخاصة القرارات اليابية‪ ،‬وهذا ما دفع عىل ر‬
‫تدبي المجال الياب‪ ،‬وأمام هذه المعطيات بات من الرصوري‬
‫جانب آخر‪ ،‬فإن أي فاعل ف ر‬
‫تدبي المجال الياب وممارسة‬
‫ر‬ ‫االعتماد عىل صيغة التعاقد ربي الجهة والدولة ف‬
‫االختصاصات المشيكة بينهما‪.81‬‬

‫القانوب للتخطيط التعاقدي‬


‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬األساس‬

‫إذا كان النظام القانوب المغرب قد أشار إىل منهجية التعاقد بالنسبة للجهات ف الوثيقة‬
‫الدستورية وكذا القانون التنظيم للجهات ‪ ،111.14‬فإنه لم يوىل ف واقع األمر هذه اآللية‬
‫األهمية الالزمة‪ ،‬حيث لم ينص عىل التعاقد كمنهج قائم الذات وإنما اكتق بإيراد بعض‬
‫المقتضيات الت تحيل عليه‪.‬‬

‫وف هذا اإلطار‪ ،‬نص الفصل ‪ 140‬من دستور ‪ ،2011‬عىل "للجماعات اليابية وبناء‬
‫عىل مبدأ التفري ع اختصاصات ذاتية واختصاصات مشيكة مع الدولة واختصاصات منقولة‬
‫األخية"‪.‬‬
‫ر‬ ‫إليها من هذه‬

‫وهو األمر الذي أكد عليه القانون التنظيم للجهات من خالل المادة ‪ ،92‬حيث نصت‬
‫عىل "تمارس االختصاصات المشيكة ربي الجهة والدولة بشكل تعاقدي‪ ،‬إما بمبادرة من‬
‫الدولة أو بطلب من الجهة"‪.‬‬

‫فمن خالل هذا النص يتضح أن من ربي االختصاصات الت تمارسها الجماعات اليابية‬
‫وف مقدمتها الجهات اختصاصات مشيكة مع الدولة‪ ،‬إذ يتم تنفيذها ف قالب تعاقدي‪.‬‬
‫والتعاقد يعت المساواة ربي أطراف العقد‪ ،‬حيث تعمل كل من الدولة والجهة عىل انتقاء‬
‫األولويات المشيكة واالليامات المالية والتخطيط كتجسيد لفكرة اليمجة متعددة‬
‫السنوات لألعمال المحددة‪ ،‬عي استشارة وطنية وجهوية‪.82‬‬

‫التغيي ورهانات الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225:‬‬


‫ر‬ ‫‪ 81‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬
‫‪ 82‬زعنون عبد اللطيف‪ ،‬ر‬
‫تدبي التنمية اليابية بالمغرب ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2020‬ص‪.124-123:‬‬

‫‪36‬‬
‫غي أنه بالرغم من أن مقتضيات القانون التنظيم للجهات تنص ضاحة عىل إمكانية‬
‫ر‬
‫التعاقد ربي الدولة والجهات‪ ،‬إال أن مخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية للجهة تجد‬
‫محدوديتها ف ضورة تالؤمها مع اليامج والمخططات الحكومية ومواكبة التوجهات‬
‫االسياتيجية لسياسة الدولة‪.83‬‬

‫اب الجهوي‬ ‫الفرع الثاب‪ :‬أبعاد التخطيط ر‬


‫الت‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫يأخذ التخطيط االسياتيج الجهوي بعدين‪ ،‬أحدهما اقتصادي (الفقرة األول) واألخر‬
‫تراب أو مجاىل (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬البعد االقتصادي للتخطيط الجهوي‬

‫إن التنمية االقتصادية تعد من أهم وظائف وأسس التخطيط االسياتيج بمظاهره‬
‫المختلفة‪ ،‬واستحضار البعد االقتصادي التنموي يجعل عملية التخطيط ذات معت ومدلول‬
‫يسمح بتنظيم مختلف األبعاد أو العناض األساسية األخرى المرتبطة بالتخطيط التنموي‬
‫االسياتيج‪.84‬‬

‫وال يكق ف التخطيط االقتصادي وضع "الخطة" فقط‪ ،‬بل يجب أن تكون هذه‬
‫الخطة قائمة عىل أساس المعرفة الواقعية لصورة المجتمع والحقائق االقتصادية‬
‫واالجتماعية القائمة فيه‪ .‬وأن تكون الغايات المخططة متالئمة مع حقيقة هذا الوضع‬
‫القائم‪ ،‬وبالتاىل اختيار الوسائل الواقعية الت توصل لنق الواقع الموروث وإحالل الواقع‬
‫المنشود‪ ،85‬سواء تعلق األمر بالمستوى الوطت أو باألساس الجهوي أو الياب للتخطيط‪.‬‬

‫إن اعتماد البعد االقتصادي ف التخطيط التنموي ال يفيد بالرصورة إقصاء األبعاد‬
‫األخرى للتنمية‪ ،‬بل يعتي بالعكس من ذلك أهم أسس تحقيقها‪ ،‬فتدخل الجماعات اليابية‬
‫عىل هذا األساس يكون منصبا عىل الرفع من مستوى األداء االقتصادي مجاليا ووطنيا‪،86‬‬

‫‪ 83‬المادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 84‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.165 :‬‬
‫‪ 85‬مجيد مسعود‪ ،‬التخطيط للتقدم االقتصادي واالجتماع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19-18 :‬‬
‫‪ 86‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.167-166 :‬‬

‫‪37‬‬
‫غي‬
‫كبي عىل مستوى مجالها الياب وبالتاىل المستوى الوطت‪ ،‬ر‬
‫حيث تضطلع الجهات بدور ر‬
‫أن ضعف ثقافة التخطيط االسياتيج يطرح تساؤالت عدة حول عالقة النشاط الماىل‬
‫والتدبيي بمتطلبات التنمية االقتصادية ف مظهرها الشموىل والمندمج‪.‬‬
‫ر‬

‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬أرس النظام الفرنش منظومة قانونية ومؤسساتية تتعلق‬


‫بالتخطيط االقتصادي‪ ،‬وخول الجهات االختصاص العام فيما يتعلق بالتخطيط التنموي ف‬
‫بعده االقتصادي بالدرجة األوىل‪ ،‬إذ أصبحت مجاالت تدخل الجهات موسعة تشمل حت‬
‫المخططات الجهوية إلعداد الياب والتنمية‪.87‬‬

‫وف نفس الصدد‪ ،‬أقرت إصالحات الثمانينات لنظام الالمركزية بفرنسا العديد من‬
‫االختصاصات المهمة للجماعات اليابية ولقد سجل هذا اإلصالح القانوب ف إطار السياق‬
‫المؤسساب الجديد لالمركزية‪ ،‬وذلك بإحداث التخطيط الجهوي أو ما يسم بعقود‬
‫التخطيط ربي الدولة والجماعات بموجب قانون ‪ 82-653‬الصادر بتاري خ ‪ 29‬يوليوز ‪،1982‬‬
‫والخاص بإصالح التخطيط والذي أعىط للجهة أهمية مؤسساتية وسياسية وتقنية‬
‫كصاحبة االختصاص العام ف مجال إعداد الياب والتخطيط التنموي ف عالقتها بالدولة‬
‫وبباف الجماعات اليابية‪.88‬‬
‫ر‬
‫المجال‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬البعد الت ي‬
‫اب أو‬
‫إن التخطيط االسياتيج يعد منهجا وسياسة عامة ر‬
‫أكي منها مجرد تجميع للمعطيات‬
‫واليامج التنموية‪ ،‬فعملية التخطيط االسياتيج تعد من أهم اآلليات الوظيفية المخولة‬
‫ر‬
‫واألكي تجسيدا لالمركزية االختصاصات التنموية‪ ،89‬ذلك أن االعياف‬ ‫للجماعات اليابية‬
‫للجماعات اليابية بالشخصية االعتبارية يقتض أن تكون للوحدة اليابية ذمة مالية مستقلة‬

‫‪87‬‬
‫‪Article premier du décret n° 97-689 du 30 Mai 1997 relatif au « schéma régional de l’aménagement et‬‬
‫‪développement », journal official de la république française du 1 juin 1997, p :8794.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪Marc leroy, « Le contrat de plan Etat-région » dans la région, laboratoire politique (2001), p :205.‬‬
‫‪ 89‬بروحو عبد اللطيف‪ ،‬مالية الجماعات اليابية ربي واقع الرقابة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.419 :‬‬

‫‪38‬‬
‫عن أموال الدولة وعن أموال الوحدات اليابية األخرى‪ ،‬مما يجعلها قادرة عىل التمويل الذاب‬
‫ميانياتها‪.90‬‬
‫للمشاري ع التنموية ف إطار اختصاصاتها عىل حساب ر‬

‫وقد ذهبت النصوص القانونية السابقة ف اتجاه التأكيد عىل األساس الالمركزي الياب‬
‫أو المجاىل للتنمية والتخطيط‪ ،‬فالقانون السابق المنظم للجهات‪ ،91‬ف ديباجته توسع ف‬
‫ر‬
‫والبشي واالقتصادي ف‬ ‫التذكي باألساس الياب للتنمية المحلية بناء عىل التنوع الجغراف‬
‫ر‬
‫مرحلة جديدة ليسيخ الديمقراطية المحلية الت توظفها الجهوية لخدمة االزدهار‬
‫االقتصادي واالجتماع داخل نفوذ الجهة باعتبارها إطارا مالئما وحلقة رئيسية قادرة عىل‬
‫متمية للمنافسة والتنمية الجهوية المندمجة‪.‬‬
‫إعطاء ديناميكية ر‬

‫يتعي أن يواكب‬
‫ومع مجء القانون التنظيم للجهات ‪ 111.14‬تم التنصيص عىل أنه ر‬
‫برنامج التنمية الجهوية التوجهات االسياتيجية لسياسة الدولة وأن يعمل عىل بلورتها عىل‬
‫المستوى الجهوي وأن يراع إدماج التوجهات الواردة ف التصميم الجهوي إلعداد الياب‪.92‬‬

‫إذن‪ ،‬يتضح من خالل ما سبق‪ ،‬أن الجهة أصبحت ه األساس عىل المستوى الياب‪،‬‬
‫بحيث يتم التخطيط بشكل تنازىل‪ ،‬عىل عكس ما كان عليه األمر سابقا‪ ،‬إذ كانت النصوص‬
‫القانونية تجعل الجماعات الحرصية والقروية بمثابة الهيئات الالمركزية األساس ف‬
‫التخطيط وممارسة المهام واالختصاصات التنموية‪ ،‬وهو عكس بعض المقاربات المقارنة‬
‫الت اعتمدتها بعض النظم والت ركزت عىل األساس الجهوي للتخطيط االسياتيج الياب‪،93‬‬
‫فالنظام الفرنش جعل الجهات ه األساس ف هذا السياق‪ ،‬بحيث منحها االختصاص العام‬
‫ف مجال اعداد برامج ومخططات التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية بانسجام مع‬
‫المخططات الوطنية‪.94‬‬

‫‪ 90‬بن عثمان شوي ح‪ ،‬دور الجماعات المحلية ف التنمية المحلية ‪-‬دراسة حالة البلدية‪ -‬مذكرة لنيل شهادة الماجسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة أب‬
‫بكر بلقايد‪-‬تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2011-2010‬ص‪.55 :‬‬
‫‪ 91‬القانون رقم ‪ 96.47‬المتعلق بتنظيم الجهات‪.‬‬
‫‪ 92‬المادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات ‪.111.14‬‬
‫‪ 93‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.169:‬‬
‫‪94‬‬
‫‪Article 131, du Code de collectivités territoriales française.‬‬

‫‪39‬‬
‫التنظيم ‪111.14‬‬
‫ي‬ ‫الثاب‪ :‬األدوار التنموية للجهة يف ضوء القانون‬
‫المبحث ي‬
‫تدبي الشأن المحىل‪ ،‬حيث أصبحت الجهة منذ‬
‫لقد عرف المغرب تطورا تدريجيا ف ر‬
‫دستور ‪ 1992‬جماعة محلية‪ ،‬وبالتاىل أصبح القانون رقم ‪ ،9596.47‬يشكل اإلطار الجديد‬
‫غي أن ضعف ومحدودية تدخل الجهة ف العملية التنموية الناتجة عن مجموعة‬‫للجهة‪ ،‬ر‬
‫كية االختصاصات‪ ،‬ثقل‬‫من االختالالت الت شابت هذا القانون والت يمكن تجميعها ف ر‬

‫مجت دستور ‪ 2011‬يشكل نقلة نوعية ف تعاط‬


‫الوصاية وضعف الموارد المالية جعلت ر‬
‫الدولة مع مفهوم الجهات‪ ،‬حيث تم تخصيص الباب التاسع منه "للجهات والجماعات‬
‫ر‬
‫المشع ف االرتقاء بالجهوية بالمغرب‪ ،96‬وتعزز ذلك‬ ‫كتعبي عن إرادة‬
‫ر‬ ‫اليابية األخرى"‬
‫بصدور القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬الذي جاء بمجموعة من االختصاصات‬
‫والصالحيات المرتبطة بالتنمية الجهوية‪ ،‬كما أن نظام الجهوية المتقدمة أفض إىل ابتكار‬
‫نظام قابل الستيعاب مبادئ ال مركزية مكرسة للديمقراطية المحلية وقادرة عىل كسب رهان‬
‫تحديات الحكم المحىل انطالقا من بنود القانون التنظيم للجهات‪ ،97‬وهو األمر الذي ما‬
‫فت الملك محمد السادس يؤكد عليه ف مختلف المناسبات‪ ،‬فق خطاب العرش لسنة‬
‫‪ 2015‬قال "فالجهوية الت نريدها يجب أن تقوم عىل االجتهاد ف إيجاد الحلول المالئمة‬
‫لكل منطقة حسب خصوصيتها ومواردها وفرص الشغل الت يمكن أن توفرها والصعوبات‬
‫التنموية الت يمكن أن تواجهها‪ ،‬والجهة يجب أن تشكل قطبا ف التنمية المندمجة ف إطار‬
‫وبي مدنها وقراها‪."98‬‬
‫التكامل والتوازن ربي مناطقها ر‬

‫التدبي االسياتيج القتصاديات الجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي‬ ‫ر‬ ‫‪96‬الوردي العباس‪،‬‬
‫محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص‪.113:‬‬
‫‪ 97‬عبدي مصطق‪ ،‬تطور الجهوية بالمغرب‪ :‬من فية ما قبل الحماية إىل مرحلة الجهوية المتقدمة‪ ،‬مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬أبريل ‪ ،2020‬المركز الديمقراط العرب‪ ،‬المانيا‪-‬بر رلي‪ ،‬ص‪.191:‬‬
‫‪ 98‬خطاب الملك محمد السادس‪ ،‬بمناسبة ذكرى عيد العرش‪ ،‬بتاري خ ‪ 30‬يونيو ‪.2015‬‬

‫‪40‬‬
‫وعىل هذا األساس‪ ،‬أصبحت الجهة ه إطار التنمية الجهوية الذي يالئم تدخل الدولة‬
‫إلنجاز عمليات التخطيط والتنمية المجالية بعد أن بات الدور الكالسيك للجماعات األخرى‬
‫ال يواكب التطور االقتصادي ومتطلبات األعمال االقتصادية للجهة‪.99‬‬

‫مطلبي‪،‬‬
‫ر‬ ‫وف محاولة لتبيان األدوار التنموية للجهة‪ ،‬سيتم تقسيم هذا المبحث إىل‬
‫المهام التنموية للجهة (المطلب األول)‪ ،‬آليات تنفيذ اليامج والمشاري ع التنموية للجهة‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫(المطلب‬

‫المطلب األول‪ :‬المهام التنموية للجهة‬

‫خصص دستور ‪ ،2011‬الباب التاسع منه "للجهات والجماعات اليابية األخرى"‬


‫كتأكيد عىل مسألة الالمركزية باعتبارها أساس التنظيم الياب الجديد‪ ،‬حيث نص الفصل‬
‫األول عىل أن "التنظيم الياب للمملكة تنظيم ال مركزي يقوم عىل الجهوية المتقدمة"‪.‬‬

‫كما نص الباب التاسع ف الفصل ‪ 135‬عىل أن "الجماعات اليابية للمملكة ه الجهات‬


‫والعماالت واألقاليم والجماعات‪.‬‬

‫وتسي شؤونها بكيفية‬


‫ر‬ ‫الجماعات اليابية أشخاص معنوية‪ ،‬خاضعة للقانون العام‪،‬‬
‫ر‬
‫المباش‪ ،‬ويمكن أن تحدث كل جماعة ترابية أخرى‬ ‫ديمقراطية‪ ،‬وتنتخب باالقياع العام‬
‫بالقانون‪ ،‬ويمكن أن تحل عند االقتضاء محل جماعة ترابية أو ر‬
‫أكي من تلك المنصوص عليها‬
‫ف الفقرة األوىل من هذا الفصل"‪.‬‬

‫الفصلي أن الدستور المغرب جعل الجهة تحتل مكانة الصدارة‬


‫ر‬ ‫يتضح من خالل هذين‬
‫بالنسبة للجماعات اليابية األخرى ف التنظيم الالمركزي‪ ،‬وفضاء مالئم لتحقيق التنمية‬
‫اليابية بكل أبعادها‪.100‬‬

‫‪ 99‬زاوي عبد القادر‪ ،‬التنمية الجهوية ف المغرب‪ :‬محاولة تقييم عامة‪ ،‬مذكرة لنيل دبلوم الدراسات العليا ف القانون العام‪-‬الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،1985 ،‬ص‪.61:‬‬
‫ر‬
‫‪ 100‬هذا ما أكدته الفقرة الثانية من الفصل ‪ 143‬من دستور ‪( 2011‬تتبوأ الجهة تحت إشاف رئيس مجلسها مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات‬
‫اليابية األخرى ف عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد الياب ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية لهذه‬
‫الجماعات)‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫بتدبي الشأن‬
‫ر‬ ‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬أكد دستور ‪ 2011‬عىل مسألة غاية ف األهمية تتعلق‬
‫العام المحىل وه نظام الديمقراطية التشاركية‪ ،‬كما سبق التفصيل فيها آنفا‪ ،‬والت جعلت‬
‫مسألة تحقيق التنمية ترتكز عىل المقاربة التشاركية الت أصبحت بمثابة وصفة تضمن‬
‫ر‬
‫اإلشاك والمشاركة ف صناعة القرار التنموي‪.101‬‬

‫وعليه‪ ،‬سيتم التطرق للمبادئ الدستورية المؤطرة الختصاصات الجهة (الفرع األول)‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫عىل أساس أن يتم الحديث عن الجهة كإطار للتنمية ف (الفرع‬

‫الفرع األول‪ :‬المبادئ الدستورية المؤطرة الختصاصات الجهة‬

‫ف سبيل البحث عن حل ناجع وعادل لمسألة توزي ع االختصاصات ربي الدولة‬


‫والجماعات اليابية‪ ،‬وتطوير العالقة القائمة ربي الدولة والجهات بالخصوص‪ ،‬من عالقة‬
‫تأطي‬
‫المشع ر‬ ‫تبعية وهيمنة إىل عالقة توازن ر‬
‫وشاكة تتأسس عىل التعاقد والتضامن حاول ر‬

‫التدبي الحر‬
‫ر‬ ‫العالقة القائمة ربي الدولة والهيئات الالمركزية عند رسمه لحدود تطبيق مبدأ‬
‫للجماعات اليابية‪ ،‬ف مقابل ضبط تدخالت ممثىل السلطة المركزية ف إطار المراقبة اإلدارية‬
‫الت عوضت الوصاية‪ ،‬إذ أصبح ممثىل الدولة يعملون عىل مراقبة اليام الجماعات اليابية‬
‫العادي ‪102‬‬ ‫وسيها‬
‫تدبي شؤونها ر‬ ‫ر‬
‫والتشيعات والنصوص التنظيمية الت تحكم ر‬ ‫بالقواني‬
‫ر‬
‫وهكذا‪ ،‬نص دستور ‪ 2011‬ف الفصل ‪ 140‬عىل أن توزي ع االختصاصات والصالحيات ربي‬
‫الدولة والجهات يجب أن يكون وفقا لمبدأ التفري ع (الفقرة األول)‪ ،‬كما نص الفصل ‪136‬‬
‫التدبي الحر (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫ر‬ ‫عىل أن التنظيم الجهوي والياب يرتكز عىل مبادئ‬

‫التدبي الماىل الياب بالمغرب ‪-‬الحكامة ومعالجة االختالالت المالية بالجماعات اليابية‪ -‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ف‬
‫ر‬ ‫‪ 101‬النشاط صالح‪،‬‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013-2012‬ص‪.157:‬‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية من تدخالت السلطة المركزية "المغرب وتونس نموذجا"‪ ،‬مجلة‬‫ر‬ ‫‪ 102‬عبدي مصطق‪ ،‬الحماية ر‬
‫التشيعية لمبدأ‬
‫الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،5‬العدد ‪ ،2‬يونيو ‪ ،2020‬ص‪.31 :‬‬

‫‪42‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬مبدأ التفري ع كدعامة لتفعيل االختصاصات التنموية للجهة‬

‫مبدأ التفري ع هو مبدأ يرتكز عىل تفويض عمودي للسلطة‪ ،‬بحيث تقوم الدولة بتفويض‬
‫بعض من اختصاصاتها للجماعات اليابية الت تعتقد بأنها ر‬
‫أكي قدرة عىل القيام بها بحكم‬
‫األخي والذين هم الساكنة‪.103‬‬
‫ر‬ ‫قرب ها من المستفيد‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن مبدأ التفري ع هو مبدأ يتم عىل أساسه توزي ع االختصاصات ربي‬
‫الدولة والجماعات اليابية‪ :‬الجماعات‪ ،‬العماالت واالقاليم والجهات الت تتبوأ مكانة‬
‫الصدارة‪ ،‬فاالختصاص الذي تعجز عنه الجماعة تتواله العمالة والذي تعجز عنه العمالة‬
‫الدولة‪104‬‬ ‫تتواله الجهة وإذا عجزت الجهة عن ممارسته تتواله‬

‫وف هذا اإلطار تنص الفقرة األوىل من الفصل ‪ 140‬من دستور ‪ 2011‬عىل أن "‬
‫للجماعات اليابية‪ ،‬وبناء عىل مبدأ التفري ع اختصاصات ذاتية واختصاصات مشيكة مع‬
‫األخية‪."...‬‬
‫ر‬ ‫الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه‬

‫أوال‪ :‬مبدأ التفري ع كآلية لتجاوز تداخل االختصاصات ربي الدولة والجهة‬

‫عالقة بموضوع توزي ع االختصاصات سواء ربي الجهات والدولة من جهة أو بينها وباف‬
‫الجماعات اليابية األخرى ولتجاوز معضلة تداخل االختصاصات وعموميتها‪ ،105‬وأيضا ف‬
‫ظل الغموض والعمومية الت كانت تكتنف المقتضيات القانونية المنظمة الختصاصات‬
‫الجهة بموجب القانون رقم ‪ 47.96‬والت أفرزت واقعا جهويا محدودا لم يستطع أن يرف‬
‫إىل تجسيد فضاء مناسب وكاف للعمل والتحرك‪ ،‬كما لم يسعف المجالس الجهوية ف القيام‬
‫باألدوار التنموية المنوطة بها عمد دستور ‪ 2011‬إىل التنصيص عىل مبدأ التفري ع كأساس‬
‫لتوزي ع االختصاصات‪.‬‬

‫‪ 103‬نبيه محمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ربي الالمركزية والالتمركز (الجانب القانوب والمحاست)‪( ،‬اسم المطبعة ر‬
‫غي وارد)‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2019‬‬
‫ص‪.156-157:‬‬
‫ر‬
‫القريش عبد الواحد‪ ،‬التنظيم اإلداري المغرب‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2019 ،‬ص‪.215 :‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ 105‬أجعون أحمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ف الدستور المغرب لسنة ‪ ،2011‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،116‬ماي‪-‬يونيو ‪،2014‬‬
‫ص‪.86:‬‬

‫‪43‬‬
‫وغت عن البيان أن ر‬
‫مشوع المبادرة المغربية بشأن التفاوض لتخويل الصحراء حكما‬
‫ذاتيا كان سباقا إىل تبت مبدأ التفري ع‪ ،‬إذ تم التنصيص وبشكل ضي ح عىل هذا المبدأ ف‬
‫مضامي المبادرة وجعلت منه أساس تنظيم الصالحيات والسلط ربي الدولة وجهة الحكم‬
‫ر‬
‫الذاب‪.106‬‬

‫وهو مبدأ أوصت به أيضا اللجنة االستشارية للجهوية ف تقريرها المرفوع إىل جاللة‬
‫الملك ومما جاء فيه "فيما يتعلق بالتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬يعتي‬
‫كل مجال لالختصاص (الماء‪ ،‬الطاقة‪ ،‬النقل‪ )...‬قابال ألن تتقاسمه الدولة والجماعات اليابية‬
‫عمال بمبدأ التفري ع"‪.107‬‬

‫وبمقتض هذا المبدأ تكون الوحدة اإلدارية القاعدية أو األدب ه صاحبة االختصاص‬
‫وال يمكن للوحدة اإلدارية األعىل التدخل إال ف حالة عجز الوحدة األوىل وعىل ضوئه تكون‬
‫الوحدة الجهوية ملزمة بممارسة االختصاصات الجهوية وال تتدخل الدولة إال ف حالة عجز‬
‫األخية عن ر‬
‫مباشة ذلك االختصاص‪ .‬وبصيغة أخرى ال يمكن للدولة أن تقوم إال بما‬ ‫ر‬ ‫هذه‬
‫تعجز عنه الجهات والجماعات اليابية‪.108‬‬

‫غي أن دسية مبدأ التفري ع يحد منه تبوأ الجهة مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات‬
‫ر‬
‫اليابية األخرى فيما يتعلق بعمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية‬
‫إلعداد الياب‪ ،‬وإن كان ال يجوز ألي جماعة ترابية ان تمارس وصايتها عىل جماعة اخرى‪.109‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ التفري ع كآلية لتعزيز االختصاص التنموي الجهوي‬

‫عمل المغرب عىل تثبيت نظام الجهوية المتقدمة الت برزت بالمغرب كنتاج للتجارب‬
‫المتعاقبة الت بدأت بجهوية اقتصادية ذات طابع استشاري مرورا بجهوية إدارية تقرر وال‬

‫‪ 106‬أنظر الفقرات ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 17‬من نص المبادرة المغربية للتفاوض بشأن حكم ذاب لمنطقة الصحراء الت تقدمت بها المملكة المغربية إىل األمم‬
‫المتحدة ف أبريل ‪ ،2007‬منشورة عىل الموقع االلكيوب للمجلس الملك االستشاري للشؤون الصحراوية ‪.www.corcas.com‬‬
‫‪ 107‬تقرير اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التصور العام‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪108‬أجعون احمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ف الدستور المغرب لسنة ‪ ،2011‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87:‬‬
‫‪ 109‬الفصل ‪ 143‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪44‬‬
‫تنفذ وصوال إىل الجهوية الوظيفية الت أصبحت فيها مجالس الجهات تتداول وتنفذ مقرراتها‬
‫بديمقراطية‪ ،110‬ف تناغم تام مع التحوالت الحاصلة ف بنيات الدولة ودرجات تطورها‪،‬‬
‫حيث تشكل الجهوية أساس هذا التحول عىل المستوى التنموي‪ ،‬كما أنها تمثل امتدادا‬
‫للدولة األم وليس انفصاال عنها أو تعارضها معها‪ ،‬وحيث ان توزي ع االختصاصات ربي الدولة‬
‫وباف أجهزتها وبنياتها اإلدارية من المواضيع المتجددة باستمرار نظرا الرتباطها بشكل وثيق‬
‫بتغي وتطور هياكل الدولة‪ ،‬لذلك فإن البحث عن أفضل التنظيمات وأنسبها يبق من‬
‫ر‬
‫التحديات الكيى الت تطرح داخل األنساق السياسية‪ ،‬وهنا ييز مبدأ التفري ع كآلية جديدة‬
‫لتنظيم وتوزي ع السلطة داخل الدولة الحديثة‪ ،111‬حيث تبت ر‬
‫المشع هذا المبدأ ف دستور‬
‫‪ 2011‬تماشيا مع ما هو معمول به ف األنظمة الديمقراطية فيما يتعلق بالتوزي ع ر‬
‫الشيف‬
‫لالختصاصات ربي الدولة والجهات‪ ،‬إذ أن أغلب الدول الديمقراطية تطبق هذا المبدأ دون‬
‫الترصي ح به أحيانا‪ ،‬وهذا قد يكون راجعا إىل تعدد المصطلحات الت تطلق عىل هذا المبدأ‬
‫وغيه‪ ،‬لكن‬
‫ومنها‪ ،‬التفري ع‪ ،‬الفرعية‪ ،‬التدارك‪ ،‬التداركية‪ ،‬المداركة‪ ،‬الثانوية‪ ،‬ومبدأ االحتياط ر‬
‫األكي حضورا ف الكتابات القانونية‪.112‬‬‫ر‬ ‫يبق مبدأ التفري ع‬

‫إن م تطلبات التنمية أصبحت تفرض عىل الدولة االكتفاء بالتوجيه وتقديم‬
‫المساعدات إىل رؤساء الجماعات اليابية‪ ،‬خاصة المجالس الجهوية لتنفيذ مخططاتها‬
‫وبرامجها التنموية وهو ما أشار إليه الفصل ‪ 145‬من الدستور عندما تحدث عن والة الجهات‬
‫مثلي للسلطة المركزية يقومون بتنسيق أنشطة‬
‫وعمال العماالت واألقاليم باعتبارهم م ر‬
‫سيها‪.‬‬
‫المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية ويسهرون عىل حسن ر‬

‫‪ 110‬عبدي مصطق‪ ،‬الجهوية بالمغرب‪ :‬من فية ما قبل الحماية إىل مرحلة الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.191 :‬‬
‫‪111‬‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم‬
‫ر‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬ص‪.111:‬‬
‫التدبي االسياتيج القتصاديات الجماعات المحلية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.436:‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 112‬الوردي العباس‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫التدبت الحر كأساس لممارسة االختصاصات الجهوية‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ‬

‫الدساتي السابقة عن دستور ‪ 2011‬اتسمت بنوع من الجمود‪ ،‬حيث ضمت كلها‬


‫ر‬ ‫إن‬
‫نفس المقتضيات‪ ،‬فالمفاهيم العرصية لقانون الجماعات المحلية كانت قائمة منذ دستور‬
‫الدساتي كانت تتبت عبارب "الجماعات‬
‫ر‬ ‫تتغي من الناحية الشكلية‪ ،‬فهذه‬
‫ر‬ ‫‪ 1962‬ولم‬
‫"التدبي الحر" الذي ينطوي عىل‬
‫ر‬ ‫و"التدبي الديمقراط"‪ .‬ولم تعتمد مفهوم‬
‫ر‬ ‫المحلية"‬
‫"التدبي الحر"‬
‫ر‬ ‫"التدبي الديموقراط"‪ .‬فعبارة‬
‫ر‬ ‫حمولة رمزية أقوى من تلك الت ينطوي عليها‬
‫تشي ضمنيا إىل مدى الحرية الت تتمتع بها‬ ‫ر‬
‫تتالءم أكي مع روح النظام الالمركزي حيث ر‬
‫الجماعات اليابية ف عالقتها مع السلطة المركزية‪.113‬‬

‫صحيح أن ر‬
‫المشع المغرب ف القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات أكد عىل‬
‫تدبي شؤون الجهة بحرية مجلس ينتخب بطريقة ديمقراطية‪ ،114‬لكن مفهوم‬
‫أنه "يتوىل ر‬
‫"التدبي الحر" لم يحظ بالتنظيم الدستوري‪.‬‬
‫ر‬

‫التدبي‬
‫ر‬ ‫وهكذا‪ ،‬فمن ربي المستجدات الكيى الت جاء بها دستور ‪ 2011‬إقراره لمبدأ‬
‫الحر‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 136‬منه عىل أن "يرتكز التنظيم الجهوي والياب عىل مبادئ‬
‫تدبي شؤونهم‪،‬‬
‫المعنيي ف ر‬
‫ر‬ ‫التدبي الحر‪ ،‬وعىل التعاون والتضامن ويؤمن مشاركة السكان‬
‫ر‬
‫والرفع من مساهمتهم ف التنمية ر‬
‫البشية والمندمجة والمستدامة"‪.‬‬

‫ر‬
‫المشع ترك المجال لالجتهاد‬ ‫التدبي الحر دستوريا يالحظ أن‬
‫ر‬ ‫وف محاولة تعريف‬
‫التدبي الحر"‬
‫ر‬ ‫المغربيي األمر الذي حدث كذلك ف فرنسا‪" .‬فمفهوم‬
‫ر‬ ‫الفقه والدستوري‬
‫"التدبي" الذي يعت لغة حسن اإلدارة والترصف‪ ،‬وهو مصدر فعل "دبر"‬
‫ر‬ ‫ينقسم إىل لفظ‬
‫أي أخذ االحتياط واستعد مع ما يتطلبه ذلك من تركيب وصحة واقتصاد‪.115‬‬

‫‪ 113‬اليعكوب محمد‪ ،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب "دراسة قانونية وقضائية"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪ ،2019‬ص‪.57:‬‬
‫‪ 114‬المادة األوىل من القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫التدبي الماىل للجامعة بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫ر‬ ‫الطاهيي ادريس‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ 115‬معجم اللغة العربية المعاضة‪ ،‬عالم الكتب ‪-‬القاهرة‪ ،‬الطبعة ‪ :2008‬أورده‪:‬‬
‫شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2013-2014‬ص‪.1:‬‬

‫‪46‬‬
‫التسيي ‪(la‬‬
‫ر‬ ‫التدبي )‪ (le management‬عن‬
‫ر‬ ‫أما ف معناه االصطالخ رفيف‬
‫)‪ gestion‬مادام األول يعت بمجموع عمليات تنظيم وتنشيط ومراقبة المنظمات ‪(les‬‬
‫تحسي أدائها العام وقيادة تطوراتها مع احيام طبيعتها وكذا‬
‫ر‬ ‫)‪ organisations‬والهادفة إىل‬
‫التسيي بالقضايا‬
‫ر‬ ‫العناية بالجوانب االسياتيجية وبالثقافة السائدة ‪...‬إلخ‪ ،‬ف ر‬
‫حي يرتبط‬
‫وتدبي الموارد ر‬
‫البشية واإلنتاج والتسويق والبحث والتنمية‪.116‬‬ ‫ر‬ ‫المتعلقة بالمحاسبة والمالية‬

‫وبالنسبة للفظ "الحر" فمصدره الحرية ويحيل عىل االختيار واإلرادة وعدم التحكم‪.‬‬

‫التدبي الحر‬
‫ر‬ ‫اللفظي معا بالجماعات اليابية وعىل رأسها الجهات‪ ،‬فإن مبدأ‬
‫ر‬ ‫وبربط‬
‫األخية تعت القيادة دون الخضوع إلكراهات مفرطة‪ ،‬أو تدخل‬
‫ر‬ ‫يعت الترصف بحرية‪ ،‬وهذه‬
‫التشيعية أو التنفيذية او القضائية‪ ،‬بمختلف العمليات مع االخذ ف نفس ر‬
‫الشوط‬ ‫السلطات ر‬

‫تأطي من طرف‬
‫ر‬ ‫مختلف أصناف األعمال مع مراعاة طابعها اإلداري‪ ،‬والت ستكون محل‬
‫القانون ومراقبة القاض‪.117‬‬

‫التدبي الحر يعت أن المجالس الجهوية لها كامل الصالحية والحرية‬


‫ر‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن مبدأ‬
‫ف تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها‪ ،‬ف احيام تام للمقتضيات القانونية والتنظيمية‪،‬‬
‫وبمراعاة اإلمكانيات التمويلية المتاحة‪ ،‬فالتد ربي الحر معناه إلغاء مفهوم الوصاية عىل عمل‬
‫المجالس الجهوية اليابية‪ ،‬وكل أشكال الرقابة المتعلقة باختياراتها‪ ،‬وقد ورد ف تقرير اللجنة‬
‫االستشارية للجهوية‪ ،‬ضورة إعادة النظر ف المفهوم التقليدي للوصاية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫الحد من المراقبة القبلية ومن مراقبة المالئمة وتعزيز التقييم والمراقبة البعدية‪ ،‬مع تعزيز‬
‫للشعية رشيطة أن ييتب عن اللجوء إىل القضاء توقيف التنفيذ إال بقرار‬
‫المراقبة القضائية ر‬

‫من المحكمة المختصة‪.118‬‬

‫وبالرجوع إىل الباب الثاب ر‬


‫عش من الدستور الفرنش لسنة ‪ 1958‬المخصص‬
‫للجماعات اليابية‪ ،‬ف مادته ‪ 72‬الت حددت أصناف الجماعات اليابية المكونة للجمهورية‬

‫‪ 116‬نفس المرجع والصفحة‪.‬‬


‫التدبي الحر للجماعات اليابية‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ،22‬سنة ‪ ،2018‬ص‪.215 :‬‬
‫ر‬ ‫‪ 117‬قرب لبت‪ ،‬مبدأ‬
‫‪ 118‬تقرير اللجنة االستشارية حول الجهوية المتقدمة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬التصور العام‪ ،‬ص‪.53:‬‬

‫‪47‬‬
‫نجدها تنص عىل "تتوىل مجالس منتخبة إدارة هذه الجماعات بحرية‪ ،‬وتتمتع بسلطة‬
‫تنظيمية لممارسة اختصاصاتها بأفضل طريقة ممكنة"‪.‬‬

‫التدبت الحر‬
‫ر‬ ‫أوال‪ :‬مرتكزات مبدأ‬

‫التدبي الحر للجماعات اليابية يرتكز‬


‫ر‬ ‫وفقا لألستاذ أندري رو ‪ ،André RAUX119‬فإن‬
‫عىل ثالث عناض‪ :‬االستقالل المؤسساب‪ ،‬االستقالل الوظيق‪ ،‬واالستقالل الماىل‪.‬‬

‫التدبي الحر يشكل ضمانة‬ ‫ر‬


‫المؤسساب‪ :‬مما ال شك فيه أن دسية مبدأ‬ ‫‪ -‬االستقالل‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫أساسية لالستقالل المؤسساب للجهات والجماعات اليابية األخرى‪ ،‬فقد نص‬
‫ر‬
‫المشع الدستوري عىل أن "الجماعات اليابية أشخاص اعتبارية‪ ،‬خاضعة للقانون‬
‫تسي شؤونها بكيفية ديمقراطية‪ .‬تنتخب مجالس الجهات والجماعات‬
‫ر‬ ‫العام‪،‬‬
‫ر‬
‫المباش"‪.‬‬ ‫باالقياع العام‬
‫وهذا ما سبق وأ كدته اللجنة االستشارية للجهوية عندما اقيحت انتخاب‬
‫ر‬
‫المباش من اجل منح مجالس‬ ‫أعضاء المجلس الجهوي بواسطة االقياع العام‬
‫الجهات الت سيكون لها ف إطار الجهوية المتقدمة نوع من الصدارة رشعية تساوي‬
‫عىل األقل تلك الممنوحة للمجالس الجماعية الت ينتخب أعضائها باالقياع العام‬
‫والمواطني بشكل يخلق وعيا بالكيان‬
‫ر‬ ‫المنتخبي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المباش وإقامة عالقة القرب ربي‬
‫الناخبي وتجنب االختالالت ف‬
‫ر‬ ‫المنتخبي لمراقبة‬
‫ر‬ ‫الجهوي لدى هؤالء ويخضع‬
‫ر‬
‫المباشة ألعضائه‪.120‬‬ ‫غي‬
‫تسيي المجالس الناتجة عن االنتخابات ر‬
‫ر‬
‫وهذا المقتض يشكل تطورا مهما خصوصا بالنسبة للجهات الت كانت ف‬
‫ر‬
‫المباش‪ ،‬وقد تم تفعيل هذا األمر عىل مستوى‬ ‫غي‬
‫السابق تنتخب مجالسها باالقياع ر‬
‫القانون التنظيم المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجهات‪.121‬‬

