You are on page 1of 11

‫وزارة الـتعلـيـم الـعـالي والبحـث العلمي‬

‫جامعة الجزائر ‪ -2‬أبو القاسم سعد هللا‬


‫كلية العلوم االنسانية و االجتماعية‬

‫بحث في مقياس ‪ :‬تنظيم المعلومات‬

‫النظريات المعاصرة للتنظيم‬


‫نظرية السوق و تكلفة التبادل ‪ /‬نظرية الوكالة أو المشروع‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫مـن إعـداد الطالـبة ‪:‬‬

‫هشام كرميش‬ ‫رحماني فلاير‬ ‫‪-‬‬


‫زوخ المية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضيفي فارس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023 -2022 :‬‬


‫خطـــة البحث ‪.‬‬

‫مقدمـــة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬عناصر نظريات التنظيم المعاصرة و اصنافها ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬عناصر التنظيم المعاصر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف نظريات التنظيم المعاصرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظرية السوق و تكلفة التبادل ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬آدم سميث و مبادئ نظرية السوق و تكلفة التبادل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ظروف زيادة تكلفة التبادل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نظرية الوكالة أو المشروع ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬تعريف نظرية الوكالة و مبادئها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثير أصحاب رأس المال في نظرية المشروع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خـــاتمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫قــــائمة المراجع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدمـــة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عبر التاريخ عرفت الساحة العلمية ظهور الكثير من المذاهب و التيارات الفكرية و التي كان‬
‫وراء ظهورها مفكرين وفالسفة قاموا بصياغة جل افكارهم و ادراكاتهم على شكل نظريات‬
‫علمية ‪ ،‬فاختلفت هذه النظريات و شملت جوانب عدة منها االقتصاد و علم االجتماع و علم النفس‬
‫و العلوم اإلدارية و غيرها من العلوم ‪.‬‬
‫و في علم االقتصاد نجد بعض المواضيع االساسية التي أدت إلى ظهور نظريــات ســلطت الضــوء‬
‫بشــكل خــاص على أسســها و مبادئهــا ومن بين هــذه المواضــيع نــذكر التنظيم ‪ ،‬ويمكن تصــنيف‬
‫المدارس التي اعتنت بدراسة التنظيم الى مدارس كالسيكية و عرفت بنظريــات التنظيم الرســمي ‪،‬‬
‫و مدارس مهاصـرة و عـرفت بنظريـات التنظيم الغــير الرسـمي ألنهــا جــاءت على انقــاض أزمــة‬
‫المدرسة الكالسيكية ‪ ،‬و التنظيم البيروقراطي ‪ ،‬و القايولية ‪ ،‬و نمثلت النظريات المعاصر في كــل‬
‫من العالقات االنسانية و النظريات السلوكية ‪ ،‬ونحن من خالل هذه الدراســة سنســلط الضــوء على‬
‫النظريات المعاصرة للتنظيم و نأخذ نموذجين منها وهما نظرية الســوق و تكلفــة التبــادل و نظريــة‬
‫الوكالة او المشروع و ذالك من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ما هي ابرز االسس و المبادئ ال تي تب نى عليه ا كال من تظري ة الســوق و تكلفــة التبــادل و‬
‫نظرية الوكالة او المشروع ؟‬
