You are on page 1of 11

‫مقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إدارة الجودة‬

‫‪-‬المطلب االول‪:‬إدارة الجودة الشاملة‬

‫‪-‬المطلب الثاني‪ :‬تقنيات إدارة الجودة الشاملة‬

‫‪-‬المطلب الثالث‪:‬فوائد ادارة الجودة الشاملة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬المطلب االول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬المطلب الثاني‪ :‬أنواع الذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬المطلب الثالث‪:‬مميزات وعيوب الذكاء االصطناعي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ادارة الجودة والذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬المطلب االول‪ :‬عالقة ادارة الجودة بالذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬المطلب الثاني‪ :‬أثر الذكاء االصطناعي على جودة القرار االداري‬

‫‪-‬المطلب الثالث‪ :‬طريقة دمج الذكاء االصطناعي واالدارة اللينة‬

‫خاتمة‬

‫المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫في ظّل التطُّو ر‪ ،‬واالِّتساع الحاصل على ُم ستوى العاَلم‪ ،‬بات العاَلم قريًة صغيرة‪ ،‬وباتت المعلومة‪،‬‬
‫والمعرفة ِس لعًا ُتشترى‪ ،‬وُتباع‪ ،‬مّم ا أّد ى إلى ظهور الحاجة إلى تقديمها بسرعة كبيرة‪ ،‬وبشكل تناُفسّي ؛‬
‫بهدف إرضاء العمالء؛ فظهرت الحاجة إلى تطوير األنظمة‪ ،‬واآللّيات‪ ،‬والعاملين‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫االهتمام برفع مستوى الكفاءة‪ ،‬وبالتالي الحاجة إلى ما ُيسَّم ى ب(الجودة الشاملة)‪ .‬وبالنظر إلى ما سبق‪،‬‬
‫فإّنه ال ُبّد من توضيح ماهّية الجودة‪ ،‬والجودة الشاملة‪ ،‬وصوًال إلى التعريف بإدارة الجودة الشاملة؛‬
‫حيث وردت كلمة (الجودة) في المعجم على أّنها مصدر الفعل (جاَد )‪ُ ،‬يقال‪ُ :‬ع ِر َف ِبَج ْو َد ِة ِص َناَع ِتِه ؛ أي‬
‫ِبِإْتَقاِنَها‪َ ،‬و َطِبيَع ِتَها الَج ِّيَد ِة ‪ ،‬وهي تعني في اللغة‪ُ :‬م جَم ل الِّسمات‪ ،‬والخصائص لُم نَتج‪ ،‬أو الخدمة التي‬
‫تجعله قادرًا على تلبية االحتياجات المذكورة صراحة‪ ،‬أو الُم ضَّم نة‪ .‬أّم ا اصطالحًا‪ ،‬فقد عَّر ف (المكتب‬
‫القومّي للتنمية االقتصادّية في بريطانيا) والذي ُيعَر ف اختصارًا ب(‪ )NEDO‬الجودة الشاملة على أّنها‪:‬‬
‫"الوفاء بُم تطَّلبات السوق‪ ،‬من حيث التصميم‪ ،‬واألداء الجّيد‪ ،‬وخدمات ما َبعد الَبيع"‪ ،‬وعّر فها (المعهد‬
‫األمريكّي للمعايير) والذي ُيعَر ف اختصارًا ب(‪ )ANSI‬على أّنها‪ :‬مجموعة من الخصائص‪ ،‬والصفات‬
‫التي تتعَّلق بالخدمة‪ ،‬أو الُم نَتج؛ للوفاء باحتياجاٍت ُم عَّينة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إدارة الجودة‪:‬‬

‫المطلب االول‪:‬إدارة الجودة الشاملة‬

‫تعَّد دت تعريفات إدارة الجودة الشاملة؛ ِتبعًا الختالفات العلماء في تعريفها‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬

‫‪-‬عَّر فتها (الُم نَّظمة الدولّية للتوحيد‪ ،‬والقياس) على أّنها‪" :‬تكاُم ل الخصائص‪ ،‬والَم عاِلم الُم رتِبطة بُم نَتج‪،‬‬
‫أو خدمة ما‪ ،‬بما ُيؤّد ي إلى تلبية احتياجات‪ ،‬وُم تطَّلبات ُم حَّد دة من قبل بدّقة"‪.‬‬