‫‪119‬‬
‫‪André RAUX, « la libre administration des collectivités territoriales : une exception française », les cahiers de‬‬
‫‪l’institut louis Favoreu N° 2/20/2013, p :184.‬‬
‫‪ 120‬تقرير اللجنة االستشارية للجهوية حول الجهوية المتقدمة‪ ،‬الكتاب الثاب‪ ،‬الجوانب المؤسساتية‪ ،‬ص‪.7 :‬‬
‫‪.‬‬
‫الشيف رقم ‪ 1.11.173‬بتاري خ ‪ 12‬نوني ‪ ،2011‬ج ر عدد ‪ 5997‬مكرر‪ ،‬بتاري خ‬‫الظهي ر‬
‫ر‬ ‫‪ 121‬يتعلق األمر بالقانون رقم ‪ ،59.11‬الصادر بتنفيذه‬
‫‪ 22‬نوني ‪ ،2011‬ص‪ 5537:‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫واالستقالل المؤسساب بقدر ما يقض استقالل الوحدات الالمركزية عن الدولة‪ ،‬بقدر‬
‫ما يعت أيضا استقالل الجماعات اليابية فيما بينها وهو ما كرسه الفصل ‪ 143‬من الدستور‬
‫الذي نص عىل أنه ال يجوز ألي جماعة ترابية أن تمارس وصايتها عىل جماعة أخرى وان‬
‫كانت الجهات تتبوأ مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية األخرى‪.‬‬

‫الوظيف‪ :‬يقتض هذا العنرص توفر الجهات عىل حد أدب من‬


‫ي‬ ‫‪ -‬االستقالل‬
‫االختصاصات الذاتية تمارسها بشكل مستقل عن الدولة‪ ،‬وهو ما تم التنصيص عليه‬
‫ف إطار الفصل ‪ 140‬من دستور ‪ ،2011‬حيث ورد فيه "للجماعات اليابية‪ ،‬وبناء‬
‫عىل مبدأ التفري ع‪ ،‬اختصاصات ذاتية واختصاصات مشيكة مع الدولة واختصاصات‬
‫األخية‪.‬‬
‫ر‬ ‫منقولة إليها من هذه‬
‫تتوفر الجهات والجماعات اليابية األخرى‪ ،‬ف مجاالت اختصاصاتها‪ ،‬وداخل‬
‫دائرتها اليابية‪ ،‬عىل سلطة تنظيمية لممارسة صالحياتها"‪.‬‬
‫من منطلق هذا الفصل يتضح أن ر‬
‫المشع الدستوري حدد اختصاصات الجهات‬
‫وميها عىل اختصاصات الدولة‪ ،‬وبالتاىل ال يمكن للدولة أو ممثليها منع الجهات من‬
‫ر‬
‫ممارسة اختصاصاتها وتنفيذ مقرراتها التنموية بكل حرية وهو ما تم التأكيد عليه ف‬
‫الفصل ‪ 138‬من الدستور "يقوم رؤساء مجالس الجهات‪ ،‬ورؤساء مجالس‬
‫الجماعات اليابية األخرى‪ ،‬بتنفيذ مداوالت هذه المجالس ومقرراتها"‪ .‬ونفس‬
‫المقتض تمت ترجمته ف القانون التنظيم للجهات ‪ 111.14‬ف المادة ‪" 101‬يقوم‬
‫التدابي‬
‫ر‬ ‫رئيس مجلس الجهة بتنفيذ مداوالت المجلس ومقرراته‪ ،‬ويتخذ جميع‬
‫الالزمة لذلك‪."...‬‬
‫كما أنه هناك محدد آخر لالستقالل الوظيق للجهات ويتعلق األمر بحرية‬
‫التعاقد الت يجب االعياف بها للوحدات اليابية وتتمثل ف حرية إبرام العقود‬
‫تدبي المرافق العامة التابعة لها‪ ،‬او‬
‫المناسبة ألداء مهامها‪ ،‬وكذا حرية اختيار طرق ر‬

‫‪49‬‬
‫الحرية ف التعاقد أو االمتناع عن التعاقد واختيار المتعاقد معها‪ ،‬وف تكوين العقد‬
‫وتحديد مضمونه وطرق تنفيذه‪.122‬‬
‫إجماال يمكن القول فيما يتعلق باالستقالل الوظيق كمرتكز من مرتكزات مبدأ‬
‫التدبي الحر أنه يجب أن يتأسس عىل اختصاصات ذاتية للجهات تمارس بشكل‬
‫ر‬
‫وتدبي‬
‫ر‬ ‫مستقل عن الدولة‪ ،‬ومنح السلطة التنفيذية لرؤساء الجهات ف تنفيذ مقرراتها‬
‫شؤونها مع التمتع بحرية ابرام العقود المناسبة لها‪.‬‬
‫تمكي الجهات من موارد مالية‬
‫التدبي الحر يستدي ر‬
‫ر‬ ‫المال‪ :‬إن تفعيل مبدأ‬
‫ي‬ ‫‪ -‬االستقالل‬
‫مستقلة تساعدها عىل ممارسة اختصاصاتها‪ ،‬إذ ال يمكن منح الجهات مجموعة من‬
‫االختصاصات دون منحها الموارد المالية الالزمة للقيام بذلك‪ .‬كما أنه يجب أن تتوفر‬
‫الجهات عىل قدر مهم من االستقالل الماىل‪ ،‬لك ال تظل تنتظر امدادات الدولة‪.‬‬
‫وف هذا اإلطار‪ ،‬نص الفصل ‪ 141‬من دستور ‪ 2011‬عىل أنه "تتوفر الجهات‬
‫والجماعات اليابية األخرى‪ ،‬عىل موارد مالية ذاتية‪ ،‬وموارد مالية مرصودة من قبل‬
‫الدولة‪.‬‬
‫كل اختصاص تنقله الدولة إىل الجهات والجماعات اليابية األخرى يكون مقينا‬
‫بتحويل الموارد المطابقة له"‪.‬‬
‫وهو ما تم تبنيه وترجمته أيضا عىل مستوى القانون التنظيم للجهات ‪111.14‬‬
‫الذي أقر بأن الجهة تتوفر لممارسة اختصاصاتها عىل موارد مالية ذاتية وموارد مالية‬
‫ترصدها لها الدولة وحصيلة االقياضات‪.123‬‬
‫التدبي الحر يرتبط كفلسفة جديدة للتنظيم الياب الذي ترتكز‬
‫ر‬ ‫إن تفعيل مبدأ‬
‫لتدبي شؤونها أشد االرتباط بحجم الموارد المالية‬
‫ر‬ ‫عليه الجماعات اليابية‬
‫تدبي شؤونها‪،‬‬
‫ر‬ ‫المخصصة لها‪ .‬فالمفهوم يحيل عىل حرية الجماعات اليابية ف‬
‫وممارسة صالحياتها بكيفية مستقلة ف إطار النصوص القانونية‪ ،‬بل يخولها سلطة‬

‫‪ 122‬لحرش كريم‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية ‪ -‬رشح وتحليل‪ -‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168:‬‬
‫‪ 123‬المادة ‪ 186‬من القانون التنظيم للجهات ‪.111.14‬‬

‫‪50‬‬
‫تنفيذ مداوالتها ومقرراتها ومختلف مشاريعها وهو ما يتكرس عمليا بحجم مواردها‬
‫المالية خاصة الذاتية منها‪.124‬‬
‫غي أن ضعف الموارد المالية للجهات يجعل التمويل المركزي مهيمنا عىل بنية‬
‫ر‬
‫ميانياتها وهو ما يطرح إشكاال واقعيا يمس ر‬
‫مباشة االستقالل الماىل لهذه‬ ‫ومضامي ر‬
‫ر‬
‫بالتأثي ف النشاط الماىل والتحكم فيه‪ ،‬إما‬
‫ر‬ ‫الوحدة اليابية‪ ،‬فالتمويل يرتبط عادة‬
‫بالتوجيهات او بالرقابة القبلية المؤثرة ف اتخاذ القرار الماىل‪.125‬‬

‫التدبت الحر‬
‫ر‬ ‫ثانيا‪ :‬التتيل الدستوري لمبدأ‬

‫القواني التنظيمية المتعلقة بالجهات والجماعات اليابية األخرى عن‬


‫ر‬ ‫ال تختلف‬
‫األخي لقواعد الحكامة‬
‫ر‬ ‫بعضها عىل مستوى البنية‪ ،‬فلقد خصصت كل منها القسم ما قبل‬
‫التدبي الحر‪.126‬‬
‫ر‬ ‫المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ‬

‫وف هذا السياق‪ ،‬يفيد االنتقال من نظام الوصاية إىل نظام المراقبة اإلدارية أن الجهات‬
‫تدبي شؤونها بكيفية ديمقراطية‪ ،‬فهذا النوع من‬
‫والجماعات اليابية األخرى قادرة عىل ر‬
‫العالقة ربي الدولة والهيئات الالمركزية يقود إىل مرحلة جديدة يكون فيها للقاض اإلداري‬
‫دور مهم ف فض كل نزاع تبت فيه المحكمة اإلدارية‪.127‬‬

‫وتماشيا مع ذلك نصت المادة ‪ 112‬من القانون التنظيم للجهات ‪ 111.14‬عىل أنه‬
‫"تطبيقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،‬يمارس واىل الجهة المراقبة‬
‫اإلدارية عىل رشعية قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجهة‪.‬‬

‫كل نزاع ف هذا الشأن تبت فيه المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ 124‬غازي عبد هللا‪ ،‬االستقالل الماىل للجماعات اليابية ورهان تحقيق التنمية بالمغرب‪ ،‬مجلة العلوم السياسية والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،23‬المجلد‬
‫‪ ،04‬يوليوز ‪ ،2020‬ص‪.234 :‬‬
‫استشاف للدراسات واألبحاث القانونية‪ ،‬عدد ‪ 3‬و‪ ،4‬أبريل ‪،2019‬‬‫ر‬ ‫‪ 125‬صدف عادل‪ ،‬إشكالية االستقالل الماىل للجماعات اليابية‪ ،‬مجلة‬
‫ص‪.98:‬‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية من تدخالت السلطة المركزية "المغرب وتونس نموذجا‪ ،‬مرجع‬‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ 126‬عبدي مصطق‪ ،‬الحماية التشيعية لمبدأ‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.42:‬‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221:‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 127‬قرب لبت‪ ،‬مبدأ‬

‫‪51‬‬
‫تعتي باطلة بحكم القانون المقررات والقرارات الت ال تدخل ف صالحيات مجلس‬
‫الجهة أو رئيسه أو المتخذة خرقا ألحكام هذا القانون التنظيم والنصوص ر‬
‫التشيعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪ .‬وتبت المحكمة اإلدارية ف طلب البطالن بعد إحالة االمر إليها‬
‫وحي من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية"‪.‬‬
‫ف كل وقت ر‬

‫إن االحتكام إىل القضاء ف مدى رشعية القرارات الصادرة عن هياكل الجهة ومؤسساتها‬
‫لتدبي الجهة لشؤونها بشكل حر وإلزام الحياد التام لسلطات‬
‫ر‬ ‫هو الضمانة الكيى والمطلقة‬
‫المركز ف هذا الجانب واالبتعاد عن أي تدخالت أو ممارسة للوصاية ف شكلها التقليدي‬
‫ر‬
‫المشوعية‪ ،‬وهو ما كان يفرغ اإلطار‬ ‫الذي يمتد مداه إىل مراقبة المالءمة‪ ،‬فضال عن‬
‫الالمركزي الجهوي من بعده الديمقراط‪.128‬‬

‫التدبي‬
‫ر‬ ‫ورغم كل هذه الضمانات الت نص عليها ر‬
‫المشع ف سبيل التطبيق األمثل لمبدأ‬
‫الحر‪ ،‬إال أنه عىل مستوى بعض النصوص القانونية والممارسة العملية‪ ،‬فإن االمر ال يخلو‬
‫من بعض الصعوبات واإلشكاالت‪.‬‬

‫فعىل مستوى النصوص القانونية فقد نصت القوان ري التنظيمية الثالث عىل ان للواىل‬
‫والعامل أن يقيحا إدراج أي نقطة ف دورات المجالس‪ ،‬والسيما تلك الت تكتش طابعا‬
‫استعجاليا‪ ،‬ويتم ذلك وجوبا رشيطة اخبار رئيس المجلس داخل ثمانية أيام من التوصل‬
‫بجدول االعمال‪.129‬‬

‫كبية للواىل أو العامل القياح أي نقطة‪،‬‬


‫لقد جاءت هذه المادة عامة وأعطت صالحية ر‬
‫تدبي شؤونها وف برامج‬ ‫ر‬
‫مباشا ف ر‬ ‫مما يعتي مسا باستقاللية المجالس الجهوية وتدخال‬
‫التنموية‪ ،‬خاصة عندما يتم اقياح نقط تتعلق بمشاري ع أو اتفاقيات فيها إلزام ماىل‬
‫للجماعات‪.‬‬

‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128:‬‬ ‫‪128‬‬
‫ر‬
‫‪ 129‬انظر الق ر‬
‫واني التنظيمية للجماعات اليابية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التجبي الحر‪ ،‬ارتباطه‬
‫ر‬ ‫التدبي الحر عملية تييل مبدأ‬
‫ر‬ ‫ومن الصعوبات الت تواجه مبدأ‬
‫بالسياق السياس الذي‪ ،‬إذ يجتهد المغرب ف بناء ديمقراطيته‪ ،‬حيث مازالت السلطة‬
‫تدبي الحقل السياس وأحيانا يختلط لديها‬ ‫ر‬
‫المشفة عىل الجماعات اليابية تضطلع بأدوار ف ر‬
‫بالتدبيي‪ ،‬عالوة عىل ثقل الوصاية الت طبعت المرحلة السابقة‪ ،‬إذ ال تتم عملية‬
‫ر‬ ‫السياس‬
‫معي‬
‫االنتقال اىل الوضع الجديد بسهولة بسبب استصحاب الماض‪ ،‬مما يتطلب مرور زمن ر‬
‫وتغيي ف العقليات وف منطق االشتغال‪.130‬‬
‫ر‬

‫الثاب‪ :‬الجهة كإطار للتنمية‬


‫ي‬ ‫الفرع‬

‫إذا كان اإلطار الذي تطبق فيه سياسة إعداد الياب الوطت هو مجموع هذا الياب‪،‬‬
‫فإن اإلطار الذي تطبق فيه التنمية الجهوية هو مجموع الياب الوطت أيضا ولكنه مجزأ‬
‫غيها وإنما‬
‫ومقسم إىل عدة جهات‪ ،‬ذلك ألن التنمية الجهوية ال تعمل ف جهة واحدة دون ر‬
‫تعمل ف كل الجهات تبعا إلمكانياتها وطاقاتها وتبعا للهدف المتوخ منها آال وهو محاربة‬
‫الفوارق الجهوية وتنمية مختلف الجهات تنمية متوازنة ومتكاملة من شأنها االسهام ف تنمية‬
‫مجموع الياب‪.131‬‬

‫وهكذا أجمع الباحثون المهتمون بموضوع التنمية أن الجهة أصبحت البديل واألداة‬
‫األساسية لخوض معركة التنمية‪ ،‬بحيث تشكل رشط جوهري لتنظيم وإعداد مجال تراب‬
‫توفي مستلزمات التنمية االقتصادية واالجتماعية عىل مستوى المجال المحىل‪،‬‬
‫قادر عىل ر‬
‫وتمنح للسكان الحق ف إدارة شؤونهم بالشكل الذي يجعل عملية اتخاذ القرار تستجيب‬
‫لتنمية األنشطة االقتصادية واالجتماعية‪.132‬‬

‫التدبي الحر‪...‬أية حصيلة؟ أشغال لقاء دراس نظمه فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب يوم الثالثاء ‪29‬‬
‫ر‬ ‫‪ 130‬السكال عبد الصمد‪ ،‬تييل مبدأ‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية ربي النص الدستوري وواقع الممارسة‪ ،‬ص‪.36:‬‬
‫ر‬ ‫يناير ‪ ،2019‬حول مبدأ‬
‫‪ 131‬زاوي عبد القادر‪ ،‬التنمية الجهوية ف المغرب‪ :‬محاولة تقييم عامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61:‬‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130:‬‬ ‫‪132‬‬
‫ر‬

‫‪53‬‬
‫وبناء عىل ذلك بوأ دستور ‪ 2011‬الجهة مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية‬
‫األخرى (الفقرة األول) ونص عىل مبادئ أخرى تعتي إضافة نوعية لقيام الجهة بوظائفها‬
‫التنموية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫ر‬
‫الفقرة األول‪ :‬مبدأ صدارة الجهة يف التنظيم الت ي‬
‫اب للمملكة‬

‫أصبحت الجهة وفق دستور ‪ 2011‬تحتل مرتبة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية‬
‫األخرى‪ ،‬إذ نص الفصل ‪ 143‬منه عىل أنه "ال يجوز ألي جماعة ترابية أن تمارس وصايتها‬
‫عىل جماعة أخرى‪.‬‬

‫تتبوأ الجهة‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية‬
‫األخرى‪ ،‬ف عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‪ ،‬والتصاميم الجهوية إلعداد الياب‪،‬‬
‫ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية لهذه الجماعات اليابية"‪.‬‬

‫يبدو ظاهريا أن هناك تعارض ربي الفقرة األوىل الت تحرم وصاية جماعة ترابية عىل‬
‫أخرى والفقرة الثانية الت تسند إىل الجهة دور الصدارة ف عالقتها مع الجماعات اليابية‬
‫األخرى فيما يتعلق بعمليات اعداد وتتبع برامج التنموية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد‬
‫المتناقضي موضوعيا‪.133‬‬
‫ر‬ ‫المتطلبي‬
‫ر‬ ‫الياب‪ .‬وهو ما يطرح إشكالية التوفيق ربي‬

‫إن صدارة الجهة ف المجال الياب ال تعت ممارسة الوصاية عىل الجماعات اليابية‬
‫األخرى وإنما ه عالقة تربط الجهات بباف الوحدات اليابية األخرى ف إطار استقاللية مالية‬
‫وإدارية اعتمادا عىل مبدأ االعتبارية‪ ،134‬إذ الغرض من احتالل الجهة هذا المركز ف مجال‬
‫التنمية ال يعت أبدا تقييد مبدأ حرية المستويات اليابية األخرى‪ ،‬أو وجود تراتبية ربي الجهة‬
‫وباف الجماعات اليابية األخرى‪.135‬‬

‫‪ 133‬اليعكوب محمد‪ ،‬األسس الدستورية لالمركزية والجهوية المتقدمة بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،137‬نوني‪-‬‬
‫دجني ‪ ،2017‬ص‪.18:‬‬
‫‪ 134‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.132:‬‬
‫‪ 135‬الماموب حميد‪ ،‬العالقة ربي الدولة والجماعات اليابية عىل ضوء الجهوية المتقدمة ‪-‬دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ‪ -2011‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪-‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2013‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.119:‬‬

‫‪54‬‬
‫فالهدف من االرتقاء بالجهة إىل هذا الدور الريادي ف مجال التنمية‪ ،‬ينحرص فقط ف‬
‫إلزام الجماعات اليابية األخرى عىل أن تكون مخططاتها منسجمة ومتوافقة إىل حد بعيد‬
‫مع مخطط الجهة‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه النقطة ‪ 5-4‬من النقطة المعنونة باسم "صدارة‬
‫المجلس الجهوي ف مجال التنمية المندمجة"‪ ،‬حيث جاء فيها "تعد مجالس العماالت‬
‫واألقاليم ومجالس الجماعات مخططاتها وبرامجها ومشاري ع تنميتها الذاتية‪ ،‬ف انسجام مع‬
‫التصور الذي يتبناه مجلس الجهة وتصادق عليه الدولة‪.136‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية المبادئ الدستورية والقانونية األخرى‬

‫التدبي الحر وكذا مبدأ صدارة الجهة ف التنظيم الياب‬


‫ر‬ ‫باإلضافة إىل مبدأ التفري ع ومبدأ‬
‫للمملكة‪ ،‬نص دستور ‪ 2011‬والقانون التنظيم للجهات ‪ 111.14‬عىل مبادئ أخرى تساعد‬
‫الجهات عىل ممارسة اختصاصاتها التنموية المنتظرة منها‪.‬‬

‫وفقا ألحكام دستور ‪ 2011‬يرتكز التنظيم الجهوي بصفة خاصة والياب بصفة عامة‬
‫عىل مجموعة من المبادئ الدستورية‪ ،137‬الت عىل أساسها تمارس الجهات اختصاصاتها‬
‫التنموية‪ .‬ويمكن إجمال أهم هذه المبادئ فيما يىل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ المشاركة‬

‫البيوقراط للشأن العام الجهوي بالتدب ري‬


‫التدبي ر‬
‫ر‬ ‫يقصد بالمشاركة استبدال‬
‫األخية تتطلب مشاركة الساكنة ف ممارسة الفعل‬
‫ر‬ ‫الديمقراط الذي يخدم التنمية‪ ،‬هذه‬
‫التنموي‪ ،‬بحيث تكون اليامج التنموية والسياسية العمومية اليابية معية بصفة حقيقية‬
‫عن متطلبات المواطن‪.138‬‬

‫قاعدتي‪:‬‬
‫ر‬ ‫ويرتكز هذا المبدأ عىل‬

‫‪ 136‬انظر تقرير اللجنة االستشارية للجهوية حول الجهوية المتقدمة‪ ،‬ص‪.23:‬‬


‫التدبي الحر‪ ،‬وعىل التعاون والتضامن‪ ،‬ويؤمن‬
‫ر‬ ‫‪ 137‬ينص الفصل ‪ 136‬من دستور ‪ 2011‬عىل ما يىل "يرتكز التنظيم الجهوي والياب عىل مبادئ‬
‫تدبي شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم ف التنمية ر‬
‫البشية والمندمجة والمستدامة"‪.‬‬ ‫المعنيي ف ر‬
‫ر‬ ‫مشاركة السكان‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140 :‬‬ ‫‪138‬‬
‫ر‬

‫‪55‬‬
‫ر‬
‫المباش النتخاب أعضاء مجالس الجهات‪ .‬وقد نصت‬ ‫القاعدة األول‪ :‬ه االقياع العام‬
‫عىل ذلك الفقرة الثالثة من الفصل ‪ " 135‬تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقياع‬
‫ر‬
‫المباش"‪ .‬ونفس المقتض تم ترجمته أيضا عىل مستوى القانون التنظيم للجهات‬ ‫العام‬
‫‪ ،111.14‬حيث جاء ف المادة ‪ 9‬منه " يدبر شؤون الجهة مجلس ينتخب باالقياع العام‬
‫ر‬
‫المباش وفق أحكام القانون التنظيم رقم ‪ 59.11‬المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس‬
‫الجماعات اليابية"‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬تنص عليها مقتضيات الفصل ‪ 139‬من الدستور "تضع مجالس‬
‫لتيسي مساهمة‬
‫ر‬ ‫الجهات‪ ،‬والجماعات اليابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية للحوار والتشاور‪،‬‬
‫والمواطني والجمعيات ف إعداد برامج التنمية وتتبعها"‪ .‬وهذه الهيئات حسب‬
‫ر‬ ‫المواطنات‬
‫المادة ‪ 117‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬ه‪:‬‬

‫‪ −‬هيئة استشارية ر‬
‫بشاكة مع فعاليات المجتمع المدب تختص بدراسة القضايا الجهوية‬
‫المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع؛‬
‫‪ −‬هيئة استشارية تختص بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب؛‬
‫االقتصاديي بالجهة تهتم بدراسة القضايا‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫‪ −‬هيئة استشارية ر‬
‫بشاكة مع‬
‫الجهوية ذات الطابع االقتصادي؛‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ التعاون والتضامن‬

‫شقي األول داخىل وهو نوع من التضامن يتم ربي جماعة ترابية عىل‬
‫التعاون يتضمن ر‬
‫المستوى الداخىل ويأخذ أشكاال متنوعة‪ ،‬كمجموعة الجماعات اليابية أو من خالل رشكات‬
‫التنمية المحلية أو اتفاقيات التعاون ر‬
‫والشاكة‪ .‬أما الشق الثاب فهو المتعلق بالتعاون الخارخ‬
‫أي تعاون ال مركزي دوىل الذي يعي عن مجموعة من العالقات واألنشطة الت تقيمها‬
‫الجماعات اليابية مع مجموعة أخرى أجنبية‪.139‬‬

‫‪ 139‬الركراك بالل‪ ،‬النموذج التنموي الجديد وإشكالية تحقيق التنمية اليابية بالمغرب ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ ،2021‬ص‪.31-30:‬‬

‫‪56‬‬
‫وفيما يخص مبدأ التضامن‪ ،‬فقد أكد عليه الخطاب الملك ل ‪ 6‬نوني ‪ ،1402008‬حيث‬
‫دعا فيه جاللة الملك إىل "تطبيق مبدأ التضامن فيما يخص االختصاصات المنقولة من قبل‬
‫الدولة إىل الجهة"‪ ،‬وهو األمر الذي تمت ترجمته عىل مستوى الوثيقة الدستورية بإحداث‬
‫صندوقي لفائدة الجهات‪:‬‬
‫ر‬

‫االجتماع‪ :‬الذي يهدف إىل سد العجز ف مجاالت التنمية‬


‫ي‬ ‫‪ −‬صندوق التأهيل‬
‫والتجهيات‪ .141‬السيما ف المجاالت المتعلقة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫البشية والبنيات التحتية األساسية‬
‫غي الالئق والصحة واليبية وشبكات‬ ‫بالماء الصالح ر‬
‫للشب والكهرباء والسكن ر‬
‫الطرق والمواصالت‪.142‬‬
‫‪ −‬صندوق التضامن ربي الجهات‪ :‬وي هدف إىل التوزي ع المتكاف للموارد قصد‬
‫التقليص من التفاوتات بينها‪ .143‬تحدد بموجب قانون المالية موارد هذا‬
‫تسييه‪.144‬‬
‫ر‬ ‫الصندوق ونفقاته وكيفيات‬

‫وتجدر اإلشارة إىل أن مبدأ التضامن يشكل أحد الركائز األساسية ف التنظيم الجهوي‬
‫االسباب استنادا للمادة الثانية من الدستور االسباب لسنة ‪ ،1978‬الذي يلزم ف إطاره‬
‫القوميات واألقاليم االسبانية برصورة تبت مبدأ التكامل والتضامن فيما بينها‪ ،‬ضمانا للتوازن‬
‫االقتصادي المالئم والعادل بيم أجزاء األقاليم االسبانية‪.145‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ التدرج والتمايز‬

‫ر‬
‫المشع الدستوري الدولة عند نقل كل اختصاص إىل الجهات أن يكون مقينا‬ ‫ألزم‬
‫بتحويل الموارد المطابقة له‪ .146‬حيث يراع مبدأ التدرج والتمايز ربي الجهات عند نقل‬

‫للمسية الخرصاء‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ 140‬الخطاب الملك بتاري خ ‪ 6‬نوني ‪ ،2008‬بمناسبة الذكرى ‪33‬‬
‫‪ 141‬الفقرة األوىل من الفصل ‪ 142‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 142‬المادة ‪ 229‬من القانون التنظيم للجهات ‪.111.14‬‬
‫‪ 143‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 142‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 144‬المادة ‪ 234‬من القانون التنظيم للجهات ‪.111.14‬‬
‫‪ 145‬وحالو يونس‪ ،‬دور الجماعات اليابية ف التخطيط الحرصي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص‪.356:‬‬
‫‪ 146‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 141‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪57‬‬
‫االختصاصات من الدولة إىل الجهة‪ ،147‬وتكون ممارسة االختصاصات المنقولة من الدولة‬
‫إىل الجهة المعنية منظمة ف إطار تعاقدي‪.148‬‬

‫وتشمل االختصاصات المنقولة من الدولة إىل الجهات بناء عىل مبدأ التفري ع بصفة‬
‫خاصة‪ :149‬الت ر‬
‫جهيات والبنيات التحتية ذات البعد الجهوي‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الصحة‪ ،‬التجارة‪،‬‬
‫التعليم‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الرياضة‪ ،‬الطاقة والماء والبيئة‪.‬‬

‫الثاب‪ :‬آليات تمويل وتنفيذ برامج التنمية الجهوية‬


‫ي‬ ‫المطلب‬

‫لربط إدارة الجهة بتحقيق اختصاصاتها وأهدافها‪ ،‬ومن أجل إدماج النظم الحديثة ف‬
‫اإلدارة اليابية‪ ،‬أسند ر‬
‫المشع للجهة خمس آليات وه‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪،‬‬
‫ر‬
‫وشكات التنمية الجهوية‪ ،‬ومجموعات الجهات‪ ،‬ومجموعات الجماعات اليابية‪ ،‬واتفاقية‬
‫التعاون ر‬
‫والشاكة‪ .‬وتدرج هذه اآلليات ضمن األدوات الت وضعت للجهات من أجل ترسيخ‬
‫الحكامة‪ ،‬وتقوية اإلدارة المبنية عىل األهداف والنتائج‪.150‬‬

‫فرعي نتطرق ف األول إىل أجهزة‬


‫ر‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن هذا المطلب سيتم تناوله من خالل‬
‫حي نخصص الثاب إىل آليات التعاون والتضامن ر‬
‫والشاكة‪.‬‬ ‫تنفيذ المشاري ع‪ .‬ف ر‬

‫الفرع األول‪ :‬أجهزة تنفيذ المشاري ع‬

‫األخية أن تقوم بإحداث‬


‫ر‬ ‫أعىط القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬لهذه‬
‫تدبي شؤونها الجهوية وفق قواعد الحكامة‬
‫مؤسسات حسب عنرص التخصص تمكنها من ر‬
‫الجيدة‪ ،‬ويتعلق األمر بشخص اعتباري خاضع للقانون العام يتمتع باالستقالل اإلداري‬
‫والماىل يمارس أنشطة تجارية أو صناعية أو ذات صبغة إدارية‪.‬‬

‫‪ 147‬الفقرة األوىل من المادة ‪ 95‬من القانون التنظيم للجهات ‪.111.14‬‬


‫‪ 148‬الفقرة الثالثة من نفس المادة‪.‬‬
‫‪ 149‬المادة ‪ 94‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 150‬الدحماب احمد‪ ،‬التنمية المحلية بالمغرب ربي توجهات دستور ‪ 2011‬ومتطلبات الحكامة الجيدة ‪-‬دراسة حالة‪ -‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-229‬‬
‫‪:‬‬
‫‪.230‬‬

‫‪58‬‬
‫لذلك‪ ،‬سيتم ف هذا الفرع الحديث عن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع (الفقرة‬
‫األول) ثم رشكات التنمية المحلية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‬

‫من مستجدات القانون التنظيم للجهات احداث الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‬
‫الت خصصت لها المواد من ‪ 129‬إىل ‪ 144‬حيث تمكن هذه الهيئة مجالس الجهات من‬
‫تدبي شؤونها تحت اسم "الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع" وه شخص اعتباري خاضع‬
‫ر‬
‫للقانون العام‪ ،‬يتمتع باالستقالل اإلداري والماىل ويكون مقر الوكالة داخل الدائرة اليابية‬
‫للجهة ‪.151‬‬

‫تخضع الوكالة لوصاية مجلس الجهة‪ ،‬ويكون الغرض من هذه الوصاية العمل عىل‬
‫احيام أجهزتها المختصة ألحكام هذا القانون التنظيم‪ ،‬خاصة ما يتعلق منها بالمهام‬
‫المنوطة بها‪ .‬كما تخضع الوكالة أيضا للمراقبة المالية للدولة المطبقة عىل المنشآت‬
‫العامة‪ .152‬وبالتاىل فإن القانون التنظيم للجهات منحها صفة مؤسسة عمومية بمعت أنها‬
‫تخضع للقانون رقم ‪ 00.69‬الصادر ف ‪ 11‬نوفمي ‪ ،2003‬كما أن الوكالة ه مرفق عام له‬
‫ذمة مالية منفصلة عن ذمة الجهة‪ .‬ر‬
‫غي أن هذه الوضعية القانونية وإن كانت تعىط للوكالة‬
‫استقالال ماليا عن الجهة فإنها تبق مقيدة حسب مقتضيات القانون التنظيم أوال بناء عىل‬
‫عنرص التبعية "تخضع لوصاية مجلس الجهة" ثم عنرص التخصص الذي جاءت به المادة‬
‫‪ 130‬الذي حدد الغرض الذي من أجله تم إنشاء الوكالة‪ ،‬حيث من خالل مقتضيات هذه‬
‫المادة يتضح أن نشاطها ذا صبغة إدارية واقتصادية تقوم به لحساب الجهة‪.153‬‬

‫وتتوىل الوكالة حسب مقتضيات نفس المادة القيام بما يىل‪:‬‬

‫‪ 151‬المادة ‪ 128‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 152‬المادة ‪ 129‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 153‬نبيه محمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ربي الالمركزية والالتمركز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151 :‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ −‬مد مجلس الجهة‪ ،‬كلما طلب رئيسه ذلك‪ ،‬بكل أشكال المساعدة القانونية والهندسية‬
‫التقنية‪-‬المالية عند دراسة وإعداد المشاري ع وبرامج التنمية؛‬
‫‪ −‬تنفيذ مشاري ع وبرامج التنمية الت يقرها مجلس الجهة؛‬
‫‪ −‬يمكن للجهة أن يعهد إىل الوكالة باستغالل أو ر‬
‫تدبي بعض المشاري ع لحساب الجهة‪،‬‬
‫طبقا ر‬
‫للشوط والكيفيات الت يحددها بمقرر؛‬
‫‪ −‬ويمكن للوكالة أن تقيح عىل مجلس الجهة إحداث رشكات من رشكات التنمية‬
‫الجهوية المشار إليها ف المادة ‪ 145‬من هذا القانون التنظيم حيث أنها تشتغل‬
‫تحت رإشاف الوكالة‪.‬‬

‫انطالقا من هنا يمكن القول إن الوكالة أصبحت تأخذ مساحة شاسعة عىل حساب‬
‫اإلدارة الجهوية ف تحريك وإنجاز المشاري ع المزمع القيام بها من لدن مجلس الجهة من‬
‫خالل مساهمتها ف صياغة الرؤى والدراسات األولية للمشاري ع واليامج ومن خالل هذه‬
‫األدوار الت أنيطت بالوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع يمكن القول بأن ر‬
‫المشع أراد أن يجعلها‬
‫ف صلب الدينامية التنموية وبمثابة اآللية الفعالة لالنتقال إىل تنفيذ المقاربة المجالية‬
‫التدبي العموم ضمانا للحكامة عىل مستوى الجهة‪.154‬‬
‫ر‬ ‫وإضفاء الفعالية والنجاعة عىل‬

‫وحت يتست لهذه الوكالة االطالع بالمهام المنوطة بها وإدارة شؤون الجهة‪ ،‬فقد نص‬
‫القانون التنظيم المتعلق بالجهات عىل أن أجهزة الوكالة تتكون من لجنة ر‬
‫اإلشاف‬
‫والمراقبة‪ ،155‬الت تقوم بإدارتها وه تتمتع بكامل الصالحيات والسلط الالزمة لهذا‬
‫الغرض‪.156‬كما أن اشتغال هذه اللجنة ر‬
‫يتمي باالستمرارية‪ ،‬فال يحول توقيف مجلس الجهة‬
‫دون استمرار أعضاء لجنة ر‬
‫االشاف والمراقبة ف مزاولة مهامهم‪ .‬وف حالة حل مجلس الجهة‪،‬‬

‫‪ 154‬صدوف محمد‪ ،‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪ :‬الرهانات واإلكراهات‪ ،‬المجلة المغربية للقانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد مزدوج ‪،3-2‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.38:‬‬
‫االشاف والمراقبة تحت رئاسة رئيس مجلس الجهة من‬ ‫‪155‬نصت المادة ‪ 132‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬عىل أنه تتألف لجنة ر‬
‫اولي مهامهم التاىل بيانهم‪:‬‬
‫األعضاء المز ر‬
‫‪-‬عضوين من مكتب مجلس الجهة يعينهما الرئيس؛‬
‫‪-‬عضوين من فرق المعارضة يعينه المجلس؛‬
‫الميانية والشؤون المالية واليمجة للجهة؛‬‫‪-‬رئيس لجنة ر‬
‫‪-‬رئيس لجنة إعداد الياب للجهة؛‬
‫‪ 156‬أنظر المادة ‪ 134‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪60‬‬
‫حي تأليف اللجنة الت تخلفها‬ ‫يستمر أعضاء لجنة ر‬
‫االشاف والمراقبة ف مزاولة مهامهم إىل ر‬
‫بعد انتخاب أعضاء المجلس الجديد وأجهزته‪.157‬‬

‫يعي مديرا للوكالة‪ ،‬استنادا إىل مبدأي االستحقاق والكفاءة‪.‬‬


‫إىل جانب هذه اللجنة ر‬
‫بقرار لرئيس المجلس‪ ،‬بعد فتح باب اليشيح لشغل هذا المنصب‪ .‬ويخضع هذا القرار‬
‫لتأشية السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪ .‬تتناف مهام مدير الوكالة مع أي مهام انتدابية‬
‫ر‬
‫داخل هيئة منتخبة بياب الجهة‪.158‬‬

‫لتسيي الوكالة‪ ،159‬كما يعتي‬


‫ر‬ ‫وف هذا اإلطار يتمتع المدير بجميع الصالحيات والسلط‬
‫يعي ويعق مستخدميها‬
‫الرئيس التسلسىل لمستخدم الوكالة‪ ،‬ويمكن له بهذه الصفة أن ر‬
‫للقواني واألنظمة الجاري بها العمل‪.160‬‬
‫ر‬ ‫طبقا‬

‫وبما أن الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاري ع الزالت حديثة العهد نسبيا‪ ،‬فإن إصدار إي‬
‫غي أن‬
‫تقييم لعملها لن يمكن من الوقوف عىل نقط الضعف ونقط القوة بالقدر الالزم‪ ،‬ر‬
‫االطالع عىل بعض الدراسات النظرية يجعلنا نقف عىل بعض التحديات الت تعيض عمل‬
‫هذه المؤسسة‪.‬‬

‫التدبي العموم الحديث باالعتماد عىل نظام الوكالة‪ ،‬فإنه‬


‫ر‬ ‫فرغم اإليجابيات الت يوفرها‬
‫ف المقابل ال يخلو من العديد من المخاطر ويعاب من بعض االكراهات‪ ،‬فتبعية الوكاالت‬
‫لرئيس الجهة الذي غالبا ما يستحرص الحسابات االنتخابية ف كل قراراته قد يمس بجوهر‬
‫الحكامة‪ ،‬بحيث يتم استغالل الوكالة ومستخدميها ف العمليات االنتخابية والزج بهم ف أتون‬
‫السي العادي لمختلف‬
‫ر‬ ‫الرصاعات والتجاذبات السياسية‪ ،‬وهو وضع سينعكس حتما عىل‬

‫‪ 157‬أنظرالمادة ‪ 132‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 158‬المادة ‪ 138‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ 159‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 139‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬تتحدد صالحيات وسلط المدير فيما يىل‪:‬‬
‫‪-‬ينفذ قرارات لجنة ر‬
‫االشاف؛‬
‫تسيي شؤون الوكالة والترصف باسمها‪ ،‬تحت سلطة ومراقبة رئيس لجنة ر‬
‫االشاف والمراقبة؛‬ ‫ر‬ ‫‪-‬يتوىل‬
‫‪-‬يمثل الوكالة أمام المحاكم‪ ،‬ويقيم كل الدعاوى القضائية للدفاع عن مصالح الوكالة عىل أن يقوم بإخبار رئيس لجنة ر‬
‫االشاف والمراقبة بذلك عىل‬
‫الفور؛‬
‫ميانية الوكالة؛‬ ‫ر‬
‫‪-‬يعد مشوع ر‬
‫وسيها ووضعيتها المالية والمنازعات الت قد تكون الوكالة طرفا فيها؛‬
‫‪-‬يعد تقريرا سنويا حول أنشطة الوكالة ر‬
‫‪ 160‬المادة ‪ 140‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪61‬‬
‫أجهزة الوكالة وينقص استقالليتها ف اتخاذ قراراتها‪ ،‬خاصة ف ظل غياب إطار قانوب يحدد‬
‫العالقة ربي مدير الوكالة والجهة ر‬
‫المشفة‪.161‬‬