‫المبحث األول ‪ :‬عناصر نظريات التنظيم المعاصرة و اصنافها ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عناصر التنظيم المعاصر ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر الخبراء ان الحديث عن التنظيم المعاصر يتطب توفر مجموعة من المكونات التي يمكن ان‬
‫نلخصها من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫العميل أو المنتفع ‪ :‬الذي يعتبر عنصرا مهما من عناصر التنظيم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنظمة او الجانب التأسيسي ‪ :‬تمثل وحدة إدارية تضم عدة وظائف تمارسها لتحقيق هدف‬ ‫‪-‬‬
‫مين و لديها عدة تسميات مثل المنظمة ‪ ،‬المؤسسة ‪ ،‬الهيئة ‪ ،‬المنشأة ‪.‬‬
‫الهدف ‪ :‬وضوحه يساهم في ضبط الهيكل التنظيمي بطريقة تساعد على تحقيق األهداف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلمكانات ‪ :‬الطاقات المادية و البشرية التي تشكل عصب الحياة للمنظمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقسيم االنشطة ‪ :‬و يقصد به تقسيم الوظائف خالل فترة زمنية معينة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنظمة ‪ :‬وهي نصوص يتم وضعها لترشيد السلوك اإلداري في المنظمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التفويض ‪ :‬من خالل التنازل مؤقت لبعض األشخاص ببعض الصالحيات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االتصاالت ‪ :‬تتم من خالل نقل االوامر و التوجيهات لتحقيق التناسق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫التطبيق ‪ :‬يمثل الجانب العملي لوظائف التنظيم سواء كانت ذات جانب انساني أو فني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف نظريات التنظيم المعاصرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هناك صعوبة في تصنيف نظريات اتلنظيم في إطار واضح و حدد مع ذالك فقد صنفها المختصون‬
‫في هذا المجال الى االنواع التالية ‪:‬‬
‫نظريات المنظور النظمي ‪ :‬يرى انصار هذا المنظور ان التنظيم نظام رئيسي يتكون‬ ‫‪-1‬‬
‫بدوره من عدة انظمة فرعية و يتفرع هذا المنظور بدورها الى منظور يرى التنظيم نظاما‬
‫مغلقا معزالت عن البيئة الخارجية و إنكفاءة التنظيم على القدرة على التحكم في المكونات‬
‫األساسية الداخلية من مدخالت و عمليا تشغيل و مخرجات ‪ ،‬اما المنظمو اآلخر فهو‬
‫منظور النظام المفتوح الذي يرى ان التنظي كيانا عضويا يتفاعل مع البيئة الداخلية و‬
‫الخارجية ‪ ،‬و يؤكد ان كفاءة التنظيم تعتكد اضافة لقدرته على التحكم بالمكونات األساسية‬
‫الداخلية ‪ ،‬مع إقامة العالقات الناجحة مع المؤثرات البيئية الداخلية و الخارجية ‪ ،‬و القدرة‬
‫على التعلم من لتغذية العكسية من خالل ما يتك رصده من صدى للمعلومات من‬
‫المستفيدين من خدمات التنظيم ‪ ،‬و التي تأخذ بعين االعتبار في تعديل عمالت التشغيل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قوي بوحنية ‪ ،‬االتصاالت اإلدارية داخل المنظمة ‪ ،‬ديوان المطبواعت الجامعة الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 15-14‬‬
‫نظريات المنظور الهدفي ‪ :‬يرى أصحاب هذا المنظور ان التنظيم كيان اجتماعي هادف‬ ‫‪-2‬‬
‫ينشأ بوعي لتحقيق أهداف تنظيمية بشكل عقالني وموضوعي بما يحقق الصالح العام ‪ ،‬أما‬