‫‪-‬عَّر فها (معهد المقاييس البريطانّي ) على أّنها‪" :‬فلسفة إدارّية تشمل كاّفة نشاطات الُم نَّظمة التي من‬
‫خاللها يتّم تحقيق احتياجات‪ ،‬وتوُّقعات العميل‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬وتحقيق أهداف الُم نَّظمة بأكفأ الطرق‪ ،‬وأقّلها‬
‫تكلفة‪ ،‬عن طريق االستخدام األمثل لطاقات العاملين جميعهم بدافع ُم ستِم ٍّر للتطوير"‪.‬‬

‫‪-‬عَّر فها (جوزيف جوران) على أّنها‪" :‬عملّية إدارّية ُتؤّد يها الُم نَّظمة بشكل تعاونّي ؛ إلنجاز األعمال‪،‬‬
‫من خالل االستفادة من القدرات الخاّص ة بكٍّل من اإلدارة‪ ،‬والعاملين؛ لتحسين الجودة‪ ،‬وزيادة اإلنتاجّية‬
‫بشكل مستمّر ‪ ،‬عن طريق ِف َر ق العمل‪ ،‬وباالسترشاد بالمعلومات الدقيقة؛ للتخُّلص من كّل أعمال الَهْد ر‬
‫في الُم نَّظمة"‪.‬‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة‪ ،‬يمكن استنتاج أّن إدارة الجودة الشاملة تعني‪ :‬مجموع الجهود التي‬
‫يبذلها العاملون‪ ،‬والمدراء؛ بهدف ضمان رضا العمالء على المدى الطويل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقنيات إدارة الجودة الشاملة‬

‫هناك العديد من التقنيات التي يمكن اعتمادها عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬تفويض الُّس لطة‪ :‬حيث يتّم في هذه التقنية نقل جزء من الُّسلطة إلى العاملين؛ بهدف إنجاز العمل‬
‫بشكل جّيد‪ ،‬وفّعال‪ ،‬علمًا بأّن هذه التقنية تساعد على جعل المحاسبة واضحة في حال التقصير في أداء‬
‫المهاّم ‪- .‬اإلدارة بالنتائج‪ :‬حيث يكون قياس األداء بشكل دورٍّي ‪ ،‬مّم ا ُيحِّسنه‪ ،‬ويرفع منه‪.‬‬

‫‪-‬تطوير المدراء‪ :‬حيث ُتَعُّد هذه التقنية مهّم ة أكثر من إدارة األفراد؛ لما لها انعكاس على جعل الجودة‬
‫الشاملة أفضل‪ ،‬إذ إّن عدم تطويرهم قد يؤّد ي إلى تنميتهم لعادات غير بّناءة‪ ،‬مّم ا قد ُيهِّد د فلسفة إدارة‬
‫الجودة الشاملة في الُم نَّظمة‪ ،‬مثل استخدام أسلوب االستبداد الذي يؤِّثر في أداء العاملين بشكل سلبّي ‪.‬‬

‫‪-‬االبتكار‪ :‬ويعني التفُّر د‪ ،‬واإلبداع في اقتراح األفكار الُم تمِّيزة؛ بهدف حّل المشاكل التي تواجه‬
‫الُم نَّظمة‪ ،‬أو تحقيق األهداف المنشودة‪ ،‬وهذا يتطّلب إقصاء الوسائل القديمة‪ ،‬واستبدالها بأخرى جديدة‪،‬‬
‫وُم بتَك رة‪ ،‬واحترام األفكار التي يتّم طرحها‪ ،‬ومناقشتها؛ للخروج بما هو أفضل‪.‬‬