‫وعالقة بهذا السياق‪ ،‬فقد كشفت الدراسات أن الوكاالت الت تكون أهدافها محددة‬
‫وتتمتع بهامش كبي من الحرية ف اتخاذ قراراتها تكون ر‬
‫أكي فاعلية من الوكاالت الت تتعدد‬ ‫ر‬
‫التدبي لديها محدودة‪.162‬‬
‫ر‬ ‫غي محددة بما فيه الكفاية من الدقة وتكون حرية‬
‫أهدافها وتكون ر‬

‫تضمي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المشع لمقاربة النوع‪ ،‬وذلك لعدم تنصيصه عىل‬ ‫هذا باإلضافة إىل إغفال‬
‫كبية لعمل‬ ‫عضوية لجنة ر‬
‫االشاف والمراقبة للعنرص النسوي الذي من شأنه أن يقدم إضافة ر‬
‫هذه اللجنة‪ ،163‬فتكريس التمثيلية النسائية داخل الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاري ع أصبح‬
‫مطلب أساس لعمل الوكالة‪.‬‬

‫وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪ .‬فماذا عن رشكات‬
‫التنمية الجهوية؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬رشكات التنمية الجهوية‬

‫ر‬
‫المشع للجهة ومجموعات‬ ‫إىل جانب الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع أضاف‬
‫الجماعات اليابية إمكانية إحداث رشكات مساهمة تسم ر‬
‫"شكات التنمية الجهوية" أو‬
‫المساهمة ف رأسمالها باشياك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‬
‫أو الخاص‪ ،‬حيث تحدث هذه ر‬
‫الشكات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية الت‬
‫تدبي مرفق عموم تابع للجهة‪ ،164‬عىل اعتبار أن هذا النوع‬
‫تدخل ف اختصاصات الجهة أو ر‬
‫تدبي بعض المرافق العمومية‬ ‫من ر‬
‫الشكات تم تبنيها بهدف تجاوز بعض المشاكل الت عرفها ر‬
‫المحلية‪ ،‬باعتبارها أداة تمكن المجالس المنتخبة باختالف أصنافها‪ ،‬من رإشاك األشخاص‬

‫‪ 161‬صدوف محمد‪ ،‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪ :‬الرهانات واإلكراهات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43-42:‬‬
‫‪ 162‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.43 :‬‬
‫‪163‬تميم عادل‪ ،‬البعد الجهوي ف سياسات ر‬
‫تدبي االستثمار وانعكاسه عىل التنمية ‪-‬عىل ضوء الجهوية المتقدمة‪ -‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص‪.377:‬‬
‫‪ 164‬المادة ‪ 145‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪62‬‬
‫تدبي المرافق التابعة لها مع االستفادة من‬
‫االعتبارية الخاضعة للقانون العام أو الخاص ف ر‬
‫المرونة الت تتيحها قواعد القانون الخاص‪.165‬‬

‫وتجدر اإلشارة إىل أن غرض ر‬


‫الشكة ينحرص ف حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية‬
‫والتجارية‪ ،‬الت تدخل ف اختصاصات الجهة ومجموعاتها ومجموعات الجماعات اليابية‬
‫تدبي الملك الخاص للجهة‪ .‬وال يجوز‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬إحداث أو حل رشكات‬
‫باستثناء ر‬
‫تغيي غرضها أو الزيادة ف رأسمالها أو تخفيضه‬
‫التنمية الجهوية أو المساهمة ف رأسمالها أو ر‬
‫أو تفويته إال بناء عىل مقرر المجلس المعت ر‬
‫تؤش عليه السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪،‬‬
‫كما ال يمكن أن تقل مساهمة الجهة أو مجموعاتها أو مجموعات الجماعات اليابية ف‬
‫رأسمال رشكة التنمية الجهوية عن نسبة ‪ ،%34‬وف جميع األحوال‪ ،‬يجب أن تكون أغلبية‬
‫الشكة ف ملك أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‪ ،‬كما ال يجوز ر‬
‫لشكة التنمية‬ ‫رأسمال ر‬

‫الجهوية أن تساهم ف رأسمال رشكات أخرى‪ .‬هذا باإلضافة إىل ضورة تبليغ محاض‬
‫المسية ر‬
‫لشكة التنمية الجهوية إىل الجهة ومجموعاتها والجماعات‬ ‫ر‬ ‫اجتماعات األجهزة‬
‫اليابية المساهمة إىل واىل الجهة داخل أجل خمسة ر‬
‫عش يوما الموالية لتاري خ‬
‫االجتماعات‪.166‬‬

‫وف حالة توقيف مجلس الجهة أو حله‪ ،‬يستمر ممثل الجهة ف تمثيلها داخل مجلس‬
‫الجهة إدارة رشكات التنمية إىل ر‬
‫حي استئناف مجلس الجهة لمهامه أو انتخاب من يخلفه‪،‬‬
‫حسب الحالة‪.167‬‬
‫ر‬
‫األكي فاعلية ف تحقيق‬ ‫وعليه يمكن القول بأن رشكات التنمية الجهوية إحدى األدوات‬
‫النجاعة االقتصادية وادماج القطاع الخاص ف برامج جهوية مهيكلة‪ ،‬كما أن من شأن‬
‫االنخراط ف هذا النوع من المؤسسات العمومية أن يرفع من مداخيل مجالس الجهات‪،‬‬

‫‪ 165‬لحرش كريم‪ ،‬القانون اإلداري المغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،2020‬ص‪.229 :‬‬
‫‪ 166‬المادة ‪ 146‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ 167‬المادة ‪ 147‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ويحدث التقائية ربي المؤسسات المنتخبة والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص‪ ،‬كما أن‬
‫هذا النهج يكرس مفهوم الجماعة المقاولة ويعىط بعدا استثماريا للتسويق الياب‪.168‬‬
‫الفرع الثاب‪ :‬آليات التعاون والتضامن ر‬
‫والشاكة‬ ‫ي‬
‫خول ر‬
‫المشع للجهات والجماعات اليابية األخرى آليات قانونية بهدف إنجاز عمل‬
‫تدبي مرفق عموم ذي فائدة عامة للمجموعة (الفقرة األول) كما أعىط لها الحق‬
‫مشيك أو ر‬
‫ف إبرام اتفاقيات للتعاون ر‬
‫والشاكة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬مجموعات الجماعات ر‬
‫التابية‬

‫لقد أعىط ر‬
‫المشع المغرب االمكانية للجهات لتكوين مجموعات الجهات‪ ،‬كما خولها‬
‫أيضا ف إطار اتفاقية تصادق عليها الجماعات اليابية الحق ف تأسيس مجموعة تحمل اسم‬
‫"مجموعة الجماعات اليابية"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مجموعات الجهات‬

‫يمكن للجهات أن تؤسس فيما بينها‪ ،‬بموجب اتفاقيات يصادق عليها من قبل مجالس‬
‫الجهات المعنية‪ ،‬مجموعات تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل الماىل‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫تدبي مرفق ذي فائدة عامة للمجموعة‪.‬‬
‫إنجاز عمل مشيك أو ر‬

‫تحدد هذه االتفاقيات غرض المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة أو مبلغ المساهمة‬
‫والمدة الزمنية للمجموعة‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫يعلن عن تكوين مجموعة الجهات أو انضمام جهة إليها بقرار للسلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية بعد االطالع عىل المداوالت المتطابقة لمجالس الجهات المعنية‪.‬‬

‫‪ 168‬الدحماب أحمد‪ ،‬التنمية المحلية بالمغرب ربي توجهات دستور ‪ 2011‬ومتطلبات الحكامة الجيدة ‪-‬دراسة حالة‪ -‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 :‬‬

‫‪64‬‬
‫يمكن انضمام جهة أو جهات إىل مجموعة للجهات بناء عىل مداوالت متطابقة‬
‫للمجالس المكونة للمجموعة ووفقا التفاقية ملحقة‪.169‬‬

‫اثني‬
‫ونائبي ر‬
‫ر‬ ‫وف هذا اإلطار ينتخب مجلس مجموعة الجهات من ربي أعضائه رئيسا‬
‫لشوط االقياع والتصويت عليها بالنسبة‬ ‫ر‬
‫األكي يشكلون مكتب المجموعة‪ ،‬طبقا ر‬ ‫عىل‬
‫النتخاب أعضاء مكاتب مجالس الجهات‪.‬‬

‫كما ينتخب أعضاء وفق ر‬


‫الشوط والكيفيات المنصوص عليها ف المادة ‪ 25‬من القانون‬
‫التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬كاتبا لمجلس المجموعة ونائبا له يعهد إليهما بالمهام‬
‫المخولة بمقتض هذا القانون التنظيم إىل كاتب مجلس الجهة ونائبه‪ ،‬ويقيلهما وفق‬
‫الشكليات المنصوص عليها ف المادة ‪ 26‬من هذا القانون التنظيم‪.170‬‬

‫تبي أنه بإمكان الجماعات اليابية أن‬


‫إذن‪ ،‬من خالل الفصل ‪ 144‬من دستور ‪ 2011‬ي ر‬
‫تؤسس مجموعات فيما بينها من أجل التعاضد ف الوسائل واليامج‪ ،‬حيث يتضح من خالل‬
‫هذا التنصيص الدستوري أن ر‬
‫المشع يحث مجالس الجهات عىل البعد التشارك ف انجاز‬
‫وتدبي المرافق ذي المنفعة العامة للمجموعة‪ ،‬ذلك أن التعاون والتعاضد ف‬
‫ر‬ ‫المشاري ع‬
‫الوسائل واليامج يروم تحقيق التنمية بمختلف تجلياتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجموعة الجماعات ر‬
‫التابية‬
‫أكي أو عمالة أو إقليم أو ر‬
‫أكي مجموعة‬ ‫أكي أن يؤسسوا مع جماعة أو ر‬
‫يمكن لجهة أو ر‬

‫تحمل اسم "مجموعة الجماعات اليابية"‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل الماىل‪،‬‬
‫تدبي مرفق ذي فائدة عامة للمجموعة‪.171‬‬
‫بهدف إنجاز عمل مشيك أو ر‬

‫يتم إحداث هذه المجموعات بناء عىل اتفاقية تصادق عليها مجالس الجماعات‬
‫اليابية المعنية وتحدد موضوع المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة المساهمة أو مبلغها أو‬

‫‪ 169‬المادة ‪ 148‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 170‬المادة ‪ 150‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 171‬المادة ‪ 154‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪65‬‬
‫المدة الزمنية للمجموعة‪ .‬ويعلن عن تكوين مجموعة الجماعات اليابية أو انضمام جهة أو‬
‫جماعات ترابية إليها بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بعد االطالع عىل المداوالت‬
‫المتطابقة لمجالس الجماعات اليابية المعنية‪.172‬‬

‫تسي مجموعة الجماعات اليابية من لدن مجلس يحدد عدد أعضائه بقرار للسلطة‬
‫ر‬
‫الحكومية المكلفة بالداخلية‪ .‬وتمثل هذه الجماعات اليابية ف مجلس المجموعة حسب‬
‫حصة مساهمتها وبمنتدب واحد عىل األقل لكل جهة من الجهات المعنية‪.173‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يعتي إحداث الجهة لمجموعة الجماعات اليابية باتفاق تصادق عليه‬
‫الوحدات اليابية المعنية مسألة غاية ف األهمية عىل اعتبار أن هذه المجموعات تأخذ شكل‬
‫مؤسسات عمومية وبالتاىل صورة من صور الالمركزية المرفقية أو المصلحية‪ ،‬االمر الذي‬
‫يجعلها بديل للدولة إلنجاز المشاري ع واألنشطة الت أسست من أجلها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اتفاقيات التعاون ر‬


‫والشاكة‬

‫ف إطار تفعيل سياسة االنفتاح عىل المحيط‪ ،‬وتدعيما للديمقراطية التشاركية ف‬


‫تحقيق األهداف التنموية الالزمة من خالل اليامج والمشاري ع الت تيم عىل صعيد الجهة‬
‫عمل ر‬
‫المشع المغرب من خالل القانون التنظيم للجهات عىل تخصيص الباب السادس‬
‫منه آلليات التعاون ر‬
‫والشاكة‪ ،‬حيث نص عىل أنه "يمكن للجهات ف إطار االختصاصات‬
‫المخولة لها أن تيم فيما بينها أو مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو‬
‫غي الحكومية األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو‬
‫المؤسسات العمومية أو الهيئات ر‬
‫الجمعيات المعيف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو ر‬
‫الشاكة من أجل إنجاز‬
‫ر‬
‫مشوع أو نشاط ذي فائدة مشيكة ال يقتض اللجوء إىل إحداث شخص اعتباري خاضع‬
‫للقانون العام أو الخاص‪.174‬‬

‫‪ 172‬المادة ‪ 155‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 173‬المادة ‪ 156‬من نق القانون‪.‬‬
‫‪ 174‬المادة ‪ 162‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪66‬‬
‫ر‬
‫المشع خول للجهات إمكانية إبرام اتفاقيات للتعاون‬ ‫يالحظ من خالل ما سبق أن‬
‫وطنيي أو أجانب من أجل نشاط ذي فائدة مشيكة‪ ،‬وهذا إن دل عىل‬ ‫ر‬ ‫فاعلي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والشاكة مع‬
‫رسء فإنما يدل عىل أن أي جماعة ترابية كيفما كان نوعها وكيفما كانت وضعيتها المالية‬
‫ر‬
‫والبشية ال تستطيع أن تنجز كل مشاريعها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إذ غالبا ما تعاب من‬
‫فاعلي أخرين‬
‫ر‬ ‫ميانياتها المحلية‪ ،‬األمر الذي يستدع إبرام عقود رشاكة أو تعاون مع‬
‫ضعف ر‬
‫من أجل تمويل وتنفيذ المشاري ع التنموية‪.‬‬

‫عموما يمكن القول إنه من شأن هذه اآلليات أن تعزز الدور الوظيق للجهة ف مسار‬
‫التدبي األمثل للموار ر‬
‫البشية والمادية‪ ،‬وتعزيز التضامن‬ ‫ر‬ ‫التنمية اليابية‪ ،‬من خالل القدرة عىل‬
‫والتعاون ربي الجماعات‪ ،‬وتقوية ر‬
‫الشاكة مع المنظمات والجمعيات‪ .‬ر‬
‫غي أنه‪ ،‬ف المقابل‬
‫تطرح العديد من التحديات عىل هذه النماذج‪ ،‬أولها ضعف التجارب والتقاليد ف هذا‬
‫للمنتخبي بمعاينة التجارب الناجحة‪ ،‬كما أن األنا الياب‬
‫ر‬ ‫المجال‪ ،‬وهو االمر الذي ال يسمح‬
‫كثي من األحيان أمام توحيد الجهود واالقتصاد ف النفقات‪ ،‬إىل‬
‫والسياس قد يكون عائقا ف ر‬
‫التميي ما ربي الجمعيات واعتبار أن الجمعيات ذات صفة المنفعة‬
‫ر‬ ‫جانب هذا‪ ،‬يطرح إشكال‬
‫العامة ه الوحيدة المخاطبة أمام الجهات‪ ،‬حيث طالما طالبت الجمعيات برفع هذا‬
‫التميي‪ ،‬واعتبار الشأن العام شأنا للجميع‪ ،‬وأن صفة النفع العام ليست ر‬
‫مؤشا الستحقاق‬ ‫ر‬
‫جمعية ما ر‬
‫الشاكة مع مجالس الجهات‪.175‬‬

‫‪ 175‬الدحماب أحمد‪ ،‬التنمية المحلية بالمغرب ربي توجهات دستور ‪ 2011‬ومتطلبات الحكامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.233-232:‬‬

‫‪67‬‬
‫الثاب‪ :‬إشكالية تمويل برامج التنمية الجهوية‬
‫ي‬ ‫الفصل‬

‫أعىط القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬الجهات اختصاصات متنوعة ومتعددة تشمل‬


‫متمية للدفع‬
‫ر‬ ‫كل مجاالت التنمية اليابية عىل اعتبار أن دستور ‪ 2011‬اعىط الجهة مكانة‬
‫بعجلة التنمية إىل االمام‪ ،‬حيث تمارس اختصاصات ذاتية واختصاصات مشيكة مع الدولة‬
‫األخية‪ .‬كما تم تخويلها موارد مالية ذاتية وموارد مالية‬
‫ر‬ ‫واختصاصات منقولة اليها من هذه‬
‫مرصودة إليها من قبل الدولة باإلضافة إىل حصيلة االقياضات وذلك من أجل االطالع‬
‫بالمهام الملقاة عىل عاتقها‪.‬‬

‫غي أن وسائل التمويل الممنوحة للجهات بمقتض الدستور والقانون التنظيم رقم‬
‫ر‬
‫‪ 111.14‬تعيي ها مجموعة من االكراهات الت تؤثر سلبا عىل تمويل مخططات وبرامج‬
‫التنمية الجهوية‪ ،‬ومن أبرز هذه االكراهات اختالل التوازن الجباب ربي الجهات‪ ،‬حيث هناك‬
‫جهات تتوفر عىل موارد مالية مهمة ف مقابل افتقار جهات أخرى إىل ذلك‪ ،‬كما أنه هناك‬
‫صعوبات ف التحصيل وتراكم للباف استخالصه‪ ،‬زد عىل ذلك اإلعفاءات المخولة لبعض‬
‫القطاعات بمقتض القانون رقم ‪ 47.06‬الذي يفوت عىل الجهة استخالص موارد مهمة قد‬
‫وغيها تلق بضاللها عىل تمويل‬
‫تساهم ف رفع حصيلتها من الرصائب‪ ،‬فكل هذه اإلشكاالت ر‬
‫اليامج التنموية للجهات وهو ما يظهر بجالء من خالل تحليل واقع تمويل نماذج بعض‬
‫اليامج التنموية للجهات‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬فإن االمر يستلزم إيجاد حلول لهذه اإلشكاالت او عىل األقل التقليص من‬
‫حجمها حت يتست للجهات إىل جانب رشكائها تنفيذ مشاريعها التنموية بشكل يستجيب‬
‫لمتطلبات التنمية وبشكل يلت احتياجات الساكنة‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سيتم التطرق الختصاصات الجهة ووسائل تمويلها (المبحث األول) عىل‬
‫الثاب) تحليل ومناقشة واقع وافاق تمويل اليامج التنموية‬
‫ي‬ ‫أساس أن يتم ف (المبحث‬
‫لمجالس بعض الجهات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اختصاصات الجهة ووسائل تمويلها‬

‫لقد منح القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬الجهات اختصاصات واسعة‬


‫(المطلب األول) تشمل ميادين متنوعة ومختلفة‪ ،‬فالجهة تعتي اإلطار األنسب‬
‫لتسطي وبرمجة المشاري ع التنموية وخلق حركية ودينامية داخل الوحدات اليابية‬
‫ر‬
‫األخرى الت تدخل ضمن مجالها الياب‪.‬‬

‫نوعي ذاتية‬
‫ر‬ ‫ف المقابل تم تزويد الجهات بوسائل تمويلية تصنف إىل‬
‫غي أن هذه الموارد تبق‬
‫واستثنائية وذلك من أجل القيام بأدوارها الطالئعية‪ ،‬ر‬
‫محدودة وضعيفة ال تستطع معها الجهات أن تلت احتياجات كل أنشطتها‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫االقتصادية واالجتماعية (المطلب‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصاصات الجهة‬

‫تناط بالجهة داخل دائرتها اليابية مهام النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك‬
‫بتحسي جاذبية المجال الياب للجهة‬
‫ر‬ ‫بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها‪ ،‬والسيما فيما يتعلق‬
‫وتقوية تنافسيته االقتصادية‪ .‬وتسىع الجهة أيضا إىل تحقيق االستعمال األمثل للموارد‬
‫التدابي واإلجراءات المشجعة‬
‫ر‬ ‫الطبيعية وتثمينها والحفاظ عليها‪ .‬باإلضافة إىل اعتماد‬
‫للمقاولة ومحيطها والعمل عىل تسيي وتوطي األنشطة المنتجة ر‬
‫ولليوة والشغل‪ .‬وأيضا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التدبيية للموارد‬
‫ر‬ ‫تحسي القدرات‬
‫ر‬ ‫تساهم الجهة ف تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬وتعمل عىل‬
‫ر‬
‫البشية وتكوينها وذلك مع مراعاة السياسات واالسياتيجيات العامة والقطاعية للدولة ف‬
‫هذه المجاالت‪.176‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬تمارس الجهة اختصاصات ذاتية (الفرع األول)‪ ،‬واختصاصات مشيكة‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫وقابلة للنقل (الفرع‬

‫‪ 176‬المادة ‪ 80‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪69‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاصات الذاتية للجهة‬

‫معي‬
‫تشمل االختصاصات الذاتية للجهة عىل االختصاصات الموكولة للجهة ف مجال ر‬
‫بما يمكنها من القيام ف حدود مواردها وداخل دائرتها اليابية باألعمال الخاصة بهذا المجال‬
‫والتدبي والصيانة‪.177‬‬
‫ر‬ ‫والسيما التخطيط واليمجة واالنجاز‬

‫وتتعلق هذه االختصاصات أساسا بينامج التنمية الجهوية (الفقرة األول)‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل التصميم الجهوي إلعداد الياب (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬االختصاصات الذاتية يف تنفيذ برنامج التنمية الجهوية‬

‫وفق المادة ‪ 82‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬تشمل االختصاصات‬


‫الذاتية للجهة ف مجال التنمية الجهوية عىل الميادين التالية‪ :‬التنمية االقتصادية‪ ،‬التكوين‬
‫المهت والتكوين المستمر والشغل‪ ،‬التنمية القروية‪ ،‬النقل‪ ،‬الثقافة‪ ،‬البيئة‪ ،‬والتعاون الدوىل‪.‬‬

‫توطي وتنظيم مناطق لألنشطة‬


‫ر‬ ‫‪ −‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتتجىل ف دعم المقاوالت؛‬
‫االقتصادية بالجهة؛ تهيئة الطرق والمسالك السياحية ف العالم القروي؛ إنعاش‬
‫أسواق الجملة الجهوية؛ إحداث مناطق لألنشطة التقليدية والحرفية؛ جذب‬
‫االستثمار؛ إنعاش االقتصاد االجتماع والمنتجات الجهوية‪.‬‬
‫المهن والتكوين المستمر والشغل‪ :‬عن طريق إحداث مراكز جهوية‬
‫ي‬ ‫‪ −‬التكوين‬
‫للتكوين وكذا مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل االدماج ف سوق‬
‫الشغل؛ ر‬
‫االشاف عىل التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظق الجماعات‬
‫اليابية‪.‬‬

‫‪ −‬التنمية القروية‪ :‬من خالل إنعاش األنشطة ر‬


‫غي الفالحية بالوسط القروي؛ بناء‬
‫غي المصنفة‪.‬‬
‫وتحسي وصيانة الطرق ر‬
‫ر‬

‫‪ 177‬المادة ‪ 80‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫النقل‪ :‬وذلك بإعداد تصميم النقل داخل الدائرة اليابية للجهة؛ تنظيم خدمات‬ ‫‪−‬‬
‫غي الحرصي لألشخاص ربي الجماعات اليابية داخل الجهة‪.‬‬
‫النقل الطرف ر‬
‫‪ −‬الثقافة‪ :‬عي اإلسهام ف المحافظة عىل المواقع االثرية واليوي ج لها؛ تنظيم‬
‫المهرجانات الثقافية واليفيهية‪.‬‬
‫وتدبي المنيهات الجهوية؛ وضع اسياتيجية جهوية القتصاد‬
‫ر‬ ‫‪ −‬البيئة‪ :‬من أجل تهيئة‬
‫الطاقة والماء؛ إنعاش المبادرات المرتبطة بالطاقة المتجددة‪.‬‬
‫فاعلي من خارج المملكة ف إطار‬
‫ر‬ ‫الدول‪ :‬يمكن للجهة إبرام اتفاقيات مع‬
‫ي‬ ‫‪ −‬التعاون‬
‫التعاون الدوىل وكذا الحصول عىل تمويالت ف نفس اإلطار بعد موافقة السلطات‬
‫للقواني واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫ر‬ ‫العمومية طبقا‬

‫ال يمكن إبرام أي اتفاقية ربي الجهة أو مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات اليابية‬
‫ودولة أجنبية‪.‬‬

‫ولعقلنة عمل الجهة‪ ،‬ألزم القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬أن تضع الجهة‬
‫تحت رإشاف رئيس مجلسها برنامج التنمية الجهوية خالل السنة األوىل من مدة انتداب‬
‫المجلس وتعمل عىل تتبعه وتحيينه وتقييمه‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إىل ذلك بالتفصيل ف‬
‫الفصل األول‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاصات الذاتية للجهة ف مجال إعداد ر‬
‫التاب‬ ‫ي‬

‫يعد إعداد الياب سياسة تخطيطية‪ ،‬تساهم ف تحقيق توازن تراب‪ ،‬وتعد اختصاصا‬
‫ذاتيا للجهة‪ ،‬يهدف إىل إصالح العيوب المجالية واالقتصادية واالجتماعية لياب الجهة‪،‬‬
‫وذلك عي التصاميم الجهوية إلعداد الياب‪ ،‬الذي يتم إعداده من طرف مجلس الجهة بقيادة‬
‫رئيس الجهة ومساعدة واىل الجهة‪ ،178‬حيث إن مجلس الجهة هو الذي يضع تحت رإشاف‬

‫‪ 178‬العقراوي هشام‪ ،‬العدالة المجالية ربي األدوار التنموية للجهة ورهان التضامن الياب‪ :‬دراسة تحليلية ف البعد الجهوي للنموذج التنموي‬
‫المغرب‪ ،‬ضمن مؤلف جماع "النموذج التنموي الجديد أي مدخالت ألي مخرجات"‪ ،‬من إصدارات مركز تفاعل للدراسات واألبحاث ف العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،2021 ،‬ص‪.283:‬‬

‫‪71‬‬
‫رئيسه التصميم الجهوي إلعداد الياب مع السىع إىل تحقيق مبدأ التوافق ربي الدولة والجهة‬
‫تدبي تهيئة المجال وتأهيله‪.‬‬
‫حول ر‬

‫ويظل الهدف األساس للتصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬هو العمل عىل تحقيق نوع‬
‫التدابي الممكن اتخاذها لتهيئة المجال الجهوي‬
‫ر‬ ‫من التوافق ربي الدولة والجهة‪ ،‬بخصوص‬
‫ر‬
‫واستشافية مما يسمح بتحديد توجهات واختيارات التنمية‬ ‫وتأهيله‪ ،‬وفق رؤية اسياتيجية‬
‫الجهوية‪ ،‬وحدد القانون التنظيم المقاربة اإلجرائية إلعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب‪،‬‬
‫وتتمظهر ف وضع إطار عام للتنمية الجهوية المستدامة والمنسجمة‪ ،‬بالمجاالت الحرصية‬
‫بالتجهيات والمرافق العمومية الكيى‪ ،‬المهيكلة عىل‬
‫ر‬ ‫والقروية‪ ،‬تحديد االختيارات المتعلقة‬
‫مستوى الجهة‪ ،‬تحديد مجاالت المشاري ع الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها‪ ،‬وكذا مشاريعها‬
‫المهيكلة‪.179‬‬
‫ر‬
‫المشتكة والقابلة للنقل‬ ‫الثاب‪ :‬االختصاصات‬ ‫الفرع‬
‫ي‬

‫يتبي أن نجاعة‬
‫تشمل االختصاصات المشيكة ربي الدولة والجهة االختصاصات الت ر‬
‫ممارستها تكون بشكل مشيك (الفقرة األول) ويمكن أن تتم ممارسة هذه االختصاصات‬
‫المشيكة طبقا لمبدأي التدرج والتمايز‪ .‬أما االختصاصات المنقولة تشمل االختصاصات الت‬
‫تنقل من الدولة إىل الجهة بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية بشكل تدريج (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫ر‬
‫المشتكة‬ ‫الفقرة األول‪ :‬طبيعة االختصاصات‬

‫وفق المادة ‪ 91‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬تمارس الجهة‬


‫وبي الدولة ف المجاالت التالية‪:‬‬
‫االختصاصات المشيكة بينها ر‬

‫تحسي جاذبية المجاالت اليابية وتقوية التنافسية؛‬


‫ر‬ ‫‪ −‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتشمل‬
‫التنمية المستدامة؛ الشغل؛ والبحث العلم‪.‬‬

‫‪ 179‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.284:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ −‬التنمية القرية‪ :‬وذلك من خالل تأهيل العالم القروي؛ تنمية المناطق الجبلية؛ تنمية‬
‫مناطق الواحات؛ إحداث أقطاب فالحية؛ تعميم اليويد بالماء الصالح ر‬
‫للشب‬
‫والكهرباء وفك العزلة‪.‬‬
‫‪ −‬التنمية االجتماعية‪ :‬ويشمل التأهيل االجتماع؛ المساعدة االجتماعية؛ إعادة‬
‫االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة؛ إنعاش السكن االجتماع؛ إنعاش الرياضة‬
‫واليفيه‪.‬‬
‫‪ −‬البيئة‪ :‬بهدف الحماية من الفياضانات؛ الحفاظ عىل الموارد الطبيعية والتنوع‬
‫البيولوخ ومكافحة التلوث والتصحر؛ المحافظة عىل المناطق المحمية؛ المحافظة‬
‫عىل المنظومة البيئية الغابوية والمحافظة عىل الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ −‬الثقافة‪ :‬عن طريق االعتناء بياث الجهة والثقافة المحلية؛ صيانة االثار ودعم‬
‫وتدبي المؤسسات الثقافية والسياحة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الخصوصيات الجهوية؛ إحداث‬
‫‪ −‬السياحة‪ :‬من خالل إنعاش السياحة‬

‫تمارس االختصاصات المشيكة ربي الدولة والجهة بشكل تعاقدي‪ .‬إما بمبادرة من‬
‫الدولة أو بطلب من الجهة‪ .180‬كما يمكن للجهة بمبادرة منها‪ ،‬واعتمادا عىل مواردها الذاتية‪،‬‬
‫تجهي أو تقديم خدمة عمومية ال تدخل‬
‫ر‬ ‫أن تتوىل تمويل أو تشارك ف تمويل إنجاز مرفق أو‬
‫تبي ان هذا التمويل يساهم ف بلوغ‬
‫ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا ر‬
‫أهدافها‪.181‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاصات المنقولة‬

‫تشمل االختصاصات المنقولة االختصاصات الت تنقل من الدولة إىل الجهة بما يسمح‬
‫بتوزي ع االختصاصات الذاتية بشكل تدريج‪ ،‬ويمكن تحويل االختصاصات المنقولة إىل‬

‫‪ 180‬المادة ‪ 92‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 181‬المادة ‪ 93‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اختصاصات ذاتية إذا رأى ر‬
‫المشع فائدة ف ذلك ويتطلب ذلك تعديل القانون التنظيم‬
‫للجهات‪.182‬‬

‫تحدد اعتمادا عىل مبدأ التفري ع مجاالت االختصاصات المنقولة من الدولة إىل الجهة‪،‬‬
‫التجهيات والبنيات التحتية ذات البعد الجهوي‪،‬‬
‫ر‬ ‫وتشمل هذه المجاالت بصفة خاصة‪،‬‬
‫الصناعة‪ ،‬الصحة‪ ،‬التجارة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الرياضة‪ ،‬والطاقة والماء والبيئة‪.183‬‬

‫يراع مبدأ التدرج والتمايز ربي الجهات عند نقل االختصاصات من الدولة إىل‬
‫الجهة‪.184‬‬

‫كما يمكن نقل اختصاصات عىل سبيل التجربة لمدة محددة‪ ،‬إما إلحدى الجهات أو‬
‫لبعضها بشكل متمايز‪ .‬وف هذه الحالة‪ ،‬ر‬
‫يتعي أن تكون ممارسة االختصاصات المنقولة من‬
‫الدولة إىل الجهة المعنية منظمة ف إطار تعاقدي‪.185‬‬

‫عموما يمكن القول بإن القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬منح الجهات‬
‫اختصاصات واسعة تخولها سلطة حقيقية للتدخل ف المجاالت األساسية داخل دائرتها‬
‫ر‬
‫والبشية الالزمة‪ ،‬ذلك أن الموارد المالية‬ ‫اليابية‪ ،‬إال أن ممارستها رهينة بتوفر الموارد المالية‬
‫تعتي حجر الزاوية ف نظام الالمركزية بشكل عام ر‬
‫وشطا ضوريا لنجاح التجربة الجهوية‪،‬‬
‫حت تتوفر الجهات عىل موارد مالية قارة ومستقلة لتمويل تدخالتها‪.186‬‬

‫لذلك‪ ،‬فإن الحديث عن تنمية محلية حقيقية ال يمكن أن يتأب ف ظل غياب سياسة‬
‫تغيي الواقع االقتصادي واالجتماع المحىل‪ ،‬فاألساس الماىل من‬
‫مالية فاعلة وقادرة عىل ر‬
‫أهم رشوط تييل المخططات االسياتيجية ونجاحها‪ ،‬وهو ما يرتبط أساسا بتوفر الجهات‬
‫لتدبي شؤونها وخاصة الموارد الذاتية الت تمكنها من حرية أكي لتنفيذ‬
‫ر‬ ‫عىل موارد مالية كافية‬

‫القريش عبد الواحد‪ ،‬التنظيم اإلداري المغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209 :‬‬ ‫ر‬ ‫‪182‬‬

‫‪ 183‬المادة ‪ 94‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 184‬المادة ‪ 95‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪185‬األعرج محمد‪ ،‬زبيدة نكاز‪ ،‬التنظيم اإلداري المغرب‪( ،‬اسم المطبعة ر‬
‫غي وارد)‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2016‬ص‪.91 :‬‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162:‬‬ ‫‪186‬‬
‫ر‬

‫‪74‬‬
‫غي أن ضعف الموارد الذاتية قد‬
‫مخططاتها التنموية‪ ،‬وتفعيل برامجها عىل أرض الواقع‪ ،‬ر‬
‫تؤدي إىل إضعاف قدرة الجهات عىل التخطيط التنموي‪.187‬‬

‫الثاب‪ :‬وسائل تمويل الجهة‬


‫ي‬ ‫المطلب‬

‫إن ممارسة الجهة لالختصاصات والمهام المنوطة بها‪ ،‬يتطلب اعتمادات مالية مهمة‪،‬‬
‫األخية بموارد مالية رسء ضوري لمنحها وسائل العمل والقدرة عىل تنفيذ‬
‫ر‬ ‫وتزويد هذه‬
‫اختصاصاتها‪ ،‬بغية تحقيق التنمية الشاملة‪.188‬‬

‫ر‬
‫المشع الجهات موارد مالية متعددة ومتنوعة‪ ،‬حيث تتوفر الجهات‬ ‫ولقد منح‬
‫لممارسة اختصاصاتها عىل موارد مالية ذاتية والت تشكل مصادر التمويل الذاب (الفرع‬
‫األول) وموارد مالية ترصدها لها الدولة وحصيلة االقياضات والت تشكل مصادر التمويل‬
‫الثاب)‪ .‬ر‬
‫غي انه بالرغم من ذلك‪ ،‬فإن الشق الماىل للجهة تشوبه مجموعة‬ ‫ي‬ ‫االستثناب (الفرع‬
‫من الحدود والمشاكل الت تعيق التنفيذ الناجع لمخططات التنمية الجهوية (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫ر‬
‫الذاب للجهات‬ ‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل‬
‫ي‬

‫تدبي برامج ومشاري ع‬


‫تعد الموارد الذاتية للجهات‪ ،‬إحدى الدعامات األساسية لنجاح ر‬
‫التنمية‪ ،‬وأهميتها تتجىل ف الدفع بالجهة إىل الرف بخدمتها‪ ،‬وتمويل برامجها التنموية‪،‬‬
‫بتحسي األداء العام للجهة‪ ،‬ونظرا ألهمية الموارد المالية الذاتية‬
‫ر‬ ‫فوجود الموارد المالية كفيل‬
‫ف دعم األداء الجهوي وتطوير الخدمات اإلدارية واالجتماعية‪ ،‬فإنها تبق متفاوتة من جهة‬
‫وغي كافية بالنسبة لبعض الجهات ف تلبية احتياجاتها المالية‪.189‬‬
‫ألخرى ر‬

‫وهكذا‪ ،‬تعتي الموارد الذاتية أهم عنرص لتييل نظام الالمركزية وترسيخ مبدأ االستقالل‬
‫الماىل للجماعات اليابية‪ ،‬فالتنصيص القانوب للموارد ذات الطابع المحىل أو الجهوي إنما‬

‫التجهي الجماع ف تمويل الجماعات اليابية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬
‫ر‬ ‫‪187‬بركاط مصطق‪ ،‬دور صندوق‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪.116:‬‬
‫‪ 188‬العسىل عبد الواحد‪ ،‬مالية الجهة وإشكالية التنمية الجهوية جهة فاس‪-‬بولمان كنموذج‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ف القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2000-1999‬ص‪.23:‬‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.193:‬‬ ‫‪189‬‬
‫ر‬

‫‪75‬‬
‫يعد بمثابة تنازل الدولة للجماعات اليابية عىل مجموعة من الرسوم والجبايات بهدف‬
‫مواجهة نفقاتها وتحقيق التنمية اليابية‪ ،‬وهو ما اصطلح عليه البعض بالالمركزية الجبائية‬
‫المواكبة لالمركزية اإلدارية والمالزمة لها‪.190‬‬

‫وتتكون الموارد الذاتية للجهة من موارد مالية ذات طبيعة جبائية (الفقرة األول)‬
‫غي جبائية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫وموارد مالية ذات طبيعة ر‬

‫الفقرة األول‪ :‬الموارد المالية ذات الطبيعة الجبائية‬

‫تتمثل اإليرادات الجبائية ف الرسوم المنصوص عليها ف قانون الجبايات المحلية‪،191‬‬


‫ظهي ‪ 1962‬الذي حاول التأسيس لبناء‬
‫وقد عرفت الجبايات المحلية عدة إصالحات منذ ر‬
‫جباية محلية تنسجم مع الدور الذي أصبحت تلعبه الجماعات اليابية‪ ،‬تالها إصالح‬
‫بمقتض قانون اإلطار ‪ 23‬أبريل ‪ 1984‬الذي حولت الدولة بمقتضاه بعض الرصائب لصالح‬
‫الجماعات اليابية ثم كان اإلصالح الجباب بواسطة قانون‪ 30.89‬لسنة ‪ 1989‬ثم جاء إصالح‬
‫وتغيي بعض مقتضياته‬
‫ر‬ ‫آخر بواسطة قانون ‪ 47.06‬لسنة ‪ 2006‬الذي بدوره تم تعديله‬
‫بموجب القانون ‪ 07.20‬لسنة ‪.2020‬‬

‫وهكذا أصبحت الرسوم الجبائية المستحقة للجهات حسب آخر تعديل تشمل الرسم‬
‫عىل رخص الصيد اليي الت أضيفت بمقتض القانون الجديد والرسم عىل استغالل المناجم‬
‫ف حدود نسبة ‪ %50‬من عائد هذا الرسم‪ ،‬والرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب‪ .‬كما‬
‫تستفيد أيضا الجهات من ‪ %5‬من عائد رسم الخدمات الجماعية و‪ %10‬من الرسم عىل‬
‫استخراج مواد المقالع‪.‬‬