‫الفريق الثان فيرى ان االهداف التي يسعى التنظيم لتحقيقها ليست دائما هي االهداف‬
‫العامة و الموضوعية بل االهداف الشخصية حيث تأخذ االولوية على األهداف الرسمية‬
‫للتنظيم ‪ ،‬يرى أنصار هذا الرأي ان عملية اتخاذ القرار لن تكون عقالنية إال بالقدر الذي‬
‫‪2‬‬
‫يضمن مصالح و نفوذ و استمرار دور المسؤولين و تحكمهم في التنظيم ‪.‬‬
‫في حين تعتبر االتجاهات الحديثة أنه من الصعب إحصاء مختلف االتجاهات الحديثة في‬
‫المجتمعات الغريبة لكن يمكن ان نقيمها الى االتجاهات التالية ‪:‬‬
‫اإلتجاه الكمي في اإلدارة ‪ :‬ان نشأة هذا االتجاه و بلورته لم تتم إال أثناء الحرب العالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫الثانية كنتيجة منطقية لظهور أساليب التحليل الكمي في المجال العسكري ‪ ،‬و بمجرد‬
‫انتهاء هذه الحرب و جدت هذه األساليب مجاال خصبا للتطبيق في المجال االقتصادي و‬
‫االجتماعي ثم في المجال التربوي ‪ ،‬يتبنى أنصار هذا االتجاه على الطريقة العلمية في حل‬
‫المشكالت اإلدارية مع التركيز على الحكم و التقدير الموضوعي ‪ ،‬كما يعتبر هذا اإلتجاه‬
‫ان المدير متخذ القرارات من خالل استخدام التحليل العلمي و األساليب الرياضية‬
‫للوصول لتحقيق اعلى مستويات الكفاءة و تحقيق االهداف و اتخاذ القرارات الرشيدة ‪.‬‬

‫إتجاه النظم ‪ :‬يؤكد رواد الفكر اإلداري المعاصر أن هذا االتجاه يحقق التكامل بين‬ ‫‪-2‬‬
‫االتجاهات السابقة ألنه يعتبر كيان اإلدارة ككيان واحد مما أهله ليكون فكرا متكامال يعالج‬
‫القصور و التشتت في الفكر اإلداري ‪ ،‬و قد انبثقت من النظرية العامة للنظم التي اهتمت‬
‫بايجاد اطار تحليلي لتفسير الظاهرة المادية او االجتماعية ‪ ،‬و أسلوب النظم طريقة في‬
‫التحليل يقوم على النظرة الكلية من خالل العناية بمخلف المؤثرات الداخلية منها او‬
‫‪3‬‬
‫الخارجية مع العناية بالمدخالت و المخرجات وصوال ألقل كلفة و أحسن انتاج ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نظرية المنظمة و التنظيم ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار وائل للنشر ‪ ،‬األردن ‪ ، 2008 ،‬ص ‪72-71‬‬
‫‪3‬‬
‫فاروق عبد فليه ‪ ،‬السيد محمد عبد المجيد ‪ ،‬السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية ‪ ،‬دار المسيرة ‪ ،‬عمان ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 69-68‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نظرية السوق و تكلفة التبادل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬آدم سميث و مبادئ نظرية السوق و تكلفة التبادل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انطلق آدم سميث من نقد التجاريين الذين يرون بأن الثروة تتجسد في المعادن النفيسة و أنها تنتج‬
‫في حقل التداول فقط ‪ ،‬و ان البلد الذي يتفيد من التجارة الدولية هو البلد الذي يحقق فائضا في‬
‫ميزانه التجاري للمعادن النفيسة ‪ ،‬أي ان البلد الذي يصدر منتوجاته بكثرة و يضع حواجز امام‬
‫سعا و خدمات البلدان األخرى هو الذي يتحصل على أكبر قدر من المعادن النفيسة و بالتالي‬
‫يستفيد من التبادل الدولي ‪.‬‬
‫في حين يرى آدم سميث ان الثورة هي نتاج العمل بشكل عام و أنها تنتج في حقل االنتاج وليس‬