‫‪-‬بناء ِفَر ق عمل‪ :‬حيث إّنه عندما تكون الروح المعنوّية الجماعّية مرغوبة‪ ،‬فإّن هذا من شأنه أن‬
‫ينعكس إيجابًا على تحسين نوعّية القرارات التي يتّم اِّتخاذها‪ ،‬وتحسين جودة التواصل بينهم‪ ،‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أّنه ال ُبّد لكِّل قائد من أن يَّتصف بالشخصّية القيادّية‪ ،‬مثل‪ :‬احترام الرأي اآلخر‪،‬‬
‫والمقدرة على اإلبداع‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والتيُّقظ‪ ،‬وااللتزام‪ ،‬وما إلى ذلك من صفات قيادّية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬فوائد ادارة الجودة الشاملة‪:‬‬

‫هناك العديد من الفوائد إلدارة الجودة الشاملة‪ ،‬وفي ما يأتي بعٌض من هذه الفوائد‪:‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى تحقيق رضا العميل‪.‬‬

‫‪-‬الحفاظ على نشاط الُم نَّظمة‪ ،‬وتجديد العملّيات اإلنتاجّية‪ ،‬بما يضمن البقاء للُم نَّظمة‪ ،‬وحصولها على‬
‫االعتراف الدولّي ‪ ،‬والمحّلي‪ ،‬والتحسين الُم ستمّر في العمل‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز المقدرة التناُفسّية‪ ،‬وزيادة الربحّية‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع العمل الجماعّي ‪ ،‬وتحسين التواصل بين العاملين جميعهم‪ ،‬مّم ا يساهم في حّل المشكالت التي‬
‫تواجه الُم نَّظمة‪ ،‬وبالتالي زيادة الفعالّية التنظيمّية‪.‬‬

‫‪-‬تحسين جودة الخدمات‪ ،‬والُم نَتجات‪ ،‬وفتح المجال أمام إنشاء األسواق الجديدة‪.‬‬

‫‪-‬أداء األعمال‪ ،‬والَم هاّم بطريقة صحيحة‪ ،‬مع ضمان السرعة في االستجابة للُم تغِّيرات‪.‬‬

‫‪-‬تطوير مهارات‪ ،‬وقدرات العاملين‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهوم الذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫يرتبط مفهوم الذكاء االصطناعي باإلنجليزية ‪ :))Artificial Intelligence‬بالذكاء المرتبط باألجهزة‬


‫الرقمية أو اإللكترونية مثل؛ الكمبيوتر‪ ،‬األجهزة الخلوية أو الروبوتات‪ ،‬ويعبر الذكاء االصطناعي عن‬
‫قدرة هذه األجهزة الرقمية على أداء المهمات المرتبطة بالكائنات الذكية‪.‬‬

‫ينطبق مصطلح الذكاء االصطناعي على األنظمة التي تتمتع بالعمليات الفكرية لإلنسان مثل؛ القدرة‬
‫على التفكير‪ ،‬واكتشاف المعنى والتعلم من التجارب السابقة‪.‬‬

‫ومن األمثلة على العمليات التي تؤديها األجهزة الرقمية والتي تعود لوجود الذكاء االصطناعي؛‬
‫اكتشاف البراهين للنظريات الرياضية‪ ،‬ولعب الشطرنج‪ ،‬والتشخيص الطبي‪ ،‬ومحركات البحث على‬
‫الشبكة والتعرف على الصوت أو خط اليد‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الذكاء االصطناعي‬

‫فيما يأتي أنواع الذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫اآلالت التفاعلية (‪ )reactive machines‬تعرف اآلالت التفاعلية بأنها أبسط مستوى موجود‬
‫للروبوت‪ ،‬إذ إّن ها آلة مصممة للتعامل مع نوع واحد من البيانات والرد على المواقف الحالية فقط‪ ،‬وهي‬
‫آالت غير قادرة على إنشاء الذكريات أو استخدام المعلومات الحالية لبناء واتخاذ القرارات المستقبلية‬
‫للتحسين من مستواها أو تطوير ذكائها‪ ،‬وهي فقط مصممة للرد على الموقف الحالي‪.‬من أمثلة اآلالت‬
‫التفاعلية؛ اآلالت المصممة للعب الشطرنج ضد اإلنسان مثل (‪ )Deep Blue‬من (‪ ،)IBM‬حيث إّن هذه‬
‫اآللة مصممة للرد على حركات الالعب من خالل تقييم القطع على رقعة الشطرنج وتحريكها وفًقا‬
‫الستراتيجيات اللعب المشفرة لديها‪.‬‬