‫التدبي الحر ورهان االستقالل الماىل الياب‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ 190‬بكور كوثر‪ ،‬مبدأ‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪.31 :‬‬
‫ظهي ال رشيف رقم ‪ 1.20.91‬صادر ف‬
‫بتغيي وتتميم القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بالجبايات المحلية‪ ،‬الصادر بتنفيذه ال ر‬
‫ر‬ ‫‪ 191‬القانون رقم ‪07.20‬‬
‫‪ 16‬من جمادى األوىل ‪ 31( 1442‬ديسمي ‪ ،)2020‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6948‬بتاري خ ‪ 16‬جمادى األوىل ‪ 31( 1442‬ديسمي ‪.)2020‬‬

‫‪76‬‬
‫أوال‪ :‬الرسم عىل رخص الصيد التي‬

‫ر‬
‫المشع الرسم عىل رخصة الصيد اليي بأربعة مواد (‪،)117-116-115-114‬‬ ‫نظم‬
‫وردت ضمن الباب السادس ر‬
‫عش‪ ،‬من القانون رقم ‪ 47.06‬المعدل بالقانون رقم ‪20.07‬‬
‫ويفرض هذا الرسم عىل المستفيد من رخصة الصيد بمناسبة تسليمه الرخصة المذكورة‪،‬‬
‫وقد حدد ر‬
‫المشع سعره ف ‪ 600‬درهم كمبلغ ثابت عن كل سنة بحسب منطوق المادة ‪115‬‬
‫من القانون ‪ 47.06‬ويتم األداء تلقائيا عند تسليم رخصة الصيد‪.‬‬

‫ويتم تحصيل الرسم عىل رخصة الصيد اليي طبقا للمادة ‪ 116‬من القانون رقم ‪47.06‬‬
‫بواسطة شسيع مداخيل العمالة أو اإلقليم للجهة المعنية‪ ،‬حيث يقوم باستخالص الرسم‬
‫المستحق وتسليم الطابع الخاص للملزم قصد تقديمه للمصلحة المكلفة بمنح رخصة‬
‫يتعي عىل شسيع مداخيل العمالة أو اإلقليم التابع‬
‫الصيد للقيام بإلصاقه عىل الرخصة‪ ،‬كما ر‬
‫بتدبي‬
‫ر‬ ‫للجهة‪ ،‬القيام بدفع مبلغ الرسم المستخلص ف نهاية كل شهر إىل القابض المكلف‬
‫ميانية الجهة التابعة لها العمالة أو اإلقليم المعت‪ ،‬ويثبت أداء الرسوم بوضع طابع خاص‬
‫ر‬
‫عىل وثيقة رخصة الصيد المسلمة للملزم‪.192‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إىل أن التعديالت الت أب بها القانون رقم ‪ 07.20‬المعدل والمتمم‬
‫للقانون رقم ‪ 47.06‬تشكل مجرد تعديالت شكلية فيما يخص الرسوم الت كانت مستحقة‬
‫للجهات بموجب القانون السابق‪ ،‬حيث لم يضف هذا القانون أي رسم جديد للجهات‪،‬‬
‫وإنما همت هذه التعديالت التسمية فقط بإضافة عبارة "بري" إذ أصبح يسم الرسم عىل‬
‫رخص الصيد اليي عوض الرسم عىل رخص الصيد كما كان سابقا‪ .‬باإلضافة أيضا اىل‬
‫استبدال عبارة "لدى صندوق وكيل مداخيل الجهة" بعبارة "لدى صندوق شسيع مداخيل‬
‫الجهة أو لدى المحاسب العموم المكلف بالتحصيل"‪.‬‬

‫‪ 192‬المادة ‪ 117‬من القانون رقم ‪ 47.06‬المعدل بمقتض القانون رقم ‪ 20.07‬المتعلق بجبايات الجماعات اليابية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرسم عىل استغالل المناجم‬

‫لقد سبق ر‬
‫للمشع وأن نظم الرسم عىل استغالل المناجم بموجب القانون رقم ‪،47.96‬‬
‫قبل أن يعود وينظمه من جديد بمقتض القانون رقم ‪ ،47.06‬وذلك من خالل المواد (‪-118‬‬
‫‪ ،)119-120‬من الباب السابع ر‬
‫عش (‪ .)17‬ويستحق الرسم لفائدة ر‬
‫ميانية الجهة الت يتواجد‬
‫بنفوذها الياب المنجم موضوع االستغالل‪ ،‬ويفرض الرسم عىل نشاط االستغالالت‬
‫المنجمية‪ ،‬وعىل مستغىل المناجم (األشخاص أصحاب االمتياز) كيفما كان الشكل القانوب‬
‫لالستغالل‪.193‬‬

‫ويدفع مبلغ الرسم تلقائيا لدى صندوق وكيل مداخيل الجهة كل رب ع سنة قبل انرصام‬
‫الشهر المواىل لكل رب ع سنة‪ ،‬عىل أساس الكميات المستخرجة خالل هذه الفية‪ ،‬بناء عىل‬
‫بيان لألداء تعد اإلدارة‪ .194‬أما سعر الرسم فقد حدد ما ربي درهم واحد وثالثة دراهم عن كل‬
‫طن مستخرج‪.195‬‬

‫ئ‬
‫بالمواب‬ ‫ثالثا‪ :‬الرسم عىل الخدمات المقدمة‬

‫يعتي الرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب من الرسوم الت جاء بها ألول مرة القانون‬
‫رقم ‪ 47.96‬المتعلق بالتنظيم الجهوي‪ ،‬بهدف تدعيم الموارد الذاتية للجهة‪ ،‬وقد تم اإلبقاء‬
‫عىل هذا الرسم ضمن القانون رقم ‪ ،47.06‬من خالل إعادة تنظيم ر‬
‫المشع له من خالل‬
‫خمس مواد (‪ )125-124-123-122-122-121‬ضمن الباب الثامن ر‬
‫عش من القانون رقم‬
‫‪ 47.06‬المنظم لجبايات الجماعات اليابية‪.‬‬

‫ويطبق هذا الرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب الواقعة بالنفوذ الياب للجهة‪،‬‬
‫بتدبي المواب‪ ،‬السيما خدمات الشحن واالفراغ المتعلقة‬
‫ر‬ ‫ويتعلق االمر بالهيئات المكلفة‬

‫‪ 193‬المادة ‪ 118‬من نفس القانون‪.‬‬


‫يتعي عىل مستغىل المناجم‬
‫ر‬ ‫أنه‬ ‫الرسم‬ ‫ودفع‬ ‫ار‬
‫ر‬ ‫اإلق‬ ‫بخصوص‬ ‫‪07.20‬‬ ‫رقم‬ ‫القانون‬ ‫بمقتض‬ ‫المعدل‬ ‫‪47.06‬‬ ‫القانون‬ ‫‪ 194‬نصت المادة ‪ 120‬من‬
‫اإلدالء قبل فاتح أبريل من كل سنة بإقرار إىل مصلحة الوعاء التابعة للجهة‪ ،‬يتضمن الكميات المستخرجة من المواد المنجمية خالل السنة‬
‫المنرصمة‪.‬‬
‫‪ 195‬المادة ‪ 119‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫بالبواخر‪ ،‬وخدمات الصيانة والتمويل واإلصالح والخدمات المتعلقة بجر البواخر‪ ،‬باستثناء‬
‫غي الموجهة للسوق الوطت‪.196‬‬
‫الخدمات المرتبطة بالنقل الدوىل والمتعلقة بالسلع العابرة ر‬

‫ويخضع لهذا الرسم كل شخص ذاب ومعنوي يقدم داخل الميناء خدمات مرتبطة‬
‫األخي ويحدد سعر الرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب وفق اإلجراءات‬
‫ر‬ ‫بنشاط هذا‬
‫ر‬
‫والشوط المنصوص عليها ف المادة ‪ 168‬من القانون رقم ‪ ،47.06‬حيث تكون النسبة ما‬
‫ربي ‪ 2%‬إىل ‪ %5‬من رقم األعمال دون احتساب الرصيبة عىل القيمة المضافة ويستخلص‬
‫السعر من طرف الهيئة المقدمة للخدمات‪ .197‬ويتم دفع مبلغ السعر تلقائيا لدى صندوق‬
‫وكيل مداخيل الجهة كل رب ع سنة قبل انرصام الشهر المواىل لكل رب ع سنة‪.198‬‬

‫إذن‪ ،‬يتضح من خالل ما سبق‪ ،‬أن البنية المالية الذاتية للجهة‪ ،‬تبق ضعيفة مما يجعل‬
‫األخية عاجزة عن تغطية اختصاصاتها والصالحيات المسندة إليها بموجب القانون‬
‫ر‬ ‫هذه‬
‫التنظيم للجهات رقم ‪ ،111.14‬السيما فيما يتعلق بتنفيذ برنامج التنمية الجهوية الذي‬
‫يعد بمثابة آلية اسياتيجية هدفها ضمان تنمية مندمجة عىل صعيد الجهة‪ ،‬مما يجعل‬
‫الجهة باعتبارها قاطرة للتنمية مضطرة للبحث عن مصادر التمويل االستثناب كاإلمدادات‬
‫والقروض حت يتست لها االطالع بأدوارها التنموية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الموارد المالية ذات الطبيعة ر‬


‫غت الجبائية‬

‫تقاس ثروة الجهة بما تتوفر عليه من ممتلكات‪ ،‬وبما تقوم به من أعمال لتدبرها‬
‫وصيانتها وتثمينها‪ ،‬للمساهمة ف تمويل األنشطة االقتصادية واالجتماعية والثقافية عىل‬
‫المستوى الجهوي‪.199‬‬

‫‪ 196‬المادة ‪ 121‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 197‬المادة ‪ 124-123‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 198‬المادة ‪ 125‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 199‬الحجام جميلة‪ ،‬مصادر تمويل الجماعات ‪-‬جماعة تمزكانة نموذجا‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬ص‪.19:‬‬

‫‪79‬‬
‫وتتكون األمالك العقارية للجهة من أمالك تابعة لملكها العام كاألزقة والطرقات‬
‫والتجهيات المعدة لإلنارة‪ .‬وتتمثل األمالك الخاصة بحالة‬
‫ر‬ ‫والساحات العمومية والنا فورات‬
‫ر‬
‫والشاء والكراء كما هو الحال بالنسبة لألفراد ككراء المحالت التجارية واألسواق‬ ‫البيع‬
‫األسبوعية ومآرب السيارات‪ .‬ويمكن للدولة أن تفوت للجهة أو تضع رهن إشارتها أمالكا‬
‫عقارية لتمكينها من ممارسة االختصاصات المخولة لها بموجب احكام القانون‪.200‬‬

‫وهكذا‪ ،‬تتوفر الجهات عىل أمالك عقارية مثلها مثل باف الجماعات اليابية األخرى‪،‬‬
‫حيث يتوىل مجلسها التداول ف قضايا الجهة ومنها ما يرجع للمسائل المرتبطة بمجال‬
‫األمالك‪ ،‬ونخص بالذكر االختصاصات الواردة ف المادة ‪ 98‬من القانون التنظيم للجهات‬
‫والت تنص عىل ما يىل‪" :‬يتداول مجلس الجهة ف القضايا التالية‪:‬‬

‫تدبي أمالك الجهة والمحافظة عليها وصيانتها؛‬


‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫‪ −‬اقتناء العقارات الالزمة الضطالع الجهة بالمهام الموكولة إليها أو مبادلتها أو‬
‫للقواني واألنظمة الجاري بها العمل"‪.‬‬
‫ر‬ ‫تغيي تخصيصها طبقا‬
‫تخصيصها او ر‬

‫ورغم كل ذلك‪ ،‬تبق الموارد الذاتية للجهة ضعيفة ودون مستوى رشوط التنمية‬
‫اليابية‪ ،‬وتشكل إحدى مظاهر أزمتها المالية عىل مستوى الموارد الذاتية‪ ،‬لذلك فإن الجهة‬
‫كبي لوسائل تمويل استثنائية الت تتمثل ف االمدادات والقروض من أجل‬
‫تلجأ بشكل ر‬
‫النهوض بوضعيتها المالية‪ ،‬وه موارد ال يتعارض إقرارها من حيث المبدأ مع ضورة دعم‬
‫غي أن اللجوء إليها عادة ما تعييه عراقيل وصعوبات‪ ،‬فضال عن كونها وسيلة‬
‫الموارد الذاتية‪ ،‬ر‬
‫تفتح المجال للسلطة المركزية للتدخل ف النشاط‪ 201‬التنموي للجهة وبالتاىل المساس بمبدأ‬
‫االستقالل الماىل‪.‬‬

‫‪ 200‬المادة ‪ 222‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫التدبي الماىل الياب ربي إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫ر‬ ‫‪ 201‬حمرالراس سناء‪،‬‬

‫‪80‬‬
‫وقبل االنتقال للحديث عن الموارد االستثنائية للجهات‪ ،‬البد من اإلشارة إىل أن ر‬
‫المشع‬
‫نص عىل موارد أخرى للجهات‪ ،202‬ونذكر منها صندوق التأهيل االجتماع‪ ،203‬وصندوق‬
‫صندوقي قد سبق التطرق إليهما ف هذا البحث‪.‬‬
‫ر‬ ‫التضامن ربي الجهات‪ .204‬وهما‬
‫ئ‬
‫االستثناب للجهات‬ ‫الثاب‪ :‬مصادر التمويل‬ ‫الفرع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫أمام ضعف وسائل التمويل الذاب للجهات‪ ،‬ونظرا لحجم االختصاصات المسندة إليها‬
‫األخية والت مست مختلف الجوانب‬
‫ر‬ ‫بموجب اإلصالحات الدستورية والتنظيمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية لم يعد أمامها إال خيار االعتماد عىل‬
‫الموارد الخارجية لالضطالع بأدوارها التنموية‪.‬‬

‫وتحيل الموارد الخارجية أو االستثنائية عىل مجموع الموارد الت يكون وعاؤها خارج‬
‫األخية ال تعتمد فقط عىل مواردها الذاتية‬
‫ر‬ ‫النطاق الجغراف للجماعات اليابية‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫لك تمول مشاريعها التنموية‪ ،‬بل تلجأ إىل اإلمدادات والمساعدات العمومية الت تظل ف‬
‫غالب األحيان محفوفة بالمخاطر والت من شأنها أن تؤثر عىل االستقالل الماىل للجماعات‬
‫اليابية‪ ،‬ألن الدولة ال تمنح هذه اإلمدادات إال وفق رشوط معينة أو لتمويل مشاري ع محددة‬
‫مسبقا‪.205‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإن الجهات شأنها شأن الجماعات اليابية األخرى‪ ،‬ال تقترص ف تمويل‬
‫أنشطتها عىل وسائل التمويل الذاب‪ ،‬وإنما تلجأ إىل مصادر أخرى للتمويل تتمثل ف الموارد‬
‫المالية المحولة من الدولة (الفقرة األول) فضال عن القروض (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 202‬الفصل ‪ 142‬من دستور ‪.2011‬‬


‫‪ 203‬المواد من ‪ 229‬إىل ‪ 231‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ 204‬المواد من ‪ 234‬إىل ‪ 236‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 205‬لحرش كريم‪ ،‬ر‬
‫تدبي مالية الجماعات اليابية بالمغرب‪ ،‬مطبعة الرشاد‪-‬سطات‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2017‬ص‪.51:‬‬

‫‪81‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬الموارد المالية المحولة من الدولة‬

‫تغىط الموارد المالية المحولة لفائدة الجماعات اليابية‪ ،206‬وعىل رأسها الجهات ف‬
‫غي أن طبيعة هذا التحول‪ ،‬تختلف‬
‫ميانياتها‪ ،‬ر‬
‫التجارب المقارنة نسبة عالية ف بنية تمويل ر‬
‫من دولة إىل أخرى‪ .‬فالنموذج األلماب عىل سبيل المثال‪ ،‬يقسم مع الواليات أغلب الموارد‬
‫ذات المردودية المرتفعة بموجب الدستور‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة للمجموعات المستقلة‬
‫وبي اإلدارة المركزية‪ ،‬بخالف‬
‫بإسبانيا‪ ،‬حيث نجد توزيعا دستوريا للموارد المالية بينها ر‬
‫التجربة المغربية‪ ،‬حيث ال تستفيد الجماعات اليابية‪ ،‬سوى من نسبة معينة من حصيلة‬
‫الرصائب العامة‪.207‬‬

‫وإذا كانت الجهات ال تستفيد من الرصيبة عىل القيمة المضافة‪ ،‬فإن ر‬


‫المشع المغرب‬
‫خصص جزءا من بعض الرصائب الوطنية للجهات‪ ،‬حيث تستفيد من نسبة ‪ %5‬من حصيلة‬
‫الرصيبة عىل ر‬
‫الشكات (أوال)‪ ،‬و‪ %5‬من حصيلة الرصيبة عىل الدخل (ثانيا)‪ ،‬و‪ %20‬من‬
‫التأمي‪( 208‬ثالثا)‪.‬‬
‫ر‬ ‫حصيلة الرسم عىل عقود‬
‫أوال‪ :‬الضيبة عىل ر‬
‫الشكات‬

‫المشع نسبة ‪ %5‬من الرصيبة عىل ر‬


‫الشكات للجهات وه ضيبة تم إحداثها‬ ‫خصص ر‬

‫الظهي رقم ‪ 1.86.233‬الخاص بالقانون رقم‬


‫ر‬ ‫بتاري خ ‪ 26‬يونيو ‪ ،1986‬وذلك بمقتض‬
‫‪ ،20924.86‬المتعلق بالرصيبة عىل ر‬
‫الشكات سابقا‪.‬‬

‫تطبق الرصيبة عىل ر‬


‫الشكات عىل مجموع الحاصالت واألرباح المحصل عليها من قبل‬
‫وغيها من األشخاص المنصوص عليهم بهذه الصفة ف القانون‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫ر‬
‫الشكات‪ ،‬ر‬

‫‪ 206‬الفصل ‪ 141‬من دستور ‪.2011‬‬


‫‪207‬‬
‫‪Mohamed BRAHIMI, le financement des collectivités locales au Maroc, Remald, série thèmes actuels N°‬‬
‫‪1995, p :15.‬‬
‫‪ 208‬المادة ‪ 188‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫الظهي الشيف رقم ‪ 1.86.239‬بتاري خ ‪ 31‬دجني ‪ ،1986‬ج ر عدد‬‫ر‬ ‫‪ 209‬قانون رقم ‪ 24.86‬المتعلق بالرصيبة عىل ر‬
‫الشكات‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬
‫ر‬
‫الظهي الشيف رقم‬
‫ر‬ ‫‪ 3873‬ص‪ 67 :‬مع مراعاة مستندات المادة ‪ 5‬من قانون المالية رقم ‪ 06.43‬للسنة المالية ‪ ،2007‬الصادر بتنفيذها‬
‫‪ 1.06.232‬بتاري خ ‪ 31‬دجني ‪ 2006‬الذي قام بإدماج هذا القانون ف المدونة العامة للرصائب‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫بالنسبة للمؤسسات العمومية‪ ،‬والجمعيات المعتية ف حكمها‪ ،‬والصناديق المحدثة‬
‫غي المقيمة أو المجموعات‪.210‬‬ ‫بالقانون‪ ،‬ومراكز التنسيق التابعة ر‬
‫للشكات ر‬

‫لميانية الجهة‪ ،‬بنسبة‬ ‫وهكذا‪ ،‬تساهم الرصيبة عىل ر‬


‫الشكات ف تغذية الموارد المالية ر‬
‫غي أنه ال يمكن االرتهان فقط لهذه الرصيبة نظرا الرتباطها الشديد‬
‫‪ ،%1‬وصوال إىل ‪ %5‬ر‬
‫بالوضعية المالية لمالية الدولة‪ ،211‬وكذا التقلبات المتنوعة والعديدة أو المختلفة الت تعرفها‬
‫الميانية العامة للدولة نتيجة هذه االختالالت‬
‫األخية‪ ،‬وبالتاىل فه تتأثر بتأثر ر‬
‫ر‬ ‫هذه‬
‫والتقلبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضيبة عىل الدخل‬

‫كانت تسم من قبل بالرصيبة العامة عىل الدخل‪ ،‬وه ضيبة تم إحداثها بمقتض‬
‫الفصل ‪ 2‬من قانون اإلطار لسنة ‪ ،1984‬وقد نظمتها احكام القانون رقم ‪.21217.89‬‬

‫واالعتباريي‬
‫ر‬ ‫يعيي‬
‫وتفرض الرصيبة عىل الدخل عىل دخول وأرباح األشخاص الطب ر‬
‫الذين لم يختاروا الخضوع للرصيبة عىل ر‬
‫الشكات‪ ،‬وتتمثل أصناف الدخول واألرباح الخاضعة‬
‫للرصيبة ف‪:213‬‬

‫‪ -‬الدخول المهنية؛‬
‫‪ -‬الدخول الناتجة عن المستغالت الفالحية؛‬
‫‪ -‬األجور والدخول المعتية ف حكمها؛‬
‫‪ -‬الدخول واألرباح العقارية؛‬
‫‪ -‬الدخول واألرباح الناتجة عن رؤوس األموال المنقولة‪.‬‬

‫والمهتمي بقضاء القانون المغرب‪( ،‬غياب الطبعة‬


‫ر‬ ‫للباحثي‬
‫ر‬ ‫‪ 210‬خدري سعيد‪ ،‬القانون الجباب المغرب‪ ،‬منشورات مجلة العلوم القانونية‪ ،‬مدونة‬
‫والسنة)‪ ،‬ص‪.38 :‬‬
‫‪ 211‬تقرير المجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪ ،2015‬ص‪.18:‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.86.116‬صادر ف ‪ 21‬من ربيع االخر ‪ 21( 1410‬نوفمي ‪ )1989‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.89‬الذي تحدث بموجبه الرصيبة‬ ‫‪ 212‬ر‬
‫العامة عىل الدخل‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4023‬بتاري خ ‪ 6‬دجني ‪.1989‬‬
‫البصية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،2020‬‬
‫ر‬ ‫الوجي لدراسة القانون الرصيت "مقاربة قانونية واجتماعية"‪ ،‬مطبعة‬
‫ر‬ ‫‪ 213‬البقاىل محمد‪ ،‬المدخل‬
‫ص‪.108:‬‬

‫‪83‬‬
‫وتفرض هذه الرصيبة كل سنة عىل مجموع أنواع الدخل الت حصل ليها الخاضع‬
‫للرصيبة خالل السنة السابقة‪.‬‬

‫وتعتي بذلك الركن‬ ‫حي التنفيذ إال بحلول سنة ‪1990‬‬


‫ولم تدخل هذه الرصيبة ر‬
‫األخي ف اإلصالح الجباب الذي حل محل الرصائب النوعية القديمة الت عرفها النظام‬
‫ر‬
‫الجباب المغرب‪ ،‬وبالتاىل فتخىل الدولة عن جزء من الرصيبة لفائدة الجهة يعد مكسبا مهما‬
‫للميانية العامة للدولة‪.214‬‬
‫األخية‪ ،‬بعدما كانت وارداتها حكرا خاصا ر‬
‫ر‬ ‫لهذه‬

‫التأمي‬
‫ر‬ ‫ثالثا‪ :‬حصة الرسم عىل عقود‬

‫باإلضافة إىل حصص الرصيبة عىل الدخل والرصيبة عىل ر‬


‫الشكات‪ ،‬تستفيد الجهات من‬
‫التأمي الميمة من طرف‬
‫ر‬ ‫التأمي‪ ،‬ويطبق هذا الرسم عىل عقود‬
‫ر‬ ‫حصة من الرسم عىل عقود‬
‫التأمي‪ ،‬وكذا كافة المحررات المعدة خصيصا إلقامة أو تعديل أو الفسخ الودي‬
‫ر‬ ‫مقاوالت‬
‫لهذه العقود‪ ،‬باستثناء واجبات التمي والتسجيل والرصيبة عىل القيمة المضافة‪ ،‬ويفرض‬
‫عىل مبلغ األقساط‪ ،‬والمكافآت واالشياكات‪ ،‬وتصق بنسبة إىل كل صنف من أصناف العقود‬
‫الت ينص عليها القانون عىل مجموع األقساط‪ ،‬والمكافآت واالشياكات المستحقة خالل كل‬
‫شهر بعد خصم األقساط‪ ،‬والمكافآت واالشياكات الت يحددها القانون‪.215‬‬

‫وبعد دخول القانون التنظيم للجهات رقم ‪ ،111.14‬نصت المادة ‪ 188‬منه عىل‬
‫التأمي ف حدود ‪ ،%20‬بصفة تدريجية‬
‫ر‬ ‫رصد حصة من حصيلة الرسم المفروض عىل عقود‬
‫ماليي درهم ف سنة ‪ ،2021‬وتبعا نصت‬
‫ر‬ ‫قواني المالية ف افق بلوغ سقف ‪10‬‬
‫ر‬ ‫بموجب‬
‫المادة ‪ 11‬من قانون المالية رقم ‪ 70.15‬للسنة المالية ‪ ،2016‬عىل أن ترصد حصيلة الرسم‬
‫التأمي ف حدود نسبة ‪ %20‬لفائدة الصندوق الخاص لحصيلة‬
‫ر‬ ‫المفروض عىل عقود‬

‫‪214‬‬
‫‪Rachid ELMOUSSAOUI, les finances territoriales, imprimerie slaiki alakhaouayne, 2eme Edition 2017-2018,‬‬
‫‪p :235.‬‬
‫‪215‬القرب عصام‪ ،‬لباخ طارق‪ ،‬االرتباط الماىل ربي الدولة والجماعات اليابية "تخصيص جزء من ضائب الدولة لفائدة الجماعات اليابية‬
‫نموذجا"‪ ،‬مجلة القضاء اإلداري‪ ،‬العدد ‪ ،10/9‬صيف ‪ /2016‬خريف ‪ ،2017‬ص‪.63:‬‬

‫‪84‬‬
‫حصص الرصائب المرصدة للجهات‪ ،‬وتوزع ربي الجهات باعتبار عدد السكان‪ ،‬بناء عىل قرار‬
‫تأشية الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫يصدره الوزير المكلف بالداخلية بعد ر‬

‫وبناء عىل ذلك‪ ،‬يسجل أن السلطات العمومية قامت برفع حصة الجهات من حصيلة‬
‫التأمي من ‪ %13‬إىل ‪ ،%20‬وقد أصبحت تحول إىل الصندوق الخاص‬
‫ر‬ ‫الرسم عىل عقود‬
‫لحصيلة حصص الرصائب المرصدة للجهات بدل صندوق تنمية الجماعات المحلية‬
‫ومجموعاتها سابقا‪ ،‬ويتم توزي ع هذه الحصة باعتبار عدد السكان‪ ،‬أي تقسيم هذه الحصة‬
‫عىل عدد سكان المغرب البالغ عددهم حسب أخر إحصاء للسكان والسكت لسنة ‪ 2014‬ما‬
‫يناهز ‪ 33.848.242‬نسمة‪ ،216‬والخارج يتم ضبه ف عدد سكان كل جهة عىل حدة‪ ،‬لتحديد‬
‫حصة كل جهة من حصيلة هذا المورد‪.‬‬

‫عموما يمكن القول بأن الرصائب الممنوحة للجهات كالرصيبة عىل الدخل والرصيبة‬
‫عىل ر‬
‫الشكات‪ ،‬ترتبط بمالية الدولة ارتباطا وثيقا وبالتاىل كلما كانت مالية الدولة مرتفعة كلما‬
‫استفادت الجهة من سخائها ورخائها‪ ،‬وكلما كانت مالية الدولة منخفضة كلما أثر ذلك بشكل‬
‫ميانية الجهة وبرامجها التنموية‪.‬‬ ‫ر‬
‫مباش عىل ر‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القروض‬

‫وغي الجبائية للجهات ف تمويل ر‬


‫مشوعاتها‬ ‫أمام نقص الموارد الذاتية الجبائية ر‬
‫األخية إىل اإلمدادات والمساعدات العمومية والت يمكن أن تكون عبارة‬
‫ر‬ ‫التنموية‪ ،‬تلجأ هذه‬
‫عن قروض قصد تغطية العجز الحاصل ف ماليتها‪.‬‬

‫التجهي الجماع بنك للتمويل المحىل‪ ،‬تم إحداثه منذ‬


‫ر‬ ‫وف هذا االطار يعتي صندوق‬
‫السنوات األوىل لالستقالل ف ‪ 13‬يناير ‪ ،2171959‬كمؤسسة أصلية ووحيدة متخصصة ف‬
‫تسييها اإلداري‬
‫ر‬ ‫االقياض الجماع‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل الماىل‪ ،‬إال أن‬

‫‪ 216‬مرسوم رقم ‪ 2.15.234‬صادر ف ‪ 28‬من جمادى األوىل ‪ 19( 1436‬مارس ‪ ،)2015‬يتعلق بالمصادقة عىل األرقام المحدد بها عدد السكان‬
‫القانونيي للمملكة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6354‬بتاري خ ‪ 4‬رجب ‪ 23( 1436‬أبريل ‪ ،)2015‬ص‪.4026 :‬‬
‫ر‬
‫‪.‬‬
‫التجهي الجماع‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،2435‬بتاري خ‬
‫ر‬ ‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.59.169‬صادر ف ‪ 6‬ذي الحجة ‪ 13( 1378‬يونيو ‪ )1959‬بإحداث صندوق‬ ‫‪ 217‬ر‬
‫‪ 19‬ذي الحجة ‪ 26( 1378‬يونيو ‪.)1959‬‬

‫‪85‬‬
‫والتدبي‪ ،‬ليقطع بعد ذلك عدة مراحل تماشيا مع التطورات الت عرفها‬
‫ر‬ ‫أنيط بصندوق اإليداع‬
‫القطاعي الماىل والمحىل‪ ،‬كان أهمها التحول الذي عرفه بموجب القانون رقم ‪31.90‬‬
‫ر‬
‫تجهي الجماعات المحلية‪،‬‬
‫ر‬ ‫الصادر ف ‪ 5‬غشت ‪ ،1992‬حيث أصبح يطلق عليه صندوق‬
‫والتدبي وإحداث هيئاته التقريرية الخاصة ويخضع‬
‫ر‬ ‫وانفصل إداريا عن صندوق اإليداع‬
‫لوصاية الدولة والمراقبة المالية لها‪ ،218‬ليتم بمقتض القانون رقم ‪ 11.96‬الصادر بتاري خ ‪2‬‬
‫غشت ‪ 1996‬اكتساب الصندوق بموجبه صفة بنك‪ ،‬كما يخضع أيضا لمقتضيات القانون‬
‫رقم ‪ 03.12‬الصادر ف ‪ 24‬دجني ‪ 2014‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتية ف‬
‫حكمها‪ .‬وقد تممت المقتضيات القانونية المنظمة للصندوق بالمرسوم رقم ‪2.90.350‬‬
‫بتاري خ ‪ 14‬دجني ‪ 1992‬لتطبيق القانون رقم ‪.21931.90‬‬

‫وحسب مدلول المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 31.90‬تناط بالصندوق مهمة المساهمة ف‬
‫تنمية الجماعات اليابية‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫‪ −‬يقدم للجماعات اليابية وهيئاتها والمؤسسات العامة المحلية كل مساعدة تقنية أو‬
‫مالية والسيما ف شكل قروض أو سلفات تمويل الدراسات واألشغال المتعلقة بأعمال‬
‫تجهيها؛‬
‫ر‬
‫‪ −‬مؤازرة الجماعات اليابية ف تحديد مشاريعها وتقييمها وتتبع تنفيذها؛‬
‫‪ −‬تقديم مساعدته للدولة وإىل أي هيئة من الهيئات العامة من أجل دراسة وإنجاز‬
‫جميع الخطط واليامج المتعلقة بتنمية الجماعات اليابية‪.‬‬

‫ومن أجل القيام بهذه المهام‪ ،‬فإن الصندوق مؤهل للقيام بكل العمليات المرخصة‬
‫للبنوك‪ ،‬حيث يقوم بتمويل المشاري ع ف شت المجاالت‪ ،‬خاصة‪:‬‬

‫‪ −‬البنيات التحتية األساسية (الطرق والمسالك‪)...‬؛‬

‫التجهي‬
‫ر‬ ‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.92.5‬صادر ف ‪ 5‬صفر ‪ 5( 1413‬أغسطس ‪ ،)1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 31.90‬المتعلق بإعادة تنظيم صندوق‬‫‪ 218‬ر‬
‫الجماع‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،4164‬بتاري خ صادر ف ‪ 19‬صفر ‪ 19( 1413‬أغسطس ‪.)1992‬‬
‫األخية (‪ 14‬دجني ‪ ،)1992‬بتطبيق القانون رقم ‪ 31.90‬المتعلق بإعادة تنظيم صندوق‬
‫ر‬ ‫‪ 219‬المرسوم رقم ‪ 2.90.350‬الصادر ف ‪ 19‬من جمادى‬
‫تجهي الجماعات اليابية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،4183‬بتاري خ صادر ف ‪ 5‬رجب ‪ 30( 1413‬ديسمي ‪.)1992‬‬
‫ر‬

‫‪86‬‬
‫والتطهي السائل والصلب)؛‬
‫ر‬ ‫‪ −‬الخدمات األساسية (الماء الصالح ر‬
‫للشب‪ ،‬الكهرباء‪،‬‬
‫التجهي والتهيئة الحرصية؛‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫التجهي المتعلق بالنقل؛‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫التجهي السوسيو‪-‬جماع (التهيئة الرياضية والسياحة واليفيه)؛‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫التجهي ذي الطابع التجاري (أسواق‪ ،‬مذابح‪)...‬؛‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫‪ −‬عمليات التهيئة (إعادة التهيئة‪ ،‬التأهيل‪ ،‬منطق صناعية‪.)...‬‬

‫وف الوقت الذي أكد فيه القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬عىل عمليات‬
‫الميانية الجهوية وأحال عىل النص التنظيم بشأن‬
‫االقياض كمصدر من مصادر تمويل ر‬
‫القواعد الت ستخضع لها هذه العمليات االقراضية‪ ،220‬تم ف سنة ‪ 2017‬إصدار المرسوم‬
‫المحدد لهذه القواعد‪.221‬‬

‫ومن ربي أبرز المستجدات الت جاء بها هذا المرسوم ما يرتبط بتوسيع دائرة االقياض‬
‫للجماعات اليابية الت نصت عليها المادة ‪ 5‬من هذا المرسوم‪ ،‬حيث أضج بإمكان‬
‫الجماعات اليابية االقياض من لدن مؤسسات االئتمان الوطنية واألجنبية والدولية‪ ،‬وذلك‬
‫التأشي عىل المقررات المرتبطة بها من لدن السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫ر‬ ‫بعد‬

‫التجهي الجماع كمصدر استثناب لموارد‬


‫ر‬ ‫الكبية الت يحىط بها صندوق‬
‫ورغم األهمية ر‬
‫الجماعات اليابية‪ ،‬فإن دوره يظل محدودا ألسباب ترجع باألساس إىل تسميته ووظيفته‪،‬‬
‫فهو ال يمنح القروض إال وفق رشوط معينة‪ ،‬كتقديم الملفات والدراسات التقنية باإلضافة‬
‫الفقية من الحصول عىل‬
‫ر‬ ‫إىل قدرة الجهة تسديد الدين‪ .‬وهذا من شأنه إقصاء الجهات‬
‫القروض أمام تعقيد والبطء الذي تعرفه اإلجراءات فضال عن عدم توفرها عىل األطر المؤهلة‬
‫إلعداد الملفات المطلوبة‪.222‬‬

‫‪ 220‬المادة ‪ 190‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬


‫‪ 221‬مرسوم رقم ‪ 2.17.294‬صادر ف ‪ 14‬من رمضان ‪ ،1438‬الموافق ل ‪ 9‬يونيو ‪ ،2017‬بتحديد القواعد الت تخضع لها عمليات االقياضات الت‬
‫تقوم بها الجهة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 20 ،6578‬رمضان ‪ ،1438‬الموافق ‪ 15‬يونيو ‪ ،2017‬ص‪.3613:‬‬
‫‪ 222‬الحجام جميلة‪ ،‬مصادر تمويل الجماعات ‪-‬جماعة تمزكانة نموذجا‪ -‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36:‬‬

‫‪87‬‬
‫تسيي الصندوق عن تسجيل المجلس األعىل‬
‫ر‬ ‫وف هذا اإلطار أسفرت مهمة مراقبة‬
‫للحسابات‪ 223‬لمجموعة من المالحظات نذكر من بينها ما يىل‪:‬‬
‫‪ −‬مساهمة محدودة للصندوق ف تمويل الجماعات ر‬
‫التابية‪ :‬لقد تم إحداث الصندوق‬ ‫ي‬
‫من أجل تقديم المساعدة المالية والتقنية إىل مجموع هيئات القطاع العموم المحىل‬
‫المكون من الجماعات اليابية ومجموعاتها والمؤسسات المحلية‪ .‬ر‬
‫غي أنه لوحظ أن‬
‫مساهمته ف تمويل الجماعات اليابية تظل ضئيلة‪ ،‬بحيث ال تتعدى نسبة القرض‬
‫‪ %5‬من التمويل المحىل‪ ،‬حسب معطيات سنة ‪.2013‬‬
‫‪ −‬نسبة فائدة مرتفعة‪ :‬رغم الغياب النست لمخاطر القرض‪ ،‬فإن الصندوق يطبق‬
‫رشوطا تجارية مماثلة أو أعىل من تلك المطبقة ف السوق البنك‪.‬‬
‫‪ −‬ضعف تتبع إنجاز المشاري ع وغياب التقييم البعدي‪ :‬لم يضع الصندوق نظاما لتتبع‬
‫إنجازات المشاري ع الممولة من طرفه‪ ،‬ولم يطور برنامج عمل متعدد السنوات يحدد‬
‫المشاري ع الممولة وطرق تتبع إنجازها‪ .‬كما أنه ال يقوم بإنجاز التقييم البعدي‬
‫للمشاري ع قصد التأكد من إنجاز األهداف المحددة حت يلعب دوره كامال باعتباره‬
‫بنكا للتنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ −‬طول مدة القروض‪ :‬تعتي أغلب القروض الت تم إبرامها ربي ‪ 2003‬و‪ 2014‬عقودا‬
‫أكي من ‪ %69.15‬من القروض تتجاوز مدة استحقاقها ‪15‬‬ ‫طويلة األمد‪ ،‬بحيث أن ر‬

‫حي أن ‪ %11‬ال تتجاوز مدة‬


‫سنة‪ ،‬وما يقارب ‪ %19‬منها أبرمت لمدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬ف ر‬
‫استحقاقها ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫المحىل يف تمويل التامج التنموية‬


‫ي‬ ‫المال‬
‫ي‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إكراهات النظام‬

‫التدبي الماىل الجهوي بوجود موارد مالية ذاتية ناجعة قصد تمويل التدخالت‬
‫ر‬ ‫يرتبط‬
‫غي أن النظام الماىل الجهوي تشوبه‬
‫تدبي السياسات التنموية عىل صعيد الجهة‪ ،‬ر‬
‫الجهوية ف ر‬
‫مجموعة من العراقيل والحدود سواء عىل مستوى التمويل الذاب من خالل ضعف النظام‬

‫‪ 223‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪ ،2015‬ص‪.147-146-145-144 :‬‬

‫‪88‬‬
‫الجباب الحاىل (الفقرة األول) أو عىل مستوى انعكاس ذلك عىل مردودية االنفاق الماىل‬
‫الجهوي عىل اليامج التنموية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫ئ‬
‫الجباب الجهوي يف تمويل برامج التنمية الجهوية‬ ‫الفقرة األول‪ :‬ضعف النظام‬
‫ي‬