‫في حقل التداول ‪ ،‬و ان التجارة الدولية تفيد كل البلدان المتعاملة و إن سجلت عجز في ميزانها‬
‫التجاري ‪ ،‬حيث يقول هذا السياق في كتابه ثورة االمم ‪ :‬أن استيراد الذهب و الفضة ليس الفائدة‬
‫الوحيدة و ال األفضل ‪ ،‬التي تجنيها االمة من تجارتها الخارجية ‪ ،‬مهما تكن البلدان التي تتبادل مع‬
‫بعضها البعض ‪ ،‬فإن التجارة الخارجية تعطي لكل واحد منهم فائدة مميزة " ‪.‬‬
‫و يرى آدم سميث ان التجارة الخارجية هي الوسيلة لتطوير القطاع الصناعي ‪ ،‬و ذالك لكونها‬
‫تسمح بتصريف من السلع المنتجة محليا و تسمح كذالك برفع قيمتها التبادلية و وسيلة أيضا‬
‫لتكثيف تقسيم العمل داخل البلد مما سيؤدي الى رفع انتاجية العمل في القطاع الصناعي ‪.‬‬
‫و يعتبر آدم سميث من االقتصاديين الذين يرون الدولة يجب ان ال تتدخل في الحياة االقتصادية و‬
‫تسير في شؤون التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫و اهم ما أتى به آدم سميث في اإلطار هو تخصص بلد ما في إنتاج منتوج معين على اساس‬
‫التكلفة المطلقة ‪ ،‬إذ يرى آدم سميث انه من صالح أي بلد التخصص في منتوج معين و تصديره‬
‫الى البلدان األخرى ‪ ،‬إذا كانت تكلفته المطلقة أقل من التكلفة المطلقة المسجلة في البلدان األخرى‬
‫و يكت آ‪.‬سميث ‪:‬‬
‫" ان المبدأ األساسي الذي يتبعه كل رب عائلة هو عدم محاولة صنع األشياء التي تكلفه أقل لو‬
‫اشتراها ‪ ...‬إذ كان من الممكن أن نحصل على سلعة ما من بلد آخر بسعر أقل ‪ ،‬فمن األفضل ان‬
‫نشتريها منه عوض صنعها محليا و نبادلها بمنتوج آخر نصنعه بتكليف منخفض نسبيا " ‪.‬‬
‫و يقصد آدم سمين من قوله على كل بلد ان يتخصص في المنتوج الذي تكون تكلفته المطلقة‬
‫أقل ‪ ،‬و يستورد من البلدان األخرى المنتوجات التي تكون تكلفتها المطلقة أكبر بالنسبة له ‪ ،‬مماثال‬
‫‪4‬‬
‫في ذالك العقالنية الجزئية بالعقالنية الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظروف زيادة تكلفة التبادل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قدم رونالد كوس نظريته في تكاليف التبادل مفسرا ما يتحمله البائع و المشتري في السوق من‬
‫تكاليف إلتمام عمليات البيت و الشراء و هو يقصد بذالك ما تقوم به المنظمات أثناء عقد صفقات‬
‫البيع و الشراء ‪ ،‬فإثناء ذالك يقوم الطرفان بالتقاوض ‪ ،‬و البحث و جمع المعلومات عن الطرف‬
‫اآلحر وعن السوق ‪ ،‬و اللجوء الى المحامين لكتابة العقود ‪ ،‬و اتخاذ كافة االجراءات اإلدارية‬
‫لتنفيذ هذه العقود و اتخاذ كافة االجراءات الغدارية لتنفيذ هذه العقود ‪ ،‬وكل هذه االمور تكلف‬
‫كثيرا ‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه تكلفة التبادل ‪ ،‬و قد يلجأ المشتري حينما تزيد تكلفة التبادل الى البحث‬
‫عن بائع آخر ‪ ،‬أو قد يلجأ الى استحواذ ( أي شراء ) البائع نفسه ‪.‬‬
‫و قد اقتبس وليامسون فكرة تكلفة التبادلو طبقها على تصميم هيكل التنظيم في الشركات و‬
‫المنظمات التي تقوم بالبيع و الشراء ‪ ،‬فعلى المستوى الشخصي عندما يقوم فرد بشراء سلعة من‬
‫السوبر ماركت ‪ ،‬فالتبادل سهل فهو ينتقي السلعة ‪ ،‬و يدفع ثمنها ‪ ،‬و يغادر المكان ‪ ،‬وهي عالقة‬
‫سهلة و بسيطة ‪ ،‬و يواجه حالة من التأكد و الثبات في الظروف ‪ ،‬و تكلفة التبادل هنا بسيطة ‪ ،‬أي‬