‫الذاكرة المحدودة (‪ )limited memory‬تعد آلة الذاكرة المحدودة آلة قادرة على تخزين عدد محدود‬
‫من المعلومات المبنية على البيانات التي تعاملت معها آلة الذاكرة المحدودة سابًقا‪ ،‬بحيث يمكن آللة‬
‫الذاكرة المحدودة بناء المعرفة عن طريق الذاكرة وذلك عند اقترانها مع البيانات المبرمجة مسبًقا لديها‪.‬‬
‫[‪ ] ٥‬من أمثلة اآلالت التي تستخدم الذاكرة المحدودة؛ السيارات ذاتية القيادة‪ ،‬بحيث تخزن هذه السيارات‬
‫البيانات المبرمجة مسبًقا مثل؛ الخرائط أو العالمات المرورية‪ ،‬ومقارنة هذه البيانات المخزنة مع‬
‫المعلومات المحيطة بالسيارة مثل؛ سرعة واتجاهات السيارات القريبة وحركة المشاة جنًبا إلى جنب‬
‫واتخاذ اإلجراء المناسب بناًء على هذه البيانات‪.‬‬

‫نظرية العقل (‪ )theory of mind‬استخدمت نظرية العقل في تصميم الروبوت الشهير صوفيا‪ ،‬وهو‬
‫روبوت قادر على استخدام المعلومات في التفاعل مع المواقف بطريقة تشبه اإلنسان‪ ،‬والتي من شأنها‬
‫تعليم اآللة أو الروبوت كيفية التصرف في موقف مختلف وجديد‪ .‬تستند نظرية العقل في تطوير‬
‫وتصميم الروبوتات التي تستخدم كروبوتات محادثة إلى العقل البشري الذي يستند إلى المشاعر‬
‫واألفكار الموجودة لدى اإلنسان قبل أن يقوم بعملية اتخاذ القرار‪ ،‬بحيث يقوم روبوت نظرية العقل‬
‫صوفيا بالتحدث إلى البشر‪ ،‬واستخدام المعلومات والصور في اتخاذ القرار والرد على البشر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إظهار تعبيرات وجهية مبهرة‪.‬‬
‫الوعي الذاتي (‪ )self-awareness‬تعد أجهزة الوعي الذاتي هدًفا نهائًي ا لوجود الذكاء االصطناعي‪،‬‬
‫وهي أجهزة غير موجودة حالًي ا‪ ،‬فهذه اآلالت لديها وعي بمستوى اإلنسان العقلي وتفهم سبب وجودها‬
‫في هذا العالم‪ ،‬بحيث ال تطلب اآللة شيًئا تحتاجه فحسب‪ ،‬وإ نما تفهم أنها بحاجة إلى شيء ما‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن اآللة تفهم حالتها الداخلية بعمق وتستطيع التنبؤ بمشاعر اآلخرين من حولها تماًم ا كالبشر‪.‬‬
‫على سبيل المثال عندما يصرخ شخص أمامنا فإننا ندرك أنه غاضب‪ ،‬وهذا االستنتاج مبني على‬
‫المشاعر التي يشعرها الشخص نفسه‪ ،‬بحيث تعود هذه االستنتاجات إلى وجود العقل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬مميزات وعيوب الذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫العيوب‬ ‫المزايا‬
‫تطبيقاته مكلفة‪.‬‬ ‫جيد في الوظائف الموجهة نحو تفاصيل معينة‪.‬‬

‫محدودية الخبراء العاملين في مجال الذكاء‬ ‫تقليل الوقت المستهلك في تنفيذ المهام المليئة‬
‫االصطناعي‪.‬‬ ‫بالبيانات‪.‬‬
‫عدم القدرة على نقل المعلومات من مهمة إلى‬ ‫تقديم نتائج متسقة‪.‬‬
‫أخرى‪.‬‬