‫يعيي النظام الجباب المغرب جملة من االكراهات والتحديات منها ما يعود إىل اإلدارة‬
‫الملزمي أنفسهم‪ .‬فبالنسبة للمعيقات الت‬
‫ر‬ ‫الرصيبية والنصوص ر‬
‫التشيعية ومنها ما يعود إىل‬
‫بالملزمي‪ .‬وعىل مستوى النصوص ر‬
‫التشيعية يالحظ‬ ‫ر‬ ‫تعود لإلدارة هناك عالقة متوترة تربطها‬
‫قواني‬
‫ر‬ ‫عدم انسجام المقتضيات القانونية جراء ادماج مقتضيات ضيبية ف كل مرة ف‬
‫المالية‪ ،‬وكذلك اإلعفاءات الرصيبية المخولة لبعض القطاعات‪ .‬أما بالنسبة لإلكراهات‬
‫للملزمي تتمثل أساسا ف التهرب الرصيت الذي يعت تهرب الشخص من أداء الرصيبة‬
‫ر‬ ‫العائدة‬
‫بشكل كىل أو جزب دون أن ينقل عبئها إىل شخص أخر‪.‬‬

‫وفيما يىل سيتم رصد أهم هذه المعيقات من خالل الحديث عن اختالل التوازن‬
‫الجباب ربي الجهات (أوال)‪ ،‬ثم التطرق لإلعفاءات الرصيبية المخولة بمقتض القانون رقم‬
‫‪( 47.06‬ثانيا)‪ ،‬وذلك قبل الختم بصعوبة التحصيل وظاهرة الباف استخالصه (ثالثا)‪.‬‬
‫ئ‬
‫الجباب ربي الجهات‬ ‫أوال‪ :‬مسألة التوازن‬
‫ي‬

‫من المظاهر السلبية الت كرسها اإلصالح الجباب المحىل‪ ،‬أنه جاء عاما وشامال ال يراع‬
‫خصوصيات كل جماعة ترابية بحكم موقعها الجغراف ومستوى نموها االقتصادي‬
‫والحضاري‪ .‬فإذا كان الهدف من وراء هذا اإلصالح الرفع من مردودية الموارد الجبائية‬
‫للجماعات اليابية‪ ،‬فإن االمر يختلف بالنسبة للجماعات القروية‪ ،‬كون القانون الحاىل يعىط‬
‫األولوية للجماعات الحرصية دون القروية‪ .‬ذلك أن أهم األوعية الت استهدفها القانون‬
‫تتواجد داخل المجال الحرصي بنسبة ‪ %85‬من الموارد الت تسيطر عليها‪ ،‬مما يجعل‬

‫‪89‬‬
‫الجماعات القروية تعاب من العجز التمويىل الذاب خاصة أمام اإلكراهات التنموية الت‬
‫تعرفها‪.224‬‬

‫وتعاب الجهات بدورها من نفس الضعف عىل مستوى جبايتها‪ ،‬حيث تستفيد بمقتض‬
‫المغي والمتمم بالقانون رقم ‪ 07.20‬من ثالثة رسوم فقط‪ ،‬الرسم عىل‬
‫ر‬ ‫القانون رقم ‪47.06‬‬
‫رخص الصيد اليي والرسم عىل استغالل المناجم والرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب‪.‬‬

‫غي أن هذه الرسوم بحكم طبيعة أوعيتها‪ ،‬ال يمكن فرضها بجميع جهات المملكة‪،‬‬
‫ر‬
‫حيث أن الرسوم الت تستفيد منها الجهة والمتمثلة ف الرسم عىل رخص الصيد اليي والرسم‬
‫عىل استغالل المناجم والرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب تكرس نوعا من الالتوازن‬
‫الماىل‪ ،‬إذ أن الرسم عىل رخص الصيد البحري والرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب‬
‫ستستفيد منه الجهات الت تمتلك سواحل بحرية كجهة الدار البيضاء‪-‬السطات وجهة‬
‫الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ .‬ف ر‬
‫حي أن بعض الجهات ال تتوفر عىل نفس الخاصية وبالتاىل لن‬
‫تستفيد من هذه الرسوم‪ ،‬كجهة فاس‪-‬مكناس وجهة بت مالل‪-‬خنيفرة‪ .‬أما بالنسبة للرسم‬
‫عىل استغالل المناجم ستستفيد منه بعض الجهات فقط كالمنطقة ر‬
‫الشقية‪ ،‬إذ أن عددا من‬
‫يتماس والوضع الراهن ف ظل الجهوية‬‫ر‬ ‫الجهات ال تتوفر عىل مناجم‪ ،‬وهذا األمر ال‬
‫المتقدمة‪.225‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعفاءات المخولة بمقتض القانون رقم ‪47.06‬‬

‫التدابي واإلجراءات االستثنائية الت تمنح‬


‫ر‬ ‫تعي اإلعفاءات الجبائية عن مجموعة‬
‫ذاتيي‬
‫الملزمي سواء كانوا أشخاصا ر‬
‫ر‬ ‫غي ر‬
‫مباشة لصالح بعض‬ ‫بواسطتها الدولة مساعدة مالية ر‬

‫‪224‬العلوي سهام‪ ،‬إكراهات النظام الجباب المحىل ف تمويل اليامج التنموية‪ ،‬ضمن مؤلف جماع النموذج التنموي الجديد‪ :‬قراءة ف السياق‬
‫وسؤال التنمية بالمغرب؟ منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬مطبعة‪-‬دار القلم للطباعة‪ ،‬السنة ‪ ،2020‬ص‪.357:‬‬
‫ر‬
‫والمؤشات‪ -‬مجلة القانون والمجتمع ‪-‬العدد األول‪ ،‬دجني ‪،2020‬‬ ‫القدميي أحمد‪ ،‬االستقالل الماىل للجماعات اليابية ‪-‬قراءة ف المفهوم‬
‫ر‬ ‫‪225‬‬

‫ص‪.88:‬‬

‫‪90‬‬
‫ولتحفي قطاعات وأنشطة معينة‪ ،‬سواء‬
‫ر‬ ‫معنويي‪ ،‬وذلك بغية تخفيف عبئهم الرصيت‬
‫ر‬ ‫أم‬
‫تعلق األمر بتخفيضات أو اسقاطات من الرصيبة أو إعفاءات جبائية‪.226‬‬

‫وغي ميرة محاباة لبعض‬


‫وف هذا السياق‪ ،‬أقر القانون رقم ‪ 47.06‬إعفاءات سخية ر‬
‫العقاريي ف مادة السكن االجتماع من كل الرسوم المحلية‪،‬‬
‫ر‬ ‫المنعشي‬
‫ر‬ ‫الملزمي‪ ،‬إذ تم إعفاء‬
‫ر‬
‫كما تم إعفاء المساكن الت تملكها الدولة والجماعات اليابية عىل الرغم من استغاللها من‬
‫طرف أشخاص آخرين‪ .‬إضافة إىل إعفاء قطاعات استثمارية مهمة كجامعة األخوين مثال‪،‬‬
‫وكذلك إعفاء مؤسسات التعليم الخصوض‪.227‬‬

‫الملزمي من الترصيب مجموعة من األثار أبرزها‬


‫ر‬ ‫وييتب عىل سياسة إعفاء بعض‬
‫حرمان الجهة من بعض الموارد الت تعتي مهمة بالنظر إىل الدور الميايد لبعض القطاعات‬
‫المعفية من الرصيبة السيما مؤسسات التعليم الخصوض وكذا المجال العقاري‪.‬‬

‫الكبي ف‬
‫ر‬ ‫وبذلك يكون النظام الرصيت‪ ،228‬قد ساهم بإعفاءاته السخية ف التفاوت‬
‫توزي ع الدخول ر‬
‫واليوات‪ ،‬وابتعد عن أن يكون أداة من أدوات تحقيق العدالة االجتماعية‪،‬‬
‫غي ر‬
‫مباش أداة للزيادة ف اختالل الدخول وأداة لعرقلة‬ ‫وبالتاىل تغدو هذه اإلعفاءات وبشكل ر‬
‫التنمية‪ ،‬وأصبحت تلك اإلعفاءات أداة لتوزي ع الفقر بدال من أن تكون أداة لتوزي ع الدخل‪،‬‬
‫وهو األمر الذي من الممكن أن يشكل انقسامات داخل المجتمع أو يقود إىل اضطرابات‬
‫اجتماعية وسياسية داخل الوطن‪.229‬‬

‫‪ 226‬بنحيدة احمد‪ ،‬فلسفة اإلعفاءات الجبائية ف ر‬


‫التشي ع المغرب ربي التكلفة والهدر‪ ،‬المجلة المغربية للرصد القانوب والقضاب‪ -‬عدد مزدوج ‪-5‬‬
‫‪ ،2020 ،6‬ص‪.87:‬‬
‫التدبي الماىل الياب ربي إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52:‬‬
‫ر‬ ‫سناء‪،‬‬ ‫‪ 227‬حمرالراس‬
‫ر‬
‫‪ 228‬ويعرف النظام الرصيت عىل أنه مجموعة من التشيعات والسياسات واألجهزة الت تقوم بتخطيط وتنفيذ ورقابة عملية تحصيل الرصيبة من‬
‫الملزمي بأدائها‪ ،‬بغرض تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية‪.‬‬
‫ر‬
‫التشي ع المغرب ربي التكلفة والهدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.94:‬‬ ‫‪ 229‬بنحيدة أحمد‪ ،‬فلسفة اإلعفاءات الجبائية ف ر‬

‫‪91‬‬
‫ر‬
‫الباف استخالصه‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ :‬صعوبات التحصيل ومعضلة‬

‫يعرف تحصيل الديون عىل مستوى الجماعات اليابية مجموعة من الصعوبات الت‬
‫تجعل التحكم ف الباف استخالصه أمرا مستحيال‪ ،230‬حيث يعد الباف استخالصه إحدى‬
‫الظواهر الت تتعلق بدرجة أكي بعملية تحصيل الجبايات المحلية‪ ،‬وخاصة تلك المدبرة من‬
‫طرف الجماعات اليابية‪.231‬‬

‫ويقصد بالباف استخالصه مجموع المبالغ المستحقة للجماعات اليابية الت لم يتم‬
‫الميانية‬
‫استيفاؤها ف وقتها المحدد لسبب من األسباب‪ ،‬وتدرج ف حسابات فصول ر‬
‫والحساب اإلداري سنة بعد أخرى‪ ،‬كديون عالقة ف ذمة الملزم‪.232‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يشكل تزايد الباف استخالصه وارتفاع الضغط الجباب أكي التحديات الت‬
‫تحسي مردودية الرسوم المحلية‪ ،‬فمشكل تنام الباف استخالصه أكي دليل عىل‬
‫ر‬ ‫تواجه‬
‫الملزمي به‪.233‬‬
‫ر‬ ‫غياب العدالة الجبائية أي أن الدين الجباب المحىل ال يؤديه جميع‬

‫يبي المبيان أسفاله توزي ع الباف استخالصه حسب أصناف الجماعات اليابية‬
‫ر‬
‫وحسب نوع المداخيل برسم سنة ‪ 2017‬بجهة فاس‪-‬مكناس‪.234‬‬

‫التدبيية وإشكالية الرقابة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬
‫ر‬ ‫‪230‬الديب حمو‪ ،‬اإلدارة المالية الجماعية ربي القدرات‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2021-2020‬ص‪.204:‬‬
‫‪ 231‬الحجاخ فريد‪ ،‬الباف استخالصه والتنمية المحلية ‪-‬الجماعة القروية سبع رواض نموذجا‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪.62 :‬‬
‫غي وارد)‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2014‬‬‫‪ 232‬بري ج حسن‪ ،‬مسلسل اإلصالح الجباب وإشكالية االستقالل الماىل للجماعات اليابية‪( ،‬اسم المطبعة ر‬
‫ص‪.148:‬‬
‫‪ 233‬الركراك بالل‪ ،‬النموذج التنموي الجديد وإشكالية تحقيق التنمية اليابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150:‬‬
‫عش‪ ،‬المجلس الجهوي للحسابات لجهة فاس‪-‬‬ ‫‪ 234‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪ ،2018‬الجزء الثاب‪ ،‬الكتاب الحادي ر‬
‫مكناس‪ ،‬ص‪.11:‬‬

‫‪92‬‬
‫توزي ع الباف استخالصه حسب أصناف الجماعات اليابية وبحسب نوع المداخيل برسم‬
‫سنة ‪:2016‬‬

‫‪14%‬‬

‫‪49%‬‬
‫‪51%‬‬

‫‪86%‬‬

‫أخرى‬ ‫الموارد المدبرة من طرف الجماعات‬ ‫الجماعات‬ ‫أخرى‬

‫يالحظ من خالل المبيان أن نسبة الباف استخالصه لسنة ‪ 2018‬حسب أصناف‬


‫حي أن مبالغ‬
‫الجماعات اليابية‪ ،‬تشكل المبالغ العائدة منها إىل الجماعات بنسبة ‪ %86‬ف ر‬
‫الباف استخالصه للجماعات اليابية األخرى ال تمثل سوى ‪ %14‬وهذا الفرق ال يعت ان‬
‫الجماعات ه المترصر األكي وأن باف الجماعات اليابية األخرى خاصة الجهات ال تتأثر‪،‬‬
‫وإنما مرد ذلك راجع إىل حجم الرسوم المرصودة لكل جماعة فكلما كانت الرسوم قليلة كما‬
‫هو الشأن بالنسبة للجهات كلما كان مجموع الباف استخالصه ضعيفا‪ .‬وكلما كانت الرسوم‬
‫مرتفعة كما هو الحال بالنسبة للجماعات كلما كان معدل الباف استخالصه مرتفعا أيضا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫المال الجهوي‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬االكراهات المتعلقة باإلنفاق‬

‫ف محاولة إلبراز اإلكراهات المتعلقة باإلنفاق الماىل الجهوي سيتم التطرق للوضعية‬
‫تأثي ضعف مردودية االنفاق الماىل الجهوي‬
‫الحالية لموارد الجهات (أوال) قبل الحديث عن ر‬
‫عىل اليامج التنموية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضعف الموارد الذاتية للجهة‬

‫العاملي عىل ترابها‪ ،‬عليها‬


‫ر‬ ‫المؤسساتيي‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫لك تكون الجهة عنرصا فاعال تجاه‬
‫أن تتوفر عىل قدرة التحكم ف مؤهالتها ومواردها ومعرفة نقط الضعف والقوة والرهانات‬
‫لتحسي ظروف عيش ساكنتها بصفة مستدامة‪ .‬كما عليها أن تتوفر عىل رؤية‬
‫ر‬ ‫ذات األولوية‬
‫القصي والمتوسط‪ ،‬حول استعمال مواردها الذاتية‪ ،‬وكذا‬
‫ر‬ ‫اسياتيجية واضحة‪ ،‬عىل المدى‬
‫المستدامة‪235‬‬ ‫فاعلي آخرين‪ ،‬لفائدة التنمية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫تلك المعبأة من قبل‬
‫ر‬
‫للجهة‪.‬‬

‫غي أن ضعف الموارد الذاتية للجهة يجعل منها مجالس منتخبة فارغة المضمون‪،‬‬
‫ر‬
‫ذلك أن توسيع االختصاصات القانونية للجهات‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إىل ذلك‪ ،‬لم توازيه ف‬
‫المقابل إصالحات مالية مهمة‪ ،‬تغىط هذه االختصاصات وتسعفها ف القيام بتنفيذ برامجها‬
‫التنموية‪ ،236‬فشح الموارد الذاتية للجهة يجعل منها وحدة ترابية تعيش واقعا ماليا ال تستطع‬
‫من خالله تلبية حاجيات الساكنة من مشاري ع اجتماعية واقتصادية‪.‬‬

‫ميانية‬
‫فإذا كان االستقالل الماىل يوخ بالرصورة بوجود مالية محلية مبنية عىل ر‬
‫مستقلة ووجود موارد مالية خاصة ومستقلة عن الموارد العمومية‪ ،‬فإن التجسيد العمىل‬

‫‪ 235‬أبو سالم عبد الحق‪ ،‬لحسن اعمرو‪ ،‬المخططات الجماعية للتنمية‪ :‬التجارب والدروس المستفادة من خالل حالة إقليم تاونات‪revu ،‬‬
‫‪Espace Géographie et société Marocaine N° 37/38, aout 2020 ,p :301.‬‬
‫‪ 236‬حراب مراد‪ ،‬الجهوية المتقدمة وسياسة إعداد الياب ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬جامعة القاض عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص‪.72:‬‬

‫‪94‬‬
‫والواقىع الستقاللية المخططات التنموية وتنفيذها يرتبط بالرصورة بمدى قدرة الجماعات‬
‫اليابية وف مقدمتها الجهات عىل تحقيق استقالليتها المالية بمواردها الذاتية الخاصة‪.237‬‬

‫المال الجهوي عىل التامج التنموية‬


‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬ر‬
‫تأثت ضعف مردودية اإلنفاق‬

‫إن المشكل الذي يعاب منه النظام الماىل الجهوي هو كون أن هناك جهات تتوفر عىل‬
‫إمكانات مالية مهمة‪ ،‬وجهات أخرى تفتقر إىل ذلك‪ .‬فحجم مداخيل الجهة هو الذي يحدد‬
‫مدى استقاللها الماىل ف بلورة المشاري ع التنموية‪ .‬ألن ضعف االستقالل الماىل للجهات‬
‫األخية ف اتخاذ سياسات تنموية سواء كانت اقتصادية أو‬
‫ر‬ ‫سينعكس حتما عىل قدرة هذه‬
‫اجتماعية أو ثقافية‪ .‬خصوصا ف ظل توسيع اختصاصاتها‪.238‬‬

‫وعىل هذا األساس يجب فرض رسوم جديدة ترتبط بخصوصيات كل جهة عىل حدة‬
‫التجهيات األساسية الكيى وتخصيص حصة للجهات من الرصيبة عىل القيمة‬
‫ر‬ ‫من حيث‬
‫تسييية وليست استثمارية تمول مشاري ع‬
‫ر‬ ‫ميانية‬ ‫المضافة‪ ،239‬وإال ستظل ر‬
‫ميانية الجهة ر‬
‫مهمة ترجع بالنفع عىل السياسات التنموية ف إطار التنافسية اليابية قصد تحقيق‬
‫التنمية‪.240‬‬

‫لميانيات الجهات يبق‬


‫وتجدر اإلشارة إىل أنه ف ظل ضعف التمويل الجباب المحىل ر‬
‫التمويل المركزي ضمانة قانونية وواقعية لالستقالل الماىل لها واساسا محاسبيا لتوازنات‬
‫ميانياتها ودعما لها عىل تنفيذ مشاريعها التنموية‪ ،241‬لكن بالرغم من ذلك‪ ،‬يظل مستوى‬
‫ر‬
‫تنمية الجهات بصفة عامة ر‬
‫مشوطا بالجاذبية المجالية لالستثمار الخاص‪ ،‬الذي يمكن ف‬
‫وتوفي المداخيل وخلق فرص الشغل‪ ،‬والحال أن‬
‫ر‬ ‫نهاية المطاف من خلق القيمة المضافة‬

‫‪ 237‬بلحجام لمياء‪ ،‬التخطيط االسياتيج والتنمية المحلية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2010-2011‬ص‪.101-102:‬‬
‫‪238‬عاجل ياش‪ ،‬معيقات التنمية الجهوية ورهان النموذج التنموي الجديد بالمغرب‪ ،‬ضمن مؤلف جماع النموذج التنموي الجديد‪ :‬قراءة ف‬
‫السياق وسؤال التنمية بالمغرب؟ منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬المطبعة‪ ،‬دار القلم للطباعة‪ ،‬السنة ‪ 2020‬ص‪.189 :‬‬
‫لمشوع الجهوية الموسعة ‪-‬الواقع واآلفاق‪ -‬المجلة المغربية للمالية العمومية‪ ،‬العدد ‪،2012 ،2‬‬‫‪ 239‬أبا سيدي الهاشم‪ ،‬الجوانب المالية ر‬
‫ص‪.33:‬‬
‫‪ 240‬عاجل ياش‪ ،‬معيقات التنمية الجهوية ورهان النموذج التنموي الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.189 :‬‬
‫‪ 241‬أشمالل محمد‪ ،‬التمويل الجباب ر‬
‫لميانيات الجماعات اليابية بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية للمالية العمومية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬مطبعة البالبل البطحاء‪-‬‬
‫فاس‪ ،‬السنة ‪ ،2014‬ص‪.87:‬‬

‫‪95‬‬
‫التوزي ع المجاىل للمقاوالت يدل عىل فوارق صارخة ربي الجهات‪ .‬فق نهاية سنة ‪،2017‬‬
‫كانت ‪ 3‬جهات من أصل ‪ 12‬تستأثر ب ‪ 55%‬من المقاوالت ف المغرب‪ .‬مما يؤثر سلبا عىل‬
‫األخية تعاب من ضعف‬
‫ر‬ ‫النمو والتشغيل بالجهات األقل جاذبية‪ ،‬حيث ما فتئت هذه‬
‫مواردها الرصيبية‪ ،‬نظرا لضيق القاعدة الرصيبية المحلية‪ ،‬وبالتاىل تستمر ف تبعيتها القوية‬
‫للتحويالت المالية القادمة من اإلدارة المركزية‪.242‬‬

‫‪242‬التقرير السنوي للمجلس االقتصادي واالجتماع والبيت لسنة ‪ ،2017‬ص‪.129:‬‬

‫‪96‬‬
‫الثاب‪ :‬واقع وأفاق تمويل التامج التنموية لمجالس الجهات‬
‫ي‬ ‫المبحث‬

‫عىل الرغم مما جاءت به المقتضيات الدستورية والتنظيمية الحالية من تكريس آليات‬
‫العمل المؤطر والمعقلن للجهات من أجل الرفع من قدراتها المالية وجودة أدائها التنموي‪،‬‬
‫إال أن تجربة التخطيط الياب بمختلف ابعاده ظلت رهينة عدة صعوبات مالية‪ ،‬خصوصا‬
‫فيما يتعلق بطرق تمويل برامج التنمية الجهوية‪ .‬بل إن صيغة برنامج تحيل عىل معت أضعف‬
‫من حيث الحمولة الشكلية والجوهرية مقارنة بلفظ المخطط الذي ينطوي عىل معت ادق‬
‫واوسع من الينامج‪.‬‬

‫غي أنه بغض النظر عن التسمية إن كانت مخططا أم برنامجا‪ ،‬فإن الجانب الماىل هو‬
‫ر‬
‫المتحكم ف نجاح أو فشل سياسة التخطيط عموما‪ ،‬فمدام أن المال هو عصب الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬فال يمكن الحديث عن تنمية مستدامة ومندمجة ف‬
‫ظل الحدود الت تعيي مصادر التمويل الجهوي‪ .‬كما أنه من الصعب إيجاد عوامل التكامل‬
‫واالنسجام ربي تدخالت الجماعات اليابية وباف رشكائها ف إطار العمل المشيك الذي‬
‫تفرضه المشاري ع واليامج التنموية الت تتعدى المستوى الياب المحدد لها خصوصا عندما‬
‫تصل إىل مرحلة التمويل وما يرتبط بها من إسقاطات مالية تحدد حجم المساهمات المالية‬
‫لكل طرف من األطراف المعنية‪.243‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن هذا المبحث سيتم تناوله من خالل تقديم قراءة ف واقع تمويل‬
‫اليامج التنموية لمجالس بعض الجهات (المطلب األول) عىل أساس أن يتم بعد ذلك‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫التطرق آلليات تطوير سياسة التخطيط الجهوي (المطلب‬

‫‪ 243‬المرابط خالد‪ ،‬إشكالية تمويل اليامج التنموية للجماعات اليابية بجهة الرباط سال القنيطرة نموذجا‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول‪" :‬اليامج‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪ -‬مكناس ومؤسسة هانززايدل األلمانية‬ ‫التنموية للجماعات اليابية ربي مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬ص‪.159-157:‬‬

‫‪97‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قراءة يف واقع تمويل التامج التنموية لمجالس بعض الجهات‬

‫من أجل إعطاء المعطيات الواردة ف هذا البحث قيمتها العلمية سيتم اعتماد بعض‬
‫نماذج برامج التنمية الجهوية الت ستمكن القارئ من الوقوف عىل الجانب العمىل والتطبيق‬
‫لهذه اليامج من خالل تقديم قراءة ف مختلف المعلومات والبيانات الواردة فيها والت تحتاج‬
‫إىل استدالل موضوع معزز باألرقام والتواري خ‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق سيتم إبراز إشكالية التمويل الت تحد من تنفيذ اليامج التنموية عىل‬
‫صعيد الجهات سواء تعلق ذلك بالموارد الذاتية للجهة أو بالموارد الخارجية‪.‬‬

‫وعىل هذا األساس سيتم تسليط الضوء عىل برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬‬
‫الثاب) لينامج التنمية‬
‫ي‬ ‫سال‪-‬القنيطرة ف (الفرع األول) عىل أساس أن يخصص (الفرع‬
‫الجهتي هو أن إحداهما تتوفر عىل واجهة‬
‫ر‬ ‫الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬ومرد اختيار هذين‬
‫حي أن األخرى (جهة فاس‪-‬مكناس) تفتقر إىل ذلك‬
‫بحرية (جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة) ف ر‬
‫وبالتاىل‪ ،‬فه ال تستفيد من الرسم عىل الخدمات المقدمة بالمواب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقييم برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬

‫متميا للتنمية‪ ،‬وقد بوأها دستور المملكة مكانة‬


‫ر‬ ‫تعتي الجهة فضاء سوسيو اقتصاديا‬
‫الصدارة خاصة كمؤسسة أساسية للحكامة المحلية‪ ،244‬وهكذا يعتي التخطيط الياب بمثابة‬
‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والشاكة ربي الجماعات اليابية وباف‬ ‫إطار مالئم لتقوية عامىل التنسيق‬
‫واالجتماعيي‪ ،‬حيث تعد الجهات مجاال خصبا لتطوير اسياتيجية التنمية‬
‫ر‬ ‫االقتصاديي‬
‫ر‬
‫االقتصادية وسياسة إعداد الياب‪ ،‬إذ ألزم القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬مجلس‬
‫الجهة بأن يضع تحت رإشاف رئيس مجلسها خالل السنة األوىل من مدة انتداب المجلس‪،‬‬
‫برنامج التنمية الجهوية وتعمل عىل تتبعه وتحيينه وتقييمه‪ ،‬كما يجب أن يضع الينامج‬

‫‪244‬المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بالرباط حول مونوغرافية جهة الرباط‪-‬سال‪-‬زمور ر‬
‫زعي ‪ ،2015‬ص‪.16:‬‬

‫‪98‬‬
‫تشخيصا لياب الجهة من خالل الوقوف عىل نقط القوة الت تتمتع بها الجهة وكذا نقط‬
‫الضعف الت تعيي ها‪.245‬‬

‫وف محاولة لتقييم واقع تمويل برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬
‫سيتم بداية التعريف بتنظيمها اإلداري‪ ،‬حيث تقع جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ف الشمال‬
‫الغرب للمملكة المغربية‪ ،‬وتمتد عىل مساحة تبلغ ‪ 17570‬كلم مرب ع‪ ،‬تحدها شماال جهة‬
‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬ر‬
‫وشقا جهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬وغربا المحيط األطلش‪ ،‬ومن الجنوب‬
‫ر‬
‫الشف جهة بت مالل‪-‬خنيفرة‪ ،‬ومن الجنوب الغرب جهة الدار البيضاء الكيى‪.‬‬

‫والصخيات تمارة) و‪4‬‬


‫ر‬ ‫تنقسم جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة إىل ‪ 3‬عماالت (الرباط‪ ،‬سال‪،‬‬
‫أقاليم وه‪ :‬القنيطرة‪ ،‬سيدي قاسم‪ ،‬سيدي سليمان‪ ،‬والخميسات‪ .‬وتضم ‪ 114‬جماعة (‪23‬‬
‫حرصية و‪ 91‬قروية)‪.‬‬

‫تشكل جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة المركز السياس واإلداري للمملكة الذي يضم‬


‫مجموعة من المنشآت والهيئات وعىل رأسها‪ :‬القرص الملك والمؤسسات الحكومية‬
‫والسفارات‪ .‬ناهيك عن المباب التاريخية المتعددة‪ ،‬وتعتي أيضا جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬
‫ثالث قطب اقتصادي بالمغرب‪ ،‬ومن ربي الجهات الغنية للمملكة‪ ،‬حيث تساهم ب ‪%16‬‬
‫ف الناتج الداخىل الخام‪ ،‬باإلضافة للوظيفة السياسية واإلدارية والدبلوماسية الت تعىط‬
‫للجهة إشعاعا وطنيا‪ ،‬كما تتوفر الجهة عىل إمكانات صناعية مهمة خاصة بعمالت سال‬
‫والقنيطرة وإمكانات فالحية ف الخميسات وسيدي سليمان‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪Abderrahim LAMTOUNI, la convergence le chainon manquant des politiques territoriales, ouvrage collectif,‬‬
‫‪acte de colloque scientifique sous thème : les programmes de développement des collectivités territoriales‬‬
‫‪entre les exigences du texte et les contraintes de réalité : organisé, en partenariat avec la région de Fès Meknès‬‬
‫‪et la fondation allemande hanns seidel à Meknès le 31 janvier et le 1 février 2020, publication de centre‬‬
‫‪d’étude en gouvernance et développement territorial, p :24.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفلي‬
‫تتمي جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة بغابات هائلة تتشكل أساسا من أشجار ر‬
‫كما ر‬
‫والفلي ف العالم‪ ،‬حيث‬
‫ر‬ ‫وتمثل إمكانات بيئية مهمة (غابة المعمورة ه أكي غابة للبلوط‬
‫تبلغ مساحتها ‪ 6000‬هكتار)‪.246‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ ،247111.14‬وكذلك المرسوم‬


‫المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية‪ ،248‬تم وضع برنامج التنمية الجهوية‬
‫لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬حيث تضمن ‪ 80‬برنامجا‪ .‬وقد تم إعطاء انطالقة أشغال إعداد‬
‫برنامج التنمية الجهوية يوم الخميس ‪ 31‬مارس ‪ ،2016‬وتمت المصادقة عليه ف دورة‬
‫يوليوز ‪.2017‬‬

‫وقد ساهم ف إعداد هذا الينامج أزيد من ‪ 600‬مشارك ومشاركة يمثلون مختلف‬
‫المؤسساتيي الذين ساهموا ف عملية تشخيص حاجيات السكان‪ ،‬حيث تم تنظيم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشكاء‬
‫سبع ورشات موضوعاتية وترابية بعماالت وأقاليم الجهة بحضور رؤساء وأعضاء مجالس‬
‫وممثلي عن المصالح الالممركزة ومنظمات المجتمع المدب تمحورت‬
‫ر‬ ‫العماالت واألقاليم‬
‫وتدبي المخاطر‪.‬‬
‫ر‬ ‫حول الجاذبية واالشعاع وريادة االعمال واالبتكار واالقتصاد القروي والبيئة‬

‫وقد أفرزت مرحلة التشخيص التشارك عن ثالثة محاور أساسية‪ ،‬منها المحور‬
‫تمكي الجميع من فرص متساوية للنجاح وتحقيق حياة أفضل‪ ،‬والمحور‬
‫ر‬ ‫االجتماع وي هم‬
‫المجاىل وي هم بناء تنمية مستدامة ومتوازنة ومتناسقة بكافة انحاء الجهة‪ ،‬والمحور‬
‫االقتصادي ويقوم عىل تحرير الطاقات والقدرات للنهوض باالقتصاد‪.‬‬

‫وهكذا تم برمجت مجموعة من المشاري ع عىل مستوى برنامج التنمية بجهة الرباط‪-‬‬
‫للتمي لفائدة‬
‫ر‬ ‫سال‪-‬القنيطرة من بينها‪ :‬اليامج الجهوية لمحاربة االمية‪ ،‬إحداث منحة جهوية‬

‫‪ 246‬للمزيد من المعلومات واألرقام يمكن الرجوع إىل التقرير اإلحصاب السنوي ‪ 2016‬لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬للمندوبية الجهوية للتخطيط‬
‫بالرباط‪ ،‬وكذا مونوغرافية جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة الصادرة عن المديرية العامة للجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ 247‬تنص المادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬عىل ما يىل‪" :‬يضع مجلس الجهة‪ ،‬تحت رإشاف رئيس مجلسها خالل السنة‬
‫األوىل من مدة انتداب المجلس‪ ،‬برنامج التنمية الجهوية وتعمل عىل تتبعه وتحيينه وتقييمه‪."...‬‬
‫‪248‬يتعلق األمر بالمرسوم رقم ‪ 2.16.299‬الصادر بتاري خ ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه‬
‫وتقييمه‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫تجهي ‪ 300‬قسم للتعليم‬
‫ر‬ ‫تحسي النقل المدرس‪،‬‬
‫ر‬ ‫التلميذات والتالميذ‪ ،‬المساهمة ف‬
‫وتجهي المؤسسات الصحية‪ ،‬تطوير‬
‫ر‬ ‫االوىل‪ ،‬تعزيز العرض الصج اإلقليم‪ ،‬إعادة تأهيل‬
‫وتدبي منيهات جهوية‪ ،‬وتعزيز‬
‫ر‬ ‫وإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية‪ ،‬إنشاء وتطوير‬
‫التظاهرات الثقافية‪...249‬‬

‫وف ضوء هذه المعطيات سيتم عرض حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة‬
‫الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (الفقرة األول) قبل التطرق إىل إكراهات تمويله ف (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬

‫ر‬
‫المشع حاول تعزيز المقاربات الشاملة ف إعداد وتنفيذ‬ ‫تجب اإلشارة بداية إىل أن‬
‫المشاري ع االستثمارية من خالل عدد من التقنيات المالية والمحاسبية الت تؤطر أداء‬
‫الجماعات اليابية بهذا الخصوص‪ .‬ولعل اعتماد اليمجة الثالثية السنوات كأساس ف إعداد‬
‫الميانيات السنوية كإجراء ماىل‪ ،‬والتنصيص عىل اعتماد هذه اليمجة أيضا خالل مرحلة‬
‫ر‬
‫تنفيذ برامج الجماعات اليابية كإطار عام للتخطيط‪ ،‬يعكس الرغبة ف خلق االنسجام ربي‬
‫تدبيي وما هو ماىل‪ ،250‬وبذلك قضت المادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم‬
‫ما هو ر‬
‫‪ " 111.14‬يجب أن يتضمن برنامج التنمية الجهوية تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجهة‬
‫وتحديدا ألولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األوىل وأن‬
‫بعي االعتبار مقاربة النوع"‪ .‬نفس المضمون أكدت عليه المادة ‪ " 197‬ر‬
‫يتعي إعداد‬ ‫يأخذ ر‬
‫الميانية عىل أساس برمجة تمتد عىل ثالث سنوات لمجموع موارد وتكاليف الجهة طبقا‬
‫ر‬
‫وتحي هذه اليمجة كل سنة لمالءمتها مع تطور الموارد‬
‫ر‬ ‫لينامج التنمية الجهوية‪،‬‬
‫والتكاليف"‪ .‬وهو األمر الذي تضمنته المراسيم التطبيقية المتعلقة ببعض المقتضيات‬
‫الواردة ف هذا الخصوص‪.251‬‬

‫‪ 249‬برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬يونيو ‪ ،2017‬ص‪21-19:‬‬


‫‪ 250‬المرابط خالد‪ ،‬إشكالية تمويل اليامج التنموية للجماعات اليابية بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة نموذجا‪ ،‬ص‪.169:‬‬
‫‪ 251‬المرسوم رقم ‪ 2.16.305‬المتعلق بتحديد مسطرة وآجال اليمجة الممتدة عىل ثالث السنوات الخاصة ر‬
‫بميانية الجهة‪ ،‬وكيفيات إعدادها‬
‫الصادر ف ‪ 23‬من رمضان ‪ 29( 1437‬يونيو ‪ ،)2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،6482‬بتاري خ ‪ 9‬شوال ‪ 14( 1437‬يونيو ‪.)2016‬‬

‫‪101‬‬
‫المحليي هو‬
‫ر‬ ‫وهكذا يبدو أن أوىل التحديات المالية الت تقع عىل عاتق المدبرين‬
‫الميانية‪ ،252‬فكما هو‬
‫تحقيق التوازن ربي اليمجة المالية المتعددة السنوات ومبدأ سنوية ر‬
‫الميانية ابتداء من فاتح يناير وتنته ف ‪ 31‬دجني عمال بمبدأ سنوية‬ ‫معلوم ر‬
‫يشع ف تنفيذ ر‬
‫ر‬
‫استشافية توقعية‬ ‫الميانية‪ .‬وبالنسبة لليمجة المتعددة السنوات فه عبارة عن رؤية‬
‫ر‬
‫لمسألة موارد وتكاليف الجهة لمدة ثالث سنوات وهو ما يطرح إشكالية مدى مالئمة هذه‬
‫اليمجة الممتدة عىل ثالث سنوات مع مبدأ السنوية ف انسجام مع تطورات الظرفية‬
‫االقتصادية واالجتماعية للجهة؟‬

‫وتعتي الوضعية المالية للجماعات اليابية محددا رئيسيا لتحديد القدرات التمويلية‬
‫فميانية االستثمار بمختلف‬
‫الكفيلة بمنح صالحية برمجة مشاري ع تنموية بيابها‪ ،‬لذا ر‬
‫أصنافها الميمجة وكذا الفوائض المتبقية عن الجزء األول‪ ،‬ه من يعكس حجم وأهمية‬
‫االستثمار أو تواضعه بالنسبة لجماعة ترابية ما‪.253‬‬

‫وف هذا االطار بلغت حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬‬
‫القنيطرة الذي صادق عليه المجلس خالل أشغال دورته العادية لشهر يوليوز ‪ ،2017‬إىل‬
‫تعبئة ‪ 37.1‬مليار درهم من حجم االستثمار اإلجماىل البالغ ‪ 47.09‬مليار درهم‪ ،‬حيث بلغت‬
‫نسبة مساهمة مجلس الجهة ‪ %97‬من خالل تخصيصه ‪ 4.2‬مليار درهم من موارده الذاتية‬
‫من أصل ‪ 4.3‬مليار درهم ضمن ‪ 5.5‬مليار درهم مجموع المساهمة االجمالية لتمويل‬
‫مشاري ع برنامج التنمية الجهوية‪ ،254‬حيث سجلت حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية‬
‫االثني ‪ 1‬مارس ‪ ،2021‬إىل االنتهاء من‬
‫ر‬ ‫خالل الدورة العادية للمجلس المنعقدة بالرباط يوم‬
‫حي ‪ 159‬ر‬
‫مشوعا ف طور الدراسة‪.‬‬ ‫مشوعا‪ ،‬و‪ 523‬ر‬
‫مشوعا ف طور اإلنجاز‪ ،‬ف ر‬ ‫إنجاز ‪ 532‬ر‬

‫ويتضمن برنامج التنمية الجهوية ‪ 79‬برنامجا موزعا عىل ثالث محاور اسياتيجية و‪ 9‬أوراش‬

‫‪ 252‬المرابط خالد‪ ،‬إشكالية تمويل اليامج التنموية للجماعات اليابية بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة نموذجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ 253‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.171:‬‬
‫‪ 254‬الغرفاوي عزيزة‪ ،‬تنفيذ برنامج التنمية الجهوية بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬مقال منشور عىل الموقع االلكيوب التاىل‪:‬‬
‫‪ https://assahraa.ma/web/2021/154180‬تم االطالع عليه بتاري خ ‪ 26‬شتني ‪ 2021‬عىل الساعة ‪23:08‬‬

‫‪102‬‬
‫تم فيها االنتهاء من ‪ 27‬برنامجا و‪ 30‬برنامجا ف المرحلة النهائية لإلنجاز وتم بذل مجهودات‬
‫معتية ف شأن ‪ 15‬برنامجا بينما تعذر تنفيذ ‪ 7‬برامج‪.255‬‬

‫وتتوزع ‪ 79‬برنامجا والمتضمنة ل ‪ 1214‬ر‬


‫مشوعا عىل الشكل التاىل‪ 94 :‬بعمالة الرباط‪،‬‬
‫الصخيات تمارة‪ ،‬و‪ 232‬بإقليم القنيطرة‪ ،‬و‪ 111‬بإقليم‬
‫ر‬ ‫و‪ 115‬بعمالة سال‪ ،‬و‪ 215‬بعمالة‬
‫سيدي سليمان‪ ،‬و‪ 147‬بإقليم سيدي قاسم‪ ،‬و‪ 284‬بإقليم الخميسات‪.‬‬