‫ان ما تكلفه الفرد إلتمام عملية الشراء كانت محدودة و تتمثل في تكلفة وقته أثناء اختيار السلعة ‪،‬‬
‫و في البحث عنها داخل السوبر ماركت ‪.‬‬
‫اما عندما يشتر الفرد منزال فإنه سيدفع ثروت تقريبا في ذالك وإلتمام عملية الشراء يحتاج الى‬
‫عدة زيارات الى سمسار ( او شركة ) العقارات ‪ ،‬و يقوم بعدة لقاءات ‪ ،‬و مشاورات عديدة ‪ ،‬و‬
‫تفاوض مرهق ‪ ،‬و قد يحتاج الى محام أثناء كتابة العقد ‪ ،‬و أثناء تنفيذ هذا العقد ‪ ،‬كما قد يحتاج‬
‫الى بنك بقرضه ‪ ،‬هنا تظهر تكاليف اضافية على عملية التبادل ( اي البيع و الشراء ) و قد تزاد‬
‫تكلفة التبادل حينما تكتنف الظروف تغييرات و تعقيدات من الجانبين ‪ ،‬مثل تأخر شركة العقارات‬
‫في تسليم العقار ‪ ،‬أو عدم قدرة المشتري على سداد االقساط ‪ ،‬أو سداد قرض البنك ‪ ،‬وهو ما‬
‫يطلق عليه بعدم التأكد ‪ ،‬كما تزداد تكلفة التبادل عندما يميز المشتري بعدم الرشد ‪ ،‬أو قد يتميز‬
‫البائع بنزعة االستغالل المشترى و االنتهازية ‪ ،‬و يزداد االمر تكلفة بسبب تعدد االطراف‬
‫‪5‬‬
‫المشتركة في التبادل مثل البنك ‪ ،‬و السجل العقاري ‪ ،‬و المحامين ‪ ،‬و غيرهم ‪.‬‬
‫ومن هنا يمكننا تحديد ظروف زيادة تكلفة التبادل و التي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ 4‬نويرة عمار ‪ ،‬اقتصاد دولي ‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية منشورة ‪ ،‬موجهة لطلبة الثالثة ‪ LMD‬تخصص تجارة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و‬
‫علوم التسيير ‪ ،‬قسم العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ، 2014-2013 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 5‬أحمد ماهر ‪ ،‬نظرية التنظيم الماضي و الحاضر و المستقبل ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2017 ،‬ص ‪181‬‬
‫عدم التأكد ‪ :‬و ذالك بسبب عدم وضوح الظروف ‪ ،‬أو تغييرها ‪ ،‬او تعقد الصفقة ‪ ،‬او‬ ‫‪-1‬‬
‫االحتياج الى جمع مزيد من المعلومات عن الطرف اآلخر ‪ ،‬وعن سعر الصفقة ‪ ،‬و‬
‫شروط التوريد ‪ ،‬و غيرها ‪ ،‬هنا تزيد تكلفة التبادل ‪.‬‬
‫عدم الرشد ‪ :‬عندما يواجه المشتري ظروف مثل عدم وضوح الصفقة ‪ ،‬وعدم وجود بدائل‬ ‫‪-2‬‬
‫أمامه ‪ ،‬وعدم قدرته على تقييم البدائل ‪ ،‬يكون رشده محدودا ‪ ،‬و بالتالي تزيد تكلفة التبادل‬
‫على المشتري ‪.‬‬
‫درجة اإلستغالل و االنتهازية ‪ :‬حينما يتميز البائع باالستغالل و االنتهازية ‪ ،‬و ربما الى‬ ‫‪-3‬‬
‫الغش و التدليس ‪ ،‬فعلى المشتري ان يتخذ االحتياطيات الالزمة بذالك ‪ ،‬وهو ما يزيد من‬
‫تكلفة التبادل ‪.‬‬
‫عدد أطراف التبادل ‪ :‬عندما يزيد عدد االطراف المشاركين في إتمام الصفقة ‪ ،‬تزيد تكلفة‬ ‫‪-4‬‬
‫التبادل ‪ ،‬وهي تكلفة المحامين ‪ ،‬و المستشارين ‪ ،‬و البنوك و االقتراض ‪ ،‬و السجل‬
‫العقاري ‪ ،‬و غيرهم من األطراف الالزمين إلتمام الصفقة ‪.‬‬
‫ويوضح ويليامسون ‪ ،‬أنه كلما كانت تكلفة التبادل بسيطة فإن خيكل التنظيم يميل الى أن يكون‬
‫‪6‬‬
‫بسيطا ‪ ،‬وكلما زادت تكلفة التبادل و تعقدت ‪ ،‬فإنه بالمثل يزداد هيكل التنظيم تعقيدا ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نظرية الوكالة أو المشروع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف نظرية الوكالة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫في نفس اتجاه نظرية السوق او نظرية تكاليف التبادل قدم كل من سايرت و مارش تفسير لبعض‬