‫تطلب خبرة فنية عميقة‪.‬‬ ‫تقديم وكالء افتراضيين مدعومين بالذكاء‬


‫االصطناعي‪.‬‬
‫إن لكل شيء فوائد‪ ،‬ولكن غالًب ا ما يقابلها عيوب ومضار‪ ،‬وفيما يأتي توضيح لمزايا وعيوب الذكاء‬
‫االصطناعي‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ادارة الجودة والذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬عالقة ادارة الجودة بالذكاء االصطناعي‪:‬‬

‫في ظل الحديث المستمر عن االستغناء عن العامل البشري‪ ،‬يجب أن ال يغيب عن البال أهميته الكبيرة‪.‬‬
‫يجب على الشركات التي ترغب بمراعاة مبادئ اإلدارة اللينة عند تطبيق تكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬
‫أن تبدأ بمواءمة التوقعات بين فرق العمل التي ستعمل بشكل مباشر مع حلول الذكاء االصطناعي‪ .‬عند‬
‫مواءمة التوقعات‪ ،‬بإمكان الفرق أن تستخدم عمليات اإلدارة اللينة من أجل معالجة أكبر المخاطر‬
‫المرتبطة بالذكاء االصطناعي‪ ،‬وهي عدم االتساق بين األهداف وانفصال القوى العاملة عن العمل‬
‫خالل المراحل األولى من التطبيق‪.‬‬

‫يمكن القول أن نهج اإلدارة اللينة ليس بسيًطا‪ ،‬فهو يتطلب نمذجة البيانات بشكل متكرر والحصول على‬
‫مالحظات متسقة من المستخدمين مع بدء عملية التنفيذ‪ .‬وفي بعض األحيان‪ ،‬تتطلب المالحظات من‬
‫مدراء اإلدارة اللينة أن يعيدوا رسم نهجهم المتبع‪ ،‬وهو جزء من عملية تطبيق الفلسفة اللينة‪ .‬وهذا‬
‫األمر غاية في األهمية لتحقيق نتيجة نهائية ناجحة تلبي احتياجات العمل مباشرة‪.‬‬

‫بعد التطبيق‪ ،‬يجب على فرق العمل أن تستمر باعتماد عملية الذكاء االصطناعي اللين ليس فقط في‬
‫المشاريع المستقبلية‪ ،‬بل أيًض ا في الجهود اليومية المستمرة للتحسين‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬سيتمكن‬
‫الذكاء االصطناعي اللين من تصميم عمليات من خالل استخراج مبادئ اإلدارة اللينة حسب الحاجة‬
‫والتخلص من حاجة الشركات للعنصر البشري من أجل إنجاز هذه المهمة‪.‬‬

‫بناء عليه‪ ،‬يتطلب الذكاء االصطناعي اللين جهوًد ا كبيرة ومتناسقة عبر فرق عمل مختلفة‪ ،‬بما فيها تلك‬
‫المتجذرة في الشركة كأصحاب المصلحة وعلماء البيانات والخبراء العاملين في أرض المصنع‪ .‬وتعد‬
‫مبادئ اإلدارة اللينة غاية في األهمية لهذه الفرق التي تعمل على إدراج الذكاء االصطناعي اللين في‬
‫ثقافتها‪.‬وعلى ذلك‪ ،‬تحظى الشركات التي دمجت بشكل صحيح بين الذكاء االصطناعي واإلدارة اللينة‬
‫بفوائد عظيمة تتجلى في زيادة القيمة للعمالء وتقليل الهدر وتعزيز جودة المنتجات والخدمات وتسريع‬
‫توصيل الخدمات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الذكاء االصطناعي على جودة القرار االداري‬


‫تتطلب المنتجات الصناعية المختلفة مراقبة جودة للتأكد من مطابقتها للمواصفات من حيث الحجم‬
‫والوزن واألبعاد المختلفة‪.‬‬

‫وابتكر فريق من الباحثين بمعهد فراونهوفر ألبحاث الكمبيوتر في ألمانيا برنامجا حوسبيا يحمل اسم‬
‫"ماركوس" لمراقبة مواصفات المكونات المختلفة أثناء عملية الصناعة‪.‬‬