‫وهكذا يالحظ عىل مستوى مجالس الجماعات اليابية بجهة‪-‬الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة أن‬


‫بعض الجماعات المتواجدة بياب هذه الجهة قد حققت فائضا صافيا مهما استطاعت من‬
‫خالله تحقيق نتائج مالية إيجابية‪ ،‬فجماعة سال عىل سبيل المثال بناء عىل خالصات تحليل‬
‫األخية يتضح أنها قد حققت فوائض جيدة قدر مجموعها ب‬
‫ر‬ ‫ماليتها للسنوات‬
‫التجهي سنة ‪،2017‬‬
‫ر‬ ‫ميانية‬
‫‪ 408.500.000‬درهم (منها مبلغ ‪ 258.020.488‬درهم عن ر‬
‫ومبلغ ‪ 150.000.000‬درهم كمبلغ إجماىل للفوائض الصافية بالنسبة لسنوات ‪-2018‬‬
‫‪.2562019-2020‬وهو ما انعكس عىل عدد المشاري ع الميمجة والمنجزة عن ر‬
‫الميانيات‬
‫السنوية لجماعة سال‪ ،‬والت تقاطعت ف جزء منها مع برنامجها التنموي لسنة ‪ 2019‬عىل‬
‫وجه الخصوص‪ .‬فحالة جماعة سال‪ ،‬ر‬
‫تبي نوع من التقارب والموضوعية ف تمويل المشاري ع‬
‫االستثمارية الميمجة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إكراهات تمويل برنامج التنمية الجهوية بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬

‫األخية ارتفاعا ملحوظا انتقلت من ‪ 5‬مليار‬


‫ر‬ ‫عرفت إيرادات الجماعات اليابية ف العقود‬
‫درهم سنة ‪ 1988‬إىل أزيد من ‪ 36.6‬مليار سنة ‪ ،2572013‬ف ر‬
‫حي قدرت ف سنة ‪ 2016‬ب‬

‫‪ 255‬تقرير إخباري عن حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية خالل دورب أكتوبر ‪ 2020‬ومارس ‪ 2021‬عىل الموقع التاىل‪:‬‬
‫‪ http://www.pjd.ma/node/77097‬تاري خ االطالع عليه‪ 2 ،‬أكتوبر ‪ 2021‬عىل الساعة ‪.14:46‬‬
‫‪ 256‬المصدر‪ :‬برنامج عمل جماعة سال برسم سنة ‪.2023-2018‬‬
‫‪ 257‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات لسنة ‪.2013‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ 37‬مليار درهم بارتفاع نسبته ‪ %3.5‬مقارنة مع ‪ 2015‬منها ‪ 29‬مليار عبارة عن موارد جبائية‬
‫أي ما يعادل نسبة ‪ %80‬من مجموع الموارد‪.258‬‬

‫تدبي مالية الجماعات اليابية بالرغم من هذا التطور ف المداخيل‬


‫إال أن المتتبع لواقع ر‬
‫التدبي الماىل‬
‫ر‬ ‫يالحظ أنها التزال تواجه عراقيل وصعوبات تحول دون بلوغها إىل مستوى‬
‫الناجع الذي من شأنه تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬أضف إىل ذلك‬
‫محدودية اليامج المتعددة السنوات بالرغم من تنصيص ر‬
‫المشع عليها قانونا وبالرغم من‬
‫أهميتها ف تييل المخططات التنموية الجهوية‪.‬‬

‫وعىل الرغم من أن جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة تعتي من ربي الجهات الغنية للمملكة‬


‫إىل جانب جهة الدار البيضاء‪-‬سطات وجهة طنجة‪-‬تطوان وجهة مراكش‪-‬أسق إذ تمثل هذه‬
‫الجهات ‪ %63.8‬من الناتج الداخىل الخام‪ ،‬مقابل ‪ %47.4‬ف التقطيع الجهوي القديم‪،259‬‬
‫التدبي المعتمد وحدوده‪ ،‬فأغلب‬
‫ر‬ ‫إال أنه يمكن القول أن جانب التمويل يجعلنا ندرك حقيقة‬
‫الجماعات اليابية ومن بينها جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة تفتقد إىل روح العمل الجاد ليمجة‬
‫وتمويل المشاري ع التنموية‪ ،‬لكون مركز اهتمام المدبرين عىل مستوى هيئاتهم لهم تصورات‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫مشتتة للتنمية‪ ،‬ولكون أغلب االختصاصات المخولة لها تفتقد إىل االنسجام‪ .‬كما أن‬
‫رهي الموارد المحولة من الدولة‪ ،‬وهو ما يجعلها تركن إىل توزي ع أغلب مواردها‬
‫الماىل الياب ر‬
‫بالتسيي‪ .‬وبذلك فه ال‬
‫ر‬ ‫الذاتية وتلك المحولة لتغطية أغلب المصاريف العادية المتعلقة‬
‫والتجهي‪ ،‬والت‬
‫ر‬ ‫ميانية االستثمار‬
‫تدخر الجهد الكاف لتعزيز قدراتها التمويلية بقصد تغطية ر‬
‫التعبي الجيد عن القيمة المضافة الت يمكن للمنتخب ان يقدمها للساكنة المحلية الت‬
‫ر‬ ‫ه‬
‫معي‪.260‬‬
‫لتدبي شؤونها عىل مستوى تراب ر‬
‫ر‬ ‫انتدبته‬

‫‪258‬‬
‫‪Bulletin mensuel de statiques des finances locales, Trésorerie générale du royaume, décembre 2016.‬‬
‫‪ 259‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماع والبيت حول متطلبات الجهوية المتقدمة وتحديات إدماج السياسات القطاعية‪ ،‬إحالة ذاتية رقم‬
‫‪ ،2016/22‬ص‪.74:‬‬
‫‪ 260‬المرابط خالد‪ ،‬إشكالية تمويل اليامج التنموية للجماعات اليابية بجهة الرباط سال القنيطرة نموذجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180-179:‬‬

‫‪104‬‬
‫ومن ربي إكراهات تمويل مخططات التنموية للجهات وف مقدمتها جهة الرباط‪-‬سال‪-‬‬
‫القنيطرة المساهمة المحدودة للجهات ف تمويل برامجها‪ ،‬حيث غالبا ما تساهم بنسب‬
‫الميانية العامة للدولة والصناديق‬
‫تياوح ما ربي ‪ 15%‬و‪ %25‬مقابل مساهمات أكي تأب من ر‬
‫الفاعلي من قطاعات وزارية وجماعات ترابية‪.‬‬
‫ر‬ ‫الخصوصية والمؤسسات العمومية‪ ،261‬وباف‬

‫الفرع األول‪ :‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‬

‫تمتد جهة فاس‪-‬مكناس عىل مساحة ‪ 40.075‬كلم مرب ع‪ ،‬ما يمثل ‪ 5.7‬من مجموع‬
‫مساحة المملكة‪ ،‬حيث تضم ‪ 4.24‬مليون نسمة (إحصاء ‪ ،)2014‬ما يمثل ‪ %12.5‬من‬
‫إجماىل عدد سكان المغرب (المرتبة الرابعة)‪ .‬تحد جهة فاس‪-‬مكناس شماال جهة طنجة‪-‬‬
‫تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬وجنوبا جهة بت مالل خنيفرة‪ ،‬وغربا جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬ر‬
‫وشقا‬
‫الجهة ر‬
‫الشقية‪.262‬‬

‫تتوفر الجهة عىل ثروات ومؤهالت طبيعية هامة (مدن تاريخية‪ ،‬عيون استشفائية‪،‬‬
‫موارد ما ئية‪ ،‬غابات)‪ ،‬كما يتواجد بها عدد مهم من المؤسسات الجامعية والمعاهد العليا‬
‫لتكوين وتأهيل الموارد ر‬
‫البشية‪.263‬‬

‫وهكذا طبقا للمادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪ ،111.14‬وكذلك المرسوم‬
‫المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬أطلق المجلس الجهوي لجهة فاس‪-‬‬
‫مكناس مسلسل إعداد برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ .‬وتمت المصادقة عليه‬
‫ف الدورة االستثنائية المنعقدة خالل شهر دجني ‪ ،2642017‬حيث حددت كلفته المالية ف‬
‫تحسي الحكامة اليابية وتحقيق التناسق واالنسجام ربي‬
‫ر‬ ‫‪ 33‬مليار درهم‪ ،‬ومن أهدافه‬
‫السياسات القطاعية واليامج الجهوية‪ ،‬وتحقيق االلتقائية مع مخططات وبرامج التنمية‬

‫‪ 261‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماع والبيت حول التوزي ع المجاىل لالستثمار العموم ف أفق الجهوية المتقدمة‪ ،‬ودور المراكز الجهوية‬
‫وتحسي مناخ االعمال عىل صعيد الجهة‪ ،‬إحالة رقم‬
‫ر‬ ‫لالستثمار ف إعداد وبلورة المخططات التنموية عىل الصعيد الجهوي وتعزيز االستثمار‬
‫‪ ،2015/17‬ص‪.15:‬‬
‫‪262‬‬
‫‪Monographie générale, la région de Fes-Meknes, ministère de l’intérieur, direction générale des collectivités‬‬
‫‪territoriales, 2015, p :2.‬‬
‫‪263‬كتيب تلخيض للتصميم الجهوي إلعداد الياب لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬منشور عىل الموقع التاىل‪http://www.region-fes- :‬‬
‫‪ .meknes.ma‬ص‪.10:‬‬
‫‪ 264‬خصص مجلس جهة فاس‪-‬مكناس دورة استثنائية انعقدت بتاري خ ‪ 28‬دجني ‪ 2017‬للمصادقة عىل برنامج التنمية الجهوية‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الت تعدها الدولة عىل المستوى الياب الجهوي‪ ،‬وإعداد أرضية لتفعيل آلية التعاقد ربي‬
‫الدولة ومجالس الجهات‪ ،‬والهدف الرئيش واالسياتيج للينامج هو تحويل الجهة إىل جهة‬
‫وتحسي األنشطة التقليدية ذات االفاق الواعدة ودعم‬
‫ر‬ ‫جذابة ومضيفة ومستقبلية‪ ،‬وتقوية‬
‫وتطوير األنشطة االقتصادية المهيكلة‪.265‬‬

‫وقد أوكلت دراسة وإنجاز هذا الينامج إىل مجموعة ‪ ،266 KPMG‬و‪ F. DEBBI‬حيث‬
‫أنه خالل مرحلة االعداد يمكن للجهات االستعانة بمكاتب دراسات دولية من أجل تشخيص‬
‫غي أن تنفيذ الينامج‬
‫الالزمتي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫وتحديد اإلمكانيات الت تتوفر عليها الجهة بالدقة والخية‬
‫الجهويي الذين‬
‫ر‬ ‫والمنتخبي‬
‫ر‬ ‫المسؤولي‬
‫ر‬ ‫أو الخطة الموضوعة يتوقف نجاحها أو فشلها عىل‬
‫تختارهم الساكنة‪.‬‬

‫وف إطار قيادة وتتبع برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬أجريت مشاورات‬
‫موسعة برئاسة المجلس‪ ،‬حيث عقدت اجتماعات مع لجنة القيادة‪ ،‬واجتماعات مع لجنة‬
‫الجهويي وأيضا‬
‫ر‬ ‫المتدخلي‬
‫ر‬ ‫التتبع‪ ،‬واجتماعات مع الهيئات االستشارية‪ ،‬واجتماعات مع‬
‫فرنسيي )‪.267 (val-de-loire‬‬
‫ر‬ ‫اجتماعات مع رشكاء‬

‫وعليه‪ ،‬سيتم ف هذا الفرع عرض حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬‬
‫مكناس (الفقرة األول) عىل أساس التطرق ف (الفقرة الثانية) إىل إكراهات تمويله‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية بجهة فاس‪-‬مكناس‬

‫تتوفر جهة فاس‪ -‬مكناس عىل مجموعة من الموارد المالية تتكون من موارد ذاتية‬
‫وأخرى منقولة من طرف الدولة‪ ،‬حيث تتحدد الموارد الذاتية ف الرصيبة عىل رخص الصيد‬
‫اليي والرصيبة عىل استغالل المعادن‪ .‬أما الموارد المنقولة من طرف الدولة إىل الجهات‬

‫‪ 265‬أنظر حصيلة إنجازات جهة فاس‪-‬مكناس ‪ 2018-2015‬عىل موقع ‪.http://www.region-fes-meknes.ma‬‬


‫‪ 266‬شبكة دولية لمكاتب التدقيق واالستشارة والخية المحاسباتية تمارس أنشطتها ف ‪ 154‬دولة حول العالم يوجد مقرها الرئيش بهوالندا‬
‫وأنشئت سنة ‪ 1987‬وتوظف ‪ 197263‬مستخدم حول العالم‪.‬‬
‫‪ 267‬جهة ف فرنسا تربطها اتفاقية تعاون ف ‪ 20‬أبريل ‪ 2016‬مع جهة فاس‪-‬مكناس تهم مجموعة من المجاالت ومن أهمها التخطيط والحكامة‬
‫المحلية والتعاون ف المجاالت السياحية والثقافية والشباب والحوار ربي الثقافات‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫فتمثل ‪ %5‬من حصيلة الرصيبة عىل ر‬
‫الشكات و‪ %5‬من حصيلة الرصيبة عىل الدخل و‪%20‬‬
‫الميانية‬
‫التأمي‪ ،‬باإلضافة إىل تحويل اعتمادات مالية من ر‬
‫ر‬ ‫من حصيلة الرسم عىل عقود‬
‫العامة للدولة‪.‬‬

‫وتماشيا مع ذلك عرفت الموارد المالية لجهة فاس‪-‬مكناس زيادة ملحوظة خالل الفية‬
‫الممتدة ما ربي ‪ 2016‬و‪ 2018‬وصلت إىل نسبة ‪ %30‬سنويا وهو ما يتضح من خالل الجدول‬
‫التاىل‪:‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬


‫‪719 680 000.00‬‬ ‫‪587 885 000.00‬‬ ‫‪394 153 286.00‬‬ ‫الجزء‬ ‫مداخيل‬
‫األول‬
‫‪180 680 000.00‬‬ ‫‪156305 000.00‬‬ ‫‪69 861 504.44‬‬ ‫نفقات الجزء األول‬
‫‪539 000 000.00‬‬ ‫‪431 580 000.00‬‬ ‫‪324 291 781.44‬‬ ‫الفائض العادي‬
‫المصدر‪ :‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬تقرير عن المرحلة األول‪ ،‬ص‪.169:‬‬

‫فمن خالل هذه األرقام يتضح أن تطور الموارد الذاتية لجهة فاس‪-‬مكناس قد ينعكس‬
‫ميانية الجهة‬
‫بشكل إيجاب عىل تنفيذ عدد من المشاري ع الميمجة والمنجزة عن طريق ر‬
‫والت تقاطعت ف جزء منها مع برنامجها التنموي‪.‬‬

‫وهكذا ف إطار تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس تم تحديد ما مجموعه‬
‫‪ 97‬ر‬
‫مشوعا بكلفة مالية تجاوزت ‪ 11.19‬مليار درهم‪ ،‬حيث ساهمت الجهة ف إطار تنفيذ‬
‫هذه المشاري ع بما مجموعه ‪ 3.7‬مليار درهم والت توزعت عىل مجموعة من المجاالت‬
‫كتحسي الجاذبية االقتصادية للمجاالت اليابية للجهة‪ ،‬والبحث العلم‪،‬‬
‫ر‬ ‫الرئيسية‬
‫وتثمي المجال الثقاف والمواقع‬
‫ر‬ ‫والتقليص من العجز االجتماع والتفاوتات اليابية‬
‫السياحية والمحافظة عىل الموارد الطبيعية وتطور انجاز المشاري ع الميمجة خالل سنة‬
‫‪ ،2019‬حيث وصل المبلغ اإلجماىل لمشاري ع االستثمارات ما يفوق ‪ 781‬مليون درهم‪.268‬‬

‫‪268‬أنظر التقرير االخباري لرئيس مجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد الدورة العادية بتاري خ ‪ 2‬مارس ‪ 2020‬عىل الموقع التاىل‪:‬‬
‫‪ ،http://www.region-fes-meknes.ma‬تاري خ االطالع ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2021‬عىل الساعة ‪.17:53‬‬

‫‪107‬‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن هذه المشاري ع ميمجة عىل وجه الخصوص ف عقد الينامج ربي‬
‫الدولة والجهة باعتباره عقدا تيمه الدولة مع المصالح الالممركزة أو الهيئات العمومية‬
‫األخرى كالجماعات اليابية والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬يتخذ شكل اتفاقية تحدد‬
‫بشكل دقيق وصارم االليامات المتبادلة ما ربي الدولة والجماعات اليابية أو المقاولة‬
‫العمومية المعنية‪ ،‬وتتعلق هذه االليامات أساسا باألهداف المتوخاة إنجازها والوسائل‬
‫الكفيلة لبلوغها خالل فية زمنية يحددها العقد ال تقل عن ثالث سنوات ف غالب‬
‫األحيان‪.269‬‬

‫وف هذا السياق صادق مجلس جهة فاس‪-‬مكناس لتنفيذ برنامج التنمية الجهوية خالل‬
‫دورته العادية لشهر يوليوز ‪ 2702020‬عىل العقد برنامج ربي الدولة والجهة من أجل تنفيذ‬
‫المشاري ع ذات األولوية ف برنامج التنمية الجهوية ‪ 2022-2020‬والمصادقة عىل االتفاقية‬
‫الخاصة المتعلقة بتطوير إنجاز الشطر األول للمنطقة اللوجيستيكية رأس الماء بالجهة‬
‫المندرجة ف إطار هذا العقد وكذا الدراسة والمصادقة عىل عقد القرض ربي الجهة‬
‫التجهيات‬
‫ر‬ ‫والمؤسسة المالية الدولة ‪ SFI‬فرع من البنك الدوىل من أجل تمويل بعض‬
‫لمواجهة آثار وباء كوفيد ‪ 19‬وتمويل إنجاز بعض الطرق القروية المندرجة ف إطار برنامج‬
‫التقليص من الفوارق المجالية واالجتماعية بالعالم القروي‪.271‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إكراهات تمويل مخطط التنمية الجهوية بجهة فاس‪-‬مكناس‬

‫عىل الرغم من أن جهة فاس‪-‬مكناس حققت بعض النتائج االيجابية فيما يتعلق بتمويل‬
‫برنامج التنمية الجهوية‪ ،‬كما سبقت اإلشارة سلفا‪ ،‬إال أن ذلك ال يعد كافيا لتنفيذ كل‬
‫وخي دليل عىل ذلك هو أن برنامج التنمية الجهوية لجهة‬
‫المشاري ع المسطرة ف الينامج ر‬
‫فاس‪-‬مكناس كان يتضمن ف البداية ‪ 197‬ر‬
‫مشوعا بغالف ماىل يناهز ‪ 33.8‬مليار درهم‪ ،‬لكن‬

‫‪ 269‬ديداح ادريس‪ ،‬عقود اليامج التنموية‪ :‬أسلوب تعاقدي متطور ربي الدولة والجهات‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول‪" :‬اليامج التنموية‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪ -‬مكناس ومؤسسة هانززايدل األلمانية بمكناس‬ ‫للجماعات اليابية ربي مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬الطبعة ‪ ،2020‬ص‪.102:‬‬
‫االثني ‪ 6‬يوليوز ‪ 2020‬بمقر مجلس جهة فاس‪-‬مكناس‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 270‬وه الدورة العادية المنعقدة يوم‬
‫‪ 271‬أنظر التقرير االخباري لرئيس مجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد اجتماع دورة ‪ 6‬يوليوز ‪ 2020‬لمجلس جهة فاس‪-‬مكناس عىل الموقع‬
‫التاىل‪ ،http://www.region-fes-meknes.ma :‬تاري خ االطالع ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2021‬عىل الساعة ‪.18:03‬‬

‫‪108‬‬
‫لم يتم تنفيذ إال ‪ 97‬ر‬
‫مشوعا بكلفة مالية بلغت ‪ 11.19‬مليار درهم‪ ،‬إذ أن الموارد المالية‬
‫كي عىل المشاري ع‬
‫للجهة ال تكق إلنجاز جميع المشاري ع المتضمنة ف الينامج وبالتاىل تم الي ر‬
‫التجهي‬
‫ر‬ ‫ذات األولوية‪ .272‬وقد تم اإلعالن ف حصيلة جهة فاس‪-‬مكناس أن حجم ر‬
‫ميانية‬
‫‪ 2016-2017-2018‬فيما يخص برنامج التنمية الجهوية بلغ ‪ 32‬مليون درهم مما يدل عىل‬
‫أن هناك تباطؤ ف إنجاز وتنفيذ المشاري ع بالجهة‪.‬‬

‫وأمام ضعف الموارد المالية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬فإن الجهة تلجأ إلبرام رشاكات مع‬
‫تحسي العرض المحىل وتشجيع‬
‫ر‬ ‫المتدخلي عىل مستوى تراب الجهة من أجل‬
‫ر‬ ‫مختلف‬
‫المستثمرين من أجل االستثمار واالستقرار بالجهة‪ ،‬حيث وصلت عدد االتفاقيات الخاصة‬
‫بتنفيذ اليامج والمشاري ع بجهة فاس‪-‬مكناس إىل ‪ 34‬اتفاقية بمبلغ إجماىل قدره‬
‫غي أنه بالرغم من هذه ر‬
‫الشاكات المهمة الت أبرمتها جهة‬ ‫‪ 5.682.000.000.00‬درهم‪ ،273‬ر‬
‫فاس‪-‬مكناس مع باف ر‬
‫الشكاء‪ ،‬فإنه يتضح من خالل تحليل مالية جهة فاس‪-‬مكناس أن هذا‬
‫المصدر الممول يضل حجمه ف مستوى جد محدود‪ ،‬حيث لم تستفد جهة فاس‪-‬مكناس‬
‫بالشكل الكاف من آليات ر‬
‫الشاكة والتعاون لمجموعة من األسباب أبرزها االعتماد عىل‬
‫المتدخلي‪ ،‬ونقص الخيات ف‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشاكات كرافعة بالنسبة للمشاري ع الت تستوجب تعدد‬
‫الشكاء ف إطار اتفاقيات "مساعدة صاحب ر‬
‫مشوع" ‪Assistance à maitrise‬‬ ‫اقناع ر‬

‫‪ d’ouvrage‬واالستعمال المشيك ‪ mutualisation‬للموارد الرصورية إلنجاز المشاري ع‬


‫الفاعلي‪.274‬‬
‫ر‬ ‫ذات النفع المشيك مع باف‬

‫وتجدر اإلشارة إىل أن المستويات اليابية المتواجدة بجهة فاس‪-‬مكناس يالحظ عىل‬
‫بميانياتها‪ ،‬فعىل سبيل المثال بلغت نسبة‬
‫أنها بدورها تعرف عجزا ملحوظا فيما يتعلق ر‬
‫ميانية إقليم صفرو برسم سنة ‪ 2019‬إىل ‪ 10.406.000.00‬مليون درهم‪ ،‬حيث‬
‫العجز ف ر‬
‫حي وصلت المصاريف إىل‬
‫وصلت المداخيل إىل ‪ 30.774.000.00‬مليون درهم ف ر‬

‫‪ 272‬تمت اإلشارة إىل هذه النقطة ف مقابلة أجريناها مع موظف بالمديرية العامة للمصالح جهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬يومه الجمعة ‪ 18‬مارس ‪.2021‬‬
‫‪273‬المصدر‪ :‬التقرير االخباري لمجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد دورة أكتوبر ‪ ،2020‬عىل الموقع التاىل‪http://www.region-fes- :‬‬
‫‪.meknes.ma‬‬
‫‪ 274‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬تقرير عن المرحلة األوىل‪ ،‬ص‪.176-170 :‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ 41.180.000.00‬مليون درهم‪ ،275‬فالعجز الماىل عن تمويل ر‬
‫السي العادي للجماعات يؤدي‬
‫إىل االرتباط بالتمويل المركزي‪ ،‬والتدخل المركزي للسلطات المركزية يكون ف أغلب الحاالت‬
‫التأثي والتوجيه‪ ،‬أو ف التحكم ف النشاط الماىل الياب‪ ،276‬ر‬
‫الشء الذي يجعل‬ ‫ر‬ ‫مقينا بنوع من‬
‫إقبال الجماعات عىل التخطيط ضعيفا‪ ،‬بسبب أنها تنه السنة المالية بعجوزات مالية‬
‫تحول دون تمكينها من القروض‪.277‬‬

‫التسيي‬
‫ر‬ ‫وف نفس السياق عرفت جماعة تمزكانة القروية بإقليم تاونات هيمنة نفقات‬
‫التسيي برسم سنة ‪ 2016‬فيما يتعلق بنفقات‬
‫ر‬ ‫عىل نفقات االستثمار‪ ،‬حيث بلغت مصاريف‬
‫الموظفي إىل ‪ 3.14‬مليون درهم أي ما يماثل نسبة ‪ %75‬وتكاليف الخدمات ‪ 1.05‬مليون‬
‫ر‬
‫درهم أي ما يماثل نسبة ‪ .%25‬ف ر‬
‫حي أن نفقات االستثمار بالجماعة ال تتجاوز ‪ %26‬من‬
‫غي أنه ف سنة ‪ 2016‬انخفضت‬
‫مجموع نفقات الجماعة كأعىل نسبة سجلت خالل ‪ ،2013‬ر‬
‫حت ‪ ،278%20‬فهذه األرقام تعتي ضعيفة وال يمكن أن تحقق ما تطمح إليه الجماعة من‬
‫مشاري ع وبرامج تستجيب لتطلعات الساكنة األمر الذي يجعلها ف بحث دائم عن رشكاء‬
‫لتنفيذ وتمويل برنامج عملها‪ ،279‬أمام هذه التحديات التنموية الت تعيشها الجماعة‪.‬‬

‫عموما يمكن القول بأن تنفيذ مخططات التنمية لمجالس الجهات يعاب من إشكالية‬
‫كيى عىل مستوى التمويل بسبب ضعف الموارد الذاتية للجهة‪ ،‬وصعوبة التحصيل‬
‫ومعضلة الباف استخالصه‪ ،‬واختالل التوزان الجباب ربي الجهات‪ ،‬وتعقد مسطرة االقياض‬
‫مضامي الينامج وتحقيق أهدافه التنموية صعبة المنال‪.‬‬
‫ر‬ ‫الذي يجعل تنفيذ‬

‫الميانية اإلقليمية لصفرو برسم السنة المالية ‪ ،2019‬ص‪.11:‬‬


‫مشوع ر‬ ‫‪ 275‬ر‬
‫ر‬
‫‪ 276‬اشمالل محمد‪ ،‬واقع النظام الجباب المحىل بالمغرب وشوط تأهيله‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪.79:‬‬
‫‪ 277‬امغبل حميد‪ ،‬برنامج عمل الجماعة ودوره ف تحقيق التنمية اليابية ‪-‬جماعة صفرو نموذجا‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪.122:‬‬
‫‪ 278‬المصدر‪ :‬برنامج عمل جماعة تمزكانة ‪.2022-2017‬‬
‫‪ 279‬هذا ما أكده لنا مدير المصالح بجماعة تمزكانة ف مقابلة أجريناها معه يومه الخميس ‪ 26‬غشت ‪ ،2021‬حيث ضح بأن موارد جماعة‬
‫تمزكانة محدودة جدا وال تستطيع أن تنجز كل المشاري ع المدرجة ف برنامج عملها ‪ 2022-2016‬وبالتاىل فه تعقد رشاكات مع مختلف األطراف‬
‫المتدخلي عىل مستوى ترابها من أجل تمويل مشاريعها‪ ،‬حيث تساهم ف الغالب بوعائها العقاري الذي يعتي ورقتها الرابحة لجلب المستثمرين‬
‫ر‬
‫وتقوية العروض المحلية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ما خلفته جائحة كورونا من آثار سلبية عىل المالية اليابية‪ ،‬ذلك‬
‫كبي بسبب كوفيد ‪ 19‬األمر الذي استدع‬
‫انه إذا كانت المالية العمومية قد تأثرت بشكل ر‬
‫معه تعديل قانون المالية لسنة ‪ ،2020‬فإن المالية اليابية بدورها ترصرت بفعل هذا‬
‫الفيوس نظرا الرتباط المالية اليابية بالمالية العامة وبالوضع االقتصادي الوطت‬
‫ر‬
‫والدوىل‪.280‬‬
‫ر‬
‫الثاب‪ :‬أفاق تطوير سياسة التخطيط الت ي‬
‫اب الجهوي‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬

‫إن تطوير سياسة التخطيط الياب عموما والجهوي خصوصا يستلزم ف مقام أول‬
‫الحرص عىل تطبيق االلتقائية أثناء تنفيذ اليامج والمشاري ع التنموية سواء فيما يتعلق‬
‫األخي‬
‫ر‬ ‫بمراعاة برامج الجماعات اليابية األدب لينامج التنمية الجهوية أو مراعاة هذا‬
‫لتوجهات السياسة العامة للدولة‪ .‬فعدم التنسيق ربي الوحدات اليابية فيما بينها ر‬
‫وبي الجهة‬
‫والقطاعات الوزارية من شأنه أن يفض إىل الوقوع ف االرتباك والتكرار ف المشاري ع وبالتاىل‬
‫تبذير المال العام دون تحقيق التنمية المنشودة (الفرع األول) كما أن الموارد ر‬
‫البشية عىل‬
‫مستوى الجهات يجب تحسينها والحرص عىل تكوينها حت تحقق المطلوب منها‪ .‬فكلما‬
‫كان العنرص ر‬
‫البشي يتمتع بالكفاءة الالزمة كلما كانت المردودية أكي‪ .‬زد عىل ذلك‪ ،‬يجب‬
‫تسعيي رسومها لك تحقق نوعا من‬
‫ر‬ ‫تعزيز الموارد المالية للجهات ومنحها الحرية ف‬
‫الثاب)‪.‬‬
‫ي‬ ‫استقاللها الماىل وبالتاىل استقالل ف اختياراتها التنموية (الفرع‬

‫الفرع األول‪ :‬الحرص عىل االلتقائية يف تنفيذ التامج‬

‫تثمي البعد العالئق ربي األطراف المتدخلة ف‬


‫تدبيي يتوخ ر‬
‫إن االلتقائية كميكانزم ر‬
‫تدبيية قائمة عىل‬
‫نفس المجال الياب‪ ،‬والت تتقاسم سلطة القرار المحىل وتكريس ثقافة ر‬
‫ر‬
‫للمؤشات‬ ‫التطابق أو عىل األقل االنسجام ف الرؤيا‪ ،‬وتقاسم للتكاليف‪ ،‬وتوظيف جيد‬
‫التنموية‪ .281‬وتتيح الجهوية اليوم‪ ،‬فرصة ثمينة لتحقيق هدف االلتقائية ربي السياسات‬

‫وتدبي تداعيات أزمة كوفيد ‪ ،19‬مجلة القانون والمجتمع‪ ،‬العدد الثاب‪ ،‬أبريل‪-‬ماي ‪ ،2021‬ص‪.10:‬‬ ‫ر‬ ‫كيان رأشف‪ ،‬المالية اليابية‬
‫‪ 280‬ابن ر‬
‫‪ 281‬البهاىل خالد‪ ،‬برنامج عمل الجماعات اليابية آلية لإلنماء وااللتقائية اليابية قراءة تحليلية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد‬
‫‪:‬‬
‫‪ ،148‬شتني‪-‬أكتوبر ‪ ،2019‬ص‪.74:‬‬

‫‪111‬‬
‫العمومية بطريقة قبلية عند إعداد برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد الياب‪،‬‬
‫حيث يشكالن حجر الزاوية لتحقيق التقائية السياسات العمومية اليابية ف إطار تييل‬
‫وثيقتي للتخطيط الجهوي‪ ،‬فهما فرصة ثمينة ألجرأة االسياتيجيات‬
‫ر‬ ‫الجهوية‪ ،‬بوصفهما‬
‫والسياسات العمومية اليابية بشكل أفضل‪ .282‬لهذا‬
‫الفقرة األول‪ :‬االلتقائية كرهان للتنسيق بي التامج ر‬
‫التابية والسياسات القطاعية‬ ‫ر‬

‫أصبحت الجهة تحىط بأهمية خاصة ف ظل دستور ‪ ،2011‬وإطارا مناسبا لتحقيق‬


‫االندماج وااللتقائية ربي السياسات العمومية القطاعية واليابية وتحقيق االنسجام ربي‬
‫المعنيي بعملية التنمية بالمجال‬
‫ر‬ ‫واالجتماعيي‬
‫ر‬ ‫االقتصاديي‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫جهود تدخل مجموع‬
‫الياب‪.283‬‬

‫ومن أجل تحقيق االلتقائية ربي اليامج اليابية والسياسات القطاعية يجب مراعاة‬
‫برامج الجماعات اليابية القاعدية لتوجهات برنامج التنمية الجهوية (أوال) وضمان تحقيق‬
‫التكامل واالنسجام ربي السياسات اليابية والقطاعية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مراعاة برامج الجماعات ر‬
‫التابية القاعدية لتوجهات برنامج التنمية الجهوية‬

‫لم تعد الجماعات اليابية جزرا معزولة عن بعضها عىل مستوى اليامج التنموية‪ ،‬ف‬
‫ظل الجهوية المتقدمة‪ ،‬بل أصبحت جسما وظيفيا لكل واحدة منها اختصاصاتها‪ ،284‬لذلك‬
‫ر‬
‫المشع أن تقوم منهجية إعداد اليامج التنموية للجماعات اليابية القاعدية أي‬ ‫اشيط‬
‫األخي‬
‫ر‬ ‫العماالت واالقاليم والجماعات عىل احيام توجهات برنامج التنمية الجهوية‪ .285‬فهذا‬

‫‪ 282‬عجل ياش‪ ،‬تحديات تحديث اإلدارة الجهوية ف ر‬


‫تدبي السياسات العمومية اليابية بالمغرب‪ ،‬مجلة الفقه القانوب والسياس‪ ،‬المجلد ‪،01‬‬
‫العدد‪ ،01‬السنة ‪ ،2019‬ص‪.11:‬‬
‫‪ 283‬ابركان محمد‪ ،‬دور الوالة أو العمال ف تحقيق إلتقائية السياسات العمومية القطاعية واليابية ف سياق النموذج التنموي الجديد‪ ،‬ضمن‬
‫مؤلف جماع "النموذج التنموي الجديد أي مدخالت ألي مخرجات"‪ ،‬من إصدارات مركز تفاعل للدراسات واألبحاث ف العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫‪ 2021‬ص‪.332:‬‬
‫‪ 284‬عطيق توفيق‪ ،‬برنامج التنمية الجهوية ورهان التنمية المستدامة ‪-‬دراسة حالة جهة مراكش أسق نموذجا‪ -‬رسالة لنيل دبلوم الماسي‬
‫المتخصص ف القانون العام‪ ،‬جامعة القاض عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2017-2016‬‬
‫ص‪.95:‬‬
‫ر‬
‫‪ 285‬نصت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 143‬عىل "تتبوأ الجهة‪ ،‬تحت إشاف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية األخرى‪ ،‬ف‬
‫عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية‪ ،‬والتصاميم الجهوية إلعداد الياب‪ ،‬ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية لهذه الجماعات"‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫بات يعول عليه لتجاوز إشكالية التنمية عىل مستوى الجهات وتصحيح االختالالت المجالية‬
‫القائمة رشيطة استحضار برامج التنمية لمجالس العماالت واألقاليم لتوجهات برنامج‬
‫التنمية الجهوية‪ ،‬ونفس ر‬
‫الشء بالنسبة للجماعات الت بدورها مدعوة ألخذ برنامج تنمية‬
‫بعي االعتبار عند إعدادها لينامج عملها‪.‬‬
‫العمالة أو اإلقليم ر‬

‫غي أنه بالرجوع إىل النماذج التطبيقية ليامج التنمية الجهوية المشار إليها أعاله‪،‬‬
‫ر‬
‫يالحظ غياب االلتقائية ربي برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة وبرنامج‬
‫حي الوجود قبل صياغة برنامج‬
‫عمل جماعة تمارة وذلك بسبب خروج عمل جماعة تمارة إىل ر‬
‫بعي‬
‫الصخيات‪ ،‬والذي جاء مستحرصا لتوجهات برنامج التنمية الجهوية أخذا ر‬
‫ر‬ ‫تنمية عمالة‬
‫االعتبار اليامج والمشاري ع الت تمت برمجتها عىل مستوى الجهة بشكل ذاب أو ر‬
‫بشاكة مع‬
‫الدولة أو الخواص‪.286‬‬

‫المتدخلي دون تنسيق أو تكامل يؤدي بالرصورة إىل فشل‬


‫ر‬ ‫فغياب االلتقائية بتعدد‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬رغم وجود بنيات تحتية ومرافق مهمة ف بعض األحيان بفضل فعالية‬
‫وإرادة بعض الوالة والعمال‪.287‬لذلك يتوجب الحوار مع كل األطراف حول المشاري ع ذات‬
‫المواطني‪،‬‬
‫ر‬ ‫النفع المشيك‪ ،‬والتفاوض البناء الذي يهدف إىل تحقيق اهداف التنمية وخدمة‬
‫وتعبئة الخيات المتواجدة ر‬
‫وإشاك األطراف المعنية ف اتخاذ القرارات المناسبة من أجل‬
‫الفعالية والنجاعة ف التنفيذ‪.288‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضمان تحقيق التكامل واالنسجام ربي السياسات العمومية الجهوية‬


‫والقطاعية‬

‫كثي من‬
‫ف مستهل هذه النقطة البد من اإلشارة إىل الخلط المفاهيم الذي يقع فيه ر‬
‫وبي هذه‬
‫الباحثي فيما يتعلق بالفرق ربي السياسات القطاعية والسياسات العمومية‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫األخية والسياسة العامة‪ ،‬حيث يتم استعمال هذه المفاهيم وكأنها مرادفة لبعضها البعض‪.‬‬
‫ر‬

‫الصخيات ‪.2018-2017‬‬ ‫ر‬ ‫‪286‬برنامج تنمية عمالة‬


‫‪ 287‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬اليامج التنموية ومسألة االلتقائية ‪-‬برنامج تنمية إقليم القنيطرة نموذجا‪ ،-‬ص‪.68:‬‬
‫‪ 288‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬تقرير عن المرحلة األوىل‪ ،‬ص‪.178:‬‬

‫‪113‬‬
‫غي أن كل مفهوم من هذه المفاهيم له معت خاص‪ ،‬فالسياسة العامة ه شأن دوىل من‬
‫ر‬
‫اختصاص السلطة التنفيذية ويتم التداول فيها داخل المجلس الوزاري ويمكن تفويض رئاسة‬
‫المجلس الوزاري إىل رئيس الحكومة وهو الذي يجيب عن األسئلة ف جلسة السياسة‬
‫والتدابي المتخذة من قبل‬
‫ر‬ ‫العامة‪ .289‬أما السياسات العمومية فه مجموعة من القرارات‬
‫معي‪ ،‬ولم يشيط ر‬
‫المشع‬ ‫الرسميي إليجاد حل لمشكل جماع ر‬
‫ر‬ ‫وغي‬
‫الرسميي ر‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬
‫الدستوري حضور رئيس الحكومة‪ .290‬وبالنسبة للسياسات القطاعية فه متضمنة ف‬
‫مختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬حيث يعتي الوزراء مسؤولون عن تنفيذ السياسة الحكومية كل‬
‫التجهي‬
‫ر‬ ‫ف القطاع المكلف به‪ ،‬فوزارة التعليم مثال مسؤولة عن تطوير سياسة التعليم‪ ،‬ووزارة‬
‫التجهي والبت التحية وهكذا‪...‬‬
‫ر‬ ‫مسؤولة عن سياسة‬