‫الجوانب السلوكية و االقتصادية في المنظمات خالل نظرية الوكالة او نظرية المنشروع‬
‫‪ agency Theory of the firm‬و ترى النظرية ان مالك المنظمة و أصحاب رأس المال‬
‫يوظفن وكالء عنهم ( وهم المديرون و العاملون ) الذين يقومون بالتبعية بالسيطرة على المنظمة‬
‫و يتخذون قرارات يمس بعضها شكل و مالمح الممارسات و األنشطة و الهياكل التنظيمية ‪.‬‬
‫و تبدأ هذه النظرية في شرح كيف يود مالك المنظمة ( او اصحاب رأس المال ) و تمثلهم‬
‫الجمعية العمومية للمساهمين تحقيق ارباح المنظمة ‪ ،‬وهم في ذالك يفترضون توافر معلومات‬
‫كاملة ‪ ،‬و ان القرارات ستكون رشيدة ‪ ،‬و تبعا لذالك فإنهم يرون ان هياكل التنظيم و كل‬
‫الممارسات التنظيمية ستكون رشيدة ‪ ،‬على األخص اتخاذ القرارات ‪ ،‬و يمارس اصحاب رأس‬
‫المال سلطتهم في الرقابة على المشروع من خالل اجتماع الجمعية العمومية للمساهمين ‪،‬‬
‫ويصوتون على عزل او بقاء مجلس اإلدارة ‪ ،‬و يتم ذالك من خالل فحص الحسابات الختامية‬
‫‪7‬‬
‫الخاصة باألرباح و الخسائر ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أحمد ماهر ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪182‬‬
‫‪7‬‬
‫أحمد ماهر ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪184-183‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثير أصحاب رأس المال في نظرية المشروع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إال ان تأثير أصحاب رأس المال محدود و ضعيف لألسباب التالية ‪:‬‬
‫عدم قدرتهم على معرفة كل ما يحدث في المنظمة ‪ ،‬و عدم معرفتهم بتلك القوى المؤثرة‬ ‫‪-1‬‬
‫على المشروع ‪.‬‬
‫عدم تفرغهم للرقابة على المنظمة ‪ ،‬و أن القليل منهم هم من يحضرون اجتماع الجمعية‬ ‫‪-2‬‬
‫العمومية للمساهمين ‪.‬‬
‫تأثيرهم جزئي و محدود ‪ ،‬و ذالك ألن عددهم كبيرجدا ‪ ،‬و أن من يحضر اجتماع الجمعية‬ ‫‪-3‬‬
‫العمومية قليل ‪ ،‬وأن من يود التدخل في القرارات و الرقابة عددهم أقل ‪ ،‬وإن عدد‬
‫القادرين على هذا التدخل أقل كثيرا ‪.‬‬
‫في الجانب اآلخر من النظرية يظهر المديرين و الموظفين ‪ ،‬الذين يعملون كوكالء عن أصحاب‬
‫رأس المال ‪ ،‬أي ان المديرون و الموظفون يعملون نيابة عن أصحاب رأس المال في تحقيق‬
‫األرباح و تصبح اليد العليا ‪ ،‬في الواقع العملي ‪ ،‬في يد المديرين و الموظفين ‪ ،‬و ذالك لفهمهم‬
‫الكامل بما يحدث في إدارة المنظمة ‪ ،‬و لقدرتهم على اتخاذ القرارات بشكل يومي في كل أمور‬
‫الشركة ‪ ،‬ولعالقتهم الوطيدة بكل االطراف ذات المصلحة و المستفيدة من المنظمة ‪ ،‬و اهمهم‬
‫الموردون ‪ ،‬و المنافسون ‪ ،‬و البنوك ‪ ،‬و العمالء ‪ ،‬و المنافسون ‪ ،‬ويقوم المديرون بإتخاذ قرارات‬
‫تمس حياة المشروع ‪ ،‬و في هذه القرارات سيكونون منحازين الى أهدافهم الشخصية ‪ ،‬وبالطبع ال‬
‫مانع من تحقيق أهداف الربح ألصحاب رأس المال وهم يحققون مقدار الربح الذي يسمح لهم‬
‫‪8‬‬
‫بالبقاء في المنظمة ‪ ،‬و يسمح لهم بتحقيق أهدافهم الشخصية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أحمد ماهر ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪184-183‬‬