‫وأفاد الموقع اإللكتروني "تيك إكسبلور"‪ ،‬المتخصص في التكنولوجيا‪ ،‬بأن البرنامج الجديد يطوع تقنيات‬
‫الذكاء االصطناعي والواقع المعزز للقيام بعمليات مراقبة بصرية من أجل المقارنة بين المنتج النهائي‬
‫والمواصفات األصلية المسجلة لنفس المنتج‪.‬‬

‫ويقول الباحث هولجر جراف‪ ،‬من معهد فراونهوفر‪ ،‬إن البرنامج "يتعرف على المنتج الجاري تصنيعه‬
‫ويرصد أي اختالفات بين أبعاده الفعلية والمواصفات األصلية المستهدفة"‪ ،‬مضيفا أن البرنامج يمكنه‬
‫أيضا "مراجعة أعمال التجميع التي تضم مكونات متعددة"‪.‬‬
‫ومن خالل تقنيات التعلم العميق‪ ،‬تم تدريب البرنامج على التعرف على المكونات والمنتجات الصناعية‬
‫المختلفة‪ ،‬دون أن يكون قد سجلها من قبل‪.‬‬

‫ويؤكد فريق الدراسة أن من مزايا هذا البرنامج سهولة استخدامه حيث يمكن تحميله على الهواتف‬
‫الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحي‪ ،‬وهو يستطيع مراجعة مواصفات المنتج بمجرد توجيه كاميرا‬
‫الهاتف الذكي صوبه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طريقة دمج الذكاء االصطناعي واالدارة اللينة‪:‬‬

‫إذا كنت تعتقد أن الذكاء االصطناعي هو سر التحول الرقمي لشركتك‪ ،‬فعليك مراجعة حساباتك‪.‬‬

‫يسّهل الذكاء االصطناعي التواصل بين األشخاص والماكينات وتبادل المعلومات‪ ،‬مما يسهل تصنيع‬
‫المنتجات وتعزيز الكفاءة في العمليات‪ .‬وكما استفاد الكثير من الشركات المصنعة من مبادئ اإلدارة‪،‬‬
‫من المتوقع أن يشكل الذكاء االصطناعي خطوة عظيمة إلى األمام في مجال تعزيز اإلنتاجية‪.‬‬
‫بحسب التقرير السنوي الصادر عن مجلة “ذا مانيوفاكتشرر” (أو الشركة المصنعة) البريطانية‪ ،‬يعتقد‬
‫‪ % 92‬من كبار الرؤساء في شركات التصنيع أن تقنيات “المصنع الذكي” كالذكاء االصطناعي‬
‫ستساعدهم على زيادة اإلنتاجية وتمكين العمال من العمل على نحو أذكى‪.‬‬

‫وكما سيسهل الذكاء االصطناعي على العمال التعامل مع األجهزة التكنولوجية والتفاعل معها‪ ،‬سيتسبب‬
‫أيًض ا باالستغناء عن خدمات اإلنسان في الكثير من مراحل التصنيع‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إن الذكاء‬
‫االصطناعي البراغماتي – أي التطبيق العملي للذكاء االصطناعي على مهام وعمليات محددة –‬
‫يتخلص من الحاجة إلى التدخل البشري في الحاالت المتقدمة‪ ،‬أي تلك التي يتفوق فيها أداء الماكينات‬
‫وسرعتها على سرعة البشر وأدائهم‪ .‬وقال كبير أخصائي الحلول في شركة مايكروسوفت جيمي هول‪:‬‬

‫“في حين تقوم شركات التصنيع بتجميع البيانات من األجهزة المتصلة بتقنيات الذكاء االصطناعي‬
‫سريعة التطور من أجل تمكين ’األجهزة الذكية’‪ ،‬سيؤدي ذلك بالمقابل إلى تحفيز سلوك ذكي تنعدم‬
‫بموجبه الحاجة إلى التدخل البشري أو تقل‪”.‬‬

‫ومن خالل التعلم الذاتي‪ ،‬سيؤدي الذكاء االصطناعي إلى تحسين جودة العمل وتقليص مهلة االنتهاء من‬
‫العمل وتقليل التكاليف المرتبطة بتطوير المنتجات‪ ،‬فيساهم بذلك بتغيير مالمح إدارة القوى العاملة‬
‫بشكل كامل‪ .‬إًذ ا‪ ،‬ما هو دور العنصر البشري اآلن؟‬