‫إال أن الذي يهمنا ف هذا المحور هو كيفية ضمان تحقيق التكامل واالنسجام ربي‬
‫السياسات اليابية الجهوية والسياسات القطاعية‪ ،‬حيث تعتي الجهة فضاء لتنفيذ سياسة‬
‫الدولة وتحتل مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات اليابية األخرى ف عمليات إعداد وتتبع‬
‫برامج التنمية الجهوية والتصاميم الجهوية إلعداد‪ ،‬ف نطاق احيام االختصاصات الذاتية‬
‫لهذه الجماعات اليابية‪ .291‬وهذا يعت أن الجهات يجب أن تساهم ف تحقيق سياسة الدولة‬
‫يتعي أن يواكب برنامج التنمية‬
‫وهو األمر الذي ورد ف القانون التنظيم للجهات‪ ،‬حيث ر‬
‫الجهوية التوجهات االسياتيجية لسياسة الدولة وأن يعمل عىل بلورتها عىل المستوى‬
‫الجهوي وان يراع ادماج التوجهات الواردة ف التصميم الجهوي إلعداد الياب‪.292‬‬

‫ولضمان نجاعة تدخالت الدولة ف كل مستوى من مستويات التنظيم الياب‪ ،‬وضمان‬


‫المواطني وفعالية وقعها‪ ،‬أكد تقرير اللجنة االستشارية للجهوية أنه ال‬
‫ر‬ ‫أعي‬
‫سدادها ف ر‬

‫‪ 289‬نصت الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 100‬من دستور ‪ 2011‬عىل "تقدم األجوبة عىل األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة‪،‬‬
‫الثالثي يوما الموالية إلحالة األسئلة‬
‫ر‬ ‫وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر‪ ،‬وتقدم األجوبة عنها أمام المجلس الذي يعنيه األمر خالل‬
‫إىل رئيس الحكومة"‪.‬‬
‫‪ 290‬ينص الفصل ‪ 101‬من دستور ‪ 2011‬عىل "يعرض رئيس الحكومة أمام اليلمان الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة‪ ،‬إما بمبادرة منه‪ ،‬أو بطلب‬
‫من ثلث أعضاء مجلس النواب‪ ،‬أو من أغلبية أعضاء مجلس المستشارين‪ .‬تخصص جلسة سنوية من قبل اليلمان لمناقشة السياسات العمومية‬
‫وتقييمها"‪.‬‬
‫‪ 291‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 143‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 292‬المادة ‪ 83‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪114‬‬
‫مناص من السىع ف تنسيق برامجها وتزامن تفعيلها وتكامل الخدمات المقدمة للسكان دون‬
‫ازدواجية وال تفاوت وأنه عىل السلطات الحكومية المكلفة بهذه القطاعات أن تسهر بطريقة‬
‫منسقة عىل وضع سياسات عمومية ترابية ف تفاعل وتضافر ربي القطاعات كما عليها أن‬
‫ر‬
‫تشك ف ذلك المصالح الخارجية والمؤسسات العمومية ذات االختصاص الياب نفسه وكذا‬
‫الهيئات المنتخبة المعنية‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬القطاع الخاص‪.293‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات تفعيل االلتقائية‬

‫والمعي لتنفيذ‬
‫ر‬ ‫تتمثل أهم آليات تفعيل االلتقائية ف التعاون ر‬
‫والشاكة ربي المنتخب‬
‫المشاري ع التنموية‪ ،‬كما يجب نهج سياسة التسويق الياب للرفع من جاذبية وتنافسية‬
‫المحليي واألجانب من خالل تقديم عرض تراب أفضل‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫المجال الياب‪ ،‬باستهداف‬
‫المنافسي‪.‬‬
‫ر‬ ‫من‬
‫أوال‪ :‬التعاون ر‬
‫والشاكة كآلية إللتقائية المشاري ع التنموية‬

‫للوصول إىل تنمية ترابية فاعلة عىل المستوى المحىل‪ ،‬يتطلب االمر إخضاع األطراف‬
‫لتحسي مردوديتها‪ ،‬مع العمل عىل ترسيخ أسلوب‬
‫ر‬ ‫المتدخلة فيه آللية التنسيق الفعال‬
‫الفاعلي ف ميدان‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشاكة والتعاون فيما بينها‪ ،‬ألن عملية التنسيق المحكم ربي جميع‬
‫النهوض بالمجال الياب‪ :‬الدولة‪ ،‬الجماعات اليابية باإلضافة إىل القطاع الخاص‬
‫غي النافع‪.294‬‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬تعد ضورية إلحالل الثقة وتفادي التنافس ر‬

‫وف هذا اإلطار يساعد الواىل والعامل رؤساء الجماعات اليابية وخاصة رؤساء‬
‫المجالس الجهوية‪ ،‬عىل تنفيذ المخططات واليامج التنموية‪ .‬ويقوما أيضا بتنسيق أنشطة‬
‫سيها‪ .295‬فقيام عالقة التعاون‬
‫المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية والسهر عىل حسن ر‬
‫المعي والمنتخب يساهم ف االستجابة لتطلعات سكان الياب الجهوي ويروم‬
‫ر‬ ‫والتشارك ربي‬

‫‪ 293‬تقرير اللجنة االستشارية للجهوية حول الجهوية المتقدمة‪ ،‬ص‪.43:‬‬


‫‪ 294‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬اليامج التنموية ومسألة االلتقائية ‪-‬برنامج تنمية إقليم القنيطرة نموذجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71 :‬‬
‫‪ 295‬الفقر رتي الثالثة والرابعة من الفصل ‪ 145‬من دستور ‪.2011‬‬

‫‪115‬‬
‫تحقيق التنمية‪ ،‬وقد سبق وعي الملك الراحل الحسن الثاب عن ذلك بقوله "أمىل أن أسمع‬
‫منتخبي من‬
‫ر‬ ‫شخصي أو ثالثة‬
‫ر‬ ‫وأن أرى يوما من األيام‪ ،‬عامال من عمال المملكة وبمعيته‬
‫يسيون كرجل واحد‪ ،‬يدا ف يد‪ ،‬ويطرقون‬
‫عمالته وف يدهم حقيبة واحدة وملف واحد‪ ،‬ر‬
‫باب الوزارات كرجل واحد‪ ،‬يتجندون كلهم للخروج بملف واحد‪ ،‬حت يجعلوا من ذلك الملف‬
‫الذي كان حلما حقيقة‪."296‬‬
‫ر‬
‫ثانيا‪ :‬التسويق الت ي‬
‫اب ‪le Marketing territorial‬‬

‫تتعدد معاب التسويق الياب وتختلف استعماالته حسب اختيار وتوجه كل باحث‪.‬‬
‫ويمكن إجماله ف كونه مجموعة من اإلجراءات التطبيقية المستنبطة من التسويق التجاري‪،‬‬
‫المحليي‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫والت تهدف إىل الرفع من جاذبية وتنافسية المجال الياب‪ ،‬باستهداف‬
‫واألجانب (ساكنة‪ ،‬سياحا‪ ،‬مقاوالت‪ )...‬من خالل تقديم عرض تراب أفضل من‬
‫المنافسي‪.297‬‬
‫ر‬

‫وتأسيسا عىل ذلك‪ ،‬فإن الغاية من تسويق تراب الجهة ه جذب المقاوالت إىل‬
‫مجالها‪ ،‬والتشجيع عىل تنمية أعمالها وأنشطتها محليا واليوي ج بشكل عام لصورتها‬
‫المقبولة‪ .298‬وبذلك يكون التسويق الياب آلية مهمة لتحقيق االلتقائية عىل مستوى‬
‫لالستثمار ف طاقات الجهة‬ ‫تراب‪299‬‬ ‫السياسات العمومية اليابية من خالل العمل بذكاء‬
‫ومؤهالتها‪.‬‬

‫تحسي الموارد المالية وتأهيل العنض ر‬


‫البشي‬ ‫ر‬ ‫الثاب‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫ي‬

‫تحسي الموارد المالية للجهات‬


‫ر‬ ‫إن تطوير سياسة التخطيط الياب الجهوي يتطلب‬
‫(الفقرة األول) باعتبارها عامال أساسيا الطالع الجهة بوظائفها التنموية‪ ،‬فضال عن ضورة‬

‫‪ 296‬مقتطف من خطاب الملك الراحل الحسن الثاب عند افتتاح أشغال المناظرة الوطنية السادسة للجماعات المحلية‪ ،‬بتاري خ ‪ 28‬نوني ‪.1994‬‬
‫‪297‬‬
‫للتدبي والتنمية الحرصية ‪-‬مدينة بت مالل نموذجا‪ -‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف اآلداب والعلوم‬
‫ر‬ ‫طاهي نورالدين‪ ،‬التسويق الياب كآلية‬
‫ر‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬سايس‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬ص‪.10:‬‬
‫التغيي ورهانات الجهوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277 :‬‬
‫ر‬ ‫‪ 298‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬
‫المحليي من الحصول عىل المعلومة المفيدة وتحويلها إىل‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫تمكي‬
‫ر‬ ‫‪ 299‬الذكاء الياب ‪ L’intelligence territorial‬هو مقاربة ترم إىل‬
‫‪.‬‬
‫وتحسي القدرات التنافسية ويعتي المستوى الجهوي اإلطار األنسب للذكاء‬
‫ر‬ ‫معرفة ذات أهمية اسياتيجية وذلك من أجل الرفع من المردودية‬
‫الياب لتحديد وتفعيل السياسات التنموية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫تأهيل العنرص ر‬
‫البشي (الفقرة الثانية) باعتباره رهانا اسياتيجيا يمكن من تحقيق الفعالية‬
‫تدبي السياسات العمومية الجهوية‪.‬‬
‫والمردودية المطلوبة ف ر‬

‫تحسي الموارد المالية للجهة‬


‫ر‬ ‫الفقرة األول‪:‬‬

‫تثي مالية الجهة مجموعة من اإلشكاالت‪ ،‬وإذ كان المغرب قد حاول من جهته عن‬
‫ر‬
‫طريق نظامه القانوب تحقيق نوع من االستقالل الماىل للجهة‪ ،‬خصوصا ف ظل توسيع‬
‫االختصاصات والمهام الموكولة للجهة‪ ،‬فإن الواقع العمىل الزال ر‬
‫يؤش عىل خصاص ماىل‬
‫تعاب منه الجهات‪ ،‬األمر الذي يجعل منها مجالس منتخبة عقيمة‪ ،‬ذلك أن توسيع‬
‫اختصاصاتها لم توازيه إصالحات مالية هامة تغىط هذه االختصاصات وتسعفها ف النهوض‬
‫بوظائفها التنموية الجديدة ر‬
‫وكية األعباء الملقاة عىل عاتقها والت تبدو ف الواقع العمىل أكي‬
‫بكثي من حجمها تحت وطأة شح الموارد المالية ومحدوديتها‪.300‬‬
‫ر‬

‫وعىل هذا األساس‪ ،‬يتطلب تعزيز الموارد المالية للجهات‪ ،‬من أجل الرفع من قدرتها‬
‫عىل تمويل اعمالها ومشاريعها واالستجابة لتطلعاتها التنموية البد من‪:‬‬

‫‪ −‬تدعيم الموارد الذاتية للجهة بشكل يضمن لها نوعا من االستقالل الماىل الكفيل‬
‫بالتجاوب مع مختلف اختصاصاتها التنموية من أجل تحقيق المشاري ع والعمليات‬
‫واألشغال المسطرة لتلبية الحاجيات األساسية للسكان وخاصة األولويات منها‪.‬‬
‫والقطاعي العام والخاص بشكل‬
‫ر‬ ‫‪ −‬توسيع نطاق المنظومة القانونية ر‬
‫للشاكة ربي الجهة‬
‫فعال‪ ،‬ذلك أن التنمية الجهوية عملية معقدة قد تستلزم عقد رشاكة ثالثية األطراف‬
‫ربي الدولة والقطاع الخاص والجهة من أجل تمويل المشاري ع الجهوية المهيكلة‬
‫الكيى‪.‬‬
‫التجهي الجماع بوصفه بنكا‬
‫ر‬ ‫‪ −‬تعزيز قدرات الجهات عىل االقياض من صندوق‬
‫بعي‬
‫للجماعات اليابية وذلك من خالل تبسيط نظامه المعقد والبىطء مع االخذ ر‬

‫‪300‬العقراوي هشام‪ ،‬العدالة المجالية ربي األدوار التنموية للجهة ورهان التضامن الياب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.284:‬‬

‫‪117‬‬
‫االعتبار قدرات الجهة عىل االقياض بكيفية معقولة ومتناسبة أي ال تقيض إال ما‬
‫تستطع تحمله‪.‬‬
‫تحفي وتنظيم التمويل الدوىل ف إطار التعاون الالمركزي الذي يمنح فرصة ثمينة‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫للمنتخبي الكتساب التجربة واالستفادة من الخية األجنبية‪.‬‬
‫ر‬
‫بالموظفي‪ ،‬عن‬
‫ر‬ ‫التسيي‪ ،‬وخاصة تلك المتعلقة‬
‫ر‬ ‫‪ −‬المراقبة الصارمة لتطور نفقات‬
‫طريق تحديد سقف أعىل لهذه النفقات‪ ،‬وإجراء عمليات افتحاص لتتبع هذا السقف‬
‫تدابي مناسبة لإلبقاء عىل النفقات ضمن الحدود المقررة مسبقا‪.‬‬
‫ر‬ ‫المحدد‪ ،‬واقياح‬
‫‪ −‬تحديد سبل مبتكرة ومنصفة ومتناسبة مع حاجيات الجهات ف مجال التمويل‪،‬‬
‫لتوزي ع الموارد المالية والرصيبية‪ ،‬بما ف ذلك موارد صندوق التأهيل االجتماع‬
‫وصندوق التضامن ربي الجهات‪.‬‬
‫‪ −‬القضاء عىل إشكالية الباف استخالصه الت تحرم خزينة الجهة من موارد مالية مهمة‬
‫مع محاربة الغش والتهرب الرصيت‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأهيل العنض ر‬


‫البشي‬

‫إن االرتقاء بالتخطيط الياب الجهوي ال يتوقف عىل تطوير المنظومة القانونية والمالية‬
‫للجهة من أجل تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬وإنما يلزم أيضا‬
‫تزويد الجهات بسياسات عمومية إرادية لتنمية الكفاءات ر‬
‫البشية عىل مستوى الجهة والت‬
‫تهم بالخصوص المنتخب الجهوي (أوال) والموظف الجهوي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تأهيل المنتخب الجهوي‬

‫تدبي‬
‫الجهويي‪ ،‬البد من اإلشارة إىل أن ر‬
‫ر‬ ‫المنتخبي‬
‫ر‬ ‫قبل الخوض ف أهمية تكوين‬
‫منتخبي ذوو كفاءات تعليمية ضعيفة مرده إىل أن‬
‫ر‬ ‫السياسات العمومية اليابية من طرف‬
‫انتخابهم جاء وفق عملية انتخابية ديمقراطية‪ ،‬ألن االنتخاب العام ليس مقيدا ر‬
‫بشط الكفاءة‬
‫العلمية‪ ،‬بل يكتق برصورة وجود حس ووع سياس فقط‪ ،‬وعليه فاالنتخاب مفتوح أمام‬
‫شحي قصد‬
‫الجميع‪ ،‬وهذا ما يشكل تناقضا‪ ،‬لذلك وجب اشياط مؤهالت علمية ف المي ر‬
‫‪118‬‬
‫تدبي ناجع للسياسات التنموية اليابية‪ ،‬ف ظل الحديث عن الجودة والمردودية‬
‫الوصول إىل ر‬
‫واإلدارة االلكيونية تم التواصل‪ ،‬وبالتاىل فالتعليم ال يتناف ومبادئ الديمقراطية‪.301‬‬

‫الجهويي قد يسقط المجالس الجهوية‬


‫ر‬ ‫المنتخبي‬
‫ر‬ ‫وعىل العموم‪ ،‬فإن محدودية تكوين‬
‫تدبي الشأن العام الجهوي‪ ،‬وإما تدخل‬
‫صورتي؛ إما وجود مجالس تعيش اختالالت ف ر‬
‫ر‬ ‫أمام‬
‫الحالتي سيكون هناك تطاول‬
‫ر‬ ‫سلطات الوصاية للقيام باختصاصات هذه المجالس‪ ،‬وف كال‬
‫عىل مبادئ الحكامة اليابية‪.302‬‬

‫الجهويي للنهوض باألعباء الملقاة عىل‬


‫ر‬ ‫المنتخبي‬
‫ر‬ ‫لذلك‪ ،‬بات من الرصوري تأهيل‬
‫عاتقهم ف إنجاح برامج التنمية الجهوية وحل مشاكل الساكنة‪ ،‬فبالرغم من أن القانون‬
‫التنظيم للجهات رقم ‪ 111.14‬نص ضمن االختصاصات الذاتية للجهة عىل ر‬
‫االشاف عىل‬
‫التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظق الجماعات اليابية‪ ،303‬إال أن األيام‬
‫غي كافية لتأهيل المنتخب الجهوي بالشكل‬
‫التكوينية الت تنظم ف هذا اإلطار غالبا ما تكون ر‬
‫الالزم‪.‬‬

‫التدابي لتأهيل المنتخب الجهوي من‬


‫ر‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬يتطلب االمر اتخاذ مجموعة من‬
‫قبيل‪:‬‬

‫المنتخبي عىل الصعيد الوطت أو معاهد عىل‬


‫ر‬ ‫‪ −‬إنشاء مركز أو معهد متخصص لتكوين‬
‫الصعيد الجهوي‪ ،‬كما هو بالنسبة ر‬
‫للمشع الفرنش الذي قام بالتنصيص عىل إحداث‬
‫مؤسسة وطنية متخصصة ف هذا المجال تسم "المجلس الوطت لتكوين‬
‫الجماعيي"‪.‬‬
‫ر‬ ‫المحليي‬
‫ر‬ ‫المنتخبي‬
‫ر‬

‫‪ 301‬عاجل ياش‪ ،‬تحديات تحديث اإلدارة الجهوية ف ر‬


‫تدبي السياسات العمومية اليابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18-17:‬‬
‫‪ 302‬عاجل ياش‪ ،‬معيقات التنمية الجهوية ورهان النموذج التنموي الجديد بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.194:‬‬
‫‪ 303‬انظر المادة ‪ 82‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ −‬تنظيم ندوات ودورات الستكمال التكوين بتعاون مع الجامعات الوطنية واإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬لتحقيق نوع من التكامل ما ربي الجانب النظري والميداب‪ ،‬وذلك ف‬
‫الميادين الهامة ذات الصلة مثال بالتسويق الياب‪ ،‬التخطيط‪.304...‬‬
‫وتأطي منتخبيها لتأهيلهم لتوىل المسؤولية اليابية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬قيام األحزاب السياسية بتكوين‬
‫ألن عدم إيالء األحزاب بعنرص الثقافة والتكوين يفرز نخبا ضعيفة المعرفة والخية‬
‫داخل المجالس الجهوية‪.305‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموظف الجهوي‬

‫إن أداء وفعالية اإلدارة الجهوية مرتبطان أوثق ارتباط بمستوى مردودية العنرص‬
‫كية أساسية للنهوض باإلدارة وتأهيلها وتحديثها‬ ‫البشي المكون لها‪ ،‬فالموارد ر‬
‫البشية تعد ر ر‬ ‫ر‬

‫لالندماج ف محيطها االجتماع واالقتصادي والمساهمة ف رفع التحديات الت تفرضها‬


‫العولمة والتنافسية الدولية‪ ،306‬إال أن االطار التنظيم الخاص بموظق الجهة لم يحظ‬
‫بتعديالت مهمة‪ ،‬تراع خصوصيته وأهميته ف ظل المستجدات المتتالية الت طرأت عىل‬
‫التنظيم الياب للمملكة‪ ،‬حيث أن إعطاء دور تنموي بارز للمجالس الجهوية يعت بالرصورة‬
‫إثقال موظق الجهة باألعباء والمسؤوليات‪ .307‬كما أن القانون التنظيم للجهات رقم‬
‫‪ 111.14‬عمل عىل تنظيم الوضعية اإلدارية والوظيفية خاصة بالنسبة لكل من المدير العام‬
‫للمصالح‪ ،308‬ومدير شؤون الرئاسة والمجلس‪ ،309‬ومدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪،‬‬
‫اإلداريي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الموظفي‬
‫ر‬ ‫لكنه أغفل باف‬

‫ومن أجل الرفع من مردودية الموظف الجهوي وتأهيله إلنجاح السياسات التنموية‬
‫الجهوية يمكن اقياح ما يىل‪:‬‬

‫‪ 304‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.321:‬‬


‫‪ 305‬عاجل ياش‪ ،‬تحديات تحديث اإلدارة الجهوية ف ر‬
‫تدبي السياسات العمومية اليابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18:‬‬
‫‪306‬احرموش جمال‪ ،‬اإلدارة الجماعية ورهان التحديث‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص‪.118:‬‬
‫‪ 307‬زعنون عبد الرفيع‪ ،‬ر‬
‫تدبي التنمية اليابية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.268:‬‬
‫‪ 308‬المادة ‪ 125‬من القانون التنظيم للجهات رقم ‪.111.14‬‬
‫‪ 309‬المادة ‪ 126‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫التحفي المادي للموظف الجهوي ويشمل االجر وضمان االستقرار ف العمل‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫وتحسي ظروف وإمكانات العمل المادي‪.‬‬
‫ر‬
‫التحفي المعنوي للموظف الجهوي من خالل ضمان احيامه واثبات ذاته مع‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫االعياف له بالمجهود لالرتقاء باإلدارة الجهوية إىل المستوى المطلوب‪.‬‬
‫‪ −‬تنظيم دورات تكوينية لفائدة الموظف الجهوي من أجل استيعاب بعض التقنيات‬
‫التدبي الياب‪ ،‬فالتكوين والتكوين المستمر هو الوسيلة‬
‫ر‬ ‫الجديدة المعمول بها ف‬
‫الناجعة إليجاد الحلول الممكنة لمجموعة من اإلشكاالت المهنية المرتبطة بتحديث‬
‫وتنمية قدرات الموظف الجهوي‪.‬‬

‫موظفي ه الوسيلة‬
‫ر‬ ‫منتخبي أم‬
‫ر‬ ‫إذن‪ ،‬فتأهيل الموارد ر‬
‫البشية عىل صعيد الجهة سواء‬
‫ر‬
‫الستشاف أفضل لمستقبل أنفع‪ ،‬فاالستثمار ف‬ ‫الناجعة ف سياسة التخطيط الياب‬
‫غي المادي الذي ما فت الملك محمد السادس يوليه أهمية‬ ‫المكونات األساسية للرأسمال ر‬
‫بالغة والسيما فئة الشباب يعتي بمثابة ر‬
‫اليوة الت ال تنضب‪ ،‬فهو معيار التقدم والمنافسة‬
‫ربي األمم‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫خاتمة‬

‫بناء عىل كل ما تم تحليله ومناقشته ف هذه الرسالة نصل اىل خالصة رئيسية مفادها‬
‫أن الجماعات اليابية وف مقدمتها الجهات بات يعول عليها ف مختلف الدول لقيادة اليامج‬
‫يتماس وخصوصيات كل جهة عىل حدة من الناحية الجغرافية والتاريخية‬ ‫ر‬ ‫التنموية بما‬
‫وغيها‪ ،‬فالتخطيط يعتي آلية تنظيمية ضاربة ف التاري خ ر‬
‫البشي‪،‬‬ ‫والديمغرافية والثقافية ر‬
‫حيث أن المجتمعات البدائية كلها عرفت شكال من أشكال التنظيم الذاب‪ ،‬وحت ف الوقت‬
‫الحديث والمعاض بقيت المسألة التنظيمية عىل رأس األولويات ف تنظيم الدولة لشؤون‬
‫مواطنيها‪.‬‬

‫الكثي من‬
‫ر‬ ‫لذلك‪ ،‬فالجهات ف المغرب ومن خالل مسار تطورها الطويل الذي تخللته‬
‫والكثي من النقاشات السياسية واألكاديمية خلص إىل تجربة منظمة‬
‫ر‬ ‫التدخالت ر‬
‫التشيعية‬
‫األخي من األدوات‬
‫ر‬ ‫بمقتضيات دستورية وتنظيمية ف مجال التخطيط الياب‪ ،‬إذ يعد هذا‬
‫المهمة المخولة للجماعات اليابية عموما والجهات خصوصا من أجل تحقيق التنمية‬
‫التدبي العموم الياب‪ ،‬إذ يحىط موضوع التخطيط بأهمية بالغة ف‬
‫ر‬ ‫المنشودة وتجويد‬
‫المجالي اإلداري والماىل‪ ،‬إذ ال يمكن صياغة أو تنفيذ‬
‫ر‬ ‫الحقل القانوب نظرا ألنه يزاوج ربي‬
‫برامج تنموية بشكل ناجع وفعال دون التوفر عىل الموارد المالية الكافية واألجهزة اإلدارية‬
‫المؤهلة ‪.‬‬

‫غي أن التخطيط الياب الجهوي قد أبان عن وجود مجموعة من العراقيل والمعوقات‬


‫ر‬
‫الت قد تحول دون الدفع بعجلة التنمية إىل األمام‪ .‬وعىل رأس هذه اإلكراهات نجد‬
‫االشكاالت القانونية والت تتمثل أساسا ف البطء الذي تعرفه عملية المصادقة عىل اليامج‬
‫التنموية‪ ،‬حيث بالرجوع إىل المقتضيات القانونية الت تنظم عملية التخطيط عىل المستوى‬
‫الجهوي نجد أن القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬الذي ينص عىل أن الجهة تقوم تحت‬
‫رإشاف رئيس مجلسها بإعداد برنامج التنمية الجهوية خالل السنة األوىل من مدة انتداب‬
‫المجلس قد صدر ف سنة ‪ 2015‬بينما المرسوم التطبيق الذي يحدد كيفية إعداد هذا‬
‫‪122‬‬
‫الينامج ومراحله والمرتكزات الت يجب أن ينبت عليها لم يصدر إال ف سنة ‪ 2016‬وهذا‬
‫تأخيا عىل المستوى القانوب‪.‬‬
‫يعتي ر‬
‫وعىل المستوى ر‬
‫البشي كذلك يعرف التخطيط الجهوي مجموعة من االكراهات سواء‬
‫منتخبي ذوو كفاءات علمية ضعيفة‬
‫ر‬ ‫بالموظفي‪ ،‬حيث يوجد‬
‫ر‬ ‫بالمنتخبي أم‬
‫ر‬ ‫تعلق االمر‬
‫والتأطي الجيد ف مجال يحتاج إىل معرفة دقيقة‪ ،‬حيث حسب المرسوم‬
‫ر‬ ‫ينقصهم التكوين‬
‫المتعلق بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات‬
‫اليابية ومدتها ر‬
‫وشوط االستفادة منها ومساهمة الجماعات اليابية ف تغطية مصاريفها‪،‬‬
‫فإن أعضاء الجماعات اليابية ال يستفيدون إال من ثماب دورات تكوينية خالل مدة انتداب‬
‫األخي ينطبق حت‬
‫ر‬ ‫المجلس لكل عضو من أعضاء مجالس الجماعات اليابية‪ .‬وهذا المعىط‬
‫عىل بعض موظق الجهات الذين يتخبطون ف مجموعة من اإلشكاالت أبرزها قلة الدورات‬
‫التكوينية المتعلقة بإعداد اليامج التنموية‪ .‬وهذا يجعل العديد من الجماعات اليابية وعىل‬
‫رأسها الجهات تلجأ إىل مكاتب دراسات أجنبية إلنجاز هذه المخططات‪ ،‬نظرا لغياب رؤية‬
‫ر‬
‫واستشافية للمستقبل لدى المسؤول الجهوي‪.‬‬ ‫اسياتيجية‬

‫إىل جانب ذلك‪ ،‬يعتي مشكل تمويل المخططات الجهوية من أهم االكراهات الت تحد‬
‫من تييل اليامج والمشاري ع عىل أرض الواقع بشكل فعىل‪ ،‬إذ تعاب الجهات عىل المستوى‬
‫الماىل من مجموعة من االختالالت‪ ،‬فضعف الموارد الذاتية يجعلها رهينة الموارد المحولة‬
‫من الدولة وبالتاىل‪ ،‬فإن أغلب الجهات تركن إىل توزي ع أغلب مواردها الذاتية وتلك المحولة‬
‫للتسيي‪ ،‬وال تدخر الجهد الكاف ف تقوية قدراتها التمويلية بقصد‬
‫ر‬ ‫لتغطية المصاريف العادية‬
‫جهي‪ .‬فمن خالل تحليلنا لواقع تمويل برنامج التنمية الجهوية‬
‫ميانية االستثمار والت ر‬
‫تغطية ر‬
‫لجهة فاس‪-‬مكناس وبرنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة الحظنا أن نسبة‬
‫المجلسي ف تمويل برامجهما التنموية ضعيفة وهذا راجع كما قلنا إىل ضعف‬
‫ر‬ ‫مساهمة هذين‬
‫الموارد المالية للجهات‪ ،‬ولعل هذا ما يؤكد الفرضية الت رأشنا إليها ف المقدمة‪ ،‬بأن النظام‬
‫الماىل الجهوي تعيضه مجموعة من اإلشكاالت الت تحد من التييل الفعىل ليامج التنمية‬

‫‪123‬‬
‫الجهوية‪ ،‬لكنه رغم ذلك‪ ،‬فإنه يساهم ف تمويل جزءا من المخططات التنموية إىل جانب‬
‫المتدخلي عىل مستوى تراب الجهة‪.‬‬
‫ر‬ ‫باف ر‬
‫الشكاء‬

‫وف سبيل تجاوز هذه الصعوبات يمكن تقديم بعض المقيحات الت من شأنها تطوير‬
‫المنظومة التخطيطية ف الجهات وذلك كما يىل‪:‬‬

‫• تجويد النصوص القانونية وتفادي تداخل االختصاصات ربي‬


‫الجماعات اليابية‪ ،‬حت يتضح لكل مستوى من المستويات اليابية طبيعة‬
‫لتمكي الجهة من اختصاصات تنموية حرصية تقوم بها‬
‫ر‬ ‫مهامه واختصاصاته‬
‫القواني التنظيمية الثالثة ف مدونة واحدة‬
‫ر‬ ‫غيها‪ ،‬وذلك من خالل تجميع‬
‫دون ر‬
‫وإضفاء الطابع التكامىل عليها‪ ،‬تفاديا لالرتباك والتكرار ف المهام فما تقوم به‬
‫الجهات ال يجب ان يعاد عىل مستوى العماالت أو األقاليم والجماعات‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬وهذا من شأنه تفعيل االلتقائية ف تنفيذ اليامج وخلق روح‬
‫االنسجام والتكامل ربي جميع هذه الوحدات اليابية فيما بينها ف عالقة مع‬
‫التوجهات االسياتيجية للدولة‪.‬‬
‫• تقوية دور األحزاب ودعمها خصوصا فيما يتعلق بالتكوين والتكوين‬
‫ابيي‪.‬‬
‫والتدبي الي ر‬
‫ر‬ ‫المستمر للنخب الجهوية ف مجاالت التخطيط‬
‫• إحداث جائزة وطنية خاصة بالجهات تأخذ ر‬
‫بعي االعتبار معيار‬
‫التخطيط الياب التنموي بناء عىل قواعد المساواة والحكامة الجيدة بهدف‬
‫ر‬
‫واالستشاف لمستقبل الجهات‬ ‫تحفي النخب الجهوية ف مجال التخطيط‬
‫ر‬
‫بالمغرب‪.‬‬
‫• إصالح المنظومة الجبائية عن طريق إعادة النظر ف قانون الجبايات‬
‫المحلية بهدف إعادة التوازن الجباب ربي الجهات والقضاء عىل بعض الظواهر‬
‫السلبية الت تعيي النظام الرصيت المغرب كالتهرب الرصيت والغش الرصيت‬
‫وإشكالية الباف استخالصه وصعوبات التحصيل‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫وتسعي الرسوم الجهوية من أجل‬
‫ر‬ ‫• إعطاء الجهة سلطة واسعة لخلق‬
‫تكريس مبدأ االستقالل الماىل مع تقليص االمتيازات الجبائية وبالتاىل اسهام‬
‫الملزمي ف تحمل تكاليف التنمية تماشيا مع ما ينص عليه الفصل ‪ 40‬من‬
‫ر‬ ‫كافة‬
‫الدستور‪.‬‬
‫• إعادة النظر ف سياسة االقياض الجهوي عن طريق تبسيط المساطر‬
‫وإعطاء الحرية للجهات لالقياض من المؤسسات المالية والبنكية األخرى‬
‫وذلك لتمويل برامجها التنموية‪.‬‬

‫األخي تجدر اإلشارة‪ ،‬إىل أن ما تم القيام به ف هذه الدراسة هو فقط جزء من‬
‫ر‬ ‫وف‬
‫الشغف المعرف بموضوع التخطيط الياب وإشكالية تمويل اليامج التنموية وبالتاىل تبق‬
‫هذه الدراسة ومضة أولية ف انتظار إشعاع معرف لإلجابة عىل مجموعة من اإلشكاالت الت‬
‫تؤرق عمل الجماعات اليابية وف صدارتها الجهات باعتبارها قاطرة للتنمية‪ ،‬فمجال‬
‫التخطيط مجال واسع يشمل ف مفاصله مكونات وأجزاء مختلفة‪ .‬إنه نوع من المعادالت‬
‫المعقدة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫❖ باللغة العربية‪:‬‬
‫الكتب‬

‫‪ −‬األعرج محمد‪ ،‬زبيدة نكاز‪ ،‬التنظيم اإلداري المغرب‪ ،‬اسم المطبعة ر‬


‫غي وارد‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪.2016‬‬
‫الوجي لدراسة القانون الرصيت "مقاربة قانونية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬البقاىل محمد‪ ،‬المدخل‬
‫البصية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2020‬‬
‫ر‬ ‫واجتماعية"‪ ،‬مطبعة‬
‫‪ −‬التيج ر‬
‫بشى‪ ،‬ادماج مقاربة النوع االجتماع ف الوظيفة العمومية‪ ،‬دار السالم‬
‫غي وارد)‪.‬‬ ‫ل ر‬
‫لنش والتوزي ع‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل (السنة ر‬
‫‪ −‬الركراك بالل‪ ،‬النموذج التنموي الجديد وإشكالية تحقيق التنمية اليابية بالمغرب ‪-‬‬
‫دراسة مقارنة‪ -‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2021‬‬
‫‪ −‬اليعكوب محمد‪ ،‬تأمالت حول الديمقراطية المحلية بالمغرب "دراسة قانونية‬
‫وقضائية"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2019‬‬
‫ر‬
‫القريش عبد الواحد‪ ،‬التنظيم اإلداري المغرب‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪−‬‬
‫الثانية‪.2019 ،‬‬
‫‪ −‬بروحو عبد اللطيف‪ ،‬مالية الجماعات اليابية ربي واقع الرقابة ومتطلبات التنمية‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪،‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2016‬‬
‫‪ −‬بري ج حسن‪ ،‬مسلسل اإلصالح الجباب وإشكالية االستقالل الماىل للجماعات‬
‫غي وارد)‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2014‬‬
‫اليابية‪( ،‬اسم المطبعة ر‬
‫‪ −‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬التسويق الياب ودينامية المجال‪ ،‬منشورات المجلة المغربية‬
‫لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،9‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2018‬‬
‫‪126‬‬
‫بنمي المهدي‪ ،‬الالمركزية والشأن العام المحىل‪ ،‬أية افاق ف ظل المفهوم الجديد‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫للسلطة؟ مطبعة الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪.2000 ،‬‬
‫‪ −‬خدري ادريس‪ ،‬القانون الجباب المغرب‪ ،‬منشورات مجلة العلوم القانونية‪ ،‬مدونة‬
‫والمهتمي بقضاء القانون المغرب‪( ،‬دون ذكر الطبعة والسنة)‪.‬‬
‫ر‬ ‫للباحثي‬
‫ر‬
‫التغيي ورهانات الجهوية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬دليل المصطق‪ ،‬هندسة التنمية اليابية بالمغرب ديناميات‬
‫المتقدمة‪ ،‬مطبعة دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2020‬‬

‫‪ −‬زعنون عبد اللطيف‪ ،‬ر‬


‫تدبي التنمية اليابية بالمغرب ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬مطبعة األمنية‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2020‬‬
‫‪ −‬كريم لحرش‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية ‪ -‬رشح وتحليل‪ -‬سلسلة العمل‬
‫غي وارد)‪ ،‬السنة ‪.2012‬‬ ‫ر‬
‫التشيىع واالجتهادات القضائية‪ ،‬العدد ‪( ،3‬اسم المطبعة ر‬
‫‪ −‬لحرش كريم‪ ،‬القانون اإلداري المغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪.2020‬‬

‫‪ −‬لحرش كريم‪ ،‬ر‬


‫تدبي مالية الجماعات اليابية بالمغرب‪ ،‬مطبعة الرشاد‪-‬سطات‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪.2017‬‬
‫‪ −‬مجيد مسعود‪ ،‬التخطيط للتقدم االقتصادي واالجتماع‪ ،‬مطابع الرسالة‪-‬الكويت‪،‬‬
‫‪.1984‬‬
‫‪ −‬مفيد أحمد‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدستوري والمؤسسات السياسية ‪-‬دراسة ف‬
‫الدولة والدستور وأنظمة الحكم الديمقراط وآليات المشاركة السياسية‪ -‬دار القلم‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2015‬‬
‫‪ −‬نبيه محمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ربي الالمركزية والالتمركز (الجانب القانوب‬
‫غي وارد‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2019‬‬
‫والمحاست)‪ ،‬اسم المطبعة ر‬

‫‪127‬‬
‫االطروحات‬
‫‪ −‬أشمالل محمد‪ ،‬واقع النظام الجباب المحىل بالمغرب و رشوط تأهيله‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫الحجية محمد‪ ،‬مالية الجهة ومتطلبات التنمية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2019-2018‬‬
‫‪ −‬الدحماب أحمد‪ ،‬التنمية المحلية بالمغرب ربي توجهات دستور ‪ 2011‬ومتطلبات‬
‫الحكامة الجيدة ‪-‬دراسة حالة‪ -‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2019-2018‬‬
‫التدبيية وإشكالية الرقابة‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ −‬الديب حمو‪ ،‬اإلدارة المالية الجماعية ربي القدرات‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2021-2020‬‬
‫التدبي الماىل للجامعة بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫ر‬ ‫الطاهيي ادريس‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪-‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ −‬المستف صالح‪ ،‬التطور اإلداري ف افق الجهوية بالمغرب من المركزية إىل‬
‫الالمركزية‪ ،‬دكتوراه السلك الثالث‪ ،‬جامعة الحسن الثاب‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1989-1988‬‬
‫التدبي الماىل الياب بالمغرب ‪-‬الحكامة ومعالجة االختالالت المالية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬النشاط صالح‪،‬‬
‫بالجماعات اليابية‪ -‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫‪128‬‬
‫‪ −‬الفيالىل عبد العىل‪ ،‬الجماعات اليابية بالمغرب ربي الحكامة المالية وتجويد آليات‬
‫الرقابة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد‬
‫هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2014‬‬
‫‪.2015‬‬
‫التدبي االسياتيج القتصاديات الجماعات المحلية بالمغرب‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ −‬الوردي العباس‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2014‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ −‬تميم عادل‪ ،‬البعد الجهوي ف سياسات ر‬
‫تدبي االستثمار وانعكاسه عىل التنمية ‪-‬عىل‬
‫ضوء الجهوية المتقدمة‪ ،-‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬طنجة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2016-2015‬‬
‫التدبي االسياتيج للياب والمخططات الجماعية للتنمية أية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬حفصة الرمحاب‪،‬‬
‫آفاق وأية رهانات‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2014‬‬
‫‪.2015‬‬
‫التدبي الماىل الياب ربي إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪ −‬حمرالراس سناء‪،‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه ف القانون العام والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سال‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2016-2017‬‬
‫‪ −‬رابح حمدي باشا‪ ،‬أزمة التنمية والتخطيط ف ظل التحوالت االقتصادية العالمية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه ف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر العاصمة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫التسيي‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2007-2006‬‬
‫ر‬ ‫االقتصادية وعلوم‬