‫خـــاتمة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وخالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت‬
‫حول النظريات المعاصرة للتنظيم و نماذج لها يمسكننا استخالص النتائج التالية ‪:‬‬
‫ان التنظيم يعتبر وسيلة لتحقيق االنسجام و تالفي االزدواجية و االستفادة من القدرات و‬ ‫‪-‬‬
‫الطاقات و تحديد العالقات بين اإلفراد و بين اإلدارات و المساعدة على التدفق السلس‬
‫للمعلومات و توحيد الجهود و ترشيد االنفاق و توزيع الصالحيات ‪.‬‬
‫تتماشى نظرية السوق و تكلفة التبادل مع توجهات االنظمة التي تهدف الى ضرورة القيام‬ ‫‪-‬‬
‫بالواجبات و حماية الحقوق ‪ ،‬وفق تنظيم دقيق ينسجم مع القواعد الحديثة ‪.‬‬
‫كما و تتحد اهتمامات نظرية الوكالة و نمط التصميم التنظيمي الذي يتناسب و المنظمات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارية المختلفة ‪ ،‬وفقا لإلعتبارات و المحددات الخاصة بكل منهما ‪ ،‬فهي تقدم وصفات‬
‫عامة لما يجب لتحسين مواصفات التنظيمات وفق األسس العلمية و ذالك بهدف تحسين‬
‫االداء و الفعالية حيث ان هناك ارتباطا بين نمط التصميم التنظيمي و الفعالية التنظيمية ‪،‬‬
‫فوحدة التحليل في نظرية التنظيم في التنظيم اإلداري من منظور شمولي حيث تهتم‬
‫بالهيكل التنظيمي و محدداته من حيث الحجم و نوعيته المهمة و نوع التكنولوجيا‬
‫المستخدمة و البيئة التي يعمل فيها التنظيم ‪.‬‬
‫نستنتج في األخير ان االهتمام الرئيسي في التنظيم الحديث و التي من بينها نظريتي السوق و‬
‫تكلفة التبادل و نظرية الوكالة او المشروع ينصب على تجزئة العمل المراد انجاظه و تحديد‬
‫جماعة العمل و تشكيل مراتب السلطة و إيجاد توازن بين السلطة و المسؤولية فتهتم هذه‬
‫النظريات المعاصرة باعتبارها نظريات إدارية على افتراض وجود عالقة بين نمط السلوك و‬
‫الكفية االنتاجية ‪ ،‬فالنظريات التنظيمية بإفتارضها حل اإلنسان و سلوكه تحدد نمط التعامل الواجب‬
‫اتباعه مع هذا اإلنسان لزيادة انتاج و تحسين اآلداء ‪.‬‬
‫قـــائمة المراجع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أحمد ماهر ‪ ،‬نظرية التنظيم الماضي و الحاضر و المستقبل ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االسكندرية ‪.2017 ،‬‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نظرية المنظمة و التنظيم ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار وائل للنشر ‪ ،‬األردن ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.2008‬‬
‫فاروق عبد فليه ‪ ،‬السيد محمد عبد المجيد ‪ ،‬السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات‬ ‫‪-3‬‬
‫التعليمية ‪ ،‬دار المسيرة ‪ ،‬عمان ‪.2005 ،‬‬
‫قوي بوحنية ‪ ،‬االتصاالت اإلدارية داخل المنظمة ‪ ،‬ديوان المطبواعت الجامعة‬ ‫‪-4‬‬
‫الجزائر ‪.2010 ،‬‬
‫نويرة عمار ‪ ،‬اقتصاد دولي ‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية منشورة ‪ ،‬موجهة لطلبة الثالثة‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ LMD‬تخصص تجارة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬قسم‬
‫العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪.2014-2013 ،‬‬

You might also like