‫يكمن الدور الرئيس للذكاء االصطناعي‪ ،‬بوصفه أداة تكنولوجية‪ ،‬في رفع الفعالية بشكل مستمر‪ ،‬وذلك‬
‫يشبه إلى حد ما ارتكاز فلسفة اإلدارة اللينة على مبادئ التحسين المستمر وااللتزام بالتغيير‪ .‬لذلك‪ ،‬من‬
‫الضروري أن يقوم أصحاب المصلحة والمعنيون بمراعاة مبادئ اإلدارة اللينة عند استبدال بعض‬
‫األدوار البشرية التقليدية من أجل إدراج تكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫ومن خالل اعتماد الذكاء االصطناعي‪ ،‬يمكن تخفيض تكاليف التحويل بنسبة ‪ %70 ،%20‬منها ناتج‬
‫عن ارتفاع إنتاجية القوى العاملة‪ .‬وبذلك‪ ،‬ستتمكن الشركات المصنعة من خالل دمج الذكاء‬
‫االصطناعي بمبادئ اإلدارة اللينة من خلق ثقافة جديدة للشركة‪ ،‬ال تتسم فقط بعمليات أفضل‪ ،‬بل أيًض ا‬
‫بتكييف سير العمل مع الثقافة الجديدة‪ ،‬مما يسهل على الموظفين التخلي عن بعض المسؤوليات وتحمل‬
‫مسؤوليات جديدة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إدارة الجودة الشاملة تعتبر البوابة التي بإمكانها أن تحدث تغيير جذري في الثقافة التنظيمية داخل‬
‫المنشأة و تحويلها من األسلوب اإلداري التقليدي لألسلوب الحديث الذي يخدم تحقيق مستوى جودة‬
‫عالية للمنتج أو الخدمة والذكاء االصطناعي هو أّن الذكاء االصطناعي يحتاج إلى التعلم والدقة في‬
‫التعامل مع البيانات للتمكن مع القيام بالعديد من المهارات بسرعة‪ ،‬كما أنه عند االعتياد عليه وتعميمه‬

‫في المؤسسات والشركات فإنه يوفرالكثير من النقود عليها مقابل االعتماد على القوى البشرية‪ ،‬كما أّن‬
‫الذكاء االصطناعي يحقق الميزة التنافسية ويساعد في تحقيق العديد من األهداف والرؤى‪ ،‬ويمنح أولوية‬
‫لتسيير األعمال ذات األهمية الكبرى‪ ،‬كما يساعد الذكاء االصطناعي على اتخاذ القرارات الصحيحة‪.‬‬
‫يساعد الذكاء االصطناعي على الخروج بتوصيات عديدة مهمة‪ ،‬كما يسهل استخدام العديد من التقنيات‪،‬‬
‫فهو بمثابة ضابط االرتباط في أي مكان يطبق فيه‪ ،‬ويسهل القيام بحمالت التوعية واإلعالن‪ ،‬ويقلل‬
‫المخاطر المحتملة‪ ،‬وينقل العالم من التقليدية والنمطية إلى التطور السريع‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪1-‬د‪.‬توفيق محمد عبد المحسن ‪ ،‬التسويق و تدعيم القدرة التنافسية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مصر ‪2003‬‬

‫‪-2‬د‪.‬أحمد شاكر العسكري ‪ ،‬التسويق مدخل إستراتيجي ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪2000 ،‬‬

‫‪- 3‬حامد عبدهالل السقاف ‪ ،‬المدخل الشامل إلدارة الجودة الشاملة ‪ ،‬مطبعة الفرزدق ‪ ،‬السعودية ‪،‬‬
‫‪1998‬‬

‫‪ -4‬تقوم هذه القائمة من السمات الذكية على المواضيع التي تتناولها كتب الذكاء االصطناعي‬
‫الرئيسية‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬

‫‪Russell & Norvig 2003‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪Luger & Stubblefield 2004‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪Poole, Mackworth & Goebel 1998‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪Nilsson 1998‬‬ ‫‪o‬‬

You might also like