‫‪129‬‬
‫للتدبي والتنمية الحرصية ‪-‬مدينة بت مالل‬
‫ر‬ ‫طاهي نورالدين‪ ،‬التسويق الياب كآلية‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫نموذجا‪ -‬أطروحة لنيل الدكتوراه ف اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬سايس‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2018‬‬
‫‪.2019‬‬
‫التدبي الجماع وإشكالية التدخل التنموي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫ر‬ ‫‪ −‬كواعروس عبد هللا‪،‬‬
‫الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪-‬أكادير‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬
‫‪ −‬وحالو يونس‪ ،‬دور الجماعات اليابية ف التخطيط الحرصي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه ف القانون العام‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2015-2014‬‬
‫الرسائل‬

‫‪ −‬أحرموش جمال‪ ،‬اإلدارة الجماعية ورهان التحديث‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬
‫‪ −‬امغبل حميد‪ ،‬برنامج عمل الجماعة ودوره ف تحقيق التنمية اليابية ‪-‬جماعة صفرو‬
‫نموذجا‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد‬
‫هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2017‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ −‬الحجاخ فريد‪ ،‬الباف استخالصه والتنمية المحلية ‪-‬الجماعة القروية سبع رواض‬
‫نموذجا‪ -‬رسالة لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد‬
‫هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2013‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ −‬الحجام جميلة‪ ،‬مصادر تمويل الجماعات ‪-‬جماعة تمزكانة نموذجا‪ ،-‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2019-2018‬‬
‫‪ −‬الماموب حميد‪ ،‬العالقة ربي الدولة والجماعات اليابية عىل ضوء الجهوية‬
‫المتقدمة ‪-‬دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ‪ -2011‬رسالة لنيل دبلوم الماسي ف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية أكدال‪-‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ −‬العسىل عبد الواحد‪ ،‬مالية الجهة وإشكالية التنمية الجهوية جهة فاس‪-‬بولمان‬
‫كنموذج‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ف القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫التجهي الجماع ف تمويل الجماعات اليابية‪ ،‬رسالة‬
‫ر‬ ‫‪ −‬بركاط مصطق‪ ،‬دور صندوق‬
‫لنيل شهادة الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬
‫التدبي الحر ورهان االستقالل الماىل الياب‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫ر‬ ‫‪ −‬بكور كوثر‪ ،‬مبدأ‬
‫الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬
‫‪ −‬بلحجام لمياء‪ ،‬التخطيط االسياتيج والتنمية المحلية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماسي‬
‫ف القانون العام‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪-‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2010-2011‬‬
‫‪ −‬بن عثمان شوي ح‪ ،‬دور الجماعات المحلية ف التنمية المحلية ‪-‬دراسة حالة البلدية‪-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة أب بكر بلقايد‪-‬تلمسان‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011-2010‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ −‬حراب مراد‪ ،‬الجهوية المتقدمة وسياسة إعداد الياب ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماسي ف القانون العام‪ ،‬جامعة القاض عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2017-2016‬‬
‫‪ −‬رائدة فراح‪ ،‬مصادر التمويل الحديثة وأثرها عىل األداء الماىل للمؤسسة االقتصادية ‪-‬‬
‫دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أم البواف‪ -‬مذكرة لنيل شهادة ماسي‬
‫أكاديم ف العلوم التجارية‪ ،‬جامعة العرب بن مهيدي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫التسيي‪ -‬أم البواف‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫ر‬ ‫والعلوم التجارية وعلوم‬

‫‪ −‬زاوي عبد القادر‪ ،‬التنمية الجهوية ف المغرب‪ :‬محاولة تقييم عامة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا ف القانون العام‪-‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪.1985 ،‬‬
‫الصغية والمتوسطة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫ر‬ ‫‪ −‬عثامنية رؤوف‪ ،‬التخطيط ف قطاع المؤسسات‬
‫الماجستي ف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫ر‬ ‫شهادة‬
‫التسيي‪ ،‬السنة الجامعية‪.2001-2000 ،‬‬
‫ر‬ ‫وعلوم‬
‫‪ −‬عطيق توفيق‪ ،‬برنامج التنمية الجهوية ورهان التنمية المستدامة ‪-‬دراسة حالة جهة‬
‫مراكش أسق نموذجا‪ -‬رسالة لنيل دبلوم الماسي المتخصص ف القانون العام‪،‬‬
‫جامعة القاض عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬مراكش‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2017-2016‬‬
‫المقاالت‬

‫‪ −‬ابركان محمد‪ ،‬دور الوالة أو العمال ف تحقيق إلتقائية السياسات العمومية‬


‫القطاعية واليابية ف سياق النموذج التنموي الجديد‪ ،‬ضمن مؤلف جماع‬
‫"النموذج التنموي الجديد أي مدخالت ألي مخرجات"‪ ،‬من إصدارات مركز تفاعل‬
‫للدراسات واألبحاث ف العلوم االجتماعية‪ 2021 ،‬ص‪.332:‬‬
‫‪ −‬أبا سيدي الهاشم‪ ،‬الجوانب المالية ر‬
‫لمشوع الجهوية الموسعة ‪-‬الواقع واآلفاق‪-‬‬
‫المجلة المغربية للمالية العمومية‪ ،‬العدد ‪.2012 ،2‬‬

‫‪132‬‬
‫وتدبي تداعيات أزمة كوفيد ‪ ،19‬مجلة القانون‬
‫ر‬ ‫كيان رأشف‪ ،‬المالية اليابية‬
‫‪ −‬ابن ر‬
‫والمجتمع‪ ،‬العدد الثاب‪ ،‬أبريل‪-‬ماي ‪.2021‬‬
‫‪ −‬أبو سالم عبد الحق‪ ،‬لحسن اعمرو‪ ،‬المخططات الجماعية للتنمية‪ :‬التجارب‬
‫والدروس المستفادة من خالل حالة إقليم تاونات‪revu Espace Géographie ،‬‬
‫‪et société Marocaine N° 37/38, aout 2020‬‬
‫‪ −‬أجعون أحمد‪ ،‬الجهوية المتقدمة ف الدستور المغرب لسنة ‪ ،2011‬المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،116‬ماي‪-‬يونيو ‪.2014‬‬
‫‪ −‬أحرموش جمال‪ ،‬طرق صياغة السياسات العمومية اليابية واإلكراهات المرتبطة بها‪،‬‬
‫مجلة القانون واألعمال‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬يونيو ‪.2016‬‬

‫‪ −‬أشمالل محمد‪ ،‬التمويل الجباب ر‬


‫لميانيات الجماعات اليابية بالمغرب‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية للمالية العمومية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬مطبعة البالبل البطحاء‪ ،‬فاس‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬
‫‪ −‬اليعكوب محمد‪ ،‬األسس الدستورية لالمركزية والجهوية المتقدمة بالمغرب‪،‬‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،137‬نوني‪-‬دجني ‪.2017‬‬
‫‪ −‬البهاىل خالد‪ ،‬برنامج عمل الجماعات اليابية آلية لإلنماء وااللتقائية اليابية‪ :‬قراءة‬
‫تحليلية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،148‬شتني‪-‬أكتوبر‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ −‬العقراوي هشام‪ ،‬العدالة المجالية ربي األدوار التنموية للجهة ورهان التضامن‬
‫الياب‪ :‬دراسة تحليلية ف البعد الجهوي للنموذج التنموي المغرب‪ ،‬ضمن مؤلف‬
‫جماع "النموذج التنموي الجديد أي مدخالت ألي مخرجات"‪ ،‬من إصدارات مركز‬
‫تفاعل للدراسات واألبحاث ف العلوم االجتماعية‪.2021 ،‬‬
‫‪ −‬العلوي سهام‪ ،‬إكراهات النظام الجباب المحىل ف تمويل اليامج التنموية‪ ،‬ضمن‬
‫مؤلف جماع النموذج التنموي الجديد‪ :‬قراءة ف السياق وسؤال التنمية بالمغرب؟‬

‫‪133‬‬
‫منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬مطبعة‪-‬دار القلم للطباعة‪،‬‬
‫السنة ‪.2020‬‬
‫ر‬
‫والمؤشات‪-‬‬ ‫القدميي أحمد‪ ،‬االستقالل الماىل للجماعات اليابية‪-‬قراءة ف المفهوم‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫‪ ،‬مجلة القانون والمجتمع‪-‬العدد األول‪ ،‬دجني ‪.2020‬‬
‫‪ −‬القرب عصام‪ ،‬لباخ طارق‪ ،‬االرتباط الماىل ربي الدولة والجماعات اليابية‬
‫"تخصيص جزء من ضائب الدولة لفائدة الجماعات اليابية نموذجا"‪ ،‬مجلة‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬العدد ‪ ،10/9‬صيف ‪ /2016‬خريف ‪.2017‬‬
‫‪ −‬بنحيدة احمد‪ ،‬فلسفة اإلعفاءات الجبائية ف ر‬
‫التشي ع المغرب ربي التكلفة والهدر‪،‬‬
‫المجلة المغربية للرصد القانوب والقضاب‪-‬عدد مزدوج ‪.2020 ،6-5‬‬
‫ر‬
‫استشاف‬ ‫‪ −‬صدف عادل‪ ،‬إشكالية االستقالل الماىل للجماعات اليابية‪ ،‬مجلة‬
‫للدراسات واألبحاث القانونية‪ ،‬عدد ‪ 3‬و‪ ،4‬أبريل ‪.2019‬‬
‫‪ −‬صدوف محمد‪ ،‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع‪ :‬الرهانات واإلكراهات‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية للقانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد مزدوج ‪.2017 ،3-2‬‬

‫‪ −‬طلوع عبد االله‪ ،‬حكامة ر‬


‫تدبي الشأن الياب ف ضوء القانون التنظيم للجماعات‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪،21‬‬
‫سنة ‪ ،2020‬ص‪.201:‬‬

‫‪ −‬عاجل ياش‪ ،‬معيقات التنمية الجهوية ورهان النموذج التنموي الجديد بالمغرب‪،‬‬
‫ضمن مؤلف جماع النموذج التنموي الجديد‪ :‬قراءة ف السياق وسؤال التنمية‬
‫بالمغرب؟ منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬المطبعة‪ ،‬دار‬
‫القلم للطباعة‪ ،‬السنة ‪.2020‬‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية من تدخالت‬
‫ر‬ ‫‪ −‬عبدي مصطق‪ ،‬الحماية ر‬
‫التشيعية لمبدأ‬
‫السلطة المركزية "المغرب وتونس نموذجا"‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،5‬العدد ‪ ،2‬يونيو ‪.2020‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ −‬عبدي مصطق‪ ،‬تطور الجهوية بالمغرب‪ :‬من فية ما قبل الحماية إىل مرحلة‬
‫الجهوية المتقدمة‪ ،‬مجلة القانون الدستوري والعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬
‫أبريل ‪.2020‬‬

‫‪ −‬عاجل ياش‪ ،‬تحديات تحديث اإلدارة الجهوية ف ر‬


‫تدبي السياسات العمومية اليابية‬
‫بالمغرب‪ ،‬مجلة الفقه القانوب والسياس‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد‪ ،01‬السنة ‪.2019‬‬
‫‪ −‬غازي عبد هللا‪ ،‬االستقالل الماىل للجماعات اليابية ورهان تحقيق التنمية‬
‫بالمغرب‪ ،‬مجلة العلوم السياسية والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،23‬المجلد ‪ ،04‬يوليوز ‪.2020‬‬
‫التدبي الحر للجماعات اليابية‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬قرب لبت‪ ،‬مبدأ‬
‫واإلدارية‪ ،‬عدد ‪.2018 ،22‬‬
‫‪ −‬كج إدريس‪ ،‬أهمية التخطيط االسياتيج ف تحقيق التنمية المحلية بالجماعات‬
‫اليابية‪ ،‬مجلة التخطيط العمراب والمجاىل‪ ،‬المجلد الثاب‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬مارس‬
‫‪.2021‬‬
‫التقارير والوثائق الرسمية‬
‫‪ −‬المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بالرباط حول مونوغرافية جهة الرباط‪-‬‬
‫زعي ‪.2015‬‬
‫سال‪-‬زمور ر‬

‫‪ −‬المديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬مونوغرافية جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪.‬‬


‫‪ −‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪.2013‬‬
‫‪ −‬التقرير السنوي للمجلس االقتصادي واالجتماع والبيت برسم سنة ‪.2017‬‬
‫‪ −‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪.2015‬‬
‫‪ −‬التقرير السنوي للمجلس األعىل للحسابات برسم سنة ‪ ،2018‬الجزء الثاب‪ ،‬الكتاب‬
‫الحادي ر‬
‫عش‪ ،‬المجلس الجهوي للحسابات لجهة فاس‪-‬مكناس‪.‬‬
‫‪ −‬برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬يونيو ‪.2017‬‬
‫‪ −‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬تقرير عن المرحلة األوىل‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ −‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬تقرير عن المرحلة األوىل‪.‬‬
‫‪ −‬برنامج عمل جماعة تمزكانة ‪.2022-2017‬‬
‫‪ −‬برنامج عمل جماعة سال برسم سنة ‪.2023-2018‬‬
‫‪ −‬تقرير اللجنة االستشارية حول الجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫‪ −‬تقرير البنك الدوىل عن التنمية ف ر‬
‫الشق األوسط وشمال افريقيا‪ ،‬النوع االجتماع‬
‫والتنمية ف ر‬
‫الشق األوسط وشمال افريقيا‪ ،‬المرأة ف المجال العام‪ ،‬الطبعة العربية‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ −‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماع والبيت حول التوزي ع المجاىل لالستثمار العموم‬
‫ف أفق الجهوية المتقدمة‪ ،‬ودور المراكز الجهوية لالستثمار ف إعداد وبلورة المخططات‬
‫وتحسي مناخ االعمال عىل صعيد‬
‫ر‬ ‫التنموية عىل الصعيد الجهوي وتعزيز االستثمار‬
‫الجهة‪ ،‬إحالة رقم ‪.2015/17‬‬
‫‪ −‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماع والبيت حول متطلبات الجهوية المتقدمة‬
‫وتحديات إدماج السياسات القطاعية‪ ،‬إحالة ذاتية رقم ‪.2016/22‬‬
‫‪ −‬تقرير اإلحصاب السنوي ‪ 2016‬لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬للمندوبية الجهوية‬
‫للتخطيط بالرباط‪.‬‬
‫الميانية اإلقليمية لصفرو برسم السنة المالية ‪.2019‬‬ ‫‪ −‬ر‬
‫مشوع ر‬
‫الدالئل‬
‫‪ −‬دليل المخطط الجماع للتنمية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الجماعات المحلية‪ ،‬سلسلة‬
‫دليل المنتخب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2009‬‬
‫‪ −‬دليل مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب وتحيينه وتقييمه‪ ،‬وزارة الداخلية‪،‬‬
‫المديرية العامة للجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ −‬دليل وضع وتنفيذ اسياتيجيات تنمية االقتصاد المحىل وخطط العمل بها‪ ،‬دراسة‬
‫مشيكة صادرة عن ربيتلزمان ستيفتانج جويي سلو والبنك الدوىل‪ ،‬واشنطن‪.2004 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫الندوات والملتقيات العلمية‬
‫التدبي الحر‪...‬أية حصيلة؟ أشغال لقاء دراس نظمه‬
‫ر‬ ‫‪ −‬السكال عبد الصمد‪ ،‬تييل مبدأ‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب يوم الثالثاء ‪ 29‬يناير ‪ ،2019‬حول مبدأ‬
‫الحر للجماعات اليابية ربي النص الدستوري وواقع الممارسة‪.‬‬

‫‪ −‬المرابط خالد‪ ،‬إشكالية تمويل اليامج التنموية للجماعات اليابية بجهة الرباط سال‬
‫القنيطرة نموذجا‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول‪" :‬اليامج التنموية للجماعات اليابية‬
‫ربي مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪-‬‬
‫مكناس ومؤسسة هانززايدل األلمانية بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪،2020‬‬
‫منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪.‬‬
‫‪ −‬بشتاوي فتيحة‪ ،‬اليامج التنموية اإلقليمية ومسألة اإللتقائية" برنامج تنمية إقليم‬
‫القنيطرة نموذجا‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية حول '"اليامج التنموية للجماعات اليابية‪ :‬ربي‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪-‬مكناس‬ ‫مقتضيات النص وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬

‫ومؤسسة هانز زايدل األلمانية بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات‬
‫مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة ‪.2020‬‬
‫‪ −‬حرصاب أحمد‪ ،‬برنامج عمل الجماع‪ :‬منهجية اإلعداد والتنفيذ‪ ،‬أشغال الندوة الوطنية‬
‫حول '"اليامج التنموية للجماعات اليابية‪ :‬ربي مقتضيات النص وإكراهات الواقع"‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪-‬مكناس ومؤسسة هانز زايدل األلمانية بمكناس‬ ‫المنظمة ر‬

‫يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف الحكامة والتنمية‬


‫اليابية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة ‪.2020‬‬

‫‪ −‬ديداح ادريس‪ ،‬عقود اليامج التنموية‪ :‬أسلوب تعاقدي متطور ربي الدولة والجهات‪،‬‬
‫أشغال الندوة الوطنية حول‪" :‬اليامج التنموية للجماعات اليابية ربي مقتضيات النص‬
‫وإكراهات الواقع" المنظمة ر‬
‫بشاكة مع مجلس جهة فاس‪ -‬مكناس ومؤسسة هانززايدل‬

‫‪137‬‬
‫األلمانية بمكناس يوم ‪ 31‬يناير وفاتح فياير ‪ ،2020‬منشورات مركز الدراسات ف‬
‫الحكامة والتنمية اليابية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة ‪.2020‬‬
‫القواني‬
‫ر‬
‫الدساتت‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫ظهي ر‬
‫الشيف رقم‬ ‫‪ −‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،1992‬الصادر بتنفيذه ال ر‬
‫‪ 1.92.155‬بتاري خ ‪ 11‬من ربيع االخر ‪ 9( 1413‬أكتوبر ‪ )1992‬ج‪.‬ر عدد ‪4172‬‬
‫بتاري خ ‪ 14‬أكتوبر ‪.1992‬‬
‫الظهي ر‬
‫الشيف رقم‬ ‫ر‬ ‫‪ −‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،1996‬الصادر بتنفيذه‬
‫‪ 1.96.157‬بتاري خ ‪ 23‬جمادى األوىل ‪ 7( 1417‬أكتوبر ‪ ،)1996‬ج‪.‬ر عدد ‪4420‬‬
‫بتاري خ ‪ 26‬جمادى األوىل ‪ 10( 1417‬أكتوبر ‪.)1996‬‬
‫الظهي ر‬
‫الشيف رقم ‪1.11.91‬‬ ‫ر‬ ‫‪ −‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬الصادر بتنفيذه‬
‫صادر ف ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5964‬بتاري خ ‪ 30‬يوليوز‬
‫‪.2011‬‬

‫قواني التنظيمية‬
‫ر‬ ‫‪ −‬ال‬
‫ظهي ال رشيف‬
‫‪ −‬القانون التنظيم رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه ال ر‬
‫رقم ‪ 1.15.83‬صادر بتاري خ ‪ 7‬يوليوز ‪ ،2015‬ج‪.‬ر بتاري خ ‪ 23‬يوليوز ‪ ،2015‬عدد‬
‫‪ ،6380‬ص‪.6585:‬‬
‫القواني العادية‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬

‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.59.169‬صادر ف ‪ 6‬ذي الحجة ‪ 13( 1378‬يونيو ‪)1959‬‬


‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫التجهي الجماع‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،2435‬بتاري خ ‪ 19‬ذي الحجة ‪1378‬‬
‫ر‬ ‫بإحداث صندوق‬
‫(‪ 26‬يونيو ‪.)1959‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.71.77‬بتاري خ ‪ 16‬يونيو ‪ 1971‬بإحداث المناطق االقتصادية‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪.3060‬‬

‫‪138‬‬
‫الظهي ر‬
‫الشيف‬ ‫ر‬ ‫‪ −‬قانون رقم ‪ 24.86‬المتعلق بالرصيبة عىل ر‬
‫الشكات‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬
‫رقم ‪ 1.86.239‬بتاري خ ‪ 31‬دجني ‪ ،1986‬ج‪.‬ر عدد ‪.3873‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.86.116‬صادر ف ‪ 21‬من ربيع االخر ‪ 21( 1410‬نوفمي‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫‪ )1989‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.89‬الذي تحدث بموجبه الرصيبة العامة عىل‬
‫الدخل‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4023‬بتاري خ ‪ 6‬دجني ‪.1989‬‬
‫التجهي الجماع‪ ،‬الصاد‬
‫ر‬ ‫‪ −‬القانون رقم ‪ 31.90‬المتعلق بإعادة تنظيم صندوق‬
‫ظهي ال رشيف رقم ‪ 1.92.5‬صادر ف ‪ 5‬صفر ‪ 5( 1413‬أغسطس ‪،)1992‬‬
‫بتنفيذه ال ر‬
‫ج‪ٍ.‬ر عدد ‪ ،4164‬بتاري خ صادر ف ‪ 19‬صفر ‪ 19( 1413‬أغسطس ‪.)1992‬‬
‫األخية (‪ 14‬دجني ‪،)1992‬‬
‫ر‬ ‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ 2.90.350‬الصادر ف ‪ 19‬من جمادى‬
‫تجهي الجماعات‬
‫ر‬ ‫بتطبيق القانون رقم ‪ 31.90‬المتعلق بإعادة تنظيم صندوق‬
‫اليابية‪ ،‬ج‪ٍ.‬ر عدد ‪ ،4183‬بتاري خ صادر ف ‪ 5‬رجب ‪ 30( 1413‬ديسمي ‪.)1992‬‬

‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.97.84‬صادر ف ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 2( 1417‬أبريل ‪ )1997‬بتنفيذ‬


‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫القانون رقم ‪ 96.47‬المتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4470‬بتاري خ ‪ 24‬ذي‬
‫القعدة ‪ 3( 1417‬أبريل ‪.)1997‬‬
‫الظهي ر‬
‫الشيف‬ ‫ر‬ ‫‪ −‬قانون المالية رقم ‪ 06.43‬للسنة المالية ‪ ،2007‬الصادر بتنفيذها‬
‫رقم ‪ 1.06.232‬بتاري خ ‪ 31‬دجني ‪ 2006‬الذي قام بإدماج هذا القانون ف المدونة‬
‫العامة للرصائب‪.‬‬
‫الظهي ر‬
‫الشيف رقم ‪ 1.11.173‬بتاري خ ‪12‬‬ ‫ر‬ ‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،59.11‬الصادر بتنفيذه‬
‫نوني ‪ ،2011‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5997‬مكرر‪ ،‬بتاري خ ‪ 22‬نوني ‪.2011‬‬
‫‪ −‬مرسوم رقم ‪ 2.15.234‬صادر ف ‪ 28‬من جمادى األوىل ‪ 19( 1436‬مارس ‪،)2015‬‬
‫القانونيي للمملكة‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫ر‬ ‫يتعلق بالمصادقة عىل األرقام المحدد بها عدد السكان‬
‫عدد ‪ 6354‬بتاري خ ‪ 4‬رجب ‪ 23( 1436‬أبريل ‪.)2015‬‬

‫‪139‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.20.91‬صادر ف ‪ 16‬من جمادى األوىل ‪ 31( 1442‬ديسمي‬
‫ر‬ ‫‪−‬‬
‫بتغيي وتتميم القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق‬
‫ر‬ ‫‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪07.20‬‬
‫بالجبايات المحلية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6948‬بتاري خ ‪ 16‬جمادى األوىل ‪ 31( 1442‬ديسمي‬
‫‪.)2020‬‬
‫‪ −‬النصوص التنظيمية‬
‫‪ −‬مرسوم رقم ‪ 2.97.246‬صادر بتاري خ ‪ 17‬غشت ‪ ،1997‬بتحديد عدد الجهات‬
‫وأسمائها ومراكزها ودوائر نفوذها وعدد المستشارين الواجب انتخابهم ف كل جهة‬
‫وكذا توزي ع المقاعد عىل مختلف الهيئات الناخبة وكذا أعداد المقاعد الراجعة‬
‫للجماعات المحلية وتوزيعها عىل العماالت واالقاليم المكونة لكل جهة‪ ،‬ج‪,‬ر عدد‬
‫‪.4509‬‬

‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ 2.16.305‬المتعلق بتحديد مسطرة وآجال اليمجة الممتدة عىل‬


‫بميانية الجهة‪ ،‬وكيفيات إعدادها الصادر ف ‪ 23‬من‬
‫ثالث السنوات الخاصة ر‬
‫رمضان ‪ 29( 1437‬يونيو ‪ ،)2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،6482‬بتاري خ ‪ 9‬شوال ‪14( 1437‬‬
‫يونيو ‪.)2016‬‬
‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ 2.16.299‬الصادر بتاري خ ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬بتحديد مسطرة إعداد‬
‫برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور إلعداده‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،6482‬بتاري خ ‪ 14‬يوليوز ‪ ،2016‬ص‪.5341 :‬‬
‫‪ −‬مرسوم رقم ‪ 2.17.294‬صادر ف ‪ 14‬من رمضان ‪ ،1438‬الموافق ل ‪ 9‬يونيو ‪،2017‬‬
‫بتحديد القواعد الت تخضع لها عمليات االقياضات الت تقوم بها الجهة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 20 ،6578‬رمضان ‪ ،1438‬الموال ‪ 15‬يونيو ‪ ،2017‬ص‪.3613:‬‬
‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ 2.17.583‬الصادر ف ‪ 7‬محرم ‪ 28( 1439‬سبتمي ‪ )2017‬بتحديد‬
‫مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد الياب‪ ،‬وتحيينه وتقييمه‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪6618‬‬
‫بتاري خ ‪ 13‬صفر ‪ 2( 1439‬نوني ‪ ،)2017‬ص‪.6385 :‬‬

‫‪140‬‬
‫الخطب الملكية‬
‫‪ −‬خطاب الملك محمد الخامس يوم ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1957‬بمناسبة تكليف لجنة تدوين‬
‫مدونة األحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ −‬خطاب الملك الحسن الثاب يوم فاتح ماي ‪ ،1993‬بمناسبة استقبال ممثالت‬
‫الهيئات النسوية‪.‬‬
‫‪ −‬مقتطف من خطاب الملك الراحل الحسن الثاب عند افتتاح أشغال المناظرة‬
‫الوطنية السادسة للجماعات المحلية‪ ،‬بتاري خ ‪ 28‬نوني ‪.1994‬‬
‫‪ −‬خطاب الملك محمد السادس يوم ‪ 30‬غشت ‪ ،2003‬بمناسبة ثورة الملك‬
‫والشعب‪.‬‬
‫للمسية الخرصاء‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ −‬الخطاب الملك بتاري خ ‪ 6‬نوني ‪ ،2008‬بمناسبة الذكرى ‪33‬‬
‫‪ −‬الخطاب الملك محمد السادس بتاري خ ‪ 6‬نوني ‪ 2008‬بمناسبة الذكرى الثالثة‬
‫للمسية الخرصاء‪.‬‬
‫ر‬ ‫والثالثي‬
‫ر‬
‫‪ −‬خطاب الملك محمد السادس حول الجهوية الموسعة وإعالن جاللته عن تكوين‬
‫لجنة خاصة لمراجعة الدستور‪ ،‬بتاري خ ‪ 9‬مارس ‪.2011‬‬

‫‪ −‬خطاب الملك محمد السادس بتاري خ ‪ 30‬يونيو ‪ 2015‬بمناسبة ذكرى عيد العرش‪.‬‬
‫ورشات‬
‫‪ −‬الدحماب أحمد‪ ،‬ورشة التكوين حول ر‬
‫الميانية المستجيبة للنوع االجتماع عىل‬
‫مستوى مجالس الجهات‪ ،‬المواكبة التقنية لينامج دعم االتحاد األورب لتنفيذ‬
‫الخطة الحكومية للمساواة‪.‬‬
‫مقابالت‬
‫‪ −‬مقابلة مع إطار بالمديرية العامة للمصالح جهة فاس‪-‬مكناس‪ ،‬يومه الجمعة ‪18‬‬
‫مارس ‪.2021‬‬
‫مقابلة مع مدير المصالح بجماعة تمزكانة يومه الخميس ‪ 26‬غشت ‪.2021‬‬ ‫‪−‬‬

‫‪141‬‬
‫ر‬
‫االلكتونية‬ ‫المواقع‬
‫‪ −‬الموقع االلكيوب للمجلس الملك االستشاري للشؤون الصحراوية‬
‫‪www.corcas.com‬‬
‫الرباط‪-‬سال‪-‬‬ ‫بجهة‬ ‫الجهوية‬ ‫التنمية‬ ‫برنامج‬ ‫تنفيذ‬ ‫عزيزة‪،‬‬ ‫‪ −‬الغرفاوي‬
‫القنيطرة‪.https://assahraa.ma/web،‬‬
‫‪ −‬تقرير إخباري عن حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية خالل دورب أكتوبر ‪2020‬‬
‫ومارس ‪.http://www.pjd.ma/node/77097 2021‬‬
‫فاس‪-‬مكناس‪،‬‬ ‫لجهة‬ ‫الياب‬ ‫إلعداد‬ ‫الجهوي‬ ‫للتصميم‬ ‫تلخيض‬ ‫‪ −‬كتيب‬
‫‪http://www.region-fes-meknes.ma‬‬
‫‪ −‬حصيلة إنجازات جهة فاس‪-‬مكناس ‪http://www.region-fes-2018-2015‬‬
‫‪.meknes.ma‬‬
‫‪ −‬التقرير اإلخباري لرئيس مجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد الدورة العادية بتاري خ ‪2‬‬
‫مارس ‪.http://www.region-fes-meknes.ma 2020‬‬
‫‪ −‬التقرير اإلخباري لرئيس مجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد اجتماع دورة ‪ 6‬يوليوز‬
‫‪ 2020‬لمجلس جهة فاس‪-‬مكناس ‪.http://www.region-fes-meknes.ma‬‬
‫‪ −‬التقرير اإلخباري لمجلس جهة فاس‪-‬مكناس خالل انعقاد دورة أكتوبر ‪،2020‬‬
‫‪.http://www.region-fes-meknes.ma‬‬

‫❖ باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪Ouvrages‬‬

‫‪− André RAUX, « la libre administration des collectivités‬‬


‫‪territoriales : une exception française », les cahiers de l’institut‬‬
‫‪louis Favoreu N° 2/20/2013.‬‬
‫‪− Le robert junior, nouvelle édition, 2020.‬‬
‫‪− Marc leroy, « Le contrat de plan Etat-région » dans la région,‬‬
‫‪laboratoire politique (2001).‬‬
‫‪142‬‬
− Rachid ELMOUSSAOUI, les finances territoriales, imprimerie
slaiki alakhaouayne, 2eme Edition 2017-2018.
Articles

− JAFARIA Maria et ELMOUJADDIDI Noufissa, la régionalisme


avancée au Maroc : perspectives et défis, Revue Organisation et
territoire N° 2, 2016.
− Mohamed BRAHIMI, le financement des collectivités locales au
Maroc, Remald, série thèmes actuels N°1995.
− ZIDORI Fatima, développement humain et gouvernance locale au
Maroc, REMALD, N° 80 mai-juin 2008.
Rapports

− Bulletin mensuel de statiques des finances locales, Trésorerie


générale du royaume, décembre 2016.
− Monographie générale, la région de Fes-Meknes, ministère de
l’intérieur, direction générale des collectivités territoriales,
2015.
Colloques et rencontres scientifiques

− Abderrahim LAMTOUNI, la convergence le chainon manquant


des politiques territoriales, ouvrage collectif, acte de colloque
scientifique sous thème : les programmes de développement
des collectivités territoriales entre les exigences du texte et les
contraintes de réalité : organisé, en partenariat avec la région
de Fès Meknès et la fondation allemande hanns seidel à
Meknès le 31 janvier et le 1 février 2020, publication du centre
d’étude en gouvernance et développement territorial.
Textes juridiques

− Décret n° 97-689 du 30 Mai 1997 relatif au « schéma régional


de l’aménagement et développement », journal official de la
république française du 1 juin 1997, p :8794.
− Code de collectivités territoriales française.

143
‫الفهرس‬

‫إهداء ‪1 .....................................................................................................‬‬
‫شكر وتقدير ‪2 ............................................................................................‬‬
‫مقدمة ‪3 ...................................................................................................‬‬
‫ر‬
‫اب رافعة للتنمية الجهوية ‪13 .....................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التخطيط الت ي‬
‫اب الجهوي ‪15 ......................................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للتخطيط ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫اتيخ الجهوي ‪15 ...........................‬‬ ‫ر‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار‬
‫القانوب للتخطيط االست ي‬ ‫ي‬
‫اب الجهوي ‪16 ...................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األسس الدستورية والقانونية للتخطيط ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الفقرة األول‪ :‬األسس الدستورية والقانونية للتصميم الجهوي إلعداد التاب ‪16 .........‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األسس الدستورية والقانونية لتنامج التنمية الجهوية ‪19 ...................‬‬
‫ر‬
‫اب الجهوي ‪22 ...................................‬‬ ‫الثاب‪ :‬مرتكزات ومراحل التخطيط الت ي‬ ‫ي‬ ‫الفرع‬
‫اب الجهوي ‪22 ............................................‬‬ ‫الت‬ ‫الفقرة األول‪ :‬مرتكزات التخطيط ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫اب الجهوي ‪26 ..............................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مراحل التخطيط الت ي‬
‫ر‬
‫اتيخ الجهوي ‪32 ........................................‬‬ ‫الثاب‪ :‬أبعاد التخطيط االست ي‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫اب ‪32 ............................................‬‬
‫اتيخ الت ي‬ ‫الفرع األول‪ :‬مناهج التخطيط االست ي‬
‫ر‬
‫التشارك ‪33 ................................................‬‬
‫ي‬ ‫اتيخ‬‫الفقرة األول‪ :‬التخطيط االست ي‬
‫ر‬
‫اتيخ التعاقدي‪35 ...............................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬التخطيط االست ي‬
‫ر‬
‫اب الجهوي ‪37 ...................................................‬‬ ‫الثاب‪ :‬أبعاد التخطيط الت ي‬
‫ي‬ ‫الفرع‬
‫الفقرة األول‪ :‬البعد االقتصادي للتخطيط الجهوي ‪37 .........................................‬‬
‫ر‬
‫المجال ‪38 ...........................................................‬‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬البعد الت ي‬
‫اب أو‬
‫التنظيم ‪40 ............ 111.14‬‬
‫ي‬ ‫الثاب‪ :‬األدوار التنموية للجهة يف ضوء القانون‬ ‫ي‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬المهام التنموية للجهة‪41 ..........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المبادئ الدستورية المؤطرة الختصاصات الجهة ‪42 ...........................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬مبدأ التفري ع كدعامة لتفعيل االختصاصات التنموية للجهة ‪43 ............‬‬
‫التدبت الحر كأساس لممارسة االختصاصات الجهوية ‪46 ..............‬‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ‬
‫الثاب‪ :‬الجهة كإطار للتنمية ‪53 ................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الفرع‬

‫‪144‬‬
‫ر‬
‫الفقرة األول‪ :‬مبدأ صدارة الجهة يف التنظيم الت ي‬
‫اب للمملكة ‪54 ...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية المبادئ الدستورية والقانونية األخرى ‪55 ...............................‬‬
‫الثاب‪ :‬آليات تمويل وتنفيذ برامج التنمية الجهوية ‪58 ...............................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفرع األول‪ :‬أجهزة تنفيذ المشاري ع ‪58 .............................................................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاري ع ‪59 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬رشكات التنمية الجهوية ‪62 .........................................................‬‬
‫الفرع الثاب‪ :‬آليات التعاون والتضامن ر‬
‫والشاكة ‪64 ...............................................‬‬ ‫ي‬
‫الفقرة األول‪ :‬مجموعات الجماعات ر‬
‫التابية‪64 ...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اتفاقيات التعاون ر‬
‫والشاكة ‪66 ......................................................‬‬
‫الثاب‪ :‬إشكالية تمويل برامج التنمية الجهوية ‪68 ........................................‬‬
‫ي‬ ‫الفصل‬
‫المبحث األول‪ :‬اختصاصات الجهة ووسائل تمويلها ‪69 ........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاصات الجهة‪69 ..............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاصات الذاتية للجهة‪70 ......................................................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬االختصاصات الذاتية يف تنفيذ برنامج التنمية الجهوية ‪70 ...................‬‬
‫التاب ‪71 .......................‬‬‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاصات الذاتية للجهة ف مجال إعداد ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫المشتكة والقابلة للنقل ‪72 .........................................‬‬ ‫الثاب‪ :‬االختصاصات‬ ‫الفرع‬
‫ي‬
‫ر‬
‫المشتكة ‪72 ................................................‬‬ ‫الفقرة األول‪ :‬طبيعة االختصاصات‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاصات المنقولة ‪73 ..........................................................‬‬
‫الثاب‪ :‬وسائل تمويل الجهة ‪75 ............................................................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الذاب للجهات ‪75 ...................................................‬‬ ‫ر‬ ‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل‬
‫ي‬
‫الفقرة األول‪ :‬الموارد المالية ذات الطبيعة الجبائية‪76 .........................................‬‬
‫غت الجبائية ‪79 ...................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الموارد المالية ذات الطبيعة ر‬
‫ئ‬
‫االستثناب للجهات ‪81 ..............................................‬‬ ‫الثاب‪ :‬مصادر التمويل‬ ‫الفرع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الفقرة األول‪ :‬الموارد المالية المحولة من الدولة ‪82 ............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القروض ‪85 .............................................................................‬‬
‫المحىل يف تمويل التامج التنموية ‪88 .................‬‬
‫ي‬ ‫المال‬
‫ي‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إكراهات النظام‬
‫الجباب الجهوي يف تمويل برامج التنمية الجهوية ‪89 ........‬‬ ‫ئ‬ ‫الفقرة األول‪ :‬ضعف النظام‬
‫ي‬
‫‪145‬‬
‫المال الجهوي ‪94 ................................‬‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬االكراهات المتعلقة باإلنفاق‬
‫الثاب‪ :‬واقع وأفاق تمويل التامج التنموية لمجالس الجهات ‪97 ...................‬‬
‫ي‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬قراءة يف واقع تمويل التامج التنموية لمجالس بعض الجهات ‪98 .........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقييم برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ‪98 ................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية لجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ‪101 ..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إكراهات تمويل برنامج التنمية الجهوية بجهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة ‪103‬‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج التنمية الجهوية لجهة فاس‪-‬مكناس ‪105 .................................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية بجهة فاس‪-‬مكناس ‪106 ............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إكراهات تمويل مخطط التنمية الجهوية بجهة فاس‪-‬مكناس ‪108 ........‬‬
‫ر‬
‫اب الجهوي ‪111 ...........................‬‬ ‫الثاب‪ :‬أفاق تطوير سياسة التخطيط الت ي‬ ‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفرع األول‪ :‬الحرص عىل االلتقائية يف تنفيذ التامج ‪111 ......................................‬‬
‫التابية والسياسات القطاعية ‪112‬‬ ‫الفقرة األول‪ :‬االلتقائية كرهان للتنسيق بي التامج ر‬
‫ر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات تفعيل االلتقائية ‪115 ........................................................‬‬
‫البشي ‪116 .............................‬‬‫تحسي الموارد المالية وتأهيل العنض ر‬ ‫ر‬ ‫الثاب‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫ي‬
‫تحسي الموارد المالية للجهة ‪117 ................................................‬‬
‫ر‬ ‫الفقرة األول‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأهيل العنض ر‬
‫البشي ‪118 ..........................................................‬‬
‫خاتمة ‪122 ................................................................................................‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع ‪126 ........................................................................‬‬
‫الفهرس ‪144 ..............................................................................................‬‬

‫‪146‬‬

You might also like